بارت5
دخل لوكاس لغرفته واغلقها على نفسه ،توجه
لسريره واستلقى ,دفن نفسه تحت الغطاء وبدا
بالبكاء ولكن ذلك لم يدم طويلا فقد منع نفسه من
البكاء فما عاد له نفع ، الأشخاص الذين كان
بانتظارهم رحلوا ولن يعودو إلا بعد وقت طويل
وحياه الجحيم التي يعيشها لن ينقذه منها أحد غير
نفسه لكن هل حقا يستحق الأمر ؟ لقد كان سببه
الوحيد هو ليكون مع أسرته ، كان هذا دافعه, ظل
يتسائل هل يجب أن يستمر ؟ هل هم حقا تخلوا
عنه وسيبقى بعيدا ل 3 سنوات عنهم ؟ بدأ يكرهها
حقا ، يتذكر صوت عمته والحقد يتسلل لقلبه
#لوكاس
اشعر بشعور فضيع ، هل حقا هم اعتادوا غيابي
وما عاد هناك مشكله في تركي وحدي طول هذه
المده ؟ كان يجب ان لا اكذب واخبرهم الحقيقه لكن
.... انا فعلت ذلك .... انا لم ارد لهم ان يتاذوا او
يقلقوا هل اخطات بهذا ؟! انا حقا أشعر اني لم أعد
مهما لديهم ، لا رغبه لي في سماع صوتهم مجددا
لان قلبي مكسور الآن !
ترك هذه الأفكار لينام ويترك التفكير لوقت لاحق أما
ميارا فقد بدأت تقلق فهو لا يفعل ذلك في العاده ،
كانت ميارا في البدايه تفعل ذلك بسبب الفضول لكن
الآن صارت تعتبره كشقيقها الصغير وترغب في
أن تساعده ولكن لم تعلم ما حصل لذا ظلت محتاره
مر أسبوعان على ذلك ولوكاس لا يخرج من المنزل
ابدا وقد اقفل باب المنزل أيضا فلم تستطع ميارا
الدخول ، ظلت تأتي كل يوم وهو لا يفتح حتى
قررت في أحد الأيام أن تدخل من النافذه فقد قلقت
عليه ولم تعد تستطيع الانتظار ، تسللت إلى الخلف
وكانت النافذه مغلقه ، حملت حجرا ورمته فانكسر
الزجاج مما اعطاها مجال لادخال يدها ففتحتها
وتسلقت ودخلت إلى الداخل وتحركت بسرعه نحو
غرفته وفتحت الباب لتصدم بما رأته لقد ظلت
متجمده في مكانها
كان لوكاس يمارس تمارين رياضيه ويستمع
للموسيقى لذا لم يسمع صوت تحطم الزجاج أو
صوت فتح الباب لكن ما صدمها هو جسد لوكاس
الذي صار نحيفا ، لقد فكرت ميارا
( هل هذا حقا لوكاس ؟)
كان جسده نحيفا بحيث أن ملابسه تبدو
عريضة جدا عليه وشعره الأشقر المائل للبني( بني
فاتح ) منسدل على عينيه كان جذابا جدا حتى أنها
لم تصدق أن هذا لوكاس كان جذابا أكثر من ما
توقعته في الوقت نفسه اقلقها اصفرار وجهه والذي
كان اشاره سيئه وبالطبع هو لم يعلم بهذا التغيير
فهو قد فعل ما قالته ولم ينظر في المرآه
فجأءه توقف ليرتاح رفع راسه ليراها وتتسع عيناه
أبعد السماعة سريعا و نهض لكنه كاد يفقد توازنه
فاستند بيده بالسرير وقال بهدوء
( مرحبا !كيف دخلتي ؟)
اقتربت منه دون أن تقول كيف وقالت بقلق
( اخبرني انك لم تترك الطعام طوال هذين
الأسبوعين أرجوك ! )
اشاح بوجهه بعيدا فهو بالفعل لم يأكل شيئا ابدا
عدا عن القليل من الخضار والكثير من الماء
وهذا كان واضحا من وجهه المصغر تماما كحبه
ليمون اضافه لكونه كاد يفقد توازنه حين وقف ،
صمتت ميارا وسحبته من يده سريعا فاعترض قائلا
( إلى أين !)
نظرت اليه ميارا بغضب وهي ما تزال ممسكه بيده
وقالت
( انا من اخبرك أن تتبع حميه ولكن ما فعلته انتحار !
هل تعتقد أن جسدك لعبه تجرب عليها ما تشاء !هناك
شروط وقواعد لاتباعها والا أضرارها ستكون
أكبر من نفعها وبما اني من شجعك أشعر اني السبب
فيما اصابك لذا سنذهب للمشفى وستخبرني بكل
شيء في الطريق ولا أقبل اي اعتراض !)
خفض لوكاس راسه وقال
( انا بخير. .)
صمتت ميارا لثواني استدارت وصارت أمامه و
قامت بصفعه فجأءه لتتوسع عيناه ويضع يده
على خده مصدوما وقالت بغضب
( لا تجادلني ! ان اصابك مكروه ساكون انا السبب لذا
اتبعني وحسب !)
صمت لوكاس وتبعها بهدوء وهي كانت تشعر بالذنب
ولم تسأل شيئا حتى وصلا للمشفى وبمجرد أن دخلا
استقبلتهما الطبيبة التي فور رؤيته قالت
(هذا الفتى لديه فقر دم حاد ! منذ متى لم تأكل ! )
أجابت ميارا عنه بسرعه وانزعاج وهي ما تزال
تقبض على يده
( اسبوعين لأجل حميه غبيه !)
نظرت اليه الطبيبة وتنهدت وقالت
( سنتحدث بشأن تصرفك الغبي لاحقا لكن الان
يجب أن تبقى في المشفى حتى إشعار آخر فجسدك
يحتاج إلى تغذية ولانك تركت الطعام طويلا
ستحتاج معدتك وقتا حتى تعود لطبيعتها حتى ذلك
الحين ستعتمد على المغذي !)
قال لوكاس بانفعال
( لكن اكره المشفى !ألا يمكن أن أبقى في المنزل ؟)
نظرت اليه ميارا بغضب أما الطبيبة قالت بشيئ
من المرح
( تهورك السبب فتحمل النتائج ستبقى هنا يعني
ستبقى ! الآن هيا بنا إلى غرفتك ! وانتي يا انسه
هل ستبقين معه ؟ )
تنهدت ميارا وادخلت يدها بين خصلات شعرها وقالت
( أن لم افعل من يدري ما قد يفعله !انا السبب
فيما حدث لذا سأبقى معه !)
نظر اليها لوكاس بشيء من الحزن فهو جعلها تشعر
بالذنب ففكر بأفضل طريقه لجعلها تتحسن وهي
أخبارها بما حدث وما فعله خلال تلك المده ، ظل
يسير خلفها وهو يشعر بالخجل من تصرفه لذا لم
يجرا أن يتحدث حتى وصلا لغرفه متوسطه الحجم
بها سريران ابيضان يفصل بينهما ستارة بيضاء
وبجانبه طاولة تحوي بعض الأدوية والمعدات
الطبيه ، استلقى لوكاس على أحدها بعد أن عاد
الدوار إليه بينما جلست ميارا على السرير المقابل
ليقول بعد أن أخفى نصف وجهه بالغطاء
( اسف ميارا !لم أقصد ذلك لكن صدقيني
ستعذرينني حين تسمعين ما حدث !)
تنهدت ونظرت اليه وقالت بعصبية
( لا سبب مقنع لتدمير صحتك بهذا الشكل! أخبرني
ماذا حدث !ماذا اخبروك ؟)
أبعد الغطاء قليلا وقال بحزن
( لن يعودوا لمده سنتين اخريين ! لقد توسع العمل
ولن يستطيعوا العوده !في الواقع قالت عمتي أن
امي مرضت لانها تشعر بالذنب وبعدها فقط لم
استطع قول شيء وانقطع الخط أو بالأحرى جولي
قطعته لأجلي ! أوه صحيح ان كنتي ستقولين من
جولي فهي الفتاه التي تعمل في المحل ، انا لم اتصل
بهم من وقتها واظنهم قلقين لكن انا حقا أمر بوقت
عصيب واشعر اني نادم على تركهم يذهبون ! يبدو
أنهم اعتادوا غيابي وما عاد هناك مشكله لديهم !
لقد شعرت بحزن فضيع وقررت أن اتغير حتى إذا
التقينا يوما ما لن يعرفوني حتى ! فقدت شهيتي
وبدأت اكره الطعام واستمررت باتباع نصائحك
من حيث التمارين وعدم رؤيه شكلي وظننت أن
الشعور بالدوار طبيعي ! أرجوكي لا تغضبي ليس
لدي غيركي لاكلمه لذا أرجوك سامحيني )
تنهدت ميارا فقد عرفت الآن سبب تصرفاته ولا يمكن
أن تلومه في الوقت نفسه هو أخطأ بحق نفسه
فها هو يدفع ثمن تصرفه بصحته ، كان عليه أن
يكون حذرا فالحميه تحتاج لتخطيط لا فعل شيء
كهذا وهو سيدفع ثمن تصرفه لوقت طويل ففقر
الدم لن يزول بسهوله ! اضافه إلى أن الطبيبة تشك
بسوء تغذيه لديه وهذا سيزيد من سوء صحته
# ميارا
أفهم الآن سبب تصرفه لكن لقد أخطأ بحق نفسه !
سيكون عليه التعامل مع مرض عضوي اضافه إلى
المشاكل النفسيه ، لو تصرف بطريقه أفضل كان
يمكن حل الأمور بطريقه أفضل لكن ما حدث حدث
يجب الآن أن نعتني بصحته اضافه للحمية وتغيير
شخصيته قليلا ! رغم أني أشعر بالفعل انه بدأ
يتغير لكن يحتاج إلى بعض الثقه والمعرفه والقوة
البدنية ولكن هذا يجب أن ينتظر حتى تتحسن
صحته! وأيضا يجب أن يتصل بهم حتى لا يقوموا
بأي شيء أحمق !
#الراويه
نظرت ميارا إلى لوكاس وقالت
( اسمع هل تريد الاتصال بعائلتك ؟)
اشاح لوكاس بوجهه وقال
( انا اشتاق لهم لكن أريد أن اتعلم أن لا أحتاج إليهم
فهم بالفعل يعيشون حياتهم هناك وبصراحه انا
أردت لهم ذلك ولكن لقد جرحني انهم سيتركونني
لسنتين اخريين لذا لا أرغب في الاتصال لبعض
الوقت !)
تنهدت ميارا وقالت
( توقعت هذا لذا عليك أن تتصل وتخبرهم انك
مشغول مع أصدقائك وان لا يقلقوا عليك فأنت
لن تتصل بهم لبعض الوقت ، أيضا اخبرهم أن هناك
مشكله في الهاتف لذا لم تتصل سابقا مفهموم؟ )
نظر اليها لوكاس وقال
( لكن كيف سأذهب ؟ )
ابتسمت وقالت
( لا تقلق يوجد هاتف في المشفى ساحظره !)
نهضت ميارا واحظرت الهاتف في الوقت الذي كان
فيه لوكاس يحاول تهدئه عقله وقلبه حتى
يستطيع ان يكلمهم جاءت ميارا وأعطته الهاتف
فاخذه منها ببطئ نظر اليه لعدة ثواني ثم ادخل
الرقم واتصل رد عليه هذه المره اكي التي قالت
( مرحبا ، من معي ؟)
تسلل الحزن لقلبه وخفض رأسه فشعرت ميارا بذلك
فتقدمت منه ووضعت ميارا يدها اسفل ذقنه
ورفعته للاعلى وقالت
( اكمل الأمر سريعا لا تزال مدينا لي بعد ما فعلته
لذا اكمل ما اخبرتك به وعد للنوم !)
نظر اليه باستغراب ولكنه شعر أنها تفعل ذلك لأجله
فابتسم وتحدث
( مرحبا اكي هذا انا لوكاس !)
لتنتفض اكي و تقول
( لوكاس !أين كنت !لما لم تتصل ! لقد كنا قلقين
عليك!لحظه سأذهب لاخبر امي !)
ركضت اكي بسرعه جنونيه فقد كانت حاله
والدتها النفسيه سيئه جدا منذ انقطاع الخط بينما
كان غضب لوكا قد كبر خلال ذلك ولكنه لم يكن
في مزاج يسمح له بالتقرب لسيا لذا اكتفى بجعلها
وسيلته لافراغ غضبه ولم يقصر في اهانتها بالالفاظ
الجارحة ، وصلت اكي لغرفه والدتها والتي كانت
تستلقي فيها ميا وبقربها ريو جالس يعتني بها لتقول
اكي
( امي لوكاس على الخط !)
نهضت ميا بسرعه من السرير واعتدلت في جلوسها
بينما توجه ريو
واستلم الهاتف منها ليتحدث للوكاس بنبره عتاب
( لوكاس ! لما لم تتصل ! هل تعلم كم قلقنا عليك !)
حين سمع لوكاس نبره صوت والده شعر ببعض
الذنب فقال سريعا
( اسف ابي كان هناك مشكله في الهاتف ومهما
حاولت الاتصال لم أنجح لذا وجدت هاتفا آخر وها
أنا اتصل ، كيف حالك وحال امي ؟ اسف على
اقلاقكم !)
أخذت ميا الهاتف من يد زوجها لتقول وقد أخذت
الدموع طريقة على خديها المتوردين
( أسفه لوكاس !انا حقا اسفه لاني ساتركك وحدك !
صدقني ليس بيدي شيء !)
أبعد لوكاس الهاتف قليلا عن أذنه وأخذ نفسا عميقا
ليهيء نفسه للكذب مجددا وقال بنبره مرحه
( لا بأس امي لا تقلقي سأكون بخير !)
استغربت ميا ذلك ولكنها توقعت انه يقول ذلك
حتى لا تلوم نفسها ولم تعلم ماذا تقول أكثر فقال
لوكاس قاطعا الصمت
( امي ، الهاتف لا يعمل لذا لن أستطيع الاتصال لبعض
الوقت لذا لا تقلقي علي مهما تأخرت فبالإضافة
للهاتف سأكون مشغولا مع اصدقائي لذا فقط
استمتعوا بوقتكم وانا سافعل المثل !)
قالت ميا بقله حيله بينما استعملت يدها الآخرى
لمسح دموعها
( ارجو منك أن تتصل على الفور حالما يتم
إصلاحه ! سانتظر مكالمة منك بفارغ الصبر !)
قال لوكاس
( حاظر امي وأيضا أخبري لوكا أنني مشتاق إليه
كثيرا فأنا لن أستطيع الاتصال به وابلاغه لذا
ابلغيه اني بخير وارجو ان يستمتع هو بوقته
ولا يقلق علي بعد الآن ! )
قالت ميا بحزن
( سابلغه فاعتني بنفسك !)
قال لوكاس
( حاظر وداعا !)
وأغلق الخط سريعا وسلمه لميارا ثم استلقى دون
قول اي كلمه وغطى وجهه وجسده كله بالغطاء
وظل يحارب دموعه التي كانت تحاول الهرب
من عينيه
خرجت ميارا من الغرفه لتعيد الهاتف للموضفه في
الوقت الذي توجهت فيه لخارج المشفى لتشتري
بعض الملابس للوكاس فقد فقد وزنه وصارت
الملابس كبيره جدا عليه اضافه إلى أنها ذهبت في
طريقها أيضا إلى المكتبه لتستعير بعض الكتب التي
ستساعد لوكاس على تحسين شخصيته فوجوده
في المشفى هو أفضل وقت لكي يدرس هذه الكتب
فلن يقوم المرء بشيء ممل بالنسبه له إلا حين يكون
في وضع أكثر مللا ، ذهبت إلى جولي لتستعير بعض
الكتب واخبرتها أيضا
( أن اتصل أهل لوكاس لا تردي او اخبريهم أن
الهاتف معطل !)
رفعت جولي رأسها وقالت بقلق
( لوكاس ؟! هل تعرفينه ؟ هل هو بخير ؟ لقد قلقت
عليه لما لم يعد يأتي ؟ )
تنهدت ميارا وقالت
( الغبي توقف عن تناول الطعام لكي يفقد وزنه لمده
اسبوعين وهو في المشفى الآن !)
توسعت عينا جولي وقالت بقلق
( حقا ! هل هو بخير !؟ كم سيبقى ؟ أرغب في
زيارته !)
قالت ميارا بابتسامه
( لوقت طويل ربما ، لكن تعالي اليوم أو غدا فهو
يشعر بالملل وسيسعد بوجودك !)
ابتسمت جولي وقالت
( حاظر ! شكرا على إخباري !)
استدارت ميارا مغادره وقد استعارت كتابين احدهما
( كيف تزيد ثقتك بنفسك والآخر كتاب لتعليم
اللغة الانكليزية فهي تريد تثقيفه جيدا وفي
الوقت نفسه تطوير شخصيته ، اشترت بعض
الثياب وعادت للمشفى ودخلت إلى غرفته لتجده
نائما وبعض الدموع عالقة برموشه فتنهدت وجلست
على السرير ووضعت الأغراض عليه بينما وضعت
الكتابين على الطاوله قرب لوكاس ونظرت إلى
لوكاس النائم بعمق ثم استلقت هي الاخرى ونامت
على السرير الآخر
في صباح اليوم التالي استيقظ لوكاس على صوت
الممرضة التي كانت تغير له السائل المغذي وغادرت
ففتح لوكاس عينيه ببطئ ورفع رأسه من الوسادة
ليشعر بالدوار يعود فوضع يده على رأسه واعتدل
في جلسته لينظر حوله وتذكر كل ما جرى ليخفض
رأسه بحزن بينما يغطي ملامح وجهه بخصلات
شعره رفع راسه ليرى ميارا النائمة بقربه فابتسم
لذلك فقد شعر انه ليس وحيدا بعد كل شيء ،
نظر الطاوله ليجد الكتب التي احظرتها ميارا فنظر
اليها لبضع ثواني ثم اشاح بوجهه ولكن لم يمر أكثر
من 10 دقائق واستسلم وأخذ الكتاب فقد كانت
الإجواء مملة ولا شيء لفعله ، أمسك بالكتاب ليقرا
العنوان فكان الكتاب هو الذي اختارته ميارا لتقوية
شخصيته ، فتح أول صفحه ليبدأ بقرائة المكتوب
كان يشعر بالملل في البدايه لكنه وقعت عينيه على
سطر دخل قلبه واعطاه اهتماما ،كان ذلك السطر قد
كتب فيه
( لا احد يستيطع العوده للماضي وبدء بدايه جديده
ولكن الجميع يستطيع ان يبدا من آلان ويصنع نهايه
جديده)
دخلت هذه الكلمات كشلال من الأمل مر على قلبه
وشعره أن التغير ممكن بدأ ينظر للكتاب بتمعن وبدأ
بالأندماج وشعر أن الكلمات كانت مفيده له فبدا
يقراه بفضول وحتى انه بدأ يقرأ بعض الأسطر
بصوت عالي دون أن ينتبه إلى ميارا التي استيقظت
وبقيت صامته تنظر إليه وهو يبدو مندمجا في
القراءه فبقيت مستلقيه حتى لا تحدث صوتا فينتبه
اليها ويفقد اهتمامه بالكتاب
# لوكاس
لقد ظننت أن الكتب مملة لكن حقا هذا الكتاب ممتع،
أشعر أن كلماته هي حقا ما احتاجه لاغير من نفسي
واثق بنفسي ، لقد قرأت في هذا الكتاب أولا فوائد
زياده الثقه بالنفس والتي تجعل الحياه أفضل اذا
ما استطعنا ان نحب أنفسنا ونرى ايجابياتها ، ولأجل
أن نفعل ذلك يجب أن نوقف هذا الصوت في
داخلنا الذي يخبرنا أننا لسنا جيدين كغيرنا ،
نتوقف عن لوم انفسنا على اخطائنا بدل تصحيحها ،
أيضا كتب أن علينا أن نفكر في ايجابياتنا بدل
التركيز على سلبياتنا و علينا محاولة تصحيح
سلبياتنا ببذل الجهد ، نقضي الوقت مع أشخاص
ايجابين بدل من قضائها مع أشخاص متشائمين،
لا نقارن أنفسنا مع غيرنا بل نحاول تحقيق ما يسعدنا
نحن ،يجب أن نتحدى أنفسنا ونجرب أشياء جديده ،
نجرب تجارب مختلفه ونتعلم أن الأخطاء أمر طبيعي
لكن الاستسلام لها أمر لا يجوز بل يجب أن ننهض
ونحاول أن نتجاوزها ونكون لطفاء مع الاخرين ،
يجب أن نعلم أن لا أحد مثالي والسعي لذلك فقط
يجعلنا تعساء وعلينا دائما أن نفعل ما نراه صوابا
وغيرها الكثير !أشعر برغبه في فعل ذلك! أريد
تجريب أشياء جديدة ! رغم اني أدرك أن ذلك
سيكون صعبا فالكلام ليس كالافعال لكن لا بأس
ساجرب ذلك فلم يعد لدي ما اخسره !
#الراويه
انغمس لوكاس في سطور الكتاب حتى شعرت ميارا
بالملل فنهضت وقالت مقاطعة لوكاس
( حسنا لم أتوقع أن تندمج لهذا الحد لكني بالفعل
مللت لذا لنتحدث قليلا !هذه أطول مده بقيت فيها
صامته !)
نظر اليها لوكاس باستغراب فقد نسي تماما أنها بقربه
فضحك بخفه ومرح ليقول
(نسيت أمر وجودك ، اسف !وشكرا على الكتاب انه
حقا ممتع ! )
نهضت ميارا من السرير ووقفت قائله
( هل رأيت شكلك ؟ )
رفع راسه لنظر اليها باستغراب وقال
( الم تقولي أن لا فعل حتى تنتهي الحميه!؟)
تقدمت ميارا وضربته بخفه على رأسه وقالت
بابتسامه
( انت لا تحتاج الحميه الآن بل تحتاج التغذية فقد
حطمت صحتك وجسدك لذا حين تشفى ساعد
لك طعاما صحيا حتى تستعيد قوتك وبعدها تبدأ
الخطوه التاليه ولكن الآن تعال معي لترى شكلك
الجديد طبعا عدا عن وجهك فهو قد صار اصفر
بالكامل ! )
نهض معها بصعوبه فالدوار يلازمه معظم الوقت لكنه
نهض بأي حال وتوجه نحو الحمام ليرى ما أنتجه
الجهد الذي بذله
يتبع
ارجو ان يعجبكم ❤🙂
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top