بارت 37

بداخل ذلك المكتب جلس الاثنان بأجواء هادئة إلا أن التوتر سيطر على الإجواء حتى صار يتنافس مع ذرات الهواء بملئ الغرفة ، نطق ريو جملته والتي جذبت انتباه شقيقته

(لدي شيء اخبرك به !)

نظرت اليه بأستغراب مع تلك النظرة الجادة والمترددة، شعرت بأنقباض بقلبها لكنها نطقت بهدوء
(ماذا ؟)

تنهد واطلق زفيراً طويلاً فهو تردد كثيراً قبل محادثتها ، يدرك أسباب ابنه لكنها أيضاً اخته ورغم كل ما فعلته لا بأس بفرصة أخيرة

نطق بهدوء وعيناه مثبتتان على ملامح شقيقته يحاول أن يلمح أي شيء يمكن أن يثبت له أن هناك امل بشقيقته
(اسكا ، لطالما عاملناكِ انا وأبي بكل حب ودللناكِ ، طلباتك كانت أوامر لنا فقط لكي نعوضك عن حنان الأم )

قطبت حاجبيها مستاءة وهي تنطق
(ماذا تقصد بهذا الكلام الآن ؟! ما سبب هذا الكلام ؟)

عقد ذراعيه وثبتهما على الطاولة لتستقر يداه اسفل ذقنه وتسنده بينما تابع كلامه بجدية
( سببه انك يا اسكا تحولتِ إلى شخص فظيع لا يهمه سوى المظاهر ، ليس مع الغرباء وحسب بل امتد الأمر إلى ابنتك وابني والذي لا يفترض أن تتدخلي بشانه اساساً !)

تابع كلامه متسائلاً
( ألا تشعرين ولو بالقليل من الذنب تجاهها؟ بدل أن تعتني بها وقت مرضها رميتها جانباً كما لو كانت خردة وفور عودتها لجمالها قبلتها هل هذا حقاً ما يفترض أن تكون عليه الام؟!)

نهضت غاضبة من فورها وهي تتحدث بأنفعال شديد والدموع بعينيها بدأت بالتجمع
(هل تحاول أن تقول انك نادم على تدليلي؟! كل هذا لأجل ذلك التعيس ؟!صرت الآن ضدي ؟! انا ام جيدة سواء قبلت أم لا ! مظهرها مهم لها قبل أن يكون لي !ألم ترى كيف تنمروا عليها !؟هذا كان لصالحها وصالح الأسرة ! لما لا تفهم ! )

تنهد قائلاً بينما احتدت ملامحه
(انتِ من يرفض ان يرى سوء أعماله ! انتِ حتى اتفقتي ضد اسرتنا واشتركتي بمالنا مع غريب دون أخذ رأينا ! لما لا ترين كم انك تتمادين؟! انا أحبك اسكا ولكن لكل شيء حدود ! لن أستطيع مساعدتك للأبد واغطي على أخطائك خصوصاً انك لا تحاولين التعلم !)

شعر بالاختناق من الموضوع ولكنه تابع رغماً عنه
(لدي أسرة أحبها اسكا وانتِ تسببتي لهم بالتعاسة !)

نطق بنبرة متألمة وهو يحدق بها بشيء من اللوم
( ابني كاد يموت وهو يكرهني الآن ! زوجتي مرضت وكادت تموت حزناً وانا اضطررت للعمل ضعف الجهد وكله فقط لكي اعوض عما فعلته ورغم هذا تأتين لتعترضي فقط لأنك تريدين شيئاً آخر وهو ضد مصلحة الجميع !)

ظلت تحدق به بصدمة وكأنها تعرف هذا لأول مرة بينما تابع هو بحدة أكبر
(والآن أجد بالصدفة  انك تحاولين بدأ صفقة جديدة مع شركة جاك والتي تكاد تفلس وتعرضين كل شيء لدينا للخطر لأنك تسيرين خلف كلامه ! ألم تفكري برؤية الألم بعيني سيا ؟!هي تموت بسببك قبل أن يكون بسبب المرض ولكن لم تحاولي يوماً رؤية هذا!)

احتدت ملامحها بينما تنطق ببرود
(انهيت كلامك ؟ حرضك ذلك الفاشل ضدي اذاً ؟! هذا ما قصده حين قال سيدفعني الثمن!؟ )

نهض ريو من مكانه ليتحدث بأنفعال شديد بعد أن شعر أن كل كلامه ذهب بمهب الريح
(هل هذا ما فهمته من كلامي ؟!لوكاس لم يطلب مني شيئاً ! اساساً لم يعد يثق بي بفضلك وبفضل غبائي وسيري خلفك ! اسكا هذا آخر كلام لدي ، أما أن تعودي لرشدك وتري شناعة ما تفعلينه أو سأتصرف ! )

صرخت به بغضب شديد وهي تبكي
(لم أفعل شيئاً سيئاً ! أنت فقط من تم خداعه بكلام ذلك الفاشل ! هو ما كان يجب أن يعود ! هو من يحطم الأسرة !وأنا لن اسمح بافشال الصفقة ، جاك رجل جيد وستكون شركتنا بخير بشراكته !)

نظر اليها ريو ببرود ووقف بأستقامة نطق بعد تحديقه بها لعدة ثواني 
(اذا انسي اني شقيقك ، أي شيء سيصيبك من الآن لم يعد من شأني ، لا تأتي لي باكية لاحقاً ! وأنا ووالدي قررنا ، تم سحب منصبك الإداري ، لم يعد لكِ رأي بالأمر !)

شهقت بصدمة بينما تراجعت للخلف غير مصدقة ما تسمعه  ووضعت يدها على فمها
(انت تمزح صحيح ؟ )

صرخت بصوت أعلى بينما بدأت برمي الأشياء من على المكتب
(كيف تفعل هذا بي !؟ هذا المال من حقي ايضاً ! كيف تجرأ انت وأبي على فعلها! بعد كل ما فعلته للعائلة !كل هذا بسببه ! كل هذا هو من فعله !)

خرجت من الغرفة مسرعة وهي تبكي متوجهه لمكان واحد بينما شعر ريو بالألم لما فعله لكنه لم يعد يملك غير هذا الخيار فقد حاول جعلها تفهم ولكنها رفضت كل شيء 

~~~~

بغرفة لوكاس
كان لوكاس جالساً هناك بقلق ولكنه قرر الاتصال بميارا ليسألها ويمضي الوقت وربما تعطيه معلومة تريحه وتخفف توتره ، اتصل من فوره بهم بينما يتحرك بالغرفة وفور وصول الصوت من الطرف الآخر نطق من فوره بابتسامة لا يعرف كيف ظهرت على فمه من اللامكان
( ميارا)

نطقت ميارا بحماس وهي تجيب فور سماع صوته
(لوكاس ؟ مرحباً بك ، هل هذا رقمك الجديد ؟)

جلس على السرير بينما يحرك قدمه وابتسامة هادئة على وجهه
(أجل ، كيف سار الأمر ؟ بشأن التحقيق )

اخذ اكاي الهاتف من يدها سريعاً بينما ينطق بغير اهتمام
(تم حكم استر لخمس سنوات !)

نطق بهدوء شديد
(ما..ماذا ؟!)

ارتفعت نبرته تدريجياً لينطق بصدمة شديدة
(كيف حصل هذا؟! )

نطق اكاي ساخراً
(الحظ قرر تركه واعترفوا ضده ولذا تم حكمه وتخلصنا منه !)

سمع لوكاس صوت ناتالي وجولي فنطق من فوره
(ماذا ؟ هل الجميع مجتمع هناك ؟)

نطق اكاي بابتسامة بينما يجلس على الأريكة قرب لايت
(أجل ، هو نوع من الاحتفال ، جولي أصرت عليه بعد أن سمعت ان استر تم القبض عليه وكاحتفال احظرنا ناتالي إلى المنزل !)

نهضت جولي لتسحب الهاتف من اكاي والذي نظر اليها بحاجبين مقطبين لكنها تجاهلته ونطقت بمرح
(لوكاس ، هذه انا ، كيف حالك ؟)

ابتسم على حماستها المعتادة والتي لطالما اعتاد عليها ، رمى بجسده على السرير ورد عليها
( بخير ، يبدو أنك بنفس نشاطك ، سعيد بسماع صوتك  )

تذكر طلبها منه فنطق بهدوء
(جولي ، هل يمكنك التحدث إلى سيا ؟ اظنها تحتاج بعض التشجيع هذه الأيام !)

أجابت من فورها
(أجل طبعا ! )

نهض لوكاس فرأى احدى الخادمات أمامه فطلب منها أن تنادي على سيا والتي فعلت من فورها ، دخلت سيا لغرفته وهي قلقة فهذه اول مرة يطلب مقابلتها ، فور دخولها سلمها الهاتف دون مقدمات
(جولي تريد التحدث إليك )

أخذت بضع ثواني لتستوعب ما قاله وتحركت بعدها بسرعة وسحبت الهاتف من يدها كما لو كانت خائفة أن يغير رأيه بينما تحدثت من فورها متلهفة لسماع صوت من يعطيها القوة
(جولي ، هذه انا !)

نطقت الاخرى بسعادة بالغة ودموعها اغرقت عينيها من شدة سعادتها
(سيا عزيزتي ، كيف انتِ ؟!هل انتِ بخير ؟!)

اومأت سيا دون شعور منها وردت
(أجل ، فقط مشتاقة إليك ! كيف حالك ؟ ماذا تفعلين هذه الأيام! ؟)

قبل أن تكمل أي منهما الكلام سمع الاثنان صوت فتح الباب بعنف شديد فالتفت لوكاس وسيا بالوقت نفسه فشاهدا اسكا مقبلة بغضب وهي تصرخ بحدة
(انت السبب بكل شيء ! لما عدت !؟ ليتك مت وخلصتني أيها اللعين ! )

شعرت سيا بالخوف من أمها بشدة بينما نظر لوكاس نحوها بشيء من التفاجأ بينما أخفى خوفه والذي ملئ قلبه فطريقتها بالكلام وتصرفاتها تنذر بمصيبة !

توجهت نحوه بينما توقفت سيا عن الحديث ولم يكونوا الوحيدين الذين يصغون بل كان الهاتف ينقل كل ما يجري للطرف الآخر ويجعلهم يقلقون معهم

اقتربت منه بينما هزت جسده بعنف ودفعته بصورة مفاجئة جعلته يفقد توازنه ويقع على السرير  وهي تصرخ
(مجرد شخص فاشل عديم الفائدة مثلك يتدخل ويفسد كل شيء ويسلبني سعادتي وحياتي ؟! لن اسمح لك وسأربيك بنفسي واريك مكانتك ! ان كان والداك لا يستطيعان انا سأفعل !)

تقدمت سيا برعب لتقف أمامه بينما تصرخ على أمها دون أن تشعر بنفسها
(اتركيه ! هل فقدتي عقلك ؟!)

صدمت اسكا من هذا فتراجعت خطوة للخلف بصدمة غير مصدقة ما تسمعه
(هل تقفين معه ضدي أيضاً ؟!انطقي !)

صرخت بآخر كلامها مما ارعب سيا فنهض لوكاس رغم أن جرحة فتح بسبب دفعها له بقسوة شديدة إلا أنه تجاهله ونهض ليبعد سيا ويقف مخفياً المه بينما الدماء خرجت من جرحه لتغطي تلك البلوزة البيضاء والقميص السماوي الذي يرتديه

إلا أن اسكا لم تنتبه للأمر فقد كانت كل ما تراه أنها جردت من منصبها بسببه أو هذا ما تحاول إقناع نفسها به بينما هو وقف بصعوبة رغم المه أمامها وتحدث بحدة
( بسببي ؟! لا فائدة ترجى منك ! مريضة وستبقين كذلك للأبد ! لا ترين مدى فضاعتك ابداً وتلقين بالتهم على إلاخرين لتبرأي نفسك ! هل جربتي يوماً أن تضعي نفس بدل من تؤذيه ؟! لا !لم تفعلي لأنك مجرد فاشلة لا ترى سوى المظهر وتنسى ما هو أهم ! تظنين العالم كله يدور حولك ؟ )

ضحك باستهزاء وتابع
(لا ، ليس كذلك ! لستِ الأهم ولستِ الشخص الذي يتمنى الجميع رضاه بأي ثمن ! بل لو نظرتي حولك لن تجدي من يحبك حقاً!)

قبل ان يكمل شعر بألم فظيع بينما يشعر بانفاسه تصبح أثقل إلا أن اسكا تقدمت بعد أن فقدت اعصابها محاولة صفعه بينما هو وقف أمامها بشموخ وحسب محاولاً عدم إظهار المه

ثبت بصره عليها وقبل أن تصل يدها التي هوت بكل قوة إلى خده شعرت بيد تمسك يدها بقوة فنظرت  للخلف بحقد على من اوقفها فرأت ريو ينظر إليها بغضب عارم بينما سحب يدها بعنف وبدون أن يشعر بنفسه هوت يده على خدها لتوقعها ارضاً بعد رؤيته لدماء ابنه

بينما أقبل لوكا وميا وقتها ليرى الاثنان ما يجري فركض كلاهما بسرعة نحو لوكاس بينما لوكا فور رؤية ما يحدث نظر بحقد نحو عمته بينما امه امسكت بلوكاس وخلال ثواني توجهت نحو اسكا لتقترب منها وهي تصرخ  وتشير بأصبعها للخارج
(اخرجي ! اخرجي والا اقسم سأتصل بالشرطة ! )

بدأت تبكي وتصرخ بصوت عالي جداً
(اخرجي حالاً ولا تريني أو تري أبنائي وجهك مجدداً !)

نهضت من مكانها وغادرت مسرعة  بينما تضع يدها على خده بينما توجه الجميع نحو لوكاس

ساعده شقيقه على الوقوف بينما يسنده بيده وأمه تنظر نحو ابنها بقلق بينما اتصل ريو من فوره باياتو ،

ازداد اختناقه اكثر وبدأ يشعر بالدوار بسبب نزفه للدماء بينما يحاول التقاط أنفاسه ، الرعب الذي تملكهم وهم يرون ملامحه لم يكن يمكن وصفه وزاد هذا الرعب اضعافاً حين بدأت عيناه تغمضان تدريجياً بينما يهوي بين يدي شقيقه فاقداً للوعي وآخر ما سمعه هو صراخ أمه وأخيه باسمة ونظرات والده المرتعبة هي آخر ما شهدته عيناه !

بينما سيا تنظر بصدمة لكل هذا وتشعر برعب لا يقل عن شعورها وقت إصابة لوكاس !

حظر الطبيب فوراً والذي جاء من فوره لمعالجة لوكاس وحرص ريو على عدم أخبار والده حتى يقرر الأمر فهو لا يريد اذيته بينما شعر ريو بالذنب ، كل ما اراده هو جعل اخته تعرف خطأها إلا أن هذا تسبب بأذية ابنه !

هو حرص على عدم ذكر اسمه حتى لا يتاذى إلا أن اسكا قلبت الأمر ضده وجعلته المذنب رغم أنه لا ذنب له

عالجه الطبيب بعد مدة مع توبيخه لهم على ترك هذا يحدث فهو زاد حالته سوءاً وسيزداد الوقت اللزم لشفائه!

بالوقت نفسه شعر اياتو ببعض الذنب لأنه من أخبر ريو بشأن ما يخطط له لوكاس إلا أنه لم يعلم أن الأمر سيؤل إلى هذا بل كل ما اراده هو إخراج لوكاس من المشاكل وجعل والده يكون هو بوجه المدفع مع اخته !

لوكا منذ حدوث ذلك هو بقي بقرب شقيقه بصمت بينما الغضب واضح عليه والحقد بداخله زاد أضعاف

أما ميا فهي لازمت سرير صغيرها وهي تمسك بيده ودموعها لم تجف اطلاقاً فالرعب الذي تملكها وهي ترى ابنها ينهار ارضاً لا يمكن وصفه بالكلمات !

شعرت أن قطعة من قلبها تهوي ارضاً ، وليست أي قطعة بل قطعة سلبت منها لوقت طويل ، قطعة تراها هشة كورقة خريف وقابلة للتكسر

اكي ظلت هي الاخرى بقرب شقيقها ترعاه وتعتني به وريو كان يأتي ويذهب لتفقده ولم ينم أي منهم بتلك الليلة !

سيا كانت من نقل ما جرى بعدها للطرف الآخر والذين كادوا يموتون خوفاً وهم من شعر بمشاعر لوكا اخيراً حين كان شقيقه بخطر حقيقي وهو لا يملك شيء سوى الاستماع !

فور أخبارهم بما جرى نطق اكاي بغضب شديد
(ما مشكلة تلك المراءة !ألا يوجد من يضع حداً لها ! )

نطقت ميارا هي الاخرى بسخط
(تلك المرأة مختلة ! يجب ان يبلغ والده الشرطة ! هي خطر عليه !)

ثم تابعت كلامها بعد أن أخذت الهاتف وهي تنطق متسائلة
(هل عرفت بما فعله !؟)

نظرت سيا بتفاجأ وهي تنطق
(ماذا فعل؟!)

ظلت تستمع إلى ميارا وصدمتها تزداد  مع كل حرف ينطق وقبل أن تدرك ما حولها توجهت اليه فوراً بأقصى سرعتها لكي تتأكد من ما سمعته

دخلت للغرفة لترى لوكا جالسا قرب شقيقه يحدق به بصمت فنطقت  بصوت منخفض
(لوكا هل قام لوكاس ب.....)

رفع المعني رأسه ببطئ ونظراته الباردة اخافتها قليلاً ، سمعت صوته وهو ينطق  قبل ان  تكمل سؤالها  
(لم يفعل بعد ، ولن يفعل ! انا من سيفعل ! لن اسمح أن يتعب نفسه مع تلك المختلة مجدداً ! هذه المرة المليون ربما التي أكاد فيها افقده بسببها ، لن اكرر نفس الخطأ الف مرة ! لن ادعه يقوم بأي شيء مجدداً ! لن اسمح أن يقابله أي أحد حين يكون وحده حتى !)

سمع صوتاً منخفضاً بدا فيه الإرهاق يرد عليه
(فظيع ! هل صار سجناً رسمياً ؟!)

التفت نحو مصدر الصوت ليرى شقيقه يفتح عينيه وينظر اليه بأبتسامة واهنة ، شعر بالدموع تتجمع بعينيه حتى احمرتا لكن حبس دموعه تماماً ونطق بحاجبين مقطبين
(أجل ، ولن استمع لتذمرك مجدداً ! افضل ان تكون حياً لتتذمر بدل ميتاً أكلم قبرك كالمجانين !)

ضحك لوكاس بخفة بينما تابع لوكا مستاءاً
(انت حقاً مغناطيس مشاكل ! حتى لو وضعتك بخندق تحت الأرض سيحصل زلزال ربما خصيصاً لاجلك !)

مد لوكاس يده وضغط على خاصة شقيقه
(اجل أظن لذا الغي فكرة السجن حتى لا انتحر بنفسي ! وبشان الأوراق فقط قدم بلاغ واترك الأمر لهم !)

اشاح بوجهه بغضب بينما يتمتم
(أحمق ! ربما يجب أن أقوم بشيء متهور حتى تعلم كيف اشعر بسبب تصرفاتك !)

شهق لوكاس وبدأ يسعل فأستيقظت ميا حينها لتنظر نحوه بخوف شديد بينما تعبث بشعره
(صغيري ، أنت بخير ؟! )

أومأ من فوره بينما يحاول النهوض فنطقت أمه وشقيقه بنفس الوقت
(لا تتحرك !)

نقل نظره بينهما ثم تنهد واستلقى
(حسناً  !)

باليوم التالي توجه لوكا من فوره ودون تأخير لتسليم الأوراق فقد كان هذا الشيء الوحيد الذي منعه من قتلها وتحملها لليلة السابقة ، فور تقديم الأوراق تولت لجنة ما أمر الأوراق وحددوا موعد جلسة المحكمة !

كانت اسكا تجلس بغرفتها وهي  تجهل للان حقيقه كون لوكاس مصاب وصحته سيئة فلم تكن مهتمة بالسؤال ولا احد اهتم باخبارها لذا رأت ان ردة فعلهم مبالغة وانه اصيب لانه ضعيف او مجرد تمثيل , لم يخطر لها ابدا انه تاذى حقا لذا كل ما كان يهمها هو طريقة لاستعادة مركزها

سمعت صوت طرق على الباب فردت بعصبية جعلت الخادمة تلعن حظها ومن ارسلها لايصال الطرد ,سلمته لاسكا وخرجت مسرعة كما لو كانت تهرب !

فتحت اسكا الظرف بينما عيناها تنتقلان بين الكلمات بسرعة بينما بدات يدها ترتجف وهي تقرا المحتوى, رؤية انهم يحاولون سلبها الوصاية على ابنتها بسبب انها ارسلتها بعيدا وبالتالي تسببت بمحاولة انتحار , هذا كان دليلا على كونها غير مؤهلة لتكون اماً! 

ضلت تقلب الأوراق بيدها وعيناها تلتمعان من أثر الدموع فهي تشعر بكل شيء يسلب تحت انظارها، كانت مشغولة البال بطريقة لاستعادة مركزها وقبل أن تجد طريقة ها هي ابنتها يتم سلبها منها !

خرجت من غرفتها لتتوجه لمن خطر على بالها , ذهبت لغرفة المكتب علها تجده لكنه فقط لم يكن هناك فتوجهت لغرفة ابنتها ودخلت بينما تكاد تبكي , اقتربت من ابنتها والتي فور رؤيتها تركت ما بيدها ووقفت تنظر اليها ,نطقت سيا بتردد وهدوء

(ماذا تريدين امي؟)

جلست على السرير والاوراق بيدها بينما تنطق بحقد والم
(يحاولون اخذك مني! يتهمونني ظلما اني ام سيئة !)

صمتت سيا ولم تجب بينما تابعت امها بعد ان نهضت واقتربت من سيا ووضعت يديها على كتفي ابنتها (عليك ان تخبريهم انه كذب ! هم مخطئون ولن يعرفوا خطاهم ان لم تريهم بنفسك! )

ضيقت عينيها ونطقت بينما تراجعت مبعدة يد امها
(طالما صار الامر هكذا امي لما لا نكون صريحين ؟ )

نظرت اسكا باستغراب ونطقت بشك
(صريحين؟)
نطقت سيا
( اجل, وارجو ان لا تقاطعيني باي شيء هل يمكن ؟)

ردت اسكا بشيء من الجدية وهي تعقد يديها الى صدرها
(تحدثي )

نطقت سيا دون تردد بينما ملامح الحزن تتسلل الى ملامحها

(مثلا يا امي اني لم اعد احتمل اسلوبك بالتعامل معي ! الكلام الذي سمعته منك  كان مؤلماً بحق! هل تحتفظين بي لجمالي؟ كيف سمح لك قلبك برمي؟ الا ترين الجمال الداخلي ؟ هل تعلمين شعور الالم من الذين تسخرين منهم؟ هذا ما علمتني عليه طوال حياتي وهو حقا فظيع ! )

بدات دموعها تملئ عيناها لتجعل منها بحيرة مصغرة  يهرب منها الماء كشلال
(لقد حاولت الانتحار بسبببك!في الوقت الذي احتجت اماً تربت على كتفي وتقول سأحبك مهما حدث تاتي امي وتقول سأرسلك بعيدا لاني اشعر بالخجل منك وما السبب؟ شكلي لم يعد يعجبها!)

تابعت كلامها بجدية وعيناها موجهتان نحو أمها 

(انا لم اعد نفس الفتاة القديمة , لا اريد العيش معك برعب ! هل ستتقبلينني كما انا ام فقط نمضي بالامر وتنسين امري كما فعلتي بي سابقا؟مهما جرى ستبقين امي ولكن كونك امي لا يعني ان اتبعك بفعل الخطأ وايذاء من لا يؤذيني !)

ضحكت اسكا بعد صمت طويل بطريقة جعلت ابنتها تظن ان امها جنت حقا! انزلت اسكا يديها بينما تنطق 

(انتهيتي؟ هل فقدت عقلك بوقت قصير؟ ايذاء؟ جمال داخلي؟ ما هذا الهراء! هل تتخيلين ان يحبك احد وانت لست جميلة؟ هذه احلام يقظة غبية ! انا افعل كل شيء لاجل مصلحتك فيتم لومي؟ لا تحلمي! سالغي هذه الدعوة واعيد لك عقلك الذي فقدتيه بسبب ذلك الفاشل !)

غادرت الغرفة واغلقت الباب بقسوة شديدة بينما سيا نظرت بحزن شديد نحو مكان وقوف امها وها هو اخر امل قد ضاع , اما امها او ان تصبح كما تتمنى وكم هو خيار صعب !

اسكا والتي ازداد غضبها توجهت بخطوات  متسارعة تضرب الأرض بقسوة نحو غرفة لوكاس متجاهلة حديث الجميع رغبة برؤية شقيقها والذي كان يتواجد هناك قرب ابنه  حسب ما اخبروها

اياتو كان برفقة لوكاس اما والده فقد كان قد غادر قبل دقائق لاحظار بعض الأشياء    فكان  لوكاس مع اياتو لكن بوجود شقيقه هذه المرة فنطق المعني بينما يعبث بشعر لوكاس
(يبدو بدل ان تقل زياراتي لك ستزيد!)

اخرج لوكاس زفيرا عميقا بينما ينظر نحوه
  (الا ترى معي ان هذا بفضلك ايها الطبيب ؟ )

نظر المعني بشيء من الندم وهو يتحدث بعد ان استقام بوقفته ثم ابتسم بمكر ليغير الموضوع
 (لا اظن هذا مهما بقدر اهمية  كونك ستراني كثيراً)

بينما غاص اياتو بذكرياته بلقائه بوالد لوكاس بعد رؤية تلك الاوراق 

Flash back

  ذهب اياتو  اليه ودخل لمكتبه دون طرق الباب فنظر اليه المعني باستياء
(الا تعرف كيف تطرق الباب ؟لما تبدو على عجلة!)

جلس اياتو دون انتظار كلام ريو بينما ينطق
(لدي خبر مهم لك,كم تدفع لاجله؟)

ارجع ظهره للخلف واسند جسده على ظهر الكرسي بينما ينطق بحاجبين معقودين
(لا احتاج لاخبارك التي لا ياتي منها سوى المشاكل, حقيقة اني استمع لها اساسا شيء يستحق ان تشكرني عليه!)

نطق الداكن بمكر وهو يضع قدم فوق الاخرى
( واذا قلت لك انه عن شيء يخفيه ابنك؟)

تجمد المعني مكانه وركز على من امامه  بينما ينطق بابتسامة مهددة
(تعلم اني اعرف كل شيء فعلته بحياتك لذا اذا لم تنطق خلال دقائق ستجد سيرة حياتك بالجريدة )

شهق اياتو بينما يتحدث استياء
( فظيع ! ترفض دفع المال ولا تمانع فضحي؟ ثم انا لم افعل اي شيء ! لا تجعلني ابدو كمجرم هارب !)

نطق ريو متجاهلا كل ما قاله
(ستمر دقيقة بالفعل ! الن تنطق؟ )

تنهد اياتو بينما يقول
( حسناً حسناً كم انت ممل !)

نظر بجدية نحو ريو واردف
(ابنك ينوي التورط مع اختك! سيبلغ عنها! وهي على ما يبدو لن تنجو , افعالها تتطلب عقاباً قانونياً لذا اذا حصل وتحقق اخشى ان تحاول اذيته!)  

ظهر القلق جلياً  على ريو فتابعت اياتو كلامه
( اظن ان من الافضل لو تتصرف انت معها فهي لن تستطيع اذيتك خلاف ابنك خصوصا مع حالته الصحية وعناده الذي ظهر مؤخرا !)

تنهد ريو ووضع يده على راسه وهو قلق جدا , يدرك ان لوكاس من حقه ما يفعله تماما لكن سلامته اهم من اي شيء لذا قرر ان يتصرف هو مع اخته ويحاسبها على تصرفها الاخير ايضا ومحاولة التعامل مع جاك رغم ان هذا يعرض الشركة للخطر ! 

end of flashback

عاد للواقع ليسمع صوت فتح الباب وراى اسكا مقبلة فقطب حاجبيه  فهو يدرك انها لا يفترض ان تأتي فقرر التدخل كون لوكاس مريضه بينما لوكا نهض من فوره ووقف امام شقيقه ليحميه من اي شيء بينما لوكاس اعتدل بجلسته وهو يحدق بها ببرود فنطقت حين رات هذا بكل غضب
(اين ريو ؟)

لم يعطي اياتو اي مجال للتؤامين للرد فهو لا يريد لابناء صديقه التورط اكثر فنطق فوراً
(ليس هنا كما ترين هل يمكنك المغادرة؟ هناك مريض كما تعلمين ويحتاج للراحة لذا .....

نطقت باستياء واضح بينما تشير نحو لوكاس
( هذا الوقح مجرد كاذب يحاول كسب العطف! هو شخص فظيع وعديم التربية ! بدل الدفاع عنه يجب معاقبته!)

 ومجدداً رغم رغبة لوكا بالرد سبقه اياتو ليحرص على جعله يصمت  بعد رؤية الحقد بعينيه بيما ينطق باستهزاء
( انا الطبيب هنا ! ان كان يكذب او لا فانا افضل من يقرر وانا اؤكد لك انه لا  يفعل  لذا تفضلي بالمغادرة !)

نضرت بحقد شديد نحو لوكاس وهي تراه الشرير الذي يدعي انه مظلوم! التفتت لتغادر فظهر ريو امامها وفور رؤيتها نطق بغضب شديد
( الم احذرك من الاقتراب منه ؟ ماذا تفعلين هنا ؟ )

صرخت بشقيقها بغضب شديد
( انت تريد حماية ابنك وتسلب مني ابنتي؟ كيف تبلغ عني! اخبرتك اني افعل هذا لاجلها ! لما تدخلت اذا ؟!)

نهض لوكاس من سريره بينما ينظر لوكا نحوه بقلق بينما لم ينتبه اياتو للامر بعد بسبب تركيزه باسكا , ريو يحدق باخته ببرود بينما هي نطقت بحدة بينما تؤشر بيدها  
(انت من بلغ صحيح ؟ كل هذا لاجل ذلك الثعبان الخبيث الذي اعدته للمنزل !هو يدعي انه ضحية ويتمارض وانت تبلغ عن اختك الوحيدة لاجل شخص كاذب!)

نطق ببرود شديد بينما ينظر نحو اخته بنفاذ صبر
(انتهيتي؟ اجل انا بلغت ولو لم تخطأي لما وافقوا لكن تصرفاتك التعيسة جعلتهم يرونك غير جديرة ! حذرتك بالفعل ولم تستمعي ! ومن تقولين عنه يتمارض انت لا تعرفين شيئا عما حدث معه او ما قاساه وما قاسيته ورأيته انا بسببك ! لذا اغلقي فمك واخرجي من هنا وان كان لديك شيء لقوله قوليه بالمحكمة !)

كانت ملامحها تزداد حدة مع كل كلمة , القت نظرة حاقدة اخيرة نحو لوكاس وغادرت بسرعة دافعة ريو والذي تركها تغادر بينما اقترب من صغيريه ليطمأن بينما نطق اياتو بهدوء
(لا تقلق هما بخير عدا عن كونه سيحتاج رعاية طبية اطول وهذا كفيل بجعله يخطط للانتحار لذا راقبه جيدا ولا تسمح له بالخروج من المنزل)

نطق لوكاس بصدمة شديدة وانفعال
(لحظة ! ما هذا الهراء!؟ لست مختلا مثلك !  لو اردت الانتحار لفعلت ولما انتظرت رأيك ! ثم ما قصة لا تدعه يخرج من المنزل ؟)

تقدم ريو منه بينما بقي لوكا يحدق بهدوء , قام ريو بجعل لوكاس يجلس بينما ينطق
( سواء كان هو مختلا ام لا انت معاقب ان كنت نسيت لذا ستبقى بالمنزل بأي حال ! )

نظر لوكاس نحوه بهدوء ثم نطق متسائلا بينما يجلس هو ووالده يقف امامه
(لما قلت انك من فعل ؟ انا من تسبب بهذا وليس انت فلما تجعلها تكرهك بسببي؟ ) 

يتبع
ارجو ان يعجبكم ❤
البارت 3500 كلمة

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top