بارت 36
بعد تلك الكلمات التي قالها لوكاس توجهت الأنظار نحوه ، ملامحهم المصدومة لم تخفى عليه ، افواهم التي كانت مفتوحة نسبياً من صدمتهم وعيونهم المركزة عليه، ينتظرون سماع من سيقول الكلمة التالية !
نطقت اسكا بحدة بعد أن نهضت من مكانها وهي تصرخ بغضب ويدها ضربت الطاولة
(ما هذه الوقاحة !؟ كيف تكلم من هو أكبر منك هكذا !؟ )
وجهت أنظارها نحو ريو وهي تصرخ بحدة
(كيف تسمح لابنك بقول شيء كهذا ؟! هل فقد عقله أم ماذا ؟!)
نهض ريو وتحدث بحدة وهو يحدق بشقيقته
( يكفي اسكا ! ألم اخبرك أن تتركيه وشأنه ؟! )
التفت نحو لوكاس قائلاً بنبرة اجتمع بها الهدوء والصرامة
(وأنت لوكاس لا تتحدث مع عمتك بهذه الطريقة )
نظرت اليه بصدمة شديدة وهي تراه يقف ضدها ! لطالما اعتذر لوكاس من تلقاء نفسه ولم تعلم كيف انتهى الأمر هكذا وشقيقها يقف ضدها !
لم تسكت بل صرخت بأنفعال
(انا ؟! ألم تسمع ما قاله؟!)
صرخ الجد بغضب منهياً الحديث
(يكفي ! ليجلس الجميع !)
نظر لوكاس نظرة أخيرة نحوها وسرعان ما تحرك مغادراً وهو يتحدث بأحترام
( ارجو المعذرة ، اسمح لي بالمغادرة ! معدتي بدأت تؤلمني لسبب ما ! )
لم ينطق أحد بشيء ورغب لوكا باللحاق به فنطق ريو من فوره بعد أن تنهد
(لوكا اجلس مكانك وتابع طعامك !)
نظر لوكا نحو والده وبدا كما لو كان تائهاً يحاول معرفة أين هو ! السبب بكل هذا هو أنه بدأ يدرك أن شقيقه لغرض انتقامه لن يتردد بأيقاع نفسه بالمشاكل مع أي أحد وهذا اقلقه بشدة
أما لوكاس فقد عاد للغرفة وذهب ليستلقي من فوره
بعد أن افسدت عمته ما تبقى من مزاجه ودفن جسده تحت الغطاء بانزعاج
~~~~~~~
وصلت ميارا إلى المكان المقصود حيث تلك المغارة ،
بدأت تتجول بالمكان وهي تنظر حولها باحثة عن أي خيط قد يفيد ، عيناها كانت تنتقل بين الأرض والجدران وصولاً إلى سقف المغارة في محاولة لإيجاد أي خيط يفيدها
بعد مرور بعض الوقت بدأت تشعر بالضجر واليأس لانها لم تجد ضالتها فتنهدت مستاءة بينما شعرت بشيء يبلل وجنتها ،وضعت يدها على خدها تتحسسه فكانت قطرات ماء تنزل من السقف رفعت راسها للأعلى موجهه المصباح الضوئي ،فجأءة بدات عيناها تتوسع بشدة وسرعان ما ابتسمت بثقة واخرجت هاتفها من جيبها لتتصل بأحدهم
~~~~~~~
عند لوكاس
بقي لوكاس في السرير وهو يشعر بالملل بشدة ولم يدم ذلك فثواني حتى سمع صوت الباب يفتح فرفع رأسه ليرى من جاء فكان تؤامه مقبلاً نحوه
جلس بقربه بهدوء على حافة السرير وعيناه مركزتان
على خاصة شقيقه
(لقد كان ذلك تهوراً ، على الاقل كان يجب أن تفعله بعيداً عن أنظار امي وأبي وجدي بدل أن تجعلهم يأخذون عنك فكرة سيئة وقد ينتهي بهم الأمر بصفها!)
استاء لوكاس فنهض من فوره بحركة لا ارادية وهو يدافع
( اعلم هذا ، ولكن حقا لم احتمل الأمر ! الطبيب اتلف اعصابي وتأتي هي وتتحدث بكل تفاهه وكأنني اهتم لرأيها التعيس !)
تنهد لوكا بينما يبعثر شعر شقيقه
(حسناً انسى الأمر ! هل معدتك بخير الآن ؟)
أوما بهدوء وعاد يحدق بالفراغ إلا أن ذلك لم يدم فقد سمع صوت رنين الهاتف فأخرجه لوكا من جيبه ونظر للرقم وسرعان ما نظر للوكاس المستلقي
( أخي ، هل هذا رقم شخص من طرفك؟)
نهض لوكاس وأخذ الهاتف من فوره ورد ليصله صوت ميارا
(لوكاس لدي بعض الأخبار لك !)
شعر بالقلق من نبرة صوتها ولكنها سرعان ما تابعت قائلة بجدية
(سيعاد فتح التحقيق بالقضية !)
اتسعت عيناه وتحدث بشيء من الأنفعال من فوره
(حقاً؟ كيف هذا ؟ ولما ؟)
ردت ميارا بجدية بينما كانت تتابع طريقها للمنزل
(تذكر لوكاس حين اخبرتموني انكم سمعتم صوت رصاصة قبل أن يظهر ؟ فهمت لاحقاً انه كان يحمل مسدس يسع رصاصة واحدة أو شيء كهذا ، بأي حال الرصاصة التي اطلقها ما تزال موجودة بالقرب من المكان لكنهم لم ينتبهوا لها بسبب كونها حشرت بين الصخور !)
تبادل لوكاس ولوكا النظرات وهما يستمعان معا بكل اهتمام بينما تابعت ميارا
(ذهبت لتفقد المكان من باب الفضول وبالصدفة وقعت قطرة ماء من الاعلى وحين حاولت الانتباه للمصدر فرأيت الرصاصة بالصدفة وابلغت الشرطة وقرروا إعادة التحقيق بعد بعض التدخل مني !)
أخذت نفساً عميقاً ثم نطقت بأستياء
(وتباً أشعر بالتعب من كثرة الحديث ! لست معتادة على هذا !)
ضحك لوكاس بخفة وابتسم بسخرية
(أجل ميارا فأنتِ تفضلين أن تكوني المستمعة على أن تكوني المتحدثة !)
ابتسم بود واردف
(شكراً ميارا ! انتِ حقاً مذهلة !)
ضحكت بمرح ونطقت بغرور مصطنع
(بالطبع ! من أين جينات اكاي برايك؟! )
اقتربت من المنزل فتحدثت من فورها
( بالنسبة لما طلبته لوكاس حصلت عليه وأرسلته لك بالبريد وسيصل عما قريب !)
نطق بتفاجأ واضح وشيء من الصدمة
( بهذه السرعة ؟!هل الأمر سهل لهذا الحد ؟)
رفعت حاجبها بأستنكار
(ليس هو السهل بل أنا من لست سهلة كما تتخيل ! أرى أن تذهب للراحة الآن لوكاس ومتى ما اشتريت هاتف اعطني رقمك حتى أستطيع التواصل معك بسهولة )
قطب لوكا حاجبيه بأستياء وهو ينطق بأنزعاج
(وهل انا ازعجها بشيء؟ ليس وكأنني قطعت الخط أو اجبت بدلك !)
سمعت ميارا صوته فنطقت من فورها بهدوء
(أخبر الطفل بقربك اني لم أقصد هذا بل فقط أن اتصل واعلم أنك من سترد أسهل من الاتصال ولا أعلم أن كنت متواجداً أم لا ورغم هذا طالما هو مستاء لعدم اتصالي لهذا الحد سأتصل به من حين لآخر !)
كان لوكا يغلي من سماع كلمة طفل فنطق من فوره بأستياء بينما ينهض
(لا شكراً ! لست بحاجة لاتصالك !)
ضحك لوكاس على شقيقه ثم سرعان ما غادرت ميارا بينما لوكاس بدأ يناقش الخطة مع شقيقه والذي لم يعترض بل حاول إيجاد الوقت المناسب لها
وقبل أن يكملا الحوار سمع صوت باب غرفته فالتفت الأثنان وحل الصمت فمدت اكي رأسها للغرفة وهي تقول بتسائل
(ماذا تفعلان؟ اجتماع سري ربما ؟)
دخلت واغلقت الباب بهدوء وذهبت لتجلس على السرير فنطق لوكا بهدوء
(لما انتِ هنا ؟)
نطقت بشيء من الحماس
(فقط أردت التأكد أن من عاد للمنزل شقيقي وليس فضائي ما ! حقا صدمني كلامه على الغداء ! والأكثر صدمة هو ردة فعل ابي ! ماذا فعلت له ليصمت ؟)
اشاح لوكاس بوجهه بينما ظهر الحزن على ملامح لوكا فهو يعلم أن علاقتهما متوترة جداً بينما تابعت اكي بهدوء
(هل كل شيء بخير ؟ماذا تنوي أن تفعل مع عمتي ؟)
ابتسم لوكاس بعد صمته لعدة دقائق منهياً الموضوع
(لا شيء ، لا تشغلي بالك ! )
ظهر الحزن على ملامحها بعد أن شعرت أن شقيقها لا يريد أن يفتح قلبه لها وسرعان ما ابعدت هذه الملامح لتبتسم بهدوء ومدت يدها لتبعثر شعره بخفة بينما هو قطب حاجبيه وابعد يدها بأستياء متذمراً
(لست طفلاً !)
ضحكت بخفة بينما نهضت
(اذا احتجت لأي مساعدة يمكنك إخباري ، وكن حذراً )
غادرت الغرفة لتترك لوكاس يرتاح إلا أنه وبعد دقائق جاءت والدته ومعها بعض الطعام لانها قلقت ان ابنها لم يأكل شيئاً وصحته سيئة إلا أنه رفض
قررت أن تنام بقربه وبالطبع أجبرت لوكا على النوم بقربها ايضاً وحاولت عدم فتح الموضوع الذي حدث على الغداء
اسكا كانت كقنبلة موقوتة تتحرك بالغرفة ذهاباً واياباً وهي تحطم الأشياء حولها أو تضرب الحائط بغضب على تصرفه معها !
لم تكن لتسمح له أو لأي أحد أن يقلل من شأنها هكذا فذهبت إلى غرفة ابنتها لتشاركها الحديث ظناً منها أن ابنتها ستشاركها برأيها كما كانت تفعل بكل مرة ،دخلت للغرفة لتجد ابنتها منغمسة بقراءة كتاب
دخلت عليها بشيء من العصبية وهي تتذمر
(سيا ، هل رأيتي ما فعله ذلك الوقح؟!)
قطبت سيا حاجبيها وتركت الكتاب من يدها بينما اعتدلت بجلستها وهي تتحدث بهدوء
(ماذا تقصدين ؟)
جلست اسكا بقربها على السرير وهي تتحدث بأنفعال
(أقصد لوكاس !أسلوبه الوقح بالتحدث كان فظيعاً !ألم تنتبهي؟)
تنهدت سيا وهي تنطق بغير اهتمام بينما تحرك قدميها بملل
(أعتقد أن كلامك عنه استفزه ، وأساساً كان منزعجاً لذا يبدو لم يستطع الصمت !)
نظرت إلى ابنتها بصدمة وهي تنطق بأنفعال
(وماذا قلت ؟! هي الحقيقة ! شكله ذاك مقرف وانا فقط سألت !انا لم أقل شيئاً هو من فعل !)
ثم ازدادت نبرتها غضباً
(ثم هل تقصدين أنني السبب ؟!)
أجابت سيا بشيء من الانزعاج
(لا ، كل ما قلته أنه كان منزعجاً ! فقط لا تتحدثي عنه بسوء وهو لن يزعجك مجدداً !)
نهضت بغضب وهي تصرخ
(لا أتحدث عنه بسوء ؟! انا فقط قلت الحقيقة ! لا يحق له قول هذا ! منذ متى وانتِ تأخذين صفه ؟! )
نهضت سيا بهدوء وهي تتحدث
(لم أفعل ! وطالما لا يعجبك رأيي انسي أمره وحسب امي ، لا رغبة لي أن أزيد انزعاجك بسبب رأي الشخصي والذي لن يقدم ولن يؤخر لديك بأي شيء ! )
غادرت سيا الغرفة بأنزعاج تحت أنظار أمها المصدومة وهي تحاول استيعاب ما يجري حولها !
كل شيء يبدو وكأنه يعاكسها ،الجميع يتمرد عليها ولا أحد يفهمها أو هذا ما تشعر به على الأقل !
~~~~~~~
في مركز الشرطة
تم استدعاء مارك واستر وناتالي وميارا واكاي ولايت للمركز وتم استدعاء استر وبعض من عصابته !
بدأ التحقيق معهم واحداً واحداً ثم تم جمعهم بغرفة واحدة فكان أول الداخلين هي ميارا والتي فور دخولها رأت استر وعصابته فقطبت حاجبيها بأنزعاج وقبل أن تنطق بشيء تبعها مارك الذي كان يسند ناتالي وبقربه اكاي ولايت وأول ما وقعت عين مارك على استر احتدت ملامح بشدة بينما أظهر استر انزعاجه الشديد من رؤية مارك
بعد أن دخلوا ورأت ميارا الإجواء نظرت للشرطي بحدة وتحدثت بأنفعال
(انت ! ألا يوجد غرفة أخرى ؟)
ضحك بسخرية واستهزء قائلاً
(هل تظنين انك بفندق ؟ أنتم هنا متهمون !)
وضعت يدها على خصرها ونطقت بسخرية
(هل تعتقد أنك يحق لك الحديث ؟شرطة لا تستطيع التحقيق كما يجب ! ياللسخرية !)
احتدت ملامحه وظهر الغضب على وجهه فنطق اكاي بينما يجر يد اخته
(توقفي ! ما فائدة الحديث مع الحمقى ؟ واضح أنه لا يملك أي مكانة أو فائدة لذا لا أحد سيستمع لرأيه ! )
صرخ الشرطي بغضب
(ماذا تقول ؟!)
اكمل لايت ساخراً بينما يحرك يديه دلالة على عدم اهتمامه
(أجل تماماً ، ماذا تتوقع من شرطي من الدرجة الرابعة ! لحظة ربما الخامسة ؟! ثم هنا رائحة الغرفة مقرفة ! يبدو هناك بعض الفطريات بالمكان )
بينما تابعت ناتالي بعدهما
(أجل ، إلا ترى القمامة امامك !)
ابتسم استر ساخراً مع ابتسامة دلت على غضبه
(يبدو أن القمامة صار لها فم وبدأت تتحدث ! )
رفع اكاي حاجبه مستنكراً وضحك بأستهزاء
(وحثالة المجتمع كبر وصار يظهر لونه الحقيقي المقرف !)
تقدم بينما يتحدث بتعالي
( ومنذ متى يحق للخنازير أن تتكلم أمام اسيادها؟)
ردت ميارا بغضب وهي ترى شقيقها يهان
(منذ صارت الصراصر تحاول أن تصير اسياد !)
نطق الشرطي وصرخ بهم بغضب
(صمتاً حتى لا ارسلكم جميعاً لزنزانة ! انتم حقاً مزعجون)
نظر الجميع اليه بنظرات مخيفة جعلته يتراجع للخلف خطوة واحدة بينما يحاول الحفاظ على ثباته
وكان أول من تحدث هو استر
(كيف تجرأ وتتكلم هكذا مع وريث أسرة عريقة !)
نطقت ميارا بينما تقترب منه بغرور وتعالي وصوت كعب حذائها يصدح في الإرجاء بينما دفعت الشرطي للخلف بأصبعها
(شرطي لا يستطيع حتى توفير غرفة أخرى يجرأ ويأمرني ؟! اعرف مكانك أيها المزعج والا مسحت بك الأرض هل تفهم؟! )
صمت الشرطي واشاح بوجهه بينما تابع اكاي نظرات الاحتقار نحو استر وهو ينطق
(أسرة عريقة ؟ مزحة ظريفة ! )
ابتسم استر بغرور وهو ينطق بأستفزاز
(أجل ، وللأسف أحدهم لم يعد ينتمي لتلك الأسرة !)
مما دفع مارك لينطق بأول كلمة رغم أنه كان يحاول الصمت حتى لا يخرج كل ما بداخله لكنه لم يستطع منع نفسه من قول ما اراده
(ومن قد يرغب بالانضمام لأسرة ما ينتمي إليها تافه مثلك !)
نظر استر نحو مارك بمكر بينما ينظر إليه بنظرة جانبية
(كلام كبير بالنسبة لشخص كان يستمع لكل ما أقوله قبل ايام مضت !)
وقبل أن يرد أي أحد دخل أحدهم للغرفة بينما يتحدث بأستياء
( لايت ! هل حقاً تتمنى رؤيتي على فراش الموت ؟!)
استدار لايت لينطق بأرتباك
(أخي ؟ من اخبرك ؟!ولما انت هنا ؟)
وضع المعني يده على رأسه بينما يحرك رأسه بأستياء
(كل هذا غير مهم !اقلقتني عليك !)
التفت لينظر للآخر ونطق موبخاً
(وأنت اكاي متى ستتوقفان عن جلطي ؟ لما كلا اخواي احمقان لا يعرفان كيف يعتنيان بنفسهما ولا يمر يوم دون مصيبة ؟!)
نظرت ميارا نحوه وهي تتسائل بفضول
(هل انت من اعتنى بأخي ؟ )
التفت لينظر لمن أمامه فرأى ميارا بشعرها البني وعيناها العسلية وفستانها الابيض فنطق بابتسامة هادئة
(انتِ الآنسة ميارا ؟ اعتذر لم يكن لدي الوقت للتعريف عن نفسي ، انا شقيق لايت ، ليو ، وايضاً شقيق اكاي )
تقدمت وصافحته بابتسامة ممتنة وهي تنطق
(شكراً على رعاية أخي ! لن أستطيع رد هذا الدين ابداً !)
نطق بهدوء
(لا تقولي هذا ! هو فرد من الأسرة وهو شقيقي الأصغر ايضاً لذا هذا واجبي !)
نظر استر بملل بينما نطق اكاي ساخراً منهما وهو يعقد يديه إلى صدره
(هل انتهت حفلة التعارف ؟ )
تحدث لايت مستاءاً
(دعهما ينشغلان !أم تريد أن يتوفر لديه الوقت ليوبخنا؟)
ابتسم شقيقه بتهديد واستدار لينظر إليهما
(لا تقلقا ! لدينا الكثير من الوقت وسأحرص على توبيخكما كما يجب !)
جاء شرطي آخر ونطق بصرامة
(استر جونسون ،تم استدعائك)
عقد حاجبيه بأنزعاج ولكنه تقدم بصمت ولم يجادل لكي يفهم ما يحدث ، بينما الآخرون يتسائلون عن سبب استدعائه
دخل لغرفة الاستجواب بثقة وغروره المعتاد ، اشار له المحقق بالجلوس على الكرسي أمامه والطاولة بينهما ، جلس المعني وعقد ذراعيه الى صدره
نطق الشرطي ليسأله وكالمعتاد لم يغير استر من أقواله بل استمر بادعاء البراءة حتى النهاية
بعد انتهاء أخذ أقواله لم يتركه الشرطي يغادر فنطق استر بانزعاج
(إلى متى ستبقيني هنا ؟اخبرتك بما أعرفه ! المجرم معروف فما الداعي لكل هذا ؟)
ابتسم المحقق أمامه ابتسامة أزعجت استر فنطق بانزعاج بعد أن غادره الهدوء
(ما الذي يضحكك؟)
أجاب المعني بمكر
(ستعرف بعد قليل !)
اشار للشرطي الواقف والذي تحرك من فوره واحظر ثلاثة من تلك العصابة التي يتعامل معها استر والذين دخلوا بهدوء غير ابهين بنظرات الشك التي وجهها لهم
نطق المحقق بنبرة ماكرة كصياد اصطاد سمكته المنشودة
( لقد اخبروني عن أوامرك لهم بالفعل ، لذا ما عاد نافعاً ادعاء البراءة ! )
ضيق المعني عينيه بعد أن أعاد أنظاره لمن أمامه
( ماذا تقصد؟ أنا لم أعطي أي أوامر !)
نطق المحقق بتهديد بعد أن قدم جسده للامام ووضع يديه اسفل ذقنه
(أرى ان تعترف ! هذا سيخفف الحكم ! لدينا ثلاثة أشخاص لديهم نفس الأقوال ! وجميع الأدلة ضدك ! التهمة ضدك ثبتت بالفعل ! والشيكات التي حولت بها المال لهم مقابل خدماتهم لديهم بالفعل !)
سيطر عليه الغضب ونهض ضارباً الطاولة بيده
(هذه مجرد اكاذيب يقولونها ! انا لم أفعل شيئاً ! ولا أعرف عن أي أوراق تتحدث ! )
نظر نحوهم بحقد غاضباً بينما نطق أحدهم بغير اهتمام
(اعذرني ولكن حريتنا أهم من مالك ، لن تفيدنا اموالك بالسجن )
تقدم المعني بغضب شديد وقد نفذ كل صبره بينما يتوجه نحو من كان تابعه قبل وقت قصير وامسك به من قميصه ونطق بحدة وحقد
(فاشلون جبناء ،تهديد سخيف كافي لجعلكم تتحدثون ! ألا يمكنكم التكتم على شيء تافه كهذا !؟ أي مجموعة جبناء تعاملت معها !)
دفعه بقوة ارضاً حتى اوقعه ،تدخل الشرطي حينها لإيقافه بينما تحدث المحقق بصرامة
(هذا اعتراف صريح بأفعالك ! طلبك منهم التكتم يعني أنك فعلت حقاً ! )
تراجع استر للخلف مصدوماً وهو يتمتم
(لا ، انا....)
تقدم الشرطي لأخذ استر بنفسه فصرخ به بعد أن دفع يده بقوة
(ابتعد ! )
لم يكن يستطيع فعل شيء فصر على اسنانه بغضب وتابع بحقد شديد وهو يوجه انظاره للعصابة
(سأتي بنفسي !)
غادر استر بهدوء مع الشرطي وهكذا تم القبض عليه بعد أن انكشف أمره بلحظة غضب
أما سبب اعتراف عصابته فهو انهم يعملون له لديه فقط لأجل المال ، وخلال التحقيق أخبرهم المحقق انهم اذا اعترفوا ستخف عقوبتهم كثيراً ، حتى أن بعضهم قد لا يعاقب ، فكر الثلاثة بالأمر وقرروا الاعتراف وبتطابق أقوالهم وكلامه الذي قاله كان هذا كافياً ليتم القبض عليه
لم يمضي وقت طويل حتى استدعى المحقق مارك والباقين ليطلعهم على ما توصلوا اليه
مشاعر مارك كانت مزيج غريب لم يعلم كيف يصفه ،كان سعيداً بظهور برائته وكون استر سيعاقب وبالوقت نفسه كان حزيناً أن من وثق به يوماً واعتبره اخاه خذله بأبشع طريقة ممكنة
بعد مضي يومين تم عقد جلسة المحكمة والتي قررت ميارا حظورها بمفردها بعد أن رأت أن من الافضل عدم حظور أحد غيرها وتم حكم استر بخمس سنوات سجن يقضي اثنين منها بإصلاحية والثلاثة المتبقية بسجن بسبب كل جرائمه بما في ذلك ما تسبب به لنالتالي !
لم ينفع دفع المال ولا تدخلات والده بالأمر وتم تنفيذ الحكم بينما هو تحطم تماماً بعد أن كان قد قضى سنوات كثيرة يخطط للحصول على تلك الثروة والآن لم يخسر ثروته وحسب بل حريته معها ومكانته وكل ما سعى لأجله !
~~~~~~~
في لندن
وصل الطرد البريدي والذي كان لوكاس ينتظره بشدة ، الأجواء خلال تلك الأيام كانت مشحونة بشدة بين جميع الأطراف وان كانت مجرد نظرات يتبادلونها !
فور وصول الطرد استلمته ميا من ساعي البريد وظلت تحدق به بأستغراب فقد بدأ كأوراق عمل بينما هو مرسل للوكاس
قلبت الطرد بفضول بينما تبحث عن اسم المرسل وحين قرأته استغربت وجود اسم فتاة ، قطبت حاجبيها مفكرة أن صغيرها كبر وصار يواعد فتاة ، ترددت بالذهاب وسؤاله مفكرة أنه لن يجيبها ولكنها شعرت أن فضولها غلبها فتحركت بخطوات مترددة نحو غرفته وعيناها تنظر إلى الطرد بين حين وآخر
وصلت لغرفته والتي استقر بها بعد أن رتبتها له ميا
بنفسها رغم أنه يقضي معضم وقته بغرفة لوكا ، وقفت أمام الباب بتردد ثم دخلت لترى صغيرها مستلقياً على السرير فشعرت بقلبها ينقبض وتوجهت اليه بقلق شديد حتى أنها نسيت سبب قدومها !
اقتربت بقلق ونطقت
(صغيري ! هل أنت بخير؟ )
فتح عينيه ونظر اليها بشيء من الإرهاق فقد كانت صحته ما تزال غير مستقرة والجرح لم يلتأم مما تسبب بأرتفاع خفيف بدرجة حرارته ولم يرغب بأخبار أحد حتى لا يأتي الطبيب إلا أن سوء حظه احظر والدته أو هكذا فكر !
اقتربت ووضعت يدها على جبينه ففزعت من حرارته ونطقت من فورها
(حرارتك مرتفعة ! بماذا تشعر ؟!)
نطق بصوت مرهق حاول إخفاء تعبه منه بكل جهده بينما الاستياء سيطر على نبرته
(انا بخير ! كل ما احتاجه هو النوم!)
قطبت ميا حاجبيها ونطقت بحزم
(لا أعلم لما تكره الطبيب ولكن هو شخص جيد !ولن اطمئن حتى يأتي ! )
نهض بصعوبة بينما يحاول أن يعدلها عن رأيها
(امي لا تلحِ ! انا بخير حقاً ! لا داعي لاتعابه للوصول إلى هنا !)
لم تقتنع بكلامه ونطقت بصيغة أمر منهية النقاش
(لست الوحيد العنيد هنا صغيري ! لن اتنازل ! أبقى هنا وسأتصل به !)
تنهد بأنزعاج بينما هي تغادر وقد وضعت الملف على الطاولة ،فور مغادرتها استلقى على السرير وهو يتنهد بأنزعاج ويده على جبينه ،
مر بعض الوقت فالتفت على جانبه محاولاً النوم فانتبه للملف الذي على الطاولة فركز به ونهض ليلتقطه وفور رؤيته لاسم المرسل أسرع لفتحه بينما يخرج تلك الأوراق وأخذ يقلبها بين يديه
ارتسمت ابتسامة على وجهه ونطق
(حقاً يعتمد عليها ! )
وقبل أن يكمل ما يحاول فعله سمع صوت الباب يفتح فتحرك بسرعة محاولاً إخفاء الأوراق ووضعها بقربه تحت الوسادة بينما اقبل ذلك الداكن بابتسامة ماكرة برفقة والدته
شك بما فعله لوكاس ولكنه نطق أمام ميا
(هل يمكنك تركي برفقته ؟ سأعتني به فلا تقلقي !)
ترددت بالقبول وهي ترى تلك النظرة المنزعجة من ابنها لكنها نطقت
(حسناً سأحظر لك شيئاً لتشربه !)
اقترب من سرير لوكاس بينما ينطق بمرح
(مرحباً ، يبدو أنك اشتقت لرؤيتي سريعاً! توقعت أنك ستحرص على أن لا تمرض حتى إشعار آخر !)
تجاهله لوكاس بينما نطق بهدوء
(هل يمكن أن تنهي عملك سريعاً؟)
ابتسم المعني بينما اخرج سماعته الطبيه متسائلاً
(لما تكرهني إلى هذا الحد ؟ لا اظنني فعلت لك شيئاً )
ابتسم لوكاس ساخراً رغم ارهاقه فقد مرت عليه ذكرى قديمة عن طفولته حين كان ضعيف الشخصية وهذا الطبيب لطالما عبث معه مستغلاً كونه سهل الخداع
مرة حين كان مصاباً بجرح صغير ورغبة منه في تشجيع لوكاس على أن ينهض ويدافع عنه نفسه هو قال له أن هذا الجرح خطير جداً وأنه سيموت بسببه وعليه أن لا يدعهم يؤذونه هكذا !
بالنسبة لطفل صغير من السهل أن يصدق شيئاً كهذا فبدأ بالبكاء حتى جاء والده وأخبره أن هذا كان مجرد مزاح!
وذكرى أخرى حيث كان والده متعباً قليلاً ولوكا ولوكاس واقفان بقربه ، هو نطق مازحاً معه
(فظيع ! جداً فظيع !)
ارتعب لوكاس أما لوكا فقد كان ليس سهل الخداع فنظر نحوه بحذر طفولي يحاول معرفة ما يقصده بينما نطق لوكاس والذي كان متسمكاً بتؤامه
(ما به ابي !؟ هل سيكون بخير !؟)
ابتسم المعني قائلاً
(والدك ؟أجل هو بخير لكنه شخص فظيع على إرهاق نفسه لهذا الحد !)
لوكاس الصغير كاد يصاب بأنهيار وقتها بسببه
ومن مواقفه معه هو حين كان يمرض ويحتاج حقنه ولكونه يخاف منها كان اياتو يظل يتحدث ويخبره أنه لا يحتاج حقنة وسيكون بخير دونها وبينما هو يتحدث معه يعطيه الحقنة فجأءة ودون سابق إنذار وهذا جعل لوكاس كل مرة يراه فيها يرغب بالهرب
ومواقف أخرى كهذه جعلته لا يحب التعامل معه فقد كان دوماً يعبث معه مستغلاً سهولة خداعه !
نطق لوكاس بهدوء بينما يشيح بوجهه
(انا لا اكرهك ، فقط أنهي عملك وغادر من فضلك !)
ابتسم بينما يقترب منه وبدأ بعمله رغم أنه لم يكن يركز على لوكاس بقدر تركيزه على ما يحاول المعني اخفاءه ، اكمل عمله فنطق موجهاً كلامه للوكاس
(يبدو أنك مصاب بالحمى بسبب الجرح ، سأكتب لك بعض الأدوية ، هل اكتب لك حقنة؟)
ابتسم بآخر كلامه بمكر بينما رفع المعني حاجبه مستنكراً ما سمعه وشعر أنه يسخر منه
(هل تعلم كم عمري الآن ؟)
اخرج المعني الحقنة من فوره بينما يأخذ يد لوكاس وأعطاه السائل بوريده ، حدق بملامحه محاولاً الانتباه إلى أي ردة فعل ولوكاس علم بهذا فحرص على عدم إظهار أي ردة فعل
بعد ثواني مرت بدأ لوكاس يشعر بالارهاق وعيناه بالكاد مفتوحتين !
نظر نحو اياتو والذي كان ينتظر ردة الفعل هذه بابتسامة ماكرة فنطق لوكاس بأستياء
(هل هي مادة منومة ؟!)
ضم الداكن ذراعيه الى صدره بينما ينطق
(لم تسألني عن نوعها ! اخبرتك سأعطيها ولم ترفض ! )
اغمض المعني عينيه بأستياء بينما تقدم اياتو نحو تلك الأوراق فنطق لوكاس بصعوبة بسبب شعوره بالنعاس
(اقسم لو فعلت شيئاً ، سأجعلك تدفع الثمن !)
قرب يده من رأس لوكاس بينما يعبث بشعره ويده الاخرى أخذت الأوراق
(هذا كلام كبير بالنسبة لشخص غير قادر على الحركة ! )
شعر لوكاس بعينيه تغمضان رغم كل جهوده ، ارتخت ملامحه رغماً عنه فأستسلم للنوم بينما اياتو أخذ تلك الأوراق وبدأ يقلبها بين يديه وسرعان ما خرج نحو وجهه ما !
بعد وقت قصير جاء لوكا ليطمأن على شقيقه بعد أن قلق عليه حين سمع بشأن مرضه وقدوم اياتو ، اقترب من سرير بهدوء بينما يتفقد حرارته بعينين قلقتين ، تنهد بشيء من الراحة حين وجده ينام بسلام ،اخرج علبة ما ووضعها قرب سرير شقيقه وغادر تاركاً شقيقه ليرتاح
~~~~~~
حل المساء فبدأ لوكاس يتحرك بسريره بأنزعاج ، تقلب عدة مرات قبل أن يبدأ جفناه بالابتعاد عن بعضهما سامحين للضوء بالانسياب لعينيه، ازعجه الضوء فوضع يده فوق عينيه بينما يحاول أن يعتاد الإنارة
نهض بصعوبة مع صداع شديد بينما شعر بوخز خفيف بيده ، نظر نحوها بينما يحاول استذكار ما حدث
التفت لينظر حوله فوقعت عيناه على ذلك الصندوق الذي تركه شقيقه ، مد يده ليلتقطه بعد أن شعر بالفضول بشانه
فور فتحه رأى أمامه هاتفاً ومعه رقم فأبتسم من فوره بينما يشكر شقيقه في أعماقه فهو الوحيد الذي يعلم مدى رغبته وحاجته للهاتف
تذكر أمر ميارا ورغب بالاتصال للاطمئنان عليها بشأن ما حدث مع الشرطة إلا أنه فور تذكرها اتسعت عيناه بشدة حين تذكر أمر الطبيب فالتفت برعب يبحث عن تلك الملفات فوجدها حيث تركها ،تنهد بشيء من الراحة إلا أن قلقه لم يزل !
فكر بما يمكن أن يفعله اياتو وهو صديق لوالده ، إذا عرف ببساطة هو قد يخبر والده وبالتالي سيفشل مخططه لأن والده لن يترك اسكا تتأذى أو هذا ما ظنه !
نهض بشيء من السرعة حتى كاد يفقد توازنه بينما يشعر بتوتر شديد ومعدته المته بسبب قلقه ، أنفاسه لم تكن طبيعية بل كان يبدو كأنه يجاهد لكي يأخذ شهيقاً وزفيراً بسيطاً
تحرك ببطئ خارج سريره بينما يتوجه لتفقد الأوضاع ، نزل ببطئ حتى لا يفقد توازنه بينما يده على صدره تارة وعلى معدته تراة أخرى بسبب الألم الذي ينتقل بينهما
وصل للأسفل ليرى اسكا تلحق بريو نحو مكتبه فتجمد بمكانه وهو يشعر بنبضات قلبه تكاد تجعل قلبه يخرج من مكانه !
التقت عيناه بخاصة والده والذي بادله النظرات حتى نطقت اسكا بحدة
(هل ستدعني انتظر طويلاً لأجل عديم التربية هذا ؟! أنت من طلب رؤيتي فلا تضيع وقتي !)
تنهد ريو بأنزعاج منها ومن أسلوبها إلا أنه تابع طريقه نحو مكتبه بينما لوكاس يشعر أنه على وشك الانهيار
بمكتب ريو دخل الأثنان بهدوء شديد بينما ذهب ليجلس هو على كرسيه بينما جلست هي أمامه ليفصل بينهما الطاولة ، ظنت انه على وشك الاعتذار بشأن سلوك ابنه فنطقت بتعالي وهي تضع قدماً فوق الاخرى وتنظر بحدة نحوه
(ماذا تريد!؟)
اغمض عينيه وأخذ نفساً عميقاً وهو يتحدث بهدوء
(لدي شيء اخبرك به !)
يتبع
ارجو ان يعجبكم❤😍
البارت 3700 كلمة
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top