بارت 32 ليس الاخير
اعتذر على تأخير البارت 😶 وكما بالعنوان ليس البارت الأخير فلم يكفي لإنهاء أحداث الرواية !
على أي حال استمتعوا وارجو ان يعجبكم😙
~~~~~~~~~~
كان ريو قد وصل للقرية بعد مدة فالطريق لم
يأخذ الكثير خصوصاً أنه لديه هدف محدد فاتجه
للقرية ودون تأخير ، سار بشيء من الانزعاج
وكل ما يفكر به هو المشاكل التي ستحدث مع
لوكاس ، هو لم يحب يوماً أسلوب العنف أو الإجبار
وفكر ربما يسمع وجهه نظره ويكلمه بصراحة فهذه
هو أفضل وسيلة للوصول إلى حل .
~~~~~~~~
كان اكاي قرب ناتالي وهو يحاول أن يطمئنها على
شقيقها وان كل شيء سيكون بخير ،بينما ابتعدت
سيا وجولي وتراجعتا للخلف قرب لايت مع
ابتسامة ودودة مرتسمة على شفاه الجميع ولوكاس
يحدث شقيقه ،التفت لوكاس للخلف معطياً ظهره
لرفاقه وهو يكلم شقيقه بينما الآخرون منشغلون
بناتالي الجالسة ارضاً بسبب تعبها دون أن ينتبه أي
منهم للشخص الذي جاء ووقف امامهم رافعاً مسدسه
نحوهم ولم ينتبه له سوى لوكاس الذي ما أن رأى
هذا حتى توسعت عيناه ووقع الهاتف من يده
بعد أن افقدته الصدمة القوة من يده مما تسبب
بوقوع هاتفه ارضاً وانطلق بسرعة وامسك بيد
مارك بقوة محاولاً ابعادها عن اتجاه رفاقه وملامح
وجهه مضطربة بسبب تفاجأه من الدرجة التي وصل
إليها مارك وهو يفكر فقط إلى أي درجة عبث استر
بعقله ! وحين صار السلاح بالأعلى سمع الجميع صوت رصاصة مجهولة المصدر بمن فيهم لوكا الذي نطق
(ماذا يحدث ؟) !
شقيقه لم يكن قرب الهاتف ليريح قلبه بينما تحدث لوكاس وهو ما يزال ممسكناً بيد مارك مع السلاح بالأعلى
(كف عن هذا الجنون وابعد السلاح فوراً ! ألا ترى
كم ناتالي خائفة ؟!)
نطق لوكاس بذلك بنبرة حادة ومعاتبة فهو لا يزال
يذكر مارك اللطيف الذي ساعده قبل ظهور استر
وكلامه جعل رفاقه ينظرون بذلك الاتجاه وانتبهوا
لما يحدث ترقرقت عينا ناتالي بالدموع مجدداً
بينما يديها على فمها وهي مصدومة تماماً من سلوك
شقيقها فهي لم تره سابقاً هكذا بل كل ماتراه
منه هو الأخ الأكبر اللطيف الذي يبذل كل شيء
في سبيلها !
نزلت دموعها تتسابق بينها وسيا
وجولي انطلق كفيهما أمام قلبهما تدعوان أن
لا يحدث أي مكروه بينما لايت واقف لا يعرف ما
يجب أن يفعله فتدخله قد يزيد الوضع سوءاً
إلا أن لوكاس لم يعطي أي مجال لهم للتفكير
( ابتعدوا وسأتصرف معه !)
صرخ بهذا بصيغة الأمر ورغم هذا ظهر التردد
على وجوه الجميع معلنين عن رفضهم لتركه يواجه
الأمر وحده إلا أن لوكاس نطق مجدداً ليخرجهم
من ترددهم
( وجودكم سيزيد الأمر سوءاً ! يمكنني التصرف
وحدي فغادروا !)
خلال كل هذا كان لوكاس ما يزال يحاول أخذ
المسدس من يد مارك حتى لا يفسد حياته وحياة
غيره فحمل اكاي ناتالي بين يديه مجدداً بينما
تمسكت هي به بخوف كطفل صغيري يخشى
السقوط ونطق اكاي بصوت مرتفع كان موجهاً
لمارك أكثر من كونه للوكاس
(سأخذ ناتالي للمشفى فهي بحال سيئة ! لا تتأخر !).
مارك كان مستاءاً إلا أنه بدأت قوته تضعف قليلاً
فقد شعر بخطأ ما يفعله وبدأ يقتنع أن أكاي يريد
الأفضل لاخته إلا أن كرامته أبت أن تدعه يتراجع
فقط بل استمر بمقاومة خفيفة ريثما اختفى اكاي
وناتالي ومعهما لايت بينما تراجعت سيا وجولي
للخلف قليلاً وظلتا تراقبان من بعيد ،
أمسك لوكاس بالمسدس وهو يراقب عينا
مارك التي يمكن بوضوح رؤية الانكسار بها
توقف فجأءة عن المقاومة بينما لوكاس ارخى
دفاعه قليلاً هو الآخر ، لم يفلت أي منهما المسدس
بل انزلاه للأسفل حتى صار بينهما ومارك
ينظر للأرض ولوكاس صامت ينتظر منه خطوته
التالية ، فجأءة اتجهت عينا لوكاس مبتعدة لثانيه أو أقل ليفاجأ برصاصة إصابته بصدره، افلت المسدس
دون شعور منه بينما يحاول أن يفهم ما يجري
ومارك مصدوم تماماً فهو متأكد انه لم يطلق فكيف
اصابه ، بدأت يده ترتجف وتراجع للخلف برعب
وقدماه بدأت بالإرتجاف حتى وقع ارضاً
وهو يراقب لوكاس الذي بدا يهوي جسده
تدريجياً ارضاً ويده على مكان الجرح الذي كان ينزف
الدم بغزارة ليتساقط دمه الأحمر مغطياً الأرض
كسجادة فاخرة وتغطى قميصه الابيض ببقعة
حمراء داكنة !
مارك أمامه ينظر إليه بعينين شاخصتين وجسده
كله يرتجف فهو لم يقصد أخذ الأمر لهذا الحد بل
هو يقسم بداخله انه لم يفعل ، أما جولي وسيا
ضلتا تنظران بصدمة لما يجري ، ثواني مرت
حتى استوعبتا الأمر وقبل أن تستطيعا إبداء أي
ردة فعل شعرت سيا بيد توضع على كتفها ، التفت
وجسدها كله يرتجف لترى خالها ريو ينظر إليها
بأستغراب غير منتبه لما يجري أمامه حتى الآن
فنظرت اليه بعينياها البنفسجيتين وقد امتلئت
مقلتيها بدموعها المالحة وريو ينظر إليها
(ماذا يحدث ؟ انتِ بخير ؟)
لم تستطع أن تنطق هي ولا جولي فاكتفت
بالإشارة باصبع يدها وهي تنطق بهمس
(لوكا...س )
لم يفهم ريو فنظر نحو المكان الذي تشير اليه فنظر
إلى الملقى على الأرض أمام مارك وهو غارق بدمائه
بدأت عيناه تتوسع تدريجياً بعد أن لاحظ لون
شعره فهو شيء لا يمكن أن يخطأه ولم يضيع
أي ثانية أخرى بل تقدم راكضاً حتى وصل إلى ابنه
ويداه بدأت ترتجف وهو يرى ابنه غارقاً بدمائه
وملقى ارضاً فدنى منه وامسكه بين يديه وهو
ينطق بصوت مرتجف
(لوكاس ، هل تسمعني ؟! )...
حرك المعني رأسه ببطئ شديد وعيناه تكاد تغلقان
من الإرهاق والرؤيا لم تكن واضحة مطلقاً إلا
أنه رغم كل شيء استطاع أن يميز والده فنظر باتجاه
آخر ولم يفهم والده سبب هذا أهو غاضب منه أم
خجل من مواجهته ؟!
تغطى هو الآخر بدماء ابنه وتلطخت يده بها
بينما اقدمت جولي وبسرعة على الاتصال
بالأسعاف وسيا فقط واقفة مصدومة فكل هذا غير
متوقع وهي وبطريقة أو بأخرى مدينة للوكاس
ولم تتوقع أن تراه مغطى بدمائه هكذا !
ثواني وسمع الجميع صوت الشرطة وهي قادمة ومعهم ميارا والتي فور رؤية لوكاس تحركت يدها بصورة لا ارادية لتغطي فمها ثم ركضت بخطوات واسعة نحوه وهي تصرخ باسمه أما هو فقد خارت قواه واغمض عينيه بين يدي والده بينما
الشرطة تقبض على مارك وآخر ما راه هو ابتسامة
استر الذي كان يقف متفرجاً من بعيد بابتسامة
أقرب ما تكون للجنون أو ابتسامة انتصار وتحول
كل شيء إلى ظلام دامس .
أما الشرطة فقد كانت تقبض على مارك بينما
هو لا يزال بصدمته ووالد لوكاس ينظر إليه
ورغبة القتل هل كل ما يمكن رؤيته بعينيه بينما
مارك لم يقاوم الشرطة بل ظل ينطق بهمس
(انا ...لم أفعل !)
أما استر وباقي العصابة فقد تحدثت معهم
الشرطة فكان جواب استر بملامحه الحزينة
(لقد كان يبدو عصبياً بسبب اختفاء اخته التي
هربت مع صديقها ولهذا فعل هذا، لو كنت أعلم
أنه سيفعل شيء كهذا لاوقفته )
جاءت الإسعاف وتم أخذ لوكاس للمشفى ومعه
سيا ووالده ورافقتهم ميارا والتي لم تخبر اكاي
بما حدث للان وأما لوكا والذي سمع بكل ما يجري
عبر الهاتف الذي ظل ارضاً شعر ببرد شديد
يخترق عظامه وقلبه الذي ينبض بجنون
وجسده الذي خرج عن سيطرته فجلس
على سريره قبل أن يقع ارضاً ووقع الهاتف من يده
بينما الدموع بدأت تهرب من عينيه دون وعي منه
فهو يشعر بشعور فظيع كما لو أن جزء منه يتم
انتزاعه بقسوة وهو يفكر ماذا سيفعل إن لم يرى
شقيقه مجدداً ثواني فقط حتى شعر بجسده يضعف
واغمي عليه دون أن يعلم أحد بما حدث .
~~~~~~
تم نقل لوكاس للمشفى للعناية المركزة بينما جلس
والده خارج غرفة العمليات ومعه سيا وجولي وميارا
وهو ينظر إلى يديه التي كانت ملطخة وفكرة واحدة تدور بعقله
(كل هذا بسببي ! ما كان يجب أن اتركه! )
دفن وجهه بين كفيه وبدأ الدوار يسيطر عليه لكنه
تجاهل ذلك ولم يخبر الطبيب فهو اقسم أن لا يترك
ابنه هذه المرة ولو عنى ذلك موته ، سمع صوت رنين
الهاتف لكنه تجاهله كلياً فهو غير قادر على النطق
بأي شيء !
سيا واقفة من مسافة تدعو من أعماق قلبها وعيناها تتنقلان من غرفة العمليات تارة وتجاه خالها تارة أخرى وهي تشعر بالقلق عليه فملامحه لم تكن بخير ابداً بينما ميارا جالسة هناك بملامحها الشاحبة بصمت حتى لا تزيد الضغط على والده حتى سمعت صوت رنين هاتفها فنظرت اليه لترى شقيقها يتصل بها فترددت بالرد ولكنها نهضت وقررت أن تجيب حتى لا تزيد قلقه فنهضت وابتعدت عن الغرفة فوصل إلى مسامعها صوت شقيقها
(ميارا ، هل لوكاس معكِ؟)
سماع سؤال شقيقها زادها تردداً فقد أدركت أن
شقيقها قلق عليه فتحدثت بحذر شديد محاولة
إيصال الأمر بهدوء قدر الإمكان وان كان الأمر
مستحيلاً
(هو بالمشفى ، لقد أصيب !)
ملامح اكاي التي تغيرت وشحبت جعلت ناتالي
ولايت ينظران اليه بقلق ولم ينتظر لايت حديث
اكاي بل سأل فوراً
(ماذا حدث ؟)
تجاهله اكاي وحاول ان يخفي مشاعره حتى
لا تعلم ناتالي بشيء واردف يسأل ميارا مع إحساس
فظيع بالذنب وقلق على صديقه
(ليست اصابه خطيرة صحيح ؟)
سأل هذا املاً أن يسمع الجواب الذي يتمناه لكنه
قُوبل بصمت الطرف الآخر والذي جعل قلبه
ينقبض بشدة
( أين هو حالياً؟)
نطقها بهدوء يخفي مشاعره خلفه وأخبرته ميارا
بمكانه وهو بنفس المشفى إلا أنه بفرع آخر به
فأقترب من ناتالي وامسك بيدها وقال بهدوء
(عزيزتي ، اسف يجب أن أذهب الآن ، لوكاس
يحتاج إلينا قليلا لذا ...)
الأجهزة المربوطة بها منعتها من الحركة ولكنها نطقت
بصعوبة
(هل حدث له مكروه ؟)
أجبر اكاي نفسه على الابتسامة ووضع يدها بين يده
(سيكون بخير ، لا تقلقي )
تركها والتفت مغادراً فتبعه لايت فوراً وفور
إغلاق باب غرفة ناتالي ازدادت ملامحه
شحوباً
( ماذا حدث ؟)
سأل صاحب عيني البرتقال صديقه رغم أنه استطاع
ان يعرف أن الوضع سيء لكنه تمنى سماع ما يريحه
إلا أن ملامح رفيقه قتلت أي أمل بداخله
( ماذا حدث ؟)
نطقها بانفعال هذه المرة بعد أن شعر أن أعصابه
تلفت ولم يعد يحتمل
(لقد أصيب برصاصة وهو بغرفة العمليات !)
اتسعت حدقتا عينيه وتوقف بمكانه يقلب
الكلام بعقله فصرخ اكاي
(هذا ليس وقت الصدمة ! دعنا على الأقل نذهب
قريباً منه ! كل ما حصل معه بسببنا بعد كل شيء)
نطق آخر كلمات بأستياء شديدة ولو كان بمفرده
لما تردد بإعطاء الحرية لدموعه فهو ومهما حدث
يدرك أن كل هذه المشاكل حدثت بسبب معرفته
لاكاي ورفاقه ورغم كل شيء هو مجدداً
اخلف وعده وتأذى شخص بوجوده رغم أنه وعد
لوكاس وحتى لوكا بأن يكون لوكاس بخير معه.
وصل بعد مدة هو ولايت لغرفة العمليات
حيث يجلس هناك والد لوكاس والاخرين فتقدما
ببطئ حتى وصلا فانتبهت ميارا لهما وتقدمت
نحوهما بعينيها المحمرتين ولم تنطق بشيء مجدداً
خوفاً من القنبلة الموقوته كما وصفتها وهي تقصد
بذلك والد لوكاس فهو ودون شك كره المكان
وكل من فيه بعد أن رأى ابنه يموت بين يديه
نطقت ميارا بهمس بالكاد كان مسموعاً
(هو بغرفة العمليات حالياً ولا نعلم شيئاً بعد )
لم يستطع أي منهم التعليق بشيء فليس
للكلام فائدة أو معنى بوضع كهذا إلا أنهم
سمعوا صوت الباب يفتح فخرج منه الطبيب
فنهض والد لوكاس اليه فوراً وهو يمسك يد
الطبيب راجياً سماع أي شيء مطمئن
(كيف هو؟هل هو بخير ؟)
توقف الطبيب وابتسم له بهدوء
(لا تقلق ، من حسن الحظ لم تصل الرصاصة
مكاناً خطيراً لهذا سيكون بخير لكن سيحتاج
رعاية صحية لمدة لا تقل عن سنة لمراقبة
حالة رئتيه خصوصاً وأن اثار العملية السابقة
لم تزل للان وفقر الدم لديه سيصبح أسوء
بعد خسارة الدماء بهذه الكمية !)
نظر اليه بأستغراب وابعد يده ببطئ عنه
(أي عملية ؟ وأي فقر دم ؟)
رفع الطبيب حاجبه مستنكراً
(الست والده؟ كيف أجرى العملية دون علمك ؟
لست متاكداً أي عملية لكن هناك أثر واضح
للتداخل الجراحي قرب معدته !)
استدار والد لوكاس للواقفين خلفه بينما نظرت
ميارا بصدمة هي الاخرى للايت واكاي تنتظر تفسيراً
بينما تبادل هما النظرات بينهما حتى صرخ بهما
ريو
(ليتحدث أحدكم ! ماذا حدث ؟)
نطق لايت بأرتباك بعد أن تنهد بأستياء فكل المصائب
تقع عليه لتفسيرها
( لقد أصيب قبل مدة بنزيف بالمعدة لهذا أجريت
له عملية ما )
بينما أكملت ميارا
( بالنسبة لفقر الدم أظنه بسبب نظام غذائي سيء
فهو امتنع عن الطعام لمدة دون تناول أي شيء )
ثم اشاحت بوجهها بسبب نظرات ريو التي
كانت مخيفة وحادة وأكملت بتوتر
(واضطر للتبرع بالدم لصديق ما وزاد الأمر سوءاً )
ظل ريو ينظر إليهم بصمت محاولاً تهدئة نفسه
إلا أن الطبيب نطق بهدوء
(المهم انه بخير حالياً ، فقط يحتاج للراحة والعناية
الطبيبة بين فترة وأخرى للتأكد من عودة كل شيء
طبيعياً )
ثم تابع قائلاً
(سيد وأين ، تبدو لي شاحباً ، ارجو ان تذهب مع
الممرضة لإجراء بعض الفحوصات )
نطق ريو بصوت خافت
(لا داعي ،انا بخير ، أريد رؤيته فقط )
إلا أنه قبل أن يكمل شعر بالدوار وكاد يغمى
عليه فاقترب الطبيب منه بسرعة وساعده على
الوقوف
(سيدي ، لن تستفيد شيئاً من بقائك وانت بهذه الحال
أرى أن تجري بعض الفحوصات قبل استيقاظه
فهو سيحتاجك بقربه !)
أراد ريو الإصرار لكن ميارا تدخلت واقتربت بحذر
(سيدي إذهب وساخبرك بأي شيء سيحصل )
نظر اليها بنظرة جانبية ورغم إحساسه بالقلق لكنه
استسلم بعد أن شعر بجسده يكاد ينهار فذهب برفقة
الطبيب ونطق دون أن يستدير
(ابلغيني فور استيقاظه )
غادر برفقة الطبيب والذي أجرى له الفحوصات
اللازمة وتبين انه أصيب بانخفاض بالضغط إضافة
لانهيار عصبي بسيط بسبب التوتر فأصر الطبيب
عليه أن يأخذ دواء منوم إلا أنه رفض رفضاً
قاطعاً وأصر على رؤية لوكاس والبقاء بقربه
أما ميارا فقد ذهبت للغرفة التي تم نقل لوكاس
اليها برفقة لايت واكاي وسيا وجولي ودخلوا إلى
هناك وفور أن وقعت أعينهم عليه تقدمت
الفتيات بخطوات متسارعة للاقتراب من السرير
حيث يرقد على السرير مع جهاز التنفس
وبعض الأسلاك المتصلة بجسده فلم تقاوم أي منهن
دموعها بينما تقدم اكاي ولايت ببطئ نحو سريره
وهما يشعران بصعوبة النظر اليه وهما يلومان
نفسهما على تركه أما والده فعاد بعد وقت قصير
بعد أن أعطاه الطبيب بعض الأدوية وطلب من
الممرضة مراقبة حالته حين تتفقد لوكاس ، اخرج
هاتفه اخيراً وقرر الاتصال وتلفيق كذبة بسيطة
على زوجته أو ربما كذبة كبيرة وفور رنين الهاتف
ردت زوجته بلهفة شديدة ونيرة عتاب بصوتها
( أين كنت ؟! انا اتصل بك منذ ساعات )
( اسف مرض لوكاس قليلاً فانشغلت ، حين يتحسن
سأعود معه فوراً !)
شهقت برعب فوراً
( لوكاس أيضا ؟!ماذا أصاب صغيري ؟! )
توقف ريو مكانه وهو يتسائل عما قصدته
(أيضا ؟من مرض أيضا ؟!)
ردت ميا بصوت منكسر
(ذهبت لاتفقد لوكا قليلاً فوجدته نائماً أو هذا ما
ظننته ، حاولت ايقاظه فلم يستيقظ )
بدأت تبكي واردفت
( اتصلنا بالطبيب وقال إنه اصيب بأنهيار عصبي
لسبب ما ولكن حالته استقرت الآن ! ماذا بشأن
صغيري ؟! كيف هو ؟)
صمت ريو وهو يتمنى أن لا يكون لوكا علم بالأمر
(حين يستيقظ اتصلي بي فوراً أريد أن اكلمه )
أجابت بشيء من الخوف
(سأفعل ولكن لما لا تجيبني ! هل أصاب صغيري
شيء ؟!)
أدخل يده بين خصلات شعره واغمض عينيه
واستمر صمته قليلاً ثم أجاب بصوت مرهق
(اعدك سيكون بخير ، سأعيده هذه المرة مهما حدث
فلا تقلقي ، سيكون بقربك خلال وقت قصير )
لم يرتح قلبها المرهق لكنها وضعت ثقتها بزوجها
وقالت ويدها على قلبها تحاول أن تهدء من نبضاته
المتسارعة
(عودا بسرعة ، نحن بأنتظاركما ) .
أغلق ريو الخط وذهب ليدخل لغرفة لوكاس فوجد
ميارا تجلس بقربه وتمسك بيده بقلق بينما اكاي
يقف قرب السرير وهو ينظر إليه بحزن ولايت
جالس على كراسي الانتظار بقرب سيا وعيناه
مغمضتان وجسده مستند للحائط وسيا تنظر إلى
لوكاس ويديها متشابكتان اما جولي فقد اضطرت
للمغادرة بسبب مدير العمل واخبرتهم أن يتصلوا
فور استيقاظه !
مر بعض الوقت حتى بدأ لوكاس يفتح عينيه ببطئ
فأقترب منه الجميع وتجمعوا من حوله بينما
ذهبت سيا لتحظر الطبيب فوراً وفور أن توضحت
الرؤيا كان أول شيء نطق به
(ابي ؟)
تقدم ريو وامسك بيده ومسح على شعره بهدوء
( أنا هنا ، أنت بخير ؟ هل تتألم ؟)
اغمض عينيه قليلاً براحة
( سعيد انك بخير )
أجاب ريو من فوره
(انت من كان بخطر وليس انا !)
جاء الطبيب برفقة سيا والذي تقدم منه ليتفقده
ومعه الشرطي الذي فور سماع أن لوكاس استيقظ
دخل لأخذ أقواله فأراد والده أن يرفض هذا
إلا أن لوكاس أصر أن يستمع اليه الشرطي فتقدم
اكاي وصار بقربه ومعه لايت وإضافة لوالده
والشرطي بينما الطبيب وقف جانباً ليتاكد من حالته
(مارك لم يكن الفاعل !)
نظر الاثنان اليه بتفاجأ ولم يسألا شيئاً خوفاً من اتعابه
( يجب أن تتصرف بسرعة فأستر دون شك
سيتصرف بسرعة !)
نظر الاثنان لبعضهما ثم نظرا اليه مجدداً بينما
الشرطي يمسك بدفتره ويسجل أقواله
(لقد كنت اتشاجر معه على المسدس فبدأ هو يتردد
فضعف امساكه بالمسدس ، نظرت بالصدفة لارى
أحد أفراد عصابته يقف من بعيد وهو من أطلق النار !)
كان لايت واكاي مصدومين فهما لم يتوقعا أن يصل
الأمر لهذا الحد بينما نطق الشرطي من فوره
(لا داعي للدفاع عنه ، لقد وجدنا اثار اصابعه
بالفعل على المسدس لذا لا داعي للكذب للتغطية
عليه ، سمعت من ابن عمه انكما كنتما صديقان
ولكن لا داعي للكذب لأجله !)
نطق اكاي غاضباً
(ابن عمه بالذات هو مصدر كل المشاكل! ان كان قال
هذا فهذا يعني أنه يكذب !)
نظر الشرطي بنظرة جانبية
( لم اسئلكما ! نحن نعرف الفاعل ولكن فقط نحتاج
أن تخبرنا الحقيقة لا قصص من الخيال !)
بدأ لوكاس يغضب بشدة وهو يشعر أنه وقع
بفخ استر تماماً فبدأت نبضات قلبه تزداد وبدأ
المؤشر ينذر بالخطر فتدخل الطبيب فوراً ونطق
بحزم
(المريض متعب ! تفضل خارجاً !)
تنهد الشرطي وأغلق دفتره
(سنكمل لاحقا والمرة القادمة أريد الصدق !)
غادر وترك الإجواء كئيبة بينما نطق لوكاس بأستياء
شديد بنفس متقطع
(انا لا اكذب .....هذه ...هي الحقيقة !)
تقدم الطبيب فوراً وحقنه بمادة مهدئة فزاد هذا من
انزعاجه بينما والده ينظر إليه بنظرات قلقة وقبل
أن يغفو بقليل حرك لوكاس يده وامسك بيد
والده ووجه نظراته اليه وكانت نظراته تحمل
الرجاء
(ابي ، أرجوك سأذهب معك كما ترغب ، فقط
تنازل عن القضية ! هو حقاً لم يفعل ! )
صمت والده ونظراته الحادة تتوجه إلى ابنه
ولكن سرعان ما غلبه النعاس وغفى تحت أنظار
الجميع بينما اكاي ولايت ينظران اليه بغير تصديق
فقد استطاعا أن يعرفا وأخيراً سبب انزعاج
لوكاس منذ مدة وسبب وجود والده بهذا الوقت
بالذات بينما سيا نظرت بعينين دامعتين فهي
الآن ستغادر دون شك وقد انساها ما حدث أمر
المغادرة ولكن الآن لم يعد هناك امل ببقائها فغادرت
الغرفة تاركة ريو خلفها لتبكي بحرية أما ريو فقد
تردد بالأمر بشدة فهو لا يستطيع مسامحة مارك
بالوقت نفسه نظرات التوسل بعيني لوكاس تجعله
يضعف ، تردد كثيراً قبل أن يقرر المغادرة بصمت
تاركاً الجميع خلفه .
~~~~~~~~~~~~~~
في لندن
فتح لوكا عينيه ببطئ اعتدل بجلسته ونظر حوله
محاولاً تذكر ما حدث بينما كانت والدته تنام بقربه
فمسح على شعرها بهدوء لكن هذا الهدوء لم يدم
ففور تذكره لوكاس عادت اليه ذاكرته واتسعت عيناه
وتحرك ليبحث عن هاتفه إلى أن أمه شعرت به
يتحرك فنهضت بعينيها الناعستين ونطقت بسعادة
(صغيري ، أنت بخير ؟)
اخذ لوكا نفساً عميقاً وحاول أن يهدء من نفسه
(انا كذلك ، هل اتصل ابي ؟)
اومأت بهدوء
(اجل وقد اخبرني أن اكلمه حين تستيقظ !)
أخذت الهاتف واتصلت به فوراً فرد ريو
( عزيزي لوكا استيقظ وهو يسأل عنك )
أخذ ريو نفساً عميقاً وهو يحظر نفسه لاخبار
لوكا عن الأمر بطريقة لا ترعبه أكثر بينما لوكا
فور استلام الهاتف نطق بابتسامة هادئة لوالدته
(هل تسمحين بصنع عصير لي من يديك الجميلتين )
نهضت والدته بحماس فوراً وهي سعيدة ان ابنها
بخير ويطلب منها بعض الطعام فغادرت وفور
خروجها وضع لوكا الهاتف على إذنه
(ابي ! كيف هو لوكاس ؟)
ردة فعله كانت كافية ليدرك ريو أن ابنه يعلم
بأن هناك شيء سيء حدث فأطلق تنهيدة قصيرة
تعبيراً عن شدة ارهاقه من كل ما يجري
(هل علمت بما حدث ؟)
انقبض قلبه من سماع ذلك فنطق بحذر
(سمعت صوت إطلاق نار ولم أعلم التفاصيل
لكن أشعر أن لوكاس ليس بخير !ماذا حدث له ؟)
(شقيقك بخير ، أصيب برصاصة لكنه بخير الآن
فلا تقلق واعتني بصحتك وحسب !)
رغم كل الكلمات المطمئنة التي حاول ريو إدراجها
لكنها لم تكن كافية لتلغي أثر كلمة" أصيب برصاصة"
فشحبت ملامحه وانفعل دون أن يشعر
(دعني اكلمه !)
(هو نائم الآن وانا لست بالمشفى )
شعر لوكا بالحزن فهو لن يطمئن قلبه حتى يرى
شقيقه او يسمع صوته على الأقل لكن ليس لديه
خيار آخر
(حين تذهب اليه دعني اكلمه !)
ختم المكالمة بهذه الكلمات والتي كره قولها لكنها
الشيء الوحيد الذي يمكن قوله .
~~~~~~~~
في مركز الشرطة
كان مارك بالسجن الانفرادي لحين موعد المحاكمة
وهو حتى الآن لا يصدق ما فعله ، كان يجلس
على الأرض ضامناً قدميه إلى صدره وعيناه فقدتا
الحياة منذ تلك اللحظة وهو يحاول حتى الآن أن
يفهم كيف حدث هذا ، سمع صوت الشرطي ينادي
عليه فرفع رأسه ببطئ ونظر اليه بنظرة خالية من
الاهتمام فنطق الشرطي
(لديك زائر )
نهض ببطئ بخطوات متقاربة وهو يتبع الشرطي
وفور دخوله لغرفة الزوار رأى استر يجلس
هناك بكل ثقة فتقدم إلى هناك ببطئ وجلس
أمامه يفصل بينهما النافذة الزجاجية فأبتسم
استر بهدوء
(تبدو لي بخير )
رفع مارك رأسه
(أين الخير بهذا !)
ضحك استر بخفة على تعبيره
( هذا هو مكانك المناسب )
نظر اليه مارك بغير تصديق ظناً منه أنه سمع بطريقة
خاطئة إلا أن استر اكمل كلامه
(هل تذكر كلام ذلك الفتى الذي قتلته ؟)
حدق به مارك بعينيه المصدومتين ولم يرد فأتسعت
ابتسامة استر وأكمل
( انت كنت غبياً ، وثقت بكل شيء قلته ولكن
هل فكرت يوماً اني اخدعك ربما ؟)
همس مارك
(ماذا تقصد ؟)
ارجع استر جسده للخلف قليلاً ووضع إحدى قدميه
فوق الأخرى
(سأخبرك بقصة ما ، كان هناك فتى ولد بأسرة غنية
اراده والده أن يكون هو الوريث لها إلا أنه كان له ابن
عم مزعج كسب ود الجميع ، فقرر أن يحطمه حتى يحين موعد اختيار وريث هل تعلم كيف فعل هذا ؟)
كان مارك غير قادر على أن ينطق بشيء فأبتسم
استر بشر وتابع بنبرة ساخرة
( قرر أن يكون بقرب خصمه ويقترب منه ويحطمه
تدريجياً ، كانت أخت ذلك الخصم هي نقطة ضعفه
فأستغل الأمر وأرسل عصابة ما لتحطم اخته وحبيبها
المزعج !)
كان هذا الكلام كالصاعقة التي تنزل على مارك وهو
يستمع إلى الكلام الذي طالما أنكره ولم يصدق
أي أحد حين قاله
(ثم اتهم حبيبها بالاهمال وملئ خصمه حقداً وغضباً،
وحرص أن يبقى دون صديق يريه الطريق الصحيح
حتى لا يتدخل أحد ويفسد خطته ، أفسد علاقته
بصديقه اللطيف المزعج حتى لا يصبح شخصاً
طيباً مجدداً )
نطق مارك بعد صمت طال
(يكفي )
ضم ذراعيه قرب صدره وأكمل بغرور
( وخصمه الأحمق لم يدرك أن من اعتبرهم رفاقه
وعصابته هم نفس من هاجم اخته سابقاً وتسبب
بمرضها ،أي أنه كان ببساطة يقضي وقته مع من
دمر اخته والأشخاص الذين كان يبحث عنهم
منذ زمن !)
انزل قدميه ارضاً وتابع رغم ترجي من أمامه أن
يصمت
( وبالنهاية هو أعطى خصمه مسدس وهو أخذه بكل غباء ، واحد أفراد تلك العصابة أطلق النار بالوقت الذي كان ذلك الشخص يمسك بالمسدس وبالمصادفة بصمات ذلك الخصم على المسدس المستعمل بعد أن قلبه بيده بغباء وترك بصمات أصابعه )
نهض مارك من مكانه وحاول ضرب الزجاج
راغباً بضرب استر والذي وقف بكل هدوء بينما
ينظر إليه بسخرية بينما جاءت الشرطة لإيقاف مارك الذي استثار صارخاً
( سأقتلك ! اقسم سأفعل ! ستندم !)
نطق الشرطي موبخاً
(اهدء ! ماذا يحدث ؟!)
نطق استر بملامح حزينة
( لقد اعترف بجريمته وحين وبخته غضب بشدة !)
( أخرس أيها الكاذب ! انا لم أفعل !)
رغم كلام مارك الا ان الشرطيان تجاهلاه
أخذه الشرطيان للزنزانة مجدداً وهو لم يهدء ابداً
بل استند للحائط ونزل جسده تدريجياً للأرض حتى
نطق بينه وبين نفسه
(لا أصدق ! انا كنت ....!)
دفن رأسه بين يديه وبدأ يبكي بصوت مسموع
والشرطة لم يفهموا للان ما يحدث بينما غادر
استر المقر وهو يبتسم بسعادة وأخرج هاتفه ليتصل
بوالده ويخبره بأنجازه فهم من أسرة غنية ومارك
واستر هما المرشحان الوحيدان لوراثة رئاسة الأسرة
ولطالما سمع استر ذلك من والده منذ الصغر فكبر
وكبرت معه فكرة تحطيم منافسة وقضى سنوات
طويلة حتى يصل إلى هذه النقطة وهو بالفعل حقق
ما يريد ففور سماع الأسرة ما حدث تنازلت الأسرة
عن مارك فهو بالنسبة لهم عار يلوث سمعتهم ووالده
لا يمكنه فرض رأيه على كل أسرته ليبقيه بل إن
مشكلته الكبرى حالياً هي كيف ينقذ ابنه من السجن رغم أنه لم يكن مهتماً به كثيراً من الأساس بل فقط ليتخلص من المشكلة .
~~~~~~~~~
وصل والد لوكاس للشرطة وتردد طويلاً قبل دخوله
إلا أنه قرر اخيراً الدخول بعد أن وضع بعقله صورة
لوكاس الذي ترجاه أن يتنازل وبالمقابل سيذهب
برفقته بصمت وهذا هو ما يريده فدخل لمركز
الشرطة وذهب للشرطي المسؤول والذي استقبله
من فوره ، تنازل عن القضية وغادر عائداً للمشفى .
فور وصوله توجه لغرفة لوكاس ودخل بهدوء ،
توجهت عيناه تلقائيا نحو ابنه والذي كان قد استيقظ
قبل مدة ولاحظ علامات الاستياء على وجهه إلا أن
لوكاس لم ينتبه له إلا حين وصل قرب سريره
فرفع الجميع رؤسهم ونظروا نحوه بحذر فهو بالنسبة
لهم شخص يكرههم وربما ينفجر غضبه عليهم
(غادروا قليلاً أرغب بأن اكلمه على انفراد )
ظل لوكاس ينظر إلى والده بأرتباك بيننا غادر
الجميع بهدوء وهم يسترقون النظر نحو الأب وابنه
حتى خرجوا وغابوا عن الأنظار إلا أن ميارا فجأءة
توقفت قرب الباب
(كما توقعت )
نطق اكاي بسخرية حين رأى اخته تحاول استراق
السمع بينما نظرت سيا اليها بتفاجا فهي غير
معتادة على فضولها إلا أنها سرعان ما انظمت اليها
بينما اكاي ولايت ينظران بنظرات مفادها
(حقا ميؤس منهن!)
وقفا على بعد مسافة بينما ميارا وسيا قرب الباب
حتى صار الجميع ينظر إليهم بنظرات مستنكرة
لكن هذا لم يهم أي منهم أما ريو فقد وقف قرب
سرير لوكاس الذي أبعد عينيه الزرقاوتين عن والده
ووجه أنظاره بعيدا عن والده فهو يشعر
بالارتباك منه بعد كل ما حدث
(فعلت ما طلبته وتنازلت رغم أني غير مقتنع ،
حان دورك لتنفيذ الباقي ! لقد وعدت بالعودة
ولا تعترض واضح ؟)
نظر اليه بصمت طال بينما أنظار والده مثبتة عليه
ينتظر منه رداً
( أجل ، سأفعل.. )
أطلق والده تنهيدة مرتاحة وأظهر ابتسامة على
شفتيه توضح ارتياحه من موافقة ابنه
(لوكا أراد أن يكلمك ، هل تستطيع الحديث أم
أنك متعب ؟ )
نطق بأستياء واضح
(يمكنني )
اخرج هاتفه متجاهلاً استياء لوكاس واتصل بابنه
والذي كان يحتظن الهاتف منذ مدة وفور اتصال
والده رد بسرعة وملامحه تغيرت
(مرحبا )
رد لوكاس بصوت هادى
(هل جننت أم تحتاج المزيد ؟ )
خلال هذا غادر والده الغرفة وحين فتح الباب
ظهر أمامه الفتاتين اللتين كانتا تسترقان السمع
فنظر إليهما بصمت بينما تراجعت الاثنتان وراسهما للأسفل فمر من جانبهما بصمت وابتعد عن المكان
وفور مغادرته تقدم اكاي ولايت وتحدث اكاي
بسخريته المعتادة
(هل استحق الأمر إحراج نفسكما ؟هذه نتيجة
الفضول )
وضعت ميارا يدها على خصرها معترضة
( قلق لا فضول !)
تحدث لايت بشيء من الحزن
(ليس هذا هو المهم ! يبدو أنه سيغادر حقاً !)
نظر اليه اكاي وميارا بينما اخفت سيا رأسها بصمت
وعينيها تهدد بالبكاء مجددا!
أما لوكا الذي كان يستمع لصوت شقيقه اخيراً
شعر برغبة بالبكاء لكنه شعر بالوقت نفسه
بسعادة واطمئنان نزلت على قلبه كشلال
(لم اجن لكني سأقتلك فور رؤيتك ،اقسم !)
ضحك بخفة على تعبير شقيقه واعتدل بجلسته
واسند جسده للسرير
(لن اعتذر على اقلاقك فلا أحتاج عظام محطمة
لكني بخير الآن ، وأيضا يبدو بالنهاية سأعود للمنزل
دون أن أستطيع قول شيء حتى ! )
نهض شقيقه من سريره وبدا يسير بالغرفة ذهاباً
وياباً وهو يفكر برد مناسب
(لا تحزن ، ستكون برفقتنا على الأقل !)
ابتسم لوكاس بهدوء واغمض عينيه
(اذا اراك قريباً ، أعتني بنفسك )
أغلق الخط ووضع الهاتف جانباً وعاد للإستلقاء
وغط بالنوم بعد مدة رغم كل المشاعر المختلفة التي تزعجه !
يتبع
ارجو ان يكون البارت اعجبكم 😍
أعتذر بشدة على التأخير حاولت إنهاء الرواية لكن
الأحداث كانت أكثر من ما توقعت لذا توقفت عند هذا الحد وان شاء الله سأكمل البارت القادم وهذا البارت وصل ل 4000 كلمة ، ستتضح كل التفاصيل
البارت القادم وارجو ان يعجبكم ❤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top