بارت 28
جلس ريو وهو ينظر نحو ابنه المرتبك وينتظر منه
إجابة صريحة ليس وكأنه لا يدرك هذا لكنه يريد
سماعها منه حتى لا يضطر أن يعاقبه على كذبه
أو يفقد ثقته به أما لوكا فقد اشاح بوجهه فقط
وهو متردد بالإجابة لكنه لا يستطيع فقط الكذب
بعد أن سأله والده بطريقة مباشرة ، كان والده يدرك
صعوبة الأمر عليه ولكن يجب أن يعترف فقال بهدوء
( لوكا ، اجبني بصدق !)
اغمض لوكا عينيه وحاول التنفس بعمق فهو شعر
بالاختناق بسبب الضغط المسلط عليه فهو يعرف
والده جيداً ومن الواضح ان والده كان يلمح له
انه يعلم حتى يعترف ، ظل لوكا متردداً حتى نظر
لوالده وقال بداخله
(اسف أخي لا يمكنني الكذب )
فنطق بهدوء
( اجل ابي ، انا على اتصال معه ولكنه فقط غير
مستعد للتعامل معكم لهذا لم يرد اخبارك )
زفر ريو الهواء بهدوء وادخل يده بين خصلات شعره
وهو يشعر ببعض الحمل قد زال من قلبه لأن ابنه
لم يكذب فهو يكفيه لوكاس الذي صار يعصيه
وكونه بعيد عنه ومن يعلم ماذا يفعل هناك؟!
فنظر نحو ابنه الذي كان ينتظر ان يسمع ما يريد
والده قوله فقال بهدوء والقلق ظهر بنبرة صوته
( أهو بخير ؟ )
اشاح لوكا بوجهه وهو لا يعلم كيف يرد فهو فقط
قبل دقائق سمع خطة شقيقه الجنونية وقول انه
بخير هو أبعد ما يكون عن الواقع لكنه نظر نحو
والده بعد أن طال صمته وقال بهدوء وجدية
مخفياً أي مشاعر أخرى حتى لا يسأل والده أكثر
( هو بخير )
لم يعجب ريو الأمر لكنه نهض وقال بهدوء
( لا بأس ، لكن ابلغه اني أكملت الاستعداد تقريباً
وخلال أقل من 3 اسابيع ساحظره إلى هنا ، أوصل له
الخبر حتى لا يفاجئ لاحقاً فأنا انهيت جواز
سفره وبقي فقط أمر الإقامة ولن يستغرق طويلاً)
لم يستطع لوكا أخفاء دهشته فهو كان يتمنى مجيء
شقيقه لكن الآن شقيقه قد لا يسعده هذا وهذا فقط
أعطى لوكا إحساس مختلط بين الفرح بعودة شقيقه
والحزن على فكرة انه لا يريدهم ويفضل أصدقاءه
والحيرة بكيف سيوصل الخبر له وهو سيغيب
لاسبوع ومن يعلم ماذا سيحدث له خلاله ، رمى
بنفسه على سريره وهو يشعر بان حملاً ازيح عنه
ليحل آخر مكانه ، اغمض عينيه وهو يشتم عمته
بداخله فهي أساس المشكلة
~~~~~~
عند لوكاس هو أنهى تحظير أغراضه وحمل حقيبته
استعداداً للمغادرة وخرج من غرفته ليتوجه
للخارج وقبل الرحيل تذكر أمر سيا فتوقف وسط
الطريق وهو يفكر أن كان يجب أن يخبرها أم
لا وبينما هو غارق بأفكاره سمع صوت خطوات اقدام
فالتفت ببطئ فكانت سيا فنظر اليها بصمت حتى
نطقت هي بصوت منخفض وهي تنظر للأسفل
(ستغادر ؟)
نطق بهدوء
( اجل ، لاسبوع )
عضت على شفتيها بحزن وهي تتسائل متى
صار لوكاس هو الشخص الذي تشعر بالأمان بقربه !
أراد التحرك فنطقت بسرعة وشيء من الأنفعال
(انا آسفة !)
توقف بمكانه وإحدى يديه على حافة الدرج والأخرى
يحمل بها الحقيبة وحين طال صمته قالت سيا
مجدداً بندم
(اعلم ان كلامي لا معنى له ، واعلم أن هذا لن يغير
حقيقة مشاعر الكره تجاهي ولكن انا اعترف
بخطأي!)
تنهد واستدار نصف استدارة ويده لم تغادر من حافة
الدرج نظر اليها مطولاً بينما شعرت هي بالقلق
والارتباك حتى نطق أخيراً واخرجها من ارتباكها
( اتريدين السماح ؟ إذا كوني شخصاً يستحقه !
اثبتي لي أنني لست مخطئاً بالتفكير بمسامحتك !
اريني شخصاً جديداً لا أكاد اميزك فيه ! )
نظرت اليه ثم اخفضت رأسها وضمت يديها إلى
صدرها وقالت
( أي نوع من الأشخاص ؟!)
نظر للإمام وقال
( لست من يحدد ، برأيك اي نوع من الأشخاص يجب
أن تكوني ؟ لست مستعداً لمسامحتك ، ما فعلتيه
بي ليس هين ، لذا سيكون عليك أن تفرضي نفسك
ليس لي فقط بل لنفسك أيضاً)
تابع طريقه ليغادر فقالت بانفعال
(سأفعل ، حين تعود سترى شخصاً آخر !)
تابع طريقه دون قول كلمة أخرى وابتسم ابتسامة
غامضة ربما ابتسامة سخرية على ما أصبحت عليه
الأمور أو ابتسامة تحدي هو نفسه لا يعلم ، كل
ما يعلمه أن مسامحتها أمر صعب أو شبه مستحيل
ولكن لا بأس من انتظار النتائج فقد تفوق تصوراته
خرج ليجد لايت واقف أمام باب منزله ومعه حقيبته
فتقدم منه بسرعة وقال
( ابلغت الاخرين؟)
أومأ لايت وقال بهدوء رغم القلق الذي لم يغادر
ملامح وجهه
(أجل واتفقت معهم على كل شيء )
أومأ لوكاس وقرر الاثنان المغادرة وتوجها نحو
القطار والصمت حل عليهما وهما يحظران للخطة
فهي ستعتمد على مدى ذكائهما واتقان التمثيل
لوكاس كان ينظر عبر النافذة بشرود بينما لايت
يمسك بهاتفه وينظر لرسالة اكاي وكانه يحاول
فك شيفرة بها تخبره أن صديقه بخير لكن للأسف
هي لم تحمل ما اراده ، مر الطريق بسرعة بسبب
انشغال عقليهما دون أن ينتبها لأي شيء سوى
الخطة
~~~~~~
عند سيا ، عادت لسريرها وهي تريد الراحة وبدأت
بالتفكير بالخطوة التالية وخصوصا أنها الآن وحدها
ولا أحد ليساعدها أو يعد لها الطعام أو يحميها
من المتنمرين ولكن أكثر ما شغل عقلها هو كيفية
التغير للحصول على السماح والبدأ بحياة جديدة
ربما حينها يزول عنها العقاب ، استلقت على السرير
وهي تنظر للسقف حتى سمعت صوت الباب فرفعت
رأسها ببطيء وشيء من الحيرة وبدأت بالسير
ببطيء بسبب قدمها المصابة ،وصلت للباب وفتحته
ظناً منها أن لوكاس نسي شيئاً ما ولكن حين فتحتها
رأت فتاة لم تعرفها قبلاً فظلت الفتاتان تنظران
لبعضهما بحيرة حتى قالت جولي
( عذراً هل لوكاس موجود ؟)
نطقت سيا بهدوء
( لا ، غادر لاسبوع لمكان ما !)
ظهر الاستياء على وجه جولي فابتسمت بعدها
وقالت بهدوء
( حسنا شكرا لك ، لم نتعرف من انتِ؟ ادعى جولي )
كانت سيا القديمة لترد بقسوة ولكنها الآن لن
تسعد بشيء أكثر من أن يتقبلها أحد كما هي فقالت
بشيء من الحذر
( ادعى سيا ، قريبته )
مدت جولي يدها لتصافحها والابتسامة مرتسمة
على وجهها وقالت
(سررت بالتعرف عليك سيا )
ابتسمت سيا ابتسامة خفيفة وقالت بهدوء
(انا كذلك )
استئذنت جولي للرحيل وحين كانت سيا على
وشك الدخول المتها قدمها فتوقفت جولي
عن السير فوراً حين رأتها تعرج وعادت اليها وقالت
بقلق
( انتِ بخير ؟ ماذا يحدث ؟)
نظرت اليها سيا وابتسامة صغيرة على شفتيها فقد
اسعدتها رؤيتها تقلق عليها ولو لثواني فقالت
(أجل ، فقط اصيبت قدمي لا تقلقي اكملي طريقك )
لكن جولي لم تقتنع بل ساعدتها على الوقوف وقالت
( قلتي لوكاس ليس هنا وانتِ يجب أن ترتاحي
لذا ما رأيك لو أبقى معك للعناية بك ؟)
رفعت سيا رأسها ونظرت لجولي بتفاجأ شديد لم
تستطع اخفاءه فهي لم تتوقع أن تجد شخص
بهذا اللطف معها رغم شكلها خصوصاً أن جولي
فتاة جميلة فقالت متسائلة
(لما تساعدينني ؟)
نظرت اليها جولي باستغراب من السؤال ثم ابتسمت
وامالت رأسها قليلاً وقالت
( لأنك مصابة ولا أحد معك ولا أحد يرغب أن
يبقى وحيداً حين يمرض ،ثانياً انتِ قريبة لوكاس
ومن واجبي مساعدتك ، ثالثاً انا متفرغة وليس لدي
صديقات إناث لذا سيكون تجربة جديدة البقاء مع
فتاة والحديث معها طوال الليل )
قالت سيا بنفس نبرة الاستغراب
(الن تغضب أسرتك ؟)
نظرت جولي للأسفل بينما ما تزال تسند سيا للوقوف
وقالت بحزن
(اسرتي ليست هنا ،انا أعيش بمفردي وأخي توفي
قبل مدة )
قالت سيا فوراً ودون أن تدرك
(آسفة على السؤال لم أقصد )
اومأت جولي بالنفي وظهرت ابتسامة على وجهها
وقالت
(لا تقلقي ، فقط لنذهب )
شعرت سيا بشعور غريب لم تفهم ما هو ، شعور
يعطيها الراحة والدفئ ولم تعلم السبب ، أخذتها
جولي لغرفتها وتركتها لترتاح بينما هي ذهبت
لتحظر الطعام لكليهما وهي تتسائل عن سبب
رحيل لوكاس لاسبوع ، رغم أن هذا ليس غريباً
عليه لكنه لا يتاخر هكذا بالعادة ، أكملت طهو
الطعام ونزعت مأزر الطبخ ووضعته جانباً
وحملت الأطباق لغرفة سيا والتي كانت مستلقية
بهدوء فدخلت جولي واغلقت الباب خلفها
لتنظر اليها سيا وقالت بشيء من السعادة
(يبدو لذيذاً)
ابتسمت جولي بينما تضع الأطباق أمامها وقالت
بشيء من التعالي
(ارجو ان يعجبك ، انا طباخة ماهرة لذا اعتبري
نفسك محظوظة بوجودي فهذه خبرة عدة سنوات
من الطهو )
أخذت سيا الطبق وتناولت منه وفور أن تذوقتها
قالت بحماس
(لذيذ ! كيف تطبخين بهذه البراعة !؟)
غمزت جولي لها وقالت
(اخبرتك انا محترفة ! وللاجابة على السؤال فقد
تدربت بجد لاغير اول طبخة لي كان مصيرها
سلة المهملات بجدارة !)
ضحكت سيا بخفة وقالت من بين ضحكاتها
(احقاً لا بأس بقول هذا وانتِ تتفاخرين أمامي ؟)
ابتسمت جولي بود وقالت
( أجل ، فلا أحد يجيد كل شيء من البداية ، دائماً
نتعثر بالبداية ولا مشكلة بهذا المهم آخر نتيجة !)
أشارت للطبق وقالت
(وهذه هي النتيجة !)
ابتسمت سيا على كلامها وفكرت ربما يمكنها
هي الاخرى ان تبدأ من البداية وتتجاهل ما تعلمته
سابقاً
# سيا
أعلم اني أخطأت الآن ، كنت سيئة ونلت عقابي
الان سأحاول نسيان ما تعلمته سابقاً سأبدأ كفتاة
جديدة وأحاول تصحيح أخطائي ، قد يكون الماضي
مليء باخطائي وقد أكون جرحت الكثيرين ولكن
..... سأحاول أن اتغير ، على الاقل اكفر عن ما فعلته
حتى وإن لم اسامح من قبلهم ، لو كان بإمكاني
لعدت وغيرت كل شيء ولكن الآن لم يعد أمامي
سوى المستقبل لذا سابذل جهدي
~~~~~
الرواية
نام لوكاس ولايت في القطار فقد طالت الرحلة وهما
فقط انهكا من الطريق والتفكير حتى وصل
الأثنان بعد مضي يوم وتوقف القطار عند محطته
الأخيرة فنزل الاثنان وهما يشعران بعظامهما تتحطم
بسبب كثرة الجلوس ، أخذ الاثنان حقيبتيهما فقال
لايت
(اذا إلى أين أولاً؟)
نظر اليه لوكاس وقال
(إلى الفندق الذي حجزنا فيه ، وبعدها ننطلق
لشركة ذلك الرجل ، سمعت من بعض المصادر
انه يتواجد بها اليوم وغداً وبعدها أظنه
لن يتواجد لأجل التحظير للزفاف التعيس )
قال لايت بسخرية
(زفاف تعيس مرادف لكلمة مأتم)
ابتسم لوكاس وقال
(هو سيتحول لواحد أن نجحت خطتنا )
قال لايت بثقة وهو يتقدم للامام
(ليس أن نجحت،ستنجح أو سنحطم المكان فوق
رأسهم وحسب )
لحق به لوكاس وابتسم بسخرية قائلاً
(يبدو أنك صرت تتحدث مثل اكاي الان! )
انتبه لايت لنفسه وقال
(هذا فظيع ! يجب ان انتبه ! أخشى أن ينتقل
اختلاله الي ! )
ضحك لوكاس بمرح وشعر ببعض من توتره قد زال
ركبا سيرة أجرة ووصلا للفندق الذي حجزا به
كان فندق متواضع بمنطقة سكنية بسيطة فقال
لايت باستياء وهو يحدق بالبناء
( الم تجد أفضل من هذا ؟ )
نظر اليه لوكاس نظرة جانبية وقال
(وهل نحن هنا للتنزه؟ نحن بالكاد سنبقى فيه
وأيضا أن كنت تريد مكاناً أفضل ادفع بنفسك !)
بعثر شعره وقال باستياء
(وهل انا ابن أسرة غنية أم انت! يالك من بخيل !)
ابتسم لوكاس بخفة وقال
( فقط لاني من أسرة غنية لا يعني اني ساضيع
المال خصوصا حين أعيش بعيداً عنهم وابي
الذي صار يتخيلني فتى عصابات لأنني خالفت
أمره مرتين وحسب! )
نظر اليه لايت وقال بسخرية
(انت فتى عصابات بالفعل !)
اجابه لوكاس بغير اهتمام
(لا يهم ، ستدخل أم ارسل لك بطاقة دعوة ؟)
ابتسم لايت وقال مازحاً
(اراهن انك لن ترسل أن لم ادخل بل ستذهب
وتستعيد مالك فوراً )
قال لوكاس مدعياً الاستياء
(فظيع! لست بخيلاً لهذا الحد !)
ثم ابتسم واردف
(الفندق يرفض إعادة المال بعد الدفع للأسف والا
لكنت اقنعتك بالمبيت بالشارع!)
قال لايت
( اذا أسرع لندخل فلدينا عمل !)
دخل الأثنان فاستقبلهما صاحب النزل ولهما على
الغرفة ،وضعا اغراضهما فيها وخرجا فوراً
ليبدأ الاثنان بأول جزء بالخطة ، أخذا سيارة
أجرة واوصلتهما إلى شركة ضخمة تخص والد
اكاي فنزل الاثنان وعادت ملامح الغضب لوجه
لايت والذي كان يفكر كيف أن حياة صديقه ستكون
سهلة لو كان والده جيد ولكنه نفض هذه الافكار
بعد سماع صوت لوكاس والذي قال بهدوء
(ليس وقت أحلام اليقظة !إذهب انا أم انت ؟)
تحرك لايت بثقة وقال والغضب بعينيه
(انا سأفعل )
شبك لوكاس ذراعيه لصدره وقال
(متأكد ؟ تبدو غاضباً وأخشى أن لا تنجح بالامر! )
تابع طريقه دون أن يلتفت وقال
(سأريك نتائج مبهرة فانتظر هنا !)
لوح بيده للوكاس والذي جلس على إحدى
كراسي الانتظار وقلبه يدق بسرعة أما عند لايت
فهو دخل للداخل دون ان ينتبه أحد بسبب
الملابس الرسمية التي يرتديها فجعلته يبدو
أكبر من عمره ولذا لم يضايقه أحد حتى وصل
للسكرتيرة فدخل اليها فنظرت اليه باستغراب
وقالت بشك
(من انت ؟ ولما جئت إلى هنا ؟ )
نظر اليها لايت بصمت ثم ابتسم بلطف وتقدم منها وقال
(انا قريب للانسة ميارا ابنة السيد ، جئت هنا
اكلمه بأمر الزفاف )
حركت نظراتها قليلاً وهي لا تزال مترددة لانها
لم تره من قبل فقالت بهدوء
(انتظر قليلاً !)
رفعت سماعة الهاتف لتسأل والد اكاي والذي استغرب
بدوره لكنه كان بمزاج جيد لذا لم يمانع فدخل
لايت وفور رؤية والد اكاي له نهض عن كرسيه
بغضب وقال بحدة
( انت ذلك الفتى الذي...)
قاطعه لايت الذي انحنى بهدوء وقال بأدب
(مرحبا سيد كريستوف ، اسمح لي ان اخذ من
وقتك الثمين )
صمت والد اكاي قليلاً وهو يحدق بمن أمامه حتى
ابتسم بشيء من المكر وقال
(تحدث ، ماذا تريد؟)
رفع لايت رأسه وتقدم حتى صار أمام مكتبه وقال
بهدوء
(سيد كريستوف ، اولاً أريد ان اخبرك أن ميارا
هي كأخت لي فقد أعتنت بي كثيراً لذا اهنئك
على تربيتها )
كان والد اكاي مستغرباً ولايت يكاد يقتل نفسه
على قول هذا الكلام والذي هو مضطر لقوله
فقال بذات الهدوء
( لهذا انا قلق عليها ، هي لا تريد هذا الزواج ولكنها
مضطرة بسبب شقيقها المثير للمتاعب والذي هرب
من المنزل لأنه لم يحتمل سوء المعاملة !)
نظر اليه والد اكاي وقال بشيء من الغضب
( لا داعي للقلق ! هي ستكون بخير !هو رجل جيد
وسيعتني بها! )
فقال لايت بهدوء وشيء من الرجاء
(لكن أختي ميارا لا ذنب لها بما حدث ! هي
تريد ان تختار من تريد فلما تهددها بشقيقها ؟ هو
هرب بعد أن كنت تعاقبه انت وزوجتك بقسوة
فلم يحتمل فلما على ميارا ان تدفع ثمن هذا ؟!
تعذيبك له أمر وزواج اختي أمر آخر ! ان كانت
لديك مشكلة على هربه وانت قلق عليه ساعيده
إليك مقابل ترك اختي ، أنت بحثت عنه طويلاً
ولم تجده صحيح ؟لذا س ...)
ضرب الطاوله بيده وقال بحدة بينما تراجع لايت
بخوف خطوة للخلف
( ذلك المشرد لا يهمني ! لم ابحث عنه ابداً بل
كان رحيله هو ما أردت ! هو لم يكن مرحب
به من البداية وكل الضرب والحروق والحبس الذي
تلقاه لاشيء ! ليكن شاكراً أنني كنت استقبل
أمثاله بمنزلي ! والزواج سيتم لذا كف عن اضاعة
وقتي فقد افسدت مزاجي !)
اخفض لايت رأسه بحزن وقال
( فهمت ، سأغادر الان)
استدار مغادراً بينما عاد والد ميارا للجلوس بغضب
محاولاً أن يهدأ ليكمل عمله
بينما فور خروج لايت اختفت ملامح الحزن
وحلت محلها ملامح غضب شديد وطوال الطريق
وهو يكاد يسحق يديه من شدة الضغط عليهما حتى
وصل أخيراً للخارج فرأى لوكاس يجلس بتوتر
بمفرده فتقدم منه وفور رؤيته نهض لوكاس من
مكانه وقال بقلق
( اذا ؟)
نظر اليه لايت وقال بهدوء
( هل يمكنني ضربك ؟ أشعر بالغضب الشديد وأرغب
بافراغ هذا بأحدهم !)
اجابه لوكاس بسخرية
(ولما تفرغها بي انا ؟! إذهب وافرغها به ! بأي
حال كيف الأوضاع !؟ )
ابتسم لايت بمكر وقال
(لا داعي للقلق ! سيكون كل شيء بخير ! لنكمل
الخطوة التالية !)
تنهد لوكاس براحة وابتسم قائلاً
(اذا لنذهب للمكان التالي ، حان دوري انا ! أنت
ستقوم بمهمة أخرى ريثما أفعل !)
نظر اليه مستغرباً لكنه لم يعترض فأي كان الأمر
هو لن يكون أسوء من التحدث مع والد اكاي
أو هكذا ظنه ، ركب الاثنان سيارة أجرة ونزل
لايت قرب مدرسة للاثرياء أما لوكاس فأكمل
طريقه للوصول لمنزل واسع جداً والذي تعيش
فيه زوجة والد اكاي مع زوجها وابنتها فنظر نحو
المنزل ببرود ثم ضغط على زر الجرس ليأتي بعد
مدة أحد الخدم فطلب منه مقابلة السيدة والتي
هي الاخرى ظنت انه شخص يريد تهنئتها
لذا وافقت على هذا ، أخذه الخادم لغرفة الجلوس
ولم يمضي الكثير حتى جاءت وهي ترتدي فستانا
اسود يصل لاسفل ركبتها تزينه جوهرة قرب العنق
وحين رأته زالت ابتسامتها وقالت بأستغراب
( انت الفتى الذي كان جار تلك الفتاة صحيح ؟
ما الذي جاء بك )
نهض لوكاس وابتسم بثقة وقال
( مرحباً سيدتي ، لدي موضوع مهم معك وارجو
ان تستمعي له )
صمتت تفكر لثواني حتى سارت بغرور وجلست
أمامه واضع قدم فوق الأخرى وهي تنظر ببرود
( تكلم فليس لدي الكثير من الوقت !)
جلس هو الآخر بغرور لا يقل غرور عنها لا يعلم
أن كان غضبه أو اندماجه بدوره هو السبب ولكنه
فقط لم يمانع فهو يفترض به التصرف هكذا فقال
بهدوء مع ابتسامة ماكرة
( سأدخل بصلب الموضوع وبكل صراحة لذا
لا تنزعجي ، أريد مساعدتك بأيقاف الزفاف )
ابتسمت بسخرية وقالت بأستنكار
( هل انت مجنون أم ماذا !؟ لما قد أفعل شيء
كهذا !)
أزال ابتسامته وقال ببرود
(لأن زواجها من شخص غني قد يضر بك انتِ !
انتِ تكرهينها هي واكاي صحيح ؟ إذا لما تساعدينها
على اكتساب القوة ؟!)
ابتسمت بخبث وقالت
( المرأة تحت إمرة زوجها وطالما هو منصاع لنا
هي فقط ستكون خادمة له ! اتظنين حقاً سأنقذها
من هذا ؟!)
ضيف لوكاس عينيه وعقد ذراعيه الى صدره وارجع
جسده للخلف وقال ببرود
( لما عذبتي اكاي بطفولته؟ كيف تستغلين ابنتك
وتجعلينها تكذب بسبب شيئ كهذا ! )
ابتسمت بلطف وقالت
(عن ماذا تتحدث ؟ ابنتي لم تكذب ! هو كان
يؤذيها ويضربها ، لقد كان طفلاً سيئاً ! هو مريض
نفسي كان يستمتع بضرب ابنتي ومحاولة اذيتها
ولهذا عاقبته انا ووالده ! )
ابتسم لوكاس بسخرية وقال
(يستمتع بضرب الآخرين ؟ مريض ؟ألا تصفين
نفسك سيدتي ؟! )
احتدت ملامحها وكانت على وشك الصراخ به إلا
أنه قاطع ذلك قائلا ببرود
(صحيح ، أين هي ابنتك؟ ليس من الجيد أن
تبقى بالخارج لوقت طويل !)
نظرت اليه بشك وقالت
(ماذا تقصد ؟!)
ابتسم بمكر وقال
(أقصد قد يقوم أحد من الذين يكرهون أسرتك
لأنكم دمرتم حياتهم بأختطافها وتعذيبها !)
اتسعت عيناها ونهضت وصرخت برعب
( أين ابنتي ! هل اصبتها بأذى !)
رفع أحد حاجبيه مستنكراً وقال
( سيدتي ما هذا الاتهام الباطل ؟ أنا فقط قلت
قد يفعل أحد فكما ترين الوقت تأخر وهي لم تعد !
هل فعلتي لي شيئاً يستحق أن أعذب فتاة كاذبة
في ال 12 من العمر ؟)
قالت بانفعال
(ما هدفك من هذا ؟! ماذا تريد ؟! )
نهض ووقف أمامها وقال ببرود
( فقط أردت أن أسالها عن اكاذيبها عن اكاي وميارا
في طفولتها والتي اقنعتها امها عليها !)
صرت على أسنانها وقالت بحدة
(انا ساخبرك بنفسي فاتركها وشأنها ! لقد طلبت
منها الكذب للتخلص منه ! هو كان سيأخذ الميراث
ويحرمها منه وانا فقط دافعت عن حق ابنتي ! ضربه
أو حرقه أو حتى قتله هذا لا شيء ! هو ماكان يجب
أن يعيش !)
ازدادت نبرته برودة وقال بحقد
(انتِ الزوجة الثانية وليس هي ! انتِ من تطفل على
اسرتهم ! والأن بعد تدمير حياة الأخ تريدين تدمير
حياة الأخت أيضا!)
لم ترد بل امسكت بالسكين قربها وهجمت عليه
ووضعتها قرب عنقه وهو لم يتحرك اطلاقاً بل
بقي يراقب ببرود ثم ابتسم بسخرية لتفقد هي
اعصابها أكثر فقال بسخرية
( ماذا تفعلين سيدتي ؟هل تحاولين قتلي بالسكين
الآن ؟! هل انتِ مختلة !؟أنا فقط اناقشك فلما ..؟)
صرخت بانفعال قائلة
(أخرس ! أين ابنتي !؟)
قال بنفس نبرة صوته الساخرة
( كم مرة يجب أن اخبرك اني لا أعلم !؟ هل
انتِ متأكدة بشأن السكين ؟ سأقدم بلاغ للشرطة
أن لم تبعديه !)
زاد غيضها وهي تزداد غضب وهو تتسع ابتسامته
الساخرة حتى صرخت به
(انا من ستبلغ الشرطة ! ستندم على الاقتراب من
ابنتي. .)
فجأءة ظهرت ابنتها وهي تقول بقلق
(امي ! ماذا يحدث!؟)
صدمت والدة كايو واوقعت السكين من يدها
وتقدمت من ابنتها وقالت بحدة
(أين كنتي !؟ لما تأخرتي ؟!)
تراجعت كايو للخلف بخوف فقال لوكاس ساخراً
( اسضربينها كما ضربتي اكاي سابقاً ؟!)
لم تحتمل فصرخت بابنتها وقالت
(عودي لغرفتك !)
ثم التفت إلى لوكاس وقالت
(وانت اخرج من منزلي أيها القمامة !)
فنظر اليها بأحتقار وقال بينما يخرج
(لا تقلقي لا يشرفني البقاء بمنزل حثالة البشرية ! )
مر بقربها وهي تغلي بشدة بسببه بينما هو خرج بكل
هدوء حتى وصل للخارج وابتسامة ساخرة على
وجهه بينما لايت واقف بالقرب من المكان وهو يتذكر
المهمة التي كلفه بها لوكاس حيث ذهب لتلك
المدرسة ووضع شعر مستعار وحين رأى كايو
خارجة تظاهر باصابته وطلب مساعدتها وهي فقط
لم تستطع الرفض بسبب ابتسامته اللطيفة وكلامه
اللطيف والذي ظل يخبرها به كم هي رائعة وطيبة
وجميلة وهو يرغب في داخله بدفعها للسيارات
لتدهسها والغرض من هذا كان لتأخيرها عن المنزل
وفور خروج لوكاس توجه إليه بقلق وقال
(اذا ؟! )
ابتسم لوكاس وقال بمكر
(اظنني كدت اجلطها فقط أهذا جيد؟!)
قال لايت باستياء
(كدت ؟! ولما لم تجلطها وتخلصنا ؟! كنا سنختصر
الوقت !)
تحرك لوكاس وقال بغير اهتمام
( لنذهب وحسب ! يجب ان نرتاح قبل الموعد ! )
تبعه لايت وعاد الاثنان للفندق وغطا بنوم عميق
ولا يزال امامهما الخطوتين الأخطر بعد أن أنهيا
التحظير لها
~~~~~~
جولي قررت النوم بغرفة سيا معها فاستلقت سيا
على سريرها وجولي على فراش على الأرض وكانت
سيا متحمسة ومتوترة تتقلب بين فترة وأخرى فهذه
اول مرة تبيت معها فتاة غريبة وفوق كل
هذا كانت تشعر بالقلق من ان جولي لن تتقبلها لو
علمت انها تنمرت على للاخرين ، دفنت راسها
بالوسادة وهي يزداد ندمها اكثر واكثر حتى قالت
جولي
( سي تشان ، غدا سأذهب للعمل صباحا ، ساحظر
لكي الفطور وأخرج )
تقلبت سيا بالسرير ونظرت لجولي وقالت بعينين
فضوليتيتن
(عمل ؟ أي عمل؟)
ابتسمت جولي بلطف وقالت
(هناك مكتبة تحوي هاتف عمومي انا اعمل بها !)
أدركت سيا كيف تعرف عليها لوكاس فنهضت من
السرير وقالت
(ايمكنني مساعدتك بالعمل؟ لا داعي للدفع فقط
لا أريد البقاء وحدي ، المكان موحش!)
فجأءة انتبهت لما قالته وصمتت ، ازداد شعورها
بالذنب وهي تتخيل حال لوكاس وحده لوقت
طويل وتذكرت كلامها الفظيع له على الهاتف فنهضت
جولي واعتدلت بجلستها وقالت بقلق
(سيا انتِ بخير ؟)
خرجت سيا من شرودها ونظرت نحو جولي
وابتسمت بتوتر وقالت
(أجل ، فقط كنت أتذكر امراً ، هل يمكن أن اتي ؟)
اومأت جولي وقالت بود
(طبعاً ، لا مانع لدي ، لكن لنذهب للنوم الآن حتى
نستيقظ باكراً )
توجهت الاثنتان للنوم رغم أن سيا بقيت تفكر لوقت
طويل حتى غلبها النعاس
~~~~~~~
في لندن
كان لوكا في غرفته طوال الوقت مستلقي
على سريره منذ قال والده
له هذا الكلام وهو يغرق بأفكاره أكثر وأكثر وفوق
هذا قلقه على شقيقه والذي لا يعلم ماذا يفعل في
الوقت الراهن سوى أنه قد يقع بورطة بأي وقت
فسمع صوت باب غرفته فالتفت رأسه ببطئ فرأى
والده يطل إلى غرفته فنهض وهو يلعن حظه
فوجود والده صار يقلقه خوفاً من أن يسأل عن
تفاصيل عن شقيقه فوقف والده أمامه وقال بهدوء
( هل اخبرته؟)
احتار لوكا بالرد فالكذب وقول نعم سيكون صعباً
وقول لا سيتطلب تفسيراً لكنه وجد أن قول لا
أسهل له فقال وعيناه تهربان من النظر لوالده
(لا ، ليس بعد)
فقال والده متسائلاً
(لما لم تفعل ؟!)
قال بحذر وكأنه يرجو والده أن لا يسأل أكثر
(هو مشغول قليلاً وطلب أن لا اتصل به )
اثار هذا شك والده فقال وقد ظهرت بعض الحدة
بصوته
( وما هذا الذي يشغله هذه المرة ؟)
قال لوكا بداخله بسخرية
(وماذا تتوقع؟ مصيبة جديدة بالطبع !)
لكنه كبح نفسه وقال بهدوء لوالده
(أحد أصدقاءه أراد منه شيء )
ازداد انزعاج ريو فقد شعر بشيء مريب ولوكا كان
يجيب بأجابات قصيرة فقال له
( طالما هو هاتف محمول فلا يجب أن تكون مشكلة
إلا أن غادر القرية !)
اتسعت عيناه قليلاً وقال بحدة
( هل فعل!؟)
صمت لوكا فأعاد ريو السؤال بعصبية أكبر
(اجبني !)
فقال لوكا بصوت منخفض
(لا أعلم !)
نفذ صبر ريو فليس لوكاس وحده من يعصيه بل
لوكا يرفض أخباره بما يتعلق بشقيقه فقال ببرود
(اعطني هاتفك )
نظر اليه لوكا بشيء من التفاجئ ثم فهم أن والده
ينوي معاقبته فاعطاه اياه بهدوء فقال ريو بنفس
البرود
(غير مسموح لك مغادرة غرفتك حتى إشعار آخر !)
اخفض لوكا راسه وقال بهدوء
(أمرك !)
ولسبب ما هذا زاد غضب ريو فهو يدرك أن لوكا
لن يعصيه ولكن لابد أن لوكاس يقوم بشيء فظيع
ليحاول لوكا اخفاءه لهذا الحد فخرج من الغرفة
بغضب وفور هذا تنهد لوكا ونهض من السرير وبعثر
شعره بانزعاج وقال بصوت اقرب للهمس
(من الافضل ان تنجح والا ساتي لقتلك بنفسي !
لقد خسرت هاتفي وحريتي للتغطية عليك !)
السبب الذي منعه من البوح هو قلقه من أن يتصرف
والده بشيء أو يطلب من أحد أصدقائه إعادة لوكاس
فوجوده بالمدينة وحده ليس وارداً خصوصاً مع
خطته المجنونة تلك ولهذا التزم الصمت فهو لا يجيد
الكذب على والده فأفضل حل لديه كان تحمل
العقاب بصمت
~~~~~~
مضت 3 أيام سريعا ولوكا ما يزال معاقبا بينما
ازدادت علاقة سيا بجولي وحان موعد الخطوة
التالية فتوجه لوكاس ولايت ومعهما باقي العصابة بعد
أن وصلوا للمدينة نحو أحد المنازل ووقفوا هناك
بانتظار أحدهم ، اخرج لوكاس هاتفه واتصل
بالشخص المقصود ليرد الطرف الآخر فاتفق معه
لوكاس على اللقاء وفور انتهاء المكالمة ابتسم لوكاس
بمكر وقال للجميع
(من هذه اللحظة نحن عصابة من الأشرار فلا أريد
أي اعتراض ، تماشوا مع أي شيء اقوله والإضافة
مسموحة وبالطبع كل هذا لأجل ضيفنا العزيز
واضح ؟)
أوما الجميع موافقين وتوجهوا نحو المكان المقصود
وبهذا تبدأ الخطوة الثالثة والأهم
يتبع
بارت 3800
اعتذر أردت إنهاء فصل الزفاف بأسرع
وقت لكن البارت صار أطول من ما يجب ولم
ينتهي ! لذا ساكمل بإذن الله بالبارت القادم
وستفهمون كل شيء حينها وارجو ان يكون قد
اعجبكم 😍
هذه صور بعض الشخصيات التي طلبتموها
سبأ سابقا
اسكا
والد اكاي
زوجة والده
كايو ( اخته الصغرى)
جولي
ناتالي
جيمس
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top