بارت 25
ذهبت ميارا لتفقد الطارق وفور فتح الباب رأت وجه
أكثر شخص تحقد عليه على وجه الأرض ربما !
وقف والد ميارا واختها من طرف والدها وزوجه
أبيها أمام الباب وكل منهم لديه ملامح مختلفه على
وجهه ، والدها كان يبتسم لها دلالةً على سعادته
برؤيه ابنته الكبرى أما أختها فهي الأخرى كانت
تبتسم بسعاده فهي لا تملك أخوه من أمها وتتمنى أن
تتقرب من ميارا لتكونا اختين متحابتين أما زوجه
والدها فقد كانت واقفه تنظر بملل وكأنها أجبرت على
المجيء فقط لأجل زوجها أو ربما لسبب آخر لكنها
بالتأكيد لم تكن مهتمه بزيارة ميارا
أما ميارا فقد كان واضحاً انزعاجها لكنها سرعان ما
تنهدت محاولةً عدم الصراخ
بوجههم أو قتلهم !
قفزت كايو شقيقه ميارا ذات ال 12 عاماً بشعرها
البني وعيناها الخضراوتان بسعاده لتحتظنها بينما
ميارا لم تبادلها العناق لكنها أيضا لم تبعدها أما والدها
فقد تقدم بهدوء بعد ابنته وقال لميارا بصوت هادئ
مع ابتسامته التي لم تفارقة
(اشتقت لك يا ابنتي ! كيف حالك ؟)
نظرت اليه ميارا عده دقائق وهي ترغب أن تصرخ
بوجهه وتخبره ان رؤيته هو والثعبانة التي معه
افسدت مزاجها لكنها اكتفت بالهدوء وقالت
( انا بخير ، ما سر هذه الزيارة !)
نظر اليها بشيء من الاستياء وقال بنبره عتاب
( ابنتي الكبرى لم تأتي لرؤيتي فقررت أن اتي
بنفسي ! الجميع يرغب برؤيتك فلما لا تزوريننا؟ )
نظرت للأرض حتى لا ترى من أمامها وقالت
( أنشغلت ببعض الأمور !)
فقالت زوجة والدها بشيء من ألتانيب
( استبقيننا هنا أم تدعينا ندخل ! )
قال زوجها دون إعطاء مجال لميارا
( طبعا ستفعل ! نحن أسره لذا لا تقولي شيء كهذا
مجددا !)
لم تتمكن ميارا من الرد وكم تتمنى تحطيم وجه من
أمامها ولكن هي وقفت جانبا لتعطي لهم اشاره
بالدخول فدخلت أختها أولاً ثم والدها وتبعتهم زوجة
أبيها وهي أغلقت الباب باقصى قوه تملكها لتفرغ
بعض من انزعاجها وهي تتمنى من أعماقها أن لا
يأتي اكاي ويرى هذه المصيبة !
ميارا
أرجوك يا حظي مهما كانت الورطة التي تنوي إيقاعي
بها لتكن أي شيء سوى مجيء اكاي ورؤية هذا! هو
فقط لن يكلف نفسه عناء رؤيتي مجدداً لو رآهم هذا
أن لم يحاول قتل أحدهم وربما قتلي انا !
وذلك الرجل لن يقصر بتحطيمه خصوصاً بوجود
الثعبانة معه !
الراوية
وضعت يدها على رأسها تحاول أن تمنعه عن
الانفجار من شده القلق والحزن طغى على نظراتها .
حل الصباح ليبدأ يوم جديد يحمل الكثير لمن يعيش
فيه ،عند لوكاس
وقف لوكاس أمام باب غرفه سيا ومئات الأفكار
تجول بعقله ، ملامحه أظهرت أنزعاجا واضحا
ولكن لم يعد هناك مجال للتراجع فهو قد وافق وفات
الأوان على الرفض ، رفع يده ليطرق الباب لكنه
عاد لانزالها ، زفر الهواء بعنف وادخل يده بين
خصلات شعره ثم رفع يده مجددا وطرق الباب
ودخل ، كانت سيا مستلقيه على سريرها وهي تحدق
بالفراغ بحزن لا تعرف كيف تتقبل واقعها وتخلي
والدتها عنها ولكن رغم ذلك هي ايقنت أنها سعيده
أن ميارا جاءت بالوقت المناسب فمجرد التفكير
بأنه حاولت قتل نفسها يثير الرعب بداخلها بل
صار يلازمها بكوابيسها ، التفت لتنظر لمن دخل وفور
رؤيه لوكاس احتدت ملامحها ولكن سرعان ما
اشاحت بوجهها بصمت وهذا فقط زاد من تردد
لوكاس لكنه ضغط على نفسه متجاهلا كل الأفكار
التي تحاول أن تفرض نفسها على عقله وتخبره
أن يغادر ومتجاهلا قلبه الذي يخبره بالرحيل
فهي ستسبب له الألم لا غير بقي واقفا محاولاً
بدأ الحديث فسبقته سيا لتقول بصوت مغلف باليأس
( هل جئت لتتشمت بي ؟ إذا كان الأمر كذلك فأفعل
وغادر بسرعه ،رؤيه وجهك تزعجني ! انا تحطمت
وخسرت كل شيء الآن فها قد حصلت على
انتقامك مني ، أم أنك تريد المزيد !)
احتدت ملامح لوكاس وصر على أسنانه بغضب
فنظرت اليه سيا فاستغربت سبب غضبه فهو من
المفترض أن يتشمت أو يكون سعيدا ولم تفهم
بعد سبب غضبه حتى نطق ليخرجها من حيرتها
( لا يكفي هذا ،أريد المزيد )
اتسعت عيناها بصدمه ثم نهضت ووقفت
وقالت بسخريه
( ماذا تريد اذاً؟ إن كان هذا لا يكفي ما الذي
سيعجبك ؟ أنا لم تعد لي ام ولا أسرة ولا مال ، لا
جمال ، لن إذهب للمدرسه ماذا بقي لتاخذه ؟ )
قال بحده وانظاره مثبته عليها
(تدركين أنك اخطاتي بحقي وبشدة صحيح ؟)
اشاحت بوجهها وقالت بانزعاج
( ربما ، لكن كما ترى هكذا هو العالم ، مثلما تمت
معاملتك تمت معاملتي انا ايضا بنفس الطريقه ،
أي اني لم أكن مخطئه لكن دفعت ثمن تصرفي بكل
الأحوال )
صمتت قليلا ثم نظرت اليه وقالت
(أعلم أنه تصرف قاسي تجاه الشخص الذي يتعرض
له لكن ليس وكان العالم مكان عادل ! ليس لدي
ما اقدمه لك فماذا تريد؟)
أسلوبها وكلامها فقط أعطياه رغبه قويه برمي
اتفاقه بأقرب سله قمامة وطردها للشارع ربما لكن
هو لن يفعل شيء كهذا لأجل رد المساعده لاكاي
نظر اليها بشيء من الاحتقار ثم قال
(ستنفذين لي طلباً واحداً كتعويض عن كل ما فعلته
بي )
نظرت بشيء من القلق ثم خفضت رأسها لتغوص
بأفكارها لتتخذ القرار المناسب قلقت من الموافقه
ولكنها فكرت بأنها لا تملك أي شيء لتخسره فلما لا ؟!
رفعت راسها لتنظر اليه وقالت
(لا بأس ، أطلب أي طلب شرط أن يكون طلباً واحداً
وبعدها لست مدينة لك بأي شيء مفهوم ؟ )
تنهد محاولاً أن يهدأ حتى لا ينفجر رغم أن عينيه
بالفعل تفضحانه ويمكن رؤيه رغبته بقتلها
بسهوله ،نظر اليها وقال
(ستقبلين بأي طلب اطلبه مفهوم ؟ بغض النظر عن
نوعه )
ازداد القلق داخلها وبلعت ريقها بصعوبه ، نهضت عن
السرير ووقفت قائله بتردد
( حسنا ، أطلب وخلصني! انا موافقة أياً كان طلبك )
قال بهدوء وعيناه توجهان نظرات باردة اليها
( ستنفذين كل ما اطلبه منك لمده شهرين ، هذا
فقط )
رمشت عيناها عده مرات محاولةً استيعاب طلبه
وسرعان ما اتسعت عيناها وقالت
(اتسمي هذا طلباًواحداً!! أنت تعطي لنفسك الحق بأن
تأمرني بما تشاء لمده شهرين ! )
استدار وقال معطياً ظهره لها
( وافقتِ وانتهى الأمر ! لا مجال للأعتراض ، نفذي
ما أقوله حتى لا تندمي لاحقاً)
غادر وتركها بينما هي
جلست على سريرها باستياء شديد وقالت بحزن
( هذا ما كان ينقصني ! لكن ما باليد حيلة !لقد
وافقت بغباء وانتهى الأمر !)
دفنت رأسها بالوساده لتبكي بصمت
خرج لوكاس من غرفتها وهو يشعر بالفخر بأنه لم
يقتلها بعد، توجه نحو المطبخ ليبدأ بتنفيذ ما يخطط
له فهو يريد إنهاء كل شيء وما سيفعله سيضمن له
هذا ، بدأ بإعداد الطعام بنفسه
لأن ميارا لم تأتي لسبب ما ولذا قرر التصرف حتى
مجيئها،حظر الطعام بهدوء ثم بعد إنتهائه
توجه لغرفه سيا وطرق الباب ودخل ليرى عينيها
المحمرتين فقالت واليأس واضح بصوتها
( ماذا الان؟! )
قال ببرود
(ستنزلين لتناول الطعام وبعدها تذهبين للمدرسه )
صمتت قليلاً ثم قالت
(اخبرتك اني لن أذهب بعد الآن وأيضاً لن أكل فأنا
أرغب بخسارة الوزن بسرعه !)
رفع أحد حاجبيه وقال بحده
( حين أقول شيئا خلال هذين الشهرين ينفذ دون
جدال ! واضح ؟)
تراجعت للخلف قليلاً وقالت بصوت جعله يدرك من
خلاله أنها توشك على البكاء
( اذا ستحاول تدميري أكثر صحيح ؟ هذا ما
ستفعله اذا! لا بأس ، ليس وكأنني بقي بي شيء غير
محطم ، ساتي وسأذهب للمدرسه ، يمكنك
الاستمتاع برؤيتهم يتنمرون علي !)
مرت من جانبه بسرعه محاوله
حبس دموعها قدر الإمكان وذهبت لتجلس على
الكرسي ، تناولت الطعام بسرعه وهو قرر عدم
الجلوس معها منذ البدايه فرأيتها تسد شهيته
بشدة ،
استعد للمدرسه وهي بعد الطعام نهضت وذهبت
لتستعد وحين نزل رأى أنها أنهت طبقها لكنها تركت
الأطباق على المائده فتنهد بانزعاج وتوجه نحوها
وبدا برفع الأطباق ، لم يمضي الكثير من الوقت
حتى نزلت وقد لبست ثياب المدرسه
رأته يغسل الصحون فارادت الخروج دون أخباره
لكنه انتبه فقال بصوت بارد
( المره القادمه تقومين بغسل الصحون بعد انتهائك
من تناول الطعام !)
شعرت بالإهانة من كلامه وظنت انه يحاول جعلها
خادمه ارادت الاعتراض لكنها تذكرت أنها وافقت
فلم ترد ثم قالت بصوت مكسور
( لا بأس ، سأفعل ! )
خرجت بسرعه حتى لا تسمع المزيد من أوامره وهو
غادر بعدها بقليل ، قبل الذهاب للمدرسه قرر
لوكاس الذهاب لرؤية ميارا لأنه قلق من عدم مجيئها
خصوصاً أنها أصرت على سماع ما حدث معه فذهب
لطرق الباب ، طرق عدة مرات فلم يجب أحد
فاستدار ليغادر حتى لا يتأخر فسمع صوت فتح
الباب فظهرت كايو لتنظر للطارق فاستدار لوكاس
نصف استدارة وظل ينظر لمن فتح الباب باستغراب
فهو لم يرى أحدا يزورها قبلاً فقالت كايو بمرح
( من انت ؟!هل أنت هنا لرؤية اختي ؟)
بقي لوكاس يقلب كلامها برأسه فقال بشيء من
الشك
(اختك؟)
اومأت وقالت بنفس ابتسامتها
( أجل اختي ميارا )
تقدم منها وقال بهدوء
( أهي في الداخل ؟ أريد رؤيتها)
زالت ابتسامه كايو وحل محل الابتسامه ملامح
الفضول والتساؤل لتقول
( من يسأل عنها؟)
قال لوكاس
( اخبريها لوكاس يريدك )
ارادت الذهاب لاخبار ميارا لكنها رأت ميارا وقد
أقبلت لتقول بحده ويداها معقودتان إلى صدرها
(لا تفتحي الباب دون إذني ! )
ظهر الحزن على ملامح كايو لتومأ موافقة وابتعدت
فتقدمت ميارا لترى لوكاس وقالت بعد أن تنهدت
محاوله تحسين مزاجها
( ماذا هناك لوكاس ؟ احصل شيء ؟)
نظر اليها بشيء من الاستغراب فهو لم يرها منزعجه
هكذا قبلاً فقال
( فقط قلقت عليكِ فقد قلتي انكِ ستاتين ولم
تفعلي !)
قالت والإرهاق بادي على وجهها
( لا تقلق لوكاس فقط كما ترى بعض الإزعاج ! )
صمت لوكاس وقد أدرك أنها ليست على وفاق معهم
فاستأذن ليغادر وقبل رحيله قالت ميارا
( لا تخبر اكاي بشيء اتفقنا ؟)
نظر اليها بشيء من الحيرة ثم أومأ موافقا وغادر
وصل للمدرسه ليرى سيا محاطه
بالمتنمرين مجددا اشاح بوجهه وابتعد ليتركها معهم
دخل للصف ليرى اكاي ولايت يتبادلان الحديث
فنظر نحو اكاي وقلبه بدأ يقلق بسبب كلام ميارا فقد
شعر أن هناك شيء سيء سيحدث لو علم
ولم ينتبه لاكاي الذي كان يكلمه إلا بعد أن تقدم
وحرك يده أمام وجهه وقال بسخريه
( اعلم اني وسيم ولكن لا اسمح بالتحديق بي أو
سيكون عليك الدفع مقابل هذا !)
ابتسم لوكاس بسخريه وقال
( وهل هناك عاقل يدفع مقابل إصابته بالغثيان ؟!
رؤيه وجهك تفسد مزاجي كما تعلم ! )
داس اكاي على قدمه فتراجع لوكاس للخلف وقال
بانزعاج
( إلا يمكن أن تكون الطف ؟! إذا كسرت قدمي
بسببك ماذا ستفعل ؟! )
ابتسم اكاي بسخريه وعاد لمقعده وقال
( لن افعل شيئاً لأنك ستكون قد استحققت هذا !)
تقدم لوكاس لمقعده بينما ظل
يراقب الخارج بملل حتى سمع صوت باب الصف
يفتح التفت فرأى سيا قد جاءت وهي توجه نظراتها
اليه وكأنها تلومه على اجبارها على المجيء
فاشاح بوجهه وهو يلعن حظه واتفاقه مع ميارا !
انتهى الدرس فنهض لوكاس وتوجه نحو لايت
ودنى منه وهمس له ببعض الكلمات فنظر إليه لايت
مستغرباً ولكنه أومأ موافقاً فابتسم له لوكاس
بشيء من الامتنان وغادر الفصل بينما نهض لايت
من فوره وتوجه نحو سيا فنهضت سيا بشيء من
الفزع وقالت بارتباك
( ماذا تريد ؟! )
ابتسم لايت ليطمئنها وقال
( أريد مساعدة في حمل الكتب )
اومات موافقه وتوجهت لتحمل الكتب لغرفه
الأساتذة بينما ذهب لوكاس لمكان تجمع
المتنمرات فوجدهم يقفون هناك وبرفقتهم جيمس
ورفاقه فهم من عصابه واحدة وهم يتنمرون على
أي شخص ضعيف ، وضع لوكاس يده بجيبه ونظر
بشيء من الاحتقار نحوهم وتقدم بثقه
حتى صار امامهم فتراجع جيمس قليلا للخلف
ولكنه حاول إخفاء خوفه بينما
الفتيات ينظرن اليه باستغراب فتقدم ببطئ حتى
صار أمامهم وقال
( لدي كلام أقوله لكم ولن اكرره وان خالفتموه لن
تسركم النتائج !)
بينما فكر بنفسه
( ولا اظنني ساتعب نفسي بقوله مجددا لأنني لست
مقتنعاً به اساساً !)
نظروا إلى بعضهم البعض ليتحدث لوكاس واخبرهم
بما اراده فحل صمت على المكان ليغادر لوكاس
بعدها ويتركهم في مكانهم منزعجين .
مر اليوم المدرسي وخرج الجميع وقد تفاجأت سيا
ان المتنمرين لم يقتربوا منها ولكنها لم تهتم للسبب
فكل ما يهمها هو انهم لم يأتوا أما اكاي
ولايت ذهبا برفقة لوكاس للمدينة المجاورة
بينما ذهب لوكاس لعمله
وخلال العمل نظر للجد وقال
( جدي )
التفت اليه الجد والذي كان يراقب السماء وقال
( ماذا ؟ )
تردد لوكاس قليلا ثم قال
( اذا اضطررت لمساعدة شخص تكرهه ،كيف ستقنع
نفسك انك لست شخصاً ضعيفاً ومغفلاً تساعد من
اذاك ؟ألا يفقدك هذا حق الحقد عليه ؟
أعني هو يعاقب الآن وانت تأتي لمساعدته فبأي حق
تتمنى له التعاسة لاحقاً وانت من يحاول إخراجه
منها حين وقع بها؟)
اعاد الجد نظراته للخارج وقال
( لا أعتقد أنك يمكنك هذا ، لكن أن كان سببك وجيها
للمساعدة فعدم المساعده سيؤلمك قبل ايلامه ! ان
كنت ستخسر شيئا تريده بسببه مجدداً فأنت فقط
ستحقد عليه و ربما تكره نفسك أيضا التي رفضت
مساعدته )
استدار لينظر للوكاس وقال بصوت عميق
( الحقد لا يوصلنا لأي مكان ! هو فقط يسلب طاقتنا
ويحولها لطاقة سلبية ! لكن أحقا يمكن أن لا نحقد
على من يؤذينا بشدة؟ لا أظن !نحن بشر )
اغمض عينيه وقال بهدوء
(مهما حدث أفهم أن أي إنسان حين يحقد هو فقط
سيشعر بالسعادة حين يرى من اذاه
يتالم وربما لن يرتاح حتى يراه كذلك ، لكن الوقت
الذي قضيته تتمنى فيه تعاسته أو تعمل عليها ، كم
فرصه ضيعت من حياتك ؟كم شخص أحبك
اهملته بسبب حزنك وغضبك؟ لما لا تنشغل بأسعاد
نفسك بدل محاولتك تسبيب التعاسة لهم ؟!
أن الحقد والرغبة بالانتقام هي أهداف وقتية
ناتجة من الألم والغضب الذي نشعر به ولكن حين
يزول فنحن فقط سنحزن على ما أصاب الآخرين
حتى لو تسببوا لنا بالاذى ، هذا أن كان داخلك
نقياً ! الحقد ليس سوى غمامة سوداء تغلف قلوبنا ،
هي أشبه بالسراب الذي نسير خلفه وبعد أن يزول
لن يبقى لنا سوى الندم على ما اضعناه )
تقدم حتى صار أمام لوكاس
وقال
( مشاعر الكره كالسرطان ، يزرع نفسه بقلبك وفور
تركها هي فقط تنتشر لتصبح شغلك الشاغل وتسيطر
على كل جوارحك حتى تسلبك روحك وسعادتك ،
أن كرهت أحدهم ابتعد عنه حتى لا يزداد الغضب
داخلك ، أدعو لنفسك بالسعادة واعمل عليها بدل
إضاعة وقتك بالانتقام و لا تجعل الكره يدمر
حياتك ! ان كنت مضطرا لمساعدته فقط بهذه
الحاله ساعده غير هذا دعه دون مساعدته ولكن
أيضا لا تؤذه فالدنيا دولاب وعمله سيعود
عليه عاجلاً أو اجلاً !)
عاد لوكاس من العمل وعقله مشغول بكلام الجد
وكأنه يحظر نفسه للتعامل معها مجدداً،مر من أمام
منزل ميارا فانتبه للسيارة التي كانت أمام المنزل
منذ الصباح فأدرك ان ضيوفها لم يغادروا
أطلق تنهيده مستاءة فهو لا يحب رؤيتها منزعجة
والأسوء قلقه على اكاي لكنه عاجز عن
فعل اي شيء لأنه يجهل أساس المشكلة كما وأنه
بالفعل غارق بمشاكله الخاصة ، توجه نحو منزله
ودخل ليجد الصمت سيد المكان فأدرك فورا أن
سيا في غرفتها كعادتها ،تقدم نحو المطبخ
بخطوات متباطئه ورمى حقيبته من يده على
الكرسي ، رفع أكمام قميصه وبدا بتحظير الطعام
فسمع صوت الباب يفتح ، التفت لينظر فرأى ميارا
أمامه وملامحها لا تبشر بخير ،ترك ما بيده وتوجه
نحوها وقال بنبره هادئه
( انتِ بخير؟ )
تقدمت وجلست على الكرسي وقالت
( أجل ، فقط أردت أن ارتاح قليلاً)
تقدم نحو الثلاجة وأخرج منها بعض عصير الليمون
وسكبه بكأس ووضع الكأس أمام ميارا فنظرت اليه
ميارا فابتسم لها وقال
( اشربي هذا، سيساعدك على الهدوء )
ابتسمت لتعبر عن امتنانها وشربته دفعه واحده
وأعادت الكأس على الطاولة وقالت باستياء
( لسبب ما لا أزال أرغب بتحطيم المكان فوق رأس
الجميع )
أخذ لوكاس الكأس للمغسله وقال لميارا مازحا
( إذهبي لمنزلك وحطميه فوق
رؤسهم ، لا أرغب أن اصير مشرداً !مشاكلي تكفي
وزيادة ولا ينقصني سوى اضافه التشرد اليها!)
نظرت اليه ميارا بينما كان يطبخ فقالت والاستغراب
ظهر على وجهها
( كيف تعلمت الطهو بالنهايه ؟)
تابع تقليب الطعام وأجاب
( لايت علمني !)
صمتت ولم ترد وكان لوكاس قد اخبرها بهذا حتى
يحسن صورتهم أمامها ويثبت لها كم ساعدوه ،
عادت ميارا لمنزله مكرهه لانها تعلم انهم لن يتركوها
وهي لم تغادر المنزل إلا بحجه أنها بحاجة للحصول
على شيء من جيرانها رغم أن هدفها هو تنفيس
بعض انزعاجها ، دخلت للمنزل لتجد والدها وابنته
وزوجته يتبادلون الحديث بسعادة فاثار ذلك الحزن
بقلبها اشاحت بوجهها عنهم وتابعت طريقها لغرفتها
لتهرب بعض الدموع من عينيها وكأنها تستغل ضعفها
للهرب أما ميارا فقد بدأت بمسح هذه الدموع
وحاولت التوقف حتى لا يظهر اثر على عينيها ،
غسلت وجهها وجففته ثم ذهبت للمطبخ حيث كانوا
يجلسون فالتفت اليها والدها وقال
( وجدتي ما احتجتي اليه؟ )
اومأت نافية وقالت
( لا ، لم يكن لديهم )
صمت والدها قليلاً قال بهدوء
( ابنتي ، لدي موضوع معك فاجلسي لنتحدث !)
نظرت اليه بشيء من القلق فهي تعلم أن جميع
مواضيعه لا تسرها وقد ينتهي بها الامر بقتله !
جلست على الكرسي أمامه بينما تجلس أختها وزوجه
أبيها بجانبه ، صمت والدها وكأنه يدرك أن ما سيقوله
سيشعلها فوق رأسه ولهذا كان يحاول استجماع
الكلمات المناسبه للحديث عقد يديه إلى بعضهما ثم
قال بعد أن قبت نظراته لعينيها
( الخبر الأول هو انك ستحصلين على أخ قريباً ، أمك
حامل )
اتسعت عيناها وشعرت بأن قلبها تكسر لأجزاء
فامتلاكه ابناً لن يكون بصالح اكاي وفوق هذا قال
عن زوجه أبيها أنها أمها وهذا ما لا ترضاه
صمتت ولم تقل شيئاً بينما ابتسمت زوجة أبيها
بشيء من المكر وكأنها تستمتع برؤيتها محطمه ،
ليس وكأنها استطاعت إخفاء ملامحها الحزينه من
سماع الخبر ، والدها اردف ليقول الخبر الثاني
( الخبر الثاني هو أن هناك شخص طلب يدك مني !
وأنا موافق)
شهقت بصدمه ونهضت من فورها لتضرب الطاوله
وصرخت بانفعال
( ومن تظن نفسك لتوافق !انا أرفض قطعاً ! )
تنهد بانزعاج وقال
( انا والدك واعرف مصلحتك ! ثم انتي حتى لم
تعرفي من هو وقد كبرتي بالفعل وعليكِ الزواج !
هو من اسره جيده ونحن بحاجة لشراكتهم من
أجل العمل )
صرخت به مجدداً وقالت
( انت لا شأن لك بهذا !لقد ذهبت وتزوجت ورميتنا
جانباً وتأتي الآن وتقول انك والدي ؟! الان فقط
صرت والدي ؟! تريد أن تبيعني لأحدهم كسلعة من
أجل أحدى أعمالك ! )
نطقت أختها فوراً في محاولة
لتهدئه أختها فقد شعرت بالخوف من غضبها وهي
تحبها رغم كل شيء فقالت
( اختي صدقيني ليس الأمر هكذا !هو شخص جيد
و...)
صرخت بها ميارا بعد أن ضربت الطاوله لتقول
( انتي لا تتدخلي أيتها المدللة ! طالما انتي طيبة
هكذا تزوجي انتِ وساعدي والدك !)
نهض والدها وقال بحدة
( هي ما تزال صغيرة وهو يريدك انتِ! هل تظنين
أنني ساعطيك لشخص سيء حقاً !؟ لو لم أعرف أنه
شخص مذهل لما وافقت !)
ضربت الصحن الذي أمامها ليتكسر لأجزاء وتتطاير
قطعه على الأرض وقالت بحقد
( انسى الأمر ! اقتلني وزوجني له غير هذا انسى !
وانسى أنني ابنتك كما نسيت ذلك سابقا وذهبت
لتعيش حياتك ! )
تدخلت زوجته وقالت ببرود
(كفي عن هذه التصرفات ! والدك فقط يحاول أن
يأمن لكِ مستقبلك !الرجل ابن أسره مرموقة ولن
تجدي افضل منه ! ومصير الفتاة ان تتزوج وتستقر
فلما الرفض !)
نظرت اليها بكل حقد وقالت
من بين أسنانها التي تحتك بحدة من شدة غضبها
( سأصير سارقه رجال و سأتزوج من شخص متزوج
وافسد حياة اسرته كما فعلتي انتِ يا أمي العزيزة!)
قالت آخر كلمتين بسخرية شديدة لينهض والدها
وصرخ بغضب
( ميارا !تحدثي باحترام ! أعلم أن الموضوع
مفاجئ ولهذا تتصرفين هكذا لكن ساسمع كلامك
لاحقاً وحينها سنتفاهم ! فكري بالأمر جيداً ولا
تجبريني على التصرف بطرقي ! )
غادر ولم يعطها مجال للرد وهي تعلم أن ردها واحد
لن يتغير فهي لا تريد الزواج وخصوصا ليس من
طرف والدها أو لأجله !
سمعوا طرقاً على الباب فنهضت
زوجة والدها لتفتح فرات لوكاس واقف هناك والقلق
واضح عليه فقالت بابتسامة ودودة
( كيف اساعدك ؟)
قال بهدوء
( أحتاج لصاحبة المنزل قليلاً ! هل يمكن أن تناديها
من فضلك !)
ابتسمت له وقالت
( حسنا سافعل !)
توجهت لمناداة ميارا والتي لم تعلم من جاء لكنها
قررت الذهاب بأي حال فهي الآن ترغب بالذهاب لأي
مكان بعيداً عنهم حتى لو للجحيم !
خرجت لترى لوكاس فانتبه إلى اثار الدموع على
خديها فأمسك
بيدها بسرعه وسحبها معه دون قول شيء وهي
فقط تبعته وكأنها تريد أي أحد لينقذها ، سبب
ذهاب لوكاس هو أنه كان في المطبخ مع سيا
حيث كانت سيا تأكل الطعام الذي أعده
لوكاس بعد أن اجبرها على اكله بأمر منه ، هي فقط
كانت تأكل وهو واقف في المطبخ وقتها سمع صوت
تحطم وصراخ قادم من منزل ميارا فذهب لتفقد
الأمر ودون تأخير فهو قلق من ضيوفها وذهب
وحينها حصل ما حصل ، دخل وأخذها لغرفه
الجلوس واجلسها بهدوء وهي منقادة له تماماً
فجلس أمامها مستنداً على ركبتيه ومد يده ليمسح
بعض الدموع الباقية على خدها وقال بقلق شديد
( ماذا حدث ؟! هل اصبتي ؟! )
اومأت بالنفي فقال بنفس نبرة صوته السابقة
( ماذا حدث ؟!)
قالت بسرعه
(لا شيء مهم )
اعترض فوراً وقال
( انا اخبرك بكل شيء وعلى الأقل عليك الاعتماد
علي احياناً حتى لا أشعر اني عالة عليكِ!)
نظرت اليه ميارا والدموع عادت للتجمع وأمنية ميارا
الوحيدة كانت ان يكون اكاي بقربها الآن لكن
الامنيات لا تتحقق امسكت بلوكاس واحتظنته
واسندت رأسها على كتفه وبدأت تبكي فهي ما عادت
تحتمل وهنا لوكاس فقط شعر بقلبه يتحطم فميارا
التي اعتادت أن تساعده والتي لطالما كانت مصدر
قوته تبدو مكسورة ومحطمة وهذا فقط جعله يقلق
وبشدة ولا يدرك ما يجب أن يفعله لأجلها لكنه قرر
أن ينتظر أن تهدأ ليسمع ما حدث منها
أما سيا فقد كانت تراقب من بعيد وهي تتسائل
عن سبب بكاء ميارا ، فهي قد ساعدتها وانقذتها
وسيا كانت ممتنه لها ورؤيتها هكذا لم تعجبها
# سيا
لا أعلم لماذا لكن أشعر بالحزن بشدة ! أهي بخير ؟
غريب منذ متى اهتم بالاخرين ؟!لطالما كانت امي
تخبرني أن علي أن اهتم بنفسي وجمالي فقط وهذا
هو الشيء الوحيد الذي يجعلني محبوبة ،بل هي
كانت تضربني أحيانا حين كنت طفله حين
أظهر شفقتي على شخص ضعيف أو لغير جميل
وتعاقبني بقسوه حين تراني غير مرتبه ! لقد تعلمت
بسبب هذا أن لا اهتم لأحد ! لكن لما انا قلقه على
هذه السيدة الآن !؟ أشعر اني لم اعد اعرف شيئاً!
#الراوية
كان لوكاس مشغولاً مع ميارا التي استمرت بالبكاء
فلم يسمع الطرق على الباب فذهبت سيا لفتحه
ورأت اكاي ولايت فدخل الاثنان فاوقفتهما قائلة
(لحظه ! هناك شخص هنا ولا أظن من الجيد
مقاطعتها)
سيا صدمت من نفسها فمنذ متى هي تطلب شيئاً
لأجل احد؟! التفت اكاي ولايت نحوها وأرادا الكلام
ولكن ما سمعه منعه من التفكير بأي شيء سوى
الذهاب والتأكد من ما يجري ، ركض نحو مصدر
الصوت ليرى ميارا التي تبكي بحزن شديد ولوكاس
الذي يمسح على شعرها ويده الأخرى على ظهرها
في محاولة لتهدئتها فبقي اكاي مصدوماً في
مكانه يتسائل ما الذي يحدث و لسبب ما هو رغب
بقتل من تسبب بهذا أياً كان رغم محاولته لإقناع
نفسه أنه يكرهها !
لم يحتمل الصمت طويلاً فتقدم للداخل فرفع لوكاس
راسه وظهر القلق على ملامحه فتقدم اكاي وامسك
بذراع اخته بشيء من القسوة ونظراته نحوها
لم يستطع أحد تفسيرها أما ميارا ففور رؤيته
تجمد الدم بعروقها ودموعها فقط توقفت تلقائياً
فبقدر ما تمنت رؤيته بقدر ما هي قلقة أن يعرف
اكاي بشأن والده ويزيد الوضع سوءاً
يتبع
ارجو ان يعجبكم 😙
البارت 3500 كلمه
اكاي 👇
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top