بارت 23
فور سماع هذا الصوت استدار الجميع نحو مصدره
لتقع عينه على شعرها الأزرق الحريري وعيناها
العسليتان ولأول مره يراها ترتدي فستان باللون
الزهري الفاتح إلا أن التعب بادي على وجهها
تحرك نحوها وقال بقلق بعد أن ساعدها على الوقوف
(ناتالي ؟! ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ هل انتي
بمفردك؟)
ابتسمت بهدوء ووضعت يدها على ذراعه لتستند
بها وقالت بصوت منخفض
( لا تقلق ، لقد جاء أحد اقاربي لزيارتي وقد اصررت
على توديعهم لهذا جئت إلى هنا ، مارك لا يعلم
بالأمر لذا لا تخبره ! ما الذي جاء بك انت إلى هنا ؟ )
أخذها لتجلس على أحد الكراسي وقال
(لقد جاء بعض أفراد أسرتي وغادرو الان لذا جئت
لاودعهم! )
خلال كل هذا كان اكاي واقف بمكانه ، وجهه
شاحب تماما كما لو أنه رأى شبحا ولم يقل لايت
عنه صدمه فقال بصوت اقرب للهمس وعيناه
مثبتتان على الفتاه التي لم تنتبه لهما بعد
( انها ....! لكن الم يقل أنها ....)
نظر إلى صديقه بحيره ليرى أن أكاي كان أكثر صدمه
منه بل عيناه لم تغادرا الفتاه أبدا وتحرك دون
وعي منه ليقترب منها ببطئ وخلال ثواني التقت
عيناها العسليتين بعيناه الخضراء لتتسع عيناها
بصدمه وتجمدت بمكانها ليستغرب لوكاس من
سبب صدمتها ، نظر للخلف ليرى اكاي واقف هناك
فزادت حيرته وبدا يشك أنها السبب لشجارهما
فقالت ناتالي بينما بدأت يدها ترتجف ودموعها
تجمعت في عينيها ،وضعت يدها على فمها مانعه
شهقاتها من الظهور وسرعان ما قالت
(اك..اكاي !ما الذي تفعله هنا؟! )
لم تمر سوى ثواني ليجثو اكاي على ركبيته وهو
يحاول محاربة دموعه قدر الإمكان فهو لن
يسمح لنفسه بالبكاء ابدا لكن رؤيتها حيه فقط
جعلت عقله يتوقف عن التفكير بأي شيء سوى أنها
بخير ، الفتاه التي قيل له أنها ماتت بسببه حيه
بمعجزه ما ، اقترب لايت بسرعه من اكاي ولوكاس
توجه نحوه وانحنى ليصير بمستواه وقال
بقلق شديد
(انت بخير ؟!ماذا اصابك !)
حاول اكاي التماسك وقام لايت بمساعدته للنهوض
فوقف أمامها وقال والدموع تهدد بالنزول بأي لحظه
( لقد اخبرني مارك انك ميتة ! لم أتخيل يوما
ان التقيك مجددا!)
نهضت من مكانها كما لو أنها رجل الي تلقى امرا
وعليه تنفيذه ، هي لم تكن واعية لما تفعله وهو
لم يتحرك من مكانه ، تراجع لوكاس ولايت قليلا
لتتقدم ناتالي وتدفن رأسها في صدره وتبكي بحريه
وهو فقط احتظنها بهدوء وسألت دمعه من عينيه
ربما لأنه سعيد برؤيتها أو لأنه فقط أخيرا زال
جزء من شعوره بالذنب بعد أن كان يلوم نفسه
طوال الوقت ، لوكاس الذي لم يكن يفهم شيئا
بقي صامتا فهو لم يرد إفساد شيء وهذه اول
مره يرى اكاي بهذه الحال لذا بالطبع لم يكن الوضع
مناسبا للسخرية ، بعد أن مر بعض الوقت بدأت
تهدأ ناتالي فاعادها اكاي لتجلس بينما انحنى بقربها
وامسك بيدها وقال بهدوء رغم عينيه المحمرتين
( اخبريني ماذا حصل ؟ لقد سمعت انك ...انك مت
وقتها !)
مسحت دموعها من عينيها وقالت بابتسامه
لطيفه
( لم امت ، كل ما في الأمر هو أن صحتي ليست
بخير ، انا في المشفى منذ ذلك الوقت ! في البدايه
ذهبت لمشفى مشهور في مدينه أخرى لكن الطبيب
قال إن الهواء النقي ضروري لي فجاء أخي بي إلى
هنا ليهتم بي )
اخفض اكاي رأسه وشعر بإحساس فضيع يمزق
قلبه فرغم سعادته بأنها على قيد الحياة هو فقط لم
يتمنى أن تكون قد تاذت فقالت بمرح محاوله
التخفيف عنه بعد أن لمحت الحزن بعينيه
( لا تبتئس هكذا! ألا يكفي أنني على قيد الحياة ؟)
لم ينظر إليها بل قال بأنكسار
( اسف )
اختفت ابتسامتها وشعرت بالضيق ربما لانها
لم تره منكسرا هكذا قبلا أو لانها تراه حزينا
برفقتها فقطبت حاجبيها وضربته بخفه على
رأسه تحت أنظار لوكاس ولايت الذان تفاجئا
من تصرفها بينما رفع اكاي رأس لينظر اليها بصدمه
فقالت بغضب طفولي
( اكاي الذي أعرفه لا يتحدث بهذه الطريقه !أين
شخصيتك الوقحة ! )
ارتفع صوتها وزاد حده وقالت
(إياك أن تلوم نفسك ! أنت بذلت كل ما بوسعك
لإنقاذي ! لقد شهدت على ذلك بنفسي وانا لا
الومك فلا تفعل انت )
اخفضت رأسها بحزن واكملت
(لكن .... لا تلتقي باخي مهما حدث !هو لن يحاول
ان يتفهم ، بطريقه ما صار انانيا بسببي !)
ابتسمت بحزن وقالت
(هو يظن انك غادرت وتخليت عني )
قال اكاي بانفعال
( اقسم لم يحدث ! قيل لي انك ميتة !وهو يعلم ... )
نظرت اليه بابتسامه حزينه وقالت
(لا بأس ! أصدقك ! لكن هذا لا يغير أن على أخي أن
يقتنع قبل ان نستطيع أن نلتقي مجددا ، حتى ذلك
الحين أعتني بنفسك !اعدك سانتظر عودتك مهما
تأخرت ! لكن الآن لا تلتقي به )
قال اكاي بهدوء
( بالنسبه لشقيقك في الحقيقه....)
قاطعه لوكاس وقال بهدوء
(ناتالي لا تقلقي ، لن يلتقي مع شقيقك )
نظر اليه اكاي مقطبا حاجبيه بينما جاراه لايت
بكذبه فهو شعر أن لوكاس يحاول فعل شيء ما
وهو فقط وثق به
نهض اكاي بسرعه وساعدها على النهوض وقال بثقه
ونبره جاده
( لا تقلقي !لن أتخلى عنك مهما حدث )
اومات وابتسامة جميله على وجهها وهي ربما
ابتسامه لم تظهر على وجهها منذ سنوات
بدأت تشعر بالتعب بسبب بقائها خارج المشفى طويلا
فشعرت بالدوار فتقدم اكاي وساعدها على الجلوس
بقلق وقال
( انتي بخير ؟ ساخذك للمشفى )
قالت بانفعال
( لا !)
انتبهت على نبره صوتها وقالت بهدوء
(اخشى ان يكون اخي هناك )
نظرت للوكاس وقالت
(لوكاس هل يمكن أن تاخذني انت ؟ )
أوما لوكاس بينما نظر اكاي اليه وقال بشيء من
الحدة
(أعتني بها جيدا !)
تنهد لوكاس الذي كان عاقدا ذراعيه لصدره ، أنزل
يديه وقال بملل
( لا أحتاج للسيد فض أن يخبرني كيف اعامل
سيده )
نظرت اليها ناتالي وقالت بتهديد
( انسه وليس سيده !)
قال لوكاس بابتسامه
( لا بأس انستي ! )
مد يده لها فوضعت يدها بيده بينما اكاي اشاح
بوجهه بانزعاج لسبب يجهله فقال لوكاس بينما
يوجه نظره جانبيه نحو اكاي
(اكاي ، هل تعلم لقد عرفت ناتالي منذ مده وهي
كالاخت الصغرى لي)
ابتسم بمكر وتابع قائلا
( لذا لا داعي للغيره ، اخبرك هذا حتى لا تنفجر
فأنت تبدو كقنبله موقوته ستنفجر عما قريب )
شعر اكاي ببعض الاحراج وقال بحده
( وهل ابدو كشخص يشعر بالغيره!ليس وكان
أحدهم سيقع بحبها غيري ! )
نظرت اليه ناتالي وابتسامة مخيفه على وجهها
وقالت
( هل قلت شيئا ؟)
اقترب لايت منه ووضع يده على كتفه وقال
موجها كلامه لناتالي
( لا تقلقي ، طالما انتي بخير ساعطيه بعض
الدروس لكيفية التعامل مع فتاه ، لأني اذا لم أفعل
هو فقط سيفسد كل شيء )
نظر اليه اكاي وقال
(نعم انت ستعلمني كيف اكون لعوبا واواعد
4 فتيات في وقت واحد )
قال لوكاس بملل لناتالي
( لنذهب ، لن ينتهي هذا الحوار لعده ايام )
اومات موافقه وأخذها لوكاس ليعيدها للمشفى
طوال الطريق بدأ عليها السعاده رغم وجهها الذي
كان يزداد شحوبا مع كل ثانيه ، كان لوكاس
يساعدها على السير ويضع يديه على كتفيها
خوفا من فقدان وعيها المفاجئ وقد حصل هذا
حقا ، امسكها لوكاس بقلق فنظرت اليه وقالت
لتطمئنه
(لا تقلق ، فقط أشعر بالإرهاق )
حملها بين يديه وقال
( اصمدي قليلا ، سنصل بعد قليل )
اومات بهدوء واغمضت عينيها بتعب بينما هو حاول
السير بأقصى سرعه ممكنه ، وصل بعد قليل
ليسمع صوت شخص مألوف يصرخ بالطبيب
والممرضه بغضب ، تقدم بشيء من التردد
فراه الطبيب فورا وبيده ناتالي فتجاهل مارك
تماما وتوجه نحو لوكاس بقلق خوفا على
حاله مريضته وقال بقلق
(هل هي بخير ؟!)
استدار مارك ليصدم برؤيه ناتالي بين يدي الشخص
الذي تسبب هو باذيته نفسيا وجسديا ولكنه تجاهل
كل ذرة تردد لديه ليتقدم هو الآخر فلم يكن من
لوكاس سوى تجاهله ووجه كلامه للطبيب قائلا
( لقد رأيتها في محطه القطار ، بدأت تتعب تدريجيا
ووقعت ارضا فقمت بحملها ، يبدو أنها نائمه
فقط )
تقدم مارك بتردد فنظر إليه لوكاس ينتظر منه
أن يقول ما يريده فقال دون أن يجرا على أن ينظر
للوكاس
( شكرا ، ساحملها بنفسي )
تقدم من لوكاس لاخذها فقام لوكاس باعطائها دون
قول شيء وبمجرد أن حملها شقيقها استيقظت
بينما يديه وفتحت عينيها بتعب فقال مارك بقلق
( عزيزتي ! انتي بخير؟ )
نظرت الى عينيه القلقتين وابتسمت له بود وقالت
( لا تقلق )
نظرت للوكاس وابتسامة ممتنه على وجهها وقالت
( لما لم تعد تأتي لزيارتي لوكاس ؟ )
ارتبك مارك وقلق أن لوكاس سيقول شيئا لكن
لوكاس أجاب فورا ودون تردد
( لا تقلقي ، فقط انشغلت بالعمل في مكان بعيد.
وليس لدي الوقت حقا ! اسف على التقصير ،
لكن لا أظن أن هناك داعي لقلقي صحيح ؟ شقيقك
يهتم بك جيدا ، وبمجرد أن اتفرغ ساتي لزيارتك )
اومات بهدوء بينما مارك اخفض رأسه أكثر فهو
فقط يزداد شعورا بالذنب مع كل ثانيه تمر كما لو
أن لوكاس ينتقم منه هكذا ولكن رغم كل شيء هو
كان ممتنا ان لوكاس لم يخبرها بما فعله به حتى
لا تفكر به بطريقه سيئة ، غادر لوكاس ومارك لم
يجرا على الحديث معه بعد هذا خصوصا بعد ما
حدث في آخر لقاء .
عاد لوكاس للمنزل ليجد اكاي واقفا ينتظره وبقربه
لايت وفور وصوله انتبه له اكاي وتقدم بسرعه
نحوه وقال بقلق
(كيف هي ؟ )
تنهد لوكاس وقال مدعيا الاستياء
( ألقي التحيه على الأقل !)
قال اكاي بانزعاج
( اجبني ثم التحيه الغبية لاحقا ! )
ابتسم لوكاس وقال بمكر
( فتاتك بخير ، هي فقط متعبه وقد اوصلتها
للمشفى وعدت !)
وجه نظره نحو لايت والذي بدت علامات الراحه
على وجهه فهو لم يصدق أنها حيه ، كان طوال
الوقت يشعر بالحزن على حال صديقه الذي كان
يلوم نفسه على موتها وسماع ذلك جعل قلق سنوات
متراكمة يزول مع نسمات الهواء وكانه لم يكن
موجودا، قال لوكاس للايت بجديه
( لايت! هل صورت ما حدث ؟)
رفع اكاي رأسه مستغربا سؤال لوكاس ونظر اليه
لايت ، ثواني حتى فهم قصد لوكاس فابتسم
بمكر وقال
( أجل طبعا ! رؤيه اكاي هكذا ليست امرا
يحدث كل يوم ! هل تريد نسخه ؟)
كان يخرج هاتفه فتقدم منه اكاي بهدوء وأخذ الهاتف
وقال بابتسامه مخيفه
( تمسحه أم امسح بهاتفك الأرض ؟)
قال لوكاس باستياء مقطبا حاجبيه
( ايجب أن تفسد المرح دائما !)
نظر اليه اكاي وقال
( لا تقلق دور هاتفك بعده )
شعر لوكاس بالراحة فهو من البدايه أراد إخراجه
من حاله القلق ولايت أدرك هذا وجاراه بالأمر ،
قرر اكاي ولايت المغادره ودخل لوكاس للداخل
ورغم أن بقاء لوكا ووالده كان قصيرا لكن لسبب
ما هو يشعر بأن المنزل صار موحشا وهنا هو
تسائل
( هل رحيلهما السبب ؟ أم وجود وحش فيه هو
ما يجعله خانقا هكذا ؟)
سار بخطوات متثاقله وتوجه نحو الأعلى ليسمع
صوت شهقات بكاء أحدهم ، تصنم بمكانه لبعض
الوقت ونظر نحو باب غرفتها ولكنه سرعان ما
قطب حاجبيه بانزعاج وتحرك بسرعه لغرفته
وأغلق الباب وكانه يحاول نسيان ما سمعه أو إنكاره،
مهما حدث فهو لم ينسى كلامها هي وأمها والذي
لطالما كانت تلقيه كسم وهذا السم تراكم في داخله
وحطمه بمرور السنوات أكثر وأكثر ، هو لم يكن
يشعر بأي ذنب تجاهها فهو حقا لم يفعل لها شيئا
والقائها باللوم عليه ما هو إلا طريقه من
طرقها لجعله يشعر بالذنب كما فعلت سابقا حين
لأمته وانتهى به الأمر بعيدا عن أسرته ، ألقى سترته
على الكرسي وتوجه لأخذ حمام سريع قبل النوم
وهو يتسائل كيف يفترض به التعامل معها بعد كل
ما حدث؟!
بعد أن أخذ حماما هو فقط قرر الذهاب والكتابه
مجددا عن كل ما مر به فهو قد شعر برغبه
للحديث وفي الوقت نفسه لم يجد أحد ليكلمه .
في صباح اليوم التالي استيقظ لوكاس على صوت
الهاتف فتحرك بسريره بانزعاج ، استغرقت منه
الكتابه وقتا فتاخر بالنوم مما جعله يتاخر
بالاستيقاظ أيضا ، أخذ الهاتف وعيناه ما تزالان
مغمضتين فرد وقال بانزعاج
( من عديم الذوق الذي يتصل بوقت كهذا ! )
رد عليه الطرف الآخر بمرح
( تؤامك عديم الذوق الذي يتصل !انسيت اني
قلت أني ساتصل بك فور عودتي؟ ثم حين كنت
معك كنت تخرج مبكرا وحين غادرت انت تنام
للان! اشعر بالغضب بعض الشيء ! )
نهض لوكاس فور سماع صوته وابتسامة صغيره
ظهرت على وجهه ، نهض من السرير ونظر للساعة
وقال للوكا
( لقد تأخرت بالنوم أمس ويبدو أنني سأتاخر اليوم !
كيف كانت الرحله؟)
ابتسم لوكا في الطرف الآخر وقال بهدوء
(جيده ، امي ظلت تسأل كثيرا وابي اختصر
الموضوع قدر المستطاع )
شعر لوكاس ببعض الحزن ولم يرد فقال لوكا
والذي فهم ذلك بسرعه
( أظن يجب أن تذهب لتستعد ! صحيح هناك
أمر نسيت أن اخبرك به ، ذلك المدعو استر لا
يريحني إطلاقا ، لذا أي كان ما تريد فعله ابتعد
عنه وحسب ! لا أعلم ماذا يريد ولأجل من يفعله
لكن هو ليس شخصا أرغب أن تتعامل معه موافق ؟!)
تنهد لوكاس وتذكر لقائاته مع استر فقال بهدوء
(لا تقلق ،أفضل مصادقة عفريت على البقاء بقربه
ولو لثانيه !وصدق أو لا هو كره من أول نظره !
أول لقاء لنا كان تعيسا جدا )
ضحك لوكا على تعليق شقيقه وقال بمرح
(حسنا اذا !كن حذرا وسانتظر اتصالك عما قريب )
أغلق الخط وذهب ليستعد وخرج ليصل للمدرسه
بعد مده فرأى سيا واقفه وحولها جيمس ومعه بعض
الفتيات ، تردد لوكاس ووقف يراقب من بعيد لكنه
ابتعد بعدها ليتركها وحدها معهم فهو ليس مضطرا
لمساعدتها بل هي من كان يتنمر عليه سابقا فلما
ينقذها الان؟!
وصل للمدرسه ودخل للصف ووجد اكاي ولايت
هناك كالعاده ،مر اليوم دون أي اختلاف سوى عن
طلب لوكاس من اكاي ان يخبره عن ما حصل
سابقا لناتالي كونه متورط بالأمر الآن ولا داعي
لإخفاء الأمر ، تردد اكاي في البدايه لكنه وافق
بشرط أن يأتي لمنزل لوكاس لاحقا ويمكنهما
الحديث ،غادر لوكاس مع رفيقيه وفي طريقه
للخارج جاءت فتاه تركض بسرعه وحين وصلت
بقربه انحنت واسندت ذراعيها بركبتيها وهي تحاول
التقاط أنفاسها وقالت بصوت متقطع
( قريبتك ... في ورطة )
رفع لوكاس أحد حاجبيه مستنكرا وقال بسخريه
( وهل يفترض بي أن انقذها ؟! )
نظر اليه اكاي ولايت باستغراب فهما يعرفان ان
لوكاس وان تصرف ببرود هو ليس بلا مشاعر لكن
لسبب ما هو كذلك بما يتعلق بها ،
نظرت اليه الفتاه باستغراب وقالت
(إلا يجب هذا؟ هي فتاه و...)
قاطعها لوكاس وقال بحده
( وما شاني انا ؟! هي ليست طفله ! فلتعتني بنفسها )
وغادر المدرسه بانزعاج محاولا إسكات الصوت الذي
بداخله والذي يخبره أن يذهب لمساعدتها بينما ظل
اكاي ولايت ينظران باثره وهو يبتعد ذاهبا لمكان
عمله
~~~~~
عند سيا تجمع المتنمرون حولها ككل يوم لتبدأ
إحدى الفتيات بكلامها المعتاد وقالت بسخريه
بينما تحرك شعرها بغرور
(لما ما تزالين تاتين؟ اخبرتك أن رؤيتك تشعرني
بالغثيان ! هل تتعمدين ازعاجي ؟)
فقالت سيا بحقد والدموع بدأت تتجمع بعينيها
( لستي من يقرر ! إذا لم اعجبك فقط ابقي بعيدة
عني !)
لم يعجب الفتاه أسلوب سيا فتقدمت ودفعتها ارضا
عقدت ذراعيها إلى صدرها ووضعت قدمها
فوق سيا لتذلها أكثر وقالت بغضب بنبره
متعاليه
( هل تجرا فتاه قبيحة مثلك على الكلام !؟ هل
جربتي أن تنظر بالمراه ؟)
لم تنطق سيا فشعورها بالذل والألم والحقد هو كل
ما ملئ قلبها ، أغمضت عينيها لتنساب دموعها
فجاءت إحدى الفتيات ومعها دلو من ماء ملوث
استعمل في التنظيف وقدمته للفتاة المتنمره والتي
ابتسمت بمكر وفورا رمت الماء على سيا بالكامل
والتي شهق بفزع وبدأت ترتجف فقالت لها الفتاه
( ساتركك اليوم ، لا أرغب أن تتلوث ثيابي ! لا تأتي
بعد الآن حتى لا اعطيك حمام أجمل من هذا )
غادرت الفتاه لتبقى سيا تبكي وحدها ارضا فقد كان
هذا يحدث يوميا لها وأمها لم تكن ترد على اتصالاتها
وان ردت فهي فقط توبخها وتخبرها أن لا تزعجها
نهضت بصعوبه وهي تجر ذيول الذل معها ، بدأت
بالركض وحاولت الوصول للمنزل بأسرع وقت ممكن
حتى لا يراها الكثيرون ، بعد مرور بعض الوقت
وصلت أخيرا للمنزل ودخلت لغرفتها ، اقفلت الباب
وجلست ارضا لتبكي
# سيا
هذا مؤلم ! لم أعد أحتمل هذا ، أكاد أفقد عقلي ، لما
يحدث هذا معي ؟ لقد تدمرت حياتي بالكامل بسبب
مرضي اللعين !لكن ..لكن امي كيف استطعتي
التخلي عني ؟ أفهم أن المظهر مهم أكثر من أي أحد
آخر لكن ان تتخلي عني هكذا هل حقا استحققت
هذا ؟ هل هذا عقابي على السخريه من الآخرين ؟
أنا لا أريد أن أعيش بعد الآن ! ليحدث ما يحدث !
#الراويه
نهضت سيا بخطوات متثاقله وتوجهت لاحظار
سكين من المطبخ ، عادت لغرفتها لتجلس ارضا
وحملت السكين بيدين مرتجفتين وعيناها تدمعان
اغمضت عينيها وبدأت بجرح يدها بخوف وقبل ان
تكمل سمعت صوت فتح باب غرفتها
......
يتبع
ارجو ان يعجبكم 😙
البارت 2500 كلمه
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top