بارت 26

أمسك اكاي يد شقيقته ومشاعره مضطربة تماماً فهو

لم يقصد فعل هذا بل جسده اندفع عند سماع صوت

شهقاتها متجاهلاً محاولات  عقله لتجاهلها ليقف

اكاي وعيناه مرتكزتان  على عينيها اللتان كانتا

تنظران اليه بمشاعر مختلطة جعلت اكاي يعجز عن

فهمها ، مضى صمت طويل لم ينطق خلاله أحد حتى

اضطر اكاي للحديث وقال بشيء من الحدة

( ماذا يحدث ؟! )

ظلت ميارا تطرف بعينيها تحاول استيعاب ما يحدث

امنيتها تحققت لكن لسوء حظها امنيتها هو أكثر ما

خافت منه ! كل ما كانت تفكر به هي طريقة

لإبعاد اكاي وبسرعة ، نهضت بسرعة بينما ما زالت

يد شقيقها تمسك بيدها وقالت بشيء من الارتباك

ويدها الأخرى  تمسح دموعها من على خدها

( مرحبا أخي ، لا شيء مهم  فلا تقلق )

انتبه اكاي ليده التي تمسك  بيدها فابعدها فوراً

وتراجع  للخلف قليلاً واشاح بوجهه بسرعة قائلاً

بحدة

( لست قلقاً ! )

اخفضت رأسها وابتسمت بحزن لكنها ابعدت كل

شيء عن عقلها واجبرت نفسها على أن تبتسم

ونظرت للوكاس وقالت بهدوء

( سأذهب الآن ! لا تقلق علي بعد الآن ساتصرف

بنفسي !)

نظر اليها لوكاس بغير اقتناع واكاي لم يصمت بل

قال بصوت عالي أقرب للصراخ

( لا تمزحي معي ! ماذا يحدث !؟ هل تعتقدين انكِ

يمكنك الذهاب هكذا فقط ؟! )

وبسبب مزاجها السيء ورغبتها بابعاده لم تجد

أي جواب سوى أنها قالت له بشيء من الحزن

(لما ؟ انت قلق علي؟)

نظر إلى عينيها الحزينتين ولسبب ما شعر بشعور

خانق وكأن هناك أحد يحاول خنقة لكنه فقط

اشاح بوجهه وقال

( لست كذلك )

ميارا توقعت هذا الجواب فأجابت بسرعة وهي

تمر بجانبه لتبتعد

(اذا لا تتدخل !)

اتسعت عيناه بصدمة بينما يسمع صوت خطوات

أقدامها وهي تبتعد وانظار لايت نحو صديقه

بينما ينظر لوكاس بين اكاي مرة وميارا مرة أخرى

حتى رحلت ميارا ولم يبقى سوى لايت واكاي

وسيا التي فور رحيل ميارا عادت لغرفتها

بينما اكاي بقي صامتا لفترة حتى نطق بهدوء

مخيف

( ماذا حدث ؟! )

رفع راسه لينظر للوكاس بنظرات باردة ليس

لغضبه من لوكاس بل بسبب ميارا وهذا فقط أفسد

مزاجه تماما ولم يعد قادرا على الكلام كعادته

فصمت لوكاس واشاح بوجهه متجنباً نظرات اكاي

التي  تخترقه فتقدم اكاي وامسكه من قميصه

وقال بحدة

( اجبني ! )

نظر اليه لوكاس بشيء من العتاب لكنه سرعان

ما تنهد ووضع يده على يد اكاي ليبعدها وقال

( لا أعلم ، فقط سمعت صوت ضجيج وذهبت

للاطمئنان عليها وحين جاءت هي بدأت بالبكاء

وبعدها جئت انت ولم أستطع أن أسالها!)

أبعد اكاي يده ووجه نظراته نحو الأرض وهو

يشعر أنه سيفقد عقله اذا لم يعرف ما بها فميارا

ليست من الذين يبكون بسرعة إطلاقاً  وهذا فقط

يجعله يقلق أكثر ، تحرك ليغادر هو الآخر بينما

لايت واقف بمكانه لا يعرف ماذا يفعل

ولكنه قرر اللحاق بصديقه  وحسب

عادت ميارا لمنزلها بخطوات متباطئة وهي شاردة

الذهن  وكل ما تفكر به هو اكاي حتى أنها نسيت

تماماً مشكلتها الأصلية ! لكن ظهور زوجة

والدها أمامها جعلها تدرك فقط أن عليها التصرف

وبسرعة فهي قد وعدت لوكاس أن تحاول أن

تحسن علاقتها باكاي وهي لا تريد إخلاف  وعدها

عادت لغرفتها لتستلقي على سريرها والهموم كانت

رفيقتها تلك الليلة

~~~~~~
لوكاس هو الآخر لم يكن بحال أفضل فرؤية اثنين

من الذين ساعدوه بحال سيئة لم تسره ابداً ولم

يجد للنوم طريقاً فقد ظل يتقلب بنومه وهو يتذكر

دموع ميارا ونظرات اكاي

~~~~~~~

اكاي كان يسير بسرعة جنونية وهو لا يكف

عن التفكير بما حدث حتى أنه نسي أمر لايت

الذي كان يتبعه قلقاً على صديقه من ان يقوم

بأي شيء  أحمق ، بقي يسير بالخلف حتى

لأ يزعج اكاي فهو أكثر من أي شخص آخر يعلم

مدى حب اكاي لاخته وان ما يحمله نحوها ليس

كرها بل عتاب ولوم وخيبة أمل

~~~~
حل الصباح على الجميع رغم ان لا أحد  منهم حظي

بليلة هادئة لينهض كل منهم ليبدأ يومه

لوكاس أعد الطعام لسيا وذهب لمناداتها  ، طرق

الباب ودخل فنظرت اليه سيا فور دخوله وظلت

تحدق به بصمت وهو فقط استغرب وقال

( لما تحدقين بي ؟!)

خرجت من شرودها واشاحت بوجهها دون رد ولكن

لوكاس لم يلقي بالاً للأمر بل قال  بهدوء

(الطعام بالأسفل )

واستدار ليغادر وفور مغادرته عادت سيا لتنظر اليه

وهو يغادر

# سيا
اعترف بأني كرهته وبشدة لأن حياتي دمرت

بسببه  ولكن رؤيته مع تلك المرأة يوم أمس

جعلني أفكر ربما هو فقط ليس سيئ تماما ً !

لحظه !ما هذا الذي أقوله !؟ امي لن تسعد بهذا !

#الراويه

غادر لوكاس غرفة سيا وذهب لغرفته وحظر أغراضه

كعادته بينما أكملت سيا تناول الطعام ونهضت

وكانت على وشك المغادرة فتوقفت فجأءة

واستدارت  لتنظر نحو المائدة وتذكرت كلام لوكاس

عن أمر حمل الصحن ، شعرت بإهانة شديدة

فهي غير معتادة على القيام بشيء وتعتبر هذا

عمل للخدم لكن   لم يكن لديها خيار آخر بسبب

اتفاقها معه، تنهدت بحزن وسارت ببطئ نحو

الصحن حملته وتوجهت نحو المغسلة ،  غسلته

واخذت حقيبتها وغادرت المنزل ، خلال هذا نزل

لوكاس ورأى أنها حملت صحنها فزال بعض غضبه

عليها ربما لانها لا تسبب المتاعب له ولكن لم يدم

هذا الهدوء فقد تذكر ميارا ولأنه تأخر عن المدرسة

قرر تأجيل زيارتها لوقت لاحق ، ذهب للمدرسة

ودخل للفصل فوجد لايت جالساً بمفرده ، نظر في

أرجاء الغرفة بحثاً عن اكاي فلم يجده فتقدم

نحو لايت فلم ينتبه اليه لايت فقد كان غارقاً بافكاره

وقلقه وهو يتذكر حال اكاي منذ رؤية ميارا ورفضه

المجيء للمدرسة ورغم إلحاح لايت على مرافقته

إلا أن أكاي قال له بصوت هادئ

(اتركني وحدي ! أرغب بالاختلاء بنفسي )

فلم يكن من لايت سوى احترام رغبته بالبقاء وحده

إلا أن قلبه وعقله لم يتركا اكاي فهو منذ

مغادرة اكاي رسم له عقله الالاف الافكار السواد

عنه والتي يكاد يفقد عقله بسببها ، اقترب منه

لوكاس ووضع يده على كتفه فالتفت له لايت لينظر

املاً أن يكون اكاي ولكن فور رؤية لوكاس تغيرت

ملامح فوراً ليعود القلق ويحتل ملامح وجهه

فقال لوكاس بهدوء

(ماذا حدث ؟)

اخفض لايت رأسه وقال بصوت مخنوق

( اكاي منزعج منذ الأمس وهو لم يأتي اليوم ،

أشعر بالقلق عليه ! هو حقاً يتصرف بتهور حين

ينزعج ! )

نظر اليه لوكاس فابتسم محاولاً للتخفيف عنه وقال

(ربما هو يحاول ترتيب أفكاره الآن ! لنعطه بعض

الوقت مع نفسه وبعدها أن لم يأتي سنذهب للبحث

عنه معاً )

ابتسم لايت وقال

(حسناً ، اوافقك الرأي تماماً وهذا هو ما دفعني لتركه

بأي حال )

مر اليوم الدراسي وبدأت السماء تمطر بغزارة

لتتناسب مع أجواء الكآبة التي سادت على قلوب

الجميع فأول من خرج كانت سيا والتي ارادت

العودة للمنزل وحسب قبل مجيء أي أحد

لكن حظها لم يكن جيداً هذه المرة فقد جاءت

فتاتان من الذين كانوا يتنمرون عليها وقفت امامها

مع نظرات حاقدة وبعدها سحبتها من يدها بقسوة

فشعرت سيا بالخوف ولكن هي خافت من الرفض

أيضاً فلحقت بها بصمت وهي تدعوا في سرها أن

يأتي أي أحد لينقذها ولكن ليست كل الامنيات

تتحقق !

وصلت الفتيات في مكان معزول من المدرسة

فوقفت الفتاة معطيا ظهرها لسيا ، استدارت ببطئ

وتقدمت نحوها ويديها معقودتان لصدرها ،

تقدمت حتى صارت أمام سيا دفعتها بقوة لتقع

سيا في بركة ماء مختلطة مع طين وتألمت من

السقطة لكن لم تنطق بشيء فتقدمت الفتاة

وضربت قدمها بقوة شديدة فشعرت سيا

بألم شديد وبدأت بالبكاء  ووضعت يدها على قدمها

التي بدأت تنزف ليمتزج دمها مع مياه المطر

وملابسها التي ابتلت تماماً ولكن هذا لم يرضي

الفتاة فقالت بسخرية

(اتعلمين هناك من يقول أن شعرك جميل ! قالوا

إنه أجمل من شعري ! هذا فظيع أليس كذلك؟)

بدأ الخوف يدب بقلبها فهي تستطيع أن تحزر

ما سيأتي بعد هذا الكلام فابتسمت الفتاة بشر

وقالت

( انا اجمل فتاة هنا ولا اظنك تقبلين أن يقال ان

فتاة قبيحة تملك شيء أفضل مني !)

سيا  فقدت الاتصال بالواقع لتتذكر أفعالها وتصرفاتها

بعد أن رأت تصرفات هذه الفتاة، احتظنت جسدها

بين يديها وبدأت ترتجف من الخوف والبرد 

# سيا

هل أنا كنت أفعل شيئاً فضيعاً كهذا ؟! امي ! أهذا

ما اردتني أن اكونه ؟! هو مؤلم حقاً !لما طلبتي مني

فعله ! بدأت أفهم الآن سبب كره لوكاس لي !

انا فعلت به مثل هذا ! هل هذا عقابي الآن ؟

# الرواية

تقدمت الفتاة وبيدها مقص وامسكت بإحدى حصل

شعر سيا وقصتها لطول قصير لتزداد دموع  سيا

واغمضت عينيها باستسلام لتتقبل عقوبتها وقلبها

يحترق الماً ولكن فجأءة فتحت عينيها على صوت

ضجيج لترى لوكاس واقفا أمامها تحت المطر وهو

يمسك المقص بيده ويضغط عليه بقوة حتى كادت

تجرح يده فتراجعت الفتاة للخلف بخوف هي

وصديقتها فقال لوكاس بصوت هادئ وبارد والمقص

ما زال بيده عيناه تنظران بحقد نحوهما

( ماذا قلت لكم عن ازعاجها مجدداً ؟ ألم أقل أن

النتائج لن تسركم ؟ )

ظلت سيا تنظر اليه بصدمة فهي قد أدركت الآن فقط

انه هو السبب بابتعاد المتنمرين عنها لمدة

بينما قالت الفتاة بارتباك

(هي من قالت كلاماً سيئاً لنا ! قالت إنها أجمل منا

و.. )

صرخت سيا فوراً

(اقسم لم أفعل !هي جاءت وقالت إن أحدهم

قال إن شعري أجمل من شعرها وان هذا لم يعجبها!)

نظر اليها لوكاس نظر جانبيه ثم عاد ينظر للفتاة وقال لها

(انتِ من يكذب وليس هي !)

صدمت الفتاة وقالت بحدة

(الانها قريبتك تقول هذا ؟!)

تقدم ببطئ نحوها وقال ببرود

( بل لأني جربت التعامل معك انت والتافيهن

الآخرين  وأذكر جيدا ما عانيته بسببكم انتم

واكاذيبكم ! )

صار أمام الفتاة فقال وقد ضاقت عيناه بشدة

وصارت ملامحه مخيفة وقال

(اخبرتك أن تتركيها الم أفعل ؟! )

تراجعت للخلف بخوف بينما هربت الأخرى بالفعل

فتقدم منها والمقص بيده فقال

( ما رأيك هل ترغبين أن أجمل لك وجهك قليلاً؟

كما اردتِ تجميل شعرها !)

بدأت الفتاة ترتجف برعب حتى خارت قواها

وجلست  ارضا  فتقدم أكثر بينما سيا تنظر اليه

بنظرات مستغربة ، خائفة  وممتنة

لوكاس دنى من الفتاة وقال

( هل ستقتربين منها مجدداً؟)

اومأت الفتاة بالنفي والدموع بدأت تتجمع بعينيها

خوفاً لكنه لم يصمت عند هذا الحد بل قال ببرود

(هل ستحرضين أحد عليها ؟)

اومأت بالنفي فابتسم بسخرية وقال

(اتعلمين ؟ إذا ضايقها أحد مجددا ستدفعين الثمن

قبله واضح  ؟ بمعنى يجب أن تتولى حمايتها حتى

لا تندمي )

اومأت إيجاباً فرفع المقص عاليا فضنت انه سيؤذيها

لكن فتحت عينيها ببطئ وهي ترتجف فرات

المقص مغروس في  الرمل بجانبها ، وقف لوكاس

وقال

(اغربي عن وجهي ! مزاجي سيء بما يكفي )

نهضت الفتاة بصعوبة وركضت مبتعدة بخوف

وهي تلعن حظها الذي احظرها قرب سيا

حل صمت فضيع ولم ينطق لوكاس بشيء وبعدها

التفت ببطئ وقال

(تستطيعين المشي بمفردك صحيح ؟)

نظرت اليه بارتباك فهي شعرت انه يريدها أن تجيب

بنعم لكن لسوء حظهما لم يكن بامكانها هذا

فقد أصيبت تماماً فخفضت رأسها دون رد ففهم

لوكاس أنها لا تستطيع ، وضع يده على رأسه

بانزعاج وحاول ان يهدء نفسه  ، ابتعد عنها وسار

مبتعداً فشعرت برغبة بالبكاء مجدداً ظناً منها أنه

تركها ورحل ، احتظنت جسدها  بيديها بقوة

وحاولت التحرك فتالمت بشدة ، رفعت راسها

للسماء ونظرت بحزن لتختلط دموعها بالمطر

وأغمضت عينيها باستسلام ولكن   فجأءة شعرت

بشيء يوضع على كتفها ففتحت عينيها ونظرت

لتجد سترة على كتفها التفت للخلف فرأت لوكاس

واقفاً  وبيده مظلة فظلت تنظر اليه بصدمة تنتظر

منه أن يتحدث إلا أنه ظل يحدق بها بصمت حتى

نطق اخيراً

( لا تسيئي الظن  كل ما في الأمر هو أن ملابسك

ابتلت واذا راكِ أحد معي هكذا فهم لن يصمتوا )

نظرت دون ان تشعر إلى ملابسها فوراً واحمرت

خجلاً ، تمسكت  بالسترة بقوة واشاحت بوجهها عنه

أما لوكاس فقد كان يشعر بانزعاج شديد إلا أنه قرر

مساعدتها بكل الأحوال فلا حل آخر  فانحنى بقربها

واعطاها ظهره وقال  ببرود

(أصعدي بسرعة ليس لدي اليوم بطوله )

صدمتها كانت أكبر من أن تعبر عنها وقالت دون

أن تدرك

(هل انت جاد ؟!)

زفر الهواء بعنف وقال

(افعلي قبل أن اغير رأيي وسأكون سعيداً جداً

بتركك! )

فتحركت بسرعة وتمسكت به ليحملها بينما

امسكت هي المظلة وطوال الطريق ساد

صمت رهيب إلا أن عقلي كل منهما مشغولة بشيء

ما سيا التي كانت تفكر بكل ما فعلته والندم

ياكلها ولوكاس الذي كان قلقاً على اكاي وميارا

فانشغاله بسيا منعه من الذهاب والبحث عن

اكاي ،

أما اكاي فقد كان طوال النهار يتجول في القرية

محاولاً نسيان ما راه إلا أنه لم يستطع ابداً بل

ضل يتألم بشدة كلما تذكر دموعها وصوت بكائها

وشهقاتها ، وصل قرب النهر ووقف يتامله

بصمت حتى مر وقت قصير وفقد أعصابه

فركل شجرة كانت بقربه بقوة متناسياً أن الشجرة

يمكن أن تؤذيه وفور اصطدام   قدمه بالشجرة

انحنى وامسك بقدمه وقال بغضب

( تباً !)

نهض بعد وقت قصير وتحرك بخطوات سريعة

وقرر التوجه لمنزل ميارا فهو شعر بقلق فضيع

منذ رؤيتها هكذا ولم يعد يستطيع الاحتمال فقرر

أن يجد أي عذر لزيارتها ، سار بسرعة وكانه طير

اخرج من قفصه أخيراً حتى وصل لمنزلها ، تردد

للحظات قبل طرق الباب ولكنه قرر طرقه بأي حال

ورؤيتها حتى يستطيع العودة لحياته الطبيعيه

اما لوكاس وسيا كانا قد وصلا للمنزل قبل مدة

قصيرة  فدخل بسرعة وتوجه

نحو غرفتها وفور وصوله ألقاها على السرير

فقد كانت ثقيلة وشعر بألم بكتفيه فبدا بتدليكها

بيديه قليلاً ثم غادر فلم تنطق سيا بشيء رغم

أنها كانت بحاجة لمساعدته حقاً إلا أنها لم

تستطع أن تطلب أكثر من هذا وهي تدرك الآن أن

له كل الحق بأن يكرهها ، استلقت على  سريرها

لتنام إلا أنها سمعت صوت باب غرفتها فنظرت

نحو الباب لترى لوكاس الذي جاء مع علبة

الإسعافات الأولية مع كوب من الماء وتقدم

بخطوات بطيئة نحوها دون ان ينطق بشيء وهي

لم تجرأ على الكلام فدنى  من قدمها وأخرج المعقم

وبعض الشاش  وبدا بتنظيف الجرح وهي فقط

تنظر نحوه بصمت ، اكمل تعقيمه فنهض وقال

( الماء بقربك فاشربي دوائك !)

ظهر الاستغراب على ملامحها فلم تتوقع أن

يتذكر هو شيئاً كهذا فقررت الخروج من صمتها

وقالت بتردد

( لما ... تساعدني ؟ ألا تكرهني ؟! )

ابتسم بسخرية لكنها لم تستطيع رؤية هذا فقد

كان يعطيها ظهره فقال

( أجل ،اكرهك بشدة ! ولهذا تماماً أفعل هذا !)

لم تستطع أن تفهم قصده فقالت بحيرة

( لم أفهم !)

نظر اليها بنظرة جانبية وقال

(أن شفيتي ستغادرين ! هل فهمتي آلان ؟ )

امسكت بكوب الماء  بقوة وقالت ونبرة صوتها

حملت ندمها معها 

( انا.....)

سمعا صوت تحطم وصراخ فارتعب قلب لوكاس

وسيا لم تكن أقل قلقاً فركض  لوكاس للخارج

بقلق دون ان يستمع لسيا التي كانت تريد

منه مساعدتها للذهاب فقلبها كان ينبض بسرعة

والرعب تملكها على حال ميارا فهي تدين لها بحياتها

لكن قدمها جعلتها عاجزة عن فعل اي شيء سوى

الانتظار

في منزل ميارا كان الشخص الذي فتح الباب

هو كايو والتي فور رؤية اكاي توسعت عيناها

وتراجعت للخلف عدة خطوات ثم ركضت للداخل

بسرعة جنونية  في الوقت الذي كان فيه اكاي

واقف بصدمة هناك وهو يرغب الآن جدياً بتفجير

المنزل بعد إخراج ميارا طبعاً !

دخل دون استئذان ليتفقد ميارا ظناً منه أن كايو

هي الوحيدة هنا وفور وصوله للممر جاءت ميارا

بسرعة لتتفقد شقيقها فقد حصل ما خشيته

وجاء اكاي ولكن لحظات فقط حتى

جاء والدها ونظرات الغضب تشع من عينيه

كما لو كان اسد ينظر لفريسته ،

توسعت عينا اكاي بشدة وبدأت يده ترتجف

غضباً وخوفاً لكنه قطعاً لن يظهر خوفه من والده

ليس بعد أن ابتعد عنه لخمس سنوات وجعل من

نفسه قوياً وكون عصابة لكي يتغلب على خوفه

منه فنظر له اكاي بحدة ممزوجة بحقد وغضب على

الرجل الذي دمر حياته وحياة أسرته وتسبب

بكراهيته  لاخته !

تقدم والد ميارا وقال بصرامة بينما ينظر

باحتقار لاكاي موجهاً كلامه لميارا

(ما الذي يفعله هذا المجرم المشرد هنا !)

ازداد غضب اكاي ومعها حقده ونظراته الحادة

فابتسم والده بغضب ورفع عصاه التي بيده

ليضرب اكاي وصرخ به قائلاً

(كيف تجرا  وتنظر الي بهذه الطريقة ! ايها الفاشل

المشرد ساعلمك كيف تنظر إلى  الرجل الذي كان له

فضل عليك !)

يتبع

ارجو ان يعجبكم😙

البارت 2500 كلمة

مارك





استر

ميارا 👇


لايت👇

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top