21

"ستغادران للعمَـل سويًا؟" نظَـر لنَا چيمِـين

"لا" ردَّ تَـايهيونج قَـبل أن أفتح فمي حتَـى.

لذَا أنَا فقَـط وقفتُ أحدق به.

"شجَـارُ أحبَـاء؟" سأل مَـرة وهو يراقِـب وجه كلينَـا.

صمَـت تايهيونـج فجأة، ثُم وجدتهُ يسير باتجاه چيمين مُبتعدًا عنِـي.

"لسنَـا أحباء من الأسَـاس كَـي نتشاجَـر"

ومع هذا هو استدار مرة أخرى يسير باتجاه الباب.

ناركًا إياي أواجه چيمين في حالة صدمته وحدِي.

"يُمكننِـي الشرح"

-

"سأقتلهُ!" همستُ مُغتاظَـة ما إن كُنت أمام المبنَـى الذي أعمل بداخله.

غادرتُ بعدهُ بخمس دقائق، لذا ربمَـا لا يزَال هُنَـا.

ما إن دخلتُ حاولتُ البَـحث عنهُ بَـين الرجَـال ذوِي البذلَاتْ.

وحَـيث تُوجد هيئة طَـوِيلَـة ووجهٌ جذَاب؛ يُوجد تايهيونج.

"تَـايهيونـج!' أقتربتُ منهُ سريعًـا، فأستدار هو لينظُـر لِـي ثُـم عاد يتجاهلنِـي.

"رافقنِـي، سأصطحبك لمكَـان المُقَـابلة" قُـلتُ أحاول الحصول على أي ردٍ منه، فتجاهلني مرة أخرى.

تنهدتُ أنَا مُحدقَـة به ثُمَ أستدرتُ فتبعنِـي هُـو إلَـى حَـيث سرتُ.

كُنتُ أكرهُ كُل لَـحظة من هذَا.

أكرهُ أننَـا ما عُدنَـا نشعُـر بالراحة برفقة بعضنَـا، أكرهُ أننَـا كُنا صامتِـين طوال الوقـت، أكرهُ أننَـا لم نجد ما نقولهُ.

وأكرهُ أننِـي أُريد الإعتذَار، لسببٍ لا أعلمهُ.

ولكن ما كُـنتُ لأفعَـل.

ما الخطأ الذِي أقترفتهُ ليدفعهُ لهذَا الحَـد من التصُـرف بغرابة؟

"ها أنت" توقفتُ أمَـام الباب الذِي تجري خلفهُ مُقابلات العمل.

"حظًـا موفقًـا" أكملتُ، تلك المرة أرفع رأسي لأنظُر لهُ مرة أخيرة.

علَـى عكسه، فهُـو لم يُعِـر اهتمامًـا للنَـظر لِـي.

وفقَـط أستدَار ليدخُـل.

وذهبتُ أنا مُتوجهة لمكتبِـي، آملَـة أن يُلهِـيني العمَـل عن التفكِـير

"أنتِ بخَـير؟"

سأل چونجكوك للمَـرة التي لا أعلَـم عددهَـا.

"لمَ تستمر بسؤالي ذات السؤال؟" أعطيتهُ وجهًـا مُنزعجًـا.

"لا تشربِـين عادتًـا، ولكننِـي أرى زُجاجة قُرب حقيبتك" هُـو أشار للغرض قُرب قدمي.

نعمل انا وچونجكوك بذات المكان والصف لذا يسهُل عليه رُؤية كُل شيء.

"ابتعتهَـا لأفعَـل هذا بعد العمَـل" رددتُ دُون النظر لهُ.

"يُمكننِـي مُرافقتكِ لمكانٍ مفتوح بعد أن ننتهِـي، لا يكُـون الشُـرب جيدًا دُون رفيق تُخبرينه بكُل ما تحملين داخلك" هُـو أعطاني ابتسامة لطيفة.

"في الحقيقة لا أُرِيـد أن يسمَـع أحدهم ما أحمِـل بداخلي" وضعتُ كامل تركيزي بالحاسوب أمامِـي لأتجنب النظر لهُ، آملة أن تنتهي هذه المحادثة بأسرع ما يُـمكن.

صمت چونجكوك لوهلة فظننتُ أنهُ أنتهى.

ولكننِـي أخطأت.

"هل الأمـر مُتعلق بصديقك؟" أرتفع حاجبيه فجأة.

"رُبما" أجبتُ، فقط التفكير به جعلني مُنزعجة لذا زفرتُ الهواء بضيق.

"كَـيف أبلَـى بمُقابلة العَـمل؟" عاود الأخر سُؤالِـي.

"جيدٌ في الواقع، إن سنوات عمله العديدة وقُدراته المُميزة جعلتهُ بمكانٍ أعلَـى منَّـا" وضعتُ ابتسامة ضئيلة، كُنتُ أشعُـر بالفخر.

"أين؟"

"كَـانت الشركة تبحث عن مُديرٍ تنفيذِي خَـبير بأي حال، وكانت تلك المكانة من نصيبه" تنهدتُ مرة أخرى تُمحَـى الابتسامة عن وجهي.

"لمَ أنتِ مُنزعجة اذ-"

نهضتُ أدفع مقعدي للخلف، جذبتُ أغراضي وأغلقتُ حاسوبي ثُم جذبت بعض الاوراق الثقيلة التي اعددتها مُسبقًـا.

"أنا مُتعبة؛ لذا سأرحل، لقد انتهيت بالفعل، إن أردت المِساعدة أرسل تلك الأوراق لمكانهَـا، أراك غدًا"

ومع هذا أستدرتُ لأسير سريعًـا، غَـير مُستعدة لسماع المزيد.

أنا مُرهقة لكثرة التفكير.

ما إن خطوتُ خَـارج المبنى بدَت الحديقة قُربه مكانًا جيدًا للشُـرب والبُكَـاء.

-

لا أعلَـم كم مضى من الوقت وأنا أثرثر مع نفسي دُون جدوى، وأبكِ دُون سبب.

لَـم أشعُـر بشيء الغثيان، ألمٍ بالرأس، بالكَـاد أستطيع الرُؤية أمامِـي.

أتذكر أن أخِـر مرة أستطعتُ الشُرب بهَـا كَـانت عندمَـا أستأجرت لمنزِل چيمين فورمَـا قاطعتنِـي عائلتِـي.

لمَ فعلتُ هذا وأنا لا أملك سببًا لأنتحب لأجله؟

أم أنني أملك سببًا أجهَـل وجودهُ.

الجو بارد، أشعُـر بالوحدة، أُريد الرحِـيل.

وبالتفكير بأنني عاجزة عن السير أو أخذ سيارة أُجرة، فقد كَـانت تلك لحظة مُنَـاسبة للبُكَـاء.

حتَـى خطرت ببالي فكرة.

لا يوجَـد سوَى شخصٌ واحد يُنقذني دائمًـا.

"مرحبًـا چيمين، أنا أتصل لأننِـي أحتاجك أن تُقلنِـي، ستجدنِـي بالحديقة قُرب مكان عملي، وداعًـا"

تسطحتُ فَـوق المِـقعد مُجددًا.

أشعُـر أننِـي لستُ بخَـير.

لَـقد خططتُ للشُـرب لأُبعد الألم عن رأسي ولَـيس لأشعُـر به أضعافًـا.

أنا لستُ بخير، بينما من قادني لهذا بخير.

بالطبع هو بخَـير، إنهُ بارع وقد حَـصل على رُتبة أعلى مني حتَـى، سيشعُـر بحالٍ جيدة حول نفسه ما إن تجتمع حولهُ نساء المكَـان لأن مظهرهُ جيد، وسينسانِـي أنا.

سيُـصبح ثريًـا مغرورًا، وأنا سيكُـون مكاني بالقُمامة.

"من الثري المغرُور؟"

هَـل كُنت أفكر بصوتٍ عالٍ؟

أعتدلتُ لأكُون جالسة، فتحتُ عيناي سريعًـا وذلك حين قابلني وجه تايهيونج المَـذهُول.

"إنهُ أنت" رددتُ، أُغلق عيناي مرة أُخرَى.

شعرتُ بيديه تلتف حَـول خصري، وكُنتُ مُتعبة لأُبدي رد فعلٍ حين حمل هو ثقل جسدي بين ذراعيه.

"أنزلني، سيأتي چيمين ليُقلني" قُلتُ دُون مقاومة تُذكر.

"لمَ أتصلتي بي اذًا؟" هو عقد حاحبيه.

"لم أفعل"

هُـو زفر الهواء ثُـم تابع السير دُون أن يكترث لمَ أقولهُ.

"أنت تبدُو جيدًا عن قُرب"

هُـو يستطيع أن يدعي الصلَابة؛ ولكنهُ دائمًـا ما يُصيبه الخجل متى ما مدحتهُ، لذا صعد لونٌ طفيف لوجنتيه ورأيتهُ يبتلع غُصته.

تذكرتُ تِلك المرات التي كان يُصبح بها سعيدًا فقط إن مسدتُ شعرهُ، كان هذا مُنذ فترة ليست بالقصيرة.

لَـم أتخيل أنني سأشتاق لأيٍ من تِـلك اللحظَـات.

ودونُ وعيٍ منِـي وجدتُ يدَي الطريق لشعره الذِي أصبح مُبعثرًا ما إن بدأتُ بالعبث به.

"لا تفعلي هذا" هُـو عاد يبتلع غُصته مرة أُخرى.

"لم أتخيل أنني سأشهَـد تلك اللحظة حين سترفُض بها لمسي لشعرك، هل أنت تكرهني الأن؟" سألتُ أعقِد حاجباي.

هو فقط صمَـت.

وتوقف عن السير فجأة.

"لمَ توقفت؟" بدأتُ بالنظر حولي فأوقفني حديثهُ.

"أنتظر أن تمُـر سيارة أُجرَى"

"كيف سار عملك؟ هل أنت سعيد؟"

لسببٍ مجهول أحطتُ وجنتهُ بكفي، حينها شعرتُ بحرارته المُرتفعة، رُغم أن الجو بارد.

وهو مازال يرفُض النظر لِـي.

"أجبني"

"كُفي عن الثرثرة أو سأفلتكِ" هُـو قاطعني بصوتٍ صارِم.

"أنت ستُفلتنِـي بكُل الأحوال لأنني لن أكُف عن الثرثرة، لذا دعنِـي أفعل شيئًا أخيرًا" رددتُ، أُعطيه ابتسامة ضئيلة بالنهاية.

لَعلِـي الأن أُؤنِـب نفسي لأننِـي قسوتُ عليه في بعض الأحيان حين كان هُـو يطُـوق للتقُرب منِـي.

والأن أنا أشعُـر بكُل شيء.

"ماذا تفعلين؟" هُـو عقد حاجبيه.

رُغم أنهُ كان يحاول أن يُبدي الإعتراض حِـين أقتربتُ أنا بنية بتقبيله، إلا أنهُ لم يقاوم أو يبتعد بأي شكلٍ يُذكَـر.

ما إن لامستهُ، شعرتُ وكان لَـهيبًا ينطلق من وجهه.

لا أعلم لمَ فعلتُ هذا، لرُبمَـا لأنني أفتقدهُ حقًـا.

كم مَـر مُن أيامٍ مُنذ أن عاملني تايهيونج بجفاء؟

لَـم نُكمل اسبوعًـا حتَـى؛ وها أنا أشعُـر بالخزِي والإنزعاج الشديد، حتَـى أنني أفتقدهُ، أنا مَـن يُرغِـم نفسي على الخسارة.

"فاتتنَـا سيارة أُجرى بسبب ما فعلتِه" هُـو زفَـر الهواء بانزعاج ما إن ابتعدتُ عنهُ.

"هذا يُعطيني وقتًـا اضافيًـا لأقبلك أكثر بعد"

"ستقتلين نفسك حرجًـا ما إن أُخبركِ بكل هذا غدًا'

__________________________________

بعتذر على التأخير بس الدراسة بتمنعني أحدث بشكل منتظم.



Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top