20
كَـان هَـذا نهاية شهري الأول بالعمَـل، لذَا كُنتُ أملِك عُطلة غدًا وكرد فعلٍ عُدتُ مُتحمسة؛ ولَـكِن المشهد أمامِـي لم يبعَـث لي شعُورًا بالرَاحَـة.
فَـور أن دخلتُ لغُرفة المعيشة رأيتُ تايهيونـج يجلس قُرب چيمين، كلاهما صامتَـان، كلاهما يُحدقَـان بي.
"ماذا؟" سألتُ أعقِـد حاجبَـاي.
"أنتِ بمزاجٍ جَـيدٍ للغاية اليوم وهذا مُرِيب" أجابني چيمين.
"أملك عُطلة غدًا، وشيءٌ خَـاصٌ أيضًا" رددتُ مُبتسمة وأنا أسِـير مُقتربة منهم.
"ما الشيء الخَـاص؟" سأل تَايهيونـج.
"لدَي عشَـاء عمَـلٍ الليلة بمطعمٍ قريب، هُناك ما يجِـب مُناقشتهُ أيضًا" أجبتهُ وأنا أجلس بالقعِـد القَـرِيب.
لَـم يبدُو هذا سببًا للوضع المريب بينهمَا.
"أنتمَـا تُخفيان شيئًا أيضًا يا رفاق؟" قُلتُ أعقِـد حاجبَـاي.
نظر كلاهمَا لبعضهمَا لثوانٍ ثُمَ عادا يُحدقان بي.
"قرر تايهيونـج أنهُ لَـن يعمَـل من المَـنزل بعد الأن، وسيُخرج ليواجه الواقِـع" أجاب چيمين أخيرًا بإبتسامة ضئيلة.
"أحقًا؟ هذا رائع للغاية! أنا فخورة بك!" حدثتُ تايهيونـج بسعادة بالغة؛ ولكنهُ فقَـط أعطانِـي ابتسامة ضئيلة.
"هَـل وجدت عملًا أم أنك ستبحَـث عن واحِـد؟" سألتهُ آملة أن أصِـل لسبب هدوئه المُرِيب.
"لَـقَد أرسلتُ طلب أستقالتي صباحًا وتلقيت الباقي من أجرِي؛ لذا لا، لم أجد بَـعد" هُـو تنهَـد في النهَـاية.
فكَـرتُ بالمُساعدة؛ ولكنني لا أعلَـم بما يعمَـل حتَـى.
"ما تخصصك؟" سألتهُ أخيرًا.
"أنا أعمَـل بمجال التَـسويق" أجاب تايهيونـج دُون النَـظَر لِـي.
"يال الصُدفة! إنهُ ذَات تخصصي!" قُلتُ أرفع صوتي إثر ذهُُولي.
"حقًا؟" هُـو رفَـع حاجبيه.
"نعم، رُبمَا يُمكننِـي إيجاد وظيفة لك بذات الشركة التِـي أعمَـل بها" رددتُ مُبتسمة.
لسببٍ مَـا هُـو كان مختلفًا، لا أعلَـم أين ذهَـب حماسهُ.
"هذا جيد" هُـو ردَّ يُعطينِـي ابتسامة ضئيلة.
ثُمَ شَـاهدتهُ ينهَـض ويسير باتجاه الطَـابِق العلوي.
"هَـل من خطب؟" سألتُ أنظُر لچيمين.
هُـو صمت لوهلة يُحَـدِق بالأرض ثُمَ رفَـع نظرهُ لِـي "لا" أجابني ببساطة.
"لمَ يتصرَف تايهيونج على هذا النَـحو؟" عُدتُ أسأل، أتمنى أن يُعطيني إجابة مُفيدة فقَـط.
"لا أعلَـم، رُبما الأمر مُتعلقٌ بكُم" هُـو رفَـع كتفيه ثُم عاد يُبعد نظرهُ عَـنِي.
"سأتحدث معهُ اذًا.." رددتُ أخُـذ أولَـى خطوَاتِـي بالإبتعَـاد عن مكانِـي.
سرتُ بسُرعة تجاه السلالم التِـي تقُـو للطابِق العلوي ثُمَ إلَـى غُرفته حَـيث بدأت أطرُق الباب برفق.
لم يستغرق الأمر كثيرًا من الوقَـت حتَـى فتح هو الباب ليكشف عن نفسه.
"أيُمكننَا التَـحَدُث؟" سألتُ أَنظُر لوجهه الذي كان مُرتابًا.
"بالطبع" هُـو أجَـابنِـي.
أبتعد تايهيونج عن البَـاب ليُفسِـح لِـي المجَـال للدخُـول فخطُوت للداخل خلفهُ ثُم جلستُ قُربهُ فَـوق الفراش.
"فيما تُريدين التَـحدُث؟" هُـو سأل بهدوءٍ لا ينظُر لِـي.
"عنك" أجبتهُ.
"عني؟" هُـو رفَـع وجهه لِـي مُتسائلًا.
"أجل، أنت تعانِـي خطبًا" رددتُ أُحدِق بوجهه.
"لا، أنا بخيرٍ تمامًا" ردَّ يُبعد نظرهُ عني مرة أُخرَى.
"أنت واثِـق؟" سألتهُ وأنا أُميل رأسي، أُحاول صُنع تواصلٍ بصري.
"نَـعم، فقَـط أُفكر بشأن العمل وما سيحدُث تاليًا"
لَـم أكُن مُقتنعة بإجابته، شعرتُ بشيءٍ مُريب وهو يرفُض اخبارِي.
"سأتدبر أمر عملك، ما رأيك إن تنضَـم لي بالمساء حين أُقيم عشاء العمل؟ سأقدمك لهُم، وهُم بالتأكيد سيرحبُون بك" حَـاولتُ وضع ابتسامة.
"كما ترغبين" ردَّ بإبتسامة ضئيلة هُـو الأخَـر.
-المساء-
كُنت بمُنتصف الحَـديث مع الأفراد اللذين دعوتهم قبلًا؛ ولَـكِن تايهيونـج كَان يشغَـل بالِي، لَـم أتوقف عن التفكِـير به لثانية لذَا كُنت أشرُد كثيرًا.
حتَـى أنهُ لَـم يأتِـي للأن.
الجَـميع يتحدَث بأمورهم الخاصة وخُططهم القادمة للعمَل، وأنا فقط أُحدق بالطعام أمامي، شاردة.
ولَـم يدُم هذا طويلًا لأننِـي جَـفلتُ ما إن أستمعتُ لصَـوت الجَـرس الصغير بِـباب المطعم يُقرَع مُعلنًا عن دخُـول أحدهم.
حينهَـا كدتُ أختَـنِق بغُصتِـي ما إن رأيتُ تايهيونج يأتِـي باتجاهي.
للمَـرة الأولى رأيتهُ ببذلة عمل رسميَّـة، ذلك الزي أعطاه هَـيئة وماهية أُخرَى جعلتنِـي أشعُـر بضيق تنفُـس.
سَـار تايهيونـج بهدُوء حتَـى وقَـف المقعِـد الخالي قُربي وجَـلس ينتظِـر مني التحدُث.
ولكننِـي أنشغلتُ بالتحدِيق به.
ذلك حتَـى تحمحم هُـو.
"آوه..هذا تَايهيونـج صديقي الذِي حدثتكُم عنهُ سابقًا، قَـد ترك وظيفتهُ اليوم للبحـث عن أُخرى لذا عرضتُ علَـيه الإنضمام لشركتنا، هُـو يعمل بذات مجالنا أيضًا"
أبدَى الجَـمِيع ترحيبًا لطيفًا بِـه فردَّ تايهيونـج مُبتسمًا.
أظنُهم جميعًا أنشغلُوا بالتحدِيق به، حتَـى الشباب منهُم.
"قِـسم التسويق ينقُصهُ البَـعض بالفِعل، تستقبل الإدارة طلبَات التوظيف بدءًا من الغَـد، عليك الذهاب، سيقبلونك" قَـال أحد الجالسين رفقتنَـا.
ابتسمتُ لحَـدِيث الجالِس قُربي بالجهة الأُخرى ثُم أومأتُ أوافقهُ الرأي
"نَـعم چونجكوك مُحِق" عُدتُ أنظُر لتايهيونـج.
"ومتى لا أكُـون؟" مَـزَح چونجكوك.
مَـن بين كُل زملائي بالعمل چونجكوك كان ألطفهم وأقربهم لِـي.
"هَـل نشرب نخبًا؟" أقترب چونجكوك ليسألنِـي مُبتسمًـا.
"لا أمانع" رددتُ أبتسم لهُ بالمُقابل.
"حسنًا، أرفعو الكئُوس يا رفاق" وجه حديثهُ للجميع.
كُل من بالطاولة فعل، إلا تايهيونج الذي ظَـل صامتًـا.
"ما خطبه؟" سألني چونجكوك بصوتٍ خفيض.
"إنهُ فقط..قلقٌ بشأن العمَـل" أجبتُ بما أعلمهُ رُغم أنني غير مُقتنعة.
"لا تعبسي، سأتأكد من حصوله علَـى تلك الوظيفة" ردَّ مُبتسمًا.
"أشكرك چونجكوك" أعطيتهُ ابتسامة مُمتنة بالمُقابِـل.
هُـو أقترب ليُقبل وجنتي"أي شيء لأجلك"
بعد هذا بشكلٍ مُفاجئ جفلتُ ألتفت حِـين أصطدمَـت قبضتا تايهيونج فوق الطاولة بإغتياظٍ شَـديد ثُم نهض عن مقعده.
أخذ الجميع يُحدق به وقَـبل أن أتحدث هُـو أستدار ليرحَـل سريعًـا.
"أعذروه، إنهُ فقط يُصاب بنوبات توتر" حاولتُ وضع عُذرٍ وأنا أنهَـض عن مقعدي ثُم ذهبتُ مُسرعة للخارِج لألحَـق به.
"تايهيونج!" ناديتهُ مَـا إن أبصرتُ بنيتهُ الطويلة تسير بسُرعة مُبتعدًا عني.
تنهدتُ ثُم ركضتُ خلفهُ أنا الأخرى حِـين تجاهلني حتَـى أستطعتُ الإمساك بذراعه لإيقافه.
"ما سبب فعلتك تلك؟!" صحتُ ما إن قابلنِـي وجهه.
هُـو دَفَـع يَدِي عن ذِرَاعـه بعُنفٍ دُون التَـحدُث.
"لا تدعِـي الغباء" هُـو ردَّ ينظُر أرضًا.
"ما...لمَ تتحدَث بتلك الطريقة؟ ولمَ تتصرف بهذا الشكل!" صِحتُ أُؤشِـر لهُ.
"هَـل سيُشَـكِل أيٌ من هذا فارقًا بالنسبة إليكِ؟ بالطبع لا، أنتِ تتجولين سعيدة وتُلقين بحديثٍ مُزعج وتُقبلين الفتيان أمامِـي ثُم تدعين عدم معرفة أي شيء!" أرتفَـع صوتهُ في النهاية، هُـو أخذ يضغَـط على فكه مُغتاظًا.
"تايهيونج، علاقتنَا أمام چيمين مُزيفة، لَـقد أخبرتك بهذا قبلًا، لذَا لا تتقمص هذا الدَور في الواقع وتأتِـي لتغضب فقَـط لأن صديقي قَـبل وجنتِـي، لا حَـق لك بفعل أيٍ من هذا!"
لَـم يُعطيني ردًا بعد هذا، هو فقط أستدار بهدوءٍ ليرحَـل.
__________________________________
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top