2
احيانًا يكُون الجزء المُرهق بيومي هو حِين أُقرر النهُوض من السرير بالصباح.
إنها حَربْ.
وأحينًا أيضًا مَـا يدفعنِـي لخَـوض هذه الحَـرب هُـو وجبَـة الإفطَـار.
واليَـوم كان أحد هذه الأيَـام التي أستيقظ بِها جائهة للغاية، خائرَة القوَى، تُنادِي معدتي الفارغة ويُناشِد فمي المُتلهف الطعَـام بالقدُوم.
لذَا نهضتُ لأتخلَص من هذَا الشعُور المريع بالفراغ داخِل بطنِي المُتذمِر.
بصعُوبة دفعتُ جسدي خارِج غُرفتِي، وأخذتُ أترنَح في طريقي للمطبَخ أثناء تحريكِ لفُرشة الأسنان داخل فمِي.
كَـانت رُؤيتِي غير واضحة بعض الشيء لذَا أخذتُ أفرُك عينَاي ما إن أقتربتُ من الثلاجَـة.
وهُنا كدُت أسقُط للخَـلف مذعُورة.
"ما هذا..." همستُ لنفسِي أعود للخَلف.
لَمْ أعُد للخلف فحسبْ بل سقطتُ أرضًا بشكلٍ كُلَي حِـين رأيتُ أن سبب فزعي كان تايهيونج.
الذي ينام ونصفهُ العلوي داخِل ثلاجتِـي.
لما واللعنة هو ينام بداخل ثلاجتي؟
اقتربتُ فلاحظتُ فمه المُلطخ وملابسه المُتسخَه.
ما الذي يفعلهُ هنا؟ داخل الثلاجة؟
بل لمَ هو هُنا من الأساس؟ كيف من المفترض بي التَـصرف بموقفٍ غريبٍ كهذَا؟
مايزال يومهُ الأول هُنا وها هو يُسبب لي ألم الرأس.
وقفتُ عن الأرض أنظر لهُ بإنزعاج تَـام قبل أن أقرر ركلهُ بخفة فشهق ثُم بدأ بفتح عينيه ناظرًا حوله.
مرتْ ثوانٍ كان يُحاول إدراك مكانه بها حتى لاحظ وجهي المُغتاظ بأعلاه.
وجدتهُ يرمش عدة مرات ثُم نظر لنفسه وللمكان حوله حينهَا أعتدل ليقِف أمامي سريعًا لا يزيل عينيه عن الأرض لشدة حَـرَجَه.
"انا حقًا اسف، لم أقصد التسبب بكُل هذا، يبدُو أنني سرتُ أثناء نومِي فقط" هو برر موقفه يتلاشى النظَر بوجهِي
"لَقَدْ أخبرتني أنك لن تتسبب بأي إزعاج" رددتُ بحنق أعقِد ذراعَاي
"سامحيني، أنا حقًا لم أتعَـمَد" تحركت عينيه عن الأرض لتُحَـدِق بي ولَـقَد شعرتُ بكم الذَنب على وجهه بتلك اللحظة لذا تنهدتُ استدِير كَي لا أجعَل هذا مُحرجًا لهُ أكثَـر بَعد.
"فقط نظف نفسك وأنزل لتنظيف المكان" سِـرتُ إلى خارج المطبخ لأترك لهُ مساحة للخروج هو الأخر ثُم عدتُ أواجهه حينها كدتُ أختنق وأنا أشاهدهُ يصعَد أمامِي.
اتسعت حدقتَاي لثوانٍ ثُم نظرتُ بالأرض قبل أن أتحمحم "أنت.."
"أجل؟" هو التفت لي دُون علمٍ بمَا قد رأيتهُ
"الجزء الخلفي من سروالك.."
"ما به؟" هو عقد حاجبَيه يسألنِي.
"إنهُ مشقوق، أستطيع رؤية ملابسك الداخلية لذا أسرع بالذهاب" لوحتُ لهُ بكفي للأمام والخلف كي يبتعد من أمامي سريعًا.
وحينهَا تَـصبغَت وجنتَيه بلونٍ أحمَـر وشعرتُ أنهُ كَاد يسقط باكيًا لشدة شعُوره بالخَـجَل.
"إلهي.." تمتمتُ أسير لغُرفتِي قَبَل أن يُصبح الوضع مُحرجًا أكثر.
رائع، الأن ملابسه الداخلية ذات رسُومات الدُب ستبقَى عَالُقة برأسِي.
هل هُو بَالِغ حتَى؟
"الأن سأبقى جائعة"
استلقيتُ فوق سريري مُحبَـطَة حِين أستمعتُ للمزِيد من الأصوات التي كانت معدتي مصدرهَا إثر جوعِي.
لا أُصدق أنهُ أنهَى كُل ما بثلاجتِي حقًا، أيمكن أن تتسع معدة لشخص لكل هذا؟
ضممتُ رُكبتَاي إلي ثُم أرحُتُ رأسي للأمام أفكر بطعامِي الذي ذهَـب قَـبل أن يُطرِق البَاب مُنهيًا حلقة أفكاري.
"يُمكنك الدخُول" أجبتْ بضيقٍ ثُم رفعت رأسي حين فُتح الباب.
"هل انتهيت من التنظيف؟"
أكتفَى تايهيونج بالإيماء لِي وعاد يتلاشى صُنع تواصل بصري.
"لما أنت هُنا اذًا؟" سألتُ أتنهد.
"انا اسِف!" هو أنحنَى بقوة حتَى شعرتُ أن ظهرهُ كَـاد يَـنكسِر لوهلَة
"كُف عن الإعتذار وأرحل، لستُ بمزاجٍ للحديث" حَـاولتُ التخلُص من هذا الحرَج وإبعاده؛ ولكنني كُنتُ مُرتبكَة.
"انا حقًا اس..."
"ويلي حسنًا، انت أسف، فهمت..لا داعي لكُل هذا" عقدتُ ذراعَاي أنظُر لوجهه اليائِس أمامِي.
هو أعطانِي تِلك النظرة من الصباح التِي جعلتني أشعُر بالذنب ثُم خرجَ مُسرعًا.
لا يجب أن أشعُر بالذنب فقد التهم طعامي، أنا الضحيَة هُنَا.
لقد كان هذا مخزون شهرٍ كامل؛ ولكنهُ أنهاه بليلَة.
قررتُ الاستسلام والعودة للنَوم لعلي أنسَى ألمِي وانزعاجِي.
وهذا مستحيل؛ ولكن علَى المحَـاولَة.
-
لا أعلم كم من الوقتْ مضَي، رُبما ساعة أو أكثر، حتَى قرر تَـابهيونـج أن يطرق باب غُرفتي مرة أخرى.
چيمين قد أحضر لي ألمًا بالرأس.
زفرتُ الهواء مُتمنية أن ينتهي هذا سريعًا ثُم نهضتُ لأفتح البَاب غَـير مُستعدة البَتَة.
وما إن قابلت عيناه وجهي المُنفعل حتى عاد للخَلف قليلًا.
أنخفض نظري فرأيتهُ يمسك بطعامٍ مُغلف بيده.
"شعرتُ بالذنب لأنكِ لم تتمكنِي من الأكل، ورأيت مطعمًا قريبًا، لذا.." هُـو لم يتمكن من الحَـديث أكثر وأقترب يضع الطعام بين يدَاي بينمَا يحافظ على نظره مُلتصقًا بالأرض.
"انا..سوف أصعد" وقفتُ أراقبهُ يلتف جاعلًا من ظهره مُقابلًا لِي قبل أن يذهب ركضًا بإتجاه السلالِم.
كَان يرتدي سروالًا مُريحًا واسع الحجم كقميصه، وأثناء مُحاولته للركض هُو تعثر بطرف السروال وسقط أرضًا.
هذا يبدُو مؤلمًا...
وضعتُ يدي فوق فمي كي لا أضحكْ ثم دخلتُ أدعي عدم رؤية هذا كي لا يشعُر بالحرَجْ.
هذَا الفتى يضع نفسهُ بالكثير من المواقف السيئة.
___________________________
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top