Husband | 58

Huaband || زَوجي

اهلاً بِكم في الجُزء الثامِن و الخَمسون ♥️

لِنبدأ 🍃

•••
قَــبــل الــمُــحــاكــمَــة

الليلَة التي عُرِض فيها الفيلم عادَت يونمي الي الفُندق بِخُطواتٍ مُشتتَة كَعقلها الذي تَضاربت قِواه بعد ما رأته عَينيها ، دَلفت الي الحُجرة تترك ابنها يُغادر مع اصدِقاءِه للتفسُح في لُندن قليلاً

ازالَت كَعبها عند مَدخل الغُرفة و هي تُفكِّر بِما رأته " م..مالذي يقص..يقصِده ..؟ " هَمست تَجُّر خُطواتها الي طاولَة الحُجرة حيث تَتمركَز قارورة النَبيذ الأحمَر مَع كؤوس زُجاجيَة

ما ان واشَكت على سَكب النَبيذ حتَّى لاحظت وجود صُورة بالجِوار عَليها بِضع قَطرات حَمراء اللَون ، انَقبض قلبها ما ان رأت نَفسها تتجسَّد بِرفقَة رَجُلٍ ادركَت هَويتِه

اسقَطت قارورَة النَبيذ و انتَشلت تلك الصُورة المُلطخَة بِقطراتٍ اجزَمت انها دِماء بِلا شَك " ا..ان..انها انا ، جون..جونغ ووك ..؟ ة هَمست تتذكَّر ذلك اليَوم الذي حادثتهُ في رُدهة المُستشفَى

من التَقط لهم هذِه الصُورة ..؟
كِليهما بدا قَريبين و بينهُما حِوارٍ جاد للغايَة

صُورة كَهذِه تُذكِرُها بِـ ..
مَشهد الفيلم حينَما بُعثت الصورة الي البَطل و هو في السِجن

تسارعَت نَبضاتُها تتذكَّر نَظرات البَطل المُتوعِدَة ، عاوَدت النظر الي الصورَة تتحسس بُقع الدَم بِهلع " م..ماهذا ؟ من قام بارسال هَذِه ..؟ "

سُرعان ما قامَت بِتمزيقها و رَميها ارضًا لِتُسرع في الجُلوس عند الرُكن مُتكورَة بينَما تُناظِر الفَراغ " ا..انه يُحاول العَبث مَعي ، ك..كل الادلَّة ، تُشير الي كَونِه المُذنِب ، ك..كلها ، هو لا يَستطيع فِعل شَئ ل..لي "

مَسحت على وَجهِها تَستمِع الي صَوت طرقات باب الغُرفَة ، انتَفض قلبها لِتستقيم بِحَذر مُتجهَة الي المَدخل حيثُ نظرت عَبر العين السحريَة لِتفقد هويَة الزائِر ، قَد كان جونغ ووك

فَتحت لهُ الباب بسُرعَة تُفسح له مَجال الدُخول اينَما اغلقته من وراءِه تَجِده يسيرُ الي مُنتصف الغُرفَة و الغَضب يَعتريه " ما هَذه التفاهات التي يَقوم جُيون بِفعلها ..؟ " صاح مُخرِجًا عمَّا يجول بِخاطره

" انهُ يُحاول تهديدنا " قالَت بينَما تسيرُ نحو الفِراش ، جَلست عليه و يَديها تسيرُ على سائر وجهها تَمسحُ عَليه بِتوتر " لَرُبما تكون هذه خُطة منهُ منذ البِدايَة ، لا يُمكننا الاستهانَة بِذكاءِه "

" كُل الادلَة ضِده ، لن يَخرُج الا بِحُكم الاعدام ذَلك العاهِر ، لا يُمكنه ان يَنفذ منها مُجددًا " صَرخ جونغ ووك مُنفعلاً و هو يسيرُ ذهابًا و ايابًا في مُنتصف الحُجرَة " اساسًا هو لم يَكتِشف الحَقيقة الا مؤخرًا ، ليسَ لديه الوقت الكافي لِيجمع و يَبحث لاننا حَرصنا على مَحو كُل شَئ ، لستُ خائف لاني اعرِف انها مُجرد حِيل يُحاول فيها اثبات شَئٍ الجَميع يَعرِف عَكسه "

حَدقت يونمي بِه بينَما تَفرك اصابِعها بِتوتر ، لِكونها امرأة فَمشاعُر الخَوف تستولي عَليها أضعافًا ، بللت شفاهها بِريقها و قالَت " اخَسِر اموالاً لِصناعَة فيلم هباءًا ..؟ لا احَد يعلم مالذي يُخفيه في الجُزء الثاني جونغ ووك "

دَنت منهُ بعدما استَقامت و اكمَلت " ارسَل اليّ صورَة بها نحنُ الاثنان ، مالذي يَقصدهُ بها يا تُرى ؟ انها ذات الصورَة التي عُرِضت على بطل الفيلم في نهايته ما ان حُكم عليه بالإعدام ، اليس هذا يَستدعي التَفكير ..؟ "

نَظر جونغ ووك في عَينيها مُحاولاً الالتفات الي احداث الفيلم التي قام جُيون في تَجسيد يونمي كَما لو انَّها بَطلته ، عَقد حواجِبه قائِلاً " الجُزء الثاني بِعنوان ، التاريخ يُكرر نَفسه ..؟ "

سار نَحو الفراش لِيجلس عليه بينَما يضع يَداه على راسِه مُقلبًا افكاره " جُيون جَسدكِ كَبطلة القصَة من بَعد وفاة ايما ، ايّ انَّه منحكِ رغبتكِ في ان تكوني امرأته في الفيلم و شَريكته التي ساندتهُ في كُل شَئ ، سرت الاحداث حينَما اخبرتهُ انها حامِل منهُ و كِليهما كانا سَعيدين قَبل ان تعتقله الشُرطة بِتهمة القتل "

رَفع عينيه اليها يَراها تُحدق بِه بِتوتر فاكمَل هامِسًا " ثُمَّ ، في نهاية الفيلم اُرسلت له تلك الصورَة التي تتشابَه مع خاصتنا كَما وصفتيها لي ، ذَلك يعني انَّ البَطل صُدِم بِخبر الخيانَة من جَديد مُعتقدًا ان الطِفل ايضًا ليس منه ..! "

اقتَربت يونمي تجلِس قُربه بينما تُناظره بِخوف حينَما اتَّم " هُنا نعود الي بدايَة الفيلم حينَما كانوا يستجوِبون البطل لِما قام بِقتلهم ..! "

وَضع عينيه على المرأة الجالِسَة قُربه يَراها تبتلعُ ريقِها من الذُعر ما إن واصَل في تَحليلاتِه " عِنوان الفيلم للجزء الثاني ، التاريخ يُكرر نَفسه ، اذًا ، البَطل سيقومُ بِقتل البَطلة و اقتلاع اعضاءِها انتِقامًا لِما فَعلوه بِه ، و ايضًا ليُعدم على حَق "

رَفعت يونمي يدها تَضعها على شِفاه الاكبر سنًا كي تُسكته و هي ترتعِش بشدَّة " ل..لا ، مالذي تقو..تقوله ..؟ اصمت انهُ مجرد فيلم لَعين " قالَت بينَما تُنفي كُل تلك الافكار السَوداء التي داهَمتها

" فَهمت لِما جونغكوك لم يَعترِض على تَطليق زوجتِه رغم انهُ يُحبها ، فَهمتُ لِما سايركِ و امتَثل الي رغباتكِ كل تلك المُدَّة ، ليس خَوفًا مِنكِ ، بَل تَلاعب بكِ كما يُريد هو " تَحدث جونغ ووك و هو يَمسح على وَجهه بِقلق بعدَما بدأت تَحليلات الفيلم تتوضَّح له

" انتِ قلتِ لي انهُ سَمح لكِ بنشر مَقال تُعلنين بِه حملكِ منهُ و لم يَعترِض ..! كَيف لكِ الا تُفكري انَّهُ يخطط لِشَئ ..؟ اتظُنينه عبقريًا من فَراغ ؟ " صاح بِها مُنفعلاً حينَما تذكَّر مَشهد حَمل البطلَة و رَبطهُ بالواقِع

" انهُ جسد كُل اوامِرك في ذلك الفيلم اللعين لِيُريكِ كَيف تنتهي مكائدك ، منحكِ رغباتكِ كلها بِه ثُمَّ ، وقعتِ بالفَخ "

نَظرت يونمي الي الفَراغ تتذكَّر تَصرفات جُيون الهادِئَة و انصِياعه الي اوامِرها أجمَع دون الرَفض ، خالَت انهُ خائِف مِنها كَون رَقبته بيدِها ..!

تَناسَت لِوهلَة انَّ سَبب مأساتِه هو ذَكاءِه ..!
ذكاءِه الذي طَمعوا بِه قبل عِشرون عامًا
هو ذاتهُ الذي سيُريهم بِه حَتفهم

استقامَت يونمي من فوق الفِراش تُرجع خُصيلاتِها الي الوراء بينَما تُحاول السيطرَة على ذُعرها " اصمت جونغ ، اُصمت ارجوك لا تُتلِف اعصابي اكثَر من ذلِك ، كُلنا نعلم انه سيتم ادانته قريبًا ، هو لا يَستطيع الفرار بِسُهولة "

" لِننتظر الجُزء الثاني ، نحنُ علينا رؤيته ، سنتأكد ان كانَت تحليلاتي صحيحَة ام لا "

•••

مرَّت بِضع ايامٍ على النِقاش الذي دار بين يونمي و جونغ ووك حَول تَحليلات الفيلم التي سَببت للمرأة الكَثير من الهَلع ، طيلَة الوَقت كانت تَعيش في رُعب و قَلقٍ نَفسيّ شَديد يَمنعُها من مُواكبَة الحياة الطبيعيَّة

جاء اليَوم الذي اُعلن فيه عن صُدور الجُزء الثاني للفيلم

عادَة ما تكون المَواعيد بين صُدور الجزء الثاني و الثالِث للافلام طَويلَة
فَرق اعوامٍ مَثلاً
لَكِّن هَذا الفيلم تَتابع مع الجُزء الاول خِلال اسبوع فَقط

قَلب يونمي يَتخبَّط بِهلعٍ تَمامًا كَقلبُ جونغ ووك
مَوعد المُحاكمَة بالغَد و الفيلم صَدر قَبلها بليلَة

كِليهما اجتَمعا في غُرفة مُنفردَة لِمُشاهدَة الفيلم لِوحدهما بَدلاً مِن الاجتماع باطفالِهم ، يُتيح ذلك لَهم التَصرُف بارياحيَة اكثَر

فَهُم اساسًا
شُركاء جَريمة واحِدَة

بدأت احداث الجُزء الاول للفيلم تُعرَض على تِلك الشاشَة السَوداء يَربِطون آخر ما جَرى كي يُتِّموه ، مَع كُل مَشهدٍ يَظهر تَزدادُ نَبضات المرأة عُلوًا

كُل ما تُفكِّر بِه
مالذي يُخطط جُيون لِفعله ..؟

ساعَة ضَخمَة اكتَسحت شاشَة العَرض حيثُ صَوت دقَّاتِ عقارِبها تَرِّنُ في عَقل كُلٍ من المَرأة و الرَجُل الجالِسَين يُشاهِدان الفيلم

بين كُل دَقةٍ و ثانيها ، تَتعلَّق مِشنقتُها على عَقربِ الساعَة ذاك
عَقربَين ، واحِدّ لَها ، و الثاني لِمن بِجوارِها

تتلاشَى تلك الساعَة ليَظهر بعدها البَطل و هو يَلبسُ ثيابًا سَوداء بالكامِل مَع قِناعٍ عَلى شَكل ، أرنَب

نِصفهُ دامٍ و الاخر ابيض طَبيعيّ
ذلك ذكَّرها بمشهدٍ تسبب في تَسارع نَبضاتِها اكثَر

حينَما درسا الطِب سويًا ، ذات مرَّة وَجدا ارنب مُصاب بِحاجَة الي المُساعدَة حيثُ قام هو بِمُساعدته و خِياطة جُرحه

حينها تلطَخت يداهُ بدماء الأرنب و بدون وعيّ و ادراك مَسح على نِصف وجهه بيدِه بعدَما انهى عَمليته مُبتسمًا بِراحَة

آن ذاك لَقبتهُ هي ضَحكت و لَقبَّتهُ بِـ ، الأرنَب الدامي

بَللت ريقِها الذي جَفّ لِتُحدق في جونغ ووك هامسَة " البَطل هرب من السِجن ..؟ "

" يبدوا ذَلك .. " اجاب بينَما يُمعن النَظر في تَحركات البَطل التي قادتهُ قَدماهُ حيثُما يَمكُث أخاه ، انعقَدت حواجِبه بتوتُر يَضغط على اصابِعه و كِليهما لا يَتوقعانِ ما قَد يَفعله

العَذاب النَفسيّ الذي يَستشعِرانِه
قاتِل للغايَة

يَظهرُ في الفيلم أن البَطل يقفُ امام شَركةٍ تتبِّع سلسلَة شركاتِه التي توضَّح لاحِقًا انهُ اعطاها الي أخيه دون مُقابِل و هُنا تذكَّر جونغ ووك حينَما عرض عليه شقيقِه ان يُعطيه جُزءًا من مجموعِته لِيُديرها

اقشعَّر بَدنه بخفَّة لِيبتلِع ريقه ما إن ارتَسمت ابتِسامَة تملئُها الشَر على مَلامِح البَطل الذي دَلف الي تِلك الشَرِكَة

ابتَلعت يونمي ريقِها بخوَف لِتمسك بيد جونغ ووك تشُّد عَليها بقوَّة و هي تُراقِب تحرُكات البَطل

بِمُجرَّد أن بَلغ مَكتب المُدير إذ بِه يَجِد اخاهُ و المرأة التي كان يُواعِدها جالِسان يُشاهِدان فيلمًا سويًا و قد اتضَح انها تُمسك بيد شقيقِه

انطفأت انوارُ حُجرة الفُندق ما جَعل قَلب يونمي يسقُط بِمُجرَّد ان ظَهر وجه البَطل ذا القِناع الدامي في مُنتصف الشاشَة ، صَرخت بقوَّة تمامًا كَما فعل جونغ ووك الذي كَتم صوته بِالعض على يَده

" ل..لما الض..الضوء ان..انطف..انطفئ " هَمست بِقلق تُحدِق في انارة الحُجرة التي تعطَّلت بِلا شَك ، عاوَدت النظر الي الشاشَة اينَما يقفُ البطل خَلف اخيه و حَبيبتِه و بين يَديه حِبالٍ سميكَة

ارتَجف كيانِها لِتنظر حَولها لعلَّ جُيون بالجِوار ، بَللت شِفاهها و هي على وَشك البُكاء من الخَوف الذي يُحيطها من كُل صَوب

انطَفئت شاشَة التلفاز التي يُشاهد فيها أخ البطل و حَبيبتِه الفيلم حيثُ ظَهر مَقطع مُصوَّر بِالهاتِف لاثنين يَتحاوران حَول الجَريمَة التي حَدثت قبل عِشرون عامًا ، ذاك الحِوار الذي كَشف كُل ماهو مَخفيّ بالكامِل

لَم يَكُن وَجه المرأة و الرَجُل ظاهِر ، لكن ثيابِهما واضِحَة تمامًا
تلك المَلابِس يَعرِفها كُل من جونغ ووك و يونمي جيدًا

المُخيف بالأمَر
أنَّ الرَجُل و المرأة يَتحدَّثان الكُوريَة ..!
في حين ان ابطال الفيلم هُم بِريطانيون و امريكِيون ..!

كُل عضيَّة في جَسد المرأة يَرتجِفُ عضيَة عضيَّة ما ان ادرَكت شيئًا ، وَجهت عينيها المُحملة بالذُعر تِجاه من بِجوارِها تَهمسُ لهُ " ج..جو..جونغ وو..ووك "

امعَن جونغ ووك النَظر الي ثِياب الرَجُل و المرأة يَستمِع الي حوارِهما و اصواتِهما الغاضِبَة في تلك الرُدهَة الشِبه مُظلمَة

- لا مَجال للتراجُع افقدَت صوابَك ..؟ سَنقتل جميعنا ، سيُدمرنا ان لَم نُدمره

نَظرت حَولها بِقلق لعلَّ احد مار سَمع حَديثهُما ثُم جَذبتهُ اقرب إليها ، نَظرت في عينيه و اكمَلت

- ان كنت سَتخاف ، كان عليك ان تَرفُض منذ البِدايَة التَعاون مَعنا ! لَكن غيرتك من شَقيقتك اعمَت بصيرتك

اعتَصر الرَجُل قَبضتاهُ بِغَضب و عَدستاهُ تَتجوَّل بِداخل مَلامح المرأة التي اتمَّت مُهسهسَة

- كان عَليك ان ترفُض حينَما عَرض عليك مارك أن توقِع ايما و تَجعلُها تحملُ مِنك ، لَكِن ماذا فعلت انت ..؟ قَبِلت لانك اردت رؤية شَقيقك الوحيد مُدمَّر ..! قَبِلت و تعدَّيت على امرأته و حُب حياتِه لِتتهمها بعد ذلك بالخِيانَة ، انت جُزء لا يتجزأ من مَوتِها ، قد ماتت بِقهرها بَعد ان ادركَت انهُ لن يتقبَّلها مُجددًا بعد الاتهامات التي وُجهت نَحوها

- على الرُغم من كَونِه لم يكُن القاتِل ألا انك كُنت المُساهم في جَعله يقتنِع بِفعلته تِلك ، و الان تَقول لي انك تُريد التراجُع ..؟ بعد كُل الذي فعلته ؟ هسهست قائِلَة بينما توكِز كتِفه باصبعِها تُحدِق في عيونِه الغاضِبَة

- ضَع يدك في يَدي ! لدينا الادلَة الكافيَة لادانتِه ، دَعنا نتخلُّص من تلك العقبَة قبل ان يتخلَّص منا

ذاك الحِوار الذي دار في الفيديو المَعروض في الفيلم ، كِليهما يَعرِفانِه جيِّدًا ، انَّهُ نِقاشِهما الذي احتَّد بينهما في رُدهة المُستشفَى بعد انتشار المَقال الفاضِح عَنها

" ا..اليس الذان في الفي..الفيديو ، ن..نحن ؟ " هَمست بِعدم تَصديق ، بالكاد تَستطيعُ رؤيَة الشاشَة امامها بعدَما امتلئت عُيونِها بالدُموع " ك..كيف تمك..تمكن من ج..جلبه ..؟ "

مَسح جونغ ووك على وَجهه بِذُعر ، هو لا يستطيعُ التركيز مَعها و اجابتِها مع تراكم مَشاعر القلق بِداخله عمَّا يَراه ، تسارعَت نبضاته ما إن انغلَقت شاشة الفيلم امامِهما لِبضع ثَوانٍ قَبل أن يَظهر البَطل و بين يَداهُ صاعِق كَهربائيّ

ذلك الصاعِق الذي كان يَستلِّذ حينَما يَرى اخاهُ الاصغَّر يُضرب بِه ما ان تمَّ احتِجازه في المصحَّة ، كان يَسمعُ صُراخه و نِداءه للنجدَة و بدلاً من تَلبية النِداء ، كان يَضحك مُستمتِعًا

ظَهرت جُدران غُرفةٍ يَستطيعُ جونغ ووك تَذكُرِها ، انَّها المَصحة النَفسية التي قيَّدت جَسد اخيه و عذَّبته ، انها نَفسُها ، هو يَستطيع تَذكرها جيدًا ..!

ابتَلع ريقِه بِخَوف ما إن اتضَح جَسد شقيقُ البَطل مُمدَد على فِراش الغُرفَة و جَسدُه مَليئ بالدِماء ، هُنالك بِضع اطباء حَوله يقومون بِحقنه بالمُهدِئات بعدَما فقد السيطرَة على نَفسِه

لَكن الامر لم يَكُن يُجدي نَفعًا ، هو كان يَستطيع رؤيَة ذلك الوَجه الذي يَحملُ قِناع الارنب يَسترِق النَظر اليه من نافذَة الغُرفَة و بين يَداهُ الصاعِق

يَستطيعُ لَمح ابتِسامَة البَطل الراضيَة ما إن بدأ اخاهُ بالصُراخ لشدَّة الهَلع و هو يُشير عَلى النافذَة قائِلاً

- ا..انه ه..هن..هناك ، ه..هو لم.. لم يم.. يمت ، هرب ، ه..هرب من السِجن

لَكن ما كان احد يَستجيب لهُ او يُصِدقه فَهو شُخِّص بِانَّه مَجنون خَرج عن عقلِه لِكونه يُهلوِس بآثار جَريمة لم تَحدُث

بَل كُلَّما صَرخ اكثَر كُلَّما تلقَّى صَعقاتٍ كَهربائيَة عنيفَة تَجعله ينتفِضُ من الألم طالِبًا للنجدَة ، لَكِن ما من احدٍ يُغيثُه ..!

تُسمع اصوات ضَحكة البَطل التي رَّنت بِدماغه هو و مَن بِجوارِه ، كُل اطرافِهما ترتعِش و هُم يُشاهِدون انتقام البَطل

او بالأصَّح ، انتِقام جُيون
هو يُريِهم ما يَنتظرِهم ، يُريهم مُستَقبلِهم مَشهدًا مَشهد
يُعذِبهم نَفسيًا ، قَبل أن يأتي مَوعِدهم الجَسديّ مَعه

كُلَّ ما تُفكر بِه يونمي
أن مَصير اخ البَطل اتضَح في الفيلم
لَكِن ، مالذي حَدث للمرأة ..؟

اتضَح في الفيلم انَّ اخ البَطل قام بِقتلِها بعدَما خاف ان تَشي السِر و تَغلبها العاطِفَة ، قَتلها و قام بِتَقطيعِها اربًا اربًا و رَميها كَي يَمحي آثار الجَريمَة التي شَهد شقيقِه عَليها و تَمكَّن من مُلاحقتِه الي أن خَرج عن عقلِه

كُل تلك الاحداث التي جَرَّت
جَعلت يونمي تَنهارُ بالكامِل ، لم تَنم عينها طيلَة الليل و هي تُفكر في الحُكم الذي سَيصدُر على جُيون

الفيلم اوضَح لَها ، سَواء اكان الحُكم لِصالحه او ضِدَّه ، هو سَيعودُ من اجلِها ليُدمِرها ، او حتَّى لِيقتلها تمامًا كَما حَدث مع البَطلة ..!

جونغ ووك حاوَل ألا يَضع الامر بِعقله كثيرًا و اصرَّ على شهادتِه الكاذبَة التي سيقومُ بادلاءِها في المَحكمَة ، قَرر أن يَهرُب الي بَلدٍ بَعيد و يَترُك ملكيَة الشركَة وراءِه كَيّ لا يجِده جُيون

لَكِن يونمي لَم تستطِع التَجاهل فَحسب ، هي ليسَ لديها مَهرب تَذهبُ اليه ، كُل ما يَجولُ في خاطِرها انَّ جُيون ، يَجِب ان يُقتَل ..!

ان تَقتُله و تَموت مَعهُ أهون مِن ان يستمِّر في تَعذيبِها و النَيل مِنها
لِذا هي اتخَذت قرارها بالفِعل قَبل ان تَذهب الي المَحكمَة

•••

- سَيدي الوَزير ، هَذا التقرير الذي قُمت بِطلبه

تَحدث الرَجُل بينَما يَمُّد بِملفٍ نَحو سيدِه الجالِس على فِراش زنزانتِه يَقوم بِمُراجعة كِتاب جاءَت بِه حبيبته اليه اثناء زيارتِها

ابتَسم ما ان رأى المَلف يُمد نَحوه حيث انتَشله من قَبضة رَجله و قال " اكُل شئ على ما يُرام خارِجًا ..؟ " سأل و عَيناه تجوب التَقرير الذي طَلب من جيكوب تَدوينه لِيُخبره عن كُل التفاصيل اثناء فترة مُكوثه في السِجن

نَظر تِجاه رَجله حينَما اجاب " نَعم سيدي ، الاعلاميون و الشَعب يَصبُّون غضبَهم على السيدة بارك ، في حين انَّ الانسَة تايلور آمنة تمامًا ، مُرفق بالتقرير بَعض الصور لها و هي في نُزهة عائلية بِرفقة والديها "

اتسعَت ابتِسامَة جُيون حينَما رأى صُورًا لِحبيبتِه في احدَى حدائِق لُندن و هي تُلاعب القِطط ، كُل مَشاعر الحُب داهمته بِمُجرَّد وَقع عدستاه على مَلامِحها التي تَزيدُه عشقًا بِها

" ماذا عن الفيلم ..؟ هل لقَى رواجًا ..؟ " سأل بعدَما استَجمع شِتاته فَامرأته تُذيبه كُلما اطال النَظر اليها ، حتى و ان كانَت مُجرَّد صورَة

" نَعم ، الفيلم رُوِّج لهُ كما يَنبغي ، السيدة بارك شاهدتهُ تمامًا كَما فعل السيد جونغ ووك و وَضعنا الصورَة التي امرت بِها " اجاب الرَجُل و هو يُراقب سيده يَحتسي من قَهوته ، مَد جُيون يده نَحوه حيثُ سُرعان ما قدَّم مُساعده الجهاز اللوحيّ له

ادخَل جونغكوك الكَرت الذي بِه مشاهِد مُصورَّة من كاميرا ترصُّد ثُمَّ بدأ بِمُشاهدَة ما يَجري بِداخل غُرفَة الفُندق التي تَقطُن بِها يونمي

استَطاع الاطلاع و سَماع كُل ما دار بينها و بَين جونغ ووك حينَما زارَها في الفُندق بَعد الانتهاء مِن الجُزء الأول للفيلم حيثُ انصَت الي تَحليلات اخيه بِعنايَة " ليسَ سيئًا ..! اتضَح انك ذكيّ ايضًا يا جونغ ووك " ابتسَم ساخِرًا

" لَكِن هل يُمكنني سُؤالك ؟ " تَحدث جيكوب بعدَما طال صَمت جُيون الذي اعتَدل في جَلسته مُهمهمًا لهُ ، استَجمع الاول حُروفه لِينطِق " دامك جَمعت ادلَّة كافيَة لِتثبت براءتك ، لِما قُمت بِالتبليغ عن نَفسك ..؟ "

ابتَسم جونغكوك بِخفة لِسُؤال الرَجُل حيثُ قام بِوضع الجهاز اللوحيّ جانبًا " سؤال جيد " انتَشل كوب قَهوته يَحتسي منهُ بتروٍ قَبل أن يُجيبه

" هَدفي ليس ان اُثبت براءَتي فَحسب ، بل ان اُريهم انَّ الذَكاء الذي أطمعهم بي لِنيل مصالِحهم قبل عِشرون عامًا ، هو من يَستطيع اللعب بِهم و تَدميرِهم دون ان افتعل مَجهودًا حتَّى "

" انا الان في السِجن ، لا افعلُ شيئًا سِوا الجُلوس و المُشاهدَة ..! اُريد رؤيتهم يُدمرون انفسهم بأنفسِهم و انا خارِج هذه اللُعبة ، اردُّ لَهم الصاع صاعَين لِكون هذه المَعركة ابتَدت بالصِراع النَفسيّ ، هُم لم يشنّوا حَربًا علنيَة بَل لَعِبوا على الصَعيد النَفسيّ و الداخليّ ، لِذا ها انا ذا ، اُراقِبهم يدمرون ذواتِهم دون ان اتدخَّل حتَى "

" لن يكونُ مُمتعًا ان اكشِف الحَقيقة مُباشرَة ! هم لم يَرحموا الطِفل ذا السابِع عشر من عُمرِه ، اتظُّن انهُ بِعمر السابعة و الثلاثين سيرحَمهُم ..؟ "

" وددتُ اجاد طريقَة انتقمُ فيها دون ان اُلوِث يَداي بِقذراتِهم فانا لستُ مَيّالاً لاسلوب المافيا كالقتِل و خَلق نِزاعاتٍ دمويَة ، انا داخلي طَيب ، اُريد الحِفاظ على نَقاوتي التي جَذبت بِها نِصفي الآخَر ، لَن اتحوَل لوحشٍ في الآخِر فأمنحُها شُعورًا بالخَىف ناحيتي ، اُنثاي حَساسَة حَتى و إن لم تُظهر لي رُهبتها ، لَكِنها قالَت لي ذات مرَّة - انت لَن تفرق شيئًا عن مارك ان اتبعَت اساليبه ..! - مَعها كامل الحَق ، لن افرِق عن الرَجُل الذي كان سَبب دمارِها شيئًا ان تصرفتُ بِهمجيَة مثله ، لِذا كَما تَرى ها انا ذا اُحاوِل السيطرَة على مَشاعر الغَضب قدر الاستِطاعَة مِن اجلِها هي لا غَير "

ابتَسم الرَجُل بخفَة و هو يُنصت اليه يَتحدَّث ، يُراقب عينيّ سيدِه التي وَمضت بِمُجرَّد ان جَلِب سيرَة مرأته في حَديثه حيثُ لم يُقاوم سُؤاله الذي خَرج من شِفاهه " هل ان لم تَكُن الانسَة تايلور موجودَة ، كنت لِتكون قاتِلاً ..؟ "

" رُبما ..؟ " ابتَسم جونغكوك على سُؤاله بينَما يُمسك بصورة سويون وِسط اصابِعه يتأمل ابتِسامتها و هي تُلاعب قِطَّة بيضاء " لو لَم تكُن هي موجودَة ، لظللتُ اعيش وَسط وهمٍ الي حد مَماتي " شُعور الامتنان الذي يَملكهُ نحوها لا مَثيل لهُ ، هي السبب الرَئيسيّ في كَونِه طليق اوهامٍ نَسجها اقرب الناسِ اليه

هو مُمتن للغايَة لِوجودها في حَياتِه

رَفع عينيه الي الرَجُل و سأله قائِلاً " الملك لن يَحضر المُحاكمة اليس كَذلك ؟ "

" نعم سيدي ، الملك يُعاني من وعكة صحيَة تَمنعهُ من الحُضور ، لَكنه يُرسل تحياتِه لك على الرُغم من رَفضه لالقاء القَبض عليك و اقالتك من المنصِب علنًا ، لم يَكُن يُريد ان تُساق الي السِجن كَمُجرم " تَحدث مُعبرًا عن استِياء الملِك الذي كان اول رافِضٍ للافكار التي طَرحها جُيون لهُ بعدَما صارَحه بالحَقيقَة كامِلَة

ثقَة الملك بِجُيون ليسَت عاديَة البتَّة خُصوصًا بَعد تطَوعه للزواج من الاميرَة على الرُغم من كَونه ليسَ والِد الطِفل ، آن ذاك زادَت ثقته بِه اضعافًا ، عرِف مَعدنَه جيِّدًا و انهُ آهِل ليحَّل مَنصِب عَظيم في الدَولة

مَنحه كُل ما يَحتاجه لِيَكون ذا شأنٍ عالٍ
و يَستفيد بِذكاءِه لِصالِحه فالملك بِحاجَة لِمن يخدمون دَولتِه

كُل الصِفات التي تَنطبِق على نُخبَة الوزراء كانت تتجسَّد بِه
بَعد ان خَضع لِعدَة امتحاناتٍ تكشِف ولاءه ، مَنحهُ ذلك المَنصب بِجدارَة

أيّ ليسَ كَما اوهمهُ مارك انهُ وصل الي مَنصبِه عن طَريقِه
بَل جُيون مَن تَعِب و سَعى لِينال مُرادَه بِعرقِه و مَجهودِه
نيتِه السليمَة هي من أوصلَتهُ ، فلولا طيبتِه التي تظهر عن طَريق تَصرفاتِه و تَعامُلاتِه ماكان الملك ليمنحهُ ثِقته الكامِلَة و يُفضله على البريطانِيون

اصَدر جُيون همهمَة مُتجاوِبًا مع الرَجُل الذي استكمَل قائِلاً " وردنا خَبر من المُستشفَى التي يُقيم فيها والِدك ، ذَكروا انَّه تعرض الي نوبة قلبيَة و دَخل في غيبوبَة "

حَديثه ادخَل الحُزن على قلب جُيون الذي تمَّ نَقل والِده الي المُستشفى مُنذ بِضع ايامٍ بعد أن حاول الانتِحار و لَم يَنجح بِذلك ، تَم اسعافِه سَريعًا بعد ان وَجدوا بِضع آثارٍ من التَعنيف الجَسديّ بادٍ عَليه

ذلك يَعودُ الي المُعاملَة السيئَة التي تلَّقاها من السُجناء بعد اكتِشافِهم لحقيقة احتجِازه في السِجن ، كان يَتلقَّى التَعنيف اليوميّ مَع الكَثير من الشَتم و المَسبات اللانِهائيَة ، حُرِم من الطَعام لِكثيرٍ من الأيام حتَّى تدهورت صِحته بالكامِل و اضحَى نَحيلاً للغايَة

على الرُغم من انَّه سبب كَبير في مُعاناة ابنِه ، الا انَّ جونغكوك لَم يَهون عليه والِده حينَما علِم بِحقيقة الأمَر و اسرَع لِطلب الاسعاف و نقلِه الي المُستشفَى

كان اللِقاء الأول بينهِم في السِجن مأساويّ للغايَة
مُحمَّل بِكثير من دُموع اللوم مِن الأبن ، و النَدمِ من الأب

خَرج الرَجُل يَترك وراءه مَن اسند رأسهُ على الجِدار وراءِه يُناظِر سَقف الحُجرة بِعَينين شارِدَتين ، كُل ما يَجولُ في خاطِره ما قَد يحدُث في المُحاكمَة التي سَتُقام قَريبًا ، هو اشتاق الي حَبيبتِه ، اشتاق لاحتضانِها و مُداعبتِها ليرَى احمِرارها و خَجلِها الذي يَعشقه

يتأمَّل صُورِها بين الفينَة و الاخرَى بابتِسامَة خافِتَة للغايَة
رُبما هي الشَئ الوحيد الذي يُدخل السُرور الي قلبِه

كانَت خَير عونٍ و سَندٍ لهُ ، هي وَحدها من يَستطيع المَيل على كَتِفها دون ان يَخشى السُقوط ابدًا
لانها تَحمِلُه بِروحِها و حُبها و عَطفِها قَبل جَسدِها

الطيبَة ، العَطف و الحِنيَة التي يَجِدُها بِها لم يَسبق و أن رآها في اُنثى قَبلها

يَنتظر ان يَمر الوَقت سريعًا كي يَعودُ الي احضانِها و يُعوضها عَن كُل ثانيَة غاب فيها عَنها

•••

ليلاً حَيثُ كان جَسد الثلاثينيّ مُمَدد عَلى فِراشِه في مُنتصف تلك الحُجرَة مُتوسطَة الوِسع ، يُخفِض جُفونَه على وَشك ان يأخذه النَوم في احضانِه ألا انَّ اصوات هَمسٍ جَعل حواجِبه تُقطَبُ بانزِعاج

تَقلب على النَحو الآخَر مُتجاهِلاً تلك الاصوات التي ظنَّها تَصدُر من حُراس السِجن الذين يَسيرون في حَملة تفقديَة ليلاً لَكِّن الهَمس تحوَّل الي صوت نِداء باسمِه " ياا ، جُيون "

فَتح عيناهُ على مِصراعيهما حينَما خمَّن هويَة صاحِب الصَوت ، جَلس مُعتدِلاً يُحدِق في الجِدار امامَه قَبل ان يُوجِه عَدستاهُ الي مَدخل الزنزانَة حيثُما رأى تِلك المرأة ذات البَطن المُنتفخَة تُمسك بالقضبان الحَديدة باصابعها الصغيرَة بينَما تُطالِعه عن كَثب

فرَّق بين شِفاهه لِيستقيم من مَجلسه يقترِب منها بسرعَة " سويون مالذي تَفعلينه هُنا بهذا الوَقت المُتأخر ..؟ كَيف دخلتِ اساسًا ، انهُ ممنوع !! "

حَدقت في عَينيه القلِقَة و على شِفاهها ابتِسامَة هادِئَة ، ادخلَت يدِها من وسط تلك القُضبان حَتى تحتضِن وجهه باصابِعها الدافئَة مُجيبَة " اخبرتك ان جيكوب يُساعدني للدخُول متى ما شِئت بِمُساعدة قريبه "

" جاءَت بي مَوجة من الشَوق كادَت ان تُغرقني لَولم آت لرؤيتك حالاً " اكمَلت بعدَما وَجدتهُ صامِتًا يُناظِر عُيونِها عن كَثب

" اعلم اني لا استطيعُ الدُخول و تَجاوز هذِه القُضبان ، لَكن على الأقل انظُر لك و اراك ، لَديّ الكَثير لاخبرك بِه ، الكَثير جِدًا " عبَّرت و هي تتشبَّث بالعامود الحَديديّ الفاصِل بينهُما تَراهُ صامِتًا و عيناهُ لا تُفارِقُها

انتَفضت بخفَّة حينَما نده بِصوتٍ عالٍ " حُرَّاس "

وَسعت عدستَيها لتقوم بِوضع يَدها على شِفاهه تَمنع صُدور صَوته " اغلق فَمك يا ، سيُكشف امري ، هل فقدَت صَوابك ..؟ " هَمست مؤنبَة بينَما تنظُر حولها بِخَوف من قُدوم الحَرس الذين بِمُجرَّد سَماع نِداء جُيون أتوا مُسرعين

حَدقت بِه بحدَّة و الخَوف قد تمكَن مِنها لِرؤيتِهم ينتصِبون خَلفها " لِما فعلت ذلك ..؟ الخطأ مني اتيتُ لرؤيتك " صاحَت بِه بغضَب تَراهُ يُشكِّل ابتِسامَة جانِبيَة لم تَفهم مَغزاها

عَقدت حواجِبها بخفَّة ما إن التَفت نَحو الحرس تَجِدهم يَنحنون لهُ تزامنا مَع قولِهم " نعم سَيدي "

" اغلقوا مَداخل هذا المَمر بالكامِل ، لا اُريد ان يأتي احد اليّ الا بأمري " رَدف آمِرًا و هو يَقومُ بِفتح قُفل الزِنزانَة يُفسح لامرأته مَجال الدُخول اليه

لَم تكُن هي تَفقه شيئًا إذ كانَت مَصدومَة من تَلبيتهم لأمرِه و مُغادرتِهم دون جَرِّها من ياقتِها كَما تَخيَّلت ، الوَحيد الذي قام بِجرها هو حَبيبها الذي مَسكها من مِعصمها و سَحبها الي صَدرِه بِحُضنٍ ضيِّق للغايَة

لفَّ ذِراعيه حَولها يَحشُر راسه وَسط خُصيلاتِها الناعِمَة مُتنفسًا بِراحَة " اشتقتكِ ، اشتقتكِ بشدَّة " هَمس مِن وسط قُبلاتِه التي يَنثُرها على سائر وَجهها بعدَما احتواه وسط كَفاه

لَم يُعطيها مَجال لارضاء فُضولها فَهو لم يَكف عن تَقبيلها لِثانيَة ، مَسكته من ذراعَيه تَدفعهُ الي الخَلف شاهقَة بقوَّة " دَعني اتنَّفس ! الهي مابِك ؟ "

وَجدتهُ يُطلق ضَحكة خافِتَة و يُعيد احتضانِها من جَديد مُتنفسًا بِراحَة تامَة ، حَشر رأسه في رَقبتها هامسًا " انتِ راحتي اُقسِم "

لَفت ذِراعَيه حَوله تُبادله ذلك العِناق ، رَغبا في لَحم اجسادِهما ألا انَّ لِطفلهما الماكِث داخلها رأيّ آخَر ، هو يَفصل بينهما جَيِّدًا

ابتَعد عنها يُحيط وَجنتيها بأصابِعه بينَما يُناظر عُيونِها العسليَة اللامِعَة بِحُضورِه " الا تَخافين انتِ ..؟ كَيف تُغامرين هَكذا ..؟ " سألها مُعاتبًا يُنافي فَرحته الشَديدة بِرؤيتها بِجوارِه

" اولاً احتاجُ لأن افهم مالذي يَجري ..؟ كَيف اؤلاءك الحَرس لم يقومون بِجري بعيدًا و نادوك سيدي ..؟ لا افهم !! " رَدفت بينما تُبعده عنها و تسلُك خُطواتِها نحو فِراشه ، جَلست عليه تستحمعُ انفاسِها " الهي الحَمل يَجعلني اتعبُ كثيرًا "

اقتَرب جُيون للجُلوس بِجانبها حَيث كَيّ يَروي فُضولِها بإجاباتِه ، نَظر بِعَينيها يَراها تُطالِعه بِاهتِمام حينَما زَم شِفاهه قائِلاً " امم ، انا قُمت بالتَبليغ عن نَفسي لِذا ، ها انا ذا هُنا "

" انت قُمت بالتَبليغ عن نَفسك ؟؟ " صاحَت بِه مُنفعلَة بعدَما وَسعت عُيونِها العَسلية بِصدمَة تَجِده يومِئ تجاوبًا مع حَديثِها " الاسرار لا تَبقى مَخفية للأبد ، كَي تتجاوز شئ تخافُ منهُ عليك مُواجهته ، و ذَلك ما فعلته تحديدًا "

جَلست مُعتدلَة تُحدِق في عَدستاه بإهتِمام بالِغ تَجِده يُكمِل " حينَما وعدتكِ اني سأبحث بالأمَر قبل ان اكتشف الحَقيقَة ، و ذهبتُ الي بريطانيا ، خِلال تلك الثلاث الاشهر و النِصف تَمكنتُ من ايجاد ادلَة كافيَة تُثبت بَراءتي بالفِعل "

" اولَهم سِجل تَصوير الكاميرات اثناء عَملية ايما ، آن ذاك انا كنتُ بالفعل اُجري عمليَة جراحيَة لرجُل مُتصاوب امام المُستشفَى لِذا لم اكُن حاضِرًا ..! ثانيهم قَد تواصَلت مع المَصحة التي كنتُ بِها و طلبتُ تَقارير تَعود الي الادويَة التي كنتُ آخُذها و التي تُساعد على غَسل الدِماغ ، بَحثت كثيرًا عن الاطباء الذينَ ساهموا بِذلك و كانوا قَد تقاعدوا و مِنهم من قَد تم قَتلِه كي لا يُفشي السِر ، كُلهم رَفضوا الحَديث و الاعتِراف الا طَبيب واحِد كان قد لازَمه النَدم طيلَة حياتِه جرَّاء ما حَدث لِذا اعتَرف بِكل شَئ ، ثالِثهم و الأهم من ذَلك كُله ، اعتِراف الجانٍ "

حَدقت الصُغرَى في عينيه مُستفهمَة قبل ان تسأله " كُنت تجري عمليَة لرجلٍ مُتصاوِب ..؟ هل تمكنت من ايجاد هذا الرَجُل ؟ "

زمّ جُيون شِفاهه قَبل ان يَنطِق هامسًا بعد حين " لن تُصدقي ان اخبرتكِ ان ذَلك الرَجُل قريب منّي لحدٍ كَبير ..! "

قَطبت الصُغرى حواجِبها اكثَر تَسمعهُ يُتابِع " انّهُ جَيكوب ..! "

وسّعت سويون عُيونِها عدمِ تَصديقٍ قبل ان تنطِق بدهشَة " حق..حقًا ؟ "

" اخبرتكِ ، ان جيكوب قبل الانضِمام اليّ كان يَعملُ لِصالح احد العصاباتِ ضِد مارك ، و في تِلك الفينَة كان في عِراكٍ شَرسٍ مَع رِجاله ، لذلك اُصيب و كنتُ انا ضحيّة تهديدِه كيّ اُعالجه ، لا اعرِفُ كَيف ، لَكنهُ اُرسل لي تمامًا كَما بُعثت انتِ لِتكونا سَببًا في ظُهورِ الحَق ..! "

قامَت الصُغرَى بِتَوسيع عُيونِها منصدمَة مِما تَسمع
اعني ، كَيف يُمكن ان يَكون لِكُل شَخصٍ في حياتِه
رابِط في تلك القصّة ..!

لِكَونه شَخصٍ نَقيّ ، اجتمَعت عليه المكائِد
وَضع لهُ الرَب شَخصين ، هُما جُزء لا يَتجزأنِ من اعلانِ براءته

اولهُما نِصفهُ الثاني ، ثانيهِما مُساعِدَهُ و يَدهُ اليُمنَى
الشَخصُ الذي دَعمهُ و ظلّ يَتبعُ خُطواتِه بِحَذرٍ تام
الي أن وَصل الي مَنصبه الحاليّ و اطمَئن عَليه

" هل سيقومُ جيكوب بادلاء شهادته اذًا في المحكمَة ؟
سيكونُ ذلك دليل قاطِع لتبرأتك ..! "

تَحدثت الصُغرَى لِمن قامَ بالنَفي اعتِراضًا قبل ان ينطِق موضحًا " اراد ذلك بشدّة كيّ يَضع لهذه المَهزلة حدًا ، لكنّي رفضت ، لانّهُ ان تَم كشف هويتِه الحَقيقيَة قبل ان اُغيرها لهُ ، سيتمّ ادانتهُ بالسجن المُؤبَد ، لا تَنسي انّ ليلان انجَبت طِفلَهُ الذي لم يَتجاوز السِت اشهُر ..! عائلتهُ بحاجَة اليه ، لن اُبرئ نَفسي في سَبيل ان ارميه هو للهَلاك "

قامَت الصُغرَى بالايماء ايجابًا فَكلامهُ منطقيّ كفايَة
ليلان و طِفلها الصغيرُ ليسَ لهما اي ذَنب
في أن يَنحرِما من جَيكوب

دامَها خاضَت ذات التجربَةُ و في رَحمها طِفل مِن حَبيب روحِها
لَن تتمناها نهائيًا لايّ امرأة وُجِدَت

" لديّ بِضع ادلّة ثانيَة استطيعُ فيها انقاذ نَفسي لا تَخافي "

تحدث مُفسرًا الي حَبيبته التي تُشابك يَديها فوق بَطنها تُنصِت اليه باهتِمام ، وَجدتهُ يُكمِل بابتِسامَة خافتَة " حينَما عُدتِ سالمَة من اختِطاف مارك ، يونمي خاضَت حِوارًا مع جونغ ووك كان اعترافِهما بالخُطَّة واضِحًا للغايَة ، آن ذاك تايهيونغ قد قام بِسماعهما صُدفَة و سُرعان ما قام بتصويرِهما و بَعث الفيديو اليّ "

فرقَّت سويون شِفاهها بِاندهاش و قالَت " لِهذا تايهيونغ هادِئ و لم يَنصدِم حينَما عُرِض ذلك الفيديو على العَلن يوم الزِفاف ..؟ لكن ايڤا ؟ ماذا عَنها ؟ "

جَمع جُيون انفاسِه مُجيبًا بِصَوتٍ هادِئ " كانَت ايڤا اصعَب جُزء في القِصَة بأكملِها ، مَرضِها و ضِعف قلبِها قيَّدني بشدَة ، لَكني تمكنت من استجماع شَجاعتي و مُصارحتها بِكُل شَئ قَبل أن اُنقذ خُطتي "

" اخبَرتها بالحَقيقة كاملَة ..؟ قَبل يوم زِفافها ..؟ " هَتفت سويون تُناظِره بِحواجِب مَعقودَة ، اومَئ مُستجيبًا مع سُؤالها و اضاف " في اليَوم الذي انتَشر بِه مَقال اعتِرافي بِعلاقتي مع يونمي ، جاءَت من الجامعَة غاضِبَة تطلبُ تفسيرًا على خِيانتي لكِ "

حَدق جونغكوك في عُيون حَبيبته يَسرِد لها ما حَدث آن ذاك

•••

" ابي هل انت في عِلاقة مع السيدَة بارك ..؟ "
تَحدثت ايڤا مُنفعلَة بعدَما دخلت الي غُرفة والِدها الجالِس عند سَريرِه يقوم بالعَبث بذاك الصُندوق الخَشبيّ الكَبير ، رَفع عينيه اليها يُناظر إهتِياجِها و خُطواتها الغاضِبَة و هي تَنساقُ نَحوه

وَقفت امامَه تَجِده يَملئ ذاك الصُندوق باغراضٍ تَخُّص والِدتها المَرحومَة حَيثُ ابتَسمت ساخِرَة " ماهذا ايضًا ..؟ مالذي تَفعله بالضبط جُيون ؟ "

" اجلسي ايڤا سَنتحدث " قال جونغكوك بِهدوء يُشيرُ بِعَينيه الي قُربه ، لَم يَجد أيّ تَفاعل مِنها مَعه لذا اضطَّر لرفع رأسها اليه يَرى عَينيها تُطلِق الشَرار

" ايڤا ، نحنُ بِحاجة الي التَحدُث " صرَّ على كَلمتِه بقوَّة يَراها تجذِب كُرسي المَكتب و تَجلس عليه قُبالته متحدثَة " لم تُخبرني كَيف طاوعَك قلبك ان تَخون سويون ..؟ مُنذ مَتى اساسًا انت تَنجرِف وراء مشاعِرك جُيون ؟ "

" انا لَم اخُنها " رَدف جُيون بِهدوء يَراها تقطِبُ حواجِبها بشدَّة تُظهر استنكارِها و رَغبتها العارِمَة في الصُراخ ، حاوَلت ان تُهدئ من نَفسها و نَطقت ساخِرَة " اذًا ..؟ كَيف تُفسِّر المَقال الذي نُشِر ..؟ "

اغمَض جُيون عَيناهُ مُستجمِعًا شِتاتَه قَبل أن يَنطِق بِصَوتٍ هادِئ للغايَة " انا بِحاجة الي مُصارحتكِ بِشَئ مُهم ، هل يُمكنك الاصغاء اليّ ..؟ "

نَظر في عَينيها السَوداء يَراها مُهتاجَة تَمامًا ، استَقام يقترِب مِنها لِينخفِض جالِسًا على رُكبتيه امامَها ، ضمَّ يديها بِداخل كَفيه لِيرفع كُحليتاه نَحوها هامِسًا بِمُناجاة " ارجوكِ "

لانَ الغَضب في عُيونِها حينَما رأت نَظراتِه تَحمل ذاك الكَم الهائِل من الجِديَّة ، ابتَلعت ريقِها بِتوتر خُصوصا حينَما وضع كَف يَدِه على وَجنتِها يَمسحُ بِلُطفٍ على بَشرتِها مُكمِلاً " انا بِحاجَة لأن تُنصتِ اليّ بِحَذر ، و ألا تَحكُمي عليّ "

" مالذي يَحدُث ابي ..؟ " هَمست لهُ حينَما ادرَكت ان المَوضوع جِديّ ، رأتهُ يَنهض من مَكانه و يَسحبها للجُلوس على الفِراش بالقُرب مِنهُ حَيثُ تَحدَّث بِصَوتٍ هادِئ " انا اعلمُ ان قلبكِ ليس بِصحَة جيدَة بعد ، لكني لا املكُ الوَقت لان اُماطل اكثَر "

احتَفظ بيديها بِداخل كَفيه يُحدق في عُيونها المُرتبكة حيثُ اكمَل " ارجوكِ حافِظي على هُدوءكِ ، لا اُريد ان تُصابين بِنوبةٍ اُخرَى فانا لَن احتمل ان تَتراكم المَشاكل مُجددًا "

" ابي ما الامر الذي تَتحدثُ عَنه ..؟ " هَمست لهُ بِعَينين مَليئتَين بالقَلق ، بَدأ قلبها يَرتعِد بالفِعل و ذَلك يُفزِعُها ، تَلقت مَسحة دافِئَة من كَف والِدها الذي هَمس لَها قائِلاً " عِديني اولاً انكِ سَتثقين بي ، ارجوكِ "

" اثقُ بِك في ماذا ..؟ " سألتهُ بينَما تَبتلعُ ريقِها بِذُعر ، تَلقت مَسحة خافِتَة منهُ على يَدِها بابهامِه حيثُ اجابها مُختنِقًا " اُريدكِ ان تَثقي بي كَثقتكِ حينَما كذب جونغ ووك عليكِ ، لانهُ كُل الادلَة ضِدي ، كُل اصابِع الاتِهام تُشير عليّ "

استَجمعت ايڤا شِتاتها لِتومئ لَهُ قائِلَة " انا اثقُ بك "

" انتِ اكثر من يَعرفُ طِباعي ، المَرء ذا النيَة الخَبيثة تَظهرُ على تَصرفاتهُ و لو بَعد حين ، لكنكِ عاشرتني منذُ طفولتكِ ، سَتستطيعين التَمييز اني لا اكذِب حتمًا " رَدف بينَما يُناظر عُيونِها الكُحليَة ، يَراها تُناظره بِقلق مُتحدثَة " ما الادلَة التي تُشيرُ نَحوك ..؟ ما الامَر ..؟ انا لا افهمُ شيئًا " هَمست

بَلل جُيون شَفتاهُ بِلسانِه لِيمنحهما التَرطيب الكافٍ حَيثُ استَجمع الهواء في صَدرِه و زَفره بِتروٍ قائِلاً " ايڤا اُريد اخباركِ ان الذي حَدث كان في الماضي ، صَغيرتي انهيارُكِ الأن لَن يُعيد تَرتيب الامور مُجددًا ، لذا ارجوكِ ارفقي بِقلبكِ ، انا فَقط قلِق عليكِ ، خائف جدًا على مَشاعرُكِ "

يُناظرها بِحُزنٍ بالِغ يُحاكيها عمَّا يُخالِجه من شُعور القَلق ناحيتِها ، هو خائف ان تَنهارُ بين يَديه ان عَلِمت الحَقيقَة ، يَخافُ ان يَتفاقم مَرضها و لِلتو بَدأت تَستجمِعُ عافِيتُها

وَجدها تومئ لهُ و تَجذب يَديها من خاصتِه مُستقيمَة ، تَوجهت الي المنضدَة تسكُب لِنفسها كأسًا من الماء ثُم عاوَدت الجُلوس امامَهُ تَشربُ منهُ القَليل ، نَظرت في عَينيه السَوداء قائِلَة " انا اُنصِت "

اخَذ منها الكأس يَضعهُ جانِبًا لِيقوم باعادَة احتِضان يَديها بِداخل كَفيه مُتحدِثًا بِنَبرةٍ هادِئَة للغايَة " ايڤا ، والِدتك لم تَمُت و هي تُنجِبُكِ ، بَل هي قُتِلت "

آخِر كَلمة نَطقها أدَّت الي دَهشة ايڤا التي فَرقت بين شِفاهِها تُطالِعهُ بِعدمِ تَصديق ، ابتَلعت ريقِها مُتحدثَة بِدهشَة " م..ماذا قُلت ..؟ "

وَضع يَده على خَدِها يُحاول التَخفيف عن صَدمتها عَبر لَمساتِه الدافِئَة حتَّى تستجيب مَعه بشكلٍ ايجابيّ لا سلبيّ

" امكِ قُتلت تحت جُرعة تَخديرٍ زائدَة ، كان ذَلك مُتعمدًا لالصاق التُهمَة بي لاحِقًا " فسَّر لَها قائِلاً يُراقِب تَعابيرُها المُنصدِمَة من كَلامه ، سألته و عَينيها قد امتلئت بالدُموع " و ل .. لِما اُمي قُتلت ..؟ ايعني ان..انهُ كان من المُمكن ان تَعيش حَتى بعد وِلادتي ..؟ "

حَرك رأسهُ مومئًا يُعطيها تلك الاجابَة التي احرَقت قَلبها ، ذَرفت دُموعها تضعُ يدها على فَمها بِعدم تَصديق " م..من قتلها ؟ ل..لما فعلوا ذلك بِها ؟ " هَمست بغصَّة تُراقِبهُ يَدنوا لاحتِضانها و مُواساتِها بالمَسح على ظَهرها بِحنيَة

اغمَض عَيناهُ مُستاءًا للحُزن الذي حاوَطها حَيثُ همس مُتأسِفًا " انا اسِف ، لكني اخفيتُ الامر عنكِ لاني كنتُ مُقتنع بتلك الاكاذيب التي قيلَت لي و صَدقتُها ، كنتُ مُقتنع اني قاتِلُها ، انا عِشتُ أسيرَ وَهمٍ لِعِشرون عامًا اتعذَّب بداخِل اسوار النَدم ، انا كَذبتُ الطِفل البريئ الذي بِداخلي و آمنتُ بِهم "

لَم تستطِع ايڤا فَهمه بَل بَقت تُناظر السَقف بِعينين دامِعَتين مُحاولَة استِدراك المَوقف ، ابتَعدت عنهُ تُناظِرُه بألَم نَهش دواخِلها على مَقتل امها ، فِكرة انها حُرمت من والِدتها بِصنع فاعِل اوجَعتها

" ك..كيف انت قاتِلُها ..؟ " حَدقت في عَينيه المليئة بالحُزن ، رأتهُ يُخفض رأسه مُستاءًا بينَما يحتضِن يَديها بِلُطف " كَيف اُخبرك بالامَر ..؟ انهُ مُعقد و يُصعب فَهمه و لا أعلَم ان كان مَنطقيًا بالنسبَة اليكِ ، لَكنهُ مَنطقيّ للغايَة "

ايڤا قامَت بِتَبليل شَفتيها تُحاول ابقاء مَشاعرها قَيد السيطرَة و قالَت بِصوتٍ هادِئ " ساُحاول ان اكون اكثَر هُدوءًا "

استَقام جُيون من قُربها و جاء بجهازِه اللَوحيّ يُريها الفيديو الذي صُوَّر لهُ قبل سَبعة عشر عامًا كَدليل ضِده بانَّه القاتِل

شاهدتهُ الصُغرى التي ازداد ذُعرها مِما تَراه و شَحُبت مَلامِحها حتَّى اصفَّر وَجهها ، سُرعان ما تَدارك الوَضع و انتَشل يدِها يمسحُ عليها بِرقَة لِيسرد لَها كُل ما جَرى مَعهُ ابتداءًا مِن تَعدي جونغ ووك عَلى والِدتها

أراها الفيديو الذي صوَّرهُ تايهيونغ حَيثُ كانت اجابَة مثاليَة على تساؤلاتِها ، استَطاعت به ان تَعلم المَكيدة العُظمى التي اُحيكَت الي مُربيها و كَيف عاش عِشرون عامًا وَسط حِكايَة حُيكَت من قِبل اقرباءِه

لَم تكُن تعلم أتبكي لاجل مَقتل والدتها التي اتضَح انها ضَحية هي الاخرَى ، أم بِسَبب المُعاناة التي عاشَها مُربيها الذي تَراهُ بِمثابة والِدها و اكثَر

ناظَرتهُ و دُموعها تتسرَّب بِعدم تَصديق حينَما اكمَل قائِلاً " كَي اضع حَد الي هَذه المَهزلة ، انا عليّ ان اكشِف كُل شَئ ، جَمعت ادلَة كافيَة بالفِعل لِذا ساُذيقهم مرارَة العذاب النَفسيّ قَبل ان ابرئ نَفسي "

احاطَت ايڤا خَديه بِيديها المُرتجفَة تُناظِره و دُموعها تَنسدل على وَجنتيها دون تَوقف " ك..كيف استَطاعوا فِعل ذلك بِك ..؟ أهُم بَشر حتَّى ..؟ " هَمست بغضَّة لِتُعانقه بقوَّة مُغمضَة عُيونِها

بادَلها يَمسح على ظهرِها بِلُطف مُعطيًا اياها تِلك المساحَة بالبُكاء و افراغ ما بِقلبها ، اتاح لها فُرصَة اخراج الكَمّ البَشع من المَشاعِر التي داهَمتها بِشراسَة

" لَكن الن يؤذوك ان كَشفت الامر ..؟ هل تَحدثت مع الملك ..؟ ايعلم بالحَقيقة ..؟ " ابتَعدت عَنهُ بعدَما لملمَت شِتاتها تُطالع كُحليتاه بِقلق

" تفاهمتُ مع الملك و اريتهُ كُل الحقائِق ، انا لستُ غبيّ لادين نَفسي بقضيَة قَتل اميرَة تنحدر من السُلالة الحاكمَة دون جَمع ادلَة ، انتِ تعرفين انَّ القضايا التي تتعلَّق بالاسرَة الملكيَة عقوبتها الاعدام " قال مُتنهِدًا بِحنق يُراقبها و هي تسأله مُجددًا " و سويون ..؟ اتعلَم بما تَنوي لِفعله ..؟ "

" لا ، سويون حامِل ، ناهيك عن انَّها لا تستطيعُ السيطرَة على مَشاعِرها و ستبقَى خائفَة طيلة الوَقت ، ذلك سيؤثر سلبًا عليها لِذا اخفيتُ الأمر عَنها هذه الفترَة "

" لَكن ، لِما طلقتها ابي ..؟ دامك بالآخِر تستطيعُ حَل المُشكلَة ! " تَحدثت ايڤا التي لايزالُ موضوع الطلاق يُضايقها بشدَّة ، اجابَها بعدَما قلَّب الافكار برأسه قائِلاً " حينَما تحدثت مع المُحقق بِخُصوص قضيَة الاعتِقال ، اخَبرني ان عائلتي سَتتلقَى أذى من الشَعب و المُراسِلون لِكونهم يَدعمون قاتِل ..! لِذا انا طلقتُها ، هي حامِل لن تَحتمِل ماقد يَحدُث لها ، جَعلتها تقتنِع اني ساطلقها خوفًا من يونمي لانَّه ان صارَحتُها بالحَقيقة هي سَترفُض ، اعلم انها ستقبل دَعمي على حِساب نَفسها لِذا جاريتُها على اساس انصياعي لاوامر تلك التافهَة "

" لاكون صَريحًا ، كنتُ اؤجل امر كَشف الحَقيقة لِبعد ولادتِها لِذا عَرضت عليها الزَواج يوم ميلادِها و قَدمتُ اليها ذاك الخاتَم ، لَكن الوقت داهَمني و يونمي بدأت بِتجاوز حُدودها إذ طلبت مني ان اتزَوجها ، لِذا انا في وَقتٍ حرجٍ عليّ ان اتدارك فيه الوَضع و انهي هذِه المَهزلة قبل قُدوم صغيرِنا "

حَركت ايڤا راسها تجاوبًا مع حَديثِه بينَما تُناظر اقدامِها بِصَمت ، تلقَت حُضنًا دافئًا منهُ يَمسحُ على ذِراعَيها بِلُطف لعلَّه يُواسيها بَعد اكتِشافها لاعنَف الحقائِق عَليها

•••

" بعد ان اكتَشفت ايڤا الحَقيقة ، اخبرتها بِخُطتي و اني بِحاجَة الي حَدثٍ ضَخم اكشِف به الجَريمَة ، من تلقاء نَفسها عرضَت ان يتم ذلك بِيوم زِفافها ، لِكونه يَضم اهم الشَخصيات و كِبار المُراسلون و الصحفيون ، قالَت انها تُريد ان تَكون سببًا في مُساعدتي و ان كان على حِساب فَرحتها و حينَما رَفضت اصرَّت لِذا وافقَت بعد إلحاح و طَلبتُ منها أن تُمثل عدم المَعرفة كي لا تتلقَّى الاذى هي الاخرَى ، اردتها ان تَظهر ضحيَّة امام الإعلام و قَد نجحت بِذلك "

رَدف جونغكوك خاتِمًا ما جَرى و عُيونَه بِداخل عَسليتيّ سويون التي تَجمعت الدُموع في جُحورها قائلَة بصوتٍ خافِت " على الرُغم من ان الجَميع يرى ايڤا انانيَة ، لَكنها لم تَبخل عليك بافساد زفافِها البتَّة ، انا فخورَة بِها للغايَة "

" هِمم ، لِذا اخبركِ اني بِخير هُنا ، امام الجَميع انا اُقِلتُ من مَنصبي ، لَكن اُعامل كَما لو أني لازلتُ وزيرًا ، السِجن باكمله تحت أمري " تَحدث يُزيل عَنها عبئ التَفكير عن راحتِه بعدَما انتَشل يَديها يَحتويها بِداخل كَفَّيه

اومأت لهُ بابتِسامَة خافِتَة لِتقترِب تُعانقه بشدَّة " انا مُنبهرَة ، كَيف استطعَت التفكير بِكل هذا لِوحدك في فترةٍ وَجيزَة ..؟ انت حتمًا عبقريّ "

احاطَها بأذرُعِه يمسحُ على خُصيلاتِها الناعِمَة برقَّة بينَما يُقبل وَجنتها بِلُطف " اُخبركِ بهذا كَيّ تطمئني ان المُحاكمَة لِصالحنا ، والِدك ايضًا قَد ساعدني بالكَثير ، لن انسَى خيره البتَّة فهو كان سَبب البَحث عن الطَبيب و اقناعِه بالاعتِراف ، ايضًا استَطاع التوصُل الي رئيس شركَة الادويَة و جعلِه يُخبرنا بِمُكوناتِها التي تُساعِد السيطرَة على خلايا الدِماغ ، انا مُمتن لهُ بشدَّة "

ابتَسمت سويون بِخفَة لِتومئ لهُ ايجابًا حينَما ذكر سيرَة والِدها " لِهذا هو ليس قلِق ..؟ انتُم تُخفون الامر عنِّي ! هل فقط انا البَلهاء هُنا ..؟ " تَحدثت بِغيض بعدَما تذكَرت انهُ اخفَى عنها خُطته

" يا روحي انتِ مُرهفَة الحِس ، اعرِفكِ تُفكرين بِكل ماهي كَبيرة و صَغيرَة ، ان اخبرتكِ عَن خُطتي سَتلدين في الخامِس حتمًا فَهي خَطرَة كما تَرين " رَدف يُغازِلها ببعض الكَلِمات التي قَد نجح عن طريقِها بِالتهدئة من انفعالِها

لاعَب بطنها المُنتفخ باصابِعه مُشكلاً ابتِسامَة خافِتَة " نحنُ ، سَنحصُل على طِفلنا قَريبًا " هَمِس و السَعادة تَغمُر خافِقه

" من كُل هذه الاحداث المُروعَة ، اشك اني سألد غدًا " قالَت ساخِرَة و لَم تُدرِك ان جُملتِها تِلك سَتتحققُ فِعلاً ، كانَت تشعُر بإنقباضات ألم بين الفينَة و الأخرَى لَكِنها تجاهَلتها و لم تُظهر لهُ وَجعها البتَّة

قبَّل جَبينها بِحُب و مَسك يديها آمِلاً " سَاخرُج مِن هُنا قريبًا و نَعودُ الي كوريا حيثُ سأبني حياتِنا هُناك من جَديد بعيدًا عن كُل هذه الفوضَى ، سَتُنجبين طِفلنا و نَتزوج لِنُكمل ما تبقَى لنا من العُمر بسعادَة "

" هل ستتخلَى عن منصبك ..؟ " سألته بينما تَقرن حواجِبها تَراهُ يومئ مُهمهمًا " كُنت اودُ التخلي عنهُ منذ زَمن بالفِعل ، انها الفُرصة الأمثل لاترك كُل شَئ ورائي فالبَلد التي تأذيتُ بِها لن استطيعُ العيش فيها بِسَلام "

همهمت لهُ ايجابًا فَهو مُحِق ، اساسًا هي لم تَعُد تُطيق كَونه وَزير لِكثرة اعمالِه و انشِغاله بالدَولة ، تُريده ان يَكون مَعها يُلازِمها طيلَة الوَقت بعيدًا عن المناصِب و الكَراسي العاليَة

أن يَعيشا بأمان بَعيدًا عن كُل تلك المَشاكل التي تتبِع الشَخصيات المُهمَّة

ابتَسما الي بَعضِهما بِحُب بالِغ ما إن ساد الصَمت مَجلِسهما فَتجِده يقترِب مِنها يُباغِثها بِقُبلة تُلخِّص جُموح مَشاعِره نَحوها

هو لَن ينسَى وُجودها قُربه في أشدِّ مواقِفه صُعوبَة
المراة التي آمنت بِبراءته على الرُغم من كَونِه هو اول من صَدَّق ادانتِه

•••

يَــوم الــمُــحــاكَـــمَـــة

ذاك اليَوم الذي فقدَت يونمي فيه السيطرَة على مَشاعِرها و قَد آل بِه الخَوفُ لافتِعال جَريمة تُنهي بها حَياة جُيون ، بَعد ان وَجهت مُسدسها نَحوه عازِمَة على سَلبه روحِه و الشُرطَة تُحيطها مِن كُل صَوبٍ

وَسط تِلك الفوضَى التي تُفتعَل داخِل قاعَة المَحكمَة كانت سويون تتشبَّث بِذراع حَبيبها بَعدما احسَّت بِنزول سائِل بَلل افخاذِها ، ناظرتهُ بِوَجعٍ و عُيونِها بِداخل كُحليتاه القلقَة بعدَما قرأ الألم على تعابيرِها " س..سويون "

" جون..جونغ..جونغكوك " هَمست لهُ و عُيونِها مُوسعَة لاقصى حَدٍ امكَن بعد أم داهَمها ألم صَعب عليها تَحمَّله ، تمسَّكت بالجِدار وراءِها مُحاولة جَمع انفاسِها " ان..انه يُؤ..يؤلم "

" ا..انتِ تَلدين ..؟ سويون " صاح هَلِعًا غَير مُبالٍ بذلك السِلاح المُوجه نَحوه ، قَلِقه و ذُعره على امرأته التي عضَّت على شِفاهها بِوجع تَكتم صُراخِها " جونغكوك ا..انه ين..ينزل " تَشبثت بِيده بقوَّة

سُرعان ماقام بِلف ذِراعَيه حَولها يَحملها من وِسط ذاك الحَشد مُتجاوزًا رِجال الشُرطة الذين افسَحوا لهُ مَجال العُبور ، سَمِع صَوت إطلاق النار من خَلفِه و لَم يأبِه الرَصاصة مَن اصابَت ..!

دامَها لم تُصِبه او تُصب مرأته و ابنتِه التي لَحقتهُ مُسرعَة نحو الخارِج لاسعاف سويون التي تَصرُخ من الألم تُفسح المَجال لِدموعها بالنُزول تعبيرًا عن شدَّة الوَجع " ان..انا ال..الد في الس..السابِع " تَحدثت بِبُكاء مُتشبثَة بياقَة مَن واساها قائِلاً من وَسط لُهاثِه " اهدئي سويون ، اهدئي "

" جيكوب جَهز لي السيارَة من الباب الخلفيّ ، الصحافَة بالخارِج لَم اتمكَن من الخُروج بسهولَة " أمر مُساعِده الذي سارَع بالامتِثال الي أمرِه و التَوجه نَحو الخارِج لِجلب السيارَة من المَخرج الخلفيّ

ايڤا سارعَت بامساك يد صديقتِها التي بين ذراعيّ طليقِها تَبكي بألم " اهدئي سويون ارجوكِ ، سَتكونين بِخَير ، سَتلدين همم ؟ امكِ ايضا انجبتكِ بالسابع و ها انتِ ذا بِخَير " واستها قائِلَة بينَما تمسحُ عليها بِلُطف

" ساقوم انا بالقيادَة " قال تايهيونغ الذي سارَع بأخذ مفاتيح السيارَة من جيكوب و هَرول نَحو مركز القيادَة ، رَكب جيون من الخَلف بِرفقة حَبيبته في حين أن ايڤا استقَّرت بِقُرب زوجها من الأمام تُميل بِجذِعها الي الوراء كُل فينة و اخرَى للإطمئنان عَلى صديقتِها

وَضعت سويون يدها على بَطنها تُرجِع رأسها الي الوراء و دُموعها تتساقَط كَشالالاتٍ تأبى التَوقف " ج..جيون انهُ ي..يؤل..يؤلم " عبَّرت عن وَجعِها تتشبَّث بيدِه التي تَمسحُ عليها بِرفقٍ مُحاولاً مُواساتِها " قاربنا ان نَصِل ، ارجوكِ تَماسكِ "

" هنالِك زَحمة مُرور ، السير واقِف " صاح تايهيونغ الذي ضَرب المِقود بيداهُ مُغتاضًا حينَما علِق في الزِحام ، نَظر حَوله يرى السيارات تُجاوره من كُل نَحوٍ لِكون حادِث مُروريّ تَسبب في تَعطيل حركة السَير

" اللعنَة انهُ ليس وَقتها " هسهس جُيون قائِلاً بِغَضب بينَما يَنظُر حَوله و القَلق على امرأته يَنهش قلبه ، عاود التَحديق بِها يَراها تتنفَّس بِصُعوبَة و قَد ابتَّلت خُصيلاتِها لِشدَّة العَرق الذي يُفرزه جَسدها

" سويون هل تَسمعيني ..؟ " نَده عليها قائِلاً يَجذب اهتمامِها ، حَدقت بِه بِتعبٍ يُخيِّم على عَدستَيها و هي تلفِظُ حروفِها بِصعوبَة " ا.اشعر ب..برأ..برأسه ، تص..تصرف ارج..ارجوك "

قَضم شِفاهه بِغَيض لِيفتح الباب و يَنزِل يُراقب تَزاحم السيارات الهائِل " اللعنَة هذا الزِحام لن يَفك حتى الغَد " لَكم سطح السيارَة بِغضَب

نَزلت ايڤا من كُرسيها لِتصعد بِجانب صديقتِها تَمسح بلُطفٍ على عرق جَبينها عبر منديلِها " تماسكِ سويون ، تماسكِ ارجوكِ " هَمست لها بِحُزن تَرى مَدى توجعها عَبر انقباضات وَجهِها و صرّها القويّ على اسنانِها

مدَّت لها المنديل لِتعض عَليه بدلاً لِتُحدق في ساقيها ، وَسعت عينيها شاهِقَة بقوَّة فإذ بها تَصرخ مُنادية على والدها " ا..ابي ه..هنالك دما..دماء "

صَعد جُيون الي جِوار مراته يُراقب اختلاط بَياض ساقيها بِبقع حَمراء سَببتها الدِماء ، انتَفض قلبُه و هو يَرى عُيونها تُحاول جاهدَة الابقاء يَقِظَة " سويون ! " صاح يَهُّزها من كَتِفها لعلَّها تَستجيب الي نِداءها

حاوَطها بِذراعَيه يَقومُ بِجذبها نَحوه كَي يُخرِجها من السيارَة و يَركُض بها على اقدامِه نحو المُستشفَى ، على الرُغم من ان هَويته سَتظهر لِكُل مَن في الانحاء لَكِّن حياة مرأته و طِفلته على المِحك بالفِعل

رَكض بِها من بين السيارات ، مِنهم من تَمكن من مَعرفة هَويته حَيث نَزل كُل فردٍ من سياراتِهم مُهتاجون ضِده محاولون مَنعه من اتمام سَيرِه " انهُ القاتِل ، انهُ المُجرم يفِّر هارِبًا ، امنَعوه " تتعالَى اصواتِهم الراغبَة في امساكِه

لَكنه لم يَهتِم و رَكض بأسرع قوتِه كَما لو انَّ حياتِه تعتمِد على ذَلك
هي فِعلاً تعتمدُ على الماكثَة بين ذِراعيه تتكئ برأسها على صَدرِه

" اوقِفوه حالاً ، انهُ المُجرم يفِّر " صَرخ احدهم قائِلاً بعدما صَعِد على سَطح سيارتِه يُشير على ظَهر جُيون الذي تَلقى ضرباتٍ من الحجارَة تُصيب ظَهرِه لِتوقفه عن رَكضِه

الشَعبُ يُصبح هَمجيًا حينَما يَتعلقُ الموضوع بِجريمَة قتلٍ تَخُص احَد افراد عائلاتِهم الملكيّة ، لاسيما ان كانَت اميرَة في قمّة الادبِ كَايما..!

لِذلك ، ردّ فعلهم في الهُجومِ على جُيون ، كان طَبيعيًا للغايَة
اذ غالِبًا ما يَتمُّ التَهجم على المُجرمون من امامِ المحكمَة
فقط لاخمادِ جُزء من غَليلهم تِجاه جَريمته

و للاسف ، جُيون كان ضَحيّة غَضبِهم و اهتياجِهم نَحوه
رُغم انّهُ بَريئ ، لَكِن باعيُن الجَميع هو مُذنِب

ما مِن احدٍ سيُصدقِه ، الدلائِل التي نُشرِت ضِده كَفيلة باماتَة صورتِه الحَسناء في عُيونِ الجَميع ، الكُل اصبَح يَطمعُ في قَتلِه و استرداد حَقّ القَتيلَة ..!

تأوه بألم لِيتوقف عن الرَكض بعدَما تَعرقل و واشَك على السُقوط ، لَهث بقوَّة يُحدِق في وَجه امرأته المُتعرق و هي تتشبَّث بِقميصه مُحاولَة استِجماع قِواها بِصُعوبَة " ج..جيون " هَمست بِضعف

" ا..انا هُنا ، ساوص..ساوصلكِ سالمَة " هَمس قائِلاً لِيُواصل رَكضه مُتجاهلاً لُهاثه الشَديد و تسارُع نَبضاتِه القويّ ، تَلقى الكَثير من الضَربات على ظَهرِه الذي اصبَح ينزِف بِعُنف لَكِّنه تغاضَى

آخِر ضَربةٍ تلقاها على ساقِه أدَّت الي سُقوطه على رُكبتيه مُعانقًا جَسد امرأته الي صَدرِه بقوَّة بعدما استَمع الي صوت صَرختها المُتألِمَة

حَدق في عُيونِها الدامِعَة و الدِماء تتسرَّب من بين افخاذِها بِشراسَة ، نَفى مُعترِضًا يَراها على وَشك الإغماء و ذاك ما لا يُريده " س..سويون ، ارج..ارجوكِ ابقيّ مَعي " صاح بينَما يُطبطب على وَجنتيها يَستمع الي اصوات رَكض العامَّة من وراءِه

هُم ان امسكوا بِه لن يَرحموه ، لا هو و لا التي مَعه
قَد يُقتل على اياديِهم هو و امرأته بِرفقة طِفله

تسارعَت نَبضاتِه ما إن حاوَل الوقوف لَكِّن تلك الحجرَة التي اصابَت فِخذه اعجَزته عن النُهوض ، صَرخ بِكامِل قوتِه غيضًا ضاغِطًا على قَبضتاهُ بقوَّة ، لا يُمكنه ان يَكون بِكُل هذا العَجز و فتاته تَموتُ امامَه

" سويون ارجوكِ لا تُغلقي عينيكِ " صَاح بَعدما وَجدها تسدل جُفونِها لاخفاء عَدستَيها ، هَزَّها من اكتافِها لعلَّها تَستجيب لهُ لِيستَقيم مُلتفًا بِصُعوبَة مُلتفًا الي ذلك الحَشد الهائِل وراءِه " مالذي تَفعلونَه بِحق الجَحيم ؟ امرأتي تَلِد هُنا " صَرخ بأقصى قُوتِه يُحِدق بِهم و هم يَحملون الحجارَة على صِدد رَميها عليه

رَمى احدهم حجارَة اصابَت رأسه فَتسببت بِنزيف جَبهته ، اغمَض عيناهُ بألم لَيس اشَّد قسوَة مِن التي حاوَلت الجُلوس و هي تُمسك بِبطنها بِوَجع

•••

حينَما واشَكت يونمي أن تُطلِق الرصاصَة على جُيون اعتَرض طَريقِها غابرييل الذي تَلقَّى الطلق الناريّ على كَتِفه ، سُرعان ما قام بالهَرولة نَحوها لِيبُعد ذلك السِلاح عَنها لَكنها عاوَدت اصابِته على صَدرِه بِعينين موسعَتين

سُرعان ما تَدخلت الشُرطة البريطانيَة التي وَجهت اطلاق النار عَليها تُصيبها بِبضع رَصاصاتٍ ادت الي سُقوطها ارضًا بِجوار غابرييل الذي رَكع على رُكبتيه يُوسِع عيناه الزَرقاء بِصدمَة

يون سون كَانت على وَشك اللحاق بإبنتِها لَكِن بِمُجرَّد أن رأت حبيبُ قلبها يتلقَّى ذلك الاطلاق الناريّ حَتَّى صَرخت بقوَّة تُطالِعه بعدم تَصديق

" غ..غابر..غابرييل " شَهقت تَركُض نَحوه و هي تَدفع بِرجال الشُرطَة كي تَصل مَوقِعه ، سَمِعت صَوت صُراخ جيمين بِجوارها و هو يُنادي والدته التي فارقَت الحياَة ما إن تَلقت طلقة في مُنتصف رأسِها

" ابتعدوا عنِّي ، انهُ والِد ابنتي " صَرخت يون سون بِقهر تُبعد رِجال الشُرطة بِصُعوبَة و عُيونِها على غابرييل الذي يُمسك بمكان الطلقَة التي على صَدرِه يَتقيئ الدِماء التي لَطخت ذَقنه و عُنقه

صَرخت بِألم تَراهُ على وَشك السُقوط لولا انَّها تمكنت من تجاوز الشُرطة و الرَكض نَحوه جاثيَة على رُكبتيها بالقُرب مِنه ، احتَوته بين ذِراعيها تُناظر عيناه الزرقاء بِبُكاء " غاب..غابرييل ان..انظر اليّ "

وَضعت يَدها على وَجهه تَرى اختلاط اصابِعها البيضاء بِدماء حَبيبها الذي حَدَّق بِها و هو يَلفظ انفاسِه الاخيرَة بِصعوبَة " ي..يو..يون س..سون "

" اص..اصمت ، الاسع..الاسعاف قاد..قادم " تَحدثت من وسط بُكاءِها و دُموعها تتسرَّب بغزارَة ، رأته يتقيئ الدِماء مُجددًا لِتحضنه اليها بقوَّة صارِخَة " ارجوكم اتصلوا بالاسعاف بِسُرعَة ، ان..انهُ ب..بخَط..بخطر "

" ه..هل ك..كن..كنت ا..اب ج..جي..جيد لس..لسو..يون ..؟ " رَدف من وَسط ألمِه يُحدِق في عُيون يون سون التي اومأت لهُ بشدَّة تَراهُ يبتسِم مُرتاحًا مُكمِلاً " ان..انا حز..حزين لان..لاني ل..لن ار..ارى حف..حفيدي ، ك.كنت متح..متحمس لالع..لالعب مع..معه " هَتف و بالكاد يَستطيع جَمع انفاسِه

بَكت يون سون بقوَّة و هي ترّجُه تَمنعه من مواصلَة الحديث " اص..اصمت ، انت سَتراه ، ستراهُ و تلعب معه ، كما اني مُوافقة على زواجنا همم ؟ نحنُ سنتزوج و نُنجب اخ الي سويون كَما تُريد انت ، سُننجب خال صغير لطفلها حسنًا ؟ " تَحدثت و عُيونها العسليَة تُراقِب عَدستاه الزرقاء

عُيونه التي اُغرمت بِلونها مُنذ اول مرَّة رأتهُ فيها

ا " ه..هل سامح..سامحتني على ت..ترك..تركي لك..؟ " هَمس بألمٍ يُفرق شفاهه للحُصول على الاوكسجين ، يَراها تبكي بِحرقَة و هي تومئ ايجابًا بينَما تحتضِن وجنتاه " ان..انا سامحتك ، سامحتك مُنذ زَمن ، ارجوك تَماسك من أجلي ، لا تترُكني مُجددًا غابرييل ، لقد بدأت استعيد حَياتي بسببِك ، ارجوك " ترجتهُ بحسرَة و هي تَرُّجه لعلَّه يَستجيب

تَجدِه يبتسِمُ لَها بِخُفوتٍ و عَدستاهُ تَجوبُ عَسليتَيها الباكيَة " ان..انا س..سعيد لان..لاني ام..اموت ب..بي..بين يد..يديكِ " هَمِس و قَد بدأت قِواه تَخور بالكامِل ، وَضعت يدِها على عُنقه تتحسس نَبضِه الذي يَضمحِّل و يَضعف

" غا..غابر..غابرييل " نَدهت عليه ما إن توقف عن الاستجابَة مَعها ، ارتَعش بدنها بشدَّة ما إن رأت عُيونِه تَفقدُ وَمضة الحَياة فَتبقى مُعلقَة على مَلامِحها كآخِر شَئٍ يَراه

" غاب..غابرييل " هَزته بِقوَة من كتِفاه تندهُ عَليه و هي تَبكي بشدَّة ، صَرخت بأعلى صَوتٍ تملِكه حَتى كادَت احبالها الصَوتية أن تتمزَّق

•••

هُم كانوا على صِدد الهُجوم و قَتلِه لَولا رؤيتهِم سياراتٍ عَسكريَة ضَخمَة تُحاوط الموقِع بالكامِل ، نَزل مِنها الكَثير من الجُنود الذين كونوا حاجِز بين الشَعب و جُيون مؤشرين بأسلحتهم نَحو العامَة حيثُ صَاح قائدِهم " اي حَركة تِجاه سيدي و سيتم اطلاق النيران فورًا "

جُيون حَدق بِعساكِره و هُم يُشكِلون جِدارًا حامِيًا لهُ و امرأته حَيثُ اقتَرب قائِد الكتيبَة منهُ مُدليًا بِتحيته العسكريَة " سيدي الوَزير "

" وَردتنا استغاثَة مِن المُساعِد الاول جيكوب ، نحنُ هنا لتلبية النِداء "

ابتَسم جُيون مُمتنًا يُطالِع الشَعب الذين يُحاولون تَجاوز العساكِر للنَيل مِنه ، اقتَرب بسرعَة من سويون يُحيطها باذرعه و يَحملها اليه هامِسًا " ها نحنُ ذا ؟ تَحملي "

قادَه القائِد نَحو احدى السيارات العَسكريَة ذات الدَفع الرُباعيّ لِيصعد مع امرأته من الخَلف يَترُك خَلفه عساكِره يؤدون واجِب حمايتِه على أكمل وَجه

انها المرَّة الثانيَة التي يتصرَّف فيها جيكوب بِبديهَيَّة
المرَة الثانيَة التي يكونُ فيها سببًا لانقاذه هو و امرأته

سُرعان ما انطَلقت السيارَة نَحو المُستشفَى تتجاوَز كامِل الزِحام لِكونها تابعَة الي الدَولة ، نَظر جونغكوك الي حَبيبته التي تتشبَّث بِه و تأن من الألم " ط..طفلنا "

" ا..انه بِخير ، لا تَقلقي " هَمس مواسيًا بينَما يَمسح عَليها ، لم يَشعُر بِدموعه و هي تُشكِّل حاجِزًا على نَظرِه حينَما همسَت له " ل..لم اعد اشع..اشعر بِحركته "

" هشش ، ا..انه يتجهز للنُزول ، سَتكونين بِخَير " قال و هو يُجاهد الحِفاظ على نَبرتِه مُتزِنَة ، ضَمها اليه بقوَّة صارِخًا على السائِق " أسرِع ، اللعنَة انها تضيعُ من بين يديّ "

زاد العسكريّ من قيادتِه الي أن رَكن السيارَة بِعشوائية امام المُستشفَى التي تم مُحاوطتها من قبل العَساكر كي لا يَتم التَعرُض له

نَزل جُيون و بين يَديه امرأته يَركُض بها الي قِسم الطوارئ و هو يَصرُخ مُناديًا على الاطباء " احتاجُ طبيبَة نساء حالاً ، امرأتي تَلِد "

وَضعها على السَرير المُتحرِك يَصرُخ على الطاقم الطبيّ الذي لَم يَتحرَّك فَرد مِنهم ، عَقد حواجِبهم يُحدِق بهم و الشَرار يتطاير من عُيونه " قُلت انا بِحاجة الي طبيبَة ! ألا تَرونها تَنزِف و اللعنَة انها حامِل ..! "

" انت كَيف خرجت من السِجن ..؟ " وَجَّه احد الاطباء سُؤاله اليه بوقاحَة ، كان على صِدد الاتصال بالشُرطَة لولا جُيون الذي انقَض عليه يَخنُقه من عُنقه بعدَما الصقهُ بالجِدار " تتحرَّك أم اُريك كَيف دخلتُ السِجن من الاساس ..؟ " هسهس بِعنف يَهرسُ حروفه بين أسنانِه

اقتَرب طاقم التَمريض مِنه يُحاولون ابعادِه عَن الطبيب الذي راح يَختنق بِفعل قَبضة جُيون القويَّة ، تَركهُ يسقُط ارضًا يُحدِق بالطبيبَة التي اتت راكِضَة بعدَما رأت سويون على فِراش المرضَى تتقلَّب بِوجع

قامَت بِسُرعَة بِفحصها مُوسعَة عينيها بِصدمَة " عليها دُخول غرفة العمليات بسرعَة " قالَت بِهلع قَبل ان يُصادفها جُيون الذي هرول لَها بِقلق " ه..هل هي بِ.بخير ..؟ " سألها يَرى مَلامحها التي انقَلبت بِمجرَّد ان رأته

" هل هو طِفلك ..؟ " سألتهُ بينَما تقرِن حواجِبها تنتظِر اجابته التي صَدرت سريعًا " و اللعنَة عَليك تولديها حالاً ! انها بِخطر ألا تَرين ؟ " صَرخ بقوَّة لِيطالع امرأته ما إن نَدهت عليه بِصوتٍ مُرتجف

رَكض نَحوها يُمسِك بيدِها " عُيوني ، اخبريني ، انتِ بخير ؟ " هَمس قلقًا و عيناهُ تجوب مَلامِحها المُنهكَة ، طالعتهُ و دُموعها تُبلل عَسليتَيها " ل..لم اع..اعد احتم..احتمِل اكث..اكثر "

رَفع جونغكوك عينيه الي الطبيبَة مُهسهسًا " تَصرفي حالاً "

" انا لن اقومُ بتوليدها " رَدفت الطبيبَة بحدَّة تُزيل قُفازاتِها و اكمَلت ساخِرَة " جِد طبيبًا آخر خائن لِوطنه يقومُ بتوليد طِفل قاتِل اميرتنا ! "

" انهُ طِفل بِحق الجَحيم ، اليس في قلبكِ رحمَة ..؟ الا تَرينها كَيف تتألم ؟ حسنًا لا اُريد الطفل ، فقط انقذيها هي ، سويون ليسَ لها علاقَة " صرَّح قائِلاً مُشيرًا على حالَة امرأته المُزريَة لَكِّن طاقم الاطباء بأسرِه مُصرًا على رأيه

ان كان طَبيبًا ، لِما لا يُولدها هو ..؟
الفِكرة هُنا ، جُيون لديه رُهبة من عَمليات التَوليد
يكرهها بشدَّة خُصوصًا بعد الذي حَدث مع ايما و مَوتِها اثناء انجابها ايڤا

لِذا لم يَكُن مهتمًا يومًا لاختِصاص النِساء و التَوليد ، أي ليسَت لديه أي خِبرَة

" اساسًا نحنُ لا نعرف كَيف استطعَت الفِرار ، سنتصِل على الشُرطة فورًا " صاحَت الطبيبَة قائِلَة و هي تُخرِج هاتِفها من جَيب مئزرها الطبيّ

ضَغط جُيون قَبضتاهُ بعُنف مُهسهسًا " سأهدم هذه المُستشفَى على رؤسكم أجمَع " نَده بأعلى صَوتِه على عَساكِره الذين داهَموا المُستشفَى بأسلحتِهم

حَدقت الطبيبَة بالعساكِر ينتشِرون بالداخِل و بين أيديهِم اسلحتِهم مُوسعَة عينيها " مالذي يَحدُث هنا ؟ كَيف تدخلون القِطاع الطبيّ بالاسلِحَة ؟ هذا مَمنوع ! "

" ان لم تولديها حالاً ! سَيتم قتلكِ " هَتف جُيون بِجُمود فَليس لديه شَئ يَخسرُه أن ضاعَت امرأته من بين يَداه بالفِعل ، حَدقت الطبيبَة بقائد الكتيبَة الذي رَدف آمِرًا " أسعفي امرأة الوَزير حالاً ، انها اوامِر عسكريَة "

" انتُم تقفون ضِمن صفِّ هذا المُجرم ..؟ اليس هذا انقلاب عسكريّ ضد المملكة ..؟ " صَرخت الطبيبَة بغضَب و عُيونِها تُناظِر عينيّ القائِد ما ان هسهس قائِلاً " انهُ ليسَ من شأنكِ ، ان لم تقومي بتوليدِها كما أمر سيدي ، لن يُعجبكِ ماقد يَحدُث "

" الملِك ان علم بهذه المهزلَة لن يَصمُت " هَسهست بِغَضب تُناظر جُيون ما إن حَمِل زوجتِه بين أذرُعِه يسيرُ بِها نَحو حُجرَة العمَليات و الطاقِم الطبيّ من خَلفِه يتجاوبون مَعه تَحت تَهديد السِلاح

ادخَلها الي غُرفة العَمليات يَضعها على ذلك الفِراش و قَلبِه يَبكي ألمًا على حالِها ، يتألم بِقسوَة و عُيونِه الدامعَة تُراقب برود اطرافِها و هي تتشبَّث بِه هامسَة بِضعف " ا..ان م..مُت ، ارج.. " أسكتَها بِصرختِه الغاضِبَة

" اُصمتِ ، انتِ لن يحدُث لكِ شئ اسمعتِ ..؟ سَتلدين طِفلنا همم ؟ " مَسح على شَعرِها المُبلل بِفعل عَرقِها يُراقِب عسليتَيها المُحمرَّة ، حَدقت بِه و هي تَبكي لِهول الألم " ل..لا اريد تَركك " تمسكَت بِقميصه بألم

" انتِ لن تتركيني ، سَتُنجبين لي قِطعة منكِ و مني لِتكتمل اُسرتنا الصغيرَة ، حسنًا ..؟ " رَدف و هو يُقبل جَبينها بِضعَة قُبلٍ مليئة بالحُب و الحنيَة ، رَفع عيناهُ الي الطبيبَة التي دَخلت غُرفَة العَمليات بعدَما لبِست ثيابِها الطبيَّة و ناظرتهُ بحدَّة

استقام بِوقفته قائِلاً بحدَّة " انتِ تَعرفين انَّ اصابها اي مَكروه ما قَد يحدُث لكِ "

" لا اعلم مالذي فَعلتهُ لعساكِر دولتِنا ، لَكِن ان وَصل هذا الي الماِك حتمًا سيعدِمك فانت مُجرد نَكِرَة " هسهسَت بحدَّة تُحدِق بِه و هو يَضغط على اصابِعه بقوَّة ، دَخلت المُمرضَة من وراءِها و قالَت " استاذَة ، لقد وَصل مِرسال مَلكيّ من سُمو وليّ العَهد أمر بِه بتوليد المرأة "

قَرنت الطبيبة حواجِبها بخفَّة تُحدِق في جُيون الذي ابتَسم راضِيًا " انتِ متاكدة انهُ مرسال ملكيّ ..؟ " سألت مُوجهة بصرِها الي المُمرضَة مُجددًا

" نَعم ، انها اوامر ملكيَة عليها الخَتم الملكيّ "

اومئت الطَبيبة التي قالَت مُوجهة حديثِها الي جُيون " انت مُلوث بالدِماء و حُجرة العمليات عَليها ان تكون مُعقمَة ، غادِر "

" لَن استطيعُ تركها بين أيديكِم ، عليّ ان اكون حاضِرًا " رَدف مُعترِضًا على حَديثِها و يَداهُ تمسحُ على شَعر امرأته التي تأن بألَم

" دام الاوامِر صَدرت من البلاط الملكيّ ، فأنهُ واجِب عليّ تأدية عَملي على اكمل وَجه " تَحدثت الطبيبَة بينَما تقترِب من سويون تتفقدُها حيثُ اكمَلت " ارتدي زيّ مُعقم و عُد "

همهم مُستجيبًا مَعها ، حَدق في قِطعة قلبِه التي تأن بِوَجع قَبل أن يُقبلها على جَبينها و يُغادر لِتغيير مَلابِسه كي يَحضِر عمليتِها ، هو لَن يَتركها بِمُفردِها

غيَّر مَلابِسه بعدَما نظَّف نَفسه و حينَما كان على صِدد الدُخول الي حُجرَة العَمليات مُجددًا استَمع الي ذَلك الصَوت الذي جَعل نَبضاتِه ترتفِع

صَوتٍ اقشعَّر بَدنهُ لَهُ بشدَّة
انهُ صَوت بُكاء طِفله الذي اكتَسح الحُجرة بأكملِها

•••

8257 ✔️

اهلاً بِكم في تشابتر اليَوم 🦋

نُقول وداعًا لِغابرييل ..؟ 💔
احس دُموع ، حرفيًا بكيت بكيت و انا اكتب المَشهد ده

خُصوصًا سُؤاله
هل كُنت اب جَيد لسويون ..؟

ما اتخيل رد فعل سويون لما تسمع الخبر 💔

عُمومًا نبدأ بالجزءية الاولى من التشابتر

🪐 رأيكم في خُطة جُيون..؟

كان بقلبي كلام كتير اقوله بس بعد اخر جزءية حزفيًا دُموع ، راحت نية الكلام 🥲 اخليكم انتم تتكلمون عاد و تعبرون

عبروا كثير علشان اكتب لكم التشابتر الجاي اسرع 😡

🎀 بالتَفصيل هُنا جاوبوني

🪐 اكثر جزءية نالت اعجابكم ..؟

🪐 جُزءية انجاب سويون ..؟

🪐 اكثر جزءية بكتكم ..؟
انا عارفة جوابكم 💔

قاربنا على النهايَة
فاضل تشابترين و احس ماودي تنتهي 😭

🪐 توقعاتكم للقادم ..؟

لا تنسوا تلقوا نظرة على روايتنا الجديدة
عَروس الميراث
اريدكم كلكم هُناك

اراكم في التشابتر الجاي ان شاء الله
اهتموا بأنفسكم ♥️

.
.
.










اللطيفين يلي جابوا أسير
احبكم ♥️

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top