Husband | 57
Husband || زَوجي
اهلاً بِكم في الجُزء السابِع و الخمسون 🦋
هذا اكثر تشابتر حرفيا تعبني في كتابته
عارفين لو ماتفاعلتوا عليه
هابكيكم 🙂
امنحوه الحُب رجاءًا
احتاجُ دعمكم فنحن في النهايات بالفعل ♥️
لِنبدأ
•••
هو مُجرِم ، في اعيُن كُل الحاضِرين
لَم يجرأ احَد على الاقتراب و مَنع الرِجال الذين كانوا يَعملون لِصالحه من احاطَة مِعصميه بالاصفاد ، عَدا تِلك التي رَكضت نَحوه تعترِض عمَّا يَفعلونَه
" م..مالذي تَفعلون..تفعلونه " هَتفت نافيَة تدفعُ بالرَجل الذي ودَّ تقييدَه ، التَفت نَحوهُ و دُموعها تُغرق عينيها العسليَة " ماذا سَيفعلون ..؟ اخبِرهم ان يُخفضوا تلك الاسلحَة ، ان..انت قائدهم "
" لَم اعُد ذا سُلطة الان سويون ، ان..انا مُجرم " هَمس لَها و هو يُراقب عُيونها المُبللَة و هي تُناظِره بِحرقَة " ل..لا ، قلت سَتجد حلاً ، جُيون لا تَدعهم يأخذونَك " صاحَت بعدَما مَسكته من ياقتِه تَرجه بقوَّة
امسَك بيديها التي تُعانق ياقتِه كي يُبعِدُها ثُمَّ تَحدث بقلَة حيلَة " ا..انا اسف ، لاني لم اجِد حلاً " هَمس لَها مُعتذِرًا يُراقب تَسلل دُموعِها التي تُغرِق سائر وَجهها
مالذي يَعنيه بأسِف ..؟
ماذا عَن وعِده لَها بأنَّه سَينجوا من ذاك الكَمين ..؟
لَم تكُن تَستطيع أن تُواصِل النِقاش اكثَر ، ايڤا التي تَقدمت ناحيتهِما جَعلتها ترتدُ الي الخَلف تُفسح المَجال لِمن انتَصبت امامَهُ و بالكاد تَستطيعُ الرؤيَة بفعل دُموعِها " اك..اكان المع..المعروض ص..صح..صحيحًا ..؟ " سألتهُ لعلَّ ما رأته خاطِئ
حَدق في عينيّ طِفلته التي بالكاد تَستجمعُ انفاسِها لِمُحادثته ، ضاق صَدرُها كَضيق خاطِرها و انكِساره بيوم فَرحتِها
عُيونِها ، تَلومُه
" اي..ايف..ايڤا " كان على وَشك الحَديث ، لَكنها قاطعتهُ صارِخَة بقوَّة بعدما مَسكته من ياقتِه " اخبرني ان كان ذلك صَحيحًا ام لا ؟ هل قَتلت امي ..؟ "
تايهيونغ سارَع نحوها يُمسِكها من اذرُعها حَتى يُبعدها عَنه لَم يستطِع لشدَة تشبُثها بِوالدها الذي يُخفض رأسهُ بقلَة حيلَة
حَدقت في عَينيه و دُموعها لا تَتوقف عن الهُطول " ق..قل انك لَم تحرِمني مِنها ، قُل انك لست السَبب بِجعلي اعيشُ يتيمَة طيلَة حياتي " صاحَت به بقهَر و هي ترُّجه لعلَّه يُجيبها
ابعَدها تايهيونغ الي الوراء هامِسًا لها " تماسكِ ، ايڤا " حَدق في جُيون الذي نَظر نَحو مَن كانوا يَخدِمونه على صِدد انتِشاله رَهينًا لَديهم
" ان..انا لن اُسامحك " صَرخت ايڤا بينَما تُحاول ابعاد تايهيونغ عَنها ، اقتَربت من جُيون تُمسكه من ياقته بقوَّة " انت قَتلتها "
سويون حَدقت بِهما بِعدم تَصديق ، تَشعُر انَّ ما يَحدُث حَولها مُجرَّد مَشهد من مُسلسلٍ ما سَينتهي قَريبًا ، حَدقت في ايڤا التي يُحاول تايهيونغ مَنعها عن ابيها الهادِئ تَمامًا
لَم يَكُن بِحوزتِه اي رد فِعلٍ يُقابلها بِه
يُحدِق بِها بأسفٍ شَديد على انكِسار فَرحتِها بيومِها
" انا لن اُسامحك اسمِعت " صَرخت بِه بقوَّة لِيسحبها تايهيونغ الي الخَلف يُبعدها عن جُيون بصعوبَة " ايڤا تمالكِ ، انه ليس جيد لِصحتك " صاح بِها زوجِها الذي ارتابه القلق لِحُدوث نوبَة لَها
حَدقت بِه و هي بالكاد تَرى ملامِحه بسبب دُموعِها التي تُغطي مَجرى بصرِها بالكامِل ، تَشبثت بِقميص زَوجِها تستجمِع انفاسِها بصعوبَة " ان..انا "
رَفعت كُحليتيها الي والِدها الذي اقتَرب احد الرِجال مِنهُ و بين يديه اصفاد يعزمُ على تَقييد مِعصمَيه بِها ، ارتَجفت لِتسقط بين يديّ زوجِها الذي تملكَّه الخَوف من انهيارِها عَليه " اي..ايڤا "
حاوَطها بذراعَيه سريعًا يضمُّها الي صَدرِه يَراها تُشاهد والِدها و الدُموع تُغرق عُيونِها السَوداء
مَسك رَجلين ذِراع جُيون الذي نَفض عِضديه منه مُتحدثًا " سأسير لِوحدي " وَجه بصرهُ الي سويون التي تقفُ امامَه تُحدق به بِعدم تَصديق
لِهول الصَدمة ، هي لا تَفقه شيئًا
حوَّل عيناهُ الي ايڤا التي تَحشُر رأسها بِداخل صَدر زوجِها و تَبكي بحرقَة ، ذَبلت نَظراته الحادَة لِرؤيتها مُنهارَة بفستان زِفافها ، يتمنَّى لو يَعتذِر ، لَكِّن كلمَة اسِف سَتكون بِمثابَة سُخريَة فَحسب
لَو كان الاعتِذار كافيًا ، ما كان العِقاب واجِبًا
دَنت يون سون تقفُ في جِوار ابنتِها التي تُطالع الرِجال يأخذون حَبيبها خارِج القاعَة ، استفاقَت مِن شُرودها و قالَت مُشيرَة على ظهره " ا..ا..الي اين ياخذونه ..؟ "
" سويون " مَسكتها والدتها من ذِراعها تُحكم على ابقاءِها بالقُرب مِنها كما فعل غابرييل الذي ضَمها نحوه هامسًا " تماسكِ "
" دَعني " صاحَت بهما تَدفعهما عَنها لِتمسك باطراف فُستانها و تَركُض وراءه " جونغكوك " صَرخت تَنده عليه
خَرجت حَيث تلك المروحيَة التي جاء بِه الرِجال لأخذِه ، رأتهُ يَقفُ بِجوارها يمُّد بِمعصميه حتَّى يتم لف الاصفاد حَولهما ، نَفت بقوَّة لِتركض نَحوهم تَدفع بالرَجُل بعيدًا عن حَبيبها صارخَة بِه " مالذي تَفعله ؟ انه ليس مُجرم "
" سويون " قال جُيون الذي سَحبها نَحوه ما ان واشَك الرَجُل على ابعادِها ، حَدق في عُيونِها المَهمومَة قائِلاً بِصوت خافِت " ارجوكِ اهدئي "
" انت تطلبُ مني ان اهدأ في الوَقت الذي سيتمُ جرك فيه الي السِجن ..؟ " قالت صارِخَة بِه تُشير على تلك المرواحيَة التي ستحلق بِه الي اراضي المملكَة لاحتجازِه هُناك
" انت وَعدتني ، انت قُلت لي سَتجد حلاً ، لِ..لما حَنثت عَهدك ..؟ لِما تجعلني اشعُر بكل هذا الألم ..؟ ل..لما ؟ " مَع كُل حَرف تنطِق بِه كان الوَجع يتَسلل عبر كَلِماتها التي تُوجِهها نَحوه باتهامٍ و لَومٍ واضِحين
الألم الذي بِحوزتِها كَثير عَليها ، لم تَعتد تَستطيع أن تتحمَّل اكثَر
" ل..لم اعد اتنفَّس الاكسجين ، ان..انا اتنفَّس الوَجع " هَمست مُكملَة تُمسك بيده لِتضعها على قلبِها المُضطرِّب لعله يَشعُر بِوجعه " جِد لهُ حلاً "
نَظر جُيون بِداخل عُيونِها المُتعبَة لِيضع يدهُ الثانيَة حَول وجنتِها مُعتذِرًا بِصدق بالِغ " ان..انا اسِف ، لك..لكني انتظِر العدالة الالهيَة "
" ماذا تُفيد كلمَة اسِف و انت بَعيد عني ؟ " صاحَت بِه لِتضع يَديها على قَميصه تتشبَّث بِه بقوَّة كَشدة بُكاءِها " قُل لي بِما يفيد الاعتذار و انت لست بِجواري ..؟ "
يُؤلمه قَلبه و هو يَراها تَبكي بِهذه الحدَّة ، كَما لو انها على وَشك الاختناق بأية لَحظَة ، الوَجع الذي تملَّكه للتَو فاق الحُدود
ضَربتهُ على صَدره بِقبضتِها باستِمرار و شَهقاتها تتسرَّب كَخناجر تَطعنُ صَدرها مع كُل كَلمة تَخرُج " جِد لي حلاً ، انا لا استطيعُ العيش بِدونك ، لا استَطيع " صَرخت بِه
حَدقت في عَيناه و اتمَّت هامِسَة " جِد لِـ قَلبي الجَريح دَواءًا "
امَعنت النَظر بِداخل كُحليتاهُ مكملَة بغصَّة " اول..اولست طبيبًا ..؟ "
امسَك بيديها المُرتجفَة يُزيحها عن قَميصِه لِيُجمعهما سويًا مُقبلاً اياهُما بِحنيَّة تَزيدُها انهيارًا ، كُل ذاك الحُب يَجعل مُعاناتها تَتزايَد
كُل الدفئ الذي يَمنحُها اياه تَجعل فُراقه مُميتًا
شَهقت بِبُكاء تَرفُض تَركه حينَما اتى والِدها الذي سَحبها من ذِراعيها الي الوراء " سويون سَنجد حلاً ، اهدئي " هَتف يُطمئنها لِيناظر جونغكوك الذي ابتَسم مُتحسِّرًا على حالِها
بِليلة و ضُحاها تَحوَّل السبب الرئيسيّ لِوجع كُل مَن يُحِّب
انهيار ابنتِه بالداخِل ، و حَبيبتِه حاملَة طِفله التي تُصارِع حدَّة مشاعر الألم ، تُجاهِد بِكل ذرَة املٍ مُتواجدَة داخلها لِتهزم ذاك التشاؤوم الذي يُخبرها انَّها النِهايَة
ناظَرتهُ و هُم يُقيدون يَداه ، نَفت بقوَّة لتصرُخ بقوَّة مُحاولَة ابعادِهم ألا انَّ والدها قيَّدها جيدًا " ابعدوا ذلك الشَئ عنه ، انهُ ليس مُجرم " صاحَت حتَّى كادت احبالُها الصَوتية ان تتقطَّع
صرخَت باقوَى نبرة صَوتٍ تمتلِكُها لعلَّهم يَستجيبون
تمزَّق قلبُها حينَما اُغلقت تلك السلاسل على مِعصماه
ان راح طَبيبُها ، فَمن سيُخيط تَمَّزُقاتِها ..؟
حَدق جونغكوك بِها لِيرفع عيناهُ نحو غابرييل الذي قال بينما يُقيد ابنتِه كي لا تُفلت مِنه " سأعين لك مُحامي جونغكوك "
اومئ الاصغَر ايجابًا يُحدق في والِدته التي اتت راكِضَة من الداخِل بعدما سَمعت بِما جرى لكونها كانَت في الحَمام
" جونغكوك مالذي يحدُث ..؟ لما يأخذونك ؟ " هَتفت جونغهيون بِصدمَة تُطالِعهم و هُم يَسوقون ابنِها الي داخل المِرواحيَة لاحتجازِه
هي للتو فقدَت زَوجِها ، ليسَت مُستعدة لِخسارة ابنِها كَذلك
" امي ابقي بِجوار ايڤا ، ارجوكِ "
وصَّاها قائِلاً و لم يُعطها الفُرصة لِتستوعِب ما يَحدُث ، القَى نظرَة اخيرَة على حبيبتِه التي تُحاول مقاومَة والِدها و الفِرار
تلاقَت عيونِهما عِند النُقطَة التي ابتَسم فيها مِن اجلِها بِكُل صِدقٍ
بَسمتهُ تلك التي مَنحتها جُرعَة زائدة من الألَم
صَعد على متن المرواحيَة يَترُكها وراءَه تَتخبط بين اذرُع غابرييل الذي يُقيدها جيدًا الي ان اقلعَت الطائرَة ، صَرخت بقوَّة تبكِ بكل حرقَة في حُضن والدها " اخ..اخذوه يا..يابي ، اخذوا مم..مني روح..روحي "
وَقعت ابصارُها على جونغهيون التي وَقعت على الارض تُناظر الفَراغ بعدم تَصديق ، افلَتت والِدها الذي فكَّ سراحها حينَما غادر حَبيبها لِتسير نحوها و الغضب يَعمي بصيرتِها
" ان..انه بسببكم ان..انتم " هسهست قائِلَة تُحاول الحفاظ على ارتعاشِها ، رَفعت جونغهيون عينيها اليها تُحدق فيها " مال..مالذي تقولينه ..؟ "
" بسبب زوجكِ ، بسببه هو حَدث هذا لهُ " صَرخت بِها بقوَّة لِتنخفض لها تمسِكُها من ذراعيها و توقفها مُكملَة " زوجكِ القذر ضحَى بابنه لاجل مصالِحه ، زوجكِ العاهر تَسبب في ضياع سنوات حياة حَبيبي هَباءًا ، انه السَبب " رَجتها مُتحدثَة بحرقَة بالغَة
ابعَدتها جونغهيون عَنها متحدثَة بحدَة " لابد انكِ فقدتِ صوابكِ "
مَسحت سويون دُموعها بِخُشونة مُحاولة استعادَة اتزانها الذي سُلب مِنها ، ضَغطت على قبضتَيها قويًا مُتحدثَة " هل اَنجبتموه الي هذه الدنيا كي تُعذبوه ..؟ لِما تفعلون ذلك بِه ؟؟؟ "
" سويون يَكفي " قالَت يون سون مُقترِبَة من ابنتِها كي تُغادِر بها المَوقع ، حَدقت الصغيرة بامها بينَما تَبكي بِوجع " ام..امي ساعديني لاتخلص مٍن كُل هذا الألم ، ار..ارجوكِ "
احتَضنت الام طِفلتها تواسيها بالمَسح عليها بِدفئ لعلَّها تُهدأ جزءًا من الانهيار الماكِث بِداخلها ، قَبلت رأسِها بِضع قُبلاتٍ دافئَة بينَما تُحدق في غابرييل بِحسرَة " اف..افعل شيئًا " هَمست لهُ
اقتَرب غابرييل مِنهن يُعانقهن بينَما يُطبطب على طفلته و امِها مُتحدثًا بِحُزن " ارجوكن تماسكن ، انا مُتأكد من انها لَيست النهايَة "
ابتَعدت سويون عن حُضن امها تُحدق بِهما " خذوني الي بريطانيا ، الان ، الان اريدُ ان اكون هناك بِجواره " قالَت و هي تتمسَّك بيدا والديها
" لستِ بحالٍ جيد يسمحُ لكِ بالسَفر ، فكري بِطفلك ايضًا " رَدفت يون سون مُعترِضَة رغبة ابنتها التي اصرَّت مُنفعلَة " خُذوني و إلا اقسم ساتناول سُمًا انهي بِه حياتي العاثرَة هذه "
حَدقت يون سون في غابرييل و المدامع تُبلل عَينيها ، عادَةً هي تَتمالك في المواقف الصعبَة ، لَكن كمثلِ هذا المَشهد لم تَحتمِل
" ارج..ارجوك افعل لَها شيئًا ، ساخسرها على هذا الحال " تَحدثت الأم بصوتٍ باكٍ فَحالة ابنتها لا تُطمئن البتَّة ، استَلم غابرييل صغيرته مِنها و ضَمها الي صَدرِه يمسحُ عليها بِدفئ قائِلاً " سيعودُ حَقّه يا ابنتي ، اعدكِ اني سافعلُ ما بوسعي لاضمن سلامته "
اتكئت برأسِها على صَدر أبيها بينَما تُحدِق بالفَراغ بِصَمت ، سَمعته و هو يُكمِل متحدثًا " التسَّرُع و الانفعال لن يُفيدنا بشئ ، عَلينا الجُلوس بهدوء لِنجد حَلاً و نحيك خُطة مناسبَة ، ارجوكِ فكِّري بعقلكِ لا عاطفتكِ "
" س..سيكون وح..وحيدًا في الس..السجن " هَمست و عُيونها مُعلقَة في ذرات الهَواء ، قلبها يُعتصَر بألم كُلَّما تخيلتهُ بِمُفردِه يُواكب الرُكن
مَسكت قلبِها بوجع مُكملَة " ه.هو لا ي..يحب الاماك..الاماكن البار..الباردة و المغل..المغلقة ، يختنق كُلما كان في غُرفة خاليَة بها الكثير من الزوايا ، لا ي..يحب الاصفاد و السلا..السلاسل لان..لانها تذكره بالفترة التي احتجز بها في المصح..المصحَة "
رَفعت راسها تُحدق في عينين والِدها بِحسرَة ، اتمَّت بِنظراتها المُبللَة " سيحلم بِكثير من الك..الكوابيس هناك ، لن يستطيع النَوم ابد..ابدًا ، اشد مخاوفه ان يُغلق عليه في حُجرة باردَة بِمُفرده ، ه..هو يتأذى "
احاط غابرييل وَجنتيها الرطبَة بِفعل مدامِعها ليُقبل جَبينها بِلُطف مُواسيًا " انها فَترة مؤلمَة علينا اجتيازُها ، بالصَبر ، صَدقيني الرَب عادِل و لَن يسمَح ان يضيع حقهُ ببساطَة حتى ان تكاثرت مكائِدهم ، لانهُ نَقيّ رُغم محاولاتِهم المستمرة في تَلويثِه ، لازال يُحافظ على نَقاوته "
" ه..هل تعتقد ذلك ..؟ الر..الرب سيساعِده ..؟ " قالَت تُحاول التمسُك في كلمات الاكبر كَحبل نجاةِ يُخرجها من الغرَق بين مُحيط احزانِها
اومئ لها الاكبر سِنا مُشكلاً ابتِسامَة تُطمئنها " صَحيح انكِ لستِ معهُ ، لكِّن الرَب يُرافقه اينَما كان و يَحفظه ، انهُ الادرَى و الأعلَم بما يجوب خاطِرنا لِذا بِوسعه تَغيير مَجرى الاحداث اجَمع لِتكون لِصالحه "
" ه..هل علي الدُعاء كث..كثيرًا ..؟ " هَمست و اطرافها ترتجِف كُلما تذكرَّت مَشهد اخذِه ، ابتِسامته تِلك تَخبط مُخيلتها فَتجعلُها مُقيدة بين اسوارِ المِعاناة
" اجل اميرتي ، ادعي من اجلِه و كُلما سَندعوا لهُ ، لِذا ذهابكِ لن يزيد الامر الا سُوءًا ، سيجعلهُ الامر مُشتتًا ، ستحملينه عبئ التَفكير بِك بدلاً من ايجاد حَل ، لِذا يُفضل أن نبقى هُنا لفترَة " تَحدث الاكبر بينَما يحتضِنها الي صَدرِه و يَمسحُ على شَعرِها القَصير بِلُطف
" ه..هم ل..لن يعدِموه ..؟ " هَمست مُتسائلَة فاجابات والِدها تَمنحُها جزءًا من الاطمئنان ، اهداها قُبلَة مُحبة على رأسها لِيتحدث نافيًا " لا ، ستكونُ المحاكمَة الي صالِحه ، انا ساقفُ شخصيًا عَليها "
اغمَضت عينيها بينَما تُسند رأسها على كَتف أبيها " هو قال انهُ في ولادة جون سَيكونُ هُنا " ابتَعدت عنهُ تُحدق في عيناه ، وَضعت يدها على بطنِها المُنتفخ مُكملَة " ه..هل سيأتي ..؟ "
" سيكونُ موجودًا ، دامهُ وعدكِ بذلك " واساها قائِلاً بإبتسامَة لِيمسح على شَعرِها طوليًا مُحدقًا في الأمل يشقُ معبره الي عُيونها ، مَسحت دُموعها بشخونَة لِتنطق " لن ا..اكون ضعيفة و اشعره انها النهايَة "
ابتَسم لِيطالع يون سون التي اقتَربت تُعانقها من الجانب بينَما تُقبل وجنة صغيرتِها مومئَة " عليكِ التحلي بالقوَة ، انهُ بحاجتكِ الان اكثر من أي وَقتٍ كان " هَمست لها و هي تُمسد ذِراعها بِلُطف
" عليّ التوقف عن البُكاء ، ساُحاول الا ابكي ، عليه ان يَعرف ان مرأته قويَة ، اليس كذلك ؟ " نَظرت نحو والديها تُحاول اخَذ دور المرأة القويَة ، لَكن مابِداخلها هش للغايَة
تَمسكت بيديهِما و اكمَلت مُصارِعَة ذلك التشاؤم " ساذهبُ لارى ايڤا ، جونغكوك لن يَموت " تَحدثت بِعزم قَبل أن تلتفِت و تَدخُل الي القاعَة
لَم يكُن في القاعَة احد سِوا ايڤا و زَوجِها الجالسين في احدى الطاولات و قُربهم جونغهي و جيمين
كانت يونمي على وَشك المُغادرَة فقامَت سويون باعتِراض طريقِها تُناظر عُيونها بحدَّة " اهذه كانت خُطتك منذ البدايَة ..؟ ان تَكسريه في يوم زِفاف ابنتِه ..؟ " هسهست قائِلَة و الغَضب يتطاير مِن عَسليتيها
" اوليسَ يستحِق ..؟ كُل جانٍ سيُعاقب على ما جَناه ..! " قالَت يونمي بَعدما تماسَكت و استجمعَت قِواها للنُطق ، اقتَربت سويون مِنها بضع خُطوات بعدَما فقدت سيطرتِها على اهتياج مَشاعرها " و انتِ ..؟ اتظنين انكِ ستفرين مِما جَنيتيه ..؟ "
لم تستطِع كبح يدها التي تطاولَت لامساك شَعر الاكبر سِنا و جَذبِه بعنفٍ كَعُنف الألم الذي اجتاحها " اتظُنين اني ساسكتُ لكِ اكثَر ..؟ " هسهسَت مُتجاهلّة صُراخ الكُبرى المُتوجِع
" اليسَت في قلبكِ رحمَة ..؟ هل انتِ مرأة حتَّى ؟ من اين جَلبتِ كل هذِه القسوَة ؟ " صاحَت بِها و هي تَزيد من شدِها على خُصيلاتِها تكادُ تقتلِع شعرِها من مَنبتِه ، صَرخت يونمي بِتألم بينَما تُحاول ابعاد الصُغرى عَنها " دعيني ايتها المُتوحشَة ، دعيني و إلا .. "
" و الا ماذا ..؟ لَم يعُد هنالك ما اخافُ منه الان فَكُل شئ فُضح " صَرخت الصُغرى تُفرِّغ كامل حُزنها بالاكبَر التي رَكض ابنها لِمُساعدتِها ، وَضع يدهُ على قبضة سويون قائِلاً " اتركيها سويون مالذي تَفعلينه !! "
" امك العاهرَة ، هي سبب المَشاكل التي جَرت لي " صاحَت سويون بِوَجعٍ يفرض سُلطته على صَوتِها المُهتَّز " كُل ألمٍ قاسيته انا و حَبيبي ، هي جُزء مِنه ، انها شيطانَة ، يَستحيل ان تكون انسانَة "
تمكَّن جيمين من فَك وثاق والدته التي ودَّت صَفعها بقوَّة لولا يون سون التي اعترَضتها و نَهت بحدَة مُحذرَة " ان لمستِ شعرَة مِنها ، ساحرقكِ حيَّة " هسهسَت مُشيرَة عليها
ارجَعت يونمي شَعرها المُبعثر الي الوراء بينَما تُناظر يون سون بغضَب ، حَدقت في غابرييل الذي اعاد طِفلته الي الوراء لِتكون آمنة بِحضوره ثُمَّ قالَت مُهسهسَة " انتُم تَلعبون مع الشَخص الخاطئ "
" بل انتِ مَن تَعبثين مَع أسيادُكِ " هَتف غابرييل بِحاجبٍ مَرفوع يُناظِر عينيّ يونمي بِسُخريَة حيثُ اكمَل " كُل ما ذاقتهُ مراتي بِسببكِ ، و ما عانتهُ طِفلتي ، لا تَظنين اني عنهُ غافِل ..! "
" مالذي تَستطيع فِعله ايها السَفير ..؟ " سَخرت يونمي قائلَة بينَما تَضغط على قَبضتيها بِعُنف " جُيون سيُدان قَريبًا ، و اللعبَة سَتنتهي بِموتِه " اتمَت مُبتسمَة بِجانبيَة عَبثت باعصاب سويون المُهتاجَة
" لو كنتُ مكانكِ ، كنتُ خفتُ على نَفسي كمرأة حامِل " وَجهت تَهديدها المُباشر الي مَن شدَّت على يَديها تُناظِرُها بحدَّة
" نُقطَة الانقلاب قد رُسِمت بالفِعل ، بارك يونمي " تَحدث غابرييل بالانجليزيَة بينَما يُميل رأسهُ مُخرِجًا قداحتهُ من جَيبه بِرفقة سيجارتِه
اشَعل تلك النيران التي دوا انعكاسُها بِداخل عينيّ السياسيَة قُبالته ، حَدق بِها بثقَة مُكمِلاً بِهَمسٍ خافِت " ساعَة الحَق ، بدأت تَدقّ"
" سَنرى ما بِوسعك فِعله " هتَفت المرأة بينَما تبتسم ساخِرَة ، تَجاوزتهم مُغادرَة القاعَة و خَلفها جيمين الذي لَم يتمكن من فَهم حِوارِهم المُبهم
سويون حَدقت في والِدها الذي طَبطب على ظَهرِها بِلُطف " ساذهب لاُجري اتصالاتي همم ؟ ابقي مع امكِ ريثما اعود "
اومات لهُ ايجابًا بينَما تتلقى حُضنًا جانبيًا من يون سون التي تتبعَته يُغادِر ، سانَدتها الي احدى الطاولات لِتُعطيها كوبًا من الماء تَجرعتهُ للتخفيف من هَول الصدمَة التي اجتاحتها " تمالكِ .. سَتُصبح الامور بِخير قريبًا "
شَربت سويون من الماء بينَما تُحدق في ايڤا الجالسَة في الطاولَة المُقابلَة تُسند وَجهها بداخل كَفيها في حين ان زَوجِها يقفُ من خَلفها يمنحها عناقًا خَلفيًا
ابتَسمت بِحُزن بينَما تشُّد على الكأس بين قَبضتِها " ما ذَنبها تُكسر فرحتها في يومها المُميز ..؟ كانت تُخطط لهذا اليَوم بِسعادَة غامرَة "
رَفعت عينيها الي امِها مُتسائلة بِقلق " هل قلبها سيكونُ بخير ..؟ "
" اذهبي اليها ، المواساة في المواقف الصعبَة لا تنسى ابدًا " قالَت يون سون بينَما تُمسِك بِذراع طفلتها و توقفِها ، تَماسَكت الصُغرى قَبل ان تَخطوا نَحو ابنَة حبيبها و الخَوف يَنهشُها
ماذا سَتكونُ رد فِعلها تجاهها ..؟
قَد تَدفعها و تصدُها ..!
ابتَلعت ريقِها قَبل ان تنتصِب امام الصغيرَة هامسَة " ايف..ايڤا "
ابعَدت ايڤا يَديها عن وَجهِها تَكشف عن ذلك الخَراب الماكِث على مَلامِحها ، رَفعت كُحليتيها الي الاكبر سِنًا تُناظِرُها بِكسرَة
اقتَربت الكبرى مِنها لِتجلس القُرفصاء امامَها بِصعوبَة بفعل حَملِها ، مَسكت بيديّ ايڤا مُحتضنَة عيونها السَوداء بِخاصتيها العسليَة قائلَة " تماسكِ "
نَظرت ايڤا بِداخل عُيون سويون الخائفَة من ردِّ فِعلها ، سَحبت يَديها من بين يديّ الكُبرى و قامَت باحتضان ذِراعيها توقفِها عن الأرض
استَقامت مَعها و تَحدثت بِصوتٍ مَبحوح لِكثرة البُكاء " انتِ من عليها التماسك ، انتِ حامِل ارجوكِ ارحمي نفسكِ "
دَنت الصُغرى لِمُعانقَة الكبرى و الشَد عليها مُكملَة بنبرةٍ مُهتزَّة " ل..لا اعلم مالذي يحدُث ، لك..لكن انتِ لستِ المخطئَة "
بادَلتها سويون العِناق مُشارِكَة اياها بُكاءها الذي صَدح عالِيًا ، مَسحت طوليًا على ظَهرِها مُحدقَة في تايهيونغ المُستاء خَلف زَوجتِه
القاعَة التي شَهدت على زواجِهما ، كانَت الشاهدَة الاولَى على فاجعَة اصابَت الجَميع ، فَرحتهِما دُفنت اسفل رمادٍ كَونتَّه حرائِق الصَدمَة
ابتَعدت سويون عن ايڤا تُحيط وَجنتيها المُبللَة بينَما تهمسُ قائلَة " انتِ مريضَة ، ارجوكِ ارحمي قلبكِ ايضًا "
" ه..هل هو الف..الفاعل ؟ " هَمست ايڤا قائِلَة و نَبضاتُها بدأت تُؤلِمُها ، نَفت سويون مُعترِضَة بينَما تشُّد على يد الصُغرى " انهُ لا يقتل نَملة ، فَكيف بِروحِ بشريَة ..؟ "
" ذلك الف..الفيديو " هتَفت الصغيرَة مُحاولَة التَماسك و خَوض نِقاش مع سويون التي عاوَدت عناقها مُجددًا مُتحدثَة بحسرَة " قد يكونُ الامر غير منطقيّ ، لَكن صدقيني أن كُل الادلَة الموجهَة نحوهُ خاطئَة "
استَجمعت ايڤا انفاسِها لِتُحدق في يون سون التي طبطبَت على ظهرِها مُتحدثَة " هيا عليكِ العودَة معنا الي المنزِل ، لا يُمكنك البقاء بِمُفردكِ "
" ل..لكن تايهيونغ " التَفت نحو زَوجِها الذي لَم تجِده مُتواجِدًا ، حَدقت في الكُبرى حينَما قالت مُوضحَة " غادر لِتوه مع غابرييل ، هُنالك بِضع امور سيهتم بها الرِجال "
مَسحت دُموعِها التي لا تَتوقف عن النُزول ثُم حَدقت بِفُستانها مُبتسمَة بِسُخريَة " كانَت من المُفترض انها ليلَة زِفافي "
حَدقت سويون بامها بِحُزن بينَما تُعانق صديقتِها من الجانِب مُتحدثَة " سَنتجاوز هذه المحنَة سويًا ، ليسَ لدينا الا بعضنا الان "
رَفعت ايڤا عينيها اليها تُحدق في عُيونها العسليَة " سَتبقى نُقطة سَوداء في حياتي أجمَع " هَمست
التَفتت يون سون الي جيكوب الذي دَخل من باب القاعَة و تَحدث لاهِثًا " الصحافَة بالخارِج تملئ المَكان ، كُل المُراسلون على وَشك الدِخول لِذا علينا اصطحابكم للمُغادرَة "
اومأت الكُبرى بينَما تجذب الصَبيتَين مَعها الي الخارِج ، غادروا من الباب الخَلفيّ سِرًا مُتوجهين الي بيت يون سون التي استضافَتهم في غُرفة ابنتِها
غيَّرت ايڤا فُستان زِفافها مُرتديَة احدَى ثياب صديقتِها كما فَعلت سويون المِثل ، لبست مَلابس فضفاضَة و جَلست بِجوار الصُغرى على الفِراش
كِلتاهُما تَحمِلان مِن المتاعِب ما يكفيهنَّ
استندَت سويون على فِخذ ايڤا تُحدِق في صُورتها المُعلقَة مع زوجِها على الجِدار بِشُرود ، كُل مَشهدٍ لَطيف يَطرأ على ذاكرتِها و يَمنحها شُعورًا من الاشتِياق لا يُطاق
" هل تَكرهينَه ..؟ " هَمست سويون قائِلَة تُوجه سُؤالها الي صديقتِها التي تُحدق في شاشَة هاتِفها حَيث كانَت تضع صورتِها مع والدها خَلفيَة
ابتَسمت ايڤا بانكِسار لِتهمس " هل ساكونُ كاذبَة ان قُلت اجل ..؟ "
استقامَت سويون لِتجلس مُعتدلَة و تُطالعها بِحُزن ، قامَت بِعناقها و ضَمها اليها بينَما تُطبطب على ظَهرِها مُواسيَة على الرُغم من كونِها من تحتاج قدرٍ عالٍ من المُواساة
تُحاوِل تجاوز المِجزرَة التي تَحدُث في صَميمِها فَروحها قَد تزهُق لِفرط الوَجع
تُحاول ان تتظاهَر بالخَير لعلَّها تُصبح بِخَير
•••
دَخل غابرييل الي المَنزل مُتأخِرًا فإذ به يَجِد ابنتِه في صالَة البيت تَنتظِر وصولَه ، نَزع معطفهُ عند الباب و تَحدث مُتسائِلاً " الم تنامي ..؟ "
" و هل استطيعُ النَوم مع كُل تلك النيران التي تحرِقُ صدري ..؟ " تَحدثت قائِلَة بعدَما وَجهت بصرها نَحوه مُستقيمَة من مَجلِسها ، حَدقت بِه تجده يَدنوا مِنها و على مَلمحه تعابير بائِسَة
دنى لِعناقها لعلَّه يُخفف عَنها فبادلتهُ مُشدَّة عليه " قلبي لن تنطفئ شُعلته إلا برؤيتهِم يَحترقون " هَمست لهُ بينَما تضغطُ بيديها على احتضانِه
ابتَعدت عنهُ لتنظر في عَيناه مُتحدثَة " ان كنت تُحبني ، ان كان عندي لديك خاطِر ، ارجوك نَفِّذ لي هذا الطَلب مهما كان مُستَحيلاً "
" اي طلب يا صغيرتي ..؟ " نَظر في عينيها هامِسًا بعدَما احتَضن وجنتها بِكفه يمسحُ بابهامه على خدِها مُواسيًا ، يَرى عُيونِها العسليَة تشتعِلُ من هَولِ الغَضب و الحِقد الذي يَنموا بِداخل صدرِها البَريئ
يَرى انعكاس الخَراب تُبرزه مَرايا عُيونِها بشكلٍ واضِح كَوضوح نَبرتِها و هي تَتلوا بِطلبها لهُ
تُطالِبه بالمُستَحيل الذي سيسعَى لِجعله مُمكِنًا لاخماد جُزء من نيرانِها
•••
دَخلت يونمي الي مَنزِلها بِرفقة جيمين الذي بِصعوبة تمكن من تَجاوز الصحافَة و المُراسلين ، اغلق الباب و النوافِذ جيدًا يُحدق في جونغهي التي سارعَت بالهُروب الي غرفتِها مُتجاهلة خالتِها
تَنهَّد و هو يقترِب من امه مُتحدثًا " انتِ كنتِ تعرفين ان جُيون السبب في موت الاميرة ..؟ "
حَدقت يونمي به بعدَما رمت حقيبتها على الاريكَة حينَما اخرجت منها كبسولة دواء للصُداع ، تناوَلت كأس الماء من الخادمَة و احتست المُسكن مُجيبَة " كنتُ اعلم "
" كنتِ تعلمين و تسترتِ على الموضوع ..؟ هل فقدتِ صوابكِ امي ؟ " صَرخ بِها مُهتاجًا يراها تجلسُ على الاريكَة بينما تُمسك برأسها بألم فاكمَل " و رُغم ذلك كنتِ تُحبينه و تَسعين لتكوني في عِلاقة معهُ ..؟ "
" بل سَعيتِ لجعله يتطلَّق من زوجتِه ، اتعلمين اين الطامَة الكُبرى ..؟ ان الثورة الاعلاميَة لن تثور على سويون ، بل عليكِ انتِ لانكِ عشيقتهُ الحاليَة ، انتِ ابدًا لستِ مُستعدة للقادِم "
خللت يونمي خُصيلاتِها في شَعرِها بينَما تقضمُ شِفاهها بِتوتر ، رَفعت عينيها الي جيمين مُهسهسة بغضَب " اُصمت ، انا بالكاد احتمل الوَضع ، اغلق فمك جيمين "
" انتِ جلبتِ لنا العار ، بسببكِ سنتلقى هُجومًا شَرسًا من المُراسلين ، اسهُم الشركَة ستسقُط ، هذا ان لَم يتم مُصادرتكِ من قبل الشُرطة البريطانيَة لتستُركِ على مُجرم " صاح جيمين بينَما يُشير على والِدته بغضبٍ مُكمِلاً بصوتٍ اقلّ هدوءًا من سابِقه" جهزي نَفسكِ لانكِ ستسافرين الي بريطانيا قريبًا من اجل التَحقيقات "
مَررت يونمي يَديها المُرتجفَة على وَجهِها لِتستقيم من مجلِسها مُتجهة الي غُرفتِها ، اغلقت الباب وراءها تكتئ عَليه و عُيونها على الجِدار امامَها
" م..من بلغ على جُيون ..؟ م..من قام بعرض ذلك الفيديو ..؟ " هَمست و اطرافِها ترتعِش ، تمشَت بِخُطواتٍ مُرتعدَة نحو فِراشها و قَبل ان تَصله لَمحت شيئًا فوق الطاولَة ، قَرنت حواجِبها لِتسير في اتجاهها بِبُطئ
ما ان وَقفت على مَقربةٍ منها لَمحت ظرفًا موضوعًا على سطح الطاوِلَة ، حَملته بين اصابِعها بَحذر لِتُخرج تلك البِطاقَة التي تَحملُ اعلانًا ترويجيًا لِفيلم سيُعرض قريبًا على السينما
" ماهذا ..؟ "
هَمست مُتسائلَة ما إن قرأت ماكُتب على ظَهر البطاقَة
- دَعوة خاصَّة الي السيدَة بارك يونمي
قلبَت البطاقَة تُمرر عيونِها على عِنوان الفيلم المَكتوب بِخَطٍ عَريض
الأسِـــيـــر
اغمَضت عُيونها مُستجمعَة انفاسها قَبل ان تُلقي البطاقَة بعيدًا عن مُتناولها مُتمتمَة بغضب " انهُ ليسَ وقت هذه التَفاهات " هسهست
جرَّت خُطواتها بِثقلٍ الي فِراشها بينَما تُفكِّر بآخر الاحداث التي طَرأت
لا تُدرِك سبب ارتعابِها على الرُغم من كَون جُيون قَد سُجِن مُدانًا بِتهمته
لَكِّنها خائفَة فَحسب
•••
مرَّت الايام التي كانَ صَداها الاعلاميّ شَرِسًا للغايَة
تناقَلت الصُحف و القنوات الاخباريَة الواقعَة التي طرأت في زِفاف ابنَة الوَزير و ادانته في قضيَة مقتل زوجتِه الراحلَة المُنحدرَة من السُلالة الملكيَة
ثَورة اعلاميَة شرسَة نهضَت تُدين جُيون الذي تم مُصادرَة امواله و مُمتلكاتِه بالكامِل ، قصرِه في المملكَة قَد تَّم لفه بالشَمع الأحمَر مع مُواصلَة التَحقيق الذي فُتِح بعد عِشرون عامًا من القضيَة
يونمي سافَرت الي بريطانيا بِطلبٍ من المملكَة من اجل سَير التحقيقات تمامًا كَما فعل جونغ ووك و والِدته بَعد ان وَردهم القَرار بالقُدوم
غابرييل كان شاهِدًا رسميًا اخذتهُ الشُرطة بعين الاعتِبار و كَذلك سويون التي لَم تحتمِل البقاء مَكتوفَة الأيدي و سافَرت بِرفقته
ايڤا و زوجِها بِرفقة جيمين كانوا رُفقاء السَفرِ لَها لِحُضور المُحاكمَة الاولَى لِجُيون الذي يجلسُ وراء قُضبان السِجن مُكبَّل المعصَمين و عَيناهُ مُعلقة على سَقف الحُجرَة البارِدَة بِصَمت
وَرده خَبر قُدوم زائِر لِذا نَهض من مَجلِسه و تقدَم بِخُطواتٍ رزينَة نَحو الشُرطي الذي ازال عَن مِعصميه الاصفاد و قادهُ نحو غُرفَة الزيارَة
ما ان فَتح ذلك الباب و كَشف عن الزائِر حتَّى اتسعَ بؤبؤ عَيناه لِرؤيتهُ قطعَة قلبه تَجلسُ بذلك البطن المُنتفخ في انتِظاره
" سويون ! "
لَم يتوقَّع البتَة قُدومِها خُصوصًا انهُ اوصَى غابرييل بألا يجعلُها تُسافر مسافَة طويلَة كهذِه فذلك خَطر على حَملِها جدًا ، لَكنها عانَدت بشكلٍ جَعلهم يخضعون لِرغبتها و احضارِها لِرؤيته
استَقامت من مَجلِسها تُناظِره بِعَينين دامِعتين ما ان رأت ثياب السُجناء تُعانق جَسده النَقيّ ، لَم تُرد البُكاء حتَّى لا تُشعِره بالضُعف لِذا تماسَكت و تقدَمت منهُ كما فعل هو لِتمنحه عِناقًا مليئًا بالاشتِياق و الحُب
" اشتقتكَ كثيرًا "
هَمست لهُ بِصوتٍ تملئهُ الغصَّة و يداها تُحيط جَسده الذي احتواها بِحنية بين اذرُعه ماسِحًا عليها بِلُطف
" انا ايضًا ، الشئ الوَحيد الذي لا يُطاق هُنا ، هو بُعدكِ " هَمس مُقابِلاً بينَما يُسند وجنتهُ على خُصيلاتِها الناعِمَة يطمئن عِند شُعوره بانفاسِها الحارَة تصطدِم بِبُرودَة بشرتِه
ابتَعدت عنهُ و احاطَت وجنتاهُ بِقلقٍ يأسر عَيناها " هل تاكل جيدًا ..؟ لست تاكل اليس كذلك ؟ اُنظر الي شكلِك كَيف نحفت ! ألا تَعتني بصحتك ..؟ "
" انا آكل سويون ، لكنكِ قلقة لهذا تَرينني نحِفت " رَدف بينَما يسحبُها معهُ الي الطاولَة حَيثُ جلسا سويًا بِقُرب بَعضهما ، وَجدها تَحملُ تلك الحقيبَة الكبيرَة التي تَضعُ فيها الكَثير من مُستلزماتِه
اخرَجت لهُ ثيابًا نَظيفَة بِرفقَة منتجات عِنايته لانها تَعلم انهُ مهووس بالحِفاظ على بشرتِه و شَبابه ، وَضعت حافظَة الطعام المُزدوجَة بعدَما طبخَت لهُ اكلته المُفضلَّة ثُمَّ اخيرًا مدَّت لهُ ذلك الكوب الحراريّ الذي اعدتهُ من اجلِه
هي تَعلم انهُ يحب قهوَة يديها تحديدًا
انتَشلهُ منها و الابتِسامَة تملئ مُحياه المُتعب ، كان مَسرورًا برؤيتها تُخرِج كل تلك الاغراض التي تَدُّل على اهتِمامها بِتفاصيله تمامًا كَما يهتمُ هو
لَم يكُن يعلم انها كانَت تُدقق بِه و تُراقبه دومًا لِتحفظ كُل يومياتِه و تُرسخها في ذِهنها لانها تَعشق التَفاصيل كَما يعشقها هو
" هل سَمحوا لكِ بادخال هذِه ..؟ عادَة ممنوع " رَدف بينَما يفتح غطاء الكوب ليشتَّم رائحة القهوَة مُغلقًا عيناهُ براحَة " ادخلتهُ غصبًا عن الحارِس ، لقد كنتُ اتشاجر معهُ " تَحدثت مُنزعجَة حينَما تذكرت الشُرطيّ و هي تفتح حافِظات الطَعام
" لقد كان جيكوب هُنا و ساعدني ايضًا ، لم اكُن اعلم ان احد اقرباءه مُدير قسم السجن " رَدفت و هي تُراقبه يحتسي من قَهوته و عُيونه عَليها ، ابتَسم لفكرَة تماسُكها و مُحاولتِها في الحفاظ على اتزان نبرتها امامَه على الرُغم من كونِه يُدرك تمامًا انها على وَشك الانفجار باكيَة في ايةِ لحظَة
مَسك بيدِها يحتويها بداخِل كَفه فراح يمسحُ بابهامه على ظاهِرها مُهمهمًا " لِهذا انا بخير هُنا ، الجَميع يَعتني بي فَجيكوب خَير رفيق و صَديق لذا لا تَقلقي " طمئنها قائِلاً لِيضع كوب القهوَة جانبًا و ينتشل مِلعقة الطعام يتناول من الاكل الذي أعدته
" هل انت مُتأكد من انك بخير ؟ الا يُمكنهم تركي هُنا اختبئ في الزاوية ..؟ لن يكتشفوا امري حتمًا " تَحدثت و هي تجول بِعينيها في الانحاء ثم طالعتهُ تجده يُحدق بها بسخريَة " بِهذه البطن الضخمَة حتمًا لن يكتشف احد امركِ "
عَبست لِسخريته و شابَكت يديها فوق بطنها مُريحة ظهرها على مسند الكُرسي " كُلما ازيدُ اسبوعًا اشعرُ بالثقل اكثر ، دخلتُ الشهر السادِس و على هذا الحال سانجبُ في السابِع لكثرَة الصدمات التي اتلقاها مؤخرًا "
" لهذا لم اكُن اريدكِ ان تأتي ، المسافَة طويلَة سويون ذلك خَطر عليكِ ! " تَحدث مؤنِبًا يُناظرها و هي تهزُ اكتافِها بقلَّة حيلَة " لا يُمكنك لوم مُحِب تُسيطر عليه اللهفَة ..! "
اخَذت الملعقَة من بين اصابِعه و تَولت مُهمة اطعامِه و تأملهُ عند ذلك القُرب المُرفرِف لِقلبها ، ابتَسمت حينَما منحها قُبلة على وَجنتها بالقُرب من شِفاهها لِتطالع عيناهُ حينَما قال " انتِ بهذه القوَة التي تجعلكِ تقفين بِصف رجل تَكرهه مملكة عُظمى ..! "
" صحيح الجَميع في الخارِج غاضِب ، كُل البلاد ثائرَة لَكن ما من احَد تعرض لي ، بالعَكس ، يتعاملون معي كمَا لو انني ضَحيَة ، الجَميع مُهتاج على يونمي و على وَشك قتلِها ، انها تسيرُ بحرسٍ طيلَة الوقت " شَرحت لهُ جُزء عمَّا يَحدُث خارِجًا تجده يَبتسم مومئًا بينَما يمسح على شعرِها بلطف
" هَذا تحديدًا ما جَعلني اُوافق على تطليقِك ، اتظنين خَوفي من تهديداتِها هي السبب ..؟ ما كنتُ لاخاف يومًا من تَهديد احد " تَحدث بعدَما عاود امساك كوب القهوَة و الاحتِساء منه ، قَرنت سويون حواجبها مُستفهمَة و اردفت " انت كنت تعلم ان هذا ما سيحدُث ..؟ "
" لابد ان تُكشف الحَقيقة ، الاسرار لا تَبقى مخفية الي الابد " تَحدث مُوضِحًا و حَدق بِها مُشكلاً ابتِسامَة هادِئَة " الفكرَة هُنا هي تَظُن انهُ بامكانِها التلاعُب بي و اخضاعي الي اوامِرُها كَمثل جَعلي اُوافق على نشر المَقال و الاعتِراف علنًا انَّها في صفي ، و ذلك كان لِصالحي انا ، لانِّي ساشهدُ على عذابِها بعد انَّ تظهَر الخفايا "
فَرقت سويون شِفاهها مُنبهرَة حيثُ حركت رأسِها ايجابًا تجاوبًا مع حديثِه " بصراحَة لم تكُن لي نظرَة عميقَة كَهذه ، لم اُفكر ان الاعلام سيثُور و يتعرَّض لي ان كنتُ في صفكِ علنًا "
" انتِ حامِل ، لن تَحتملي تنمُّر الجَميع و ثورتِهم عليكِ ، نساء السياسيون الذين انفضحَت اعمالِهم انتحَرن لِهول الحملات التي اُقيمت ضِدهنَّ ، انا ادرُس كُل خطوَة بِعنايَة لِذا انا وَضعتها في فمِ المِدفع ، دَعيها ترى كَيف هي حَياة مرأة الوَزير التي تَمنت الحُصول عَليها "
فسَّر لَها بينَما يُطالِع عينيها العسليَة و هي تُنصت لهُ بإهتِمام ، ابتَسمت لهُ لتومئ و تقترِب لِعناقه و الدُخول في حُضنِه مُغمضَة عيونها " ان استمرَت هذه المهزلَة طويلاً ، انا سأخرجُ من صَمتي و سأدعمك مَهما كَلفني الامر "
اسنَد ذقنهُ على رأسِها يُحدِق في الجِدار وراءِها موجهًا سؤاله بِهدوء " كَيف حالُ ايڤا ..؟ "
ابتَعدت سويون عَنهُ لِتُحدق بِه بِصَمت ، جَمعت انفاسِها قَبل أن تُجيبه " مِثلي ، تُحاول ان تَكون قويَة على الرُغم من اني اسمعُ بكاءِها ليلاً "
" بَقت اول يومين مَعنا ثُمَّ غادَرت مع جونغ ووك " اضافَت بينَما تتنهَد بضيق
" انا اسِف ، لاني السبب الرئيسي في جَعلكم تُعساء ، اتمنى لو استطَعت حل مَشاكلي بِمُفردي فانتم لا ذَنب لكم " عبَّر عما بِداخله مُخفِضًا رأسهُ بأسَف ، نَفت سويون تعترِض لِتُحيط وَجنته مُؤنبَة " اياك! نحنُ عائلَة و نقفُ بجوار بَعضنا في مواقِف كهذِه ، انت لست وَحدك "
حَدق فيها مُتبسِمًا بِلُطف ، حرَّك رأسهُ ايجابًا قبل ان يُعيد عناقِها و المَسح على طولِ ظَهرِها مُتنهِدًا بِثقل
•••
خَرجت سويون مِن الغُرفة تَسيرُ بِخُطواتٍ هادئَة نحو المَخرج ، اثناء مُغادرتها رأت يونمي تُواشك على الدُخول ، قَرنت حواجِبها بخفَة و توقفت عن السَير تُطالعها بحدَّة " مالذي جاء بِكِ ..؟ "
ازالَت يونمي نَظراتها الشَمسيَة تُمعن النَظر بالصُغرى بِحاجبٍ مَرفوع " الا تَخافين ان رآكِ صحفيّ ..؟ لرُبما تُعانين مَعي نِصف ما اُعانيه " رَدفت الكُبرى ساخِرَة مِمن اقتَربت خُطوتَين مِنها و قالَت مُجيبَة " انقلَب السحرُ على الساحِر ..! رَغبتِ بطلاقي ان اُعاني من وقتٍ عَصيب ، لَكنكِ وحدكِ من تُعانينه "
ضَغطت يونمي على قَبضتها بقوَّة حينَما اكمَلت سويون ساخِرَة " سرقتِ زوج مِن زوجته الحامِل ، و فوق ذَلِك كُشف انكِ تدعمينَه على جَرائمه ، صِدقًا حتى تَخطيطُكِ غبيّ مِثلكِ "
حينَما واشَكت يونمي على الرَد تجاوَزتها الصُغرى بِمُجرَّد ان رأت والِدها ينتظِرُها عند الباب ، مَسكت بيد غابرييل الذي يَمُدها نَحوها كي يُساعدها على المَشيّ و يُعينها فَحركتها بدأت اثقَل
ابتَسمت الي أبيها الذي رَبت على ذِراعها و ساندها حتَى ذَهبا سويًا الي السيارَة المركونَة خارِج مبنَى السِجن ، التَفت يونمي نَحوها تُحدق في ظَهرها و شرارة الغَضب تَتطاير مِن عُيونها " تِلك الساقِطَة " هسهست
دَخلت الي مَبنى الُزوار حَتى تُقابل جُيون الذي بِمُجرد ان رآها اشمئَّز وَجهه و نَهض مُستعدًا للرَحيل ، سارعَت على امساكِه من ذِراعه مُبررَة " ل..لستُ انا من بلَّغ عليك ، صدِقني " نَظرت في عيناهُ السَوداء حينَما رمقها بِجُمود
نَفض عِضده مِنها و اردف ساخِرًا " كَيف لي أن اُصدق ذَلك ..؟ " ميَّل رأسهُ و اكمَل بينَما يبُّثها بنظراتٍ مُميتَة " انتِ السبب الرئيسيّ بِتكاثُف مُعاناتي ، خَدعتني و قُلتِ انكِ ستكتُمين سري ، أن تفضحينَه في زِفاف ابنتي ..! لم اتوقعها منكِ "
حَركت يونمي رأسِها نَفيًا و شَرحت لهُ بيديها قائلَة " اق..اقسم اني لَم افعَل ، انا لم اُخبر احَد ، صدِقني ، لِما سافضحك بَعدما شارعَت في تنفيذ ما اُريده ؟ "
مَرر لِسانه ضد وَجنته و انخَفض الي مُستواها نافِثًا انفاسِه بالقُرب مِن ملامِحها المُرتعبَة بِمُجرَّد أن هَمِس " ساعَة الحَق ، بدأت تدُق "
ابتَسم بِجانبيَة بينَما يَضع يداهُ في جُيوب بِنطاله ، تَجاوزها مُغادِرًا الحُجرَة يَتركُها في صِراع داخليّ مِن جُملته
مالذي يَقصِده ..؟
•••
في غُضون الاحداثِ التي طَرأت مُؤخرًا كانَت نَفسية يونمي في الحَظيظ ، تَلقت هُبوطًا شرسًا في اسهم شَركاتِها و تراجع مُستثمرين كُثر من تَوقيع الصفقات مَعها و ذلك سيؤدي الي افلاسِها ان استمَّر الحال على ماهو عَليه
كُلَّما تخرُج تتلقى هُجومًا من المُراسلين و المُواطنين الذين يَنعتونَها بابشع الصِفات و اقذِرها لِدعمها مُجرم قاتِل و التكتُم على سِرِّه
لازمَت المنزِل المُستأجَر بِرفقة ابنِها الذي كان لِتوه قد عاد من الخارِج و بين يَديه بطاقتَين ، اقتَرب منها و جَلس بِقُربها قائِلاً " امي ، دَعينا نخرُج قليلاً ، ان بقيتِ على هذا الحال سَتدخلين في حالة اكتئاب "
مَسح على شعرِها يَراها تتمددُ على الاريكَة و عيونِها مُعلقَة على ذرات الفَراغ شاردَة الذِهن ، تنهَد و راح يتكبَّد عناء اقناعِها بالخُروج مَعه " هيَّا امي ، هنالك فيلم رائج سيكون اليَوم عرضهُ الاول ، دعينا نَذهب لِمُشاهدتِه " لاح بِبطاقتيّ الفيلم امامَها
وَضعت عينيها على بِطاقات الفيلم الذي بدا مألوفًا ، جَلست و جَذبت احداهُما منهُ تحدِّق في عِنوانه " ا..الأسير ..؟ "
رَفعت بُنيتيها الي عينيّ جيمين الذي اومَئ مُبتسِمًا " الاعلان عن الفيلم بدا مُشوقًا للغايَة ، دعينا نُشاهده لقد جهزتُ لكِ زيًا تنكريًا ، مِنها تخرجين من حالة الاكتئاب هذِه قبل المُحاكمَة "
امعَنت يونمي النَظر الي بطاقة الفيلم و هي تُقلبها بين اصابِعها " ل..لكن ا..انا رايتُ هذه البطاقة قبل اسبوعين " هَمست مُحدقَة في عُيون جيمين المُتعجب
" كيف رأيتيها قبل اسبوعين و قد بدأ توزيعِها هذان اليومانِ فقط ..؟ لابد انكِ تتخيلين امي " اوقَفها بِرفقته كي يُساعدها في التوجه الي الحَمام و غَسل وَجهها الباهِت
سارَت معهُ و هي مُغيبَة تمامًا ، حَديثها الذي دار مع جُيون جَعلها تعيشُ في كوابيس طيلَة الوَقت ، هي بَدأت تكره النُهوض من الفِراش صباحًا
حينَما غادَرت مع جيمين الي السينما وَجدت ايڤا بِرفقة تايهيونغ هُناك ، لَمحت طيف جونغ ووك الذي تَوجه لجلب الفُشار و ذلك فاجئها
" ايڤا بِحاجَة لان تخرُج و تُحسن نفسيتها ، لهذا جَلبتها لِتُشاهد فيلمًا " تَحدث تايهيونغ بينَما يُحاوط اكتاف زوجتِه التي تُحدق في اقدامِها بِصَمت
مُنذ تلك الواقِعَة و حديثِها اضحَى قليلاً و مُختصرًا للغايَة
" عظيم اذًا لنذهب و نحجز مقاعِدنا ، نحنُ في الصفوف الاولَى " تَحدث جيمين مُبتسِمًا و قادهم الي مدخل القاعة التي سيُعرض فيها الفيلم
اتخذوا مقاعِدهم الاماميَة حيثُ جلست يونمي بِجوار جونغ ووك كَما فعلت ايڤا بالقُرب من زوجِها و جيمين الذي استقر على النحو الآخر من امِه
اسنَدت يونمي وجنتها على كَفها تُحدق في شاشَة العرض بِشُرود ، تَهمسُ تارة الي جونغ ووك بالقُرب منها تسأله " هل اعددت اقوالك ليوم المحاكمة ..؟ "
" لنتفق على قولٍ واحِد " تَحدث جونغ ووك بِصوتٍ خافِت لا يسمعهُ سِواها ، عدَّل ملابِسه و عيناهُ على شاشَة العرض التي تُظهر اعلاناتٍ اوليَّة و اكمَل " هدفنا هو ادانَة جونغكوك "
" ادانته الحَل الامثل لِخروجنا سالمين ، بقاءهُ حيًا سيؤدي بِرقابنا جميعًا " هَمست هي بالمِثل و اطرافها تقشعِّر
بدأ العَرض الاوليّ الي الفيلم حيثُ كُتبت عِبارات بالدِماء على تلك الشاشَة البَيضاء
أسيرُ الوَهم ، لِسنواتٍ مرَّت كالوَهن
بدأ الفيلم يُظهر تَفاصيل رَجُل ثلاثينيّ مُقيَّد بسلاسلٍ حديديَة بِداخل مصحَة عقليَة ، يَصرُخ بكامِل قِواه مُحاولاً الفِرار ألا انَّهُ لا مَجال للرَحيل
حُكم عَليه ان يُسجن بين تلك الجُدران الاربعَة مُتهمًا بِجريمَة قتلٍ لم يَقترِفها بتاتًا ، هو أسير لاوهامٍ صَنعت منهُ مُجرمًا حَقيقيًا
يَظهرُ بعدها الرَجُل بداخل غُرفَة تَحقيق و امامَه المُحقق الذي يستفسِر عمَّا جَرا ، يسألهُ قائِلاً
- لِما قُمت بِقتل اقرب الناس اليك ..؟
تَعلوا شِفاه الرَجُل ذا المَلامح المُنهكَة بابتِسامَة مُريبَة و هو يَقومُ بِمُمشابَكة يَداهُ المُكبلَة فوق الطاولَة ، هَتف بِصوتٍ خافِت للغايَة ارسل قشعريرَة في جسد يونمي التي ابتَلعت ريقِها
- دامني اُتهمت غدرًا لِجريمَة سادانُ بسببِها ، سعيتُ لِجعلها حَقيقيَّة ، على الاقل لن تحترِق روحي ظُلمًا
قام المُحقق بِالصُراخ عَليه حينَما خَبط الطاولَة بيداه قائِلاً
- ان كنت بريئًا كما تَزعم لَكنت وَجدت ادلَّة تُثبت براءتك ، لَكنك مُجرد قاتِل و نكِرَة ..!!
فَرك الرَجُل اصابِعه و عَيناهُ تنظُر بِعمق بِداخل عينيّ المُحقق مُجيبًا و لازال يُحافِظ على هُدوءِ صَوتِه
- لا يوجَد اي دَليل ، انا مُدان امام نَفسي و البَشريَّة ، اتُصدقني ان قلتُ اني بَريئ ..؟ انا لم اقتُل احَد ، انا بريئ
اشار المُحقق عَليه بسبابته مُهسهسًا بحدَّة
- انت مُجرد مريض نَفسيّ ، ستعود الي المصحَة لتلقي العِلاج قبل مُحاكمتك
نَظرت يونمي الي جونغ ووك الذي يَقرن حواجِبه و هو يُشاهد تفاصيل الفيلم حينَما بدأ يسرِد حياة الرَجُل قبل ذلك اليَوم
بدأت حِكايتهُ تُحكى عَن ماضيه مع اُسرتِه و أخيه الذي كان سببًا في ضياع الفتاة التي يُحبها من بين يَديه ، اظهَر الفيلم شِجاره العَنيف معهُ و بِضع عباراتٍ قيلَت هو يَتذكرها جيِّدًا
ارتَعشت دواخِله لِيوجه عينيه الي التي بِجانبه هامِسًا " م..ماهذا ..؟ "
" لا اعلم " هَمست يونمي بالمُقابل لِتُطالع ابنها الذي يأكل من الفُشار مُستمتِعًا في احداث الفيلم التي بَدت حماسيَة بالنسبَة اليه
شدَّت على قبضتِها بخفَة تُناظر تِلك الاحداث التي تُشبه تمامًا واقِعها ، مَسحت على وَجهها بِتوتُر تُكمِل المُشاهدَة التي استنفذَت الكَثير من قوتِها و صُمودِها
بَعد عِشرون عامًا ، ظَهر الرَجُل ذا مرتبَةٍ عاليَة بِرفقته الطفلَة التي خُلقت نتيجَة خيانَة فتاته و اخيه ، تُرى مَشاهد لهُ و هو يَهتمُ بالصغيرَة و يَمنحها الرعايَة اللازِمة بِرفقة المرأة التي تَقفُ الي صفِّه و تُسانِده
" انا لا افهم مالذي يَحدُث ، لِنُغادر فحسب " هَمست يونمي الي الماكِث بِجوارها و رَغبت في الرحيل لولا تَشبُّث جيمين بها و ايقافِها
" لازال الوَقت باكِرًا ، ابقيّ امِّي " قال جيمين بينَما يشابك يداهُما فابتَسم لها مكملاً " الان بدأت الاحداث الحماسيَة للفيلم ..! اُنظري لابد انه سيتزوجها " اشار على الشاشَة حيثُ قام البطل بِعرض الزواج مِن المرأة
ابتَسمت يونمي مُجاملَة صغيرِها و هي ترُّج قدمها بارتِباك ، واصَلت مُشاهدَة الفيلم الذي انتهَى بإتِهام البَطل بجريمَة لم يَفتعِلها و اقتيادِه الي السِجن
كُل تلك الاحداث التي مرَّت ، هي تتذكرُها و تعرِف تفاصيلها جيدًا ، تَشعُر انها تُهلوس و فِرط تناول الادويَة المسكنَة ستؤدي بِجنونها لا مُحالَة
نَبضاتها تتسارَع مع كُل مشهدٍ يَظهر ، تَرى نَفسها تتجسَّد بتلك المرأة التي اُقيمت ضِدها ثَورة بِفعل دعمها للبَطل
فَركت رَقبتها بتوتُر تُراقب اجواء مُحاكمَة البَطل الاولَى تسترِق النظر الي جونغ ووك المُنغمس في الاحداث
بِمُجرَّد ان استأنفت الجَلسة الاولى للمُحاكمَة ظَهر البَطل في السِجن بِرفقة مَجهول قامَ بإرسال صُورَة لِلمراة برفقَة اخيه و هُم يقفون بِجوار بَعضِهما البَعض
ذُكر مَدى غَضبه و هو يشُّد قبضته و يَتوعَّد بالكَثير خُصوصًا حينَما هَمس مُهسهسًا " انها ساعَة القَصاص "
اُظلمت الشاشَة التي عَرضت بعد فترَة المُحاكمَة الثانيَة لهُ
اظهَرت النِقاش الحال الذي حَدث في القاعَة و ادانَة البَطل بالجَريمة التي لم يَكُن لها ادلَة تُثبت بَراءتهُ البتَّة
يُحكم عَليه بالإعدام شَنقًا بَعد ثبات التُهمَة عَليه و ذاك ما جَعل يونمي تَتنفُّس بِراحَة لِفرار المراة التي مَعهُ بِموت البَطل
لَكِّن ما جَعل اطرافها تتجمَّد هو وَجه الرَجُل الذي ظَهر في مُنتصف الشاشَة يَهمسُ بِنبرةٍ خافِت بِرفقَة ابتِسامَةٍ تَحملُ خبايا عميقَة وراءِها
- سَـاعَـة الـحَـق ، بَـدأت تَـدُق
ازدرَقت ريقِها بِصُعوبَة و تصاخَبت نبضاتِها حتى شَحُب وجهها بالكامِل ، بعدَما اعلن الفيلم عن وجود جُرء ثانِ سيُعرض قَريبًا
ارتَجفت بشدَّة و هي تَقرأ تفاصيل الفيلم حيثُ كُتب
كِتابة و إخراج
مارك | جُيون جونغ ووك | جُيون هانجون | بارك يونمي
انتظرونا في الجُزء الثاني تَحت اخراج
جُيون جونغكوك
بِعنوان
التاريخ يُكرر نَفسهُ
استَقامت من مكانِها تُشير على الشاشَة بصدمَة بينَما تُنفي " م..ماهذا ، ماهذا الهُراء الذي اراه " صاحَت بعدم تَصديق
امسَكها جيمين من يدِها يُجلسها ارضًا بينَما يهمسُ محرجًا " مالذي تَفعلينه امي ؟ اهدئي "
" الا ترى ماذا يُكتب ..؟ ماهذه التفاهة ، من سَمح لهم باستخدام اسمي " صاحَت بابنها الذي نَظر حوله باحراج يبتسمُ للحُضور الذين بدئوا بالمُغادرَة
عاود التَحديق في والِدته و تَحدث بهدوء " ماذا كُتب ؟ لا افهم ..؟ "
حَدقت يونمي امامها حتَّى تُشير على الشاشَة التي ما ان حَطت عيونها عَليها حتَّى رأت اسماء اجنبيَة عكس التي قرأتها تمامًا
قَرنت حواجبها بعدم فَهم و قالَت موضحَة " لق..لقد كُتب اخراج بارك يونمي للتو "
" اخراج من ..؟ " ضَحك جيمين بعدم تَصديق و اضاف ساخِرًا " منذُ متى تعملين مُخرجة افلام امي ..؟ "
" لابد انكِ مُتعبة ، الاحداث التي جَرت مؤخرًا تؤثر عليكِ " هَتف مُفسرًا بينَما يُساعدها بالنُهوض و المُغادرَة ، حَدقت هي بجونغ ووك كَما لو انَّها تساله ان راى ما رأته و كانت اجابتهُ نَفيًا ، لَم يَكُن منتبِهًا آن ذاك
مُنذ ان عادَت الي المنزل حتَّى باتت تَحلُم و تَرى احداث ذاك الفيلم طيلة يومِها ، تجلسُ في زاويَة الغُرفَة و عُيونها مُعلقَة في الهواء تُفكِّر بآخر جُملة وُجِدَت
" ا..اخراج جي..جيون جونغكوك ، ما..مالذي سيُخرج..سيخرجه ؟ ل..لما التاريخ يُكرر نَفسه ..؟ ماذا يقص..يقصد"
مَسكت برأسِها بينَما ترتعِد تُحاول تجاهل تلك الافكار السوداويَة ، خَبطت اُذنيها بيديها تُزيح صوتها الداخليّ الذي يُدمِّرها بالكامِل
هي سَتفقد عقلِها قَريبًا
•••
2 | 7 | 2023
نَبضاتُ سويون تَتزايد و هي تَجلِسُ في تِلك القاعَة التي يترأسُها مَجموعَة قُضاة و مُحامَين و هيئة مُحلفَين ، تَعتصِر قَبضتيها و الوتُر يَنهشُها كُلَّما حاوَلت التفكير في نتيجَة المُحاكمَة
كانَت تجلِس بِجوار والديها الذان يُمسكان بِكلتا يَديها يَمنحانِها الدَعم النَفسيّ و المَعنويّ كَي يُخففان جُزء من تَوتُرِها ، على الجِهة المُجاورَة كانَت ايڤا بِجانب زوجِها و صَديقَيها جيمين و جونغهي يقطنون مُقابِل كُرسي جُيون الفارِغ
وَجهت سويون عَينيها الي ايڤا التي تُسند راسها على كَتف زوجِها تُغمض عُيونها بِتعب واضِح على مَلامِحها المُرهقَة ، هي مَرضت مؤخرًا و دَخلت الي المُستشفَى لِتلقيّ العِلاج اللازِم لِحالتها
كَمريضَة قلب يُمنع عَليها الضُغوط النَفسيَة للحفاظ على صِحتها ، لَكن ما مرت بِه مؤخرًا لَم يكُن سَهلاً البتَّة
تايهيونغ احتَضنها من الجانِب يَمسحُ بِلُطفٍ على عِضدها بينَما يُفكِّر في القضيَة و يَدرُسها في عقلِه جيِّدًا
" على هذا المُعدل ، اشعُر اني سالدُ قريبًا " هَمست سويون قائلَة الي والِدتها الجالسَة بِجانبها ، هي دَخلت الشهر السابِع بالفِعل مُنذ يَومين
" كِثرة التَفكير لن تكون لِصالحكِ صغيرتي لِذا اهدئي " هَمست لَها يون سون بينَما تَفتح زُجاجة مياه و تُعطيها لَها ، انتَشلتها الصُغرى التي احتَست مِنها تَروي عَطشها قَبل ان تُريح ظَهرها الي الوراء مُتنهدة بِثقل
وَجهت بصرها الي جونغ ووك الذي دَخل الي القاعَة بِرفقة يونمي ، شدَّت قبضتها بقوَّة حالَما رأتهُما " هاهُما هُنا لِيتحدثان بالاكاذيب مُجددًا " هسهست بِغضَب ما إن تَلاقت عيونِها بخاصَة أخ طليقِها الذي ابتسَم بِجانبيَة
مَلئت رئتيها بالاكسجين حفاظًا على هُدوءِها ، التَزم الجَميع اماكِنهم في انتِظار حُضور جُيون الذي ما إن مَضت بِضع دقائِق اُخرى حَتى فُتح باب القاعَة يَدخُل منهُ بِضع رِجال من الشُرطة يُحاوطون الحُجرَة
كان هو آخر من يَظهر بِهيئته التي تحملُ وقارًا مُلفتًا للنَظر بِحق ، يلبسُ بذلتهُ السَوداء القاتِمَة مَفكوك الاصفاد بِمُجرَّد ان وَطئت اقدامه عُتبة القاعَة التي تَحولت عُيون ماكِثوها اليه
سار بِهدوءٍ الي الداخِل و كُحليتاه النِسريَة تعرِف جيدًا اين تَقع ، هي تَسقُط مُباشرَةً على مَن تجلسُ في المُقدمَة تُناظِره بِلهفَة واضِحَة
تبتسمُ حالَما يَبتسمُ بِكُل تِلك الارياحيَة لِيُعطيها جُرعَة من الأمل ، جُرعة من الحَياة و التفاؤُل ، الحُب الذي يَجمع بينهُما حَتمًا ليسَ عادِيًا البتَّة
رُغم كُل تلك الظُروف ، لازال كِليهما يبتِسمان بِكُل ذلك الآمان ، ليس و كأنَّه سيُحاكم بَعد قليل على جَريمة نُسبت اليه ظُلمًا
نَقل بصرهُ الي ايڤا التي جَلست مُعتدلَة ما إن مرَّ بالقُرب منها فَتلاقت عيناهُما ، شدَّت الصغيرَة على ذِراع زوجِها تمنع دُموعها من التراكُم عند اطرافِ جُحريها ما إن رأتهُ ينساقُ الي كُرسيّ الجاني
" ايڤا اهدئي " هَمس تايهيونغ لَها بعدما حاوَط ذِراعها و ضَمها لهُ ، حَدقت الصغيرَة بِه تُحاول التَشبث بِدموعها عن طريق اهذابها كَي لا تقع " ا..انا لا استطيعُ رؤيته هَكذا " هَمست لهُ مُختنقَة
" هشش مَلاكي " قبَّل جَبينها لِيعانقها من الجانِب يُطبطبُ على جراحِها
وَضعت سويون عَينيها على طليقها الذي قام بِفتح قارورة المِياه مُبللاً ريقَهُ بِها ثُمَّ انَتبه الي القاضي الذي بدأ المُحاكمَة يَسمحُ لطرف المجني عَليه بِالبدأ
شابَك يداهُ امامَه يُنصِت باهتِمام ما إن قال المُحاميّ المُقابِل
- السيد جُيون جونغكوك قام حَصرًا بِقتل سُمو الاميرة الراحلَة و ذَلك بَعد وقع الادلة التي تُدينه بين يَدينا بعد عشرون عامًا من انغلاق قضيتها تحَت مُسمى الموت الطبيعيّ بسبب مَرضها المًتوارَث
هزَّت سويون قدمها بتوتُر لِما تَسمعه تُحاول السيطرَة على مشاعِرها قَدر استطاعتِها ، شدَّت على يد غابرييل الذي يُناظِر الشاشَة ما إن اظهَر المحامي الفيديو الذي يعترِف فيه جُيون بِفعلته قَبل ان يَستدعي أخاهُ لمُباشرَة سُؤاله عن تَفاصيل ما جَرى سابِقًا
استَقام جونغ ووك مِن بين الحُضور يسيرُ بِخُطواتٍ هادئَة في اتِجاه الكُرسي الذي سيُدلي عليه شَهادته ، مرَّ بالقُرب من جونغكوك الذي مَدَّ قدمهُ لِيُعرقله عن سَيره حتى واشَك على السُقوط
حَدق جونغ ووك بِه بحدَّة لِيبتسِم جُيون هازًا اكتافِه بقلَة حيلَة " انزلَقت قدمي ، اسِف " هَتف ساخِرًا يُشاهِد الثاني يتغاضَى عن الامر و يُكمل مشيه حتى جَلس مَكانه
القَى الاربعينيّ قَسمهُ بادلاء شهادَة الحَق ثُمَّ باشر المُحاميّ بِسُؤاله
- هل يُمكنك اخبارنا بِما جَرى تحديدًا قبل عِشرون عامًا و بِداية علاقتك مَع سمو الاميرَة الراحلَة ..؟
- بدأ الحُب بيننا انا و سُموها منذُ ان كُنَّا اطفالاً ، كُنا نُحب بعضنا بشدَّة كَما فعل اخي الاصغَر الذي كان يكُن لها الحُب هو الاخر ، كان يُجبرها على حُبه لِكونه الامثل لها بِذكاءِه و تفوقِه و ذلك ما جَعلها تَميل له نوعًا ما ، الي حين موعِد سفرِه ، ذاك العام الذي لَم تستطِع به التَظاهر اكثَر و كَشفت عن حُبها لي و اتفقنا على الزَواج و الهَرب سويًا فَمكانتي الاجتماعيَة لن يُوافق عليها والِدها حَتمًا
تَحدث جونغ ووك بِالكلام الذي رَتَّب لِقوله قَبل مجيئه الي المُحاكمَة ، كُلَّ مُؤشرات جَسده المتوترَة تَدُّل على اختلاقه تِلك الحُروف التي لاحَظها الطبيب النَفسي الحاضِر في القاعَة ، اكمَل الرَجُل مُتحدِثًا
- آن ذاك حَمِلت بعدَما انجرفنا بِمشاعِرنا ، و عِند عَودة جونغكوك عَلِم بالأمر و لَم يسكُت ، قام بِتهديدي إن صارَحت الامير بِاني والِده سَيقومُ بقتلي لِذا اجبَرني عَلى الفِرار فاضطَررتُ الي الرَحيل و تَركها ورائي مَعه
اخَفض رأسه مُسقطًا بَعضًا من قَطرات الدُموع التي انتَشرت على وَجنتيه مُتحدثًا بغصَّة مُختلقَة
- لو كنتُ اعلم ان هَذا ما سيحدُث لَها ، ماكنتُ لاتركها معهُ ابدًا ، لقد سَرقها و اخَذ مني طِفلتي ، كُلما حاولتُ استعادتِها منهُ هَددني لِذا بقيتُ عاجزًا فَحسب
كوَّر جونغكوك عَلى قبضتِه بِغَضب مِن حَديث شقيقه الزائِف ، تمنَّى لو انَّه احتَرم صلَة الدم التي بينهُما و ارفَق جُزءًا من الحَقيقة على الاقل
لَكنهُ كذب حتَّى النِهايَة و ذَلك اصابهُ بِخَيبة أمل ألمتهُ بشدَّة
- بَعد موتِها كان كُلما رآني يُصاب بنوبَة غَضب ، يُكسِّر كُل ما حَولهُ و حاول قَتلي بِضع مرات الي ان تم نقلِه الي المصحَة العقليَة و احتِجازه هُناك لاشهُر
ارفَق المُحاميّ اوراق دُخول جُيون الي المَصحة العقليَة و تَلقيه العلاج النَفسيّ الي القاضي الذي استلَمها يُلاقي عليها اطلاعًا سطحيًا
- هُنالك بِضع مُمرضون كانوا شاهدون آن ذاك بِهلاوِسه اثناء تلقيه العِلاج ، شهاداتِهم موثقَة آن ذاك حيثُ سَمعوه يَعترِف بجريمتِه و هو يُكرر جُملة " قتلتُها ، قتلتُها " طيلَة الوَقت ، هذا دَليل كافٍ انَّه و لربما احس بتأنيب ضَمير بعد فِعلته تِلك
قام الدِفاع بِالاعتراض عمَّا يَحدُث حيثُ استقام من مَجلسه بِجوار الجاني مُتحدثًا باندِفاع
- سيدي القاضي ، نحنُ في قضيَة تم التلاعُب فيها بالكامِل ، موكلي لَم يكُن واعيًا آن ذاك و تم اخضاعهُ الي علاج نفسيّ جَعلهُ ينطق بِما لَم يقترفِه
حَدق المُحامي بِنظيره الذي ابتَسم ساخِرًا و نَطق قائِلاً
- اهو رَضيع ذا العامين لِيتم التلاعُب بِه ..؟
اجابَه الدِفاع مُتحدثًا بثقَة و عَيناهُ على القاضي امامَه
- القضيَة التي نتخِذُها اعمَق من ان تكون مُجرد جريمَة قتل ، مُوكلي تم العبث بِه لعشرون عامًا تَحت ايادٍ سَعت لاستعماله ضِمن مصالِحهم الشَخصيَة
اقتَرب المُحامي الموكَّل من قبل جونغكوك مِن أخيه حَتى يُوجه بِضع اسئلَة لهُ
- انت قُلت ان موكلي اجبَرك على الرَحيل حينَما علم بِحملها ، اهذا منطقيّ حتَى ..؟ هو اكثَر من يعلم انه سيُقطع رأسه حينما يُشاع الامر ، أمن احد عاقِل يؤدي بِنفسه الي التهلُكة ..؟
التَزم جونغ ووك الصَمت و حينَما ودَّ الجواب بعد بُرهَة قاطَعه المُحامي الآخر حينَما اعترَض قائِلاً
- اعتِراض ، المُحامي يوجِه اسئلة مُراوغَة
انَصفهُ القاضي الذي أمَر بتوجيه اسئلة مُباشرَة بَدلاً من اللف و الدَوران ، استَقام جونغ ووك و عاد الي مَكانِه بعدَما لم يَجد المُحاميّ ما يسأله حيثُ رَدف بِهدوء
- لديّ شاهِد حَضر ما جَرى ، هل تَسمح باستِضافته ..؟
سَمح القاضي بِاستقبال الشاهِد الذي استَقام من جانِب ابنتِه مُعدلاً بِذلته ، تَمشى خُطواته الي داخل المُحاكمَة حيثُ جلس عند كُرسي الشُهود و نَظر نحو المُحاميّ ما ان وَقف امامَه قائِلاً
- اتلوا القَسم اولاً
رَفع غابرييل يدهُ عاليًا بعدَما حَمل الكُتيب الذي يَحملُ القَسم ، بدأ بتلاءِه قائِلاً
- اُقسم اني ساقولُ الحَق و لا شَئ غير الحَق
بدأ المُحامي في سُؤاله حيثُ قال بِهدوء
- سيد غابرييل ، هل يُمكنك اخبارنا عمَّا حَدث قبل عِشرون عامًا ..؟
وَجه غابرييل عيناهُ الي جُيون الماكِث على جانبه الأيسَر يُطالِعه بإنغِماس ، جَمع انفاسه قَبل ان يُباشِر حَديثه قائِلاً
- قبل عِشرون عامًا ، كنتُ في بريطانيا أينما تعرفتُ على سمو الاميرَة الراحَلة و اكتَشفتُ سِرها الماكِث في حملِها من أخ جونغكوك ، آن ذاك كنتُ مصابًا بفشل كلويّ و عندما رَغبت سموها باسكاتي عرضت عليّ ان تتبرَّع بكليتها عند وفاتِها
حَدق في المُحامي الذي عَرض الوثيقَة التي تُثبت موافقة الاميرة بالتبرع رسميًا على القاضي الذي استَلمها يُراجع النَص بِعنايَة
- و بَعد ذلك مالذي حَدث ..؟
وَجه المُحامي سُؤالً آخر ينتظِر من الامريكيّ سرد التَفاصيل
- أثناء يَوم العمليَة ، كنتُ مُتواجِدًا لاسمَع ما جرى بالتَفاصيل حيثُ كان والِد جُيون مُتواجِدًا لِحقن سموها بجرعَة زائدة تسببَت في وفاتِها ، جونغكوك لم يكُن حاضِرًا حينَها لاني وَجدتهُ بعدها مُنهارًا بعدما سَمع بموتِها ، تَم حقنه بابرة مُهدأ و جرِّه خارج الحُجرَة قبل بدأ العَملية ، بعد إذ سَمِعتُ اباهُ يُحادِث مارك بِخُصوص سرقَة المُتبقي من اعضاءِها
حوَّل غابرييل عينيه الي ابنتِه القلقَة يراها تُناظره بأمل ، ابتَسم لها يُطمئنها يجدُها تومئ و هي تضغطُ على يَد والِدتها
شابَك جُيون اصابِعه فوق الطاوِلَة يُعيد تلك المشاهِد بداخِل ذاكِرته ، اغمَض عيناهُ مُخفِضًا رأسهُ حينَما ضاق صَدرِه ، كُل تلك التَفاصيل مؤذيَّة بِشدَّة
- هذا كُل شَئ سيدي
قال مُحامي الدِفاع الذي عاد الي مَكانه بِجوار مُوكله ، استقام نَظيره الذي دَنى من غابرييل قائِلاً
- هل لك ان تُخبرنا كَيف تمكنت حضرتك من مَعرفَة سِر يخص الاميرَة ..؟
نَظر غابرييل في عَينيّ المُحامي الذي اكمَل بِحاجبٍ مَرفوع
- ايعقل انك تَسللت الي القصر الملكيّ ..؟
ضَغط الامريكيّ على قبضتِه التي يضعُها فوق الطاولَة عاقِدًا حواجِبه ، قام مُحامي الدِفاع بالضَغط على زر المايكروفون قائِلاً
- اعتِراض ، اسئلة المُحامي توجِه اساءَة واضحَة الي الشاهِد
انصَفهُ القاضي حينَما تَحدث بِهدوء
- مَقبول ، ايها المُحامي اسأل بِما يخص القضيَة بشكلٍ لا يمس الشاهِد
زَفر المُحامي انفاسِه لِيحني رأسه مُعتذِرًا قَبل أن يُضيف سائِلاً
- سَبق و أشَرت أن الاميرَة وقعت وثيقَة معك تُثبت انها ستتبرَع بكليتَيها قبل وفاتِها ، اذًا سُموها كانت تعلم انها سَتموت ..؟
نقل بصرهُ الي جُيون الجالِس مكانه بِهدوء و أكمَل مُوجهًا اتهامًا واضِحًا اليه
- ايعقل انها كانَت مُهددَة طيلَة زواجِها و هي تعلم انَّها سَتموت على يديه ..؟
اراح جُيون ظهره على الكُرسي وراءه مُبتسِمًا بِسُخريَة ، طَرق باصابِعه على الطاولَة امامَه مُدخلاً شِفاهه داخِل جوفه حَتى بَرزت غمازتِه بينَما يُتابِع مجرى المُحاكمَة حينَما اجاب غابرييل قائِلاً
- الاميرَة كانت على عِلم بموتِها بسبب مرضِها فالحمل كان خطيرًا عَليها
اقتَرب المُحامي من القاضي يَمُّد لهُ التحاليل الطبيَة التي اُقيمت الي الاميرَة قبل عشرون عامًا و اضاف موضِحًا
- الاطباء ارفَقوا سابِقًا في تحاليل سُموها أنَّهُ بامكانِها الانجاب بَعد تلقيها عِلاج مُكَّثف يُساعدها في الابقاء على حياتِها و حياة الجَنين
ضَغطت ايڤا على يَد زَوجِها بعد ان عُرِضَت التَحاليل على الشاشَة امامَهم ، تسارعَت نبضاتِها و نظرت نَحو تايهيونغ الذي يَمسحُ عليها بِرفق يُهدأها كَي لا تُصاب بِنوبةٍ ثانِيَة
اتَّم المُحامي مُتحدثًا بِهدوء و هو يجوبُ ارجاء القاعَة
- الا يَعني هذا انَّ الراحلَة كانت تَعيشُ حياة صَعبة برفقة زوجِها ..؟ للدرجَة التي ادركَت فيها ان الخَطر يُلاقيها بِلا ادنَى شَك
حَدقت سويون في طليقها الذي يُناظر اقدامِه بهدوء لِتتنهَد مُغمضَة عينيها بارهاق ، هي بالكاد تَستطيع فَهم مايحدُث لَكن المؤكد لَها أن ما يَجري ليس لِصالحه ابدًا
- الجَميع كان يَشهد ان مُعاملَة جُيون لزوجته الاميرَة كانت حَسنة ، انهُ لم يؤذيها او يُوجه اي اساءَة لها البتَّة ، بَل قام بتربيَة ابنتها بأكمل وَجه و كان حريصًا عَليها ، أي قاتِل يستطيع فعل ذَلك ..؟ ان كانت الخيانَة آلمتهُ ما كان لِيعتني بِطفلة جاءَت جرَّاء ذلك !
اوضَح غابرييل مُتحدِثًا بانزِعاج و انفعال واضِح فالظُلم الذي يَحدُث هُنا و تجاوُب الجَميع مع المُحاميّ آلمه ، تلقَّى نَظرة ساخِرَة من الذي يقف قُبالته حيثُ تقدم منهُ و سأله
- اخبِرني ، الوَقت الذي سَمعت فيه الحَديث الدي دَار بين والِد المُتهم و شريكِه ، اكنت للتو اجريت الجِراحَة ..؟
نَظر غابرييل في عينيّ المُحامي مُلتزِمًا الصَمت ، اجابتِه ليسَت لِصالح شهادتِه البتَّة ، ضَغط عليهِ المُحامي بقولِه
- اجبني رجاءًا سيد غابرييل
اغمَض غابرييل عَيناهُ مُتنهِدًا بِعمق قَبل ان يُضيف
- نَعم ، كنتُ قد اجريتُ الجراحَة حديثًا
ابتَسم المُحامي راضيًا على اجابتهُ و رَفع عينيه الي القاضي قائِلاً
- اذًا ، لا يُمكننا أخذ شهادته بعين الاعتِبار ، جميعنا نَعلم ان مَن يكون تَحت تأثير المُخدِّر تَحدُث له هلاوِس و يبدأ بِتخيل احداثٍ لا صحَة لَها
تَنهد غابرييل باحباط لِينظر نَحو جونغكوك الذي ابتَسم لهُ بخفَّة ، هز اكتافه بقلَة حيلَة فاومئ له الاصغر بألا بأس بِذلك ، هو فَعل جُهده
نَهض غابرييل مِن الكُرسي الذي جَلست بِه ايڤا لِيتم استِجاوبها بَدلاً
استَقام مُحامي الدِفاع حَتى يُوجه اسألتهُ اليها ، وَقف امامها مُباشرَة يراها تُلقي القَسم و اطرافها ترتعِش بخفَّة
كانَت تتجاهَل نَظرات جُيون اليها فَهي تُرغمها على البُكاء ، لا تَستطيع رؤيته بِذلك الشَكل بتاتًا
- سيدة ايڤا ، هل يُمكنك اخبارنا عَن طُفولتك مع السيد جُيون الذي بالاصل يَكون عمكِ ..؟
وَضعت ايڤا يديها على اطراف الطاولَة تعتصِر اصابِعها بخفَّة ، وَجهت بصرِها الي جُيون الذي يُحدِق بِها بترقُب ، مَلئت صدرها بالاكسجين الذي زَفرته باريحيَة و استَرسلت قائِلَة
- انهُ لَيس عَمي
وَجهت بصرها الي القاضي الجالِس اعلاها و اكمَلت
- هَذا الرجُل الذي يَتهمه الجَميع بانهُ قاتِل ، هَذا الرَجُل يا سيدي القاضي العالم بأسرِه بالنسبَة اليّ ، الذي مَنحني الحَياة و اعطاني كُل ذرَة حُب لِيصنع لي كونًا مليئًا بالدفئ و الآمان خاليًا من الشوائِب و الخَطايا
نَقلت عينيها السَوداء الي جونغكوك الذي يُناظِرُها بإهتِمام ، كان يَستطيع رؤية الدُموع تُحيط اطراف كُحليتَيها و هي تنطِق بصوتٍ مُهتَّز
- كَيف يُطاوِعكم قلبكم اتهامِه بالقَتل ..؟ انهُ ان خُدِش جُزء منِّي يسهر الليل يُداويه بِدُموعِه ، هذا الرَجُل هو مَن علمني مَعنى كلِمَة عائلَة ، كان الام قَبل ان يَكون الأب ، انَّهُ مَن فَرض احترامي على الجَميع و مَنحني مَكانَةً تُسكت فاه كُل من ودَّ التطاوُل ، لَطالما عُرِفت بابنتِه ، ابنتِه التي يخافُ عليها من نَسمة ريح بارِدَة ، اتأتي حضرتك و تَقولُ لي عَمِك ؟
لم تستطِع السيطرَة على دُموعها التي بَللت سائِر وَجهِها ، مَسحت وَجنتها بِكم قميصِها الازرَق مُتمَّة بِنبرةٍ جاهَدت على بقاءِها مُتزِنَة
- حتّى و ان كانَت كُل الادلَة ضِده ، انا في صَفِّه لِذا لا توجِّه اليّ اي اسئلة تُسيئ اليه لاني لن اوافق على اجابتِها
ابتَسم جُيون بخفَّة بينَما يُحدِق في ابنتِه التي تُقابله من الجانِب و هي تُزيح دُموعِها كُلَّما تساقَطت بِكُمها ، استَقامت من الكُرسي لِتَسير الي مكانِها حتى تَجلس بِجانِب زوجِها مُجددًا
استضاف الكُرسي يونمي التي جرَّت خُطواتِها المُرتجفَة نَحوه حَتى تجلس بِه تُدلي بِشهادتها ، استَقرت في مُنتصفه تُناظر عقارِب الساعَة التي تَدُق امامها
مَع كُل دقة تَحدُث ، تُقتَل هي
نَقلت عينيها المُحمرَة الي جُيون الجالِس بِهدوء يَبتسمُ لَها ، ابتِسامته التي جَعلتها تزدادُ رُعبًا مَع كُل ثانيَة تمُر
لِما هو بِكل هذا الهُدوء ..؟
هُدوءِه و نَظرات الثقَة التي بِعيناه تُفقدها صَوابها
- سيدتي ، الوَقت يُداهمنا
تَحدث المُحامي الذي فرقع اصابِعه امامها حتى يُخرِجها من شُرودِها بعدَما طال صَمتها حينَما وَجه بضع اسألة لَها
عُيونها لا تُراح عَن عُيون جُيون الذي يبوز شِفاهه غَير مُبالٍ عمَّا تشعُر بِه و ذاك يَزيدُها اهتِياجًا ، الرُعب الذي عاشتهُ كُل تلك الفترَة هو سَببه
هو السَبب بِجعلها تعيشُ كوابيس اليقظَة
مَلامِحها الشاحِبَة و عُيونها الذابلَة تُظهر بوضوح تِلك المُعاناة
كانَت يدها تستقِّر بداخل حَقيبتها التي و دون ان يَنتبِه احَد قامَت باخراج مُسدس من داخِلها استطاعَت سويون رؤيته بوضوح لِكون كُرسيها يُقابلها
تسارعَت نبضات عسلية الاعين التي تشَبثت بِذراع والِدها بشدَّة ما ان استَقامت يونمي من مَجلِسها بهدوء ، نَهضت مَعها صارِخَة بقوَة ما ان وَجهت ذلك السِلاح بِوجه حَبيبها المُقابل لَها
انتَفض الجَميع لِرؤيته ذلك السِلاح في القاعَة حيثُ تجاوَزت سويون الحاجِز الماكِث بين الحُضور و حلبَة المُحاكمة للوقوفِ بجانب جُيون الذي انذَهل من تَصرُفها
استقام من مَكانِه لِيشعر بِحاملَة طفله تقفُ امامه مُستعدة للحُصول على الطلق الناريّ بدلاً منهُ ، رِجال الشُرطَة تجمعوا حَول يونمي مُصوبين اسلحتهم تِجاهها كَي تُخفضه " اخفضي سلاحكِ حالاً يا سيدَة "
" سويون عودي الي الخَلف ، انتِ حامِل " صاح جونغكوك بِامرأته التي تُنفي بقوَّة و عُيونِها على سِلاح مَن صَرخت بِه بقوَة " ا..انت سبب كُل الدمار الذي يَمكث بِداخلي ، انت عَليك انت تَموت "
" اخفضي ذلك السِلاح حالاً ، كيف تجرؤين على رَفعه في حُضور الجَميع بِوقاحَة " صَرخ القاضي بِغَضب يُناظر المرأة التي تضعُ سلاحِها على وَضع قيد الاطلاق ، اكمَلت غير مُباليَة بالجَميع كَما لو انَّ جُيون وحده المُتواجِد
" ان..انا منحتك كُل حُبي ، م..منحتك كُل ما تُريده ، لك..لكنك بما تُجازيني ..؟ مالذي استفدتهُ منك رُغم ذلك الكم الهائل من الحُب ! " صَرخت بِحرقَة و دُموعها تتسرَّب بِغزارَة
ايڤا استَقامت من مكانِها و هي تُناظر سويون التي يقومُ جيون بارجاعِها الي الوراء كَي لا يُصيبها أي مَكروه " ا..انها حا..حامل ، تايهيونغ اف..افعل شيئًا " رَدفت الصغيرَة بِقلق
حَدقت بجيمين الذي صَرخ من بين الحُضور محاولاً تجاوز الشُرطَة كي يصل الي اُمه " ام..امي تَوقفي ، مالذي تَفعلينه ، اخفضي ذلك السِلاح من بَين يَديكِ ..!!! "
لَم تكُن عُيون يونمي تَرى سِوا جُيون الذي يُخفي امرأته خَلفه يُقاوم رَغبتها في البقاء امامَه ، تَحدثت مُجددًا بِغصَّة " لِ..لما لم تُحب..تُحبني فحسب ..؟ لما تَصنع مني شريرَة بهذا الشَكل ..؟ كا..كانت جريمتي الوحيدة اني اُحبك "
" يونمي عودي الي صَوابِك ، انا لم و لن اُحبك مَهما حَدث " صَرخ جُيون بعد ان خَرج من صَمتِه ، كوَّر على يَديه بقوَّة و اكمَل مُضيفًا " كُل مُحاولاتِك بِجعلي اقعُ لكِ تجعلني ازدادُ اشمئزازًا منكِ ، ارجوكِ دَعينا و شأنا فَحسب "
" ل..لن ادعك لَها ، انا اعلمُ انك لست غبيّ لِتسمح لهم بِادانتك ، اعلم انك سَتجد دليلاً يُخرجك مِن هُنا " تَحدثت و هي تُؤشر على سويون التي تتشبَّث بِذراعه بِخَوف ، اضافَت مُبتسمَة بسخريَة و دُموعها تبلل وَجهها " لن اتركك لَها ابدًا ، لن اسمح لها أن تنتصِر عليّ مَهما حَدث "
" اخفضي ذلك السِلاح سيدتي كَي لا نَضطَّر ان نتعامل معكِ باسلوبٍ آخر " رَدف الشُرطي و هو يَتقدم مِمن وَجهت سلاحها نَحوه مُهددة " ان اقتَرب احد ساقومُ باطلاق النار ، ابتعدوا عنِّي " صَرخت
تَمسكت سويون بِذراع حَبيبها بقوَّة تَشعُر بالآلمٍ شَديدة تَغزو مِنطقَة رحمِها ، بالكاد استطاعَت جمع انفاسِها و اطرافها ترتعِد بقوَّة لِهول الصدمَة
" ج..جيون افع..افعل شيئًا " هَمست لهُ
عاوَدت يونمي تَوجيه مُسدسها على جُيون مُهسهسَة " انا هُنا ، ساُعطيك الجُزء الثانٍ الذي تُخطط لهُ ، ساقتلك قَبل ان تَصل اليّ و لا مانع ان مُت بعدك ، المهم ألا اتركك خَلفي "
" يونمي اخفضي ذلك السِلاح فلا شَئ يُحل بالعُنف " تَحدث جونغكوك بِهدوء يُشاهِدها و هي تَبكِ بحرقَة مُجيبَة " انت لَم تدع لي خِيارًا آخر ، لقد سَبق و ان قَتلني حُبك ، ان..ان لم تَكن لي ، لن تكون لِغيري "
" ا..امي دعيه من يديكِ ارجوكِ " عاوَد جيمين الحَديث بينَما يُبعد الشُرطة من امامه لَكنهم يُعيدون دَفعه الي الوراء كَي لا يَتعرض للاصابَة
مَسكت سويون بَطنها بألم حينَما احسَّت بِتسرب مِياهٍ تُبلل فِخذيها ، تمسكَت اكثَر بِذراع حَبيبها تَرفع عسليتيها اليه ما ان هَمست باسمه و انتَبه اليها
تعانَقت نَظراتهُما و هي تتشبَّث بِه مع كُل ذاك الألم الذي يَغزوها ، تمكنت من رؤية نَظرة الهلع في عيناهُ حينَما ادرَك ما اصابها " س..سويون .. "
" ا..انا " هَمست مُخفضَة عينيها الي ما بين فِخذيها تَرى تبلل فُستانِها ، تسارعَت انفاسِها و ازدادَت نَبضاتِها قَسوَة ما إن اشتدَّت حدة الألم
لَم يَكُن الوَضع مُناسِبًا ابدًا
احتَضنها جُيون اليه و اطرافِه ترتعِش بِخَوف ، لَم يَخِف من المُسدس المُصوب نَحوه البتَّة بل مايُرعبه هو وِلادة امرأته المُبكرَة
كان على وَشك حَملها و تَجاوز الجَميع لَكِن تَسمَّرت اطرافه حينَما دوا صَوت الاطلاق الناريّ ارجاء القاعَة
الرَصاصَة ، أصابَت مُرادها
•••
9038 ✔️
اهلا مع تشابتر جديد
ثلاث تشابترز تفصلنا على نهاية هازبند 🫶🏻
حزينَة و سعيدَة بذات الوَقت
لا استطيعُ وصف شُعوري
المهم ، تشابتر اليوم تعبني حرفيًا ، مارضى يخلص ، اكتب فيه من ثلاث ايام و احاول ارتب افكاري له بشكل خلاني مشوشَة
بعيدًا عن كُل حاجَة
عجبتني فكرة جُيون بادخال الرُعب لهم عن طريق الفيلم 😎
يخي احب افكاري
شايفين ، الألم النفسي كابوس حرفيًا
انكم تعذبون احد نفسيًا اقوى بمراحل من جسديًا
الالم الجسدي اله فترة و يروح ، مجرد مسكن يخففه
لكن النفسي ، طول الوقت ملازمك
جُيون ذكي بشكل خلاهم يخافون دون ما يعمل اي مَجهود
بس هو ماتوقع ابدًا اخر ماجرى حرفيًا
ماكان من مخططاته
تتوقعون سويون حتولد بالتشابتر الجاي ..؟
ولادة مبكرة !
الطلقة اصابت مين ..؟
التشابتر الجاي او يلي بعده حاحاول اوضح امور كثيرة باذن الله
تتوقعون كيف ستكون نهاية المحاكمة ، لصالحه او ضده ..؟
اخرجوا المحامي الذي بداخلكم
المحاكمة عجبتكم ..؟
اكثر فقرة نالت اعجابكم ..؟
اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️
.
.
.
السَجين جُيون ✨
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top