Husband | 56
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء السادِس و الخَمسون
تشابتر اليَوم طويل ، به مُختلف من الاحداث 🔥
ان وصل الي الف تَعليق ، سيكونُ الذي يليه يوم الاثنين ان شاء الله
انا واثقَة ان خاتمتهُ ستوقد نيران الحماس بداخلكم كما هي بداخلي الان
لِنَبدأ
•••
هَل المَرأة وراء السِتار هي امرأتُه ..؟
" سويون هَذِه انتِ ..؟ " استطرَد قائِلاً بينَما يقتطِبُ حواجِبه بخفَّة ، سَمِعها تقول بينَما تُمسِك اطراف فُستانِها " هَذِه انا "
" مالذي تَفعلينه عِندك ..؟ " سألها و قَد لاحَظت انكماش الستار على قبضتِه التي واشَكت على فَتحه ، سُرعان ما صاحَت قائِلَة " ك..كلا ..! لا تَفتحه "
" ماذا هُناك ..؟ اريدُ رؤيتكِ " رَدف عاقِدًا لِحواجِبه يُنصت لها تُبرر بِسُرعَة قائِلَة " لا اُريد أن تَراني الان ، اُريد أن .. تَراني بيوم زِفافنا "
خفَّت عُقدة حواجِبه من تَبريرها الذي وَجدهُ مَنطقيًا ، هو كَذلك يُريد ان يَنبهر بِها للمرَّة الاولى بالفُستان الابيَض يوم زواجِهما
" معكِ حق " انصَفها قائِلاً و قد شكَّل ابتِسامَة خَفيفة حَيث اعرَب مُضيفًا " لكنٍّي مُتأكد من انكِ فاتِنَة ، للغايَة "
ابتَسمت على مَدحِه لِتُعطيه بِظهرها تُحدِق بنفسها التي تنعكِس على المرآه " انت مَحظوظ لانهُ لديك انا " تُناكِفه و لا تَعلم انَّها مُحقَّة
" اصبتِ " رَدف مُبتسِمًا قَبل ان يُطالِع ايڤا و هي تتقدَّم منهما بينَما تحملُ سايونغ " ارأيت التُحفة الفنية الماكثَة بالداخِل ..؟ " سألته الصُغرى تُراقب انعِقاد حواجِب جُيون بِمُجرَّد أن رأى الصَغير " مالذي يَفعله هذا المُتحرِش هُنا ..؟ "
" جاء مَع سويون " قالَت ايڤا مُبرِرَة لِتُخفِض الصَغير ارضًا و تَقترِب تُزيل تلك الستارَة حَتى تَرى صديقتِها بالداخِل
سُرعان ما قام جُيون باعطاءِ امرأته ظَهرِه حينَما كَشفت ايڤا عَنها حيثُ انصَت لِصوت شَهقة ابنتِه المُنبهرَة بِمُجرَّد ان وَقعت عَينيها على عَسلية الأعيُن
" انتِ .. مِثاليَة فَحسب " هَمست ايڤا قائِلَة بِذُهول لِتُحدق في سايونغ الذي رَكض نَحو خالتِه يَمُّد يديه اليها ، انَخفضت سويون تَحمله مُحدقَة في ظَهر حَبيبها الذي راح يُدلِّك جَبينه مُقاوِمًا رَغبته في الاطلاع عَليها
" عليك رؤية هَذا ابي " رَدفت ايڤا توكِز ذِراع جُيون الذي تَحمحم مُصِّرًا على مَوقفِه " انا بالخارِج " عجَّل من خُطواتِه مُغادِرًا الحُجرَة
" مابِه ؟ " هَتفت ايڤا تُراقِب ظَهره قَبل ان تُعيد عَينيها الي سويون التي تُقبل وَجنة سايونغ حينَما اطرَى عَليها و اخبَرها بِلُغته انها اجمَل ما رأت عَيناه
" هل رضيتِ حضرتكِ بعدما جَعلتني البَسه ..؟ الان دَعيني انزعه " قالَت سويون مُقلصَّة عُيونِها بينَما تُنزل الصغير ارضًا ، اومأت ايڤا بابتِسامَة راضيَة و هي تَسلُك وِجهتها صَوب صديقتِها كي تُساعِدُها بازالَة الفُستان
غيَّرت سويون ثِيابها و خَرجت تُحدِّق في جُيون يفتعِل شِجارًا مع الطِفل بِشكل يُرغمها على الضَحك ، هي تُفكِّر كَيف سيستطيعُ التَناغم مع طِفلهما و هو بِكُل هذه الغَيرة ..!
حتمًا سيفقِد عَقلِه
تفقَّدت ايڤا آخِر التشطيبات للفُستان ثُمَّ خرجَت مع سويون يَتجولان في المركَز التِجاريّ لاقتِناء آخر حاجِيات الزِفاف ، في حين أن جُيون اُجبر على مُجالسَة سايونغ بِطلبٍ من طليقتِه كَي تأخذ راحَتها مَع صديقتِها
اقتَنيا كُل ما هُنَّ بِحاجتِه و اثناء عَودتِهما الي حُجرة الانتِظار التي يجلِس فيها جُيون وَجدنهُ نائِمًا و عَلى صَدرِه الصَغير ، كانَ مَشهدًا استَلطفتهُ سويون بشدَّة حينَما تَخيلتهُ مع طِفلهما ، ابتَسمت بينَما تقترِب مِنهما تُخفض يَدها و تَضعها على كَتِفه غيَّة ايقاظِه من سُباتِه
" جُيون " هَمست تندهُ على اسمِه تَجِده يَفتحُ كُحليتاه مُباشرَة بينَما يلفُّ ذِراعيه حَول الصَغير ، تَحمحم قَبل أن يَجلِس مُحافظًا على وَضعية الطِفل كي لا يَفزع ثُمَّ سأل قائِلاً " هل انتَهيتُما ..؟ "
" انتَهينا بالفِعل " اومأت ايڤا بينَما تَرفع بالاكياس امام عَينيّ والِدها الذي ارسَل همهمَة مُتفهمَة ، حَدق في سويون ما إن دَنت نَحوه رغبَة في انتِشال الصَغير منه " دَعني آخُذه "
" اتركيه ، انهُ نائم " اعتَرض نافِيًا بينَما يَضُّم الصَغير اليه حَيثُ اكمَل " ساحمِله انا "
" لَكني ساعودُ الي المنزل الان " رَدفت الصغيرَة بينَما تُناظِره بِحاجبٍ مَرفوع ، اجابَها و هو يَستقيم " ساوصلكِ الي المَنزِل ، اين ريڤين ..؟ فلتأتي تاخذ ابنها المُزعج " القَى نَظرة على الطِفل فابتَسم طوعًا على مَظهره اللَطيف
" لقد غادَرت مع ابي مُنذ زَمن ، ذَهبت لتعرفهُ على زَوجِها و طلبتُ منها ان اترك سايونغ مَعي الليلَة " قالَت سويون بينَما تُراقِب شَكل الصَغير بابتِسامَة دافئَة ، اقتَربت تُعدل خُصيلاتِه مُتجاهلَة نَظرات جُيون الهائمَة بِها
لَم تُقاوِم أعينه التي تمكنَّت من اصطيادِ عَسليتَيها حيثُ طالَعتهُ مُحاولَة السيطرَة على ابتِسامتها الخَجلَة لِتهمس " كَفاك ..! انت مَفضوح "
" يا حُلوّ فَضيحَتي " هَمِس لها يُراقب تورُّد خَديه الذي يَروقُه ، ابتِسامتها و هي تُخفض رأسها مُحرجَةً تأتي بأجلِه لا مُحال
" انتُما ابوين مِثاليين حَتمًا " هَتفت ايڤا التي قامَت بالتِقاط صُورَة لَهُما بذاك القُرب مع الصَغير ، حوَّل جُيون عَيناهُ الي ابنتِه قائِلاً " هيَّا ، سَنرحل "
" لن ارحَل معكُما ، سيأتي تايهيونغ ليُقلني فَهو قد دَعاني على العَشاء " رَدفت الاصغر سِنًا بينَما تُراسل خَطيبها الذي ظَهر عند مَدخل الحُجرة بعدَما استغرَق وقتا في البَحث عَنها
دَخل مُناظِرًا جُيون الذي ابتَسم لهُ حالَما رآه " مساء الخَير كيم "
خَبئ تايهيونغ هاتِفه في جَيبه بينَما يقترِب من والِد خَطيبته مُبتسِمًا بِدوره " مساء الخَير جُيون " حَدق في سويون التي تَعدِّل مَلابس سايونغ فأكمل قائِلاً " مرحبًا انسَة تايلور "
" مرحبًا تايهيونغ " اجابَتهُ مُبتسمَة ثُم طالعَت ايڤا التي شابَكت ذِراعها بخاصَة خَطيبها مُتحدثَة " سَنُغادر الأن ، لَدينا بِضع امور نتفاهم بِها ، ايضًا ابي ارجوك اقنعه ان يَرقص مَعي يوم الزِفاف ! " حَدقت بتايهيوىغ خِتامًا مُتذكرَة رفضهُ القاطِع بشأن الرَقص
" هل حقًا لن تَرقص مَعها ؟ " شَهقت سويون مُوسعَة عينيها تِخاطِب بُندقيّ الأعين حينَما اجاب مُصِّرًا " انا حتمًا لن ارقُص و النِساء تُشاهِد "
" سنرقُص انه يوم زِفافنا !! " صاحَت ايڤا قائِلَة بانفِعال تُدافع عن رَغبتها العارِمَة في مُشاركتِه رَقصتها الاولَى يوم زواجِهما " لا ايڤا ، هَيبتي سَتتلاشَى ، انا لن ارقُص " اصَّر على مَوقفه بشكلٍ جَعل الصُغرى تَغضب
" هل هَيبتك هذه اهم من رَغبتي ؟ " رَدفت مُصرَّة على اسنانِها تُحدق في بُندقيتيّ تايهيونغ الذي التَف نَحوها مُجيبًا بِحنق " دامكِ زوجتي عَليكِ الحفاظ على هَيبة زَوجكِ ..! افلا ؟ "
" تايهيونغ ما دَخل الهَيبة في مُشاركَة زوجتك رَقصة ..؟ حَتى ابي يَرقُص " قالَت باندِفاع تُشير على والِدها الذي يُشاهِدهما مُميلاً رأسه
مِزاج ابنتِه حاد ، امَّا عن تايهيونغ فَهو كَثير الهُدوء و الرزانَة بشكلٍ يستفِّزُها فَيجعلها تَثور اكثَر
نَظر تايهيونغ الي جُيون مُميلاً رأسه باستِفهام " هل حقًا انت ترقُص ؟ " سأله بِحاجب مَرفوع
وَجد جُيون سؤاله بِتلك النبرَة و النظرة الجديَّة اختِبارًا لِمدى هَيبته و وَقارِه الذي باجابَة قد يَسقُط ، تَحمحم مُدلِّكًا ارنبَة انفه حيثُ واشَك على الرَّد مُعترِضًا لولا تَدخل طَليقته التي قالَت مُبتسمَة " جُيون يُجيد الرقص بشكلٍ مثاليّ للغايَة "
" لا اُصدق انهُ يرقص " تمتم تايهيونغ مُدحرِجًا عَيناه لِتحدق سويون بطليقِها الذي اهداها نَظرة مُميتَة ، ابتَسمت لهُ ببراءَة تامَة لِتهمس " ماذا ؟ انا امدحك "
" ابي انت تُزوجني لِرجل مُعاق عاطفيًا ، ارجوك اخبِره اني ارفُض الزواج منه " قالَت ايڤا بعدما طَفح كيلُها من مُناقشَة خَطيبها الذي مَسكها من ذِراعها يَجذبها نَحوه " ارجوك لا تأبه الي حَديثها فَهي مُتقلبة المزاج " تَحدث تايهيونغ بينَما يُثبتها من عضدها ثُمَّ انحنَى احترامًا لِلاكبر سِنًا " امسيَة سعيدَة "
جرَّ وراءِه ايڤا التي تُحاول الفِرار منهُ و نَعته بأنَّه مُعاق عاطفيًا بإستِمرار ، رَاقبهما جُيون قَبل ان يُقهقه بخفَة و يُحول عَيناه نَحو طليقتِه " اذًا ..؟ هل نَذهب نحن ايضًا ..؟ "
" هيَّا " سَبقتهُ في المَسير بينَما تبتسمُ بِخُفوت حَتى غادر كِليهما المركز التجاريّ ، ركِبت معهُ في السيارَة التي قادَها مُتجهًا بِها الي مَنزل والِدتها
نَزلا سَويًا و بين يَداهُ سايونغ النائِم ، تَوجهت لِفتح الباب بالمِفتاح حيثُ اعربَت قائلَة " امي ليسَت موجودة في المنزِل ، انها تَعمل في الشركَة على رَسمات المَعرض الذي سيُقام بعد الغَد "
همهم لَها مُتفهمًا و هو يَرتجلُ معها الي الداخِل ، قادتهُ الي غرفتِها اينَما وضع سايونغ في مُنتصف فِراشها لِيُناظرها تُزيل سترتها الخَفيفَة و تُعلقها وراء الباب ، ابتَسم على مَظهرِها الذي يَروقهُ بشدَّة
وَجدها الطَف ما يَكونُ بِتلك البَطن المُنتفخَة ، امتلاءُها اثَر الحَمل زادَها جَمالاً في عَينيه ، وَجدها تلتفتُ نحوه بينَما تسير لِوضع الغطاء على الصَغير " الن تُغادِر ..؟ "
" الا يُمكنني البَقاء قليلاً ..؟ على الاقل ريثما تَعود والِدتكِ ..؟ " قال بينَما يُراقِب تَحرُكاتِها حيثُ نَهت مُعترضَة " كلا ، ورائي دراسة لاخر امتِحان جُيون لا اُريد الالتهاء بِك و الانشغال عن المُذاكرَة "
" هل الدراسَة اهم مني ..؟ " رَدف مُدعيًا التفاجُئ يَجدها تَدفع بِحاجبها ساخرَة حينما طرأ على ذاكِرتُها مَشهدًا " هل تتذكَّر اول ليلَة لنا سويًا ماذا فَعلت حضرتك ..؟ هل اُذكرك ؟ "
وَجدتهُ يَتحمحم بينَما يُدلِّك ارنبَة انفِه " حسنًا ، هل يُمكننا حَذف ذلك المَشهد ؟ " رَدف مُبتسِمًا بِبلاهَة ، دَحرجت عينيها للنحوِ الآخر بينَما تسوقُ بِخُطواتها خارِج الغرفَة قائلَة " دَع الصغير نائم "
خَرج من بعدها مُغلقًا الباب لِيحدق بِها تسيرُ نَحو المطبخ من اجل اعداد كوب من القهوَة يُساعدها على المُذاكرَة بشكلٍ افضَل ، تذكرتهُ في كوبٍ ايضًا لِكونها تَعلم انهُ يحبِّها مِنها ثُمَّ اقترَبت تُعطيه خاصته
جَلسا سويًا في طاولَة الاكل كِليهما يَنظُر الي الكوب الذي في مُتناول يَديه و الصَمت سَيَّد المَجلِس ، تَسترِق بضع نَظراتٍ لهُ تَجِد الهُموم تَملئ مَلامِحه من كِثرَة التَفكير ، مدَّت اصابِعها التي حاوَطت كَف يدِه قائلَة بِنبرةٍ لينَّة " مابكِ ..؟ "
رَفع كُحليتاه اليها يُحدق بِها بِهدوءٍ قَبل ان ينطِق " لا يَسعني سِوا التَفكير بالخُطوَة القادمَة " تلك التنهيدَة التي غادَرت صَدره كانَت كفيلَة بِسرد ما يَقبع بِداخله من حِملٍ يَكبُت نَفسه
شابَكت يَداهُما سَويًا لعلَّها تَمنحه قدرًا من التفاؤُل عَبر حَديثها الذي صاحَبته بابتِسامَة دافئَة " مَهما كانت تلك الخُطوَة ، انا اثقُ بك "
حَدق في عَسليتَيها التي تُضيئ في حُضورِه ، شكَّل ابتِسامَة خافِتَة يستمِّد مِنها شُحنَة تَدفعه للمُضي قُدمًا " لم يسبِق لي ان غامَرت فانا امَّا اُقبل على قَرارات اجِدُها منطقيَّة 100% امَّا ان اُلغي الفكرة من الاساس "
" نحنُ بحاجَة لان نُخاطر احيانًا " رَدفت بينَما تَمسحُ على مفِّه بابهامِها حيثُ اكمَلت و عُيونها تحتضِن عُيونِه " انت عَليك وَضع الحد لَهُم ، انت لست مُغفلاً لِتنساق وراء الاعيبِهم فَهذِه حياتِك ، اُرسمها كما تَشاء "
رأته يُفلت كوب القهوَة من يده الثانيَة لِيُمسك بخاصتِها يَحتويها بين كَفَّيه ، نَظر اليها بَعدما التَحف الصَمت لِثوانٍ و قال " حالَما تنتهي هذِه الحَرب ، ساوفِّر لكِ الحياة الهادئَة التي حَلمتِ بِها ، سنكونُ انا و انتِ و صَغيرُنا بِخَير "
حرَّكت راسِها مُستجيبَة معهُ و ابتِسامَة هادِئَة تَعتلي شِفاهِها " انا انتظِر ذلك اليَوم بِفارغ الصَبر " هَمست مُتلقيَة مَسحاتٍ دافئَة على شَعرِها من قبل كَفِّه
" القادِم لن يَكون سَهلاً ، عَلينا علاج الألم بالألم لِذلك ارجوكِ اُصمدي " هَمس لَها بينَما يَمسحُ بِرفقٍ عَليها يَجِدها تُصدر تَنهيدَة مُتعبَة " اتمنَّى ان اصمُد ، لَكن لا اضمَنُ لَك "
فَتح ذِراعَيه من اجلِها كَي يحتويها بِداخل حُضنه و هي امتَثلت الي رَغبته و دَنت تدخُل وِسط صَدره الذي خبئها لَديه ، استَمعت الي دَقاتِه و عُيونِها تُراقِب اللاشَئ ، كُل ما يَجول في فِكرها ما سَيحدُث
مالذي يُخطط لهُ جُيون ..؟
لِكونه يَرفُض اخبارِها
هي قَلِقَة و بِقدر قَلقها تَثقُ بِه
لَم يسبق و أن نَكث وعدًا قَطعهُ لَها لِذا ستُحاول ان تَطمئِّن
•••
اليَوم الذي يَليه تَوجهت سويون الي المَكتبة التي اصبَحت مُلكها الآن
جُيون بالفِعل اهداها عقد المُلكيَّة بيوم ميلادِها حينما اشتراها من اجلِها
لانها ذا وَقع مُميِّز لِكليهِما
هي المَكان الذي جَمعهُما بعد عِشرون عامًا
دَخلت الي المَكتبة بابتِسامَة بينَما تَحملُ حَقيبتها التي تَحتوي على كُتب مُذاكرتِها لآخر امتِحان لِهذا العام ، رأت ايڤا تجلِس مع تايهيونغ في احدَى الطاوِلات و بِرفقتهما جيمين و جونغهي
مَشت ناحيتِهم مُلقية التَحيَّة " صباح الخَير يارِفاق "
سَحبت كُرسيًا للجُلوس حيثُ لاحَظت اضطِراب جيمين الذي استَقام مُستأذِنًا ، هي عَلمت انَّ عِلاقة والِدته التي شاعَت بطليقِها جَعلتهُ يَخجلُ مِنها
جيمين على عَكس والِدته تمامًا
فَهو يمتلك الكَثير من القيم و المَبادئ
مَسكته من ذِراعه ما إن رَغب في تَجاوزها و قالَت مُبتسِمَة " انت لا دَخل لك بِما يَحدُث ، دَع صداقتُنا خارج هذا الاطار "
حَدق بِها بينَما يَتنهَد مُحبَطًا ، جَذب ذِراعه مِنها و نَطق " انا آسِف ، ما فَعلتهُ امي ابدًا غير لائِق " تأسَف بِعينيه الحَزينة قَبل كلامِه الذي جَعل الصُغرى تبتسمُ نافيَة " انت ليست لك عِلاقة ، ليسوا الاباء صالِحون دَومًا "
حَدق جيمين بايڤا التي استَقامت قائِلَة " كَفى دراما ، نحنُ هنا لِندرس ، هيا يون يون تعالي " اقتَربت تُمسك بذراع سويون و تَجذبها للجُلوس بِجانبها
" تايهيونغ يُراجع مَشروع تَخرُجه ، سَنُقيم له حَفلاً " رَدفت بِحماس تُحدق في خَطيبها المُنهمِك باضافَة آخر التَفاصيل الي مَشروعِه على حاسوبِه لدرجَة انهُ لم يَنتبِه لوجود سويون بَعد
" متى سنصلُ الي مرحلته و نتخرَج ..؟ " تمتمت سويون عابِسَة لِتحتضِن ايڤا ذراعِها بسعادَة مُتحدثَة " آن ذاك سَيكون جون الصَغير بعمر الثالثَة ، سيُشاركنا حفل تَخرُجنا " وَضعت يدها فوق بَطن صديقتِها بِحماس
على الرُغم من انَّ موضوع حَمل سويون اشعَرها مبدأيًا بِعجزها عن الانجاب ألا انَّها بعد ذَلك فَرحت كَثيرًا و اصبَحت تنتظِره اكثَر من امِّه حتَّى
هي اشتَرت له الكثير من الاغراض كُلًَما ذهبت الي المتجر التجاريّ للتجهيز لِزفافها ، تَجد نفسها تقتني للطفل بَدلاً مِنها
ابتَسمت سويون مُمتنَة لِسعادة ايڤا بِها ، مَسكت بيد الصُغرى قائلَة " انهُ طِفلكِ ايضًا ، تأكدي انهُ وقتما شئتِ بامكانكِ اخذه و الاعتناء بِه "
نَظرت نَحو جونغهي حينَما قالَت مُتحمحمَة " لم تتسنَّى لي الفُرصة لتهنئتكِ بِحملكِ ، لِذا مُبارك لكِ "
حَركت سويون رأسها ايجابًا مُتجاوبَة مع حَديثها و هَتفت " شُكرًا لكِ "
" اُنظري كُلنا هُنا سَنتزوج ، الا انتِ ، سَتبقين عازبَة طيلَة حياتكِ " قالَت ايڤا تُناكِف جونغهي بينَما تُشابك يدِها بخاصَة خَطيبها الذي حَول بُندقيتاه اليها
تفاجَئ من وجود سويون لينتفِض بخفَّة " متى اتيتِ ..؟ "
" مُنذ ان كنت على وشك دُخول الجهاز لشدة انغماسك " هَتفت سويون ساخِرَة ثُمَّ ناظرت جونغهي التي تَحمحمَت تُرجع شعرِها الي الوراء بِغُرور " ذَلك لن يَحدُث "
صغَّرت ايڤا عَينيها بِشَك " ماذا ؟ هل حصلتِ على حَبيب جديد ..؟ "
ابتَسمت جونغهي بينَما تَعقد ذِراعَيها الي صَدرِها مومئَة ايجابًا ، سَخرت ابنة الوزير مُدحرجَة عيونِها للنحو الآخر " انهُ كَمثل كل مرَة ، ترتبطين بِه اسبوع ثُم تَرمينه كَغيره "
" هذه المرَة الامر مُختلف " قالَت الصبيَة لِتُحرك عَينيها نَحو جيمين الجالِس قُربها ، اَبتسمَت لهُ تمامًا كَما فعل هو و ذلك ادلَع الشك في قلب سويون التي صاحَت قائلَة " لا تَقولا انكُما ..! "
وَسعت عينيها تمامًا كَما فعلت ايڤا حينَما شابَك كُل من جيمين و ابنَة خالته اصابِعهما سَويًا لِينطق الشاب مُعترِفًا " هذا صَحيح ، نحنُ نتواعد رَسميًا "
شَهقت ايڤا التي استَقامت من مكانِها مُعترِضَة " هذا غير صَحيح ، انتُما كُنتما طيلة الوَقت تكرهان بعضكُما ؟ مالذي تَغيَّر ..؟ "
" امم ، ذات ليلَة حَدث الكَثير " قال جيمين مُفسِّرًا لِيُحدق في سويون مُشكلاً ابتِسامَة هادِئَة حيثُ اكمَل " ما جَرى مُؤخرًا و الحَقيقة التي احدَثت تزعزُعًا بِداخلي لَم اجِد سِواها بِقُربي " رَفع يد جونغهي عاليًا المتشبثَة بخاصتِه " ظننتُها سَتشمُت بي ، لَكنها سانَدتني بدلاً "
" هل حَصل بينكُما شَئ ..؟ " هَتفت ايڤا مُصغرَّة عَينيها بِشك حَيثُ تلقَت نظرَة ساخرَة من جونغهي التي نَطقت " لم نتحمس لِدرجتكُما ! "
اهدَى تايهيونغ نَظرة مُميتَة لَها حينَما القَت كلِماتِها لِيتحدث نيابَة عن خَطيبتِه " كُل ثُنائي لهُ الحق بِما يَفعل ، لا احد يَتدخل بِعلاقتي مع ايڤا "
احتَضن خطيبته من الجانِب يُطبطب على ذِراعها بِرفق مُكمِلاً " الحُب الذي بينَنا اكبَر بِكَثير ، ما ادراكُما انتُما اساسًا ؟ "
رَمشت ايڤا بعدم تَصديق من رومنسيَة خَطيبها المُفاجئَة ، حَدقت به هامسَة " هل اثرَّت الدراسَة على عقلِك ؟ "
اخَفض بُندقيتاه اليها مُهديًا اياها ابتِسامَة هادِئَة " انا على وشك الانتِهاء ، ساتفرغُ من اجلكِ لِذا امهليني بَعض الوَقت " هَمس لها قائِلاً
ابتَسمت بِلُطف غَير مُبالة بالمرأة الحامل التي تَجلس بين اربعَة من رُفقائها المُرتبِطون ، وضَعت يدها على وَجنتها تُحدق امامَها بِملل " مالذي افعله هُنا ؟ " هَمست
" اذًا هل تُفكران بالزَواج ..؟ " تَحدثت سويون مُتجاهلَة ابنَة حبيبها و خَطيبها الغارقان بالحُب جانبها حيثُ ارسَلت سُؤالها الي جيمين الذي قال " نَعم ، لكن ليس الان فَكلينا مَشغولين ، لا اظن اننا نَستطيع التَوفيق بين الدراسَة و الزَواج "
" ما الفرق اساسًا ؟ انتُما تعيشان معًا من الاساس " سَخِرت سويون بِحاجبٍ مَرفوع لِتتحدَّث جونغهي مُفسرَة " انا ساُسافر الي اليابان حيثُ والدتي هُناك و ساعودُ في عام التَخرج "
" هل ستُسافرين حقًا ؟ " هَتفت ايڤا التي وَجهت بصرها نَحوها بسُرعَة تنتظِر جوابها الذي القَتهُ مُهمهمَة " نَعم ، والِدتي تحتاجُ من يساعدها في عَملها هُناك و اظنُّ اني كبرتُ كفايَة لتعتمد عليّ ، اضافَة لاني سانتقلُ لِدراسَة ماتبقَى لي من الطِب هناك "
حَركت سويون رأسها ايجابًا لِتحدق في ايڤا التي بَدا عليها الحُزن ، على الرُغم من انها تتناكفُ كثيرًا مع جونغهي لَكنها كانَت رفيقة طُفولتها منذ وقتٍ طَويل
" اُفكر بالسَفر معها انا ايضًا ، ساُحاول دراسة الامر جيدًا ، قد نَتزوج و نُسافر معًا فخالتي لا تَقبلُ بامر العَيش معًا دون زَواج " رَدف جيمين بينَما يُشابك يَداهُ سويًا ، اطلَق تنهيدَة عميقَة مُتِّمًا " الاحداث التي جَرت مُؤخرًا ليسَت لِصالحي ابدًا "
" اتمنَى لكما السَعادة اينما ذَهبتُما ! و الان هل نبدأ بالدراسَة ؟ " هَتفت سويون التي اخرَجت دفترها من داخل الحَقيبة تَضعهُ امامَها
التَّم الجَميع حَول بَعضهما يَتشاركان المَعلومات التي تُفيدهم الي امتِحانهم القَريب ، الفتيات الثَلاث لديهنَّ ذات الاختبار في حين أن جيمين يَكبرهنَّ بسنَة لِذا امتحانِه مُختلِف تمامًا فَكان يُراجع لنفسه و لهنَّ حينَما يَحتجن مَعلومة اضافيَة
تايهيونغ واصَل التَجهيز الي مَشروعه و بِذات الوقت يَتواصل مع مُنسقي الحَفلات لاجل تَمام الزِفاف كَما تُريدُه خَطيبتِه
•••
" و هَكذا نستطيعُ ان نَقول اننا خَتمنا العام الدراسيّ "
صاحَت ايڤا بِحَماس لِترفع كُراسها عاليًا تَرميه بسعادَة
الدراسَة كانت تُشكِّل لها ضغطًا رَهيبًا ، خُصوصًا مع آخر الاحداث التي جَرَت و عَمليتها ، ابتَسمت سويون كَذلك بينَما تُشابك ذِراعها بخاصَة الصُغرى مُتحدثَة " انتَهينا اخيرًا ، نَستطيع الان التَجهيز الي زِفافكِ جيدًا "
" امم ، سيكونُ زفاف فَريد من نَوعه " نَطقت ايڤا التي التَفت صَوب طليقَة والدها مُتحدثَة " لنذهب للاحتِفال ! "
لم تَنتظِر رد صديقتِها فَمُباشرَة اخرجَت هاتِفها من جَيبها تحجزُ مَكانًا يستطيعون الاحتِفال بِه ، عَبست الكُبرى مُجيبَة " عليّ الذهاب و التَجهيز مع امي للمَعرض ، لا يُمكنني المَجيئ "
" لابأس خالتي ستنتظِر ، دَعينا نحتفل يافتاة مابكِ ..؟ كُلها ساعَتين " تذمَرت ايڤا بينَما تخبط كَتفها بخاصَة صديقتِها تُطالع جونغهي التي غادَرت البوابَة للتَو ، رَفعت يدها تُلوح لها حتى تلفِت انتباهِها
خَطت جونغهي نحوهنَّ بِتملمُل حَيثُ وقفت بينهُن قائلَة " هل اجبتن جيدًا ..؟ "
" لا احد يقول اجوبَة الامتحان ! اصمتن " هَتفت سويون مُحذرَّة فذلك يوتِرُها لِتُحدق في ايڤا التي قالَت مُبتسمَة " سنذهب للاحتِفال ، اخبري جيمين و انا ساجلبُ تايهيونغ "
" و انا ما مَوقعي بينكُم ؟ " هَتفت عسلية الاعيُن ساخرَة لِتُدحرج عَدستيها مُتكتفَة بعدم رضَى " لا اُريد المَجيئ ، ساكونُ وحيدَة "
" لا انتِ مَعي " نَفت ايڤا بينَما تحتضِنها من الجانب و تَجرُها مَعها رُغمًا عَنها ، هي ان رَغبت بشئ حتَّى والِدها لن يستطيعُ الرَفض
لَديها اسلوب فَريد في فَرض رأيها
•••
سويون التي تَضع يَدها على وَجنتِها تُراقِب الثنائيين امامَها يتبادلون اطراف الحَديث عن الخُطوبة و الزَواج ، فجاة اصبحَت ايڤا و جونغهي صَديقَتين لديهنَّ اراء مُتشابهَة حول العلاقات و ذَلك اشعَل نار الغيرَة في قلب الاولَى
في حين ان جيمين كان يَسأل تايهيونغ عن اسعار المنازِل و مُتوسط اثمنَة الاثاث بينَما يَحتسيان كوبًا من القهوَة
" مالذي جاء بي الي هُنا ؟ " هَمست تُخاطب نَفسها لِتعتدل في جَلستها تُشابك يديها فوق بطنِها المُنتفخ بِحُزن " لقد كذبت عليّ ايڤا ، جاءَت بي لِتتركني بِمُفردي كالهامِش " قَضمت شَفتها مُغتاضَة
" الا توجد هُنا مراة حامل اتحدث مَعها ؟ " جالَت بِعينيها حَول المَطعم الكَبير ذاك الذي يَحتوي على ارائِك مُريحَة و فخمَة للجُلوس مَع القليل مِن زبائنه
الاريكَة كانت عاليَة بشكلٍ جَعلها حينَما تجلِس اقدامِها لا تصلُ الي الارض لِذا اخذَت تُؤرجحهُما في الهَواء تنتظِر الوَقت يَمضي كي تَعود الي المَنزل سريعًا
" سويون مابكِ جالسَة لوحدكِ ؟ " تَحدثت ايڤا بعدَما انتَبهت لَها تجلسُ عابسَة الوَجه بِمُفردها ، حَدقت الكُبرى بها بِغَيض لِتدحرج عينيها بعيدًا " لا شَئ ، ليس كأن احدَهم جَلبني الي هُنا ثُم تَركني "
" لِما لا تُشاركينا الحَديث ؟ " سألت ايڤا رامشَة باستِفهام لِتقضم شفتها باسف ما ان قالَت الكُبرى بانزعاج " كَيف ساشارِككم حَديث لا افهمه ؟ انتن تتحدثن باليابانيَة وانا لا افهمُها "
" اسفَة ، ظننتُ انكِ تُجيدين اليابانيَة " هَمست الصُغرى مُعتذرَة ، وَضعت سويون يَديها على طرف الاريكَة كي تُساعد نَفسها على النُزول " لا عليكِ ، اظنُ اني بحاجَة الي الذَهاب للحمام " استَقامت مُتجاوَزة اياهم نَحو الحمامات
دَخلت الي هُناك مُشغلة صنبور المِياه لِتُبلل وَجهها بالمِياه قَبل أن تُنشفه بغيض " هل جاءوا بي لِيتركوني وحيدَة ..؟ "
غادَرت الحَمام عودَة الي مَجلِسهم السابِق ألا انَّها لاحظَت فردًا مُضافًا اليهِم ، عَقدت حواجِبها بخفَّة تُحدق بِظهره و هو جالِس فوق مَكانِها السابِق
" جُيون ..؟ " هَمست ما إن استطاعَت التعرف عَليه من ظَهرِه ، اقتَربت مِنهم اسرَع حتى يَتسنى لها رؤية وَجهه الذي ادارَه لها بِمُجرَّد اقترابِها
نَظرت في عَينيه السَوداء و هو يَحتسي قَهوة طَلبها للتو مَع وَضعه لِقدمٍ فوق الأخرَى ، كانَت على وَشك الابتسام لَهُ لَولم تَشعُر بيد تَدفعها من كَتفها بعيدًا يُصاحبها صَوت تَكرهه بشدَّة " هل يُمكنك الابتعاد عَن طريقي ..؟ "
صَوبت نَظرها نَحو يونمي التي اقتَربت للجُلوس بِجانب جُيون الهادِئ ، قَضمت شَفتها بِغضب تشُّد على قَبضتِها بقوَّة تُحدق بالثانيَة تَحتضِن ذِراع طليقِها عمدًا لاثارَة غيرتِها و قد نَجحت
استَقامت ايڤا تَدنوا من صديقتِها حَيثُ سَحبتها حتى تَجلِس بِجانب والدِها من الطرف الاخَر و قالَت " المَكان الذي يُلائمك على اليَسار " ما نَبستهُ ذكَّرها بِحديث جُيون حينَما اخبَرها
- الجُلوس على يَساري اقرَبُ الي قَلبي
جونغكوك اخفَض بصرهُ الي اقدام طليقته التي ارتفعَت عن الارض بِمُجرد جُلوسها و ذلك جَعلهُ يبتسِم خَفاءًا على صُغر حَجمِها
لَم تَكُن لَمسات يونمي الي ذِراعه تُشكل لهُ فارِقًا لَكِن جُلوس عسلية الاعيُن بِقُربه احدَث خللاً في قَلبه الذي راح يَنبِض بِعُنف
" اذًا مالذي جَلب بِكُما ؟ " تَحدثت جونغهي تُحدق في خالتِها التي قالَت مُبتسمَة " دعاني جُيون الي مَوعد لتناول العَشاء و بالصدفَة وَجدناكم هُنا "
جُيون حدق الي قَهوته مُدحرجًا عيناهُ بِملل ، شَرب من كوبِه يسترِق النَظر الي سويون التي تَفرُك اصابِعها بعدم راحَة
جيمين قَبض على يدِه بخفَّة من والِدته التي تُسبب له احراجًا بالقُرب من اصدقاءِه مُحدقًا في ايڤا التي قالَت ساخرَة " ابي لا يُحب المواعيد ، لابد انكِ مميزَة لانهُ دعاكِ لواحد "
نَظرت سويون اليها مُستفهمَة ، لم تكن تعلم ان جُيون لا يُحب المَواعيد ، لكن الامر بدا واضِحًا لِكونه لم يَدعوها لموعدٍ من قبل
إلا الذي كَشف فيه لَها عن جنس طِفلِهما
وَجهت بَصرها نَحوهُ تراهُ صامِتًا يُطيل التَحديق في قَهوته ، ابتَسمت بِخُفوت حينَما ادركَت انهُ حينَما يكون بِرفقتها لا يَتوقفُ عن الحَديث البتَّة
يُشارِكها بكل المواضيع حتى التافهَة مِنها و ذاك يُثبت لها مَدى اهميتها لَديه
ان علِمت ايڤا ان والِدها الهادئ يُثرثر باستمرار مَع صديقتِها سَتنهار ، لاعوامٍ تُحاول استدراج جُملتين على بعضهِما منهُ و هو يَكتفي بِقطع التواصل بِكلمَة او اثَنين
الفكرَة ان تايهيونغ مِثله ، هو هادِئ لكنها تُجبره على الحَديث كي لا تُنكد عَليه ، هي من النَوع الذي يُحب الكَلام كَثيرًا لَكن خَطيبها عَكسها
لَكن ذلك لا يَمنع انهُ يستمتعُ بحديثِها الكَثير و لا يَمل منهُ البتَّة ، تَحديدًا ذلك ما جَعلهُ يُحبها و ينجذبُ اليها ، لانها تُخرجه من قوقعته و تُجبره على اخراج ما بِحوزتِه رُغمًا عَنه
" عُمومًا هل انتم هُنا لِغرض ما ؟ " سألت يونمي بَعدما طال الصَمت بينَهُم ، اجابَها جيمين بِهدوء " اخبرتكِ صباحًا انهُ امتحاني الاخير "
" لم انتبِه ! " هَتفت الكُبرى عاضَة على شِفاهها باسَى حيثُ استَمعت الي تمتمَة ابنها الساخرَة " ان كان الموضوع مُتعلق بِجُيون لكنتِ سَمعتيه على بُعد امتار "
" نحنُ هنا لِمُناقشَة امور تخصُّ المُتزوجين ، و انتِ لستِ متزوجَة و كبرتِ على هذه الامور ياخالَة " قالَت ايڤا بينَما تُشابك ذِراعها بخاصَة سويون الهادِئَة مثل طليقِها ، يونمي رَمتها بِنظرات سامَة قَبل ان تنطِق ساخرَة " و هل سويون ايضًا مُتزوجَة ..؟ "
" سويون لَديها تجارِب في الزَواج لم يَحصل عليها اي احد مِنا ، الا تَرين الدليل ؟ " اجابَت ابنة الوَزير بحاجبٍ مرفوع بينَما تضعُ يدها فوق بَطن صديقتِها المُنتفخ تَمسحُ عليه بِرفق
ضَغطت يونمي على ذِراع جُيون مُسترسلَة " اساسًا انا و والِدكِ سَنتزوج قريبًا ، ان تَكون لكِ امراة بمقام امكِ افضل مِن طفلَة ! اليس كذلك ..؟ "
صغَّرت ايڤا عينيها لِتتحدث ساخِرَة " لستُ بحاجَة الي اُم ! انا ساذهبُ الي بَيت زوجي قريبًا " مَسكت بيد خَطيبها الهادِئ
تايهيونغ كان يُمعن النَظر في يونمي بينَما يُقلِّب افكارًا بِداخل عَقلِه حَتَّى لَفتت انتباهِه خَطيبته التي انتَشلته من صَمتِه ، ابتَسم لها مومِئًا يُجاريها
" عُمومًا ، نحنُ هنا لغرضٍ مُهم " هَتفت ايڤا التي استَقامت من مكانها واقفَة امام المُجتمعين امامَها ، تَخصَّرت تُحدق في خَطيبها بعينين مُصغرَتين مُكملَة " سنتدرَب على رقصة الزِفاف ! "
تَنهد تايهيونغ مُخفِضًا رأسه باحباط ، لقد تناقَش معها على هذا الموضوع مئَة مرَّة لَكنها لا تُقِّدر رَغبته المُلحَة ألا يَفعل
هي لا تَعلم الفاجعَة التي حَدثت معهُ في طفولته حينَما تشارك رَقصة مع زَميلتِه فانتهَى بِه الامر واقِعًا في المَسبح بَعدما انزلَقت اقدامِه
كان صَغيرًا و لا يُجيد السباحَة و كاد ان يَغرق فالجَميع غفل عَنهُ
لِكونه ابن الخادِمَة الغير مُهِّم ، لَم يأبه احد لِسلامتِه
مُنذ ذلك الحين و هو يَمقُت الرَقص بانواعِه
صَفقت سويون بِحرارَة كَما فعل الجَميع عدا جُيون الهادِئ " هيا تايهيونغ " هَتف كُل من جيمين و حَبيبته بِرفقة عسلية الاعيُن التي لاحَظت عُبوس وَجه بُندقي العينين
استَقام جيمين من مَكانه لِيسحبه من ذراعِه و يَدفعه بالقُرب من خَطيبتِه قائِلاً " لم يَتبقى لِزواجِكما الا اربعَة ايام ، هيَّا كُن شُجاعًا "
" ايڤا الم نَتفاهم عن الامر ؟ " هَمس لها بينَما يشُّد قَبضتهُ خفاءًا ، حَدقت ايڤا في عَيناهُ هامسَة " لا افهم لِما تُكبر الموضوع ..؟ انها مُجرَّد رقصَة ! "
" انا لا اُجيد الرَقص و اكرهه " قال بِدوره يُحاول الحفاظ على نَبرته الهادِئَة كي لا يُضايقُها ، قَطبت حواجِبها بعدم رِضَى و استرسَلت " لِما مُصر ان تُفسد عليّ فَرحتي في زِفافي ..؟ "
حَدقت سويون بِهما يَتناقشان قَبل ان تَهمس الي الجالِس قُربها " مابِهما ؟ "
جُيون وَضع عيناهُ عَليها لِيرد قائِلاً " تايهيونغ لَديه فوبيا من الرَقص ، حدث لهُ موقف في طفولته لِذا لن يُوافق بسهولَة "
همهمَت مُتفهمَة لِتحدق في يونمي التي تَرمُقها بِنظراتٍ قاتِلَة ، دَحرجت عسليتَيها للنحوِ الآخر مُحدقَة في جيمين الذي غَمز لها بشكلٍ لم تَفهمه
استقام جيمين من مكانِه مُقتربًا من والِدته ، مَسك بيدها يوقفُها معهُ حيث قال " ما رايك ان نتَشارك رقصة اُمي ..؟ " سَحبها رِفقته الي مُنتصف المَطعم قُرب تايهيونغ و خَطيبته
" جيمين دَعني " هَتفت يونمي مُنزعجَة من تَصرفه لَكنه عاود سَحبها نحوه و قال مُبتسمًا " انتِ تَخسرين فُرصتك بالرَقص مع اكثَر شاب شعبية في الجامعَة ! هيَّا "
اشتَغلت الموسيقى التي طَلبت ايڤا من عُمال المَطعم وَضعها ثُمَّ راقَبت كُحلية العَينين صديقها و والِدته يَرقُصان امامهُما ،تَكتفت بعدم رِضى من اصرار خَطيبها على عدم الرَقص حيثُ نَظرت امامَها بِضيق واضِح
احسَّت سويون باصابِع خشنَة تتسَلل الي داخِل كَفِّها فتقومُ بمعانقَة خاصتِها ، تَشابكت يَدها بِخاصَة جُيون الذي احتَضن كَفها اسفَل الطاولَة يشُّد عليها بقوَّة بينَما يبتسمُ بخفَّة تمامًا كَما ابتَسمت هي
نَظرت اليه تَجِده مُنشغل في التَحديق امامَه بينَما يمسحُ بابهامه على ظاهر يَدِها بشكلٍ مَنحها الكَثير من الحُب ، عاوَدت النظر امامَها لِتضغط على يده رافضَة افلاتِها تستمِع الي دَقاتِها العاليَة بداخِل صَدرِها
لَحظاتها مَعهُ لا تُقدَّر بِثمن البتَّة
" هل سيصِّر على مَوقفه و لن يرقُص ؟ " هَتفت سويون بينَما تستمِع بِمسحه الهادئ على يَدِها ، اجابَها بعدَما طال صَمته " ذلك يَعود لنسبَة حُبه لها ، ان كان يستطيع تَجاوز مخاوف الطفولَة لاجلها "
وَجه بصرهُ نَحوها لِيحدق في عيونِها " اضافَة لا يستطيع احَد لومه ، الخَوف الناشئ من الطُفولة جُزء من الانسان يُصعب تَجاوزه "
" ان كان لديك نَفس الخَوف ، هل سَتتجاوزه لاجلي ..؟ " سألتهُ بعدَما وَجهت عَسليتَيها اليه تُناظِرُه و هو يَهيمُ بِها مُجيبًا " اتجاوز العالَم بأسرِه من اجلكِ "
ابتَسمت بشكلٍ واضِح للغايَة ، لا تَستطيع الحِفاظ على تَعبير وَاحد بِقُربه ، كُل التَعابير ترسُم مُلكيتها على وَجهه في حُضورِه ، يُصعب عليها التحكم بِمشاعرِها الجيَّاشة نَحوه
" انتما واضحين للغايَة " قالت جونغهي الجالسَة امامهُما بينَما تحتسي من مَشروبِها ، حَدقت سويون بِها بِحرج لِتتحمحم قائلَة " لا يوجَد شئ واضِح "
" حَسب فَهمي بلغَة الجَسد فَنظراته لكِ تؤكِّد انه يشتهي تَقبيلكِ الان " هَتفت جونغهي بينَما تبتسمُ بِمُكر تَزيد من احراج الصغيرَة التي قَرصتها بقوَّة من فِخذها تُسكتها
قامَت يونمي بِدفع ابنها عَنها بعدَما انتهَت الاغنية و قالَت موبخَة " لا تُعدها جيمين ، لا تَدعني اغضب منك "
" هل لا تُحبين مشاركة طفلكِ رقصة ؟ " تَحدث جيمين مُمثلاً الحُزن لِيجدها تَتنهد مُمسكَة بذراعِه " ليس هكذا ، لكنك احرَجتني "
" اُمي انتِ تَجعليني اشعُر انكِ تفضلين حُبكِ عليّ ..! " رَدف بينما يقطب حواجِبه بانزِعاج ، نَفت يونمي مُعارضَة لِتراه يُغادر القاعَة بِغَضب مُصطَنع ، نَظرت نَحو جُيون الهادِئ قبل ان تَلحق بابنِها بسرعَة
ما ان غادَرت حَتى ابتَسم جُيون مرتاحًا و استقام فاصِلاً يَده من خاصَة سويون ، صَفق بيديه يَجلب انتباه البقيَة بقولِه " رائِع ، الان نبدأ احتِفالنا "
حَدق في طليقتِه التي ابتَسمت لهُ لِيجلس مُجددًا طالِبًا لَهُم الطَعام ، استَغرق جيمين بضع دقائق قبل ان يَعود مُتحدثًا " لقد اتاها اتصال من الشركَة و غادَرت "
" هذا مُريح " هَتفت ايڤا بعدَما تجاوَزت تايهيونغ و جَلست بِجانب أبيها ، تَنهد الاسمر يُطالِعها لبِضع ثوان قَبل ان يُغادر المَجمع بِهدوء
" اين رَحل تايهيونغ ..؟ " سألت جونغهي تُراقِبه يُغادِر ، شدَّت ايڤا قبضتِها بانزِعاج لِتتحدث " دَعيه يذهب ، انهُ هكذا دومًا "
مَسك جيون بيد ابنتِها يُهدأ من روعِها " ايڤا لا تَدعي سبب تافه كَهذا يُحدث بينكُما مُشكلَة "
" دَعك منه انه مُجرَّد نكدي يستمتع بجعلي غاضبَة " رَدفت الصغيرَة بضيق قَبل أن تاخُذ كوب العَصير تحتسي منه ، تَنهد الاكبر سِنًا على عِنادها لِيناظر طليقته التي هزَّت اكتافها بِقلة حيلَة
تَناول جَميعهم الطَعام الذي طَلبهُ جُيون يَتبادلون اطراف الحَديث حَول يوم الزِفاف و مَلابسهم التي جَهَّزوها الي ان وَصلت الساعَة الي العاشرَة ليلاً
قام جُيون بايصال سويون الي مَنزِلها حَيثُ رَكن بالجِوار و حَدق بِها لِفترَة ، ناظَرتهُ مُستغربَة صَمته المُفاجئ لِتنطِق " هل هُنالك شَئ ..؟ "
" ساُسافر على الواحدَة صباحًا " هَتف بينما يُطالع ساعته ، ناظَرتهُ مُستفهمَة حيثُ اومأت مُتجاوبَة مع حديثِه " لكن متى ستعود ..؟ "
" ليلة الزِفاف " قال بَعدما مَسك بيدِها و مَسح عليها بِلُطف ، هَمهمت لهُ لِتحدق في يدِه التي تُمسك بخاصتِها " هل هُنالك شَئ تُريد اخباري بِه ؟ "
نَظر في عَينيها مومِئًا ايجابًا
كَثُر صَمتهُ و لَم يصدُح حِسَّه الا بَعد دقائِق عَديدَة
" يَوم الزِفاف ، قَد اكونُ بارِدًا مَعكِ ، آمل الا يَجرحكِ ذلك " تَحدث بينَما يضعُ يده على وَجنتها يمسحُ برفقٍ على خدِّها المُحمَّر ، اكمَل و عيونِه بداخل عُيونِها " ايضًا ، انا مضطر لاكون قريبًا مِنها بشكلٍ حَميميّ قليلاً "
ضغطَت سويون على قَبضتِها بقوَّة تُطالِعه بعدم رِضَى مِن جُملته الاخيرَة " ماذا يَعني انك سَتكون قريب مِنها ..؟ تجاهلها كَما تفعل الان ..! "
حرَّك رأسهُ نَفيًا و اردَف مُتنهِدًا بضيق " لا استَطيع ، انا مُضطَّر ، مُجبر ان اكون قَريبًا للحَد الذي يُضيق نَفسي "
" لَكن " اخفَضت عَسليتيها الي اقدامِها بِحُزن ، هي تَعلم انَّ لم يَكُن الامر ضَروريًا لَن يروقه الدُنو مِنها ، لَكن الامر يُضايقها فَحسب ..!
اخفَضت يده عَن وَجنتها و تَحدثت بِهدوء " افعَل ماتراهُ مناسبًا " ازالَت حزام الامان لِتنزل من السيارَة ، ارتَجل من وراءِها و قال بينَما يبسُط ذراعه فوق سطح مقعدِه " هل انزعجتِ ..؟ "
حَدق بِظهرها و هي تَسير نَحو باب المنزِل ، وَقفت في مُنتصف الشارِع لِتلتفت نَحوه تُحدق بِه بِسخريَة " لا ! انا في قمَة سعادتي لانك ستقترِب من امراة اُخرى امام عَيناي ..! "
شدَّت على يَديها بقوَّة و رَدفت مُتمَّة " لِنفوز بهذه الحَرب علينا وَضع مشاعرنا جانِبًا ، نحن ضحيَّنا بالكَثير لِذلك انت ادرَى بِما ستقبل على فِعله "
" كما اخبرتك سابقًا ، لن انجَّر وراء مَشاعر الغيرَة لاحدث ضَررًا بِك "
رَفعت يدِها عاليًا مُلوحَة لهُ و قالَت " الان اذهَب ! كي لا انجَّر رُغما عني و اقتلِع لك شَعرك " التَفتت تُغادِر المَوقع بسرعَة ، دَخلت الي المنزل مُغلقة الباب الذي اتكئت عليه مُحدقَة في الفَراغ " ينتابُني شُعور سَئ " هَمست
زَفر جُيون انفاسُه بِبُطئ قَبل ان يَصعد الي سيارتِه مُحدقًا في الفراغ امامَه بِهدوء
الخُطوَة القادِمَة سَتكلِّفه الكَثير
اكثَر مِما يَتوقَّع
.
.
.
•••
تَجهيزات زِفاف ابنَة الوَزير قائِمَة
الكَثير من الفوضَى تَعُّم صالَة الافراح تِلك ، طاقم العَمل يَركُض هُنا و هُناك لِتَلبية رَغبات ابنَة جُيون المُدللَة فَهي بالكاد تَرضى على شَئ يَفعلونَه
ذَوقُها صَعب للغايَة ، يُصعب ارضاءُه
حتى فُستانها لم يَكُن يُعجبها بشكلٍ كامِل ، لِكونه ليس لديها الوَقت المناسب لِتغييرِه رَضخت للامر الواقِع و قَررت ارتداءِه
كانَت الوان الوورد التي تُزيَّن اطراف القاعَة و سَقفِها تَميل للارجوانيّ و الأبيَض ، لَون مَلكيّ هادِئ يلتُّف يُغلِّف صالَة عُرسِها الذي جهَّزت لهُ لاشهُر
كِبار الشَخصيات و وزراء مِن كافَة بُلدان العالَم آتون لِحُضور زِفافِها لاسيما وليّ العَهد البريطانيّ فالملك تَعذَّر عن الحُضور
لَم يكُن حُضورَه مُرحَب بِه ، لكنهُ مُجبر على المَجيئ
للحفاظ على الصُورَة العامَة للبَلد
تايهيونغ كان مُنشغلاً طيلَة اليَوم بالترتيب مَع مُنسقي القاعَة لِدرجة انهُ نسيّ انَّه هو العَريس ، اتتهُ امُّه التي جَرته من اذنه الي غُرفته المُجهزَة كي يلبس ثيابِه و يَهتم بِذاته فَموعد العُرس قَريب
جُيون كان يقفُ بِبذلته الرَماديَة عند مَدخل القاعَة يَستقبلُ الحُضور بابتِسامَة وديَّة مع والِدته التي جاءَت من بريطانيا مَعهُ ليلة البارحَة
اعطاها حُرية الاختيار في المَجيئ فبعد صَدمتها بِزوجها لَم تكُن بِحالة تسمحُ لها بِحُضور اي مُناسبَة ، لكِّنه عُرس حفيدتها الوحيدة ، هي لن تفوتُه و سَتتغاضَى عن حُزنِها لِبعضٍ من الوَقت
في حين أن العروس كانَت مُشتتة بِداخل غُرفتها غَير راضيَة البتَّة عن اطلالتِها على الرُغم من ان الكُل اجمَع عن كَونها مِثاليَة
هي على وَشك البُكاء
رُبما السبب الاكبَر ليس اطلالتها ، بَل لانها لم تتصالَح مع عريسها بَعد
بَل مُنذ ذلك اليَوم بقى الوضع مُتشاحن بينهُما و لم يَتحدَّثا البتَة
ذلك زاد الامر سوءًا بالنسبَة اليها
كانَت سويون للتو تَخرُج من الحَمام بَعدما اتمَّت لبس فُستانها الطَويل ، كان ازَرق اللون واسِع فَذاك ما يُناسبها كامرأة حامِل
دَنت من ايڤا التي تَضع الطَرحة فوق تسريحَة شعرِها المَرفوعَة ، لم تَقُم باسدال شعرِها بل جَمعتهُ كلَّه الي الوراء مَع وضع دبوس الزينَة الابَيض الذي لائمها بشدَّة
وقفت وراءها تُناظرها بابتِسامَة سعيدَة " انتِ جميلَة للغايَة ! اجمل عَروس اراها في حَياتي اجمَع " مَدحتها قائلَة و الصغيرَة تكبُت الدُموع في عَينيها
" مابكِ ايڤا ..؟ " هَمست بِقلق حينَما لاحظَت رغبتها المُلحة في البُكاء ، طَلبت من طاقم العَمل ان يُغادِر ثُم دَنت تجلِس بِجانب العروس التي قالَت بغصَّة " تايهيونغ لم يتحدث مَعي مُنذ اُسبوع او حتى يُرسل رسالَة "
" رُبما هو مشغول ..؟ " تَحدثت سويون مُواسيَة بينما تحتضِن وجنة صديقتِها الباكيَة ، نَفت ايڤا مُبتلعَة غِصتها " انهُ يتعمد ذلك ، يَتعمد تجاهُلي رُغم علمه اني اكرهُ ذلك ، فقط لاني رَغبتُ بتشارك رقصتي الاولَى معه ..؟ "
تَنهدت الكُبرى لِتقوم بِمُعانقتِها هاتفَة " حبيبتي لا تحزني في مِثل هذا اليَوم ارجوكِ ، سيكونُ كل شَئ بِخَير ، دومًا تحدُث المشاكل بين العَروسين فترَة زواجِهما لِذا انه شَئ طبيعيّ "
مَسحت على ظَهر ايڤا التي تَشبثت بِها مُستجمعَة انفاسِها بِصُعوبَة " حسنًا ، ساستمعُ لكِ " ابتَعدت عنها تُريل دُموعها كي لا تُفسد مُستحضرات التَجميل التي على وَجهِها
طُرق الباب الذي دَخلت من عبرِه العاملَة مُتحدثَة " السيد جُيون هُنا لِمُرافقة العَروس الي القاعَة "
ابتسمَت سويون مومئَة قبل ان تَنهض و توقِف الصغيرَة معها قائلَة " هيا ، والدكِ هُنا لاصطحابكِ " هَمست لها بينَما تُريل عَنها الدُموع " لا تَبكِ امامه ، سيزدادُ قلقًا عليكِ "
اومأت ايڤا ايجابًا مُحاولَة التَجاوب مع نصيحَتها ، لَكن كُلما تذكرًَت انها سَتخرُج عن طوعِ والدها لِتكون تحت جَناح رجلٍ آخر ، ذاك يُرغمها على البُكاء اكثَر
قبَّلت سويون وَجنتها قَبل ان تُغادِر الحُجرَة ، فَتحت الباب لِتخرُج مُحدقَة في ظَهر جونغكوك الذي يَنتظر اذن الدُخول ، راقبَت عُرض مَنكبيه و قَوام جَسده المِثاليّ لِتزُّم شِفاهها مُتحمحمَة
التَفَّ نَحوها يُحدِّق بِها ، وَسَّع عَينيه مُنذهِلاً ما ان سَقطت عَدستاهُ عَليها لِيقترب مِنها خُطوة اضافيَة قائِلاً " ماهذا الذي تَرتدينَه ..؟ "
" فُستان " قالَت بينَما تُحدق في فُستانها الذي حَتمًا لم يُعجبه من نَبرة صَوتِه الحادَة ، نَظرت نَحوه تجِده يقطبُ حواجِبه " سويون ! "
" ما الامر ؟ " هَتفت عاقدَة حواجِبها بعدم فَهم ، دَنى مِنها بينَما يَمد اصابِعه نَحوها ، حَدقت بانامله تُمسك بِحواف فُستانها ناحيَة صَدرِها حيثُ قال و هو يُقربهما الي بعضِهما " هل لي ان افهَم ، لِما هذه الفتحة بهذا العُرض ..؟ "
" لق..لقد اصبح الفُستان ضيقًا مؤخرًا ، حينَما فصَّلتهُ كان على مَقاسي " تَحدثت بينَما تُبعد يَدهُ عَنها و ذلك لم يُعجبه ، نَظر حولِهما و احتَضن ذِراعها يجذِبها لِمكانٍ خالٍ حتى ياخذ راحتهُ في مُناقشتِها
" كمرأة حامل اتفهَّم ان صدركِ سيتضخَّم بفعل الغُدد اللبنيَة ، لكن مالا اتفهمهُ ان يَخرُج يسلم على المارَّة بهذا الشَكل " تَحدث مُوبخًا بينَما يقتطبُ حواجبه بشدَّة ، احمَّرت حرجًا من قَوله و هَتفت بينَما تُحاول تَغطية صَدرها قائلَة " لا اظنُّ انه بذلك السوء "
" بلَى ، غيِّريه حالاً " رَدف آمِرًا بينَما يُحدق بِها تَعبسُ بقلَة حيلَة " لم اجلب فُستان آخر و مَراسم الزفاف على وَشك البدأ "
" مُستعد ان اوقف الزِفاف على أن اسمَح لكلٍّ رَجُل بأن يُمتع عَيناه بما يَخُصني ..! " قال بِانزِعاج بينَما يستجمِع انفاسهُ ببطئ ، شاهدتهُ و هو يَقومُ بازالَة الدبوس الذي يضعهُ عند ياقته ثُمَّ حدق بِها " ابعدي يَديك "
" ماذا سَتفعل ..؟ " حَدقت بِه مُتعجبَة ، ازاحَت يديها عن صَدرها كَما أمَر لِتراه يقومُ بامساك حَواف فُستانها يَجمعهما سويًا بشكلٍ ضَمن به تَغطيَة منطقته المَحذورَة ثُمَّ وضع الدبوس يُقيَّد به القُماش
كان مَخفيًا من الداخِل بحيث لا يتمكَّن احد من رؤيتِه ثُمَّ نَظر في عَينيها المُنذهلَة ، ذاك القُرب الشَديد مِنها يُفقده صَوابه للدرجَة التي جَعلتهُ يَتناسَى زِفاف ابنتِه القائِم
هَمس بالقُرب مِن مَلامِحها " عَلى فِكرَة ، انتِ جميلَة للغايَة "
حَدقت في عَيناهُ القَريبَة و أذِنت لهُ في سرقَة قُبلَة جامِحَة مِنها كَما أذِنت بِخطف قَلبِها دون مُطالبَة باستِرجاعِه
احاطَت عُنقه تُبادلهُ بِكُل حُبٍ فاذ بِها تَهمسُ بالقُرب مِنه كَمثل نبرتِه " انت ايضًا ، وَسيم بشكلٍ خَطِر "
" كُلَّها بِضعة اشهر ، و ساُعطي والدكِ الشَرف بأن يَزّفكِ اليّ كَعروسي الابديَة " هَمِس حينَما حاوَطها يُقربها مِنه و يَتنفَّس انفاسِها ، تبسمَّت بِخُفوت مُتخيلَة ذاك المَشهد الذي رَفرف لهُ قلبُها ثُمَّ اومأت ايجابًا مُتلقية بضع قُبلاتٍ سطحيَة منهُ
هو مُشتاق لها و لا يودُّ الفِرار
" ايڤا تنتظِر ، لقد تأخرت " هَمست بينَما تُبعده و تَدفعهُ من كَتفه الي الخَلف ، قام بِمُعانقتِها بشدَّة و هَمس قائِلاً " قليلاً بَعد ، ارجوكِ "
هو بِحاجَة لِشحن اكبر قَدرٍ من القُوَّة لِمُواجهَة القادِم ، يُعانقها كَما لَو انَّه آخِر حُضن سيتشارَكهُ مَعها
ابتَعد عنها بعد فترةٍ وَجيزة و ابتَسم قائِلاً حينَما منحها قُبلة على جَبينها " اُريدكِ ان تكوني بِخير فَحسب ، هِمم ؟ "
" ساكونُ بِخَير " حَركت رأسها ايجابًا بينَما تمسحُ عن شِفاهه حُمرتِها ، ارتفعَت تُقبل وَجنتِه قَبل ان تَسمع صوت ايڤا المُتذمِّر من نهاية الممر و هي تتصارَع مع طول فُستانها " يااا ابي ! انا انتظرك و انت هُنا "
حَدق كِليهما في الصغيرَة التي تَخطوا نَحوهُما بغضبٍ مُصطَنع ، وَقفت امامهُما و قالَت " بامكانكما تبادل القُبل قدر ماشئتما ، ساغُطي عليكما بِفُستاني الكَبير "
حَديثُها لم يَصدم جُيون بِقدر جَمالِها بِذاك الفُستان الذي اثبَت حَقيقة انَّها عَروس ، افلَت سويون من بين يَديه لِيلتفت نَحو ابنتِه يُراقِبها بعدم تَصديق " اي..ايڤا ! "
نَظرت ايڤا الي نَفسها ثُم طالعتهُ كابتَة دُموعها " اعلم ! لَقد كبرت الصغيرَة و اصبَحت عَروس "
اقتَرب مِنها حَتى يتفقَدها بصورَة اوضَح ، انَّها جَميلة بِشكلٍ لا يُصدَّق ، هي خَطفت قلبهُ هو فَمبالكِ بخطيبها الذي سَينبهرُ لا مُحال
مَسك يَديها يَلُّفها حول نَفسها بابتِسامَة خَفيفَة " عَجبًا ، مَهما حاولتُ تخيلكِ لَكنكِ فُقت كُل توقعاتي ، انتِ حقًا عَروس "
ناظَرتهُ بينما تُقوس شِفاهها بِبُكاء " لم اعد اُريد الزَواج ، انا اعترِف اني لازلت صغيرَة " هَتفت و هي تَرفع عَدستيها عاليًا حتَّى لا تَبكِ
دَنى جُيون منها اكثَر يُعانِقها الي صَدرِه بينَما يمسحُ على ظَهرِها بِلُطف " هِششش ، اهدئي " قبَّل رأسها مُحاولاً تهدأتها حينَما بدأت بالبُكاء
" ساشتاق اليك كَثيرًا يا ابي " قالَت بِبُكاء بينَما تتشبَّث بِه رافضَة تَركه في حين ان سويون اسرعَت بالرَحيل حتَّى لا تنهار باكيَة هي الاخرَى
اساسًا دَمعتُها تنتظر عُذرًا للنُزول
مَسح جُيون على ظَهرِها يُهدأ من رَوعِها بينَما يُجاهد رغبته المُلحَة بِمُشاركتها دُموعِها ، من الصَعب عليه اعطاءِها لرجلٍ بعد تَعبه في تَربيتها بِضع سَنوات حتَّى رآها شابَة ، لَطالما كانت لهُ خير وَنيس
" ستأتين لِزيارتي كَثيرًا هِمم ؟ " هَتف بينَما يُحيط وَجنتيها بِكفيه يُشاهد عُيونها المُبللة و هي تومئ مُوافقَة " ساكون كل يَوم عِندك حتى تَكرهني "
" لا استطيع كُرهكِ ، اصمتِ " تَحدث بينَما يَنقُر رأسِها يجدها تعبس من وسط دُموعها مُتحدثَة " المًهم اني اطمئنيتُ عليك قبل ان اتزَوج ، جعلتك تَجِد شريكَة حياتك و الا تَبقى وَحيدًا "
" كابوسي الوَحيد كان ان اتزوَج و اتركك وَحيدًا من خَلفي ، لكن الان انا مُطمئنَة ان سويون سَترعاك جيدًا "
" انا لستُ طفلاً بِحاجة الي الرعايَة " قال يُناكِفها بينما يُزيل دُموعه عند اطراف عَينيه فرآها تنطِق بغضب مُزيف " بلى انت كَذلك ، تُهمل صحتك و لا تُجيد الاعتناء بِنفسك ، هي سَتتكفَّل بذلك لانها تُحبك "
عاوَدت عِناقه مُجددًا و نَطقت هامسَة بِصوتٍ مُرتجِف " اتمنَى ان يكون القادِم الي صالِحكما ، و سامِحني على اي فِعل سئ بَذر مني ، ان شاء الرب ان يَرزقني بِطفل ساُربيه كما رَبيتني "
حَديثها كان كَفيلاً بِجعل جُيون يُلح على البُكاء ، لم يستطِع مُقاومَة دُموعه اكثَر فالجَميع يعلم جيِّدًا مدى تَعلقه بايفا و ما تَعنيه هي لهُ
تشبَّث بِها بقوَّة و هَمس قائِلاً " لا تَدعيني اخرُج لالغي الزِفاف الان ، انا اتماسَك بصعوبَة "
جاهَدت للتَوقف عن البُكاء و صُنع ابتِسامَة رَقيقة ، ابتَعدت عنهُ و احاطَت وجنتاهُ تُبعد دُموعِه " كَمثل هذا الوَقت بعد عِشرون عامًا سَنكون هُنا لنزوج أخي جون ، لا تبكِ عليه كَما تفعل عليّ الان همم ؟ "
" هو رَجُل سيعتني بِنفسه " قال بينَما يُخرج منديلاً من جَيبه يُجفف دُموعه التي تَتسرَّب من جُحريه " شاهِد رسميًا ، الوزير جُيون يَبكِ كَطفلٍ رضيع " تَحدثت ساخِرَة مُحاولة خَلق اجواء مُضحكَة لعلَّ بُكاءهما يَضحك
" حينما اتيتِ اليّ كنتُ طِفلاً ، انا كَبرتُ معكِ يا ايڤا " هَتف بِصوتٍ مُهتَّز يتذكَّر لحظاتها الاولى بين ذِراعَيه " اُنظري اليكِ الان ، لا اُصدق حتَّى متى كَبرتِ ليأتي رَجل آخر ياخذكِ مني بهذه السُهولَة "
" ابي ارجوك ، انا بالكاد امنعُ نفسي من البُكاء حتى لا افسد مُستحضرات التَجميل " هَمست بينَما تُقابله بِظهرها تُمروح امام عَينيها " لن انظُر اليك مُجددًا ، لا اُريد البُكاء "
" حسنًا ، لِنذهَب " هَمس لَها بعدما عدَّل بِذلته و حَرِص على اناقتِه ، مَسك بِذراعها يُشابِكُها بخاصتِه حيثُ قال " انتِ اميرَة ، الجَميع بالخارِج يتوقُ لكِ "
اومأت لهُ بينما تتمسَّك بِذراعه مُعدلة فستانها بيدِها التي تحملُ باقة الزُهور البَيضاء ، غادَرت معهُ المَمر الي مَدخل القاعَة حيثُ الحُضور يَنتظرون دُخولها بفارِغ الصَبر
سويون كانت جالسَة مَع والِدتها و والِدها الذي يحملُ سايونغ في حُضنه على احدى الطاولات القريبَة من منصَة العَروسين في حين ان اُختها تُرافق زَوجِها على النَحو الأخَر
سايونغ تعلَّق بجده سريعًا كَما انَّ يون سون احبتهُ كَذلك و لم تَرفُض الاعتناء بِه ، بَل رحبَّت بوجودِه بينهُم حينَما كان يجلبهُ غابرييل الي المنزِل في ساعات دَوام ريڤين و جين
سُرعان ما انخرط الصَغير بينهُم و احبَّ البقاء رِفقتهم كَما انهُ ملئ وَقتهم و اضاف حياة الي بيتهِم بِمرحه و مِطاردتهم لهُ طيلَة اليَوم
لِكونه اعتاد ان يَتربى بين الخَدم سُرعان ما وَجد الدفئ بين عائلة خالتِه
وَجه الجَميع عيناهُ ناحيَة مَدخل القاعَة المُقابل الي منصَة العرسان اينَما كان يقفُ العَريس بِبذلته السَوداء القاتمَة يُسرِّح شعره البُندقي كَعينيه بِعنايَة تامَة تُعطيه وَسامَة لا مَثيل لَها
مَلامِحه الحادَة الرُجوليَة تَجعل كُل فتاةٍ في القاعَة تَحسدُ ايڤا مِليار مرَّة ، استَطاع التميُّز في اطلالته بِجدارَة لِيمنح نَفسهُ قدرًا عاليًا من المِثاليَة
لاسيما ان شَخصيتِه تُعطيه كاريزما تُثبت حُضوره و تَزيد من وَسامته
كان يَقفُ باتزانٍ قائِم الظَهر جاد المَلامِح و عُيونه البُندقيَة تترقَّب دُخول عَروسه الواقفَة وراء الباب المُغلَق ، نَبضات قَلبه بدأت تتسارَع ما إن اُعلن عن دُخول فتاتِه التي مَشت اول خُطواتِها بالقُرب من والِدها
لَم يَعي الي شَفتاهُ التي تَفرقَّت بِمُجرد ان سَقطت بُندقيتاهُ عَليها و هي تَسير برقَّة بِفُستانِها الأبَيض الذي اعطاها اطلالَة خَطفت قلبهُ للمرَة الثانيَة
يُراقِبُها تُوزِّع ابتِساماتٍ هادئَة بينَما تتشبَّث بِذراع والِدها الذي يُساعدها في السَير و يَحملُ عنها الفُستان عندما وَصلت الي سلالم المنصَّة
مَشت الي خَطيبها الذي سيكونُ زَوجها بعد دقائِق عَديدَة ، عُيونها تَلاقت تُظهر كَمًا لا مَثيل لهُ من الحُب مُتناسيان ذاك الخِلاف الذي دار بينهُما تمامًا
بِمُجرَّد أن وَطئت اقدامِهما الموقع الذي سيجَمعهما كَزوجين أبديين تَناسيا الزَعل بانواعِه ، كُل ما في حَوزتِهما الكَثير من الحُب الذي سيتَعاهدان على مَنحه بشكلٍ دائم لِبعضهما البَعض
وَقفت امامَه بعدَما مَنحتهُ ابتِسامَة واسعَة كَما فَعل هو حينَما اهداها نَظراتٍ تُعبِّر عن حَجم حُبه لَها ، ابتَسمت سويون التي كانت تُصورهُما بهاتِفها و هالة الحُب التي تُحيطهما تَصلها بشكلٍ كَبير
حَدقت في جُيون الذي وَقف امام تايهيونغ على وَشك تَسليمه قِطعة من قَلبه فإذ بِه يَقول " ساُعطيك أثمن ما املِك ، قِطعة قلبي التي سَعيتُ لِمنحها حَياة لَم تُمنح لفتاةٍ من قَبلها لِذا ، ارجوا أن تِعطيها القَدر الكافي من الرِعايَة "
حَدق جُيون في عينيّ تايهيونغ الذي اومَئ مُبتسمًا حيثُ اكمَل الاكبر و هو يُقاوِم دُموعه " طِفلتي مُدللة و صَعبة المِراس ، لا احد يَتحملها غَيري لِذلك ان ازعجتك بِدلالِها ، اعِدها اليّ فانا ساتكفَّل بِها بدلاً ، هي تستحِق ان تُدلل و تُمنح ما تُريد لانها ثمينَة ، مَهما بَحثت لن تَجِد قلبًا يُحبك كَخاصتِها "
مَسحت سويون دُموعِها التي تَسربت من حَديث طليقها الذي تسبب في جَعل اغلبيَة من في القاعَة يتأثرون ، حَدقت في والِدها الذي احتَضنها من الجانِب و مَسح عليها بِلُطف " لا احد يُحب الفتاة كَأبيها " هَمس لَها
اومأت لهُ بابتِسامَة دافئَة لِتُعانقه بينَما تُشاهِد جُيون يُقدم ابنتِه الي عَريسها ، انحنَى لهُ تايهيونغ باحتِرام فَبادلهُ الاكبر سِنًا مُتراجعًا خُطوات الي الخَلف
مَسك تايهيونغ بيد ايڤا يُقربها منهُ حتى تَقف امامَه مُباشرَة و تتسنَّى لهُ الفُرصَة للنظر اليها بشكلٍ اقرَب ، تبسَّم بشكلٍ مَلحوظ على بساطَتها التي اظهَرت جمالِها اكثَر و هَمس مُعبرًا عمَّا جال في خاطِره " انتِ جَميلة حدَّ الفتنَة "
" انت كَذلك وَسيم ، بَدوت كأمير ديزني " هَمست لهُ قائلَة بسعادَة عارِمَة و عُيونها لا تُفارِق بُندقيتاه التي لا تقل فرحَة عَنها ، مَنحها تلك القُبلة على جَبينها مُتسببًا في تَعالي اصوات الجَميع هِتافًا لهُما ثُم اقتَرب القس مِنهما لبدأ مراسم الزَواج
نَزل جيون من المنصَة و انتَصب واقفًا على النحو الآخر مُقابِلاً الي سويون التي تَحمل سايونغ حينَما ودَّ ذلك ، كان واقفًا بِجوار يونمي التي تَشبثت بِذراعه فَحدق بِها مُبتسمًا
لم يُمانع ذَلك ، كُل من نَاظره خمَّن انهُ مرتاح
عَكس تمامًا ما يَجولُ بِداخله
حَدق في ابنتِه التي سَتُكتب على اسم الرَجُل الذي اختارتهُ شريكًا لها ، الذي حَدث مؤخرًا و تَعاون تايهيونغ مَعهُ اثبت لهُ انَّ ما مِن رجل سيستطيعُ رعايتها غَيره ، هو كَفيل بِها و جِدًا
صَفق بِقوَّة حينَما اعلَن القس عَن زواجِهما بِتوقيع العَروسين على العَقد حيثُ رَفعت ايڤا دفتر الزَواج عاليًا بابتِسامَة واسعَة
صَفقت سويون بسعادَة لِتحدق في سايونغ الذي يُقلدها و يُصفق مَعها ، عانقتهُ بقوَّة من الخلف فهو يَجلسُ في حُضنها و قَبلتهُ على وَجنتِه ، رُبما هو الطفل الوَحيد الذي تَستلطِفه
" اخيرًا ، انتِ لي " همس تايهيونغ في اُذن زَوجته التي ناظَرتهُ بابتسامَة لطيفَة حيثُ اكمَل و عُيون على خاصتيّ جيون القاتلَة " لا استطيعُ منحكِ قُبلة ، والِدك سيقتُلني "
حَدقت ايڤا في والِدها الذي يُقلِّص عَيناه بِريبَة ، ضَحكت بخفَّة لتومئ لهُ هامسَة " سيبقَى ابي يغارُ حتى لو كنت زَوجي "
احاطَ خَصرُها يُقربها منهُ بينَما يُحدق في دفتر زواجِهما بابتِسامَة مُمتنَة ، نَظر الي عُيونها المُشعَة و هَتف آمِلاً " اتمنَّى ان نَستطيع تَسجيل اولادِنا على هذا الدَفتر "
" اتمنَّى ، ان لم نَفعل يَكفيك اني طفلتك " قالَت بينَما تزُّم شِفاهها مُحدقة في بُندقيتاه ، هي تَعلم حُبه الكَبير للاطفال و رَغبته في الحُصول على طِفل
لَكنهُ يقول عكس ذَلك بِسبب عَجزِها ، كي لا يُشعرها بالنَقص
سيتخلَّى عن رَغبته في كَونه اب من اجلِها
لانهُ يُحبها
و الحُب تَضحيات
" لَديّ مُفاجاة لكِ " رَدف بينَما يُمسِك بيدِها و يَجذبها معهُ الي مُنتصف المنصَّة ، قَرنت حواجِبها بعدمِ فَهم الي أن استَمعت لِصوت الموسيقى الذي دَوا في ارجاءِ القاعَة حيثُ اتسعَت حَدقتيها بدهشَة " لا تقل انَّه ..! "
حرَّك راسهُ ايجابًا و جَذبها نَحوه من خَصرِها حتَّى الصَقها بِه لِمُشاركتها رَقصتهُما الاولَى ، وَضع يَديها على اكتافِه و تَحدث بِصوتِ هادئ يَعكس نَبرتِه الخشنَة " طيلَة الايام الفائتَة كنتُ اتدرَّب بشكلٍ كافٍ لامنحكِ رَغبتكِ ، انا سَئ في الرَقص ، لكني ساحاول ان اكون جيدًا كِفايَة لكِ "
لَم يُسعدها مُشاركتها الرَقص بِقدر سعادتِها بِمُحاولته من اجلِها
صَحيح انهُ لا يُعبر عن حُبه لها كَثيرًا ، لكنه يَمنحها اياهُ بافعالِه
حاوَطت عُنقه تَتمايل مَعهُ عبر تِلك الالحان الرومنسيَة و عُيونهُما لا تُراح عن بَعضِهما ، كِليهما مليئ بالحُب لدرجةٍ قُصوَى
جُيون كان جالسًا امام طليقِته التي يفصل بينهُما تلك المنصَة حَيثُ ما ان تَلاقت نظراتهُما حتَّى اشرَّ بِكُحليتيه الي صَدرِها بحدَّة
فَهمت مَقصده و اخَفضت بصرِها الي حيثُما يُشير مُعدلَة فستانها ، عَبست من مُلاحظاتِه الشَديدَة لِتحتسي من العَصير الذي مَنحه اياها النادِل
" انت سَتفي بِكلامك اليس كذلك ؟ " رَدفت يونمي التي تَشرب من كأس النَبيذ بِجوار من حَرًَك عَدستاهُ لها ، مَسك بيدِها مومئًا بابتِسامَة وديَّة " اكيد ، و انتِ سَتفين بوعدكِ لي ..؟ ان تُحافظي على سرِّي ؟ "
" دامك لي ! فانا ساتستَّر على كُل شئ " اومأت ايجابًا بابتِسامَة هادِئَة تُكدق في عَيناه السَوداء ، استَقام من مَجلِسه يَسحبها بِرفقته الي منصَة الرَقص بينَما ينطِق " لِنرقص معًا ..! "
" انت تُريد الرَقص حقًا ؟ مَعي ؟ " قالَت مُنذهلَة تراهُ يومِئ ايجابًا بينَما يضعُ يداه حول وسطها مُتحدثًا " لِما قد لا ارغب في الرقص من زَوجتي المُستقبليَة ..؟ "
نَظرت سويون ناحيتهِما بينَما تعتصِر ساق الكأس بيدها بقوَّة ، حَدقت في يديه التي تحتضن خَصرها العاري بِفعل فُستانها المكشوف من الجوانِب ما جَعلها تستشيطُ غضبًا
قضمَت شَفتها مُغتاضَة بينَما تَحتضن يَدا سايونغ الذي يلعب و يَتحدث مع نفسه بلغة الاطفال خاصتِه " يُراقصها امامي ..؟ سانتفُ شعرها " هسهسَت بغضَب
رَفع الصغير عيناهُ اليها لِيقف فوق فِخذيها و يُحيط وَجهها بيديه الصغيرَة ، قام بِتقبيلها بِلُطف حينَما لاحظ غَضبها لِتشعر بِنظرات جُيون المُميتَة ناحيتهِما
حَدقت بِه بِحاجب مَرفوع بينما تُعانق الصَغير
ايغارُ من طِفل ..؟
ماذا عَن شُعورها و هو يُراقص امرأة غَيرِها ..!
لِحُسن الحَظ انهُ استَدرك تلك القُبلة التي كانَت موجهَة لهُ من قبل يونمي حَيث سُرعان ما وَضع كفَّه حاجِزًا بين شَفتيهما قائِلاً " لِندع قُبلتنا الاولى في زواجِنا همم ..؟ "
تنفَّست سويون الصَعداء لِتجاوزه قُبلة الثانيَة و الا كانَت لِتنهار من القَهر ، كُل ما يَخصهُ مُلكها لِوحدها و لَن ترضَى بِغير ذلك مَهما كانت الظُروف
" لِنرقص اميرتي " رَدف غابرييل من وراء ابنتِه التي حالَما تلاقت عُيونهما ابتَسمت بلُطف لهُ ، اخَذت يون سون سايونغ مِنها و احتَفظت به في حُضنها في حين انَّ والد طِفلتها ساق الصُغرى الي حلبة الرَقص
بدأ يَرقُص رِفقتها مَع اؤلاءك الثُنائيات لِتلمح سويون جُيون يَستبدلُ يونمي بايڤا ، قامَ بِمُراقصَة ابنتِه هو الآخَر ليطمئن قَلبها المُهتاج اخيرًا
ابتَسمت بخفَّة لغابرييل الذي لَفها حَول نَفسها و هَمس قائِلاً " لقد عرضتُ الزواج على امكِ اخيرًا " قال يُلهيها كَي لا تتأثر بِما يَحدُث حَولها
وَسعت سويون عَينيها بخفَّة " متى ..؟ متى حدث ذلك ..؟ "
" البارِحَة ، قُمتُ بدعوتها الي مكانٍ فَخم و طلبتُ منها الزَواج " قال بينَما يُجاريها في خُطواتها البطيئَة يَرى السعادَة تلمعُ في عَينيها العسليَة " اخيرًا ! سَتتزوجان رسميًا ..؟ "
" لكنها رَفضت " قال عابِسًا يَقطع سعادَة سويون التي عقدَت حواجبها بغضَب " و لما رَفضت ؟ هل فقدت صوابها ..؟ "
" قالَت انها ليسَت مستعدة بَعد ، هي بحاجَة لوقت اكثَر مع نَفسها " رَدف غابرييل مُفسِّرًا بينَما يَتنهد باحباط ، كشَّرت سويون بعدم رِضى و قد استَطاع والِدها في اخراجِها من كآبتها حينَما شَغلها بِموضوعه هو
تَحدثت قائلَة " تَزوجها غصبًا عَنها ابي ، تلك المرأة لا تعرِف صلاحِها ، هي تُحبك لكنها تُكابر ، تُريد رؤيتك تُحاول من اجلِها اكثَر "
" انا ساُحاول اكثر ، لن اِفرط بها بعدما وَجدتها اخيرًا ، ساجعلكِ تُشاهدين زفاف ابويكِ فقط انتَظري " هَمس لَها غامِزًا لِيمَّرا بِجانب جُيون الذي يُراقص ابنتِه ، تَلاقت نَظراتِه بِخاصَة حَبيبته التي تَشبثت بِكتف والِدها بقوَّة
عُيونِه السَوداء تُفقدها صَوابِها بشكلٍ لا يُصدَّق
اُذهلَت ما إن قام والِدها بِلفها بِسُرعَة حتَّى انساق جَسدُها نَحو جُيون الذي بَعث بِدوره ايڤا صَوب غابرييل
وَجدت نَفسها بين اذرُع حَبيبها الذي مَسكها من وِسطها مُبتسِمًا بِجانبيَة " مرحبًا ياجَميل "
" قُلت انك سَتتجاهلُني " هَمست لهُ بينَما تَضعُ يديها على اكتافه العَريضَة ، يَده التي عِند خصرِها تَحثُّه على الصاقِها به بِمسافَة لا فَراغ بينها " حاوَلت ، لَكنِّي اُصبح ضعيفًا امام عَينيكِ " هَمس بِدوره لَها
" سَنُفضَح " قالَت تَجِدُه يَلُفها لِيُعيدُها اليه قائِلاً بصوتٍ خافِت " ساقترِب ، و انتِ ادفعيني "
" ادفعك ..؟ " هَمست مُستفهمَة تَجِده يُهمهم و هو يَنخفضُ نَحو عُنقها حيثُ تلك الشامَة التي يَعشقها حَد الجُنون ، تَخدرَّت من انفاسِه الساخِنَة تَسمعُ هَمسه " ادفعيني و الا لن اُسيطر على نَفسي "
" ل..لا استطيعُ دفعك ، جَسدي لا يتجاوَب معي ، يُريدك ان تقترِب " هَمست لهُ مُستحبَة قُربه الذي يَمنحها شُعورًا لا مَثيل لهُ
بَعد ان كانَت تخجُل قُربه ، اصبحَت تتوقُ لهُ بشدَّة
" سويون ادفعيني " همس مُصرًّا على حُروفِه بينَما يتوقُ لِتقبيل تلك الشامَة اسفل اُذنها ، اغمَضت عينيها بشدَّة قَبل ان تَضع يَديها على صَدره و تَدفعهُ باقصَى قِواها الي الخَلف
ارتدَّ خُطواتٍ الي الوراء يُحدِق بها تُناظره بعدم فَهم ، شدَّت على فُستانها و لَم تجِد ما تقولهُ حينَما اشتَّدت النَظرات نَحوهُما حيثُ قالَت ناهيَة " ل..لا تقترِب مني ، ابقى بعيدًا " تجاوَزتهُ سريعًا مُغادرَة القاعَة
دلَّك جُيون عُنقه مُبتسمًا بِحَرج لِيوجه بَصرهُ نحو يونمي التي تشتعلُ بِداخلها ، حَدقت ايڤا بِه بعدما كانَت ترقُص مع غابرييل الذي قدَمها الي تايهيونغ و عاد الي طاولتِه " ابي هل انت بِخَير ..؟ "
سألتهُ تجِده يومئ و هو يَسلُك طريقه نَحو كُرسيه ، جَلس بِجانب يونمي يَضع قدمًا فوق الاخرَى بينَما يُحدِّق امامَه بهدوء
" متى سَتُعلن عن الامر ..؟ " رَدفت يونمي بينَما تُطالِعه ، حَدق بِها مُميلاً رأسه " لازلنا في بِداية السهرَة ، لِما انتِ مُستعجلَة ..؟ "
أخَذ كأسًا من الويسكي لِيصب تَركيزه على شاشَة العَرض الضخمَة امامهُم ، ابتَسم مُحياه ما ان ظَهر ذلك الفيديو الذي قام بِتصميمه خِصيصًا لهُ و لابنتِه يَجمع لَحظاتهما مَعًا منذ طُفولتِها
بِضع مقاطع من الفيديو و الصُور مع اُغنية مُؤثرَة قام بِغناءها لَها ، لَفت ايڤا راسها نَحو والِدها بَعدما لَمحت صورِهما تبتسِمُ لهُ بإمتِنان على كُل لَحظةٍ مَنحها لها مُنذ ان تولَّى مَسؤليتِها
حافَظت على ماء عَينيها فَقد بَكت كَثيرًا اليَوم و نَظرت الي الفيديو مُجددًا تُقهقه على صُورها المُضحكَة التي يَلتقطها لها بعشوائيَة في حين كُل الحُضور يَستلطفِونها بشدَّة
استَقام جُيون من مَكانه مُلتقطًا المايكرفون حتى يُلقي كَلماتِه ، وَقف في مُنتصف الحَلبة حيثُ يستطيع الجَميع النَظر اليه و قال بِهدوء
- مبدئيًا اودُّ التَرحيب بِكامِل الحُضور لِلمجيئ و مُشاركتي فَرحتي بِطفلتي الوَحيدَة ، كُل شَخص هُنا لَهُ مَكانة خاصَة دام دَعوة الزِفاف وَصلت لهُ ، مُناسبَة كَهذِه لَن تكتمِل الي بِخبرٍ سَعيد آخر اودُّ الاعلان عَنه
نَظر نحو يونمي التي تُطالِعه فابتَسم لها بينَما يدنوا مِنها لانتِشال يدِها و جرِّها الي الحلبة مَعهُ مُكمِلاً
- كَما تعرِفون مُؤخرًا صَدر خَبر طَلاقي المُفاجِئ إذ لَم نتمكن انا و طليقتي من الانسِجام لِكونها لَم تستطِع ان تَتقبَّل حَقيقتي ، عالَم السياسَة و الاعمال لا يَستطيعُ اي احَد الانغِماس بِه ، لاسيما ان كان شَخص ذا قلبٍ نَقيّ للغايَة كَخاصَة سويون ، جميعًا هُنا شَخصيات مَعروفَة و نَستطيعُ فهم ما اقصِدُه
حَدق في عينيّ يونمي مُتِّمًا بابتِسامَة خافِتَة
- في حين اني كنتُ اغفل عن المرأة التي شارَكتني سنوات عَديدَة من الألم و الوَجع ، شاهَدت صُعودي و حَملت اسراري لِتكون وَحدُها من استَطاعَت التستُر عن كُل عُيوبي دون الافشاء بِها ، بِدافع الحُب
ابتَسمت يونمي لهُ بينَما تُمسك بيده و تَضغطُ عَليها ، الجَميع كان مُنذهلاً مِن حَديث جُيون المُفاجئ ، سويون لَم تكُن موجودَة حيثُ كانَت في الخارِج تستجمعُ انفاسِها و شِتاتها
لم تَسمع خِطابه البتَّة بَل لاحَظت وجود مِرواحيات تطوفُ حَول القاعَة ، استَغربت و هي تُناظِر السَماء من الشرفَة " مالذي يَحدُث ..؟ "
اكمَل جُيون حَديثه و عُيونه لا تُفارق خاصتيّ يونمي
- لِذا و بِكُلِّ رَغبة عارِمَة اودُّ التَقدمُ لِـ ...
التَزم الصَمت كُليًا حينَما استَمع الي صَوت صَدر من وراءِه ، لم يَكُن مُجرَّد صَوت بَل كان خاصتهُ هو ، ادرَك بعد ثوانٍ من لفِّه لرأسه انَّ الفيديو خاصتهُ منذ عِشرون عامًا يُعرَض في تلك الشاشَة الضَخمة مُعترِفًا بِجريمته
وَسَّع عَينيه بِصدمَة يُطالِع نَفسه يُحاكي الجَميع بتفاصيل جَريمته حَيثُ تعالت اصوات الهَمسات مِن حَولِه ، نَظر نحو يونمي قائِلاً بِعَدمِ تَصديق " م..مالذي ..؟ "
حينَما كانت سويون في طريقِها الي الزِفاف تمكنَت من رؤية عَدد كَبير من الرِجال الاجانِب يَركُضون نَحو الصالَة ، لَم تَفهم ما يَجري و سارَت في اتجاهِهم مُستغربَة مِن اقتحامِهم القاعَة
نَظر جُيون الي اؤلاءك الرِجال الذين رَكضوا نَحوهُ ما ان اقتَحموا القاعَة و بين ايديهِم اسلحَة صُوبت نَحوه مُباشرَة
دَخلت سويون من وراءِهم بسرعَة تُحدق بِهم بِعينين مُوسعَتين حَيثُ رَكضت نَحو طَليقها بعدم تَصديق " م..مالذي يحد..يحدث "
ايڤا واشَكت على السُقوط من هَول الصَدمة التي اصابتها لَولا ذِراعيّ زوجها التي تُحيطها و هي تَسمع صَوت نائِب الوَزير يَتحدث مُخاطبًا والِدها بِصرامَة
- جُيون جونغكوك تمَّت اقالتُك رسميًا من منصبكِ كَوزير للقوات الجويَّة البريطانيَة
مَسكت سويون بِذراع والِدها تحثُّه على تَرجمة مايقولهُ الرَجل " م..مالذي يقوله ..؟ ل..لما يرفعون السلاح بِوجهه ..؟ " رَدفت بِهلع لِتشعُر باذرُع غابرييل تُحيطها و تضمُّها نَحوه قائِلاً " اهدئي سويون "
ضَغط جونغكوك على قَبضتاهُ بقوَّة يُحدق في نائبه الذي ابتَسم بِجانبيَة مُكمِلاً
- كَما انهُ تمَّ الالقاء القَبض عليكِ بِتُهمة قَتلك لزوجتكِ الراحلَة الاميرَة ايما ، انت قيَّد الاعتِقال
نَظر جُيون الي يَداه يَتخيَّل اصفاد السِجن تُحيط مِعصماه ، رَفع كُحليتاه الي ابنتِه التي تُناظره و الدُموع تُبلل سائر وَجهها ، رأى نَظرة الانكسار في عُيونِها و فَرحتها التي تحطمَت بيومِ زفافِها
كُل كَلِمات الأسف ، لن تُجدي نَفعًا
•••
8330 ✔️
كَيف حالكم يارفاق ..؟
عُدنا بتشابتر جديد حَريق حرفيًا 🔥
المَشاعر هُنا ، تُغرق قلبي
خُصوصًا لحظات ايڤا مع جُيون
زواجِها ، سرق قلبي بِحق
🪐 توقعتم الاحداث ..؟
جُيون سيُسجن للاسَف
كَيف سيستطيع ان يُثبت براءته ..؟ في حين ان كُل الادلة تؤشر عليه ؟
انا ك مؤلفة ، عليّ التفوق على نفسي في مثل هكذا مواقف
علي ان اصبح محامية فجاة ، انت كَـ كاتب ، ستعيش كُل الادوار و تُجرب كل الوظائِف ، فعليًا
بالتَفصيل المُمل كما اُفصل لَكُم اُريدكم انَّ :
🪐 اكثر جُزءية نالت اعجابكم ..؟
🪐 المقاطع التي خطفت قلوبكم و اثرت بكم ..؟
🪐 زواج ايڤا ..؟
🪐 تتوقعون ايش رد فِعلها على يلي حَصل ..؟
🪐 الشَخصيات لوقتنا الراهِن ..؟
🪐 النهايَة اقترَبت ، ان كنت مَكاني كيف سَتضعُها ..؟
اهتموا بانفسكم جيدًا
اراكم في القادم باذن الله 🤍
.
.
.
جَميلتنا ايڤا ✨
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top