Husband | 55
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء الخامِس و الخَمسون 🌕
بِخُصوص حُبكم و دعمكم للكتاب 😭🤍
ماتتوقعون فرحتي ، بجد شكرًا لكم ، شكرا لكل حد قال كلمة طيبة و جَبر بخاطري 🫶🏻
احبكم من القلب والله ، و سعيدة بكل حد حيشتري الكِتاب ، امنحوه حُبكم و رعايتكم رجاءًا ♥️
كل من سيشتري الكِتاب قُم بتصويره و ارسله لي على حسابي في الانستجرام ، ساكونُ سعيدة جدًا ✨
احبكم حُب جُيون لسويون 🫶🏻
تفاعلوا على هذا التشابتر رجاءا لينزل القادم اسرَع
لُطفًا تعبتُ في كتابته 🫀
علقوا بين السطُور فاسطر هذا التشابتر حساسَة و عاطفية للغاية 🥺♥️
لِنَبدأ
•••
تَجلسُ عَسلية الأعيُن بِداخل غُرفتها بعد أن عادَت من الجامِعَة حين وَقع ذلك الخَبر على مَسامِعها ، كان غابرييل قَد اسرَع الي اصطِحابِها مُباشرَةً قَبل أن تسَمع عن المَقال مِن زُملاءِها لكنِّه تأخَّر بالفِعل
لم تُرِد مُشاركَة اهلِها المَشاعر التي اجتاحَتها حينَها و فضلَّت الصَمت و الاختِباء لِمُواجهَة شُعورِها بِنفسها ، ظلَّت بالداخِل تجلسُ في مُنتصف سَريرها بينَما تُحدِّق في الفَراغ امامَها بعينين مُشتَتين
" مالذي سَتطلبهُ منه بَعد ..؟ ان يَتزوجها ..؟ " هَمست لِنفسها و قلبِها يَحترِقُ غَيضًا من الداخِل ، تكوِّر على يَديها تُقاوم دُموعِها بِصُعوبة بالغَة بينَما تُتمتِم " ماذا ان لم يَجد حَلاً و تَزوجها حقًا ..؟ ماذا عَني ..؟ " اخفضت بصرِها الي بَطنها تَتحسسُ انتفاخِها
اتكَئت على مِسند السَرير تَرفع عَسليتيها الي السَقف تُناظره بِذُبولٍ هامسَة بِتَعب " لقد تعبتُ من كل هذِه المَشاكل اُقسم ، متى سَنستطيعُ ان نُصبح بِخَير ..؟ لا اُريد ان يولَد طِفلي وسط كَمٍ من الفوضَى ، لا اُريده ان يُخلَق و والِده بعيدًا عنه "
قَضمت شَفتها السُفلى تَكتمُ ضيقِها بِصعوبَة لكن تِلك الصور هزَّت مشاعِرها و كيانِها بالكامِل ، رُغم ثقتها و ادراكِها التام انهُ لَن يتجرأ على خيانتِها ألا انَّ احساسُ الغيرَة تَمكَّن مِنها
" ما كان عليك ان تَكون بِكُل ذلك القُرب مِنها ، كَيف سَمحت ان تَضع يديك عليها حتَّى ..؟ " هَمست تُعاتب صُورته التي تُغطي خَلفية شاشتِها بينَما تُقاوِم دُموعِها حَتَّى لا تَنخفِض فَتُلوِّث وَجنتيها ، احساسٌ ألا يَكون حَبيبُ قلبك من نَصيبك مؤذٍ
لا تُريد أن تَكون نِهايتهُ أن يَتخذُ الثانيَة زَوجة لهُ هَربًا مِن افشاءِ السِر
أن يُسايرُها على حِساب نفسه و حِساب قلبِها هي المُغرم بِه
هي تَخافُ جِدًا أن تَراهُ يضيعُ مِنها بِكامل ارادتِها لِكونها تَخشى عَليه مِن ذاك السِر الذي سيُدمِرُه ، تَخشى ان تُسلِّمه لامراةٍ اُخرَى لِغرض حِمايته و قَلبها مَليئ بالحُب لَه
تَخشى أن تَموت و هي عَلى قيد الحَياة
ليسَ بعد أن علَّمها الحُب و اراها اياهُ من مَنظورِه الجَميل
لَيس بَعد أن جَعلها تفقِدُ صَوابها دُونَه
ليسَ بَعد أن جَعلها تُدرِك ان الحُب ليسَ مؤلِم كَما يقولون
بَل اختياراتِهم هي المُؤلِمَة
" انا فَقط اُحِبك بشكلٍ يَجعلني ارفُض ان اغضَب مِنك ، اودُ الصُراخ بِوجهك و تَوبيخك لَكن ، انا لا استَطيع حتَّى " هَمست تتأمل ابتِسامته التي تَبثُّ لها الطمئنينَة عبر صُورتِه التي احتَضنت قلبها بِكُل دِفئ
" اُحاول ان اكون اكثَر نُضجًا في عِلاقتنا و ألا اسمَح الي مشاعِر الغيرَة في السيطرَة عليّ ، اُحاول ان اتَجاوز تِلك الافكار السَوداء كَي اُطمئن نَفسي أنَّك تستطيعُ ان تُعيدني اليك في الآخِر كما وَعدتني ، لانك دومًا تَفي بوعودِك ، انا مؤمنَة بِك " تَحدثت بينَما تُزيل دُموعها باطراف اصابِعها مُحاولَة الابتِسام كَنوعٍ من الشَجاعَة
الامرُ كان صَعبًا للغايَة
•••
الساعَة العاشِرَة ليلاً
طَرقت يون سون باب حُجرة ابنتِها الجالِسَة وَسط اوراق دِراستها تُحاول اشغال نَفسها بالدِراسَة ، دَخلت اليها بعدَما اتاها التَصريح فرأت طِفلتها تختبئ في رُكن المُذاكرَة " سويون ، هُنالك ضيف في الخارِج "
لَفت سويون رأسها في اتِجاه والِدتها تُناظِرُها بِعَينين هادِئتَين ، علِمت هَوية الضَيف دون أن تَذكره الكُبرى لِذا سارَعت بالنُهوض و ارتداء مِعطفها لِتُغادر الغُرفَة
مَشت نَحو باب المَنزل تُحدق في سيارَة طليقِها تُركن على الرَصيف المُقابل للبَيت ، خبئت يديها في جُيوب مِعطفها لِتسلُك وِجهتها اليه حيثُ وَجدتهُ يُخفض زُجاج النافذَة و يُطالِعُها مُتحدِثًا بِصوتٍ مليئ بالبَحة" هل نتَحدث قليلاً ..؟ "
" لِما اتيت الان ..؟ " سألتهُ بِصوتٍ هادئ تَراهُ يَنزِل من السيارَة بينَما يَتحدَث مُجيبًا " لَم استطِع النَوم " حَدق في عُيونها العَسلية مُكمِلا باستِياء " لم استطِع ابدًا ان اُغمض عَيناي و بِداخلي شُعور انكِ لستِ بخَير "
" لَكني بِخَير ، الا تَرى ؟ " رَدفت مُتسترَة عما يَفضحهُ تورُّم عُيونها من البُكاء ، وَجدتهُ يبتسِم ساخِرًا بينَما يتقدَمُ منها يدَفعُ بِتلك المسافَة بعيدًا " كنتُ لا استطيعُ تَخيل شُعوركِ بعد صُدور المَقال ، لكني شُجاع كِفاية لآتي و اُخبرك ان تُوبخيني ، انا مُستمع جَيِّد " تَحدث بَعدما وَضع يداهُ في جُيوب سترتِه الخَفيفَة
يَرى عُيونها التي تَلمعُ في وجودِه بالقُرب مِنها و تَستمِّر بِكونها مُضيئَة رُغم اضطِراب مَشاعِرهما و الظُروف التي تُجبرهما عَلى التَخلي
" اذًا انت مُدرك انك مُخطئ ..؟ " سألتهُ بينَما تبحث عن اجابتِها بِداخل عُيونِه الباهِتَة ، عُيونه التي تستمِّد النور مِن عُيونها هي
" ان تَنحدر اجابتي تَحت مُبرر الاجبار ، اظَّنهُ عُذر سَخيف امام ما شَعرتِ بِه ، اليسَ كَذلك ..؟ " تَحدث بينَما يُحدِق فيها مُستاءًا ، هو يُقدِّس كُل احساسٍ تَستشعِره امرأته و يَهتمُ لامره لاقصَى دَرجة مُمكِنَة
خَبئت شفتيها بِداخل جَوفها تُنصت اليه يُكمِل بِصوت هادِئ " كان ذَلك قبل أن اجِدُكِ حينَما تم خطفكِ ، كنتُ بِحاجة لأن ابدوا مُثيرًا للشفقَة كَي لا يَرتاب مارك فَيجدُ خطة بَديلَة ، و بذات الوَقت احتجتُ لان افضَح تِلك الشَمطاء و لم اُفكر يومًا أنها سَتعود لاستِعمال تلك الصُور ضِدي لاحِقًا "
تَراهُ يَحمل هَمَّ التَبرير ، تَجِده يُحاول اظهار نَفسه بِصورة افضَل امامَها و ذلك اكثَر ما جَعلها تَنزعِج ، دَنت منهُ خُطوة اضافيَة و قامَت باحتِواء وَجنتيه بِكفيها بعدَما وَقفت على اطراف اصابِع اقدامِها تُسكتهُ بِقُبلَة خافِتَة
تَحدثت بالقُرب مِن عَيناه مُعاتبَة بِحنيَّة " انت لست بِحاجَة لأن تَكون مِثاليًا امامي ، لست بِحاجَة لأن تحمل عَناء التَبرير ، انا افهمُك قبل ان تتحدَّث حتَى ، لِما تُثقل نَفسك اكثر مما هي مُثقلَة ..؟ "
لانَت عَيناهُ المُحتدَّة لِفرط حِنيَة مرأته التي تَمسحُ على خَدَّاهُ بِدفئٍ تَمنحهُ شُعورًا مِن الآمان ، هَمست لهُ مُكملَة " على الاقل امامي لا تَحمل همَّ سوء الفَهم ، كَيف لي أن اسوء الظَن بِك بَعد كُل الذي مَررنا بِه سَويًا ..؟ كَيف لي أن اراك مُختلِفًا بَعد كُل هذا الحُب ..؟ افقدَت صَوابك يا رَجُل ؟ "
الحُب الذي داهَمهُ بين احرُف كَلِماتِها كان كَفيلاً لِخياطَة كُل جُرحٍ مَكث بِداخله ، جاءَتهُ حَنونة بِشكلٍ مُفرط للغايَة
هي عَوضه كَما هو عَوضها تَمامًا
يبتسمُ مُطمئنًا تَمامًا كَما تبتسمُ هي في وِسط تلك الظُروف التي حَكمت عَليهما بالعَناء ، لَكن حُبهما كان اقوَى مِن أي شَقاء
" اعرِف ، لَكن شُعور الغَيرة ليس لطيفًا ، لِهذا اتيتُ مُبررًا " هَمس لها بَعدما وَضع يَداهُ حول وِسطها الذي لَم يعد نَحيلاً كَسابِق عَهده ، بَل امتلئ مُنتصفه بِفعل طِفله الماكِث بِدارِ امِّه بالداخِل
" انهُ ليس الوَقت المُناسب للإنجرار وراء مَشاعر الغيرَة ، لَو كُنا بظرفٍ يُنافي الأن لَكنتُ حطَّمتُ الدُنيا فوق رأسك ، لكني اتفهَّم " هَمست لهُ بينَما تُحيط عُنقه بِدورها تبتسمُ لهُ بِخُفوتٍ حينَما احسَّت بِحركات طِفلها بِداخلها
" المُراد من طلبها لِنشر المَقال هي رَغبتها في تزعزع الثقَة بيننا ، لن اُعطيها مُرادها و اكونُ مُجرَّد فتاة حَمقاء ذات تَفكير سطحيّ ، صحيح اني طفلَة باكيَة لَكني انضجُ احيانًا " هَمست لهُ مُكملَة تَمسحُ بابهامِها على عُنقه الخَلفيّ و عُيونها تَغوصُ بِداخل سَماءه الليليَة
لَم تكُن تستطيعُ رؤيَة مدَى سَعادتهُ بِها و بِتفكيرها الذي ازال عنهُ عِبئ و حِمل ضَخم عن اكتافِه ، هي لم تُرده أن يَحمل ثقل التَفكير بِها بدلاً من البَحث عن حُلولٍ تُنهي مُشكلتِهما ، تُريده ان يُعالج المُشكلة الرئيسيَة ثُم يلتفِت للفرعيَّة
" لا استطيعُ وَصف مَدى فَخري بكِ ، ان يَكون طِفلي سيتربَّى بين آيادٍ آمنَة كَيداكِ ، تلك فِكرة مُطمئنَة للغايَة " هَمس لَها بينَما يقومُ بالمَسح على جوانِب بطنِها المُنتفخ يَتحسسُ مَكان تَحرك طِفلهما ، ثَمرة حُبهما
صَدرت مِنها تَنهيدَة تُخرج بها ذاك الثُقل عن صَدرها ، عانَقتهُ اليها بقوَّة رُغمًا عن الحاجِز الماكِث بينهما بفعل بطنها ، لَكنها حاوَلت الإلتِصاق بِه تَروي شَوقها الذي يَزدادُ كُل ثانيَة عن الاخرَى
" سَنتجاوز هذِه المحنَة قريبًا ، ثُم ساقومُ بكتابَة كتاب عن قِصتنا هذِه ليتناقلُها الاجيال مِن بعدنا ، سَنروي مَدى صَبرنا و تَحمُلنا لِمشاق الحَياة التي حَتمًا سَتنتهي بِجَبرنا ، سَنُقاوم الي أن نصل الي النِهايَة السعيدَة التي نستحِقُها ، اليس كَذلك ..؟ "
كانَت تتحدَث بينَما تُناظر السَماء فَوقها تَستشعِر لَمساتِه الدافِئَة الي ظَهرِها بينَما يُنصِت اليها بإهتِمام ، هو مُتفاجئ من قُوتها التي تُنافي مَظهرها الباكي طيلَة الوَقت ، يَكتِشف منها جوانِب عدَّة تُدهشُه ، هو يَراها في كُل موقفٍ تُجسِّد شَخصية تُلائِمه و ذاك يُبهِره
شَخصيتُها لَم يَعثُر عليها في أي امرأة غَيرِها
يُحبها ، يُحبها جِدًا
ابتَعدت عنهُ بينَما تُحدق في عَيناهُ السَوداء حيثُ قام بالإنخِفاض لِمنحها قُبلة في مُنتصف جَبينها يَمنحُها جُزءًا من امتِنانه " سَنروي تِلك القصة مَعًا ، حينَما نتجاوَز هذِه المِحنَة لَدينا الكَثير لِنحكيه لاحفادِنا ، نحنُ لسنا مُجرد ثُنائي عاديّ البتَّة "
ابتسمَت تُحرك رأسها ايجابًا ، قالَت بينَما تَدنوا مِنهُ خُطوة اضافِيَة " نحنُ ثنائي مُميز ، مُميز للغايَة "
اغمَضت عَسليتَيها حينَما انخَفض يُداعب انفِها بخاصتِه يَجدُها تبتسمُ بسعادَة لِقُربه الذي يَمنحُها الراحَة
كِليهما خُلقا لِيكونا بِمثابَة مُواساة رُبانيَة لِيعضهما البَعض
كُلما مال كَتفٍ ، رَفعهُ الكَتف الآخَر
•••
يَجلِس كليهما على مَقاعِد تُقابل نَهر الهان بَعد أن لَبسا ثيابًا تَنكريَّة احتِسابًا لِرؤية احدٍ لَهُما ، اشتَرى لهما فِنجانَين من الشاي حيثُ قدَّم اليها واحدًا و اخَذ خاصتهُ يَحتسي منهُ بِهدوء
" طلبت ان انشُر ذلك المَقال لِتسترِّد كبرياءِها على العَلن " تَحدث بينَما يَحتسي من الشاي يُحدق في انوار النَهر الزاهيَة ، كان يَشعُر بِذراع حَبيبته تحتضِن خاصتِه و ذاك يُطمئنه كُلما احسَّ باصابِعها الصغيرَة تتحرَّك ضِد عِضده
لَمساتُ المرأة الوَحيدة التي تَروقُه ، هي لَمساتُها
شَربت من الشاي خاصتِها مُهمهمَة لهُ حيثُ طالعتهُ قائلَة " لا افهم كَيف يستطعِن النساء اذلال انفسهنَّ لاجل رَجُل ، لاكون صَريحة حتى ان كنتُ اذوب عشقًا بك لَن ارمي نَفسي عليك دامك لا تُبادلني ذات الشُعور ، على المَرء ان يَحتفظ بِماء وَجهه "
حَدق فيها مُقهقهًا على تَعابيرِها و شُعور الغَيرة الذي تُخبئه بين اسُطر حُروفها ، زَفر انفاسِه لِيُعيد النظر الي النَهر مُتحدِثًا " ليسَ كُل النساء لديهنَّ عزَة نَفس للاسَف ، الحُب شُعور لا يُمكن اختلاقِه ، انهُ هدية ربانيَة يضعها الرَب في قَلب كُل انسانٍ لانسانٍ آخر يُناسبه تمامًا كَمُكافئَة في مُنتصف العُمر حتَى يستطيع اكمال البقيَة راضِيًا ، حَتى يَجد السَند الذي يُعيله لِمُواجهَة ماتبقَّى من العُمر "
اسنَدت سويون رأسها على كَتف حَبيبها بينَما تُناظِر النَهر امامَها و تَزعم على احتِضان ذِراعه بخاصتِها بينَما تضغطُ باصابِعها على عِضده " كُل اثنين خُلقا ليكونا مُناسبَين لِبعضهما البَعض ، و بِكُل نَرجسية و غُرور ، لا أحَد يُناسبك اكثَر مني "
" ايڤا اليَوم غضبت كَثيرًا ، كيف تصرفت مَعها ؟ " سألته تُخرِجه من شُروده
نَظر اليها مُتنهِدًا لِيومئ حينَما تذكَّر الحِوار المُتشاحن الذي دار بينهُ و بين ايڤا صباحًا ، عادَت لهُ من الجامعَة مُهتاجَة بالكامِل
" كانت على وَشك الغاء زِفافها الذي هو الاسبوع المُقبل ، فقدت صَوابها كُليًا لَكني اخبرتُها بُكل شَئ بالآخِر " رَدف بينَما يُحدِق في فنجان الشاي الماكِث بين اصابِعه
اومأت سويون مُتفهِمَة ثمَّ ابتَعدت تُطالعه " بِخُصوص حفل الزِفاف ، هل سُتقيمه ضَخمًا ..؟ "
" همم ، سيكونُ مكتظًّا " اومَئ ايجابًا بينَما يُحدق في عَينين سويون التي زمَّت شِفاهها قائلَة " ابي سيكون موجود ، و كَذلك ريڤين "
" هل عِلاقتهما سيئَة ..؟ " سألها مُستفهِمًا لِتومئ له ايجابًا مُجيبَة " ريڤين تربت عِند خالتها بعد وَفاة والِدتها و ابي انشَغل آن ذاك بِعمله فَلم يَكُن يستطيعُ زيارتِها دائِمًا ، في زِفافها كان مَبعوثًا لِمُهمَة لِذا لم يحضُر و هي اتخَذت موقفًا "
" ارى ان بينهُما فَجوة كَبيرة " رَدف جونغكوك بينَما يُنصِت الي حَبيبته التي تَنهدت مُهمهمَة " لابد انَّها كَذلك ، حينَما تركها كان عُمرها عَشر سَنوات لِذا كانت تُلقي باللوم على والدتي ، هو اخطأ حينَما اهمَلها لانها كانَت بحاجَة لان تتلقَّى الرعايَة بعد وفاة امها "
" لابد انها تُعاني من جُرح الأب و حينَما تراهُ معي في الزفاف لن تَكون سعيدَة ، انا تحدثتُ معهُ بِخُصوصها و اخبرتهُ ان يَمنحها جُزءًا من عاطفتِه لعلَّها تُسامِحه و هو وافَق ، ابي ليسَ شخصًا سيئًا حقًا انهُ دافئ جدًا لَكن كُل انسان يُخطئ "
" رُبما هي تنتظر اتصال واحِد منهُ يَمنحها بِه اعتذارًا كَي تَصفح عمَّا رَحل ..؟ " رَدف جُيون بينَما يَمسحُ على شَعر سويون مُكمِلاً " لابد انكما وَرثتما شَخصية والديكما ، ريڤين ايضًا عاطِفيَة على الرُغم من كونها مُنضبطَة في عَملها ، تُشبهكِ في حُسن سُلوككِ و تَعرف حُدودها جيدًا ، السبب الرئيسي الذي جَعلني استمِر بابقاءِها الي جانبي انها لا تَرمي بِنفسها عليّ كَما اعتادت بَقية النساء ان تَفعل ، لِذلك انا مُمتن لخدمتِها لي طيلَة هذه السَنوات ، كانَت جُزءًا من نَجاحي كَرجل اعمال "
ابتَسمت سويون بِخفَة لِتومئ لهُ و تَنطِق " هل اُعد لهما لِقاء قَبل الزِفاف ..؟ رُبما عليهما التَحدث لِتصفى القُلوب ، اتنصحُني بِذلك ..؟ "
همهم لَها ايجابًا و اضاف " انصحكِ بذلك ، دام والدكِ مُستعِّد لِمنحها مَشاعره كأب ، فَهي بحاجَة الي ذلك و لَو بعد مئات السنين "
" ساكونُ سعيدَة جدًا " هَمست سويون التي تَمَّ استَمعت الي صَوت تسلسل نَغمات المُوسيقى الي اُذنيها ، لفَّت رأسها تَرى مَجموعَة هُواة من المُراهقين الذي يَعزِفون على الجيتار
حَدقت في جُيون الذي سَحب من بَين اصابِعها فِنجان الشاي يَضعهُ جانِبًا ثُمََ استقام يَنتصِب امامَها مادًا بيدِه اليها " اَتسمحين لي بِرقصَة ..؟ "
حَدقت بِه مُنذهلَة لِتقهقه بخفَّة و تُمسك بيدِه قائلَة " نحنُ في الشارِع ..! يا "
" لِنجعَل كل بِقاع الارض تَشهدُ على حُبنا " هَمس لها مُقابِلاً بعدَما جَذبها نَحوهُ يضعُ يده على ظَهرها مُكمِلاً " حُبنا المُضاد للصَدمات "
اومأت مُبتسِمَة على وَصفه حَيثُ هَمست قائِلَة " فِعلا انَّه كَذلك "
وَضعت يَديها على أكتافِه تُناظِره و هو يُراقِصها بين يَديه يَمسحُ باصابِعه على ظَهرِها بِلُطف مُتحدِثًا بِصوتٍ خافِت " سَتأتين غدًا ، اليسَ كَذلك ..؟ "
" همم ، سآتي " اومأت مُجيبَة بينَما تجوبُ عَيناه بِحُب ، احسَّت بِلمساتِه الدافِئَة تَتسللُ الي وَجنتيها فَيُلاطِف بشرتِها هامِسًا بِرقَّة " اكادُ لا اُطيق صَبرًا أن نَتخلَّص من هذِه المَشاكل كي نَجتمِع مُجددًا و نَكون بِخَير "
وَضع جَبينهُ ضد خاصتِها تَستمِّد الدفئ مِن انفاسِه الحارَّة لِتُغمض عَسليتَيها تَشعُر أنَّ العالَم بأسرِه مُتوقِّف ، كَما لو أنَّ البَشرية تَلاشت فَبقى كِليهما بِمُفردهما وَسط ألحانٍ من الحُب يَعزِفها قَلبيهِما
البَقاءُ في الجِوار ، آمِن للغايَة
•••
اليَوم الذي يَليه
دَخلت سويون الي المَطعم الذي حَجزهُ جُيون لَهُما مِن أجل مَوعِدهما ، كانَت تلبسُ فُستان ارسلهُ لَها صباحًا مَع مُجوهراتٍ خَفيفة و حِذاء ذا كَعبٍ صَغير احتِسابًا لِحملها
يَميلُ الي اللون الأبَيض الناصِع ، بِه عدَّة بِلوراتٍ صغيرَة لامعَة تتوزَّع على صَدرية الفُستان القَصير الذي يَصلُ الي رُكبتَيها
به انتفاخ خَفيف بالكادُ يُظهر بُروز بَطنها ، مَشت بِخُطواتٍ هادئَة بينَما تضمُّ تلك الحَقيبة الصغيرَة اليها تُراقِب اجواء المَطعم الراقيَة
كان المَطعم يَقعُ في الطابِق الآخير من البِنايات المُصنفَة كَناطِحات سَحاب ، كُل المَدينة تَظهرُ بأنوارِها من الجُدران الزُجاجيَة التي تُحيط بِهما مِن كُل صَوب ، ابتَسمت بِخُفوت ما ان وَجدتهُ يقفُ عِند احد الزَوايا يُراقِب الخارِج و بين مُتناول اصابِعه كأسًا من الخَمر
تَقدمت مِنهُ بِهدوء تَسعى لِبلوغِ مَوقِعه حَتى وَجدتهُ يلتَّفُ اليها بِبدلتِه التي تُنافس فُستانِها بَياضًا ، هي تَعرِف انَّهُ يُحب الفواتِح التي تَليقُ بِه كَثيرًا و تَعكسُ نقاءَه
ان ارتدَى جُيون الاسوَد ، ذاك يَعني انَّ مِزاجه سَئ
يَميلُ لانتقاء الوان مَلابِسه حَسب مَشاعِره
كِليهما اهَديا بَعضهما تِلك الابتِسامَة الدافِئَة حينَما تَلاقت عُيونهِما التي تَحمل كَمًّا لا يُعد من الحُب ، اقتَربت منهُ اكثَر فَدنى بِدوره صَوبها يَلتقط يَدها التي مَدتها نَحوه ، مَسكها بِنُبلٍ يَنخفِضُ بِجذعه حَتى يُقبل ظاهرها بِرقَّة
" كُلَّما لَمحتكِ اراكِ تَزدادين جَمالاً " تَحدث مُتبسِمًا حينَما اعتَدل في وَقفتِه يُحدِّق في عُيونِها المُضيئَة ، اقتَرب منها خُطوة اضافيَة يُقلِّص المسافَة بينهُما فأمات الشَوق بِداخله بِقُبلةٍ ثانيَة على جَبينِها
يُعطيها قَدرًا من الأمان لا يَمنحها إياهُ سِواه
" كيف فُستاني ..؟ " رَدفت بينَما تتراجَع الي الوراء تُعطيه مَجالاً لِتأمُلها بشكلٍ افضَل ، جال بِعينيه عليها يَجِدها تَبتسم بِخجل قَبل أن تنطِق بينَما تُدحرج عَسليتيها جانبًا " لقد اكتَسبت بعض الوَزن ، لِهذا ابدوا بدينَة بعض الشَئ "
" لستِ بدينَة ، انتِ مِثاليَة فحسب " قال يَمتدِحُها قَبل أن يدَنوا تلك الخُطوات التي كونَّتها برجوعها الي الخَلف حيثُ قام بِفرد كَفه على بَطنها مُبتسِمًا بِخُفوت " الاهم لَديّ ان يكونُ مُرتاحًا بالداخِل ، لابأس بالوَزن الزائد سَتفقدينه لاحِقًا "
" هل تَظُن انه مُرتاح حقًا ..؟ " رَدفت بينَما تُطالع يَده التي تَمسحُ على بَطنها حيثُ اومئ لَها ايجابًا مُكمِلاً بِهدوء " دامكِ امه ، فَهو نال نَصيبه الجَميل من الحَياة " نَبرتِه الغَزلية تِلك تُصيبها بِقشعريرَة يُصعب عَليها التَحكُم بِها
قادَها بِرفقته الي الطاولَة التي سَيجلِسان بِها حَيثُ سحب لها الكُرسي للجُلوس و جَلس امامَها مُباشرَة ، شابَك يداهُ امامَه يُحدق بِها تَتأمل الاجواء الهادئَة بإبتِسامَة حيثُ قالَت " هذا اول موعِد لنا مُنذ زواجنا "
حَدقت بِه ثُم ضَحكت بخفَّة " موعِدنا الاول بَعد طلاقنا ! يالا سُخرية الحياة "
" الم اُخبرك اننا مُميزان في كُل ما نَفعل ..؟ " هَتف بعدَما ارخَى ظَهره على الكُرسي عاقِدًا اذرعه الي صَدره مُكمِلاً " ليس الزَواج وحده من يَضمُن انكِ لي ، انتِ لي في كُل الظُروف و الأحوال ، سَواء اكان بِرضاكِ ام دُونه "
وَضعت اصابِعها فوق الطاولَة تبتسمُ بِلُطف على كَلِماته حَيثُ قالَت " كَيف لي ان اعترِض على المُكوث قُربك ..؟ " راقَبت يده التي تَسللت لخطف خاصتِها يَحتضِنها باصابِعه بِلُطف بالِغ قائِلاً " ماذا تُريدين أن تأكلي ..؟ "
" اي شَئ سيكون مُناسِبًا " تَحدثت مُبتسِمَة تَستمتِع بِلمسات اصبعِه على كَفِّها بينما تُراقِب عَيناه الكُحليَة ، قام بالنِداء على النادلَة التي دَنت تحملُ بين يَدها دفترًا لِتدوين طَلبهِما
دوَّنت الطلَب الذي القاهُ لَها و اكتَفت بالرَحيل تَترُك جُيون يُغارِل امرأته بِعُيونه التي لا تَنحازُ عنها و لو لانشٍ واحِد ، هو مُغرم بِتفاصيلِها و يَودُّ اعطاء نَفسه القَدر الكافي لاشباع نَظراتِه بِها
تَجتاحهُ مَشاعر تُرغِمه على امعان النَظر بِها طيلَة الوَقت ، لا يَسعهُ اجاد أي عَيبٍ بِها بل كُلَّما زاد التَركيز فيها وَجد ميزَةً جَديدَة تُغرقه في ذاك المُحيط العَسليّ داخِل عُيونِها
مُحيطٍ غَرق فيه بَعدما خَبطتهُ امواجٍ عَسليَّة
امواجُ عُيونِها ، حَيثُ مَرقِده الذي يَتمنَّى ان يُدفَن بِه
هو راضٍ
انتَبهت الي نَظراتِه المُكثفَة لَها بعدَما كانَت تُراقِب تَصميم المَطعم ، يزداد هِيامًا كُلَّما رأها تحمُّر خَجلاً و تَقومُ بِلمس اُذنها أثر ذَلك ، يبتسمُ بِحُب على ابتِسامتِها التي يَغمُرها الحَياء و تَشتيت عُيونِها عَن مُتناولِه
" لِما تَخجلين ..؟ " سألها مُبتسِمًا بِخُفوت لِيرفع يَده من كَفها الي وَجنتها يَتحسس احمِرارها باصابِعه ، وَجدها تَتحدثُ بِحياء " فقط لا تُكثر النَظر اليّ ، اشعُر بالاحراج " هَمست تُمسك بيدِه التي عند خَدِّها
" لِما تَمنعيني مِن نَشوتي ..؟ ألا يَكفي عَدم وجودكِ قُربي ..؟ " استَقام مِن مَجلسِه و سَحب الكُرسي الذي بِجانبه يَقعُد عليه حَتى يكون قَريبًا منها اكثَر
حاوَطها بِذراعه و الصَقها بِه تَحت تفاجُئها ، ناظَرتهُ بينَما ترمُش بتعجُّب " جُيون مابِك ..؟ "
" فقط اودُّ البقاء بِقُربكِ " رَدف بينَما يَمنحها عناقًا جانِبيًا يَمنعها عن الفِرار ، تسنَّى لها اسنادُ رأسها على صَدرِه تَستغِّل قُربِه مِنها مُتحدثَة " مَتى سَتتسنَّى لنا فُرصَة العَودة ..؟ اشتقتُ اليك "
" نَحتاجُ بعض الوَقت " رَدف بينَما يَمسحُ على ذِراعها مُحدِقًا في انعكاسِهما ضِد الزُجاج امامَه حيثُ اكمَل " لا استطيعُ تَحديده مَتى تَحديدًا ..! لَكني اعِدُكِ اني ساكونُ قُربكِ بيوم مَولد طِفلنا ، سآكونُ هُناك بِجوارِك دون أي قُيود تَمنعُني من ذَلك "
اخفَض بصرهُ اليها يُشاهِد عُيونِها المُستاءَة ، تبقَّى على وِلادتها اربعَة أشهُر ، لا تُريد البَقاء بِدونه طيلة ذلك الوَقت ، اغمَضت عسليتَيها حينَما انخَفض نَحوها يَنثُر قُبلاتِه على مَلامِحها يُبعد كُل ذرَّة حُزن تُخيِّم على وَجهِها هامِسًا بِحُب " حتَّى و نحنُ بَعيدان ، انا هُنا بالقُرب ، لَن اسمح لأي مَخلوق في الكَوكب أن يُبعدكِ عنِّي ، اتحدَّى العالم لاجلكِ سويون "
يُطمئنها بِحديثه الذي جَعلها تبتسِمُ مُرتاحَة ، يَكفي ثقتُها بِه ، ابتَعدت عنهُ تُناظِره مومئَة تُكشِّر ما إن قَطع لحظاتِهما وصول الطَعام ، وُضعت الاطباق امام كُل مِنهما حيثُ طلب لَهُما الباستا بالدَجاج مع شرائِح اللحم المُدخن و الأرز بالمُكسرات و الزَبيب
اضاف البيتزا التي هو يُدمِنها كَما تفعل هي تمامًا
لا يأكلُها دومًا تَحسُّبًا لنظامِه الغذائي المُتزن
لكن مُناسبَة كَهذِه ، سيخترِقُ فيها قواعِده
سيُشاركها الطَعام الغير صِحي الذي تُحبه هي كَي يُشعرها بِقُرب المَسافات بينهُما ، لن يُخبرها انَّه كَطبيب قَلب يَعرِفُ مَضار الطَعام السَريع انهُ لن يأكُل ، بَل سيتَناولهُ مُتجنبًا ضَميره الذي سيتآكلهُ لَيلاً
سيعوِّض ذلك في النادي الرياضيّ لاحِقًا
من أجل دقائِق صغيرَة بِمُراقبتِها تأكُل مُستمتعَة سيركُض على آلة الجَري لِساعاتٍ عَديدَة
ان يَمنحُها جُزءًا من السَعادة ، ذَلك أهم ما لَديه
شارَكها الطَعام يَراها تَبتسمُ مع كُل قُضمَة تاخذها من البيتزا و المعكرونَة الغارقَة في صلصلة حَمراء مليئة بالسُعرات ، ابتَسم على تَمايُلاتِها السعيدَة و رَقصها و هي في مَكانها بينَما تأكل مُستمتعَة
أكل من طَبقِه و عُيونِه عَليها و هي تنطِق و فمها مليئ بالطَعام " انا لم آكل بهذا الكَم من السعادَة من قَبل "
رُغم انَّه اعتاد دومًا على تَوبيخ ايڤا لانها تتحدَّث عند أكلِها لَكِّنه سَكت بَدلاً من مُعاتبتِها ، يَجِدُ ابنتهُ تُزعجه في حَديثها و فَمها مليئ بالطَعام ، لَكنهُ وَجد سويون لطيفَة ..!
عَجبًا ! كَم الحُب يُغيٍّر نَظرة المَرء للاشياء
مَسك المنديل يَمسحُ بِه اطراف شِفاهها بِلُطف مُجيبًا " كُلي يا امرأتي و ان رَغبتِ في المزيد سامنحكِ كُل ما وُجِد "
اومأت لهُ بابتِسامَة بينَما تأكُل لِتراهُ يَترك طَعامه مُكتفيًا بِمُشاهدتها ، مَسكت بشريحَة البيتزا و اطعَمتها اياهُ لانها تَعلم انهُ لن يُبعد نَظراته عَنها
اطعَمتهُ تُراقِبه بِدورها عند ذاك القُرب الذي كَوَّنه لِكونه لازال مُلتصقًا بِها لا يَوّدُ الابتِعاد ، اكَل من بين يَديها مُبتسِمًا حَيثُ مَسك صَحن اللحم خاصتِها يُقطِّعهُ لها لِشرائح صغيرَة تُناسب فَمها الصَغير
اَطعمها بِدوره كَما تُطعمه هي الي أن انتَهى الطَعام فأتت النادلَة تَجمعُ الاطباق حَيثُ استَقامت من الكُرسي قائِلَة " ساذهبُ الي الحَمام اغسلُ يَداي "
مَسكت حَقيبتها تَسيرُ مُغادرَة المَكان الي دورة المِياه تَتركهُ وراءِها يُتابع تَحركاتِها الي أن تَلاشت من امامَه
دَخلت الي الحَمام تَسيرُ نَحو المِغسلَة حيثُ اشغلَت المياه تَغسل يَديها جيِّدًا ، اغلقت الصُنبور تُنشف كَفيها قَبل أن تُربطهما بالمُرطب الذي اخرَجته من الحَقيبَة
اضافَت بعضًا من مُستحضرات التَجميل التي بَهُتت لِتراقِب هاتِفها حينَما رَنَّ يُعلن عن اتصال من والِدتها ، ابتَسمت قَبل أن تَحمله تُجيبُ عَليه بينَما تُحدد شِفاهها بِقلم غامِق اللَون
- نَعم اُمي
~ صَغيرتي ، كيف يَسري موعِدُكِ ..؟ هل انتِ بخير
وَضعت القَلم بِداخل الحَقيبة قَبل أن تُخرِج احمر الشِفاه الدَمويّ تُوزِعه على شَفتيها بإبتِسامَة خافِتَة
- نَعم ، انا سَعيدة جِدًا ، انهُ يَمنحني الشُعور بالحُب الذي احتاجُه منذ فَترة
اطمئنت امها لِسماع صَوت ابنتِها الذي اعرَب عن السَعادة بدلاً من كَلِماتها
~ حسنًا صغيرتي ، ساُغلق الان
فَصلت الخَط بعدما اطمئنت على طِفلتها التي جَددت مُورِّد خُدودها ايضًا بينَما تتمايَل بسعادَة افتقَدتها لِفترَة ، تُحاول تجاهُل كُل الافكار السامَة التي تُحاول افساد سعادتها و التَركيز على الحاضِر فَحسب
خَرجت من الحَمام تَسيرُ عودَة الي مَكانِهما اينَما وَجدت الانوار مُطفئَة ، تَعجبت حينَما وقفت عند المَدخل تبحثُ عَن جُيون بِعيونها لعلَّها تجده وَسط ذاك الكَم من الظَلام
رُؤيتها الليليَة سيئَة
تَمكنت من لَمحه يُشعل الشُموع التي تتوزَّع في الانحاء قَبل أن تُنصِت الي عَزف الكَمان الذي صَدر مِن طَرف القاعَة ، راتهُ يُوجه بَصرهُ نَحوها حينَما سَمع طَرق حِذاءها لِيسير اليها بينَما يضعُ يَدًا خَلف ظَهرِه
وَقف امامَها بإبتِسامَة مُحبَة يختطِف يدها من حُضنها و يَجذبها نَحوه بِقوَّة تَسببت بارتطامِها بِه ، اخَفض بَصرهُ الي عُيونِها العَسليَة يُمعن النَظر في لَمعتِهما المُميزَة حيثُ هَمس قائِلاً " حان وَقتُ القَليل من الاثارَة "
لَم تَفهم مَقصدهُ حينَما خَطف منها حَقيبتها يَضعها جانِبًا لِيُمسك بِكلتا يَديها و يَجُّرها مَعهُ الي مُنتصف الحُجرَة حَيثُ تترامَى بعضًا من بِتَّلات الزُهور الحَمراء على الارضيَة قُربهما
لَفَّها حَول نَفسها لِيُقربها منهُ مُحتضِنًا وِسطها بِكفِّه " انا اُدربكِ على الرَقص ، كي في زِفافنا تَرقُصين دون تَوقف " قال بينَما يَجعلُها تَتمايل بين يَداه
بَسطت يَداها على كَتفيه تبتسمُ على حَديثه ، قالَت و عُيونها تُراقِب تفاصيلِه " سَنقيمُ زِفاف ..؟ "
" زِفاف مُميز يُمثِلُنا " هَمس لها بَعدما انخَفض الي مُستواها يُقبِّل طرف شَفتها لِيُكمِل آن ذاك " مِن تَميُزه سَتنطقُ النُصوص الادبيَة تُعاتِبُنا ، فَقد قَصدنا مُراد المُلتقَى الذي سَعى الشُعراء على بُلوغِه "
" الست شاعِرًا فرَّ هارِبًا من قصائِده لبُلوغ مَقصدِه ..؟ " هَمست لهُ بينَما تُحيط عُنقه تَستمعُ الي الحان الكَمان التي تُطرب سَمعِها " لستُ من مُفضلي الشِعر و الادب ، لَكنكِ تَجعليني اَبحث بين قصائِد الشِعراء لاجد وصفًا يَليقُ بكِ ، اخجلُ من وصفكِ بِكلماتٍ عاديَة " هَتف بَعدما قام بِلفها جاعِلاً ظَهرِها من يَلتصق بِصدرِه
وَضع يَديه على بَطنِها يشعر بِوجود طِفلهما بالقُرب مِنهما ، يَراها تُسند رأسها على صَدرِه تستمتِع بِكُل لَحظة بِقُربه حَتى سَمعتهُ يقول بجانب اُذنها " اُنظري الي الخارِج "
رَفعت عَسليتَيها اليه مُستفهمَة قَبل أن تُوجه بَصرها نَحو الجِدار الزُجاجيّ الذي افصَح عَن تِلك المُتفجَّرات المُلونة التي غَطَّت ظُلمَة السَماء تَمنحُها خَليطًا من الألوان المُضيئَة
وَسعت سويون عُيونِها تُشاهِد السَماء حينَما اضاءَت الالعاب الناريَة عُتمتِها ، انارَت ظُلمتها و اضافَت لِصمتها حَياة بِاصواتِها العاليَة
سَمِعتهُ يَتحدث بينَما يُعانِقها مِن الوراء " تُشبه اللحظَة التي دَخلتِ فيها حَياتي " اسنَد وَجنته على شَعرِها يُحدِق في السَماء المُضيىَة امَامها يُراقِب تلك المُتفجِّرات تَملئ سَماء المدينَة
ابتِسامتها لِوسعها ودَّت لو تفِّر من مساحَة وَجهِها المليئ بالسعادَة ، مَنحها اكثَر المَشاهِد مُتعَة بالنسبَة اليها مَع لَمساتِه الدافئَة و عَزف الكَمان الماكِث وراءِهما
لا تَستطيع سِوا أن تَصف هذِه الأوقات مِن أسعَد لَحظاتِ حَياتِها
كُل الاوقاتِ معهُ ثَمينة بِلا مُنازِع
لَفت رأسِها لَهُ حينَما هَمس لَها " التفتِ "
ابتَعدت عنهُ تَستديرُ نَحوه تَجِده يُمسِك بيديها الناعِمة وَسط كفَّاهُ لِيُطالع عَسليتَيها المُبتسِمَة ، هَتف بينَما يَحتضِن عُيونها بِكُحليتاه " نحنُ هُنا لاريكِ اني مَعكِ في كُل اللَحظات التي وددتِ مُشاركتها مَعي "
" اعلمُ انكِ حَزنتِ لاني لم اكن بِرفقتكِ حينَما ذهبتِ لمعرفة جِنس الصَغير ، اعلمُ اني كنتُ مُحتجزًا حينَها ، لَكن الأن انا هُنا "
بَسط كَفهُ على خَدِّها يَمسحُ بابهامِه على خَدِّها يَرى بَريق عُيونِها حينَما أكمَل قائِلا بنبرَة آجِشَة تَنحدرُ في قاع العُمق و الرُجولَة المُفرطَة
- ساُريكِ كَيف يَكشِفُ وَزير القُوات الجَويّة جِنس طِفله ..!
هُما في مُنتصف تلك القاعَة التي تُحيطها جُدران زُجاجيَة من كُل صَوب ، في تِلك البُقعَة التي استطاعَت فيها سَماع أصوات مِرواحيات تُحلِّق حَول البِنايَة لِتُوسع عُيونها بِصدمَة مُزيلَة بَصرُها عَنه
نَظرت حَولها تُراقِب تلك الطائرات الصغيرَة تَلتُّف حَولهِما مِن كُل نَحوٍ تُشكٍّل دوائر عِشوائيَة بشكلٍ ابهَرها ، افلَتت يَدهُ تَضع يَديها على فَمها بعدم تَصديق مِما تَراه
كان يُمتِّع بَصرهُ في رؤية ذُهولِها و ابتِسامتهُ تشُّق وَجهه ، حَدقت بِه بانبِهار بينَما تُشير الي الخارِج " ا..انت كَيف استطعت جَلب هذِه ..؟ "
" هُم هُنا لِتنفيذ الاوامِر " هَمس لها يُجاري ذُهولِها حَيثُ قام بامساكِ يدِها مُجددًا يُشابِكها بِخاصتِه " اُحرِّك اسطولاً بأسرِه لاجلكِ ياكُلَّ كُلِّي "
حَدقت في عَيناه لا يَسعُها ثُمَّ ان تمتلئ جُفونِها بالدُموع ، في كُل مُلتقَى هي لا تتوقف عَن ذرف مدامِعها التي تؤذي قَلبِه ، لَكنهُ يُدرك تمامًا انَّها تنسابُ لِفرط سَعادتِها التي تشِّع من عُيونِها
عانَقته بِقوَّة بينَما تُغمِض عُيونِها العَسليَة تَأذن لِدموعها بالنُزول ، تَلقت طبطباتٍ على ظَهرِها مِن قِبل كَفِّه يُواسيها " هل سَتفوتين العَرض بالبُكاء ..؟ " ابعدَها عنهُ يُحاوط وَجنتيها يُجفف ابتلالهما بِابهامَيه
ناظَرته و الحُب يكادُ يَشُّق مَعبره خارِج صَدرها لمُعانقته ، نَظرت نَحو تلك الطائرات التي تُصدر ضَجيجًا بالخارِج بينَما تبتسِم بِسعادَة
تَشبثت بيداهُ التي تتشابَك مع خاصتَيها لِتوسِع عَينيها ما إن اُنزِل شِعارًا من احد الطائرات التي وَقفت بالقُرب مِن الجِدار المُقابل لَها مَكتوب بِه
- سَتكونين أجمَل اُمٍ تَشهدُها عَيني
نَظرت نَحوه مُنبهرَة تَجِده لا يَرفعُ كُحليتاهُ عَنها لثانيَة ، ثُمَّ عاودت التَحديق بالشِعار الذي استبدل بآخر مُدوَّن بِه
- سَواء ذَكر او اُنثَى كان ، انا سَعيد لانَّهُ مِنكِ
عانقتهُ تَضعُ راسها على صَدرِه بينَما تُشاهِد تِلك الطائرات الصغيرَة تستمِّر بالدَوران حَولهِما ، ابتَسمت مُمتنَة لِقُربه قَبل أن يَمنحها قُبلَة في مُنتصف رأسها هامِسًا " هل انتِ مُستعدَة لِنعرف مَعًا جِنس طِفلنا ..؟ "
أخَذت نَفسًا عَميقًا تَستجمعُ بِه قِواها ، ابتَعدت عنهُ تُناظِر عُيونِه الكُحليَة التي تُطالِعها بِكُل لَهفة ، احسَّت بِنسمات الهَواء البارِدَة تلفحُها و تُطاير خُصيلاتِها القصيرَة حينَما فُتِح سَقف المَطعم يَكشفُ عن تِلك السَماء اعلاهُما
السَماء الشبيهَة بِعُيونِه لَيلاً
صَوتُ الطائرات زاد عُلوِّه تَزيدُ من تَدفق الرياح التي تَسببت في تَطاير اطراف فُستانِها ، يَمنحُها ذاك الجَو شُعورٍ لا تَستطيع وَصفه
السَماء مَع النُجوم و شَخص تُحبِّه ، هو اثمن لَحظاتِها
وَضع يَده على خَدِها بَعدما فَصل تَشابُك يَدهُما حَيث رَدف بِهدوءٍ يُنافي شدَّة الصوت حَولهِما ، رُغم ذاك استطاعَت فهمه مِن شِفاهه
" مُستعدَّة يا امرأتي ..؟ "
حركَّت رأسِها ايجابًا و الحَماس يَنهشُ كُلَّ انشٍ بِداخلها ، تمسكَّت بيدِه قَويًا لِتُغمض عُيونِها حينَما باغتها بِقُبلَةٍ حَملت مَعانٍ من الحُب الذي يَكّنه نَحوها
ابتَعد بِضع انشاتٍ يَهمِس " واحِد ، اثنان ، ثَلاثة "
رَفعت عُيونِها اعلاهُما تُحدِّق في الطائرات حينَما وقفن عِند زوايا المَبنى يُطلِقون مضخَّة في مُنتصف السَماء حَيثُ بَرز اللَون الذي كَشف جِنس طِفلهما
اللون الذي تناثَر حولهِما حينَما تساقَطت قُصاصات الورَق عليهما من الأعلى تنهَمل عَليهما ، فرقَّت بين شَفتيها تُحدِق به ما إن رفع رأسه يُناظر السَماء اعلاهُما
انَّهُ ، صَبيّ
اللون الأزرق دلَّ على اقتراب مَجيئ طِفلهما الذي يَنتظِره كِليهما بِشَوق
مَلئتها سَعادَة تكادُ لا تَسع قلبها الذي زاد من نَبضاتِه ما إن رأت الفَرحة تَحتضِن عُيون حَبيبها ما إن اخَفض رأسهُ ناحيتِها ، رأت تَعابيرِه و نَظراتِه التي تَغمرُها السَعادَة ، عُيونِه تشِّع ، تَشِّع تمامًا كَما يَفعلُ نابِضها
احتَضنها باقوَّى ما يَمتلِك من قوَّة يُخبئها بَين أذرُعِه بينَما يَمسحُ على شَعرِها بِحُب ، وَضعت كِلتا يَديها على ظَهرِه تُحدِق في السَماء الزَرقاء أعلاهُما و تِلك الانوار الصادرَة من المِرواحيات
ابتَسمت للدرَجة التي دَمعت لها عُيونِها حينَما صَدر شعارًا من داخِل احد المرواحيات مَكتوب بِه
- انا قادِم يا ماما
اغمَضت عُيونِها تَفسح المَجال لِدموعها بالتَدفُق ، احسَّت بِه يَحملها و يَلَّتفُ بِها حَول نَفسيهما مُعبِّرًا عن فَرحته التي لا تَسعُه
اخفَضها على اقدامِها يُبعدها عَنه بينَما يُطالِع عُيونِها المُبللَة حيثُ احاط وَجنتيها بِكَفيها قائِلاً " كنتُ اشعُر انهُ صبيّ ، ساُحقق حُلمي و اُسميه جونسان ، اليس كذلك ..؟ "
اومأت لهُ ايجابًا بينَما تُبعِد دُموعِها بِكف يَدها تُحاول السيطرَة على ابتسامتِها " سَنُسميه جونسان كَما تُريد ، جُيون جونسان "
عاود جَذبها الي حُضنه مُجددًا يَعتصِرُها بِداخل صَدرِه بينَما يَنثُر قُبلاتِه على رأسِها ، تَشبثَّت بِه بقوَّة بينَما تَشعُر بالزُهور تتساقَط عليهِما لِترفع عُيونِها الي احد المِرواحيات حينَما صَدح صوتًا مألوفًا من داخِلها
نَظرت الي الرَجُل الذي قال عَبر مُكبِّر الصَوت مُلوحًا بيدِه لهُما " مُبارك لكُما الصَبيّ سيد جُيون "
ابتَسمت ما إن استطاعَت التَعرف عَليه ، انهُ جيكوب
ابتَعد جونغكوك عَنها لِيرفع عَيناه الي جيكوب الذي لَوح لَهُما بينَما يَقودُ بالطائرات بَعيدًا عن تِلك البِنايَة ، حَدقت في حَبيبها حينَما قال مُبتسِمًا " انهُ من كان يَعلم ، سألت الطَبيبة حينَما كَشفت عَنكِ و طَلبتُ منها اخبار جيكوب "
" كان الوَحيد من استَطيع أن اطمئِّن باخبارِه "
اومأت لهُ بينَما تُجفف دُموعِها مُتحدثَة " ابني سيكون مِثلك ، انا واثقَة "
" سننجِب بعده طفلة تُشبهك " رَدف بعدَما وَضع كَفه على بَطنها يَتفقَّد انتِفاخِها بِلُطف ، اومأت بينَما تقضِم شَفتها بِسعادَة قَبل ان تراهُ يُحرر سُفليتها من اسنانِها عَبر اصبعِه " هشش ، لا تُؤذي املاكي "
نَظرت اليه حينَما اقتَرب لاستبدال اصبِعه بِشفته حينَما طَبق شِفاهِهما بِقُبلة مَنحها بِها قَدرًا من احاسيسه المُرهفَة ناحيتِها
اُغلِق ذاك السَقف اعلاهُما لِيعود صَوت الموسيقَى يُطرِب اذانِهما مُجددًا ، اغمَضت عُيونِها بِبُطئ بَعدما قام بِجذبها نَحوه يُعانِقها اليه يعدو كُل مَسافة وُجِدَت بينهُما
هو يُحِبها لاقصَى دَرجة وُجِدَت
ان كان العِشق دُون دَواء
فَهي ماحيَة الداء مُنتجَة الدَواء
لَم تكُن يَومًا مرضًا لِتكون عِلاجُه
وَحدُها مَن تَمنحهُ القَدر الكافي مِن الحَياة
جاءَت لِتَكون لِحياتِه حَياة
سَحبها معهُ الي تلك الطاولَة التي سَبق و أن أكلا بِها حيثُ وَجدت هُنالك قِطعَة من الكعك ، ابتَسمت بسعادَة فهي تُحب الحَلويات كَثيرًا
" لنأكُل السُكر يا سُكر " قال بينَما يُمسِك السكين يَجعلُها تضحَك على احاديثه المُبتذلَة احيانًا ، هو يَتعمَّد الغمز لها بِتلك الطريقَة المُبالغ بِها لِيُضحكُها
تَجد تعابيرِه مُسليَّة
مَن يَراهُ حتمًا سينكُر انهُ الوَزير ذا الوَقار و الهَيبَة
يُعجبها حينَما يكونُ تافِهًا بِرفقتها ، يَضع وقاره جانِبًا و يَنخفِضُ الي سِنها
لم يُشعرِها يومًا بِفارق العُمر بينهُما
" لنأكل السُكر " تَحدثت بينَما تَتمايل بينَما تَضع يدها على السكين رِفقته حَيثُ قطَّعاها سويًا تكشِف عن اللون الازرق بالداخِل ، ابتَسمت بينَما تُناظِره " انت تَنجح دومًا في جَعلي سَعيدَة بِحَق ..! "
قطَّع جُزءا من الكيك لِيضعه في طَبقٍ صغير و يُطعمها مِنه مُبتسِمًا بِحُب " انا هُنا لاجعلكِ سعيدَة "
مَسح على شَعرِها بِلُطف ليؤشِّر على الصُندوق الصَغير الموجود بالقُرب من الكَعك ، ابتَلعت تلك القُضمة التي اخَذتها منهُ ثمَّ اقترَبت تفتحُ الغِطاء
كَشفت عن تِلك المَلابس صَغيرة الحَجم تخُّص طِفلهما ، انها ذاتها التي انتَقتها في السوق التِجاري و لَم تشتريها بِسبب الحِوار الذي دار آن ذاك
احسَّت بِعناقه الخلفيّ لَها بينَما يَمسحُ على بَطنِها يُطالع المَلابِس الصغيرَة تِلك " انا اتخيلُها على جَسدِه الصغير ، سيكونُ مِثاليًا " هَمس قائِلاً
ادارَت رأسها نَحوه تُحدِق به بِصَمت ، انذهَل حينَما وَجد ذَقنها يَرتجِف و تلك دَلالة على رَغبتها الماسَة بالبُكاء " مابكِ سويون ..؟ "
ألفتها نَحوه لِيحتضن وَجنتيها حينَما زادَت رَغبتها في البُكاء ، تناثَرت دُموعِها على وَجهها مُتحدثَة بينَما تَكتم بُكاءِها " ا..ان..انت فقط "
وَضعت يَدها على عَينيها تمنعهُ من رؤية دُموعِها بينَما تنطِق بِبُكاء " تَفعل الكَثير من أجلي ، و ان..انا لا استطيعُ فعل هَذا "
مَسك بِيدها يُبعدها عن عُيونها بينَما يَجتذبها الي حُضنه يضغطُ عَليها بقوَّة ، حَشر رأسهُ بداخل حَشرها هامسًا " يَكفي وجودكِ بِقُربي ، لا اُريد اكثَر من هَذا "
شدَّت على عِناقه بقوَّة تُحاول السيطرَة على بكاءِها قَدر استِطاعَتها ، شَهِقت بِبُكاء تُفرِّغ كُل تلك المَشاعِر بينَما تتشبَّث بِه بشدَّة
تَلقت الكَثير من القُبلات الدافئَة على رأسِها من قِبلِه تُعطيها مُواساة و اُنس لا تَجِده إلا بِقُربه ، رُبما تِلك كانَت من اكثَر الليالي المُميزَة و التي اخَذت مُتسعًا من قَلبِها
الكَثير من الحُب تَحمِلُه في قَلبِها اليه
تمامًا كَما يَفعل هو
تِلك الليلَة انقَضت بالكَثير من مَشاعِر الحُب المُختلطَة بالسَعادَة و الأنس
كانَت ليلَة تُرمم كُل ما كُسر بِداخلها
ليلَة تَشحن طاقِتهما لِمُواجهَة القادِم سَويًا
•••
وَقعت انظارُ غابرييل و حَبيبته على ابنتِهما التي تَخرُج من غُرفتها تُكسِّل اطرافها بإبتِسامَة واسِعَة ، تَبِعاها و هي تَسيرُ بِخُطًا مُبعثرَة نحوهُما حتى استَقرت في حُضن والِدها
" صباح الخَير "
قَبلت خدَّه ثُم خَد اُمها التي رَمشت ساخِرَة
" اي صَباح ..؟ انها الثالثَة عصرًا " هَتفت بينَما تُعدِّل شعر ابنتها المُبعثر ، ابتَعدت سويون عَنهما و سارَت الي الثلاجة تُخرج كأسًا من الماء
جَلست على الكُرسي تشرب مِنه مُتمتمَة " لقد عُدت متأخرة البارحَة "
" اخبريني هَل جُيون سَبب ما حَدث البارحَة ..؟ " قالَت امها بِفُضول بَعدما ساقَت خُطواتها نَحو ابنتِها التي مرَّ على ذاكرتها ليلَة الأمس
ابتَسمت بِوسع و ناظَرتها مُستفهمَة " لِما ماذا حَدث البارِحَة ..؟ "
حَدقت في يون سون التي تَحدثت مُفسرَة بيدِها " لقد امتلئت السَماء بالالعاب الناريَة كَما انَّ مرَّ الكَثير من المرواحيات مِن هُنا ، مالذي فَعله طليقك ؟ هل اعلن حربًا على تلك الحِرباء ..؟ "
ضَحكت سويون بِخفَة لِتحدق في غابرييل حينَما قام بالدُخول على احد مَقاطع الفيديو يُدير بهاتفه ناحيتهِما " انظري هُنا ، ان السَماء كُلها كانت زَرقاء ، يَنتابُني شُعور انَّه اعلن عن جِنس الطفل بِهذه الطريقَة "
حَدق كليهما في سويون التي ضَمَّت يديها الي صَدرها و قالَت بسعادَة " هذا صَحيح ! انا حامِل بِطفل "
حَدقت في والديها ما إن استقام كِليهما و اقتَربا مِنها يُعانِقانها بِقوَّة " لطيفتي ، انا سَعيدة بِحفيدي القادِم " مَسحت يون سون على بَطن ابنتها التي قَضمت شَفتها بِسعادَة
" لقد جَلبت لكما من الكيك " قالَت بينَما تتجاوزهما الي الثَلاجة تُخرج ما تَبقى من الكَعكة ، اقتَربت تَضعها امامَهُما " حينَما عُدا وجدتكُما نائمين ، لذلك خبئتها "
مَسك غابرييل بالمِلعقة يَتناول مِن الكَعكة بإبتسامَة راضيَة " مَذاقُها لَذيذ بِحق ، جُيون لديه ذَوق رَفيع "
حَدقت يون سون بِسويون بينَما تقرِن حواجِبها بخفَّة حينما طرأ على بالِها شَئ ، قالَت بينَما تُطالع هاتِف غابرييل " لكن سويون ..! الفيديوهات انتَشرت بشكلٍ واسِع ، ألن تَعرِف تلك الحرباء عمَّا جرا ..؟ "
نَظرت سويون اليها لِتتلاشى ابتِسامتها بِبُطئ حينَما تذكَّرت يونمي ، شدَّت على قَبضتيها بِخفَّة لِتنطِق بينَما تُطالع الفَراغ " ان كان جُيون قَد اقبل على فِعل كَهذا ، فَهو أدرى بِما يَفعل "
" صَحيح ، لن يَتهوَّر ان كان يَعلمُ ان العواقب سَتكون وخيمَة " رَدف غابرييل بينَما يتناوَل من الكَعك و قَد تلطَخ فمه كُله بالازرَق ، رَمش بينَما يُناظر الطَبق امامَه حَيثُ تَحدث موسعًا زرقاوَتيه " او قَد يَكون ..! "
رَفع عَيناه نَحو ابنتِه مُكمِلاً بِهَمس
" يُريدها ان تكون وَخيمَة ..! "
•••
يَجلسُ فوق كُرسي مَكتبه بينَما يُشاهد مَقاطع الفيديو المُنتشرَة مُنذ البارحَة بإبتِسامَة واسِعَة ، كُلًَما رأى مَقطعًا تذكَّر ليلَة الأمس التي مَنحته اكثَر المشاعِر لذَّة على الإطلاق
سَمِع صَوت طَرقات كَعب اُنثى تَخترِق مَكتبه حيثُ رَفع رأسهُ نَحو صاحبتِه التي دَخلت مُهتاجَة و الشَرار يَتطاير من عُيونِها
" جُيوووون ..!!! "
صَرخت بينَما تَرمي بِحقيبتها فوق الاريكَة تسير نَحو مَن ابتَسم حينَما تلاقَت عُيونِهما
" لقد تأخرتِ ، ظننتُ اني ساجدكِ عند باب بيتي صَباحًا ! "
ضَغطت يونمي على قَبضتيها بِغَضب بَعدما وَقفت امامَه " مالذي رأيتهُ ..؟ مالذي كُنت تَفعله ليلة الامس ..؟ " صَرخت قائلَة
اراح ظَهره على الكُرسي وراءَه بينَما يَضعُ قَدم فوق الاخرَى مُشابِكًا يداهُ امامَه ، ميَّل رأسهُ مُستمتِعًا برؤية اشتِعالِها " امم ، ماذا كنتُ افعَل ..؟ "
" هل فَقدت صوابَك ..؟ بعد الاعلان عن مُواعدتنا تَذهُب للكشف عن جِنس طِفلك معها عَلنًا ..!!! " صَرخت بِه بقوَّة بينَما تُشير عَليه تَراهُ يَستقيم من مَجلسه حَتى فاقها طولاً ، لَم يُجبها و ذلك استفَّزها اكثَر " انت تُريد ان افعَل ما برأسي اليسَ كَذلك ..؟ "
" و مَن قال ان الكَشف عن جِنس الجنين ذاك يَخصُّها ..؟ " هَتف بينَما يُشابك يَداهُ وراءه يُحدق في مَلامحها التي انكمَشت بعدم فَهم " مالذي تَقصدُه ..؟ "
" الستِ كَشفتِ حَضرتكِ للعلَن اننا نتواعد ..؟ " رَدف بينَما يَتجاوزُها مُتوجهًا نَحو رفِّ المَشروبات حَيثُ سَكب لهُ كاسًا مِن القهوَة ، احتَساه و التَّف نحوها مُكمِلاً " اذًا ، لِنكشف ايضًا انكِ حامِل ..! "
" ماذا ؟؟ " هَتفت بِدهشَة لِتُناظره و تنطِق ساخرَة " هل تُريدني ان اكشف عن شَئ كاذٍب ..؟ "
وَجدته يَدفع بطرف شَفته مُستهزِءًا " اَخبرُ مُواعدتنا صَحيح اساسًا ..؟ "
كَتفت يَديها الي صَدرِها تَحمحم بينَما تُشيح عَينيها بَعيدًا " لِما تُريد ان تكشِف امر حَملي ..؟ "
" ليكون خَبر زواجنا مَنطقيًا " هَتف بينَما يَشرِب من قَهوته و يَتكئ على الجِدار وراءَه ، حَدقت بِه بينَما تقرِن حواجِبها باستِفهام " مالذي غيَّر رأيك فجاة ..؟ تُريد الان الزَواج مني ؟ "
اقتَرب مِنها بينَما يضعُ احدَى يداهُ بِداخل جَيبه حيثُ قال بِحاجب مَرفوع " الستِ من تَتوقين شوقًا للزواج بي ..؟ "
بَلل شِفاهه و رَدف بعدَما استقَّر وراء مَكتبه " لكن الغَريب انكِ تَعرفين حَقيقة اني قاتِل ، هل انتِ مُتأكدة انكِ تودين الوقوف بِصفي ..؟ " سألها بينَما يَحتسي من قَهوته يُناظر عُيونِها حينَما قالَت " لا يَهمني ان كنت قاتِلاً ام لا ..! كُل ما يَهمني هو انت "
" اذًا انتِ لا مانع لديكِ ان تَسترتِ على قاتِل ..؟ و حَفظتِ سرَّه بِسبب الحُب ..؟ " تَحدث بَعدما جَلس على الكُرسي عاقِدًا ذِراعيه الي صَدرِه
همهمت لهِ بِحاجبٍ مَرفوع " انا تسترتُ عليك لِعشرون عامًا ..! رُغم مَعرفتي بِما فعلته ، اتظُن اني لن اصمُت اكثَر ان كنت مَعي ..؟ "
ابتسَم بِجانبيَة لِيحتسي مِن قَهوته مُهمهمًا بينَما يَطرُق باصابِعه فوق الطاوِلَة " عَظيم "
" هل تُعلن خَبر حَملي ؟ " سألتهُ بِحاجبٍ مَرفوع لِتجده ينطقُ ساخِرًا " لا ! "
استقام مِن مكانِه بينَما يحمل مفاتيح سيارتِه مُكمِلاً " اساسًا لا احَد يَعلم ان ذلك انا ، الطائرات كانَت تابعَة للحكومَة الكوريَة "
اقتَرب مِنها عاقِدا حواجِبه بجديَّة " كَذلك انتِ ليس لَكِ شأن بالوَقت الذي اقضيه مَعها ! انا حُر ، انتِ اكثر من يَعلم اني لا اخافُ من السِجن و لا العِقاب لِذا ان رَغبتِ بان اتزوجكِ اغلقي فَمكِ "
لَم يُتح لها مَجالاً للحَديث بَل تركها تَحترِق مَكانِها مُغادِرًا مَكتبه بينَما يبتسمُ ، سعادَة ليلة البارِحَة لازالت تؤثِّر عَليه
جَلس بِداخل سيارتِه يُراسل حبيبتِه
- ماذا حَدث مَعكِ ، هَل رتبتِ موعِدًا لريڤين و والِدكِ ..؟
ادار مِقود السيارَة مُتجهًا الي الجامعَة حتى يُقِّل ايڤا و يأخُذها الي السوق كَي تشتري ما يَنقُصها للزَواج ، اتاهُ الرَد بعد بِضع دقائِق
- ذَهبنا انا و ابي و نحنُ ننتظر مَجيئها ، طلبتُ منها جلب ابنها ، سيراهُ لاول مرَّة
ابتَسم بخفَّة لِقراءته رسالتِها حينَما رَكن قُرب الجامعَة حيثُ ارسَل
- ان تَحسنت الاوضاع اتركيهِما لِوحدهما و تعالي الي المَحل حيثُ ستقومُ ايڤا بقياس فُستانها لاول مرَّة ، ساُرسل لكِ العِنوان
حَدق في باب السيارَة حينما فَتحته ايڤا التي رَكبت بينَما تَزفِر بضيق ، ناظَرت والِدها بِعُبوس مُتحدثَة " لقد تشاجَرت مع تايهيونغ المُتخلف ، لم اعد اريد الزَواج منه ، اخبره ان يأتي لاخذ خاتمه "
" لِما مالذي حَدث ..؟ " رَدف جُيون بينَما يُدير المِقود نَحو السوق التِجاريّ ، سَمعها تتذمَّر و هي تُخرج شَعرها من اسفل سُترتها الخَفيفَة " انهُ احمَق ، لَم يَعُد يَمنحني متسعًا من وَقته ، طيلَة الوقت مُنشغِل و كُلما وددت الاتصال بِه لا يُجيب عَليّ "
" ايڤا الرجل مُنشغل ..! لَديه مشروع تَخرجه القَريب و كَذلك زِفافه ، بالكاد يَفرُك شعر رأسه " رَدف جونغكوك مُبررًا للأخر حَيثُ رَمقته ايڤا بعدم رِضَى مُتحدثَة " لا تُبرر لهُ ..! انهُ يَستمتع بِوقته بِدوني "
" الرَجُل مُنهمك بالعَمل و انتِ تقولين يستمتِع ! يالكِ من نكديَة " رَدف ساخِرًا بينَما يتفقَّد هاتِفه كُل فترَة ، ميَّلت الصغيرَة رأسها مُتحدثَة بانفعال حينَما طرأ على ذاكرتِها تلك المقاطِع " صحيح تَذكرت ..! "
" هل انت سَبب ما حَدث ليلة البارحَة ..؟ المدينَة انقلبَت ! "
ابتَسم بينَما يُناظِرُها فاومئ يُعطيها الاجابَة التي جَعلتها تَصرُخ بِحَماس " هل هذا يَعني اني ساحصُل على أخ لا اُخت ..؟ سويون حامِل بذكر ..؟ "
اومئ لَها بينَما يضحَك على حَماسِها الزائِد ، سُرعان ما قامَت بالاتصال على صَديقتِها التي لم تُجبها لانشِغالها ، حَدقت به مُجددًا قائِلَة " ماذا عن والدة جيمين ..؟ ان علِمت بالامر ..؟ كَيف ستُسكتها ..؟ "
" لا تَقلقي ، استطيعُ تدبُّر الامر " رَدف مُبتسِمًا بينَما يُحدق امامَه حَتى وَصلا الي المركز التجاريّ الذي يَضمُّ اشهر مَحل لِمصمم ازياء مَعروف
" هل سَتكونا بِخَير حقًا ..؟ " هَمست ايڤا بينَما تُمسك بيد والِدها الذي اومَئ ايجابًا و اردَف مُجيبًا " سَنكونُ بِخَير ، فَقط اُريدكِ ان تكوني انتِ بِخَير "
قبَّل ظاهِر يَدها بِلُطف مُكمِلاً " تماسكِ لاجلي همم ..؟ "
حَدقت الصغيرَة في عَيناهُ مُهمهمَة قَبل أن تَدنوا لِعناقه " انا اسفَة لاني غضبتُ عليك ، لكني مُتاكدة انك سَتستطيع الاهتِمام بالأمر "
قبَّل رأسِها قَبل أن يَنزِل كليهما يَدخُلان الي المركز التِجاريّ حَيثُ توجها الي قِسم فساتين الزِفاف حَيثُ المحل الذي صَمم صاحبه فُستانها
•••
مَسكت سويون بيد والِدها الجالِس قُربها في ذلك المَطعم المُطِّل على البَحر ، تُخفف من توترِه الواضِح من نَظراتِه حيثُ ابتَسمت تُطمئنه " اهدأ "
" هل سَيكونُ ردَّ فعلها لطيفًا ..؟ " هَمس مُتسائلاً لِتومئ لهُ بإبتسامَة قَبل أن تُوجه بصرها نَحو مَدخل المَطعم اينَما وَجدت ريڤين تَدخُل بِرفقة ابنها
سارَت ناحيتهِما ما إن لَمحت سويون في حين تَقود طِفلها مَعها عَبر امساكِها يدِه ، تَوقفت عن السَير ما إن رأت غابرييل بالقُرب من اُختها
شدَّت على يد الصَغير الذي ما إن رأى سويون حَتى ضَحك بسعادَة و افلت امه يَركُض اليها ، نَهضت الصغيرَة من كُرسيها تستقبلهُ بين اذرعِها اينَما حملته و ضَمته لَها تُقبِّل رأسه بلطف
استقام غابرييل مِن مَكانه يُحدق في ابنته الكُبرى حينَما طالَعته بإنكِسار ، ابعَدت عينيها عنهُ و سارَت نحو سويون قائِلَة " لم تُخبريني ان هُنالك احد مَعكِ "
" ابي جاء من اجلكِ " قالت سويون بينَما تحتضِن سايونغ و تَمسحُ على ظَهرِه ، شدَّت ريڤين على يَديها بخفَّة تتجاهَل نَظرات غابرييل اليها " اظنُ انهُ عليّ الذَهاب ، السيد جُيون بحاجَة الي مُساعدَة " اقترَبت حتى تأخذ طِفلها الا انَّ الصُغرى قَالت " جونغكوك مع ايڤا ، اجلسي ارجوكِ "
حَدقت ريڤين بِها قَبل أن تَلتزِم الصَمت و تَسيرُ للجُلوس امامَهُما ، جَلست الصُغرى بينَما تضعُ سايونغ في حُضنها كَما فعل اباها
" كَيف حالكِ ريڤين ..؟ " سأل غابرييل بعدمَا نَظر نَحو ابنته الكُبرى التي ابتَسمت ساخِرَة و قالَت " جئت تسالني هذا السُؤال بعد عِشرون عامًا ..؟ "
" ساذهبُ لالعب قليلاً انا و سايونغ " قالَت الصُغرى بينَما تنهض و بين يَديها الصغير المُستمتع بِرفقتها ، هو لا يَخرُج من المنزِل لِذا حينَما رأى سويون المرَة الماضيَة تذكَّرها و فرح بِها كَثيرًا
غادَرت مَعهُ تترُك اُختها بِرفقة والِدهما الذي حَدَّق بِريڤين مُتأسِفًا عمَّا بذُر مِنه ، حاوَل شَرح موقِفه لَكِنه عاجِز تَمامًا
لَم تكُن ذا مَوقفٍ عدائي البتَّة بَل جلسَت تننظِر منهُ ان يُقبل نَحوها و يَمنحها ما فَقدتهً خلال السَنوات الماضيَة ، رأته يُمسك بيدِها مُواسيًا لرُّبما يُرمم جِراحها
في حين أنَّ سويون كانَت في قِسم العاب الاطفال الموجودَة هُناك ، كانت تُلاعِب الصَغير و تَجعله يَتزحلَّق من اعلى الزحليقَة بينَما تستمع الي ضحكاتِه
ابتَسمت عَليه حينَما بدأ يقفز و يُصفق بسعادَة ، اقتَربت تَحمله و تملئه بالقُبل التي ان رآها جُيون الأن سيفقد صَوابه
اجلَستهُ على الارجوحَة تُؤرجحه بإبتسامَة عَريضَة ، هي بدأت تُحب الاطفال فجأة بَعدما لم تكُن تُفضِلهم كَثيرًا
•••
دَخلت سويون الي مَحل فَساتين الزِفاف الذي تَمكُث بِه ابنَة طليقِها تقيسُ فُستانها ، لِكون المَطعم بِنفس المركز التجاريّ نَزلت من الطابِق السابِع الي الرابِع مع سايونغ لِقضاء بَعض الوَقت مع ايڤا
وَجدتها بِمُفردها تُشرِف على فُستانها الذي يَقومون بِخياطَة بعض التَفاصيل من الجوانِب ، اقتَربت مِنها و هي تُمسِك بيد سايونغ " ايڤاا !! "
انتَفضت الثانيَة بِفزع فَلم تتوقَع تواجد سويون التي ضَحِكت على مَلامحها المُرتعبَة " افزعتِني " قالَت الصُغرى بينَما تضعُ يدها على قلبِها
" كنتُ بالاعلَى فمررتُ عليكِ لارى تجهيزاتكِ " قالَت الكُبرى بينَما تُحدق في سايونغ الذي يتأمل تلك الفَساتين الكَثيرة بحيرَة
" تخيَّلي ماذا ! لقد اكتَسبت بعض الوزن ، ما ان لبستُ الفُستان تمزَّق ! " قالت ايڤا عابِسَة بينَما تُشير على فُستانها بِحُزن " لم يَكُن عليّ اكثار الطَعام ، كله بسبب تايهيونغ !! يستمِّر باطعامي طيلَة الوَقت "
" لابأس ايڤا ، يَستطيعون التَعديل بِه " قالَت سويون مُواسيَة مَن قوَّست شَفتها السُفلى مُتنهدَة " تبقى على الزفاف اسبوع ، ماذا عليّ ان افعَل ..؟ "
" جَربي قيسي فُستان آخر ، هُنالك الكَثير من الفساتين " هَتفت الكُبرى التي اشارَت بيديها على الأنحاء بينَما تُحدِّق في الصُغرى التي اعتَلت شَفتيها ابتِسامَة مليئة بالحَماس " ما رأيكِ ان نَقيس الفُستان مَعًا ..؟ "
" لما ساقيسُ انا فُستان زفاف ..؟ " تَحدثت سويون ساخِرَة لِتترك يَد الصغير الذي دَنى لاخذ قطعَة شوكولاتة من فَوق الطاولَة ، مَسكتها ايڤا مِن ذراعَيها قائِلَة " هيا فقط لِنجربه مَعًا ، انها كَفاعلية تشاركيَة ، مارايكِ ..؟ "
" لا ! لا اُريد ان البس فُستان زفاف قَبل يوم زفافي " رَدفت الكُبرى مُعترِضَة بينَما تجرُّ خُطواتها نَحو سايونغ تُمسكه من ذِراعه
" سويون مابكِ ! العروس لَها طلتها بِمُفردها " تَحدثت الصغيرَة عابسَة بينَما تسيرُ نحو احد الفَساتين التي راقَتها ، اشارَت على الفُستان قائِلَة " سيكونُ ملائمًا لكِ بشدَّة ، انهُ مثاليّ يليقُ بجسد كخاصتكِ ، صَدره كُله مفتوح ابي لن يَدعكِ تلبسيه يوم الزِفاف ، مُستَحيل "
رَفعت سويون عَينيها الي الفُستان الذي اشارَت عليه الصغيرَة ، اقتَربت منهُ تتفحصهُ بانبِهار واضِح " انهُ مثاليّ بِحق ..! "
" مارأيكِ ان تُجربيه ؟ " قالَت ايڤا بِحَماس لِمن قَضمت شَفتها يتعذَّر عليها الرَفض فالفُستان نال نَصيبه من اعجابِها ، اومأت لَها قَبل أن تأخذ الصغيرَة سايونغ حَتى تُجالِسه " سابقَى مع سايونغ و انتِ قيسيه "
اومأت لَها سويون فجأة تحول رَفضها الي حَماس مُبالغ بِه ، سارَت الي غُرفة القياس ما إن طَلبت ايڤا من العاملَة اخذ الفُستان لَها
دَخلت الي الحُجرَة و بدأت تَقيسه بَعدما نَزعت فُستانها اللطيف بِمُساعدَة العاملَة التي قامَت بِربطه لها من الخَلف " هل زِفافكِ قريب ..؟ " سألتها الفتاة التي تشابك الحبال الخَلفية لَها
ابتَسمت سويون تُحدِّق في جَمال الفُستان عَليها ، لِكونه مَنفوخ بشدَّة من الاسفَل فلم يُظهر انتِفاخ بَطنها بَل اعطاها قَوامًا مِثاليًا " هذا صَحيح "
" انهُ جَميل جدًا عليكِ سيدتي ، لَم يسبِق و ان لبستهُ واحدَة و جاءَها بهذا الشَكل " قالَت العاملَة تمتدِح الصغيرَة التي التَفت حَول نَفسها بِسعادَة
" انا عَروس جَميلة " هَمست بينَما تُمسك باطراف الفُستان باصابِعها ، ذا اكمامًا طَويلَة ضيقَّة بِه فُتحَة مُثلثَة من الصَدر يَكشفُه بالكامِل ، كان مُطرَّزًا بِالكامِل و ذاك ما يَجعلهُ ثَقيلاً يُصعب حَمله
لَم يَكُن فُستان تودُّ مُشاركته للعَلن حتمًا ..!
فَهي ليست مُسطحَة كالآسيويات
" تُرى ان رآني جُيون بِه ..؟ مالذي سيقوله ..؟ " هَمست بينَما تقضم شَفتيها بِحماس ، راقَبت تفاصيلُها و اُنوثتها التي بَرزت بشكلٍ مُبهِر
دَخل جُيون الي المَحل بعدَما كان يصفُّ السيارَة بعيدًا حينَما اتاهُ بلاغًا ان هُنالك رَجل اشتكَى ، بَحث عن ابنتِه التي كانَت تتفقَّد فُستانِها حيثُ تَحدث " الم تَنتهي ..؟ "
حَدقت ايڤا بِه بابتِسامَة خبيثَة ، اقتَربت منهُ مُتحدثَة " ابي نسيتُ هاتفي في غُرفة القياس هل يُمكنك جَلبه لي ..؟ "
" لما لا تَجلبينه بمفردكِ ؟ " تَحدث بِحاجبٍ مَرفوع يَجدها تتذمَّر بينَما تتشبَّث بِه " ارجوك انا مُنشغلَة " عادَت الي فُستانها الذي يَمكُث بداخله سايونغ
كان يَلعب اسفل الفُستان
دَحرج جونغكوك عَيناه بِملل قَبل ان يَسلُك وِجهته نحو حُجرة القِياس بينَما يُتمتِم " تلك الوقحَة ، تنده والدها لِجلب اشياءِها "
ابعَد تلك السِتارَة عن الحُجرَة لِيُحدق بظهر امرأة امامَه ، وَسع عيناه بخفَّة ليُشيح بَصره بعيدًا مُتأسفًا " انا اسِف لم اقصِد "
كان على وَشك الخُروج مُفلتا تلك الستارة التي كانَت حاجِزًا بينهُ و بين المُتحدثَة بصوتٍ مُتفاجِئ " ج..جونغكوك ..! "
ازدادَت عيناهُ وُسعًا بَعد ان ادرَك ان وراء تِلك الستارَة هي امرأته
صَوتُها لا مُحال
تَزايدَت خَفقاتُ قَلبُه تمامًا كَخاصتِها و الستارَة حاجِزًا بينهُما
التَفت نَحو الستارَة تُطالع اقدامِه الظاهرَة بينَما تتشبَّث باطراف الفُستان بخفَّة
هَل سيقومُ بالكَشف عَن الستار مُجددًا لِرؤيتِها ..؟
قَلبُها يَخفقُ بِجُنون
هو حَتمًا ، سيفقدُ صَوابه ان رآها
•••
7092 ✔️
مرحبًا قُرائي الجَميلين ♥️
عُدنا بتشابتر جَديد اخيرًا
كَيف حالكم مع تفاصيل اليوم التي تسرق القَلب ..؟
🪐 بِخُصوص حوار جُيون مع ايڤا ، تتوقعون ايش قالها حتى تقتنع ..؟
تشابتر اليوم المشاعر يلي فيه حرفيا تدغدغ القلب
التفاصيل 🫀
توقعتوا جنس البيبي ولد!
🪐 طريقته في الكشف عنه ..؟ 🥹
🪐 بِخُصوص الجزءية يلي نالت اعجابكم ..؟
🪐 جيون حَيكشف عن الستارة و يشوفها بالفستان ..؟
🪐 توقعاتكم للقادم ..؟
🪐 النهاية برأيكم كيف حتكون ..؟
🪐 مين فيكم حيشتري كتاب أسير ..؟
احبكم و اهتموا بأنفسكم
اراكم في القادم باذن الله 🤍
.
.
.
الوَزير جُيون ✨
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top