Husband | 51
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء الواحِد و الخَمسون 🪐
تشابتر طويل مليئ بالحُب
كتبته رغم انشغالي ، وروني حُبكم و حَماسكم 🔥
لِنَبدأ
•••
" انت لست القاتِل جونغكوك ، بَل تم خِداعك صدقني "
هَمست لهُ قائِلَة بينَما تُمسِك ذِراعَيه ، تغوصُ عميقًا في عُيونِه التائِهَة تُحاول لَملمة شِتاتِه و ايصالِه الي الحَقيقَة
" م..ما الهُراء الذي تَتفوهين بِه ..؟ " تَحدث بِهدوء بَعدما بَقى في حيرتِه لِقليل من الوَقت ، ابعَد يداها عَنهُ و تَحرك نحو الفِراش يَجلسُ عَليه بينَما يُناظر الفَراغ بِصَمت " لابد انكِ اُذهلت من الصَدمة ، مَعك حق فانا رَجُل مُسالم، لَكن الحِقد اعمَى بصيرَتي آن ذاك " رَدف مؤشِرًا على نَفسه بينَما يرفع كُحليتاه الي زَوجته التي نَفت مُعترِضَة
اقتَربت تجلِسُ بالقُرب مِنه حَيثُ مَسكت بيدِه تمسحُ عليها " جونغكوك ارجوك صَدِقني ! لديّ شاهِد ، هو من رَبط الاحداث لي و جَعلها منطقيَة " قالَت بينَما تطِّل على مَلامِحه فإذ بِها تخطِفُ عُيونِه السوداء تَضعها بداخل عَسليتَيها
" انت لا يُمكنك ان تكون قاتِلاً ، هُم يُريدون اقناعِك طَوعًا ! صَدقني فعلوا هذا بِك عمدًا لِيستغلونَك "
" انتِ تقولين ان أبي ، فَعل هذا بي ليستغلني ..؟ اتَمزحين ؟ " قال ساخِرًا بَعدما جَذب يدهُ من خاصتِها فإستَقام مُرجِعًا خُصيلاتِه الي الورَاء بِنفاذ صَبر " سويون لابد انكِ فقدتِ عقلكِ "
" ان لَم يكُن يفعل ذَلك بك اذًا اخبِرني لِما خاف من جونغ ووك ذلك اليَوم و وَقف في صفِّه رُغم ادراكِه الحَقيقة ..؟ " قالَت بِغَضب بعدَما استقامَت من بعدِه و ضغطَت على قَبضتيها بإحكام ، التَفت اليها يُناظِرُها لِينطِق " لابد ان هُنالك سبب ما .. "
قاطَعتهُ قائِلَة بإنفِعال " هذا هو السَبب جُيون ، السَبب انهُ شريك الجَريمة مع جونغ ووك ، هو يُهدده بأنَّه سيكشفُ حَقيقتهُ لك ، صَدقني انا سَمعتهما باُذني يوم خُطوبة ايڤا ، الا تَثقي بإمرأتك ..؟ لما قَد اكذِب ؟ "
" لابد انكِ سمعتِ بشكلٍ خاطِئ ، اع..اعني انا واث..واثق اني الفاعِل ، انا قُمتُ بِذلك " حَدق في يَديه المُرتجِفَتين لِيرفع مُقلتاه اليها ، وجد نَفسَهُ مُكبلاً بِداخل بِئرٍ لا مَخرج لهُ " ان..انا قَتلتُها " هَمس
اقتَربت سويون مِنهُ لِتُحيط وَجنتاه بِكَفيها نافيَة ، مَسحت على وَجنتاهُ بِرقَة لِتهمس " انت لم تَفعل ياحَبيبي " انتَشلت يداهُ المُرتجفَتين تُقبلهُما بِحُب فإنهمَرت دُموعِها على خَدَّيها دَمعة تِلو الاخرى " كَيف لِهاتان ان تَكونا سببًا في مَوت احَد ..؟ انت لا تَفعلها "
" س..سويون " هَمس بِصوتٍ مُهتَّز يَشعُر بالصُداع يَنتهكُه ، اقتَربت منهُ تجتذِبه الي حُضنِها فراحَت تضغطُ عليه بِقوَّة كابِتَة دُموعِها بِصعوبَة " ا..ارجوك ثِق بِك ، ثِق بنفسِك و انك لست الفاعِل "
" انا واثِق سويون ، واثِق انا فَعلتها لما لا تُصدقيني ..؟ هل خَدعتكِ بِيراءتي ..؟ هل ابدوا بريئًا فوق اللازِم ..؟ انا لستُ كَذلك .. " نَفى مُعترِضًا يُشيرُ على نَفسِه بعدَما ابتَعد عن حُضنها لعلَّها تُصدق مُعتقداتِه
مَسحت دُموعِها بظاهِر يَديها لِتجذبه الي الجُلوس ، نَظرت بِداخل عَينيه و قالَت " هل انت مُستعد لِتعلم الحَقيقة كامِلَة ..؟ "
" ح..حقيقة ماذا ..؟ " هَمس لها بِعدمِ فَهم يَجِدُها تُمرر اصابِعها على وَجنتِه ، يُؤلِمها قَلبها كُلما تَذكرت ذلك الجُزء من القِصَة ، الجُزء الذي اُحتجِز به في المَصحة لِيتلقَّى ابَشع انواع التَعذيب النَفسيّ و اعادَة البَرمجَة العقليَة
" لا اعلم ان كنت تَستطيع تَحمُّل هَذا ، لَكِ..لكن انا لا استطيعُ اخفاء الامر عَنك اكثَر " هَمست لهُ بِنبرةٍ مُهتزَّة تُقاوم دُموعها من النُزول ، نَجحت في كَبت بُكاءها و تصنُّع القُوَة حَيثُ رَدفت بِهدوء " تَماسَك "
افَلت يَديها لِيضع يَده فوق رأسِه يَتخلل باصابِعه داخِل خُصيلاتِه مُحاوِلاً التَغلُّب على ذلك الصُداع الذي اُفتَّك بِه ، تملّّكه ضيق النَفس الذي جَعلهُ يَفتح زِرَّين من قَميصه لعلَّ الهواء يدخُل بِصورة افضَل
" هل انت بِخَير ..؟ " هَمست بِقلق تُسند كَفها على كَتِفه بينَما تطِّل عليه تُراقِب وَجهه الشاحِب ، اومَئ لها لِيردِف بهدوء " اُريد بَعض الماء "
استَقامت لِتُغادر الغُرفَة مُتوجِهَة الي المَطبخ حَيثُ جَلبت كأسًا من الماء و عادَت تُقدمه اليه ، احتَساه جُرعَة واحدَة مُستعيدًا إتزانِه حيثُ وَجه تَركيزُه اليها و نَطق بِهدوء " اخبريني بِما تَعرفينه ، لا تُخفي عني شيئًا "
ابتَلعت ريقِها بِذُعر ثُمَّ اومأت ايجابًا " ساُخبرك ، لكن عِدني ان تتماسَك ، و ان تُصدقني " هَمست لهُ بَعدما وَضعت يدها فوق خاصتِه تَضغطُ عليها
" ساُجري ابحاثي الخاصَة لاكتشِف صدق حَديثك ، لن اُكذبك بالطَبع لَكن قد تَكوني فَهمتِ شيئًا ما بطريقَة خاطئَة " رَدف بينَما يَمسحُ بإبهامِه على ظاهِر يَدِها ، قَضمت على سُفليتها لِتنهض و توقِفه مَعها " دَعنا نذهبُ الي القَصر معًا ، ساُخبرك هُناك بِكل شَئ "
" لِما القَصر تَحديدًا ..؟ " سأل مُتعجِبًا يُراقِبها و هي تَجلبُ حَقيبتها من فوق المَكتب حيثُ اجابَت " هُنالك ما عَليك رؤيته حتى تُصدِقني "
تَنهد يَتبِعُها بِعيناه و هي تَجره وراءِها حَتى يُغادران مَنزل مارك ، طَلب جُيون من جيكوب ان يبَقى مع والِدتها كَي يوفِّر لها الحِمايَة و يُرافقها بعد ذَلك الي بيتِها
•••
في مُنتصف جَناحِ جُيون و زَوجتهُ تَمكُث امرأته التي تَبحثُ في خَزانتِها امام عينيّ زوجِها الجالِس على مَكتبِه يُفكِّر بِشُرود
جاءَت تركُض اليه بِمَلفين تَحمل كُل منهما على حِدا ثُم قامَت بِوضعهما امامَه قائِلَة " قُم بِمراجعَة المُستندات الأتِيَة "
اومَئ بِهدوء لِيُمسِك بالمَلف الأول يَطلعُ عَليه فإذ بِه يَخصُّ ولادَة ايما و تَفاصيل عمليتها التي أدَّت الي وفاتِها بسبب مَرضِها حَسب التَقرير الذي كُتِب
جَذب الثاني يَطلعُ عَليه ، قَطب حواجِبه حينَما قرأ اسم المَريض لِيرفع عَيناهُ الي زَوجته مُتعجِبًا " تايلور غابرييل ..؟ اليس هذا والِدُكِ ..؟ "
" صَحيح انهُ ابي " اومأت بَعدما جَلست بالقُرب مِنه فوق الاريكَة تُناظِره يقرأ تفاصيل عمليَة زراعَة الكِليتَين التي اُجرَيت له ، اشارَت بيدِها على تاريخ موعِد العَمليَة و قالت " اُنظر هُنا ، انهُ نفس تاريخ ولادَة ايڤا "
" مالذي تُحاولين الوصول اليه ..؟ " حَدق بِها مُقلِّصًا عَيناهُ بِشَك ، اومات لهُ ايجابًا و قالَت " ما تُفكر بِه تمامًا ! "
التَفت اليه حَتى تُقابِله مُستجمِعَة انفاسِها حيثُ اضافَت " لقد اُجريت العَملية لِوالدي تمام مَوعد عَملية ايما ، ايّ تم التَبرُع له من جَسدِها "
عَقد جُيون حواجِبه بِشدَة لِيُنفي مُعترِضًا بعدَما القى التَقارير فوق الطاوِلَة " مُستحيل ! مالذي تَتحدثين عنهُ بِحقكِ ؟ "
" الحَقيقة ! صدقني ابي اَخبرني بِكُل شَئ ، ان اردَت ساتصلُ به لِيُخبرك بِكل ماجَرى " رَدفت بإندِفاع مُتأملَة ان يُصدِقُها ، حَدقت في عَيناهُ المليئَة بالحَيرة لِتُمسك بيدِه بِلُطف " ارجوك جونغكوك لا تَسمح لِحيلهم أن تُنسيك حَقيقتك ، ارجوك "
" ان كان ماتقولينَه حَقيقيًا ، كَيف لا اذكُر التَفاصيل اذًا و انا كنتُ حاضِرًا ..؟ كيف اُجريت تلك العَملية ..؟ " رَدف بِهدوء يُخاطِبُها بِحاجبٍ مَرفوع
" انت لم تَكُن حاضِر آن ذاك ، تَم التلاعُب بِعقلك ، هُم الصقوا ما يُريدون بِداخل رأسِك عمدًا " هَمست لهُ تَجِده يَدفع طَرف شفتهُ مُستهزِءًا " هل انا طِفل امامكِ كَي يتم التلاعُب بِعقلي ..؟ سويون ما تَقولينه ليس منطقيًا "
" قَد يكونُ حَديثي مجنونًا لكنهُ الحَقيقة اُقسم " قالَت بِحُزن بينَما تشُّد على يَدِه بِقوَّة " امنَح حَديثي فُرصة ارجوك و لا تُحدِق بي هَكذا ! ارجوك " هَمست بِرجاء تراهُ يُدلِّك جَبينه ليومِئ مُلبيًا رَغبتها " اخبريني اذًا كَيف تم التلاعُب بِعقلي ..؟ مع اني لا اُصدق هَذا "
اغمَضت عَينيها تستجمعُ انفاسِها قَبل أن تردِف قائِلَة بِهدوء " بَعد موت ايما مُباشرَة تم ادخالك الي المصحَة العقليَة ، تُرى لِما ..؟ "
" لاني مررتُ بضغط نَفسيّ آن ذاك و لم احتمِل خَبر وفاتِها " اجاب بِهدوء و بِدون تَردد حَيثُ قامَت الصُغرى بِرفع حاجِبها و نَطقت ساخِرَة " حَتى اجاباتِهم التي علموك اياها مُتناقِضَة ! ان كنت دَخلت الي المصحَة لانك لم تحتمِل خبر وفاتِها ، اذًا لما قُمت بِجريمتِك ..؟ ايعقل انك ندِمت بعد ذَلك ..؟ "
دَفع بِلسانه على حَواف جُدران وَجنته الداخليَة يُناظِرُها بِهدوء " لا ، لستُ نادِم ، لم احتمِل خَبر وفاتِها لاني كنتُ احب.. " التَزم الصَمت يُفكِّر لِبُرهَة
عَقد حواجِبه بخفَة لِينبِس " لَحظة ان لم اكُن اشعُر بالنَدم لما شعرتُ بضغط نَفسيّ ..؟ " هَمس مُتسائِلاً لِيُميل رأسه مُكمِلاً " لابد اني شعرتُ بالضَغط لانِّي ارتكبُ جريمتي الاولَى ! حتمًا "
مَسحت سويون على وَجهِها بِنفاذ صَبر و تَحدثت مُعترِضَة " كلا جونغكوك ليسَ لِهذا السَبب ، بَل ادخلوك عمدًا لِيُعيدوا بَرمجة عَقلِك و اقناعِك بما لَم تَفعلُه " نَطقت بإنفِعال
نَظر جُيون اليها رامِشًا ثُمَّ كَتف ذِراعيه مُسترسِلاً " و مالذي يَجعلُكِ واثقَة الي هَذا الحَد ..؟ "
" لاني اثقُ بِك " تَحدثت بِجديَة بينَما تُناظِر عَيناه " لاني اثقُ ان جُيون خاصتي و رَجُلي لا يُمكنهُ ان يَكون قاتِلاً ، بَعدما آمنتُ بك اتضحَت الحَقيقة لي بالكامِل ، رُبما الرب ارسَل ابي لي في هَذا الوقت تَحديدًا لِيظهِر لي الحَقيقَة و يدلَّني الي الصَواب "
اعتَدل جونغكوك في جَلستِه يُنصِت اليها بِحَذر حيثُ اكمَلت " ذهبتُ الي ابي و اخبرتُه بِشأن خَوفي عليك ، آن ذاك اخبرني بالحَقيقة كُلها و قال لي بشأن حَقيقة حَمل ايما " نَظرت في عينيّ زَوجِها لِتضغط على اصابِعها بخفَّة " ابي كان مُرسلاً في مُهمَّة الي بريطانيا حينَما ترك اُمي حامِلاً بي ، و سبق و ان تم حَقنه بِحُقنة سببت لهُ فشل كَلويّ لِذا لم يتمكَّن من العَودة الينا ، اثناء مُهمته التقى بالاميرَة حينَما كانت تُحادِث اخاك بشأن حَملها و تُلقي عليه اللوم ثُمَّ مَسك الموضوع الي صالِحه كي يُهددا بِه لاحِقًا ألا انَّها بحثت عنهُ حتى وَجدته و اخبرتهُ ان يتستَّر عن الامَر و سَتتبرَّع لهُ بالمُقابِل "
" لِذلك تَمت عمليَة التبرُع ، ابي كان شاهِدًا لما حَدث حيثُ رآك تدخُل حجرة العَمليات مُنهارًا بَعدما سَمِعت بِموت ايما ، انت لم تكُن حاضِرًا آن ذاك " فسَّرت لهُ بينَما تُطالِع عُيونِه بِصدقٍ يشِّع بوضوح
كان حائِرًا و هو يُنصِت الي حَديثِها بينَما يُميلُ برأسِه بِخفَة ، لَم يُجبها و بقَى صامِتًا يُقلِّب كلماتِها بداخِل عقلِه المليئ بالفوضَى
" انتِ تُحاولين اخباري ، ان كُل هذا سببهُ والدي ..؟ " نَظر في عَينيها مُتسائِلاً يَجِدُها تومئ ايجابًا ، استقام من مَجلِسه مُبعثرًا شَعره فإلتفت اليه مُتحدِثًا " ما تقولينه لا يمُد للمنطق بِصلَة "
" اعني اعلَم ان ابي قد يكون سَئ لانهُ ساهَم بسرقَة اعضاء البَشر ، لَكن ..؟ لِما قد يفعل هذا بإبنه ..؟ سويون انا ابنه بالأخِر مُستحيل ان يؤذيني بهذا الشَكل ! طيلة حَياتي ابي كان يُعاملني جيِّدًا ، كَيف اشُك به اخبريني ؟ "
اغمَضت سويون عَينيها مُتنهدَة لِتُريح ظهرها على الاريكَة تُناظر السَقف بِصَمت قَبل ان تنطِق بعد مُدَّة " دعك من هَذا ، انت لن تًصدق اساسًا "
" ان جئتِ لي بِكلام منطقيّ حَسنا ساُصدق ، اعني ما مَصلحة ابي بأن يَفعل هذا بابنه ..؟ و هو يُدرك انه سيُدمِرُني " رَدف مُوجِهًا حَديثه الي زَوجته التي نَهضت من مَكانِها و انتَصبت امامهُ قائِلَة " لانهُ اراد ان يَصنع منك نُسخَة تفتقِدُ للمشاعِر ، اراد ان يَصنع منك وزيرًا مع ادراكِه التام انك لن تَصِل الي هذا المنصِب ان لَم تكُن قذِرًا ، افهمت لِماذا فعل ذلك ..؟ "
" ما هذا الهُراء ..؟ " ابتَسم ساخِرًا لينخفِص يَحمل تَقرير غابرييل حيثُ قال مؤشرًا عليها بِه " ان تَصدِف يوم عَملية والِدك مع ولادة ايما و موتِها هذا لا يَعني ان ما تقولينَه صحيحًا "
" جونغكوك ابي اخبَرني بِكُل الحَقيقة !!! " رَدفت مُنفعلَة لِتقطِب حواجِبها بشدَّة حينَما رد عليها بِذات الانفِعال " و مالذي يُثبت ان والِدك يقول الحَقيقة ..؟ "
" اتقصِد ان ابي كاذِب ..؟ " هَمست بإندِهاش
" تُريدين مني ان اشُك بوالدي الذي كان خَير عونٍ لي طيلَة حياتي لاصدق والِدك الذي ظَهر توًا ..؟ افقدتِ صوابك ..؟ " تَحدث جونغكوك بإنزِعاج يقرنُ حواجِبه بجديَة بينَما يُخاطِب زَوجته التي فَغرت فاهِها بخفَة " ما مَصلحة ابي ان يَكذِب ..؟ و لما اتهَم والِدك شخصيًا دون غَيرِه ..؟ " نَطقت بينَما تضغطُ قَبضتيها بشدَّة " اخبرتك اني سمعتهُ باُذناي ، هل انا ايضًا اكذب ؟ "
" قد تَكونين سمعتِ بشكلٍ خاطئ او ما شابَه " رَدف بِهدوء بَعدما حاول السيطرَة على انفِعالِه ثُمَّ اكمَل " لا يُمكنك القاء التُهم على والِدي ، على الاقل احترمي انهُ كان يُحبكِ ، صحيح انهُ اخطأ لكنهُ ليسَ بالبشاعَة التي تَصفينَهُ بِها "
" قُل لي انكِ كاذبَة ايضًا ! " تَحدثت ساخِرَة لِتنظُر بِداخل عَيناه بِحدَة " ثقتك العَمياء هذِه ، هي التي اوصلَتك الي هَذا الحال ، اُنظر الي نَفسك كَيف اصبَحت ، الا تَرى انك على وَشك ان تُقتَل ..؟ " صاحَت بِه بِغَضب تُؤشِر عَليه بِسبابتِها و الشَرار يَتطاير من عُيونِها
" ان كنتُ ساُقتل لاني ساُحاسب على عَملي فانا مُوافق ، لَن اضع جُرمي على رَقبة احَد غَيري ، انا مُعترِف بالذي فَعلته و لن اتستَر عليه " اجاب بَعدما رَمى التقارير على الاريكَة يُخاطب زَوجته التي فَقدت صوابِها مُكملَة صُراخِها عَليه " مالذي فَعلوه بِه ليجعلونَك تتَيقَن انك المُجرم ..! جونغكوك عُد الي رُشدك "
" لانني المُجرم فِعلاً ، انا من قَتلتها " تَحدث مُنفعلاً بِدوره يُشير على نَفسه أمام عينيّ سويون التي بَعثرت شَعرها بِقوَّة مُحاولة السيطرَة على اعصابِها " ذلك العَجوز اللعين ، لقد دمَرك ، العاه.. " صرَّت على اسنانِها تودُّ شَتم والِده الذي اوصَله الي حالٍ مُستعصي
" انتبهي الي الفاظِك سويون " هسهس مُقاطِعًا حَديثِها لِيقترب منها خُطوَتين اضافِيتَين " لا اسمحُ لكِ بتقليل احتِرام والدي امامي " نَظر في عُيونِها بِحدَة جَعلتها تَبتسمُ ساخِرَة
" اذًا دَع والِدك يُخرجك من هذه الورطَة " هَمست لهُ لِتقترِب تُمسك حَقيبتها من فوق الاريكَة و تُطالعه " ان كنتُ انا و ابي كاذِبين ، فوالِدك هو الصادِق الوَحيد هُنا ، مَعك حق انهُ مَلاك " تَجاوزتهُ مُتجهَة نحو الباب غَية المُغادرَة
مَسكها جونغكوك من مِعصمها يَرفُض رَحيلُها " انتَظري ، انتِ فقط فهمتِ الموضوع بشكلٍ خاطئ " رَدف يُحاول ارجاعِها للوقوفِ امامَه
نَفضت مِعصمها من قَبضتِه لِتلتفت نَحوه تُناظِره " بل انتَ الاعمَى الذي لا تَستطيع رُؤيَة من هو عَدوك ، اذهَب و واجهه و سَترى الحَقيقة بِعينيك "
" الي ذَلك الحين ، دَعني انغمسُ في كذبتي انا و والدي ! " هَمست لهُ لِتُكمل سيرها نَحو الخارِج ، وَقفت عند المَخرج و تَحدثت بِجديَة " اياك و اللحاق بي ! " خَرجت من الجَناح لِتُغلق الباب بِغَضب
سارَت نحو الدَرج لِتُقابِل والِدته التي تَصعدُ الي جناحِها ، حَدقت في عينيّ جونغهيون التي دَنت مِنها تسألُها " هل انتِ بِخَير ..؟ "
" من اين سيأتي الخَير و المرء يَعيش مع عائلة مِثلكُم ؟ كل يَوم اكتشفُ وغد جَديد " هسهست بِغَضب لِتتجاوَزها نازِلَة من الدَرج بِسُرعَة
" مابِها هذه ..؟ " عَقدت جونغهيون حواجِبها بِشدَة قَبل ان تُناظر باب جَناح ابنِها الذي جَلس وَسط حيرتِه يُناظِر الفَراغ بِصَمت
غادَرت سويون القَصر تَسيرُ في شوارِع الحَيّ بِعينين تائهَتين " لن يُصدقني مَهما حاوَلت ، عَقلُه مُقتنع تمامًا بِجريمَة لم يَرتكِبها " همسَت لِتصِّر على أسنانِها لاكمَة الهواء بِحَقيبتِها بِضيق " مالذي عليّ فِعله الان ؟ فجاة اتضَح ان ابي كاذِب " سَخِرت لِتُرجع شَعرها وراء اُذنها
" انهُ في ورطَة " نطقت بِضيق لِتغمض عُيونها تستجمعُ انفاسِها بتروٍ
اكمَلت سيرِها بهدوء لعلَّ سيارَة اُجرى تمر و تأخُذها الي بيت امِها ، احسَّت بقدوم واحدَة من وراءِها فَسِمعت صَوت زميرِها يُوقفها عن المَشي
التَفت تطِّل على صاحِبُها فإذ بِها تجدُه زَوجِها الذي اخَفض زُجاج النافذَة و تَحدث " اركَبي "
" لا اُريد ، اخبرتك لا تَلحق بي " رَدفت بِجُمود لِتكمِل سيرِها بهدوء مُتجاهلَة اياه ، قام بِلحاقها لِيعترِض طريقِها بسيارتِه " اخبرتكِ اركبي ، السير الكَثير مُضر لكِ كَامرأة حامِل "
" اخبرتك لا ! الا تَسمع ؟ ابقَى بعيدًا فَحسب و اذهَب لِتُصدق من تُريد " هَتفت مُنفعلَة لِتُناظر سيارتِه التي وَقفت بالعَوض تُعيق مُرورِها وسط ذاك الطريق الضَيق ، قَضمت شَفتها بانزِعاج قَبل ان تتقدَّم تَضع يَديها على المُقدمَة مُحاولة القَفز و العُبور الي النحو الأخَر
جونغكوك نَظر اليها تَصعد مُقدمَة سيارتِه و تَقف امامَهُ مُباشرَة ، رَفع حاجِبه حينَما انخَفضت الي مُستواه و اقتَربت تَلكُم الزُجاج امام وَجهه بِغَيض قَبل ان تَقفز الي النحوِ الأخر " غبيّ ، لا افهَم لما وَهبه الرب كُل ذلك الذكاء ان لَم يكُن يستطيع استِعماله "
فَتح جونغكوك باب السيَّارة لِينزل منها و يقتِرب يُمسِك بِذراع زَوجتِه " سويون لا تُعاندي و تعالي " تَحدث بِهدوء يَقتطِب حواجِبه بجديَة
سَحبها اليه حيثُ قامَت بِردعه بنَفض ذِراعها من خاصتِه ثُمَّ نَظرت في مُنتصف عَينيه الكُحليَة " اخبرتك ألا تلحَق بي ، الا تَفهم ؟ "
" هل لي ان افهَم لِما انتِ غاضبَة ..؟ " سألها بِحاجبٍ مَرفوع ثُمَّ اشَّر على نَفسه مُكملاً " انا من يحق لهُ ان يغضَب هُنا "
" لانك لا تُصدقني ! و نَعتني انا و ابي بالكاذِبان في حين انك واقِع في ورطَة انت لا تَعرف مِقدارُها " رَدفت بإنفِعال تُناظر عُيونه التي احتَّدت فاقتَرل منها اكثَر يُمسِكُها من ذِراعها " لم اقُل انكِ كاذبَة ، قُلت انهُ لا يُمكنك اتهام احَد دون وجود دَليل قاطِع "
" بعض الاحيان عَليك اتباع احساسِك ! ناهيك عن أني بعينين هاتين و اُذناي رايتُ و سَمعت ، لكنك مُصِّر على رأيك " تَحدثت بإنِزعاج ثُمَّ اشارَت عليه بِغَضب " ابقَى بعيدًا و حينَما تجد الدَليل القاطِع عُد "
تجاوَزتهُ بينَما تضعُ حَقيبتها حَول كَتِفها لِتَسير بُخطًا مُتثاقِلَة تنزِل من فوق ذلك المُنحدر ، وَضع جونغكوك يَداهُ في جُيوبه يُراقِب ظَهرِها مُتنهِدًا بِضيق
" سويون عودي "
دَحرجت عُيونِها بِضَجر تتجاهله بينَما تُسرِع في خُطواتِها الي ان واشَكت على السُقوط ، توازَنت في آخِر لَحظة ثُم التَفت اليه تُناظره بِغَيض
عادَت اليه راكِضَة لِتضرب كَتِفه بقوَّة
مَسك كتفه بألم ليُناظرها بتفاجُئ " يا مابكِ ..؟ "
" كدتُ اقع بِسببك " رَدفت بإنفِعال ثُمَّ سارَت حَدقت في السيارات الواقفَة امام خاصتِه " انت تُغلق الطَريق ! ابعد سيارتِك " قالَت بعدَما سمِعت السائِق يُزمِّر
نَظر جونغكوك وراءِه لِيبتسم بِجانبيَة و يُعيد النَظر نَحوها فَنطق بينَما يقترِب مِنها بِضع خُطوات " ساُغلق كُل الطرق من اجلِك ، إلا الطَريق المؤدي الي قَلبِك " هَمس بالقُرب من وَجهِها حَيث مَنحها سربًا من الفَراشات التي عَبثت بِقلبها بِحريَة تامَة
ناظَرتهُ مُندهِشَة لِتبتلِع ريقِها مُتحمحمَة " ليسَ وقت غَزلك هذا ، هيا ابعِدها " وَضعت يدِها على كَتفه تُزيحه الي الخَلف " لن اُبعدها إن لم تَصعدي "
" جونغكوك ! " قالَت بتدمُّر لِتجده يَتكئ على سيارتِه مُكتفًا يداهُ الي صَدرِه مُتجاهلاً زمير السيارات وراءِه و غَضب السائِقون
" جونغكوك " صاحَت بِنفاذ صَبر لِتسير نَحو الباب الخَلفي الذي يُقابِلها و صَعدت بِه ، ابتَسم بِرضَى ثُم التَف نَحو السائِق لِيرفع يده يُحييه ثُم رَكب مكانه مُديرًا المِقود حَتى يُغادِر ذلك الحَي
قاد في إتِجاه مَنزل والِدتها بينَما يَطرُق باصابِعه فوق المِقود يسترِق نَظراتٍ من وَجه زَوجته المُتجهِّم ، تَنهد لِيردِف بَعد صمتٍ طَويل " هل هَكذا تُودعين زَوجك الذي سيُسافر ..؟ "
تجاهلتهُ مُغمضَة عُيونِها فأسنَدت رأسِها على زُجاج النافِذَة تُنصت الي صَوت المَطر الذي يَنسكِب من السَماء
حينَما طال صَمتُها عاوَد الحَديث لاجتِذاب اهتِمامها حيثُ قال " احقًا ستتجاهلبن زوجكِ الذي لن تَرينه لِشهرين ، رُبما لِثلاث اشهُر ..؟ "
وَجدها تَفتح عُيونِها على مِصراعيهِما قَبل أن تقترِب تجلس في المُنتصف بين كُرسيه و الكُرسي الذي بِجانبه ، طلَّت عليه قائِلة باندِفاع " ش..شهرين ؟ مالذي تتحدَث عنهُ ؟ "
" هُنالك بعض الامور التي عليّ الاهتِمام بها في الدَولة ، حَدثت الكَثير من المَشاكل اثناء غِيابي و الملِك لم يعد يُعجبه غِيابي الكَثير " قال بِهدوء لِيُطالِعها عَبر المِرآه تُهديه نَظرات مليئة بالحُزن " ماذا عَني ..؟ انا و ايڤا ..؟ لِمن ستترُكنا ؟ خُذني مَعك "
" لا استَطيع بسبب دِراستكِ ، انا مُطمئن ان والِدتك بصحَة جيدَة لذا يُمكنك المُكوث مَعها ، في حين ان ايڤا لن اقلق عَليها دام تايهيونغ مَعها " رَدف بِهدوء لِيقف عند اشارَة المُرور و يُحدِق بها تقوم بالقَفز للكرسي الأمامي حَتى تُقابله جيِّدًا
ناظَرتهُ بِحُزن بالِغ و مَسكت بيدِه مُعترِضَة رَحيله " اخبِر الملك انهُ لديك امور تهتم بِها هُنا ، لا تُغادر ارجوك " هَمست له
" انتهَت مُدة اقامتي و اجازَتي المسموحَة ، طَلبتُ اجازَة ست اشهُر كي اعودُ الي كوريا و ارى ان كنتُ استطيعُ العيش فيها ام لا " نَظر في عينيّ زَوجته فاحتَضن يَديها بِلُطف و اكمَل " و اتضَح ان سعادَتي كانت هُنا منذ البِدايَة ، لَكن وُجب عليّ العودَة فالسِت اشهر انَقضت بالفِعل "
" ماذا عني ..؟ هل سَتذهب و تترُك سعادتك خَلفك ؟ " رَدفت بِحُزن تتأمل كُحليتاه التي عاوَدت التَحديق في الطريق بعدما تحرك السَير " كَما لو اني مُشتاق لاعود الي هُناك سويون ..؟ "
" مَنصبي حتَّم علي ذَلك ، انا وَزير دولة عُظمَى كَما ان نائبي لم يعُد يستطيع التَصرُف اكثَر في غِيابي " رَدف مُوضِّحًا لِمن احتَضنت ذِراعه نافيَة بِعينين لامِعتين بِسبب تَجمع الدُموع فيهما " ل..لا ، لا اُريد ان تُغادر ، ارجوك "
" خُدني مَعك ، ساذهبُ برفقتك "
" دراستُكِ سويون ، انتِ وَعدتني انكِ ستدرُسين جَيدًا و تَنجحين هذا الفَصل ، الن تَفي بِوعدُكِ ..؟ " نَطق بِصوتٍ هادئ يُنافي تمامًا ما يَحدُث بِداخله ، نَظر اليها بعدَما ركن بالقُرب من مَنزِل والِدتها لِيحدق في عُيونها الدامِعَة
" ثَلاثة اشهُر ، اليسَت قاسية جُيون ..؟ " هَمست لهُ بِغصَّة تُحاوِل الحِفاظ على دُموعِها في مُتناول جُفونِها و ألا تُسقطِهم ، اغمَضت عُيونها مُستسلمَة الي لَمساتِه التي وَقعت على خَدِها حيثُ راح يَتحسسُها بِرقَة بالِغَة يتأمَّل جَمالُها الخاطِف لانفاسِه " سَتمضي ان انغَمسنا في الحَياة " تحدَث بذات نَبرتِها الخافِتَة لِيحتضن وَجهها بيدِه " سانغمسُ في العَمل و انتِ في الدِراسَة ثُمَّ نَجدُها مَرَّت دون ان نشعُر "
" لا تَقُل لي سَتمضي ارجوك ، كَيف ساقضي وَقتي بِدونك ؟ " قالَت بعدما فَتحت عُيونِها تكشِف عن عَسليتَيها الدامِعَة اليه " الستِ من اخَبرني للتو ارحَل و لا اُريد رؤيتك ..؟ مالذي تَغيَّر ؟ " تَحدث مُمازِحًا لِيجدها تَخبط صَدره بخفَّة و تتحدَّث بنبرَة باكيَة " لاني اعلَم انك لن تَذهب حقًا و ستأتي من اجلي "
" لَم اكُن اقصِد ان تَغيب هذا الحَد ، لا تَذهب و التصق بي طيلَة الوقت و انعَتني بالكاذبة وقتما شئت انا مُوافقة " تَحدثت بينَما تتشبَّث بِقميصه تُطالِع عُيونِه الهادِئَة ، تُخفي عواصِف شديدَة بالداخِل ، داخِله فَوضى يخشَى ألا تُنظَّم البتَة
نَزع حِزام امانِه لِيُقربها الي حُضنه يُعانقها حينَما بدأت بالبُكاء ترفُض سَفره " كنتُ اخشَى قُدوم هذا اليَوم حقًا ، لَكن ما باليد حيلَة ، انا مُرغم " هَمس لها مُستاءًا بينَما يمسحُ على شَعرِها بِلُطف
ابتَعدت عنهُ تُطالِعه بِاستِياء " لِمن ستترُكنا انا و طِفلك ..؟ ها قُل لي ؟ كيف ساحتملُ البقاء بعيدة عَنك ، حتى. جونسان لا يَحتمل انهُ يشتاق كثيرًا " مَسكت بيدِه تَضعها فوق بَطنها الصَغير بينَما تُحدق في عُيونه الحَزينَة
" لا تُصعبين الامر عليّ اكثَر " هَمس لها بِحُزن ثُمَّ زَفر انفاسِه مُكمِلاً " ساعود همم ؟ ساعودُ لكِ باجابَة كما اخبرتيني ، سابحثُ عمَّا قُلتيه لي و اُحاول ايجاد الدلائِل اللازِمَة "
شدَّت على يَدِه بِقوَّة تُفكِّر ، عَليها وَضع حدًا لِمشاعِرها ان كانَ الامر يَؤول الي مَصلحتِه ، نَظرت اليه لِبضعَة من الوَقت و رَدفت بِصوتٍ هادِئ " تَعِدُني ان تَمنح نفسك الثقَة اللازِمَة و تَبحثُ بِجديَة ..؟ "
" رُغم اني واثِق مما اخبرتكِ بِه ، لَكني سابِحث اعدكِ " اومَئ ايجابًا لِيُحيط خَدِها المُحمَّر فَمسح عَليه بإبهامِه بِلُطف " انتِ عديني ألا تبكِ في غِيابي ، و اُدرسي جيدًا من اجلِنا ، انا و الصَغير سواء اكان ذَكرًا ام اُنثَى "
نَظر الي بَطنها يَمسحُ عليها بِلُطف فإبتَسم بِخُفوت لِتنطق هي بِحُزن " بعد ثلاثة اشهُر ساستطيعُ ان اعرِف جِنسه ، سَتكون موجود اليسَ كذلك ..؟ ستعود ؟ "
اومَئ لها مُبتسِمًا ثُمَّ مَسك بيدِها يُقبل انامِلها بِحُب " ساكون حَللت مُعظم مَشاكِلنا ، ساعودُ في يوم ميلادُكِ ، تَبقى لهُ ثلاث اشهر ايضًا "
ابتَسمت بِسعادَة لِتلمع عُيونِها العَسليَة بِحماس حَيثُ قالَت " اتذكُر عيد ميلادي ..؟ "
" هِمم ؟ و كَيف لي ان انسَى اليَوم الذي خُلِقت به فَرحتي الاولَى ..؟ " هَمس لها ناقِرا ارنبَة انفِها يَجِدها تبتسِم بِوسع و تومِئ مُمتنَة " سانتِظرُك "
شابَك يَدهُما سَويًا بينَما يُناظِر عُيونِها العَسليَة بِهيام واضِح " ما رايكِ ان نَقضي هذِه الليلَة سَويًا ..؟ " هَمس لَها
" مُوافقَة ! " اومأت ايجابًا مُتشبثَة بِه بِقوَة ليبتسم لَها ثُم ادار المِقود مُغادِرًا منزل والِدتها التي كانَت تطل عَليهما من شِرفة غُرفتها " مابهِما هذان ؟ اين سيذهبان بَعدما وَصلا للتو ؟ " تمتمَت لِتضع الستائر و تعود الي فِراشها
قَضت سويون لَيلتها مع زَوجِها في سيارتِه حيثُ رَكنها امام نَهر الهان يُشاهِدان سَويًا سُقوط الامطار التي اعطَت الجو مِثاليَة
كان جُيون قَد بَسط الكَراسي الخَلفية حَيثُ جَلسا سويًا فَوقهُما بعدَما وَضع اللُحاف الذي بَقى في سيارتِه منذ رِحلتهما الي القَرية برفقَة الوِسادَة
جَلس مُتكئًا على الكُرسي الامامي و في حُضنه زوجتِه التي اتكئت برأسها على صَدرِه تُراقب سُقوط الامطار خارِجًا بِهدوء
" اتذكُرين تلك الليلَة التي قضيناها سويًا في السيارَة ..؟ " سألها بإبتِسامَة خافِتَة حينَما مرَّت تلك الذِكرَى في خَيالِه ، ضَحكت بِخفَة ما إن تَذكرتها فرفعت رأسها اليه تُناظِرُه " كيف ان انسَى ..؟ كانَت اول ليلَة انام فيها بِجوار رَجُل بذاك الاطمئنان ، بَعدما ادركتُ و تَيقنتُ ان قلبي في حَوزتك"
" كانَت اول ليلَة امكُث فيها مع امرأة بِتلك الراحَة بعدَما كسرتُ حاجزي ، و اعترفتُ انّ مشاعري لكِ ليسَت مُجَرد احاسيس ابويّة " هَمس بِدوره لِيُقبل جَبينُها بِحُب " حتى اني قَضيتُها في تأملُكِ و انتِ نائِمَة دون ان اشعُر "
" كنتُ افسِّر انجذابي لكِ على انَّهُ تعاطُف ، حَتى اني اقنع نَفسي باني اراكِ كايڤا ..! على الرُغم من اشتِعال غرائزي بالقُرب منكِ " ضَحك بِخفَة مُتذكِرًا شِجاراتِه التي كان يَخوضُها مع نَفسه سابِقًا
" امم ، كنتُ اُحاول قبلُها ان اتماسَك امامَك ، ان اضع حدًا لشُعوري لاني اراك والد صديقتي قبل ان اعرف هَويتك " التَزمت بعضًا من الصَمتِ حينَما تذكَرت شيئًا جَعلها تَضحك قبل ان تُكمِل
" في الواقِع قبل ان اعرفُ انك والد ايڤا في ذَلك الحَفل ، كنتُ اتخيلُ والدها عَجوز في الخَمسين او رُبما الستين ..؟ لَكني صُدمت انهُ انت ، انت اصغَر من ان تكون اب لفتاة شابَة ، حتى هُنالك من هُم في عُمرك لم يَتزوجوا بَعد ..! " نَطقت بينَما تُراقِب المَطر خارِجًا تبتسمً بِرويَة كُلما تَذكرت سذاجتها سابِقًا
" الزواج المُبكر جَماليتهُ في انجاب الاطفال لِيُصبحوا كَما لو انهم اخوتك ، تَكبرون سويًا و تتشاركون العُمر لَحظة بِلحظَة سَويًا " تَحدث بينَما يمسح على شَعر زَوجتِه المُبتسِمَة بِخفوت " صحيح انا و اُمي كَما لو اننا اُختين ، لا يُصدق احَد انها والِدتي ، حَتى انها قريبَة من عُمري و تَفكيري "
" صحيح " اومَئ لَها لِيُناظر اضواء المَدينة التي انطفئت بالكامِل ، عَقد حواجِبه بخفَة حينما حلَّ الظَلام عليهِما في السيارَة فَناظرها بتعجُّب " هل انقطَعت الكهرباء عن المَدينة ..؟ "
" لابد انها فَعلت بِسبب الامطار ..! " قالَت هامِسَة لِتتشبث بِه بانامُلها مُكملَة بصوتٍ خافِت " انا اخاف الظَلام ، ابقَى قريبًا "
" لَحظة ساشغِّل الفلاش " اخرَج هاتِفه من جَيبه رَغبة باشعال المِصباح ألا انَّ بطاريته نَفذت ، تَنهد بِخَيبة لِيهمِس " لا يوجَد بِه شاحِن "
" لابأس ان ابقَى بالظَلام ، المُهم بالقُرب منك " هَمست لهُ بِدورها بينَما تلتِصق بِه بِشدَّة ، وَضع هاتِفه جانِبًا فاحاطَها بِذراعيه و قَربها منهُ اكثَر لِينحشر رأسِها في عُنقه تُدفئ بُرودة جَسدِه بأنفاسِها الحارَّة
" مَتى سَتُسافِر ..؟ " هَمست لهُ بِصوتٍ مَكتوم تُنصت الي قَطرات المطر الصاخِبَة اعلى سَقف السيارَة الذي يَحتميان تحتِه " مَساء الغَد ساكونُ اقلَعت " اجاب بِذات نَبرتِها بينَما يتنفَّس بإضطِراب
كِليهما كان يَشعُر بِتعال نَبضات قَلبِه الصاخِبَة ، زادَت تشبُّثًا بِه بينَما تُغلِق عيونِها تعتصِرهُما بِقوَّة " ساشتاقُ اليك ، بل اشتقتُ من الأن "
لَم تُرد الافصاح عَن عُيونِها الدامِعَة لهُ كَما أمرها ان تَفعل حينَما طلب رَفع راسِها ، لَكنها امتَثلت لهُ حينَما ادركَت ان ظُلمَة الليل سَتُخفي و تتستَّر عَليها
رَفعت رأسِها نَحوه لِتضع يدِها على وَجنته مُتحدثَة بصوتٍ مُرتجِف " عُد بِسُرعَة ، لا احتملُ بُعدك "
" رُغم العُتمَة التي تُحيطُ الأنحاء ألا أنَّكِ النور المُشع هُنا " هَمس لَها بينَما يُلاطِف وَجنتِها بأصابِعه فإنخَفض يُقبل جَبينها بِحُب و يومِئ " ساُراسلُكِ يوميًا و نتحدَّث فيديو في كُل وقت رَغبتِ فيه ، لا تَخافي "
ارتَجف ذَقنُها بِبُكاء لِتومئ لهُ ايجابًا ، أحسَّت بِه ينخفضُ الي اُذنها و يَهمسُ قائِلاً " ما رأيكِ ان نُكمل ليلتِنا كأزواجٍ غَلبهُما الشَوق ..؟ "
مَسحت دُموعِها بِكف يدِها تَشعُر بِسُخونَة وَجنتيها لِشُعورها بالخَجل " نحن في مَكان عام جُيون ، اخجَل ! " همست لهُ لِتُطاوعهُ في نَزع مِعطفها الثَقيل
" مَنعتني الطبيبَة ان اقترِب منك لاسبوعين كامِلَين ! اليسَ هذا العذاب بامِّ عَينه ..؟ " رَدف عاقِدًا حواجِبه بعدمِ رِضَى ثُم اكمَل منفعِلاً " و ساُسافر لِثلاث اشهُر ، ناهيك عن العَشر الايام الفائِتَة قبل الاسبوعَين ! اين حُقوقي الزَوجية ..؟ "
ضَحكت بِخفَة على إنفعالِه لِينطِق مُبتسِمًا " الطبيبَة اعطتني الإذن ان اقترِب منك مَتى ما شِئت الأن ، لِذلك لا يوجَد عائِق امامَنا "
" بلَى يوجَد ، نحنُ في الشارِع " رَدفت بينَما تقرِص ذِراعه حَيثُ استنكَر حديثُها مُتكلِّمًا " لا! نحنُ بداخل سيارتي الراقيَة التي لا تُظهر لخارِجها مابِداخلها ، في منطقَة معزولَة اسفل النَهر لا يأتيها احَد ، مَع انقطاعِ الكَهرباء و عُذوبة الامطار ، اليسَ الجو مِثالِيًا ..؟ "
" لِما عليك أخذ رأيي بِشَئ كَهذا ..؟ " قالَت بِخجل بينَما تُشيح بِبصرها بَعيدًا " ان كنت تُريد فقط افعَل دون مُقدمات ، لا تأخذ رأيي لان خَجلي سيرفضك دومًا " اكمَلت بينَما تُمروِح امام وَجهها المُحمَّر
" سارَى كَيف ستشتاقين لي هَذه الثلاث اشهُر و تَندمين على وَقتنا الذي اهدرَه خَجلُكِ " تَحدث واكِزًا انفَها باصبِعه لِينخفِض اليها مُقبِلاً ارنَبتها بِلُطف
انقَضت تِلك الليلَة التي جَمعت حُب و شَغف ثُنائيّ تحتَّم عَليهما الفُراق لثلاث أشهُرٍ مُتتالِيَة
•••
" هل طَلبت مني المَجيئ ..؟ "
تَحدث تايهيونغ بِهدوء الي والِد خَطيبته الذي طَلب حُضورِه الي مَكتبِه في صَباح اليوم المُوالي ، اشرَّ لهُ الاكبر سِنًا بالجُلوس لِينصاع الاصغر اليه و يرتكِز امامَه بِهدوء
" طلبتُك لاخبِرك بشأن سَفري " تَحدث جونغكوك بينَما يُشابك يداهُ امامه يُحدق في بُندقيتيّ الشاب الذي قَطب حواجِبه بخفَة " الي اين ستُسافر ..؟ "
" ساعودُ الي بريطانيا ، ثُمَّ حينَما تُنهي سويون عامها الدراسيّ بعد ثَلاث اشهُر اُخطط للعودَة و آخذها مَعي لنستقِّر في المملكَة " اجاب جُيون بينَما يَطرُق اصابِعه فوق مَكتبِه حَيثُ اضاف بِهدوء
" ساُحاول ايجاد حَل لِمُشكلة جونغ ووك كَي نُقيم زفافك انت و ايڤا في الصَيف ، لعلَّها تتشافَى خِلال هذه الأشهُر تزامُنا مع تخرُجك انت كَذلك "
" لَكن ايڤا اين سَتبقى خِلال هذه الاشهُر ..؟ " رَدف تايهيونغ عاقِدًا حواجِبه بخفَة ، نَظر في عينيّ جُيون الذي عَدَّل ربطة عُنقه مُتحمحمًا " ساسمحُ لها بالاقامَة مَعك ، لَكِن بِحُدود " قلَّص كُحليتاه يُطالع الاصغر سِنًا بِشك " انتُما مخطوبان و لستُما مُتزوِجان ، تَذكَّر ذَلِك " اشرَّ عَليه
تَحمحم الشاب مُعتدِلاً في جَلستِه فإبتَسم بتوتُر " مالذي تتحدَّث عنهُ ، هُنالك حُدود بالطَبع ، نحنُ نعرِفها "
" تَعرفانِها اجَل ، تركتُها معك يَوم عادَت اليّ حامِل " تَحدث جُيون ساخِرًا لِيُدحرج عَيناهُ بِتململ فَقام بِوضع قَدم فوق الاخرَى مُريحًا ظَهرهُ على الكُرسيّ وراءِه " عُمومًا ساترُكها تَحت رِعايتك الي حين عَودتي ، اعرف انها لَن تكون بآمان سِوا بِحوزتك "
" و هل سَتترك سويون بِمُفردها ..؟ " تَحدث تايهيونغ قلقًا حينَما تذكَّر زَوجة الآخَر ، دلَّك جونغكوك جَبينه بأسَى يتذكَّر بُكاء سويون صباحًا حينَما اوصَلها الي منزِل والِدتها فَتنهد بقلَة حيلَة " للاسف ما باليد حيلَة ، لا استطيع اخَذ اجازَة الا بعد ثلاث اشهُر ، تراكَم عليّ العَمل بالفعل "
اومَئ تايهيونغ مُتفهِمًا لِينطق جونغكوك مُبتسِمًا " اُنقل ايڤا الي بيتك ، سآتي مساءًا اودِعُها "
" لَكن ذلك المُختل لن يسمَح لي ..؟ يتربَّص امام باب الغُرفة طيلَة الوقت كأن حياتِه تعتمدُ على ذلك " تَحدث الاسمَر ساخِرًا لِيُدحرج عَيناه بِضيق
" لا تَقلق ، امرُه مَحلول " رَدف جونغكوك بِهدوء لِيرفع عَيناه الي باب مَكتبِه حيثُ طالَع اخاهُ الاكبَر يقفُ هُناك " بامكانك الذَهاب الان " اشرَّ لتايهيونغ بالمُغادرَة لِينهض الاصغَر سِنًا مُنحنيًا بخفَة
التَفت يُطالع جونغ ووك بإستِغراب ، زَم شِفاهه لِيُغادِر بِهدوء فَهم الاخر بالدُخول و السَير بِتملمُل بينَما يجوب بِعيناه حَول مَكتب اخيه الأنيق
" كَونت الكَثير بِثروتك جون " رَدف الاكبَر ساخِرًا لِيسحب كُرسيًا يَجلسُ عَليه بإهمال فَرفع قَدميه يَضعهُما فوق الطاولَة الصغيرَة التي تنتصفُ الكراسي قُبالة مَجلس جُيون الهادِئ
" اذًا لما طَلبت رؤيتي ..؟ لَم يسعني سَماع ندهكِ لي منذ سَنوات عديدَة " شابَك الاكبر يَداهُ امامَه يُحدِق في اخاه الذي اراح ظَهره على كُرسيه يَقضم وَجنته الداخليَة لعلَّه يُسيطر على هيجان مَشاعِره كَي لا ينقَّض عليه
" لَديّ مَعك صَفقة تُفيد كِلينا " هَتف الاصغَر بَعدما استَجمع قِواه و زَفر انفاسِه المُضطرِبَة " صَفقة ..؟ مالذي تُريده انت ..؟ " تعجَّب جونغ ووك الذي ميَّل رأسهُ بخفَة حينَما اضاف اخاهُ قائِلاً " ان تَدع ايڤا و شأنها "
ابتَسم الاكَبر ساخِرًا لِيستَقيم من مَكانِه يُطالع اخاه بِجُمود " مُستَحيل ! ايڤا ابنتي و تَخُصني " اشار على نَفسِه لِيضع يداهُ على المَكتب مُنخفِضًا الي مُستوى شَقيقه حَيثُ اكمَل هامِسًا " كُف عن مُلاحقَة ابناء الأخرين و اصنَع ابن لِنفسك ! "
نَظر جونغكوك في عُيون اخاه بِغَضب فَراح يعتصِر قَبضتهُ بِقوَة يُراقِب ابتِسامته الماكِرَة ، ابتَعد عنهُ لِيلتفِت غيَة المُغادرَة لَولا انهُ سَمع صوت الاصغَر ينطِق " حَتى ان اخبرتُك اني سأكتُب شَركة جُيون للتصدير و الاستيراد بإسمك ..؟ "
تَوقف جونغ ووك مَكانه لِيوسِع عَيناهُ بِخفَة ، التَفت الي اخاه يُطالِعه رامِشًا " ماذا ..؟ "
ابتَسم جونغكوك بِجانبيَة ، يَعرِف نُقطة ضَعف اخاه جيِّدًا ، المالُ و السُلطَة يَجعلانه يَتخلَّى عن نَفسه حَتَّى
وَجده يَعود ادراجَه لِيجلس على الكُرسي يُحدِق به " اعتقِد ان هَذا الموضوع يستحِق ان يُناقِش ، لَرُبما اُوافق " قال جونغ ووك مُبتسِمًا
بَلل جونغكوك ريقِه قَبل أن يعتدِل في جَلستِه و يَنطِق " ساكتُبها باسمِك مُقابل ان تترُك ايڤا و شأنِها ، ما رأيك ..؟ " قلَّص عَيناهُ يترقَّب رد الاخر الذي صَمت يُفكِّر ثُم قال " ماذا عن شركَة جُيون للادويَة ..؟ "
" انها ليسَت بِمجالك ! " هَتف جونغكوك ساخِرًا بينَما يُريح ظَهره على الكُرسي خَلفه حيثُ ردَّ الاكبَر " ليسَ ضروريًا ان تكون طبيبًا او صَيدلانيًا لِتُدير شركَة ادويَة ! "
" شركَة جُيون للادوية مُسجلَة باسم ايڤا بالفِعل ، ان لم يُعجبك عَرضي غادِر هيَّا ، لا مانع لديّ ان بقَت تحت ضِلعك دامَها تعرف مَصلحتها ، فانت لن تؤذيها مَثلاً ..؟ " نَطق جونغكوك بِجُمود يُشير لهُ بالرَحيل حَيثُ استقام جامِعًا اوراق العَقد بِتحويل مُلكية الشَركة
لَمح جونغ ووك اسمهُ مدونًا لِينهض خاطِفًا العقَد من بين يَدا شقيقِه " امهِلني لَحظة لارى " قرأ تَفاصيل الورقَة بالكامِل مُوسِعًا عيناهُ بابنِبهار
" اذًا انت لا تكذِب ! سَتنقُلها باسمي حقًا ..؟ " نَظر الي شقيقِه الذي اومَئ بِهدوء مُضيفًا " هَل ابدوا لَك كاذِب ..؟ ان لم تَكُن تُريد اعطِني " ودَّ جَذب العقد مِنه ألا انَّ الاكَبر رَفع يدهُ عاليًا و ابتَسم بِوسع " حسنًا مُوافق "
" بِهذه السُهولة ؟ " تَحدث الاصغرُ ساخِرًا لِيُضيف " هل الشركَة اغلى لَديك من ايڤا ..؟ "
" من تكونُ ايڤا ..؟ " هَمس الاكبَر مُدعِيًا البَلاهَة ، زَمجر جُيون بِضيق لِيجلس مُجددًا و يَمُد لهُ ورقَة كُتب فيها تَعهُّد بألا يتعرَّض لايڤا مَهما حَدث
مَدها لهُ كَي يُوقِعها مع العَقد فوقَّع هو عَلى نَقل المُلكيَة قَبل أن يَستقيم يُصافِح الاكبر سِنًا بِهدوء " مُبارك لك ، تَستطيع مُباشرة عَملك بعيدًا عنَّا ! "
" انت كَريم جونغكوك ، لَطالما كنت مِثاليًا " رَدف الاكبَر مُبتسِمًا بِوسع ، بين ليلَة و ضُحاها قَد اصبَح مالِكًا لاكبر الشرِكات المَعروفة في البَلد و تنضُّم لِـ مجموعَة جُيون العالِمَيَّة و الضخمَة
" ايًا كان " مَسك جونغكوك هاتِفه من فوق مَكتبه لِيُغادر الموقِع بِرفقة شَقيقه ، كان مُرتاحًا لِفكرَة بقاء طِفلته بِخَير بعيدًا عن مُتناول الأخَر الذي حتمًا سيُهملُها دون ان يَكترِث لامرِها
هو مُطمئن ان المَشاكل بدأت تنحَّلُ مُشكلَة مُشكلَة
لازال لا يَعلمُ ما خُبئ لهُ
•••
" سويون هل يُمكنك التَوقف عن البُكاء ..؟ "
رَدفت يون سون التي تُكنِّس ارضيَة الصالَة بينما تُطالع ابنتها الجالسَة فوق الاريكَة تبكي منذ ان عادَت صباحًا من عِند زَوجِها
" ق..قال سي..سيُسافر ثلاثَة اشه..اشهُر ، ك..كيف سابقَى بِدون..بدونه " تَحدثت سويون من وِسط شهقاتِها بينَما تُعانق احدى الوسائد التي تتربَّع حُضنِها
تَنهدت الاكبر سِنًا لِتضَع المِكنسَة جانِبًا و تقترِب للجُلوس بِجانب ابنتِها ، مَسكتها من وَجنتيها تَمسحُ دُموعها فَهمست " ياصغيرتي اتخالين انهُ يود الرَحيل ..؟ ان لم يَكُن يُرغمه عَمله لكان بَقى من اجلِك ، سيعودُ صدقيني "
" ثلاث اشهُر كَثيرَة يا اُمي ، لا اُريد البقاء بعيدًا عنهُ " تَحدثت بِبُكاء لِتُسند رأسها على كَتِف امِها مُتشبثَة بِها " قَلبي يؤلمني ، لا اُريده ان يُغادِر "
" اهدئي ارجوكِ ، انا بِقُربك كَما انهُ سيتصِل بك دومًا " هَمست لها الكُبرى بِحُزن بينَما تمسحُ على شَعرِها بِلُطف " الاتصال ليسَ كَبقاءِه بِجانبي اُعانقه اشتمُ عِطره الامِسُه اشعُر بِه ، انتِ لا تَعلمين بشاعَة شُعوري ابدًا "
تنهَدت يون سون بِخفَة لِتنطِق " انا لا اَعلم ..؟ " ابعَدتها عَنها من كَتِفها لِتناظِرُها باستِياء " انسيتِ ان والِدك تَركني و انا حامِل و سافَر ..؟ على الاقل تَعلمين موعد عَودة زوجكِ في حين أنٍّي جَهلت رُجوعه "
نَظرت الي الفَراغ بِصَمت فَتمتمَت بِشُرود " بقيتُ انتِظر و انتَظِر ، و لازلتُ الي هذا الحين انتظِر "
ابتَعدت سويون عَنها تمسحُ دُموعِها حينَما وَجدت ان حال امِها اكثر سُوءًا من حالِها " قال سيأتي يُقلني على الرابِعَة ، ليسَ عليّ البُكاء كَثيرًا كي لا يتورَّم وَجهي و ابدوا بشعَة ، عَليه ان يَراني جَميلة قبل ان يَذهب و يَحتفِظ بِوجهي في ذاكِرته "
اومأت يون سون بإبتِسامَة لِتمسح وَجه طِفلتها تُنشفه من الدُموع " هيا اذهبي اغتسِلي و تعالي لِتأكُلي ، اعددتُ لكِ طبقكِ المُفضل " استَقامت تُكمل كَنس الصالَة في حين انَّ الاصغر سِنا توجهَت الي الاستِحمام
عادَت الي والِدتها التي كَانت تجمعُ ادوات الرَسم خاصتِها و تَضعها في حُجرة مُخصصَة لِلوحاتِها ، اقتَربت الصغرى تُساعِدها و قالَت " امي هل سَتُشاركين في المَعرض الذي سيُقام بعد اشهُر ..؟ انها فُرصَة كَي تشتهِر لوحاتِك ! "
اومأت الكُبرَى لها و رَدفت مُبتسِمَة " اجل ساُشارِك ، كَما اني اشتركتُ هذا الصَباح في المَدرسة لادرُس عن طريق المُراسلَة ، اُريد اتمام دِراستي الثانويَة لربُما اتوظَّف مُستقبلاً "
ابتَسمت سويون بِسعادَة لِتقترِب تُعانقها من الوراء " حقًا ؟ هل سَتُنهين تَعليمك اخيرًا ..؟ " قالَت مُوسِعَة عُيونِها لِمن هَمهمَت مُجيبَة " جدُكِ رحمه الله مَنعني من الدِراسة من الاعداديَة على الرُغم من كوني ذَكية ، لكن لابأس ، استطيعُ المُواصلَة الان لازالت الحَياة مُستمرَة "
" انا فخورَة بك امي ! " ابتَعدت عَنها تُطالع لَوحاتِها و رَسمها المُتقن فاقتَربت تتفقدُهم بِيدها " ليتني اكتَسبتُ موهبة الرسم مِنكِ ، كان رَسمي فضيع طيلَة حياتي " تمتمَت ثُم استَدارت الي الاكبر سِنًا مُكملَة " لعلَّكِ مُستقبلاً تَفتحين مَعرضًا ضَخمًا و تَشتهرين كأنجح رسامَة في البَلد "
" اتمنَّى ! اني اعملُ جاهدَة لاصنع كَياني في المُجتمَع ، ساجعلكِ تَفخرين بِوالدتك كَثيرًا " اقتَربت من طِفلتها حَتى انتَصبت امامَها ثُم احاطَت خَديها تُطالعها بِحُزن " لَطالما تعوَّد مارك ان يُهينكِ عمدًا بنشر الشائِعات عنِّي ، اعلم انكِ طيلَة حياتك عِشتِ تَخجلين مني "
نَظرت سويون اليها لِفترة قَبل ان تُنفي و تُبعد يَداها عَنها مُقبلة باطِنهما " لابأس امي ، كانَت صفحة و طَويناها ، انا اعلمُ الحَقيقة الأن و المُهم اننا سَنبدأ من جَديد "
عانَقت والِدتها التي مَسحت على ظَهرِها بِلُطف قَبل ان يَسمع كِليهما صَوت رُجوليّ آتٍ من وراءِهما " وااه ! لقد تأثرت بِهذا المَشهد العاطفيّ "
ابتَعدت سويون عن اُمها تُطالع زَوجِها الواقِف عند باب الغُرفة يبتسِم بينَما يُشاهِدَهُما ، تَركت والِدتها لِتركض نَحوه بِسُرعة تُعانِقه هو بَدلاً " اشتقتُ اليك "
ضَحك بِخفَة لِيُخرج باقة الورد الزَهرية من وراءِ ظَهرِه يُقدمها اليها " وَرد لارق وردة في حَياتي " هَمس لَها يَجعل من خُدودها تحمُّر
انتَشلت الباقة منهُ و قالَت بِحياء " اُمي هُنا استَحي ! " وَكزته من صَدرِه لِيُحدق في والِدتها مُبتسمًا " مرحبًا يا .. " سَكت لِوهلَة يُفكر ثُم قال مُرتبِكًا " لا يُمكنني ان اُناديك بسيدَة فانا اكبرُكِ سِنًا ! "
ضَحكت يون سون بِخفَة لِتهز اكتافِها بقلَة حيلَة " اذًا نادِني باسمي فَحسب ، من الغَريب ان اُناديك بُنيّ ايضًا او ماشابَه ! فانا اصغرُ منك "
سارَت ناحيتهُما لِتربت على كَتف ابنتِها " هيا تعالَى لِنأكل سويًا " تجاوزتهُما لِتَسير الي المَطبخ تُجهز المائدَة
اشتَمت سويون الازهار مُغمضَة عُيونِها بِراحَة ، احسَت بِذراع حَبيبها تُلتَّف حول اكتافِها فَجذبها نحوه و سار بها خارِج الحُجرَة " والدتكِ تُحب الرسم ؟ "
" كَثيرًا ، لقد بدأت بِفتح متجر الكتروني تَبيع فيه لوحاتِها ، انهُ بِمثابة مشروع صَغير تسترزق منه دون الحاجَة لاحد " رَدفت سويون مُبتسمَة بينَما تُطالِع الاكبر سِنًا حَيثُ استَرسل قائِلاً " همم ..؟ هل تَجِد اللوحات تَرويجًا ..؟ "
" في الواقِع ، لا " تنهَدت سويون مُحبطَة لِتناظر امها التي تضع السلطَة في الصُحون " انها تعملُ جاهدَة طيلَة الليل و تظلُّ تَرسم ، لَكن ما من احَد يُقبل على شِراء لوحاتِها على الرُغم من كونِها جَميلَة "
نَظر جونغكوك الي تِلك اللوحات المَرسومَة بإتقان و ابداع لا حُدود لَهُما ، زمَّ شِفاهه لِيُكمل سيرِه مع صغيرتِه حَتى جَلسا سويًا على تِلك المائدَة و بَدئوا في الأكل ثلاثتِهم
نَظرت يون سون الي جونغكوك بَعدما ساد الصَمت و احتَّل خِلوتهم " اذًا جونغكوك ، ألا تَنويان فِعل حفل زِفاف تُعلنان به زواجكما رَسميًا ..؟ "
غَصَّت سويون في أكلِها لِتطالِع امها بَعدما خَبطت صَدرها و جَذبت كأسا من الماء تَحتسيه بِسُرعَة ، رَفع جُيون عَيناه الي والِدَة زَوجته فإبتسَم مُجامِلاً و مَسك بيد امرأته مُجيبًا " بلَى ، اُفكر باقامَة حَفل زِفاف بالتاكيد "
ناظَرتهُ سويون تُطالِع فَكُّه الحاد حيثُ يُقابِلُها جانِبه و هو يتكلَّم " حينَما اعود من بريطانيا و تُنهي عامها الدراسيّ على خَير ، اُفكر باقامَة حفل زِفاف لآخذ بعدَها عَروستي مَعي الي مملكتِها " وَجه بَصرهُ الي امرأته حَيثُ هام في عُيونها مُكمِلاً " سنستقِّر مَعا في المملكة المُتحدَة "
ابتَسمت يون سون بإعجاب لِحديثه اللبَق لِتُهمهم بِسُرور " جَيد جدًا ، سارَى ابنتي اجملُ عَروس تشهدُها عُيوني " تَمايلت بِحماس مُتلقيَة اجابَة من رَجلٍ مُغرم بِتفاصيل امراته " لا اشُك بِذلك "
احمَرت وَجنتا الصُغرى التي قَضمت شَفتها بِخجل لِتُخفض رأسها مُتحمحمَة
تناوَل ثلاثتِهم طَعامهم فاستَقامت الام مع ابنتِها يغسِلان الاطباق في حين أن جُيون سار الي غُرفة الرَسم الخاصَة بوالدَة زوجتِه
دَخل اليها و انتَشل هاتفه من جَيبه يَقومُ بالتقاط الصُور لِكلِّ لَوحة على حِدا ثُمَّ التَقط صُورَة الي نَفسِه مع اكثَر رَسمةٍ نالَت اعجابه لِيجلس بعد ذَلك فوق الاريكَة يَندهُ على زَوجته
نَشفت سويون يَديها بالمِنديل لِتقترِب راكِضَة منهُ " ماذا جون ..؟ "
" اخبرتكِ ان تتوقفي عن الرَكض و انتِ حامِل ! هذا اولاً ، ثانيًا اخبريني ما اسمُ مَوقع امك الذي تبيعُ به اللوحات ..؟ " رَفع عيناهُ من هاتِفه حَيثُ نَظر الي مَلامح زوجتِه المُندهشَة " لماذا ..؟ "
" اُريد القاء نَظرة ، اعطيني الاسم بِسُرعَة "
اومأت لهُ فانتَشلت هاتِفها من فوق الطاولَة تَفتحُ على الموقع لِتمدُه لهُ و تَسير الي المَطبخ مُجددًا تُكمل مُعاونَة امها
اخَذ جونغكوك اسم الموقِع بَعدما قام بِجمع الصُور في قِصَّة واحدَة وضعها على حسابه في الانستجرام كاتِبًا
- كُل لَوحةٍ تَسردُ حِكايَة يُصعَب شَرحُها ✨
انتَظر قليلاً لِيضع صُورتِه مع احدَى اللوحات فأنهالَت عليه الرَسائِل التي تستفِسر عن اسم المَتجر و الرسَّام الذي أدَّاها
ابتَسم بِرضَى لِيضع اسم المَتجر في قصَة ثالِثَة ثُمَّ رَفع عُيونِه الي زَوجته و امِها اللذان يَتشاجران في المَطبخ و يَرُّشان بعضهِما في الماء
" لعلَّها بِدايَة افضَل لها " هَمس لِيقهقه بخفَة على حركاتِهما و رَكض يون سون وراء ابنتِها حول الطاوِلَة " طِفلة انجَبت طِفلة بِحق ..! "
ورد يون سون إتِصال جَعلها تنشغلُ عن ابنتِها و تَسيرُ للرد على المُكالمَة حيثُ نَطقت بِهدوء " نَعم ، مَن معي ..؟ "
- هل انتِ الرسامَة يون مِن مَتجر حِكايَة ..؟
رَمشت يون سون بِخفَة لِتهمهم باستِغراب
~ نَعم ، ما الخَطب ..؟
اقتَربت سويون من والِدتها تطِّلُ عَليها حينَما رأت مَلامحها المُندهشَة " ما الامر اُمي ..؟ "
- مَعكِ المُدير سين يو مِن شَركة الانتاج الفنيّ ، في الواقع صادفتنا لَوحاتُكِ و قد حازت على اعجابنا بشدَّة هل نَستطيع تَحديد مَوعِد لاجراء مُقابلَة عمل ..؟
وَسعت يون سون عُيونها بِصدمَة لِتُخفض الهاتف تَضعهُ على التَعليق بِحيث لا يستطيعُ الطرف الاخر سَماعها ، نَظرت الي ابنتِها مُتمتمَة " انهُ المُدير سين يو من شَركة انتاج فنيّ "
" المُدير سين يو ..؟ " شَهقت سويون بِدهشَة لِتُمسكها من كَتفها " ماذا يُريد ..؟ "
" يُريد اجراء مُقابلَة عمل مَعي ، اعجبتهُ لَوحاتي ! " هَمست بِصدمَة لِتشهق سويون بِدهشَة مُحولَة عُيونِها الي زَوجها الذي تَحمحم و مثَّل انشغالِه بِهاتفه
دَقائُق مَعدودة و سَمع صوت صُراخ الفَتاتين امامَه بعدَما انهت الكُبرى المُكالمَة بِمُوافقتِها حَيث بدأت كلتاهُما بالقفزِ و الرَقص بِحماس
ابتسَم بِخفَة ليقوم بِحذف القصص التي نَشرها كي لا تَعلم زوجتِه بأمرِه فَينتابُها شُعور سَئ حِيال الأمَر ، نَظر الي سعادَة سويون الغامِرَة و هي تُعانق امها و تُبارك لَها لِيتنهد مُطمئنًا " على الاقل هي بِخَير بِجوار امها " هَمس
بَعدما اكَل ثَلاثتهِم سلطَة الفَواكه أخَذ جُيون زَوجته معهُ و غادَر كليهِما الي منزِل تايهيونغ الذي ابتاعهُ حَديثًا
دَخلا سويًا الي البَيت حيثُ كانَت ايڤا مُتواجدَة هُناك بِرفقة جَدتِها ، تَركت سويون حَقيبتها لَدى زَوجِها و رَكضت الي غُرفة صَديقتِها تَحت هسهسَة جُيون الغاضِبَة " اخبرتكِ لا تَركُضي "
اقتحَمت سويون الغُرفَة على ايڤا التي كانَت تتناولُ طعامِها بِمُساعدَة خَطيبها الجالس قُربها ، وَقعت عينيّ الاصغر سِنا على زَوجة أبيها فَشهقت بِسعادَة " ياا ! يون يون "
رَكضت سويون اليها بِسرعَة لِتجلس بِقُربها تتفقَدها بِحرص " هل انتِ بخير ..؟ اخبريني كَيف حالُكِ ..؟ " سألتها بِقلق بينَما تُسند كَفها على وَجنتها حينَما تنحَى تايهيونغ يُفسح لَهُما المَجال
" اشتقتُ اليكِ كَثيرًا ، انا بِخير كَما ترين ، اتحسنُ رويدًا رويدًا " قالَت الصُغرى بإبتِسامَة ، وَجهت بصرها الي والِدها الذي دَخل مُقترِبًا من زَوجته " يا سويون ، كَم مرة اُخبرك الا تَركُضي ! " عاتَبها بينَما يوكِز كتفها من الخَلف
" ليس كأن الجَنين سينهارُ ان ركضتُ جونغكوك مابك " رَدفت سويون مُقلصَة عُيونِها لِتطالع زَوجها الذي اغمَض عيناهُ بانزِعاج " الطبيبَة اوصَت ان تلتزِمي الفِراش و انتِ تركُضين هُنا و هُناك بإستِهتار ..! "
ايڤا رَمشت بِذُهول فَنظرت الي سويون هامِسَة " ان..انتِ حامل ..؟ "
نَظرت سويون الي صَديقتِها فإبتَسمت بِوسع مومئَة " اجَل ، انا حامِل ، سانجبُ لكِ اخ صَغير " هَمست لها تمسحُ على شَعرِها بِلُطف
تَلاشت ابتِسامَة ايڤا التي راحَت تُناظِرُها بِهدوء ، وَجهت بصرها الي تايهيونغ الواقف بالقُرب من والِدها فقالَت بصوتٍ خافِت " م..مُبارك "
" اخبريها أن تتوقف عن الرَكض و ان تُحافظ على طِفلها " رَدف جونغكوك مُعاتِبًا لِيجلس على الكُرسي الذي يُقابِل السَرير
حَدقت ايڤا بِزوجَة والِدها لِتبتسَم بِانكِسار هامِسَة " ابي مَعهُ حَق ، حافِظي على نَفسكِ فَغيرُكِ يتمنَّى ان يشتَّم رائحَة طِفل "
طالَعتها سويون بِهدوء لِتزِّم شِفاهها بإستِياء فأومأت ايجابًا لِتناظر زَوجِها بِحُزن " سأفعَل "
رَفعت ايڤا الغِطاء من قُربها كاشِفَة عن وُسع الفِراش فاشارَت بجانِبها " تعالي لِنجلس بِجانب بَعضنا " رَبتت بِلُطف
اومأت الكُبرى و ازالَت مِعطفها لِتقترِب تجلِس بِجانب ابنَة زوجِها تُعانقها من الجانِب بينَما تُطالع ظَهر جُيون الذي غادَر الحُجرَة مع تايهيونغ
حَلَّت الساعَة العاشِرَة ليلاً و كانت سويون نائِمَة بِجانب ايڤا بَعدما وضَّب جونغكوك أمتِعته مُستعِدًا للرَحيل ، دَخل الي حُجرة ابنتِه حيثُ دَنى من زوجتِه يَجلسُ بالقُرب مِنها ، انخَفض الي مُستواها يُقبِّل جَبينها بِحُب " ساشتاقُ اليكِ " هَمس يُطالع مَلامِحها المُتعبَة
مَسح على شَعرِها بِلُطف قَبل أن يُقبِّل رأس ايڤا كَذلك و يَستقيم مُناظِرًا تايهيونغ الذي قال " اليس عليك ايقاظ سويون كي تُرافقك الي المَطار ..؟ "
" كَلا ، سَتجعل الامر صَعب على كِلينا ، هي سَتبكي كَثيرًا " رَدف مُعترِضًا ثُم ناظَر سويون التي تتكوَّر حَول الوِسادَة تَغوص في نَومٍ عَميق بِفعل سهرِها طيلَة الليلة الفائتَة
لَم تكُن تودُّ تَفويت كُل لَحظة معهُ فَظَّلت مُستيقظَة ، و لانهُ اخبَرها ان موعِد طائرتهُ على الثالثَة فجرًا قَررت النَوم قليلاً الي ذَلك الحين
هو تعمَّد جَعلها تَنام كي يُسافِر بِسَلام ، يُدرك جيدًا انها لَن تسمح لهُ بالرَحيل إن رافقتهُ الي المَطار و ستظَّلُ تبكي طيلَة الوقت دون تَوقف
صَعِد على مَتن الطائِرَة التي حلَّقت مُباشرَةً الي بريطانيا تارِكًا خَلفهُ امرأته التي استيقَظت بعد ساعَتين تَنظُر من حَولِها بَحثًا عنهُ
" جونغكوك ..؟ " هَمست حينَما رأت العُتمَة تعُّم الجِوار ، استقامَت تَرتدي خفيها ثُمَّ تمشَّت في انحاء الغُرفة مُتجهة الي الصالَة بحثًا عن زَوجِها
وَجدت تايهيونغ جالِسًا يُشاهد التِلفاز بِهدوء فاقتَربت تَسأله " اين جونغكوك ..؟ " وَخزتهُ من كَتِفه حتى يَنتبه اليها
لَفَّ رأسهُ اليها يُناظر عُيونِها المُتلهفَة ، تَنهد بخفَة لِينطِق " لقد سافر مُنذ ساعتين هو و والِدته "
" س..سافر ؟ لِما لم يوقِظني ..؟ " رَدفت بِدهشَة مُوسعَة عُيونها بِخفَة ، ناظَرها الاكَبر بأسى لِيهز اكتافهُ بقلَة حيلَة " فضَّل ان يُغادر بهدوء تجنُّبًا لردِ فِعلك ، هذا افضَل لِكليكما " تَحدث بينَما يُطالع عَسليتَيها التي امتلئت بالدُموع
" لم يُودعني ، ذَهب دون ان احتضِنه " هَمست بِحُزن لِتُناظِر اقدامِها بإستِياء " ما كنتُ لابكي كَثيرًا ، فَقط اُعانقه "
" هذا واضِح " سَخر تايهيونغ قائِلاً من رؤيتِه دُموعها التي تتساقَط دون تَوقف ، استَقام من مَجلِسه و اقتَرب يُناظر عُيونها الحَزينة " اعلمُ انكِ مُتعلقة بِه كَثيرًا ، لَكن عليه الإلتِفات الي عَملِه ، كُلها ثلاثة اشهُر و يَعود " تَحدث مُواسِيًا مَن قوست شِفاهها بِحُزن مومئَة
" اتم..اتمنى ان تَمُّر بسرعَة " هَمست لِتمسح دُموعها بِظاهر يَدِها و تُخرج هاتِفها من جَيبها تتفقَّد الرسائِل ، وَجدت رِسالَة بُعثت لها من زَوجِها حَيثُ تجاوَزت تايهيونغ مُتجهَة الي الشِرفَة
جَلست على الكَراسي الموجودَة هُناك حيثُ كانت الشِرفَة تطِّلُ على مَدينة سول بأكملِها لكونِ الشقَة في طابِقٍ عالٍ ، بدأت بِقراءَة رِسالتِه كَما لو انها تَسمعهُ يُلقيها بِصوته في مَسمعِها
- حَبيبتي و سَكينَة بَيتي ، ها انا ذا في طَريقي الي البَلد التي فقدتُ فيها نَفسي لاُعيد اكتِشافها مِن جَديد ، ثَلاث اشهُر يا روحي و ساكونُ مجددًا في جِوارك ، لا تَظُّني انكِ سَتغيبين عَن بالي ، انكِ ماكِثَة في مُنتصف القلبِ و الروح ، أسِف لاني ذَهبتُ دون اعلامُكِ لانَّ الموقف سيكونُ صَعب على كِلينا ، لا امتلك الشَجاعة الكافيَة لاغادِر و اترُككِ تَبكين من خَلفي ، لِذلك ارجوكِ لا تَبكِ و انتَظريني ، سآعودُ من أجل عَروسي .
اخَفضت بَصرها الي آخِر جُملَة كَتبها و بالكاد تَستطيع تمييز الحُروف بِسبب دُموعها التي تُغرق عَسليتَيها
زَوجكِ المُحِّب جُيون .
رَفعت بَصرها الي السَماء كَي توقف تَدفق الدُموع بينَما تستجمعُ انفاسِها بِصُعوبَة " اتَحسبُ ان الثَلاث اشهُر هَينة يا جُيون ..؟ تِسعون يَومًا حُبًا بالرَب ، ان كانَت سِتون دَقيقَة بِدونك عَذاب ، فَمبالُكَ التِسعون يَوم ..؟ " هَمست بِغصَّة لِتُغلق هاتِفها مُخفضَة رأسِها الذي انَحشر بين اقدامِها
استجمعَت انفاسِها بِصعوبَة بالِغَة ثُمَّ دَخلت على صُورته التي ارسَلها لها من الطائرَة ، ابتَسمت تُراقب مَلامحه و ابتِسامتِه المُحبة الي قَلبها بِحُب بالِغ
لَم تَكُن تؤمن يومًا أن يأتيها رَجُل سَتُكن لهُ حيزًا ضَخمًا من الحُب كَمِثله
تأملت تَفاصيلِه دون ان تشعُر بالوَقت يَمضي ، حَفظت كُل تقاسيم وَجهه فأقسمَت على أن جنينُها سيكونُ نُسخَة مُصغرَّة عَنهُ بِلا شَك
دَخلت على مَعرض الصُور تُراقب مقاطِع الفيديو التي التَقطتها بِرفقته ليلَة البارِحَة حينَما نَزلا يَتمشيان اسفل المَطر عند النَهر
قَوست شِفاهها تُنصت الي صوت ضَحكاتِه العاليَة حينَما اخبرتهُ بِنُكتة ما ، على الرُغم من كونِها تافهَة لكنهُ انفجَر ضاحِكًا من اجلِها ، يَجدُها مُضحكَة و هي تُحاكيه بِتعابيرِها الغَبيَّة و تصرفاتِها المَجنونَة
" اشتقتُ اليك منذ الان "
هَمست بِغصَّة لِتحتضِن الهاتِف مُتكئة على ظَهر الكُرسي فَراحت تستجمعُ انفاسِها المُضطرِبَة بِبُطئ
" ارجوك عُــد سَــريـــعـــا و سَـــالِـــمــــا "
•••
الثلاث أشهُر بَدأت تنَقضي يَومًا بَعد الأخَر بِتوالٍ ، لَم تكُن خَفيفة البتَّة على قَلب سويون التي كانَت في كُل ثانيَة تمُّر تموتُ شوقًا الي زوجِها الذي انشَغل عنها في سَفرِه فَلم يَكُن يُراسِلُها دومًا كَما وَعدها ان يَفعل
حُجته كانَت انشِغاله الدائِم و ألا يُلهيها بِدراستِها كَي تُركِّز في المُذاكرَة و تَجلِب علاماتٍ عالِيَة
لَم يَكُن الامر يُعجبها ، مُنذ ان بدأ حَملُها و هي لا تُطيق صَبرًا أن تَراه ، تَشعُر انها بِحاجَة للإلتِصاق بِه دومًا بِلا سَبب
كَانت تجتاحُها مَشاعر جَياشَة يصعُب السيطرَة عَليها نَحوه ، تستمِّر في البُكاء طيلَة الوَقت بِدون سَبب كَما انها تَرفُض الخُروج من المَنزِل ان عادَت من الجامِعَة ، تَحتجزُ نَفسها في غُرفتِها بين اوراقِ دراستِها و هاتِفها الذي تضعهُ في مُنتصف عَينيها تتفقَّد رِسالَة منه
لَم تكُن تَلحظ ذاك الانتِفاخ الذي بدأ يظَهر في بَطنِها لِقلَّة مُلاحظتِها لِنفسها ، تستمِّر بارتداء الواسِع دومًا تجنُّبًا لجدب الانتِباه الي حَملها في الجامِعَة
الي أن جاء ذاك اليَوم الذي خَرجت بِه من الحمَّام بعدَما استحمَت تُخرج بِه تَعبها و ارهاقِها الناجِم من الجامِعَة ، ارتَدت بنطال واسِع بِرفقَة هودي قصير يُبرز بطنِها يتَبع السِروال و تَركت خُصيلاتِها القصيرَة تنسدِلُ على اكتافِها
حَملُها ، كان سببًا في كُرهها للشعرِ الطَويل
لذلك كانَ ضحيّة تقلباتُها المزاجيَة
و ذَهبت لِقصِه..!
وَقفت امام المِرآه تُجفف شَعرِها بينَما تزِّم شِفاهها فإذ بِها تَشعرُ بِحركاتٍ خَفيفة داخِل ذاك البُروز اسفَل معدتها ، وَسعت عينيها بخفَة لِتخفض بصرِها الي بطنِها الذي للتَو لاحَظت انهُ منتفِخ بشكلٍ مَلحوظ
شَهقت لِتُسقط المنشفَة و تَضع يدها فوق بَطنِها بِصدمَة " ي..يا ! انت متى كَبِرت بهذا الشَكل ..؟ " تَمتمت مُنذهِلَة قَبل أن تلتَّف على جانِبها تُطالِع بُروز جَنينِها الذي راح يَتحرَّك ببطئ بِداخلها
للتَو ادركَت انها دَخلت الشَهر الرابِع بالفِعل
قَضمت شِفاهها بِقوَّة بينَما تمسحُ على بَطنِها بِلُطف قَبل ان تَسمع رنين هاتِفها ، سارَعت بالتَوجُه الي المنضدَة تنتشِله فإذ به زَوجِها يرِّن عليها مُكالمَة فيديو
ابتَسمت بِحماسٍ مُفرط حَتى تُشارِكه آخر مُستجَّد يخَّصُ طِفلهما ، اجابَت عليه بعدَما تفقدَت شكلها و وَضعت القليل من مورد الخُدود و الشِفاه لِتتحمحم مُطالِعَة وجهه الذي ظَهر على شاشَة الهاتِف
رأت تَبعثُر خُصيلاتِه على جَبينِه في حين انهُ كان مُستلقٍ على فِراشه عاري الصَدر بينَما يضعُ ذِراعه فوق جَبهته في انتِظارردِّها
تَفقدت الساعَة لَديها فكَانت تُشير على التاسِعَة مساءًا ، عَلمت انها ساعَات الفَجر لَديه فَهو موعِد استِيقاظِه كي يَتوجَّه الي العَمل بعدما يُمارس تمارينهُ الرياضيَّة الصباحِيَة
كَونَّت وجهًا بَشوشًا يملئهُ السُرور بِنبرة صَوتِه الناعِسَة و هو يُناظِرها بِشوقٍ بالِغ حينَما قال مِبحاحًا " اشتقتُكِ "
- التوك استيقظَت ..؟
سألتهُ بينَما تسلُك طريقِها الي فِراشها تَجلسُ فَوقه بينَما تَحمل الوسادَة لِتضعها في مُنتصف حُضنها تترقَّب رده
- همم ، حَلمتُ بكِ البارِحَة و لِلذَة حُلمي لم أبَى الاستِيقاظ
اجابَها بِصوتٍ مَبحوح لِيُبعد ذِراعه عن جَبينه مُبعثرًا خُصيلاتِه السَوداء تمامًا كَبعثرتِه لِقلب الماكثَة وراء الشاشَة تُشاهده عَن كَثب
اسنَدت وجنتها على كَفِّها تتأمل تَفاصيلُه التي اخترَقت اعماق قَلبِها فابتَسمت بِوديَة و استرَسلت بِحُب
- اُحب نبرة صَوتك هذِه عند استيقاظك حَديثًا
وَجدتهُ يتبسَّم بَعد صَمتِه و تهجُّم وَجهه الطَويل ، دلَّك عَيناهُ كَي يستطيعُ الرؤية افضَل ثُم جلَس يُمعن نَظره بِها كَـ اولِ عادَة يَفتعلُها صباحًا ، أن يرِن عَليها لِيبدأ يَومه بِها هي دون سِواها
بِمُجرَّد ان يَفتح عَيناهُ يَحمل هاتِفه و ينَقر على زِر الاتِصال بِها ، احيانًا يعودُ للنوم مُجددًا بعدَما تُجيبه فَتظَّل تَضحك على شَخيره الخَفيف الذي يدُّل على تَعبِه و تُكرِّس وَقتها لِمُشاهدته نائِمًا الي حين يَقطته
صَحيح انهُ يتصلُ بها كُل صَباحٍ ليطمئن عَليها ، لَكن ذلك ليسَ كافٍ بالنِسبَة اليها ، هي تُريده ان يُراسلها طيلَة اليَوم لِيُشعرها انهُ بِقُربها ، ليسَ ذنبها انها تشتاقُ اليه اكثَر من اي شَئ
رأته يَستقيم و يسلُك طَريقهُ الي المَكتب حَيثُ سَكب لِنفسه كأسًا من الماء مع شرائِح الليمون ثُم جَلس يَحتسيها كَي يَمنح حُنجرته التَرطيب الكافٍ لِبدأ عملها الصَحيح
~ كَيف حال ثَمرتُنا ..؟ اتسقينَها جيدًا ..؟
يُشير بِنهاية حَديثه إن كانَت تأكُل كَما يَنبغي ام انها تُهمل وجباتِها ، كانَت تتأملهُ يَتحرك في انحاء الحُجرَة لِيجذب ثيابِه من خزانتِه و يَسلُك وِجهتهُ الي الحَّمام مُنتظِرًا اجابتِها
- امم ، اتعلَم ان ثمرتنا كَبُرت كَثيرًا ..؟
اجابتهُ مُتحمسَّة تُراقِبهُ يَضع هاتِفه فوق منضدَة في مُنتصف حُجرة الاستِحمام ، بدأ بازالَة مَلابِسه حَتى يتجهَز لاخذ دش سَريع ، هو لا يُمانع ان يستحِّم يوميًا اثناء مُكالمتها و مُشاهدِتها لهُ ، اساسًا فقط جُزءه العُلوي الظاهِر
يُحاول ان يُكرِّس اكثر وقتٍ يجدهُ فارِغًا لَها ، التَفت اليها بعدما كان يتفقَّد المِياه ، دَنى من الكاميرا و اقتَرب مِنها يُناظر الحماس الظاهِر من عُيونِها و ذاك جَعلهُ يبتسِم مُتسائِلاً
~ احقًا ..؟ الستُ كلما سألتكِ تُخبريني انكِ لستِ تُتابعين نُموه ..؟ كَيف لام الا تنتبِه لِبروز بطنِها ؟
زَمَّت شِفاهها لِبُرهَة تَهز اكتاِفها حَيثُ قالت مُدافِعَة
- حسنًا لم اكُن اُلقي بالاً ، كنتُ انغمسُ في دراستي كَثيرًا ، اغرقُ في احزاني لانك بعيد عني ، و اظنُّ اني دخلتُ في اكتئاب الحَمل كَما اني اُهمل وَجباتي ، عليك ان تعود سريعًا و تُلقنُني درسًا
كانت تراهُ يُسند ذِراعيه فوق بَعضهما على المنضدَة التي يضعُ عليها الهاتِف بينَما يتأملُها بإهتِمام ، تَنهد على آخر ما قالتهُ لِيخفض رأسِه مُتذمِّرًا
~ سويون ماذا قُلنا بشأن وَجباتُكِ ..؟ الم اوصيكِ بنفسكِ الي حين عَودتي ؟
طالعتهُ بِحُزن بينَما تُقوس شِفاهها مُتحدثَة
- طال غِيابك جُيون ، لقد مَرت الثلاث اشهُر و دَخلنا في الاسبوع الاول من الشهرِ الرابِع و لَم تأتي بَعد ، كَما اني سادخُل الشهر الخامس قَريبًا ولابد ان جِنس الطِفل حُدد لَكن لم اذهَب لارى بِدونك
رَفع جونغكوك رأسهُ يَضعُ عُيونه على مَلامِحها الحَزينَة ، هو يُدرك تمامًا انهُ طال غِيابه عَنها و لم يَعُد في وَقتِه الذي وَعدهُ بِها نَظرًا لانشِغاله الدائِم و ظُهور بعد المَشاكل التي تحتَّم عليه حَلُّها
~ ساعود قَريبًا سويون ، لم يتبقَّى الكَثير
قَبضت على يَدِها بخفَة لِيرتجف ذَقنُها كَدليل على رَغبتها العارِمَة في البُكاء ، سيطَرت على نَفسها و رَدفت بغصَّة
- مَتى جُيون ..؟ مُنذ شَهر تُخبرني سآتي ، لَكنك لم تأتي ، لِما تفعلُ هذا بي ..؟ سانتهي من العام الدراسيّ قَريبًا و انت لستَ مَعي
نَظرت الي بَطنها البارِز الذي لَم يكُن يظهرُ له فَوضعت يَدِها فوق مِساحَة ابنِها مُكملَة بِحُزن
- حَتى فترة حَملي لم تَحضُرها مَعي ، انا بِحاجَة اليك بالقُرب مني ، ارجوك
سَمِعت صَوت تنهيدتِه المُطولَّة لِترفع عَينيها الي الاتِصال الذي انقطَع ، عَقدت حواجِبها بِخفَة و قَربت الهاتِف من عُيونِها مُتمتمَة " هل فصل الخَط في وَجهي ..؟ "
رَمشت بِعدم تَصديق و بَقت تُطالع الشاشَة مُطولاً الي أن ورَدتها رِسالَة منهُ يُخبرها فيها
- اميرتي آسِف لان الخَط انقطَع ، وردني اتصال من الملِك يطلب حُضوري عاجِلاً ، ساهاتفُكِ حينَما اجِد الوَقت المُناسب ، قُبلاتي لكِ
قرأت رِسالتهُ مُتنهدَة لِتخفض هاتِفها مُناظرَة الفَراغ " هَذا مَصير من تتزوَج وزير ..! خلال هذه الاشهر بدأت اُدرك حقًا ان زَوجي ذا منصبٍ في الدَولة لكثرَة انشِغاله "
زَمت شِفاهها تُفكِّر " او رُبما ..! هل يعقل انهُ يَخونني هُناك مع بريطانيَة شَقراء ..؟ " شهقِت لِتضع يَدها على فمِها تتخيَّل شكلهُ بِرفقة فتاة اجنبية
نَفت برأسِها تُطارد تلك الافكار السوداويَة ثُمَّ نَهضت من الفِراش مُتجهَة الي مَكتبِها من أجل بَدأ الدِراسَة
بعدما ذاكَرت لِساعتين مُتتالِيَتين استَقامَت من كُرسيها مُتجهَة الي فِراشها حَتى تُشاهِد فيلمًا ، تَمددت على سَريرِها لِتفتح هاتِفها تُراقِب مُحادثتها مع زَوجِها الذي ياتيها على الدَوام مُتصِّل
زَمت شِفاهها بِحُزن لتِضع يدها على بَطنها تشعُر بِحركة طِفلها بداخِلها ، هَمست بِصوتٍ خَفيف تُخاطب جَنينها " انا اعلم انك ايضًا مُشتاق اليه مِثلي ، لكنهُ سيعود قريبًا من اجلِنا همم ؟ "
وردتها رِسالَة من زَوجِها جَعلتها تبتسمُ بِوسع
~ الن تُريني كَيف اصبَح صغيري ..؟
قَضمت سُفليتها بِحماس ثُم ناظَرت الي بَطنها المُنتفخ لِتقوم بالتِقاط صُورة جانِبية تُظهر حَجم صغيرهِما الماكِث بالداخِل ثُمَّ ارسَلتها لهُ
خَفق قَلبُها بشدَة حينَما اُظهر لها ان الرِسالَة مَقروءَة ، ابتَلعت ريقِها حينَما طال ردَّه لِيصلها اشعار بِتفاعله بِوجهٍ مَصدوم على الصُورة
اعتَدلت بِجلستِها بَعدما كانت مُتمددَة تراهُ يَكتُب ، دلَّكت رَقبتها بتوتُر لِتقرأ رسالته التي جَعلتها تفرغ فاهها بصدمَة
~ لكن اليست تلك بطنُكِ العاديَة ..
رَمشت مُنذهلَة تجدِه يُرسل رسالَة اخرَى تَنُّص
~ اَعني ، لا اجدُ فرقًا بين الان و بين كرشتكِ اللطيفَة 😝
عَبست بِغَضب لِتُطالِع بَطنها المُنتفخ بانزِعاج " هل يُقارن بَطني المليئة بِطفله بِـ بَطني الطبيعيَة ..؟ هل في نَظره انا بقرَة ..؟ "
لَوت شِفاهها بِعدم رضَى و عبَّرت بتفاعل غاضِب على رسائله لِتكتُب لهُ
- هل تَسخر جُيون ..؟ صحيح لا املكُ بَطن مليئة بالعضلات كَخاصتك ، لَكنها كِرش صغيرَة لطيفَة فقط ! اما هذِه فيختبئ بها ابن حَضرتك !!
عَبست باحباط لِتتكئ على ظَهرِها تُشاهِد رسائلهما السابِقَة حينَما طال ردِّه نظرًا لانشِغاله في المؤتَمر ، بَعد عِشرون دَقيقة وردتها رِسالة منه
~ تِلك الكرش الصغيرَة اغلَى ما اُحِب 🥰
قَضمت شَفتها تقرأ الاشعار دون دُخول المُحادثَة حيثُ وجدتهُ يُرسل مُجددًا
~ بدا لي ان طِفلي يَنموا جيِّدًا ، انا مُتأثِر ، لو استطعتِ تَقبيل بطنكِ ، قبليه من اجلي 😔
" اُقبل بَطني ..؟ " تمتمَت لِتجلس مُستقيمَة و تُحاول الانخفاض لِتَقبيل بَطنها كما طَلب لَكنها لم تستطِع ، حاوَلت جاهدَة مِرارًا و تِكرارًا لِتتنهَد بِتعب و تُعيد الاستِلقاء مُجيبَة
- لم استطِع تقبيل بَطني ، لكن المُهم شُعورك وَصلهُ
لم يُجبها على آخِر رِسالَة بَعثتها ، كان قَد أخذها النومُ بين احضانِه حالَما دَقت ساعة مُنتصف اللَيل بَعد يومٍ مليئ بالمَشاق
اكثَر الاوقات المُقربة الي قلبها ، ساعات ما قَبل النَوم حيثُ يتصلُ بها زَوجها دومًا كَيّ يطمئن عليها فور استِيقاظِه
لعلَّ مَوعِد عودتِه ، اقتَرب
•••
4:37 مساءًا
تَسيرُ عَسلية العينين خارِج الجامِعَة بعد أن انهَت دوامِها بينَما تضعُ ذِراع حَقيبتها على كَتِفها تَسير بِتملمُل بينما تقتطبُ حواجبها بِغضب
مَرت ثَلاثة ايام على آخر تواصُل بينها و بين زَوجِها ، هو لم يَتصل بِها منذ اخر رِسالَة بَعثتها لهُ و ذَلك اغضَبها بشدَة
" غبيّ ، لَعين ايضًا ..! كيف لهُ ألا يتصِّل بي ثلاثة ايام ! الهذه الدرجَة الهاه العمل عني ؟ " نَطقت بانزِعاج شَديد بينَما تَركُل كُل ما يُقابِلها لِتتوقف بِسُرعَة عن السَير حينَما رُكنت سيارَة فارِهَة امامُها
عَقدت حواجِبها تُناظر السائِق الذي نَزل من السيارَة و اقتَرب يَفتح لها الباب الخلفيّ قائِلاً " تَفضلي سيدتي "
انَقبض قلبُها بِشوق حينَما راوَدتها فِكرة ان زَوجها قد عاد من اجلِها ، سارعَت الي تِلك السيارَة تضعُ يدها على سَقفها حَتى تنحني و تُحدق بهيئة الراكِب " جونغكوك اتي.. "
عَقدت حواجِبها بشدَّة ما إن صُدمت بهيئَة الراكِب حينَما وجدتهُ اُنثَى
" لستُ جُيون ! " تَحدثت المرأة بينَما تُزيل نَظراتها الشَمسيَة فإبتَسمت مُميلَة رأسها " خَيبتُ املك ..! "
ضَغطت سويون على يَديها لِتستقيم مُغلقة الباب بِعنف " عاهرَة " هسهسَت قَبل ان تَخطوا بَعيدا عن مَوقع السيارَة " لا ينقُصني سِواها "
تَوقفت عن السَير حينَما نزلت يونمي من وراءِها و تَحدثت تلفِت انتباه الصُغرى " لديّ ما اُحادثكِ بِه ، ان كنتِ مُهتمة الي مَصلحة زَوجكِ "
التَفتت سويون اليها تُناظِرُها " انا لستُ مهتمة بالحديث مَعكِ ؟ اُغربي عن هُنا " وَبختها قائِلَة بينما تَرفع ذِراع الحقيبَة الي كَتفها بعدما انَسدل الي ساعِدُها
واشَكت على اتمام سَيرِها ألا انَّها تجمَدت مَطرحها حينَما ردفت الثانيَة بِثقة مُفرطَة " ان رَغبتِ ان يَعود زوجكِ سالِمًا من بريطانيا ! فَحديثُكِ مَعي يَهمُكِ "
ابتَلعت سويون ريقِها بتوتُر حينَما تذكَرت غياب زَوجِها هذان اليَومان ، لم تُفكر بإحتِماليَة حُدوث شَئ سَئ لهُ ، لَكِن حَديث الاخرَى يجعل قلبُها يَنقبِض
استَدارت الي يونمي تُطالِعُها بِشَك " مالذي تَقصدينَه ..؟ "
" لما لا نتحدَث على انفراد ..؟ ام يُعجبك ان يسمَع كُل من مَر قَضية زَوجكِ المُثيرة للإهتِمام ..؟ " هَتفت يونمي بِحاجبٍ مَرفوع تتلَذذ بِرؤيَة ملامح الخَوف تستعمِر وَجه الصبيَة التي سارعَت بالسَير نَحوها مُتحدثَة " مالذي تُريدينه انتِ ..! "
" لِنصعَد و نتَحدث "
تَمشت قَبلها الي السيارَة حيثُما رَكِبَت تنتظِرُ قُدوم الصُغرى التي صعدَت الي جانِبها تُمسِك بِقلبها الذي يومِض يُنذر بِقدوم شَئ لن يَكون لِصالحها البتَّة
نَظرت في عينيّ يونمي التي بَدأت في حَديثها الذي لم يُعجبها سَماعه ، احساسُها كان صَحيحًا ، هي الخاسِرَة الوَحيدة هُنا
ضَغطت على حَقيبتها التي في حُضنها تُناظِر اقدامِها بِصَمت بعدَما حُوصِرت في الزاويَة و لم تَجِد مَفَّر
تتمنَّى عودَة زَوجِها لِينتشلُها من تلك الورطَة بأسرع ما يُمكن
هي خــائِــفَـــة
•••
8909 ✔️
مرحبًا يا حِلوين ♥️
وحشتوني
🪐 كيفكم مع تشابتر اليوم ..؟
للتو انهيتُ كتابته و اشعُر بالنعاس الشديد لذا سانشره و لن اكثر اسئلة ، اود الاستيقاظ ان شاء الله على اجمل تعاليقكم المُفرحَة ♥️
🪐 بِخصوص الجُزءية التي انكر فيها جُيون الحَقيقة ..؟
على الرُغم من سوء اعمال والده ، هو كان طيلة الوقت جيد في التعامل معاه لذلك صعب يتقبل دون دليل ملموس ..
🪐 تعتقدون انه بحث وراء القصة و لقى جوابه ..؟
🪐 جُرءية سفرِه ..؟
🪐 اكثر جزءية نالت اعجابكم هُنا ..
🪐 بشأن حَديث يونمي .. تعتقدون ايش كان مُرادها من سويون تحديدًا ..؟
ترا انتظروا انتقامها
انتظروا قفلة التشابتر الجاي باذن الله ، حتكون نارية 🔥
اراكم قريبا باذن الله ، اهتموا بانفسكم ♥️
.
.
.
الصورة يلي بعثتها لهُ 🤏🏻
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top