Husband | 50
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء الخمسون ♥️
تشابتر طَويل به مشاعر تُدغدغ القَلب 🦋
امنحوه الحُب يا اغلى ما اُحِب 🤍
لِنَبدأ
•••
قَـبَـل اسـبـوعَـيـن
حينَما غادَرت يونمي حُجرَة سويون و الغَضب يَفتُّك بِها مَرت مِن قِسم العنايَة المُركزَة ، اينَما رأت هُنالِك جونغ ووك لِتوه يخرُج من غُرفة ايڤا و عَلى وشك الرَحيل ، تَوقفت مَطرحُها تُطالِعهُ لِفتَرةٍ وَجيزَة قَبل أن تسيق خُطواتِها نَحوه
" جونغ ووك "
نَدهت عليه تَلفِت انتِباهه ، نَظر الرَجُل اليها مُستغرِبًا يَجِدُها تقترِب منهُ الي ان وَقفت امامَه و قالَت " دَعنا نتحَدث معًا "
" نتحدَث بِخُصوص ماذا ..؟ " قال بِهدوء بينَما يُخزِّن يداهُ في جُيوبِه يُراقِب عُيونِها البُنية بعدَما ازالت نَظراتِها الشَمسيَة " دَعنا نُنهي ما بدأناه مَعًا ! " رَدفت بِحاجبٍ مَرفوع تُراقِب عيناه السَوداء التي امتلئت بِقدرٍ من الانزِعاج
قام بامساكِها من مِعصمها و اجتَذبها الي مَمرٍ خالٍ يُحدِق في وِسع عُيونِها مُتحدِثًا " اخبرتكِ اني خارِج هذه القِصَة مُنذ زَمن! لا اُريد التورط مع جونغكوك اكثَر ، ان علِم بالحَقيقة اساسًا سيكونُ اعدامنا على يَدِه "
" جونغكوك الطَرف الاضعَف الأن ، هو لَن يَستطيع فِعل شَئ فرقبتهُ بين ايدينا " هَمست لهُ مُوضحَة لِمن اعتَرض نافِيًا و استَرسل " لقد امسَك بِمارك بالفِعل ، اتعتقدينَه سيصمُت ؟ و زَوجته علمت بِحقيقة ابي ، هي سَتُخبره و آن ذاك سيُقضَى عليكم ، اُريد البقاء خارِجًا ، تعبتُ من كل هذا "
" اسمَع ايها العاهِر ، ان كنت تود الانسِحاب ما كُنت لتنضَّم الينا منذ البِدايَة ! صحيح انهُ امسك بمارك لكنهُ لن يعلم شيئًا منهُ ، سنَستطيع الاكمال دونَه " قالَت مُهسهِسَة و عُيونِها تُطالِع عينيّ الرَجُل القلِقَة
لَم يَكُن مُتحمِّسًا ابدًا للقادِم
" يونمي ، دَعينا خارج الموضوع دام مارك اُمسك به بالفِعل ، انا سآخذ ايڤا و اعيشُ معها بَعيدًا عن هُنا بينَما انتِ جدي حلاً لكِ و لابنُكِ " تَحدث مُقترِحًا و قد بدا خائِفًا بشكلٍ لم يُعجب المرأة التي اعتصَرت قبضتِها و هسهسَت " لا مَجال للتراجُع افقدَت صوابَك ..؟ سَنقتل جميعنا ، سيُدمرنا ان لَم نُدمره "
نَظرت حَولها بِقلق لعلَّ احد مار سَمع حَديثهُما ثُم جَذبتهُ لِيدخُلا غُرفَة التنظيف مُغلقَة الباب وراءهُما ، نَظرت في عينيه و اكمَلت " ان كنت سَتخاف ، كان عليك ان تَرفُض منذ البِدايَة التَعاون مَعنا ! لَكن غيرتك من شَقيقتك اعمَت بصيرتك "
اعتَصر جونغ ووك قَبضتاهُ بِغَضب و عَدستاهُ تَتجوَّل بِداخل مَلامح المرأة التي اتمَّت مُهسهسَة " كان عَليك ان ترفُض حينَما عَرض عليك مارك أن توقِع ايما و تَجعلُها تحملُ مِنك ، لَكِن ماذا فعلت انت ..؟ قَبِلت لانك اردت رؤية شَقيقك الوحيد مُدمَّر ..! قَبِلت و تعدَّيت على امرأته و حُب حياتِه لِتتهمها بعد ذلك بالخِيانَة ، انت جُزء لا يتجزأ من مَوتِها ، قد ماتت بِقهرها بَعد ان ادركَت ان جونغكوك لن يتقبَّلها مُجددًا بعد الاتهامات التي وُجهت نَحوها "
" على الرُغم من كَونِه لم يكُن القاتِل ألا انك كُنت المُساهم في جَعله يقتنِع بِفعلته تِلك ، و الان تَقول لي انك تُريد التراجُع ..؟ بعد كُل الذي فعلته ؟ " هسهست قائِلَة بينما توكِز كتِفه باصبعِها تُحدِق في عيونِه الغاضِبَة
في نِهايَة المَطاف ، اُكتِشف ان كُل الذي حَدث مع جُيون كان مُخطط لهُ
جونغكوك كان ضَحية ذكاءِه و مؤهلاتِه العالِيَة التي تُنذر بِمُستقبل مُزهرٍ لهُ ، جَعلتهُ مَحط طَمع مارك الذي خَطط جاهِدًا لان يَجعلُه فَريستِه
مُنذ ان رأى جونغكوك لاولِّ مَرة و سَمِع بِقصة حُبه مع ايما ، تعمَّق في عائلتِه و ادرَك حَقيقة غيرَة اخيه منه و حُب والِده للسُلطة و المال
لِذا دَخل بين تلك الثَغرات لِيُقيَّده بِسلاسل يُصعَب كَسرُها ، احتجَزهُ بين جُدران بُنيت من صُلب عائلتِه فبقَى تائِهًا مُتذبذبًا يُصعَب عَليه الخُروج
" اغلقي فَمكِ ، يَكفي " هسهس جونغ ووك بِغَضب بينَما يعتصِر قَبضتاه لِيلكُم بِهما الجِدار خَلف المرأة التي تَكتفت و قالَت بِجديَة " ضَع يدك في يَدي ! لدينا الادلَة الكافيَة لادانتِه ، دَعنا نتخلُّص من تلك العقبَة قبل ان يتخلَّص منا "
حَدق جونغ ووك في عُيونِها مُستفهِمًا ، نَظر الي يَدِها المُمتدَةِ نَحوه قَبل أن يَضع خاصتهُ بداخل كَفِها يُطالِع جُفونِها و هي تنطِق مُبتسِمَة بجانبيَة
" سَنختلقُ قصَة مِثاليَة ، تَجعل الاحداث التي جَرت منطقيَة "
هَمست بِثقَة مَع نَظراتِها التي تشِّع شَرًا
هي عازِمَة على الانتِقام مِن جُيون الذي مَسح بِكرامتها الأرَض
ان لَم يكُن لَها ، اذًا لن يكونَ لِغَيرِها
•••
بَعد ان غَفت سويون بين احضانِ زَوجِها في المُستشفَى قد قام بِتركِها تَستريح على فِراشها ، لِتوها اخذَت عِلاجها الذي سبب لَها نُعاسًا شَديدًا فَسُرعان ما خَلدت للنومِ وَسط حديثِهما دون ان تُدرك
قام بِتغطيتِها قَبل أن يَستقيم يُناظر الساعَة ، وَجدها تُشير الي الثالثَة صباحًا حيثُ استَمع الي صَوت طرقٍ خَفيف على باب الحُجرَة ، اقتَرب يَفتحه فإذ بسكرتيرتِه تتضِّح امامهُ و في مُتناول يَديها طِفلها الصَغير
" اوه ريڤين ..؟ مالذي جاء بكِ في مثل هذه الساعَة ..؟ "
سألها مُتعجبًا ثُم نَظر الي طِفلها النائِم على صَدرِها ، طالعتهُ الصُغرى و قالَت مُبتسِمَة " اسفَة لاني اتيتُ في مثل هَذا الوَقت ، كنتُ مسافرَة هذان اليَومان الي بريطانيا من اجل وفاة زَوج خالتي ، و عُدت للتو "
" لم تُبلغيني ؟ تعازيّ الحارَة لكِ " رَدف مُستاءًا يُطالِعها و هي تُنفي " كنتُ اعلم بشأن انشِغالك بايجاد سويون لِذا لم اُرد اشغالك اكثَر ، وصلتُ مباشرَة و جئتُ من المطار مع ايسونغ ، كنتُ قلقَة بعض الشَئ و لم يتسنَى لي الانتظار الي الغَد " اكمَلت بينَما تُحاول استِراق النَظر الي الداخِل
" اوه ! لازلتُ لستُ معتاد على حَقيقة ان سويون اُختكِ " قال مُنذهِلاً حينَما ادرك الوَضع ثُم افسَح لها المَجال حتَى تدخُل ، خَطت بهدوء الي الداخِل تضعُ عينيها على اُختها النائِمَة على فِراشها بينَما تحتضِن اللُحاف
" هل الطبيب قال انها بِخَير ..؟ " سألت بينَما تُطالِع زوج اُختها الذي اومئ مُجيبًا " لديها بعض الاصابات و الكَدمات الخَفيفة ، على غِرار ذلك فَهي حامِل في شهرِها الأول و الجَنين بحاجَة الي الرِعايَة "
وَسعت زرقاوَتيها بخفَة حيثُ ظَهرت عليها مَعالم الانذِهال ، عاوَدت النظر الي سويون تتفحصُها بإبتِسامَة " مُبارك لَكُما ، لابد ان تتلقَّى الرِعايَة الكافيَة اذًا "
" صَحيح ، ساذهبُ الي تفقد ايڤا ، هل بامكانك البَقاء معها الي حين عَودتي ..؟ " تَحدث بينَما يسيرُ لارتداء مِعطفه المُعلق خَلف الباب ، اومأت لهُ ايجابًا تُراقبه يُغادر ثُم توجهَت للجُلوس بِجانب اختها بعدما وَضعت ابنها في مُنتصف حِجرها
غادَر جُيون حُجرة سويون يُؤكد على حُراسِه ان يتوخوا الحَذر ، حتمًا هي مُهددَة في الوَقت الراهِن لذا عَليه حِمايتُها قدر استِطاعتِه
تَوجه الي قِسم العنايَة المُركزَة حيثُما تَمكُث ايڤا التي سَمِع صباحًا انها استيقَظت بالفِعل ، لَم يكُن يستطيعُ زيارتِها آن ذاك كي لا يشتبِك مع جونغ ووك لَكِن منذ قَليل قد ارسَل لهُ تايهيونغ ان اخيه قد غادَر
استغَّل الفُرصَة و تَسلل الي غُرفَة ايڤا حيثُما كانَت والِدته موجودَة هُناك مَعها ، دَخل بِهدوء لِيُقابله جيمين النائِم على الاريكَة و عَلى وجهه كِتابه ، قَد غفى بعد ان كان يَدرُس لامتِحانه الاسبوع المُقبل
طالَع والِدته النائمَة على الكُرسي بالقُرب من سَرير ايڤا ثُم قابله تايهيونغ الذي كان في انتِظاره ، اقتَرب منهُ على خُطًا بطيئَة كي لا يوقِظ احَد و استرسَل هامِسًا " كانت ايڤا في انتِظارِك ، لكنها غَفت بعدما اخَذت حُقنتها "
اومئ لهُ الاكَبر سِنًا ثُم توجَّه الي سَرير طِفلته التي كانَت تضعُ يدِها بِداخل خاصَة جدتِها ، وَقف عند رأسِها و انخَفض يمسحُ على شَعرِها بِلُطف يُطالِعها بِحُزنٍ بالِغ ، قبَّل جَبينها بِحُب ليهمِس " انا اسِف لاني لا استطيعُ البقاء قُربكِ ، لكنكِ لا تُغادرين فِكري البتَة "
مَسح على شَعرِها بِلُطفٍ يتأمل عُيونِها النائِمَة بينَما يُلاطِف مَلامِحها باصابِعه ، بدأت في فَتح جُفونِها بعد شُعورها بِلمساتِه فاستقرَّت كُحليتيها بِداخِل خاصَتيه المليئَة بِشُعور الذَنب تِجاهها
استَطاع رؤيَة تلك اللمعَة التي احتَضنت سواد عُيونِها بِمُجرَّد ان رأته ، قد رُسِم على مَلامِحها معانٍ من السعادَة التي جَعلتها تبتسمُ بِراحَة مُتمتمَة " حمدًا للرب ، خلتُ اني قد لا ارَى هذا الوَجه الوسيم مُجددًا "
نَقر جَبينها بِخفَة لِيهمس بِغصَة " خِفتُ عَليك ايتها الشَقية! كفاكِ تمثيلاً و انهضي لِتقفزي كالضفدع هيَّا "
ابتَسمت لهُ بِخفَة و المَرض بادٍ على مَلامِحها المُصفرَّة " ساقفزُ كَثيرًا فقط امهِلني بعض الوَقت ، ساُعاندك كَثيرًا حتى يشيب ماتبقَى من رأسك " قالت تُناكِفه لِتَرى عُيونِه التي امتلئت بِقطراتٍ من الدَمع
" فقط تعافي و انا موافِق ان يَشيب رأسي من اجلُكِ همم ؟ " هَمس لها بينَما يمسحُ على شعرِها الاسوَد بِحُب ، حَدقت في عُيونِه تبتسمُ بِلُطف فقالَت مُستفسرَة " كَيف حال سويون ..؟ اشتقتُ اليها كثيرًا "
" انها بِخَير ، تنتظِرُ الفرصَة المناسبَة حتى تزورُكِ " قال مُجيبًا بينَما يسترِق نَظراته الي والِدته التي تُحرك من وضعيات نَومِها حَتى قامَت بوضع رأسها بجانب جسد ايڤا على الفِراش
ايڤا لم تكُن تعلم بِحقيقة ما جَرى مع سويون و كَذلك تايهيونغ لم يُشئ اخبارِها فَلتوها استيقظَت في الوَقت الذي عادَت به زوجة أبيها سالِمَة
كان يَتحاشى تمامًا اعلامُها بأي خَبر سَئ فَمرضُها يحتاجُ للرعايَة النَفسية قبل الجَسديَة ، هو يَعلم تعلُّق ايڤا بسويون و ان اصابَها مَكروه سَتحزن كَثيرًا
" الطبيب قال ان التزِم الفِراش من ست اسابيع الي ثَمان اسابيع ، ذَلك كَثير ابي ، اُريد ان اعود الي الجامِعَة " قالَت ايڤا بِحُزن لِتُحدِق في خَطيبها الذي يُعدل وَضعية نوم جيمين و يقومُ بِتغطيتِه
" تايهيونغ لم يَنم ابداً منذ ان استيقظَت ، اُنظر كَيف اصبَح كالهيكَل العظميّ ، لقد ذَهبت وسامته اشكُ في اني سافسخ خُطبتي منه " قالت ساخِرَة حتى تُزعِج خَطيبها لعلَّه يُنصت اليها و يأخذ قِسطًا من الراحَة
" منذ الصَباح اراهُ يهتم بهذا و ذاك و يَركُض هنا و هُناك دون ان يَمنح لنفسه مَجالاً للراحَة ، اخبره ابي لعلَّه يستمعُ اليك " تَحدثت مُنزعِجَة تشتكِ لوالدِها الذي اومَئ مؤيدًا " ايڤا معها حَق تايهيونغ ، عليك ان تخلُد الي النوم قليلاً فانت مُتعب "
" لابأس ، انا بِخَير حقًا ، عليّ الاطمئنان ان كُل شئ بِخَير لاستَريح " رَدف تايهيونغ مُبتسِمًا بينَما يسلُك طريقه الي خَطيبته حيثُ وَقف امامَها و انتَشل يدِها مُكملاً " انا راحتي في البَقاء هُنا بالقُرب منها "
حَدقت ايڤا بِعَينيه مُبتسِمَة بإمتِنان لِتجده يُهديها نَظرة صادِقَة تُعبِّر عن حَجم حُبه لَها ، رَفع بُندقيتاه الي جُيون حيثُ اضاف " لن ارتاح ان عدت الي المنزِل ، سيكونُ فكري كُله هنا و يَقتُلني القَلق "
اومَئ جونغكوك مُتنهِدًا فهو يَعرِف شُعوره جيدًا ، انخَفض يُقبل جَبين ابنتِه حيثُ نَطق " ساذهبُ الأن همم ؟ اهتمي بِنفسكِ جيدًا ريثما اعودُ مجددًا "
" بِهذه السُرعَة ؟ لم اشبَع منك بعد ابي ، لا تَرحل " قالَت الصغيرَة بِحُزن تُفلت بيد خَطيبها حَتى تستطيع امساك خاصَة والِدها الذي انخفَض اليها مائلاً بِجذعه نَحوها كي يكون اكثَر قُربًا مِنها
نَظر في مُنتصف عُيونِها السَوداء و هَمس قائِلاً " ساُحاول العودَة قريبًا ، اني اتجنَّب المشاكل في الوقت الراهِن فانتِ بحاجَة الي الراحَة ياحبيبتي ، فقط تشافيّ لاعيدكِ اليّ مُجددًا ، حسنًا ؟ "
اومأت لهُ بِحزن لِتشير لهُ بالاقتِراب ، بِمُجرَّد ان اقترَب حتى قامت بِتقبيل وَجنتِه بِحُب و اردفَت " اعتني بِنفسك جيدًا ، و اخبِر سويون اني اشتقتُ اليها "
اومئ مُبتسُمًا لِينظر نحو تايهيونغ مُتحدِثًا " لن اوصيك عَليها " ربَّت على كَتف الأسمَر ثُمَّ سَلك طريقه الي الخارِج بِرفقته
تايهيونغ اغلَق باب غُرفَة خَطيبتهُ حَيثُ استرسَل قائِلاً " هل سويون بِخَير ؟ "
" لا اعلم ان كانَت حقًا بِخَير ام انها تدعي ذلك ، لَكِن لابد ان تتجاوَز قريبًا فما باليد حيلَة " تَحدث جُيون مُتنهِدًا لِينظُر الي تايهيونغ حيثُ وَجده يَقتطِبُ حواجِبه بخفَة " هل من خَطب تايهيونغ ..؟ "
" كُن حَذرًا جُيون ، اشعُر ان كَمين ما يُنصَب من اجلِك " قال الشاب بينَما يُناظِر عَينا والِد خَطيبته الذي مَيَّل رأسهُ و سأل مُسترسِلاً " هل علمت بشئ ما ..؟ "
حَدق تايهيونغ وراء جُيون حَيث وَجد جونغ ووك في طَريقه اليهما ، وَسع بُندقيتاه لِيهمس لهُ " غادِر بِسُرعَة لقد عاد ذلك المُختَّل "
قَبض جونغكوك على يَداهُ بِغَضب قَبل ان يَتجاوز خَطيب ابنتِه و يُغادِر الممر مُسرِعًا ، جونغ ووك لَمح ظهر جُيون يسيرُ مبتعِدًا لِيجُّر خُطواتِه صَوب بُندقيّ العَينين مُتحدِثًا " من يكون ذاك ..؟ "
" احد الاشخاص الذي سألني عن احد الدكاترَة " قال تايهيونغ بِهدوء لِمن لم يَقتنع بِحديثه و اقتَرب منهُ هامسًا " انت لا تُعجبني ! كيف استطعَت اقناع ايڤا بالزَواج منك ..؟ "
" على الاقل امتلكُ مالا تملِكُه " اجاب تايهيونغ بِجُمود لِيفتح باب حُجرة خَطيبته و يدخُل مُتجاهِلاً مَن رَكل الارض بِغَضب " مُزعِج "
جونغكوك عاد الي حُجرة زَوجتِه التي وَجدها لاتزالُ نائمَة و في حُضنِها ابن ريڤين ايسونغ حيثُ كانت والِدته غافيَة على الكُرسي
ابتَسم لِيقترِب يطِّل على الطِفل الذي يَتشبث بِملابس خالتِه التي وَجدتهُ وسيلَة مريحة لتبادل عِناق النَوم بدلاً من اللُحاف ، هو يَعلم ان زوجتهُ تحب الالتِصاق باحدٍ ما اثناء نَومِها كي تشعُر بالاطمئنان و لابد ان الصَغير سدَّ احتياجُها
بَقى مُنغمِسًا في نَظراتِه المُطولَة اليها يَتخيَّلها على ذلك الفِراش و في حُضنها طِفلهما بعدَما انجبتهُ لِتوها ، اقشعرّ بَدنهُ بمجرَّد ان راودتهُ الفِكرَة فَمبالُك الحَقيقة ..؟
ابتَسم مُمتنًا لِينخفِض مُقبلاً جَبين زَوجته ، حَدق في ريڤين التي تنامُ بوضعيَة غير مُريحة اينما دَنى مِنها يوكِزُها من كَتِفها بخفَة " ريڤين "
استَيقظت بِفزع تُطالِعه بعدمِ تَصديق " سيد جُيون ! مالذي تَفعلهُ في بيتي ؟ " قالَت بِهَلع تُحدق في وَجه سيدِها و هو يلفِظ ساخِرًا " لابد انكِ نمتِ بعمق حقًا ! انها الخامسَة فجرًا بالفِعل "
وَجهت بصرها الي طِفلها النائم في حُضن اختها ثُمَّ نَظرت الي الساعَة تجِدُها تُشيرُ فعلاً الي الرابِعَة و النِصف صباحًا
دلَّكت رَقبتها بألم لِتغمض عينيها بِتَعب مُتثاءِبَة " لابد ان اُغادر اذًا ، تأخر الوَقت " استَقامت مُتكسلَّة
" كلا ، ابقي فالوَقت تأخَر ، نامي هُنا و سيأتي جيكوب لايصالكِ صباحًا " نَطق جونغكوك مُعترِضًا رَحيلُها اينَما اخرج لها وِسادَة مع لُحاف دافِئ من الخِزانَة حيثُ اشار على الاريكَة وراءِها
لم تُعارِضه لِكونها كانَت نعِسَة للغايَة ، طالعتهُ بِنُعاس و انخَفضت تَحملُ حَقيبتها الكَبيرة التي تحملُ حاجياتِ ابنها كَطفلٍ رَضيع ، اخرجَت لهُ رضاعتهُ تضعها فوق الطاولَة بالقُرب منه و قالَت " ان استيقظ ايسونغ اعطِه هذِه ، سانام حقًا لقد استغرقَت الرحلة 14 ساعَة بالفعل "
جَرت خُطواتِها الي الاريكَة تَستلقي عَليها بِتَعب بينَما تضعُ الغطاء عَليها تحت نَظرات جُيون المُندهِش ، نَظر الي رضاعَة الصغير المليئة بالحَليب الدافِئ لِيرمش مُنذهِلاً " هل ساُعطيه انا الحَليب ..؟ "
جَلس بالقُرب من سويون حَيثُ قام بامساك زُجاجة الصَغير يتفحصُها " لم اُعد حَليب لطفلٍ من بَعد سويون ، مر على ذَلك عِشرون عامًا " هَمس
حَدق في الصَغير الذي بدأ بإخراج لسانِه يلعقُ شِفاهه دليلاً على جوعِه ، اطال التَحديق به يَراهُ يُمسك بقميص زَوجته الطبي يُحاول ازاحتهُ عن صَدرِها بينما يَغرُس رأسه في مُنتصف نهديها بِشكلٍ جَعله يشهق
" يا ايها المُتحرِش الصَغير " وَضع الرضاعَة فوق الطاوِلَة و اقتَرب يُمسك الطفل من ياقتهُ الخلفيَة يُبعده عن زوجتِه التي تَشبثت بِخصر الصغير تَجذبه اليها كَي لا يبقى حُضنها فارِغًا
" سويون دعي هَذا المُتحرِش " قال مُنزعِجًا يُطالع الطِفل الذي فَتح عيناهُ و ناظرهُ بينَما يغرِس راسه في صَدر خالتِه " انظروا كَيف يُحدق بي! هل انت سَعيد ؟ " تَحدث بينَما يَلوي شِفاهه بعدم رِضَى لِمن ابتَسم ضاحِكًا
لم يُعجبه ان يَضحك الصغير في مُنتصف حُضن زَوجته ، تَخصَّر مُتضايقًا و قد اعرَب قائِلاً " اسمَع ايها الوقِح ! ان لم تُبعِد رأسك عن ما يخصُني سارميك من النافِذَة "
فَرك الصغير رأسهُ في صَدر سويون التي تَمتمت بِكلمات غير مَفهومَة بينَما تشُّد على احتضان ابن اختِها ذا العامين
" ايها العاهِر " هسهس مُغتاضًا ثُم اقتَرب يَحملهُ و يجرُّه بعيدًا عن حُضن زَوجته ، ابتَسم مُنتصِرًا حينَما نَجح بِذلك و قد التفَت سويون الي النَحو الاخَر تُقابلهما بِظهرها
ناظرهُ الطِفل بِعينين مليئتين بالدُموع بينَما يُقوس شِفاهه مُستعِّدًا للبُكاء ، ابتَلع الاكبر ريقه بِتوتُر و هَمس مُنبهًا " اياك ! اياك و ان تبكِ انت كَبير "
جَلس على الكُرسي لِيسحب الرضاعَة من فوقِ الطاولَة يَمُّدها لِمن رماها فوق الفِراش مُعترِضًا على أخذِها ، ضَغط جونغكوك على عَيناه بانزِعاج لِيهسهس " مالذي تُريده يا ؟ "
تكتَّف الصَغير بينَما يُقوس شَفتاه يَكتُم غصَّتهُ و بُكاءِه بِصُعوبَة ، هو على وَشك اطلاق صوتِه الذي لن يُسكته جُيون مَهما حاول ان لم يُرضيه الأن
" مالذي تُريدهُ اخبرني ؟ هل انت جائِع ..؟ " سألهُ بينَما يُطل برأسِه عَلى من اومئ ايجابًا يُحدِق به بِعينيه المليئة بالدُموع ، تَنهد جونغكوك مُحبَطًا لِيُعيد حَمل الرضاعَة يُعطيها اليه " هاهو الحَليب ذا ، خُذه "
نَفى الصَغير مُعترِضًا لِيرميها مُجددًا بَعيدًا مُتسببًا في انفِعال جُيون الذي صاح مِغتاضًا " ان لم تَكُن تُريد الحَليب ، اذًا ماذا تُريد ايها المُزعِج ..؟ "
صَوته الذي صَدح عاليًا بَعض الشَئ تَسبب في ايقاظ زَوجته التي جَلست مُندهشَة تلتِفت يمينُها ثُم يسارُها بِذُعر " م..ماذا ه..هناك ..؟ "
ابعَدت شَعرها الذي يَتناثر على وَجهها بِنُعاس تَحت نَظرات جُيون و الصَغير الذي تَحدَّث بينَما يؤشر بيدِه " ا..ال..اليد ه..هدا "
- اريدُ هذا
جُيون تتبَّع بِعيناه اصبَع الصغير حيثُما كان يُشير فإذ بِه وَجده يؤشِر على صَدر امرأته ، وَسع عَيناه بِصدمَة لِيحدق بالصَغير بِانزِعاج " هل انت مُنحرف مُتخفٍ في جَسد طِفل ؟ الا تخجلُ على نَفسك ؟ انها زوجتي "
سويون نَظرت الي زَوجِها الذي يَحملُ بين يداهُ طِفلاً يَخوض مَعهُ شِجارًا جادًا ، فَركت عَينيها بِعدم تَصديق لِتوسع عُيونها بِذهول " وااه! هل انجبنا جونسان بِهذه السُرعَة ..؟ و كَبُر ايضًا ! "
اخَفضت نَظرها الي بَطنها تُلامِسُها ثُم مَدت يديها الي ايسونغ تنتشِله من بين ذراعيّ زَوجها الذي واشَك على رَميه من النافذَة
وَضعت الصَغير امامَها تتأملهُ باعجابٍ قَبل ان تُعانقه بِقوَة مُغمضَة عَسليتَيها بِراحَة " يالهي كَم هو وَسيم ، طِفلي الجَميل حبيب امه "
ابتَعدت عنهُ مُحيطة وَجنتيه لِتبدأ بِتقبيل تفاصيل وَجهه بأسرِها امام عينيّ جُيون الذي ميَّل رأسهُ لا يُصدق ما تراهُ عَيناه
استقام من كُرسيه و قام بانتِشال الصَغير من ياقته الخَلفية يَرفعهُ عاليًا جاعِلاً من الطِفل يُحرك اقدامه في الهَواء يستنجِد " علمتُ انك مُتحرِش قَذر ، ساُلقيك في القُمامة " هسهس يسيرُ به نَحو والِدته النائمَة كي يرميه لَديها
سويون شَهقت تَمنعهُ من اخذِه عَبر امساكِها لِساقيّ الطِفل و اخفاضِه نَحوها " يا جونغكوك مالذي تَفعله ، دَع صغيري هُنا " صاحَت بِه تنتشِله منهُ بِصعوبَة بالِغَة " سويون انهُ ليس صغيرُكِ " رَدف مُنفعلاً لِمن احتَضنت الطفل الي صَدرها بسعادَة " بلَى ، شُعور الامومَة مُذهل "
" سويون انهُ ليس ابنكِ اخبرتكِ ..! هذا ابن ريڤين " عبَّر بينَما يقضمُ على شَفتاهُ مُغتاضًا من حَركات الطِفل الذي ادخَل راسهُ بداخِل مَلابس زوجتهُ يُعانِده
" ريڤين ..؟ " هَمست سويون مُندهشَة قَبل ان تُميل رأسها تُطالع جَسد اختها النائمَة بِعُمق على الاريكَة ، وَسعت عينيها باندِهاش لِتبعد رَقبة القَميص تطِّل على الصَغير الماكِث داخِل ثِيابها
" دَعيني اقتلُه ! انا لا اتحمَّل " قال مُنهارًا بَعد ان جَذب خُطواتِه للجُلوس امامَها ، اقتَرب يطِّل على الطِفل الذي راح يُغيضه عبر اخراج لسانِه لهُ بينَما يتكئ على نهديّ من ضَحكت تستلطِفه " انهُ لَطيف "
" ليسَ لطيف ! ليس لطيف ابدًا لا تُناقشيني " قال نافِيًا لِيرفع قَميصُها عاليًا يُدخل راسهُ منهُ كي يُمسِك باللص الذي يسرِق ممتلكاتِه ، رَمشت سويون بِذِهول تُطالع رأس رَجُلها الذي اخذ حيزًا ضَخمًا مِنها لِتقهقه بعدم تَصديق
هذا كَيف سيُصبح ابا لِطفلها و يَتقبلُه ..؟
" اُخرج هيا " هَمس جونغكوك مُهددًا الطِفل الذي تَشبث بخالتِه نافيًا لِيقضِم جُيون شِفاهه بِغيض " ان لَم تخرُج ، ساقومُ بِـ " لَم يجِد تهديدًا مُناسِبًا يليقُ بِطفل لِذا تَنهد مُحبَطًا ، احسَّ بزوجتِه التي قامَت بطرده عَبر وَضع يدها على مُقدمة راسِه و اخفاضِه حَتى غادَر مساحتِها
" جونغكوك انهُ صغير لا تَضع عقلك بِعقله " قالَت بينَما تُناظر شَعر زَوجها المُبعثَر ، وَجدته يزيدُ من بَعثرته بيداه بينَما ينطِق " انهُ يتلذذ بسرقَة مُمتلكاتي ! لا تَرين ملامِحه ، هو يُغيضني عَمدًا ! "
" انهُ طِفل جونغكوك طِفل !! " قالَت مُنفعلَة لِمن لَوى شِفاهه بِتضايق و نَطق بذات نَبرتِها " المُهم انهُ من نسل الذُكور ! ثُم و ان كان اُنثَى حَتى لا اُحب ان يلتمس احد شَئ يخصُكِ ، ايمكنكِ فهم هَذا ؟ "
" انت تُضحكني ! " تَحدثت بينَما تُحاوِل السيطرَة على ضِحكتها على مَلامِحه " اجل اضحَكي على اوجاعي سيدَة جُيون " اومَئ لَها لِيُمسِك بساقيّ الصَغير حَيثُ جسدُه السفلي مُستقِّر بِحُضن امرأته
واشك على جَذبه الي الخارِج ألا انَّ سويون مَنعته بعدما استرقَت النَظر الي الطِفل قائلَة " لقد خَلد الي النَوم مُجددًا ! " هَمست لهُ لِتُخرجه بِحَذر من اسفل قَميصها و تَضعهُ بِجانبها تُراقبه
ناظَرهُ جونغكوك بضيق لِيتكتف مُتحدِثًا " اُخبرك ماذا ..؟ لِنُلغي فكرة ان نُنجب طِفلاً ، لم اعد اُريد " عبَّر بينَما يرمُق الطِفل الذي تَشبث بِخالته و هو نائِم بانزِعاج ، هو لَم يتقبَّل فكرة ان يُشاركه احَد بِها
" من يَراك يُكذِّب انك ستبلُغ الاربعين قريبًا " قالَت سويون ساخِرَة بعدما تَمددت بالقُرب من الصَغير تُناظِرُه بِحاجبٍ مَرفوع ، رأتهُ يَتنهد و يقترِب لِحمل الصَغير متحدِثًا " دَعيه عند امِه ، هذا مَكاني سانامُ انا ايضًا "
" دعهُ لا تُفسد نومِه " تَحدثت بينَما تخبِط يد زَوجها كي لا يَحمل الطِفل ثُم عانقتهُ اليها مُكملَة بسعادَة " دَعني اُجرب شُعور الامومَة قبل مَجيئ طِفلنا "
دَحرج جُيون عَيناهُ للطرفِ الأخَر مُتمتِمًا " اتمنى ان يَكون الجَنين فَتاة "
عاوَد النَظر الي زَوجتِه التي راحَت تُربِت على الصَغير بِلُطف فقال ساخِرًا " انظروا اليها كَيف فضَّلت الصَغير عَنِّي ! هل هو اهم مني ؟ من لَديه الحق في النوم بِجانبك ؟ "
حَدقت سويون بِه رامِشَة لِتنطق " هل انت تغار من طِفل حقًا ؟ "
" لستُ اغار ! من قال اني اغار؟ لا تتفوهي بالتراهات انهُ مجرد طِفل مُتحرِش " قال بينَما يعقدُ ذِراعاه الي صَدرِه يُطالِعُها تضُّم الصغير الي غُمرها ، اغمَض عيناه بِبُطئ يملئ رئتيه بالاكسجين تَحت نظرات سويون المُتفاجِئَة " انت كَيف سيكونُ حالك حينَما تراني اُرضع جونسان اذًا ؟ "
فَتح عيناهُ بِسُرعة و ناظَرها مُعترِضًا " و من قال لكِ اني ساسمَح ؟ الا تَسمعين عَن الحليب الصِناعيّ ..؟ "
" حليب الام هو مَن يجعل علاقتها العاطفيَة مع طِفلها وَطيدَة ، كَيف ساشعُر اني اُمه ان لم اُرضِعه طبيعيًا اذًا ..؟ " تَحدثت ساخِرَة بينَما تُمرر اصابِعها على شَعر الصَغير الذي يَتوسَّد صَدرِها
" اصمتِ سويون ، الامومَة لا تقتصِر على الرِضاعَة " وَضع سبابتهُ امام وَجه زوجته و راح يُحرِكها يمينًا يسارًا دَلالة على نَفيه
" هل سَتحرم صَغيري ابسط حُقوقه في الحُصول على حَليب امه ؟ " قالَت مُتفاجِئَة مِن مَلامح زوجِها الجِديَة حيثُ اجاب " تِلك حُقوقي انا ! حُقوقه هو سيحصُل عليها من زوجتِه حينما يَكبر ، انا ما شأني ؟ "
" جُيون قُل لي انك تَمزح ؟ " هَتفت بِحاجبٍ مَرفوع تُشاهِده و هو يَرفع اكتافهُ عالِيًا لِيهمِس " انا جاد سويون! ان وضع فمهُ ذاك حول مُمتلكاتي ساطردهُ من المنزِل ليجد مأوى أخَر له ، مُتطفِّل "
" ساراك غدًا حينَما يبدأ بالصياح فجرًا ، ستنهضُ بِمفردك لِتجلبه اليّ و تُخبرني ارضعيه كي يسكُت علينا " قالَت ساخِرَة بينَما تمسحُ على شَعر ايسونغ النائِم بِعُمق بين ذِراعَيها
" سَنرى ان لَم اُلقيه من اقرب نافِذَة حينَما يودُّ لَمسك " ردَّ بِذات نَبرتِها لِيُدحرج عَيناه حَيثُ اجابتهُ مُنفعلَة " اتظُن انك الوَحيد من يغارُ هُنا ..؟ "
" سويون دَعينا نُغلق هذا النِقاش كي لا اُغير رأيي بشأن انجاب مُتحرِش صغير " قال بينَما يضعُ عيناه على ايسونغ ، رَفع عَدستاه الي زَوجته التي سَخرت لِتبتعد عن الصَغير و تَستقيم راغبَة في قصدِ الحَمام " اودُّ الاستِحمام ، لم اعد اطيق البَقاء هكذا اكثَر "
" استحمي غدًا سويون ، انها الخامسَة و النصف فجرًا " قال بَعدما وَقف ليضع الصَغير في مُنتصف السَرير كي لا يسقُط ، طالعتهُ مُبتسِمَة لِتردِف " اُنظر كَيف تهتم اليه ..! تَغلبُ عليك حنيتُك رُغم غيرتك المُفرطَة "
ارتَدت خِفيها بينَما تسيرُ نحو الحمام مُقهقهَة " لازلتُ لا اعرِف كيف تغارُ من طِفل صَغير " دَلفت الي الداخِل لِتجده يَلحق بِها بعدما جَلب الحَقيبة التي تحملُ حاجِياتِها ، اغلَق الباب عليهُما و طالَعها " ساُساعدكِ في الاستِحمام "
حَدقت بِه بِتوتُّر لِتبتلِع ريقِها " مالذي تقصِده بانكَ ستُساعدني ..؟ "
دَنى مِنها بَعدما أوصَد الباب جيِّدًا و قال بينَما يُمسِك بِذراعَيها " جسدكِ لازال مُنهك ، ساقومُ بتحميمكِ "
" انا بِخير ، استطيعُ الاستحمام بِمُفردي " تَحدثت مُعترِضَة ، هي لا تُريده ان يَرى آثار الكَدمات على جَسدِها بفعل الآخَر ، وَجدتهُ مُصِّرًا فإذ بِه يردِف بعدما وَضع كفِه على وَجنتها يَمسحُ عليها بِرقَة " انا زوجكِ سويون ، انهُ ضِمن واجباتي همم ؟ " هَمس لَها لعلَّه يُقنِعُها
" جونغكوك أستطيعُ التكفُّل بالامَر بِمُفردي " هَمست لهُ تُناطِر كُحليتاه الواقِعَة عَليها ، كان مُتشبِثًا بِقرارِه حيثُ ادارها تُقابل المِرآه بدلاً مِنهُ و راح يَفُك خُيوط القَميص الطبيّ عَنها مُتحدِّثًا " لِنفك عُقدة الخَجل خاصتكِ مَعًا ! اليس عارًا ان تَخجلي من زوجكِ و انتِ حامل منه ..؟ "
استَرق نَظراتٍ تِجاه مَلامِحها المُتسمرَّة عبر المِرآه يَجِدُها تُناظِره بِتوتُّر " اح..احتاج بَعض الوقت " هَمست لِتُدير رأسِها اليه تُحدِّق في مَلامحه القَريبَة
" هِشش ! انا مُصِّر و لن اتراجَع " تَحدث بِهدوء بَعدما فَكَّ تلك الخُيوط التي جَعلت قميصُها مُتدلِّيًا ، اخَفض بصرهُ الي ظَهرِها الذي خالط بَياضهُ كَدماتٍ مُزرقَّة يتخللُها الكثير من الاحمِرار ، عَقد حواجِبه بشدَة لِيمد يداهُ يتحسسُ باصابِعه آثار الضَرب ذاك بِبُطئ
" اكنتِ تُخفينَهُ عني ..؟ " هَمِس لها بينَما يتفقَّد آثار الضَربِ القَديمة منها و الحَديثَة ، آلمهُ قَلبه بشدَة لِيضع عيناهُ على خاصَتيها عبر المِرآه يَراها تكبحُ دُموعها بِصُعوبَة " آلهِذا تُحاولين اخفاء جَسدكِ عني ..؟ و تُمانعين مُعاشرتكِ في النور ..؟ "
شدَّت على قميصِها الذي لازال يُغلِّق جَسدُها من الأمام حَيثُ طالعتهُ بِحسرَة مُتحدثَة بإختناق بعدَما نَظفت حُنجرتِها " ج..جسد..جسدي مُشوه بالكامِل "
استَدارت اليه تُقابِلهُ بعدَما الَصقت ظَهرِها بالمغسلَة تَحتضِن عَيناه " لم اُردك ان تَرى تِلك الكَدمات المُقرفَة ، بَعضُها قَديم منذُ طُفولتي و بَعضُها جَديد ، الجِراح التي لم تلتئِم بِمرور الزَمن تُشبه خاصَة قَلبي تمامًا ، بَقت تحفرُ آثارِها لِتُذكرني بِكل لَحظةٍ قَست فيها الحياة عليّ "
انسابَت دُموعِها على وَجنتيها بينَما تتحدَّث بِحرقَة و غصَّة واضِحَة في نَبرتِها المُهتزَّة " بأي جَسدٍ ساُقابلُك ..؟ كُلني مُعنفَة و مُشوهَّة تمامًا كَروحي ، لم اُرد ان ارَى نظرة النُفور مِنك ، لَرُبما ان رأيته لن تَرغب بي ، انت لن تَجرحني اعرِف و لن تُخبرني بِذلك ، لَكن لا اوَّد لمح ذلك في عَينيك حتَّى ، انت قُلتها ، العُيون لا تَكذِب "
تتحدَّث بِغصَّة واضِحَة و عُيونِها في مُتناول عُيون زوجِها المُنذهِل مما يَسمع ، كما لو انَّ عُيونِها مرآه تَعكِسُ جِراح روحِها المُتأذيَة التي لم تُداوَى بَعد
اكمَلت و الحُزن يُرافِقُ كل حَرفٍ تنبِسه " انا ل..لدي مشاع..مشاعر ا..اخاف ان تُجرح ، لا اُريد ان اشعُر اني ناقِصَة عن بَقية الفَتيات ايضًا "
" في المَدرسة حينَما نُبدل ملابِسنا الجماعيَة في حُجرة التَبديل كُن زَميلاتي كُلما رأوني يَسخرون ، كَيف سيتقبلُكِ زوجكِ بجسدٍ كَهذا ..؟ ستكونُ عيناهُ مليئَة بالنُفور ، لَن يرضى مُعاشرتكِ إلا اذا اطفئتِ النور ، الكَثير من الكلِمات الجارِحَة التي جَعلتني افقدُ الثقَة بِجسدي تمامًا ، حَتى اني لم اكُن انوي الزواج ابدًا كَي لا اُجرَح فقَلبي لا ينقصُه جرح اضافيّ ، اُقسم انهُ اكتَفى "
رَفعت ظاهِر يَدِها تمسحُ دُموعِها التي تتسرَّب على وَجنتيها ، تُشيحُ بِعَسليتَيها بعيدًا عن مُتناول عُيون زوجِها الذي تَنهد بِضيق و مَسك بِمعصَميها يأمُرها بالتَحديق بِه
" سويون ، انتِ لما لا تَستثنيني كَما افعلُ انا دومًا ..؟ " هَمس لها يُعاتِبُها حَيثُ قامَت بِوضع عيونِها بداخل عُيونِه التي احتَوت اول جُرحٍ تَقومُ بإصلاحِه بِتلك النبرَة الدافئَة التي تحتضِن حَديثه المُحب " هل الحُب سَطحيّ لدرجَة انهُ يقتصرُ على الوَجه و الجَسد ..؟ "
" ام اني اُقبل على مُشاعرتكِ لان جَسدكِ يُغريني ..؟ "
امَسك بخصلَة شعرِها المُتدليَة على مَلامحها يُعيدُها خَلف اُذنها فإذ بِه يُكمِلُ قائِلاً " ان نظرتُ اليك انا انظُر الي روحكِ ، كُلنا نمتلك اجساد صالحَة للمُعاشرَة و قضاء بعض الوقت المُمتع ، لَكن هل الروح ذاتُها ستكونُ موجودَة ..؟ ان حَظيتُ بامراة ذات جَسدٍ مثاليّ ، استملئ عَينيّ لارغب بالدنو مِنها فقط لِجمالها ..؟ لا ..! "
" ناهيك عن اني لم انظُر لايّ جُرِح وُجد بك بِنُفور البتَة " قام بِادارتها لِتُقابل المِرآه حيثُ احتَضنها من الوراء يتأمل مَلامحها المُبللَة فأكمل مُبتسِمًا بِحنيَة " بَل نظرتُ لكلِّ أثرٍ على انهُ قِصَة انثَى مُحارِبَة تجاوَزت صِعابها دون ان تُلوِّث روحها ، إنَّما زادَتها جَمالاً و رونقا "
" كُل خُدشٍ يَروي حِكايَة امرأتي التي حارَبت لِتكون على ما هي عَليه الأن ، مع كُل جُرحٍ وُجِد يُثبت ان اُنثاي لَم تُسلِّم نَفسها لِمن ارادها للرذيلَة ، بل دافعَت على مُمتلكاتِها لِتضعها بيدٍ آمنَة ، لِتكون بِجوار مَن يُقدِّر مَعركتِها التي حاوَلت الخُروج مِنها بأقل الاضرار المُمكنَة "
" اليس هَذا كافٍ بِجعلي اُقدِّر كُل أثرٍ وُجِد ..؟ "
خِتام حَديثه تَزامن مع انخفاضِه لِتقبيل عُري كَتفها البارِز لهُ لِيُكمل بعدما اسنَد ذقنهُ هُناك هامِسًا " انتِ لستِ ناقصَة يا امراتي! بل الكَمال يَستحي ان يُواجِهُكِ لانكِ سلبتِ اسمَه ، مِثاليَة للحد الذي يَجعلني انبهَر كُلما نظرتُ اليكِ كَما لو انكِ احدى المُعجزات التي خُلقت من أجلي "
" لا تَعلمين كَم مرةٍ اشكُر الرب في اليَوم لانهُ وَهبني اياكِ ! ان انال بعد صَبر سِنين امرأة مِثلُكِ ، بدا لي ان كُل ذلك العَذاب يستحِّق ان اخوضَه "
" و لو خُيِّرت ان اعود بالزَمن عِشرون عامًا لاختار ان اعيش بِسلام مع ايما او اتجرَّع المُرَّ الذي سُكِب لي لَاخترتُ ان اشرَب مِليار كأسٍ من الألم ان كانت مُكافئتي الحُصول عليكِ في الآخِر "
حَديثهُ المَليئ بالحُب جَعل عُيونِها التي تذرِف دُموع الحُزن تُستبدلُ باخرى تُعبِّر عن الفَرح الذي زَرعتها كَلِماته بِداخل روحِها الميتَة
ابتسَمت لهُ عبر المِرآه تَجدهُ يَمسحُ على عِضديها بِلُطف مُكمِلاً " انتِ لا تَعرفين كم انتِ مثاليَة في عيناي سويون ، حَتى قبل ان اُحِبُكِ حينَما رأيتُكِ للمرة الاولى بجسدٍ مكشوف ما ان جِئتي الي جَناحي بسبب تلك القطّة و نمتِ تحت السَرير ..! ، لم المح عَيبًا واحِدًا بكِ او بِجسدُكِ ، كنتِ ثلليَة في عَيناي للحد الذي جَعلني اراجع اخلاقياتي " قلَّص عيناهُ يُذكِّرُها بذاك المَوقف الذي جَعلها تحمَّر خَجلاً " ح..حسنا ذاك .. "
" آن ذاك لم انظُر الي جِراحكِ بِنُفور ، اتخالين اني لَم آراها ..؟ بل امتَلكني الفُضول لاسمعكِ تَروين لي قِصتُكِ ، و زادَت رَغبتي بكِ اكثَر ، وددتُ ان اُعطي كُل خُدشٍ حَقهُ بأن اُقبله و أمنحهُ الحُب الكافٍ لعلَّه يلتئِم ، لم اجِدهُ عيبًا ، بَل وجدتهُ حَسنة لن تكونُ بأي جَسدٍ آخَر البتَّة "
" انتِ مليئَة بالحَسنات سويون ، كُل حسنَة هُنا انا احتويها بِقلبي و اُقدرُها ، اياكِ و أن تَظُّني انكِ لستِ كَغيرُكِ ، بَل هُنَّ لا يأتين بِمقدار جُرحٍ واحِد وُجد بكِ ، تِلك الحسنَة التي تُخبِرُني عَن عِفة المرأة ، حَياء اُنثى وَهبها الرَب لي لِتكون مَقاسًا يُناسِبُني تمامًا "
ألفَتها اليه حَتى تُقابِلُه مُجددًا حيثُ سُرعان ما نَظرت في عَيناهُ تلتمسُ صِدقه ، لَم تجِد بين رُكن نَظراتِه سِوا شُعاع يومِض بالحُب إليها و ذاك جَعلها تشُّد على يداهُ بِقوَّة حينَما انحنَى لِتقبيل انفِها " نحنُ مُتشابِهان تمامًا ! حتى جِراحُنا مُتشابِهَة "
ابتَعد عنها اينَما قام بِنزع قَميصه يَكشف عن عُري صَدرِه لَها ، اعطاها بِظهره حيثُ رأت الكَثير من آثار الجُروح تملئه ما جَعلها تشهق و تقترِب تتحسسُها بِلُطف " جونغكوك ما هَذا ..؟ "
" هل تنظرين اليها بِنُفور ..؟ اليسَ شكلُها بَشِع ؟ " قال بينَما يُناظِرُها عَبر المرآه تتحسسُ جُروحه بِحُزن ، نَفت لِتقترِب تُقبِّل اول خُدشٍ قابَلها فإبتَسم مُكمِلاً " ارايتِ ..؟ المُحِب عُيونِه تستقبلُ عُيوب حَبيبه على انها حَسنات تُميِّزُه عن غَيرِه "
التَفت اليها لِيتكئ على المِغسلة بِحوضه مُنتشِلاً يداها الناعِمَة بين خاصَتيه اينَما جَذبها اليه " كُل جرحٍ بي لهُ قصَة ايضًا ، ابتداءًا من قصتي مع ايما حينَما سُجِنتُ لاقتُل ما ان عَلموا بِحملها ، لَم يكُن تلقي الجَلد المُتواصل امر سَهل لشابِ بعمر السابِعَة عَشر ..! و ذاك ابقَى آثار لم تَزول كَما لو انها تُذكِرُني بتلك الليلَة التي قَسمتني الي نِصفين "
" حسنًا ألم قلبي آن ذاك أنساني الوَجع الناجِم من الضَرب ، لم اكُن اسمع سِوا صَوته و هو يَبكي بالداخِل ، امتلكني شُعور انهُ اختبئ في الرُكن يُعاتِبُ عَقلي ، يُعاتبهُ و هو يبكي ، لِما لم تُخبرني ان اعرِف حُدودي من البِدايَة ..؟ لما خُضت معركَة حُبٍ بِعصاةٍ خَشبيَة و غيرُك يَحملُ اسلِحَة ..؟ مَفهومي عن الحُب كان بريئًا للغايَة "
" لِكوني عِشتُ في مُحيط ملكيّ كُنت ارى ان الاميرات و الملِكات مُتحشمات للغايَة ، لا يُواعِدن بَل يتزوجن اُمراء و مُلوك لِيُحافِظن على هَيبتهِّن و وقارِهنَّ فَيبقين عالِيات المَقام ذوات سُلطَة و شَخصيَة مثاليَة ، كنتُ و انا طِفل اتسلل الي الديوان و القاعات المَلكية لاراقِب الاميرات و ابتسِم بِحماس ، نَمت نَظرتي للمرأة انهُ يتوجَب عليها ان تكون مَلِكَة ! "
" نَظرتي الي الحُب كانَت تُخبِرُني أن اُحافظ على اُنثاي لِافصحَ عن مَشاعري في الوَقت الذي تُتوَّج به اميرَة قلبي و رُبَة بيتي ، تمامًا كالآميرات ، ان تبقَى ذات هَيبة في مَنزِلها ، ان يَكون ذاك الحماس الذي امتلَكني للحُصول عليها مُجدٍ لاحِقًا عِندما تكونُ في بيتِها ، اتفهمين عليّ ..؟ "
نَظر في عينيّ زَوجته التي اومأت ايجابًا لهُ حَيثُ اكمَل بينَما يمسحُ على خَدِها بِرفق فإبتسَم بهدوء " لستُ معقدًا ابدًا كَما يصِفُني الجَميع ، انا لستُ ضد الحُب ، بَل ضد الطريقَة التي تؤدي اليه ، انهُ مفهومي الشَخصيّ الذي يُصعب عليّ تَغييرُه ، المراة بالنسبَة اليّ اميرَة عَليها ان تُحافِظ على نَفسها الي الوَقت الذي تُتوَّج به مَلكة قَصرِها في بيت زَوجِها ، غَير ذلك اراهُ عَبث "
" بالنسبَة اليّ شَخصيًا فانا لا افرضُ رأيي على الآخرين إلا ابنتي مَثلاً ، فانتِ رأيتني كَيف تضايقتُ من قصة حَملِها لَكن بعد ذلك تقبلتُ فما باليدِ حيلَة ، لَكن بالنسبة اليّ انتِ ثَمينَة للغايَة ، انهُ حتى رَغبتُكِ في الزَواج مني كانَت تدُّل على براءتكِ "
" لم تَقولي انكِ تُريدين ان تكوني عشيقَة الوَزير مَثلاً ! فالرجُل يستطيعُ حمايَة عشيقتِه ايضًا ، بَل لجئتِ لربط عِلاقتنا تَحت مفهومٍ طاهِر و مُقدس كَالزواج ، ذلك ما جَذبني اليكِ ، انكِ نقية تمامًا لم تؤثر بِكِ قذارَة المُجتمَع "
حاوَطت سويون وَجنتاه بِكَفيها لِتقترِب منهُ حَتى دَخلت بين ساقيه المُفرقَة و اضحَت مُلتصقَة بِه بالكامِل ، احتَضنته لِتخبئ رأسها في عُنقه هامِسَة " كُل رَجلٍ خُلقت لهُ الانثَى المُناسبَة لِقلبِه ، في حين انكَ الرَجُل الذي خُلقت انثاهُ بين يَديه ! الا تُعتبرُ مَحظوظًا ..؟ " رَفعت عينيها تُناظِرُه
ابتَسم على حَديثها ليومِئ ايجابًا و ينحَني مُقبِلاً احمرار انفِها " انا اكثر رَجل مَحظوظ على الإطلاق ! عادَة انا لا اتكلم كَثيرًا ، لكن النَظر لكِ وحدهُ يجعلني ارغبُ في التَحول الي شاعِرٍ يفني حياتِه في كتابَة قصائد الي مَحبوبته يقرأ عنها طُلاب الادب لاحِقًا "
ضَحكت سويون بِخفَة لتبتعِد عنهُ قائلَة " اجل كي يشتمونَك مع كُل سطرِ يحفظونَه ، قصائد الادب مُزعِجَة "
" لم اُواجه صُعوبة في حفظها ..؟ كُلما قرأت سطرًا وجدتهُ مترسِّخًا هُنا " اشار على عَقلِه لِيجدُها توكِزه من صَدرِه عابسَة " لا تُقارن ذكاءِك بِنا! انت خُلقت عبقري فَقط ، لو كنت مِثلُنا لعانيت في حياتِك الدراسيَة "
" لا افهَم معنى ان اكون غبيًا ، لَكن لابد انها مُعاناة " تَحدث مُستاءًا لِيتأوه بألم حينَما قرصتهُ من حلمته بِقوَّة مُغتاضَة من كلامِه " اتقصِد اني غبيَة ؟ جُيون زِن كَلامك "
" مُقارنَة بذكائي لابد انكِ كَذلك " تَحدث مُقلِّصًا عيناهُ ثُم قام بِحملها من وسطها لِيضعها فوق المِغسلَة قائِلاً " ما رأيكِ باعارتُكِ بعضًا من ذكائي ..؟ "
" لا شُكرًا ، كُلما كُنت ذكيًا ازدادت تَعاستُك ، افضل البقاء غبيَة " نَفت بينَما تضعُ يديها على اكتافِه المكشوفَة تلتمِس عُرض مَنكبيه بأعجاب
" حسنًا ما رأيك بانجاب طِفل ذكيّ مِثلي ..؟ " قال مُقترِحًا لِمن زَمت شِفاهها و هَزت اكتافِها مُتحدثَة " لقد انجبناهُ بالفعل ، انهُ في الطَريق "
" سيكونُ ذكيًا مِثلُك " اشارَت عليه توكِز جَبينه لِتبتسِم بِلُطف
" اذًا دعيني اُحممكِ الان ! انها السابعَة بلا شَك لقد اطلنا الحَديث " هَتف بينَما يُنزلها من فوق المِغسلَة ، طالعتهُ بينَما تتمسَّك بِقميصها حيثُ قالَت " ساثقُ بِنظرتك لي ! عُيونك لا تكذِب "
" انتِ جَميلَة و ان مُلئت بِمليون خُدش " قال مُبتسِمًا يُساعِدُها على ازالة قَميصُها ثُم رَماهُ بَعيدًا في سلة المُهملات لِكونه يُرتدى لِمرة واحدَة
حَدقت في عُيونِه بِترقُّب بينَما تُقلِّص عَسليتَيها تَجِدهُ يتأملُها مع الكَثير من الحُب ، حاوَلت البَحث عن نَظرةٍ تحملُ القليل من النُفور لَكنها لم تَجِد سِوا اُخرى مليئَة بالإعجاب و الدفئ
ابتَسمت بإطمئنان خُصوصًا مع لَمساتِه اللطيفَة على شَعرِها الطَويل و قُبلاتِه الدافئَة التي يَنثُرها على عُيونها الباكِيَة يَبعثُ اليها كَمًّا لا يُعد من الآمان
اكثَر مخاوِفُها بدأت تندثِر ، ان يَتقبلُها رُغم عُيوبِها التي تراها اقبحُ مابِها جَعلها تطمئن كُليًا ، بَل لم يُشعرها بِقدر ذَرَّة انها ناقِصَة
دَفع بِها الي سُلَّم الثِقَة ، يَبنيه لها دَرجةٍ دَرجَة لِتصعَد للحُصول على جائزَة تَقبل و حُب ذات بِحُضورِه
مَن يُحبك يَكون داعِمًا لِحُبكِ لِنَفسِك
يرا عُيوبك استِثناءًا
يُقدِسُها لانها تُميزُك عن غَيرِك
تكونُ حَسنةً وُجِدت بِك لِتمنحك جُزءًا لا يَتجزأ من شَخصيتِك
اختَر من يُقدِّس عُيوبِك و يَراها حَسنة
اختَر بِعنايَة لِتحصُل على الاكتِفاء العاطفيّ و الرِعايَة .. ♥️
•••
بعد ذَلك اليَوم غادرت سويون المُستشفَى بِتصريحٍ طبيّ يُهيئُها للخُروج ، اقتَرح جُيون ان يأخُذها الي منزِل والِدتها التي اشترتهُ حَديثًا كي تُوفِّرُ لها العِنايَة لِكونه سيكونُ مَشغولاً بِحل مُشكلته مع عائلته
خُصوصًا أنه لن يكونُ متفرِغًا لها ، لن يرغب بأخِذها الي القصر مُجددًا فترهق نَفسيًا من خَوضه عِراكًا محتومًا مع أخيه و والِده لِذا فضَّل ابقاءِها بعيدًا
لم ترفُض اقتراحِه و تَفهمت رَغبتهُ التي حتمًا هي لِمصلحتِها ، ذَهبت الي منزل والِدتها التي كانَت قد أعدَّت لابنتِها غُرفَة خاصَة تقطُن بها كُلما اتت الي زيارتِها
والِدها قد سافَر الي امريكا في ذاتِ اليَوم بعد طَلب مِن الدولَة حَتى يتم استِجوابه على آخر ما حَدث ، تلك الضَجة التي جَرت مؤخرًا لم تكُن حتمًا لِصالِحه
نَزلت سويون من سيارَة زَوجِها امام مَنزل امها التي كانَت عند الباب تستقبلهُما ، تمشيا سَويًا الي الداخِل حَيثُ اجلستهُما في الصالَة و قالَت بإبتِسامَة ودودَة " لازلتُ لم انتهي بعد من تأثيث المنزِل ، لذلك تجاهلا هذه الفوضَى ، حاولتُ ان انظفه بِقدر استطاعتي "
" اُمي توقفي عن ارهاق نَفسك! للتو غادرتِ المُستشفى انتِ ايضًا و الطَبيب نصحكِ بالراحَة " تَحدثت سويون مُعاتبَة والِدتها التي نَفت بإبتِسامَة و نَطقت " انا بِخير سويون ، عليّ ان اُكمل اجراءات الانتِقال و الاستِقرار "
تَنهدت لِتتكئ على ظَهر الكُرسي مُكملَة " اخيرًا الحُريَة بعد عشرون عامًا من العُبوديَة ، اشعُر اني انسانَة لها قرارتُها الخاصَة و المُستقلَّة الأن "
ابتَسم جونغكوك بِخفَة يُناظِرُها بينَما يُمسِك بيد زَوجتِه الجالسَة بالقُرب مِنه " ساقومُ بمساعدتكِ في ترتيب البَيت و تَركيب بَعض الاثاث ، لديّ اليوم بأسره لاكون بِجوارِكما " نَظر الي امرأته التي عانَقت ذِراعه بإبتِسامَة
يون سون نَظرت الي جونغكوك بإمتِنان حَيث حَنت ظهرُها نَحوه مُتحدِثَة " لا يسعُني شُكرك حقًا جُيون ، ظَهرت قبل عِشرون عامًا لِتنقذ فتاة تخلى عنها الجَميع ، و تكفَلت بِرعاية طِفلتها دون أجر ، و ها انت ذا تُغرقني بعطاءِك الذي لا اعرِف كيف اردُه لك "
نَفى جُيون على مُجمالتِها التي جَعلتهُ يبتسِمُ بِوديَة مُجيبًا بعد ان حاوَط ذِراع زَوجته و قربها الي صَدرِه " بل عليّ شُكركِ انتِ لانكِ ظهرتِ بذلك الوَقت ، ظهرتِ و كنتِ سببًا عَظيمًا في انجاب حَياة لِحياتي ، انا من عليه شُكرك "
وَضعت سويون يَدها على شِفاهها بِخجل تُطالع والِدتها التي ضَحكت بِخفَة و نَطقت " من قال انك سَتكون زوج ابنتي ..؟ لو علمتُ آن ذاك ما كنتُ سمحتُ لك بالذَهاب " استَقامت من الكُرسي تسلُك طريقها الي المَطبخ حيثُ رَدفت " ساضعُ لكما الغداء ، لابد انكُما جائعان "
" جدًا ! امي اشتقتُ الي طبخُكِ " رَدفت سويون بينَما تُبعد ذِراع زَوجِها عَنها و تنهض لاحِقَة بامِها حيثُ دَخلت الي المَطبخ المُطِّل على صالة الجُلوس
جونغكوك نَهض لِيُزيل مِعطفه و يُعلِّقهُ ثُمَّ بدأ بِتنظيم الصالَة و وَضع الأثاث في مَطرحه الصَحيح ، جَلس على رُكبتَيه يقومُ بِتَركيب الطاوِلَة في حين ان زَوجته تُجهِّز الطَعام مع والِدتها بالمَطبخ
جلس ثلاثتِهم يَتناولون طَعامِهم على مائدَة المَطبخ يَتبادلون اطراف الحَديث و من ثُمَّ استقامَت يون سون تَغسل المواعين بينَما جَذب جُيون زَوجته الي الاريكَة يُرغمها على الاستِلقاء دون اداء اي واجِبٍ اضافيّ كَما نَصحت الطبيبَة
اتمَّ العمل المنزليّ مع والِدتها و الصغيرَة مُستلقيَة بِملل تُراقبهُما يُعلِّقان شاشَة التلفاز امامَها ، بَعد ان انهى كِليهما اخر التَشطيبات جاء مَوعد مُغادرتِه بعدما دقَّت الساعَة العاشِرَة ليلاً
جَذب مِعطفه يَرتديه لِتنهَض سويون مُسرِعَة تقترِب منه " الي اين ..؟ لازال الوقتُ باكِرًا ، لا تَذهب " قالَت بينما تتشبَّث بِقميصه الخَلفي
التَفت اليها بينَما يضعُ مِعطفه فوق مَنكبيه " تاخر الوَقت سويون ، عليّ العودَة الأن و ساعودُ غدًا لتفقدُكِ " ردف بينَما يُطالِع مَلامِحها العابِسَة
" ارجوك ابقَى قليلاً بَعد ، ابقَى ساعتين اضافِيتَين " احتَضنت وِسطه تعترِض على مُغادرتِه بينَما تُسند ذَقنها على صَدرِه ترفعُ براسها نَحوه
انخَفض يُقبل ارنبَة انفِها لِيسمع حمحمَة يون سون التي مرَّت من امامِهما بينَما تحتسي الشاي بالنَعناع ، لَفت سويون رأيها الي والِدتها التي دَخلت حُجرتها و اغلَقت الباب تَنركهُما بِمُفردهما ثُم عاودت النَظر الي حَبيب قلبِها
" ابقَى هيا! لم اشبع منك بَعد " هَمست لهُ بِإلحاح و عُيونِها اللامِعَة تِلك تغوصُ بداخل سماءِه الليليَة ، وَضع جيون يداهُ في وَجنتيها يعتصِرهما بِلُطف قَبل أن ينخفِض لِتقبيل شِفاهها الممتلئَة " حسنًا سابقَى من اجلِك "
ابتَسمت بسعادَة لِتبتعِد عنهُ و تجُّره من ذِراعه الي الاريكَة ، دفعتهُ للجُلوس و استقرَت بِجانبه تحتضِن وِسطه قَبل ان تُسند راسها على صَدرِه مُحدقَة في شاشَة التِلفاز الضَخمة " لا اُريد ان تُغادر ابدا ابدًا "
" لَكن عليّ الذهاب حقًا سويون ، عليّ تنظيف الفَوضى التي اُحدثَت خلفي " هَمس لها بينَما يُخلل انامِله في خُصيلاتِها العسليَة بينَما يُحدِق في انعكاسِهما ضِد الشاشَة المُغلقة امامهِما
سَمِعها تتنهَّد لِترفع راسها عنهُ و تُناظِره بعدَما اعتَدلت في جَلستِها " حسنًا لكن اودُّ حَلاً مُجدِيًا لكل الذي يَحدُث ، انا اشعُر بالقلق فَقط "
رَفع احدَى ساقيه عن الارض لِيثنيها اسفل مؤخرته و يلتِفت نَحوها يُمسِك بيدِها بينَما يُطالع عُيونِها العَسليَة " بِخُصوص ما رأيتيه في الباخِرَة ، مالذي جَعلك تبحثين حَول امر والدي ..؟ " سألها بِحَذر
التَزمت الصَمت لِمُدَة تُطالِعه بِهدوء ، بما سَتُخبره ..؟
انها شَكت بأن والِده كان سببًا في مَقتل زوجتِه الراحلَة ..؟
ثُم بَحثت وراءِه لتكتشِف تورطهُ في قضايا التجارَة البشريَة و الباسه التُهم ..؟
ام انهُ خَدعهُ طيلَة هذه السَنوات يُقنِعه انهُ من قَتل زوجته و سَرق اعضاءِها المَفقودَة كَحُجة انتِقام للتغطيَة عن بَيع ماتبقى سَليم بِجسدها
هي تُدرك كَم الحَقيقة ستؤلِمُه ، و لعلَّه لن يُصدق حَديثِها نظرًا لاقتِناعه التام بِجريمَة لم يَرتكِبها ، قد يفقدُ صَوابه كُليًا ان حاوَلت ادخال مَفهوم غَير الذي زُرع بِه لِسنواتٍ طِوال
سيكونُ الأمَرُ صَعبًا
اخرجَت انفاسًا مُضطربَة من صَدرِها لِتُمسِك بيديه مُتحدثَة بِصوتٍ عَذِب " ايمكنك اخباري عمَّا حَدث اثناء عملية ايما ..؟ "
مُجرَّد سُؤالٍ بَسيط لاحَظت أثره على مَلامحه التي انكمَشت ، رأت حواجِبه تنعقدُ كَدلالَة على رَفض الاجابَة فإذ بِه يسحبُ يداه و ينطِق مُنزعِجًا " الم اقُل لكِ ألا تَبحثي بِذلك الموضوع اكثَر ؟ الم نُصبح بِخير ؟ اذًا لما تفتشين على المَشاكِل سويون ..؟ "
" لستُ افتِّش عن المشاكِل ، بل اودُّ معرفة الحَقيقة جونغكوك " قالَت مُدافعَة عن نَفسها بينَما تُحدق في عينيّ مَن اصطَّك على اسنانِه مُهسهسًا " و ان عرفتِ الحَقيقة مالذي سَتفعلينه مَثلاً ..؟ بَعض الحقائِق تكونُ مؤلمَة ! ايمكنك الا تتدخلي في ماضيي اكثَر ..؟ " استَقام من مجلِسه مُهتاجًا
مَسكته من يَدِه تَمنعهُ من الرَحيل لكنهُ سَحب مِعصمه و سار بِضع خُطواتٍ بَعيدا عن مُتناولِها ، لَحِقتهُ بِعيونها لِتستقيم تُحدق في ظَهرِه بِحُزن " جونغكوك "
تَوقف عن السَير ضاغِطًا قَبضتهُ بِقوَّة بينَما ينظُر امامَه ، لا يُدرك سبب انفِعاله الشَديد حينَما يُذكر ذاك الحادِث الذي يَجعل ذاكِرته مُشوشَة تمامًا
التَف بِرأسِه الي امرأته التي تُناظِرُه بإستِياء ، استدار اليها لِيقترِب بِسُرعَة يقوم باحتِضانِها بِلُطف ماسِحًا بيدِه على ظَهرِها " اسِف لاني غضبتُ عليكِ " همس مُعتذِرًا ليقبِّل رأسِها بِحُب
بادلتهُ العناق بينَما تُناظر الفَراغ بِصَمت " * لابد انه حقًا مُقتنِع كليًا بِما لم يَفعل ! نحنُ في كارثَة * " ابتَعدت عنهُ لِترفع عسليتَيها اليه
" اسمَعني ، انت تثقُ بي اليسَ كَذلك ..؟ "
اومَئ لَها ايجابًا لِيجدها تَضعُ كفها على وَجنته تمسحُ عليه بِرفق فأردَفت بِهدوء " هُنالك حقائِق قد لا نَستطيعُ ادراكُها لشدَة ثقتُنا باُناسٍ لَم يستحقوها ، قد تُخطئ مُعتقداتُنا احيانًا ان خَالطنا وحوشٍ تتجسَّد على شَكل بشر ، جونغكوك ارجوك لا تنغمِس في اكاذيبهم اكثَر ، لا اُريد ان افقِدك "
لَم يكُن يستطيعُ فَهم ما تُحاول الوصول اليه حَيثُ امَسك بيدِها التي على خَده لِيُخفضها مُتحدِّثًا " ما مَعنى حَديثُكِ ..؟ "
مَسكتهُ من ياقَة مِعطفه لِتخفضهُ الي مُستواها حَيثُ جَعلت جَبينه يرتكزُ على جَبينُها تحثُّه على الاقتِراب الي حَد اختلاط انفاسِهما الساخِنَة
احتَضنت بؤبؤ عَيناهُ عند ذاك القُرب الخَطر على قلب كِليهما و هَمست " ما اقصدهُ انهُ عليك ان تكون حَذِرًا ، لا تَمنح اقرب الناس اليك ثِقتك الكاملَة و فتِّش جيدًا وراءَهم ، لعلَّك تجدُ مُبتغاك "
رَفعت يَديها تُحيط عُنقه ماسِحَة على خُصيلاتِه القصيرَة من الخَلف بِرقَة لِتُكمل " عقلُك مشوش جدًا ليستوعِب ما اُحاول قوله ، سامنحك وقتًا اضافيًا لِتتكفَّل بما حَدث مؤخرًا ثُم لدي ما اُخبرك بِه "
وَجدتهُ يُسند جَبينهُ على خاصتِها يُغمض عيناهُ باهاق فاومَئ مؤيدًا بينَما يَهتِف بِتَعب " انا فعلاً مُشوَّش سويون ، احتاجُ بضعَة من الوَقت لاتفهَّم ما يحدُث "
" ما رأيك ان تنام بِحُضني الليلَة بدلاً من المُغادرَة ..؟ " هَمست لهُ حينَما ادرَكت حَقيقة تَعبِه ، فَتح عينيه المُرهقَة لِيبتسِم بخفَة مُهمهمًا " عرض مُغرٍ لا يُمكنني تَفويتُه ..! "
جَذبتهُ من يَدِه مَعها الي الغُرفَة التي مَنحتها لها والِدتها حَيثُ اخذتهُ الي فِراشها و تمددت بالقُرب مِنه بعدما ادخلتهُ بين ذِراعيها تَمسحُ على شعرِه الحريريّ بِلُطف و عُيونها مُعلقَة على ذرات الهَواء تُفكر بِشُرود
كان قَد أسنَد رأسِه على صَدرِها بِتَعب بينَما يُدخل يدهُ اسفَل تيشرتِها يَتحسس بَطنِها بِلُطف ، ابتَسم مُرتاحًا لِيرفع كُحليتيه اليها " لا اُنكر غيرتي كُلما تخيلتهُ في حُضنكِ بدلاً مني يأخذُ غايتهُ و يُجاكِرُني ! لَكني سعيد في الوقتِ ذاتِه "
ابتَسمت عَلى حَديثه لِتضع يدها فَوق خاصتِه تمسحُ عليها بِحُب " انهُ مِنك ، بدونك ما كان لِيكون لهُ وجود مِن الأساس فَكيف تغارُ مِنه ..؟ "
" املكُ شُعور بالتملُك ناحيتُكِ بشكلٍ لا يُصدق ! اُريدكِ لي انا فَحسب ، دون ذَلك ساعتبرُها خيانَة " اشرَّ لها باصبعِه كَما لو انهُ يتهِمُها ، ضَحكت بِخفَة لِتمسك باصبعِه مُقبلَة اياه " حسنًا لنقطَع وعدًا "
" وعد ..؟ "
" امم اجل ، ألا اكون لِغيرك مَهما حَدث " اومأت قائِلَة تُحدِق في عُيونِه حيث سأل مُستفهِمًا " لكن ماذا ان مُت ..؟ هل سَتبقين وَحيدة ؟ "
وَسعت عَينيها تُناظرهُ بِغَضب اينَما قامت بِدفعه عَنها مُغتاضَة من حَديثه " ماهذا الفالُ السَئ جُيون ..؟ " صاحَت بِه بضيق تَسمعهُ يضحك على ردِّ فِعلها المُبالغ به في نَظرِه " مابكِ انفعلتِ كما لو انهُ مَحكوم عليّ بالاعدام قَريبًا ! "
طالعتهُ بِغَضب لِتمسك الوسادَة تضربهُ على رأسه " و لازال يتحدَّث ، اصمت جونغكوك لا تَجلب هذه السيرة مُجددًا " صاحَت بينَما تخبطهُ بإستِمرار
ابعَد عنها الوسادَة يُناظر انفعالِها باندِهاش ، بالكاد جَلس حَتى لَمح الدُموع تجتمعُ عند اطراف عَينيها تُنذر بالبُكاء " يا كنتُ امزح مابِك ؟ "
اقتَرب لِيُحيط وَجنتيها بِرقَة يَجِدُها تشهقُ بِبُكاء فَتحدثت بصوتٍ مُهتز " لا تجلب سيرة الموت مُجددًا ، لا اُريد ان اتخيَّل الامر حَتى ، ارجوك "
اومئ لَها ليجذِبها الي حُضنِه يَمسحُ على شَعرِها بِلُطف " حسنًا يا روحي اهدئي همم ؟ انا اسِف "
تَشبثت بِه بقوَّة لِتغرس نَفسها بصدرِه اعمَق مُحاولة السيطرَة على بُكاءِها ، كلامه ذَكرَّها بحديث والِدها و اخيه حَول الصاق تُهمة القَتل بِجُيون و جَلب حُكم الاعدام بِه ، مُجرَّد التفكير بالأمَر جَعلها ترتعِد من الخَوف
شدَّت على وِسطه بِقوَّة تَكتمُ بُكاءها بِصُعوبَة
كَما لو أنَّها احسَّت بتلك المَكيدة التي تُنصب لهُ سِرًّا
قَلبُها ليسَ مُطمئن البتَّة
•••
خَطت خُطوات جُيون داخِل قَصرِه بينَما يضعُ يداهُ في جُيوب بِنطاله مُطلِّقًا تَصفيرة دَوت في انحاء البَيت تُسمعُ سُكانِه
دَخل الي الصالَة حَيثُ تمكُث والِدته و والِده الذي تجمَّد الدم في عُروقه ما إن نَظر الي ابنِه في حين ان امَّه وقفت بِسُرعَة تُحدق به بسعادَة " جونغكوك "
رَكضت اليه تُعانقه باشتِياق تعتصرهُ بين ذِراعَيها في حين أنَّ الاصغر سِنا وَضع مُقلتاه على والِده بِهدوء " مابك مُنصدم ابي ؟ "
ابَعد امهُ عَنه و ناظَرها بِحاجب مَرفوع " الستُ الاناني الذي اختار مَصلحته قبل اخيه ..؟ مابكِ تُعانقينه ! "
حَدقت جونغهيون بِه بِحُزن لِتُحيط وَجنته هامسَة " لابأس نَستطيع اصلاح الامر مَعًا همم ؟ اخاك يود بدأ صفحَة جديدَة لِنكون عائلة مًجددًا "
ابعَد يدِها عنهُ لِيُحدِق في عُيونها السَوداء " انتِ وقفتِ في صفِّه على الرُغم من كونكِ اخصائيَة نفسيَة و تقرأين لُغة الجسد بوضوح ، بدا لكِ صادِقًا حقًا ام انكِ سمحتِ لغريزتك في التغلُّب عليكِ ..؟ "
" انا فَقط ربطتُ الاحداث لاجعلها اكثَر منطقيَة ! " قالت امه بينَما تشُّد على ذِراع ابنها الذي دَفع شِفاهه ساخِرًا فَسحب عِضده عن مُتناولها و هَمس " ابنكِ الذي وصفتيه بالهمجيّ نَسيتِ تعامُله و احترامه و حُبه لكِ طيلة هذه السَنوات ..؟ "
" لما لخصتِ انفعالاتي بأنَّها نَجمت من قلب مُحترِق تمت خِيانتِه ! اولستِ ادرى بِحُبي اليها سابِقًا ..؟ كَيف نسبتيها الي ابنكِ الاكبر ببساطَة يا اُمي ؟ "
اعتَدل بإستِقامتِه مُخبئًا يداهُ في جُيوب ثُم طالَع والِده لِيُكمل مُخفيًا خَيبة أملِه " ان لم يَجد الانسان الخَير في عائلته ، اين يَجِده ..؟ "
طالعتهُ الاكبر سِنًا بِحُزن لِتُمسِكه من وِسطه رَغبة في احتِضانَه الا انَّه تراجع الي الورَاء و نَطق بِهدوء " ابقي بَعيدة ! كنتُ مرميًا بين الحياة و المَوت و لم تسألي عَنِّي و لا حتى عن زَوجتي التي اختِطَفت و كادَت ان تفقد حياتِها "
نَظر الي عينيّ امِه و اكمَل " اظهرتِ تعاطفكِ مع ابنكِ الاكبر و تناسيتِ من ساندكِ و رَفع رأسك انتِ و زوجكِ ، بِعتُماني في ثانيَة وكنتما ضِدي كَما لو اني حُثالة انجبتُماها من الشارِع " هسهس بِغَضب يُلقي بأسهم الاتهام على والديه
امه التي كان الذَنب يتآكلُها على غِرار ابيه الذي شدَّ على قَبضتِه بِغَضب و استقام يُطالع ابنه " زِن كلِماتك جيدًا حينما تُخاطب والِديك "
" انت اخِر من يَحق له ان يتكلَّم " اشرّ جونغكوك على والِده بِغَضب ثمَّ قال بِغصَّة " بِت مكشوفًا حضرَة الطبيب الجرَّاح ! " اقتَرب منهُ بِضع خُطوات مُتجاوزًا والِدته حيثُ انتَصب امام أبيه مُباشرَة
" اين قسمُك في اداء مُهمتك الشريفَة في سَبيل الخَير ..؟ " هَمِس لهُ بِحدَة مُحارِبًا رَغبتهُ الماسَة في اظهار خَيبته عَبر نَظراتِه ، احمرَّت عُيونِه التي اضحَت تحرِقه بشدَّة فأتمَّ قائِلاً " اضحَى كُل شَئ مكشوف بالفِعل ، سَتنال عِقابك يا " رَفع يدهُ يضعها فوق كَتِف والِده و اكمل ساخِرًا " يا ابي "
ابعَد هانجون يد ابنهُ عنهُ و قال بينَما يصِّر على اسنانِه بِغَضب " هل فقدت عَقلك ..؟ انت تُصدِق ما تقولُه لك زَوجتك التي تملئ رأسك على والِديك ..؟ انسيت انها هَربت و تركتك ؟ "
" هَربت ..؟ ام انك كُنتُ داعِمًا لِاختطافِها ؟ " هسهس جونغكوك بِغَضب لِيعتصِر قَبضتِه بقوَّة ، التفت جونغهيون نَحو ابنِها عاقِدَة حواجِبها بعدم فَهم " مالذي تقوله جونغكوك ..؟ لِما تحادث اباك هَكذا ..؟ "
" ابنكِ فقد عقله ، عاد مُراهقًا يركُض خلف فتاة نيتُها افساد استِقرار عائلته " قال هانجون بِغَضب يُطالِع عُيون ابنه الذي ضَحك ساخِرًا و تَحدث مُستهزِءًا " عائلَة ..؟ لِما اكانَت لديّ عائلة من الاساس ..؟ "
" اين كُنتم يا عائلتي حينَما اُصبت بسكتَة قلبية سببُها انتُم ..؟ هل هذا مَفهوم العائلة لديكم ..؟ "
" جونغكوك كان الوَضع متوتِّرًا قليلاً ، لَكن هذا لا يَعني اننا لا نُحبك " نَطقت جونغهيون بينَما تقترِب من طِفلها تُمسكه من ذِراعه حَتى تُلفِته اليها
جونغكوك ناظَر امهُ بِهدوء و تحدَث هامسًا " صَدمتي بِزوجكِ اشلَّت نِصفي ! " عاوَد التَحديق في والِده لِيؤشِّر عَليه مُكمِلاً " انا لن اتساهل مَعك ، سآخذ الاجراءات القانونيَة اللازِمَة لانهاء المَهزلة التي بدأتها "
" جونغكوك " صرَّ والِده على اسم ابنِه الذي صاح بِصوتٍ عالٍ " حُرَّاس "
وَسعت جونغهيون عُيونها تُناظِر رِجال ابنها يُحاوطون المَنزِل ثُم طالعت صغيرُها يلفِظ امرِه بِصرامَة " امسكوا بالسيد جُيون و ضَعوه تحت الاحتِجاز الي اشعارٍ آخَر "
" جونغكوك مالذي تَفعله ! افقدت صَوابك " قالَت جونغهيون بِقلق تَهُّز ابنها من ذِراعه لعلَّه يعودُ الي رُشدِه ، اقتَرب رَجُلين من والِده حيث مَسكا بِذراعَيه غَية اخذِه الي الغُرفة التي أمر جُيون بِحجزه فيها
" لا تَتدخلي انتِ ! الم تَصفيني بالمَجنون ؟ اذًا دَعيني اُريكم الجُنون على اصولِه " حَدق في والِدته مُهسهسًا لِيُشير على والِده مُكملاً " انتِ لا تعرفين ما فعلهُ زوجكِ ! لِذا ابقي خارِج القصَة كي لا يَخيب املُكِ كما حَدث معي "
هانجون نَظر الي الحُراس الذين يُحاوِطونَه ثم طالع زوجتِه التي انهاَرت تَبكِ " جونغهيون جِدي حلاً الي ابنكِ انهُ يفقدُ صوابه " صَرخ عَليها لعلَّها تُقنع ابنه الذي وَضع يدهُ في جَيبه يُحدِّق به بِجُمود " لازلنا في البِدايَة ! " هَمس لهُ ثُمَّ أمر حُراسِه بِجَّرِه خارِجًا
" اسمَع دعنا نتحدَّث ، سنجِد حلاً لِهذا سويًا " صاح هانجون بينَما يُحاول جَذب ذِراعَيه من الحُراس الذين يَجرونَه الي الخارِج ، جَلس جونغكوك على الاريكَة مُتنهدًا فَراح يُمسِك رأسهُ بِصُداع " اكاد افقدُ عقلي " هَمس
ناظَرتهُ جونغهيون التي اقتَربت منهُ و جَلست الي جانِبه مُحاولة فَهم حَقيقة ما يَحدُث " اخبرني مالذي يحدُث ارجوك ، لِما فعلت هذا بِوالدك ؟ " ترجتهُ باكِيَة بينَما تُمسك بِذراعه
جونغكوك نَظر في عينيّ امِه المُبللَة و قَد آلمهُ قلبهُ على حالِها ، تَنهد لِيُرجع رأسِه الي الخَلف قائِلاً " الذي يكونُ ابي يا اُمي ، مُتورط بِعمليات التجارَة البشريَة منذ سِنين بإسمي "
حَديثهُ جَعل اطراف امه تتجمَّد ، نَفت تعترِض قَوله لِتجده يُخرج ذلك المَقطع الصَوتي يُسمِعها اياه حَتى تُصدِقه " انهُ متورِّط باسمي ، اتُدرِكين مَعنى هَذا ..؟ انَّهُ قانونيًا انا الجاني ، لِثقتي به كنتُ اوقع على الاوراق دون ان اقرأ حتَّى ، و اُنظري الي ما فَعلهُ بي في الآخِر !! " قال بِغَضب تُوازي خَيبة أملِه
جونغهيون فَرقت شِفاهها بِدهشَة ، تكادُ لا تُصدق ما تَسمعه ، ارتَجف الهاتِف بين يَديها لِتُسقطهُ ارضًا مُمسكَة بِرأسها بِعدم تَصديق " م..مستَحي..مستَحيل "
اراح جونغكوك رأسهُ على الاريكَة وراءه يُطالِع السَقف أعلاهُ بِشُرود مُتجاهِلاً انهيار امه بالقُرب مِنه ، كُل ما يَجول فِكره العواقِب القانونيَة التي سيخضعُ اليها حينَما يصلُ الخَبر الي السُلطات المَلكيَة
قد يُقال من مَنصِبه قَريبًا
ليسَ مُستعدًا بَعد لِذلك ، يَنوي الاستِقالة من تِلقاء نَفسه لا أن يتم طَردِه
اغمَض عيناه مُتنهِدًا بِحسرَة لِيُدلِّك جَبينهُ بِألم لِكثرَة الصُداع الذي يَجتاحُه
لعلَّ القادِم ، افضَل ، رُبما ..؟
•••
بَــعــد اُســبــوعــيـٰن
كان اليَوم الذي ذَهب فيه جُيون الي منزل يون سون حَتى يُقِّلُها هي و زَوجته الي منزِل مارك ، يقفُ امام سيارتِه السَوداء في انتِظار قُدوم امرأته التي ما ان سَمِعت الضَجيج اسفل بيتِ امها حَتى خَرجت تطِّل من الشِرفَة
رأت رَجُلها يقفُ بِثيابه السَوداء كَنظراتِه الشَمسيَة بينَما يُكتف يداهُ الي صَدرِه بِهدوء ، ابتَسمت بِسعادَة عارِمَة فهي لم ترهُ منذ اُسبوعين بالفِعل
نَزلت تَركُض لِتخرُج اليه حافيَة القَدمين ، رَكضت اليه بِسُرعَة حتَّى قفزت بِحُضنه تعتصِره بين اذرُعِها " اشتقتُكَ كثيرًا كثيرًا "
بادَلها العناق بِقوَة اكبَر لِيحملها عن الأرض مُلتفًا بِها امام حُراسِه الواقفون امام المَنزِل حَيث التَّف كُل مِنهم يُبعدون اعيُنهم عن مُتناول سيدِهم و امرأته
حَشر رأسهُ في رَقبتِها يستجمعُ طاقته عَبر إستنشاق انفاسِها المُخدرَّة " اشتقتُ اليكِ اكثَر " هَمس لها بِدوره لِتُبعِد رأسُها عنهُ بينَما تُلصق جَسديهما مُطالعَة عُيونِه السَوداء " ابعِد هذه ، دَعني ارى مَحبوبتاي " رَفعت نظراتِه عاليًا تضعهُما على شَعرِه
كَشفت عن عُيونِه التي تَحملُ كَمًّا هائِلاً من الحُزن ، احاطت وَجنتاه بِلُطف لِتُقبل شِفاهه بِخفَة ثُم هَمست لهُ " مالذي حَدث اخبِرني ..؟ "
مَسحت على وَجنته بإبهامِها تستطيعُ الشُعور بِألمِه الذي بدا كَما لو انهُ اجتَمع في حُمرة عُيونِه ، لم يَكُن يودُّ الحَديث فَغصتَّه سَبقت كَلامه لِذا نَطق بينَما يُقبل جَبينها بِحُب " لما انتِ حافيَة يا اميرتي ..؟ "
اجلَسها فَوق سيارتِه لِيسير الي مَدخل بيت امها حَيثُ جَلب حذاءها و عاد اليها ، جَلس على رُكبتِه يَقوم بالمَسح على اقدامِها ينفضها من التُربة ثمَّ البَسها حذاءها الرياضيّ بِحَذر قَبل ان يَستقيم يُطالِعها
" نتحدث في السيارَة ..؟ " سألتهُ بِعينين مُلحتَين فاومئ لها و فَتح الباب الخلفيّ حَتى يَصعدان سَويًا ، جَلست الي جانِبه لِيُغلق الابواب جيدًا و يُناظِرُها
" ماذا حَدث حينَما ذهبت الي بريطانيا ..؟ اقال لك الملِك شيئًا ..؟ " سألته بعدمَا انتَشلت يدهُ بِلُطف تَمسحُ على ظاهِره لعلَّها تُخفف عنهُ القَليل
" لم يَقل الملك شيئًا " نَفى مُعترِضًا ليُحدق في سويون بِحُزن ، شدَّ على يدِها بقوَة و تحدَّث بِغصَة " القيتُ القَبض على والدي بِيدي ، ارسلتهُ الي السِجن بِنفسي " نَظر في عُيونِها يُحادِثها بِاحمرار كُحليتاه عن حَجم الألم الذي يَمكُث بِداخله
في الآخِر ، هو والِده الذي تربَّى تحت جَناحه طيلَة عُمرِه
سويون نَظرت اليه بِصَمت ، وَضعت يدها على شَعر زَوجِها تمسحُ بِرفق على خُصيلاتِه " لكنهُ اخطئ ، عليه ان يُعاقب " هَمست لهُ
" اعلَم ، على الرُغم من كَونِه سَئ و فعل الكَثير ، لَكنه كان اب مِثاليّ لي " هَمس لها بِحُزن و تعجَّب من تهجُّم ملامِحها و ذلك الانفِعال الذي بدا واضِحًا عَليها " اب مِثاليّ ..؟ " سَخِرت لِتدحرج عُيونِها جانِبًا
" مابكِ تُحادثيني بِهذه النَبرة الساخِرَة ..؟ " رَدف جونغكوك بِهدوء يُناظر زَوجته التي شَدَّت قَبضتها بِغَضب و اجابَت " انهُ ابدًا ليسَ كما يخال لك ، لم يَكُن يومًا مِثاليًا جونغكوك ! هُنالك الكَثير انت لا تعرِفه "
نَظرت في عَينيه ترغبُ في اكمال حَديثِها الذي بَدا جِديًا ألا انَّ قُدوم والِدتها قَطع كَلامهما " لنتحدَث لاحقًا " هَتفت بِهدوء لِتسحب يدها عنهُ و تنزِل من الخَلف حَتى تصعُد بِجانب كُرسي السائِق من الأمام
دلَّك جونغكوك جَبينهُ بِصُداع لِينزِل يُسلِّم على والِدتها قَبل ان يصعَد مكانهُ في الكُرسي الأماميّ ثُم ادار المِقود مُغادِرًا المَوقِع الي بيت مارك
حينَما دخلت الي غُرفتها و بدأت عَملية جَمع اغراضِها لَمحت قُرصًا صغيرًا مِن كَومة تلك الاغراض ، قَطبت حواجِبها لِتمد يَدها تنتشِله مُتمتمَة " ماهذا ..؟ "
تَفقدتهُ بيدِها مُحاولَة تذكُّره " لطالَما كنت اراهُ سابِقًا و كُلما جئت افتحهُ يحدُث شَئ ما ! هل عليّ ان اراه الان ؟ " قالَت مُتسائلَة لِتلتفت نَحو حاسوبِها
اقتَربت تجلسُ على مَكتِبها و تَضعهُ بداخل حاسوبِها الذي شَغلتَّه فانتِظرت ان تَخرُج لها مُحتويات القُرص
ظَهر لها مَقطع فيديو قامَت بالدُخول عَليه فراح الفيديو يَتحمَّل آخِذًا مُتسع من الوَقت لِكونه قَديم بالفِعل
استقامَت حتَى تجمع بقيَة الاغراض ريثَما يُنهي تَحمليه و بينَما كانَت تَضعُ اشياءِها بداخل الصُندوق صُعقت بشدَة ما ان سَمِعت صَوت رَجُلها يَصدُر من خَلفِها
- مرحبًا ، انا جُيون جونغكوك ، ابلغُ عِشرون عامًا من عُمري
التَفت برأسِها تُحدِق في زَوجِها في مُقتبل عِشرينياتِه يَجلِسُ على كُرسيّ بداخل حُجرة مُظلمَة يسُلَّط نورُها على مَلامِحه هو فَحسب
مَلامحه التي بَدت باهِتَة خاليَة من الحَياة
تَركت الاغراض من بين يَديها و سَلكت وِجهتها الي الكُرسي الذي وَقفت وراءه تُحدِق به يَتحدَّث بِهدوء كَما لو انهُ روبوت تَمَّت برمجتهُ للحديث كَما يودُّ المخترِع تمامًا
- انا قُمتُ بِقتل زوجتي لانها قامَت بِخيانتي ، قتلتُها و قطعتُ اعضاءِها لاحتفظ بِهم لاشفي غَليلي ، و لستُ نادِم على ذَلك ، هي تستحِق لانها غَدرت بي و استغلَت حُبي لَها .
فَرقَّت سويون بين شِفاهها بِدهشَة لِتلتفِت برأسِها الي زَوجِها الذي دَخل غُرفتِها و انصَت للتو الي مَقطع الفيديو ذاك
ابتلَعت ريقِها بِذُعر حينَما حَمل بِعينيه نَظرة لَم تتمكَّن من قِراءتِها ، بَدت مِظلِمَة للغايَة ، حَدقت في يَدِه التي كانَت تحملُ مِطرَقَة قَد قام باعتِصارِها بِعُنف
شدَّت على ظهر الكُرسي الذي تَمسِكه لِتطالعهُ يدلِف الي الداخِل بِخُطواتٍ هادِئَة و في مُتناوله تِلك المِطرقَة الحديديَة
مالذي ، سيُقبل زَوجها على فِعله ..؟
ابتَلعت ريقها بِذُعر تُناظره يَجُّر خُطواته الي داخِل الحُجرة بينَما عيناهُ على ذلك الحاسوب يَرى انعكاسه قَبل سَبعة عشر عام من الأن
اعتَصر المِطرقَة بين قَبضتهُ بِقوَة ثُمَّ حَدق في زَوجته التي ابتَلعت ريقِها بِذُعر " جو..جونغكوك "
" الم اُخبرك ان تتوقَفي عن التفتيش في الماضي ..؟ " هَمس لها قائِلاً بينَما يضغظُ على تِلك المِطرقَة بِقبضتِه يُناظر زوجتِه التي واشَكت على التحدَّث ألا انَّه فاجئها بِصُراخِه و ضَربته القويَة التي اصابَت الحاسوب " لِما لا تَسمعين كَلامي ..؟ "
انتَفضت سويون بِخَوف تُناظِر حاسوبها الذي تحطَّم بفعل ضَربتِه القويَة ثُم نَظرت اليه بِتوتُر " ان..انا " تراجَعت الي الوراء تَجِده يقترِب منها و الشَرار يَتطاير من عَيناه " مالذي تُريدين ان تَعرفينه بالضَبط ..؟ "
" تُريدين التأكد من اني قاتِلُها ..؟ اسيُريحكِ ان علمتِ انهُ انا فعلاً ..؟ " هسهس قائِلاً يُراقِب عينيها المُرتعِبَة " نحنُ نكادُ نُصبح بخير لما تُصرِّين على فَتح المواجِع ..؟ اخبريني ؟ "
" فُضولك اللعين يكادُ يُفسد حياتِنا " صَرخ بِها بِغَضب يَجِدُها تُنفي و تنطِق بانفِعال " انهُ ليسَ انت ! لست انت من قَتلها "
" اتسخَرين مني الان ..؟ " تَحدث ساخِرًا لِيرمي المِطرقَة جانِبًا و يُشير على نَفسه هامِسًا " بل انا ! انا من قُمت بِذلك "
" لا ، انها كِذبة جونغكوك ، انت لم تَقتُلها و لَم تمَّس اعضاءِها " هَمست مُقترِبَة منهُ لِتُمسك بيداهُ مُعتصرَة اياهُما بِقوَة " صَدِقني ، كذبوا عَليك حَتى يستعملونَك لِصالحِهم ، انت لم تَفعل شيئًا " تَحدثت بينَما تُطالع عَيناه
وَجدتهُ يستنكِر كُل حرفٍ لَفظتهُ لِينطِق مُستهزِءًا " انتِ قُلتيها ذاك اليَوم ! ليسَ عليك ان تَثق باقرب الناس اليك كَثيرًا كي لا تُصاب بخيبَة أمل ، انتِ ايضًا لا تَثقي بي الي ذلك الحَد سويون "
" جونغكوك الامرُ مُختلِف الأن ، انا اُصدقك و اثقُ بِبراءتك التي انت لا تُدركها ، هُم عبثوا بِعقلك لِيقنِعوك انك القاتِل " رَدفت بإندِفاع لعلَّه يستوعِب حَديثُها و تُقنِعه ، جونغكوك مَيَّل رأسهُ و قال ساخِرًا " من الذي سيفعَل هذا ..؟ مابكِ تَهذين ؟ هل صَدمتك افقدتكِ صوابك ؟ "
" مارك و والِدك و اخيك ، هًم ثلاثتهم قاموا بِفعل هذا بِك ، هُم سبب كُل المَشاكل صَدقني " هَمست لهُ لِتُحيط وَجنتاه تُطالِع عُيونِه السَوداء
اقتَربت منهُ اكثَر حَتى كادَت ان تلتصِق به و اكمَلت حينَما صَمت يُنصِت اليها بِحَذر " كان مَلعوبًا مُنذ البِدايَة جُيون ، حَتى ايما لم تَخُنك بل اخيك تعدَّى عَليها و اظهرَها بشكل الخائنَة كي يَستعملوا ضغينتك نَحوها كَدافع لاقناعِك بالقَتل ، انها مكيدَة ضخمَة اُعدت لك ليتم استِعمالك لِتلبية مصالِحهم الشَخصية ، انا بَحثتُ و علمتُ الحقيقَة كاملَة "
نَظر جونغكوك في عُيونِها بعدمِ تَصديق ، لَم يَكُن واعِيًا لِما تَقولُه يُحاوِل تَرتيب كَلِماتها في عَقلِه ألا انَّه عَجِز " م..مالذي تقو..تقولينه ..؟ "
" الحَقيقة جونغكوك ، صَدقني انها الحَقيقة حتى اني امتلكُ شاهِدًا ، ان كنتُ القاتِل حقًا لما قد تُصور فيديو تعترِف به بالجريمَة ..؟ ان لَم يكُن هم من يريدونَك ان تَفعل كَي يُمسكونَه دليلاً ضِدك لاحِقًا ..! " نَطقت مُنفعلَة بينَما تُشير على حاسوبِها المُحطَّم ثُم طالَعتهُ تُشاهِد مَلامِحه التائهَة
كُل شَئ بدأ يُصبِح مَنطقيًا الأن
جُيون غاص في فِكره للدرجَة التي جَعلتهُ يَتناسَى وجود امرأته حَوله
ان كان ما تقولهُ صَحيحًا
اذًا هو في ورطَة يَستحيل الخُروج مِنها
سيتِم قَلب الطاوِلَة عَليه بِلا شَك
القادِم لَم يَكُن يبشِّر بالخَير البتَّة ..!
•••
8856 ✔️
مرحبًا يالطيفين
عُدنا بتشابتر طَويل 🫶🏻
🪐 بِخُصوص احداثنا لليوم ..؟
كان اغلبها لطيف يُدغدغ القلب
انتم متخيلين انه كل يلي جَرا في حياة جونغكوك كان مُخطط لهُ
الموضوع يَخوف
انا كَـ جيهان خفت
بالنسبة الي الجزء الاول فقاربنا على ختاميته
🪐 حسب رأيكم كيف ستكون احداث الجزء الثاني و من اي نُقطة سنبدأه ..؟
🪐 اكثر جُزءية نالت اعجابكم لليوم ..؟
🪐 الشخصيات ..؟
🪐 اكثر شخصية تحبونها ..؟
🪐 جيون حيقتنع بكلام زوجته ..؟
🪐 توقعاتكم هُنا للقادم ..؟
ليس لدي الكثير لاتحدث به اليوم 🌚 اشعر اني ثرثارَة
لذا اجيبوا على تلك الاسئلَة فقط و امنحوني حُبكم
اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top