Husband | 49
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء التاسِع و الأربَعون 🪐
تأخرت عليكم شويتين بعد ماعودتكم على التحديثات الشبه يوميَة
اسفَة ♥️
جئتكم بتشابتر طويل به مختلف من الاحداث
استمتعوا بِه و لا تبخلوا علي بتعليقاتكم اللطيفَة
لِنَبدأ
•••
" ان..انا حام..حامل بطفلِنا "
كُحليتاهُ تَتبِع حَركة شِفاهها المُرتجِفَة و هي تنطِق بِتلك الجُملَة التي سَببت نُزول فَيض من الدُموع مُتسببَة في تَبليل وَجهِها ، ابتَلع ريقِه يستوعِب ما سَمعهُ قَبل أن يَرفع حَدقتاه الي مارك الذي ابتَسم بِجانبيَة قائِلاً
" ماذا سَيكون شُعورك حينَما اخطِف منك زَوجتك و إبنِك ، اوَل فَرحتِك همم ؟ سَتبقى حسَرة في قلبِك الي الأبَد ، كَما جَعلتني ألتوي ألمًا لانك سَلبتها مني "
" مارك انت مَريض ، سويون لا تُحبك و لا تُريدُك " صَرخ جونغكوك قائِلاً بعد مُحاولتِه الماسَة في السيطرَة على انفعالاتِه ، نَظر الي زوجتِه التي ترتجِف بَين ذِراعيّ مُختطِفها حَيثُ نَطق المَعنيّ مُجيبًا
" انا مريض بِها! اخبرتُك سابقًا ان لَم تكُن لي لَن تكون لَك "
جونغكوك اعتصَر قَبضتاهُ مُغتاضًا مِن حَديثِه قَبل أن يَرفع رأسِه عاليًا حينَما استَمع الي صَوت المِرواحيات تُحلِّق في السَماء
سويون رَفعت رأسِها الي السَماء تُناظِر مَجموعَة من المِرواحيات تُحلِّق في إتجاهِهم عاقِدَة حواجِبها بِخفَة ، لَفت عُيونِها نَحو مارك الذي فوجِئ و تَشتت انتِباهه عَنها بِمُجرَّد أن رأَى تِلك الطائرات الصغيرَة تستقِّر فوق السفينَة
رَفع جُيون عُيونِه يُطالِع المِرواحيات مُتفاجِئًا حينَما استَقرَّت تُحلِق حَول الباخِرَة مع صَوتٍ بدا مألوفًا بشدَة لهُ ، صَوتٍ صَدر مِن مُكبِّر سُمِع في الانحاء بِوضوح
- انتِباه ، على كُل مُسلَّح ان يترك سِلاحِه و إلا سيتِم التَصويب عَليه من قِبل قواتنا الخاصَة
جونغكوك نَظر حَولهُ يُناظِر اؤلاءِك الجنود ذا البِدل العسكريَة يَحملون اسلحتِهم الثقيلَة بينَما يَركضون في صفٍ واحٍد يُحاوطونَه من كِل صَوبٍ بَعد ان نَزلوا من المرواحيات في الجُزء الخلفيّ من السفينَة
استقَّر العساكِر على رُكبِهم مُصوبون أسلحتِهم على مارك الذي يَضعُ سِلاحه على رأسِ سويون المُحتجزَة بين يَديه لِينطق قائِد القُوات العسكريَة مِن وسط المِرواحيَة قائِلاً
- عَليكم حمايَة سيدي الَوزير و امرأته
سويون ابتَلعت ريقِها بِذُعر لِتُدير رأسِها بِحَذر تِجاه مارك الذي كانَ مَذهولاً مِنا يَرى ، عُيونِه تُطالِع تِلك العساكِر التي تُحاوطُه من كُل صَوبٍ مَع اسلحتِهم التي تُوجَه عَليه دونَ سِواه
- اخفِض سِلاحك حالاً ، و الا سيتِم قتلك
صَدر صوتُ احد العساكِر الذي يجلسُ على رُكبتِه في المُقدمَة يُهدد مَن نَظر الي جُيون مُنصدِمًا ، هو كان يُدرِك تمامًا انهُ لَن يستطيع تَلقي الدَعم من القُوات البريطانيَة لِكونِه عالِق في قضيَة خارِج الدولَة ، اضافَة لِكون زوجتِه اجنبيَة
اذًا ، كَيف اتوا العساكِر ..؟
جونغكوك كان على وَشك التَقدم و جَذب زَوجتهُ ألا انَّه ذُهِل حينَما استغلَّت هي فُرصَة انشغالِ مارك بالنَظِر الي العساكِر حَيثُ وَجدتهُ ساهِيًا يُفكِّر ، سُرعان ما قامَت بِضربه بِكوعِها في مُنتصف بَطنِه لِتمسك بِسلاحه تَجذبه من قَبضتِه و تَفِّر منهُ مُتراجعَة الي الورَاء بِضع خُطوات
وَجهت المُسدس في مُنتصف وَجهه تُطالِعهُ بِحدَة ، حِدَةٍ تُنافي إرتِجاف يَديها التي تُعلن خَوفِها الشَديد ، ألا انَّ حِقدها على مارك غَلب ذُعرِها و راحَت تنوي التَصويب عَليه لا مُحال
عُيونها العَسلية تُطلِق الشَرار ، تُطالِعه و هو يَرفعُ يَداهُ عالِيًا نافِيًا بِرأسِه بينَما يَتحدث بِصَوتٍ مُرتعِش " سويون ، د..دعي من يَديكِ "
نَظرت الي يَديها التي ترتجِف ثُم طالعتهُ تتذكَّر كُل مأساةٍ عاشَتها بين يَداه ، كُل رَعشةٍ ترتعِشُها و هي تترجاهُ ان لا يُؤذيها ، طُفولتها التي قَضتها في تَلقي التَحرُش بِسببه
نَفت تعترِض و الدُموع تَملئ عُيونِها " اغلِق فَمك و لا تُسمعني صَوتك ، قَذز مُقرف " هسهسَت لِترفع المُسدس الي جَبينهُ عازِمَة على إطلاق النار عَليه
لَفت رأسِها تُناظِر زَوجِها الذي تَقدم نَحوها بِخُطواتٍ سَريعَة و مَسك بيديها المُرتعشَة يُحاول اخفاضِها " سويون لا تُلوثي يَديكِ به ، ساتولَّى امره " هَمس لها يُحدِّق في دُموعِها التي تُغطي مَلامِحُها
" ان..انهُ آذاني جونغكوك ، دم..دمرني " هَمست لهُ بِغصَة بينَما تُناظر عُيونِه الكُحليَة بِانكِسار ، عاوَدت التَحديق بِمن جَثى على رُكبتاه مُتوجِعًا لتلك الطلقَة التي تَلَّقاها سابِقًا من جُيون حيثً فقَد الكثير من الدِماء حتَّى بدأت قِواه تَختفي
جونغكوك عانَق امرأتهُ من الوراء بينَما يُمسِك بيديها التي تَحمل ذاك المُسدَّس ، ثَبتهُ على رأس مارك و هَمس باذِنها " اذًا ، دَعينا نُطلق عَليه معًا "
حَدقت سويون بيديها المُرتعِشَة و التي اضحَت مُتزنَة بِفعل يديّ حَبيبها التي تحتويها ، اومأت لهُ تُناظِر مارك الذي مَسك اصابِته بألم و رَفع بُنيتاهُ اليها " هل هذا جَزاء تربيتي لكِ ..؟ " هَمس لَها بِوَجع
جونغكوك اصطَّك على أسنانِه مُهسهِسًا " اغلق فَمك ايها الحُثالَة "
" بسببك انت تَدمرت حَياتي و حَياة اُمي ، انهُ انت السَبب بِكل المَشاكِل التي قاسيتُها في حَياتي " صَرخت سويون بِه لِيُطالِع جُيون اثنين مِن عساكِره و يُؤشِر بِرأسِه ان يَحملانِه
استقام اثنين يَضعان اسلحتهما عَلى اكتافِهما لِيركُضان تِجاه مارك حَتى قاما بإعالتِه من اسفل ذِراعيه يوقِفانِه على أقدامِه امام عينيّ جُيون الذي طالَع امرأتهُ و هَمس لَها " افعلي ما تَرينهُ مناسِبًا لِيشفي غَليلك "
سَحب السِلاح من بين يَديها لانهُ يُدرك تَمامًا انها لن تُطلِق عليه النار ، لَديها قَلب هَش لن يَسمح لها بالنَوم لِسنوات ان اقترفَت ذنبًا كاصابَة شَخصٍ باذَى حَتى لَو اذاها
مَسك بيديِها المُرتجِفَة لِيسير بِها الي الأمام حَتى يَصِلا الي مَكان مارك الذي يُخفِض رأسِه يستجمِع انفاسِه ، سويون نَظرت الي قَبضتيّ زَوجِها التي التَفت حَول خاصَتيها ثُم فوجِئت ما ان سَدد لَكمة عَنيفَة اصابَت مُنتصف وَجه مُعذِبها الذي ارتَّد الي الوراء و كاد ان يَسقط لَولا تَثبيت العَسكريان لهُ
" ثَبِتاه جيدًا ، لا تترُكاه يَتحرَّك " أمَر عَساكِره بينَما يَحتوي قَبضتيّ زَوجتِه يَلكُم بِهُما وَجه مارك الذي صَرخ بألم لِشدَة الوجَع تَحت نَظرات سويون ، تُطالِعهُ و مَع كُل لَكمةٍ تَصدُر من زوجِها تَرى تَعنيفُها لها
جُيون شَعر بِقبَضتيها التي تعتصرِهما اَسفل خاصتيه كَما لو انها تَشتهي لَكمهُ بَدلاً مِنهُ لَكِنها خائفَة و مُترددَة ، عُيونِها الدامِعَة تَسرُد قِصصًا عَن مأساتِها التي سَببت لها جُروحًا لَم تَشفيها السِنين
عاشَت معهُ كَجاريَة يَشتهيها ليلاً و ان لَم يَحصُل على مُرادِه منها عنَّفها حَتى الصَباح ، حُرِمت من كُل حُقوقِها كَطِفلَة و مُراهِقَة تُحب الاستكشاف
تَشعُر بِوَخزٍ يحفرُ قَلبُها كُلمَّا تتذكَّر جرُّه لَها من شَعرِها يَمسحُ بِها ارضيَة البيت بأكمِله تَحت نَظرات الخَدم لِيُربيها ، كي لا تُكرر عِصيانِه و تُهديه نَفسُها ، لَكنها قاوَمت الي أن تَمكنت من الهَرب مِنهُ
و رُغم ذَلك هو لازال مُهووس بِها حَد الجُنون
كاد ان يَمحى شَخصيتُها و يَجعلها خائفَة مُترددَة ، تَخافُ مُعاشَرة البَشر و التَعبير عن حُقوقِها لذا بِمُجرَّد ان تتعرَّض الي التَنمر في الجامِعَة تَصمُت و تَختبئ في الرُكن تبكي دون اصدار حِس يُسمَع
جونغكوك حَرر قَبضتيها من خاصَتيه يُعطيها مَجالاً لاخراج ما كُبِت بِداخلها من مَشاعِرٍ لم تَستطِع تَحريرِها ، وَجدها تَنظُر الي يَديها مُطوَلاً قَبل ان تَرفع رأسِها نحو مارك الذي لُطِخ وَجههُ بالدِماء نتيجَة ضَرب جُيون لهُ
قَبضت على اصابِعها و كُل ما تَملكَّها في ذَلك الآن ، هو الشُعور بالخُذلان ، لَم تَكُن تمتلِك كَمًّا من مَشاعر الحِقد التي تَجعلُها تَرغُب في مَقتلِه
تَوَّد فقط ابتِعاده عَنها و العَيشُ في سَلام
دَنت منهُ خُطوَة اضافيَة يَترقَّب جُيون ان تُقدِّم للاخَر لَكمة قَويَة قد تكونُ سببًا في انهيارِه و فقدانِه لِوعيه فَهو لم يَعد يَتحمَّل اكثَر
لَكِنها اقتَربت تُحدِق في عُيونِه المُنهكَة و هَمست بالقُرب منه " انت لا تستحِق ان امتلِك اي شُعور تِجاهِك ، لانهُ كَثير عَليك ان تمتلُك حيزًا مِني ، احساسُ الحِقد و الكُره لديّ يَتبريان مِنك ، لانك حُثالَة "
رَمقتهُ مُشمئزَّة تُراقِب هيئتهُ و ضُعفِه ، رُبما حالتهُ تِلك كانَت كافيَة لِتُرضي الطِفل الجَريح بِداخلها ، أن يَكون مَذلولاً بين رَحمة زَوجِها يَتلوَى من الوَجع امامَها
التَفت الي زَوجِها الذي يُناظِرُها عَن كَثب ، تَلاقت عُيونِه المُتلهفَة بِعيونِها المليئَة بالشَوق تِجاهه ، كِليهما كان يَمتلِك فَيضًا مِن المَشاعر الجيَّاشَة التي تأبى الانتِظار حَتى تخرُج و تُعلِن مُلكيتِها عَلى شَريكِه
وَدَّت الرَكض لهُ و مُعانقتِه بأقوَى ما لَديها ، تودُّ استِنفاذ آخر طاقَة في حَوزتِها بين ذِراعَيه لِتغفوا في نَعيمِها و هو حُضنِه
ابتَسمت لهُ بِخفَة تَحملُ لهُ بين تَجاعيد بَسمتِها كَمًا هائِلاً من الحُب ترغبُ في صَبِّه في مُنتصف شِفاهه بِقُبلةٍ تُزيح اميالاً من الشَوق
جُيون فَرد ذِراعَيه لها يَحثُّها عَلى القُدوم و الدُخول بينهُما ، اومأت لهُ لِتقترِب مُهرولَة اليه حَتى تُعانِقه لَولا انَّها لَمِحَت والِدها يُسنَد على كَتِف احد العساكِر الذين اقتَحموا الباخِرَة و اخرجوا كُل الضحايا
و وَسعت عَينيها لِتتجاوَز جُيون مُتجاهلَة اياهُ تمامًا ، رَكضت صَوب والِدها بِسُرعَة و استقرَت امامهُ تُمسك بكتِفه بِقلق " ا..ابي ! هل انت بِخير ؟ " هَمست تسألهً بينَما تتفقدهُ بِعسليتَيها
غابرييل ناظَرها مومِئًا بينَما يَبتسِم مطمئنًا حينَما رآها بِحالٍ جَيِّد ، وَجه عَينيه الي جُيون الذي تَضايق من تَخطي زَوجتهُ لهُ و التَّف يُطالع والِدها بِعينين حارِقَتين
ابتسَم مُوجهًا بَصرهُ الي ابنتِه التي احتَضنتهُ من الجانِب كاسِرة ذلك الحاجِز القائِم بينهُما ، طيلَة الوَقت كانَت تموتُ بِمُفردها قلقًا على حالِه في تلك الحُجرَة
" حمدًا لله انك بِخير " هَمست مُطمئنَة لِتسمع والِدها ينطِق مُمازِحًا " اظنُ ان احدهُم يَحترِق غَيضًا ! "
ابتَعدت سويون عَنهُ حينَما ادركَت وَضعها لِتُناظِر زَوجِها الذي يَتكتِف بِحاجبٍ مَرفوع ، دلكَّت رَقبتها بإحراج تراهُ يتقدَّم نَحوهُما بِهدوء
وَقف امامَها يُطالع غابرييل الذي استَقام متكئًا على ابنتِه بعدَما تركهُ العسكريّ كي يُعيل جريحًا آخر " كُنتُ اتمنى ان نَلتقي في ظُروف مُلائمة اكثَر سيد غابرييل " رَدف جونغكوك بِهدوء بينَما يمُد يدهُ تِجاه الاكبَر سِنًا حتى يُصافِحه
" سُررت بِلقاءِك ، كَوالد لِزوجتي " تَحدث بعدما صافحهُ غابرييل الذي شَكل ابتِسامَة هادئَة تُشبه خاصَة سويون ، اجابهُ الاكبَر بينَما يُطالِع عينيّ الوَزير مُسترسِلاً " انا كَذلك سيد جُيون "
ناظرتهُما سويون تَشعُر بالغَرابة من وَضعهِما ، لَيست مُعتادَة ان يَكون لَها أب يُصافِح زَوجِها ، زَمت شِفاهها مُحتضنَة خَصر والِدها و قالَت تُغيض زَوجِها " اصبَح لديّ اب انا ايضًا ، ان ازعَجتني ساذهَب لَديه و اترُكك "
جونغكوك وَجه بَصرهُ اليها و نَظر بِداخل عَينيها قائِلاً " الم يَكفيك ذَلك الاسبوع و انتِ بَعيدَة ..؟ "
حَدقت سويون في عَينيه التي تَحملُ شَوقًا لا تَرويه مِياه البَحر حَولهُما ، ابتَسمت لهُ تَوُّد الدُخول بين ذِراعَيه ألا انَّها بدأت تَشعُر بالدُوار يَحومُ حَولها ، تراهُ يلتُّف ناحيتها من كُل صَوبٍ و صَوتهُ الخَشن يطرُق طبلَة اُذنها مُحدِثًا ضَجيج تَعجز عن فَهمِه
لَم تَجِد نَفسها ألا واقِعَة ارضًا بين ذِراعيّ زَوجِها الذي رأت مَلامِحه القلِقَة تكادُ تلتصِق بِخاصَتِها ، ابتَسمت لهُ بِخفَة قَبل ان تُغلِق عُيونِها مُغمًا عَليها تمامًا
نامَت بين ذِراعَيه بعد اُسبوعٍ مُتواصِل لم تَذُق فيه الراحَة البتَّة
رُبما قاوَمت للحظَةِ التي تَجِده فيها لِتسقُط مُطمئنَة
تَقع مع ادراكِها التام انهُ سينتشِلُها لِيمنحها حيزًا دافِئًا ترتاحُ بِه
•••
نُقِلت سويون مع والدها و جُيون الي مُنتصف المَدينة عبر المِرواحيَة ، استَطاع بقيَة العساكِر ان يُخرِجوا كُل الضَحايا و يأخذونَهم الي تَلقي العِلاج المُناسِب لِحالتهم التي تُثير شَفقة كُل من يَنظُر اليهِم
بالنِسبَة الي مارك فَقد تم نَقلِه لِتلقي العِلاج هو كَذلك تَحت أمر صارِم من جُيون الذي تَوجه الي المُستشفَى مع زَوجته و والِدها المُصاب في قَدمِه
نُقِلت سويون الي قِسم الشَخصيات المُهمَة تمامًا حَيثُ كان والِدها مُتواجِد
كُل منهما في غُرفَة خاصَة بِه اينَما كان جُيون بِرفقة زَوجته التي تتلقَى تَغذية وريديَة و بَعض الفيتامينات و المَعادِن تمُّد جَسدها بالقُوَة ، كان يُناقِش الطبيبَة المُشرِفَة على حالتِها كامرأة حامِل بَعد ان عَلِم حَديثًا بِحملها
" دُكتورة كيم ، كَيف لم تُعلميني آن ذاك بِحملها ..؟ " تَحدث يُناقِش الطبيبَة يَقتطِب حواجِبه بِرجوليَة بينَما يضعُ يداهُ في جُيوب بِنطاله
" سيد جُيون هي رَفضت اخبارِك ، لابد انها كانَت تُخطط لأن تُعلمك بطريقَة ما فانت تَعرف هذا الجيل ، كُلهم يُحبون المُفاجئات " قالَت الطبيبَة مُفسِرَة لمن ابتَسم ساخِرًا ، هو فوجِئ جِدًا
عَلِم الخَبر بشكلٍ لم يَتوقعهُ يومًا
" عُمومًا ، هل الجنين بِخَير ..؟ " تجاهَل استياءِه مُوجِهًا سُؤاله لِمن تحملُ تقارير التَحاليل بين يَديها حيثُ اجابَته قائلَة " الجنين ليسَ مُستقِّرًا بَعد ، قُمت باعطاءها حُقن للتثبيت فِكثرة الحَركة مع نَفسية الام تؤثر عليه سلبًا ، توضِح التقارير انها تعرضَّت الي عُنف جَسدي و ذَلك حتمًا سئ للطفل "
كوَّر جونغكوك على قَبضتِه بِغَضب مُهمهمًا بينَما يُطالع زَوجته النائمَة بِداخل الحُجرَة اينَما تَحدث " ليس هُنالك خَطر على حياتِه ؟ سيكونُ بخير اليسَ كَذلك ؟ " سألها بِلهفَةٍ واضِحَة و عَيناهُ تطالِع تلك التقارير بين يَديها
" ستكونُ بخير ، فقط يُفضَّل ان تلتزِم السَرير هذه الفترَة كَي لا يَتضرر الجَنين " قالَت بينَما تُغلق مَلف التَحاليل ثُم تَحمحمت مُدلكَة ارنبَة انفها لِتُضيف مُكملَة " و يُفضل ألا تُعاشرها خِلال هذه الايام ، عَليها ان ترتاح تمامًا "
نَظر جونغكوك اليها مُستفهِمًا و حينَما اراد النُطق وَجدها تُغادِر مُسرِعَة ، لَوى شِفاهه بعدم رِضى و قال مُستنكِرًا " مالذي تَقصده هذِه ..؟ "
نَظر الي جيكوب الذي اتَى مُهرولاً من نِهاية المَمر و استقام امامَهُ يتفقدهُ بِحرصٍ و اهتِمام " جيون هل انت بِخير ؟ "
" انا بِخَير ، اين كنت انت ؟ " قال مُحدِقًا في هيئَة مُساعدِه الذي عدَّل ياقتهُ و مَلابِسه مُتحدِثًا " للتو تَلقيت خَبر عودتك سالِمًا ، المَلك يُرسِل سلامه و تهنئته على رُجوعك بخير و يُقدِّم شُكره على انقاض الضَحايا "
" الملِك ..؟ لَحظة تَذكرت ، مالذي جَلب القُوات الجَوية الي هُناك ؟ الم تَقُل انَّ الملك ارسل خِطابا بالا اتدخَّل كون زَوجتي تحملُ الجنسية الكوريَة ..؟ " رَدف جونغكوك مُستفهِمًا يُخاطِب من ابتَسم مُجيبًا
" قُلتُ لَن نتدخَّل حينَما تُختطَف امراة الوَزير ، لا حينَما يَكون الوزير في حَدِّ ذاتِه "
اضاف مُفسِّرًا لِمن رَفع حاجِبه يُميل برأسه بينَما يُشاهده يُكمل " انت تحملُ الجنسية البريطانيَة اي انكَ بِريطانيّ الدولَة مُكلفة بِحمايتِك ، لاعجب انك الوَزير اي الجَيش بأكملِه سيتحرَّك ان اصابك مَكروه ، هذا اولاً ، ثانيًا تايهيونغ ارسَل لي التَقارير الخاصَة التي بَعثوها القوات البحريَة و قد اوضَحت ان هُنالك ضحايا مِنهم بريطانيون لِذا سُرعان ما ارسلتُها الي بريطانيا كَي يأتي الدَعم ، ثالِثًا ، بعثتُ مقالاً الي القنوات الاخباريَة اُعلن فيها ان السيد غابرييل يكونُ والِد السيدَة جُيون كي نُغطي على الفضيحَة التي حَدثت و بِذلك نكون حَللنا كل المَشاكل التي جَرت مؤخرًا "
رَمش جونغكوك مُنذهِلاً مما يَسمع بينَما يُحدِّق في الرَجُل امامَه ، اقتَرب يَمُّد يدهُ اقتَرب منهُ دُفعَة واحدة حتى قام بالارتماء بحضنه مُغمضًا عيونه براحَة " انا بِدونك حقًا تائه ، شكرًا لانك تُشعرني دومًا بالراحَة "
ابتَسم جيكوب بِخفَة يُبادل الوزير العِناق مُجيبًا " انهُ واجبي " دَفعه عنهُ بعد حين مُعدلاً من ملابسه اذ اضاف " توقف عن مَشاهدك الدراميّة ، الجميع يُشاهد "
" انت لازلت مُتحجر القلب..! لن تَتغير ابدًا " تمتمَ الوزير مُدحرجًا عيناهُ قبل ان يُواصِل متغاضيًا عن غَيضه " تحتاجُ مُكافئَة ، بامكانك ان تأخُذ اجازَة مدفوعَة الأجر و اذهَب لِقضاءِها مع زوجتك و ليلان الذي ولد حديثًا ، لابد ان انشِغالك بِالقضايا مُؤخَّرًا جَعلتك تَغُّض البَصر عَنهم لِفترَة "
" صحيح اني اضطررتُ العودة من سَفري بسبب اخر قضيّة، لكنهُ واجبي و انا هنا ساقومُ بتأديتِه في ايّ وقت احتَجتني ، ساكونُ بالجِوار " رَدف قائِلاً بينَما يُطبطبُ على كَتِف الوزير الذي ابتسم لهُ مُمتنًا
جونغكوك سَمِع صَوت حركَة فِراش زوجتِه حَيث ترك باب حُجرتها مَفتوحًا ، نَظر اليها لِيستأذن من مُساعِده و يَدخُل عليها مُغلِقًا الباب وراءِه
وَجدها تَتحرَّك حتى تُغلِق الانبوب الذي انتَهى مِنهُ المَحلول بالفِعل ، سار اليها بِخُطواتٍ هادئَة لِيُمسك بيدِها يَتولَّى الامر بَدلاً مِنها
ناظرتهُ بينَما تُبعد اصابِعها عن ذلك الانبوب حَتى استرخَت على الفِراش تُطالِعهُ بِشَوق عارِم ، وَجدتهُ صامِت بَعد ان جَلب ذلك الكُرسيّ ليجلس عَليه بعدَما قربهُ من فِراشها و حَدق في عَينيها
" لما انت صامِت ..؟ "
سألتهُ تُطالِع كُحليتيه و هو يتأملُها بِصَمت ، وَضع يَدهُ على شَعرِها يُبعدِه عن مَلامِحها مُتحسِسًا بَشرتِها البَيضاء التي خالَطها احمِرارُ النَوم دون اجابتِها
تَحسس وجنتُها بإبهامِه بينَما يُطالِع جُفونِها و التَعب المُحيط بِعُيونِها تُبرزه تلك الهالات السَوداء كَعُيونِه هو
" لِما لم تُخبريني ..؟ " هَمس قائِلاً بَعدما سَكت مُطولاً يتأملُها عَن كَثب
" خِفت رد فِعلك " هَمست قائِلَة بينَما تُطالِع عَيناهُ السَوداء التي تَحمِلُ كمًا من الحُزن بِداخلها " لِما تَخافين ردَّ فِعلي ..؟ " سألها مُعاتِبًا بينَما يُمرر ابهامِه اسفل هالاتِها السَوداء تِلك
وَجد عُيونِها تَجمعُ نِقاطًا مِن الماءِ المَالِح تَسقي بِه اطراف جُفونِها مُجيبَة بِصوتٍ مَخنوق " اع..اعرِف انك لا تُح..لا تُحب سيرة الحَمل "
اجابتِها لَم تَزِد الا عُيونِه حُزَنًا ، وَجدت مَلامِحه تَذبل بينَما يقومُ بِقرع رأسِها بخفَة بِقبضتِه مُتحدِثًا بِعتاب " لِما تَستمرين بِربط نَفسك بِهم ..؟ الم اُخبرك دومًا انكِ استِثناء ..؟ ايُعقل اني لن اُحِب شيئًا يَجمعُني بكِ سويون ..؟ "
نَظرت في عَينيه بِحُزن لِتقوس شِفاهها بِخفَة حيَنما قام بِرفع يدِه المُرتجفَة يَضعُها على بَطنِها من فوق الغِطاء مُتِّمًا و الدُموع قد احتَضنت بؤبؤتَيه " ك..كيف لي ألا اُحب شَئ يَخُصني ..؟ "
" ك..كنتُ احب الاطفال كَثيرًا حينَما كنتُ صغيرًا ، و دومًا اتمنَى ان يُصبِح لي طِفل اُسميه جونسان ، لَكن مُنذ تلك الصدمَة التي تعرضتُ لها عَدمتُ فكرَة الحُصول على طِفل ، الأن بَعدما وَجدتكِ عاد ذاك الشَغف مُجددًا لي ، اعتقِد اني ساستطيع ان اكون اب حَقيقي الأن "
" ايڤا رُغم كُل مَشاعر الابوَة التي تَجتاحُني نَحوها ، لَكن في الآخِر تظلُّ الابنَة التي رَبيتُها ، تِلك الحَقيقة ازدادَت ألمًا حينَما سَمِعتُها تُناديه بأبي بدلاً مِني على الرُغم مِن انَّ نيتِها كانَت جيدَة ، لَكن لا احَد يُنكر الواقِع "
سويون استَطاعَت الشُعور بِحجم ألمِه و هو يَتحدَّث مُفصِحًا عَمَّا بِداخله ، تُناظِرُه و الدُموع تُغلِّف عَينيه تمامًا كَعُيونِها التي تَتفقدهُ بِلهفَة
" كنتُ متلهِّف لاسمع انكِ حامِل ، ان يَكون الطِفل لي انا ، يَخصُّني و يَحملُ جُزءًا مِني ، اُربيه دون ان اشعُر بِخَوف ان يكتشِف حَقيقة ما ، لَكن بذات اللحظَة لم اُرد ان اكون انانيًا و اجعلُكِ تَحملينه على الرُغم من صغر سِنك و دِراستك حيثُ ان الصغير سيأخُذ حيزًا كَبيرًا من وَقتُكِ ، لاسيما اننا لازلنا لَم نستقِّر بَعد " اكمَل قائِلاً بينَما يَرفع يدهُ لِيمسح اطراف عَيناه بخفَة ثُم ابتَسم مِن وسط دُموعه حَتَّى احمَّرت ارنبَة انفِه
" لَكن هل استطيعُ الانكار و اقولُ اني لستُ سَعيد بقدومِه الان ..؟ ساكونُ كاذِب ، انا سَعيد جِدًا على الرُغم من ان الظُروف سيئَة ، لكنهُ شُعور لَم استشِعره من قَبل ، لا اعلم كَيف اصفُ احساسي لكِ ، لكنهُ نوع آخر من الحُب تذوقتهُ للتو ، خُصوصًا انكِ انتِ الأم "
ابتَسمت سويون بِخفَة على آخِر ما قالهُ ثُمَّ ارتَجف ذَقنُها دَلالة على رَغبتها العارِمَة في البُكاء ، جَلست على الفِراش و اقتَربت تحتضِن مَلامِحه بين كَفيها لِتهمس بِغصَّة " لو كنتُ اعلم انك سَتفرح هَكذا ، كنتُ اخبرتك منذ اللحظَة التي علمتُ بِها لَرُبما طبطبتُ قليلاً على جِراحك "
امسَك بيدينا التي تُحيط خَده يُناظِر عُيونِها بِحُزن بالِغ ، كان يَمتلك خَليطًا من المشاعِر التي يصعبُ عَليه تَفسيرُها لَكنهُ قال بِصوتٍ مًهتَّز " رُب..ربما استطيعُ ان اقول الان ان..انهُ اصب..اصبَح لديّ عائلَة حَقيقيَة "
اومأت لهُ ايجابًا لِتقترِب تُقبل ارنبَة انفِه المُحمرَة ثُم وَضعت قُبلاتِها الدافئَة فوق عُيونِه المُبتلة كَخاصتِها لِتهمِس " سيكونُ يُشبهك ، نُسخَة مِنك ، انا واثقَة "
" ح..حقًا ؟ " قال بَعدما لَمعتُ عَيناه لِيُحدِق في بَطنِها التي كَشفتها لهُ بَعدما جَذبت يدهُ تَضعها فَوقها مُكملَة " لابد انهُ تعرَّض لِقليل من الاذَى بالداخِل ، لكنهُ سيكون بِخَير "
اخفَض جُيون عُيونِه الي بَطنها حَيثُ قام بِتحريك اصابِعه بِبُطئ يُخالِجُه شُعور اقشعَّر لهُ بَدنه " سيكونُ بِخَير انا واثِق ، سيأتي يَحملُ شَبهًا منكِ و مِني لٍيكون ثَمرة حُبنا الذي سَنسقيه بالعِشق لِينبت نباتًا حَسنًا " هَمس قائِلاً و كُحليتاهُ في مُتناول عَسليتا امرأته التي اوكأن مُبتسِمَة بِحُب
اقتَربت تُعانِقه و تشُّد على احتِضانِه هامِسَة " شكرًا لانك لم تُصدق ، و اتيت من اجلي "
اغمَضت عُيونها مُرتاحَة حينَما مَسح على طولِ ظَهرِها يَتحسسهُ بِرفقٍ بالِغ بينَما يستنشِق رائحتها المُخدرَة لِكيانِه " كَيف لي ان اُصدق ..؟ ان صَدقت ذاك يعني ان ثقتي بِك مَهزوزَة ، لن اُصدق ما يقولهُ الجَميع عنك إلا اذا سمعتهُ منكِ و قرأت عُيونك التي لا تكذِب " هَمس لها مُجيبًا ، يَبُّثها بِكم من الحُب الذي انبَت ما ذَبُل بِداخلها و جَعلها تُزهِر من جَديد
تَشبثت بِه بِقوة و آن ذاك ادركَت ان الله ارسَل لها الرَجُل الذي سيدعمُها و يَقفُ الي جانِبها مَهما اشتدَّت عَليها الظُروف ، سيكونُ السنَد و العَوض الذي يُلملم حُطامِها لِيبنيها و يُصلح ما افسدهُ الجَميع
هي مُمتنَة على عَوضِها الذي مِن جَمالِه انساها كُل مُرٍّ ذاقَته
مُمتنَة لِوجود جُيون في حياتِها
•••
مَساءًا كانَت سويون لازالَت مُحتجزَة في المُستشفَى تتلقَّى العِلاج و الرِعاية الصحيَة من اجلِ جَنينِها في حين ان والِدتها قَد اتت لِزيارتِها و الاطمئنان على والِدها كَذلك
احتَضنت امها و بَكت كَثيرًا تُخبرها بما فَعلهُ مارك لها بعدَما غادر جُيون الي المنزِل كَي يجلِب لها مَلابِس نَظيفَة ، آن ذاك قد اختَلت بوالِدتها تُفرِّغ اذاها النَفسيّ لَها و تَشتكِ عمَّا اصابَها
" قام بِضربي ، لَقد عنفني و حاول التعدي عليَ و اغتصابي كَثيرًا ، لقد حاولتُ الانتحار لَكني خِفت ان اموت و لا ارى جُيون مُجددًا " رَدفت بِبُكاء بينَما تُمسِك بيديّ امِّها التي تَمسحُ عليها بِحُزن بالِغ
" سينالُ العقاب الذي يستحِّقه يا حَبيبتي ، زَوجكِ لن يَغفر لهُ حتمًا " هَمست لها الكُبرى مُقترِبَة لِتقبيل جَبين ابنتِها التي ارتعَشت مومئَة " قام بِضربه كَثيرًا الي ان تشنَّج بالكامِل و كُسِر انفهُ و تحطَّم فَكه ، لابد انهُ يتألم ، يستحِق "
مَسحت دُموعِها لِتعاود احتِضان والدِتها مُغمضَة عَينيها بِحُزن " شعرتُ بالوحدَة كَثيرًا ، ان ابقَى اكَثر من اسبوع بعيدًا عنهُ جَعلني تائهَة لا اعرِف اين ارسي! دَللني للحد الذي اضحيتُ بِه لا احتمِلُ المُكوث دونَه "
حاوَطتها يون سون التي راحَت تُغلغل انامِلُها بين خُصيلات طِفلتها تُدلِّك لها فِروتها بينَما تُهمهمُ لَها " لكنكِ عُدتِ اليه بالآخِر ، هو بَحث عنكِ الي ان وجدكِ و اعادكِ اليه " قالَت بهدوء لِتُقبل مُقدمَة رأسها
بدأت سويون بالإرتِخاء على كَتف والِدتها لِكون الدواء الذي يُحقن لها به نسبَة من المُنوم حَتى يُساعِدُها على الراحَة ، خُصوصًا مع لَمسات والدتها الدافئَة و مَسحها المُستمر على رأسِها جَعلها ترغب في الخُلود الي النَوم
بِمُجرَّد ان بدأت تُغلق عَينيها انتَفضت بِعُنف حينَما اختَرق اَحد الحُجرَة بِقوَّة ، كانَت اُنثى من صَوت كَعبها العالي و هَيجان انفاسِها ، رَفعت عَينيها تُحدِق بِهويتها فإذ بِها تَجد يونمي تُطالِعها و الشَرار يَتطاير مِن عُيونِها
اقتَربت منها بِخُطواتٍ سَريعَة و الغَضب يشعُّ في عُيونها البُنيَة " ايتها الساقِطَة " صَرخت بِها بقوَّة لِترمِش سويون بعدمِ فَهم تُناظِرُها باندِهاش تمامًا كوالدتها التي وَقفت حاجِزًا بينهُما " مالذي يَحدُث ..؟ " رَدفت الصُغرى تطِّل على الاكبر سِنًا التي ودَّت اقتِلاعها من شَعرِها
" و تسألين عمَّا حَدث ..؟ انهُ كله بسببكِ ايتها الشيطانَة ، بسببكِ انتِ تدمرت حَياتي و انقلَبت رأسًا على عَقِب " صَرخت يونمي بِعدوانيَة تتحدَّث كَمن واشَكت على فُقدان عَقلِها بهيئتها المُبعثرَة تِلك
يون سون ناظَرتها بِحدَة بينَما تقفُ حاجِزًا بينها و بين ابنتِها حَيثُ اجابَتها " انتِ هي الشيطانَة هُنا وحدُكِ ! انتِ من نشرتِ الخبر الكاذِب عن ابنتي و والِدُها لِجذب انتباهِه و قَد وقعتِ بفخكِ ، الديك وَجه بعد الذي فَعلتيه لتأتي تَفتحين فمك المليئ بالقذارَة ..؟ "
سويون تفاجَئت مِما سَمِعت لِتفتح شِفاهها مُنذهِلَة ، هل يونمي كانَت السبب في انتِشار ذلك المَقال الكاذِب عَنها ..؟
نَظرت الي والِدتها التي اتمَّت " و لانَّ جُيون يَعرِف ان ثقته التي وَضعها في ابنتي تَستحِّقُها هو لَم يُصدق تلك الاكاذيب بَل سعى ليكتشِفُها ، لِما ..؟ هل انتِ مُستاءَة لانه تم استقصائك من الترشَّح لِمنصب الوزيرَة ؟ اساسًا هل تستحقينه ..؟ " هَتفت يون سون ساخِرَة تُناظِرها من اقدامِها الي اعلَى رأسِها بِسخطٍ واضِح
بَعد انتِشار ذلك المَقال في انحاء البَلد تدمرَّت سُمعة يونمي التي تَمَّ اقالتُها من مَنصِبها كعضوَة في البَرلمان كَما تم اقصاءُها من الترشُّح كَوزيرَة و بِذلك تحطمَّت مسيرتُها التي عَملت عليها لِسنوات بعد وَفاة زوجِها
اقتَربت يونمي مِنها و الشَرار يتطاير مِن عُيونِها " ايتها العاهِرَة انتِ آخِر من يستحِق ان يَنبِس بحرفٍ واحِد ، ام نَسيتِ تاريخُكِ القَذر ..؟ " هسهسَت لها الكُبرى و عُيونِها تحتضِن عينيّ يون سون التي ابتَسمت ساخِرَة و اجابَت " لا يَحِق لامراة عَدلٍ ان تتحدَّث بعد ان يَتم كشفها مُتلبسَة في فُندق للدعارَة ! "
كَتفت يَديها الي صَدرِها و اتمَّت بِحاجبٍ مَرفوع " على الاقل حينَما كنتُ اعمل كَراقصَة مَلهى ! لَم اكُن اسمحُ لاحدٍ ان يلمِس جَسدي ، بَل انتِ اكثر من يَعلم اني كنتُ اخدر كُل عاهِر يَدخُل حُجرتي و اتركُه مُنهارًا على الفِراش "
اقتَربت منها خُطَوتين و عُيونِها تُطلِق نيرانًا من اللهَب بينَما تشُّد قَبضتيها " بل بِسببكِ انتِ ، انتِ من مَنحتُكِ ثِقتي التامَة كنتِ من وَضعتني بِذلك الباب مَع طِفلتي و اقفلتِ عليّ ، جَعلتني اخسرُ طُفولتي و براءَتي مُستغلَّة ضَعفي لِصالحكِ ، لاني ظننتكِ امرأة من سِني ، تمتلكُ ولدًا كَحالي سترأفين بي لَكنك لا ! قُمتِ بِجعلي دُميَة اُحاطُ بالرِجال من كُل صَوب ، انتِ كنتِ السبب منذُ البدايَة "
حينَما سافَر جُيون الي بريطانيا ، قامَ آن ذاك بِتوصيَة يونمي على يون سون و طِفلتها كي تَحميهِم في غِيابِه لِكونه يُدرك أنها لا تمتلكُ احدًا
آن ذاك ما إن لَجِئت يون سون اليها ، قامَت الكُبرى باخبارِها انها تمتلكُ عَملاً مِن أجلِها ، و بَدل ان تَمنحها وَظيفَة شريفَة ، وَضعتها بين جُدران الملاهي الليليَة مُستغلَة جَمالها الآسِر آن ذاك
قَد كانت تملكُ مَلامِح كُل من رآها ينجذِبُ الي سِحرها ، هي استغلَّت براءِتها و ضُعفها بأنها طِفلة تمتلكُ رضيعَة قَد تموتُ من الجوع ان لَم تَمنحها مأوًا و مأكلاً يُمنح الي جَسدها الصَغير
ودَّت الهَرب و الفِرار ألا انَّ رِجال مارك الذين يُحاوطون ذلك المَلهى يُمسكونَها كَـ كُل مرَّة و يَختطِفون ابنتِها مِنها لِيتم سَجنُها و تَعذيبها الي أن تَرضخ الي الامر الواقِع و تَنزِل لاداء عَملها كَراقِصَة مُقابل ان يَتم سدّ جوع ابنتِها و رعايتِها
لِذلك وَجدت خُطَة بديلَة ، بدلاً من السَماح للِرجال بِلمسها ان تَضع لَهُم مُخدِّرا في شَرابِهم و تأخُذ ذلك المال مِنهم لِتُسلِّمهُ الي يونمي ثاني يَوم كَما لو انَّها ادت عَملها على اكملِ وَجه
الي أن جاء اليَوم الذي كَبرت فيه سويون و وَصلت الي عُمر الثلاث سَنوات ، اليَوم الذي نَزلت بِه الصغيرَة في مُنتصف الليل للبَحث عن والِدتها حينَما لم تجدها بالقُرب مِنها على الفِراش و قَد تملكها الخَوف
•••
قبل سَبعة عشر عام
2006
الطِفلة الصغيرَة ذاتُ الثلاث سَنوات تتمشَّى في مَمرات ذلك الفُندق الذي عُرِف عن وِجهة نازِليه ، يتِّم استِعماله لِقضاء الليالي العابِرَة و يَمكُث بِه العامِلون هُناك مِن ضِمنهم والدَة الصغيرَة و ابنتِها
كانَت سويون تتشبَّث بِدمُيتها التي اهدَتها لها امها في عيد ميلادِها بينَما تجرُّ اقدامِها على وِسع ذلك المَمر الذي يَصدُر من غُرفه اصوات اشباح كَما يَخال لَها ، كانت خائفَة و دُموعها تُغرِق عُيونِها بينَما تُنادي على والِدتها
وَجدت رَجُلاً آتٍ من نِهايَة المَمر يَرتدي بِدلَة رَسميَة سَوداء مَع اثنَين من الحَرس يتمشون من خَلفِه ، وَسعت عَينيها بأمل ، قَد وَجدت احدًا في مُنتصف الليل قَد يدلُّها على والِدتها لِذا هي رَكضت نَحوهُ بِسُرعَة
لَيتها لَم تَفعل ..!
" سيدي ، سيدي " صَرخت تلفِت انتِباه مَن كان مُنشغِلاً في اشعال سيجارتِه ، رَفع الرَجُل العِشرينيّ عَينيه الي تِلك الصغيرَة التي تركُض اليه بِسُرعَة
اُذهِل حينَما رآها بِشعرِها الطَويل الذي ينسابُ لاسفل فِخذيها مَع مَلامِحها التي اخذَت خليطًا بين النسل الآسيويّ و الأجنَبي ، يَرى خُصيلاتِها تتطايَر مع رَكضِها السَريع اليه حَتى قام بالانحاء الي مُستواها بَعدما وَصلت الي موقِعه و رَفعت رأسِها اليه
ناظَرتهُ بِعيونِها الفُضوليَة ، العَسليَة ذات اللون الآسِر مع اهذابِها التي تعلِقُ عندها قَطرات الدُموع ، رَمش مُتعجبًا يَرى احمرار خُدودِها و انتفاخِهما أثَر نَومِها ثِم اخَفض بصرهُ الي يداها الصغيرَة التي تحتضِن بها دُميتها الي صَدرها
" من تَكونين يا صغيرَة ؟ " سألها هامِسًا بَعدما جَلس على رُكبته امامَها يُحدِّق في مَلامحها باعجابٍ شَديد ، كُل ما بِفكره ان كانَت بِهذا الجَمال في صِغرها ..؟ اذًا كَيف سَتكون في كِبرها ..؟
سويون قامَت بِمسح دُموعِها بِقبضَة يدِها و قالَت " انا سويون ، اُمي سمتني سويون لان مَعناهُ يدلُّ على ثمرة الحُب ، لابد انهُ خال لها اني ثمرَة فاكهة ما ، لَكني لستُ قابلَة للأكل " نَفت برأسِها و يَديها بِحركَة لطيفَة اوقعَت قلب الرَجُل قُبالتِها ، بَقى يتأملها مَسحورًا بِها
" و اين والِدتك ايتها الثمرَة اللطيفَة ..؟ " قال بَعدما مَسك يدِها الصغيرَة يمسحُ عَليها بِلُطف حَيثُ اجابتهُ بِعُبوس بينَما تهز اكتافِها بقلَة حيلَة " لا اعلَم ، انا ابحثً عن ماما منذ مدَة لكني لا اجِدُها ، انا خائفَة هنالك الكَثير من الاشباح هُنا " امتلئت عينيها بالدُموع و قَوست شِفاهها بِبُكاء
" سيدي ، لَم ننتهي من جَولتنا التفقديَة بعد ، اسمَح لنا باخذ الطِفلة خارِجًا " قال الحارِس من وراء الرَجُل الذي اعتَرض نافِيًا و ما ان واشَك على الحَديث حَتى لَمح طيف امرأة قادِمة من آخر المَمر
استقام من الأرض مُستمِعًا الي صَوت صَرخة الصبيَة التي تندهُ على طِفلتها " سويون ، تعالي الي هُنا "
التَفت الصغيرَة الي والِدتها تُناظِرُها ، شَهقت بسعادَة و صَرخت " ماماا " رَكضت نَحوها بِسُرعَة تارِكَة الرَجُل يقفُ وراءِها مُنذهِلاً
انخَفضت يون سون الي مُستوى طِفلتها حَتى تَحمِلُها ما ان وَصلت اليها و احتَضنتها بين ذِراعيها تمسحُ عليها بِذُعر و قَلق " اين ذهبتِ ؟ الم اُخبرك لا تتحركِ من مكانِك ؟ لِما تستمرين بِجعلي اقلق " قالَت الصَبية بينَما تمسحُ على شَعر ابنتِها الطَويل بِلُطف
ابتَعدت سويون عَنها و ناظَرتها بِحُزن " لقد خِفت ان يَكون ذلك الرَجُل السئ اخذكِ ، لقد سمعتُ المراة الشريرَة تُهددك ان لم تَكوني جيدَة ستاخذكِ مني " قالَت بينَما تُقوس شِفاهها بِبُكاء
تَنهدت يون سون بِحُزن لِتُقبل جَبين صغيرتِها و تُعيد احتضانِها ، رَفعت عينيها الي ذلك الرَجُل الذي يسوقُ طريقهُ اليها ، ابتلعَت ريقِها مُتراجعَة الي الخَلف " اليس هذا السيد مارك ؟ مالذي يَفعلهُ هنا ..؟ " هَمست لِتستدير رَغبة بالفِرار
" مَكانكِ ! " تَسمَّرت مكانِها حينَما أمرها مارك بالتَوقف ، اغمَضت عُيونِها تشتِّم فلتوها كانَت تخوض شِجار عَنيف مع رَجل كاد ان يَعتدي عَليها ، هي مُتعبة بالفِعل و تَودُّ العودَة الي غُرفتها لاكمال تَخطيطها بالهُروب
التَفت الي مارك بينما تُعانِق سويون اليها مُحدقَة بالرَجُل الذي وَقف امامَها يُطالِعها " ماذا هُناك ..؟ " قالَت بِهدوء تُناظِر عَينيه التي تتأمل مَلامح طِفلتها البريئَة و الطُفوليَة
" انتِ تَعملين هُنا اذًا ..؟ " قال مارك بِحاجبٍ مَرفوع يُناظِر مَلابِس الصبيَة الفاضِحَة ، سويون سُرعان ما قامَت بِوضع يدها الصغيرَة على صَدر امها و قالَت ناهيَة " عَيب ! لا تنظُر الي ماما بِهذا الشَكل "
هي اعتادَت ان تُنهيها والِدتها على ارتداء الثِياب الفاضِحَة و تُخبرها ان ذلك سيخدُش من حَياءِها ، كُلًَما حاوَلت احدى الفَتيات اللواتن يَعملن في ذلك المَجال أن يَملئن عقلها الصَغير بالفَساد تُسرِع يون سون لاصلاحِه حينَما تحظَى بِفُرصتها مع طِفلتها
هي لا تُخطط ان تَكبر ابنتها اكثَر وسط تِلك الاجواء التي قَد تُحولها الي فتاة مَرقص لاحِقًا ، تُحاول ايجاد حَل سَريع يُخرجها من ذلك المُستنقع لِتعيش حَياة هادئَة تَنعُم بالسَلام
مارك اُذهل بِحركات الطِفلة التي وَضعت دُميتها فوق صَدر امها و اكمَلت " نحنُ لا نحادِث الشباب في الليل ، انهُ وقت النَوم "
ابتَسمت يون سون بِخفَة لِتعانِق سويون اليها و تُناظر الشاب مُكملَة نيابَة عن طِفلتها " اذًا ، استأذنك ، انه موعِد النَوم " انحنَت بِخفَة لِتستدير مُغادرَة ذلك المَمر حَتى تَصعد الي حُجرتها مع صغيرتِها
" من تكون هذه ..؟ " سأل مارك حارِسه الذي اجابَه بِهدوء " هذه من طَرف السيدة يونمي ، أتت قَبل عام و نِصف الي هُنا و بِسبب جاذبيتِها زاد مَدخول الفُندق "
" و هل انجَبت ابنتِها هنا ؟ " سأل مُستغرِبًا يُناظِر حارِسه الذي تَحدث مُعترِضًا " كلا سيدي ، انجَبتها قَبل مجيئِها ، حاوَلت الهرب كَثيرًا لَكننا نُمسِك بها في الآخِر ، لذا بَقت مُستسلمَة حتى تَحمي ابنتِها "
" مُثير للإهتِمام " خَبئ مارك يَداهُ في جُيوبِه مُبتسِمًا لِيسير بِخُطواتِه مُكملاً سيرِه الي الطابِق العُلوي حَيثُ مَكتبه ، دَلفهُ و نَظر الي يونمي الجالسَة في انتِظاره
" عُدتِ من بريطانيا بِهذه السُرعَة ؟ " سألها مُستغرِبًا بينَما يُطالع تِلك الطِفلة النائِمَة على الاريكَة ، جَلس علَى مَكتبِه حينَما اجابتهُ " عُدت لاتمم بعض الاجراءات هُنا " حَدقت في الصغيرَة لِتُكمل " جونغكوك قال انهُ مُستعد لان يستعيد ايڤا ، لِذلك لابد ان اُعيدها لهُ "
" هل انتِ مُتأكدة ..؟ لازال لم يُنهي فترة علاجه بعد " تَحدث مارك بينَما يَتكئ على الكُرسيّ بِظهرِه واضِعًا اقدامِه فوق المَكتب بينَما يُلاعب اصابِعه
" يبدوا جادًا ، اظنَّه اخذ كِفايته من العِلاج " استقامَت من فوق الاريكَة تسيرُ لِوضع قُرص صَغير فوق مَكتبه بينَما تتكتَف " هنا حيثُ الفيديو المُصور الذي بِه اعتِراف جونغكوك بِشأن قضيَة مقتل ايما "
ابتَسم مارك بِجانبيَة لِيلتقط ذلك القُرص الصَغير بين صوابِعه ، كان على وَشك النُظق لولا فَزعه من اقتِحام الحُجرَة من قبل الصبيَة التي رآها قبل دقائِق
يون سون دَخلت الغُرفَة بِغَضب بينَما تَحملُ ابنتِها بِذراعها و الثانيَة تُمسك بِها ورقَة بَيضاء ، من الواضِح انهُ لم يَكُن وِجهتها بَل هي سُرعان ما نَظرت الي يونمي و اقتَربت مِنها بِخُطواتٍ عَنيفَة " ايمكنك اخباري ماهَذا ..؟ "
لَوحت بِالورقة التي بين يَديها امام وَجه يونمي التي مَسكتها مُناظرَة تِلك التفاصيل التي بالداخِل " عَقد ..؟ " قالَت مُجيبَة بِهدوء
سويون لَمحت تلك الطفلَة التي استَيقطت مَفزوعَة توشِك على البُكاء بِفعل اقتِحام امِها ، نَزلت من بين ذِراعيّ والِدتها لِتَسير لَها و تَصعد فوق الاريكَة بِقُربها
لشدَة غَضب يون سون و انفِعالها لم تَشعُر بِغياب ابنتِها عن حُضنِها ، رَغبتها العارِمَة في اقتِلاع شعر يونمي جَعلتها تَنفعل بينَما تصطَّك على اسنانِها بحدَة " و من قال لكِ اني اودُّ تَجديد العقد التافه مَعك ؟ الم اُخبرك اني ساُغادر عند انتهاءِه ..؟ و وافقتِ ؟ "
يونمي طالَعتها بِهدوء و مَيلت رأسها مُبتسِمَة بِحاجبٍ مَرفوع " قَبلت لانهُ آن ذاك كنتِ جَديدَة ! لَكن الان بِسببكِ الرجال يَتوافدون الي هُنا بِكثرَة ، اي انكِ مَصدر ارباح يُصعَب التَخلي عنهُ ، بربكِ الستِ تجنين اموالاً طائلَة ..؟. "
ضَغطت يون سون على قَبضتيها بِغَضب لِتقترِب منها " و من قال لكِ اني اودُ جني المَال باعمالِكم القذرَة هذه ؟ انا لا اُريد ان اعمَل هُنا مُجددًا ، لا اُريد " صَرخت مُنفعلة بينَما تُمسك بذلك العَقد تُمزِّقهُ
الطِفلة ذات العامين تُناظِر يون سون المُهتاجَة بِذُعر ، عُيونها المليئة بالدُموع على وَشك اطلاق عنانِها لَولا إذ لَفتت انتِباهها طِفلة اُخرى بِجوارِها
نَظرت الي الصغيرَة ذات الثَلاث سَنوات و هي تَجلس بِجانبها و تُربت على رأسِها بِلُطف " لا تبكِ ، امي تقول ان كُل دمعة تنزِل من عين المرأة تُفقدها ذَرة من جَمالِها ، ان بَكينا كَثيرًا حينَما نكبر نُصبح بَشِعات "
رَمشت الصغيرَة بعدمِ فَهم فهي للتو بدأت تجمع الكَلِمات و توشِك على الحَديث ، مَدت سويون يَديها تمسحُ دموع ايڤا بِلُطف ثُم قالَت بِسعادَة " انا اول مرَة ارى شخصًا صغيرًا مِثلي ، كُلهم هنا ضَخمين ، الا انا صغيرَة الحجم "
مَدت دُميتها الصغيرَة اليها و وَضعتها في حُضن ايڤا مُكملَة " يُمكنك الاحتِفاظ بِها ، حينَما تخافين احتضنيها كثيرًا ، رُبما تواسيك "
مارك لَم يَكُن يُعير شِجار المرأتي اهتِمامًا بِقدر انتباهِه الي سويون و تَصرُّفاتِها التي تُمثل فتاة ناضِجَة تفوق سِنها
بَقى يُراقِبها تتحدُّث بِكثرَة مع ايڤا التي تحملُ الدُمية و تُنصِت اليها بِسعادَة
سويون وَجدت من يُشارِكها ذات العُمر و الحَجم لِذا عَبَّرت عن فَرحتها باهداءِ الصغيرَة حُضن كَبير مَع قُبلة لطيفَة كَما اعتادَت ان تَفعل امها حينَما تُعبر عن سَعادتها لَها
" انتِ من الواضح انكِ تتجاوزين حُدودكِ ..! انسيتِ انهُ بامكاننا سَلبكِ ابنتكِ وقتما شئنا ..؟ " قالَت يونمي ساخِرَة مِمن قَضمت سُفليتها بِغَيض و ردَّت مُهسهسَة " انتِ شيطانَة ! اُقسم انكِ لستِ عاديَة " حَدقت في مارك الهائِم في ابنتِها و اقتَربت منه تكوِّن بينها و بين صغيرتِها حاجِزًا " و انت ! جِد لي حَلاً ، انا لا اُريد البَقاء هُنا "
نَظر مارك اليها مُنزِعجًا ، دلَّك جَبينه مُسترسِلاً " لِما الجَميلات دَومًا مُزعِجات ..؟ " تمتم لِيتحمحم ما ان قابَلتهُ الصُغرى بِعُيونٍ حادَة " ان لَم تجد لي حلاً ، اُقسم اني سارتكبُ جريمَة بِكل رَجل عاهر يأتي الي هُنا ، السِجن ارحَم من بقائي بين رَحمتكم "
" مارك دَعها ، انا ساُربيها " قالَت يونمي بينَما تقترِب من يون سون تُمسِكها من شَعرِها و تَجتذِبُها بعنفٍ الي الخَلف " ان لم تُمسكِ لعنة لِسانك ، لن تَري ابنتكِ هذه مُجددًا و سأبيعها لاقرب لعين يأتي الي هُنا "
شَهقت سويون بِخوف حينَما مَسكت يونمي شَعر امها ، استقامَت من فوق الاريكَة و اقترَبت تقومُ بِعض ساق المرأة بِقوَة " ابتعدي عن ماما "
صَرخت يونمي بألم و التفَت تُطالِع سويون التي تَعضُّها باسنانِها الصغيرَة بِقوَة ، قامَت بِركلها كي توقِعها ارضًا فانهالت عَليها يون سون بِجذبها من شعرِها هي الاخرَى مُهسهسَة " اياكِ و لمس ابنتي "
جَذبتها من شَعرِها بِعنف و خَبطتها بالجِدار لِتهمس لَها " كنتُ مشهورَة في بَلدتي باني الفتاة المُتمردَة ، امتلكُ قَبضة اسوء من خاصَة الرِجال و لا مانِع لديّ ان اُعاقب بعد تَشويه وجهك القذر هَذا "
مارك رَمش مُنذهِلاً من ذلك الشِجار الذي شُن امامَه ، بدا مُستمتِعًا بينَما يُطالِعهن قَبل ان يُناظر الصغيرَة التي امتلئت عَينيها بالدُموع خوفًا على والِدتها
اقتَرب مِنها و قام بِحملها لِيضعها فوق المَكتب " هل تُريدين ان اُنقذ امكِ ..؟ "
اومات لهُ بعينين دامِعتين لِتجده يَنطِق بإبتِسامَة " بِشرط واحِد "
" ماهو ..؟ " سألتهُ بِطفوليَة بينَما تُبعد دُموعها كي لا يَنقِص جَمالها ، هي تؤمن بتلك الاعتقِادات بِلا شَك ، عَقلُها يُصدق كل ما يُخبره الكبار لَها
" حينَما تَكبرين ، تُصبحين زَوجتي ! " قال بينَما يَمسحُ على شَعرِها الطَويل يُراقِب رد فِعلها ، وَجدها لم تَفهم مَقصدهُ و استرسَلت قائِلَة " ما معنَى زوجة ..؟ "
" اي يُصبح لديكِ منزلكِ الخاص ، تُصبحين مع رجلٍ يُحبك و يَعتني بِك ، يُقدم لكِ الحُب و الاحتِواء و تُصبحين الآمرة الناهيَة ، ما رأيكِ ؟ " فسَّر لها قائِلاً يُحدِّق في مَلامِحها التي تنكمِشُ تارَة ثُم تتفتَّح تارَة اُخرَى كَما لَو انها تُحلل كلامه في عَقلها الصغير كي تَستطيع استيعابه
تَكتفت مُفكرَة ثُم بَوزت شِفاهها تُطالِع السَقف بَعدما وَضعت يَدها على ذَقنها تخبِط فَمِها المُنتفخ بسبابتِها عدَة مَرات
" حسنًا ، هل يَشمل العرض ماما ايضًا ؟ " ناظرتهُ مُتسائلَة ليومئ لَها ايجابًا ، سُرعان ما وافَقت و وَصفقت مؤيدَة " حسنًا مُوافقَة "
هي البتَّة لم تكُن تَعلم ما يَنتِظرُها بَعد آخِر كلمَة نَطقتها
وَجدت مارك يَتوجه لِيفصل ذلك الشِجار العَنيف التي انتهَى بِتشوه وجه يونمي بَعد ضَرب يون سون لَها بِحدَة ، جَلست على المَكتب تُناظر والدتِها بإبتِسامَة لطيفَة ، هي لا تَسكُت عن حَقها ابدًا
لاسيما ان تَعرض احد لسويون ، تَأكلهُ حيًا حَتى و ان تَم عِقابها بِقسوَة
نَظرت الصغيرَة الي ذلك القُرص الموجود فَوق المَكتب بِفضول ، مَسكته تتفحَّصهُ بِيديها لِترمِش بعدم فَهم " ماهذا ..؟ " هَمست لِتقوم بِتخبئته في جَيبها كأي طِفلٍ يُحب امتلاك الاشياء منذ وَقعها بين مُتناوله
حَدقت في مارك الذي اخَبر امها ان تُغادر حَيثُ دَنت يون سون مِن طِفلتها و حَملتها من فوق المكتَب تحتضِنها بينَما ترمُق يونمي بِحدَة ، سَلكت طريقها الي خارِج الحُجرَة تشتمُ بِغَضب و صوتٍ خافت كي لا تَسمعها الصغيرَة
لَوحت سويون بِلُطف الي ايڤا التي احتَضنت الدُمية بسعادَة و ارسَلت قُبلَة طائرَة لَها ، اتكئَت براسها على كَتف امِها التي صَعدت بها الي حُجرتهما
مارك وَضع كأسًا من الماء بين يد يونمي التي احتَستهُ بغضَب و قالَت " الم تَرى ما فعلتهُ تلك العاهرَة ؟ انها تتمادَى ! عليّ قص يَدها " صَرخت بانفِعال تُطالع وَجهها الذي يَنزِف من كُل الاتِجاهات
" اياكِ و التعرُّض لها يونمي ! دَعيها خارج هَذا العَمل " قال مارك مُنبِهًا لِمن طالعتهُ بِصدمَة " مالذي تَقوله ..؟ بَعد الذي فَعلتهُ بي ..؟ "
" انتِ استفزيتيها ! الفتاة لا تَبدوا عاقِلَة ، واضِح انها قَوية لا تسكُت ان تعرَّض لها احَد " تَحدث مارك مُبرِرًا بينَما يَبتسِم بِخفَة ثُم اضاف يَزيد صَدمة يونمي التي فَغرت فاهِها " ساتزوجُها "
" تتزوَّج من ؟ مارك انها عاهِرَة ، فتاة مَرقص! " قالَت يونمي بِصدمَة بَعدما وَقفت مِن فوق الاريكَة تُناظِره بعدمِ تَصديق ، تَكتَّف مارك بينَما يهز اكتافِه يُبدي اهتِمامه بِالصبيَة و ابنتِها " ايًا كان ! انا مُهتَّم بِها "
" تَعرفين انهُ مؤخرًا بدا صَعبًا ان تَلفت احداهُن انتباهي ! لَكنها فعلت "
" لفتت انتِباهك اقضي مَعها ليلَة ، اثنتَين لا ان تتزَوجها ! مارك لا تفقِد صوابك " نَهتهُ قائلَة بينَما تقترِب من الرَجُل و تَجلس قُبالتهُ تُناظِره يُمسِك ذلك المنديل من قُربه و يَمسح انفها الذي يَسيل بالدَم
" هِشش ! انا صممتُ على زَواجي بِها ، سَواء اعجبكِ ام لا " قال بينَما يُمرر المنديل على خُدوش وَجهها بِلُطف ، وَجدها تتنهَّد لِتُبعد يدهُ مُسترسلَة " انت تَعرِف ان جونغكوك يَبحث عنها بالفِعل ..؟ "
" ما عِلاقة جونغكوك بِها ؟ " قال مُستفهِمًا بعدَما عَقد حواجِبه حَيثُ اكمَلت " جونغكوك قام بالإعتِناء بابنتِها الي ان سافَر ، آن ذاك تعلَّق بها و تَركهما تحت وِصايتي ، حينَما قررتُ التجارَة بِها اخبرتهُ انها هَربت و لا اعلمُ اين هي "
" لازال للان يَبحثُ عنها ، يودُّ ايجاد الصغيرَة باي ثَمنٍ كان ، سَتتزوجها لِتضعها بين عَينيه ..؟ سيتعرَّف عليها فورًا ان رآها "
صَمت مارك يُفكِّر بينَما يَقطِب حواجِبه بخفَة ، اتكَئ على الكُرسي وراءِه يُقلِّب افكارهُ بِداخل رأسِه بينَما يَقضم شَفتهُ " ان تَزوجتها لن اُعلن هويتها لَهُ ! اساسًا هو لا يأتي الي كوريا كَثيرًا ، ساضعهُ في مَنصبٍ ضَخم في بريطانيا لِذا عليهِ الانشِغال باعمالِه هُناك ، الي ذاك الحين تكونُ سويون كَبرت "
" مارك انت تُريد الام ام ابنتِها ..؟ " رَدفت يونمي بِشك تُناظر الاكبر سِنًا و هو يَبتسِم بِجانبيَة مُجيبًا " هل ساكون طَماعًا ان قُلت ، كِلتاهُما ..؟ "
" انت شَجع بِحق ..! "
•••
عَــودَة الــي الــحــاضــر
سويون نَظرت الي والِدتها التي حاصَرت يونمي عِند الجِدار و هَسهست بالقُرب من وَجهها قائِلَة " بَعد ان دَمرتني اردتِ تَدمير طِفلتي ايضًا ..؟ لن اسمَح لكِ بلمس شَعرة مِنها ، بل سادمركِ بالكامِل ، فقط انتِظري ما ان اخرُج من هُنا ساُخبر الشُرطة بِسجلُكِ الكامِل ، سادعكِ تتعفنين وراء القُضبان "
يونمي ابتَلعت ريقِها بِخَوف قَبل أن تُنفي مُمثلَة الثقَة التامَة ، وَقفت مُعتدلَة و قالَت بِحاجبٍ مَرفوع " و ماهو دَليلُكِ ..؟ من يقفُ في صفكِ اساسًا ؟ "
ابتَسمت ساخِرَة و اكمَلت " جُيون و رَقبتهُ بيدي ! "
قَبضت يون سون على يَدِها بِغَضب لِتفرِّق بين شِفاهها راغبَة في التحدُّث لَولا سَماعِها ذاك الصَوت الرُجولي القادِم من خَلفِها
" انا ..! انا من بِصفها "
التَفت تُناظِر والِد ابنتِها الذي دَخل الي الحُجرة مُستعينًا بالعُكاز كَي يسيرُ جيِّدًا ، غابرييل نَظر الي يونمي بينَما يعتصِر مِقبض العُكاز بِقوَّة حَيثُ استَرسل قائِلاً بِحدَة " اتظُنين اني ساسكُت عما فَعلتيه بحَبيبتي و طِفلتنا ..؟ "
يونمي اعتصَرت حَقيبتها بِتوتُّر لِتُناظر يون سون التي ابتَسمت بِنَصر بينَما تتكتَّف " اذًا ..؟ انتِ مُحاصَرة بالفِعل " هَمست لها
غابرييل اقتَرب من يونمي يَقفُ بِجانب ام طِفلته حَيثُ اكمَل قائِلاً " تأكدي انكِ سَتدفعين ثَمن كُل فِعل فَعلتيه ، لن يُشفَى غليلي قَبل ان اراكِ مُدمرَة كُليًا "
التَف برأسِه يُناظر سويون الجالسَة فوق الفِراش تُراقِب بِصَمت فإبتسَم لَها بِلُطف ليُعيد النَظر الي يونمي مُهسهسًا " و الان ان جئتِ لِمس ابنتي بِسوء ! لَا انا و لا والِدتها سَنسمحُ لِريحكِ القَذر ان يَحوم حَولها ، لِذا ارحلي "
مَسكتها يون سون مِن ذِراعها و دَفعت بها الي الباب حَيثُ قالَت ساخِرَة " اذهبي الي مارك ، ابحثي معهُ عن حَل لارى "
ناظرتهُما يونمي و هُما يَقِفان عند باب حُجرة ابنتِهما يَمنعانِها من الدُخول ، ضَغطت على قَبضتِها بقوَة و هسهسَت قائلَة " سَتدفعون ثَمن هذا ، اُقسم اني سآتي بأجل كُل واحد مِنكم ، اولهُم جُيون "
ارتَدت نَظراتِها الشَمسيَة التنكريَة قَبل أن تسيرُ مُغادرَة ذلك المَمر
تَنهدت يون سون مُغلقَة الباب لِتتكئ عَليه تُناظر والِد ابنتِها " لِما اتيت ؟ الم يُخبرك الطبيب انك بِحاجة للراحَة ؟ قدمك ليسَت بخير "
" اظنُّ اني سابقَى اعرُج طيلَة الحَياة ، لَكن لابأس " قال غابرييل بينَما يُناظِر قَدمه المُضمدَة ثُم رَفع راسه يُطالع ابنتِه و والِدتها بإبتِسامَة " اني امتلكُ سندًا الأن ! هذه القَدم منذُ سَنوات لم تُعلني بِقدر شُعوري بأني محميّ كالآن"
ابتَسمت سويون بِخفَة تُحدَِق في نَظرات الحِب المُتبادلَة بين والِديها ، وَضعت يدها على قَلبها مُتذمرَة " الهي اشتقتُ الي زَوجي ! اين انت يا زَوجي ؟ "
رأت والِدتها تُسند والِدها حَتى يَقترِب لِيجلس بِجانبها فوق الفِراش حينَما افسحت لهُ مَجالاً ، وَضع عُكازيه بِجوارِه لِيُطالع ابنتِه التي تَنهدت باستِياء " اسفة ابي حقًا ، بسببي اُصبت ، ما كان عليّ اقحامُك بِمشاكلي " قالَت بِحُزن تُناظر والدِها الذي بَعثر شَعرها مُمازِحًا " كَفاكِ ! اني اتلقَى عقابي الالهيّ لاني اطلتُ حَتى اجدكِ "
ابتَسمت لهُ لتُناظر سويون والِدتها حيثُ ربتت بِجانبها " تعالي الي هُنا " افسَحت لها حَيزًا اينَما استقامَت يون سون و استقَرت بِقُرب طِفلتها
كانَت سويون مُستقرَة بين كُل من والِدها و والِدتها اللذان حاوطاها بِذراعيهِما و راحَت والِدتها تمسحُ على شَعرِها العَسليّ قائلَة " لا اُصدق أن طِفلتي كَبرت و سيُصبح لَديها طِفل قَريبًا "
" ارايتِ ؟ " قالَت سويون ضاحِكَة بخفَة لِتُناظر والِدها مُتحدثَة " كان معك حَق ابي ، حينَما علِم جيون لم يَكُن حزينًا ، بَل فرح كَثيرًا لِدرجَة البُكاء "
" اخبرتكِ ما مِن رَجُل يحزن حينَما يتعلق الامر بِطفل له من حَبيبتِه ! " رَدف غابرييل بينَما يُناظر يون سون التي تغلغل انامِلها بِخُصيلات ابنتِها
" الستُ دليلاً كافيًا ؟ " هَمست سويون التي اعترَضت نَظرات ابيها لامِها بِوضع رأسها حاجِزًا بينهُما ، قَرعت يون سون رأس ابنتها بِقبضتها بِخفَة مُتمتمَة " هذه الفتاة لا تَخجل ! هيا نامي "
وَضعت لها رأسِها على صَدرِها لِيُنفي غابرييل و يُمسِك بِصغيرتِه يَجذبها الي حُضنه " ساُنيمها لديَ بدلاً "
" كَلا ! دَعها لَديّ ، هي ترتاحُ في حُضن امها " قالَت يون سون مُعترِضَة لِتجتذِب رأس صغيرتِها الذي راح يَتنقل بين كُل من والِدها و والِدتها
" كلا ! الفتاة تُفضل حُضن اباها اكثَر " قال يُناكِفها بينَما يَجتذِب رأس سويون التي اشاحَت نَفسها من وِسطهما حَتى وَقعت يدان اباها على اُمها و بدلاً مِنها هي قد استقَرت يون سون في حُضنِه
التَفت لهُما الصغيرَة التي نَهضت من فِراشها مُتحدثَة " اليس هَكذا افضَل ..؟ "
" يا سويو .. " قالت يون سون التي وَجدت نَفسها بين ذِراعيّ حَبيبها بعد عِشرون عامًا من الفُراق ، رَفعت عَينيها بِتوتُّر نَحو غابرييل الذي ابتَلع ريقه يُنصِت الي نَبضات قَلبِه الصاخبَة تمامًا كخاصتِها
سويون حَدقت في الباب الذي فُتِح و دَخل منهُ زَوجِها يَحملُ حَقيبة صغيرَة بِها مُستلزماتِها " انا عُدت " قال بينَما يسلُك طريقُه الي الداخِل
تفاجَئ حينَما وَجد زوجتهُ و تركُض نَحوه بإبتِسامَة واسِعَة ، وَضعت رأسِها على صَدرِه حينَما عانقتهُ و حاوَطت وِسطه بِذراعَيها قائلَة " المرأة ليسَ لديها الا حُضن زَوجِها "
جونغكوك قام بِمُبادلتِها بإبتِسامَة لِيمسح على ذِراعها قَبل ان تَسقُط عيناهُ على والِديها ، ميَّل رأسهُ بِخفَة لينطِق " مالذي تَفعلانِه ..؟ "
يون سون ابتَعدت بِسُرعَة عن والِد طِفلتها لِتَستقيم مُتحمحمَة " لَديّ ابنة قَليلة ادب ! يا سويون تعالي الي هُنا " صاحَت في طِفلتها التي اخرجَت لسانِها لَها و ابتعَدت عن زَوجِها تَفِّر هاربَة من امها التي لَحقتها و راحَت تركُض وراءِها
" ماذا فيها امي ؟ قولي انكِ مشتاقة الي حُضنه فقط !! " قالَت سويون بينَما تختبئ خَلف الاريكَة تُحدِق في امِها التي انهارَت من جُملة ابنتِها التي تُفقدها صَوابها " سويون اغلقي فَمكِ ذاك ، من اين تَجلبين جرأتكِ في الحَديث ؟ " صاحَت بِها تَراها تُقهقه بِصخَب بينَما تَركُض عند والِدها
" ابي انها تُحبك لكنها تَخجل من قول ذَلك " قالَت هامسَة في اُذن والِدها بعدما استقَّرت في حُضنِه و عجِزت يون سون عَن عُبور ذلك الحَد ، بل وَقفت تلهث بينَما تتخصَّر امام صغيرتِها التي تغيضُها
جونغكوك وَضع الحَقيبة فوق الطاوِلَة مُبتسِمًا بخفَة " حسنًا يبدوا اننا وَجدنا ثنائيّ جَديد هُنا " قال مُتعاوِنًا مع زَوجتِه التي اومأت بِحماس " مَتى الزِفاف ؟ اليسَ رائعًا ان احضُر زفاف والداي ! "
" سويون اطبقي فَمكِ " هَمست لَها يون سون بِحدَة و سَحبتها من ذِراعها من ذِراعيّ غابرييل الذي احتَفظ بابنتِه لَديه و نَطق " لِما انتِ غاضبَة ؟ اليسَت محقَة بما تَقوله ؟ " قال بينَما يُناظر عينيّ الكُبرَى
" اُصمت انت ايضًا ! " هَتفت بانفِعال ثُم نَظرت الي ساعَة رِسغها مُتحمحمَة " الوَقت تأخر ، سيد غابرييل عُد الي غُرفتك و دَع الصغيرَة مع زوجِها "
" سيد غابرييل ؟ الذي تَنعتينه بالسيد انجبتِ منهُ انا " قالَت سويون مُستنكرَة تتجاهَل نظرات امِها الحارِقَة ، ابتَسمت لَها بِلُطف لِتشعر بقبضَة زَوجها تُطوق ذِراعها و تَسحبها نَحوه " ثُم ماهذا الحُضن الذي زاد عن حَده ! انا اغار " تَحدث جونغكوك بِحاجب مَرفوع يُناظر غابرييل
" حتى و ان كنتُ والِدها ! انا اغارُ على زَوجتي "
" انهُ مُصاب بِهوس التَملك " هَمست سويون الي والِدها الذي همهم مُتفهمًا بينَما يُقهقه ، استقام مُستنِدًا على عُكازيه حَيثُ قال " حسنًا اذًا ، لابد ان اذهَب الان فالوَقت تأخر "
" دَعني اُرافقك الي الخارِج " تَحدث جونغكوك بَعدما تَرك زوجتِه على الفِراش و سار مَع غابرييل يوصِله الي غُرفتِه
يون سون جَلست بالقُرب من ابنتِها التي قامَت باحتِضان وَجنتيها بِلُطف و رَدفت " امي اعطي عِلاقتكُما فرصَة ، الا تَرين نَظراتِه لكِ ؟ " هَمست لها
" لازال الوَقت باكِرًا سويون ، للتو غادرتُ من المُستشفَى ، دَعيني اتجاوَز الماضي السئ اولاً ثُم افكر " رَدت يون سون بإبتِسامَة خَفيفَة لِتُقبل يَد صغيرتِها التي قالَت عابِسَة " لِما تتجاوزينهُ وحدُكِ ..؟ لما تُضيعين الوَقت اكثر امي ؟ ما تَبقى من العُمر اكمِلاه سويًا ، لا تُهدري المَزيد من عُمرك بعيدًا عنه "
" انتِ ايضًا يتوجَّب عليك ان تَحظي بِحياة زَوجيَة مُسالمَة ، فَكري جيدًا همم ؟ " هَمست الصغيرَة لها بينَما تُطبطب على وَجنة امِها التي ابتَسمت بخفَة
" اُنظروا لِمن كَبرت و اصبحَت تُقدم النصائِح الي اُمها ! " قَرصت انف الصغيرَة مُكملَة " حسنًا ساُفكر ، ثُم ساذهبُ قريبًا الي منزل مارك لاستعيد اشيائي مِن هُناك لاني سانتقلً قريبًا ، اتودين ان اجلِب لك شئ مَعي ..؟ "
زَمت الصغيرَة شِفاهها تُناظر والِدتها بِصَمت ، بَقت تُفكر مُطولاً الي أن قالَت مُجيبَة " اود الذَهاب معكِ ، لديّ اشيائي الخاصَة سأجمَعُها بِنفسي "
اومأت لها الاكبر سِنًا لِتقبل جَبينها قَبل ان تَنهض و تُغادِر الغُرفَة ما ان عاد جونغكوك ، دَخل جُيون مُغلِقًا الباب من وراءِه لِينظُر نَحو زوجتِه التي طالعتهُ بإبتِسامَة وسيعَة
اقتَرب مِنها لِيجلس بالقُرب مِنها يُطالِع عُيونِها العَسليَة " هل انتِ سعيدَة ..؟ "
اومأت لهُ عدَة مرات لِتُمسك يداهُ و تحتضنِهما " جِدًا ! اعتقِد ان امي و ابي سيتَزوجان اخيرًا ، اليسَ هذا خَبر سار ؟ " قالَت تبتسمُ لِمن همهم بينَما يمسحُ على شَعرِها بِلُطف " انا سَعيد لانهُ اصبَح لكِ عائلَة سويَة اخيرًا "
اقتَربت تزحفُ نَحوهُ حَتى استقرَّت في حُضنِه ، اسنَدت رأسِها على صَدرِه مُغمِضَة عُيونِها بِراحَة اينَما قالَت " انهُ شِعور لا يوصف ان يَنتهي اليَوم في حُضن من تُحِب ! "
اتَكئ بِها على ذلك الفِراش الواسِع حَيثُ احتواها بين ذِراعيه و جَذب الغِطاء يَضعهُ عَليهما " اذا تَعترفين انكِ تُحبينني ..؟ " هَمس لها
رَفعت رأسِها اليه و قالَت عاقدَة حواجِبها " لِما الست تعرِف اساسًا ..؟ "
اخَفض بصرهُ اليها و قال بِحاجبٍ مَرفوع " بلَى و لكِن انتِ لم تُخبريني من قَبل ، لم يسبِق و ان قُلتِ لي اُحِبُك ؟ "
" لَكني اُخبِرُك بأفعالي ، الستُ افعل ؟ " رَدفت مُوسِعَة عَينيها تُناظِرهُ بينَما يومئ و ينخفِضُ لِتَقبيل جَبينها بِحُب " بلَى "
" اتعلَم ، لديّ فُضول حِيال شئ ما " قالَت سويون مُستفهمَة بينَما تُطالِع جُيون الذي همهم بعَدما ساد الصَمت بينهُما لِفترَة
" كَيف تعرفت على يونمي ..؟ " سألتهُ بينَما تُناظِر عَيناهُ الهادِئَة ، التَزم الصَمت لِفترَةٍ قَبل ان ينطِق مُجيبًا " حسنًا كان ذلك في العام الذي جئتُ به الي كوريا ايضًا ، في كُلية الطِب "
حَدق في عُيونها الفُضوليَة لِيمسح عَلى شَعرِها بِلُطف اينَما اكمَل " كانت تكبُرني سنًا كالبَقية حيثُ كانت بالثانيَة و العِشرون ، كُنا ندرُس معًا و تأتي لتاخذ مني مُلخصات الدَرس لانها لا تستطيعُ الحُضور دومًا بسبب طِفلها جيمين ثم كَثرت لقاءاتنا الي ان اصبَحنا صديقين "
" آن ذاك علمتُ بقصتها و أخبرتني انها تَزوجت من والِد جيمين الذي كان عجوزًا ، يبلغُ السَبعين و قَد كان عُضوًا مهمًا في الدَولة و ثَريّ للغايَة و ذلك كان يُفسِّر مجيئها بافخم السيارات و لِباسُها الباهِظ ، قالت انها تَزوجتهُ هربًا من فقر عائلتها حيثُ اجبرها والِدها على العَمل بدل من اتمام دراستِها "
" و ذات مَرة حينَما كانت تَعمل في مَطعم فَخم تعرفَت هُناك على زَوجِها الراحِل الذي اُعجب بِها ما ان رآها و عَرض عليها الزواج لاعالتِه كونِه مَريضًا و سيمنحُها من ثَروتِه ان انجَبت لهُ ولدًا يرِثه ، وافَقت و انجبَت جيمين الذي اصبَح وريثًا لاكبر الشرِكات المُختصَة بالسياحَة و السفَر في حين انها من ورِثت منصِبه و ترَكت الطِب لتبدأ بالتركيز على السياسَة "
فَرقت سويون شِفاهها بِذُهول لِتومئ لهُ تحثهُ على الاكمال " حينما تعرفَت عليّ اخبرتُها بِقصتي ايضًا و اصبَحنا صديقين مُقرَبين حتى اني تعرفتُ على زوجها قَبل وفاتِه و آن ذاك وقعت هي بِحُبي ، جشعها في الحُب يوقِعها في المَشاكل " تَنهد قائِلاً لِينظُر في عينيّ زَوجته التي اقتَطبت حواجِبها
" انها كَمارك ! كان عَليها الزواج منهُ لانهما يَلقيان لِبعضهما " رَدفت بانزِعاج بينَما تَعبث بأزرار قَميصِه ، تَفتُحها تارَة و تُغلقها تارَة اُخرَى
" رُبما ، كِليهما انشغل بِحُب كُل منا و نَسيا انهما قَد يكونان مُقدران لِبعضهما " قال مُبتسِمًا يُحدِق في مَلامح الغيرَة التي تَعتلي وَجه زَوجتِه
" هل تَعلم ان يونمي كانَت سببًا في خراب حَياة امي ..؟ " رَدفت سويون بِحُزن بَعدما تَذكرت الحِوار الذي دار بين اُمها و السيدَة بارك
" كنتُ من وَضعتُ امكِ في وصايتُها ، ظننتُها ستُحسن مُعاملتها ، لَكنها فقط تجاوَزت حُدودها ، ظننتها عَفيفة لِكونها تنحدِر من عائلَة مُتواضعَة يتسِمون بالحَياء ، لَكن المال اعمَى بصيرتِها ، اصبحَت شجعَة للغايَة "
وَضعت سويون يَدها فوق وَجنة زَوجِها لِتغمض عَينيها نافيَة " لَم يَكُن ذنبك ، انت طيب القَلب فظننت انهُم مِثلك ، لابأس المُهم ان كُل ذلك ذَهب " هَمست له
ابتَسمت بِخفَة حينَما قام بِتقبيل جَبينها ثُم انَخفض الي انفِها بَعدما اعتلاها فاضحَى جَسدُها اسفل خاصته " لِندفع بِتلك الطاقَة السلبيَة بعيدًا ، دَعينا نلتهي بِبعضنا فقط الأن " هَمس لها بينَما يُطالع شِفاهها المُنتفخَة قاصِدا احتِجازها بين قواطِعه
زَمت شِفاهها تُغيضُه لِتُقلِّص عينيها حينَما وَضع يدهُ اسفل اِبطها يُدغدِغُها حَتى تفك أسر مَحبوبتاه ، ضَحكت بِخفَة من مُلاطفتهُ لابِطها لِتغمض عُيونها ما ان انقَض على شِفاهها يُقبلِهما بِشوقٍ عارِم
احتَوت عُنقه بِذراعيها تُبادِله بينَما تُغلِق جُفونِها بِبُطئ تُقدِّس كُل ثانيَة تمُّر بِجوارِه
•••
بَـعـد اُسـبـوعَـيـن
كانَت سويون تَجلِسُ في سيارَة زَوجِها بالقُرب من والِدتها قاصِدين مَنزِل الوزير الذي اعطاهُ لمارك منذ فترَة ، حينَما اصَّر جُيون على اخذِهما بِنفسه ، رَكن في بَهو القَصر اينَما نَزلوا ثلاثتِهم و دَلفوا الي الداخِل حيثُ وَقفت عَسليَة الشعر و العَينين عِند العُتبة تُطالِع ذلك البَيت الذي ما ان طالعتهُ حتّى تَسربت لها ذِكرَى بشعَة للغايَة
كُل تلك الذِكريات المُرَة اخترَقت عقلها بِمُجرَّد ان وَطئت قدمِها ارضيَة منزِل مُعذبها ، ارتَعش بَدنها تستمعُ الي صُراخِها الذي يَملئ كُل رُكن بذلك البَيت
انّه البيت الذي حاول فيه اقتحام حُرمتها و سَرِقت شرفِها..!
نَظرت الي زَوجِها الذي حاوَط خَصرِها و جَذبها الي الداخِل معهُ هامِسًا لها " سنأخُذ ما نحنُ بِحاجَةٍ لهُ ثُم نُغادِر "
مَشت في اتجاهِ غرفتِها التي كانَت بِنهايَة الممر ، وَضعت يدها على المِقبض بِتردُد لِتبتلِع ريقِها بِتوتُّر ، هذه الحُجرَة كاد ان يَتحققُ بها ابشعُ كوابيسها
فَتحت الباب و سارَت الي الداخِل تُحدِق في ارجاء الحُجرَة المليئة بِذكرياتٍ بَعضُها سار و الكَثير مِنها سام
حَدقت في ذلك السَرير الذي لَطالما كادَت ان تُغتصَب عَليه ، شَدَّت على اطراف اصابِعها بَعدما وَقفت في مُنتصف الحُجرَة لِتشعُر بِذراعيّ زَوجها تُطوقها من الخَلف ، قام باحتِضانِها من الوراء لِينخفِض مُقبِّلاً عُري كَتِفها
" لِنُحوِّل ذكرياتُكِ السيئَة هُنا الي اُخرَى لطيفَة " هَمس باذِنها لِيقبل اسفل مَسمعها و يَلّفُها اليه يُحتضِن عينيها الهادِئَة " انَّ حَبيبكِ زار غُرفتكِ عند آخر يَومٍ لكِ بها لياخذُكِ مَلكة قَلبه و بَيتِه " قال بينَما يمسحُ على يَديها
التَفت لهُ مبتسمَة تُطالع عُيونه " كما حّولت تلك الغرفة في بيته الي اجمَل ذكرى لي فحياتي! ليلتنا الاولَى " مَسكت وجنتهُ تمسحُ عليها بِحُب
" سَنتجاوز ما تَبقى من ذلك الألم قريبًا همم ؟ " مَسح على شَعرِها قائِلاً لِيجدها تومِئ بينَما تبتعِد عنهُ مُحدقَة في عُيونِه " هل تَسمح لي بِبعض الوَقت ..؟ "
" حسنًا " اومَئ لها بإبتِسامَة لِيُغادر الغُرفَة مُغلِقًا الباب من وراءِه ، جَلست سويون على سَريرِها تتفقَّد الانحاء بِصَمت
بَعد ان لستجَمعت قِواها بدأت بِجمع أثمن اغراضِها كَشهادات التفوق التي كانَت تحصُل عليها ايام المَدرسة و صُورها التِذكارِيَة مع والِدتها ، حَمِلت صُندوقًا جَذبتهُ من اسفل السَرير و بدأت تُفرغِّه على الفِراش حَتى ترى مُحتوياتِه
اخرجَت مِن وِسطه بَعض الاوراق و الصُور القَديمَة لَها و لامِها ، وَجدت بعض الرسائِل التي كانَت تكتبُها يون سون الي والِدها و مُذكرَة صغيرَة تُعبِّر فيها عن مَشاعِرها
ابتَسمت باستِياء لِتجمع تلك الرسائِل التي لم تُبعث قَط مع مجموعَة الصُور هامسَة " سُاعطيهم الي ابي ، انهُ بحاجَة لرؤية هذا "
لَمحت قُرصًا صغيرًا مِن كَومة تلك الاغراض ، قَطبت حواجِبها لِتمد يَدها تنتشِله مُتمتمَة " ماهذا ..؟ "
تَفقدتهُ بيدِها مُحاولَة تذكُّره " لطالَما كنت اراهُ سابِقًا و كُلما جئت افتحهُ يحدُث شَئ ما ! هل عليّ ان اراه الان ؟ " قالَت مُتسائلَة لِتلتفت نَحو حاسوبِها
اقتَربت تجلسُ على مَكتِبها و تَضعهُ بداخل حاسوبِها الذي شَغلتَّه فانتِظرت ان تَخرُج لها مُحتويات القُرص
ظَهر لها مَقطع فيديو قامَت بالدُخول عَليه فراح الفيديو يَتحمَّل آخِذًا مُتسع من الوَقت لِكونه قَديم بالفِعل
استقامَت حتَى تجمع بقيَة الاغراض ريثَما يُنهي تَحمليه و بينَما كانَت تَضعُ اشياءِها بداخل الصُندوق صُعقت بشدَة ما ان سَمِعت صَوت رَجُلها يَصدُر من خَلفِها
- مرحبًا ، انا جُيون جونغكوك ، ابلغُ عِشرون عامًا من عُمري
التَفت برأسِها تُحدِق في زَوجِها في مُقتبل عِشرينياتِه يَجلِسُ على كُرسيّ بداخل حُجرة مُظلمَة يسُلَّط نورُها على مَلامِحه هو فَحسب
مَلامحه التي بَدت باهِتَة خاليَة من الحَياة
تَركت الاغراض من بين يَديها و سَلكت وِجهتها الي الكُرسي الذي وَقفت وراءه تُحدِق به يَتحدَّث بِهدوء كَما لو انهُ روبوت تَمَّت برمجتهُ للحديث كَما يودُّ المخترِع تمامًا
- انا قُمتُ بِقتل زوجتي لانها قامَت بِخيانتي ، قتلتُها و قطعتُ اعضاءِها لاحتفظ بِهم لاشفي غَليلي ، و لستُ نادِم على ذَلك ، هي تستحِق لانها غَدرت بي و استغلَت حُبي لَها .
فَرقَّت سويون بين شِفاهها بِدهشَة لِتلتفِت برأسِها الي زَوجِها الذي دَخل غُرفتِها و انصَت للتو الي مَقطع الفيديو ذاك
ابتلَعت ريقِها بِذُعر حينَما حَمل بِعينيه نَظرة لَم تتمكَّن من قِراءتِها ، بَدت مِظلِمَة للغايَة ، حَدقت في يَدِه التي كانَت تحملُ مِطرَقَة قَد قام باعتِصارِها بِعُنف
شدَّت على ظهر الكُرسي الذي تَمسِكه لِتطالعهُ يدلِف الي الداخِل بِخُطواتٍ هادِئَة و في مُتناوله تِلك المِطرقَة الحديديَة
مالذي ، سيُقبل زَوجها على فِعله ..؟
•••
8498 ✔️
مرحبًا يا حِلوين ♥️
وحشتوني
طولت عليكم شويتين
للامانة كان عندي مُناسبَة و التهيت هاليومين ..
كنتُم في بالي و كنت اراجع الاحداث عشان تكون في سياقِها الىُناسب ♥️
🪐 رأيكم في التشابتر ..؟
🪐 تعتقدون ليش جُيون ما قَتل مارك ..؟
🪐 تسلسل الاحداث الي الوقت الراهن ..؟
🪐 بشأن قصة يون سون مع الملهَى ، توقعتوا انه يونمي تكون ورا كل هذا ..؟
ترا يونمي مش سهلة ابدًا ، ذئبة 🤌🏻
يلي كاسر خاطري جيمين لما يعرف حقيقة امه
هو يعرف انها قاسية و كده لذلك تشوفونه ما يعطيها اهتمام كثير
بس مستحيل يتوقع يوصل بها الامر انها تكون شريكة في تدمير حياة سويون و امها
يون سون تصعب عليا جدًا والله
🪐 تحبونها هي و غابرييل ..؟ 👀
كنت حاشاركم تفاصيل من علاقتهم لما حبوا بعض بس كنسلت 😭
تفاصيل قصتهم جدًا لطيفة ✨
🪐 جيون و رد فعله للجنين ..؟
🪐 جيكوب ..؟
🪐 بخصوص لقاء سويون و ايڤا الاول و هم اطفال ..؟ 😭
لا و شخصية بنتي و هي طفلة 🤏🏻🤏🏻😭
يونمي لما هددت انها حتدمر جُيون ، هي مش حتسكت
جُيون مش حيقدر يعمللها شي حاليًا
🪐 تتوقعون الخطة القادمة عشان تدمره ايش هي ..؟
🪐الاجواء اللطيفَة يلي بين سويون و والديها في المستشفى ..؟
🪐 اخت سويون التانية تعتقدون لها دور
او تريدون ان يكون الها وجود..؟
🪐 اشياء حابينها تكون من ضمن الاحداث و تريدون اكثر منها ..؟
🪐 بِكُل حُب و تَفصيل اخبروني عن اكثر جزءية حركت مشاعركم و اعجبتكم ، و لِما ..؟
اراكم في القادم ان شاء الله
اهتموا بانفسكم ♥️
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top