Husband | 48

Husband || زَوجي


اهلاً بِكُم في الجُزء الثامِن و الأربَعون 🫶🏻

تعالوا خُذوا بوساتي على التفاعل السابِق 🫶🏻🫶🏻
احبِكم للامانة و ما اتعَب و انا اقولها ❤️

شُكرًا بِصدق يارِفاق
اليوم دلعتكم بتشابتر طَويل ، استمتعوا فيه و ابهروني بِحُبكم زي اليَوم 🫶🏻

لِنَبدأ

•••

بين اربع اضلَعٍ خَشبيَة تَجلِسُ عَسلية الأعيُن و الشَعر تُحاكي الوِحدَة حُزنِها و تَشتكِ لِتلك البِحار عَن حُطام قَلبِها بعد أن الُقيَ بِها بداخِل حُجرَة بِمُفردها

فَصلوها عن والِدها الذي تَرجت مارك كَثيرًا أن يتلقَى العِنايَة فأمتَثل لها الأخَر و اقتادهُ الي غُرفةٍ خاصَة يُعالجه طَبيب مُختَص بَعد أن اقسَمت ان تُحسن التَصرُف

وَضعها في حُجرَةٍ تَحتوي عَلى فِراش تضعُ عَليه جَسدُها الذي فَقد بَعضًا من وزنِه فَهي بالكاد تُدخل لُِقمتين على بَعضِهما الي فَمِها

طيلَة الوَقت كانت عِند نافذَة الغُرفة تُراقِب البِحار بِحُزنٍ يَنهش دواخِلها بِبُطئ ، لا تَستطيع تَخيل فِكرة ان زَوجها قد يَتخلى عَنها و يَترُكها تعود لِذاك المَصير الذي كُتب لها مُنذ الثلاث اعوام

كانَت تراهُ مَلاذها و مُنقِذُها الذي بالصِدفَة وَقعت في حُبه

" جُيون ، هَل ستأتي مِن اجلي ..؟ "
هَمست تُخاطِب المياه شَديدة الزُرقا تَدُّل على عُمقِها ، ابتعَدت عن النافِذَة لِتضع يَدها على بَطنها تتحسسُها بِرفق بَعد ان جَلست فوق الفِراش مُجددًا

" هل سيبحثُ والدُكَ عنا ..؟ لاخبِرهُ عنك ؟ "
اغمَضت عَينيها تُسند جَبينها عَلى مَسند السَرير حَتى انتَفض جَسدُها مُرتجِفًا ما إن اقتَحم مارك الحُجرة و ناظَرها بِغَضبٍ عارِم

فوجِئَت من اندفاعِه الشَديد نَحوها و امساكِه الي عِضدها ينتشِلُها من فوق فراشِها و يَرجُها بِحدَة " ايتها الساقِطَة " هسهس بِوجه ما ان حاوَلت صَده بينَما تُبعد يدهُ بضعف عَنها " م..مابك ؟ هل فقد..فقدت عقلك ؟ "

" انتِ حامِل منهُ ..؟ " همَس لها مُتحدِثًا بِحدَة يُخاطب اُذنيها التي خُدشت من صَدا صوتِه ، ابتَلعت ريقها بِخَوف فليس من مُخطاطاتِها ان يعرِف عن حَملِها

لانهُ لن يَكون هينًا في انفعالاتِه البتَة

" لس..لستُ حا..حامل " نَفت تعترِض لعلَّها تَكذِب لَكنها فوجِئت بِتلقيها صفعَة قويَة اسقطتها في مُنتصف السَرير " لا تَكذبي ، سمعتُ والدك يُخبر الممرضة عن حملك و انهُ يتوجَب العنايَة بِك " صاح بِها غاضِبًا ثُم اجتَذبها من شعرِها حتى يوقفها لِمُقابلتِه مُجددًا

اغمَضت عَينيها بألم تُقاوِم ذلك الوَجع الذي يَفتَّك بِها حيثُ قَربها من وجهها و هَسهس " هذا الجَنين لن اسمح لهُ ان يبقَى حيًا اسمعتِ ..؟ حالما نصلُ الي وِجهتنا ساستبدِله بآخر يخُصني "

فَتحت عَسليتَيها تُطالِعه بِنُفور و تَقزز واضِح ، وَضعت يدها على صَدرِه تَدفعهُ عَنها رُغم صعوبَة ازاحتِه و ردَّت " ان سَمحت لك بوضع يدك عليّ اولاً ، اُقسم اني سانتحِر و اقتل نَفسي ان لمستني "

أفلت خُصيلاتِها بعد ان بدأت فَروتها تُؤلِمها و اقتَرب يُحيطُ وَجنتيها يَجتذب وجهها نَحو خاصتِه " لِما صعب عليكِ ان تَقعي في حُبي ..؟ الا تَريّ الحد الذي انا واقع به في غَرامكِ و اللعنة ..؟ اني اُضحي بكل شَئ من اجلِك "

" حُبي لك يَفوق حُبه "

سويون وَضعت يديها على خاصَتيه تُخفضهما عَن وجهِها لِتنطِق مُهسهسَة بِغضَب " لا تُقارِن نَفسك بِه ، لا تُقارن حُبه العَفيف بِخاصتك المبني على الشَهوة ! جُيون احبني دون ان ينتظِر مِني اي شَئ ، احبَني رُغم عِلمه بعقدَة خجلي المُفرَط ، لَكنهُ لم يُشعرني يومًا اني اقلُ من اي زَوجةٍ اُخرى ، في حين انكَ عاهِر كُل ما تبحث عنهُ الجنس ، نظراتك نحوي كُلها شَهوانيَة تكادُ تلتهِمُني ، هذا ليس حُب بل مَرض "

اغمَضت عَينيها بِقوَة تعتصِر مُقلَتيها حينَما واشَك على تَسديد صفعَة ثانيَة اليها لَكنهُ تَوقف و امسَك ذَقنها بَدلاً " دَعيني اُريك اذًا ! مُحب الجنس هذا ماذا يَفعل " هَمس لَها بَعد ان قَربها اليه من وِسطها

زُرعِت بُذور الرُعب على مَلامِحها فأنبتَت نَبات الخَوفِ في عُيونِها التي راحَت تجوب في بُنيتاه مُعترِضَة " مالذي سَتفعله ..؟ افقَدت صوابَك ..؟ " وَضعت يَديها على صَدرِه تُبعِده حينَما قَرب وَجهه منها مُحاولاً تَقبيلها

حَركت رأسِها الي الجِهتين مُعترِضَة بينَما تتشبَّث بِقميصه تَدفعه الي الوراء و هي تزُّم شِفاهها تَمنعها عن مُتناولِه

غَضِب من مُحاولاتِها الكَثيرَة لِرفضه فقام بِدفعها على الفِراش مُزيلاً حِزام بِنطاله الجلديّ " معهُ هو تَقبلين بِه ، و انا ترفُضيني ..؟ " هسهس بينَما يَلُّف ذلك الحِزام حَول قَبضتِه تحت عينيّ الصغيرَة المُرتعبَة من خُطوته القادِمَة

عادَت الي الوراء تُحاول الابتعِد عنهُ ، تَزحفُ الي الخَلف على الفِراش و نَبضاتِها ترتفعُ بِصَخب " م..مارك لا تفق..تفقد صو..صوابَك ، ان..انا حام..حامل " هَمست لهُ مُنتفضَة حينَما صفع الهواء بِذلك الحزام مُصدِرًا صَوتًا قويًا

" انتِ بِحاجَة لأن يتم تَربيتُكِ مُجددًا ، ساقِطَة " هسهس لِيرفع الحِزام عاليًا حَتى يَنزل به على جَسدِها الذي حَمتهُ عَبر تكورِها على نَفسها صارِخَة بِقوَة

ارتعَشت بألم ما ان ضَربها به على ذِراعها حَتى راح خَط الحِزام مُرتسِم على بَشرتِها البَيضاء ، انهمَرت دُموعِها بألم تَكبُت صُراخِها مَع كُل ضَربة عنيفَة تتلقاها مِنهُ و تُحاول ألا تُصيب مُحيط رَحمها كي لا يتأذى جَنينها

ما تَبقى مِن زَوجِها بِداخلها

ارتَجفت بِقوَة حينَما ابتعَد عنها ما إن نَده عليه أحد رِجاله حَيثُ اشار عَليها قائِلاً " سآعودُ اليكِ ، لم انتهي منكِ بَعد "

اعتَصرت قَبضتيها بِوجع حينَما غادر لِتجلس مُتأوهَة تَبكِ على حالِها البائِس ، رأت انعكاسِها عَبر المِرآه التي تُقابِل فِراشِها فإزداد بُكاءِها اكثَر

كُل ما يَتردد في ذِهنها ان ما الجُرم الذي افتعَلته كَي تُعاقَب بِرجل مهووس كَـ مارك ..؟
لِما هي من بَين اربع مِليار فَتاةٍ اُخرَى

مَسحت دُموعها بِخشونَة لِتناظر ذِراعيها المُزرقَة فَرفعت كنزتها تَكشف عن ظَهرِها المُشَوه و المُحمَّر ، شَهِقت بِبُكاء و الألم يَفتكُّ بِها " ان استمر على هذا الحال ، سافقِد طِفلي "

خَبئت يَديها وَسط كَفيها تَبكِ بِحرقَة بينَما تَرجوا الرَب ان يرأف بِحالها

•••

رَكب صاحِب البشرَة السَمراء سيارَة والِد خَطيبته المَركونَة بالقُرب من المُستشفَى ، نَظر الي جُيون الغارِق وَسط فِكره للدرجَة التي لم يُلاحظ فيها صُعود الشاب الي جانِبه

لَوح تايهيونغ بيدِه امام وَجه جونغكوك الذي استَفاق من شُروده و نَظر اليه مُتفاجِئًا " ا..اوه وَصلت ..؟ "

" هل من اخبار عَن سويون ..؟ " سأله تايهيونغ مُباشرَةً بَعد أن قام بادخال سيجارَة وِسط شفاهه يَقومُ باشعالِها بالولاعَة التي مَدها جُيون لهُ

" لا ، ايڤا هل هي بِخَير ..؟ " تَحدث جونغكوك مُتنهِدًا بِثُقل ليُسند جَبينهُ ضِد مِقود سيارتِه يُحاوِل تَرتيب افكارِه المُشوشَة " انها بِخَير ، قال الطبيب ان وَضعها استقَّر و زالَ الخَطر ، علينا انتظارُ استيقاظِها " ردَّ تايهيونغ بينَما يَنفخ دُخانهُ عاليًا حيثُ استَفسر سائِلاً " ماذا بشأن لقاءك مع الادميرال ؟ هل وافَق على دُخولك الي القاعدَة البَحريَة ..؟ "

" نعم " رَدف جُيون بَعد ان فَتح كُحليتاه المُتعبَة يُناظِر بِها الفَراغ ، اقام ظَهرِه يَضعهُ ضِد مسند كُرسيه ثُم التَّف بِجذعه صَوب خَطيب طِفلته مُتحدثًا " لَكن بشرطٍ واحِد .. "

" عَظيم جدًا ، و ما هو هذا الشَرط ..؟ " نَبس الاسمَر مُبتسِمًا لَكن مَلامح جُيون الشاحِبَة كَنظراتِه لم تُعجِبه ، اخرَج السيجارَة من بين شِفاهه يَترقَّب اجابَة الاكبرِ سنًا حَيثُ ردَّ عَليه " ان يُزوج ابنهُ لايڤا "

فَغر تايهيونغ فَكهُ بِصدمَة مُوسِعًا بُندقيتاه حَيثُ نَطق مُستنكِرًا " ك..كيف يُزوجها الي ايڤا ..؟ ايڤا خَطيبتي " شدَّ على قَبضتِه التي فوق فخذه مُقلِصًا عَيناه بِشك بعدما اطال النَظر في عينيّ جُيون " و ما كان جَوابك ؟ هل وافقَت ؟ "

" لم اُعطه اجابَة بعد ، مَنحني مُهلة لافكر و اُجيبه ليلَة الغد " نَبس جونغكوك بَعدما سَحب سيجارَة مِن الصُندوق يَحتضِنها بِشفتاه الجافَة لِقلة شُربه المِياه و راح يُشعلِها مُستنشقًا اكبَر قَدرٍ مِن النيكوتين ثُم يُفرغه خارِج فَوهة فَمِه

" انت لَن تُفكر باعطاءِه ايڤا اليسَ كذلك ..؟ " سأل تايهيونغ بِشك و عَيناهُ تُحاول قِراءَة مَلامح والِد خَطيبته الذي اسنَد مِرفقه خارِج نافذَة مقعدِه بينَما يضعُ اصابِعه على شَفته السُفلى يَدكعها بإبهامِه

كان التَفكير يشغلُ حَيزًا كَبيرًا مِن بالِه

" لا اعلم تايهيونغ ، التَفكير قَتلني " رَدف بينَما يُعيد الاستِنشاق من السيجارَة بِبُطئ مُعيدًا رأسهُ على الكُرسي سامِحًا لستائر جُفونِه ان تَتستر على تَعب عُيونِه

" انا قلِق على سويون ، فقط لا يُمكنني تَخيل مالذي يَفعلهُ لها مارك الآن ، هل يؤديها ..؟ يَضربها ام يَتحرُش بها ! انت لا تَعلم مِقدار الألم الذي اشعُر بِه الأن "

" بَلى عَلِمت ، انهُ مِقدار الألَم ذاته الذي وَصلني الأن حينَما تَخيلتُ ايڤا لِغَيري " نَطق تايهيونغ ساخِرًا لِينظُر أمامَهُ بِهدوء " أطلب ان تُعطيهُ اجابتك غدًا ..؟ " هَمس بينَما يَدعس على قِمة سيجارتِه بِابهامِه غَير مُبال بالألم الذي نتَج اثر الحَرق الناجِم من سُخونته

همهم جُيون بينَما يُريح فِكره باغماضِه لِعُيونه لِبضعةٍ من الوَقت حَتى سَمع صوت باب السيارَة يُفتح اينَما غادر مِنها تايهيونغ مُغلِقًا اياه وراءَه بعدما قال " نَلتقي ليلَة الغد "

قَطب جونغكوك حواجِبه بخفَة لِيعتدل بِجلسته فاتِحًا عُيونه التي صُوبت امامَه تُناظر ظَهر الاسمَر " اين ذَهب هذا ..؟ يا لم نُنهي حَديثنا " طلَّ من النافذَة يُطالعه الي أن تَلاشى من امامَه

تَنهد مُدلِّكًا جَبينهُ بِصُداع حيثُ حَمل هاتفه الذي يَرِن بالقُرب مِنه و اجاب على المُتصِل " نعم جيكوب "

" سيدي قُمنا بِتعقب الرَقم الذي اعطيتنا اياه ، لم نَجد أي شَئ للاسف ، انقطعت الاتصالات منذ البارحَة " رَدف جيكوب الذي راحَ يتوتَّر حينَما يُعطي جُيون أي مَعلومَة سلبيَة فَيرى تفاقم غَضبِه المُخيف

أغلق جونغكوك الخَط بِوجهه لِيخبط هاتِفه بِجانبه بِغَضب لاكِما ذلك المِقود الذي امامَه بينَما يُهسهس " السافِل اين ذَهب ..؟ "

حينَما استدرجهُ والِده الي الشُرب استَغل جُيون فُرصته بِكونِه لا يتأثر بالخَمر بِسُهولَة و خَطف هاتف والِده يُراجع السِجلات المحذوفَة للأرقام

حَفظ مجموعَة ارقام منذ قراءتِها مُباشرَة ثُم اعاد الهاتِف محله حينَما اتى والِده بِزُجاجات ويسكي اضافيَة

بَعد ذلك ارسل الارقام الي جيكوب حَتى يُخرِج له تَسجيلات المُكالمَات الفائتَة و بِذلك استَمع الي حَديث مارك مع والِده حينَما اعلمهُ باكتِشاف سويون الي الحَقيقة

خَبئ يدهُ في جَيبِه يُناظِر صُورة سويون التي يحتفِظ بها دومًا مَعه ، وَضعها امام عَينيه يُراقِب إبتسامتِها الواسِعَة ، تجتمعُ فيها كامِل مَعاني الأمل و الحَياة بالنِسبة اليه

تَرتسمُ على شِفاهه ابتِسامَة حُزن خافِتَة و تَقِّر عَيناه بالدُموع كُلما تَذكر تلك القُيود التي تَربِطه و تَجعلهُ عاجِز " هل انتِ بِخَير همم ..؟ "

مَسح بابهامِه بلطفٍ على مَلامِحها الناعِمَة يَتذكَّر كُل لَحظة تَجمعهُ بِها ، هو يُقدس كُل ثانيَة يقضيها مَعها ، مَع كُل دقيقَة تمر تُحفِزُ رُكنًا مميزًا بِقلبه حينَما تكون بِجوارِه

" انتظريني حسنًا ؟ سأجِد طريقَة لآتي اليك و اُعيدك اليّ ، سافعلُ المُستحيل و ان اضطررتُ ان اُضحي بِمنصبي من اجلكِ " هَمس يُخاطِب صورتِها بِعيناه المليئَة بالدُموع ، يَعرِف جيدًا ان مارك سيُقبل على ايذاءِها و ذاك اكثَر ما يُؤلِمه

لازال يَتذكر حينَما رآها في زاويَة غُرفتها مُلقاةٍ فوق الفِراش بينَما ذلك الخَسيسُ يودّ انتهاك حُرمته ، لازالت على جَسدُها آثار تَعنيفٍ قَديم كان هو سَببهُ و لم يَزول بَعد

مَسح عَيناه مِن الدُموع يَلوم نَفسه مع كُل ثانيَة تَمر " انهُ بسببي ، هي حاوَلت مُساعدتي ، ارادَت ان تكشِفهم ثُم سَقطت هي بالفَخ و تأذَت "

" لَكنه كَمين مُسبق ، كان ليختطِفها حتى بَعد ذلك اليَوم " هَمس بينَما يُعيد تلك الصُورة بِداخل جاكيته الداخليّ يَحتفظُ بها ضد قَلبِه الذي خُلق لِيحتويها دون غَيرِها بِداخله

شَغل سيارتِه و أدار المِقود مُغادرًا ذلك المَوقع الي شَركتِه حَيث إجتمَع هُناك بِجيكوب يَسمع منهُ المُستجدات الأخيرَة

" هُنالِك سَبعة سُفن أقلَعت مُؤخرًا سيدي ، انها تتزامَن مع التَوقيت الذي اختَفت فيه السيدة جُيون " رَدف جيكوب بِهدوء يُري سيدِه تفاصيل الابحار التي بَحث عنها و أكمَل " من الاكيد أن السيدة جُيون بِداخل السُفن السَبع "

" اذًا ، هل هي سُفن سياحيَة ..؟ " سألهُ مُتعجبًا لِيرفع رأسَهُ نَحو جيكوب الذي اومَئ ايجابًا و شَكل ابتِسامَة هادئَة مُكملاً " صَحيح ، الجانب الايجابيّ ان السُفن سَتدخُل الي حُدود بريطانيا ثُم تُكمل وِجهتها بعد ذَلك "

" تذهبُ الي بريطانيا ..؟ و كَم سيستغرِق امر وصولها الي هُناك ؟ " هَتف بِهدوء بعدَما اعتَدل بِجلسته و بدأ يَلمع بصيص أمَل في قَلبِه

" سيستغرِق امر وصولِها الي الحُدود البريطانيَة من 40 الي 45 يومًا " اجاب جيكوب مُبتسِمًا ، جونغكوك قَبض على يَدِه بِغَضب لِينهض مُقترِبًا من الآخر بِبُطئ " شَهر و اسبوعين ..؟ شَهر و اسبوعين اترِك زوجتي بَين يدا ذلك السافِل ..؟ " صَرخ بِه

" سيدي نَستطيعُ ايجاد حَل ، اسمَح لي بالبَحث اكثَر " قال جيكوب مُبتلِعًا ريقه بَعدما تراجع خُطواتٍ الي الخَلف ، أشَّر لهُ جُيون بيدِه حَتى يَغرُب عن وَجهه دون تَوجيه اي أمرٍ لهُ ثُم قام بالمَسح على شَعرِه الطَويل يُهدأ من عَصبيتِه

" ان وَجدتهُ اُقسِم اني ساقتلِعُ شَعرُه ، شَعرةً شَعرة " هسهس بِحدَة لِيجلِس على الكُرسي يَضعُ وَجهه في مُنتصف كَفِه يُفكِّر عَن حَلٍ يُعيد فيه امرأته

•••

اليَوم المُوالي

الـسـاعَـة الـثـامِـنَـة مَـسـاءًا

جُيون رَفع هاتِفه بَعد أن فَكَّر طيلَة اليَوم بِطلب الادميرال ، قام بالإتِصال عَليه حَتى يُعلِمه بِردِّه بينَما يَطرُق باصابِعه علَى الطاوِلَة مُخفِضًا رأسهُ بِتَعب

هو لَم يَنم مُنذ يَومين مُتتالِيين

رَد عليه الادميرال الذي نَطق قَبل أن يَتحدث جُيون حَتَّى " جُيون ؟ هذَا هذا انت ..؟ "

" نَعم ، اتصلتُ لاوردك بِقراري ، قررتُ أن .. " قَبل أن يُكمِل جُيون حَديثهُ سَمِع الادميرال يَنطِقُ لاهِثًا مع صرِّه على حُروفِه " انا مُوافِق ، اُعطيك التَصريح لِدُخول القاعِدَة البَحريَة "

" مُوافق ..؟ كَيف فجأة ..؟ " رَدف جونغكوك مُتعجبًا بينَما يَرفع حاجِبه مُستنكِرًا ، صَدح صوت الآخَر مُجيبًا " دامني أذِنتُ لك بالدُخول ، الباقي ليسَ مُهم ، معك مُهلة اُسبوع للبحث عمَّا تُريد " اُغلِق الخَط بَعد آخِر ما نَبسهُ تارِكًا جُيون بين حيرتِه

" مالذي حَدث له هَذا المُختل ..؟ "
تمتم لِيُخبئ هاتِفه مُستقيمًا مِن كُرسيه يُفكر

" مُستحيل ان يَقبل هَكذا ! لابد انَّ هُنالِك ما حَدث " نَطق مُستفهمًا لِيرفع عَيناهُ الي تايهيونغ الذي دَلف الي المَكتب قائِلاً " هل نَذهب ..؟ "

" الي اين نَذهب ؟ " قال جُيون رافِعًا حاجِبه بينَما يُطالِع هيئَة الاسمَر ، تايهيونغ قام بِتعديل قُبعته السَوداء مُبتسِمًا بِجانبيَة " الي القاعدَة ! "

" كَيف عر..عرفت ..؟ " استرَسل جُيون مُتسائِلاً و حينَما أدرَك شيئًا قام بِتوسيع عَيناه مُنذهِلاً " اي..ايعقَلُ ان..انهُ ..؟ "

" قُمتُ بِخطف ابن ذلك الادميرال العاهِر ! " رَدف تايهيونغ بينَما يُري قَبضته الي جُيون يكشف تلك الجُروح التي تُغطيها " رَبيتهُ كَما لم يُربيه اباه "

" هل قُمت بِتهديد الادميرال بابنِه ؟ " رَدف جُيون مُنذهِلاً حَيثُ اكمَل " كَيف وافق رُغم ذَلك ..؟ "

اخرَج تايهيونغ من جَيبه هاتِفه الذي فَتحه على مَقطع فيديو ثُم مَدَّه الي جونغكوك يُريه اياه

جُيون وَسع كُحليتاه بِصدمَة حينَما وَجد ابن الادميرال مُعلق مِن اقدامِه بِسبعَةِ حِبالٍ فَوق وِعاء ضَخم مليئ بالمِياه المَغليَة يَتصاعد بُخارها على وَجه الشاب المليئ بالكَدمات اينَما اضاف الاسمر قائِلاً

" ذلك العاهر ابنُ الساقطَة لديه قضايا تحرُّش بالقاصِرات و دائمًا ما كان يُفلت بسبب والِده ، لِذا وجدتُها فرصَة لاشفي غَليلي بِه ، ثُم اخبرتُ اباهُ بالحرف الواحِد ان لَم يُعطينا القاعدَة لسبع ايامٍ و يَبحث مَعنا عن السفينَة المقصودَة ساقومُ يوميًا بِقص حَبل من حِباله حَتى يسقُط و يَتحول الي مرق لَحم "

" لِهذا ربطتهُ بسبع حِبال ؟ " قال جونغكوك مُنذهِلاً يُطالع تايهيونغ الذي اومَئ و افتعَل سبعَة اصابِع " لَدينا سَبعةُ سُفن ، سَبعة ايام ، و سبعُ حِبال "

" كُل يَوم نَفشلُ به عن ايجادِها ، سنقطعُ حبلاً كي يَتربى ذلك العاهِر عن اهدار اليومين الفائتين بِعجرفته و طَلب الزَواج مِن خَطيبتي ! سادفعهُ ثَمن التَفكير بِها بذاك العقل النتِن ، سادفعُ ابنه يتلقى حَمامًا بُخاريًا يوميًا ، يَكفي العذاب النفسيّ الذي سيشعر بِه هو و والِده "

جُيون بَقى مُنصدِمًا من تَفكير تايهيونغ السَوداويّ يُطالعه بِعدم تَصديق ، قام بِرفع يَده يضعها على اكتافِه مُبديًا اعجابِه " انت حقًا من تستحِق ان تكونَ زوجًا لابنتي ! "

مَد لهُ هاتِفه و همس بينَما يُطبطب عَليه " انت تُجيد الشَتم مثلي حينَما تَغضب ، انا فَخور بك "

" فخور بي لاني اشتِم ..؟ " قال تايهيونغ مُتعجبًا بعدما خَبئ هاتِفه و غادَر مع جونغكوك الذي زَرع ابتِسامَة واسِعَة مُهمهمًا " مَن ساعدك بِخطف ذاك النكرَة ..؟ "

" جيمين " نَطق تايهيونغ مُبتسِمًا بِجانبيَة ، رَمش جونغكوك مُستغرِبًا لِيُطالع الاسمَر بِدهشَة " ذَلك القَزم ؟ حقًا ..؟ "

" حقًا رُغم جَسدِه الضئيل لَكن لديه قُوة لا يُستهان بِها "

ابتَسم جونغكوك بِخفَة ليركَب سيارتِه مُتجِهًا الي القاعدَة العسكريَة البحريَة بِرفقَة تايهيونغ الذي نَطق بينَما يُراسل جيمين و يُوصيه على حِراسَة الرَهينَة مع بَقية رِجال جُيون" سيكونُ ذلك الادميرال هُناك ، طلبتُ منهُ ان يُرافِقُنا في عَمليات البَحث كَي يكونُ الامر مُجدِيًا "

" هل سيكفينا يَوم بالبَحث في سفينَة كامِلَة ..؟ "

همهم لهُ جُيون بينَما يُناظر ساعَة رِسغه يتطلَّع الي الساعَة " السُفن لم تَبتعِد كَثيرًا عَن اليابسَة لِذا سنتمكَّن من رُؤيتها و فَحصها جيدًا "

" سَيُرسلون شُرطَة البحر للبَحث داخِل السُفن ، لَكن انا واثق ان مارك سيستَطيع تجاوزِهم بِسُهولَة لِذا عليّ امعانُ البَحث من فوق المنارَة ، سويون سَتُحاول الظُهور على السَطح لِلفت الانتِباه "

" فكرتُ بالذهاب للبحث بِنفسي لَكن ساستغرِق اسبوع على الأقل داخِل سفينَة واحدَة حَتى استطيع ايجادِها ، الامر مُرهق " نَطق بينَما يُدلِّك رَقبته بِتَعب يُحاول التَركيز على قيادتِه على الرُغم من سيطرَة الارهاق عَليه

همهم لهُ تايهيونغ مُتفهمًا لِينطِق جُيون مُتسائِلاً " لا يعرِف الادميرال وَجهك اليسَ كَذلك ..؟ "

" لا ، لَم اُظهر اي مِن مَلامحي لهُ ، حتى صَوتي استخدمتُ تأثيرات تُغيره تمامًا " أجابهُ قائِلاً لِيومئ جُيون لهُ و يدخُل من بوابَة القاعدَة الضخمَة التي فُتحت لهُ بِمُجرَّد ان تعرف الحارِس على هَويته

وَجد الادميرال في استِقباله كَما اخبرهُ تايهيونغ حَيثُ بانَ على الاربعينيّ مَلامح الخَوف و الذُعر على ابنِه ، تابَع سيرِه معهُ الي مَكتبه اينَما اشار لَهُما بالجُلوس و استقَّر هو على كُرسيِه يُطالِع الوَزير بِهدوء

" اُريد ان تُرسل فِرق البَحث مُكونَة من عَشرة اشخاص على الاقل للبحث في السفينَة بِعنايَة ، تُرسل سبعَة فِرق لِكُل باخِرَة " هَتف جُيون آمِرًا بينَما يُخرِج من جَيبه صُورًا تَخُّص امرأتِه يُوزِعها على المَكتب حَتى يُعطيها الادميرال الي عساكِره

الادميرال قام بالضَغط على يَدِه بِخفَة يُنصِت الي جُيون الذي يُلقي اوامِره بِتعالٍ على الرُغم مِن كَونِه في عَرينهُ هو ، جونغكوك وَضع قَدم تَعلو اُختها و ابتَسم بِجانبيَة مُكمِلاً " تُفتَّش كُل غُرفةٍ من الغُرف بِدقة تامَة مع ارسال تَقرير مُباشر اليّ ، اُحب ان تُنجَز الاعمال على أكمَلِ وَجه "

تَلقى هَمهمةً من الادميرال الذي جَمع تِلك الصُور و قَام بِالنداء عَلى مُساعِده يُقدِمهم اليه مُتحدِثًا " اجمَع اقوى العساكِر المُختصين بِفرق البَحث ، كَون لي سَبع فِرق مُكونة من عَشر اشخاص و ارسلِهم في رِحلَة بحريَة للتفتيش عن هذِه المرأة بِداخل السُفن السَبعة المُنطلقة مؤخرًا "

جونغكوك حَدق في العسكريّ الذي مَسك الصُور يُطالِعها فَبدى عَلى وجهه الإنبِهار مِن جَمال الصبيَة لَكِنهُ سُرعان ما انتَبه الي الوَزير حينَما نَطق مُصطَّكًا على اسنانِه " كُل عسكريّ سيلبسُ زيًا مَدنيًا كَي لا تَدخُل الشُكوك بِقلب الخاطِف ، ايضًا ! لا تُسرب المَعلومات خارِج هذه القاعدَة و إلا ! "

الادميرال نَظر نَحو جونغكوك بِشَك و نابِضه يَخِفق بِقوَة ، حَول بَصرهُ الي تايهيونغ الذي شَكل باصبعِه السبابَة و الوُسطَى حَركة المِقص التي ارعَبت قَلبه

" افعَل ما قالهُ لك حالاً ، اُريد ان تَجهز الفِرق بعد ساعَة من الآ.. " قاطَع أمرِه جُيون الذي طَرق باصابِعه على الطاوِلَة و وَجه أمرًا ناهِيًا " رُبع ساعَة و تكونُ الفِرق السَبع جاهِزَة ! "

" ر..ربع ساعَة ..؟ " قال العَسكري بِصدمَة لِيناظر الادميرال جُيون مُتحدِثًا " ذلك مُستَحيل ! الوَقت لا يَكفيهم لِتجهيز انفسُهم "

" الخمس و الاربعون دَقيقة تِلك قد تَضيعُ على حياة أحدِهم ! ألا تتفِق ؟ " رَدف جونغكوك ساخِرًا بينَما يَقبِض عَلى اصابِعه بِحاجبٍ مَرفوع

دلَّك الادميرال رَقبتهُ بِتوتُّر لِيُشير الي العسكري آمِرًا " افعل ما أمَر بِه ، رُبع ساعَة و تكون الفِرق السَبع جاهزَة للإبحار "

وقف العسكريّ مُستعِدًا لِيضع يَدهُ بِجانب رأسِه كأداء تَحية عَسكريَة ثُمَّ غادَر لِتنفيذ اوامِر سيدِه ، جُيون اراحَ ظهرِه على الكُرسي يُفكِّر بِحال امرأته

أتأكل جَيِّدًا ..؟
اتنامُ ..؟
هل تَبكِ كَثيرًا كَما اعتادَت ان تَفعل ..؟
لَكن حُضنه بَعيد عَنها ليحتوي دُموعِها تِلك ..!

كان الامرُ صعَبًا عَليه بِشكلٍ يَمنع عَنهُ شَهيتِه ، حَتى النُعاس بات يستحي الاقتِراب من رَجلٍ سلبُتهُ امرأتهُ عَقله ، حَتى لا يُلهيه عَن التَفكير بِها

•••

دَخل مارك الي حُجرة سويون التي طَلبت رؤيتِه ، وَجدها تَجلِس على سَريرِها تُناظِر المرآه بَعدما اعطاها مِرهمًا تَضعهُ على رُضوض جَسدِها حَيثُ كانَت تضعُ مِلصقًا طِبيًا على جُرح شِفاهها

اقتَرب مِنها يُناظِرها بعدَما استقامَت و قالَت " اُريد الذَهاب الي الحَمام "

اقتَرب مِنها يُطالِع جُروح جَسدِها " لا يُمكنك الخُروج بِهذا الشَكل " تَوجه الي الخِزانَة المُتواجدَة قُبالَة السَرير حَيث اخرَج مِنها فُستان اسَود طَويل واسِع و عاد يُعطيها اياه " ارتَديه "

مَسكتهُ تُطالِعه بِعينين ذابِلَتين " اُريد الخُروج قليلاً ، لقد سئمتُ البقاء هُنا حَبيسَة الجُدران بِمُفردي " قالَت بِصوتٍ ضَغيف كَجَسدِها الخالٍ من طاقَة تُعيله ، جَلست على السَرير حينَما اصابَها الدُوار تُمسِك بِرأسها بِصُداع

" ساُخرِجُكِ ان احسنتِ التَصرُف و آخُذك لرؤية والِدك ايضًا ! " تَحدث مارك بِهدوء يُراقِبها و هي تُدخل الفُستان بِجسدها فوق ثِيابها الاولَى ، استقامَت بِتَعب لتومئ لهُ كَيّ تتجاوَز تعنيفه اليها " سا..ساُحس..حسن التَصرُف "

اقتَربت منهُ خُطوتَين بالكاد كانَت تسيرهُما لِشدَة ارهاقِها و قلَة أكلِها ، سُرعان ما اقتَرب مارك مِنها يُحيطها و يُسندها عَليه يُرافِقُها الي خارِج الغُرفَة حَيث هَمس باُذنها " ان فتحتِ فمكِ بحرف لأي احدٍ هُنا ، ساقتُل والِدك و لا يَهمُني منصبِه فانا بالآخر فار من العَدالة "

" اتراني بِشكلٍ يُناسب ان افتَح فَمي ..؟ " هَمست لهُ بِتَعب بينَما تَسير بِجانبه بِبُطئ تُطالِع الانحاء بارهاق " لا يَنقُصني تَعنيفًا اضافِيًا "

ابتَسم راضِيًا لِيُدخلها الي الحَمام و يُغلق عَليها الباب يَنتظِرُها امامَه بِهدوء ، جَلست سويون على الارض بِالقُرب من المِرحاض تَستفرِغُ بِشدَّة

مَسحت شِفاهها لِتستقيم تُناظِر شُحوب بَشرتِها و ذُبول عُيونِها العسليَة ، التَمسَت حواف جُفونِها هامِسَة " هذهِ العُيون التي تُحبها جُيون ، اُنظر كَيف اصبَحت ، تَعال أسقيها بِحُبكِ مُجددًا ، دَعها تُثمِر و تتفتَّح بالحَياة "

شَغلت مِياه الحَوض لِتنتحي تُبلل وَجهها المُرهَق لعلَّها تكتسِب قليل من الطاقَة ، استَمعت الي صَرير بَطنِها التي تَصرُخ من الجوع ، وَضعت يَدها فوق مَعدتِها لِتنطِق بِتَعب " لم اتناول شَئ مُنذ يَومين ، على هذا المُعدل سافقِد طفلي "

انتَفضت حينَما طَرق مارك باب الحَمام لِتلتفِت نَحوهُ و تُجفف وَجهها بالمَناديل بِسُرعَة ، خَرجت لهُ و ناظرتهُ قائِلَة " انا لن اهرُب مَثلاً ، هل ساقفزُ من النافذَة ..؟ " سَخِرت بينَما تُطالِعه بحِقد

" لابد انكِ استعدتِ القليل من قُوتك ، ارَى انكِ تتحدَثين جيدًا " رَدف مارك يُطالِعها بِغَيض ثُم دَنى يُمسِك بِذراعها بِعُنف ، تأوهَت بألم لِكون رُضوض ضَربِه لازالت تُؤلِمُها ثُمَّ نَظرت نَحو تِلك المرأة التي استأذنَتهُما حَتى تدخُل الحَمام

خفف مارك مِن شدِه على ذِراعها مُبتسِمًا الي المرأة كَي لا تَشُك بأمرِه ثُم سَحب سويون من امام الباب كَي تُفسِح المَجال اليها ، سَحبها بِجانبه حَتى يُعيدها الي غُرفتها و قال " سَتعودين الي زنزانتكِ الان "

" مارك ارجوك " قالَت مُعترِضَة لِتقف في مُنتصف المَمر رافِضَة الرُجوع ، التَفت اليها يُناظر عُيونِها الراجِيَة و هي تُطالِعُه " لا تُعدني الي هُناك ، أعِدُكَ أنِّي ساُحسن التَصرف و لن اُخبِر احَد "

اقتَرب مارك مِنها بِخُطواتٍ هادِئَة يُراقِب مَلامِحها البريئَة ، وَقف عِند قُرب شَديد يجوب بِبُنيتاهُ حَول عَسليتَيها المَطفيَة حيثُ اكمَلت تُقنعه " انت اخبرتني سابِقًا انك زرعَت قُنبلَة اسفَل هذه السفينَة ، و ان حاوَلت اخبار احَد و كَشفوا امرِك ستقومُ بِتفجيرِها لِذا لن اُغامِر بِحياتي و حَياة والِدي و اكون سببًا في مَقتل الجَميع هُنا "

" ارجوك صَدقني ! انا فقط ساكونُ عاديَة بين البَشر ، لن الفِت الانتِباه ، سابقَى هادئَة "

ناظَرت يدِه التي ارتفعَت تُمسِك بِخُصلَة شَعرِها المُتناثِرَة على كَتِفها ، تَحسسها باصابِعه هامِسًا بالقُرب مِن مَلامِحها " انتِ كُلكِ مُلفِتَة يا جَميلتي "

" انا اُريد الأكَل مارك ، انا جائِعَة " هَتفت قائِلَة بينَما تترجاهُ عَبر نَظراتِها المُرهقَة ، رأتهُ يَلتزِم الصَمت لِفترةٍ وَجيزَة قَبل أن يَنصاع الي طَلبِها و يُهمهم مومئًا " حسنًا ، سآخُذكِ لِتأكلي "

ابتَسمت بأمَل لِتومئ لهُ و تَشكُره على أبسطِ حُقوقِها
حُقوقها التي تتمثَّل في الأكلِ و مُعاشرَة البَشر

•••

جونغكوك وَقف امام السَبعين عَسكريّ الذين كَرَّسوا خَمسة عَشر دقيقَة في تَجهيز ذواتِهم للإبحار بَحثًا عن امرأتِه

" هُنالك رايَة حَمراء سَتُرفع على مَتن السفينَة المنشودَة حينَما يتم العُثور عَليها ، مع ارسال تَقرير يُعطي تفاصيل عَن الخاطِفين " نَطق بينَما يُشير على الاقمشَة ذات اللون الدمويّ المُلقاة خَلفه ثُم اكمَل " خُذوا كامِل حَذركم في التَسلل على متن الباخرَة ليلاً حَتى لا يَتم لفت الانتِباه "

تَلقى كَلمة موحدَة مِن قبل العساكِر ذا الزيَ المَدنيّ يَنطِقون بصوتٍ عالٍ " حاضِر "

" تأكدوا الا يَتم القَبض على المُجرم قَبل اعلامي بايجادِها ، هل هَذا مَفهوم ..؟ " أمَر بِصرامَة يجوبُ بِعيونِه عَليهِم حَتى تَلقى ردًا عسكريًا مُوحَّد " مَفهوم "

" جَيِّد ، رافقتكُم السَلامة "
نَطق بِهدوء و شابَك يداهُ وراء ظَهرِه يُراقِب صُعودِهم واحِد تلو الآخَر عَلى مَتن اليُخوت المُتراصَة على ميناء القاعِدَة

وَجهوا تَحية عَسكريَة جماعيَة الي الادميرال الواقِف خَلف جُيون بعد أخذِهم الي مواقِعهم ثُمَّ سُرعان ما أبحروا الي وِجهتِهم المَنشودَة

جونغكوك قام بِتدليك جَبينهُ بِتَعب ثُم استَدار يُطالِع تايهيونغ " احتاجك دَقيقة " رَدف بِهدوء و ناظَر الادميرال لِيتجاوَزه بِرفقة الأسمَر حَيثُ وقف كِليهما بعيدًا عَن مُتناول مسامِع الأربعينيّ

" انا عليّ الذهاب الان ، لِذا ان حَصلت الي مُستجِّدات اعلِمني على الفَور " قال هامِسًا للاصغرِ سِنًا حَيثُ تعجَب تايهيونغ مُسترسِلاً " الي اين سَتذهب ..؟ الن تَبقى لِتفقد البَحث عن المنارَة ..؟ "

" تفقدُه بدلاً مِني ، عليّ الذَهاب لان مارك حَتمًا سيتفقدُني " تَحدث بِهدوء يُفسِّر لخطيبِ ابنتِه مُكمِلاً " هو سيسأل عن ما اُقبل على فِعله هذه الفترَة ، ان شَك بأمر اختفائي سيشُك اني ابحثُ عَنها ، عليّ جَعله يُدرك تمامًا انِّي غارِق في حُزني بعد تَصديقي لِخيانتِها ، فَهمت ..؟ "

فَرق تايهيونغ شِفاهه مُنذهِلاً لِيومئ " وااه ! لم اُفكر في هَذا ، لكن كَيف سيعلمُ عن حَالك ..؟ "

" سيُحاول بالتأكيد التواصُل مع ابي لِيُخبره عَني و عمَّا افعَلُه ، عليّ ان اوهمهم جميعًا اني مُتأذٍ من خيانتِها و فاقِد الأمل مِنها كي لا يجد مارك خُطة بديلَة للهرَب ، او رُبما سيُقبل على ايذاء سويون ، انهُ مجنون " رَدف يَشرُح بِيديه فَتِلك عادَة اكتَسبها من امرأته مؤخرًا ، بات يَنسخُها دون شُعورٍ مِنه

حينَما تكونُ حاضِرَة في غيابِه تَظهُر عليها تَصرفاتِه ، و حينَما يكونُ حاضِرًا في غيابِها تَظهرُ عَليه تَصرفاتِها

كِليهما يُخبران الجَميع انهُما يَخُصان بَعض حَتى و ان كان بِتصرفٍ غَير مَدروس ، مَلامِحُها تتشكَّل بِبُطئ لِتُصبِح تأخذ مُنحنًا يُشبه تفاصيلِه كَما الحال مع مَعالِم وَجهه التي راحَت تَصغُر في السِن يومًا بَعض الآخَر

همهمَ لهُ تايهيونغ مؤيدًا حينَما وجد حَديثهُ مَنطقيًا حيثُ قام بالايماءَةِ لهُ ، وَدعهُ و التَفت يُشاهِده يُغادِر المَوقِع ، عاد الأسمَر نَحو الادميرال لِيقف الي جانبه و يُناظِره " سَنسهر انا و انت على المنارَة الليلَة "

" اين ذَهب جُيون ؟ " قال الادميرال بِحاجب مَرفوع حيثُ رَفع عيناهُ يُشاهِد ظَهر الوَزير الذي يَسيرُ بِخُطواتٍ هادِئَة مُبتعِدًا عَنهم

" انهُ ليسَ مُهم ! الأهَم ان نستمتِع معًا " غَمز الاسمَر لهُ لِيُميل رأسه ما ان زَمجر لهُ الادميرال بِحدَة " الزم حَدك ! "

نَظر تايهيونغ الي الحِبال التي تَربِط اليُخوت باليابِسَة و اقتَرب يتحسسُها " تبدوا هذِه الحِبال مَثينَة ! يُصعب قَطعها ؟ " رَفع بُندقيتاهُ الي الاكبرِ سِنًا و سأله بِبراءَة " هل اُجرب تَمزيقها بالسكين ..؟ "

بانَت مَلامح القلق عَلى مَلامِح الادميرال الذي يتقطَّع قلبهُ على طِفله الوَحيد ، قد عانَى حَتَّى يُنجبه لِسنواتٍ طويلَة من العِلاج و الرَكض بين الاطباء

اشرَّ امامَهُ و قال بِهدوء " دَعنا نَذهب الي المنارَة "

اشرَّ على ذلك البُرج الضَخم في مُنتصف القاعِدَة حَيثُ كان يطِّل على كامل المدينَة من قِمتها التي تَبعُد 750 مِترًا عَن الارض

رافَقهُ تايهيونغ الي ذلك البُرج العالي حَيثُ استقَّل كليهما مِصعد أخذهُما الي اخِر طابِق من ثُم توجهَا الي الدَرج الذي يقودُهما الي القِمَة

جَلس كِليهما هُناك حيثُ راح تايهيونغ يُراقِب السُفن عَبر المِنظار بينَما يقضِم شَفتهُ بِتوتُّر " آمل ان يَصِلوا الي هُناك بِسُرعَة " هَمس

•••

جونغكوك أمر بِتشديد الحِراسَة امام غُرفَة ابنتِه في المُستشفَى كَيّ لا يُفكِّر الادميرال إستِفزازه عَبر فِعل المِثل مع طِفلته و خَطفِها

وَضع اقوَى رِجاله يَحرِسونَها و يَتكفلون بِحمايتِها مَع ارسال كُل المُستجِدات اليه ، في حين أنَّه تَوجَه الي اقرب مَلهى وَجدهُ امامَه و تعمَّد الشُرب حَد الثَمالَة اينَما صادف هُناك يونمي التي أتت بِغرض اصطِحاب جونغهيون و توبيخِها بَعد ان هَربت من المنزِل لِغرض حُضور حَفلة احد اصدقاءِها

رأت جُيون يَجلِسُ ثَمِلاً عند الأطراف لِتقوم بِمد جونغهيون الي الحارِس الذي يَخُصها مُتمتمَة " اليسَ ذلك جُيون ..؟ "

جونغهيون حَدقت في جُونغكوك بينَما تترنَّح بِثمالَة " ا..او..اوه ، انهُ حَبيبي " صاحَت تُحاول الفِرار مِن قَبضة الحارِس و الاسراع لهُ

مَسكتها يونمي مِن ذِراعها و دَفعتها في حُضن الحارِس مُجددًا مُهسهسَة " والدتكِ ستأتي غدًا ! اسُتقابلينَها بهذا الحال ..؟ "

حَدقت الصغيرَة بِجُيون بِحُزن تراهُ يُسند وجنتهُ على الطاوِلَة ، بدا كَيائِسٍ فَقد الأمل بِحياتِه التي تَسيرُ طوعًا عن ارادتِه حيثُ قالَت " المِسكين ، لابد انهُ حَزين و مُتأثِر بِما حَدث ، يبدوا مَهمومًا "

ناظَرتهُ يونمي بِهُدوء لِتُشير الي الحارِس بأخذ جونغهيون الي المَنزِل حَيثُ اقتَربت هي من جُيون و جَلست بِمُحذاتِه تُطالِعه ، فَتح جونغكوك كُحليتاه يُناظِرُها بِهدوء حينَما وَضعت يدها على كَتفه " هل انت بِخَير ..؟ "

ازاح يَدها عنهُ باستقامتِه لِظهره و اتكاءِه علَى مَسند الكَنبة الجِلديَة التي يَجلِسُ عَليها ، مَسك كأس النَبيذ يُعاقِرُه بينَما يُناظِر الفَراغ بِصَمت

" جونغكوك لِتوك تعافيت مِن سَكتة قلبيَة ! الشُرب مُضر الي صِحتك " قالَت تَمنعهُ من الشُرب عَبر جَذبها ذلك الكأس مِن قَبضتِه ألا انَّه دَفعها بِغَضب قائِلاً " ابقيّ بعيدَة ! فقط دَعيني اعيشُ مع حُزني وَحيدًا "

استَقام مِن كُرسيه و اتَجه الي الحانَة يَجلِسُ عِند اطرافِها مُتجاهِلاً مَن لَحِقتهُ و جَلست الي جانِبه تُحدِق به يَتجرَّع كأسًا تِلو الآخَر الي أن فَقد وَعيه من الشُرب

اعالتهُ و طَلبت أخذهُ الي مَنزِله حيثُ والِده الذي رآه مَخمورًا لا يَعي واقِعه ، تناوَلهُ عَنها و وَضعهُ على الاريكَة يَنامُ ثَمِلاً طيلَة الليل حَتى تَصعد عليهُ اشعَة الشَمس فَتُفسد عُتمته لِتُريه شُعاع أملٍ جَديد يرفضُ استِقباله

يستيقِظ صباحًا لِيصادِق الرُكن يُشاهِد الفَراغ كَعرضٍ مُمتِع تتجمَّع بِه مَسرحيات تَروي قِصَة احزانِه

امامَ عُيون والِده الذي يُطالِعه طيلَة الوَقت بِهدوء

يَجِده صباحًا يَرفُض مُعاشَرة البَشر و ليلاً يَذهبُ حَيثُ يكتَّظ الجَميع للشرُب ثُم يَعودُ اليه سَكرانًا بالكاد يَقفُ على قَدميه

الي أن جاءَت تِلك الليلَة التي رافَق فيها يونمي الي الفُندق

{ الـلَـيـلَـةُ الـسَـابِـعَـة }

تِلك التي حاصَر فيها وسط يونمي بِقبضتِه و راح باصابِعه يَتحَسس ذَقنِها الي أن راح يُخفِض انامِله بِبُطئ الي عُنقِه العارٍ لِقُصرِ شَعرِها

يَراها مُتخدرَة تمامًا بين ذِراعَيه ، مُستسلمَة كَمن احتَست مِئات كُؤس النَبيذ العَتيق و هي بِنَظرة عُيونِه تعاقَرت

لا يُنكِر انَّهُ مُعجب بِجذابيتِه القُصوَى على النِساء
يُعجِبه كَيف يَتمكَّن من العَبث بِهن كَما يَشاء

لَكِن قَلبهُ هو ، تَسرِقه امرأة عِشرينيَة تُعذبه كَما يَحلوا لها بِمزاجِها ، و هو راضٍ

" انتِ خائِفَة ..؟ "
هَمِس لَها باذُنِها بَعد ان تمكَّن من الشُعور بِنَبض قلبِها العالٍ

نَفت تعترِض و تَحدثت بِثُقل " انهُ فَقط قلبي الذي يَتلهَّف لك " هَمست في المُقابل لِمن ابتَسم بِجانبيَة بينَما يُلامس مُنتصف عُنقها باصابِعها

جُيون رَفع اصابِعه بِبُطئ يَلفُّهم حَول عُنقِها بِبُطئ يستشعِر بَدنها الذي اقشعَّر من لَمساتِه " الم يَشقعِّر بَدنُكِ كالآن حِينما .. " هَمس اليها بينَما يضغط بانامِله على رَقبتها بِتروٍ حَتى بدأ يضيقُ نَفسها اينَما اكمَل بِصوتٍ أجِشٍ مُحمَّل بِنبرةٍ ثَخينَة أثر الشُرب

" حينَما امرتِ بِنَشر مَقالٍ قَذر عن امرأتي ..؟ "

عَقدت يونمي حواجِبها بعدم فَهم لِترفع عُيونها لهُ تُطالِعهُ " م..ماذا ..؟ "

اقشعَّر بَدنُها لِتًضيق عُيونِها بألم ما إن ضَغط جُيون على رَقبتها بِقوَة حيثَما قام بإلصاقها على الجِدار وراءِها يُناظِرُها بِحدَة " انتِ تجاوزتِ حُدودكِ اكثَر مما يَجب يونمي ، من بين كُل النِساء ، عَبثتِ مع التي تَخُصني ..؟ "

" كَما لَو أنكِ لا تَعرفين مَن هو رَجُـــلُـــهـــا "
هَمس لها يَسحقُ حُروفِه بين اسنانِه و عُيونِه سبق و اعلنَت الحَرب على خاصتيّ المرأة مُكمِلاً بِحدَة

" رَجُلها الذي يَحرِق العالِم بأسرِه مِن أجلِ دَمعة عُيونِها "

يونمي وَضعت يدها على قَبضتِه تُحاوِل ابعادِها حينَما ضاق نَفسها " ا..ان..انا لا افهم ما تَقولُه " قالَت تُنكِر التُهم التي وُجِهت اليها راغبَة في الفِرار من اصابِعه

جُيون ضغَط على رَقبتها اكثَر و هسهس مُزمجِرًا " اُقسم لو لم تَكوني مرأة لَنحرتُكِ من الاذنِ الي الاذن "

أفلَتها بِبُطئ يَجعلُها تَستجمعُ قَليلاً من انفاسِها ثُم وَضع يَديه على اكتافِ فُستانِها يُمزقهُما بِحدَة لِيُمسكها من ذِراعيها يَرميها في مُنتصف ذَلك الفِراش يُنصت الي صَرختها المُتفاجِئَة " لا اعلَم كَيف استحملتُ طيلَة الوقت ان اضعُ يدي عَليكِ ، عليَ ان استحِم بِمُضادات البكتيريا لعليّ امحي قدرًا من القذارَة التي مَلئتني " قال و قَد اقشعَّر بَدنِه نافِرًا بينَما يسيرُ لِجذب تِلك الاصفاد فوق الطاوِلَة

ناظرتهُ يونمي بِهَلع و نَفت حينَما علِمت بِما يُفكر " مالذي تُحاول فِعله ؟ جونغكوك هل فقدت صَوابك ..؟ " صَرخت بِه بينَما تَنهضُ من السَرير و تُحاول رَفع كُم فُستانها المُمزَق

رَكضت نَحو الباب لِتتفاجَئ بِجُيون الذي يَجذِبُها مِن شَعرِها و يُعيدها على الي الخَلف حتَى اصطدَمت على الفِراش مُجددًا اينَما انخَفض يُقيِّد اقدامِها بِتلك الاصفاد بينَما يُهسهس بِغَضب " مَقالٌ ايتها العاهِرَة ؟ "

استقامَ يُطالِعُها بِحدَة لِيصعَد فوق السَرير على رُكبتيه و يُمسك بِيديها يُقيدهُما سَويًا بينَما يُكمِل " لم تَكتفي بِجمعِها بوالِدها كَعشيقَة تخونُ زَوجِها ، بَل نَشرتِ تلك اللعنَة عمدًا حَتى تجعلين الشَعب يَمقُتها ! اتعرفين عَدد الكارهين الذين يَتمنون مَوتها يوميًا على مِنصات المواقع الاجتماعيَة ..؟ "

كانَ ينطِقُ كُل حَرف بينَما يَضغطُ بِعنف على تِلك الاصفاد التي تُحيطُ معصميّ المرأة حَتى قام بلفٍّ سِلسلَة حول الحَلقة الحديدَة كي يَربطُها بالسَرير

" انت عمَّا تتحدث ..؟ لا افهَم مالذي تقولُه ، اترُكني انت تُخطئ ، جونغكوك دَعني " صَرخت بينَما تُحاول الفِرار مِن قَبضة مَن ضَحك ساخِرًا و استَقام من فوق الفِراش يُناظِرُها بِنُفور " لَطالما كنتُ امقُت النِساء! و انتِ اكبر مِثال عن سَبب كُرهي لَهُن "

لَم تَزِده دُموعِها التي تُغطي وَجنتيها الا فَخرًا و إعتِزازًا لَعلَّها تَشفي قليلاً مِن غَليلِه ، قاَم بِمُخطابتِها بينَما يَبتسمُ بِجانبيَة مُلقيًا كَلِماته التي بثَّت رُعبًا في روحِها حَتى راحَت تختَّضُ و تَصرُخ بِقوَّة

" اراكِ غَدًا ، في نَشرة الأخبار "
غَمز لَها لِيلتفِت مُغادِرًا حُجرَة الدعارة تِلك ، يونمي صَرخت بِقوَة مُنتفضَة فوق الفِراش تُحاول الفِرار لِتوسِّع عينيها شاهِقَة ما إن رأت ذلك المُراسِل الذي تعاوَنت معهُ يَخرُج من باب الحَمام

" ايها الساقِط !!! تعالَى الي هُنا " صَرخت تُنادي على الصَحفي الذي عدَّل نَظراتِه و خَرج راكِضًا وراء جُيون

" هل التَقطت صُورًا جَيدة ..؟ "
سألهُ الوَزير بِهدوء بينَما يسيرُ بذلك المَمر التابِع لِتلك الغُرف التي تَعمُها ضَوضاء المُراهقين ، تلقَى همهمَة من المُراسل الذي يُطالع الصُور بداخِل كاميرته حَيثُ تَوقف جونغكوك يُناظِره

" اُريد مَقالاً مُرضيًا ، كُل الصور التي يَظهر بِها وَجهي ابعِدها ، لا اُريد ان يَلمح أحَد هويتي ، اسمِعت ..؟ "

اومَئ لهُ المُراسل بِخَوف مِن نَظرات الاكبر سِنًا المُميتَة

في الواقِع ما كان جُيون لِيعلم أن يونمي وراء قَضية انتِشار المَقال لولا مُساعدَة احداهُنَّ ..!

قَبل اربع ايام تعطَّل حاسوب جونغهي التي كانَت تُحضِّر الي مَشروع دراسيّ في الجامِعَة ، لِذا قررت التسلُل الي غُرفة خالِتها و سَرِقَة جهازِها و استِعماله نظرًا لانشغالِ المعنيَة بأعمالِها

آن ذاك ادخَلت كلمَة المُرور التي حَفِظتها من وقتٍ سابِق ، ثُمَّ ما إن جاءَت لِتَحميل برنامجُها الدراسيّ حَتى تفاجَئت بِوصول رِسالَة نَصيَة عَبر الايميل التابِع لِحساب سريّ يخُّص خالتها

" جُيون يَبحث عني ، ساعديني "

انتابُها الفُضول لِلاطِلاع عَلى مُحتَوى الرِسالة التي اتضَح انها مُحادثَة لها مع المُراسل الذي نَشر مقال سويون ، صُدِمت حينَما رأت الصُور التي اخبَرتهُ يونمي ان يَختار اكثرهُن حميميَة و نَشرِها في مَقال يتعمَّد وَضعهُ مُهينًا

رأت ان المُراسل يُخبرها ان غابرييل يَكونُ والِدُها ألا انَّ يونمي طَلبت منهُ التَغاضي عَن هذه المَعلومَة و سَتدفع لهُ الكَثير مُقابل خِدمته

آن ذاك تَذكرت شَكل جونغكوك المُلقى في زاويَة الملهَى يتآكلهُ حُزنُه ، شَدت قَبضتها بِغَضب من تَصرف خالتِها لِتقوم بالتِقاط الصُور بِهاتفها لِتلك المُحادثات و سُرعان ما تَوجهت للالتقاء بِجونغكوك حَتى تُخبره بِحقيقَة الأمَر

جونغكوك قَد امسَك بالمُراسِل و ابَرحهُ ضَربًا بَعدما اجَبرهُ على التعاون مَعهُ كَي يكتُب مَقالاً يَخُّص فَضيحة كُبرى للمرشحَة الاولَى لِمنصب شؤون المَرضى

أشرَّ جونغكوك لِلمُراسل ان يُغادِر حَيثُ جَذب هاتِفه من جَيبه يَرُّد على المُكالمَة التي وردتهُ لِلتو " نَعم ..؟ "

اكمَل سيرِه في ذَلك المَمر يَستمِع الي نَبرة صَوت المُتحمِّس تايهيونغ و هو يَنطِق يُخِبره بآخر المُستجِدات

" جُيون ، رُفعت الرايَة الحَمراء "

نَبض قَلب جُيون بِعُنف لِما سَمعه حَيثُ تَوقفت اقدامِه عن المُضي قُدمًا ما إن ادرَك انهم عَثروا عَلى روحِه التي سُلِبَت مِنه لاكثَر من اسبوع

فرَّق بين شِفاهه مُنذهِلاً مِما سَمِع لِتمتلئ كُحليتاهُ بِشُعاعٍ من الأمل اضاع عُتمتِهما " و..وجدوها ..؟ "

" اجل ، لقد ارسلوا تقريرًا للتو ، عُد الي القاعدَة فورًا "
رَدف تايهيونغ بَعدما اطلَع على تِلك الرايَة الحَمراء المَرفوعَة فَوق السفينَة المنشودَة ، ابتَسم راضِيًا

ابتَسمَ وَجه جُيون الذي اغلَق الخَط فورًا و سار مُغادِرًا ذلك الفُندق ، رَكض الي سيارتِه التي يَركُنها بالقُرب من الحانَة و صَعد على مَتناها بِقلبٍ يكاد يَنفجِر مِن شدَة نَبضِه

جَلس على كُرسيه يَضع كَف يدِه على قَلبِه النابِض يُهدئ من رَوعِه ، اغمَض عُيونِه يتنفَس بِبُطئ ليهمِس " اهدئ ، انا اعرِف انك مُتحمِس ، وفِّر نَبضاتِك هذِه الي حين لُقياها "

فَتح كُحليتاه يُناظِر الطَريق أمامَه قَبل ان يُدير المِقود مُغادِرًا المَوقِع بأقصَى سُرعَة يَمتلِكُها ، قام باجراء اتِصال مع الحاكِم العسكريّ للمدينَة بأكملِها يُعلِمه عن اخلاء الطَريق لهُ حَيثُ اعطاهُ الرَمز التسلسليّ لسيارتِه

ابلَغ الجِنرال شُرطَة المُرور بإخلاء الطَريق لِلسيارَة السوداء التي تَحملُ رَمزه التسلسليّ فَبِمُجرَّد ان مرَّت بِسُرعَةٍ هائِلَة وسط ذاك الزِحام حَتى قامَ رِجال الأمن بِتوزيع بقيَة السيارات على الجانبيّ الايمنِ و الايسَر يَمنحوه مَجالاً بالعُبور

مَرَّ من مُنتصفهِم بِسُرعَة هائلَة تَسبب في تَطاير قُبعَة الشُرطي الذي رَمش مُنذهِلاً يُطالع ظَهر سيارتِه الحَديثَة تِلك " افقد عَقله ..؟ " تمتم و عاوَد تنظيم سير الطَريق مِن جَديد

رُكِنت سيارَة جُيون بِداخِل القاعدَة العسكريَة البَحريَة حَيثُ هَرول مُسرِعًا الي بُرج المنارَة الضَخم حيثُ هُناك يَتواجد تايهيونغ في انتِظارِه بِرفقة الادميرال

دَخل عليهما لاهِثًا لِكونه قَضى طريقهُ راكِضًا ، اقتَرب مُسِرعًا من خَطيب ابنتِه يخطِف المِنظار من بين قَبضتيه و يُوجه بِه على اؤلاءِك السُفن السَبع حَتى لَمح الرايَة التي ارسَلها بِرفقة فِرق البَحث

ظَهرت ابتِسامَة وسيعَة على وَجهه الذي نَبتت بِه بُذور الحَياة ، نَظر الي الادميرال بِسعادَة تَشَّع مِن عَيناه ثُم طالع تايهيونغ " اذًا ! هَل اليخت الذي سانطلِق به جاهِز ..؟ " سألهُ بينَما يُعيد تفقُّد الرايَة لعلَّه يَحلُم

تايهيونغ مَدَّ لهُ الجهاز اللوحيّ الذي اُرسل عَبرهُ تَقرير العَساكِر ، نَظر في كُحليتيّ جُيون مُتحدِثًا " هُنالك مُشكلة جُيون ، اكتَشف العساكِر عن وجود قُنبلةٍ بِداخل السفينَة "

جونغكوك سَحب الجهاز اللوحيّ منهُ يَقرأ التَقرير بِهدوء بينَما يعقِد حواجِبه حيثُ اوضَح العساكِر انهم شاهدوا سويون تَتجول في ارجاء السفينَة بِضع مَرات بِمُرافقة مارك الدائِمَة لَها

أي انهُ لا يَترُكها البتَّة

رافق التَقرير مَعلومات تَخُّصها ، اعلمتهُ انها لا تُعاني من ايّ اصابات سِوا خُدوشٍ خَفيفَة على مَحط وَجهِها و شِفاهِها

هًم لا يَعلمون ان تِلك التي وَصفوها بالخَفيفَة غَرست جُرحًا عَميقًا في قَلبِه

" و هل تَظُن ان خَبر كَهذا سيمنعُني من الاقلاع ..؟ "
رَدف جونغكوك بِهدوء لِيمُّد الجهاز اللوحيّ الي تايهيونغ مُناظِرًا الادميرال

" اسدي خِدمتك الاخيرَة و وفِّر لي يَختًا قويًا ، احتاجُ للابحار سَريعًا ! "

" هل تَظُن انك تستطيعُ انقاذِها بِنفسك ..؟ السفينَة مُحاطَة بِرجال مارك كَما انَّ التَقرير يَقولِ بوضوح ان هُنالك قُنبلَة لعينَة في قاع الباخِرَة " رَدف الادميرال ساخِرًا يؤشِّر على الجهاز بينَ يدا تايهيونغ قاصِدًا التَقرير

" انت وَفر لي اليَخت مع التَصريح بالعُبور و انا ساتكفَل بالباقي " رَدف جُيون مُتجاوِزًا حَديث الاربعينيّ الذي بَدا فارِغًا بالنِسبَة اليه ثُم نَزل الي الاسفَل و السعادَة قَد ايقَظت كُل شُعورٍ مَيت بِداخله

•••

طُرِقَت حُجرَة الصبيَة عسليَة العَينين تُوقِظ شُرودِها اصوات نَقرات الخَشب التي جَعلتها تنهضُ من فِراشها و تَتوجه نَحو الباب الذي كان مُغلقًا بالمِفتاح

لم تتمكَن من فَتحِه لِذا طلَّت على النافذَة الدائريَة الصغيرَة اعلَاه بعدما وَقفت على اطرافِ اصابِعها تُحاول الوصول نظرًا لِقُصر قامتِها

" مَن هُناك ..؟ "

" سَيدتي ، نحنُ نُقيم حَفلاً الليلَة و قد اتيتُ لاعطاءكِ دعوة للحُضور " نَطقت المُوظفَة من خارِج الغُرفَة حَيثُ تلقَّت همهمة خافِتَة من سويون تُخبِرُها ان تُدخل الدعوَة مِن اسفلِ الباب

حالَما ادخَلتها الموظفَة جَلست الصبيَة القُرفصاء تُمسِك بِتلك الدعوَة البيضاء بين انامِلها الرَقيقة مُتفحِصَة اياها ، استمعَت الي صوت قُفل الباب يُفتح فَنهضت مُسِرعَة تُطالِع مارك الذي دَخل بِهدوء يَبحث عَنها فوق سريرِها

وَجدها تقفُ امامهُ ثُم نَظر الي الدعوَة بين يَديها لِيبتسم قائِلاً " جَميل ! وصلتكِ الدعوة "

اخَفضت سويون يَديها على جانِبيها لِتَسير مُتوجِهَة الي فِراشها حَيثُ جَلست فَوقهُ تُناظِرُه بِهدوء حينَما رَدف بعدَما جَلب بِرفقته كيسًا ورقيًا قام بِوضعه بِجوارِها " لانكِ احسنتِ السُلوك طيلَة الاسبوع ، قررتُ اصطِحابكِ الي الحَفل ، بامكانك ارتداء هَذا الفُستان ، سيُناسِبُكِ "

" ليسَ و كأني مُهتمَة بِحُضورِه ؟ " قالَت ساخِرَة لِترمي البطاقَة بعيدًا عن مُتناوِلها تُناظر النافذَة التي تَعلو سَريرِها بِجُمود

" سَتذهبين بالطبَع ! سَتُرافيقنَني ، لانهُ لن اذهَب لادعكِ بِمُفردكِ هُنا " نَطق مارك مُصِّرًا على حُروفِه بِنبرته التَهديديَة تِلك ، تَجعلها تُطاوِعه كي لا يُقبل على ايذاءِها فَيحدث مَكروهًا يُصيب طِفلها

حينَما خُطفت بعيدًا عن زَوجِها ازداد حُبها لِجنينِها ، تَعلقت بِه لانهُ يُذكِرُها بِمن امتلَك قلبُها آسيرًا بين قضبانِ حُبه التي تَمنحُها الرِعاية و الإحتِواء

اكتَفت بِهمهمةٍ خَفيفة تُسايرهُ بِها حَيثُ وَجه حَديثهُ بينَما يُغادِر الحُجرَة " سآتي لاصطِحابُكِ عَلى التاسِعَة ، كوني جاهِزَة "

ضَغطت على اصابِع يَديها بِقوَّة مُغمضَة عَسليتَيها بِتَعب على الرُغم من تمددها طيلَة الوَقت ، نَظرت الي ذلك الكيس الذي كان يَحتوي على مُستحضرات تَجميليَة مَع فُستان بَسيط اقتناهُ من المَحلات الموجودَة على مَتن الباخِرَة

تَنهدت لِترمي بِجسدها على الفِراش تُناظر الفَراغ بِصَمت
قَضمت سُفليتها بِغَيض لِتهمس " تبًا لِحياتي البائِسَة "

حينَما دَقت عقارِب الساعَة تُعلن عن وقوعِ الرقم التاسِع في مُتناوِل اسهُمها استمعت الجالِسَة امام المِرآه تضعُ حَلقِها الي خُطوات مارك تتقدَّم مِن بابِها

كانَت قد اخفَت علاماتِ السَواد التي تُحيط عُيونِها بِبعض مساحيق التَجميل و دون ذَلِك لَم تُكلف نَفسها عناء التبرُّج

لِمَن سَتتبرَّج اساسًا ..؟
لِمارك ..؟

صَحيح انها تُحب وضع مُستحضرات التَجميل لِنفسها ، لَكنها لا تُطيق شيئًا في الوقتِ الراهِن ، استقامَت من الكُرسيّ مُلتفَة صَوب الرَجُل الآسيوي الذي دَلف بِبدلته السَوداء يسيرُ بِخُطواته نَحوها بِهدوء

قَضمت وَجنتها من الداخِل مُشيحة عَسليتَيها عَنهُ بِنُفور ، مَهما بدا وسيمًا فَهو في عَينيها أبشعُ الخَلق ، تكادُ لا تُطيق اطالَة النَظر اليه لِثوانٍ حَتَّى

مُدَت يدهُ صَوبها و لانها عَلِمت انهُ سيتوجََب اجبارُها على الامساك بِه دَنت منهُ و احاطَت ذِراعه بدلاً من مُلامسَة جِلدها لِجلدِه

ذَلك أخفَّ مِن رأيِها

" ما رأيكِ بوضع قليل من احمرِ الشفاه ..؟ " قال بَعد ان وَقعت انظارُه على شِفاهها المُتورمَة لِشدَة قضمِها ، تستمَِر بِعضها طيلَة الوَقت كَما لو انَّها تُفرغ شُحنات غَضِبها بِها

صاحِبَة الفُستان الأحمَرِ رَفعت عَسليتَيها نَحوهُ تُطالعهُ بِنُفور " لا اُريد "

كانَت تلبسُ فُستان احمَرُ قاتِم كَالدِماء ، طَويلٍ به نَفخة خَفيفة ابتداءًا من اسفل الخَصر مَع خُيوط اكتافٍ رَقيقَة و قصَّة مُربعيَة عند الصَدر

ارتدَت معهُ طَوقًا لُؤلؤيًا أبيَض اللون يَتناسب مع ذَلك اللؤلؤ الذي يُحيط رسمَة فُستانها عند صَدرِها

فَوق اكتافِها وَضعت مِعطف خَفيف أبيض مَصنوع مِن الفَرو يُقيها من البَرد بَعدما جَمعت شعرها العسليّ بِربطَة سوداء الي الخَلف و تركتهُ مُنسدِل لاسفَل

" دَعيني اضعهُ لكِ " هَتف مارك مُبتسِمًا بعدَما التَقط احمر الشِفاه من فوق المنضدَة و فَتحه مُديرًا مِقبضه من الأسفَل حَتى يبرُز للأعلى امام عينيها

" اخبرتك لا اُريد ! لا رغبة لي " قالَت مُعترِضَة لِتَسير مُتجاوزَة اياه ، مَسكها من ذِراعها العارِيَة نظرًا لانسِدال فَروِها يَكشف عن بياض بَشرتِها لِعينيه المُغرمَة بِأدق تفاصيلِها

التَصق ظَهرُها بِصدرِه لِيهمس باذُنها " لَيس على الصغيرَة ألا تُطيح اوامِر كَبيرُها " الفَتها نَحوه و ألصقها بالمِرآه وراءِها حَتى يتسنَّى لهُ وَضع احمرِ الشِفاه ذاك بِعنايَة

سويون نَظرت الي احمرِ الشفاه بين يَديه لِتتذكر زَوجِها حينَما سَحبها من وِسطها و قام بِوضعه لَها بِحُب ، نَظرات عُيونِه المليئَة بالدِفئ و سعادتِه بِتدليلِها امام عُيون الجَميع آن ذاك جَعلت عَسليتَيها تمتلئ بالدُموع

" لا.. ل..لا اريد " هَمست بِصوتٍ مُختنِق لِتجده يُمسِك بِذقنها يُرغمِها على الإمتِثال الي اوامِره كي تَلقى مُعاملَة حسنَة

لطالَما عانَدت زوجِها مئات المرَة
لَكنَّ النهايَة كانت واحدَة
سَواء أعاندتهُ ام ارضَتهُ كانَت نهايتُها حُضنه

لَكِن مال النِهايات بَعيدًا عنهُ تُؤلم الي هَذا الحَد ..؟
لَطالما كانت تُوقِن ان زَوجِها لا مَثيل لهُ ، و الأن هي تتأكَد

حتى و ان كان الرَجُل مُحِبًا ، فَهو لن يُعاملها كَمُعاملة جُيون الرَقيقة لَها ، يُراعيها في ابسَطِ الامور و يَتخذُ مَشاعرِها اولويَة دومًا

هي تَشتاقُ اليه بِشدَة
قَلبها يتقطَّع شوقًا الي نَظرة مِن عَينيه

اغمَضت عُيونِها تَسمحُ لِدموعها بالفِرار من سِجن جُفونِها بَعد ان بدأ مارك بِوضع احمرِ الشِفاه لَها ثُم ابتَعد يُناظِرُها بإعجاب " مُثيرَة ! " هَمس

نَظرتهُ مُغتاضَة مِن عُيونِه المليئَة بالشَهوة ثُم قامَت بِتجاوزه مُغادِرَة الحُجرَة بينَما تحملُ اطراف فُستانِها الطَويل ذاك

هي تكتمُ بُكاءِها بِصُعوبَة بالِغَة

دَخلت الي مَوقع الحَفل بِرفقة مارك الذي شَابك ذِراعها بِخاصتِه ، راحَت تتأمل القاعَة التي تَحملُ مُختلفًا من الجِنسيات عَبر العالَم

مارك قَد صعد على مَتناها باسمٍ مُستعار و هَوية مُزيفَة بالفِعل
كَما انهُ استطاع تولي أمر سويون بَعد ان طلب من هانجون ان يَجلبُ له وثائقُها من القَصر

سارَت الي جانِبه الي أن وَقف كليهما على طاوِلَة بالقُرب مِن ساحَة الرَقص التي يَعتليها بِضعَة ثُنائيات يَتمايلون على ألحان الموسيقى الصادِرَة في الأنحاء

وَضعت اصابِعها الناعِمَة فوق تِلك الطاوِلَة تُناظر الانحاء بِصَمت لِتسمَع مارك يُخبِرُها في اُذنها " انتَظري لَحظة "

اومأت لهُ ايجابًا دون اعارتهُ اهتِمامِها الذي صُوِّب تِجاه بعض الحيوانات الأليفَة التي يَصطحِبُها مالِكوها ، وَجدت طَوقًا يُحاط باحد الكِلاب الصغيرَة التي تقومُ مالكتهُ بِجره منهُ كُلما ابتعَد فإبتَسمت ساخِرَة

" مالذي افرِقه عنهُ ..؟ "

لَمِحت طِفل صَغير في مُنتصف ساحَة الرَقص يُلوح لَها ، رُبما تلك ابتسامتُها الاولَى مُنذ اسبوعٍ مَضى ، تَبسَّم مُحياها بِلُطف لِتُخفض رأسها تتحسس بَطنها

هي تَعلقت بِطفلها كَثيرًا خِلال هذا الاسبوع
تظَّل بِرفقته في حُجرتها و تُحاكيه كثيرًا عن والِده و عَنها

بدأت تَشعُر انه مَوجود ، هو يُواسيها قَبل قُدومِه حتَّى
هي لَن تنسَى اخبارِه عن بقاءِه معها في وِحدتها لاحِقًا ، إن نَجت

اشرَّ لها الصَبي بالقُدوم و هي امتَثلت لهُ و حَملت اطراف فُستانِها مُقترِبَة مِنه ، انحَنت تجلسُ القُرفصاء بالقُرب من يَديه الصغيرَة التي مدَّت لها وردَة حَمراء تُشِبه لَون فُستانِها الذي ابرَز بياضِها

ابتَسمت بإمتِنان و انتَشلتها من بين اصابِعه حَيثُ تلقَّت قُبلَة بَريئة مِن قِبل الصَبيّ الذي هَمس باذنِها " انتِ اجملُ ما رأت عيني اليَوم "

نَظرت الي الوردَة بين يَدها لِتَنهض مِمسكَة بيدِه حينَما اقتَرب والِده كَي يأخذ بِطفله ، لَوحت للصغير بِشُعورٍ لَطيف مَنحها اياه

التَفت حَتى تعود الي طاولِتها و بِمُجرَّد ان تَحركت حَتى اصطدَمت بِكتف رَجُل كان مُسرِعًا يَتداخل بين ثُنائيات الرَقص الي أن صَدمها حَتى اوشَك على ايقاعِها

لَم يُكلف نَفسه عناء الاعتِذار بَل تجاوَزها مُسِرعًا و ذاك اغَضبها و جَعلها تَصرُخ غاضِبَة لِكونها تَعلم أن صوت الموسيقَى سيطغَى على نَبرتِها الصاخِبَة

" هاي انت ! الا تَرى امامك ؟ كدت تقتلعُ كَتفي !!! "

لِسوء حَظِها ان الموسيقى انطفئت في ذَلِك المَقطع و قد سُمِعت صَرختها العالِيَة في انحاءِ القاعَة بأسرِها ، وَسعت عينيها بإحراج تُناظر ظَهر الرَجل عريض المَنكبين يَتوقف عن السَير مُتسمِّرًا مَطرحَهُ

نَظرت حَولِها بِخَجل لِتضم الوردَة الي صَدرِها تَشعُر بِنظرات مارك تَحرِقُها من بَعيد ، هي لم تَكُن على دِرايَة ما اصاب الرَجُل الذي ما إن صَدحت نَبرتُها اُذناه حَتى أخذ نَفسًا عَميقًا تُعيد لهُ روحِه

كان ذاتهُ كُحليّ العَينين ، الرَجُل الذي هي امرأته

جُيون ابتَلع ريقِه مَذهولاً لِيستدير بِبُطئ الي تِلك الصَبية التي اضحَت تقفُ بِمُفردها في ساحَة الرَقص بَعد ان تنحَى الجَميع يُناظِرُها بِفعل صَرختِها العاليَة

هي لَفتت انتِباه الكُل بِفُستانها الرَقيق الناعِم و جَمالِها الانثويّ الآسِر مع تِلك الوردَة الجَميلَة التي تَحملُها بين رِقَة اصابِعها البَيضاء

وَقعت نِسريتاهُ عَليها تتميَّز في مُنتصف الساحَة بِحياءِها الذي يكتسِح مَعالم وَجهِها مُثبتًا مُلكيتِه بنثرِ الحُمرَة على خَديها

خَجلُها الذي يَعشِقه ، ابتِسامتِها الرَقيقة المُحرجَة و هي تُدير عُيونِها حَول البَقية كَما لو تعتذِرُ عَن فِعلها

جُيون يُجزم ان كُل عِضيَة في جَسدِه تنبِض عِشقًا باُنثاه
لِما هو مُغرم بِها الي الحَد الذي يَجعلُه يَفقد السيطرَة على أفعالِه ..؟

التَفت اليها بالكامِل يُناظِرُها حينَما رَفعت رأسِها اليه و طالَعتهُ ، رأى مَعالم الصَدمة تَملئ تعابيرِها ، عُيونها العسليَة تِلك فُغرِت كَفُغر فاهِها المُلوث بِحُمرَة رَجُلٍ ثانٍ

المَشاعِر تتزاحَم لِتُعلن وَصيتُها وأحقيُتها بالظِهور أولاً
الحُب ..؟ الشوقِ ام اللهفَة ..؟

الشَوق قد اعلَن نَصرهُ عَلى عُيونِها ، رَفع رايتهُ التي تصاعَدتها اللهفَة أم الحُب فَهو ماكِثّ في حَمارِ و دَمعةِ عَسليتَيها

لا تُصدِق انها تَرى رَجُلها الذي ظَنت انهُ تناسَى أمرُها و تَركها تُصارِع واقِعُها بِمُفردِها
تكادُ لا تُصدق انهُ اتَى من أجلِها ، اتَى لِيُعيدها الي حُضنه مُجددًا

عاوَدت الموسيقَى الظُهور بَعد ان حَدث عُطل فنيّ تَم إصلاحِه

جونغكوك تَقدم خُطَوتين من امرأته التي بَدأت تختفي بين البَشر الذين عادوا الي الرَقص يُحاوطونَها مِن كُل مَيل

حينَما رَغبت بالتَقدم اليه احسَت بِقبضَة مارك تُمسِك بِذراعها و تَجذِبُها بِرفقته خارِج حلبة الرَقص ، جونغكوك وَسع عَيناهُ يَراها تُجَّر و تَزاحم البَشر يُعيقُه عن الوصول اليها

اسرَع في الاقدام و الدُخول بَين الراقصين يُبعدهُم و يَتصادم بِهم ، عُيونه على حَبيبته التي تَمُد يَدها حيثُ تتموضع تِلك الزهرَة الحَمراء نَحوه ، تُناجيه بِعُيونِها ان يُنقِذُها و يفكُ أسرِها

قَضِم شفاهه بِغَضب حينَما دَفعهُ احد الرِجال الي الخَلف ما ان صَدم جُيون زَوجته ، وَقف في مُنتصف الحَلبة يُطالع سويون و هي تُجَذب بعيدًا عَنهُ

لَم يَكُن له خِيار واحِد لِيُبعد ذاك الزِحام
اجتَذب سِلاحه من وراء بِنطاله لِيرفعهُ ناحيَة السقف مُطلقًا ثلاث رَصاصات أدَت بِتفرقَة الجَميع و صُراخِهم العالي

افسَح الجَميع لهُ المَجال للعُبور أينَما سُرعان ما رَكض نَحو امرأته التي جَرها مارك خارِج القاعَة ، سويون اعتصَرت الوردَة بين قَبضتِها حَتى راحَ كَفها يَنزِف بِسبب ذاك الشَوك الذي يُحيطها

حاوَلت صَد مارك عَنها لِتناظِره مُحاولَة ابعادِه " د..دعني ، دعني ايها العاهِر " صَرخت بِقوَة لِتقوم بالنَظر الي الوردَة التي بين يَديها

نَظرت نَحو مارك ما التَفت اليها حَتى يوبِخها لِتقوم بِحشر عودها في مُنتصف عَينه ، جَعلتهُ ملتهيًا بِوجعه و فَكت وثاقِها مِنه لِتعود راكِضَة نحو زَوجِها ما إن مَسكت بِاطراف فُستانِها

" هو اتَى ، اتَى من اجلي "
هَمست تُناظِر حَبيب قَلبِها يَركُض ناحِيتها مِن خارِج باب القاعَة ، ابتَسمت لهُ حينَما لَمحها تَجري نَحوه تكادُ تَصلُ اليه لِتمد يدها صَوبه حَتى يَنتِشلُها ، يُخرجها من ذاك الكابوس الذي تعايشَتهُ لاكثَر من اسبوع

جونغكوك حَدق في يَدِها المليئَة بالدِماء لِيَزيد من سُرعَة رَكضِه حَتى يُمسِكها و قَد نجح بِذلك ، وَضع اصابِعُها بِداخل كَفِه لِيسحبها بِقوَة صَوبه

لَهثت بِشدَة لِتُناظِره بِعدم تَصديق ، رَفعت يَديها المُرتجفَة تُحيط بِهما وَجنته تَتفقدَّه ان كان حَقيقيًا ام مُجرَّد حُلم سَينتهي كَـ كُل ليلَة

" ج..جون..جونغكوك "
هَمست بإسمِه بِنبرِها المُرتجِف تَبحث عن ذاتِها التي وَجدتها بين لَمعة عَينيه ، رأتهُ يُناظِرُها بِكُل لَهفةٍ بَعد أن امسَك بيديها التي تُحاوِطه يُقبل باطِنها مُجيبًا بِحُب بالِغ " عُيونه و قَلبه و كُل ما يَخصُّه "

انسكَبت دُموعِها على عُيونِها مُسندَة جَبينها ضِد انفِه تستنشِق عِطرُه الذي أحيَى ما قُتل بِداخلها ، قَد لطخَت لهُ خَدَّه بِدماءِ كَفِّها المَجروح ، لَكنهُ لا يُضاهي تَمزُّق قَلبِها الذي ضُمِّد بِقُربِه

لَم تُدرك يَومًا ان الشِفاء قَد يكمُن في قُرب الأحِباء

" ات..اتيت من اجل..اجلي " هَمست لهُ بينَما تتشبَّث في قَميصِه تَأبى تَركه ، رَفعت عَسليتَيها الي كُحليتاه الي وَقعت على مارك من خَلفِها يُحاوِل الرَكض نَحوها كي يستَعيدها

ضَغط على قَبضتهُ التي رَفعها لِيُمسك بِرأس امرأته يَحشُره في عُنقه قَبل ان يُوجِه مُسدسه صَوب مارك مُوجِهًا رَصاصَة على كَتِفه

اغمَضت سويون عُيونِها بقوَة تستمِع الي صَوت الطلقَة تَليها صَرخة مارك المُتوجِعَة ، جونغكوك اخَفض يدهُ عَن امرأته هامِسًا باذنها " دعينا نَذهب هيَّا " مَسكها مِن ذِراعها حَتى يأخُذها بِرفقته

" جو..جونغكوك لا ، اب..ابي " قالَت نافيَة بعد أن تَذكرت والِدها الذي لازال مُحتجزًا لَدى رِجال مارك

" غابرييل ؟ اين هو ؟ " رَدف جونغكوك عاقِدا حواجِبه بينَما يُناظر مارك الذي يَركعُ على اقدامِه ماسِكًا اصابِته بألم

" ان..انه في الغُرفة بالاسفَل مع ضحايا التجارَة البشريَة ، لِننقذ ابي انهُ مُصاب " نَطقت بينَما تتَشبَّث بِيد زَوجِها ، التَفت تُطالع مارك لِتضغط قَبضتِها و تنطِق " امهِلني لَحظة " ابتَعدت عنهُ راكضَة صَوب الأخَر

وَقفت امامهُ تجِده يَرفع رأسه اليها يُناظِرُها ، مَسكت اطراف فُستانِها و قامَت بِركله بِعنف في مُنتصف وَجهه حَتى سَقط جَسدهُ على الأرض وراءِه لِتنطِق بِغَضب " عاهِر " هسهسَت مُستمعَة الي تَصفيق رَجُلها من وراءِها

" هَذِه هي امرأتي "

عادَت راكِضَة الي زَوجِها الذي احتواها بين ذِراعَيه مُقبلاً جَبينِها بِحُب ، حَشر انفهُ بين خُصيلاتِها يستنشِق عِطرها بِراحَة لِيهمس " انا في النَعيم "

نَظرت سويون خَلفهُ بإبتِسامَة تَلاشت بِمُجرَّد ان لَمحت رِجال مارك يَركضون نَحوهُما ، وَسعت عَسليتَيها و ابتَعدت عنهُ تَجّرُه مَعها " بسرعَة جُيون "

جونغكوك نَظر وراءِه يُطالِعهم يَركُضون ناحيتهُما بأسلِحتهم ، وَسع مُقلَتيه لِيزيد من سُرعته يَسبِق زَوجته حَتى يجُّرها من خَلفِه

غادرا الطابِق العُلوي لِينزلا من الدَرج بينَما يَشتِم في سِره مُتمسُكًا بِيد حَبيبته بِقوَّة " ذلك العاهِر " هسهس بِغَضب لِينظُر وراءِه

تَشبثت هي بِذراعه تُحاول مُجاراة سُرعته بينَما تُناظِر اؤلاءك الرِجال الذين يُصوبون بِمُسدساتِهم نَحو رَجُلها

تَمسكت بِه بِقوَة و هَمست " سيقتلونا جونغكوك "

" هشش ، سَنخرُج من هُنا " قال بينَما يُناظِر ذلك المَخرج الضَئيل الذي يؤدي الي واجهَة السفينَة ، اَفلتها لِينطِق قائِلاً " انتظري لَحظة " اقتَرب يَفتحُ الباب بِعُنف فَهو موصَد بالفِعل

نَظرت سويون وراءِها لِتوسع عُيونِها ما إن وَجدت مارك مِن ضِمنهم ، حَدقت في زَوجها الذي عاد اليها و مَسكها من وِسطها " دَعيني اُخرِجكِ اولاً "

حَدقت في عُيونِه بِقلق " جونغكوك " هَمست لهُ لِتحيط وَجنتيه بِكَفيها تَمسحُ عليه بِرقَة " ا..اذهَب "

" اين اذهَب ؟ بدونكِ ؟ " قال بينَما يعقد حواجِبه بِغَضب لِيُمسِكها من ذِراعها حينَما تم مُحاصرتهُما من الاعلَى و صُوبت اسلِحتهم نَاحيتهِم

رَفعت عُيونها الي الاعلَى تُناظِرهم يَنزِلون الدَرج بِخَوف

طالعَت زوجِها بِحُزن فاقتَربت تُقبِّل شِفاهه بِقوَّة قَبل ان تبتعِد عنهُ صارِخَة حتى يُسمع صَوتُها الي مارِك " دَعوه ، لا تقتلوه "

جونغكوك مَسكها من ذِراعها حينَما اقتَربت من الدَرج بِرغبة الصُعود " سويون ! " هسهس يَجذِبُها اليه ، يُعارِض تمامًا ما تُفكِر بِه

الصغيرَة طالعتهُ بينَما تَهمس " سيقتلونَك امامي ، اتريدُ ان اصمُت ؟ "

" ساصعدُ لك لكن لا تَقتله ، دعهُ يَذهب " صَرخت الي مارك الذي نَزل من بين رِجاله يُمسك اصابتِه بألم ، جونغكوك صَوب سِلاحه نَحوه مُجددًا بينَما يصِّر على اسنانِه بِقوَة " ساقِط " هسهس

رَفض تَرك يَد امرأته التي حاوَلت الابتِعاد لَكِنهُ تَشبث بِها مُهسهسًا " لَن ادعكِ و لَو على جُثتي ، اموتُ رَجلاً على أن اترُك امرأتي بين يَدا غَيري "

مارك طالعهُ ساخِرًا لٍيبتسِم بِجانبيَة " البَطل جُيون ! " مَد يدهُ ماسِكًا ذِراع سويون التي بَقت في مُنتصفهِما ، ما إن وَاشك جونغكوك على الضَغط على الزِناد حَتى تساقَط رَجُلين من فوق السلالِم عَليهِما

رَفع جونغكوك عَيناهُ الي رِجال الشُرطَة البَحرية الذين اطلقوا النار عَلى اتباع مارك ، ابتَسم بِجانبيَة لِينظُر امامَه فإذ بسويون تُفلت من يدِه حينَما استغَل مارك فُرصة الهُجوم و فرَّ هارِبًا بِها

شَتم تحت انفاسِه لِيصعد الدَرج يَلحقُ بِه مُتجاهلاً تَبادل الرَصاص الذي جَرا بين الطَرفين ، رَكض وراءهما بِغَضب يُناظر ظَهر امرأته و خُصيلاتِها الطويلَة التي تَخبِطُها ، لَفت رأسِها تُناظِره بِخَوف قَبل أن يَدخُل بها حُجرة السلالِم و يصعدا الي سَقف السَفينَة

صَعد جُيون وراءِهما لِيناظر مارك الذي وَقف عند الحافَة يُمسِك بسويون مِن خَصرِها بَعد أن حاوَطها و الصَق ظهرِها بِصدرِها مُوجِهًا سِلاحهُ عَلى رأسِها

ضَغط قَبضتهُ بِغَضب يَشعُر بإرتِعاش جَسدهُ هَلعًا ، يُطالِع عُيونِها الدامِعَة و الخَوف يُغلِّف لَونهُما الذي يَعشقَه

" س..سويون "

مارك ابتَسم ساخِرًا بينَما يضغطُ بِسلاحِه على رأس الصغيرَة التي ترتعِد من الخَوف " على الاقل ان كنتُ سأموت ، آخذِها مَعي ، لَم نجتمع دُنيا رُبما نَلتقي في الجنَة ! لن اترُكها لك جُيون " قال بينَما يُطالع عينيا الوَزير الذي تَقدم خُطوَتين منهُ مُحذِرًا " مارك اياك ! اياك "

" ابقَى بعيدًا ، ابقَى مَكانك كي لا اقتُلها " صَرخ لِيقوم بِتسديد طَرقة في الهَواء تَسببت في ارتجاف الصبيَة التي اضحَت تبكِ بِذُعر ، عاوَد وَضع سلاحه على رأسِها مُتحدِثًا " من اين نبدأ اولاً ..؟ بِها أم بِـ " اخَفض مُسدسه الي بَطنِها حَيث ضَغط بِه على جَنينِها مِبتسِمًا بِمُكر " بالصَغير ..؟ "

جونغكوك قَطب حواجِبه بعدم فَهم لِيُحدِق بسويون التي تأوهَت من الوَجع و ناظَرتهُ بُحسرَة " ص..صَغير ..؟ " هَمس

" صَغيرُكُما الذي لَم يَكتب لهُ ان يأتي ، همم ؟ " رَدف مارك ساخِرًا بينَما يُناظر وَجه جُيون المُنصدِم مما سَمِع ، فَرق شِفاهه مُمثلاً الانذِهال و قال " ا..اوه ! لا تَقُل لي انك لا تَعرِف ..! "

حَدق في سويون التي تُطالِع زَوجِها و دُموعِها تُغرق وَجهها " لا تَقولي انكِ لم تُخبرينَه انكِ حامِل ..؟ ام انكِ كنتِ تُجهزين لِمُفاجئَة ..؟ " هَتف مُستهزِءًا يُشاهِدُها تُطيل النَظر بِمَن تسمَّر مَطرحهُ يُطالعها بعدمِ تَصديق

" اخَبريه ! اخبريه هيا انكِ حامِل منهُ ؟ دَعيه يسمع خَبرًا جَميلاً قَبل ان نَذهب معًا لِنعيش في الجَحيم " هَمس لَها يؤشِر بِمُسدسه على جُيون ، نَظرت سويون الي مارك الذي هسهسَ مُغتاضًا يُهدِدُها بعدما عاوَد الضَغط على رَحِمها " قُلت اخبريه "

سويون عاوَدت وَضع عَسليتَيها الدامِعَة في مُنتصف سَماءِ زَوجِها المُضيئَة ، تُناظِرُه يُطيل التَحديق بِها ، بَدا كَما لو انه لَم يَستوعِب حَرفًا مِما قيل لهُ

ابتَلعت ريقِها بِبُطئ لِتنطِق بِصَوتٍ مُرتجِف

" ان..انا حام..حامل "

احتَضنت كُحليتا زَوجِها التائِهَة بِـ عُيونِها التي راحَت تسكُب انهارًا على خُدودِها المُحمرَة

" حام..حامل بِطفلنا جونغكوك "

حامِل ، بِطفلنا ..؟
تِلك الجُملَة كانَت قاسيَة و بشدَة على قَلب جُيون الذي تجمَّد مَطرحهُ لا يَعي ما يَحدُث بِجوارِه
تناسَى ان رَجُلاً على وَشك قَتل امرأته

يَراها هي بِمُفردها تَلفِظ تلك الجُملَة التي جَلتهُ مُغيبًا بالكامِل
هو ، مُنصدِم

•••

8280 ✔️

مرحبا بتشابتر اليوم 👀

يالظالمين يلي شبعتوا جُيون شتم في أخر تشابتر
قلبتوا عليه فجاة المسكين ..!
بعيدا عن يلي برروا لهُ

🪐 المهم اخباركم مع تشابتر اليوم ..؟

🪐 توقعتم احداث التشابتر ..؟

للامانة ما كنت ناوية اعلن حملها الان
بس قلت خلاص يعني ، خلنا نقوله انها حامِل وش فيها

بس ستل كان في مشهد فبالي لما نوصله هاقولكم انه في كنت حابة يعرف بحملها
🪐 تتوقعون ايش المشهد ..؟

🪐 جيون رد فعله عن الجَنين ..؟

🪐 بعيدا عن كل شَئ ، توقعتم ان بذي الطريقَة حيقدر يوصللها ..؟

طيب هو وصللها و كل شئ تمام ، بس باقي انه ينقذها و يطلع بيها
🪐 تتوقعون كيف حيقدر يتجاوز مارك و رجاله ..؟

للمعلوميَة عدد رجال مارك اكبر من الشُرطَة

🪐 هُنا يا لطيفيني حُطولي اكثَر جُزءية حبيتوها و انبهرتم فيها ..؟

🪐 تحسون اليق اكون مخرجة مسلسلات ولا لا ؟ 👀

🪐 اكثر جزءية رفرف فيها قلبكم كده ..؟

عارفين المشهد لما رجعت لهُ بعد ما حطت الوردة بعين مارك و حضنته بلهفَة ، هذاك المشهد بقلبي لما اتخيله ، احس ودي اذوب خلاص

🪐 كم تقيمون ذكاء كاتبكم من عشَرة ؟ 👀

بعدين تعالوا هُنا نسيت
انتم تقطرون لطافة كده ليه ..؟
ايش هذا الحُب يلي في التشابتر الفائِت ؟
ترا قلبي ما يحتمل ، احبكم ياخي خُذوا قلبي خلاص 🫶🏻

والله ودي اجمعكم كلكم و ابوسكم نفر نفر ، الله يحفظكم و يديم سعادتكم يارب 🤲🏻

يلا اشوفكم في التشابتر القادم ان شاء الله
اهتموا بانفسكم ❤️








.
.
.












فُستانها و تَفاصيلها الناعمَة ✨

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top