Husband | 47
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء السابِع و الأربَعون 🦋
حُب كبير جدًا لكم على تفاعلكم في اخر تشابتر
جدًا ممتنة لكم بصدق و حمستوني اعطي افضل ماعِندي
لنستمتع بهذا التشابتر سويًا ، اغرقوني بالاهتمام مُجددًا لاعطيكم احداثًا ناريَة تستحِق مجهوداتكم 🫶🏻
اُحبكم يارفاق ، قلب كَبير لَكُم ❤️
لِنَبدأ
•••
وِسط كَمٍ مِن الهُدوء المنُبعِث من تِلك الحُجرَة يُوازي بُرودتِها التي تَحتضِن ذاك الجَسد المُلقَى عِند الزَاويَة تحتضِن عُيونَه السَوداء الكَثيرُ مِن ذَراتِ الفَراغ تَمامًا كَروحِه الخاليَة في الوقتِ الراهِن
يَجلِسُ و كُحليتاهُ تُحاوِل التَعلق بِطوقِ نَجاةٍ يُخرِجهُ مِن الغَرق وِسط بِحارٍ كَونتها احزانَه بِداخل جَوفِ نَفسِه
ما بالُ كُل شَئ اضحَى مُعتِمًا للحدِ الذي يَجعلهُ تائِهًا ..؟
اغمَض كُحليتاهُ مُرجِعًا رأسَهُ على جِدار غُرفةِ العَمليات التي مُنذ ثَلاث ساعات كاد أن يُلقي بِطفلته الي حَتِفها ، يَجوبُ صِراعًا بين ذَواتَيه ، نَفسٌ تَلومِه و الثانيَة تُهوِن عَليه ، لَكن لابد ان الاولَى انتَصرت فَملامِح البُؤس التي تَستوطِن مَعالِم وسامتِه لا تَدُّل عَلى شَخصٍ واستهُ جِراحِه
" اكنتُ ، ساقتُلها ..؟ " هَمسٌ خافِت صَدر مِن وِسط شِفاهه بَعد ثلاث ساعات مِن الصَمت المُتتالٍ و اتِخاذ الصَمت ملجىًّا اعاد فيه تَهذيب نَفسهُ
في الخارِج حَيثُ اقتَربت يونمي مِن المُمرضَة التي عقمَت غُرفة العَمليات بالكامِل و تَركتهُ بداخِلها ، سألتها بَعد ان غادَر الجَميع و بَقيت بِمُفردها
" هَل تعلمين اين ذهب جونغكوك..؟ " سألتها و الحيرَة تتخِذ مَسكنًا بين حُجرتيّ عُيونِها التي تَجوبُ مَلامِح المُمرضَة ، اجابَتها قائِلَة " الطبيب جُيون ؟ لازال في الداخِل ، انهُ لم يُغادِر مُنذ ان انتهَت العَملية " اشرَت وراءِها حَيثُ تَلقا همهمَة مِن الكُبرى التي بِمُجرد رَحيل الصبيَة دَلفت الي الداخِل
بَحثت بِعينيها عن جونغكوك الي ان وَجدتهُ يَختبئ بَعيدًا عن مَحط النور الذي يَتربَّع مُنتصَف الحُجرَة ، بَل كان يَتجاوَر مع الظُلمَة يَتقاسمُ مَعها جُزءًا مِن عُتمَة روحِه ، اقتَربت منهُ و انتَصبت امامهُ قائِلَة " انت هُنا ..؟ "
بدا مَشهدهُ لَها كَحالِه قَبل عِشرون عامًا حينَما قابَلتهُ للمرَة الاولَى
مُختبِئًا في الرُكن حينَما تَتدفَّق اوجاعهُ الي السَطح فَترسُم بِحبِر الهَمِّ مَلامِح البُؤس عَلى مَعالِم وَجهِه و تَكتُب عَلى عُيونِه قصائِدًا يُصعَب بَوحِها
لَكِن ، عُيونِه مِرآه تَعكِسُ ما بِداخِله
جَلست القُرفصاء امامهُ حينَما رَفض الكَشف عن وَجهه اليها ، قامَت بِوضع يَديها على خاصتَيه التي تتمركَز فوق ركبتَيه ثُم نَطقت " مابِك ؟ كَيف تجلسُ في كل هذا البَرد بِمُفردك ..؟ "
لَطالما كانت غُرفة العَمليات بارِدَة للغايَة ، كَي تَبقى مُعقمَة و لا تكون بؤرَة تجتمِع فيها البكتيريا ، انتَزعت شالها ذا الفَروِ و ارادَت وضعهُ على اكتافِه لوقايتِه من البَرد ألا انَّه رَفض بِرفعه ليدِه و ازاحَته قبل ان يَصِله
" انا بِخَير هَكذا "
ان وَضعهُ سَيملئ عِطرُها جَسده ، يَكره رائحَة النِساء ، عَدا تلك التي تَخُص امرأته
يونمي تَنهدت لِتُعيد ارتِداء فَروِها مُتحدثَة " جونغكوك مابِك تجلِس كَيتيمٍ فقد اهلَه ؟ ايڤا سَتكون بِخَير اطمئن "
ضَغط جُيون عَلى قَبضتاه بِخفَة لعلَّ الشَّد الخارجيّ يُخفف مِن تراكُم افكارِه اللامُتناهيَة " انا كِدتُ ، اقتُلها " هَمس بَعد أن وَجه كُحليتاهُ لِمن قَرنت حواجِبها مُستعجِبَة " كِدت تَقتُل من ؟ "
" قَطعتُ لها وريدًا ، كان ليؤدي لِموتها " هَمس مُصطَّكًا اسنانَهُ يَهرسُ حروفِه كَما لو أنَها اوجاعِه ، يونمي اقطَبت حواجِبها بعدمِ فَهم و حاوَلت مُواساتِه قائلَة " لابأس ، انها بِخير حسنًا ؟ سَتكون كَذلك "
" سَتكونُ بِخير لَكن اين اجِد مُختبئًا لي مِن شُرطة الجلد الذاتيّ ..؟ انا مُلقَى بين جُدران زِنزانَة التأنيبِ ، لا مَجال للهرب مِن قُبضانِها المُشيدَة بِضَميرٍ اسلحتهُ تُصوِب عليَ بِرصاصاتِ اللومِ كَما لو اني في مَشهدِ تَعذيب "
يُجيبُ و كُحليتاهُ في مُنتصف بُنيتيّ يونمي التي تَمردت بيدِها حَتى تَضعها على خَده لَعلها تُهوِن عليه ثِقل عِتابه لِنفسه " جُيون اهدئ ، ارجوك لا تَلُم نفسك و تعودُ لنقطَة البدايَة ، انت بالكاد تَجاوزت ما حَدث قبل عِشرون عامًا " رَدفت بينَما تُحاول الطبطبَة عَليه
مَسك بيدِها يُزيحُها عن بَشرتِه و يَنطِق مُنزعِجًا " انتِ تَعرفين جَيدًا اني لا اُحب ان تَخترِق امرأة مِساحتي ، ابقيّ بعيدَة " استَقام من مَجلِسه يَليه استقامتُها حَتى اعترَضت طريقِه الذي رَغِب في سَلكِه الي الخارِج
" لِما تُبعِدُني عنك و انت اكثَر من يَعلم كَم اُحِبُك ! " وَجهت سُؤالاً لِمَن كوَّر على يَدِه بِغَضبٍ يَفتَّك عروقُه البارزَة عند عُنقه ، نَظر اليها و اقتَرب بِخُطواتٍ هادِئَة " سُؤال كَهذا ، لا يُوجه الي رجلٍ مُتزوج يُقدس عِلاقته بامرأته "
تَخطاها حَتى يَعبُر النور يَترُكها في تِلك العُتمَة التي تَحتضنِها منذ ان وَقعت في حُبِه منذ عِشرون عامًا ، حينَما رأتهُ للمرَة الاولَى سَقط قَلبُها يَرفع رايَة الخًضوع لِحُكم حُبه الذي غَزاها بالكامِل
رُبما ذَنبها الوَحيد انها احبَته
اغمَضت بُنيتَيها تستجمِع نَفسها التي بَعثرها بِحدته لِلتو ثُم قامَت باللحاقِ بِه ، اينَما توَجه هو الي تَغيير ثيابِ الجِراحَة بعد ان غَسل يَداهُ جيدًا
اخَذ زُجاجَة حليب المَوز التي اعطتها لهُ زَوجتهُ و شقَّ طريقِه الي الاسفَل اينَما قابَلهُ ذاك الخَبر الذي قَتل ما تبقَى حَيًا بِداخِله
سَقطت مِنه الزُجاجة التي انكَسرت ارضًا تمامًا كَقلبِه الذي تَفتت بِمَشهدٍ لامرأته مَع رَجلٍ غَيرِه ، يَجوب بين تِلك الصورِ يَبحثُ بين ثناياهَا عن شَئ يُنافي ما تَصاعد الي عَقلِه مِن افكارٍ تُسممه
" م..مالذي يحدُث ؟ " هَمس مُنذهِلاً و لَم يَسعهُ سِوا التسمَّر و النَظر امامَهُ غَير مُدرك حَقيقة ما يَرى الي ان وَردتهُ تلك الرِسالَة التي جَعلت كُل شَئ مُبهَم
ذا العَينين الكُحليتَين يَجوبُ بِحدقتاهُ على حُروف الاسطُر المنقوشَة على تِلك الورقَة بين يَديه بِحاجَبين مَعقودَين تمامًا كَعُقدَة قَلبِه
يُنصِت الي اصواتِ كَسراتٍ تُصدَرُ بالداخِل ، انهُ نابِضه
•••
يَجلِسُ على رُكَبتَيه و الدُموعُ تَشُّق مَجراها على مَلامِحه المليئَة بالخَيبات ، الكَثير من التساؤولات التي عَجِز عن ايجاد أي اجابات لَها ، رَكع امامَ مُنجِبُه يُناظِرُه و كَسرة الخاطِر تحتضِن عَدستَيه
" ماذا عَساي أن .. افعل ..؟ "
أصدَر سُؤالاً صَدر مِن وِسط قلبٍ حُقن بِكَثير من خَيبات الألم الي ان اضحَى عاجِزًا عن اختيار ماهو صائِب لهُ ، يُطالِع اباه الواقِف امامَه يَحثُّه عن ايجاد حَل يُخلصه من وَجعِه
" خانتك في الاخِر ..؟ " اصدَر هانجون حُروفًا ساخِرَة بعد إذ وَقعت عيناهُ على ابنِه الذي رَكع امامهُ و قَد تمكَن بُكاءِه مِنه ، جونغكوك وَضع عينيه بِداخل مُقلتيّ والِده و اردَف مُعاتِبًا " كُل خَيبات الأمل التي اشعرُ بِها ، تَقودني الي الجُنون ، أعني ، ما الذَنب الذي اقترفتُه ؟ "
" جونغكوك تِلك الفتاة لم تُعجبني منذ البِداية ، و انت سَمحت لها بالتمرُد للدرجة التي جَعلتها تَطرُد والدك باستِخدام سُلطتِك " نَطق هانجون بِصرامَة يُخاطِب ابنه الذي اومَئ و ابتَسم ساخِرًا بينَما عُيونِه لم تُزحزح ثانيَة عن مُقلتيّ أبيه " الا تُدرك ان مَن تُفرِط في اعطاءِهم ثِقتك ، يَطعنونك من خَلف ظهرك ؟ "
انخَفض هانجون ماسِكًا بِكتفيّ ابنِه كي يَرفعهُ و يوقفِه امامَه بينَما يَتحدث " هَربت اليس كَذلك؟ ليسَ عليك البَحث عَنها جُيون ، احرق صَفحات الماضي التي كانَت بِها و ابدأ من جَديد "
" كَيف علمت انها هَربت ؟ " رَدف جونغكوك بَعد أن جَفت دُموعِه على وَجهه الخَشِن يُحدِق في أبيه ما إن استَعمرتهُ مَلامِح التوتُّر و اضاف " لابد انها سَتهرُب بعد الخَبر الذي نُشِر ، هل تَظنها سَتبقى ؟ باي وَجهٍ سَتُقابل ؟ منذُ البدايَة كانت تَطمع للسُلطة فَحسب "
اخَفض جونغكوك رأسهُ يَضعهُ على كَتِف والِده بينَما يَعتصِر قَبضتهُ قَويًا فإذ بِه يَنطِق بعدما اتخَذ مِن الفراغ مرمًا يُلقي عليه نَظراتِه المُميتَة " صَدقني انا لا أرحمُ من يَستغفِلُني يا والديّ ، كُل ذا فِعلٍ سيدفَع ثَمن فِعله ، و إن كان مُتأخِرًا " هَمس مُهسهسًا لِمن راح يُطبطب عَلى ظَهرِه كَمُحاولة لِلتخفيف عنه
" عليك التَمييز جيدًا ، مَن هو بِصفك ، و مَن ضِدك " تَحدث هانجون بِهدوء بَعد ان ابتعَد جُيون عنهُ و نَظر بداخِل عَينيه " انت في صَفي ابي صَحيح ..؟ رُغم انك وَقفت مع جونغ ووك لَكن لابد ان لَديك سبب مُهم لِتفعل ذلك اليس كَذلك ..؟ انت اكثَز من يَعلم مَصلحتي انا واثِق " مَسك بيديّ والِده يضغطُ عَليها مُتِّمًا لِمن اعتلاهُ القَلق " انا ساتبِعُ اوامِرك انت فَقط ، لابد اني لازلتُ لم انضَج كِفاية ، لازالت الوجوه البريئة تَخدعُني ، هذا العالم شَرِس يا ابي "
سَحب هانجون يَدهُ بِبُطئ مِن قَبضتيّ ابنِه و قال بينَما يجتَذِبهُ الي داخِل القَصر بعد ان كان كِليهُما يقفُ في الحَديقة خارِجًا " جونغكوك لقد تَلِفت اعصابُك بُني بِسبب ما جَرى ، دَعنا نَحتسي مَشروبًا سَويًا لعلَّهُ يُنسيك ما جَرى "
" ص..صحيح ، علي ان اشرَب ، لانسَى "
اومَئ مُتفاعِلاً مع رَغبة الاكبَر الذي ساقهُ الي حُجرَة الخَمر و الشُرب
كِلاهُما جَلس يَحتسي شَرابهُ الي حَدِّ الثَمالَة ، لعلَّ الاصغر سِنًا يَفقِدُ رُشده الذي يُنسيه مَرارة الحَقيقة ، هو متأذٍ الي حَدٍ لم يَصِلهُ من قِبل
لاسيما ان أتتك الضَربةُ من شَخص قَريبٍ غَير مُتوقع البتَّة
•••
مَرت بِضع ايامٍ تكادُ تُحيك اسبوعًا كامِلاً و جُيون كُل ليلَة و ثانيها يَتجوَّل بين المَلاهي الليليَة ، أهمَل عَملهُ بالكامِل و لَم يَعُد يترددُ الي المُستشفَى لِتفقد حال ابنتِه بَل كان طيلَة وَقتهُ يَتخذ الشُرب مَلجئًا و رُكنًا لِلنسيان
آن ذاك كان يَتواصل مع يونمي التي كُل يَومٍ تُرسل لهُ رِسالَة تطمئن فيها عَليه فيُخبرها انهُ يَحتسي الخَمر ليلاً ، تأتي لِتُقله و تأخُذه الي مَنزِله في كُل مرَة بعد أن يَفقد وَعيه لِكثرة الشُرب مُهلوِسًا بِكلماتٍ لا مَعنى لَها
تَسمعهُ طَويلاً يَهذي بإسم زوجتِه التي تَتخذ مُتسعًا مِن قَلبِه ، كَما لو انَّ خافِقه يُناديها على الرُغم من بُلوغِه اعلَى دَرجات السِكر و الثَمالَة
تِلك الليلَة عاوَدت يونمي قَصد المَلهى الليليّ بَعد أن ارسل لَها رسالة يُعلمها بِعنوانِه ، سُرعان ما وَجدتهُ يَجلِسُ عند الحانَة يَحتسي خَمره بِشراهَةٍ مُفرَطة فَسارعَت بالرَكضِ نَحوه و الجُلوس بِجانبه
" جونغكوك هَذا يَكفي ! لَقد احتَسيت الكَثير من الخمر هذا الاسبوع " قالَت تُعارِض فِعله بَعد أن مَسكت يدهُ تُزيح عَنها كأس النَبيذ ذا اللون الدَمويّ
جُيون صَوب عَيناهُ عليها يُناظِرُها بينَما يبتسمُ بِثمالَة ، قام بالتَصفير مُبديًا اعجابهُ بِمظهرِها حَيثُ كانَت تَلبس فُستان اسوَد قصير ضيِّق يُبرز تَعاليم جَسدها الرياضيّ لِيُضيف قائِلاً " انا لِما لم الحَظ هذا الجَمال من قَبل ..؟ "
تفاجَئت يونمي مُنذهِلَة مِما سَمِعت ، انها المَرة الاولَى التي يُغازِلُها بِها ، تناثَرت الحُمرة على وَجنتيها مُتحمحمَة حيثُ رأته يُؤشِّر عَليها " انتِ جميلَة للغايَة سيدَة بارك ، و وَفية ايضًا " نَطق بينَما يَترنَح في حَديثِه
لا يَستطيع اجراء تواصُل بَصريّ جَيِّد لِكثرَة رَمشِه و تتعالَى قهقهاتِه بين الحين و الآخَر كَمجنون فَقد عَقله ، بَل قَلبه ..!
" جونغكوك دَعنا نذهب هيا ! لابد انك فقدَت صوابك " رَدفت بعد ان دَنت منهُ و مَسكتهُ حتى توقِفه من مكانِه ، اتكئ عليها قَبل أن يُثبتها ضِد طاولَة الحانَة مُحاصِرًا اياها بِجسده ذا البُنيَة الضخمَة " هشش اسمعيني ، لديّ ما اقولُه ، لما لا تَودين الانصات اليّ ؟ الستِ تُحبيني ؟ " تَحدث بينَما يُحاول صُنع تواصل بصريّ بينهُما على الرُغم من ذُبول كُحليتيه
" حينَما تعودُ الي رُشدك دَعنا نتحدَث ! اما الان فانت لا تَعي ما تَفعله " تَحدثت يونمي بَعد أن وَجدت نَفسها مُحاصرَة بين ذِراعَيه ، ناظرتهُ تَجِده يُنفي مُعترِضًا فقال مؤشِرًا على ذاتِه " انا واعٍ تمامًا الي ما افعَله ، و واعٍ كَذلك للناس الذي يستحِقون اهتمامي "
" و انتِ كَيف غفلتُ عنكِ طيلَة هذه السَنوات ؟ " هَمس مُكملاً بَعد ان اخَفض نَفسهُ الي مُستواها حَتى راحَت تشعُر بِانفاسِه الساخنَة ذات رائحَة الخَمر المُلتصِق بالسَجائر ، لابد انهُ اسرَف بالتَدخين كَذلك
" لَقد ذهب الجَميع و بقيتِ انتِ ، ايما ذَهبت ، و سويون " التَزم الصَمت بِمُجرد ذِكر ذلك الاسم الذي خَفق لهُ قَلبُه بِعُنف ، الاسم الذي يُدركِه واقِعه على الرُغم مِن ثَمالتِه الشَديدَة
نَظر نحو يونمي بَعد ان شَرد في اسم زَوجتِه فَراح يَتراجع خُطوتَين الي الوراء مُتحدِثًا بعد ان دلَّك عَيناه " لا اعلم مابي ، لابد اني فقدتُ صَوابي ، انا اسِف " هَمس مُعتذِرًا يُحاول استعادَة رُشدِه
لَم يَتوقع ان تُطوِق يونمي وِسطه و تلتصِق به مُتحدثَة " اكمِل ما كنت تَقوله " بالرُغم من صَخب الملهَى الليليّ ألا انَّ تلك البُقعة التي يَقفان بِها كانَت هادئة فَجُيون يَكرهُ الصَخب
موسيقى كلاسيكيَة هادِئَة تُداوي خُدوشَه مع كؤوسٍ من الخَمر العَتيق
نَظر في عينيّ يونمي بَعد أن دَلك جُفنيه كَمُحاولَة لاستِعادَة رُشدِه " ماذا كنتُ اقول ..؟ "
" كنت تَقول ، اني وَحدي من بَقيت ، ألا تعتقِد حقًا اني استحِق الفُرصَة لاكون اُنثاك ..؟ " هَمست لهُ تجذِبُ انتباهِه ، تُراقِب عُقدة حواجِبه المُثيرَة التي يَصنعُها في كُل مرَة يُحاوِل ادراك حَديثِها ، خُصيلاتِه السَوداء الطويلَة و هي تتناثَر على جَبينِه ، تتبعثَر كَتبعثُر قلبها في حُضورِه
وَضع انامِله على ذَقنِها النَحيل يَرفع رأسِها الي مُستواهُ فإذ بِه يَهمِس بِصوتٍ ثَخين رُجوليّ اقشعَّر لهُ بَدنها " أتَودين ان نُكمل حَديثنا ، في مَكان اكثَر هُدوءًا ..؟ "
" اظنُّ ذلك " اومأت لهُ ايجابًا لِيخفض يدهُ عَنها و يضع ذِراعه حول اكتافِها متكئًا عَليها " اذا اسنديني ، لابد اني اعتدَّت " تَحدث مُقهقهًا بِثمالَةٍ جَعلتها تبتسمُ خِفيَة و تُرافِقهُ الي الخارِج
تَمشت معهُ خارج ذاك المَبنى أينَما قال بينَما يؤشِر امامَه على فُندق قَريب " دَعينا نذهبُ الي هُناك "
" لِما ؟ لِنذهب الي منزلِك او مَنزلي " رَدفت بينَما تَلف ذِراعها حَول وِسطه النَحيل و تسيرُ بِرفقته بِترنح فَهو ثَقيل بِحق ، نَفى مُعترِضًا و قال " لا اُريد العودَة الي منزلي فَهو مليئ بالذِكريات ، مَنزِلُك به الاولاد لن نَستطيع أخذ راحَتنا كَما يَنبغي "
" من يسمعك يَقول انك تَنوي على فِعل شَئ " تَحدثت ساخِرَة بينما تَقصد الوِجهة التي اشار عَليها حيثُ اندهَشت ما إن قال بَعدما نَظر اليها " و مَن قال لكِ اني لا أنوي ..؟ "
" جونغكوك انت حقًا فقدَت صَوابك " تَحدثت مُطأطِئَة راسِها قَبل أن تدخُل الي الفُندق الذي بدا قَديم الطِراز ، لم يَكُن فخمًا او مُتحصِّل على نُجوم حَتى
بل هو للناس البُساطَى ذا الدخلِ الضَعيف ، و خُصص للفتيَة الذين يَرغبون بِمُمارسة الرذيلَة بِه برمزٍ بَسيط
نَظرت يونمي حَولها تُراقب الفتيَة الصغار ثُم طالعَت جُيون الذي أخَذ مِفتاح الحُجرة " جونغكوك الا تَظُن انه مَكان لا يُناسِبُنا ..؟ "
جَذبها مَعهُ الي المِصعد حَيثُ ضغط على الطابِق الثالِث مُجيبًا " انهُ اقرب مَكان ، لستُ واعٍ كِفايَة لاذهَب لمكانٍ ابعَد ، ثُم هُنا لا يعرِفُنا احَد عَكس الفنادِق الفاخِرَة سَنُصبح فضيحَة اُخرى "
وَضع عينيه بِداخل عَينيه و نَطق ساخِرًا " الا تَكفيني آخِر فضيحَة ..؟ "
دَلكت رَقبتها مُهمهمَة تُناظِره بَعد أن سَلك وِجهتهُ الي الغُرفة حيثُ لَحقتهُ و رأتهُ يَرمي جَسدهُ على السَرير بإهمال ، اقتَربت تُساعده على نَزع حِذاءه كَما اعتادَت ان تَفعل الليالي السابِقَة و جَلست تُناظِره " هل انت حقًا بِخَير ..؟ "
" لا " اجاب بِهدوء بَعد ان اغمَض جُفنَيه واضِعًا ذِراعَيه اسفل رأسِه تحت نَظرات المرأة التي تُراقِبه عَن كَثب " اتودُ ان اَحتويك ..؟ "
" و كَيف سَتحتويني حَضرتكِ ؟ " سأل بَعدما فَتح كُحليتاهُ و وَجه بِهُما عَليها يُطالِعُها بِحاجبٍ مَرفوع ، صَعدت على السَرير بالقُرب مِنه و فَتحت ذِراعيها قائِلَة " ما رأيك بِحُضن ..؟ "
حَدق في ذِراعَيها الواسِعَة لِيجلِس بِدوره و يَستقيم مِن الفِراش مُناظِرًا الانحاء " اكثرُ ما يُخفف وحدتي هَذه الفترَة ، اتعلمين ماذا ..؟ " التَف نَحوها و ناظَرها بينَما يُزيل جاكيته الاسوَد و يَرميه بالقُرب مِنها " التَسليَة ! "
حَدقت في جاكيته المُلقى بالقُرب مِنها ثُم طالعتهُ يَسيرُ الي طاوِلَة الخَمر حَتى يسكُب كأسًا يَروي بِه عَطشه ثُم التفَت مُكملاً " ان رَغبتِ في مُواساتي ، فَسليني ، اودُّ ان اتسلَى "
" كَيف اُسليك ..؟ " حَدثتهُ بِحاجبٍ مَرفوع لِتسمع ضِحكته الرُجوليَة التي مَلئت انحاء الحُجرَة بَعد ان سَلك وِجهته الي الكُرسي المُقابِل للسَرير و جَلس عليه يضعُ قَدم فوق اُختها " نَحنُ كبار كِفايَة ، لِنعلم طُرق التَسلية التي تُناسِبُنا "
احتَسى من مَشروبُه و عُيونَه تُراقِب زَحفها من وسط السَرير حَتى تَصل الي طرفه و تُخفض اقدامِها علَى الارض مُتحدثَة بِدهشَة " جونغكوك انت لَم تكُن من النَوع الذي ، تَروقه هذه الامور ..! "
" بَلى كُنت ، لكني لم اُظهره لكِ لانكِ لم تَكوني تجتذبيني كاُنثَى " نَطق بِهدوء بينَما يُدير النَبيذ بِداخل الكأس ثُم احتساهُ و عاوَد النَظر اليها مُتِّمًا حينَما اعتلَت الدهشَة مَلامِحها " أمَّا الان ، فبدأت اشعُر بشئ غريزيّ تِجاهك ، اهو بِداية اعجاب ..؟ "
" اعن..اعني " وسعت عُيونِها بِدهشَة لِتقضم شَفتها و تُرجع شَعرها وراء اُذنها تُفكِّر و السَعادة تَغمُرها ، هَل نجحَت خُطتها أخيرًا ..؟
هي سَتحصُل على جُيون ..؟
رأتهُ يَستقيم من مَضجعهُ و يقترِب منها ماسِكًا بيدِها فأوقفَها من مَجلِسها حَتى تُقابله ، نَظر بِداخل بُنيتيها و هَمس " كانَ عليّ ان اُدرك منذ البِداية انكِ من سَتكونين بِقُربي رُغم كُل الظُروف " مَسك بِخُصلةٍ من شَعرِها يُداعِبها بانامِله الخشنَة يستشعِر تَخدُرها بين ذِراعَيه
وَضعت يَديها على كَتفيه تتمسَّك بِه بينَما تُناطِره بِحُب " ألا تَظُن انك اكتشفت الحَقيقة مُتأخِرًا ..؟ "
" ان تصل مُتأخِرًا خَير من ألا تَصِل " هَمِس لها مُبتسِما يَقومُ باحاطَة وِسطها حَتى يجتذِبُها للإلتِصاق بِجسده يُباغِثُها بِنظراتٍ تُخدرُها تمامًا بين ذِراعَيه
هي لَم تَشعُر بِنفسها البتَّة تِلك الليلَة
•••
قَـبـل اُسـبـوع
عُيونِها العَسليَة تُناظِر بُنيتا رَجل المافيا الواقِف امامَها يُطالعها مُبتسِمًا بِمُكر شَديد بَعد ان سَمِعت ما اُذاع في نشرةِ الاخبار " اذًا ..؟ الن تَكتُبي ..؟ "
اعتَصرت سويون قَبضتَيها بِغَضبٍ بَعد ان صرَّت على اسنانِها بِحدَة " هل فقدت صَوابك ايها المُقرف ؟ انه والدي كَيف تَجرؤ على رَبطي بِه بِعلاقة غراميَة !! " صَرخت بِه مُنفعِلَة
لا تُريد تَخيل رد فِعل جُيون البتَة
ان سَمِع ، قَد يُصيبه مَكروه او لَرُبما يُصاب بِسكتَة ثانيَة تَقضي على حَياتِه
لَسيما ان كُتِبت رِسالة بِخَط يدِها و بُعِثَت اليه
" الن تَكتُبي ..؟ " رَدف مارك بِهدوء بينَما يُخرِج من حِزام بنطالِه سِلاحَه ، وَضعهُ على الاستِعداد لِلطلق تَحت نَظرات مَن ارتعَش نابِضُها لِرؤيَة المُسدس " تَكتُبين ام ..؟ "
" ام ماذا ؟ " نَظرت في عينيه هامِسَة بِخَوف رَغِبت في اخفاءِه لكنهُ ظَهر ما ان صَوب بِسلاحه على والِدها " ساُطلق عَليه " هَتف يَتحداها بِحاجبٍ يَرفعهُ عن أخيه
نَفت تعترِض و قالَت " ا..انت لن تَفعلها ، و انا لَن اكتُب "
" عَظيم ! جَربيني اذًا " تَحدث مُبتسِمًا بِجانبيَة قَبل ان يُنزِل السِلاح الي قَدم والِدها و يُطلق عَليه النار ، صَرخت سويون بِقوَة فاقَت صَيحة غابرييل المُتوجِع لِتناظر مارك بِكُره و حِقد شَديدان
" ايها العاهر مالذي قُمت بِفعله !! " صَرخت بِه مُحاولَة النُهوض من الكُرسي الذي كَبلها مارك من وِسطها حَوله كَي تبقَى ثابِتَة
ارادَت الدُنو من والِدها و تَفقدُه بعد ان شَقت دُموعِها مَعبرها على كامِل وَجهِها " ا..ابي " صَرخت بِحُزن تندهُ على مَن راح يَتعرق مُتوجِعًا اثر تِلك الرَصاصَة
" ان كتبتِ تلك الرسالَة ساجعلُكٍ تُداوينَه ! ام ان عاندتِ ، ساتركهُ يَتوجع و يموت امامكِ ببطئ " هَمس مارك في اُذنِها بَعد ان تَرك لها الورقَة و القَلم امام عَينيها المُمتلئة بالدُموع ، مَسكها من ذَقنها يَرفع رأسها نَحوه لِيُكمل " كان عليكِ ان تُدركِ منذ البِدايَة انهُ ليسَ لديك خِيار سِواي "
نَظرت في عَينيه البُنيَة بِحقدٍ نمى ناحيتهُ منذ طُفولتِها " اكرهُك ، و لن اُحبك مهما حَييت ، ساقتُلك اُقسم اني سافعَل و آخُذ بثأر طُفولتي التي ضاعَت بين يديّ مَريض مِثلك " هَسهست قائِلَة بينَما تدفعُ برأسها بعيدًا عن قَبضته
" ابقيَ تُعاندين الي ان يَموت والِدك امام عَينيكِ " تَحدث ساخِرًا بعد تن وَجه نَظرهُ الي غابرييل الذي قَد سبق و اغلقَ لهُ فمه باللاصِق كي لا يَتحدث
بَل بقى يتألَم دون المَقدرة على الصُراخ حَتى
سويون نَظرت الي تِلك الورَقَة بِعينين دامِعَتين تُفكِّر
ان اَرسلتها قد يُصدق زَوجِها ماقيل عَنها و تكون هي الدَليل على خيانتِها ، آن ذاك لن يُكلف نفسه عناء البَحث عنها لانهُ قد ضاق مرارة هذا الوَجع سابِقًا
و ان لَم تُرسلها ، سَتُشاهِد مَوت أبيها امام عُيونِها و هي مَكتوفَة الايديّ و قَد لا يَعرِف جُيون مكانِها و تَبقى حَبيسَة بين قضبان مارك
رَفعت عسليتَيها الي سَقف الحُجرة التي تَمكث بِها تَدعي الرَب أن يُعينُها و يُلهمها الصَواب في الاختِيار
" عِدني ان كَتبتُها ، سَتُداوي ابي " رَدفت بينَما تُناظر مارك الذي وَضع امامَها مُعدات طِبية جَلبها احد رِجاله " هاهي هُنا ، اكتُبيها و عالِجيه "
" اُعالجه ..؟ هل فقدَت صوابَك لازلتُ طالبَة " صَرخت بِه بانفِعال بَعدما بدأت تَفقِد صَوابَها ، لا تُصدق الواقِع الذي ارتَمت بِه بعد ان كانَت قبل يَومين في حُضن زَوجِها تستمٍّد دفئه
و اكثَر ما يُؤلمها انهُ قد يَقفُ ضِدها و يَتناسَى أمرِها لِمُجرد ان مارك حارَبهُ بِجُرحٍ قَديم ، قَد يَكونُ وجع ذاك الجُرح يَفوق حُبه و ثِقته بِها
" انتِ تضيعين الوَقت على والِدك ، انظري اليه المِسكين " تَحدث مارك ساخِرًا يُؤشِر بِعينيه على غابرييل الذي يَنتفِض بالقُرب مِنها لِهول الوَجع
" قد تُبتر ساقَه ان اطلتِ التَفكير ! "
اغمَضت عينيها تشُّد على اسنانِها بقوَة قبل ان تَصرُخ مُغتاضَة " سا..ساكتُبها " نَظرت الي والِدها الذي نَفى يعترِض لَكِنها هَمست لهُ " س.ساُساعِدُك "
ابتَسم مارك بِرضَى لِيُربت على رأسِها و يقترِب يفكُ قيد يَديها قائِلاً " ساترُككِ الان و اعودُ بعد قَليل لاجدها جاهزَة ، فهمتِ ؟ "
رَمقتهُ بِحدَة دون اجابتِه لِتتبِعه يُغادِر الحُجرَة و يَترُكها بِرفقة والِدها تُطالِع تلك الورقَة التي قَد تكتُب بها نَصًا يَرسِمُ بقيَة حَياتِها
امَّا ان تُنقَذ ، أم تَموتُ على قَيد الحَياة
•••
ذا العَينين الكُحليتَين يَجوبُ بِحدقتاهُ على حُروف الاسطُر المنقوشَة على تِلك الورقَة بين يَديه بِحاجَبين مَعقودَين تمامًا كَعُقدَة قَلبِه
ما استَغربهُ ان كُل حُروف الرِسالَة نُقشت بالانجليزيَة ، عدا سطرٍ أخير كُتِب بالكوريَة ، لَم يَسعهُ سِوا الشُعور بِنيران الغَضب توقَد بداخِل عُروقِه ما إن استَوقفتهُ لَحظاتٍ من الصَمتِ ، رَفع كُحليتَيه لِمُساعِده الذي فوجئ بِقبضَة سيدِه تُحكِم الشَد على يَاقة عُنقه و تَجرُه نَحوه
نَظر في عُيونِه السَوداء القاتِمَة و هو يَطحن حُروفِه بِعنفٍ داخِل اسنانِه مُتحدِثًا " ما هذه اللعنَة التي سَمحتم لها بالانتِشار ..؟ "
جيكوب حاوَل الفِرار مِن اصابِع سيدِه التي تعتصِرُه بشكلٍ يَمنعهُ من التَنفُس ، ابتَلع ريقِه مِن نَبرة صَوت الوَزير الذي يُخاطِبُه بِعُنفٍ " مَن ذا السافِل الذي نَشر خَبرًا كَهذا عن امرأتي ..؟ "
" صد..صدقني لا نع..نعلم ، نُشر الخَبر فج..فجاة " تَحدث جيكوب مِن وسط انفاسِه التي راحَت تنقطِعُ عنه ، تأوه بألم حينَما اجتَذبه جُيون الي بُقعَةٍ خاليَة و اصطدَمهُ بالجِدار كَما لو انهُ وَجد من يُفرِغ بِه شُحنَة غَضبِه
" كَيف لا تعلم جيكوب ؟ اولسَت المسؤول عن ترتيب الامور من خَلفي ..! " صاح جُيون غاضِبًا ثُمّ واصل بذات الصوت العالٍ يصرُخ
" اليسَت هذه فضيحَة ؟ من العاهِر الذي يَجلب سيرَة امراة الوَزير جُيون على لسانِه و تسكتون لهُ ؟ " صَرخ بِه بَعد ان بَلغُ اعلاه ، لَم يعد الهُدوء يُسيطر عَليه بِقدر ما فَعل الضَجيج الذي يَفتُك بِه
" تِلك المَحطة الاخباريَة الساقِطَة ، ان لم تُغلق ، اُقسم اني ساحرِقُها بالكامِل " هسهس يُوجِه أمرًا مِن وِسط جُملتِه التي تُعِبر عَن فَوضى داخِله العُظمَى ، افلَت وِثاق مُساعده الذي راح يَسعُل بِعُنف مُدلكًا رَقبته
" ح..حاضر سيدي ، ساف..سافعل اللازِم " نَطق بينَما يُحاوِل الفِرار مِن امام الوزير الواقِف يُناظِر تلك الرِسالَة بِملامح لا تُقرأ
لاولّ مرّة يراهُ غاضِب بهذا القَدر ..!
جُيون كَورها بين قَبضتِه مُصطَّكًا على أسنانِه البَيضاء تِلك عَكس ما يُهسهس بِه من سَوادٍ يِغادِر حُنجرتِه ، يُنافي تمامًا تأدبُه
" ايخالُني غَبيّ ..؟ يودُ افتِعال فضيحَة باسمي ، لَكن ان وَصل الامر لامرأتي قَد احرِق كوريا بأكملِها و لا اكترِث "
وَضع الرِسالَة بداخِل جَيبِه و إلتَف غَية العودَة الي مَكتبِه اينَما تمكُث بقيَة ثيابِه ، اعتَرضت يونمي طَريقِه و سألته بَعد ان نَظرت في كُحليتَيه " هل انت بِخَير ..؟ "
" ابقيّ ، بَعيدَة " هَمس يُوجِه كَلِمَتيه اليها بَعد ان حَرقها بِحدة كُحليتَيه ، واصَل مسيرِه الي الطابِق العُلوي حَيث قام بتبديل مَلابسه الي التي جاء بِها اينَما كانَت بِنطال كُحليّ كَلون كِنزته و مِعطفه الاسَود
لَبس قُبعته مَع قُفازَيه قَبل يحَمل هاتِفه يُجري اتصالاً الي زَوجتِه التي لم تُجِب مع تِكرار المُكالمات
" اللعنة سويون لِما لا تُجيبين ؟ مالذي يَحدُث لكِ ؟ " هسهس بِغَضبٍ يُناظٍر انعِكاسه عَبر المِرآه لِيردِف بعدما دَفع بِلسانِه يُمرره على جُدران وَجنته " هُنالِك كَمين يُجهَّز بِعنايَة ، و امرأتك المُستهدَفة "
اخَفض بصرهُ يُراجِع آخِر المُستجِدات لِينطِق " و إلا ما كان خَبر كَهذا سيُنشر على المحطَة الدوليَة ! الهَدف الاول هو تشويه سُمعة سويون فالكلِمات المُنتقاة في المَقال تنحازُ ضِدها "
ابتَسم ساخِرًا لِيُمرر يَدهُ على وَجهِه مُتمتمًا " هُنالك مُنتصر واحِد من هذا المَقال ! "
غادَر قِسم الغُرف نُزولاً الي قاعَة الاستِقبال رَغبةً بالمُغادرَة ، آن ذاك قابَل جونغ ووك الذي همَّ بالدُخول الي المُستشفَى بعد ان زال مَفعول المُنوِم
وَضع يَداهً في جُيوب سُترته السَوداء لِيتجاوَزه و يُغادر دون أن يَلفت انتباه اخيه لهُ ، صَعد سيارتِه و اجرَى اتصالاً مع جيكوب بينَما يَطرُق باصابِعه على المِقود يُقلِّب كَلِمات الرِسالَة بداخِل عَقلِه
" هل بَحثت عن غابرييل ..؟ "
" وردتنا اخبار للتو انهُ تم تبادل اطلاق ناريّ في الميناء و بداخِل الباخرَة التي تَخص سيادتِك ، بَحث رجالنا في الامر و اتضَح انَّ الدُخلاء قد كانوا مِن ضمن رجال السيد غابرييل " تَحدث جيكوب بَعد ان قصِد مَوقع السفينَة حيثُما تم تَبادل الاطلاق الناريّ
وَسع جونغكوك عَينيه لِما سمِع ثُم استرَسل قائِلاً " هل سُرق اي شَئ من الذخيرَة ؟ ماذا عن الاسلحَة و الصواريخ ..؟ "
" كلا سيدي ، كُل شَئ لازال في مَكانه ، لازلنا لم نَفهم سبب العِراك الذي طرأ ، لكن هُنالِك جَرحى و مُصابون هُنا و قد تدخلَت الشرطَة بالفِعل " اجاب جيكوب بينَما يَتفقد غُرف الباخِرَة و يَبحث بِعنايَة عن دَليل يَدلَّهُ لشئ ما
" لا تَدع الشُرطة يصلون الي رِجال غابرييل اولاً ، ان كان مِنهم مَن لازال على قَيد الحياة خُذه "
جُيون اغلَق الخط بَعد أمرِه لِيرمي هاتِفه قُربه بينَما يُفكِر " مالذي يَحدُث ..؟ لِما قد يحدُث اطلاق ناريَ بداخِل سفينتي ؟ و لِما رجال غابرييل هُناك ؟ "
زاد مِن سُرعَة قيادتِه مُتجاوِزًا كامِل السيارات التي في طَريقِه بينَما يعتصِر المقود بيو قَبضتَيه بِعُنف
•••
الامريكيَة الشابَة تَدلِف مَكتب سيدِها بَعد ان شاهَدت نشرة الاخبار ، كانَت تلهثُ بِشدَة بِسبب رَكِضها و صُعودها الدرَج بدل المِصعد لِكونه مُمتلئ
نَظرت في ارجاء المَكتب بحثًا عن جُيون الذي كان بِه للتو و لَم تجِد آثره " ه..هل غادَر ؟ اينَ ذهب ؟ " اقتَربت من طاوِلته و كُرسيه تُناظِر الانحاء
" سيد جُيون ..؟ سيد جُيون اين انت ..؟ " صَرخت تُناديه لَكنهُ لم يُجبها ، حينَما واشَكت على الخُروج لَمحت تلك الورقَة مَرميَة على المَكتب فَهرعت لِحملها و قِراءَة ما بِداخلها بَعد أن لَفت انتباهُها اسم والِدها
قرأت ما كُتِب بها و ذاك زاد الامر سُوءًا " تبًا ! مُستحيل الذي يَحدُث ، هنالك خَطب ما ، سويون قد تكون بِخَطر هي و ابي " هَمست بِقلق بينَما تُخرج هاتِفها من جَيب بِنطالها المنزليّ حَتى تتصل على جُيون
رَن هاتِفه مِرارًا و تِكرارًا لَكنهُ لم يُجِب عَليها ، غادَرت مَكتبه بينَما تحملُ تلك الرِسالة و القَلق تمكَن مِنها ، رَكبت سيارتِها و عاوَدت الاتصال بِه مُحاوِلَة تَحديد موقِعه
تمكَنت من تَحديد موقعِه حَيثُ سلكت وِجهتها الي الميناء مُباشرَة و ما ان وَصلت وَجدت سيارتِه مركونَة هُناك
نَزلت تَركُض و هَرولت الي سيارتِه تَبحث عنهُ بالداخِل ، لَم تلمح سِوا هاتِفه المرميّ بالداخِل و ذلك يُفسر عَدم استجابتهُ لاتصالاتِها
قَضمت شَفتيها بِقلق لِتلتفت تُحدق بالشُرطة الذين يُحاوِطون المَكان و يَضعون اشرطَة تَمنع دُخول المدنيون ، تَنهدت لِتضع يَدها فوق جَبينها تستجمِع قُوتها " اين ساجِده الان وِسط هذا العَدد من الناس ..؟ "
تدارَكت شيئًا جَعلها تشهِق و تُوسع عينيها الزرقاوَتين " ل..لحظة ! ماهذا؟ لِما الشُرطة تجتمِع هُنا ؟ " هَرولت نَحو تَمركُز الحَشد اينَما رأت المُسعِفون يُخرِجون الجُثث مِن داخِل السفينَة
" ماذا حَدث هُنا ..؟ اين السيد جُيون " جالَت بِعُيونِها بَحثًا عنهُ الي أن وَجدتهُ يقفُ بالزاويَة يُراقِب بِعينين شارِدَتين كَما لو انهُ يَجمع كمًا من الاحداث بِعقله حَتى يَربِطُها سَويَة
ابتَسمت بِفرح بادٍ على مَلامِحها ثُم رَكضت نَحوه بِسُرعَة تندهُ عليه " سيد جُيون " صَرخت لعلَّه يَسمعُها وَسط ذلك الضَجيج
لَم تلفِت انتباهِه نَظرًا لانسِجامِه في عالِمه الخاص ، تَفكيره المُفرط حِيال امرأته لَم يَدعهُ يَستجيب لِمن حَولِه ، ريڤين تجاوَزت ذلك الشَريط عَبر الدُخول من اسفلِه و الهَرولة نَحوه تَجذِبه من ذِراعه
ناظَرها مُنتفِضًا كَونها فاجئتهُ فقام بِسحب عِضده يُطالعها " ريڤين ؟ مالذي تَفعلينهُ هُنا ؟ " سألها مُتعجِبًا حَيثُ قالَت بعد ان عاوَدت امساك يدِه و سَحبه من وِسط تلك الفوضَى التي تَعم الجِوار
سايرَها باللحاقِ بها الي جانب سيارتيّ كِليهما حَيثُ التَفت اليه و ناظَرتهُ بعدما عَرضت بِوجهه تِلك الرِسالة التي بِحوزتها
جونغكوك حَدق في الرِسالة و قَطب حاجِبيه بِشدَة مُتحدِثًا " هذ..هذه ؟ " نَظر في عينيّ الامريكيَة التي وَجهت سُؤالِها بينَما تُشير على الورقَة " انت ، هل صَدقت هذه الرِسالة و ما قيل في الاخبار ..؟ "
جَذب جُيون الورقَة من بين يَديها و تَحدث مُنزعِجًا " انتِ كَيف تأخذين شَئ يَخُصني دون أخَذ الاذن ريڤين ..؟ "
طوا تِلك الورقَة يَثنيها و يُخبئها في جَيبِه تَحت نَظرات ريڤين التي كَررت سُؤاله " اجبني ، هل صَدقت ؟ اما يُقال اقنعَك ؟ "
هي تَود رُؤية مَدا مِقدار ثِقتهُ بِسويون ، انتَظرت اجابتهُ بِفارِغ الصَبر حَتى تُخبِره ما بِحوزتِها ألا انهُ فاجئها و نَطق بِهدوء " انهُ لا يَخصكِ ! لا تَدخلي بامور عائلتي الشَخصية "
وَضع يَديه بِداخل مِعطفه لِيرفع عُيونه يُطالع سيارات الشُرطة التي تُحيط الانحاء ثُم قال ساخِرًا " لَدينا امر نَهتمُ به ، اهم مِن مَقال تافِه غايتهُ جَذب الانتِباه "
" مَقال تافه ؟ " رَدفت ريڤين مُنذهِلَة لِيُحدِق بها و يُهمهم " الا تَرين ما حَدث بداخِل باخرتي ؟ قُتل العَشرات هُنا ، و القضيَة تَخُصني ، اتودين ان التفِت و اركُض خَلف مَقال صَنعه طِفل يبحث عن ترقيَة ..؟ " اضاف بِحاجبٍ مَرفوع لِمَن ارجعَت شعرِها الي الوراء مُتحدثَة " سيد جُيون افهم ، المَقال ليس الا تَغطية لشئ خطر يَحدُث ، انهُ يجذِب الانتباه الي الفضيحَة حَتى يُخفون ما وراءِها ، و الرسالة هي الدليل "
" دَليل ؟ لا ارى اي دَليل سِوا انها رِسالة كُتبت من قِبل زَوجتي الهارِبَة ؟ هل اتيتِ لِتسخري انتِ الاخرَى ..؟ " تَحدث مُستهزِءًا بينَما يَرمُقها بِنظراتٍ مُميتَة
" جُيون لابد ان الصدمَة افقدت صَوابك " رَدفت مُنفعلَة تَجِده يصِّر على فكِه مُغتاضًا فإذ به يَنطِق " ريڤين حُدودك "
" اسمَعني اولاً ، لديّ ما اُخبرك بِه بشأن تلك الرِسالة " تَحدثت مُؤشرَة على جَيبه حيثُ تَقطن الرِسالَة ، جونغكوك وَجه بصرهُ الي الضابِط الذي نَده عَليه فقال بَعدما اومئ لهُ " اخبرتكِ الا تَدخلي في حَياتي العائليَة ، التهي بشؤونك و شؤون عَملك فَحسب "
" كيف لا اهتم و المَعنيّ في الامر والدي ؟ " قالَت مِنفعِلَة لِمن مَرر لسانِه على جِدار خَدِه و استرسَل ساخِرًا " والِدك تَخلى عَنك ! ام انكِ نَسيتِ ؟ هو الان يَركُض وراء صَبية بِعُمر ابنتِه ، اليس هَذا كافٍ بِجعله مَحط سُخريَة ؟ "
حَدق في ساعَة رِسغه يُناظِرُ الساعَة قَبل أن يَتجاوَزها قائِلاً " اضعتِ وَقتي بِما فيه الكِفايَة ، عليّ الالتفات الي عَملي "
" مابِه هذا ؟ هل فقد عَقله ..؟ " تَحدثت بِدهشَة لِتمسح على وَجهها و تلَحق بِه مُعترِضَة طَريقِه " دَعنا نتحَدث و نَجِد جلاً ، صَدقني انا لستُ مطمئنة "
" سويون لم تَهرب كَما مَكتوب هُنا ، و هي ام تَخُنك صدقني " قالَت بينَما تُطالِع عَينيه السَوداء بِرجاء لعلَّهُ يُصِدُقها ، جونغكوك اخفَض بصرهُ اليها بَعدما كان يُطالِع باخِرته الضَخمة و هي تُلَّف بالشَمع الاحمَر و اجاب " اذًا ..؟ "
" اذًا ماذا ..؟ " رَدفت بِنفاذ صَبر تُراقِب مَلامحه الهادِئَة ثُم اتمَّت " مابِك هادئ ..؟ انت تعرف انها لم تَقُم بِخيانتك صَحيح ..؟ "
" اعرِف ، لكن ما المَطلوب مني الان ؟ لا افهَم مالذي تُريدينه تحديدًا ؟ " سألها بِحاجبٍ مَرفوع يُراقِب مَلامِحها القلِقَة " دامَك تعرِف لِما لا تَبحث عَنها ؟ لابد انها مَحتجزَة في مَكان ما مع ابي " تَحدثَت بعدمِ ارتياح تتفقَّد رد فِعله البارِد تمامًا كَعينيه الساكِنَة
" و مَن قال لكِ اني لا ابحثُ عنها ؟ اليسَت تَخُصني ؟ " اجابَها بِهدوء و اجتَذبها من ذِراعها الي طَرفٍ خالٍ يُناظِر عُيونها الزَرقاء و يُكمِل " لا يُمكن البَوح بامورٍ كَهذِه لِكُل من هَب و دَب ، لِذا لا تَدخلي و ابقيّ خارِج القصَة "
" سيد جُيون افهَم ، سويون تَكون اُختي الصُغرَى " هَمست لهُ تُشيرُ عَلى نَفسِها تُخاطِب مَن اقترَنت حواجِبه مُندهِشًا " اُختُكِ ..؟ "
" انتِ تَعلمين بِحقيقَة الامر اذًا ..؟ "
عَقدت حواجِبها مُنذهِلَة من سُؤالِه ، ابتَلعت ريقِها لِتعتدِل في وَقفتها مُحدقَة في عُيونِه السَوداء " ك..كيف ؟ هل كُنت تعلم انهُ والِدها ..؟ "
اومَئ ايجابًا لِيضع يَداهُ في جُيوبِه مُتحدِثًا " علِمتُ مُنذ ايامٍ قَليلة ، سويون اخفَت الامر لِسببٍ لا اعلمه ، لَكن لابد ان لَديها شَئ ما تودُ التوصًل اليه "
" لَكن كَيف علِمت ..؟ " سألتهُ بِعينين مُنذهِلتَين تُراقِب هيئتِه الهادِئَة و هو يَروي لَها حَقيقة مَعرِفته بالقِصَة
" ساختِصر عليكِ ، مُنذ ان صارحِتني بِحقيقة انها توَّد العُثور على والِدها بدأتُ بِعمليات بَحثي عنهُ ، لَم يكُن الامر سَهلاً بِحُكم انهُ يوجَد الكَثير من الاجانِب الذين دَخلوا الي كوريا في عام 2002 ، السنَة التي التَقت يون سون بِه ، رِجالي جَمعوا صُور الاجانِب الامريكِيون و الحاصِلون على الجنسيَة الامريكيَة كَذلك ثُم بدأت ابحثُ عنه ، كان غابرييل مِن ضمن اؤلاءك الرِجال الذين في الصورَة "
" و كَيف عرفت انهُ هو لَيس رَجُل آخر ..؟ " سألتهُ مُتعجِبَة تَنظُر في عُيونِه حالِكَة السَواد ، اجابَها بينَما يَلعق جِدار وَجنتِه " بَعثتُ احد رِجالي الي البلدَة حَيثُ عَرضوا الصُور عَلى المواطِنون هُناك لِيفحصوا صورته من بين المئات و الخِيار وَقع عليه ، الشاب الاجنبيَ الذي اختَطف ابنَة شيخ القبيلَة يوم زِفافها ، قد كان مَشهورًا هُناك بالفِعل و الجَميع حفظ مَلامحه "
" الجَواب وَصلني قبل ايامٍ بالفِعل ، بَعد شُكوكي المُستمرَة حيال تردد غابرييل اليها ، ادركتُ ان هُنالك شَئ خاطئ يحدُث و حينَما علمتُ انهُ والِدها اطمئن قَلبي "
فَرقت ريڤين شِفاهها مُنذهلَة لِتخُفض رأسِها تُدلك رَقبتها مومئَة " ف..فهمت ، لَكن ، انتَ تعلم ان ابي كان يعملُ في الاستخبارات اليسَ كذلك ؟ "
" اذًا ..؟ " استَطرد قائِلاً لِتُكمِل " سويون لا تعرِف اللغَة الانجليزيَة ! اذًا ليست هي من كَتبتها " قالَت موضِحَة لِيقطب جونغكوك حاجِبيه يُخمن ما تَود اضافتِه من قَول حَيثُ نَطق " ايعقُل أن .. "
" صَحيح ، الرِسالة مُشفرَة ، عَليك فك الشفرَة لِتخرِج منها المغرَى الحقيقيّ ، لابد ابي من كَتبها ليس سويون " نَطقت بينَما تُشير عَلى جَيبه بَعدما ضَربت قَبضتِها بداخِل كَفِها ، قام باخراج الورقَة و فَتحها يُمرر كُحليتيه على ذلك النَص " كَيف لم اُفكر بِهذا من قبل ؟ " حَدق بِريڤين لِيبتسِم ممتنًا " انتِ دليتِني على طَرف الخَيط ، شُكرًا ريڤين "
" ظننتُ في البدايَة انكِ تَكنُين مشاعِر سيئة نَحو سويون بِحُكم والدِكُما لهذا عاملتكِ بِفظاظة "
" سويون ليسَ لها ذَنب بما فعله والدي ، ان يَصِل امر اعلان الخَبر على القنوات التلفازيَة بدا لي خَطيرًا ، انهُم يُغطون على جريمة ما بِفضيحَة سياسيَة ، افهمت ..؟ " فسَّرت لهُ بينَما تشرحُ بيديها تمامًا كما تَفعل سويون و والِدُها فَذاك شَئ مُشترك بينَ ثلاثتِهم " لاسيما ان الفضيحَة تشمُلك كَوزير و تَشمُل والدي كَسفير ، الكُل سينشغلُ بها "
همهم جونغكوك مُتفهمًا بينَما يقرأ احرُف تلك الرِسالَة مِرارًا و تِكرارًا ثُم نَطق " لا افهمً لِما سويون كَتبت هذا النَص في الآخِر ..؟ مالذي تَقصِدُه ..؟ "
وَضع كُحليتيه عَلى النَص الآخير المكتوب باللُغة الكوريَة حيثُ اعرَبت بِه الآتي
- قَد يَبقى غَزلُكَ في فِكري لِيمنحني شُعورًا بأني كنتُ مع رَجلٍ يستحِق ان اُضيع وَقتي للاستِماع الي حَديثِه ، لَم تكُن سيئًا في انتقاء الكَلام المَعسول ، لَكن الحُب افعَال لِيضمَن بَقاء المرأة في صفِ رَجُلِها
- إنِّي سبَّاح خَال لَهُ البَحر مُزرَّقًا ! ألا اني اضحيتُ غَريقًا بين مُحيطٍ امواجُه عَسليَّة
رَفع عَينيه الي ريڤين التي قرأت معهُ النَص و لم تَفهم شيئًا ، لَم تُدرك المعنَى المَدسوس بِداخل ذلك الغَزل لِذا طالعتهُ باستِغراب " ماهذا ؟ "
جونغكوك عاوَد قِراءَة النَص يُفكِّر و يُقلِّب الحُروف و الكَلِمات بِداخل عَقلِه " لِما استخَدمت هذا الغزل عِوضًا عن كُل الكلام الذي قُلته اليها ..؟ كالتَعبير عن حُبي لَها مَثلاً ..؟ " هَمس و قَدمهُ تَطرُق ارضيَة الميناء
عاوَد قِراءَة النَص مُجددًا الي أن بدأ يستوعِب ما تُحاول ايصالِه لهُ
" بَحر مُزرَّق ، مُحيط ، امواج .. " رَفع كُحليتاه من الورَقة لينظَر نحو البَحرِ و المُحيط الشاسِع امامَه فَقام بِتفرقة شِفاهه مُنذهِلاً " فهمتُ قصدِها الان "
" انها تَقصِدُ ، البَحر ! سويون في احد السُفن بِداخل المُحيط "
•••
مَسكت القَلم بيدٍ مُرتعشَة تُحاوِل مُواكبّة الوَقت و ارضاء ذلك المُختَل كي لا يُلحِق الاذَى بِوالدِها او حَتى بِها
قَد يَضرِبُها و هي حامِل و ذاك حَتمًا سيُؤذي جَنينِها
نَظرت الي والِدها الذي ازالَت عنهُ اللاصِق عن شِفاهه و قالَت بِصوتٍ مُرتجِف فالبُكاء فَرض سيطرتِه على نَبرتِها " ان..انت بخير اليس ك..كذلك ؟ "
" انا بخ..بخير ، لَكن ، لا تكتُبي شيئًا الا ان يَكون مَدروسًا " رَدف مِن وسط صِراعه مع ألم قَدمِه التي تنزِف دون تَوقف ، سويون حَدقت في الورقَة و قد امتلئت بِدُموعها بالفِعل " لا اعلم م..ماذا اكتُب ، لا اُريد اذيَة قلبِه " هَمست بِبُكاء لِتعتصِر القلَم بين اصابِعها " و الوقت ي..ينفَذ مني لِمُعالجتِك "
" اسمعي ، دَعيني ادلُكِ على شِفرة سريَة هو لا مُحال سَيقوم بِحلها ، اُكتبيها بالانجليزيَة " رَدف غابرييل بينَما يرفعُ زرقاوَتَيه الي مَدخل الغُرفَة المُغلق ثُم طالع مَن نَفت و يَدِها تابَى كَتب حَرف " لا.. لا اعرِف الانج..الانجليزيَة "
" ساُملي عليكِ الكلمات حَرفًا حَرف ، لِذا اسرَعي قبل أن يأتي ذاك السافِل " تَحدث لاهِثًا فَقد بدأ يَشعُر بالدُوار لِفرط فُقدانُه الدَم ، ابنته قَد لفت ساقهُ بسترتِها التي انتزَعتها و رَبطتها لهُ جَيدًا كي تُقلل نسبة النَزيف
بدأت تَكتُب ما يُمليه عَليها الي ان انتهَت و ناظرتهُ حينَما قال " اُكتبي شيئًا لا يَعرفهُ سِواكُما ، ذاك سيؤكد لهُ ان الرسالَة منكِ "
اومأت لِتنظُر نَحو الجِوار مُتسائِلَة " نحنُ في البَحر اليس كَذلك ..؟ "
همهم لَها بينَما يُغمض عَيناه بِوَجع " اُعاني من دُوار البَحر "
قَضمت سُفليتها حينَما تَذكرت غَزله الذي طَرأ على فِكرها ، زَمت شِفاهها هامِسَة بينَما تُطالع الورقَة " أثبِت لي ذكاءِك ، الستَ عَبقريًا ؟ اذًا خَمن اين انا مِن هذه العِبارَة " هَمست بعد أن بدأت تنقُشها و قَلبها يَخفِق بشدَة
رَفعت عُيونِها الي الباب حَيثُ استَمعت الي اصواتٍ قادِمَة ، سارَعت بِوضع الشريط اللاصِق على شِفاه أبيها كي لا يَشك مارك بأمرِهما ثُم عاوَدت الجُلوس مَكانِها تُمثل انها تَكتُب آخِر سَطر
حينَما دَخل الاربعينيّ تقدَم نَحوها يَجِدُها تَضعُ القلمُ فوق الطاوِلَة و تُناظِره بِحدَة ، انتَشل الورقَة يَقرأ ما دوِّن عَليها قَبل ان يَرفع حاجِبه " لما كَتبتيها بالانجليزيَة ..؟ "
" لان جُيون يَفهم الانجليزية اكثَر من الكوريَة ، انها لُغته الاساسيَة " قالَت بِثقَة عَكس الاهتِزاز الذي بداخِلها ، راقَبتهُ يَطوي الرِسالَة بعدَما ارضاهُ ما دُوِّن بِداخلها و قال مُبتسِمًا برضَى " ان احسنتِ السُلوك سانقلكِ الي غُرفة افضَل ! فالطَريق طويل امامُنا بالفِعل "
ضَغطت على قَبضتيها بِغضَب لِتستقيم تَحمل عُلبة الاسعافات الاوليَة مُتجِهَة الي والِدها المُلقى ارضًا يَتوجَّع " اُخرج و دَعني اُعالِجه " رَدفت رَقيقة القَلب و هي تُبعِد سُترتها عن جُرح قَدم غابرييل المُتأزِم
عَضت شِفاهها بألم على حالِه و ناظرت والِدها بأسف " سامحني ، انهُ كله بسببي " هَمست لهُ مُعتدرَة لِتجده يُنفي مِن بين آلامِه حَيثُ قامت بإزالَة الشريط اللاصِق عن شِفاهه لِينطق لَها لاهِثًا" انا مُعتاد ، انها ليسَت المرة الاولى التي اُصاب بِها بِطلق ناريّ "
فَتحت عُلبة المُداواة تِلك كَما لو انها تَفتحُ مواجِعها ، اخرجَت المِلقط و المِشرط الذي احتَوتهُ بين اصابِعها تَتذكَّر توبيخ جُيون لَها
انهمرَت دُموعها بِغزارَة كَسدِّ اُحدث بِه شَق عَظيم ، اجهَشت بالبُكاء بعدَما التَفت صوب غابرييل تُناظِره " س..سيؤل..سيؤلمك ، ارجوك تَحمل " قالَت بينَما تُحاول غَرس المِشرط بداخِل لَحمه آلا انَّها ارتجَفت بِقوَة بِمُجرَد ان وَضعته فوق جِلده
نَفت تعترِض و يَديها ترتعِشُ بِخَوف " ان..انا خائ..ف..خائفَة " نَبست مِن وِسط دُموعِها تُناظِرهُ بِمُقلتَين تَعكِسُ الضِعف الذي بِداخلها
" س..سويون ارج..ارجوك ، انتِ تستط..تستطيعي..تستطيعين " هَتف لَها بينَما يَتكئ على الجِدار يَذرِفُ الكَثير من العَرق الذي يُخرجه جَسده كَدليل على مُحاربَة الجِسم الدَخيل ، مَسكت قَلبها بِهَلعٍ تُراقبه بدأ يَفقد وَعيه لِتُحدِق في قَدمِه المُتورمَة تُطالع ذلك الثُقب " سا..سافعل "
مَسحت دُموعِها تُحاوِل تَقوية نَفسها و مَنحها الشجاعَة الكفايَة لِبدأ ذاك العَمل الجِراحيّ ، مَسكت بالولاعَة لِتسخِّن المِشرط كَي يسهل اختراق لَحمه ثُمَّ قَربتهُ منه لِتغرسه بداخِل قدمِه تستمِع الي صَوتِه العالي حينَما صَرخ مُتألِمًا
بَكت بِشدَة تَستمعُ الي صَوتِه و على الرُغم من خَوفِها و ارتجافِها المُستمِّر ألا انَها حاوَلت فِعل ما بِوسعها لانقاذِه و مُساعِدته بينَما تشتمُ مارك بإستِمرار
تَدعوا الرَب راجيَة أن يَتم العُثور عَليها بأقرب فُرصَة أمكَنت و إلا هي لَن تصمُد طَويلاً ، و لا طِفلها الذي بين احشاءِها سَيصمُد
•••
يَجلِسُ بِداخل مَكتبِه المُعتم يُقلِّب ذلك الهاتِف الخَلويَ الذي مُدَّ لهُ من قبل رِجال الشُرطَة حيثُ وُجد بداخل باخِرته ، كان لِتوه قادِم من موقع الحادِث بعد ان غادَرت ريڤين و اتخَذ هو مكانَهُ في كُرسيه يُقلٍّب الجهاز الذكيّ
ضَغط على الزِر الجانبيّ الذي اظهَر لهُ خَلفية الشاشَة حَيثُ كانَت تضعُ صورتِه و هو نائِم ، قَضم شفتهُ السُفلى مُستاءًا ليهمِس " تُرى بأي ارضٍ تَمكُثين ..؟ "
قامَ بِفتحه و مُباشرَة قابَلهُ بَرنامج التَسجيل ، ابتَلع ريقِه حيثُ وَجد مقطعًا صوتيًا مُدته تتجاوَز الاربع ساعات " ماهذا ..؟ " هَمس بِقلق قَبل ان يَنقُر على بدأ الاستِماع حيثُ تَسرب صوتُ غابرييل الي مَسمعه و هو يُوجِّه بضع اسألة الي شاب بدا في مُقتبل العُمر
قَطب حواجِبه يستمِع الي مُحتوى تِلك الاسئلَة التي جَعلتهُ مَذهولاً ، وَسع شِفاهه بِعدمِ تَصديق لِيطفئه هامِسًا " التج..التجارَة البشر..البشريَة ..؟ "
صُعِق حينَما ذُكر اسمهُ و انهُ المُساهِم بِها ، بدأت الحرارَة تتدفق الي جَسدِه حَيثُ استقام مِن مَجلسه يَمسحُ على وَجهه بِتوتُر " م..ماهذا ؟ " نَبس مُنصدِمًا قَبل ان يُعيد الجُلوس يُكمل بَقية التَسجيل بِقلبٍ يَخفِق بِجُنون
هزَّ قدمِه بتوترٍ يُنصت الي كُل حرفٍ يُقال الي ان بدأت المرأة بِوصف شَكل والِده ، شَعر بالكَهرباء تَسري في كامِل جَسدِه حينَما ادرَك ان اباهُ متورِّط ، بَل وَضعهُ هو في فمِ المِدفع لِيُغطي على أفعالِه
ابتَدأ يُكمل الاستِماع الي أن صَدرت صوتُ صَرخة سويون المُرتعبَة بِفعل الاطلاق الناريّ فانتَفض قلبهُ قلقًا يستمِعُ الي بُكاءِها و كَلِماتِها المليئَة بالحُب نَحوه ، تَستنجِدُ بِه و هي على دِرايَة انهُ لن يَسمعها لَكن لعلَّ و عَسى يشعُر بِها
مَسح على وَجهه يُهدئ من روعِه و قد اهتاج في الجُزء الذي سَمع الصفعَة تُصوَب في مًنتصف خَدِها ، قَبض على يدِه بِغَضب عارِم يُنصِت الي حَديث والِده المُوجَه اليها لِيبتسِم ساخِرًا و يتكئ على الكُرسي وراءه
قَضم على شَفتهُ السُفلى بِعُنف لِيرفع عَيناه نحو جيكوب الذي دَخل الي مَكتبه و انحنَى قائِلاً " سيدي ، لَم يتم العُثور على مارك ، تقولُ مصادِرُنا انهُ هَرب ليلَة البارِحَة بعد جَمع كًل رِجاله "
" اذًا ! سويون بِرفقة مارك " تَحدث بَعد أن اكَّد شُكوكِه فقام بِمشابكَة يداهُ فوق الطاوِلَة بِغَضبٍ يُحاول اخفاءه " هل تواصَلت مع الادميرال بشأن الحِراسة البحريَة ..؟ تَفقدوا كامِل السُفن المارَة حَديثًا ..؟ "
" الادميرال لَديه صفقات عديدَة و تاريخ حافِل مع مارك ، حَتى ان رصد سفينته فَلن يَشي بِذلك " تَحدث جيكوب موضِحًا بينَما يَمُّد بِصور التُقطت مؤخرًا الي سويون عَبر شريط الكاميرا الموجود بالميناء
مَسك الهاتِف يُناظِرها و هي تُسدد ضَربة لاحد رِجاله قَبل أن يُغمض عَينيه بِغَيض " هل توصلَت الشُرطة الي اشرطَة الكاميرا قَبلك ..؟ "
" لسوء الحَظ اجل ، لَكن بامكاننا التَصرُف " اجاب سُؤال من خَبط المكتَب بقبضتِه بِغَضب يقُطِّع عُروقه " و ما المَطلوب مني ان افعَل الان ؟ ابحثُ عن زوجتي ام اهتم بقضيَة الباخرَة او الفضيحَة التي جَرت ؟ " هسهس مُتحدِثًا قبل ان يُطالِع هاتف سويون لِيكمل ساخِرًا " ام خَيبتي من والدي ..؟ "
" بشأن البَحث عن السُفن التي اقلعَت مؤخرًا علينا دُخول القاعدة العسكريَة البحريَة لِنتمكن من رَصدها ، لَكن الادميرال رَفض تَدخُلنا و بالتالي لا يُمكننا التَصرُف ، ان ارسلَنا رجالنا عَبر قوارب مُنفردَة سيتم قَتلهم من قبل عساكِر البَحر التابعَة للدولَة الكوريَة العَلية ، اهنالك اي حَل تقترِحه لِنبدأ في تنفيذِه لِسلامة السيدة جُيون ..؟ "
دَلك جونغكوك جَبينهُ بِصُداعٍ بَعد تراكُم تلك المَشاكل دُفعةٍ واحِدَة ، لازال مُنهمِكًا بِمَرض ايڤا الذي يَشغل حيزًا مِن فِكره " و الادميرال العاهِر لِما لا يُنصت الي اوامِر من هو اعلَى منه ؟ " رَدف بِهدوء لِيرفع عَيناهُ الي جيكوب مُتمًا " ايودُ ان يُقال من مَنصِبه ..؟ "
" جيون ، علاقتك مع الادميرال ليسَت جيدَة كِفايَة ، سَبق و ان جرَى موقفًا حينَما زار لُندن و حَضرتك قُمت بِطرده عِندما دَخل بِبدلته العسكريَة الي القاعدَة التي تَحكمُها سيادتِك ، لابُد انهُ يَكُن الضغينَة " فسَّر جيكوب الحَدث الذي جَرا مُنذ سنَةٍ تَقريبًا جَعلت الادميرال يَكرُه جُيون الي حَد كَبير
" كَيف يودُ مني استقبالهُ و هو يَدخُل بِتفاخر بِبذلته الي داخِل قاعدتي العسكريَة ! بالطبَع ساطردُه فانا اكرُه كُل مَن يتباهَى بِمنصِبه " عَبر جُيون عن وِجهة نَظرِه و في الواقِع لَم تكُن تِلك الحَقيقة الكامِلَة
بَل لأن ايڤا سَبق و ان وقعَت عيونِها على ابنِه و حينَما عبَرت عن اعجابِها بِه رَفضها بِشكل مُحرِج امام زُملاءِها لِكونه يرتادُ ذات الجامِعَة البريطانيَة الشهيرَة اكسفورد مُتفاخِرًا بِخلفيته السياسيَة التي تَمنحهُ كامِل الحَق بِصد كُل فَتاةٍ تتقدَمُ اليه
كُسِر قَلبُها لَيس لِرفضه ..!
بل لاسلوبِه المُتعال و آن ذاك جُيون كنَّ الضغينَة لهُ و انتقَم لابنتِه عبر طَرد والِده من قاعدته العسكريَة امام ابنِه في حُضورِها
" و الان ما المَطلوب مني ؟ هل اترجَى ذاك اللعين كَي يَتعاون مَعي للبحثِ عن زَوجتي ..؟ " صرَّ على اسنانِه مُستنكِرًا بينَما يضرِب بيديه على المكتَب اسفَله كَنوعٍ من تَفريغ شُحنة غَضبِه التي تُكهربه من الداخِل
" قبل ان استطيع جَلب التصريح بتدخُل عساكري عليّ التأكد من وجودِها بين السُفن و إلا لن اُحلق بطائرات المملكة على بِحار كوريا عَبثًا " صاح بِانزِعاج لِيستَقيم من كُرسيه يَتحرُك في ارجاء المَكتب لعلَّه يُهدئ من رَوعِه
" ذلك الادميرال العاهِر و ابنهُ ابن الساقِطَة لو اُمسكه بِه فَقط " هسهس بِغَضَب يُمسك بِرأسه بين يَداه لَعلَّه يُهدئ مِن اعصابِه " لِما لا نقتحم القاعدَة ..؟ " هَمس كَما لو انهُ اتى بِفكرة عَبقريَة لَم تَطرأ على بال احدٍ من قَبل
ناظَرهُ جيكوب زامًا شِفاهه بأسَى " سيُدخلنا ذلك في مشاكِل سياسيَة مع الدولة الكوريَة ، الادميرال الان في ارضِه بامكانِه التصرف كَما يحلوا لهُ "
" اليسَت كوريا بلدي ايضًا ؟ " صَرخ مُنفعِلاً بِمن اجابهُ بِهدوء " انت تُعتبر بريطانيّ سيدي بعد اكتَسبت الجنسيَة و توليت منصبًا هُناك "
" اتقِصد انهُ انا الوَزير ، جُيون جونغكوك وَزير القوات الجويَة البريطانيَة ، عاجِز الان ..؟ " اشرَّ على نَفسه هامِسًا
" و السَبب من ..؟ الادميرال العاهِر ؟ "
" عَلينا اختطافه ذاك ابن العاهرَة لاقطع نَسله و احشوه في فمِه النتن كَي يعلم لمن يُوجه خِطاب الرَفض " صاح مُغتاضًا بينَما يضرِب الكُرسيّ بيديه
" سيدي سيُدخلنا الامر في مَشاكل سياسيَة نحن في غِنا عَنها ، سَبق و ان وَصلنا مِرسال مَلكيّ أمر بِعدم تدخُل عساكِرنا في قضيَة حَدثت خارج المملكَة " تَحدث جيكوب كَما لو انهُ يَقطع امآل سيدِه في ايجاد حلٍ يُخرِجه من ورطتِه
" الملك الع.. " صمَت حينَما واشَك على شَتم المَلِك ثُم اخَذ يَجمع انفاسِه بِهدوء مُخاطِبًا نَفسه " هدأ من رَوعك جُيون ، هُنالك حَل حتمًا "
نَظر الي جيكوب و شَكل ابتِسامَةٍ هادِئَة ليردِف " انت حَضرتك تُخبرني ان الملِك يُجردني من استخدام حُقوقي كَوزير خارِج المملكة ..؟ "
" صَحيح ، كَما ان حادثة اقتِحام الباخرَة جَعلت المملكَة قلقَة لِذا أمر بِعودتك الي الدولَة باسرع وَقت أمكَن "
" جيكوب ، انت اتيت لِتُواسيني ام ، تَزيد عليّ هُمومي ؟ كُلما حاولت ايجاد حَل حَضرتك تُفقدني بصيص الأمَل " قال جُيون بِغَضب يُوجه حَديثهُ الي مُساعِده الذي زَم شِفاهه مُعتذِرًا " اسِف سيدي ، لَكني اُنبهك على الامور التي يَجب عليك تَجنبها كي لا تَقع في المَشاكل "
" ايوجَد مشاكِل اكبرُ من التي انا بِها ..؟ "
" يُوجَد ، ان استخَدمت امر عَسكري بِتحرك جُنودنا من بريطانيا الي كوريا سيُعد ذلك اقتِحامًا لِغَير ضرورَة ، بالتالي يُنافي اوامر الملِك المُرسلَة لك ما يَعني انهُ انقلاب غَير مُباشر على المملكَة أي ما يَجعل القانون الملكيّ يُقيلُك من منصبِك مع اخضاعِك الي مُحاكمَة قضائيَة قد تتسبب بدخولك الي السِجن لمدَة لا تقل عن الخَمس سنوات "
جونغكوك فَرق بين شِفاهه مُنذهِلاً بينَما يُنصِت الي مُساعِده الذي جَمع كُل المَعلومات اللازِمة بِخُصوص القضيَة
" انت تقول لي ، سيدي ابقَى عاجِزًا و دَع امرأتك تُخطَف لان الملك امر بعجزك عسكريًا ، اليسَ كَذلك ..؟ "
" ليسَ كذلك سيدي ، سَلامة السيدة جُيون تهمني ، لَكن سلامتك اولَى لِذلك اُحاول تنبيهك عن العواقِب التي قَد تنجم عن اتخاذ قَرار مُتهور "
" حَسب القانون ، الزوجَة ليست بريطانيَة بل تحملُ الجنسيَة الكوريَة و اُختطفت بِداخِل الاراضي الكوريَة ايّ لا يَحق للدولَة البريطانيَة التدخُّل لايّ سبب من الاسباب لان ذَلك قد يُقحمها بمشاكل سياسيَة مع بقيَة الدُول "
فَسر جيكوب مُتحدِثًا الي سيدِه الذي اتكئ على كُرسيه بيديه من الخَلف بينَما يُخفِض رأسِه يقضمُ على شَفته بِعُنف " تبًا للقانون الذي يُعرِض حياة امرأتي الي الخَطر ، ألا انني في كوريا اعجز عن التَصرُف ..؟ "
" انت خارِج بريطانيا ، مُجرد رَجل أعمالٍ يُدير شركَة عالميَة ، منصِبك كَوزير يقتصِر على وجودِك في المملكَة فَحسب ، او في سَفراتِك الخارجيَة من اجل مَصلحة الدولَة "
" لِما لم اكُن رجل مافيا بدل من كَوني وزير عادِل لدولَة ؟ " رَدف ساخِرًا لِيُناظِر عينيّ جيكوب بِحدَة و يُكمِل " اليس من حَق الدولة التي اعمل الي صالِحها ان تُوفر الحِمايَة لعائلتي ..؟ "
" الزوَجة لا تحمِل الجنسيَة البريطانيَة ، اذًا الدولة ليسَت كفيلَة بتقديم المُساعدَة و تَحريك جَيش بآسرِه من اجلِها " اجابهُ جيكوب بِحقائِق تَجعل جُيون يَنهارُ لِشدَة العصبيَة التي تدُّل على عَجزِه
حاوَل كتم صَرخته العاليَة قدر المُستطاع بَل قام بِفرقعَة رَقبتِه بِبُطئ مُغمِضًا عُيونِه لعلَّه الهامًا رُبانيًا يَنزِل عليه و يَدَّلهُ على الحَل و الخَلاص
" سادبِّر لك موعدًا للتفاوض مع الادميرال ، لعلَّه يقبلُ بالمُساعدَة ان قَدمت لهُ بعض الرشوَة " رَدف جيكوب مُقترِحًا لِمن همهم بَعد ان اجتَذب كُرسيه و جَلس عَليه " و إن لم يُوافق ذلك الساقِط ساتحول لِرجل عصابَة اقتحِم القواعِد العَسكريَة لانال مُرادي "
" الا تُلاحظ انك شَتمت كَثيرًا اليَوم ؟ انها لَيست من شيمك " قال جيكوب مُتحمحِمًا لِمن رَمقه بِعُيونٍ مُميتَة أينَما هَمس " ساشتمُ نَسلك بأكمِله ان لَم تغرُب عن وَجهي الان "
التَفت جيكوب مُغادِرًا بعدما اجرَى اتِصالاً الي مُساعِد الادميرال من أجل تَنسيق لِقاء قَريب
في حين ان جُيون بَقى يستمِع الي ذلِك التَسجيل لِوقتٍ طَويل ، يَشعُر بِخناجِر تَطعُن بِقلبِه بَعد خِيانَة اقربُ الناس اليه ، اكثَر من يمنحهُ ثِقتهُ الكامِلَة و هو والِده
استَقام مِن مَجلِسه مُغادِرًا المَكتب بَعد ان اتخَذ وِجهته القَصر حَيثُ هُناك قابَل ابيه و رَكع امامهُ مُنهارًا
قَد ظنهُ اباه انهُ مُحطَّم لِلضجَة التي اكتَسحَت التِلفاز ، ألا انهُ مُنهار لِلطعنَة التي تَلقاها مِن والِده كَسهمٍ مليئ بِسُمومٍ لَم تَرحم خافِقه
•••
يَجلِسُ جُيون في ذَلك المَطعم الراقي في انتِظار قُدوم الادميرال بعد ان حُدد موعِد لقاءِهما ، كان مُلتزِمًا بِمواعيدِه كالمُعتاد يترقَّب عقارِب الساعَة التي اشارَت على الثامِنَة و الرُبع بَعد ان ضُبط اللقاء على الثامِنَة تمامًا
اصطَّك علَى اسنانِه يُخزِّن غَضِبه لِادراكِه مُحاولَة الثاني في اذلالِه ، يَعلم جيدًا ان جُيون بِحاجَة اليه لِذا لن يُفوت فُرصَة اهانتِه قدر استطاعتِه
بَعد خَمس دقائِق انتَشر رِجال الادميرال حَول المَطعم لِغرض حِمايتِه ، نَظر جُيون حَوله و دَفع بِطرف شَفتهُ ساخِرًا قَبل ان يُركِز على صَحنِه طارِقًا باصابِعه علَى الطاوِلَة امامَه
شَعر بِجُلوس الادميرال امامَهُ بعدما القَى التَحية و قد حَط بِعصاه الي جانِبه يُناظِر كُحليّ العينين حينَما رفع نِسريتاهُ اليه و باغثهُ بِنظرَةٍ سامَة
" قيل انك مُنضبِط في مواعيدك ، ادميرال جونغ " ينطِقُ كُل حَرفٍ على حِدا يَتسِمُ بِكلامِه الساخِر الذي يُزينَهُ بِنبرةٍ مُحترمَة تُختمُ بإبتِسامتهُ الجانِبيَة
" الطَريق طويل جُيون ، القاعدَة العسكريَة تبعُد مسافَة لِذا " هَتف الادميرال بِهدوء بعد ان وَقعت عَيناهُ على خاصَتيّ جُيون الهادِئَة ، جامَلهُ الاصغرُ سنًا بإبتِسامَة صَفراء تَعكِسُ ما بِداخله مِن بغض يَكنهُ للاكبَر
هو يَكَرهُ زُملاءه في المَجال السِياسيّ ، يَمقتُهم بِشكلٍ لا يُصدَق
وَصل الطَعام الي كِليهما حَيثُ وزعت الاطباق على اطرافِ الطاوِلَة اينَما بدأ كُل مِنهما بِتناول أكلِه دون التَفوهِ بِحَرف
ابتدأ الادميرال حَديثه بينَما يُراقِب جُيون الذي راح يُقطِع قِطعَة اللحم بالسِكين بينَما يُمسك طَرفها بِشوكَةٍ يَغرسُها بُعمق هُناك ، بدا مَظهره كَما لو انهُ يَنحر رَقبة احد اعداءِه ، او ذاك ما يَتخيلهُ هو
" اذاً ، سَمعت ان زَوجتك هَربت "
لَعق جونغكوك وَجنتهُ بَعد ان استفزتهُ آخِر كَلِمة وُجهت اليه ، وَضع الشوكَة و السكين علَى الطاوِلة يَخبِطهما بِعنفٍ قَبل أن يردِف مُنبِهًا " زِن كَلامك "
" ذلك ما تَداوله الاخبار ؟ استُسكت فاه كُل مُتحدث ؟ " رَدف الادميرال ساخِرًا بَعد ان وَضع قِطعَة اللحم بين شَفتاه مُستمتِعًا بِرؤية جُيون يُستفَّز امامَه
لَعق جونغكوك شَفتاهُ يُبللهُما قَبل يَسترسِل ساخِرًا " اليَست فضيحتُك مع العشيقَة الروسيَة كافيَة لان تُحدِث ضَجة اكبَر ..؟ "
التَقط السِكين من فوق الطاوِلَة مُستعِدًا مادًا اياها صَوب الادميرال الذي غصَّ بِطعامِه و راح يَسعُل ، جُيون حَدق في رِجال الادميرال الذين وَضعوا ايديهَم على اسلِحتهم كَنوعٍ من الاستِعداد للهُجوم
ابتَسم بِجانبيَة لِيضع سِكينه في صَحن الادميرال مُعيدًا ظَهره على مَسند الكُرسيّ حَيثُ عانق ذِراعيه الي صَدره و قال مُبتسِمًا بِجانبيَة " قلتُ ، لعلَّ سِكينيّ يَنحرُ افضَل ، بدا لي سِكينك بالكاد يُقطِّع اللحم "
الادميرال مَسك كوب الماء يَحتسيه مُغتاضًا مِن نَظرات جُيون الواثقَة و التي تَعرِفُ مُرادها جَيِّدًا ، مَسح على شِفاهه بِذاك المِنديل الابَيض لِيردِف بِهدوء " مالذي تُريدُه انت تَحديدًا ..؟ "
" الدُخول الي القاعدَة البحريَة " اجابهُ جُيون دون مُراوغتِه بَعد ان اعتَدل بِجلسته مُشابِكًا يداهُ فوق الطاوِلَة التي تجمع كِليهما
رأى ابتِسامَةٍ ماكِرَة تَنموا على شِفاه الادميرال الذي استرسَل قائِلاً " لك ذَلك ، لَكن بِشرط واحِد دون سِواه "
" كَم تُريد من المال ..؟ " تَحدث جُيون بِهدوء بَعدما وَضع يدهُ في جَيبه مُخرجًا اوراق الشيك البنكيَة حتى يُوقع واحِدًا لهُ
" لديّ من المال ما يَكفي جُيون ، لستُ طامِع في مالِك " رَدف الادميرال بَعد أن اتكَئ على كُرسيه يُباغِث كُحليّ العَينين بِنظراتٍ خَبيثَة لَم يتمكَّن الاخر مِن قراءتِها جيٍّدًا
" اذًا ، مالذي تُريده ..؟ " استطرَد مُستفهِمًا يُطالِعهُ بِحَذر بينَما يُصغِّر عَيناهُ مُترقِبًا اجابتهُ التي جَعلت دَمهُ يَغلي حينَما نَطق " اُريد ابنتك "
" ماذا ..؟ لم اسمَع ..! " هَتف جونغكوك مُحاوِلاً استِدراك حَقيقة ما سَمِع ، قَبض على يَدِه اسفَل الطاوِلة بِعُنف حينَما كَرر الادميرال حَديثه بِمُكر
" اُريد ابنتِك ! "
جونغكوك هَز ساقهُ بِغَضب يُحاوِل السيطرَة على عَصبيتِه و ألا يُحطم المَطعم فوق رأس الادميرال الوقِح قُبالته ، بانَت على مَلامِحه العَصبيَة التي رَسمت مَعالمًا تُخيفُ الناظِر اليها
" تُريد المَوت ..؟ " هَمس لهُ مُستعِدا للنهُوض و امساكِه من ياقتِه ألا انَّ يد جيكوب التي وُضعت على كَتِفه منعتهُ من الاستِقامَة
ضَغط جيكوب الواقِف خَلفه على كَتِف سيدِه حينَما ادرَك خُطته القادِمَة
جُيون يفقد اعصابَه ان تَعلق الامر بإبنتِه و زَوجته
يَعميه الغَضب تمامًا لِدرجَة القَتل
" ابني يُريد الحُصول على ايڤا ، انها تُعجبه فلِما لا تُعطيها لهُ ..؟ " تَحدث الاكبرُ سِنًا لِمن ابتَسم ساخِرًا بَعد ان ازاح يَد جيكوب عَنهُ و نَبس " و هل تَرى ابنتي سِلعة ..؟ كَي تصفُها بهذا الشَكل ..؟ "
" ثُمَّ ايڤا مخطوبَة بالفعل و زفافُها قَريب ، اضافَة الي ذلك فَهي في العناية المركزَة لِسوء حالتها الصحيَة " استكمَل قائِلاً بِهدوء يُنافي العاصفَة التي بِداخله ، الادميرال فَرقع رَقبتهُ بِبُطئ لِيُكمل " لا مُشكلَة ان لَم تتزوَج بَعد ، بامكانِها فَسخ خُطوبتها ، اني ارَى ابني اولَى "
" و لابأس ان انتَظرتُ الي تَحسُن حالتها الصِحيَة ، فقط اُريد مُوافقتك حَتى اُعطيك كامِل الاحقيَة بِدخول القاعدَة البحريَة "
جونغكوك كوَّر يَديه كَما لو عُنق ذاك الرَجل بينهُما ، يَعتصرهُما باقوَى مالَديه بينَما يُطالِع بُنيتا الادميرال الذي هَمس لهُ بِبُطئ
" ايڤا ، مُقابل دُخولِك القاعدَة و تَحكمك الكامِل بالاسطول البَحريّ "
كَـمــا لَـو انَّـهُ يُخِبره ، ابنتُكَ ام زَوجتُك !
الادميرال لن يُزوج ايڤا الي ابنِه الا بِغرض الاساءَة اليها
سينتقِم منهُ عَبر ابنتِه
و ان رَفض ، سيكونُ الوَضع مأساويًا للغايَة على زَوجتِه
فِعلاً ، المرءُ مُهان خارِج الدولَة التي يَمتلكُ فيها سُلطتِه
انهُ خِيار ان اختار احدهُما فَقد الثاني لا مُحال
•••
7879 ✔️
مرحبًا ياجميلين 🫶🏻
عُدنا بتشابتر جَديد به متنوع من الاحداث ..
🪐 شايفين الجانب الجديد من شخصية جُيون ..؟
🪐 بِخُصوص اللُغز يلي خَلته سويون عبر غَزله ..؟
احس واااو
🪐 الجُزءية يلي جُيون مال فيها الي يونمي ..؟
برأيكم ليش ؟ و هل حصل بيناتهم شَئ ..؟
جونغكوك طول التشابتر و هو يشتم كل من جا علباله حرفيًا 😭
🪐 توقعتم انه يكون عرف بحقيقة ابوها قبل ..؟
ياعيلة ترا مُستحيل يخليها كده دون ما يبحث وراها
انهُ يشوف رجل يُراسل مرته ، اكيد حيحاول يكشف هويته فبشكل ما هو خاف ان غابرييل ممكن يكون مهددها بعد صفعها له في المؤتمر و زوجته غبية مش حتقوله لذلك اكتشف الموضوع بنفسه
بس ما قالها هذا الشي ، انتظرها تجي لعنده لوحدها تشاركه فرحتها
هو عرف هويته بعد اليوم يلي وصلها في المسج على التيلفون لحتى تكونوا عارفين
🪐 بِخُصوص اخر جُزءيَة ..؟
🪐 جُيون كيف حيتصرف لحتى ينقذ مرته و هو عاجز من كُل النواحي ..؟
🪐 حيمتثل لِطلب الادميرال ..؟
🪐 جيكوب ؟
الخيار صَعب جِدًا
انا ك كاتبة ، مُحتارة 😂🌚
🪐 اي شئ تودون اضافته الي الاحداث ..؟
🪐 اي انتقاد ..؟
🪐 الي الان كَيف ترون حَبكة القصَة و طريقة تسلسل الاحداث ..؟
🪐 هُنا بِكُل حُب اخبروني عن رأيكم و توقعاتكم للقادِم ..؟
🪐 سويون كيف ستنجوا ..؟
ساشارك ارائكم معكم عبر الستوري في الانستجرام كَفقرة بعد كُل تشابتر حسب طلبكم 🫶🏻
اراكم قريبًا ان شاء الله
اهتموا بانفسكم 🫶🏻❤️
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top