Husband | 43
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في التشابتِر الثالِث و الأربعون 🫶🏻
تستحقونَها يارِفاق ، اُحبكم 🦋🤍
اروني حُبكم بتعليقاتكم بين الاسطر و الاجابة على اسئلتي في نهاية التشابتر
دعونا نحلل الاحداث معا و اروى وجهات نَظركم و ساجيب عليكم باذن الله
اريد رؤية المحقق الذي يكمن بداخلكم 👀
لِنَبدأ
•••
" جَدتي الي اين نحنُ نَذهب ..؟ "
تَحدثت ايڤا مُتعجِبَة بينَما تُناظِر الشوارِع مِن نافذة السيارَة التي تقودُها جَدتها ثُمَّ اضافَت بعدما وَجهت بصرها اليها
" هَذا ليس الطَريق المؤدي الي المركز التِجاريّ ! "
جونغهيون اجابَتها و هي تتبِّع الطَريق الذي رَسمهُ لَها جوجل الي عِنوانِها المَنشود " سَنذهب لِمكانٍ أخَر ، ساستغِل فُرصة انشغال والِدك و جَدك "
قَرنت ايڤا حواجِبها بِعدم رِضَى و إعتَدلت بِجلستها مُحدِقة في جَدتها " ماذا تَقصدين دون عِلم والدي ..؟ جدتي ابي سَيغضب علينا ان كانَ هُنالك ما يُزعجه ، لا اُريد اعيديني الي المنزل " قالَت مُعترِضَة و حَركت رأسِها نافيَة
" انهُ الي مِصلحتكِ ايڤا ! اُصمتِ " نَهتها جونغهيون بِحدَة بينَما تَزيد مِن سُرعَة قيادتِها الي أن وَصلا الي شارِعٍ مُنعزِل به عدَة بيوتٍ مَعدودَة
طَلت ايڤا من النافِذَة بعدما فَتحت الزُجاج لِتناظر الانحاء بِعدم ارتِياح " انا قَلبي ليس مُرتاح لِهذا " هَتفت بِهمس قَبل أن تَرى رَجُلاً يَفتح باب إحدى البُيوت الخَشبيَة تِلك و يَظهر مِنها كاشِفًا هَويتِه
وسعَت كُحليتَيها بِخفَة حينَما أدركَت انهُ ، عَـمـهَـا
او بالأصح والِدها البيولوجي
وَجهت كُحليتيها الي جَدتها التي ابتَسمت بِمُجرد أن رأت ابنُها الاكبَر لِتنطق " جَدتي !!! انتِ تعلمين ان ابي حَذرنا من هذا الرجُل ، لِما تَجلبين بِنا الي هُنا ؟ " قالَت بإنفِعال ثُم عاوَدت التَحديق بِجونغ إن حينَما اقترَبت مِنهم و فَتح الباب عن والِدته لِتنزل
قامَت جونغهيون بِعناقه بإشتياق تَضغطُ عليه في مُنتصف ذِراعيها تَحت نَظرات ايڤا الغَير راضيَة تمامًا عَما يَحدُث
لَوت شِفاهها بِعدم رِضَى لِتكتف يَديها الي صَدرها تتجاهَل نَظرات جونغ ووك اليها يُهديها إبتِساماتٍ رَقيقة ، ابتَعد عن والِدته لِيقبل يَدها بِلُطف و يَنطِق " اشتقتُ اليكِ امي! كَثيرًا "
" و انا كَذلك بُني ، لا اُصدق انه جاء اليَوم الذي رأيتُك فيه مُجددًا " هَتفت بِعينين دامِعتين لِتحتضن وجهه و تُخفضه نَحوها مُقبلَة وَجنته
" جونغكوك السَبب ، لولا تَهوره و انانيته لَما كنا افترَقنا " قال بِحُزن يصطِنعهُ بِيراعَة تامَة جَعلت مِن ايڤا تُناظره بِحدَة " لا تَقل عن والِدي انانيّ ! انهُ ادرى بِمصلحتنا " هَتفت بِغَضب
" سَماعُكِ تنعتينه بِوالدي بَدلاً مني ، يَفطرُ قَلبي ، لَقد نجح في تَفريقكِ عني " تَحدث بينَما يُناظر عَينيها بِخاصتيه التي مَلئهُما بالدُموع لعلَّه يَكسب عاطِفتها
ايڤا قَرنت حواجِبها اكثَر لِتشد على ثِيابها " انتَ عمي ! مالذي تَهذي بِه ..؟ و لما قَد يُفرقني عَنك؟ " هَتفت بإستفهام لِتُطالِع جَدتها التي قالَت " انزلي هيا ايڤا ، سَنتحدث عَن ذلك الأمر بالداخِل "
" لا ! ابي قال لي لا تَقتربي من هذا الرَجُل و انا لن افعَل " نَفت مُعترِضَة لِتُكمِل بضيق " يَنتابُني شُعور سَئ ، دَعينا نَرحل جَدتي ، هيا "
" ايڤا ، انتِ عليكِ ان تَعلمي بالحَقيقة التي اخفاها والدكِ عنكِ " نَطقت جونغهيون بِحُزن بينَما تُمسِك بِذراع جونغ ووك حيثُ رفعت عينيها اليه " لَقد ظلمتُ ابني كَثيرًا ! و اتبعتُ اخاه الاصغَر دون أن اعرِف كامل الحَقيقة "
اومَئ لها جونغ ووك الذي صَوب بُنيتيه على الصُغرى يُخاطِبُها بِحُزن مُصطَنع " ارجوكِ ، اسمعي ما لَديّ ثُم اُحكمي ان كان جونغكوك على صَواب ا..ام انا " نَطق يَستدرِج عاطِفتها و فُضولِها الذي دَفعها للتفكير بالاستِماع اليه
لِذا ، هي نَزلت من السيارَة بَعد تَفكيرٍ مُطوَّل و توجهَت معهُ الي داخِل ذلك البَيت المُتواضِع حَيثُ جَلسوا ثلاثتِهم في مُنتصفه بَعد أن اعد لَهم جونغ ووك الشاي و سَكبهُ في كؤوسِهم مع قِطع من البسكويت المالِح
جَلس امام ايڤا التي شابكَت يَديها امامِها تُناظِر رَثاء ذلك المَنزِل الذي بدا مُهترِئًا يُصعَب العَيش فيه ، كَفتاةٍ عاشَت في رفاهيَة باذِخَة طيلَة حياتِها سَتراهُ جَحيمًا
عاوَدت النَظر الي جونغ ووك الذي ابتدأ حَديثهُ قائِلاً بِصوتٍ هادِئ
" هُنالك خِلاف حَدث بيني و بين جونغكوك مُنذ اكثَر مِن عِشرون عامًا "
شابكَت يَديها أمامَها تُطالِعهُ بِحاجبٍ مَرفوع " و ما دخلي انا بِذلك الخِلاف ..؟ " قالَت بَعد أن راحَت تَرُج قَدمها بتوتُر تُحاول اخفاءُه
" سَبب الخِلاف الدائِم بَيننا كان ، والِدتُكِ "
تَحدث مُكمِلاً بِما جَعلها تَقطب حواجِبها و تُناظر جَدتها التي اومأت لها ايجابًا حَيثُ اضاف جونغ ووك بِحُزن يُزيفهُ بِبراعَة
" شَخصية جونغكوك مُنذ ان كُنا اطفالاً غَريبَة ، لِكونه ذَكي لِلغايَة كان يُحب ان يَكون كُل شئ من نَصيبه هو ، كان مُتملكًا يُحب السيطرَة و الاستِحواذ على مَن حَوله و فَرض رأيه لِذا لَم اكُن استطيع قَول شَئ امامه خُصوصا ان والداي كانوا في صفه دومًا "
نَظر الي والِدته التي بادلتهُ النَظر بِحُزن كأنها تتأسف عَن تمييز جونغكوك عنه فقام بالنَفي لَها و حَدق في ايڤا التي قالَت " صَحيح ابي شَخصية مُتملكَة ، لَكنه لا يتملَك حق غيرِه ، هو و اُمي عاشا قِصة حُب مُنذ أن كانا بعمر الخامِسَة ، أحبها جِدًا حَتى قام بالزَواج مِنها "
" انتِ سمعتِ القصَة من مَنظورِه هو فَحسب ! لم تَسمعيها من طَرفٍ اخَر ، طَرف الرجُل الذي كُسر قَلبه لان اخيه سَرق حَبيبته و ابنته مِنه " تَحدث جونغ ووك بِعينين مليئتين بالدُموع لِلصغيرَة التي اعتَصرت اصابِعها بِقوَة تُنفي " مالذي تَتحدث عنه ..؟ "
جَدتها قامَت بامساكِ يدها حَتى تُهدأ من رَوعِها و تَمنحها طاقَة اضافيَة لِتقبل ما سَيُخبره بِها جونغ ووك الذي احتسَى من فِنجان الشاي و نَطق
" انا و والِدتك احببنا بَعضنا ، هي أحبَتني لاني مَنحتها ما تَحتاجُه و انا احببتُها و للاسف كِلينا لَم نستطِع السيطرَة على مَشاعِرنا فَوقعَنا تحت شِباك الحُب و خُضنا ليلَة سَويًا "
تَوسعت عينيّ ايڤا بِصدمَة لِتناظِر جَدتها التي اومأت لَها بينَما تَبكِ بِصَمت ، ارتَجف بَدن الصغيرَة التي انكَرت ما سَمعته و اعتَرضت " م..مُستحيل ، ام..امي لم تُقم علاقة الا مع اب..ابي ، هي تُحبه ، تُحب ابي "
إستقامَت مِن فوق الكَنبة بِجسدٍ يَرتعِش و قالَت صارِخَة " انا لَن استمع للتفاهات الي تَقولها ! ان كانت نِيتُك هو التَخريب بيني و بين ابي ، فانت لَن تنجح " رَدفت بَعدما قامَت بتجاوز تِلك الطاوِلَة قاصِدَة الخُروج
لَكِنها تَوقفت مَكانِها حينَما سَمِعت صَوت والِدتُها يَتسللُ الي اُذنَيها ، تسمَّرت فوق تلك الارضيَة الخَشبيَة تُنصت الي تِلك الحُروف التي تُخاطِبُها
حَيثُ كان ذات التَسجيل الذي ارسَلهُ لها في دبٍ مَحشو سابِقًا و قام جُيون بالتَخلُص مِنه كي لا تَسمعه
•••
غادَرت سويون الفُندق الذي يَقطُن بِه والِدها حَيثُ استقلَت سيارَة اُجرى و ارسَلت الي زَوجِها مقَطعًا صَوتيًا عبر تَطبيق الواتس اب
- هل انهيت عَملك ..؟
انتَظرتهُ ان يُجيب و لَم يَفعل لِذا طَلبت من سائِق الاجرى ان يُغير وِجهته الي شَركة زَوجِها حَيثُ بدأت بِتعديل مساحيق التَجميل على بَشرتِها حَتى تُخفي آثار البُكاء ، قامَت بِتلوين شِفاهها باحمر الفاه الدَموي القاتِم كَلون فُستانِها الذي تُخفيه اسفل المِعطف الاسوَد حَيثُ كان يَصِل الي اسفل رُكبتيها بِقليل
مع بوتِها الطَويل لِمُنتصف سَاقيها
حينَما وَصلت الي الشركَة تفقدَت شَكلها لِلمرة الاخيرَة قَبل أن تنزِل من السيارَة و تُطالع ذَلك المبنَى الشاهِق امامَها باعجاب
" وااه ! لا عَجب انهُ كوَّن ثروتهُ بِذكاءه " قالَت بإعجاب ظاهِر على مَلامِحها ثُم توجهَت الي مَدخل الشَركة اينَما قابَلها الحَرس ، ناظرتهُما و قالَت بعد أن ازالَت نَظراتِها الشَمسيَة " انا اكونُ زَوجة جُيون ، افسِحا لي المَجال "
حَدق احد الحَرس بِها مِن الاسفَل الي الاعلَى بِحاجبٍ مَرفوع قَبل أن يَنطِق الثاني ساخِرًا " هَل كُل من تَقول انها زَوجة السيد نُدخِلُها ..؟ "
" هااي ! انا زَوجتهُ حقًا ، افسِح المَجال ان علِم سيقطَع رأسك " قالَت مُستنكرَة سُخريتهُ مِنها حَيث عاوَدت ارتداء نَظراتِها تنتظِر ابتِعاده
" ليسَ لدينا وَقت نُضيعهُ معكِ ، انتِ خامِس واحدَة لِهذا الاسبوع تأتي لِتقول نَفس الكلام ، لِذا اذهبي " تَحدث مُستهزءًا لِيعدل بِدلته الرسميَة و يَقفُ مُستعِدًا امام تِلك البوابَة الضخمَة
سويون كانت تُطالع الموظفون يَدخُلون بأريحيَة و يَخرجون لِتعبس و تناظِر الحارِس بِغيض " هل هُنالك من ينتحِل شَخصيتي؟ انا جُيون سويون ، انا حقًا زوجته ! دعني ادخُل هيا " تَقدمت للأمام حَتى تتجاوزهُما لَكنهما دَفعاها الي الخارج حتَى كادَت تَسقُط لولا توازُنها
نَفخت على غُرفتها بِغَضب لِتشير عليهما بِنظراتها " هل تَعلمان ان عَلم جُيون على تَصرفكُما هذا ماذا يَحدُث ؟ " صَرخت بِهما تَراهُما يَتجاهلان وجودِها تمامًا
اخرجَت من حَقيبتها هاتِفها لِتُريهما صُورة مع زَوجِها حَيثُ نَكرا و قالا ان ذَلك صُور مُفبركَة فَعلها الكثيرون قَبلها
زَمجرت بِضيق و قَبل أن تتصل بِجُيون لَمحت سيارَة فارِهَة تُركن امامها ، رأت ريڤين تَنزِل منها بِرفقة اَحد رواد الاعمال الاجانِب
كانَت الثانيَة تُرافِق احَد العُملاء الاجانِب الي باب الشركَة حيثُ جَلبتهُ من المَطار و راحَت تُحادثه بالانجليزيَة ، الحارِس دَفع سويون مِن امام الباب حَتى يَتمكن الرَجُل الاجنبيّ من الدُخول حَيث انحنيا كِليهما اليه
عَقدت حواجِبها بِعدم رضى حينَما تم تهميشها لِتُناظر ذلك الاجنبيّ الذي بدا امريكيًا من لَهجته حينَما مر من جانِبها و سَقطت عَيناه الزرقاوَتين عَليها
تَلاقت نَظراتهُما و تَلقت ابتِسامَة منهُ قَبل أن يُكمل طَريقه الي الداخِل ، قَلبت عسليتَيها بتململ و طالعَت ريڤين التي وَقفت قُرب الحارسين مُتسائلَة " مالذي يَحدُث هُنا ..؟ " حَدقت في سويون
" انها مُعجبة كالمُعتاد ، كُل يوم تأتي واحدَة لِتُخبرنا انها زوجة السيد جُيون و هي من ضمنهم ، لا تَقلقي سيدتي سَنتخلص مِنها " قال الحارِس مُوضِحًا بينَما يُطالع سويون بِسُخريَة
غَضِبت سويون مِن نَظراتِه لِتقترِب منه هامسَة " انت سَتُطرد من عملك اُقسم " نَظرت نحو ريڤين التي كَتفت يَديها الي صَدرِها حينَما ضحك الحارس مُستهزءًا الي أن تسمَّر مَطرحه ما إن قالَت السكرتيرَة " انها السيدة جُيون فِعلاً "
صُعق الإثنين و نَظرا بَعضهُما قَبل أن يُطالعا سويون التي خَبئت هاتِفها في حَقيبتِها و ناظرتهُما بِغضب " ساخبر جُيون عنكُما "
" ح..حقا هي زَوجة السيد ؟ " هَمس الحارِس الي ريڤين التي حَركت رأسِها ايجابًا بينَما تُناظر اُختها الصُغرى بِهدوء ، قامَ الاثنين بالانحناء عِدة مَرات يَطلُبان الرَحمة ألا انها سارَت في اتجاه المَدخل قائلَة " اضعتُما وَقتي ، ابتعِدا "
افسحَا لها المَجال كَما فعلت ريڤين التي سارَت الي الداخِل فَلحقتها سويون التي نَدهت عليها كَي تنتظِرُها
تَوقفت ريڤين عن السَير و التَفت نَحو الصُغرى التي هَرولت لَها و انتَصبت امامَها تُناظِرها بإمتِنان " شُكرًا ! ظَننتُ انكِ سَتخبرينهِم اني اكذِب "
ريڤين نَظرت في عينيّ اُختها التي عَبرت عن امتنانِها لِلتو ، التَزمت الصَمت لِفترة ثُم نَفت مُعترِضَة " سَتُكشف حَقيقة انكِ امرأته سَواء كذبتُ ام لا! "
وَضعت زرقاوَتيها في مُنتصف عسليتيها حَيث اكمَلت " كَما انهُ لا يروق لي رؤيتكِ تُهانين ، انها شَركة زَوجكِ " قالَت قَبل أن تلتفِت مُكملَة سيرها فَلحقتها الصغرى التي تتفقَّد تفاصيل الشركَة بإنبِهار
" السيد جُيون يُقيم اجتماعًا مُهمًا ، لِذلك عليكِ انتظارِه في مَكتبه " رَدفت بَعد ان صعِدا كليهِما في المصعَد الذي اخذهُما الطابِق حَيثُ مَكتب الرئيس
شابكَت سويون يَديها أمامها تلتِفت حَول ذلك المِصعد الزُجاجي مُراقِبة كُل تلك الطوابِق التي يَمرون عَليها " وااااه! انها مُبهِرَة " هَمست بإعجاب
ريڤين التَزمت الهدوء بينَما تُراجع مواعيد جُيون عَبر جهازِها اللوحيّ قَبل أن تَخرُج من المِصعد و تَلحقها سويون التي تَركُض من وراءِها
استَوعبت انها امرأة رئيس الشرِكَة و أنها عَليها ان تَسيرُ بِوقارٍ و رَزانَة بدلاً مِن ان تَظهر بِصورَة جَروٍ تائِه لِذا تحمحمَت و جَذبت نَظراتِها الشَمسيَة تَضعُها فوق شَعرِها
نَظرت نَحو اؤلاءك الموظَفين الذين يُطالِعونها بإستِغراب و هي تَسير بِهدوء بينَما تُمسك بِحقيبتها امامَها بِكلتا يَديها و تتفقَّد الانحاء
" مَن تكون هَذِه .. ؟ "
" لِما هي في هذا الطابِق الذي يخصُّ الرئيس ..؟ "
" واه كَم تبدوا جَميلَة و انيقَة للغايَة ! "
" تُرى هل يُمكنني طَلبها لِلمواعدَة ؟ "
" اُصمَت ! قَد تكون احدَى اقرباء السيد جُيون "
" كلا ، اُنظروا اليها تُشبه ريڤين قليلاً ، بدت اجنبيَة "
كانَت تستمِع تِلك الهَمسات المُتتاليَة حَولها مِن قبل الموظفين النِساء مِنهم و الرِجال ، ابتَسمت بِسريَة قَبل أن تَقف امام جِدار زُجاجيَ عامِس لا تَرى ما بِداخله ، بَل رأت صُورتِها هي
تفقَدت شَكلها لِتعدِّل شَعرها و تُخرج احمَر شِفاهها مِن حَقيبتها تَقوم بِتدكينه و تَعديله تَحت صَدمة الموظفين الذين توسعَت اعيُنهم
" مالذي تَفعله هذه امام قاعَة الاجتماعات ! "
" السيد جُيون سيحُطم رأسها "
" كانت امرأة جَميلة " تمتم احد الشُبان الذين احتسَى من قَهوته و راقَب الصبيَة التي رَسمت اطراف شِفاهها بِعنايَة و تَركيز تام
الصَدمة لَم تَكُن فقط لَهُم هُم ، بَل لِمن يَجلِسون بداخِل القاعَة يُناظِرون تِلك المرأة ذات الشَعر العسليّ كَعينيها تَضع مُستحضرات تَجميلها بِعنايَة
الشاب الامريكي وَضع قلمهُ فوق الطاولَة يُراقِبها بِحاجبٍ مَرفوع كَالمِثل مَع بقيَة رِجال الاعمال الذين انَشغلوا عن شَرح جُيون لِمشروعِه القادم امام البروجكتر
هو حينَما التَّف اليهم وَجد عُيونهم بَعيدًا عن مَحط اهتمامِه و شَرحِه ، عَقد حواجِبه لِينظُر الي حَيثما يحدِقون فإذ به يَنصدِم لرؤيته امرأته تتجمَّل هُناك
عَقد حواجِبه بِخفَة " سويون ؟ " هَمس مُندهشًا فَلم يتوقع قُدومِها الي مَكان عَمله ، حَول بصرهُ الي بقيَة رِجال الاعمال حَيثُ نَطق احدهُم
" هل جُنت هذه ؟ كَيف تضعُ مُستحضراتِها في مكانِ كَهذا ! "
" لابد انها اضاعَت عقلها بالجِوار ! من بين كُل الاماكن تضع احمرُ شِفاهها امامنا "
ابتَسم الشاب الامريكيّ الذي راح يَرسُم فوق تِلك الورقَة التي مُعطاة لِكتابة المُلاحظات المُهمَة في حين أن جُيون قضم شِفاهه لِينطق " عن اذنكم "
نَزل من فوق المنصَة لِيسير نَحو الخارِج ، ما أن فُتح الباب حَتى انتَفض بقيَة الموظفين حينَما رأوه يَتقدَّم و بدئوا بالرِهان على حَياة تلك الصبيَة
" لَقد خرج ، سيقتُلها ، جُيون يكره النِساء لاسيما تِلك التي تتباهَى بِجمالها "
" هو حتمًا سيقضي عَليها "
" انهُ يقترِب منها "
اقتَرب جونغكوك مِن زوجتِه و استقَر وراءِها تمامًا حَيثُ رأت انعكاسِه ، وَسعت عسليتَيها لِتلتفت اليه و تُناظره " يا جُيون ! كُنت ابحث عَنك "
نَظر جُيون وراءِها حَيث بقيَة الرِجال يُناظِرونه بِترقُب قَبل أن يَبتسِم لَها بَعد تَكوينه تِلك الملامِح المُتجهمَة تُخيف كُل من يُناظرُه
مَد يدهُ لينتشِل احمر الشِفاه من بين اصابِعها و بِذراعه الثانيَة حاوَط وِسطها لِيُقربها منهُ مُتحدثًا بِنبرة أجِشَة رُجوليَة جَعلت قُلوب الجَميع تَصيح و أولهم مَن بين ذِراعَيه " دَعـيـنـي اُعـدل حُـمـرة شِـفـاهِـك بدلاً مِــنــكِ "
نَظرت سويون حَولها حيثُ الاعيُن كُلها عليهِما ثُم طالعتهُ بِخجلٍ مُفرط جَعل خُدودِها تحمَّر " ل..لابأس بِذلك " هَمست لهُ لِتجده يَرفع قَلم الحُمرة يُلون بِه شِفاهها بِمهارةٍ تامَة تَحت نَظرات الجَميع
الكُل كان مُنصدِم ، انها المرَة الاولى التي يَرون جُيون يَدنوا لامرأة ما ، في حين ان ريڤين جَلست فوق مَكتبها تُراجع المُستندات الهامَة مُتجاهلَة تمامًا ما يَحدُث
حينَما انهَى مِن تَلوين شِفاهها خَتم فِعلته بِقُبلَة خَفيفة على فاهِها يَتبعُها غَزلّ اذاب قَلبِها " انكِ تأخذينَ مِن دماء قَلبي لِتتباهيّ بِجمالكِ يا امرأتي ..! و كُلي فِدائكِ يا قَلب جُيون " شَبه احمرِ شِفاهها بالدِماء التي يَضخُها قَلبهُ المُتيَّم بِها
" جُيون انت تُخجلني ، انا انصهِر " هَمست لهُ بِخجل بينَما تَصدُم كَتفه بِقبضتِها قَبل أن تبتعِد عنهُ مُتحمحمَة ، ابتَسم لِيمُد لها حُمرتها تُخبئها ثُم قام بِمُشابكة يَدهُما لِينطق " تعاليّ مَعي " جَرها وراءِه الي غُرفة الإجتِماع
رَمشت بإندِهاش لِرؤيتها كِبار رِجال الاعمال امامَها فإبتلَعت ريقِها بتوتُر ما إن سَحبها الي الوقوف بِقُربه على المِنصَة " اُعرفِكم على زَوجتي "
اجتَذبها الي الوقوف بِجانبه و لازال يُشابِك يَدهُما حاصِلاً على انتِباه المُتواجِدون عَدا ذاك الشاب الذي يَقوم بالرَسم بِهدوء
" جُيون سويون "
اشار على امرأته التي ابتَسمت بإحراج و ارجعَت خُصلَة من شَعرِها وراء اُذنها حينَما نَهض الجَميع لالقاء التَحية عَليها
ابتَسم جُيون بِخفَة لِيُنزلها من فوق المِنصة و يَسحبها الي كُرسيه الذي يَترأس الطاوِلَة و جَذبه لها حَتى تجلِس عَليه حيثُ انخَفض هامِسًا في اُذنها " تبقت نِصف ساعَة و يَنتهي الاجتِماع ، تنتظريني ام اُنهيه الان ..؟ "
نَظرت نَحوه بإحراج لِشدة قُربه ثُم نَفت تعترِض تُشير لهُ أن يُكمِل " اكمِل لابأس ، انتظِر " هَمست لهُ ثُم التَفت تُطالع كِبار الشَخصيات امامَها
جُيون عاد الي المِنصَة مُجددًا و نَظر الي رِجال الاعمال امامَه حيثُ سَقط بصرهُ على ذَلك الامريكيّ الذي يُطالع ورَقته
خاطَبهُ بالانجليزيَة قائِلاً
" هَل السيد ديڤيد في حالَة حرجة الي هَذا كي لا يَستطيع القُدوم ..؟ "
رَفع الشاب بَصرهُ من ورقتِه حَتى وَجد سويون جالِسَة امامهُ تبتسِم على ذلك الكُرسي الدوار و المُريح للغايَة ، تَحمحم و ناظر جُيون الواقِف وراءِها
" في الواقِع اجل ، انهُ مَريض و دَخل في غيبوبَة لِذا اني اتولَى امور الشركَة حاليًا و جئتُ بدلاً مِنه " اجاب بينَما يُلاعِب القَلم بين اصابِعه النحيلَة حَيثُ رأى جُيون يبتسِم بجانبيّة " رَجل الاعمال يُنصِت بِحَذر ! لا يَرسُم "
" هُنالك مَن جَذب اهتمامي ، لِذلك " نَطق الشاب مُبتسِمًا قَبل أن يَقلب الورقَة على وَجهها خافيًا رسمتهُ ثُم وَضع القلم فَوقها
سويون لَم تكُن تفهم حِوارهم نَظرا لانجليزيتها الضعيفَة و كُل ما كانَ يَهمُها هو النَظر الي وجوه الشَخصيات امامِها بِتمعُن شَديد ، اُعجبت بوجود النِساء مِن ضمن الحُضور حَيث بدا عليهن القُوة و السُلطة و ذلك جَعلها تتمنَى لو تُصبح رائدة اعمال يومٍ ما
شابكَت يداها امامَها ما إن بدأ جُيون بالشَرح عن المُنتج الذي سيُصدر بالتعاون مع كِبار الشركات في العالِم و مِن ضِمنهم شركَة الادويَة الامريكيَة العالميَة صاحِبها لم يَحضُر فجاء نائبه و هو ابنهُ الوَحيد
قامَت بالطَرق باصابِعها على الطاوِلَة بينَما تُبوز شِفاهها حينَما بدأ يتسللُها المَلل ، التَفت نَحو زَوجِها تُراقِبه بإهتِمام و تبتسِم لِعضلات جَسدِه المُنتفخَة حَيثُ بِرزت لِعدم ارتداءه سُترته ، فقط القَميص الابيض الذي التَصق ضد عِضديه و بَرزهُما بشكلٍ مُلفت
تَلاشت ابتسامُتها حينَما تذكرَت وجود النِساء لِذا التَفت اليهن و وجدتهُن يُركِزن في ذِراعيه كُلما قام بِتحريك يديه و الاشارَة على الشاشَة
لَوت شَفتيها بِعدم رِضَى لِتنظُر نَحو السُترة المُعلقَة فوق الكُرسي ، فَكرت كَثيرًا ان تَنهض و تُعطيه اياها لَكنها شَعرت بالإحراج و بدأت بفركِ رَقبتها
لا تُريد وَضعه في موقف مُحرج مُجددًا حَيثُ راحَت تَطرُق الارض بِقدميها
ناظَرها جونغكوك حينَما بدأ احد الرِجال في اعطاء مُلاحظاتِه و رآها تُسند وَجنتها على كَفها تُناظر الورقَة امامَها ، ابتَسم و هو يُشاهد ظَهرها فَحسب ثُم عاوَد الاستِماع الي الرائِد يُومئ لهُ بالاكمال
حَملت القَلم ما إن رأت ذلك الشاب يَرسُم مُجددا و ناظرتهُ حينَما وقعَت زرقاوَتيه عَليها ، بَوزت شِفاهها الحَمراء لِتُعيد النَظر الي ورقتِها و بدأت ترسُم هي كَذلك
مَضت الكَثير من الدقائِق التي اشعَرت سويون بِشتى انواع المَلل و قررت كَره تخصص رُواد الاعمَال ، سَتبقى طَبيبة كَما هي ، او رُبما مُحققة ..؟
خَتم جُيون ذلك الاجتِماع حَيثُ بدأ الجَميع بالنُهوض و الرَحيل ما إن طلب مِنهم ذَلك لَكِن هي لم تنتبِه لشدَة انغماسِها في الرَسم حَتى شَعرت بانفاسٍ ساخِنَة تُداعب بَشرة عُنقها من الخَلف
ارتَعش كيانُها حينَما لف جُيون ذِراعيه حَول الكُرسي من الوراء لِيضعهما بالقُرب مِنها و الهَمس بِمُحاذاةِ اُذنها " اشتقتُكِ "
" جُيون عيب نحن في الاجت.. " رَفعت رأسِها لِتُناظر الانحاء فَوجدت القاعَة فارِغَة تمامًا ، زَفرت بإرتِياح و لَفت برأسِها لِمن خَطف قُبلة مِن انفِها بِمجرد استدارتِها " كَيف قررتِ فعل هذه المُفاجاة الجَميلة و المجيئ ..؟ "
" لاني اشتقتُ اليك ! و اردتُ رؤيتك باسرَع ما يُمكن فلم انتظِر عودتك الي البيت مساءًا لانك قُلت لي ستتأخَر " قالت مُوضحَة بإبتِسامَة خافِتَة
" صحيح ، الليلة لديّ مُناوبَة في المُستشفَى ليلاً ، لم اكُن لاذهب لكن هُنالك عمليات عليّ اجراءُها لقد طُلبت بالإسم لِهذا " رَدف مُستاءًا انهُ سيبتعِد عنها مساءًا لِيقترِب مِنها و يُمسك يَديها " لكن بِمُجرد ان اُنهي عملي سآتي اليكِ باسرع ما يُمكن ، حسنًا ؟ "
اومأت لهُ ايجابًا مُشكلَة ابتِسامَة رقيقَة " انت تَعلم اني لا اُطيق فُراقك صَحيح ؟ " هَمست لهُ لِتَجده يومئ بالايجاب " لديّ خَبر ساخِبرك بِه ، في الواقع هُم ثَلاثة ، واحِد جَميل جدًا ، و الثاني لا اعلَم ان كان جَميل ، اما الثالِث فهو سَئ جدًا جدًا جدًا " رَدفت بِحُزن حينَما تذكرَت الخبر الثالِث
اشارَت بالأول لقاءِها بأبيها ، الثاني حَملُها ، امَّا الثالِث مَرض ايڤا
هي قررت اخبارِه بما رأت في غُرفتها كَي يَجد لها علاجًا فَمن الواضِح انها تُخفي الأمر عنهُم و ذَلك ليس في مَصلحتِها
جونغكوك عَقد حواجِبه و قَد ظَهر عَليه القَلق انتِسابًا لأخِر ما قالته " هل هُنالك خَطب ..؟ " هَمس يسألها ليجدها تقترِب مُعانقَة اياه بِقوَة " الخَبر الثاني قد لا يُعجبك ، لَكن ارجوك لا تَكُن قاسيًا فانا ايضًا صُدمت ، هو ليسَ لهُ ذنب "
" سويون انتِ تُقلقيني ..؟ " هَتف بَعدما اوقفَها ما ان كانَت جالسَة و حاوَط ظَهرِها يَمسحُ عَليه بِرفق ، رآها تبتعِد و تُناظر كُحليتاه " و الاهم مِن ذَلك كُله ، تأكد اني في صَفك " هَمست له لِتُسند جَبينهُما
قام بِتقبيل انفِها الذي يُقابِله و همهم لَها ايجابًا " اذًا لنبدأ بالخَبر السَئ ثُمَّ الاقل سوءًا يَليه الاجَمل ! كي نختِم السوء بالجَمال " هَتف لَها بينَما يُرجِع شَعرها للوراء يُلاطِف اذنِها باصابِعه
ابتَلعت ريقِها بِتوتُّر و بَدأت مَعدتها تضطرِب " ف..في الواق..الواقع " ازدرقت لِعابها العالِق في حُنجرتها لِتتشبث في عُرض مَنكبيه تَراهُ يُطالعها باهتمام و تَركيز بالِغ " نعم يا حُلوتي ، انا اُنصِت " اومئ لها بالبدأ
حينَما واشكَت على الحَديث اغمَضت عُيونِها ما إن دَخلت ريڤين بعد طَرق الباب لِمَرتين و قالَت " سيد جُيون لقد طلبتُ الغداء الي مَكتبِك و وضعتُ السيدة في الحِساب ، بامكانك التَوجه الي هُناك قَبل ان يَبرُد "
التَفت سويون بِرأسها الي ريڤين التي انحَنت الي سيدِها بإبتِسامَة و تَلاقت عَيناهُما ، خَرجت السكرتيرَة بِهدوء و قام جُيون بانتِشال سُترته من الكُرسي و ارتداءِها قائِلاً " اذًا ما رأيك ان نتحَدث بالامَر بعد الغَداء ..؟ "
اومأت لهُ زامَة شِفاهها ، لَحقته حينَما مَسك بيدِها و اخذها الي الخارِج يِرفقته اينَما حَصل كليهما على اهتِمام الموظفين مُجددًا و هُم يُمعِنون النَظر بامرأته
دَخلا سويًا الي مَكتبه ذا المِساحة الشاسِعَة حيثُ اُبهِرت زوجته التي تَمشت بِتروٍ تتفحَّص الجَمال المِعماريّ الذي تَجسَّد في زوايا تلك الحُجرة الضَخمة
ابتَسمت تُطالِع مَكتبه الابيَض بِتداخل اللون الاسوَد و الرماديّ ، نَظرت الي صُورة المُعلقَة مع ايڤا و بَقية عائلته حَيثُ تقدم مِنها و حاوَطها من الوراء هامسًا " نحنُ بحاجَة لالتقاء صُورة عائلية اقومُ بتعليقِها ، المُشكلة انا اغار ان يَتأملكِ كل مَن يَدخُل الي هُنا "
الفَتها اليه لِيَضع يَديه على أكتافِها حيث أكمَل بالنَظر في عَسليتَيها " بَدوتِ جَميلة كانكِ خُلقتِ للتأمل ! " هَمس لها بِما اضحَكها
" من يَسمعك تُغازل يُقال انك عاشرت مِئات الفَتيات ! من اين تَجلب كُل تلك الكَلِمات ..؟ " قالَت بينَما تَعبث بازرار قَميصِه مُختلسَة نَظرات خَجلة مِن عُيونه ، رأته يَرفع كُحليتاه عاليًا يُمثل التَفكير بِتبويزِه لِشفاهه " هممم "
اخَفض كُحليتاه لَها مُجددًا و اردَف بإبتسامَة دافئَة " لَقد كانَت لديّ طاقَة و شَغف حُب كَبيران جَمعتهُما طيلَة العُمر لكِ ، لِهذا انا اندفعُ مرة واحدَة نحوكِ ، فهمتِ ؟ " انحنى لِتقبيل جَبينها بِهدوء
زَمت شِفاهها تُحاول السيطرَة على وِسع ابتِسامتها فرأته يَتجه لِوضع الستائر على نوافِذ المَكتب المُطلة على الموظفين الذي يُناظِرونَهما بإهتِمام
قامَت هي بِإزالَة مِعطفها الأسوَد لِتضعهُ فوق الاريكَة فَسمِعت زَوجِها يُصفِّر من وراءِها بِمُجرَّد ان رأى فُستانِها الاحمَر القَصير
بَدت في قِمة اُنوثِتها مع الأحمَر الذي ابرَز بياضِها بشكلٍ أسرَّه
التفَتت اليه بإبتِسامَة مُقترِبة منهُ بِخطواتٍ هادئَة الي ان مَسكتهُ من يَده و جَذبتهُ مَعها نحو الطاوِلَة " هيا انا جائعَة اُريدُ الاكل "
" انتِ اتيتِ الي هُنا متعمدَة اغراىي همم؟ اعتَرفي " قال يُناكِفها بينَما يضع عَيناهُ على عُري فِخذيها بِمُجرد ان نَزلت و ارتَفع فُستانها اكثَر
ناظرتهُ بينَما تُبعِد الاغطيَة عن الأكل و تَبتسم ، قامَت بِقضم شَفتها السُفلى مُتعمدَة جَعلهُ يَهتاج و هَمست " رُبما ..؟ "
" سويون نحنُ في المَكتب ! " قال يُحذِرُها لِيقترِب ماسِكًا جوانِب انفها فقام باعتِصارِه " ياا جونغكوك " صاحَت لِتبعد يده و تَعبس تُناظره بانزِعاج
" هيا كُل! املئ بطنك و كُل " رَدفت بينَما تضعُ الارز في الملعقَة و تَحشره بين شِفاه زَوجِها الذي ابتَسم بِخفَة على ردِّ فِعلها
بدأ بِتناول الاكل مَعها و مُشاركتها بَعض الاحاديث بِخُصوص دراستِها و عَملِه ، كانَت تتعمُّد الالتِصاق بِه و البقاء باقربِ مَسافة منهُ ، لا تودُّ تَركه البتَّة و لو لِثانيَة واحِدَة فبشكلٍ ما مَشاعِرُها هذه الفترَة تفيضُ نَحوه
طيلَة الوَقت يَنتابُها شُعور انها تودُ البقاء بِجانبِه
هي أنهَت اكلُها قَبله و قامَت بإسناد وَجنتِها على كَفِّ يَدِها تُناظِرُه بعينين عاشقتَين و هو يتناوَل طَعامه بِهدوء و كُل ابتَلع لُقمَة خاطِبها بِوتيرَة صَوته التي تُعانق مَسمعها بِحُب لم تَعهدُه سابِقًا
هو واصَل حَديثِه و جَفل حينَما رآها تقترِب لتضَع قُبلة فوق شِفاهه دونَ سابِق انذار حيثُ قاطَعت حَديثِه بِذلِك ، نظَر بِداخل عَسليتَيها لِيقوم بِوضع عيدان الأكل بداخِل الطَبق و يُسند وجنتهُ على كَفه مِثلما تَفعل هي تمامًا يُبادلها جَلسة التأمُل تِلك
" من يراكِ يقولُ انكِ حامل تتأمل زَوجِها ليكون ابنُها نُسخَة منه " قال مُمازِحًا مَن انقلَبت ملامِحها و جَلست باعتِدال مُتحمحمَة " يشأن ذَلك ، جُيون " نَظرت بِداخل كُحليتيه لِتقرب يَدها تُمسك بِخاصتِه الضَخمة
" ساُخبرك ، هل انت مُستعِد ؟ " هَمست لهُ
اومَئ لها و اخَذ كأس العَصير يَحتسي منهُ قَبل ان يُنشف شِفاهه بالمِنديل مُعطيًا اياها كُل تَركيزه ، اغمَضت عُيونِها تَستجمعُ انفاسِها بِبُطئ ثُم فَتحت عَسليتَيها قائِلَة بِصوتٍ هادئ " الخَبر الأول ، انهُ بِخُصوص ، ايڤا "
" ايڤا ..؟ " عَقد حواجِبه يُطالِعُها بِعدم فَهم فسأل " مابِها ايڤا ..؟ "
بَللت سويون شِفاهها تُلملم شِتاتها لاخبارِه بِحقيقة مَرض ابنتِه التي قَد تُصيبه بِنوبة شَديدة من الحُزن ، شَدت على يَدِه بقوَة و اتمَّت " ايڤا ، البارِحَة كنتُ في غُرفتِها و رأيتُ شَريطًا من الادويَة اسفَل سريرها ، لابد انها كانَت تُخفيه عَنا لِسببٍ حتمًا هو كَي لا تُثير قَلقنا ، لَكن الامر ليسَ لِمصلحتها بَتاتًا "
" شَريط من الادوية ..؟ تابِع الي ماذا ؟ " استفَسر مُستفهِمًا بينَما يُصغي إليها مُهتَّمًا ، كانَت امرأتهُ على وَشك اجابتِه لَولا رَنين هاتِفه الذي جَعلهُ يُخرجه مِن جَيبه مُلقيًا نَظرةً على المُتصِل " انه الطَبيب سيو " هَتف مُستغرِبًا
سَحبت سويون يَديها ما إن بدأت تتوتَّر و قالَت " رُد عليه "
" لا بأس ، ساُعاود الاتصال به لاحِقًا ، انتِ اكملي " قال نافِيًا و واشَك رَفض الاتِصال لولا إصرار زَوجته التي رَدفت بإبتِسامَة هادِئَة " لابأس حَبيبي ، رُد عَليه همم ؟ "
تَنهد لاصرارِها ليُهمهم و يُجيب عَلى المُتصل بِهدوء حَيث صَدر صوتُ الطَبيب قائِلاً " سيد جُيون ، هل يُمكننا ان نَلتقي باقرب فُرصَة ..؟ "
" هل مِن خَطب ..؟ ام ان هُنالِك حالات بِحاجة الي تَشخيص مُستعجل ؟ " سأل بَعدما قام بِتدليك جَبينِه يَزفِر انفاسُه بإرهاق تَحت نَظرات امرأته التي وَقفت على رُكبتيها فوق الاريكَة و توجَهت للإستِقرار وراءِه
قامَت بِوضع يَديها على أكتافِه و بدأت بِتمسيدِها بِلُطف تُنصت الي الطَرف الأخر يَنطِق " هُنالك بضع حالات لَكن توليتُ امرُها ، لكن الامر هَذه المرَة يخُصك ، انها مُتعلق بابنة حَضرتك "
ابتَلعت سويون ريقِها لِتجد الاكَبر يَرفع رأسُه لها يُناظِرُها مُتعجبًا " مُتعلق بايڤا ..؟ حقًا ..؟ حسنًا متى يُمكنني رؤيتك ؟ " قال مُخاطِبًا الثاني لِتحيط الصُغرى عُنق زَوجها و تحتضنَه من الورَاء
" حسنًا " أغلَق الخَط مُباشرَة و مَسك بِذراع زَوجته التي تحتضِنه بِها يُمسدها بِلُطف " مابِه هو ايضًا يتحدث عن ايڤا ؟ ما الخَطب ؟ " نَطق مُستفهِمًا
سويون جَذبت ذِراعيها عَنه لِتعود الي الجُلوس بِجانبه و تُطالِعه " اظنُ انهُ عليك سَماع ذلك مِنه " قالَت لهُ بَعدما بدأت برؤيَة تعابير الشَك ترسُم مَعالِمُها على وَجهه حَيثُ كوَّن عُقدة مابين حواجِبه " ه..هل يُعقل انه مافي بالي ؟ "
" متى حَدد الطبيب موعِد ..؟ " رَدفت مُستفسِرَة لِيُطالع الساعَة التي تُعانِق رِسغه قَبل ان يُجيب " بَعد نِصف ساعَة ، اظن عليّ الذَهاب الأن ، انا قلق " استقام جاذِبًا سُترته من ظَهر الكَنبة
فَعلت سويون المِثل بَعد أن حَملت مِعطفها و لَبسته " هل سَتكون بِخير ؟ هل آتي مَعك ؟ " سألته بَعد ان وَجدتهُ يَتوجه لأخذ قُفزاتِه من فوق المَكتب و يَعود اليها " اظنُ انهُ عليك الذهاب الي البيت بدلاً "
رافَقها الي الخارِج و طَلب من ريڤين الغاء جَميع مواعيدِه الي اليَوم ثُم نَزل الي بَوابة الشركَة مع زَوجتِه التي قام باحتِضانِها من الجانِب يَعبُران ذلك الباب الضَخم حَيث يَقف الحارِسين
لَفت سويون رأسِها ناحيتهِما لِتقوم بإخراج لِسانها لَهُما و هي بين ذِراع زَوجِها الذي فَتح لها باب السيارَة حينَما رَكنها جيكوب امامَ الشَرِكة ، رَكِبت و أخذ جُيون المفاتيح لِيصعد بالقُرب مِنها مُديرًا المِقود
•••
لَكِنها تَوقفت مَكانِها حينَما سَمِعت صَوت والِدتُها يَتسللُ الي اُذنَيها ، تسمَّرت فوق تلك الارضيَة الخَشبيَة تُنصت الي تِلك الحُروف التي تُخاطِبُها
حَيثُ كان ذات التَسجيل الذي ارسَلهُ لها في دبٍ مَحشو سابِقًا و قام جُيون بالتَخلُص مِنه كي لا تَسمعه
" مَرحبًا ايڤا ، هَذِه انا اُمِّك ايما ، حينما تَكبرين سَتستمعين الي هذا التسَجيل لانهُ لن اكونَ في قُربك آن ذاك لاخبِرك بهذا الحَديث مُباشرَة ، اريدُكِ ان تَعرفي انَّ اُمكِ تُحِّبُك بشدَّة ، امُّك قد يُقطع رأسُها و عند إذ لن يتمكَّن كلانا من النَجاة ، لَكن لَدي أمل أن انجوا فوالِدُكِ وَعدني ان نتزوَّج ، جونغ ووك لَن يَكذِب عليّ اليسَ كذلك ..؟ هل انتِ سعيدة مع والِدك الأن ..؟ كيف حال عمكِ جونغكوك هل قَلبه بِخير ..؟ لابد انهُ سيكونُ تزوَّج و انجَب الكَثير من الاطفال الذين يُشبهونَه و نَسى أمري ، اريدُكِ ان تعيشي بأمان و سَعادَة ، لا أعلم لما اُخاطبك بصيغَة فتاة فلازلتُ لا اعرف ماذا أحمل ، لَكن قلبي يشعرني انكِ اُنثى و سَتكونين أجمل امرأة رأتها عَيناي ، اهتمي بِنفسك صغيرتي ، امكِ تُحبك ارجوكِ زوري قَبري كثيرًا ، وداعًا اميرتي الصغيرَة "
أنصتت الي كُل حَرفٍ يُقال بِعنايَة تامَة و قَلبُها قد بدأ يَضطرِب ، قامَت بإمساك رأسِها تُفكر في مَعنى ذلك التَسجيل
لِما قالَت والدك جونغ ووك بدلاً مِن جونغكوك ..؟
مامعنَى كيف حال عَمكِ جونغكوك ..؟
حينَما وَجدها جونغ ووك عَلى وَشك السُقوط هَرع إليها و اسنَدها مِن وِسطها كَي لا تَقع ثُم اجتَذبها لِلجلوس على الاريكَة يمُد لها بكاسٍ من الماء
مَسكتهُ بيدٍ ترتعِش و الدُموع احتَضنت بؤبؤتَيها " م..ماذا ي..يعني ذلك ؟ " هَمست بِصوتٍ مُختنق لِتناظر جَدتها " ل..لما قالَت عمك جونغكوك ؟ ما..ماذا كانت تَقصد ؟ جدتي " تَحدثت بِغصَة و الماء بدأ ينسكِب من الكأس لشدَة ارتِجافِها
جونغ ووك جَلس يُقابِلُها مُجددًا و نَطق لافِتًا انتِباهها " ما سَمعتيه تَسجيل صَوتي تَركتهُ لديّ امكِ لاعطيه لك قبل أن يتدخَّل جونغكوك و يُجبرها على الزواج مِنه "
" ي..يجب..يُجبرها ؟ " هَمست و الدُموع بدأت تتساقَط مِن جُحورِها بِعدم فَهم ، نَظرت في عينيّ مَن اومئ مُمثلاً الحُزن حَيثُ نَطق " حينَما سافر الي كوريا و عاد بَعد عام عَلِم بَحملِها مِني و جُن جنونَه ، لقد فقد صَوابهُ كُليًا و اصابهُ جنون التملُك و توجه الي والدها ليُخبره ان الجنين يَتبعه كي يَتزوجها "
نَفت ايڤا تعترِض ما يُقال عن مُربيها ، بَل هو أبيها
" ل..لا ، اب..ابي لا يَفعل ذلك ، بينهُ و بين امي قصَة جَميلة ، مُستح..مُستحيل " اعترَضت بَعدما رَفعت يَدها تضعُها على قَلبِها الذي اهتاج لِما سَمعته و بات يُؤلِمُها
" بلى صَدقيني ، ستخبرُكِ امي بِما فعلهُ " رَدف مُشيرًا على والدته التي اومأت و دُموعها لا تَتوقف كَخاصة ايڤا " ص..صحيح جونغكوك آن ذاك فقد صَوابه و بدأ يصيحُ كالمَجنون انهُ لا يَرغب بِلمح طَيف جونغ ووك ، و قد أصر على الزواج مِن ايما رُغمًا عن الجَميع ، و ان جَلبنا سيرة أخيه جُن و بدأ بِتكسير كُل ما حَوله و للأن انتِ تعلمين ما يَفعله ان سَمع بسيرتِه "
اومَئ جونغ ووك ايجابًا يَصفُّ غَضب جونغكوك مِن خيانته لهُ في صَفه حَيثُ نَطق بِقَهر " تعدَى عليَ بالضَرب و سَرقها رُغمًا عني ، قال انهُ الاذكى و الأحقُ بِها مني! و انهُ احبها اكثر على الرُغم من انها احبتني بدلاً "
ايڤا تُنصِت دون اجابتِه ، تُخفِض رأسِها بينَما تُحرك رأسها الي الجِهتين تُنكر كُل تلك التُهم الي مُربيها ، يَستحيل أن يَكون كَما يصِفانِه
صَحيح انهُ يُصبح مَجنونًا حينَما يغضَب ، لَكنه حَنون دافِئ خِلاف ذَلك
" اب..ابي مُستح..مُستحيل ان يفع..يفعلها "
" يا بُنيتي ، والِدك الحقيقيّ عانى كَثيرًا لِيصل اليكِ ، جونغكوك كان انانيًا بِمنعكِ عنهُ ، لَم اكُن ادري الحَقيقة و إلا ما سَمحت لهُ بتفرقتكُما ، يبدوا ان الدلال و الاهتِمام الكثير الذي مَنحته له انا و جَدك افسدهُ و جَعله يسرِق كل ماهو لِغيره ليحَظى به لِنفسه " هَتفت جونغهيون بِحُزن بينَما تمسحُ على شَعر مَن تَحني بِظهرها للامام تُمسك بِقلبها الذي يُؤلمها بشدَة و تُنفي
" ل..لا ، هو لا يفع..يفعلها ، ان..انه اب..ابي ، جونغ..جونغكوك اب..ابي " جَسدُها يَرتجِف بشدَة كَما أن بَشرتُها شُحِبَت و اضحَت خاليَة من الدِماء ، جونغهيون ناظَرتها بِقلق لِتُعيد النظر الي جونغ ووك الذي تَقدم لِلمس يَديها " ا..انها بار..باردة للغايَة ! " هَمس
سَحبت ايڤا يَديها عنهُ لِتضعهُما على اُذنيها بينَما ترتعِش " ا..انه لا يفعلها ، توقفا عن قَول ذلك ، تَوقفت عن نَعته بِصفات سيئَة ، ابي يُحبني " صاحَت بِهما بينَما تَخبط بِقدميها الأرض و تُغلق مَسامِعها
جونغ ووك ابتَلع ريقِه نافِيًا لِيقول " ا..انها الحق..الحقيقة ، انا و..والدك حقًا ، جونغكوك كان يُربيك و يُحسن تَربيتك لِشعورِه انهُ امتلككِ كامكِ ، صَدقيني انهُ مريض ، لكن ماذنبي انا ان اُحرم منكِ ؟ كان يَستطيع ان يَتزوج و يُنجب لنفسه طفلاً بدلاً من سَرقة ابنة اخيه "
مَسك بيديّ الصغيرَة التي تُغطي اُذنيها يُخفضهما بِبُطئ بينَما يُطالِع عيونِها الدامِعَة " ا..انتِ تَخُصيني " هَمس لَها
حَدقت ايڤا في عُيونِه لِبُرهَة تُنصت الي نَبضات قَلبها العالِيَة بِشدَة للدرجَة التي جَعلت انفاسِها تضطرِب ، سَحبت يَديها لِتضعهُما على نابِضها بِوجع
" ا..انه يُؤ..يؤلم " هَمست لتبدأ بِرؤية صُورة والدها البيولوجيّ مُشوشَة بالكامِل ، ابتَلعت جونغهيون ريقِها بِقلق تَندهُ باسم الصغيرَة التي لا تَستجيب فَقط تُناظر جونغ ووك بِوجهٍ شاحِب بدا خالِيًا من الحَياة
ثانِيَة ، ثانيتان ، ثَلاث
و سَقط جَسد ايڤا امامهُما فاقِدَة الوَعي تمامًا
•••
يَجلس جُيون أمام الطَبيب الذي قام بِتشخيص ايڤا بِمرض فُتق القَلب و اعطاءِها خِيارًا لاخبار والِدها لكنها رَفضت
آن ذاك لم يَتمكن من كَتم الامر اكثَر كي لا تتأزم حَالتها الصِحيَة لذا قَرر مُصارحَة والِدها الذي يُحاول مُنافيَة شُكوكِه و تهدأة رَوعِه
" دكتور جُيون ، قَبل اسبوعين تَقريبًا أتت اليّ الانسَة ايڤا و هي تُعاني من آلام شَديدة في الصَدر فَقُمت بِجعلها تَخضع لِفُحوصاتٍ طبيَة و للاسف النتائج لَم تكن الي صالِحها " رَدف الطبيب و هو يَمُد بِتقارير ايڤا اليه كَي يُراجِعهم بِنفسِه
جُيون مَد يدِه التي ارتجَفت غَصبًا عن ارادتِه ، بالكاد حاوَل السيطرَة على اتزانِها و انتَشلها مِنه بِقلبٍ يَخفِق بِعُنف
وَقعت عُيونِه على تِلك الحُروف التي تُشخص مَرض ابنتِه مَع صُورَةٍ اشعاعيَة لِحالة قَلبِها ، فَرَّق بين شِفاهه بِصدمَة و لَم يَشعُر الا بِتلك الدمعَة التي سَقطت فَوق التَقارير فَقد هَربت مِن قَلب أب تألم قهرًا على طِفلته
رَفع عَينيه بِصدمَة الي الطَبيب حيثُ هَمس " ما..ماذا يَعنيه هذا ؟ هي مُصابة بِثقب القلب البُطيني ..؟ " عاوَد النظر الي تِلك التَحاليل
رُبما تِلك اصعَب تَقارير يَراها في حَياتِه كَطبيب مُختص بالقَلب
تمنَّى لو انهُ لا يَستطيع فَهم تلك المُصطلحات التي سَببت لهُ المًا شَديدًا في قَلبِه ، ابنتهُ الوَحيدة مُصابَة باكثَر الامراض التي قَد تؤدي بِحياتِها
" للاسف ، و ما يَزيد الامر سوءًا أن الانسَة حامِل ، الجنين يستنزِف من طاقتِها بشكلٍ قد يُوسع من حجم الثُقب " قال الطَبيب مُستاءًا يُطالع تَعابير وَجه جُيون المُتسمِّر على الكُرسي يُعيد قراءة النُصوص مرارًا و تِكرارًا
لعلَّ هُنالك خَطأ ما ، لعلُّها بِخَير
قَلبُ ابنتِه بِخَير
رَفع كُحليتيه المُحمرَة الي وَجه الطَبيب الذي اكمَل بأسَى " الانسَة ايڤا لا يُمكنها أن تَحمل ، و الا هي سَتفقد حَياتِها اثناء ولادتِها ان لَم يَكُن قَبل "
" ت..تفق..تفقد حَيات..حياتها ..؟ " رَدف مُنصدِمًا حينَما عاد به الزَمن الي الورَاء ، الي اليَوم الذي ماتت فيه ايما جرَّاء مَرضِها و هي تُنجب ايڤا
ارتَعش بَدنهُ بِخفَة و التَّف العالَم بِه ، هو إستقام مُغادِرًا حُجرة الطَبيب الذي اخبَرهُ انها بِحاجَة الي عَملية مُستعجلَة و أن عَليها اجهاض الجَنين للحِفاظ على حَياتِها
وَقف امام حُجرة الطَبيب مُمسِكًا قَلبه الذي وَخزه بِوجَع على الوَضع الذي اصاب طِفلته " ك..كيف لم اش..اشك بالامر سابِقًا ؟ "
" ذلك الشِحوب و ازرقاق الشَفتين لَم يَكُن بسبب الحَمل ، ب..بل الحَمل جعل الاعراض تَظهر عَليها " هَمس لِينهار جَسدُه عَلى ذَلِك الكُرسي في المَمر يُمسِك برأسِه بِصدمَة " ه..هي لازالت صغيرَة على تَحمل ذلك الالم "
تَجمعت الدُموع في عَينيه بِمُجرد شُعوره بِسكاكين تُغرس في صَدرِه " طفلتي لازالت لم تُغلق العِشرين بَعد ، ه..هي طِفلة " رَدف بإنكِسار لِيُخفي وَجهه بين يَداه مُحاوِلاً إستِجماع نَفسه
نَهض مِن فوق الكُرسي ماسِحًا دُموعه التي تشكَلت عند اطراف عُيونه ، قَرر العودَة الي القَصر و مُواجهَة ايڤا لِيرغِمُها على خَوض تلك العَملية و التضحيَة بالطِفل فَهي لَديه أهم
نَزل الي الطابِق السُفلي و تَوجه الي مَخرج المُستشفَى ، كانَ سيُغادِر لولا أنَهُ لَمح والِدته تَقفُ عند الطوارِئ و تبكي بِحرقَة
قَرن حواجِبه و رَكض مُسرِعًا اليها يحتضِن ذِراعها حَتى يُديرها نَحوه " ا..امي ؟ مابكِ ..؟ " سألها بِقلق
ناظَرتهُ جونغهيون بينَما تُشير بيدِها على ذَلك السَرير الذي يَجتمعُ حَوله الأطباء و المُمرضين " ا..اي..ايڤا " قالَت بِبُكاء جَعل الدَم يتجمَّد في عُروقه
اَفلتها و سار مُهرولاً الي ابنتِه التي يُحاوطها الاطباء مِن كُل النَواحي ، وَقف عند رأسِهم يُناظِر الطَبيب يُحاول اسعافِها و فِعل انعاش يَدوي لِقلبها الذي انخَفضت نَبضاتِه
تَوسعَت كُحليتاه بِصدمَة بِمُجرَّد ان سَمع صَوت تَصفير الجِهاز أعلاه بِتوقف مَضخة دَمِها عن النَبض لِيُنفي " ا..مُست..مُستحيل ! "
هَرول نَحوها دافِعًا ذَلك الطَبيب الذي يُنعشها يَدويًا فقام بإستبدال يَديه بِخاصَتيها اينَما راح يَضغُط بِكامل جِهده لعلَّ قَلبُها يَستعيد نَشاطُه
نَظر الي مَلامِح ابنتِه الشاحِبَة و وَجهِها الخالٍ مِن الحَياة
اعتَرض نافِيًا لِتمتلئ عُيونه بالدُموع " مُستحيل ، انهَضي " صَرخ بينَما يَضغُط بِكامل قُوته دون جَدوى ، قَضم على شِفاهه بِحرقَة لِيصرُخ باعلَى صَوته
" اعطِني جهاز الصَدمات الكهربائي "
مَد له المُمرض الصاعق الكهربائي لانعاش القَلب ، قام بِفركه بِبعضه طالِبًا قُوَة 200 ثُم وَجهه على صَدر طِفلته بادِئًا بِصعقِها
انتَفض جَسدُها جرَّاء تِلك الصَعقة تَليها واحدَة اُخرى و جُيون يُتابِع الجهاز لِنبضات القَلب بِعَينيه ، ابتَلع ريقِه بِهَلع لِيُسدد لها الصعقة الثالِثَة
لازال قَلبها لا يُحدث استجابَة ما جَعله يَصرُخ مُغتاضًا مُحدِقًا بِها بِغضب " هل هَكذا قررتِ الذهاب و تركي ..؟ هل سَتفعلين مِثلما فعلت اُمكِ ..؟ " صَاح مُحترِقًا بينَما يأمُر بِتقويَة الصَعقات
قام بِتوجيه صَعقة رابِعَة و حينَما اتى للخامسَة مَسكه الطَبيب نافِيًا " دكتور ، هذا يَكفي " هَمس لَهُ لِيجذب جُيون ذِراعه عَنه صارِخًا به " ابقَى بعيدًا ، انها ابنَتي ، هي قِطعة مني هذه "
واشَك على اعطاءِها الصعقَة التاليَة لَولا رُؤيته للجهاز يُعيد رَسم التخطيط الطبي مُجددًا و تَنفُّس الصغيرَة التي شَهقت فاتِحَة عُيونِها
فَتحت كُحليتيها على وِسعهما تُطالِع السَقف ، بَصرُها كان مُشوشًا لِلغايَة حينَما نَقلتهُ الي وَجه جُيون الواقف قُبالتها يُناظرها بِعدم تَصديق
" ا..اب..اب " هَمست بِصوتٍ مَبحوح لِتجده يُسرِع للامساكِ بيدها و تَقبيلها بِلهفة بَعدما وَضع الثانيَة على شَعرها يَمسحُ عليه بِلُطف " روح اباكِ ، ا..انا هُنا ، انا هُنا من اجلُكِ " هَمس لَها و الدُموع تُغرق كُحليتيه
لِوهلَة احسَّ انهُ سيفقِدُها الي الأبَد ، انتَابهُ شُعور قَسمهُ الي نِصفين
" ر..راو..راود..راودني ح..حل..حلم بش..بشع " هَمست بِتَعب تَشعُر مع كُل حرفٍ يُغادِرُها يستنزِف من طاقتِها اضعاف
قَربها اليه لِيقوم باحتِضانها بِقوَة ماحيًا اي مسافَة قد تَمنعهُ عَنها ، ضَغط عليها بين ذِراعيها يَكتُم بُكاءه لِحالِها " ا..ان..انا هُنا ، لا تَخافي " هَمس لَها
نَظرت الي جونغ ووك الواقِف وراء جُيون حَيث تَذكرت آخِر ما حَدث ، اسنَدت رأسِها على كَتِف من يَحتضِنها قَبل ان تَقع مُغمًا عَليها مُجددًا
•••
نُقلت ايڤا الي غُرفَة في المُستشفَى بعد أن تم ايصالُها بالاُكسجين و مَحاليل طبيَة تُغذيها ، كان جُيون يَسيرُ ذهابًا و ايابًا بِتلك الحُجرة بِرفقة والِدته التي لا تَكُف عن البُكاء حينَما علِمت بِمرض حَفيدتِها و بِحملها كَذلك
" ل..لما لم تُخبرنا انها مريضَة ..؟ ما ك..كنت لافعل ذَلك ان ع..علمت ، ما كُنت لاصدمها " قالَت جونغهيون بينَما تُناظِر وَجه ايڤا الشاحِب الخالٍ مِن دماءٍ تَمُّده بالحَياة ، جُونغكوك وَجه بَصرُه نَحو امِه مُستغرِبًا " مالذي تَعنيه بِما كنتِ لتفعلي ذَلك ..؟ انتِ بما صَدمتيها ..؟ "
جونغهيون رَفعت عُيونِها الدامِعَة الي طِفلها الواقِف امامَها يَقطِب حواجِبه بعدمِ فَهم ، قَبل أن تنطِق حَرفًا وَجد الباب يُفتح و يَدخُل مِنه جونغ ووك
اهتاجت مَشاعِره بِمُجرد أن رآهُ يَخطوا الي الداخِل " انت ! مالذي تَفعله هُنا ..؟ " هسهس بِغَضب لِيقترِب منه يُمسكه من ياقته و يَخبطه بالجِدار بِعنف " ماذا اخبرتُك ؟ الم اُخبرك اني ان رأيتُك ساقطعُ براسك ايها الحُثالة ؟ " زَمجر بِه بِحدَة جَعلت الاكبَر يستغِّل انفعاله لِصالحه امام والدتهما
" مابِك جونغكوك ؟ انا اخاك ، اخبرتُك ان تُبعد ذلك الحِقد بعيدًا لما لا تَفهم ؟ نحن اخوَة " تَحدث مُستعطِفًا والدته التي دَنت تُحاوِل ابعاده عَن شقيقِه قائلَة " جونغكوك يَكفي جُنون ، انه اخاك الاكبَر احترمه ! يَكفي انانيَة "
" انانية ؟ اُمي ابتعدي انتِ لا تَعرفين شيئًا " نَبس بِحدَة يُخاطب امِه التي وَقفت بينهُما تُدافع عن ابنها الاكبَر الذي في نَظرها هو مَظلوم
" تَوقف !!! توقف عن هَوسك و حُبك للتملُك ، توقف عن سرقَة حياة اخيك " صَرخت بالاصغَر الذي صُدِم بَحديث امِه المُوجَه لهُ ، هو فَرق بين شِفاهه لِيؤشر على نَفسه هامِسًا " ت..تقصدينني ..؟ "
" اجل أقصِدك انت ، انك السبب في تَشتت شَمل عائلتنا ، انا و والدك افرطنا بِتدليلك لدرجة جَعلك تفرض رأيك علينا جَميعًا " صاحَت به من وِسط بُكاءها تُدافع عَمن يقفُ وراءها يَبتسمُ بِخُبث و عَيناه على شَقيقه الاصغَر
هُم لَم يكونوا عَلى عِلمٍ ان ايڤا استعادَت وَعيها بالفِعل و نَظرت اليهِم يَخضون ذَلك الشِجار بِصوتٍ عالٍ ، نَزعت قِناع الاكسجين عَنها تُطالع جونغكوك المُتسمر مَطرحه لا يُصدق حَديث امه عَنه
ثُم عاوَدت النظر الي جونغ ووك الذي يُمثل الحُزن و هو يَختبئ وراء والِدته يُناظر اخاه الاصغَر بِنظراتٍ لم تستطٍع تفسيرِها
" ا..اب..ابي " هي نَدهت بِصوتٍ ضَعيف اول مَن استَجاب لهُ جُيون الذي التَفت على الفَور نَحوها يُطالعها بِلهفَة
هَرول اليها مُسرِعًا و وَقف عند رأسِها يُخاطب عُيونها المُتعبَة " اميرَة اباكِ ، هل انتِ بِخَير ..؟ " هَمس لَها يَتفقدها بِقلق
جونغ ووك ابعَد امهُ من امامَه و نَطق ساخِرًا " يَبدوا انك فَهمت بشكلٍ خاطئ ! هي قَصدت والِدها و ليسَ مُربيها "
جونغكوك التَف برأسِه نَحوه يُناظِره بِغَضب حاوَل كَبحهُ طَويلاً " الزَم حَدك ! " هسهس يُباغثه بِنظراتٍ سامَة قاتِلَة لم تَزده الا جُرأة بِقوله كَما لو انهُ يَتحداه " هي باتت تَعرِف من والِدها الان ، اسألها من والِدها و سَتُجيبُك " نَبس مُستهزءًا بينَما يُغلق سُترته
جونغكوك عاوَد النَظر الي ايڤا بِهَلع ، يَتمنى ان ما سَمعه خاطِئ ، حَدق في كُحليتيَ طِفلته الدامِعَة و التي لِتوها رأت عُنفه مَع اخيه الاكبر سِنًا
ذَلك ما يُخبرها ان ماقاله قَد يكونُ حَقيقيًا
" ا..ايڤا ، م..من هو وال..والدك ؟ " سألها بِصوتٍ مُرتعش مال عَن وتيرة اتزانِه لشدَة خَوفِه ، انتَظر اجابتِها بِترقُب ثُم رآها تَرفع يَدها كي تُشير على احداهُما
كانَت صَدمتهُ هُنا حينَما اشارَت على جونغ ووك من وراءِه ، ادار برأسِه يُناظِر اخيه الذي عَلت ملامِحه ابتِسامَة نَصرٍ و مَكسبٍ في نَظره عَظيم
اما عَن جُيون فاستَطاع سَماع صوت قَلبِه و هو يُكسَر و يتحطَّم لاشلاءٍ كَثيرة جَرحت ما بِجوار نابِضه ما سببت لهُ نزيفًا يستنزِفه من الداخِل
نَظر الي ايڤا التي اخَفضت يَدها بِتعب و قالَت بِنبرة مُتعبَة " ا..انا عل.علمتُ بالحَقيقة " هَمست لهُ و قَد تساقَطت دُموعِها " ا..ان..انت لست اب..ابي "
هو لَم يستطِع التَحدُث كأن لِسانه شُلَّ و تَجمَّد ، ابقَى عيناهُ بداخِل عَيناها يُنصت الي حَديث من وراءِه " اخيرًا عَرفت طِفلتي من يَكون والِدها ، سَتعود الي احضان أبيها بعدما تم سَرقتها منه لِتسعة عشر سَنة "
كوَّر جونغكوك قَبضتهُ بِقوَّة لِيصطَّك على أسنانِه مُحاوِلاً كَبح غَضبِه ألا انهُ لم يَتمكن ، هو نَهض و التَف الي الثاني لِيقوم بِتسديد لَكمة عنيفَة اصابَت انفه
على أثرِها سَقط جَسد جونغ ووك على الأرض ما جَعله يُمسك انفهُ الدامي مُطالِعًا جونغكوك بِغَضب ، شَهقت جونغهيون بِهلع كَما فعلت ايڤا التي مَسكت قَلبها بِخَوف حينَما انخَفض الاصغر ماسِكًا بياقَة الاكَبر سِنًا يَخبطه بالجِدار بِعنف " ايها العاهِر ، ساقِط بلا كَرامة ، لِما تاتي لِتتدخل بعائلتي التي بَنيتها منذ عِشرون عامًا " صَرخ بِه بِقوَة
جونغهيون نَظرت الي هانجون الذي اتَى راكِضًا من المَنزل حينَما اخبرتهُ عبر الهاتِف عن وَضع ايڤا و قد جاءت معهُ سويون
دَخل من الباب يُطالع ابنه الاصغر يَضرِب الاكبر سِنًا و يُسدد له لكماتٍ مُتتاليَة بيد و الثانيَة يُثبتها بِها من عُنقه
سويون وقفت عند الباب تُطالعهما بِصدمَة ، شَهقت بِقوَة لِتدخُل راكضَة نحو زَوجها حَتى تُبعده " ج..جونغكوك اهد..اهدأ "
هانجون قام بإمساك جونغكوك من اكتافه يُعيده الي الخَلف حتى ازاحَه عن جونغ ووك الذي نَزف وجهه و تورَّم بشدَة " دعني اقتُله ، هذا العاهِر يود سرقَة ابنتي مني ، ايڤا تخصُني ، انها طِفلتي " صَرخ بِقوَة يُحاول رَدغ والِده الذي اومَئ لهُ ايجابًا " انها ابنتُك ، هي ابنتك "
سويون نَظرت نحو ايڤا التي اعادَت جهاز الاكسجين حينَما ضاق نَفسُها فاقتَربت مِنها تتفقدُها ، عاوَدت النَظر نَحو جونغ ووك الذي بَزق الدِماء من فَمه ضاحِكًا بِصخَب على وَضع شقيقِه " هَذا ماكُنت اتحدُث عنه ، انهُ يُصبح كالمجنون لِيُخضع الجَميع لاوامِره ، كُنتُ محقًا اُمي ، هل صدقتيني الان ؟ "
نَظر الي والدته التي تَبكِ و اشرَّ على شقيقِه " هَذا العاهِر الذي سَرق مني حَبيبتي و طِفلتي و طَردني من العائلَة بسبب جُنون العظمَى الذي يَمتلِكه ، ارايت ..؟ هل صَدقتيني ايڤا ؟ " حَدق في الصغيرَة التي تَشُد على يَد سويون بِقوَة
" مالذي تَتحدث عنهُ ايها السافِل ؟ " صاح جونغكوك بِنفاذ صَبر لِيدفع هانجون عَنه و يقترِب كَي يُمسكه مُجددًا ألا انَّ والده وقف مُنتصفهُما و نَظر في عينيّ ابنه الاكبَر " جونغ ووك ! راقِب كلامك جيدًا " هسهس له
جونغ ووك حَدق في عينا والِده بإبتِسامَة جانِبيَة و حَرك شِفاهه مُتحدثًا دون ان يَلفِظ حَرفًا حَيث تمكن الاخر مِن فَهم ما يَنُّص اليه
- إن لَم تقف في صَفي ، سافضُحك و اُخبر جُيون بكل شَئ
جونغكوك مَسح على وَجهه بِنفاذ صَبر مُبعِدًا هانجون عن طَريقِه " لا اعلَم اي كَذبة تودُ اختلاقُها ، لكن ابي يَعلم بالحَقيقة بالفِعل " نَظر نحو والِده الذي تبدَّلت ملامِحه كُليًا و وَجه سُؤاله اليه " ابي هذا السافِل لابد انه عَبث بعقل اُمي و ايڤا ، اخبِرهم بِما جَرى "
جونغ ووك اقتَرب ماسِكا بِذراع اخاه الاصغَر حَيثُ دَفعه الي الخارِج ناطِقًا " اُخرج كَفى دراما ! حينَما كُشف امرُك بدأت تُحدث ضَجيجًا ! "
سويون لم يُعجبها فِعل جونغ ووك حَيث تَركت يد ايڤا و توجهَت الي زَوجها تُمسك بِذراعه " لا تَدفعه بِهذه الطَريقة ! احترِم نَفسك " قالَت بِغَضب
نَظر جونغ ووك اليها لِيبتسم ساخِرًا " و انتِ مًقتنعَة باكاذيبه ..؟ لابد انكِ مسكينَة خُدعت بِوجهه البريئ "
ضَغطت سويون على قَبضتها بِقوَّة لِتصكَّ اسنانِها مُهسهسَة " احتَرم نفسك للمرَة الثانيَة ، الذي امامَك اشرف مِنك و من تاريخك باكملِه " تمسكَت بِعضد جونغكوك الذي مَسكها يُعيدها وراءه " سويون ابقيّ خارِج الحكايَة "
جونغ ووك نَظر الي والِده و نَطق " ابي اخبِر هذا الحُثالة باني مُحق ! اجعله يُغادر هو و امرأته تِلك فالغُرفَة امتلئت بشكلٍ خانِق "
" اسَمع ايها العاهِر " هسهَس الاصغَر لِيتقدَم راغِبًا لَكمه بِعُنف ، ما إن رَفع قَبضتهُ عاليًا مُواشكًا على اسقاطِها في مُنتصف خَد الاكبَر حَتى صُدم و تَجمد مَطرحه ما إن نَطق هانجون قائِلاً " جونغ ووك ، مُحِق "
نَظر جونغكوك الي والِده بِدهشَة و عَدم تَصديق ، اخفَض يده ليهمس " ا..ابي ! "
اخاهُ استغَل فُرصَة شُرودِه بِوالده فقام بِتسديد لَكمة اصابَت مُنتصف وَجهه بشكلٍ جَعله يرتُّد الي الوراء نَحو زوجتِه التي صَرخت بِقوَة
ايڤا انتَفض قلبُها بِهلع لِتُبعد الاكسجين مُعترِضَة " ل..لا "
نَظرت سويون نَحو جونغ ووك بِغَضب حينَما نَرف فَم زَوجِها و تورَّم " سا..سافل ، كَيف تجرؤ على مَد يدك عَليه " صَرخت لِتقترِب منه دافِعَة اياه من صَدرِه الي الخَلف " ابقَى بعيدًا عنه ، ابقَى بعيدًا "
جونغكوك مَرر ابهامِه على شَفتهُ الداميَة لِيبتسم بِجانبيَة مُناظِرًا اخاه الاكبَر " ا..انت ! تَحفر قَبرك بيدك " هَمس له لِيقترِب ماسِكًا بيد زَوجته التي واشَك الاخر على دَفعها " لا تَلمسي نَتن مِثله تَفوح رائحته ، انتِ انقَى بِكَثير "
وَجه بَصرهُ الي ايڤا التي تَذرِف الدُموع بِصَمت ، كان على وَشك الحَديث لَولا دَفع جونغ ووك لَهُ هو و زوجتهُ الي الخارِج و اغلاق الباب عَليهما
سويون رَكلت الباب بِغيض لِتصرُخ بغضَب " افتح ايها العاهِر ، ماذا تَظُن نَفسك فاعِلاً ، افتَح و واجه كالرِجال " صاحَت بينَما تَخبط الباب بِقبضتَيها
جونغكوك وَقف يُناظِر الفَراغ مُتخذًا الصَمت مهربًا لهُ من تِلك المعركَة التي يَخوضُها في دواخِله
ما يَعنيه هذا ..؟
ماذا يَعني انها اشارَت على اخيه بانهُ والِدها ..؟
و هو ..؟
تَعب عِشرون عام مِن التَربية و العطاء العاطفيّ و الماديّ و سَبب استمرارِه ، ذَهب هباءًا ..؟
بَل و اضحَى مُذنبًا سارِقًا لحياَة اخيه ..؟
و عائلته ..؟
امه و ابيه ضِده !
والِده كان يَعلم بالحَقيقة لِما نَكرها ..؟
هو تائِه يُنصِت الي صُراخ زوجتِه المُغتاضَة مما حَدث الي زَوجِها ، هي رأته يُظلم امام عَينيها و ذاك كان قاسٍ للغايَة
" ان كُنت رَجُلاً اُخرج و واجِه ، ياااا " صاحَت بِغَضب لِتركُل الباب بِعُنف فَقامت بِبعثرَة شَعرِها بغَيض ثُم استدارَت الي زَوجِها الواقِف وراءِها يُحدق بالفَراغ بِصَمت
اقتَربت منهُ و مَسكتهُ من ذِراعه هامسَة " سيكونُ كل شَئ بخير حبيبي همم ؟ ارجوك لا تَحزن " قالَت لِتقوم باحتِضان وَجهه وَسط كَفها بدفئ
ادارَت راسهُ لَها مُتحدثَة بِحُزن " لا تكتُم بِداخلك ، ارجوك يَكفي ما كتمتهُ عِشرون عامًا ، اخب..اخبرني ، انا استمِع " هَتفت بِقهَر مِن رؤية مَلامِحه التي يتكدَّسُها الهَم ، صَمته مَزقها و جَعل دُموعها تتسرَّب " ج..جونغكوك " نَدهت عليه بِبُكاء و هو لا يستَجيب
اسنَدت رأسها على كَتفِه لِتبكِ بشدَة بينَما تحتضِن ذراعه " سيكونُ كل شَئ ب..بخَير ، ارج..ارجوك تَحدث اليّ "
جونغكوك شَعر بِوخزٍ شَديد يُصيب صَدره ، رَفع يَده يَضعُها على قَلبه حَيثُ راح يؤلمه بِشكلٍ قَويّ للغايَة كالحال مَع كتفه الايسَر اينَما تتكئ سويون
قَد ثقُل عليه بشكلٍ جَعلهُ يُفرق بين شِفاهه و يَجثوا على رُكبتيه لِهول الألم ، ابتَعدت زَوجته عَنهُ تُناظره بِقلق " ج..جونغكوك ؟ ماب..مابك ؟ "
اخَفض رأسهُ بينَما يضغطُ بيدِه على قَلبه بِقوَة و يُحاول التقاط انفاسِه عَبر تفرقته لِشفاهه " ي..يؤيؤ...يؤلم " تَسربت تِلك الحُروف المُتوجعَة من بين شَفتيه بِنبرَة بَثت الرُعب في قَلب امرأته
سويون وَقفت مُسرِعَة تَبحث عن مُمرضة او طَبيب في الجِوار و ما إن نَهضت حَتى سَمِعت صَوت ارتطام جَسدِه على الارض
التَفت نَحوه لِتجده واقِع مُغمًا عَليه وَسط ذلك الممر الخالٍ من البَشر ، فَقط هُما من يَقفان في المُنتصف و زَوجُها طَريح الأرضيَة البارِدَة تِلك
شَهِقت بقوَة لتضع يَديها على شِفاهها تُراقِبه بعينين مُوسعَتين
لَم تُدرِك حِـيـنَـهـا أن زَوجِها قَد اُصاب بِـ
سَـكـتَـة قَـلـبِـيَـة
•••
7203 ✔️
تشابتر مليئ مشاعِر تقهر
اخيرًا ايڤا عرفت الحقيقة زي ماكُنتم حابين
بس عرفتها بشكل مختلف تمامًا
جونغ ووك تعمد يكذب عليها و يستغل السر عن والده حتى يلعب بحياة جونغكوك زي مايريد
لا تفكرون انه صدق يبغى ايڤا ، لا هو يبغى يسرق حياته منه فقط
الغيرة و ايش تسوي ..!
🪐 بِخُصوص الجزءية بتاعت الشركة ..؟
🪐 شايفين حُب جيون لَها ..؟
جزءية الحُمرة ..؟ اخذت قَلبي
كانت اختنا تريد تخبره بحملها بس شايفين المشاكل تتراكم عليهم وحدة تلو الثانية + كانت بتقوله عن ابوها بس زعلها منه في السابق خلاها تاجل الموضوع الين تعرف الحقيقة
و لما عرفتها و كانت بتقوله ، حدث الذي حَدث
🪐 جيون المسكين ..؟
🪐 تتوقعون ايش بيصرا في الاحداث الجاية..؟
حللوا معي الاحداث هُنا ساقرأ تعليقاتكم و ارد عليها ان شاء الله
اراكم في التشابتر القادم باذن الله
اهتموا بانفسكم ، الي اللقاء 🤍🫶🏻
.
.
.
•••
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top