Husband | 42
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء الثاني و الأربَعون 🦋
هذا التشابتر هدية على تفاعلكم في التشابتر السابِق لذا اغرِقوه بالحُب فهو طَويل بالفِعل ♥️
لِنَبدأ
•••
" انــتِ حَـــامِـــل "
ما لَفظتهُ الطَبيبة و على الرُغمِ من كَونِ شَكِ سويون قائِم سابِقًا عمَّا قالَتهُ ألا انَّه أدهَشها و جَعلها تُفغِرُ فاهِها تُناظِرُها بِعدمِ فَهم
" ح..حامل ..؟ كي..كيف حامل " قالَت بِصوتٍ مُرتعِد بَعدما إرتَجف قَلبها و إنَقبضت مَعدتُها جرَّاء ما سَمِعته ، الطَبيبة شَكلت إبتِسامَة هادِئَة و نبست " ايّ انكِ سَتحصُلين على طِفل بعد تِسع أشهُر من الأن "
حينَما أطالَت الصُغرى الرَد عليها أتمَّت بينَما تُراجِع تقارير تَحليلها " اتودين أن نُعلن السيد جُيون عن الخَبر أم تُفاتحينَهُ بِه وَحدُكِ ..؟ "
رَفعت سويون عَينيها مِن الأرض لِتضعهُما على وَجه الطَبيبة أمامِها بَعدما تَشكل سَربٌ مِن الدُموعِ في عُيونِها حَيث ظنَّت الثانيَة انها تَخصُ الفَرحة
" س..ساخ..ساخبر..ره انا " بالكاد تمكنَّت من إخراجِ حُروفِها تِلك ، تلقَت ايماءَة مُوافقَة من الطبيبَة التي تَركتها بِمُفردها و غادَرت
" ح..حامل ؟ انه ليسَ وقته " هَمست بَعدما وَضعت يَدها على بَطنها فإنسكَبت دُموعِها بِحُزن " لا الظُروف تُلائِم ان اكون حامِل ، و لا انا مُستعدَة ان اتولَّى مسؤوليَة طِفل ، لا يُمكنني الاعتناء بِه ، لازلتُ ادرُس "
" و جُيون لَن يتقبَّل الحَمل ، قَد تكون ردِّ فعله عَنيف تمامًا كَما حَدث مع ايڤا ، كَيف ساُفاتِحه ..؟ " تَحدثت بِغصَّة تَشعُر بِدموعِها تُغرِق وَجهها الذي تَبلل بالكامِل حيثُ راحَت تتكئ على مَسند سَريرِها مُناظِرَة الفَراغ أمامِها
هي لَيست سويَّة كِفايَة لِتُنجب طِفلاً و تَعتني بِه في الوَقت الراهِن
تودُّ مَنح طِفلها الرِعاية التامَة سَواء النفسيَة ام الجَسديَة لَكِن ، لازالَت رُتوش الماضي تُؤثِر عَليها ، لازالت لَم تتعافَى بَعد و ذَلك قَد يَنتُج على أثرِه تصرُّف عِدائيّ تِجاه الطِفل
هي اكثَر مَن يَعلم انها لازالَت تخوضُ رحلَة الشِفاء خاصتِها ، على الرُغم مِن رَغبتها ان تُصبِح اُم لَكِن هو لَيس الوَقت المُناسب لِذلك البتَّة
نَظرت الي هاتِفها بالقُرب مِنها حَيثُ وَصلتها رِسالَة اتضَح انها من والِدها
مَسحت دُموعِها لِتحمله بين يَديها و تَقرأ مُحتواها
- مساء الخَير سويون ، اليَوم لديَ مُتسع من الوَقت الفارِغ ، هل يُمكنني اصطحابكِ و الخُروج قليلاً ؟
قرأت حُروفِه تِلك لِترفع عَينيها تتذكَّر جَلستُها مع والِدها التي بَثَّت بِها نوعًا مِن السَكينَة ، بَدا لطيفًا و حَنونًا للغايَة مِن حَديثِه الهادِئ
اخَفضت بَصرها الي الرِسالَة و ارسَلت لهُ
- لابأس ، ساُرسل لَك عِنوانًا لتأتي و تُقلني مِنه
ارَسلت لهُ مَوقعها ثُم جَففت دُموعِها التي تساكَبت دون تَوقف حيثُ نَبست تؤنِبُ نَفسها " اصبحتِ تَبكين بشكلٍ مُفرَط ، تَوقفي و جِدي حَلاً لِهذه المُصيبَة "
" انعتُ ابني الان بالمُصيبة ؟ هل فقدتُ عقلي ؟ " قالَت ساخِرَة لِتخفض نَظرها الي بَطنها المُسطح حَيث وضعَت اصابِعها عَليه تَمسحُ بِرفق " ا..انا اسفَة ، هل جَرحتُ مشاعِرك ؟ ل..لكن انا لستُ مُستعد..مستعدَة بعد لِقدومك "
بَعد دقائِق وَصلتها رِسالة بأن غابرييل في الخارِج بانتِظارها ، قامَت بِنزع الحُقنة الوريديَة لِتضع لاصِق طبي فَوق ذلك الثُقب الصَغير و تَنهض مُتجهَة الي حُجرة تَبديل المَلابس
غيَّرت ثِيابها و ارتَدت مِعطفها لِتُغادر المُستشفَى تَجِد سيارَة سَوداء تَتبِع شَرِكة رانج روفر الامريكيَّة ، هي سيارَة احلامِها بالطَبع لَكِن مِزاجها السَئ لم يَجعلها تتحمَّس بَل توجهَت بِخُطوات رَزينَة و فَتحت الباب لِتركب بِجانب والِدها
نَظر غابرييل اليها و تعجَب مِن مِزاجها الواضِح على مَلامِحها التَعيسَة حيثُ استرسَل قائِلاً بَعدما ادار المِقود " هل انتِ بِخَير ..؟ "
" انا كَذلك " اجابَتهُ بينَما تنظُر امامَها بِعينين مُحمرَّتين تُفكِر في ايجاد حَل يُناسِبُها هي قَبل زَوجِها ، لا يُعقل ان تُنجبه و تُهمله !
هي سَتقتُل جُيون لانَهُ السَبب
غابرييل حَدق بِيدها التي تَحتوي على ضِماد صَغيرٍ مَع تجمع بَعض الدِماء الجافَة " مابِها يدك ؟ هل كنتِ مَريضة ؟ " قال قاطِبًا حواجِبه بينَما يسيرُ الي الطَريق الرئيسيّ يَختلسُ النَظرات الي ابنتِه الصامِتَة
" الازلتِ غاضِبَة مني ؟ " استرسَل حينَما طال صَمتُها لِيجدها تُوجِّه بَصرها نَحوه و تُناظِره " اين ستأخُدني ..؟ "
" اينَما تُريدين؟ اُنظري لا اعرِف كوريا جيِّدًا لكن جوجل سيتكفَّل بِنا " رَدف مُجيبًا قَبل أن يَمُّد يَدهُ لِفتح الدَرج الذي يُقابل مِقعدها ، أخرَج مِنهُ لوح شوكولا مُغلَّف بشكلٍ فَخمٍ و أنيق لِلغايَة لِيُقدمُه اليها " تَفضلي "
وَضعت عَسليتَيها الي الشوكولا لِتمُد يدها و تنتشِلُها بِحُزن ، قامَت بِفتحها و الأكل مِنها تُصارِع دُموعِها من النُزول " ش..شوكولا ، ان..انا اُحبها ، شُكرًا " شَكرته بَعدما حَشرتها بِداخل شِفاهها
" حسنًا انذهَب الي قِمة بُرج نامسان ..؟ ما رأيكِ ؟ " هَتف لِيجدها تومِئ بينما تَأكُل مِن الشوكولا بِشراهَة ، ابتَسم على مَشهدِها و هي تُوسِخ شِفاهها لِينظُر امامَه بعدَما اخبَر جوجل أن يَرسمُ له الطَريق الي البُرج
بَعد دقائِق كليهما تواجَدا فَوق بُرج نامسان الذي كانَ خالِيًا بِحُكم انهُ يَوم يُدوام بِه الجَميع ، خَبئت يَديها في جُيوبها بينَما تسيرُ بالقُرب مِن والِدها الذي أوقفها عِند مُنتصف القمَة و نَظر اليها بإهتِمام " هَل تشاجرتِ انتِ و جُيون ؟ "
حَدق في عَينيها المُحمرَة كَملامِحها و الرياحُ تُطاير خُصيلاتِها العَسليَة و تَصفعُ وَجنتيها بِبُرودتِها ، اخَفضت رأسِها بَعدما إرتَجف ذَقنها و اهتزَّت تعابيرِها التي حافَظت على اتزانِها بِصُعوبَة لِتبدأ دُموعها بالتَساقُط واحِدَة تلو الأخرَى
" ا..ان..انا " رَدفت بِصوتٍ مُهتَّز كَعيونِها التي تَرمِش بِدون اتزان ، غابرييل عَقد حواجِبه يُنصِت اليها بإهتِمام " ا..انتِ ..؟ " تَحدث يُعيرها مِن استِماعه لِيجدها تُخفض رأسِها بينَما تَضغط على أطراف مِعطفها
نَبضات قَلبها تتسارَع كَأنفاسِها التي تَخرُج مُضطربَة للغايَة
" مابكِ سويون ؟ هل ضايقكِ الي هذا الحَد ..؟ " تَحدث غابرييل مُتضايقًا مِن فِكرَة ان جُيون قَد أزعَجها لِدرجَة جَعلها تَبكِ ، لَكنها فوجِئ حينَما اجهَشت بالبُكاء بِصوتٍ عالٍ و قالَت مِن وسط شَهقاتِها " ا..انا ح..حامِل "
تَوسعت عَينيه الزَرقاوَتين مُنذهِلاً مِما يَسمع ، طِفلته حامِل ..؟
" حامِل ؟ اليسَ هذا خَبر جَميل ، لِما تَبكين ؟ " تَحدث بَعدما شَقت تعابير السعادَة طريقِها الي مَلامِحه ما جَعله يَبتسِم مَسرورًا مِما سَمِع ، عَلى عَكس ابنتِه التي تَبكي بِحرقَة و تُخفي وَجهِها بيديها
" ل..لا " نَفت تعترِض بينَما تَذرِف الكَثير مِن الدُموع التي جَعلتهُ حائِرًا ، تَقدَّم مِنها بِتردد لِيرفع يَديه يَضعهُما على أكتافِها المُهتزَة بفعل بُكاءها ثُمَّ قال مُواسيًا " لَكن لِما لا ..؟ الستِ تُحبين زَوجكِ ؟ "
" بل..بلى اُحبه و كَثيرًا ، لك..لكن لستُ مُستعدَة لا..لاكون اُم " هَتفت بَعدما أبعَدت يَديها عن مَلامِحها تَكشفُها لِوالدها الذي طالَعها بإستِياء " لَكن ما الخَطب ؟ زَوجكِ معكِ و سيهتمُ بكِ و بالطِفل " تَحدث اليها
عاودَت اخفاض رأسِها بينَما تبكِ بِقهَر مُعترِضَة " ا..انه ليسَ الوَقت المُناسِب ، ان..انا لَدي الكَثير لاحلهُ و ابحَث عنهُ ، و دراستي "
لَم يَجِد غابرييل كَلامًا مُناسِبًا يُطبطب بِه عَليها غَير ان يَدنوا و يُعانِقها ، بالفِعل هو جَذبها الي صَدرِه و احتواها و هي لَم تعترِض و ذَلك اراحهُ بشكلٍ جَعله يَلُّف اذرعهُ حَولها و يُطبطب عَليها بِرفق
" صَدقيني دام قُدِّر لهُ ان يأتي بِوقتٍ كَهذا ، فَهو وَقته الأنسَب بِلا شَك " تحدَث يُواسيها بينَما يُسند ذَقنه على رأس مَن تتكئ على كَتفِه و تَبكِ بكامِل قُوتِها ، بَل ازداد مُعدل بُكاءِها حينَما اختبئت في حُضن والِدها الذي تاقَت لهُ مُنذ سنين طِوال
" ل..لا اظن ا..اني سأ..سأكون ام جَيِّدَة " هَتفت بِغصَة و دُموعها تَشقُ طُرقًا واسِعَة على وَجنتِها مُتسببة في تَبلل مِعطف غابرييل الأسوَد " من قال ..؟ انا واثِق انكِ سَتكونين اجَمل اُم في العالَم بأسرِه " قال مُنافِيًا
ابتَعدت عنهُ لِترفع رأسِها نَحوه مُناظرَة اياه بِبُكاء " انا لستُ مُستعدَة لاكون اُم ، الطِفل الذي بِداخلي لازال مَجروحًا و يتألَم " نَطقت بِحُزن
" لَكنه سَيُشفَى ! صَدقيني الأم تَغلبها العاطِفَة فَتُصبِح تَهتمُ بِطفلها اكثَر منها حَتى ، لِما تشغلين بالِك كَثيرًا مُنذ الان ..؟ " خاطَبها مؤنِبًا لِيجدها تَصمُت لِبُرهَة تُفكِر ثُم نَبست بِحزن " جُيون لَن يُعجبه الأمر ، ه..هو لا يُحب الحَمل "
" هل فاتَحتيه بالموضوع ..؟ " سألها بِجديَة لِتُنفي بينَما تُريل دُموعها بِكم مِعطفها " ع..علمتُ ق..قبل قليل ، حينما أرسلتَ اليّ الرِسالة كنتُ قد اجريتُ تَحليلاً " قالَت بِنبرةٍ مُرتجِفَة لِيهمهم لَها مُتفهمًا و سَحبها لِلجُلوس فوق الكَراسي الموضوعَة هُناك
" لا اظنُ انهُ سيحَزن ! على العَكس سَيكونُ مَسرورًا انهُ سيحصل عَلى طِفل مِنكِ ، لا يُوجَد رَجل لا يُحب ان يُرزق بثمرة حُبه من المرأة التي اختارُها قَلبه " تَحدث اليها بِصوتٍ هادِئ بينَما يضعُ يَدها على خُصيلاتِها الطَويلة يَمسحُ عليها بِرفق
وَضعت عَسليتَيها عَليه لِتهمس " ه..هل انتَ سَعيد لان اُمي حَملت بي ..؟ "
سَكت لِبُرهَةٍ يَتأمل سُؤالها و عَينيها اللامِعَة بِفعل دُموعها ، اومَئ لها بإبتِسامَة ودودَة و التَقط يَدها المُرتجفَة يَضعها بين كَفيه " بالتأكيد ، كنتُ سَعيدًا ، لَكني عَلمتُ بظرفٍ سَئ ، و تلك الظُروف لعبت دورًا في تَفريقنا "
قَوست شَفتيها بَعد ان نَظرت الي يَديه التي تَحتوي خاصتِها " ل..لكني اخ..اخاف ان تَحكم الظ..الظُروف ايض..ايضًا و نف..نفترِق ثُم يَعيش طِفلي وحيدًا مِثلي " قالَت بِغصَّة و الكَثير مِن الافكار السَوداء تَتصاعَد الي تَفكيرِها
" ما هذا التشاؤم ..؟ لِما قد تَنفصلين عنهُ سويون ؟ ظُروفنا انا و والدتك كانَت مُعاكسَة تمامًا لِظروفكِ انتِ و زوجكِ ، انتُما مُتزوجان و مُستقرَّان بالفِعل ، ام هُنالك مَشاكِل بينكُما ..؟ " نَطق غابرييل عاقِدًا لِحواجبه بِقلق بينَما يُحاول قِراءَة مَلامح طِفلته الهادِئَة
" ه..هل ان احت..احتجَت مُساع..مساعدتك سَتُساعدُني ..؟ " قالَت بَعدما مَسحت دُموعها و ناظَرتهُ بِجديَة تامَة ، التَفت نَحوهُ و وَضعت عُيونِها بِداخل زرقاوَتيّ مَن اومَئ مُوافقًا " ساساعِدُكِ "
" لَكن اخبرني اولاً ، هل عِلاقتُك بِجُيون جَيدة ؟ اعني الا تُوجد مَشاكل سياسيَة بينكُما ؟ ام انكَ تتمنَّى لهُ ما يَتمناه بقيَة السياسيون ؟ " سألتهُ و هي تُمعن النَظر في عُيونه حتَّى تتمكَن من استخلاصِ الصدق عَبر نَظراتِها
حتى ان كانَ والِدها عَليها الاطمئنان على مِصلحَة زَوجِها أولاً
هي سَتختارُ جُيون قَبل كُل شَئ ، الشَخص الوَحيد مَن طبطب على جِراحِها و انتَشلها في قاعِ البؤس لِيصنع مِنها مَلكة قَلبِه
" ليسَت لديّ ايّ مَشاكِل سياسيَة ولا شَخصية مع جُيون ، بالعَكس انهُ من بين السياسيين الذين أحترِمهم " اجاب والِدها مُتحدِّثًا و عَيناهُ في مُنتصف عَسليتا إبنتِه التي أطالَت النظَر اليه تُفكِّر في صِدقه
تنهَدت لِتومئ لَهُ و تُرجع شَعرها وراء اُذنها مُتحدثَة " اشعُر أن هُنالك كَمين ما يُنصب الي جُيون ، لستُ اشعُر بل مُتأكدَة ، هُم يُ..يُريدون ق..قتله " نَطقت بِعينين مَليئتين بالدُموع بَعد تَذكرُها لِما دار بَين والد زَوجها و ابنِه من حَديث
عَقد غابرييل حواجِبه بعدمِ فَهم لِينطِق مُستفهِمًا " مَن يودُ قَتله ..؟ و لِما ؟ "
" هُنالك اسرار لا استطيعُ الافشاء بِها فَهي تخُّص عائلة زَوجي ، ل..لكِن هو بِخَطر ، عليك مُساعدتي ارجوك " نَطقت بِقلق و خَوف كَبيران عَلى حَياة زَوجِها ، قَلبُها يتألَّم بِمُجرد تَخيل أن مكروهًا قَد يُصيبَه فَمبالك ان كان حَقيقَة
" كَيف ساُساعِدكِ سويون إن لَم اعلم التَفاصيل ..؟ " رَدف غابرييل بِحاجبٍ مَرفوع لِيمسِك بيدِها و يحتضِنُها وَسط جَوف كَفيه " هَل الامر مُتعلق بِوالدِه و أخيه ..؟ " تَحدث بِشك يُقلِّص عَيناه الزرقاوَتين بِريبَة صَدمت ابنتِه
" ك..كيف عَل..علِمت ؟ " رَدفت بإندِهاش تُناظِره بِعَدم تَصديق حَيثُ زَفر غابرييل نَفسهُ بِتروٍ لِيزم شِفاهه " هَل ظهر جونغ ووك مِن جَديد ..؟ " سألها يَنتظِر اجابتِها التي عَبرت عَنها بايماءَة سَريعَة " م..ماذا تَ..تعرف انت ع..عنه ..؟ "
" انها قِصَة لا يَجب أن نتناوَلُها في مَكانٍ عام ، عَلينا الجُلوس على انفراد و التحدُث ، اظُن انهُ كما تَقولين فعلاً هُنالِك امر خَطِر يُحاك لهُ " رَدف غابرييل بَعد أن صَمت يسترجِع ذِكرياتُه قبل عِشرون عامًا ثُم ناظر طِفلته التي ابتلعَت ريقِها هامِسَة " ه..هل جُيون ب..بريئ ؟ "
تَوُّد أن يَطمئَّن قَلبُها باجابَةٌ تُريح ضَميرُها ، تَناظِره بِلهفةٍ لعلُّه يُخمِد نيرانُها التي تَحرِقُ وريدًا من اوردِة نابِضها في كُل يَومٍ يَمُر عَليها
غابرييل حَدق في عَسليتَيها المُتلهفَة لاجابتِه ثُمَّ قام بالإيماءَة لَها ايجابًا
ايماءِته جَعلتها تُفرِغ خَزَّانًا من الدُموع لِتُخفض رأسِها هامِسَة " كُنت أعرِف ا..ان..انهُ بر..بريئ " قالَت بِحرقَة مَع شُعورِها بالتَحرر مِن تأنيب الضَمير الذي يَتآكلُها ، تَنهد والِدها لِيمسح على شَعرِها بِلُطف مُناظِرًا الفَراغ بِشُرود
في سِّره قَد خاطَب نَفسهُ قائِلاً
" * ماظننتُ انَّ ذاك السِر بعد عِشرون عامًا قد يُربَط بِحياة ابنتي! * "
اخفَض بَصرهُ الي طِفلته التي اتكَئت بِرأسِها على كَتِفه تُفرِّغ كُل مَشاعِرها السَلبية عَبر البُكاء تَحت مَسحه اللطيف عَليها حتَى يُهدأ مِنها و يَمنحها كَمًا مِن العَطف الذي سُلِب مِنها
كِليهما لَم يَكونا عَلى عِلمٍ سابِق بِتلك الكاميرا التي التَقطت لَهُما صُورًا عَديدَة ..!
تُرى مَن المَسؤول عَن ذلك ..؟
•••
جُيون غَادر غُرفَة العَمليات بَعد أن كانَ كُل فِكره عِند زَوجته التي اُغمَى عليها في البِدايات ، استَغرقت العَملية سِت ساعات بالفِعل و كُل الطَلبة خَرجوا مُنهَكين بَعد وقوفِهم يُشاهِدون و يُدونون ما رأوه
سُرعان ما تَوجه الي قِسم الطَوارِئ حَتى يطمئِّن على امرأتِه التي بِمُجرَد أن فَتح الستائِر عَن سَريرِها وَجدها نائِمَة في انتِظاره
قَد طَلبت من غابرييل أن يُعيدُها الي المُستشفَى الجامِعيّ كَي لا يَقلق جُيون عَليها و لِحُسن الحَظ عادَت قَبل انتِهاء عَمليتِه
ما إن وَقعت مُقلتاه عَليها حَتى تَقدم مِنها و بَسط كَفه على جَبينِها يَتفقَّد حرارتِها ، تنفَس مُرتاحًا ما إن وَجدها طَبيعيَة لِيناظِر المُمرضَة التي تَمُّر بالجِوار و نَده عَليها
" هل تَحاليلُها سَليمة ..؟ " نَظر في عَينيّ المُمرضَة التي اومأت مُبتسِمَة و قالَت بَعد ان سَرقت نَظراتٍ مِن وجه الصبيَّة " لَديها نُقص في بَعض الفيتامينات و المعادِن حَيثُ وَصفتها لَها الطَبيبة انا غَير ذلك فَهي بِخَير تمامًا "
ابتسَم جُيون مُطمئنًا و طَلب ان يَرى التَحاليل و الادويَة التي وَصفتها الطَبيبة ، جاءَت لهُ بِتلك التحاليل التي أخفَت مِنها تَقرير الحَمل بِناءًا على طَلب المَعنيَة
نَظر الي الورقَة التي وَصفتها الطَبيبَة لِيبوز شِفاهه مُفكِّرًا قَبل أن يَشعر بِقبضةٍ صَغيرة تُمسِك بِثوبه الطبيّ مِن الخَلف ، عَلِم ان صَغيرتهُ استَيقظت لِذا سُرعان ما إلتَّف اليها و وَضع عَينيه على مَلامِحها
فوجِئ في انتِفاخ عَينيها ما إن فَتحتهُما و ذَلك أعلَمهُ انها بَكت كَثيرًا لِسببٍ يَجهلُه ، وَضع التحاليل جانِبًا فوق المِنضدَة و تقدَّم مِنها لِينخفض الي مُستواها و يَضع يَدهُ بِرفقٍ فَوق وَجنتِها الدافِئَة " استيقطتِ ياروحي ..؟ هل انتِ بِخَير ؟ "
اومأت لهُ بِعَينين مُرهَقتين بينَما تبتسِم بِخُفوت " انا بِخَير " هَمست لهُ بِصوتٍ باحٍ مُتعَب ثُم حاوَلت الجُلوس لِيسندِها عبر امساكِه لِذراعها مُتسائِلاً بِقلق واضِح على نَبرتِه " هَل طرأ شَئ ما ..؟ لما كنتِ تَبكين ..؟ "
وَضعت عَينيها على كُحليتيه المُتلهفَة لاجابتِها ، التَزمت الصَمت لِبُرهَة قَبل أن تَجذِب هاتِفها من فوقِ المِنضدَة و تَفتحهُ تُريه تِلك الشاشَة المُغطاة بِصورَة رَجل مَجروحٍ بالكامِل و امرأته تَجلسُ عِند رأسِه تَبكِ
" ك..كنتُ اشاه..اشاهِد فيلم نِهايته حَزينة ، لِهذا بَكيتُ كَثيرًا " قالَت بينَما تَمسحُ اطراف عَينيها ، جُيون على دِرايَة بِحساسيَة زَوجته لِذا لم يُكذٍّب ما قالتهُ بَل صدَّقهُ تمامًا ، فَهي تبكِ ان سَمِعت بِقصَة مؤثرَة مابالُك ان شَاهدتهُ بِعسليتَيها
ذات مرَّة كان يَقرأ مَقال عَن عَجوز صَدمتهُ شاحِنَة و بالصِدفة هي سَمعتهُ و انفجَرت بالبُكاء بِمُجرَّد ان تَخيلت ذَلك المُسِن المِسكين يَموت وَحيدًا في البَرد القارِص
تَنهد مُحبطًا و جَلس الي جانِبها حينَما افسحَت لهُ مَجالاً فالسَرير واسِع بالفِعل ، وَضع ذِراعه وراء ظَهرِها لِيحاوط بِكفه ذِراعها و يَسحبها للإتِكاء عَلى صَدرِه حَيثُ راح يُقبِل رأسِها القَريب مِن شفاهه
حاوَطت بِدورها وِسطه لِتتشبَث بِه تُنصِت اليه حينَما قال بِهدوء " لا تُشاهدي اشياء نِهايتُها حَزينَة ، طاقَة الجَذب الكونيَة مُخيفَة ، كُل ما نقرأ عنهُ و نُشاهِده و نَهتم بِه سواء أكان سَلبيّ ام ايجابيّ فَهو يَنعكس على حَياتُنا دون أن نَشعُر "
رَفعت رأسِها اليه حينَما خَتم حَديثِه لِتنظُر بداخِل كُحليتيه " ه..هل كُنت انتَ سابِقًا تقرأ اشياء حَزينة و تُشاهِدُها ..؟ " سألتهُ تترصَّد اجابتِه التي قالَها بَعد أن داعَب أنفِها الصَغير باصابِعه " لا! على الرُغم مِن اني مررتُ بالكَثير من الحُزن لَكن النِهاية لابد ان تَكون سَعيدَة "
" خَمني لِما ..؟ "
زَمت شِفاهها تُناظِره دونَ اجابتِه لِيصمُت لِفترةٍ قَبل أن يَنطِق " لانكِ هُنا ! انتِ نهايتي السَعيدَة التي كافحَتُ سَنواتٍ لاصل اليها ، هذا مُرضٍ ان أجدِك في نِهايَة الكِفاح لانال جائزتي بِكِ ! "
ابتَسمت عَلى حَديثِه لِترفع يَدها تَحتضِن بها وَجنته البارِدَة بِفعل بُرودَة الجو و المُستشفَى ، مَسحت بِلُطفٍ عَلى بَشرتِه بإبهامِها " اعِدُك ساكونُ نِهايتك السَعيدَة التي يَستحِقُها قَلبُك " هَمست لهُ بِصدقٍ نابِع مِن مُنتصف قَلبِها المُحب لَهُ
وَضع يدهُ فَوق خاصتِها لِيقربِّ كَفها من شِفاهه و يَطبعُ قُبلة في باطِنها أشعَرتها بِكَمٍ هائِل مِن الدفئ ، اخَفضها لِيُشابكها بِخاصتِه و يومِئ " لستِ بِحاجَة لان تَعديني ، لانكِ كَذلك " اجابَها بينَما يَبتسِم بِلُطف قَبل أن يَرفع كِليهما انظارهُما الي الطَلبة الذين جائوا لِلتو
إبتَعد عن سويون التي إعتَدلت في جِلستها لِتطالِع تِلك الفتاة التي تَحدثت نِيابَة عن بَقية الطَلبة " جِئنا للاطمئنان عَلى سويون ، هَل هي بِخَير ؟ "
ابتَسم جُيون بَعد ان نَظر الي زَوجتِه حَيث اومَئ ايجابًا و قال بينَما يَنهض مٍن جانِبها " انها بِخَير ، بامكانِكم سُؤالِها "
اقتَربت مِنها صَبية اُخرى تَحملُ زُهورًا اشترتَها بَعد مُغادرتِهم غُرفة العَمليات ، وَضعتها في حُضن سويون المُتفاجِئَة لِتنطق " هَذه زُهور لِسلامتكِ و للاعتِذار عما بَذر مِنا ، في الواقِع السيد جُيون مُحق ، اظنُنا التَهينا بِتصديق الشائِعاتً بدلاً من رؤية الحَقيقة بأعيُننا "
نَظرت سويون الي زَوجِها الواقِف عِند الزاويَة مُكتِّف يَديه بينَما يُنصِت اليهم بإبتِسامَة راضيَة ، ابتَسمت بإحراج لِتدلِّك رَقبتها و تُنفي " ل..لابأس "
عادَت الفتاة خُطواتٍ الي الخَلف حَيث بقيَة زُملاءِها و أنحنوا جَميعِهم كَإعتذارٍ جماعيّ " نتمنَى ان نبدأ صفحَة جَديدَة "
ابتَسمت بِسعادَة غَمرت قَلبها حينَما احسَت انهُ مُرحَب بِها اخيرًا لِتومئ لهُم و تَحمل باقَة الزُهور تِلك تحتضِنها " انا مُوافقَة "
نَظر جُيون الي ساعَة رِسغه ثُم طالَع الطَلبة بإبتِسامَة " عليَ الاطمئنان على المَريض ، هل يُمكنكم البَقاء مَعها ريثَما اعود ؟ " حَول عَيناه الي زوجتِه الجالِسَة فوق الفِراش تُطالعه بسعادَة
" لا مانع لَدينا " اجابَة مُوحدَة صُدرِت مِنهم لِيقترِب مُطبطبًا على ذِراع احد الصبيَة " ام الشَباب بإمكانهِم الانصِراف ! "
ضَحكت سويون بِخفَة على غِيرتِه لِتُقرِب الزُهور مِن انفِها تَشتَّمُها بِسعادَة
•••
الـسَـاعَـة الـثـامِـنَـة مَـسـاءًا
تَرجُّل جُيون الي داخِل بيتِه مَع زوجتِه بَعد ان عادا سويًا مِن المُستشفَى ، وَجد كُل من والِديه و ايڤا يَجلِسون امامَ التِلفاز يُتابِعون برنامجًا ايذاعِيًا و يَتناولون المُقرمِشات مَع الشاي بالأعشاب
" لَقد عُدنا " قال لافِتًا انتِباه البَقية بينَما يُزيل مِعطفه و يُعطيه الي الخادِمة التي تقدمَّت لاستِقباله ، اخَذت خاصَة سويون كَذلك لِتناظِرهما ايڤا بإبتِسامَة " لَقد أطلتُما البَقاء في الخارِج ، هل سَلكتُما وِجهة غَير الجامِعَة ..؟ "
اقتَربت سويون لِلجُلوس بِجانب صَديقتِها لِتأخذ فِنجان الشاي ما إن قَدمتهُ لَها الخادِمَة حَيثُ اجاب جُيون مُتضايِقًا " انتِ تَغيبتِ مِن اول يَوم لكِ بالفَصل الاخير ! لا تَدعيني اندَم اني وافقتُ على تَزويجك ، ان كانَ ذلك سيُلهيكِ عن دِراستك دَعيني اُلغيه من الأن "
طالَعت والِدها لِتُنفي مُعترِضَة " لَم اتغيب سِوا نِصف يَوم ، ذَهبت لِحُضور بَقية المُحاضرات و اغلبيَة الطلبَة لَم يأتوا " قالَت مُدافعَة عن نَفسها لِتناظِر سويون التي تأكُل من المُكسرات بِإستمتاع
" صَحيح ، لَقد حضروا مَعي احدَى العَمليات المُهمَة لِمسيرتِهم كإطباء ، انتِ فَوتيها لِتحضُري مُحاضرات اُخرى ! " قال جُيون ساخِرًا لِيضع قَدم فوق الاخرَى و يَأخذ كأس الماء يَحتسي مِنه
" ابي هَل تستنقِص من بقيَة المَواد لاجل مادتك ..؟ " قالَت شاهِقَة بينَما تَحشُر اللوز بين شِفاهها الصغيرَة ، ضَحكت سويون بِخفَة على ردِّ فِعلها قَبل أن تَلفِتها ورقَة اعلانيَة فوق الطاوِلَة تحملُ صُورة السيدَة بارك
قَرنت حواجِبها و اقترَبت تَحملُها و تقرأ المَكتوب عَليها " ما هَذه ..؟ " نَظرت الي ايڤا التي اومأت حينَما رأت الورقَة و سَحبتها من زَوجة أبيها " آه صَحيح ! ابي هل سَمِعت بِهذا ! " نَظرت الي والِدها الذي حَدق بِها مُستفهِمًا " بِماذا ..؟ "
" اُم جيمين اصبحَت مُرشحَة لِمنصب وَزيرَة الدولَة لشؤون الجَرحى" قالَت بينَما تُريه ذَلك الإعلان الذي يَحملُ صُورة والِدة جيمين تَرتدي بِدلة رسميَة سَوداء تُكتِف يَداها بينَما تبتسِمُ بِهدوء
رَفع جُيون حاجِبه بِعدم إهتِمام لِيحمل صَحن المُكسرات مِن فوق الطاوِلَة و يَنطِق " فلتُصبح وَزيرة مَن يَهتم " قال بِلامبالاة لِتطالع الصغيرَة سويون و تلتفِت نَحوها حينَما وجدت والِدها غَير مُهتم " لَقد جاءَت اليوم الي الجامعَة مع فَريق يُوزِّع هذه الاوراق الاعلانيَة حتَى يُصوت لَها الشَعب و الطلبَة "
" و هَل تفهم اساسًا هي بالجَرحى ؟ هل هُنالك مَنصب وزير مُختص بالجَرحى ؟ اول مرَة اسمع " قالَت سويون مُتعجبَة لِتناظِر والِد زَوجِها المُنسجِم بِهاتفه و زَوجتِه النائمَة على كَتِفه ، عاوَدت التَحديق في ايڤا التي اومأت " انا لم اقُم بالتَصويت لها من اجلِك ، و جيمين كَذلك لم يُصوت لامه " ضَحكت أخِر كَلامِها بخفَة
" اليَوم قامَت بِتوزيع عَدد هائِل مِن هذه الاعلانات و ذَهبت الي المُستشفَى الجامِعيّ كَذلك و فَعلت المِثل ، اخَذت تعاطُف كَبير مِن المَرضى باسلُوبها اللبِق ، لِذا اظن انها سَتنال المَنصِب "
شَرِبت سويون مِن الشاي لِتهز اكتافِها بعدمِ اهتِمام " كنتُ في المُستشفَى لَكِن لم أرها ، على كُل حال لا احَد يستطيعُ انكار حَقيقة انها امرأة ناجِحَة في مَجالِها "
وَقعت عُيونِها على والِد زَوجِها تُراقب مَلامِحه و عُيونِه المُنغمسَة في هاتِفه يُراسِل احدِهم لدرجَة انهُ لَم يسمِع اي حَديث دار بَينهُم لِذا سألت " و انت ما رأيك يا عَمي ، هَل ترى انها مُؤهلَة لان تُصبِح وَزيرة لشؤون الجَرحى ؟ "
لَم يُنصِت هانجون اليها حَتى وَخزهُ جُيون الجالِس بِقُربه ، رَفع عَينيه الي ابنِه ليقول بَعدما إعتَدل في جِلسته " م..ماذا ؟ "
" سويون تُحادِثك " قال جونغكوك مُؤشِرًا بِعينيه على زَوجتِه المُبتسِمَة ، ناظَرها الاكبر سِنًا في مَحضرِهم لِيتحمحم " عمَّا سألتني يا صَغيرتي ..؟ "
" سألتُكَ ان كانَت السيدَة بارك تستحِق ان تَكون وزيرَة لشؤون الجَرحى ام لا ! " سألتهُ مُبتسِمَة بينَما تحتسي مِن فِنجان الشاي الدافِئ بين يَديها
" ا..اوه ؟ لِما قَد لا تَكون ، تَبدوا بارِعَة في عملها " قالَ هانجون مُبتسِمًا بِدوره لِيجد زَوجة ابنِه تُنافيه عَبر قَولِها " سَمعتُ انها دَرست الطِب العام كَذلك ، لَكِن بدا لي أن ليسَ كُل طبيب يستحِق شَهادتِه ، هُنالك مَن يستعمِلونَها لارضاء مَصالِحهم الشَخصيَة ، ألا تُوافِقُني القَول ؟ "
حَدق جونغكوك في عَينيّ زَوجتِه مُستغرِبًا حَديثُها و نَظراتِها الغَريبَة تِجاه والِده ثُم ناظَر الجالِس بِقُربه حينَما عَدل وَضيعتُه و اجاب " الطَبيب يبقَى طبيب في الأخِر ، بالتاكيد هُنالِك من يَستخدم شهادتهِ لغرض مَصلحتِه ، لَكن لا ضَرر مِن ذلك إن لَم يَكُن سيؤذي أحَد و يَكون لصالِح العامَة "
جونغكوك دَفع بِحاجبه عالِيًا مِن حَديث والِده الذي لا يتفاهم مَع منطِقه و قَبل أن يُجيب تَحدثت زَوجتهُ بدلا مِنه " لستُ اوافِقُك ! الطَبيب مِهنته هي مُساعدَة المَرضى الذين بِحاجَة لسدِّ جُروحِهم لا لانِشاءِها ! ان انشَئ جُرحًا لاخِراج مَصلحتِه مِن جَوف ذلك المَريض ، اليسَت تِلك تُعتبر جَريمة ؟ " في خِتام قَولها إستدفعَت بِاحدَى حاجِبيها لاعلَى جَبهتِها تَنطِق بِصرامَة ادهَشت المُتواجِدون
هانجون نَظر في عينيّ الصغيرَة المُصوبَة نَحوهُ بِشك مِن حَديثِها ، في حين أن جُيون ضاق صَدرِه بِمُجرَّد ان شَعر انَّها تُلمح لقضيَة مَوت ايما و استئصال اعضاءِها لِذا قام بِفتح اول زِرين مِن قَميصِه يَستجمِع انفاسُه
" سويون ما رأيك بالصُعود الي الغُرفَة و أخذ قِسط مِن الراحَة ؟ " نَطق جُيون مُخاطِبًا امرأته التي وَضعت فِنجان الشاي فَوق الطاوِلَة و إستقامَت بإبتِسامَةٍ هادِئَة " اساسًا كنتُ سأستَقيم ، تُصبِحون على خَير "
جَرت أقدامِها الي خارِج الغُرفَة لِينظُر هانجون الي ابنِه حَيثُ طالعتهُما ايڤا بِعدم فهَم " هل يَخالُ لي أم انَّ سويون كانَت تقصدُ احد ما في حَديثها ..؟ "
حَدقت في عينيّ والِدها الذي ظَهرت على وَجهه معالِم التوتُّر ثُمَّ اتمَت بِحيرَة " اِنشاء جُرح لِاخراج مصلحتهِ من جَوف المَريض ! هذا الحَديث يَربِطُنا باستنتاج واحِد " رَدفت بينَما تُفكِّر
جُيون دلَّك رَقبته بِتوتُّر كالحال مع والِده الذي صُعق ما إن قالَت " التِجارة باعضاء البَشر ..! " شَهِقت لِتُناظِر جدِها و أبيها
عَقد جُيون حواجِبه مُستفهِمًا لِيتنفس بِراحَة حينَما ابتعَدت عن قضيَة اُمِها لَكن والِده بَقى مُتسمِّرًا يُناظر حَفيدتِه التي ضَحكت عَلى ملامِحهما " مابِكُما ؟ اظنُ ان سويون اكثَرت مِن مُشاهدَة افلام الجرائِم العنيفَة ! الهي عليّ منعها مِن ذلك و إلا سَتُصبح مُحققَة تبحثُ عن جَريمة بيننا "
نَهضت مِن مَكانِها بإبتِسامَة لِتقترب مِن والِدها و تُقبله في مُنتصف جَبينهُ كَما فَعلت المِثل مع جَدِها قَبل أن تَقول " استأذِنكُما ، ساذهبُ لِلنوم "
تَركتهُما بِمُفردهما مع جَدتها النائِمَة على فِخذ زَوجِها بعدَما انزلقَت من كَتِفه ، جُيون نَظر نَحو والِده الذي هَمس لهُ " هل زوجتك تَعلم بشأن ..؟ "
صَمت جونغكوك يَنظُر امامَهُ لِبُرهَة قَبل أن يَنهض و يُقبل جَبين والِده " تُصبِح على خَير " تَجاوزهُ لِيصعد الي جَناحهُ حَيث تَكمُن زوجتِه التي تأخُذ حمامًا دافِئًا تُريح بِه تَعب النهارِ بِطولِه
اليَومُ كانَ شاقًا عَليها خُصوصًا بَعد مَعرفتِها بِخَبرِ حَملِها
•••
الساعَة الثانِيَة فَجرًا
استيَقظت سويون مِن نَومِها بَعد ان كانَت في مُنتصف حُضن جُيون النائِم بِقُربها ، كانَت تشعُر بِعطشٍ جَديد جَعلها تَستفيق مِن حُلمها
نَظرت الي زَوجِها النائِم قَبل أن تجلِس و تُناظِر كوب الماء بِجانبها ، ابعدَت عنهُ الغِطاء و احتَست منهُ قَبل أن تُعيد التمدد و وَضع رأسها على صَدر حَبيبِها تُحاول العَودة الي النَوم
بدا الأمَرُ صعبًا عَليها خُصوصًا حينَما تزاحَمت عَليها الافكار و بدأ عَقلُها يُحلل مُجددًا ، تَنهدت بِضيق لِترفع عَينيها الي مَلامح جُيون النائِم بِعُمق ، استنفَذ كُل جُهودِه في عَملية اليَوم و نال ذَلك مخزونًا شاسِعًا مِن تركيزِه
تأملَتهُ و غاصت في تَفاصيلِه التي تَودُ الغَرق فيها الي الأبَد ، دَنت مِنهُ لِتقوم بِتقبيل ذَقنِه الذي يُقابِلُها ثُم ارتفعَت الي شِفاهه التي يَقوم بِتفرقتِها لِملَئ رِئتيه بالاُكسِجين
قامَت بِطبع قُبلَة خَفيفة جَعلتهُ يَفتحُ عَيناه بِخفَة ثُم يُعيد اغلاقِها لِيلتَّف الي جانِبه الثاني بَعدما احتضنها اليه و قَلبها مَعهُ ، ضَحكت بِخفة عَليه قَبل أن تقوم بإبعاد ذِراعيه عَنها بِتروٍ و تَخرج مِن القَفص الذي وَضعها بِه
قَفص مَليئ بالحُب
لَن تعترِض ان اُحتجزَت به الي الابَد ، لَكِن الان تودُّ الخُروج الي الشِرفَة لتصفيَة افكارِها لِذا نَهضت مِن الفِراش و جَذبت خَفيها ترتديهِما مع الثوب الخارجي لِمنامتِها السَوداء القصيرَة
القَت نظرَة اخيرَة على زَوجِها لِتقوم بِتغطيتِه جيدًا و الانحناء لِتَقبيل جَبينه بِلُطف تَليها هَمسة مُحبَة " اُحبك بِشدَة "
جرت اقدامِها الي الطرفِ الاخَر من سَريرِها لِتجذِب الدَرج المليئ بالشوكولاتَة و العصائِر ، اخذَت لَوح مِن نوعها المُفضَل و خَرجت الي الشِرفَة تستنشِق هواء نَقيّ بَعد ان جَلست على الكُرسيّ المُطِّل على الحَديقَة
تُفكِّر في مَوعِدها غدًا مع والِدها فَقد أخبرها انهُ سيأتي لياخُذها الي حيثُما يَمكُث كي يَسرُد لها التَفاصيل التي يَعرِفُها ، قَضمت مِن الشوكولا تُفكِّر
" تُرى هل ابي يَعرِف ما يَكفي لتبرءَة جُيون ؟ " هَمست لِنفسها قَبل أن تَلمح والِد زَوجِها يَقفُ عِند احد الشُجيرات في الحَديقة بينَما يتحدَّث عَبر الهاتِف
انتَابها الفُضول لِمعرفَة سياق حَديثِه خُصوصًا مع تعابيرِه الجادَة و المُفعمَة بالغَضب و الذُعر في آنٍ واحِد ، لِذا هي نَهضت مِن كُرسيها و نَزلت الي الطابِق السُفلي تَدخُل الي غُرفة ايڤا النائِمَة
غُرفَة ايڤا اقرَبُ مَكانٍ لَها للخُروج الي الحَديقة دون لَفت انتِباه و إلا سَيلحظُها من الباب الرئيسيّ ، كانَت غُرفة صديقتِها تحملُ نورًا خافِتًا جَعلها تستطيعُ رؤية طريقِها الي الباب الزُجاجي المُطل على الحَديقَة
نَظرت الي صَديقتِها النائمة بِعشوائيَة على الفِراش بَعدما كانَت تُشاهِد فيلمًا على الشاشَة المُقابلَة الي سريرِها ، قَضمت شَفتها و دَنت حتَى تُغطيها بينَما تَهمس " اسفَة دخلتُ دون اِذنك ، لَكني مُضطرَة ، اعلمُ انكِ ستتفهَمين "
غَطتها جيٍّدًا لِتسير نَحو الباب و تُزيل عنهُ الستائِر فقامَت بِفتحه بِبُطئ و الخُروج مِنه دون لَفت انتِباه هانجون ، سارَت بِتروٍ الي ما وراء تِلك الشُجيرات لِتجلس القُرفصاء تَنظُر له عَبر تلك الاغصان الصَغيرة و هو يَتحدث بِهمسٍ غاضِب تمكنَت مِن سَماعِه
" مالذي تَتحدَّث عَنه ! اخبرتُك ان ماتقولُه مُستحيل ، انتَ وعدتني انك لَن تقتلُهم ، ك..كيف ؟ اتعلَم ان وَجدوا تِلك الجُثث الي مَن سيُنسب الاتِهام ؟ "
وَسعت سويون عُيونِها العَسليَة بينَما تستمِع اليه يَتحدُث بإنفِعال واضح على مَلامِحه ، ابتلَعت ريقِها تُنصت الي ما قال لاحِقًا
" اسمَع انا لا اُريد ان افعَل هذا مُجددًا ، انا اتبعتُ اوامِرك لِعشرون عامًا مارك ، افعَل ما انتَ بقادرٍ على فِعله ، فَقط دع جونغكوك خارِج هذا الامر "
وَضعت سويون يَدِها على فَمِها احتِسابًا لِخُروج رد فِعل قد يَفضحُها ، نَهضت بِبُطئ حَتى تَعود الي غُرفَة ايڤا و ذَلك ما فَعلتهُ ، دَخلت عَبر الباب لِتُغلقه بِسُرعَة مُصِدرًا صَوت جَعل هانجون يُخفض الهاتِف و يلتفِت وراءِه
حَدق في حُجرة حَفيدتِه المُضيئَة مُتعجبًا ، حينَما خرج للتو كانَت الستائر تُغطي ذَلك الباب الزُجاجي ، لَم يأبه للأمر كَثيرًا بَل أغلق الهاتِف و سارَع بالدُخول
في حين أن سويون كانَت مُنبطحَة ارضًا تُناظِر اسفَل السَرير القَريب مِنها ، انتَظرت بِضع دقائِق قَبل أن تَنهض مُعدلَة شَعرها " ماهذا ..! " تنهدَت
" عَن ايّ جُثث كان يَتحدث ..؟ " هَمست لِتنهض مِن فوق الارض ، تَذكرت أنها لَمحت مَجموعَة ادويَة مُلقاة اسفل السَرير لِذا هي انحنَت لإخراجِها ظنًا ان ايڤا القتها عَن طريق الخَطأ
" هل هذه ادويَة لِلحمل ..؟ " قالَت مُتعجِبَة بينَما تُناظِر تِلك الادويَة ، اخرجَت احدَى العُلب تَقرأ عَنها لعلَّها تُقارِنها بخاصتِها التي وَصفتها لها الطَبيبة
لَكِنها تفاجَئت حينَما قرأت انها مُخصصَة لِمن لَديهم فُتق في القَلب " م..ماذا تَفعل هذه الادويَة هُنا ؟ " قالَت بِدهشَة لِتُخرج الوصفَة الطبيَة تتأكد مِن وصف الطَبيب لَها ثُم قرأت تفاصيل المَريض و إسمِه
" ج..جي..جيون ايڤا " تَسمرت مَكانِها مُناظِرَة ايڤا النائِمَة بِصدمَة ، عاوَدت تَفقُد تلك الادويَة بِعدم تَصديق لِتُنفي " م..مُست..مُستحيل ، ه..هل ه..هي مَريضةُ ق..قلب ؟ " وَضعت يَدها على فَمِها تَكتمُ شَهقاتِها
احسَّت بِحركةِ ايڤا فَوق فِراشِها لِتقوم بِتخبئة الادويَة مُجددًا و مُغادرَة الغُرفَة ، وَقفت في مُنتصف الصالَة تُناظر الفَراغ امامَها بِدهشَة
لَم تَجِد ما تُصَدم بِه اكثَر ، حَديث هانجون أم مَرض ايڤا ..؟
رَفعت عُيونِها الي والِد زَوجِها الذي قابَلها عِند الدَرج ما جَعلها تعتدِل في وَقفتها و تُناظِره مِبتلعَة ريقِها ما إن نَطق " مالذي تَفعلينه في مُنتصف اللَيل ..؟ "
" ا..نزلت لاشرب الماء " قالَت مُبررَة بينَما تؤشر وراءِها ، هانجون حَدق خَلفها و ميَّل رأسهُ ساخِرًا " شُرب الماء مِن غُرفة ايڤا ؟ "
" في ال..الواقع شَربت الماء و مررتُ عَليها " رَدفت زامَة شفاهها قَبل أن تَصعد قَبله راكِضَة بَعدما قالَت مُنهيَة الحَديث " تُصبح عَلى خَير "
تَبِعها هانجون بِعيناه بِشك قَبل أن يَلحق بِها و يَتجِه الي جَناحِه
•••
الساعَة الثامِنَة صَباحًا
جُيون يَستعِّد مِن أجل الذَهاب الي المُستشفَى و تَفقد المَريض الذي اجرَى لهُ العَملية البارِحَة في حين أن زَوجتِه لازالت نائِمَة
لَم يقم يإيقاظِها لِكون ليسَ لديها دَوام اليَوم فَتركها تَنام بِراحتها ، بَل اقترَب و طَبع قُبلة عَلى جَبينِها قَبل مُغادَرته لِتناول الإفطار بالاسفَل مَع عائلتِه
تَرك لها رِسالة اخبَرها فيها انهُ ذَهب الي العَمل و قَد يَتأخر اليَوم و حينَما استيقَظت على العاشِرَة رأتها ، تبسَمت لِتعلقِها مَكانها و تتفقَّد هاتِفها
وَجدت رِسالَة من غابرييل كَتب فيها
- هل اُقلك ام تأتين بِمُفردك ..؟
نَظرت الي الساعَة لِتشهق ما إن وَجدتها تُشير الي العاشِرَة و الرُبع ، هي تأخَرت على مَوعِدها مع والِدها لِذا نَهضت مُسرِعَة حَتى تُجهز نَفسها
لَبِسَت مَلابِسها و ارسَلت لهُ ان يُعطيها العُنوان و ستأتي بِنفسها ، نَزلت الي الأسفل حَيثُ كان كُل مِن افراد العائلَة توجه الي انشغالاتِه
هانجون ذَهب الي عَمله بالمصحَة يُشرِف على آخِر المُستجدات مَع جُيون الذي رافقهُ أما عن جونغهيون فَهي أخَذت ايڤا مَعها مِن أجل التَسوق لِزفافِها
وَجدتها فُرصتها المُناسبَة لِتخرُج دون أن يسألها احَد أين سَتذهب لِذا غادَرت القَصر و توجهَت لايقاف سيارَة اُجرى تَقُلها الي عِنوان الفُندق الذي ارسَلهُ لها غابرييل حَيثُ هناك يَقطُن مُدة اقامتِه في كوريا
كانَ قلبُها يَخفِق بشدَة لِسماعِ الحَقيقة مِنه ، لعلُّه يُخبرها بِشئ يَجعل الاحداث الماضيَة مَنطقيَة ، استغرَق الطَريق الي هُناك نِصف ساعَة حَتى وَجدت نفسها امامَ المَبنى الضَخم لاشهر فنادِق كوريا التي يُنازِلُها الاثرياء مِن كافَة انحاء الوَطن و خارِجه
زَفرت انفاسِها لِتنظُر الي الحُراس امام الباب ، تَمشت بِخُطواتٍ هادئَة حتَى تَدخُل ألا انَّ احدهُما اوقفَها و ناظَرها " بِطاقَة تعريف حَضرتك "
ناظَرتهُ لِبُرهَة قَبل أن تومِئ و تُخرِج مِن حَقيبتِها بِطاقتِها التَعريفيَة ، مَدتها لهُ حَيثُ كُتب عَليها اسمُها و لَقبُها المُنتسِب الي والِدتها
بُيون سويون
رَفع الحارِس عَيناهُ اليها مُتعجبًا ثُم سألها " هل انتِ احد النُزلاء الاجانِب ..؟ ام لَديك مَن تقومين بِزيارتِه ؟ "
كانَت على وَشك اجابتِه لولا رُؤيتِها لِغابرييل يَظهر من وراءِهما بِبدلتِه الرسميَة الرماديَة التي تحتضِن جَسدُه المُنتفخ بالعَضلات حَيثُ نَطق بِجديَة تُصاحِبها بَسمة خافِتَة بِمُجرَّد النَظر الي ابنتِه
" انها تَخُصني "
التَفت الحارِسان اليه و قاما بالإنحِناء لهُ بإحتِرام " لَم نكن نَعلم سيدي ، تَفضلي أنسِتي " مَد لَها بِطاقتها لِتنتشِلُها هي قَبل ان تُناظِره بِحاجب مَرفوع " سيدَة ! نادِني السيدَة جُيون " رَدفت بَعدما خَطت الي الداخِل نَحو والِدها
ناظَرتهُ بينَما تُناظِر الانحاء بتعجُّب " لابد ان المُكوث هُنا يُكلِّف الكَثير "
" انهُ على حِساب الدولَة لذا لا اكترِث للسعرِ كَثيرًا " قال غابرييل مُفسِّرًا ما جَعلها تُفرِّق شفاهها بتعجُّب " هل الدولة من تُغطي نَفاقاتِك بأكملها ..؟ "
" صَحيح و توفِّر السَكن في البَلد التي أعمل مَعها مع الخَدمات المجانيَة لي و لِعائلتي " ارَدف مُوضِحًا بينَما يؤشر لَها بالتَقدم أمامَه ، سارَت بِرفقته الي المِصعد حَيثُ ابتَسمت سويون ساخِرَة " عائلتك ..؟ "
" صحيح اصبَح لديَ عائلَة الأن ، انتِ و اُمكِ " ناظَرها مُبتسِمًا بَعد ان وَقفا أمام المِصعد يَنتظِرانه لِلنزول حَيثُ يَمكُثان ، ارجعَت سويون شَعرِها وراء اُذنها لِتنظر وراءِها أينما وَجدت تجمُعًا هائِلاً للصحفيين
" ماذا هُناك ..؟ " نَظرت الي والِدها الذي أوضَح حسب دِرايته " المرشَحة لمنصب وَزيرة شؤون الجرحَى تُقيم مُؤتمرًا صَحفيًا هُنا "
همهمَت بِتفهُّم لِتدخُل الي المِصعد بِرفقته فَوقعت عُيونِها بِعُيون السيدَة بارك حينَما خَرجت مِن القاعَة و رأتها بِجوار غابرييل
اتسعَت عَسليتَيها لِتختبئ وراء أبيها كي لا تَراها قَبل أن يُغلق المِصعد عَليهما ، السيدَة بارك رَفعت حاجِبها لِتبتسِم بِجانبيَة " هاهي هُنا ذا ! "
" ما الامر ..؟ " قال غابرييل مُندهِشًا من اندِفاع ابنتِه خَلفه ، وَجدها تعتدِل في وَقفتها بَعد أن انغلَق المِصعد و تُنفي " لا شَئ " زَمت شِفاهها مُبتسِمَة
طأطأ بِرأسه بِقلة حِيلَة لِيخرُجا كِليهما مِن المِصعد مِتجهان الي الجَناح الذي يَقطُن بِه ، دَخلا كِليهما و اغلَق الباب مِن وراءِهما لِيُزيل سُترته و يُعلقها على كُرسي الطاوِلَة التي يَجلِسان عَليها فَتحدث " هل اكلتِ قبل أن تأتي ..؟ "
" في الواقِع لا ، خَرجتُ مُستعجِلَة " نَفت مُعترِضَة لِتزيل مِعطفها هي الثانِيَة و تَبقى بِفُستانِها الاحمَر القَصير ، عَلقتهُ على الكُرسي كَما فعَل أبيها الذي تَوجه الي المَطبخ المُرافِق لِذلك الجَناح الضَخم و قال " ساعد لكِ شيئًا تتناوَلينه اذًا ، لابد انكِ جائعَة "
لَحقتهُ تَتفحَص انحاء الجَناح الذي يأخُذ طِرازًا مَلكيًا فَخم و أنيق لِلغايَة ثُم ابتَسمت بَعدما وَقفت أمامه مومِئَة تُراقِبه يُشمِّر ساعِديه قَبل أن يُخرِج البَيض مِن الثلاجَة مع حَبتين من التوست قام بِتحميصِهما
سَلق لها البَيض الذي وَضعهُ على التوست مع الجُبن و صوص الكاتشاب و المايونيز بِرفقة عَصير طازَج فَوضعهُما امامَها و قال " انتِ حامِل ، عليكِ الاعتِناء بأكلكِ ، لا تُهملي وجباتُكِ حسنًا ؟ "
نَظرت الي الطَبق الذي أعدهُ لَها بإمتِنان ثُم ناظرتهُ تُحني رأسِها بِشُكر ، تَمنت لو رأته بِظروف احسَن مِن هَذه لَكانت في قِمة سَعادتِها
لَكِنها مُشوشَة في الوَقت الراهِن ، سَعادتِها ليسَت مُكتملَة بِسبب تَفكيرِها حَول المَجهول القادِم ، جَلس أمامَها على الطاوِلَة يُراقِبها بدات بالأكَل بِهدوء
" انتِ تُشبهين امكِ لحدٍ كَبير " قال مُبتسِمًا ، يشعُر انهُ يَرى يون سون قَبل عِشرون عامًا تَجلِس امامَه ، ابتَسمت سويون مومئَة " الجَميع يقولُ اني اَخذتُ جَمال اُمي و هي تَقول اني اخذِتُ عَينا والِدي ، بالنَظر اليك ذَلك صحيح ، لَكنهما لَيستا مُلونتان كَخاصتك "
" في اوروبا العُيون الزرقاء شائعَة لذا هي لَيست مُميزَة ! خاصتكِ مميزَة و جَميلَة جِدًا " تَحدث يَمتدِحُها لِيجدها تَبتسمُ بِشرود ما إن تَذكرت غَزل جُيون المُستمِّر لِعيونِها العَسليَة
ابتَسمت بِخجل لِتحني رأسها تتناوَل مِن طَعامها ، مُجرد التَفكير بِه يَجعلُها في قِمة السَعادة
بَعد أن انهَت طَعامُها قامَت بِغسل الأطباق مع والِدها و تَحدثت مَعهُ عن بِضعَة امور تَخصُّ عَمله حيثُ كان يَشرحُ لها كَيف تولَى منصبِه الحاليّ
ضَحكت كَثيرًا على لُغته الركيكَة ما إن كان يَنطِق الكلِمات بشكلٍ خاطِئ و حينَما تُقلِّده يقومُ برشِها بالماء لِتفعل هي المِثل مُغتاضَة مِنه
رِبما هي لَم تراهُ الا مِن ايامٍ مَعدودَة ، لَكِنها احبَت رِفقة والِدها جِدًا
جَلست مَعهُ في الصالَة مُجددًا و سألتهُ بِجديَة " اذًا ، الن تُخبرني بِحقيقة ما حَدث ..؟ " نَظرت في زَرقاوَتيه بِتوتُّر
تَنهد غابرييل لِيناظِرها بإهتِمام مُتحدِثًا " اُنظري انا لستُ اذكُر كامِل التفاصيل فَقد مَضى عِشرون عامًا بالفِعل ، خُصوصًا آن ذاك كنتُ تحت تأثير التَخدير لذا ذاكرتي مُشوشَة قليلاً " فسَّر لَها بيدَيه لِيجدها تُخرِج مِن حَقيبتها مَلف يَحتوي على تَقريرِه الطبيّ حينَما اجرَى العَملية
" لَقد وجدتُ هَذا " قَربتهُ مِنهُ لِتجعلهُ يَقومُ بِقراءَتِه ثُمَّ اكمَلت " هل المُتبرِع السريَ كان ايما ..؟ " حَدقت في عَينيه الزرقاوَتين
اومَئ لها ايجابًا بَعدما بَسط المَلفُ على الطاوِلَة مُتنهِدًا " صَحيح "
" ا..احدَث ذلك بارادتِها ام..ام ؟ جُ..جيون اجرَى لك العَملية و نَهش في جَسدِها و هي ميتَة ؟ " هَمست لهُ بينَما تَضغطُ على اصابِعها
" جونغكوك ليسَ لهُ عِلاقة بأمر تَبرُّع ايما لي ، بَل المسألةُ بيني و بَينها هي " نَظر في عينيّ صَغيرتِه المُتفاجِئَة مِما نَطقه حيثُ اكمَل " هي طَلبت ان تتبرَّع اليّ مُقابل صَمتي على عِلاقتُها الغَراميَة بِشقيق جونغكوك لان ذَلك سيُلحِق العار بالعائلَة الملكيَة ان عَلم الشَعب حتى بَعد وفاتِها "
توسعَت عينيّ سويون بِدهشَة لِتفرق بين شِفاهها " ه..هل كنت تَع..تعلم ؟ "
" انا اعملُ في اقوَى استخبارات العالم سويون ، في الوَقت الذي اُرسلت فيه الي المُهمَة في بريطانيا اُصبت بِفشل كَلوي بسبب تِلك الحُقنة ، استمريتُ عامًا اتداوَى و افعلُ غَسيلاً لَم اكن اعلمُ منهُ اني قَد أنجوا ام لا " نَطق يُحدِثُها و يُفسِّر بيديِه لِلتي تُنصت اليه بِاهتمام بالِغ
" ذات لَيلة تسللتُ الي القصر المَلكيّ لِغرض جَمع معلوماتٍ تخصُ الدولَة ، تنكرتُ كَمُواطن و فَرد مِن الحراسَة الملكيَة حتَّى اني اُجيد لَكنتهُم بِبراعَة فَنحنُ مُدربون كَاقوى فَريق للمهمات الخاصَة ، في حين جَولتي لِلخُروج من القَصر لَمحت الاميرَة تتحدَّث الي رَجُل و نَبرة البُكاء تحتضِن صَوتِها ، هل سافوِّت عليَ ذلك المَشهد الذي قَد أنسِبه الي صَفي ..؟ بالطَبع لا ! بَل اختبئت و تنصتُ لارَى ما تتحدَث بِه "
سويون نَظرت في عينيّ والِدها تومئ لهُ أن يُكمِل حَديثَه ، رأتهُ يَغوصُ في ذاكرته يَستجمع تِلك التفاصيل و يُلملِمُها في خَيالِه حَتى يَرويها بشكلٍ صَحيح
" وَجدتُها تَقول لِرجل آسيويّ المَظهر بإنها في ورَطة ، و هي حامِل بإبنِه بَعد اخر ما فَعلهُ بِها حينَما كانت مَخمورَة "
" ه..هل اقامت معهُ علاقة و هي مَخمورَة ..؟ " قالَت بِدهشَة ، ان كانَ ما يَقولُه صَحيحًا فإيما لَم تَخون جونغكوك بِشكلٍ فعليّ بَل كانت تَحت تأثير الكُحول آن ذاك
اومَئ لَها غابرييل و أتمّ
" قالَت انهُ عَليه ان يُواجِه و يَتزوجها عَلى الرُغم من أن قَرار كَذاك سَيفطر قَلب جونغكوك ، لَكن هو ليسَ لهُ ذَنب أن يُعاقَب فالكُل سيشك بِه لِكون حُبه اليها واضِح و مُنتشِر بالفِعل ، لَكِن الرَجُل الذي اتضَح لاحِقًا انهُ شقيق جُيون الاكبَر دَفعها حَتى سَقطت و نَكر ان الطِفل يُنسب اليه ، هي بَكت و اخبرتهُ ان حَبيبها في كوريا و تأخر في عَودته لاجل عَمل طرأ عليه فَكيف سَتحمل اذًا ..؟ لَكِنه كان عَنيفًا و بَدا عليه الذُعر و الخَوف ثُم هَرب و تَركها بِمُفردها "
شَدت سويون عَلى قَبضتِها بِغَضب تتذكَّر مَلامِح جونغ إن " ذَلك التافِه ! سافِل ، ثُم ماذا حَدث ..؟ " نَظرت اليه مُتسائِلَة
" آن ذاك لَمحتني أتصنَّت و جاءَت اليّ راكِضَة لِتتأكد من حَقيقة سَماعي بالخَبر ، خافَت و بدات بالإرتِجاف و رُغم ذَلك لم اُظهر اي تعاطُف مَعها ، اخبرتُها اني ساُعلن الخَبر و افضحُها و تَركتُها مُغادِرًا "
" بَعد أيامٍ مِن البَحث عَني تمكنَّت من الوصول اليّ و آن ذاك كنتُ في المُستشفَى اُجري غَسيلاً فانتظرَتني حتَى انتهي و جاءَت لِلجُلوس مَعي ، كنتُ باهِتًا المَرض واضِح عليّ ، بَدوت كَمن تَبقت لهُ ايام مَعدودَة و يُفارِق الحَياة ، لَطالما سَمعتُ عن امتِلاك الاميرَة قَلب رَقيق يَلينُ و يَحِن لِذا وَجدتُها تُخبرني بِقصتها و عَن عِلاقتها الغَرامية بِجونغكوك مُنذ طُفولتها و الحُب النَقيّ الذي اشتَهر بين ازقَة القَصر المَلكيّ "
سويون قَضمت شَفتها بضيق ، سَماع قِصة حُب زَوجها السابِقَة لَن يُعجبها بِطبيعَة الحال لَكِن ذلك لَن يَمنعها مِن سَماع بَقية القصَة لذا طَلبت مِنهُ ان يُكمِل
كان يَجِد صُعوبة في انتِقاء الكلِمات الكوريَة بِعنايَة لِذا يَتحدث قليلاً ثُم يَصمُت لِيجمع و يَبحث في عَقلِه عن حُروف صَحيحة يَتحدثُ بِها
" قالَت لي انها تُحبه و يُحبها و قَد سافَر الي كوريا مِن اجل جَدته و سيبقَى هُناك لِعام و آن ذاك تَدخل اخيه و بدأ في مُحاولاتِه للتحرُش بِها ، صَدتَّهُ كَثيرًا و انتهَى بِها الامرُ على فِراشه ما إن كانَت مَخمورَة بَعد ان سُكب الخَمرُ في كأسها اثناء حَفلة ملكيَة ، آن ذاك كان جونغكوك قَد عاد الي كوريا و اخبرتني انهُ تَحمل مسؤولية طِفلها و سَيتزوجها و كُلما نَطقت حَرفًا كانَت تبكِ و تُناظِر فُستانها المُحتشِم الطَويل و تَقوم بِتعديلِه "
" قالَت انهُ لَم يَرفُضها و فضَّل حمايتِها بدلاً مِن تَركها تَموت على أيادي اخوتِها و والِدها ، و اضافَت انهُ تبقَى لها اشهُر معدودَة و تُفارِق الحَياة لِكونها تُعاني مِن فُتق في القَلب يَمنعُ حَملها و نِسبة نجاتِها قليلَة ، حَتى ان كانت نِسبتها عاليَة قالَت ان حُزنها و حَسرتُها على ما حَلَّ بِها سَيقتُلها ، هي تشعُر بتأنيب ضَمير قاتِل كُلما نَظرت الي عينيّ حَبيبها الذي يُقابِلُها بإبتِسامَة طول الوَقت كي لا يَتفاقم مَرضُها و يُعجِّل من وفاتِها "
قَضمت سويون شِفاهها بِحُزن لِتومئ لَه بينَما تُجفف دُموعِها بيديها حَيثُ اضاف مُتنهِدًا ، كان مُتضايقًا انهُ لا يستطيعُ التحدُث جيدًا لِضعف لُغته و لا يُوصل المَعنى كَما يُريد لَكنهُ واصَل
" جُيون لَم يَكُن يعلم انها سَتموت بَعد انجابِها لايڤا ، فقط هي مَن كانت على دِرايَة و أخفَت عن الأمَر ، هي عَلمت انهُ لن يَتقبلها مُجددًا و انهُ مَعها لانها حامِل فان اجهَضت سَيتركُها و يُسافِر لكوريا مُجددا من اجل طِفلة كانت سَببًا في تأخرُه شَهرين و لولاها لأعدَموه "
" هي بَكت كَثيرًا و قالَت انها مُمتنَة الي تِلك الطِفلة و سَتدعي الرَب ان يُبارِكها و يَحفظها و ان كانَت لها نَصيب ان تَلتقي بِجُيون مُجددًا أن تَكون سببًا في مُداواة جُرحِه "
امتلَئت عينيّ سويون بالدُموع فإرتَجف ذَقنها بينَما تُطالع زرقاوَتيّ والِدها الذي يَجمعُ كَلِماته بِتركيز بينَما يَفرُك جَبينه بِتَعب ، لقد استنفَذ الكَثير من الحُروف الكوريَة و لَم يَعد يستطيع جَلب المَزيد
" ه..هل تعرف تِلك الطفلة مَن تكون ..؟ " سألته بِهمس لِيرفع غابرييل رأسهُ نَحوها مُستفهِمًا ، نَفى مُعترِضًا " من اين لي أن اعرِفُها ..؟ "
" ا..انها امام..امامك " قالَت بِعينين باكِيتَين مُتسببَة في صَدمة والِدها الذي أفرق شِفاهه بِدهشَة " ا..انتِ ؟ ك..كي..كيف ؟ "
" جونغكوك جُذورِه مِن جوار بَلدة اُمي ، و في عامِه الذي سافَرهُ و بأخِر يوم لهُ هُناك وَجدها تستنجِد في الطَريق على وَشك الوِلادة فَهرع اليها لِيُساعِدها و اخذها الي المدينَة ، بَل قام بِتوليدِها بِرفقة بَقية الاطبَاء " تَسربت الدُموع على وَجنتيها المُحمرَة لِتمسحهُم بِكم فُستانها الطَويل و أكمَلت " اُمي دَخلت في غَيبوبَة لِصغر سِنها و لاني بَقيتُ وَحيدة تَولى مسؤوليتي و اهتَّم بي و رَعاني ، ل..لقد احتواني مُنذ اليَوم الاول لي في هَذا العام و لَم يَترُكني "
" أجل سَفرهُ لاجلي حَتى انهُ بَكى حينَما تَركني عِند امي ما إن استعادَت وَعيها و رَفض افلاتي ، لَكن كانَ عليه العودَة الي بريطانيا "
فَرق شِفاهه مُندهِشًا لِيمد يَداه يُمسِك بِخاصتيّ طِفلته يَشُد عليهِما بِقوَة " اتعتبَر هذه صِدفة ..؟ مُستَحيل ! بالتَفكير بالامَر كُله مُترابِط ، هو انقذكِ و انتِ انقذتيه و ايما كانَت سببًا في بقائي حيًا ! " قال مُنذهِلاً ما إن جَمع الاحداث بِرأسه
اومأت سويون لهُ لِتناظٍر يداهُما " صَحيح ، كُله مِترابط بِشكلٍ مُخيف ، ابتداءًا مِن علاقتك بامي ، فَلو لَم تُنجباني لَما اُجل سَفرُه ، و كان لِيكون مَقتولاً مُنذ عِشرون عام ، و لولا حَملُها هي لَكنت مَيتًا بِسبب المَرض "
سَحبت احدَى يَديها و تَركت الاخرَى داخِل يدِه لِتمسح دُموعها و تُشير لهُ ان يُكمِل حَيثُ التَزم الصَمت لِفترَةٍ قَبل أن يَنطِق
" و لانها كانَت تعلم ان وفاتِها مَحتومَة طَلبت أن تتبرَّع لي مُقابِل صَمتي لان ان تَحدثت سَتفسُد سُمعتِهم و ذلك ما حَدث بالفِعل ، هي تواصَلت مع والِد جونغكوك كي يُجري العَملية في السِر لِصالحها و صالِحي ، بالنِسبة الي زَوجِها آن ذاك لَم يَكُن يَعلم بِخُصوص العَملية و لا كان مُتوقع انها قَد تموت ساعتها "
•••
قَـبـل عِـشـرون عَــامًـٰا
جونغكوك البالِغ مِن العُمر الثامِنَة عَشر يَقفُ بالقُرب مِن زوجتِه الجالِسَة فوق سَرير المُستشفَى مِن اجل الدُلوف و إجراء عَملية قيصريَة حَتى تُنجب طِفلتها
كانَ يُمسِك بيدِها و يَمسحُ على شَعرِها بِلُطف حَتى يُخفف ألمُها الذي يَفتَّكُ بِها ، هي لا تَستطيع أن تُنجب طَبيعيّ بِحُكم مَرضِها لِذا لَجئت الي القيصريّ على الزُغم مِن درايتها التامَة انها سَتموت تَحت اجهزَة العَمليات
لَكِنها سَمئت مِن تَحمل نَظرة الذَنب في عُيون حَبيبها الذي اصبَح زَوجِها ، هو لَن يُسامِحها و هي لا تُريد حَياة مِن دونِه لِذا فضلَّت لقيّ حَتفها مع تأكُدها التام انهُ لن يُفلت رِعايَة ابنتِها التي سَتُنسب على إسمِه
كانَت تتأملهُ بِعينين مَليئتَين بالدُموع التي تَنساب على وَجنتيها دون تَوقف ، تَراهُ يُكثف رِعايتهُ بِها كي تَكون مُرتاحَة و لا يَفهم سبب بُكاءِها المُستمر ، اهو الألم ؟
حَسب عِلمه انها سَتُجري عَمليتُها و تَخرُج بِخَير ، اذًا لِما هي تَبكِ كُلما نَظرت لهُ ..؟ تُشعره انها سَتراه للمرَةِ الأخيرَة
" كلها نِصف ساعَة و تَخرجُين مع طِفلتنا يا اميرتي هِمم ؟ لا داعي الي البُكاء ، سَتكونان بِخَير " قال مُهوِنًا عَليها بينَما يَمسحُ على شَعرِها الطَويل فإقترب يَجلس بِجانبها مُمسكا كِلتا يَديها
ناظرتهُ بِعينين باكِيتَين و الدَم يَخلوا مَلامِحها الشاحِبَة ، كانَت بارِدَة جِدًا بشكلٍ اقلق جونغكوك الذي راحَ يَنفُخ داخِل كَفيها حتى يُدفئها " لِما انتِ باردة هَكذا ؟ " ناظَرها عاقِدا حواجِبه
" جونغكوك ، ا..اعت..اعتني جيِّدًا بايڤا ، ارجوك " قالَت تَترجَّاه بينَما تضغطُ عَلى يَدِه ، هو تَعجَّب و قَلبهُ اضطرَب " ل..لما تقولين هَذا ؟ سَنعتني بِها مَعا " نَطق بينَما يُشكٍّل ابتِسامَة خَفيفَة لِيجدها تقترِب منهُ بِصعوبَة
" ه..هل ي..يم..يُمكنك عن..عِناقي ؟ ا..انت لم ت..تعان..تُعانقني ابدًا حَتى بع..بعد زوا..زواجنا " قالَت بِبُكاء تَتوق لِعناقٍ واحِد مِنه ، مُنذ ان تَزوجا هو يَمتنعُ عنها بالكامِل و لا يُجالِسُها البتَة مُتحججًا بالدِراسَة و العَمل
حَتى بالكاد يُمسك بيدِها و اليَوم حالَة خاصَة
طالَعها بِصَمت ، طَلبُها بدا ثَقيلاً عَليه
جونغكوك مِن النَوع الذي إن كُسِر بَعد عَطاءٍ كَبير مِنه يُصبِح امَر تَقبلُه للكاسِر صَعب لِلغايَة
التَف براسِه الي الباب حينَما فُتِح و دَخل المُمرض قائِلاً " سيد جُيون ايمكنك مُرافقتي لانهاء بَعض الاجراءات اللازِمة ؟ "
اومَئ لهُ لينهَض و يُناظرُها " ساعود ، انتظريني حَسنًا ؟ " مَسح على شَعرِها بِلُطف يبتسِمُ لها بِرقَة بالِغَة
شَدت عَلى يَدِه بقوَة تَروي عُيونِها بِه مع كامِل درايتِها التامَة انها المرَة الاخيرَة التي سَتراهُ بِها " ق..قبل ان تَذهب ، اُريد اخبارُكِ بشئ " قالَت بينَما تتشبَث بِه
اومَئ لَها بأن تُخبِره حَيثُ قالَت بِصوتٍ هادئ حاوَلت الحفاظ على توازُنِه
" ا..اح..اُحِبك "
تَلاشت ابتسامِته التي كَونها لَها لِيُحاول تَجديدُها لَكنهُ لم يَقدِر ، بالنسبَة اليه مَن يُحِب لا يَخون ! لَكنها خانَته و ذَلك فَطره
مَسح على شَعرِها ليومِئ " ساعود "
تراجَع الي الوراء راغِبًا بإفلات يَدِها لَكنها ضَغطت عَليها اكثَر الي أن سَحب اصابِعه و غادَر الحُجرَة ، جَلست تُناظر الفَراغ أمامِها بِحُزن بالِغ يمزق قَلبها الضَعيف " ا..انا اسف..اسفة " اخفَضت بصرِها الي بَطنها الكَبير
رَفعت رأسِها الي الباب بِمُجرد ان دَخل رَجل يَرتدي زيّ مُمرض بينَما يضع كَمامَة ، استطاعَت التعرُف عليه مِن عَينيه و صوتِه حينَما دَنى مِنها قائِلاً " انتِ مُتأكدَة مِما سَتفعلينه ..؟ "
" انا مُتأكدَة اني سأموت بالداخِل " قالَت بِوجهٍ شاحِب تُناظِر مَلامِحه المُرهقَة لاتقِّل شيئًا عن خاصتِها " ماذا ان لَم يَكُن موتًا طبيعيًا ؟ ماذا ان كان مُفتعلاً و تمكنتِ من النَجاة ..؟ " رَدف بَعد جُلوسه بِجانبها يَستريح
" ان تمكنتُ من النجاة ! ساموتُ طيلَة حَياتي وانا عَلى قيد الحياَة " حَدثته قائلَة بعد النَظر في عَينيه " حتى ان كان مَوتًا مُفتعلاً ، انا اخترتُ ان اموت ، لا اُريد حَياة جونغكوك يَمقُتني فيها "
" هل هو يَعلم بِحقيقة ما يَحدُث ..؟ " قال بِجديَة لِيجدها تُنفي بينَما تمسحُ دموعِها " لا يَعلم ، يَظُنني ساخرُج مع ايڤا " هَمست بِحُزن
حينَما غادَر غابرييل مِن عندها جاء الطاقِم الطِبي لِنقلها الي غُرفة العَمليات حَيثُ سَتُخلقُ ايڤا ، آن ذاك جُيون لازال يُجري الاجراءات بالأسفَل و لَقد لَمح رَجُلاً مُصابًا عِند باب المُستشفَى
لِكونه طَبيب مِقيم قام بالإسراع نَحوه حينما لم يَلحظهُ احد و انخَفض نَحوه يُساعِده " سيدي هل انت بِخير ..؟ "
في النَظر الي مَلامِحه وَجدهُ آسيويًا مِثله ، الرجُل اشرَّ على ذِراعه هامِسًا بِصعوبَة " ت..تلقيتُ طلقَة نار..ناريَة "
توسعَت عينيّ جونغكوك الذي اُدهِش مِن حَديثه " ط..طلق نا..ناريّ ؟ " رَدف بِصدَمَة لِيلتِفت حَتى يَطلُب سَريرًا يَنقلونَه بِه ألا انَّ الرَجُل جَذبه الي الخارِج و الصقهُ في الجِدار بَعد اخراجِه لِمُسدس فَرديّ مِن وراء خَصرِه
" لا اُريد أن يَعلم احد ، قُم بِمُداواتي انت " رَدف بِصوتٍ متألِم يُشير بذلك السِلاح على مَعدة جونغكوك الذي فَرق بينَ شِفاهه بِصدمَة " م..من تَكون ا..ان..انت ..؟ " قال بينَما يُراقب ذلك السِلاح الذي يُخفيه وراء مِعطفه كي لا يَروه المارَة
" سَتقوم بِعلاجي ام اُحدث لك ثُقبًا كَما اُحدِث لي ؟ " هَمس لهُ بِحدَة لِيبدأ بالسُعال ما إن زادَت حرارتهُ بفعل الرصاصَة المسمومَة " ل..لكني لستُ طَبيب مُتمكِّن ، ا..انا لازلتُ متدرِّب " قال الصَغير مُعترِضًا لِيشعُر بضغَط الرجُل اعنَف على وِسطه " اذًا دَعنا نموت مَعًا " تَحدث الاكبَر سِنًا بِنبرة بَثت الرُعب في قَلب مَن سيرُزق بِطفلة بَعد قليل
لَيس عَليه ان يَموت و يَترُك زَوجته و طِفلتها بِمُفردها لِذا إنصاعَ لهُ و دَخل الي المُستشفَى لِجلب المُعدات الطبيَة عَلى عجلٍ ثُم خَرج يَلحقهُ الي سيارتِه كي يُداويه هُناك
حينَما انهَى تَركهُ بَعدما عَلق لهُ مَحلولاً و طَلب منهُ ان يَستريح ثُم دَخل مُسرِعًا يَنزل الي طابِق العَمليات الارضيّ حيثُ هُناك زَوجته تَخضعُ الي عمليتِها
لَم يكُن يَعلمُ ، ان ذَلِك الرَجُل الذي دواهُ
سيكونُ مُساعده و جُزء لا يَتجزأ مِن نجاحه لاحِقًا ..!
ما إن وَصل حَتى تفاجَئ بِوالدِته الجالِسَة تَبكي عند الباب ، تقدَم منها مُسرِعًا و قال بِقلق " ه..هل دخ..دخلت ؟ لقد تاخ..تاخرت "
رَفع عَيناهُ الي الصُندوق المَكتوب عليه عَـمـلِـيـات ، كان عليه أن يكون مُضيئ كَي يُثبت اقامَة عمليَة بالداخِل لكنهُ مُنطفئ
نَظر الي امِه مُجددًا " ل..لما هو مُطفئ ؟ هل انتهَت العمليَة ؟ " سار الي الباب يَضعُ بطاقتهُ على الكاشِف كي يُفتح لهُ و يَرتجِل الي الداخِل
وَجد والِده يُخبِط في جَسد طِفلة للتو اُخرجت مِن بَطن امِها تملئُها الدِماء ، مَع مراتٍ عديدَة من الصَفع صَدح صوتُ بُكاء الصغيرَة لِيُوسع مُقلتيه بِسعادَة
تَقدم مِنهم بِخُطواتٍ رَزينَة لِيناظِر ايما بِعينين سَعيدَتين " ل..لقد انتهيتِ ، و أنجبت..انجبتيها " قال بينَما يُناظِر الاجهزَة المُتوقفَة عن العَمل
" لما تَفصلون عَنها الاجهزَة ؟ هل جُننتم انتم تَعرفون وَضعها خَطِر " قال بِغَضب يُناظِر والِده الذي ناظَرهُ و تَحدث مُنفعلاً " لما دَخلت جونغكوك ! اُخرج حالاً " صاح بِه و أمر باخراجِه لَكِنه اعترَض مُتحدثًا " ل..لما اخرُج ؟ اليسَت زَوجتي ؟ عليّ حُضور عَمليتها "
حَدق في ايما التي قَد فارقَت الحَياة بالفِعل و مَد يدهُ يَتحسس نَبضِها ، تَجمَّدت اطرافُه ما إن وَجدُه مُتوقف تمامًا ، احسَّ ان اقدامِه على وَشك اسقاطِه حينَما راودتهُ تلك الافكار التي جَعلت قَلبه يَهلع
امتلئت كُحليتاهُ بالدُموع لِيناظِر عينيّ والِده " ا..ابي " هَمس
هانجون تَنهد لِيومئ لهُ يؤكد صحَة ما إستنتجه " للاسف ، فارقَت الحياة في مُنتصف العَملية ، قلبُها كان ضعيفًا ليتحمَّل جُرعة التَخدير "
عاد جونغكوك خُطوَة الي الوراء يُناظِر بَطن زوجتِه المَفتوح و الدِماء تملئ ايادي الاطباء و المُمرِضون ، خَفق قَلبه بِعُنف بَعد ان سَقطت مُقلتيه على مَلامِحها الشاحِبَة الخاليَة من الحَياة " ا..ايم..ايما ، م..مستح..مستحيل "
نَفى مُعترِضًا لِيأمر هانجون بإخراجِه حَيثُ اقترَبت مُمرضة مِنهُ و هي تَحملُ ايڤا بعدمَا لَفتها بِمنشفَة دافئَة ، عُيون جونغكوك المليئة بالدِموع لَم تكُن تستطيعُ رؤية مَلامح الطِفلة التي مُدت لهُ و بذراعين مُرتعِشتين حَملها
كُله يَرتجِف و هو يُنفي حَقيقة ما سَمِع و رأى " هي لَم تمُت ، مُستحيل ، ابي انقذها ، الست طَبيب مُختص بالقلب ! لما انت هُنا ان لم تَكُن تستطيع مُساعدتها " صَرخ عَلى والِده بِصوتٍ جَعل الصغيرَة بين يَديه تَنتفِض و تبكِ بصوتٍ عالٍ
ناظَرها جونغكوك بينَما يَبكِ بِرفقتها " ه..هل تَبكين على ام..امك ؟ " هَمس لَها لِيحتضنها الي صَدرِه مُغمضًا عَيناه بِوجع
المرأة التي احبَها مُنذ طِفولته فارَقت الحياَة و تَركتهُ دون تَوديعه
هو لَم يُعانقها كَما طَلبت بل تَركها و غادَر
كَرِه نَفسهُ بشدَة لِدرجَة جَعلتهُ على وَشك تَحطيم كُل تلك المُعدات الطِبيَة ، هانجون دَنى مِنهُ و سَحبهُ الي الخارِج مَعهُ لِكونهم سَيُدخِلون غابرييل و لَيس عليه أن يَراه بِطبيعَة الحال فَهو لا يَعلم أنهم سيتبرعون لَهُ بِاعضاء زوجته
هو خَرج و بين يَديه ابنتِه التي اصبحَت تخُّصه ، يَحملُها و كليهِما يَبكيان كَما لو أنهُما يَتنافسان مَن يَعلى صَوتهُ اكثَر
جونغهيون نَهضت تُناظِر ابنِها الذي يَحملُ الطفلَة و يسيرُ اليها بينَما يبكِ ، هرعَت لهُ و عيونِها مليئة بالدُموع " ج..جونغك..جونغكوك "
جونغكوك قَدم ايڤا الي اُمه و اشَّر عَليها بِبُكاء " اصب..اصبحتُ ا..اب و ارمل و انا عُمري ثمانيَة عشر ع..عام فق..فقط ، ك..كيف ساربيها ، ان..انا لازلتُ طِفلاً " نَطق بِغصَة بينَما يرتجِف لِتقوم والِدته باحتِضانه بِرفقة الصغيرَة و مُشاركتهما بُكاءهما بِحرقَة
•••
الـحَـاضِـر
" الذي حَدث بَعد ذَلك ، جُيون عَلم ان هُنالك أمر ما يَحدُث بالداخِل حينَما اطال بقاءُها هُناك لِذا دَخل بعد احداثِه لِفوضى عارِمَة لِيرى ما يَحدُث و صُدم ما إن وَجدني هُناك تَحت تأثير التَخدير اُجري عَملية نَقل "
قال غابرييل يُطالِع عينيّ ابنتِه الدامِعَة مُتاثرَة بِما سَمِعت ثُم اضاف
" لَم يتحمَّل و احدَث ضَجة و بدأ بالصُراخ عَلى الاطباء و والِده الي ان تم حَقنه بإبرة مُخدرَة و تَم نَقلِه الي الخارِج ، حينَما انتهَت العمليَة و بدأت استفيق مِن جُرعة التَخدير انا سَمعتُ هانجون و رجلٍ أخر يَتحدثان ، رُبما كان يعتقِد اني لازلتُ مُخدرًا آن ذاك لذا تَحدث باريحيَة و سَمعتُ والِده يقول للرجُل ان جونغكوك عَلِم بأمر عَملية التبرُع ، حينَما سأله الرَجُل ان علم بشأن استئصال بقيَة الاعضاء الاخَر نَفى و قال انهُ تم نَقله قبل ان يَعلم "
سويون قَطبت حواجِبها بخفَة لِتُميل رأسها " لكن كَيف ؟ مارك قال ان جونغكوك كان حاضِرًا ! و جُيون لم يُنفي بَل استجاب مَعه "
" الامرُ المُفجع هُنا ! " قال غابرييل بينما يُدلك جَبينه بضيق حَيثُ مَسح على وَجهه بِقهر و اردَف " ذلك الحَقير الذي يُدعى مارك اخبَرهُ انهُ سَيعرِض عليه اتفاقًا يَجعل مِن ابنه ذا مَنصب عالٍ و تكون الدولَة بين يَديه "
" ا..وه ، ص..صحيح " اومأت حينَما تَذكرت الحَديث الذي دار بين هانجون و جونغ إن في خُطوبة ايڤا ، اشَرت لهُ بالإكمال حينَما سألتهُ " م..ماهو ذلك العَرض ..؟ "
" طَلب منهُ أن يَستغل امر المسألة التي حَدثت بينهُ و بين أخيه ، اخبرهُ انهُ سيُدخله الي مصحَة نفسيَة بَعدما يَجلِبون جونغ إن لِيستفِّزه و آن ذاك سُتجرى عَليه حِيل نفسيَة تُقنعه انهُ من قام بِسرقة اعضاء ايما عمدًا لاجل الانتِقام "
وَسعت سويون عَينيها بِصدمَة لِتشهق و تَنهض من مكانِها بعدم تَصديق " م..مُستحيل !!! " خَبطت بيديِها على الطاوِلة ناطقَة " هل لِذلك السبب تَم ادخاله الي المصحَة ؟ لاجل استغلالِه و انساب قضيَة القَتل و سرقَة الاعضاء اليه ..؟ "
" نَعم ، ذَلك ما سمعته و اخبَرهُ انهُ سَيوفر لهُ مكانًا مرموقًا في الدولَة و أن طبيعَة جُيون الطيبَة سَتُغيَّر و يتم اعادَة هيكلتهُ هُناك ، يبدوا انهم نَجحوا في إقناعِه بانهُ الجاني! لَكن فَشلوا في جَعله يفقِد خِصالِه و اخلاقياتِه "
جَلست سويون مُجددًا تُناظر الفَراغ بِصدمَة " الح..الحقراء جع..جعلوه كَعبدٍ لَديهم يَتحكمون بِه عبر ذلك السِر كَي لا يَخرج عن طَوعِهم " هَمست بِحُزن
" صحيح مارك ارادَ استِغلال جونغكوك لِصالِحه بعد مَعرفته انهُ قريب مِن العائلَة الملكية ، حَتمًا جَعله يتولى منصب كَوزير للقوات الجَويَّة لِصالحه هو بالمَركز الأول ، حَتى ينقُل بضائِعه كَما يَحلوا لهُ و بالتالي ضَحك على والدِه بِكلمَتين و مَبلغ مالي مُحترم لِيصل الي مُراده " فسَّر لَها الاكبر سِنًا حَسب خِبرته في المَجال السياسيّ الذي يُعد اقذر المجالات على الإطلاق
" بقَى جونغكوك مُدة لابأس بِها في المصحَة حَتى صار يَهذي بِتفاصيل جريمَة لم يَرتكِبها ، حُفرت في ذاكرتِه و إن سألتيه سيُجيبك بانهُ الفاعِل لا مُحال لِذا اجابتهُ ما كانت لِتُرضيك ان لَم تَسمعي التفاصيل كامِلَة لانهُ هو بحد ذاتِه لا يَعرِف الحَقيقة " اتمَّ بِما فَطر قَلب ابنتِه التي انهمَرت دُموعها بِحزن على زَوجِها
هي بدأت بالبُكاء لِتخفض رأسِها بِقلبٍ مُمزق لاشلاءٍ عَديدة بَعد سَماعِها تلك التَفاصيل التي أذابَتها " ك..كيف استَطاعوا إقناعه بِجري..بجريمَة هو لم ي..يرتكبها ، هل هُم وح..وحوش ..؟ " هَمست بِحرقة لِتضع يدها على صَدرِها تَشعُر بإضطراب نابِضها
مَسك غابرييل يَدِها لِيمسح عَليها بِلُطف " انتِ بتِ تَعرفين الحَقيقة ، لَكن كَيف ستقنعينَهُ هو بها ؟ ان حاولتِ اقناعهُ بِعكس ما بِعقله سيضطِرب و قَد يدخُل المصحَة مُجددًا ، لَن يحتمِل " هَمس لَها
قَوست شِفاهها لِتنفجر بالبُكاء على حالِه
كَيف سَتقوم بِمُساعدته ..؟
ماذا ان قام مارك بإلفاق التُهمة لهُ من اجلِها و ادخاله السِجن ..؟
كَيف سَتحل قضيَة صاحِبها مؤمن انهُ مُجرِم
" م..ماذا ساف..سافعل ، اشع..اشعُر اني عاجزَة " قالَت بِبُكاء لتضغَط على يَد والِدها الذي طَبطب عَليها بِحُزن " انا واثِق اننا سَنجِدُ حَلاً " هَمس لَها
" ياروحي عَليه ، هو بَريئ لِدرجَة لا أحد يَتخيلها ، كَيف يَصنعون منهُ وحشًا ..؟ انت لاتع.. لاتعرِف هو كَيف رَقيق و دافئ للغايَة " نَبست بِحرقَة تتخيَّل حجم مُعاناةِ حَبيبها ، لابد انهُ عاش طيلَة العِشرون عامًا يَتصارع مع نَفسِه العاطفيَة و ذاك الجانِب الذي زَرعوه بِه
•••
" وَجدتُ ما يَسُّر كِلينا "
ذاك الصَوتُ الآنثوي صَدح في اُذن الرَجل الاربعينيّ الذي لِتوه استيقظ مِن نومِه ، وَجه بَصرُه للمرأة الثلاثينيَة الجالِسَة على فِراشه و نَطق بينَما يُدلِّك عَيناه " الناس تقول صَباح الخَير ! ثُم مالذي جاء بِك مُنذ الصباح "
تَحدث مُنزعِجًا فقد قَضى ليلَة البارِحة يَحتسي الخَمر حَتى ثَمِل تمامًا ، استقام يَمسح على وجهِه لِيلتف نَحو تلك الثلاثينيَة التي رَدت مُبتسمَة " تعرِف ان رمزك السريّ لديّ ! ثُم لفرط حَماسي لَم انتظِر فاتيتُ مُسرعَة "
" حَماس ماذا ..؟ مالذي تَهذين بِه " تَحدث مُستنكِرًا بينَما يَسيرُ لِجذب قارورة الماء و الإحتِساء مِنها بَعدما جَلس فوق كُرسي المَكتب المُقابل للسرير
" اسمَع " نَبست بِحماسٍ مُفرَط و توجهَت لِلجُلوس امامَه " انا اُبصم لك بِهذه الخُطة سَتجعل سويون لك ! و سآخُذ انا جُيون " اشَّرت على نَفسها
مَسك مارك رأسهُ بِصداع لِيغمض عَيناه بِتَعب " هل لازلتِ مُقتنعَة انكِ ستأخدين جُيون ؟ الرجُل بالتنويم المغناطيسيّ و لم نتمكن مِن زرعكِ في قَلبه او عَقله حتى " رَدف بينَما يُدلك جَبينه
" سأكسب عاطِفته ، المهم اكون الي جانِبه انت ماشأنك ، هذه الخُطة سَتجعل سويون لك لا مُحال ، الست مُتشوقًا لِسماعها ..؟ " رَدفت بِضجر من حَديثه في البِدايَة لَكِنها اختتمَت حَديثها بِسعادَة غامِرَة
تَنهد مارك بِلامبالاة لِيسحَب قنينَة الماء يَحتسي مِنها مُجددًا ، هي بَدأت باخبارِه عن خُطتها التي جَعلته يَبزِق الماء مِن بين شِفاهه مُنصدِمًا مما سَمِع
اُذهِل بشدَة بينَما يُناظِرُها تُرجع شعرُها الي الوراء بِغرور حينَما اثنَى عَليها " ا..انتِ ! ابليس ينتزعُ تاجه لِيسلمكِ اياه " قال مُندهشًا لِمن اومأت ايجابًا لِتنطق " ارأيت ..؟ اخبرتُك سَتنجح "
" هَــذه الــمَــرَة سَــنُــعــيــد جُــيــون لِنُقــطَــةِ الــصِفـــر "
•••
8540 ✔️
اهلاً بِكم اعزائي في تشابتر اليَوم
كان دَسِمًا للغايَة ، تتفقون ..؟
مليئا بمختلف من الاحداث
🪐 توقعتم رفض سويون للجنين ..؟
🪐 بشأن هانجون ..؟
🪐 غابرييل ؟
🪐 ايما ..؟
🪐 الحقيقة المخفية ، هل توقعتموها ..؟
بدات تنكشف الاسرار بالفِعل
🪐في وضعنا الحاليّ ، جيون لم يقتنع انه ليس قاتِل ، لذا كيف ستتصرف سويون مع الامر ..؟
ان كان البريئ مقتنع انه مُذنب ، الوضع مأساوي
🪐خُطة يونمي و مارك ماهي برأيكم ..؟
🪐هل ستنجح كما يزعمون ..؟
🪐 اكثر جُزءيَة اعجبتكم ..؟
اراكم في التشابتر القادِم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️
.
.
.
جُيون حينما كان في المصحَة
نظراته لوالديه كي يساعدوه 💔
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top