Husband | 41
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء الواحِد و الأربَعون 🦋
لِنبدأ 🤍
•••
جُيون في حُجرَة المَلابس يَرتدي ثِيابَه مِن اجل التوجُه الي الجامِعَة بِرفقة زَوجته التي لِتوها غادرَت الحَمام و دَخلت من خَلفه تُشاهِده يُسرِّح شَعره
توجهَت لاختِيار مَلابِسها التي طابَقتها مع خاصَته ، بِنطال بُني بِخصرٍ عالٍ مع قَميص أبيض ادخلتهُ اسفل السِروال مَع حِزام جِلديّ بذات اللَون ، اختارَت مِعطف طَويل فاتِح كزوجِها ثمَّ توجهَت الي الحَمام ترتديها
لازالَت لا تَملك الشجاعَة اللازِمة التي تَجعلُها ترتدي ثيابِها أمامَه
خَرجت مُجددًا لِتجلس على مِرآتها تُناظر نَفسها بإحباط بَعدما تذكرَّت درجاتِها ، وَضعت وَجهها بين يَديها تُخفيه بالداخِل بينَما تَخبط الارض بِقدميها تَعبيرًا عن إحراجِها بِمواجهَة الجَميع
الاولَى على الدفُعة السنَة الماضيَة تَرسبُ في كُل المَواد ..!
نَظر جونغكوك اليها بَعدما لفَّ ساعَته حَول رِسغه يَبتسِم عَلى طَريقتها في التَعبير عن استِياءها ، اقترَب مِنها لِيضع يَديه على اكتافِها و يَنخفِض نَحوها سانِدًا ذَقنه فوق رأسِها " مابكِ ..؟ "
" لا اُريد الذَهاب الي الجامِعَة " قالَت مُغتاضَة من مشاعِرها السلبيَّة ثَم رَفعت رأسها اليه تُطالعه عَبر المِرآه و هو يَبتسِم بِهدوء " مُجددًا ؟ ان حَسبت عدد المَرات التي ذهبتِ بها الي الجامِعَة هذا العام لا يأتون اسبوع على بَعضه " قال بَعدما اجتَذب مُجفف الشَعر من الدَرج و أوصدَه بالكَهرباء
بدأ بِتجفيف شَعرُها المُبلل يُراقبها تُكتِّف يديها الي صَدرِها بِعُبوس " فقط لا اُريد ان اتلقَّى تلك النَظرات المُزعجَة ، كأني فاشِلَة " قالَت بينَما تأخذ لَوح الشوكولا الذي وَضعتهُ سابِقًا فوق المنضدَة و تناوَلت منه
" انتِ مررتِ بظروفٍ أدَّت بِرسوبكِ ، ثمَّ يَكفي انكِ مُتزوجَة ، الزواج لِوحده مَسؤولية " نَطق يُحاول مُواساتِها بينَما يُمرر ذلك الهواء الدافئ على كامل شَعرِها الي أن جَف تمامًا فأنتَشل المِشط بادئًا في تَسريحه
" لا نَكذب على انفسنا جُيون " رَدفت بينَما تُناظِره عبر المِرآه " انا بَعد الزواج مُدللة لا المِس شيئًا في حين اني قَبل ان اتزَوج كُنت اقوم بِكل الواجبات المنزليَّة و اعمل لاجلب مَصروفي و فَوقها ادرُس و انجح الاولَى ! هل الدلال يُفسد الي هذا الحَد ؟ " قالَت مُندهشَة و هي تَضع مُكعبات الشوكولاتَة بين شَفتيها
" همم لا ! فقط فَترة امتحاناتُكِ تراكمت المَشاكل و لَم تتمكني مِن التَركيز جيِّدًا ، لِهذا انا اتفهَّم ، لَم ينتهي العام بَعد بامكانكِ التعويض هذا الفصل " هَتف بينَما يَمشطُ شعرها العَسلي و يُناظرها عبر المِرآه
وَضع شَعرُها على جانِبها الأيمن حَيثُ كَشف عن عُنقها لِينخفض نَحوها يُقبِّل بَشرتُها أينَما التمَس ذلك العِرق الذي يَنبِض بالحَياة حيثُ وَضع قُبلته تمامًا
" انا مُتأكد انكِ سَتكونين طَبيبة يَفتخر بِها الجَميع و أولَهم انا " قال بِهمسٍ الي جانِب اُذنها تَحت نَظراتِها نَحوه تُشاهد انعكاسِه عبر المِرآه ، وَضعت لَوح الشوكولا فَوق المنضدَة و إلتَفت نحوهُ تنظُر في عَينيه
" لِما اردت ان تَدخل الطِب ؟ " سألته بَعدما رَفعت عينيها نَحوه ، وَجدتهُ يسيرُ الي الادرج اسفل خِزانة ملابِسهما و يَنخفض لِجذب جوارِب لهُ و لَها
جَلس امامَها على الاريكَة في مُنتصف حُجرة التَبديل يَرتدي جوارِبه مُجيبًا على سُؤالِها " لاني ذَكي ؟ و احفظُ سريعًا لِذا اردتُ ان اُجرب الطب الذي يَقول عنه الجَميع صَعب "
" تَوقعتُ جَوابًا كَـ ، لاني اُريد انقاذ حَياة الناس ! يا ماهذا التفاخَر و الغُرور ؟ " قالَت ساخِرَة بَعد ان اعطتهُ ظَهرها و اجتَذبت مُستحضرات تَجميلها من الدَرج لِتبدأ بِوضعها ، سَمعتهُ يُقهقه بخفَّة و يَنطق " حسنًا بِحُكم ان ابي كان طَبيبًا كنتُ اجلسُ اقرأ كُتبه و أعجبتني فِكرة أن اتعرف على جَسد الانسان بالكامِل "
" ذاتَ مرَّة حينما كُنتُ بالعاشِرَة اُصاب تلميذ مَعي في الصَف بجُرحٍ بَليغ و حينما اخذتهُ الي العيادَة لم تَكُن المُمرضَة موجودَة ، قمتُ باخاطَة جُرحه بِنفسي و داويتهُ و حينَما عادَت تفاجئت بأني عالجتهُ بطريقَة سليمَة على الرُغم من كَوني طِفلاً ، آن ذاك قالَت اني ساكونُ طبيبًا جَرَّاحًا بارِعًا حينَما اكبَر و اظنًُ اني تَحمستُ للفكرَة منذ ذلك الحين "
" و لِما اخترَت ان تكون جرَّاحًا للقلب ؟ بدلاً من اي تخصص اخَر ، هُنالك اكثر من اربعون تخصص في الطب " قالَت بينَما تَرسُم خَط ايلاينر خَفيف بِتَركيز ، طال صَمتهُ ما جَعلها تَتوقف عن التبرُّج و تلتفِت نَحوه تُناظِره
نَظر جونغكوك في عَينيها لِبُرهَة ثُمَّ ابتَسم " لا اظن ان الاجابَة سيسرُكِ سَماعها ؟ " رَدف بعدَما استقام و توجَه الي قِسم الاحذيَة يَختارُ حِذاءًا
نَظرت سويون الي ظَهرِه تُراقِبهُ يَختارُ واحِدًا " هَل مِن اجلِها ؟ ألا لانها كانت مَريضة قَلب ؟ " سألته بينَما تَضغطُ على قَلم الايلاينر بيدِها
سَمعتهُ يُهمهم بينَما يَجلبُ السُلَّم و يصعدُ عليه مِن اجل جَلب الحِذاء الذي وَقع عليه الاختِيار " ايًا كان ، انا لم اُمارس مهنتي الطبيَّة على كُلٍ "
" ان كنتُ تُحبها للدرجة التي جَعلتك من بعدِها تتخصص في جِراحة القَلب ! أي ذَلك يُنافي حَقيقة ما سَمعته و ما لَم تُنكره انت " هَتفت و عُيونها تُشاهده بَعد ان نَزل من السُلم و التَفت نَحوها يُناظرها بِجديَة " انا لا اُحب احد سِواك ! ابعدي تِلك الافكار الغبيَة من رأسكِ "
" لكنك أحببتها ، اتُنكِر ؟ " قالَت بِحاجبٍ مَرفوع تُشاهده يتقدَم و يَجلسُ قُبالتها واضِعًا حِذاءه بِجانب قَدميه ، نَظر في عَينيها مُبتسِمًا بِدفئ
" اظنُ الحُب الحَقيقي قَد زارني مُنذ عِشرون عامًا دون أن اُدرك ..! "
" في اللحظَة التي خُلقتِ فيه و حَملتكِ بين يَداي ، اجتاحني شُعور جَعل جَسدي بكامِله يقشعِّر ، ان انظُر بين وِسع عُيونك العَسليَّة و اصابِعك الصغيرَة تَضغطُ عَلى ثَوبي ، تِلك اللحظَة احسستُ بإنشراحٍ في صَدري لَم اعهدهُ البتَّة " هَتف مُبتسِمًا بِحُب مع كُل حَرفٍ يَلفظهُ بينَما يحتضِنُ عَينيها بِخاصتَيه
" ان تَكوني انتِ ذاتها ميسو ، شُعورٌ مِن الحُب لا يوصَف ، انتِ كُتبتِ لي مُنذ لحظة ولادتكِ في حُضني ، جِئتِ و أعطيتِ لِحياتي فُرصَة جَديدَة ، ارسلكِ الاله اليّ لِتكوني سَببًا في انقاذي و دواءًا لِجراحي بَعد عِشرون عامًا ، أتيتِ بِحنانُكِ و دفئكِ لِتُريني مَعنى الحُب الحَقيقيّ و أن ماكان قَبلُكِ مُجرَد وَهم "
استقامَ من كُرسيه لِيُمسك بِذراعَيها و يوقفها بِرفقته يَراها مُنجذبَة تمامًا الي حَديثه الذي لامَس قلبُها بِحُب " بَعد أن خُضت الحُب معكِ ادركتُ اني لم اُحِب مِن قَبل ، ما عِشته كان مُؤذٍ ، لَكِن كل ما يَخصكِ يَمسحُ على قَلبي بِكُل دفئ و يُطبطب عَليّ ، مُجرد التَفكير بكِ تَنجلي السَعادة بداخِل عُروقي و اكتَسبُ جُرعَة مِن الحَياة لِمواصلَة يَومي و عَملي كي اعود لكِ و اراكِ " اكمَل كلامَه الذي يَنبعُ مِن عُمق دواخِله اليها ، مَع كُل حرفٍ ينطقِه يستشعِر نَبضاته تَتزايد كُلما غاص في عَسليتَيها اكثَر
ابتَسمت سويون بِخفَة على حَديثه لِتقوم بإمساك وَجنته بِكف يَدها و المَسح بِلُطفٍ على بَشرته ، ارتفعَت على رؤسِ اقدامِها لِتترك قُبلَةً سطحيَة على شِفاهه تَتبعها هَمسة خافِتَة " انت تُجيد التَلاعب بالحُروف جيِّدًا "
" تمامًا كَما تتلاعَبين حَضرتكِ بِقلبي " ردَّ في المُقابَل بَعدما مَسك بِخصرها و اجتَذبها الي حُضنه يأسِرُها بين ذِراعيه ، حاوَطت عُنقه بِيديها لِتُميل رأسها للجانِب الأيمن رادِفَة " لَكني لا افعلُ شيئًا ! "
" يخالُ لكِ ! و انا بين رَمشةٍ و الاخرَى تفتعلُها عُيونكِ اقعُ آسيرًا " هَمس لَها بَعد ان انخفَض الي مُستواها و ألصق انفيهِما يسترِقُ نَظراتًا مِن عُيونها التي تُقيده بين قُبضان عِشقها
ابتَسمت بَعد إدراكِها لِنُقطَة ضِعفه و هي عُيونها بِلا شَك
تناوَبت بِنَظراتِها بين عَيناهُ و شَفتاه تَتعمَّد جَعله يَثملُ بِها حيثُ قامَت بالتشبُّث بِقميصه هامِسَة " كُل ما تَفعلهُ عُيوني أنَّها " لَفت اصابِعها حَول قُماشَة ثَوبه تَعتصِرها بينَما تَرتفع الي مُستوى اُذنه حَيثُ اتمَّت مع تَعمدُها نَفث انفاسِها الساخِنَة ضِده " انَّها تُظهِر انعكاسَك "
اهتاجَ و اهتاجَت مَشاعِره تمامًا مَع وقع حُروفِها و صَوتِها عَلى مَسمِعه ، تَختِمُها انفاسُها التي عَبثت بأعصابِه بالشَكل الذي جَعله يعتصِرُ وِسطها بِقوَّة باصابِعه حتَّى قام بِرفع انامِله لانتِشال نُحولِ ذَقنها بين رِقَة لَمساتِه حتَّى يتمكَن مِن رفعِ رأسِها و ابقاء نَفسه آسيرًا لِعُيونِها
حَيثُ نَطق بِهدوءٍ يُعاكِس اهتِياج قَلبِه
" إنِّي سبَّاح خَال لَهُ البَحر مُزرَّقًا ! ألا اني اضحيتُ غَريقًا بين مُحيطٍ امواجُه عَسليَّة "
كَلِماته التي تَلاها نَثرت سَربًا مِن الورودِ العاشِقَة بداخِل صَدر مَحبوبتِه التي تَشبثت بِقميصه بينَما تبتسِم بِخجلٍ و حَياءٍ خُصوصًا بَعدما انخَفض و قبَّل وجنتها بالقُرب مِن شِفاهها
تَنحى عَليها بَعدما رنَّ هاتِفه لِيبتسِم بينَما يُخرِجه من جَيب بِنطاله و يَتفقَّد المُتصِل " انهُ من العَمل ! سانزِل قبلُكِ " رَدف بينَما يقومُ بالاجابَة على الاتصال و يَسلُك طريقهُ الي جاكيته المُعلق
انتَشلهُ من الخِزانَة و نَزل قَبلها الي الأسفل حَيث يَجتمعُ الجَميع مِن أجل الإفطار ، تَحمحمَت هي حينَما أدرَكت المَوقف الذي كانَا بِه لِتدلِّك ارنبَة انفِها مُتمتِمَة " كَيف يستطيع التَلاعُب بي بِهذه الطريقَة كَما يَحلوا لهُ ..؟ "
عادَت الي طاولَة تَبرُجِها حَيثُ أنهَت بقيَّة مكياجِها قَبل أن تَلحق بِه و تَنزِل من بَعده ، سَلكت طريقِها الي مكانِها على تِلك المائدَة بِجانب زَوجِها الذي ابتَسم لَها فور جُلوسِها و طالَع والِدته " اين ايڤا ..؟ "
" لَقد اتَى تايهيونغ قَبل نِصف ساعَة و اصطَحبها الي الطبيب ، قالَت لديها موعد " رَدفت جونغهيون بينَما تُراجع هاتِفها و بذات الوَقت تحتسي مِن قهوتِها
" موعِد ؟ " دَفع بِحاجبه مُتعجِبًا قَبل أن يُهمهم و يُناظر امرأته التي مَسكت شريحَة الخُبز و دَهنتها بالجُبن حَيثُ اضافَت بَعض الخيار و الطماطِم و بدأت بأكلِه بينَما تؤرجح اقدامِها اسفَل الطاوِلَة
ابتَسم يُراقِبها تأكل بإنغِماس بينَما تُناظر والِده بِعينين مُقلَصتين ، هانجون انتَبه الي نَظراتِها لهُ لِيضع كأس عَصيره و يُطالِعها " هَل من خَطب سويون ..؟ "
اشاحَت عَسليتَيها الي النَحوِ الأخَر نافِيَة لِتنظر الي زَوجِها الذي يحتسي قَهوته بِهدوء ، التَزمت الصَمت تُطيل التَحديق بِملامِحه الهادِئَة بينَما تُقلب حَديث والِده و أخيه في عَقلِها
أحقًا سَيقومون بأذيتِه ..؟
أحسَت بإنعدام رَغبتها في الطَعام لِذا وَضعت ذلك السندويتش الخَفيف الذي صَنعته فوق الطاوِلَة و استأذَنت قائِلَة " من بَعد اذنكم ، ساذهَب الي الحَمام " استَقامت تَحت نَظرات الجَميع لها و سَلكت مسيرِها الي اخرِ الرُدهَة
جونغهيون وَجهت بصرها الي ابنِها الذي يُلاحق ظَهر امرأته بِعَينيه مُستغرِبًا و قالَت لهُ بالحَرف " زَوجتك حامِل "
نَقل كُحليتاهُ الي امِه لِيدفع بِحاجبه عاليًا " لا يُمكنك قَول شَئ لم يُثبت عِلميًا ! هي لم تُجري فُحوصاتٍ بَعد " تَحدث بينَما يَحتسي مِن قهوته بِهدوء
" خُذها مني ، تَقلباتُها لا تدُّل إلا على الحَمل " هَتفت هازَة اكتافِها بينَما تُراقِب اخِر صَيحات الموضَى و تُرسلها الي زَوجها كَي يَشتريها لَها لاحِقًا
فَرقع جُيون رَقبته بينَما يَنظُر الي ساعَة رِسغه ، استقام مِن مَكانه لِيقترب من رأس والِدته يُقبلها بِحُب " حسنًا يا أجمل نِساء الارض ، ساذهَب الي العَمل و نتحدث لاحِقًا " رَدف مُبتسِمًا لِيُطالِع والِده
حَيَّاه قَبل ان يسيرُ مُغادِرًا الصالَة حيثُ وَجد زَوجتهُ تَقفُ عند الباب في انتِظاره ، تَقدم مِنها بينَما يلبسُ مِعطفه ناطِقًا " لم تأكلي شيئًا ، هل انتِ بِخَير ..؟ " نَظر في عَينيها
اومأت لهُ بينَما تسيرُ في إتجاهِه ، وقفتُ بالقُرب مِنه و ارتفعَت الي مُستواه لِتقوم بِتَقبيل خَدِّه الأيمَن بِحُب " هل نَذهب ..؟ "
" مُتأكدَة انكِ بِخَير ..؟ " سألها بِشَك بينَما يُناوِب النَظر بين عُيونِها ، مَسكت بيدِه و شابَكت اصابِعها سَويًا مُهمهمَة " انا بِخَير ، هيَّا ! " جَذبتهُ وراءَها الي الخارِج حيثُ السيارَة التي سَتُقلهُما الي الجامِعَة
•••
تَقفُ سويون وراء زُملائِها امام تِلك اللائحَة التي تَعرِض اسماء و دَرجات الطلبَة لِهذا الفَصل ، قَضمت سُفليتها تُناظرهم يَبحثون عن إسمِها
الكُل استغرَب من عَدم تواجُد اسم الاولَى على الدُفعَة يَتمركَز في الصَدارة !
الذي صَدم الجَميع انها إحتَلَّت المرتبَة الخامِسَة و الأربَعون ..!
نَظر الطلبَة الي بَعضِهم البَعض مُندهِشون قَبل أن يَلتفوا الي تِلك التي خَبئت وَجهها بِيدها و وَدَّت الفِرار لَولا إذ تَحدثت مَن تصدَّرت المركز الأول
" مرحبًا سويون ! لوهلَة خِلت انكِ قد تَهزميني هَذا الفصل ايضًا " قالَت مُستهزِءَة بينَما تُشابِك ذِراعَيها الي صَدرِها تُناظِر مَن اعتَدلت في وَقفتها و طالَعتها بِهدوء " تركتُكِ تُجربين شُعور المركز الأول! انهُ نوع من الشَفقة "
" عَظيم ! اذًا تركتِ اربعَة و اربعون نَفرًا يُجرِبون شُعور ان يكونوا فَوقكِ " ضَحكت بِصخَب كَما فَعل البقيَة لِتقضم الامريكيَة شَفتها السُفلى بِغَيض
هي تَخجلُ بشدَة من دَرجتها المُتدنيَة تِلك
خُصوصًا ان ابنة زَوجها التي تُعتبر لُغتها الكوريَة رديئة احتلَت المرتبَة الثانيَة و تَفوقت عَلى الجَميع بالفِعل ، لولا اخِر امتِحان الذي كانت بِه نَفسيتها مُتعبة بسبب شِجارها مع والِدها لَكانت جاءَت بالمركز الأوَل
لَكن سويون لم تَحضر الامتحانات بالفِعل إلا أخِر امتِحان لِذا هي راسبَة في اغلب المَواد
" اظنُّ الزَواج يَمنعها من الدِراسَة ! ان كنتِ تشعُرين انكِ تنتمين لِرُبات المَنازل انسحبي مِن الطِب فَحسب " رَدف إحدَى الصبيَة بينَما يُعدل نَظراتِه الطِبيَة ساخِرًا مِن التي عَدلت شُعيراتِها العَسليَة ورَدت " بلَى الطِب اكثَر مِهنة تُناسبني ! و سَترون إن لم استَعيد مَركزي مُجددًا "
وَجه الطَلبة ابصارِهم الي اُستاذِهم الذي يَسير مِن أخِر المَمرات نَحو تَجمُعِهم ، اعتَدلوا في وَقفتِهم سَريعًا قَبل أن تلتفِت سويون الي زَوجِها الذي يَبتسِم بِلُطف بينَما يَتمشَى نَحوها و بين يَده قَهوة مُثلجَة
وَقف الي جانِبها قَبل أن يُطالِع الطلبَة و لوائح الدَرجات وراءِهم " اوه ! مُبارِك للناجِحين " رَدف بإبتِسامَة هادِئَة و راحَ يَبحث عن إسم امرأته بِعيناه
وَجدها بالفِعل لِيوجِّه عيناهُ نَحوها حينَما اخَفضت رأسها بإحراج و راحَت تُرةع شَعرها وراء اُذنها قاضِمَة سُفليتها بِخَجل
لَم يُعجبه أمَر ان تُخفِض رأسِها لذا قام بِرفعه لَها عبر امساكِه الي ذَقنها و النَظر بِداخل عَسليتَيها المُستحيَة تِلك " ابليتِ حَسن بالفِعل! لِذا لا تَخجلي "
نَظر الي بَقية الطَلبة بينَما يَبتسِم بِحاجبٍ مَرفوع " ابتعِد قليلاً جونغ " أشرَّ بِعيناه عَلى الطالِب الذي يَقف امام اللائِحة الثانيَة
ابتعَد الطالِب مُتحمحمًا لِتظهر لائحة دَرجات التَطبيق العَمليّ ، ظَهر اسمُ سويون في المركِز الثاني مِو بعد خاصَة ايڤا لِيبتسِم مُعيدا كُحليتاه على زَوجته
" الطَبيب الماهِر يُثبت جدارتهُ في العمليّ ! أما ؟ كُلنا نستطيعُ الجُلوس خَلف الحواسيب و الورَق و ندُّس اطنانًا من المَعلومات بالداخِل " أشرَّ على عَقلِه باصابِعه ليَسير بِعيناه عَلى طلبتهُ الذين تَحمحموا مُخفضين الرأس
دَرجاتِهم في العَملي كانَت سيئَة بالفِعل لِكونهم يُهملون الدُروس التطبيقيَّة و يُركزون على النَظريّ أكثَر بِحُكم انهُ لا يحتاجُ تَركيز عالٍ
امَّا سويون لَطالما كانَت شغوفَة في الطِب كَمِهنَة لِذا كانَت تتحمَّس بشدَة لِلمحاضرات العَمليَة و التطبيقيَّة و تَكرُه النَظرية الي حَد كَبير
تَصدرت ايڤا المَنصب الأول بِحُكم خِبرتها السابقَة في المَجال الطِبي ، عائلتها كُلهم أطباء و مِن ضِمنهم والِدها لِذا كانَ سَهلاً عَليها اجتِياز الاختبارات بامتِياز
وَجه جُيون عَيناهُ الي امرأته التي ابتَسمت حَالما وَجدت دَرجتها جيدَة في العَمليّ ثُم طَالعتهُ ما إن انخَفض الي مُستواها مُميلاً بِجذعه اليها حَتى يُقابل عَسليتَيها المُتعجبَة مِن حَركته المُفاجئَة
غاصَت بِداخل كُحليتاه التي أطالَت التَحديق بِها مَع إبتِسامته الخَفيفة قَبل أن يَنطِق بِما جَعلها تَخجُل لحدٍ تَمنت لَو الأرض تَنشق و تَبتلِعُها
" هَذِه المرَّة لَن اجعلكِ تَحملين المادَّة لِهذا الفصَل ! بَل ساجعلكِ تَحملين طِفلي "
فَرقت شَفتيها بِصدمَة حينَما غَمز لَها و مَد كوب القهوَة المُثلجَة اليها لِيضعهُ بين يَديها قَبل أن يلتفِت مُغادِرًا ذَلِك الطابِق
نَظرت الي الكوب بينَ يَديها لِتُدير وَجهها الي الطلَبة الواقِفون بِجانبها يَكتمون صُراخِهم مِما سَمِعوا ، قَضمت شَفتيها بٍخجَل لِتركُض وراء زَوجِها بِسُرعَة تَندُه عَليه لِتُسمِعه كَمًا من المُحاضرات التأديبيَة
وَضع جُيون يداهُ بِداخل سُترته يُنصِت الي اصواتِ كَعبها و هي تَركُض بينَما يبتسِم بِوسع ، هو يُحب رؤيَة خَجلها و وَصفها لهُ بالمُنحرِف
يُحب احراجِها كي تأتي اليه و يُذيبها بِغزله و تَحرُشه بِها مُجددًا و آن ذاك سَتلين و تَدخُل بين ذِراعيه بَعد مُحاولاتِها الفاشِلَة في الصُمود أمامَه
دَخل الي القاعَة من أجلِ بدئ المُحاضرَة حيثُ قامَت بالدُلوف وراءِه و الجَري نَحو كُرسيها ، جَلست على المُدرَج تُناظر ساعَتها بينما تُفكر " اين ايڤا ؟ لَقد اطالَت المَجيئ " هَمست
•••
" م..مالذي تَقوله ؟ " هَمست ايڤا بِعَينين مَليئتَين بالدُموع بينَما تُناظر الطَبيب الذي يُقابِلُها بِجُلوسه على مَكتبه و تَفحص اوراقِ تَحاليل الصبيَة امامَه
" للاسف انسَة جُيون ، تَقاريرُكِ سَلبية ، عليّ اعطاء السيد جُيون العِلم لبدأ تَدابير العِلاج " رَدف الطَبيب قائِلا للصغيرَة التي اخفَضت رأسِها بينَما تَشعُر بِدُموعِها تُسكَب على وَجنتيها بِغزارَة
" السيد جُيون مُختص و جرَّاح بارِع في القَلب و الشرايين ، انتِ محظوظَة انَّ والِدُكِ مَن سيتكفَّل بِعلاجُكِ لِذا لا يوجَد ما تَقلقين بِشأنه " هَتف مُكمِلاً يُحاول مُواساتِها ، رَفعت عَينيها نَحوه مُعترِضَة " ارجوك لا تُخبر ابي ، نحنُ لسنا بِحالٍ جيِّد لخبر كَهذا بَعد " رَدفت بِغصَّة
" أنستي ! عِلاجُكِ مُستعَجل ! ايمكنكِ فهم ما اقولُه ؟ " رَدف الطَبيب بِجديَّة بينَما يَمُد بتقاريرِها اليها حتَى تَرى بِنفسها " انتِ طالبَة طب و سَتفهمين قَليلاً خُطورة ما يُكتَب هُنا ! ايڤا انا لا أنصحُكِ بِالتَعطيل و لو لدقيقة ، يَوم واحِد قد يُكلفُكِ حَياتكِ بالكامِل " تحدَث يُنبِه مَن مَسحت دُموعها التي تَسربت
هي ناظَرتهُ بينَما تضغطُ على اصابِعها بِقوَّة ، حَدقت في عَيناهُ بِضعفٍ و هَمست بِقلبٍ مُتوجِّع " لك..لكني حام..حامِل " وَضعت يَدها فوق بَطنها تتحسسُها بانامِلها " انا احملُ روحًا هُنا ، العِلاج سَيقتله "
طالَعها الطَبيب بأسَى بينَما يُزيل نَظراته الطبيَّة و يضعها فَوق المَكتب ، شابَك يداهُ امامَهُ و ناظرها بِتعاطُف " اُنظري صغيرَتي ، تُقابلنا حالات كَثيرة مُشابهَة و في الغالِب نَختارُ حَياة الام ، لان الطِفل يُعوض لَكن الام ان ذَهبت لن تَعود مُجددًا ، هل تَفهمين عَليّ ..؟ "
نَفت ايڤا بِرأسِها تُعارِضه بينَما تَكبُت بُكاءها " ل..لا ، ان..انت قُلت ان الحَمل خَطر عليّ من الأساس ، ا..اي انا لَن استَطيع أن..ان اكون اُم مَهما ح..حدث ؟ " رَدفت مِن وسط غَصتها تَراهُ مُضببًا لِكثرة الدُموع التي تُغطي عُيونها
سَكت الطَبيب لِوقتٍ طَويل يُحدِق بها دون ايجاد اجابَة قد تُهوِّن عَليها ، رآها تَستقيم مِن كُرسيها بينَما تَحمل حَقيبتها قائِلَة " ارجوك لا تُخبِر والدي ! سأتكفل بالامَر بِنفسي " هَتفت بِهدوء لِتجر اقدامِها الي الخارِج
غادَرت غُرفة الطَبيب لِتجلس بِذلك المَمر الخالٍ تَجلسُ فوق احدَى الكَراسي بينَما تُناظِر الفَراغ بِصَمت ، تايهيونغ لَم يأتي مَعها بَل هي كَذبت على جَدها و جَدتها بِخُصوص اصطِحابِه لَها كَي تتجنَّب كِثرة الاسئلَة
انهمَرت دُموعِها بِغزارَة عَلى وَجنتَيها بينَما ترتعِش كُلَّما تَذكرت حَديث الطَبيب اليها
هي توارَث مَرض القَلب مِن والِدتها بالفِعل
وَضعت يَدِها على قَلبها تتحسس نَبضُه المُضطرِب ، الاعراض التي كانَت تتوقَّع انها مِن الوَحم اتضحَت من تفاقُم مَرضها بِسبب الحَمل
مَرضها زادَ سُوءًا عِندما حَمِلت ، و استنزَف الجَنين مِن طاقتها كَثيرًا
تشعُر بِاحتراق وَجنتيها لشدَة سُخونَة دُموعِها بينَما تُناظِر الارضيَة أسفَلها " ماذا يَعنيه هذا ..؟ ه..هل سام..ساموت ؟ " هَمست بِغصَة لِتضع يَدها على بَطنها الذي بَدأ بالبُروز ، قَضِمت سُفليتها بقوَّة بينَما تبكِ بِوجع
" لَطالما كَرهتُكِ لانكِ كنتِ انانيَة يا اُمي و اخترتني لاعيش ، اخترتِ طفلَة لم تُخلق بَعد و تركتِ والدي و كُل من يُحبكِ ، لَ..لكني اتفه..اتفهَم موقفكِ الان " هَتفت بِغصَة لِترفع يَدها الي قَلبها الذي يُؤلمها بشدَّة
" ه..هل كا..كان ي..يؤلمكِ هَكذا ك..كثيرًا مِ..مثلي ؟ " هَمست لِتضغط عَلى صَدرِها مُخفضَة رأسِها ، انفجَرت بالبُكاء بِحرقَة لِتنزِل من فوق الكُرسي و تَجلِس على الأرَض جامِعَة رُكبتَيها الي صَدرِها
•••
جُيون وَجه بَصرُه الي كُرسي ابنتِه الفارِغ قَبل أن يُحدِق في ساعَة رِسغه مُتعجبًا لتأخرُها و استِغارقها كُل هذا الوَقت لِلقُدوم ، دلَّك جَبينه و ناظَر زَوجته التي تُراسل ايڤا للسُؤال عَنها
تَحمحم لِيطرق باصابِعه على طاولتِه حَتى يَجذب انتِباه الطَلبة اليه
" اذًا ، مَع بدأ الفَصل الجَديد و الأخير لِهذا العام ، اُحب تَوجيه كامِل تَحياتي للطلبَة الذين اجتازوا الفصل الفائت و حَظ اوفَر لِمن رَسبوا لِهذا الفَصل ، تَعلموا من اخطائِكم و تُكرِروها ، الرُسوب لا يَعني الفَشل " هَتف قائِلاً بينَما يُعدل المايكروفون على شِفاهه يَجوب بِعيناه على طَلبته
مِنهم مَن تذمَّر و قال مُستاءًا " لَكنك لَم تَرسب ابدًا و ها انت ذا بروفيسور بِهذا العُمر الصَغير ! "
ابتَسم جونغكوك لِيقوم بِوضع يَديه على حَواف الطاوِلَة يُناظر الطالِب الذي نَطق يائِسًا فَهو احتَّل اخِر مَرتبة بالفِعل
سويون نَظرت الي زَوجِها بعدَما ارسلَت رسالَة الي ايڤا تَراهُ مستعِّدًا لِلنُطق
" صحيح اني لَم ارسُب ، لَكني اعرِف طالِب كان دَومًا يَرسُب و قَد تخرُّج بِتقدير جيِّد مِن كُلية الطِب ، رُفض مِن جَميع التخصصات الطبيَة بِحُكم معدله الضَعيف لَكِنه تمكَّن من دخول الجِراحَة بِمعارف شَخصية "
نَظر الي زَوجته التي زَمَّت شِفاهها تُنصت لهُ حَيث أكمَل " و هو الأن يَمتلك سلسلَة مِن المَصحات الضخمَة في بريطانيا ، الا يَبدوا ذَلك كافيًا لَك ..؟ عَلى الاقَل انا مُجرد بروفيسور امامَك "
حَدق في الطالِبَة التي اشرَّت عليه قائِلَة بانفِعال " مُجرد بروفيسور ؟ هَل نسيت ان حَضرتك تكون وزير الدِفاع الجَوي للقوات البريطانيَة ..؟ "
جعَّد جَبينه لِيُدلك رَقبته مِن الوراء هازًا اكتافَه " ايًا كان ! نحنُ نتحدَث عن المَجال الطِبي ، ان جئنا لِمسيرتي العَملية بأسرِها ، فاظن اني حَققتُ الكَثير بالفِعل " خَتم حَديثه بإبتِسامَة يَبُّث بها طاقَة ايجابيَة الي طَلبته
ابتَسمت سويون بينَما تُناظِره يَسحب نَظراته الطبيَّة من حَقيبته و يَرتديها حَيثُ اكمَل قائِلاً " ايضًا سَتكون هذه أخِر مُحاضرَة لي مَعكم ، البروفيسور جونغ عاد مِن اجازتِه الطبيَة و سيبدأ بِتدريسكم ابتداءًا مِن المُحاضرَة القادِمَة "
حال أن سَمع الجَميع اسم البروفيسور تجعَّدت مَلامحهم و بدئوا بالتذمُّر بصوتٍ عالٍ ، لا أحد هُنا يُحبه اولهم سويون التي تَلقت تنمُّرًا واسِعا منهُ
هي تَكرهه بشدَّة
" لا نُريد ..! الا يُمكنك البَقاء مَعنا ؟ " صاح الجَميع بصوتٍ عالٍ قام جُيون بتهدئته عَبر هسهسةٍ خافتَة صدحَت بِكامل أرجاء القاعَة الضَخمة تِلك
" قُلتوها لِلتو ! انا وَزير أي لَدي اهتمامات اكبَر ، لِذا اودُ اخباركم اني استمتعتُ بهذه التَجربة مَعكم ، كُنتم طُلاب جيِّدون و مُشاكِسون بآنٍ واحِد ، حظيتُ بِفُرصَة ان اُجرِّب التَعليم كَما جربتُ امتهان الطِب لاول مَرة في حَياتي ، انا سَعيد اني دَرستكُم و استمتعتُ مَعكم بِحق يارِفاق ، لِذا قَبل ان نختِم مُحاضرتِنا ، اوُّد أن اطلب مِنكم طَلب خُذوه بِعين الاعتِبار "
هَتف بينَما يَسيرُ على تِلك المِنصَة يُحادِثهم و يَرى تعابير الحُزن على وجوهِهم أثر خَبر مُغادرتِه لَهم ، لَطالما كان الاستاذ المُتفهٍّم الذي يَستمِع بانصاتٍ لرغبات طَلبتِه و يُسايرهِم لحدٍ كَبير على الرُغم من كَونه صارِمًا و مُتشددًا بالالتزامِ في المواعيد و الاجاباتِ الدَقيقَة
وَقف في مُنتصف المنصَة يَضُّم يداهُ الي بَعضهِما بينَما يُناظِر طَلبته و مِن بينهِم امرأته التي تَضغطُ على هاتِفها و تُناظِره بإهتِمام تنتظِر طَلبه
خَالت انهُ سَيطلب مِنهم الاعتِناء بِدروسِهم و ألا يِهملِونَها ، لَكنها صُدمت مِن طَلبه الذي جَعل عُيونِها تَدمع
" أرجوكُم ، إعتَنوا جيدًا بِزَوجتي " تَحدَّث بَعد أن وَضع عَينيه على امرأته التي تثاقَلت عليها نَظرات الجَميع ، ابتَسم لَها بِقلبٍ يَخفِق بِجُنون كُلما حَضُرَت
" لَن اكون هُنا بالجِوار ، و انا أعلم انكُم لا تِحبونَها ، لَكن على الأقل احترِموها " وَجه بَصرهُ الي بَقية الطلبَة حيثُ اكمَل " انا زَوجتي ذات قَلبٍ يَسع الجَميع ، هي رَقيقة ، دافئَة و حنونَة للغايَة ، كُل كلمَة تُقال بِحقها تَجرُحها بشكلٍ يَجعلها لا تنامُ الليل بأسرِه ، هي لا تُؤذي أحَد بل تتمنَى الخَير اليكم بل و تُساعدكم ان طَلبتُم منها الدُروس ، لَم تبخل عَليكم انا واثِق "
يَمتدِحُها بنبرةٍ مَليئة بالحُب ، يَصِفُها تمامًا كَما قَلبُه يَفعل ، يَشعُر ان تلك الحُروف تُطرَّز بِنَبضِ خافِقه و تَخرُج للعلَن حتَّى تحتضِن امرأته التي تكوَّن حِزب عَظيم مِن الدُموع عِند اطرافِ عُيونِها
" لا أعرِف السَبب الذي يَجعلكُم تَكرهونَها ! لَكني و بِكُل فَخرٍ انا سَعيد لانها اُنثاي و امرأتي دون سِواها ، قَد تكون ساذجَة لشدَّة طيبتِها ، طيبتِها التي يُحال ان تُدنَّس لكثرة نقاءِها ، الشائعات التي تُنشر عَنها كُلها كاذِبَة ، لِما لا تَجرِّبون مُصاحَبتُها ..؟ ثمَّ احكموا إن كانَت حقًا كَما يقولون عَنها ! دَعونا لا نَحكُم على الانسان مِما يُقال عَنه او حتَى مِن تاريخ عائلته ، نحنُ ناضِجون كفايَة يارِفاق لان نتعامَل بِعقولنا و فِطرتنا السليمَة ، الانسان خُلق وَحيدًا و سَيموت وَحيد لِذا هو المسؤول عَن تَصرفاتِه لا عائلته ، لِنُعامل كَما نَتعامل ! او الأصح لِنكُن افضَل مِن الطرفِ الاخَر و نُقابِلهُ بالأحسنِ دَومًا "
" صحيح أنَّها تُظلم و كَثيرًا ! لَكني مُطمئن تمامًا ، مُطمئن انَها لم تَظلِم ، انا دومًا اُخبرها أنها عَليها ان تسيرُ برأسٍ مَرفوع ، لانَها لَم تتسبب بايذاء شَخص و لَو بِرُبع كَلمَة ، على العَكس اراها تَمشي في الانحاء و تُوزِّع ابتساماتٍ على الجَميع على عَكسِ نظراتِهم لَها "
وَضع عَيناهُ على مَن انهمَرت دُموعِها بِغزارَة بينَما تُنصِت الي حَديثِه الذي يَعنيها ، رأى تَبلُل وَجهِها و الذي اخَفته عَنهُ باخفاضِ رأسِها تُحاول كَبح رَغبتها العارِمَة بالبُكاء وَسط ذَلك الحَشد
" امرأتي حَساسَة ، قِطعَة قلبي تِلك سُرعان ما تَتبلل عُيونِها ، لِذا ارجوكُم اعتنوا بِها جيِّدًا في غِيابي! ساقدِّر حقًا ذَلك " خَتم حَديثه بِنبرةٍ هادئَة تَحملُ مشاعِر عارِمَة لِتلك الصبيَة الجالسَة بين مِئة و خَمسين طَالِب تذرفُ الدُموع
نَظر بقيَة الطلبَة الي سويون التي تُخفي وَجهها بَعيدًا عَنهُم و عَن زَوجِها ، بَعد أن كانَت تجلِس بِمُفردها تَطوعَت طالِبَة لِلنهوض و الاقتراب مِنها حَيثُ مَدت لها مِنديلاً تَمسحُ بِه دُموعها
حَدقت بِها لتناظِر المنديل بِصمت قَبل أن تُمسِكه بِتردُد و تَشكُرها ، ابتَسمت لها الفَتاة لِتناظر جُيون الذي نَزل مِن المنصَة و اقترَب مِن زَوجته
مَد يَدهُ لَها حَيثُ طالعَتها لِفترةٍ وَجيزَة قَبل أن تُمسكها بِتردد و تَنهض مِن مَجلسها بَعدما أوقَفها و سَحبها بِرفقته الي المَسرح
اوقفها بالقُرب مِنه لِيُزيل المايكروفون عَنهُ و يَضعهُ لَها بِهدوء تَحت نَظرات البَقية لَهُما ، قامَت بِرفع يَدها تَمسحُ دُموعِها بِلُطف تتحاشَى التَحديق اليه
هي تَبدوا في قِمة اللطافَة كُلما رَغبت بازالَة دُموعها بِتلك الطريقَة التي تُرهق قَلب زَوجِها المُغرمِ بِها ، افسَح لها مَجالاً في مُنتصف المنصَة لِيحمل هو المايكروفون الأخَر و يَردِف " اليَوم سَتشرح لَنا سويون المُحاضرَة ، انصِتوا بِحَذر ، سَترون ما يَختَبئ وراء هَذا الدِماغ جيٍّدًا "
نَظرت سويون الي ذلك المُجلَّد الذي يَحتوي عَلى مُحاضرَة اليَوم ، كان زَوجِها قد اعطاها ليلَة الامس تِلك الاوراق و طَلب مِنها مُراجعتها بِعنايَة
لَكِنها لَم تَكُن تَعلم أنهُ يَنوي جَعلها تَشرح المُحاضرَة
ناظرتهُ بِعدم فَهم و نَفت تعترِض لكِّنهُ اصَّر ، أرادَها ان تُخفف مِن رُهابها و خَوفها و تَظهر أمام الجَميع بِثقَة لا تُهَّز
" انا واثق انكِ تَستطيعين فِعل ذَلك ! ابدئي " هَتف يُشجِعُها بَعد ان وَقف امامَها يُناظِر عُيونِها الدامِعَة ، نَفت تعترِض بينَما تشعُر بارتِجاف يَديها ، هي أمام عَدد هائِل من الأعيُن التي تُراقِبُها ، قَلبُها يَخفِق بِجُنون
هي ليسَت مؤهلَة لاعطاء مُحاضَرة بَعد!
هل فَقد جُيون صَوابه ..؟
لَكِن ثقتهُ بِها تَفوقُ كُل الحواجِز
ضَغطت على زِو اطفاء المايكروفون و نَظرت في عَينيه هامِسَة " انا لستُ عَبقريَة مِثلك جُيون "
" اُراهِن انكِ ستشرحينَها افضَل مني! رأيتُكِ البارِحَة كَيف تُفسرينَها ، انا واثِق بكِ " هَمس لَها لِيضع يَده على كَتفها و يَجذِبها للوقوف امامَه
قامَ بِتشغيل زر المايكروفون مِن وراءِها لِيناظِر بقيَة الطَلبة بِهدوء " احسِنوا الإستِماع! انها مُحاضرَة لا تُكرر " رَدف بينَما يُمسِك بيد زَوجته التي ترتجِف بشدَّة ، قام بِتَشغيل الحاسوب حَتى يَعرِض مُحتويات المُحاضرَة عَلى الشاشَة
نَظرت سويون الي الاوراق امامَها قَبل أن تُغمِض عُيونِها تستجمعُ انفاسِها ، لَفت رأسِها الي زَوجِها الذي اومَئ لَها يُحفِزُها ثمَّ ابتَعد عنها و نَزل من فوق المنصَة مُتجِهًا الي كُرسي يُقابلها تمامًا
هو جَلس بينَ الطَلبة و كَتف يَداهُ يُراقب امرأته التي تَحدثت بِتوتُّر واضِح " اليَوم سنأخُذ مُحاضرَة التَشريح العصبيّ " وَضعت عَينيها على خاصتيّ جُيون الذي اومَئ لَها أن تُكمِل بينَما يبتسِمُ بِهدوء
ابتلَعت ريقِها بِتوتُّر مِن هَمسات الطَلبة مِن حَولِها ، هي خائفَة للحد الذي يَجعلها تَرغُب في التكوُّر و البُكاء ، هي تَكرُه التجمُعات الكَثيرَة على خِلاف حُلمها في أن تَكون مُلقيَة ، تُحِب الإلقاء و اعطاء مُحاضرات عَلنيَة و ذَلك ما اخبَرت جُيون عَنهُ سابقًا حينَما سألها عَن احلامِها
و ذَلك سبب جَعلهُ يَضعُها بِهذا المَوقف ، أراد ان يُحقق لَها حُلمًا تَظنُّه مُستحيلاً خُصوصًا ان لا أحد يُحِبها ، اومَئ لها بالإكمَال لَكنها عَجِزت عن نُطق حَرف اضافيّ ، عُيون الجَميع عَليها أرعَبتها
اعتادَت على تَلقيّ نَظرات الكَراهيَة مِنهُم لِذا فِكرة انهُم يُطالعونَها في مَركز إهتمام تُخيفها حَد الجُنون ، نَظرت نَحو زَوجِها الذي قَرن حواجِبه بخفَة حينَما قامَت بِنزع سماعَة الميكرفون و رَمتها على الأرض قَبل أن تَنزل مِن المنصَة و تُغادِر راكِضَة من القاعَة
تتَبعها جونغكوك بِعيناه و هي تُغادِر بأسرع ما يُمكنها ، قَطب حواجِبه لِيدلِّك جَبينه قَبل أن يَنهض ويقومُ بِلحاقها
وَجدها تَسيرُ في إتجاه المِصعد حَيثُ رَكض وراءِها و مَسك بِذراعها يُديرها اليه " مابكِ ..؟ " نَظر اليها
طالعتهُ بِعينين مليئَتين بالدُموع " كَيف تَضعني بِموقفٍ كَذاك ؟ مَن قال لك اني جاهِزة لالقاء مُحاضرَة ! وَسط حشدٍ يَكرهُني ! " قالَت بِغصَة
" اي مَوقف ؟ انتِ تعرفين انهُ كل اسبوع يَتم اختيار طالِب لشرح مُحاضرَة بالفِعل ، أي انهُ توجَب عليكِ القاءها الأن ام لاحِقًا ! " رَدف بجديَّة بينَما يُناظر عُيونِها المُهتزَّة و هي تُجيب " لَ..ليس امامهم ، ان..انت تعرِف انهُم لا يُحبونني "
" و إن ؟ هُم لا يُحبونِك اذًا لا يَتمنون لكِ النَجاح ! بِدورك انهُ الوقت الأنسب لِتريهم انهُ بأمكانكِ ان تَكوني أفضل مِنهم ، ليسَ لانكِ امرأة جُيون بل لانكِ سويون ، انهُ الوقت الأنسَب لِتُبرزي ذَكاءُكِ و موهبتُكِ العظيمَة في الإلقاء " قال بِجديَة بنبرةٍ تَميل للحدَة بينَما يؤشر عَليها مُكملاً بِصرامَة
" الاختِباء مِن الانظار بِحُجة ان لا أحد يُحبني! تِلك حُجة الضُعفاء ، مَن لا يُحبوني اؤلاءك مَن اودُ اثبات لَهُم اني الجَدير بالاحتِرام و التَقدير غَصبًا عن انوفِهم تِلك ! فهمتِ ؟ "
نَظرت في عَينيه الحادَة و هو يُخاطِبها بِنوعٍ من القَسوة ، وَجدتهُ ينطِق قبل عَودتِه الي القاعَة " البَقاء فَريسَة يُسهَل امساكُها! سَيجعلُكِ سَهلة المَضغ "
ضَغطت على اصابِعها بِقوَّة تُراقب ظَهره و هو يَدلِف القاعَة ، تَوجه الي المنصَة حيثُ بَقية الطلبَة يَنتظِرون ، وَقف في المُنتصف مُتحدِثًا بِهدوء
" لِنبدأ مُحاضَرة اليَوم إذًا "
كَان على وَشك اعادَة ارتِداء المايكرفون لَولا رؤيتِه لامرأته التي دَلفت مِن بَعده و توجهَت الي المِنصَة ، صَعدت نَحوه و اقترَبت مِنه تَجِده يِناظِرُها بإستِغراب
مَدت يَدها نَحوه حتَّى يُسلمها المايكرفون و قالَت بنبرةٍ هادِئَة " انا من سأشرحُ هذه المُحاضرَة "
" انتِ مُتأكدَة ..؟ " قال بِحاجبٍ مَرفوع يُناظِرُها بِشَك
اومأت لَهُ و انتَشلت مِنه المايكرفون لِتضعهُ و تُناظر عَيناه " ساقدِّم هذه المُحاضرَة بِحُب ، اُستاذ جُيون " هَتفت بِصوتٍ سَمعه الجَميع
تَنحى جانِبًا يُفسِحُ لَها مَجالاً بإعطاء مُحاضرتِها لِيقف عِند الزاويَة يُراقِبها تَقف امام الطاوِلَة بينَما تُناظر الحاسوب
رَفعت عَينيه اليه لِتبتسِم لهُ كي تُطمئنهُ ثُمَّ بدأت بإعطاء مُحاضرتِها تلك التي حَملت الكَثير مِن التوتُر و الخَوف
على الرُغم مِن ذَلك هي حاوَلت اظهار أفضل ما لَديها ، نَظرات زَوجِها لَها مع كُل جُزءٍ تُفسِّرُه كانَت تُطمئنها بالشَكل الذي يَجعلُها تُحلِّق من السَعادَة
هي سَعيدة و مُمتنَة أن عَوضها مِن الحَياة القاسيَة التي عاشَتها
يَكون هُو
هو العَوض مِن كُل شَئ سئ مَرت بِه
انسان يَخشى عَليها ان يَمسُّها ريح بارِد في غِيابه قَبل حُضورِه
للدرجَة التي تَجعلُه يَترجى طَلبتهُ ان يَهتموا بِها حينَما يكونُ غائِبًا
تِلك الحُروف التي أتلاها جَعلتها مُمتنَة جِدًا لِوجودِه في حَياتِها
هو ثَمين بِشكلٍ يَجعلُه مُميزًا بينَ البَشر
هي تُحِبُه ، بَل تَعشقه
•••
بَعد المُحاضرَة التي ألقتها سويون غادَرت مع زَوجها و بَقية الطَلبة الي المُستشفَى الجامعيّ مِن أجل مُحاضرتِهم العَمليَة
جُيون قَرر في أخِر يَومٍ لهُ ان يُدخِلَهُم الي احَد العَمليات التي سَيُقيمُها لِذا طَلب مِنهم التَجهُز لِذلك ، بِدوره تَوجه الي قِسم الاطبَاء و تَرك زوجتهُ مع البقيَة تَرتدي ثيابِها الطبيَّة
دخلوا الي قِسم العَمليات حَيثُ وَجدتهُ يَضع كَمامتهُ بينَما مُمرضَة تَقوم بالباسِه المئزر العُلوي ، وَسعت عَينيها و رَكضت نَحوها بِسُرعَة تَخطفهُ مِنها " استطيعُ فِعل ذَلك "
ناظَرتها المُمرضَة بِتعجَب لِيومئ لَها جُيون ان تُغادِر ، نَظر الي زَوجته التي تقدَمت لالباسِه المئرز و رَبطه وراء عُنقه " هل هُن يَفعلن ذَلك دومًا ..؟ " سألتهُ بِنبرةٍ تَحملُ نوعًا من الغيرَة
" همم ، انهُ دورُهن " اومئ لَها بينَما يُناظر عُيونِها القَريبَة مِنه ، وَجدها تُدحرج مُقلتيها لِلنحوِ الأخر لِينطق " هل قصصتِ اظافِرُكِ ..؟ "
" فَعلت! كي لا تُوبخني كَما فعلت أول مَرة " رَدفت ساخِرَة لِتبتعِد عَنهُ و تُناظِر اظافِرها التي قامَت بِتقليمِها قَبل مجيئِهم
حينَما حَضرت مَعهُ اول مُحاضرَة تطبيقيَّة كانَت لتوِها خَرجت مِن مركز العنايَة بالاظافِر ، دَخل عَليها و رآها تُمسِك بِمشرط الجِراحَة تتفقدَّه فإذ بِه يَنطِق
" مِشرط الجِراحَة ليسَ مِبرد اظافِر حَضرتِك ..! "
آن ذاك هي لَم تَكُن تَعرِف انهُ ذاتهُ جُيون ، غَضِبت منهُ كَثيرًا لانهُ وبخَها أمام الجَميع و جَعلهُم يَضحكون عَليها لِذا رَغبت بِتقطيع وريده بِذلك المِشرط
هي لا تُنكر انهُ احيانًا كان بَغيضًا مَعها و يُناكِفُها
ابتَسم لَها حينَما قلَّدتهُ و هو يُخبرها بِذلك آن ذاك " صحيح الطبيب الجرَّاح لا يدخُل العمليات بالاظافِر ! انها تَحملُ الجراثيم و تُخزنها و ذَلك خَطِر على المَريض " رَدف بينَما يطرُق جَبين امرأته و يَسيرُ الي داخِل غُرفة العَمليات
لَحقتهُ بِعُبوس بعدَما ارتدَت قُفازاتِها " ما الفَرق و نحنُ نرتدي قُفازات اساسًا ؟ " تمتمَت لِتقف مَع بقيَة الطلبَة يُراقِبونَه و هو عَلى وَشك بدأ العَملية الجِراحيَة
ابتلَعت ريقِها بِذُعر ، هي تَخاف مِن الدِماء ، راقبتهُ يَحملُ المِشرط و يُقربه مِن صَدر المَريض حَتى يَبدأ بِشقه بِبُطئ ، قَضمت شِفاهها بِتوتُّر لِتمسك بِذراع زَميلتِها التي ناظَرتها بتعجُّب
لَم تَقُم بالنُفور مِنها بَل ربتت عَليها و قالَت بصوتٍ هامِس " لابأس ! سَننتهي مِن هذا سَريعًا "
" آملُ ذَلِك " هَمست لَها بِدورها بينَما تُناظِر تدفُّق تلك الدِماء التي أصابَتها بالدُوار و الغَثيان ، حاوَلت كَبت رَغبتها العارِمة في الإستِفراغ لَكنها أبَت
جُيون رَفع عَيناهُ الي زَوجته التي اصفَّر وَجهها و هي تُناظِره كَما حَدث مع بِضعة طَلبة آخرون ، هو يَتفهَّم الامر فأول عَملية جِراحيَة حَضرها اُغمى عَليه فيها و نَقلوه الي الاستعجالات فَورًا
و ذَلك ما حَدث مع سويون التي سَقطت على الأرضِ أمامَهم لِعدم قُدرتِها على تَحمل المَشهد
او ذَلك ما ظنَّهُ بَعضُهم ..!
اشرَّ بِعينيه لَهُم بِنقلها حيثُ كان مُلتهي بالجِراحَة ، كانَ عليه أن يَبقى مُركزًا لِذا اشاح مُقلتيه عَنها و نَظر الي ذلك القَلب مابين يَديه حَتى لا يُحدث اي خَطأ طِبي
نَقلوها هي الي غُرفَة الطوارئ حَيثُ بدئوا بِفعل التَحاليل اللازِمَة لها و اضافَة مَحاليل تغذاويَة ما إن وَجدوا هُنالك نُقص في الفيتامينات و المعادِن لَديها
اتكئت على السَرير تُناظِر السَقف بِشرود بَعد أن استَعادت وَعيها " اكرهُ الدِماء ! الهي كيف ساُصبح طَبيبة جراحَة ؟ " هَمست مُبتلعَة ريقها لِتناظِر المُمرضَة التي دَنت مِنها لتفقَّد المَحلول " لديكِ نُقص في الفيتامينات سيدَتي ، ألا تأكلين جيدًا ..؟ "
ناظَرتها سويون نافيَة " بلَى انا آكل ! لَكِن مؤخرًا شَهيتي مُنغلقة " رَدفت بِتَعب لِتُمسك جَبينها حيثُ داهمها صُداع قَوي " ايضًا اشعُر بالدُوار طيلَة الوَقت ، و الغَثيان "
" لَقد فَعلنا لكِ التحاليل اللازمة ، بَعضُها لم تَصل لِذا نأمل ان تَكوني بِصحَة و سَلامة ، ستمُر عليكِ الطبيبَة لاحِقًا لاخباركِ بنتيجَة التحاليل الاخرى " هَتفت المُمرضَة بإبتِسامَة بينَما تضع الستائر تَفصل بِه سرير سويون عَن أخَر نَقلوا بِه مَريض جاء لِلتو
تنهَدت مُهمهمَة لِتضع رأسِها على الوِسادة تُناظر الفَراغ بِصَمت " اساسا كُله من الضَغط ، انا اُرهق نَفسي بالتَفكير كثيرًا " هَمست بِحُزن
مَرَّت بِضع دقائِق قَبل أن تَسمع خُطوات الطَبيبة تُساقُ اليها ، وَجهت بَصرها نَحو ذات المِعطف الابيَض التي انتَصبت امامَها بإبتِسامَة " مساء الخَير سيدة جُيون "
اومأت لَها بإبتسامَة " مساء الخَير طبيبَة كيم "
هي تَعرِفها بالفِعل لِكونها تُدرسهم في الجامِعَة ، حَملت الطبيبَة اوراق التَحاليل الخاصَة بالصغيرَة امامَها و ردفَت بإبتسامَة جَعلت سويون تَقطِب حواجِبها من حَديثِها " نَقولُ مُبارَك ..؟ "
" عَلى ماذا ..؟ " قالَت سويون مُتعجبَة بَعد ان جَلست بدلاً مِن بقاءِها مُتمددَة ، قامَت الطبيبَة بِقراءَة تِلك التَحاليل التي جَعلت مِن بَشرة الصُغرى تَصفَّر و يَتلاشَى لَونُها كُليًا
" مُــبــارَك أنــتِ حَــامِــل "
•••
5079 ✔️
اهلاً يالطيفين 🤍
كيف حالكم ..؟
تشابتر اليوم ليس مليئ بكثير من الاحداث لكنه لطيف 🦋
كيف وجدتموه ..؟
بخصوص غزل جُيون ..؟ 😩
ايڤا و مَرضها ..!
توقعتم انها توارثته من امها ..؟
اكثر جزءية نالت اعجابكم ..؟
عبروا لي بالتفصيل ارجوكم
حَمل سويون؟
كنتم مستنيينه ..؟
رد فعل جيون ؟ هي سيتقبله او لا؟
انتم عارفين انه عنده فوبيا الحمل
اراكم في التشابتر القادم ان شاء الله
اهتموت بانفسكم 🦋
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top