Husband | 39

Husband || زَوجي

اهلاً بِكم في الجُزء التاسِع و الثلاثون 🤍

لنبدأ

•••

" انا اُدعَى جُيون جونغ ووك ، والِدُكِ "

ما نَبس بِه جَعل العالَم يلتُّف بجونغكوك الذي تسمَّرت اقدامهُ على الارضيَّة اسفلُه ، سُرعان ما وَضع عيناهُ على مَلامح ابنتِه التي انكمَشت بتعجُّب مُستنكرَة اخر ما قالَه " والدِي ..؟ " وجهَت كُحليتيها الي مَن بِجوارها

وَجدتهُ عاجِزًا عن تَحريك شِفاهه ، مُتسمِّرًا غَير قادِر على النُطق بِحرف عَكس الاكبر الذي قال بِثقَة " هَذا صَحيح ، انتِ تكونين طِفلتي "

" ما مَعنى هَذا ؟ " رَدفت ساخِرَة لِترفع حاجِبها بعد ان نَظرت الي جونغ ووك ، قامَت بإحتِضان جونغكوك من الجانِب لِتنفي مُعترِضَة " كلاّ ! لَيس لديّ اب سِواه ، انا ابنةُ جُيون جونغكوك ، لابد انَّك عمي "

جونعكوك زَفر أنفاسهُ بِراحَة حينَما نَكرت ايڤا و لَم تستقبِل حديث الأخَر بجديَّة ، عجبًا فيما كان يُفكِّر ..؟ مِن المُستحيل ان تصدِّق بتلك السُهولَة

وَضع يدهُ على ظَهر طِفلته يَمسحُ عَليه لِيوشك عَلى الحَديث لولا مُقاطعَة والِده الذي اتَى من وراءِه لهُ " هذا صَحيح ، انَّه عمكِ ، من شدَّة تعلقه بكِ في طفولتكِ يخالُ انه والِدك " رَدف هانجون بينَما يقترب مِن ابنَيه

ايڤا نَظرت الي جَدِها ثمَّ الي جونغ ووك الذي قَبض على يَدِه بِغَضب من حَديث والِده ، ابتَسم جونغكوك بِجانبيَة لِيطالِع طِفلته التي نَطقت

" حقًا ؟ انت عمي الذي تُرسل لي هدايا كُل عام ؟ " رَدفت مُوسعَة عَينيها بينَما تُناظِره بإبنبِهار " انتَ وَسيم ايضًا ! لاعَجب أن كُل رجال عائلتي وُسماء "

مدَّ جونغ ووك يَدهُ الي ايڤا ينتشِلُها ثمَّ ينخفِض الي تَقبيلها تَحت نظرات جُيون المُنهارَة ، يوَّد لَو يَنقضُّ عليه و يُقطعه لعدَّة اشلاء ثمَّ يَرميه لِكلاب حِراسته

" سُررت برؤيتكِ اميرَتي " هَتف بِنُبلٍ بينَما يتبسَّم للصغيرَة التي سَحبت يدها مِنه بتكلُّف ، هي تعلمُ ان والِدها لا يُحبه بسبب عصبيته عَليها دومًا حينَما تستلمُ منه الطُرود المَبعوثَة لَها

لِذا قررت ألا تَفعل شَئ يُغضب أبيها مُجددًا

نَظرت نَحو جونغكوك و قالَت بعدما حاوَطت ذِراعه " هيا يا حَبيبي لِنلتقط صُورًا جَماعيَّة ، ثمَّ سنقطِّع الكيك " نَطقت بينَما تمسحُ على ساعِد والِدها الذي ابتَسم مومئًا " حسنًا حَبيبتي اسبقيني "

" دَعني اعدِّل هذه " لفتهُ اليها لِتقوم بتعديل رَبطة عُنقه و تَقبيل وَجنته بِلُطف " لا تتأخَر ! سابحثُ عن سويون ايضًا لابد انها تختبئ في مَكان ما مِن الخَجل " قالَت مُقهقهَة بخفَّة لِتبتعد عَنهُ و تَسير مُغادرَة

تتبَّعها جونغ ووك بِعَينيه بإبتِسامَة جانبيَة " صغيرتي تُشبه والِدتها ، الا تَرى انها أخَذت جَمال امِّها الذي لا يُقاوَم ؟ " هَتف بينَما يُراقب ايڤا و هي تُحادِث جيمين حينَما قاطَع طريقِها ، كانَت تجذِب الانظار مِن حَولها لشدَّة رِقتها و انوثتِها الطاغيَة

بَدت فعلاً مُنبعثَة من سُلالَة ملكيَّة

هانجون قامَ بإمساك ذِراع جونغ ووك قائِلاً " تعال احتاجُك " ناظَر ابنه الاصغَر حيثُ نَطق " اذهب لِضيوفك ، سأتفاهم مَعه "

اومَئ لهُ الوَزير الذي عدَّل جاكيته الكلاسيكيّ قَبل أن يلتفِت و يُغادر البُقعَة ، هانجون جَذب جونغ ووك على طَرف و طالعهُ بحدَّة " هل فقدَت صوابك ؟ مالذي تَفعلهُ هُنا و لِما اتيت ..؟ "

" اتيتُ لاستِعادَة ابنتي ! اتيتُ لاعيش الحَياة التي سَرقها ابنك مني " قال جونغ ووك مُنفعِلاً بينَما يُخاطب ابيه الذي سَخر " ايّ حياة تتحدَّث عنها ..؟ بل انت مَن سلبت منه سعادته و امرأته و جَعلته يُربي ثمرة تلك الخيانَة و تأتي الان لاستعادتها ..؟ "

" ما كان عليه ان يُربيها اذًا ! انها ابنَتي انا " هَتف الاصغَر مُشيرًا على نَفسه ، هانجون دلَّك جَبينه قَبل ان ينطِق " اسمعني ايها العاهِر ، حياة جونغكوك بدأت تستقِّر لتوِها ، لا تأتي و تَعبث بها على مِزاجك اسمعت ..؟ لِتوه بدأت الدُنيا تضحك لهُ بَعد ان عاش سَنوات من الوحدَة و العَذاب "

" انا ما شأني ..؟ انا اُريد طِفلتي فليذهَب هو الي الجَحيم " قال جونغ ووك بينَما يضعُ يَداهُ على خاصِرته " اقلُّ ما يُمكننا فِعله لاجل سَداد ديننا اليه هو التستُّر على هَذا السر اللعين ايها الاحمَق ! لا تَنسى انهُ بسببنا قَد يُتهم بقضيَة قَتل عِقابها الاعدام " قال هانجون بإنفِعال يُخاطب ابنِه الذي دلَّك جَبهته مُخفضًا رأسه

" صحيح ان اللوم اُلقي على جونغكوك ، لَكِّنه كان خِيارُك ابي ! انا لا ذَنب لي اني احببتُ ايما و هي أحبتني حسنًا ؟ اي انني اُريد طِفلتي و لا شأن لي ان اُعدم جونغكوك ام لا في الاخِر وجوده كَعدمه بالنسبَة اليّ "

هانجون تقدَّم يُمسكه من ياقتهُ بغضَب " و اللعنة انهُ اخاك الاصغر ! لَقد عمتك الغيرَة ايها العاهِر ، لَطالما كان يُحبك و يَقتدي بِك دومًا ! لِما فعلت به ذلك ؟ " صَرخ بِه بينَما يهزُّه بِعُنف

" انت السبب ، انت و امِّي تُحبانه اكثَر مني ، لانهُ ولد عَبقريًا ، جونغكوك الذي تحدَّث بعمر التسع شُهور ، جونغكوك الذي يُجيد حل المسائل الرياضيَّة بعمر العامين في حين انَّ اخاه الاكبَر يصعُب عليه كِتابة الحروف الابجديَّة بسنته الاولَى في الابتدائيَّة ، جونغكوك الماهِر المُطيع الوَسيم ! في حين اني كنتُ ذلك المُشاغِب الذي لا يَلقى اهتمامًا من أحَد ، و كَيف نختتم مثاليته تلك ؟ ان يَتزوج الاميرَة ؟ مُستَحيل ! ليسَ على قصته ان تَكون سعيدة الي ذلك الحَد ، عليه ان يَدفع ثَمن عبقريته " نَطق جونغ ووك ساخِرًا يلفظُ كل حروفه التي تحمل الكُره تجاه اخيه الاصغَر الذي لَطالما كان مُميزًا في كُل ما يَفعله

اخَفض يدان والِده عَنه لِيكمِل " ايضًا لا تُمثل انك الاب المُحب البريئ ! فانت رأيت مَصلحتك على مَصلحة ابنِك حينَما وافقَت على عرض مارك قبل عِشرون عامًا " هَمس لهُ

" ا..انا وافقت لِمصلحة ابني ، وافقَت لِيحصل على مَنصبه و سُلطته " اعتَرض هانجون نافِيًا لِمن ابتسَم بِجانبيَة و ميَّل رأسَهُ " لَكِنه سيدفع الثَمن غالي حينَما تُكشف الحَقيقَة ! ابنك الوَزير العَظيم سيُعدم امام شَعب المملكَة بِسببك ، انتَ حددت مَصيره فَحسب باتِخاذك ذلك القَرار "

" ل..لا ! لا أحد سيكتشِفه ، السِر بيني و بينَك و بين مارك فَقط ! " نَطق هانجون مُعارِضًا بينَما يرتعِش لِمجرَّد تذكره الامَر ، رأى ابنه الاكَبر يعدِّل سترته بينَما يبتسِم بِخُبث " من قال اني سأتستُّر عَليه ..؟ ان لَم يُسلمني ابنتي انا سافضحُ كل شَئ للمملكَة ، اُقسم اني ساجلِبُ اعدامه بيدي "

" هو كالأحمَق لا يُدرك شيئًا ، يثقُ بك ثقة عَمياء " رَدف ساخِرًا حينَما ناظَر جُيون يقومُ بالتِقاط الصُور مَع ابنتِه و خَطيبها

بينَ تِلك الشُجيرات كانَت زَوجان مِن الاذن تُنصِت الي ذلك الحِوار الذي دار بين الأبِ و ابنه ، الصَدمة تحتُّل معالَم ذلك الوجه الانثويّ التابِع لامرأة جُيون بَعد ان سَمِعت الحَديث الذي يَعني زَوجِها

وَضعت يَديها على فَمِها بعدمِ تَصديق لِتَبدأ بالارتِجاف " ا..اع..اعدام ؟ " هَمست بِخَوف لِتُنفي بشدَّة " مال..مالذي يَحدث ؟ مالذي فَعلوه اؤلاءك الاربعَة ؟ مالذي فَعله هانجون بابنِه ؟ " نَطقت بينَما تُراقب مَلامح والد زَوجِها المهمومَة ما إن غادر جونغ ووك و تَركه يتخبَّط داخِل صراع تأنيب الضَمير

" ماهو القَرار الذي وافَق عليه ؟ مالذي يحدُث ..؟ " هَمست بَعد ان جَلست على العُشب تناظِر الفَراغ بعدمِ تَصديق " ماهذِه العائلَة التي تمتلِك مليون لُغز لا يُريد أن يُحَّل ! و جونغكوك ؟ اهو بريئ ام لا ! ماذا يحدُث ؟؟ "

مِليون سُؤال يلتُّف حَول عَقلِها و هي تُناظِر العُشب بِعينين مَصدومَتين للغايَة ، صَرخت لِتنتفض بِفزع حينَما نَدهت عَليها جونغهيون من وراءِها " سويون ! "

ابتلَعت ريقها بِهلع لِتنهض و تُناظرها بِملامح شاحِبَة " م..ما الامر " نَبست بينَما تدلِّك رقبتها بِقلق و توتُّر

" هل انتِ بخير .. ؟ انكِ حقا لستِ على ما يُرام !! " رَدفت جونغهيون بِقلق بينَما تقترِب من زوجة ابنِها ، تفحصَّت حرارتها عبر لَمس جبينِها ثمَّ اكملت " ان كنتِ بحاجة الي الراحَة ، عليكِ الصعود الي غُرفتك حسنا ..؟ "

اومأت سويون عدَّة مرات بينَما تدلِّك رَقبتها بإرتباك " ع..عليّ ذلك " إلتَفتت و دَخلت الي القصر بِخُطوات بطيئَة بينَما تُناظر الفَراغ بِشُرود

" مابِها بحق ..؟ لا تَبدوا طبيعيَّة ؟ مالذي جَرى بينها و بين جون ! " تمتمَت جونغهيون بِشك بينَما تُراقب ظَهرها بتعجُّب ، نَفضت رأسِها لِتستدير مُتوجهَة الي زَوجها الذي وجدتهُ قُرب المَسبح يَحتسي الخَمر بإسراف

سويون دَخلت الي غُرفتها لِتجلس على السَرير تُناظِر الارضيَّة بينَما حَديث هانجون و إبنه يَتردد الي ذِهنها كلّ ثانيَة و اُخرى

" اقضيَّة ايما هي من قَد تُحكم عليه بالاعدام ..؟ ام لديه مَشاكل سياسيَّة اُخرى ..؟ مالذي حَدث قبل عِشرون عامًا ؟ سافقد صَوابي " مَسكت رأسها لِتبعثر شَعرها بشدَّة فَركلت الارض بقدميها

" ما هَذه العائلة الغَريبة حُبًا بالرَب ، سأفقد عقلي !! " ارتخَت على الفِراش وراءِها لِتناظر السَقف بِشرود تُحاول التوصُّل الي اجابَة مُرضيَة

" ما عِلاقة مارك ..؟ ما الرابط بين مارك و جُيون بالضبط ..؟ و لما قد يُصاحب جونغكوك رجل مافيا سئ مثل مارك؟ ان فكَّرنا بالامر قَليلاً فإن جونغكوك قبل عِشرون عامًا لَم يكُن الا مُجرَّد شاب يدرُس الطب لا يَمتلك فِلسًا بينَما ذلك العاهِر كان يُتاجر بالمُخدرات بالفِعل اي لديه قاعدَة ماليَة ، اذًا ؟ هل قام بِمساعدة زَوجي آن ذاك ؟ لكن لما سيطلُب جونغكوك مساعدته ان كانَ اساسا قد تَزَّوج الاميرَة ؟ بعد زواجه من ايما قد بَنى مكانته حتمًا "

ضربَت السرير على جانِبيها بيديها لِتصرخ حينَما لم تتمكَّن من ايجاد اجابَة منطقيَّة على الرُغم من تَفكيرها المُستمِّر ، هي سَتفقد صَوابها قَريبًا

" هل هَربت من حياتي المُعقدة لادخل حَياة اكثر تَعقيدًا .. ؟ المُشكلة لا تكمُن في التجاهُل فَحسب ، ماذا ان تجاهلت و عِشت مع جُيون كأن شئ لم يَكُن ..؟ سيقومون بِقتله ! سيعدمونَه ان لَم اجد جوابًا منطقيًا ! اي الموضوع يعتمِد على حياتِه "

جَلست لِتنظر امامَها بِعينين مَهمومَتين " اليس كان عليّ دِراسة التَحقيق بدلاً من الطِب ! هل هذه اشارة لاغيِّر تخصصي الجامعيّ ..؟ " تمتمَت

" ماذا ان كان جُيون مُتورِّطًا حقًا .. ؟ هل سيتِّم اعدامه ؟ مُستحيل ! مُستحيل " نَفت بِرأسها لِتحتفظ به بين يَديها تشُّد على شَعرِها الذي عَبثت بِه للحد الذي جَعله فوضاويًا للغايَّة " و غابرييل ذاك ما عِلاقته بالحكايَة " هَمست

" سافقد صَوابي اُقسم "

•••

" سويون ..؟ " ظَهر صَوتُ جُيون الذي دَلف الحُجرة بَعد أن انتهَى من تَوديع المَعازيم بالأسفَل ، وَجدها تنبطِح بفوضويَة على السَرير بينَما تُناظر الفَراغ بِشرود ، فوجِئ بشكل شَعرِها المُبعثر و الكُحل الذي يُغطي اسفل عَينيها

" م..مالذي حَدث معك ؟ هل خُضتِ عراكًا ما ؟ " رَدف مُتفاجِئًا بينَما يَدنوا مِنها بِخُطواتٍ هادِئَة ، انتَفض حينَما حَولت عَينيها المُرهقَة اليه حَيثُ بدا شَكلُها مُرعبًا لِوهلَة ، جَلست على الفِراش لِترجع شَعرها الي الوراء و تَنطِق بصوتٍ خامِل " لقد فكرتُ في الموضوع مِرارًا و تِكرارًا "

" فكرتِ بِماذا ..؟ " رَدف بينَما يَفتح سُترته لِيزيلها و يُعلقها على كُرسي مَكتبه بينَما يُناظر زَوجته التي تُدلِّك عسليتَيها بقبضتيّ يَديها و ذَلك تمامًا ما جَعل الكُحل ينتاثَر حَول عينيها و يُغطيهِما

" أعني ..! لا يُمكن للموضوع ان يَكون مَنطقيًا " رَدفت بَعد ان رَفعت عَسليتَيها نَحوه " هل انت بَطل مُسلسل ما ؟ اخبِرني "

" عمَّا تتحدثين ؟ " قال مُحاوِلاً كَبت ضِحكته بينَما يَفتح ازرار قَميصه عند أكمامِه يُراقبها و هي تَنهض من الفِراش و تستوطن الغُرفَة " لابد مِن ان تَكون بطلاً لِقصة لَعينة كاتِبُها مُختل عَقليًا " رَدفت بينَما تسيرُ ذهابًا و ايابًا امامَ كُحليتيه التي تتبِعُها

استدارَت نَحوه تُراقب مَلامحه المُتعجبَة حيثُ نَطقت " مثل هذه الاحداث لا تَحدُث الا في المُسلسلات و الافلام ! اُقسم ؟ اعنِي انا لا اجِد شيئًا منطقيًا ، سافقد صَوابي حسنًا ؟ "

" ما الغَير منطقيّ ؟ عمَّا تتحدَثين بالضَبط ؟ " سأل مُستغرِبًا لِيُميل رأسه يُحاول فَهم ما تَرمي اليه " كُل شَئ جونغكوك كُل شَئ من بدايته الي نِهايته " رَدفت بينَما تُمسِك رأسِها بَعد ان جَلست فَوق الفِراش

" مُنذ اول يَوم خُلِقت به انا ، مُنذ ان جئت انت الي كوريا بسبب مَرض جَدتك و صادَف ان امِّي بذلك العام تحديدًا التَقت بأبي و حمَلت بي ، و انت قُلت انهُ لولا وِلادتي لكنت فقدَت حياتك ، ولادة ايڤا و مَوت امها و مجيئك بَعد عشرون عامًا الي كوريا لسبب مَجهول و التِقائك بي في الجامعَة لاتزوج بِك ! اعني ، ماهذا ..؟ لقد توقَّف عقلي عَن العَمل " نَطقت بينَما تَشرح بيديها لِمن اتكَئ على مَكتبِه مُكتِّفًا ذِراعَيه بينَما يُنصت اليها

" الا تَسمعين عن التَدابير الاهيَّة ..؟ " رَدف بينَما يُناظِرها بِهدوء حيثُ رَفعت رأسها لهُ و نَهضت " بلَى ! لَكِن كُل شَئ مُترابط بِبعضه بشكلٍ مُخيف ! انَّه حتى زَواج امي من مارك ، ليس اي احدٍ عادي بَل مارك الذي في الاصَل صديقك و لَربما لَديك ماضٍ مَعه ، اشعُر اني في حَلقة تلتُّف حول نَفسها بدون تَوقف ، انها تُصيبني بالدُوار " هَتفت بينَما تُحدِّق في عَينيه الهادِئَة

" صَحيح ، لا شَئ يكونُ من محظ الصُدفَة ، كَما انقَذتُ والدتك ذلك اليَوم و انقذتُكِ ، كنتِ سببًا للاعفاءِ عنِّي ، ايضًا لا أعلم اين الحِكمة في زَواج امكِ من مارك بَعد لَكن لابد انُّه سَبب لاتزوجكِ " هَتف مُفسِّرًا لِيناظِر الفَراغ لِبُرهةٍ حالمَا جَلب سيرَة والِدتها

قَطب حواجِبه بخفَّة لِيوسِّع شِفاهه " * صَحيح ! والِدتها ! هي عاشَرت مارك لاكثر مِن سبعة عَشر عام ، لابد لَديها الكَثير من المَعلومات التي قد تُفيدني * "

" اعني جونغكوك ، مَهما كان السبب لا اظنُّ انه لاتزوجَك فحسب ، ان كان مُقدَّر لنا الزَواج كُنا سَنفعل بمارك او دونَه " نَطقت بينَما تَضع يَديها على شَعرها الفَوضوي ، تَزامن رَفعها لرأسِها وَقع عينيها على انعكاس شَكلها عبر المِرآه امامَها

توسعَت عينيها لِتصرُخ بقوَّة جَعلت جُيون يَنتفض بِفزع " ياا ما الامَر " نَطق مُندهِشًا مِن صياحها المُفاجِئ ، نَظر الي حَيثما تُحدِّق حيثُ وَجدها تُطالع نَفسها

" ا..انت ك..كيف سمحت لِنفسك ان تنظُر الي بِهذا الشَكل " هَمست بِصدمَة بينَما تُراقب عُيونها المُحاطَة بالكُحل و شَعرها الفَوضوي ، سُرعان ما أعطتهُ ظَهرها لِتناظر الفَراغ بإحراج " تبًاا " هَتفت لِتركُض الي الحَمام

" هل فقدتِ عَقلك ؟ سويون اُطالب ان تتلقيّ عِلاج لَدى اخصائي نَفسي و عَقلي " صَرخ بَعد ان دَخلت الي الحَمام و صَفعت الباب بِوجهه " مابِها بحق الجَحيم ..؟ " جَذب كُرسي المَكتب لِيجلس عَليه " زَوجتي لَديها خيال واسِع يؤهلها لِكتابة قصَّة خَياليَة " تمتم

استَمع الي اصوات رشاش المِياه مِن الحمَّام لِيُرخي رأسهُ على مَكتبه يُناظر الفَراغ بإرهاق " عليّ التواصُل مع والِدتها لاكمل الحَلقة الناقصَة ، هل اذهب لها الي المُستشفَى غدًا ..؟ تُرى هل سَتقبل باعطائي ما احتاجُه ؟ "

" عليّ التَجهيز الي زِفاف ايڤا و الاهتِمام بشؤون الدَولة في بريطانيا ، اشعُر بالارهاق بِحق كُلُّه يلتُّم من كل النَواحي " هَمس بِتَعب لِيحتضِن رأسهُ بين كَفيِّه يقومُ بتدليكه ببطئ حتَّى يتجنَّب الصُداع الناجِم بالداخِل لشدَّة التَفكير

استقام مِن مَكتبه حتَّى يتوجَه الي حُجرة تَبديل المَلابس ، عَقد حَواجبه حينَما لَمح ذلك الظرَف على سَريره ، تقدَّم لِيقوم بِحمله و النَظر الي اسم المُرسل

" ماهذا ..؟ "

" تايلور غابرييل ؟ " عَقد حواجِبه بشدَّة بينما يقرأ المُرسل ، حوَّل عيناهُ الي المُستلم حيث وَجد حُروف اسم زَوجته " الي جُيون سويون "

" اليسَ هذا السفير الامريكيّ ..؟ لما يُرسل رسالَة الي زَوجتي ..؟ " هَمس بينَما يَقرن حواجِبه متذكِّرًا نَظرات غابرييل الي زَوجته في المؤتَمر

" ماهذا بِحق الجَحيم ؟ ايُغازِل امرأتي ؟ "

كانَ على وَشك فتك الظَرف لَولا صُراخ سويون مِن وراءِه ، التَّف الي زَوجته التي خَرجت من الحَمام بثوب الإستِحمام و انتَصبت في المَمر تُطالعه بِعينين مُوسعَتين " مابِك ..؟ "

" جُيون ساعِدني " صَرخت بينَما تُناظِر الي الظَرف الذي بين اصابِع زَوجِها ، لَيس عليه ان يَعلم مُحتواه قَبل ان تعرِف هي ..!

ماذا ان كان يُغازِلها ..؟ زَوجها لن يَصمُت

" اساعِدُكِ بماذا ..؟ " قال بِهدوء بِملامحه الجديَّة التي تَعرِفه مِنها انَّه مُنزعِج ، بَللت شَفتيها لِتبدأ بالتَحديق في السَقف تُحاول اختلاق عُذر ما

" ا..انه ، ا..ان..انا لا است.. استطيع ا..ان " ابتلَعت ريقِها تُناظِر ذلك الظَرف الذي يَحمِله ثمَّ رفعت عَسليتَيها الي مَلامحه الجادَة " لا استطيعُ ان اتحمَّل "

" تتحملين ماذا ..؟ " ميَّل رأسه بِحاجبٍ مَرفوع

" شَع..شعري " وَضعت يدها على رأسِها قائلَة بعينين مُوسَعتين

جُيون على وَشك فقد صَوابه " لاحِقًا سويون " رَدف لِيرفع ذلك الظَرف مُستعِّدًا لِفتحه لولا صُراخها للمرَّة التانيَة " جيووووووون "

رَفع عينيه لَها لينطِق بذات نَبرتِها " ماذااااا "

" اخبرتُك شَعري ! لِما لا تُساعدني " صَرخت بِه بإنفعال لِتركُض نَحوه ، وَقفت امامَه تُنظر في عينيه المُستغربَة " و مابِه شعرُكِ ..؟ "

" الا تَرى ؟ هل لَديك عَمى ؟ الا تَرى جيِّدًا مابه ..؟ جُيون كَيف لك ألا تَرى فهمني ..؟ " رَدفت بإندِفاع بينَما تؤشِّر على شَعرِها المُبلل و تُدخل رأسها في وَجهه حَتَّى قامَت بِتبليل ثِيابه

" سويون مابِك ، ابتعدي " رَدف بينَما يضع يَده على كَتفها يُرجعها الي الوراء ، قامَت بِخبط يدِه الثانيَة الي أن اسقطَت منها الظَرف و رَدفت بينَما تجرُّه وراءها الي الحَمام " عليك غَسل شَعري ، انا لم اتمكَّن من غسله جيِّدًا ، اعتقِد اني اُعاني من صعوبَة من فعل ذلك بِمُفردي "

ادخلتهُ مَعها الي الحمَّام لِتُغلق الباب و تُناظره يُكتِّف يديه بِحاجب مَرفوع

" مابِك ؟ "

" مالذي تُحاولين فِعله ؟ " هَتف بِهدوء

" غسل شَعري ؟ الن تُساعدني ؟ " قالَت بإبتِسامة مُزيفَّة تُظهر ارتباكِها ، دَنى جُيون مِنها بِخُطواتٍ هادئة تَسببت في ارتدادِها الي الوراء الي أن التَصقت بالمِغسلَة ، مَسكت حواف الحَوض بِيديها لِتناظره بِتوتُّر

وَضع يداهُ فوق خاصَتيها على الحَوض لِينحني بِجذعه اليها و يَحتضن عَسليتَيها بِكُحليتيه " مالذي تُخفيه عنِّي يا إمرأتي ..؟ " هَمس لَها

حركَّت رأسها نَفيًا بينَما تزُّم شِفاهها " لا اُخفي شيئًا "

" اَتعرفين اكثَر ما اكرهه ..؟ " نَطق بِهدوء بَعد أن رَفع احدَى يَديه لِامساك شَعرِها المُبلل يختطِف خُصلَة مِنه و يلُّفها حَول اصبعِه تَحت نَظراتها القلِقَة

" م..ماذا ..؟ " هَتفت بِهمسٍ تتبِّع خُصلتها التي تُعانق سبابته ، عاوَدت النَظر الي عُيونِه السَوداء و هو ينطِق بِبُغضٍ واضِح من نَبرتِه و عُتمة عُيونه " الخِيانَة ..! "

" انا اكرهُ ان تُجلَب سيرتَها حتَّى ، يشمئز بَدني ، اقشعِّر بأكمَلي بمجرَّد ذِكرها ، آن ذاك بِقدر الحُب الذي أحمِله للشَخص ، اُصبح أكنُّ له مِن الكُره أضعاف " هَمس لَها لِيفلت خِصلتها و يُحيط وَجنتها بكَّفه يَمسحُ برقَّة على بَشرتها الناعِمَة " انا انسان نقيّ للغايَة ..! وفيّ بقدر لا تَتصورينَه ، اخشَى ان اخونك و لو بِنظرَة لامرأة غَيرُكِ "

" و بِقدر حُبي لكِ ، امتلِكُ لكِ ثقَة بِمُقداره ، لِذا اعرِف جيِّدًا انكِ لَن تَخونينها مَهما حَدث " نَطق بِنبرةٍ خافِتَة تتسلل بهدوءٍ الي اُذنيّ زَوجته التي تضغطُ على حَواف الحوض بأصابِعها بينَما تُطالع عُيونَه

" الثقَة العَمياء تَجلبُ الانكِسار " هَمست لهُ بينَما تحتضِن بؤبؤتَيه بِعسليتَيها التي تتأملُه عن كَثب ، جُيون ابتَسم بِهدوء لِيومئ " مَعكِ حَق ، لَكِّن دومًا هُنالك للقواعِد استثناء ..! و انتِ الإستثناء لِقانون حَياتي " نَطق بينَما يُمرر ابهامِه على شَفتها السُفليَة يَضغُط عليها بِبُطئ

ابتلَعت ريقها بِتوتُّر لِتخفض بَصرها الي شِفاهه حينَما استَبدل ابهامِه بِهما لِيحيط خَصرها و يجتَذبها نَحوه يُقبِّلُها بِنهم ، اغمَضت عَسليتَيها لِتُحيط عُنقه بِذراعَيه بَعد أن رَفعها عَن الأرض و أجلسها فوق المِغسلَة

•••

9:56 صباحًا

عائلَة جُيون تجتمِعُ في الصالَة أمام التِلفاز حَيثُ كَان الاب و زَوجته يَقرأن مَقالاً طِبيًا ، جونغهيون تُشارك زَوجها عَن المَشاكل التي تُعاني منها في عَملها كَأخصائيَّة نَفسيَة ، لعلُّه يجد لَها حَلاً

لَكِّنه كَطبيب جرَّاح اوصاها بِفتق رأس المَريض ، لانهُ مُزعج ..!

في حين أنَّ ايڤا تجلِسُ تُشاهد صور خُطوبتها بسعادَة عبر هاتِفها بينَما تتناوَل الفواكِه " يالهُ من وَسيم ! الهي " هَمست باعجاب تقضم شَفتها و تُراقب خَطيبها بِحُب

جُيون كان مُنهمِكًا في جِهازه اللَوحي الذي في مُتناول يَديه يرُّد على الايميلات التي تُرسل له من المملكَة بينَما يُتابع الاخبار التلفزيونيَّة بذات الوَقت

رَفع عينيه الي زَوجته التي جَلست قُربه بَعد ان جَلبت فنجان قَهوته التي يُحبها مِن صُنع يَديها ، ابتَسم بعد ان شَكرها و اخذهُ مِنها لِيضعه فوق الطاوِلَة

ناظَرها و هي تُرجع شَعرها وراء اُذنها ، ميَّل رأسه بعد ان سَقطت عَيناهُ على عُنقها لِيدفع بِحاجبه عالِيًا

" ماذا ..؟ " هَمست حينَما انتَبهت الي نَظراته ، اشرَّ لها بِعينيه ان تُغطي رَقبتها بِشعرها لَكِنها لم تَفهمه بَل قامَت بِرفع شعرها عاليًا

نَفى برأسه لِيغمض عَينيه يعتصرِهما قَبل أن يعيد فَتحهما مؤشرًا عَلى عُنقها مُجددًا " ماذا ..؟ " قالَت بِصوتٍ عالٍ جاذبَة اهتِمام الجَميع لهما

تَوقفت جونغهيون عَن مُجادلة زَوجها الذي يقرأ مَقاله لِتناظر زَوجة أبنها التي تَربط شَعرها عالِيًا كاشفَة عن عُنقها ، زمَّت شِفاهها تُحاول كَبت ضِحكتها بِرفقة ايڤا التي اغلقَت هاتِفها لِتضع قدم فَوق الاخرَى " وااه ! فَهمت لما صَعدت انتِ و ابي باكِرًا ليلَة الامس "

جونغكوك وجَّه نَظراتٍ قاتِلَة الي ابنته التي اخفَت وَجهها بِهاتفها تَكبت ضِحكتها في حين ان سويون رَمشت بِعدم فَهم ، هي لم تُلقي نَظرة على نَفسها صباح اليَوم قبل أن تَنزِل ، ارتدت ثِيابها بفوضويَة و هبطَت

تفكيرُها الزائد يُنسيها كل شَئ

جُيون قام بِنزع وشاحه الذي يلفُّه حول عُنقه اسفل جاكيت بدلته الرسميَّة لِيقترب مِن زوجته الجالِسَة قُربه ، قامَ بِلفه حَول رَقبتها لِيربطه بشكلٍ جَميل و مُرتَّب جَعلها تتعجَّب " مابك ..؟ "

" اظنُّ انه لائق على فُستانك " هَتف بِهدوء لِيبتسم بَعد ان نَظر الي عَينيها

تَحمحمَت لِتعدلُّه و تُناظر ايڤا التي تُقهقه بالخَفاء مع جَدتها " مابهما ..؟ " تمتمَت ثمَّ مددت ظَهرها على ظهر الاريكَة تُطالع الاخبار

قَرنت حواجِبها بخفَّة حينَما قرأت ذلك الخَبر الذي سَطع أسفَل الشاشَة حيثُ ذُكِر

- انباء عَن قُدوم السفير الامريكيّ الي كوريا قَريبًا لِزيارة الرئيس و اتمام بَعض المَشاريع السياسيَّة

رَفعت عينيها تُناظر صُورة غابرييل التي ظَهرت على الشاشَة ، ابتلَعت ريقها بتوتُّر تتذكَّر تلك الصفعَة التي سددتها لهُ ما جَعل بَدنها يقشعِّر بقوَّة " رباه " هَمست لِتقضم شَفتها

جُيون ناظَرها بِهدوء يُحاول قِراءة تعابيرِها ، عاوَد النظر الي التِلفاز حَيث تقوم زوجته بتأمل صورَة السَفير عَن كَثب ، تذكَّر ذلك الظَرف الذي لَم يقُم بفتحه بَل تركهُ جانِبًا فَحسب

ينتظِرُها ان تأتي بِمُفردها و تُشاركه بِه حينَما تُقرر ذَلك ، هو يَثقُ بِها و لن يتدخَّل بشئ هي لَيست مُستعدَة لمشاركتهُ بَعد

" استأذنكم ، عليّ انهاء بَعض الاعمال بالاعلَى " نَطقت سويون بَعد ان نَهضت مِن مكانِها ، وجهَت انحناءَة سريعَة لاهل زَوجها و صَعدت تَركُض

دَخلت الي غُرفتها لِتهرول نَحو ذلك الظَرف تَحملهُ من فوق المِنضدَة " مالذي سيأتي بِه الي هُنا ..؟ هل اتَى لينتقِم مني بسبب تلك الصفعَة ..؟ هل سيشتكي الي الرئيس عني حتى يسجُنني ؟ امنصبه كَسفير يؤهل لهُ ذلك ؟ " هَمست بِخوف لِتجلس فوق كُرسيها امام مِرآتها

قَلَّبت ذلك الظَرف بين اصابِعها بِقلق " اهذه كانَت رسالة تَهديد ؟ هل اُخبر جُيون ؟ " قامَت بِفك ذلك الشال عَن عُنقها ما إن احسَّت بالإختِناق

ازالتهُ لِتضعه جانِبًا لِترفع عَينيها الي مَلامِحها الشاحِبَة ، لَفت انتِباهه بَعض الازرِقاق يُغطي عُنقها ، رَمشت لِتُميل رأسها و تضع اصابِعها فوق تلك اللسعات تتحسسُها " ماهذا ..؟ "

نَظرت جانِبًا تتذكَّر نَظرات جونغهيون لَها و تَلميح ايڤا مع ضِحكاتهِما ، تسمَّرت مَكانها لِتشهق بقوَّة و تَرفع يدها تَصفع نَفسها

" مُستحيل ان اكون انسانَة ! انا حِمارَة " هَمست لِتناظر نَفسها لِثوانٍ قَبل ان تَصرُخ بقوَّة خابِطَة الارض بِقدميها " انا حَيوانٍ ناطِق " صاحَت

" جُيون ! ساقتُلك " هَمست بِغَيض لِتفرُد شَعرها تُغطي به رَقبتها

" كَيف ساُقابلهم الان ..؟ باي وَجه ساضع عَيني بِعين ام زَوجي و ابنتِه ! " بَعثرت شَعرها بتذمُّر لِتخفض رأسها تُوجِّه له بعض الضَربات الخَفيفَة

" ان لَم اقُم بفعل شَئ مُخجل لَن يمُّر يومي بِخَير ، اكرهُني "

•••

" اوه صحيح تذكرَت "
هَتفت ايڤا جاذِبَة إهتِمام والِدها بِرفقة جدها و جَدتِها ، نَظر الجَميع اليها حينَما قامَت بِمُشابكَة يديها امامَها قائلَة " ماذا عَن عمي ؟ الذي اتَى بالامس ؟ "

عَقدت جونغهيون حواجِبها بإستفهام لِتطالع زَوجها الذي انقلَبت ملامحه تمامًا كإبنها " جونغ ووك ؟ هل اتَى جونغ ووك ؟ " سألت بِدهشَة

" اجل اتَى البارحَة و سلَّم عليّ ! العجيب انهُ قال لي انا والدك " قالَت ايڤا مُقهقهَة لِتأخذ كأس العَصير تَحتسيه ، ناظَرت والِدها الذي قَبض على يَدِه التي فَوق فِخذه و رَفع كُحليتاه اليها " ايڤا ! "

زمَّت شِفاهها لِتلتزم الصَمت مُتكئة عَلى الاريكَة ، نَظرت نحو جَدتها التي هزَّت كتف زَوجها " انت كَيف لم تُخبرني انه اتى ! اتعلم كَم مضى و لم ارَه ؟ اين هو الان ؟ لِما لا يأتي الي ه.. " هي سَكتت حينَما قاطعها ابنُها بحدَّة

" ذَلك الرَجل لَن يعتِب ارضيَّة منزلي مُجددًا "

" جونغكوك انه اخاك الاكبَر ! " قالَت امُّه بينَما تتشبَّث بذِراع هانجون الذي اغلق حاسوبه و اصطَّف الي جانِب ابنه " جونغكوك معهُ حَق ، ليس لِمصلحتنا وجوده بيننا "

" كيف ليسَ لمصلحتنا هذه ..؟ هانجون انهُ ابنك ! ابنك مِثله مثل جونغكوك كَيف يُمكنك التفرقَة بينهما ؟ " نَطقت بإندِهاش تُناوب نظراتها بينهُ و بين جونغكوك الذي يهزُّ قَدمه بعصبيَّة

" بقاءهُ بعيدًا يَضمنُ لنا السَلام ! ابنك عدائيّ و نحن عائلة مُسالمَة " قال هانجون بَعد ان رَفع عيناه الي وَجه زوجته المُندهشَة " ا..انت مالذي تَقوله ..؟ عدائي ؟ مالذي فَعله من الاساس انا لا أفهَم ، و لا يُمكنني حتَّى مُناقشة جونغكوك بالامَر "

" ايڤا اذهبي الي غُرفتك " نَطق جونغكوك مُوجِهًا أمرهُ الي ابنتِه التي ابتلَعت ريقها لِتومئ انصياعًا الي نَظرته المُخيفَة ، حَملت هاتفها و عَصيرها لِتُغادر مَجلسهم مُتجهة الي حُجرتها

" الم اقُل ان موضوعه يُغلَق قبل عشرون عام بالفِعل ؟ " رَدف جونغكوك بِهدوء بَعد ان ناظَر امَّه التي ارتَعش قلبها شَوقًا الي ابنِها الأكبَر

" انت تُغلق ما تُريد لمصلحتِك جونغكوك ! انا كأم لا استطيع تقبُّل ما تقوله " هَتفت جونغهيون بعد ان امتلئت عيونها بالدُموع تُراقِب ابنها الاصغَر

" انتِ اخترتِ ان تَكونين مَعي ! لم يُجبرك احد ان تَنضمي الي ابنك الذي يهتم الي مَصلحته " نَطق بإنفعال بَعد ان التَّف نحوها و طالع عُيونها الدامِعَة

" انا خيَّرتكِ اما انا أم هو ! انتِ اخترتني ، اخبرتُكِ ان من بعد ذلك اليَوم لن يَضع قَدمه في بيت نتشاركهُ نحن الثلاثَة ، و وافقتِ "

انهمَرت دُموع جونغهيون بِغزارَة لتطالع زَوجها الذي يومئ مؤيدًا ابنه

سويون كانَت تضعُ خُطواتها على الدَرج المؤدي الي الصالَة حتَّى تُصلِّح مَوقفها ، انتَفضت حينَما سمعت صوت زَوجها العالي لِتجلس على السُلَّم تنظُر عبره الي عائلة جُيون يَتناقشون

" ل..لم يَكُن لديّ خِيار اخر سِوا ان اختارك ! ك..كيف اتركك بِتلك الحالَة و اختاره هو ..؟ كيف ؟ " صَرخت جونغهيون بِه بينَما ترتجِف مُتذكرَّة طِفلها قبل عشرون عامًا ، اجهَشت بالبُكاء لِتُخفض رأسها " ا..انت فقط ات..اتيت مُنهارًا ، ل..لم تكن جونغ..جونغكوك الذي اع..اعرفه "

هانجون قامَ بإحتِضان زوجتِه يمسحُ عليها بِحُزن ، لازال ما حَدث لابنِها يؤثِّر على نَفسيتها بشكلٍ بشِع ، هي لم تتخطَّى ماحَدث بَعد

كُل ليلة تُراودها تلك الكوابيس و تستيقظ صَباحًا للاتِصال به و الاطمئنان عَليه

سويون التَفت حَول نَفسها بينَما تُنصت اليهم بإهتِمام ، رأت دُموع جونغهيون الكَثيفَة و هي تَبكي في حُضن زَوجها في حين أن ابنِها يُناظرها بطريقَة لم تتمكَّن من قراءتها

" كليكما طِفلاي ، كليكما انجبتُكما من هذه البَطن ، اتظنُّ ان الام يسهل عَليها الاختيار بين طِفليها ..؟ اتعتقِد ان الامر سهل ؟ لَكن لم اتمكن مِن تركك و انت تُعاني لاذهب في صفِّه ، هو ايضًا ابني لكنك كنت بِحاجة اليّ " هَتفت من وسط بُكاءها و ارتعاشِها بين ذِراعيّ زَوجِها ، صوتُ صُراخ جونغكوك يصدُح داخل اُذنيها حتَّى هَذا الوَقت

•••

5 | 1 | 2004

الاخصائيَّة النَفسيَّة جونغهيون تَقفُ في مَكتِبها رِفقة زَوجها الذي يُكتِّف يَديه بينَما يُناظرها بملامحٍ تملئُها الحسرَة

" كيف ..؟ مالذي تقوله ؟ " قالَت جونغهيون بِصدمَة مما سَمعته مِن هانجون الذي دلَّك جَبينه و اعتَدل في وَقفته قائِلاً " انهُ طلب جونغكوك ، لا يُريد ان يُشاركنا جونغ ووك البيت ذاته ، انهُ يريد الانفصال عنهُ تمامًا "

" مالذي تَقوله هانجون ؟ كَيف يُريد الانفصال عن اخيه ؟ هل فَقد عقله بوفاة زوجته ام ماذا ..؟ انهُ اخاه الاكبَر !!! " قالَت جونغهيون بِدهشَة مُوسعَة عَينيها البُنيتَين تُحاول استيعاب حَديث زَوجها الذي اكمَل " جونغهيون كِلينا نَعلم حالة جونغكوك الحرِجة الأن ، دَعينا نُسايره الي ان يتخطَّى صَدمته ، هو سيعودُ الي رُشده قَريبًا ، موت الاميرَة لم يكن سَهل عليه "

" لَكِن هان.. " سَكتت حينَما دَخلت احدى المُمرضات مُسرعَة الي مَكتبها و صاحَت قائلة من بين لُهاثها " دكتورة اُركضي ، المَريض في الحُجرة 919 فقد السيطرَة ، انهُ في حالة حرجَة "

" 919 ؟ " هَمست لِتناظر هانجون الذي وسَّع عَينيه بشدَّة " جونغكوك ! " خَرج راكِضًا قَبلها لِتقوم بِلحاقه بأسرَع ما يُمكنها مُتجهة الي المِصعد

" مالذي حَدث ..؟ مابه ؟ الم يَكن نائم ؟ " قالَت مُوجهة حَديثها الي المُمرضة التي ضَغطت على زر الطابِق المَطلوب " ل..لا اعلم ، لقد كان نائِم و فجأة فقدنا السيطرَة عَليه " هَتفت مُجيبَة لِتنظر جونغهيون الي زَوجِها بِقلق

هانجون مَسك بيدِها ليشُّد عليها بقوَّة " تمالكِ نَفسكِ " هَمس لها

اومأت لهُ لِتخرُج من المِصعد الي ذلك الطابِق اذ سَمعت بِه صوت صُراخ ابنها الذي مَلئه بأكملِه ، وَضعت يدها على شَفتيها لِتركُض بسُرعَة الي غُرفته حَيثُ وَقفت عند الباب تُناظِره يُحطِّم كُل غرفتِه و يَقلِبُها رأسًا على عَقب

ارتَعشت بِخوف لِتفتح الباب و تدخُل اليه " جونغكوك ! " هَمست تُناديه

التَّف اليها بينَما يقومُ بِحمل جهاز كَشف دقات القَلب و انتِظامِها ، قام بِتحطيمه بِعُنف لِينظُر الي عَينيها " ا..انا ق..قلت ا..ال..الف مرة ان.. ان ذلك العاهر لا ا..اري..اريده " صَرخ بقوَّة

انتَفضت بِهلع لتلتفِت نَحو ابنُها الاكبر الذي يقفُ عند الباب " جونغووك " هَتفت بإسمه قَبل أن تُوسع عيونِها ما إن حَمل جونغكوك زُجاجَة من الارض و توجَّه بها نَحو الاخَر حتَى يطعنه بِها

سُرعان ما قامَت بقطعِ طريقه و امساكِه لِتُنفي برأسها " جونغكوك لا ، لا " شدَّت على يدِه بقوَّة لِتنهمر دُموعها و هي تَشعر بارتِعاش جَسده ضدَّها

لَيس لديه حتَّى القوَّة الكافيَة لمقاومتِها ، هو يَرتعش بالكامِل بِجسده الذي اضحَى هزيلاً للغايَة ، التفَت برأسها الي زَوجها الذي سَحب ابنه الاكبر بَعيدًا عن انظار جونغكوك الذي انتَفض بين ذِراعيّ امِّه

" جونغكوك بُني " هَمست لهُ لِتحتضن وَجهه بين يَديها تحدِّق في عُيونه المُحمرَّة " انصِت اليّ ، انهُ اخاك "

جونغكوك اعتصَر تلك الزُجاجة بداخِل كفِّه بقوَّة حتَى اضحَت تُقطِّر يده الدِماء " ا..اخي ؟ انا لا اُريد اخًا ، لا اريده " هَمس لها بِحقد بينَما يرتجِف

" انهُ اخاك جونغكوك ، اخوك الاكبر يُحبك " رَدفت تُحاول اقناعه بينَما تمسحُ على وَجنتِه بدفئ ، هي صُدمت حينَما قام بِدفعها بقوَّة الي ان سَقطت على الارض و صَرخ قائِلاً " ل..لا ليس ا..اخي ، ان كان يُحبني ما كان لِيفعل ذلك ب..بي " اعتَرض نافيًا بينَما يرتعِش

" مال..مالذي فعله ..؟ " هتفَت بِدهشَة لِتلتفت نَحو طاقم الاطباء الذين دَخلوا الي الغُرفة ، جونغكوك ناظَرهم لِيعود الي الخَلف نافِيًا " ابتعدوا ، ابتعدوا عنِّي " التَصق بالجِدار يُحاول الهَرب مِنهم

نَهضت جونغهيون من فوق الارَض بينَما تُطالع الطبيب الذي أمَر " قيِّدوه على السَرير "

" لاااا " صَرخت نافيَة لِتركض نَحو ابنها تقفُ امامه و تفردُ ذراعيها حَوله " لا تُقيدوه ، ابني ليسَ مجنونا ، ارجوك انت تؤزم حالته " نَطقت بينَما تشعُر بيدان جونغكوك تحتضنها من الخَلف يَحتمي بِها " ا..امي ار..ارجوك اخب..اخبريهم " هَمس

" انهُ بحاجَة الي تلقي العِلاج ، ارجوك لا تَخلطي امومتك بِعملك سيدة جُيون " نَطق الطبيب بينَما يؤشر لطاقمه بالاقتِراب من جونغكوك و سَحبه الي السَرير ، اعتَرضت جونغهيون بشدَّة بينَما تشِّدُ على ابنها " ل..لا ، ابني ليس مُختلاً ، انتم تُعاملونه على انَّه مجنون ، ذلك ليس العِلاج المُناسب لهُ "

" يُحطِّم و يكسَِر و يَعتدي على انسان و تُخبريني انهُ ليسَ مجنون ؟ ابنك قام بالاعتداء علَى اخيه و ضَربه و تسبب لهُ بكسور ، كَيف تُفسرين ذلك ؟ " قال الطَبيب بإنفِعال بينَما يُناظر جونغكوك الذي يحتضِن امَّه من الخَلف و الدماء تُغطيِّه فَهو قد اذى نَفسه

" ان..انه يستفز..يستفزني ، ه..هو يفع..يفعل " قال هامِسا لامِه بينَما يَرتعش ضِدها مُحتميًا بِها ، نَفى بشدَّة بَعد ان قام احد المُمرضين بِجذبه من وراء جونغهيون التي حاوَلت دَفعهم عَنه لَكن بلا جَدوى

الطبيب دَنى منها يُمسكها من ذِراعها و يَسحبها عنه " ارجوكِ دَعي الامور تَسيرُ كَما يَجب ! و إلا ساضطرُّ لفصلك من عَملك " حذَّرها قائِلاً بحدَّة حتَّى تسحب يدها مِن خاصة جونغكوك التي تتمسَّك بها بقوَّة " ا..ام..امي ارج..ارجوك " الصَغير هَمس بِضُعف من بين دُموعه راجيًا والِدته التي تشبثت بِه نافيَة " ل..لا "

اقتَرب مُمرضان حَملاه مِن وراءِه لِيجتذبوا يَده عن خاصَة امِّه رُغما عن كِليهما ، جَذباه الي السَرير حيثُ وَضعوه فَوقه و قاموا بتقييدِه بالسلاسِل

" لاا ، ارجوك دَعه ، انهُ بِخَير " قالَت بِبُكاء بينَما تُناظر صَغيرها يُحاول فكَّ نَفسه بينَما يَصرُخ و يَنتفِض بقوَّة " جونغكوك بُني "

" قوموا بِصعقه ، ليتأدب " رَدف الطَبيب بجديَّة مُوجِهًا أمرهُ الي طاقمه الذين امتَثلوا لامره و بدئوا بِتَجهيز الصاعق الكهربائي

توسعَت عينين جونغهيون بِشدَّة لِتصرُخ " لااااا ، ليس مُجددًا ، لااااا " حاوَلت الفِرار مِن بين يَدا الطَبيب الذي يُقيدها حتَّى لا تتحرَّك " هل انتم اطباء ..؟ اتسمون انفسكُم اطباء بافعالكم هَذِه ! دَعوه " صَاحت الي أن كادَت احبالها تتقطَّع تُراقب طِفلها الذي يُناظرها بعينين دامِعتين

" ا..امي ، سا..ساعد..ساعديني " هَمس طالِبًا النجدَّة بينَما يُراقِبهم عَلى وَشك صَعقه ، صَرخ بقوَّة ما إن وجهوا لهُ اول صَعقة ذَبَّت في جَسده بأسرِه لينتِفض مُرتعِشًا بشدَّة تَحت نَظرات امِّه التي تَبكِ بحرقَة

كانت تَصرُخ معهُ مع كُل صَرخة تَصدُر مِنه تُحاول التَحرر مِن قَبضة الطَبيب الذي يأمر بِزيادَة مُستوى الصَعق ، انهارَت على الارض تَبكِ بحرقَة و عُيونها على صَغيرها الذي يرتعِش بينَما يصرُخ بأعلَى صَوتِه

" ا..امي ساع..ساعديني ا..ان..انه ي..يؤلم " صَرخ بِوجع بينَما يرتجِف بَعد ان تخبَّط جسده عالِيًا و انخَفض ، هانجون أتَى الي الغُرفة راكِضًا بعد أن سَمع صوت صُراخ ابنه لِيوسع عينيه بشدَّة " لاااا ، ليس مُجددا ، دَعووه " صاح ليقترِب مِن المُمرضين حتَّى يُبعدهم عَنه

الطَبيب قام بإخراج جونغهيون لِيُغلق الباب عَليها بالخارِج ثمَّ اقترَب من هانجون يُمسكه مِن ذراعه " انها الاوامِر " هَتف لهُ بِهدوء

هانجون حدَّق في طِفله الذي يرتجِف و يُناظره بِمَلامح شاحِبَة ، شِفاهه مُزرقَة كَبشرته و عُيونه الخالِيَة من الحَياة " ا..ابي " هَمس لهُ

جونغهيون كانَت تطرُق الباب بِعُنف بينَما تبكي و تَطلُب ان يُدخِلونها ، في حين انَّ زوجها نَظر الي الطبيب الذي طالعهُ بجديَّة " ا..الاوامر ..؟ " هَمس

عاوَد النظر الي طِفله الذي تَشبَّث به بيدِه المليئة بالسَلاسل لِينطق من بين رجفته " ساع..ساعدني ، ا..اب..ابي انا اتأ..اتالم " ترَّجاه قائِلاً بِوجع بينَما يُنصت الي بُكاء امِّه بالخارِج

هانجون امتلئت عيناهُ بالدُموع لِينخفض الي طِفله و يَضع يدهُ على رأسه ماسِحًا على خُصيلاتِه بلطف " هذا لِمصلحتك جونغكوك ، همم ؟ " هَمس لهُ و هو يُحدِّق في عُيون طِفله البريئة و المُبللَة بِفعل ذاك السائل المالح

جونغكوك لَم يَفهم كَيف الأمر لِمصلحته و هو يتعرَّض الي كُل ذَلك الألم ، هو يتأذى ، روحه تُنهَش مع كُل لحظةٍ تمُّر كَما أن قَلبه يَنزِف بغزارَة ، يشعُر انَّ نور الشَمس لن يَشرق و يُدفئ ليلتِه البارِدَة

نَفى بِرأسه مِن بين ارتعاشِه و يَده تتشبث قَويًا بِوالده ، يوَّد الخَلاص و الرَحمَة ، هو لازال صغيرًا لان يُقاسي ذلك الوَجع بأسره بِمُفرده

للتو أغلق الثامِنَة عَشر ، مُنذ ايامٍ اصبَح اب لِطفلة صَغيرَة بعد أن فقَد زَوجته

" ا..ابي ا..ارج..ارجوك ، ا..ان..انا افق..افقد نف..نفسي " هَتف مِن بين رَجفاتِه ، يَوُّد ان يُنقضه احَد مِن الضَياع وَسط كَومةٍ من اللاشَئ ، لازال يَوُّد الحِفاظ على هَويتِه و نَفسِه ، لَكِن كُل ما يَحدُث لهُ يَفوق طاقته

هانجون ناظَر الطبيب بِترجٍ لعلَّه يُشفق على حال إبنِه و يَفُكَّه ، لَكِّن مال قُلوب البَشر قَست الي تِلك الدَرجة ..؟

عاوَد النظر الي طِفله لِينخفض لهُ مُجددًا مُقبلاً يَده الداميَة و المَجروحَة " ا..انا اسف ، سَتشكُرني مُستقبلاً على هَذا " هَمِس لهُ قَبل أن يُبعد يَد ابنهُ عَنه بِصعوبَة لشدَّة تَشبث الاصغر بِه

سَحب نَفسه لِيخرج من الغُرفة و يُغلقها وراءه مُطالعًا زوجته التي تكاد تَفقد صَوابها بالخارِج " م..ماذا ح..حد..حدث ، جونغكوك هو ب..بخير ؟ " قالَت بينَما ترتعِش توّد الدُخول و رؤية طِفلها الذي صَدح صوتُ صُراخه مُجددًا

وَضعت يَديها على اُذنيها لِتجلس على الارض تَبكي بقوَّة بينَما ترتعِش " س..ساعده ، ار..ارجوك انه يتعذَّب " قالَت بِبُكاء و حِرقَة

هانجون جَلس قُربها على الأرض لِيحتضنها الي صَدره بينَما يُناظر الفَراغ بِصمَت

أفعلاً القَرار الذي إتَخذه لِصالح إبنه ..؟

•••

سويون فرَّقت بين شَفتيها مُنذهِلَة ممَّا سَمِعت ، لَم تعرِف التَفاصيل بأسرِها ألا انَّها فَهمت أن جُيون دَخل الي مَصحة نَفسية و عَقليَّة سابِقًا

و ما السَبب ..؟
لَم يذكُر أحد ذَلِك

" ه..هل جُيون دخل مصحة نفسيَة ؟ اذلك بِسبب تأثره بموت ايما ؟ " هَمست بِدهشَة بينَما تُناظِر جونغهيون التي مَسحت دُموعها و حاولت تمالُك نَفسها

" من يَرى عائلة جُيون من الخارِج يقول انها مِثاليَّة ! الجَميع يحسده على حَياتِه و ثروته ، لَكِن لابد انهُ دفع الثَمن غالِيًا ليصل الي هُنا " رَدفت و عُيونِها على زَوجِها الذي يُناقِش والِدته بِشأن أخيه

" ذاك السِر الذي يَحتفظ بِه والده ؟ تُرى ماهو ! " اخَفضت رأسها تُدلِّك جَبينها بِصُداع ، انتَفضت بِفزع ما إن سَمِعت صوتًا صادِرًا من امامِها

" مالذي تَفعلينه هُنا ..؟ "

رَفعت رأسِها لِتناظر زَوجِها المُنتصب امامِها عند بِداية الدَرج ، ابتَسمت بإرتباك لتنهض مُتكسلَّة " شعرتُ ببعض التَعب فجلستُ استريح " ردَّت بينَما تُمدد جَسدها و ذِراعيها عالِيًا تحت نَظرات جُيون الهادِئَة

" من بين كُل الاماكن تستريحين فوق الدَرج ..؟ "

" ماذا فيها ! انا حُرَّة استريح اينما اُريد " قالَت مُنفعلَة كي تُغطي علَى حقيقة تَنصُتها عَليهم ثُمَّ نَزلت من فوق الدَرج حتَّى تتجاوَزه ، لم تُفلح بذلك فَيده مَسكت ذراعها و اجتَذبها للوقوف امامَه مُباشرَة لِينظر في عَسليتَيها

" انتِ اصبح لديك لِسان سليط مؤخرًا ! " نَطق مُقلِّصًا عَينيه بينَما يُناطِر امرأته التي زمَّت شِفاهها تُحدِّق به بِصَمت

" عمومًا ! لَديّ عمل ، قد اعودُ متأخِرًا ، سيأتي مُصمم فساتين الزِفاف من اجل أخذ قياسات ايڤا ، سيأخذ قياساتُكِ ايضًا ليُخيط لكِ فستانًا يُناسبك " رَدف يُعلِمها بينَما يُرسل ايميلاً عبر هاتِفه بعد ان وَرده واحِد للتو

" حسنًا ليس لديّ مانِع " اومأت ايجابًا لِتجده يَرفع عينيه اليها مُتِّمًا " ستأخذ مُساعدته القياس بدلاً مِنه ، ان تقدَّم هو لِفعل ذلك لا تَسمحِ له اسمعتِ ؟ "

" لِما ؟ اليس عَمله ؟ سيكونُ متقِنًا للأمر اكثر من مساعدته " قالَت تستفِّزه لِتجده يُصغِّر عَينيه قَبل ان يَنطِق " اشعُر انهُ لابأس ان اقتنيت فُستانًا من السوق ، سآخذكِ لاحقًا لتختاري واحد يُعجبك "

" لا !!! اُريد ان يُصمم لي واحِد خِصيصًا " قالَت تعترِض بَعد ان عَقدت ذِراعيها الي صَدرِها ، رأتهُ يُدلِّك جَبينه لِبُرهَة ثمَّ صَعد تلك الدرجة الفاصِلَة بينهُما لِيقوم بجذبها الي حُضنه بشكلٍ فاجئها

" سَيكون فُستان زِفافِنا مُصمم خصيصًا لكِ انتِ ، بِكُل ذرة حُب امتلِكُها نَحوكِ " هَمس لها بِجانب اُذنها بَعد ان حاوَط خَصرها بِذراعيه و ادخَلها في المُنتصف تمامًا حَيثُ تمكنت من سَماع نَبض قلبِه الذي يَعزِف الحانًا من العِشق لَها

يُطرِبُها بأغانٍ يَصدحُ عُليها عِند حُضورِها

ابتَسمت دون شُعورٍ ما إن راوَدها خيالٌ عَن يوم زِفافِهما ، ان تُزَّف اليه بِذاك الفُستان الأبيض و يَحتويها بين يَديه وَسط حَشدٍ شَهِد حُبهما ، قَلبُها رَفرف لِمُجرَّد تَخيل المَشهد فَمبالُك ان كانَ حَقيقيًا

استرخَت على لَمسات كفِّه التي تُسرِّح شَعرها بِلُطف بالِغ ، لَم تُبادله الحُضن لكِّنها كانت مُحتجزَة بين ذِراعيه بشكلٍ يَبعث في سِرِّها الأمان

عِطره الذي يَتغلغلُ اعماقِها يُسكِرُها ، تَعجزُ عن وَصف مِثاليتِه فالمعاجِم عِند حُضورِه اُغلِقَت بَعد تَناثُر حُروفِها

ابتَعد عَنها بَعد ان وَضع يديه على ذِراعيها لِيناظر عُيونِها العَسليَّة " ساذهبُ الأن ، اراكِ مساءًا " نَطق مُبتسِمًا قَبل أن يَدنوا لِتقبيل جَبينها بِدفئ

كان عَلى وشكِ الابتعاد لَولا أن مَسكت بِذراعه و مَنعته ، تعجَّب مِن فعلها و التَّف نحوها بِحاجبين مَقطوبين بِخفَّة يَنتظِر تَفسيرًا

لَم تَجِد تَفسيرًا تُوضِّح به تَشبثها القَوي بِذراعه ، لَكِّنها لم تَكُن تودُّ ابتعادِه ، بِذات الوَقت موقف غَضبها مِنه لازال قائِمًا لِذا سيصعُب عليها اخبارِه بأن يَبقى قليلاً بَعد

اخَفضت يدها عن ذِراعه لِتُنفي لهُ " لا شَئ "

" هل اجلبُ لك شَئ مَعي ..؟ " سألَها بينَما يُخبئ هاتفه في جَيب بِنطاله يَنتظِر جوابًا ، نَفت برأسها عَبر تحريكِه الي الجِهتين دون اجابتِه بينَما تقوم بِمُشابكَة اصابِعها امامَها

" حسنًا اذًا ..؟ سأذهَب ! " هَتف بينَما يبتسِم لِيستدير مُجددًا حتَّى يُغادِر

" جونغكوك " توقَّف عن السَير حينَما نَدهت عليه ، استدار اليها ليُحدِّق في عَينيها البريئَة و هي تُناظِره عَن كَثب " همم ؟ "

ترددَت طويلاً للإقدام عَلى ذَلك ، لَكِنها تقدَّمت مِنه و قامَت بِلَّف يديها حَول رَقبته لِتُعانقه بِقوَّة ، لِكونها كانَت تقفُ على دَرجاتٍ اعلَى مِنه فحضنها لهُ جَعلها ترتفعُ عاليًا خُصوصًا بعد ان حاوَطها بِذراعيه و حَملها

قامَت بِحشر رَقبتها في عُنقه لِتُغمض عَسليتَيها تستجمِع شِتاتها مِنه ، هي بِحاجَة الي هَذا الحُضن الذي يُشعِرُها بأكبر قَدرٍ مِن الحُب و الرِعايَة و الإحتِواء

حُضنه يُطبطب على روحِها المُرهقَة و يُضمِّد ما جُرِح مِنها بطريقَة دافئَة للغايَة

قامَ بِمُبادلتها سَريعًا دون أن يَبخل عَليها مِنه ، حَملها الي مُستواه حيثُ شَعر بانفاسِها تصطدِمُ بِعُنقه و هي بين ذِراعيه تتكئ عَليه

لَم يتحدَّث بِحرفٍ كَما لَم تَفعل هي بَل كليهما بَقى صامِت يُنصِت الي نَبض حَبيبه الصاخِب ، تزدادُ تشبُّثًا بِه مع كُل ثانيَة تمُّر بينَما تُسند وَجنتها عَلى كَتِفه مُغمضَة عُيونها بِراحَة تامَة

ارتَعش بَدنها بِخفَّة حينما أحسَّت بتلك القُبلة التي تلَقتها منه فوق وَجنتها الساخِنَة و المحمرَّة بعد أن اخفَض رأسهُ اليها و وَجدها بِذلك الحَال

فَتحت عَسليتَيها لِترفعهما الي كُحليتيه و هو يُطالعها مُبتسِمًا بِحُب

هو مُنبهر مِن جَمالِها ، اُنوثتها المُفرطَة تَجتذِبه كَُّله ، لطالَما صَمد امام كُل النِساء ، لَكِّنه لَم يَصمُد امامَها قَط

قيَّدته بِكل حواسِه

" انا في استراحَة مُحارِب ، لا تظُّن اني غفرتُ لك " هَمست لهُ بينَما تقومُ بالعَبث بزر قَميصه و التجوُّل بِعسليتَيها عَبر ملامِحه

" حقًا ؟ الم تَنتهي تلك الاستراحَة بعد ..؟ " رَدف بينَما يدفعُ بِحاجبه عالِيًا

وَجدها تُنفي الي الجِهتين و تحَشر رأسها في رَقبته مُجددًا قائلَة بصوتٍ مَكتوم " قليلاً بَعد " هَمست

" اتسائل ان كانَ عليّ اخذُكِ الي العَمل " هَتف بينَما يُناظر الساعَة المُعلقَّة على جِدار المَمر ، رَفعت رأسها نَحوه لِتنطق بإنبِهار " حقًا هل يُمكنك ؟ "

" همم ، لِما لا ؟ "

نَزلت مِن حُضنه لِتصفق مومئَة " اجل ، اذهبنَطقت بِحماس بالِغ ، هي على وَشك القَفز و الصِياح لَكِّنها تذكرَت موقفها لِتتحمحم و تُعدِّل نَفسها " اقصد انهُ لابأس ان ذَهبت ، ان كنت تُريد " رتبَّت شعرها مُمثلة اللامبالاة

زمَّ جونغكوك شِفاهه كابِتًا ضِحكته عَلى تصرفاتِها الغَريبَة ، اكثَر ما يشُّده نَحوها انهُ لا يتوقَّع حركاتها مَهما جرَّب ان يَفعل

هي تَصدمه بِرود فعل مُختلفَة ، دومًا تفاجئه ، كالآن مَثلاً تغيَّر موقفها في ثوانٍ بعد ان فكرَّت مع نفسها

" لن انتظِر رأيك لِتُخبرني اذهب ام لا ! انا ساذهَب ، ابدِّل ملابسي و اعود " اشرَّت لهُ و صَعدت تركُض الي الأعلى بِسُرعَة

" انتَبهي على نَفسكِ كي لا تَسقُطي ، لا تركُضي " صَرخ بينَما يُراقب ظَهرِها ، ضَحك بخفَّة لِيسبقها الي السيارَة ينتظِر قُدومِها

وَصلتهُ رِسالَة عَبر هاتِفه مِن تايهيونغ حيثُ قام بِقراءتها

~ لَقد وَصلت الأمانَة

ابتَسم بِجانبيَة بينَما يُريح ظَهره الي الخَلف عابثًا بشفته السُفلى ، راقَب تِلك الصُور التي أرسَلها لهُ تايهيونغ واحدَة تلو الاخرَى لِيكتب لهُ

- عَظيم ، أهي بحالةٍ جيِّدَة ..؟

~ انها كَذلك سيدي ، ننتظر اوامِرك

أغلَق هاتِفه ليناظِر القَصر بِهدوء يُفكِّر ، حدَّق في زَوجته التي خرجَت من الباب بَعد أن لَبست بدلَة رسميَّة نِساءية بيضاء اللون و سرَّحت شَعرها بشكلٍ مُرتَّب و جَميل

رَكبت الي جانبه مِن الخَلف حيثُ اشار الي جيكوب بِتحرُّك

" انيقَة يا فَتاتي ! " هَتف بعد أن التَّف اليها يُحدِّق بها بإعجاب ، ارجعَت شعرها وراء اُذنها بينَما تبتسِم خفاءًا على مَدحه " اعلَم "

" اذًا لِنذهَب "

•••

رُكِنت سيارَة جُيون أمام المِيناء لِتبادل البضائِع و السِلع العالميَّة

نَظرت سويون عَبر النافِذَة مُنذهلَة لِتحدِّق في زَوجِها " ياا ! ظننتُ اننا سَنذهبُ الي الشرِكَة ! لهذا ارتديتُ هذه المَلابس " قالَت بينَما تؤشر على ثيابِها الرسميَّة ، وجدتهُ يومئ بينَما يُغلق زُجاج نافِذته " سنذهبُ الي الشركَة ، لديّ عمل هُنا اولاً ، انتظريني هُنا "

زمَّت شَفتيها لِتنظر الي الخارِج تُطالع تِلك السُفن الضخمَة بإنِبهار ، وَجدت احداهنّ مَكتوب عَليها شِعار عائلة جُيون لِتفرِّق شفاهها بإعجاب

" اتلك السفينَة تخصُّك ؟ " سألتهُ لِتوسِّع عينيها حينَما قال بثقَة بالغَة و هو يَرتدي قفازه الجِلدي " سفينَة ام سُفن ..؟ "

" لايّ درجة من الثَراء تَصل ؟ " سألته مُجددًا بينَما تضع يَديها على قَلبها ، حدَّق بِها بِحاجبٍ مَرفوع " كُل تلك الثَروة لكِ من بَعدي " طبطب على رأسها قَبل أن يَفتح الباب و يَنزل من السيارَة بهدوء

قَطبت حواجبها حينَما لَمِحت شيئًا على خَصر زَوجِها ما إن ارتَجل الي الخارِج

أكان ذَلك مُسدسًا ..؟
سِلاح ..؟

ابتلَعت ريقها بِذُعر لِتناظر الانحاء " اليسَت هذه اجواء روايات المافيا التي تقرؤها ايڤا ..؟ مالذي يَحدُث ، لما نحنُ هنا ؟ "

تَفكيرُها المُفرَط جَعلها تَنزِل دون اذن زَوجِها ، هي خالفَت كلمتهُ و توجهَت الي داخِل تلك السُفن التي تخصُّه ، لَم يَكُن عَليها المُغامرَة ، رُبما توجَّب عليها ان تُطيعه كَما اعتادَت ان تَفعل

دَلفت الي تِلك السَفينَة الفاخِرَة ، على الرُغم من أنَّها مُصممَة لِنقل الاسلحَة و الصواريخ و القنابِل ألا انَّ شَكلها كانَ عَصريًا و راقِيًا جِدًا

تسيرُ بِخُطواتٍ هادِئَة بينما تجوبُ بِعيونِها في الأنحاء ، هي بدأت بإستكشافِها رُكنًا رُكن الي أن وَصلت الي النُقطَة الممنوعَة ..!

رأت ما كانَ عليها أن لا تَراه

هي صُدمت للدرجَة التي جَعلتها تتمنَّى ان تَغرق بداخِل ذلك المُحيط و تَتلاشَى
كان عَليها أن تَسمع كلام زَوجِها

•••

الساعَة التاسِعَة صَباحًا
في احد الكافيهات الراقِيَة في حيّ يَملئه سَربّ مِن المطاعِم و الاماكِن الفارِهَة ، كانَت سويون تَجلِسُ امام سكرتيرَة زَوجِها بَعد ان جاءَت لِتوها

شَكرتها على تَلبية دَعوتها و انتَصبت امامَها تُناظِرُها بإبتسامَة " شُكرا على قُدومك ، اعلم ان ابنكِ مَريض " قالَت بينَما تُشابك يَديها فوق الطاولَة

جَلب النادِل لهما طَلبهما و تَركهُما على تلك الشِرفة التي تطِّلُ على البَحر " لابأس بذلك سيدة جُيون ، لقد تدبَّرت أمره ، للاسف مَرضه منعني مِن حُضور خُطوبة ايڤا " قالَت بأسى لِتحمل فنجان القهوَة السَوداء تحتسي مِنه

" ودَّت ايڤا لو كنتِ حاضرَة ، لَكن لابأس حفل الزِفاف قَريب بالفعل لذا ستعوضين غِيابك " رَدفت سويون مُبتسِمَة لِتشرب من كأس الماء مُحولَة عيونِها تجاه البَحر " لديّ اجتماع مع السيد جُيون بَعد ساعَة ، ايمكنك الدُخول في صلب الموضوع ..؟ " قالَت الكُبرى بينَما تُناظر عَسليتيّ الاصغَر

سويون التفَت اليها لِتتنهَّد قَبل ان تُخرج ذلك الظَرف مِن جَيب محفظتها ، نَظرت الي الاكبرِ سنًا و قالَت " اتمنَّى ان تحتفِظي بالامرِ سِرًا بيننا "

ابتَسمت الكُبرى مُهمهمَة " لا تَقلقي ، انهُ بيننا "

قَربت سويون الظَرف مِنها و نَبست " لُغتي الانجليزية ضَعيفة لذا لَم اتمكَّن من فَهم مُحتوى الرِسالة ، اُيمكنُكِ ترجمتها اليّ ..؟ "

حَملت ريڤين الظَرف بين يَديها لِتقرأ اسم المُرسل ، سُرعان ما قَرنت حواجِبها لِترفع مُقلتيها الي الاصغر سِنًا " تايلور غابرييل ، اتعرفينَه ..؟ "

حرَّكت رأسِها الي الجِهتين نَفيًا حيثُ رَدفت الاكبر " انه السَفير الامريكيّ " هَتفت بينَما تفتح الظَرف و تُخرج تِلك الرِسالَة حتَّى تبدأ في قِراءتها

اثناء قِراءَة ريڤين الي تِلك الرِسالة سويون تذكَّرت صَفعها لهُ في المؤتمر ، شَهقت بينَما تُناظر مَلامح الكُبرى التي تَلاشت مِنها الدِماء لشدَّة صَدمتها مِما تقرأ ، بَدأ وجهُها شاحِبًا خالِيًا مِن ايّ لونٍ يَمنحه الحَياة

ذلك ما أخاف سويون اكثَر حَيثُ فرقَّت بين شِفاهها هامِسَة " ه..هل قام بِقول شَئ يخ..يخص تلك الصفعَة ..؟ اي..ايود الانتِقام مني و مِن زوجي ..؟ مرَّ على الرسالة اكثر من اسبوعين ، حتماً هو نَسي الأمَر ، اليسَ كذلك ؟ "

ريڤين رَفعت عَينيها الي سويون التي تفاجَئت مِن امتلاءِهما بالدُموع ، ابتلَعت ريقها بِذُعر لِتشُّد عَلى مِعطفها بتوتُّر " مالذي يَحدُث ..؟ مابكِ ..؟ "

انهمَرت دُموع ريڤين على وَجنتيها و هي تُناظِر سويون ، شدَّت على تِلك الرسالَة القابِعَة بين يَديها تجوبُ عيون الصُغرى الحائِرَة " ت..تايل..تايلور غابرييل ، ي..يك..يكون و..وال..والدي " هَمست لَها

نَظرت سويون الي تِلك الرِسالة التي بين يَديّ الاكبَر " ه..ها ..؟ ه..هل علم انكِ تَعملين لَدى زَوجي لذا اراد ان اُرسل لكِ مِرسالاً ..؟ " نَطقت بِحيرَة مُتعجبَّة تمامًا مِن عُيون ريڤين التي احمَّرت بَعد ان غَرقت بين دُموعِها

نَفت الاكبَر برأسِها تعترِض لِتنطِق بِما جَعل سويون تَشعُر بالعالَم يلتُّف بها مئة لفَّة بالثانِيَة ، صَوتُ الطَنين في اُذنيها مِمَّا سَمعت أفقدَها الشُعور بِالبقيَّة

كَما لو انَّ العالَم مِن حولِهما تَلاشى ، هي و القابِعَة امامَها الوَحيديَن المُتواجدين حالِيًا حيثُ نَطقت الاكبرُ سِنًا بِحرقَة

" أي أنـــكِ تَـــكُـــونِـــيـــن اُخـــتـــي "

" م..اذا يَعنيه ان اكون اختكِ ..؟ " رَدفت سويون بِصدمَة بينَما تشُّد على اصابِعها بعدمِ تَصديق ، مالذي تَهذي بِه التي تُقابلها ..؟

ريڤين قامَت بِمسح دُموعها حتَّى تتمكَّن من شَرح مُحتوى الرِسالَة و التحدُّث جيِّدًا " الذي ارسَل لكِ الرسالة يكونُ والدي ، تايلور غابرييل "

ابتلَعت سويون ريقها مومئَة " اذًا ..؟ و ان كانَ والِدك ؟ "

" و هو والِدكِ انتِ ايضًا " هَمست لَها ، الصَغيرة لم تستوعِب ما نَطقته الكُبرى بَل قامَت بصفع الطاوِلّة بيديها و النُهوض من مكانِها نافيَة " ل..لا ! مالذي تتحدثين عَنه ..؟ ك..كيف يَكون ا..اب..ابي ؟ "

" اذًا انتِ هي ابنة تِلك الكوريَة التي تركنا ابي انا و امي من اجلِها ! " رَدفت ريڤين مِن بين دُموعها بينَما تُحدق في الصُغرى التي عاوَدت الجُلوس بِصدمَة

قامَت بأخذ الرِسالَة مِن ريڤين و أخَذت تُحاول قراءِتها لَكن دون جَدوى ، هي لا تَفهم الانجليزيَّة على الرُغم من كون أبيها امريكيًا

رَفعت عَسليتيها الي اختها التي اخَفضت رأسِها تبكِ بحرقَة ، ابتلَعت ريقها بِخوف لِتطوي ما بيدها قائِلَة " ا..انا لا أفهم ع..عما تتحدَثين ، ك..كيف ؟ "

" كَتب لكِ في الرِسالة انه تعرَّف عليكِ منذ ان رآك في المؤتمر لانكِ تُشبهين امكِ ، اخبركِ انهُ والِدك الذي كرَّس اغلب وقته في البَحث عنكِ و لم يتمكَّن من ايجادك ، و انهُ سَعيد برؤيتكِ على الرُغم من صفعتكِ لهُ و فهمك الخاطئ لتصرفَّه ذلك اليَوم " قالَت الكُبرى بينَما تُجفف عيونِها مُطالعَة اختها الاصغَر

" ا..احق..احقا هو ت..تر..ترك امي لانهُ كان م..متزو..متزوج ؟ " سألت سويون بينَما تُناظر عَينيّ اختها الزَرقاء كَخاصة أبيها ، ابتَسمت ريڤين بِسُخريَة لِتردف " بل تركني انا و امِّي لاجل امكِ "

" لِما ..؟ "

مَسحت ريڤين على وَجهِها لِتأخذ كأس الماء تشرب منهُ بينَما ترتعِش ، عاوَدت التحديق في سويون لِتهز اكتافها " الحُب ..؟ "

" ابي تزَّوج امي لاجل مصالح العائلتين ، على الرُغم من ذلك لَم يتمكَّن من حُبها و لابد انهُ التقى بِوالدتك و أحبها "

" ل..لكن هو تَركها حامِل بي و ذَهب " هَتفت مُؤشرَة على نَفسها بَعد ان امتلئت عسليتَيها بالدُموع هي الثانِيَة " لا أعلم سبب فِعله لذلك ، لَكنه كان يُحِب والدتك و ذَلك ما أخبر امي بِه و هي على فِراش المَوت " اجابَتها الكُبرى

" ه..هل تتواصلين م..مع..معه ؟ " هَمست تسألها بِعينين حَزينتَين ، ايعقل أنَّ سكرتيرَة زوجها التي غارَت منها تكونُ اختها ..؟

" لم اتواصل مَعه مُنذ ان استقريتُ في بريطانيا ، هو يَعلم اني اعمل لَدى جُيون و ارسلتُ له دعوة لِزفافي لَكنه لم يأتي " قالَت ريڤين بِحُزن لِتناظر يَديها التي ترتعِش " عِشتُ طيلَة حياتي بدون أب ولا حتَّى ام ، بعد وفاة والدتي توجهَت الي المملكَة المتحدَة لَدى خالتي و تربيتُ اهتمُ بها و باولادِها الي أن تقدمتُ للوظيفَة التي عرضها السيد جُيون و قَبلني "

رَفعت زرقاوَتيها الي عسليتيّ سويون التي تُنصِت اليها بإهتِمام " آن ذاك تغيَّرت حَياتي و التقيتُ بزوجي جين ، تَزوجني و اهتَّم بي ، و انجبتُ طِفلي و انا بِخَير الان مَع اُسرتي الصغيرَة ، لكن ، لِما هذا يحدُث الان ..؟ "

" الانكِ ابنته من عَشيقته اراد البَحث عنكِ و انا لا ..؟ انا ابنته في القانون و الأحق لاكون مَعه " هَتفت لِمَن انهمرت دُموعِها نافيَة ، لَم تجِد ما تُخبرها بِه سٍوا انها اخفَضت رأسها تَبكِ بِصَمت

" انا عِشت مع جُرح الاب طيلَة حياتي و تَقبلَّته ، لَكِن الجُرح يَتفاقم بعد قِراءتي الي تلك الرسالَة المليئة بالحُب من الاب لابنته ! " حَملت ريڤين حَقيبتها الموضوعَة فوق الطاوِلَة لتنهض من كُرسيها

" عن اذنكِ ، السيد جيون ينتظِرُني "

سَلكت طريقِها للخارِج تارِكَة سويون تَجلِس وسط حيرتِها و دُموعها التي أغرَقت مَلامِحها ، كُل شَئ يَتراكم بِرفقة بَعضه

لازالَت لم تتخطَّى ما حَدث سابِقًا بَعد

•••

توجهَت سويون الي المُستشفَى حَيثُ تمكُث والِدتها ، هي تودُّ مُشاركتها تلك الرِسالة و إخبارها انَّها تعرِف مكان والِدها ، هي رأتهُ اخيرًا بَعد سَنواتٍ من البَحث و الشَوق لتجد مَعلومَة تخُّصه

نَزلت من سيارَة الأجرَى حَيثُ اخذَت نَفسًا عَميقًا بينَما تُناظِر تِلك الرِسالَة بينَ يديها بتوتُّر ، اغمَضت عينيها تستجمِع قوتها ثمَّ دلفت الي الداخِل

سُرعان ما توجهَت الي قِسم النِساء حَيثُ سَلكت وِجهتها الي حُجرة والِدتها

وَقفت امام الباب تُناظر ذَلك المِقبض لِفترةٍ من الوَقت ، بَدنُها يَرتعِش تمامًا كَيدها التي تمُّدها صَوبه ، اغلَقت عَسليتيها لِتفتحه و تدخُل رافِعَة الرسالة عالِيًا اذ قالت بإندفاع " امِّي لقد وَجدت أبي "

تَوقفت في مُنتصف الغُرفَة لِتفتح عَسليتَيها بِبُطئ تُناظِر والِدتها الجالِسَة فوق فِراشها تُحدِّق بها بِشفتين مُفرقَّة ، ابتلَعت ريقِها بعد ان ضَمت تلك الورقَة الي صَدرها ترى طَيف رجلٍ جالِس قُرب امِّها

حوَّلت ابصارِها بِبُطئ نَحوه بينَما تعتصِر تلك الورقة بين اصابِعها ، نَبضات قلبِها تصاخَبت حينَما وَقعت عَسليتيها عَلى ذلك الوَجه الذي قامت هي سابِقًا بِصفعه ، انِّهُ ، والِدُها

تراجَعت خُطوة الي الخَلف بينَما تُناظره بِصدمَة ، فرَّقت بين شِفاهها تشعُر بإحتراق عُيونِها التي تلسعُها بسبب تكوَّن مُلوحَة دُموعها اذ اغرَقت اطرافها

وَجدتهُ يَقف مِن كُرسيه بينَما يُناظِر طِفلته و هي تُناظِره بعدمِ تَصديق ، يَجِدُها مُتسمرَّة تُحدِّق به و الدُموع تُغطي عُيونِها و هي تضغطُ على رِسالته بين اصابِعها طيلَة الوَقت

والِدتها نَظرت نحو ابنتِها ثمَّ الي حَبيبها الذي يُشاهد ابنتِه بِحُزن

" س..سويون ، ط..طفل..طفلتي "

نَده عَليها ، أقال لَها طِفلتي ..؟
شُعور ان يَلفِظ ذلك النَسب اليها مُختلِف

أهي لَديها أب كَما تمنَّت ان يَكون دَومًا ..؟

تكادُ لا تُصدِّق بأي ارضٍ وُضِعَت

•••

7594 ✔️

ويلكم يالطيفين 🤍

🪐 كيف حالكم ..؟
🪐 اخباركم مع تشابتر اليوم ..؟

في احداث كثيرة و مُختلفة و معقدة ، تحتاجون وقت لتستوعبون

زي ماقالت سويون كاتب هذه القصة مُختل 🤡
اخر عُمري تشتمني شخصية انا كاتبتها

🪐 المهم ايش تحسون السر يلي يخفيه هانجون و ايش هو القرار يلي اتخذه ..؟

ماضي جونغكوك لوحده يبغاله رواية كاملة
اخ تحسوها حتجي اسطورية

حكايته مع ايما و معاناته يلي صارت بعد موتها ، كيف تولى منصب الوزير و تربيته لايڤا و الاحداث يلي صارت لمن تعرف على سويون من ولادتها

على الرُغم من اني حاولت ان تكون رواية husband خفيفة ظريفة خالية من اي تعقيد ، اقسم بالله حاولت بس انا مو انا لو ماخليت رواياتي فيها مليون سر

هذي اكثر رواية معقدك اكتبها 😭

حاليًا بتفرَّج دراما كوريَّة البطل من كرتون حياته تعتبر معاناة نوعًا ما ، بودن يقتل المؤلف عن الشي يلي خلاه يعيشه
احس هذا جُيون لو طلع من الرواية هيقتلني على المر يلي خليته يشربه 😭🌚

🪐 على العُموم تحسون ليش جيون دخل المصحة ..؟

🪐 و سويون شو شافت في الباخرة ..؟

🪐 رد فعلها على والدها ..؟
🪐 هتسامحه ..؟

🪐 الجُزءية يلي حبيتوها ..؟

تابعوني على الانستجرام لو مش متابعيني ، هناك بناقشكم على تفاصيل الرواية و بعطيكم تلميحات و تسريبات للتشابترز الجاية ♥️
عشان نكون اقرب لبعض اكثَر

تلاقون حسابي في وصف الانستا



اراكم في التشابتر القادم ان شاء الله ♥️
اهتموا بانفسكم 💋






.
.
.







جيون بالمصحة 💔

بدلة سويون البيضاء 🤍

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top