Husband | 38
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء الثامِن و الثَلاثون 🤍
التشابتر طَويل لذا تَفاعلوا عَليه لُطفًا ♥️
لِنَبدأ
•••
قَـبـل يَـومَـيـن مِـنـذ إلـتـقـاء سـويـون و ريـڤـين
فُتِح باب حَمَّامِ جناحِ جُيون و امرأتهُ حَيثُ ظَهرت مِنهُ سويون و هي تُجفِف شَعرِها في حين انَّها تلبسُ رداء استحمامِها الزَهريّ
توجهَت الي غُرفة تَبديل مَلابِسها لِتبدأ في انتِقاء ثيابِها بينما تَضعُ الموسيقى عَلى هاتِفها و تُنصِت اليها بِانسِجام ، انتَقت منامَة حَمراء اللون حَريريَة و في الوَقت الذي جَذبتها فيه مِن الخِزانَة أحسَّت بالتِواءِ اذرعٍ حَول خاصِرتها
تسمرَّت مَطرحها ما إن غَزا ثُقوب أنفِها ذاك العِطر الرُجولي الذي خَدَّر حواسِها بالكامِل ، شدَّت على منامتِها الحَمراء بينَما تستشعِر انفاسهُ الحارَّة ضد عُنقها حيثُ هَمس بصوتٍ خامِل " اشتقتُ اليكِ "
" مَتى عُدت ..؟ " رَدفت بعدما وَضعت يَدًا فوق خاصتهُ و راحَت تُحاول رَفعها عَنها ، استدارَت اليه حينَما انزاح عَنها بِرضاه لِترفع عَسليتيها الي كُحليتيه الهادِئَة " اهذا ما تقولهُ امرأة لَم ترى زَوجها لاربعةِ ايام ..؟ "
" ارى انكَ بِخير " رَدفت بَعد ان تجاوَزتهُ و تمشَّت نحو دُرج ثيابِها الداخليَّة ، تَركتهُ وراءِها يَنزِع سترته و يُعلقها بِنظام ثمَّ ازال ساعته الرولكس يخبئها بعنايَة " بِخَير بعد رؤيتِك " رَفع عيناهُ اليها حينَما جلست عند مُنتجات عِنايتها
اخَذت كريم الترطيب الخاص بِها لتبدأ بتوزيعه على بَشرتِها بحركاتٍ دائرية ناعِمَة مُتجاهلَة اخر ما قالَه ، كانَت تسترِق بَعض النَظرات اليه عَبر المِرآه و هو يُزيل قَميصه و حِزام بِنطاله بِهدوء ، لا تَنكر انها اشتاقَت اليه !
تودُّ عِناقه باقصَى قُوَّة تمتلِكُها ، لَكِّن شَئ ما بِداخلها بارِد ناحيتُه
استقامَت بينَما تَحمِلُ مَلابسها بين يَديها بعد ان وَضعت مرطب شِفاهها برائحة الكَرز ثُمَّ مرَّت مِن جانِبه حتَّى تُغادر حُجرة المَلابِس
شَهِقت بقوَّة ما ان امسَكها مِن مِعصمها و اجتَذبها اليه حتَّى كاد صَدرها ان يَرتطِم بخاصتِه " مابِك ..؟ انت تؤلمني " رَدفت بتفاجُئ حينَما اشتَّد بضغطِه على مِعصمِها ، نَظرت بداخِل عيونِه الليليَّة لِتبتلع ريقِها ما ان تقدَّم مِنها حتى حاصَرها ضدَّ الخِزانَة " اربعةُ ايامٍ و خَمس ليالٍ تجاهلتِني فيها حَضرتكِ ! " هَمس لَها بينَما يجوب عَسليتَيها
ضَغطت على مَلابِسها بين يَديها بينَما تنظُر نَحو صَدرِه المَكشوف ، رَفعت عَسليتيها اليه تُحاول جَذب مِعصمها مِنه " لَم اكُن بِمزاجٍ جَيِّد لِفتح حَديث " نَبست بينَما تفُّك اسر رِسغها المُحتبسِ بين اصابِع زَوجِها الذي ميَّل رأسهُ " الستِ من يَكرهُ التَجاهُل ..؟ لِما اذا تُمارسينَه عليّ ان كُنتِ لا تُحبين ان اُمارسه عَليكِ ..! "
" جونغكوك أفلِتني انت تُؤلمني " رَدفت بضيق بينَما تجتذِبُ رِسغها منهُ ، اخفَض كُحليتاه الي مِعصمها الذي يحتجزهُ لَديه فنَفى مُعترِضًا " ان تركتهُ سَتهربين ، لا اودُّ ترككِ " قال و هو يستبدِل مِعصمها بامساكِ خَصرها بدلاً
اغَمضت عَينيها تستجمعُ انفاسِها باضطِراب ، فَتحتهما بِبطئ لِتُقابلها تلك العَينين السَوداء التي تَلمعُ بِمُجرَّد النَظر اليها هي دونَ غَيرِها
" انا اودُّ الهَرب من حيرتي و قِلَّة حيلتي " هَمست لهُ حينَما وَجدتهُ يُمعن النَظر بِها يتأمُّل كل انشٍ فيها حتَّى يُعطي لِكلِّ زواية مِن زوايا وَجهِها قِسمَةً مِن شَوقه البالِغ اليها ، يَرى الضُعف في عَسليتَيها و يُدرك تمامًا انغماسِها في التَفكير المُفرط فترة غِيابه عَنها
انَزلت عَينيها الي قَبضته التي تُمسِك وِسطها لِترفعهما مُجددًا الي مَلمحه الوَسيم ، اركانِ وَجهِه المَتحوفَة باتقانٍ ربانيّ يُرهِق قَلبُها بشدَّة
هي مُشتاقَة اليه ، لَكِّن شَئ ما يَمنعها مِن الاقدام على عِناقه و تَقبيله و الاكتِفاء مِن عِطره ، ما كُسِر بداخِلها لَم يَكُن سَهلاً هَذِه المرَّة
" دَعني اذهب " هَمست اليه لِتحاول تجاوزهُ لكنه وَضع يدهُ الثانيَة حاجِزًا بِجانب رأسها ليمنعها مِن الفِرار " الم تشتاقيّ اليّ ..؟ " سألها بَعد ان حاصَرها بين ذِراعيه مانِعًا سُبل هُروبِها
" لا ! " كان جوابًا بديهيًا يُخفي الكَثير مِن الحقائِق ، لاسيما ان عُيونِها تنكُر تمامًا ما لَفظتهُ فَهي تجوبُ في كامِل الانحاء عداه " و انا الذي كدتُّ اموتُ شوقًا لِرؤيتكِ ..؟ " رَدف بِدراميَة بِتعابير وَجهه المُحبطَة تِلك
وَضعت عينيها عَلى مَلامِح وَجهه لِتنطق " انا جِديَّة ! لا رغبة لي بِخوض اي نِقاش او حِوار مَعك سيد جُيون " قالَت بِصرامَة لِتضع يَدها فَوق ذِراعه حَتى تُخفِضُها و تسيرُ على حَالها
ألا انَّها تفاجئت حينَما مَسكها من رِسغها و لَوى ذِراعها وراء ظَهرِها لِتسقط مَلابسها مِن حُضنها بين اقدامِه ، اجتَذبها نَحوه حتَّى اصطدم صَدرُها بخاصتِه العاري بينَما يُطالِع عيونِها بِجديَّة " هل لي أن افهم لِما ..؟ "
ادارَت راسِها الي ذِراعها المُلتوية خَلف ظَهرِها ، لَم يَكُن الامر يُسبب لَها ايَّة ألم فَهو حَذر في التعامُلِ مَعها لَكِّنها سَتمثِّل لِكسب مُرادها " انت تُؤلمني ! اتركني " رَدفت بعد ان رَفعت يَدها الثانيَة تبسِطها على صَدره حتَّى تَدفعه
" انا اشتقتُ اليكِ فَحسب ..! الا تَفهمين ؟ " رَدف بينَما يقطِب حواجِبه بشدَّة و يَزيد مِن اجتذابِها نَحوه " جُيون انت ثَمل ؟ هل احتسيت الكُحول قَبل مجيئك ؟ " سألته ما ان اشتمَّت رائحة الشرَّاب عند ذلك القُرب الذي صَنعه
رأت تخدَّر عُيونِه الناجِم من كِثرَة مُطالعته لِتفاصيلِها الانثويَّة ، احمِرار خُدودِها مَع بعثرة شَعرِها الرَطِب بِرفقَة تدليّ قِلادتها عَلى عُنقها المَكشوف ، وَجدتهُ يُهمهم بِخدرٍ تام " ثَملٌ بِكِ " هَمِس لَها ما بثَّ بِها رَعشةٌ احسَّها هو
" جُيون ، ابقَى بعيدًا عنِّي " نَطقت بِهدوء بَعد ان لاحَظت نَظراتِه الذابِلَة نَحوها ، ودَّت الانسِحاب لَكِّنه كان مُصِّرًا للاحتفاظ بِها لَديه لِذا سُرعان ما قام بالانخفاض و اسنادِ راسِه على صَدرِها " فقط قَليلاً " هَمس لها
نَظرت نَحو الفَراغ بِعينين هادِئتين تُحاول السيطرَة على نَبضاتِها الصاخِبَة لكنِّنه كان يُنصت اليها بالفِعل " انا مُرهق للغايَة ، ليسَ لديَ غَيرُكِ الجئ اليه " نَطق بِتَعب بعد ان اغَمض عُيونِه
كوَّرت على يَديها بقوَّة تتذكَّر حَديث مارك الذي يَطرُق طَبلة اُذنها طيلَة الوَقت " اخبرتُك ابقَى بعيدًا عَنِّي ! " صاحَت بانفِعال بَعد أن قامَت بردعه الي الخَلف ، انحنَت لِجمع مَلابسها من الارض لِترفع عسليتَيها الي مَلامحه المُنذهلَة من فِعلتها " ابقَى فقط بَعيد جُيون ، انا بِت انفُر منك فَحسب " هسهست لِتتجاوَزه و تُغادر الحُجرَة
جونغكوك نَظر امامَه بِعينين مُنذهِلَتَين
هي كَيف رَفعت صَوتها و دَفعته بِتلك الطريقَة ..؟
حينَّما جرَّب ان يَلجئ لِركنٍ دافِئ لاولِّ مرَة في حياتِه تمَّ رَدعه بِقسوَة
حدَّق بظهرِها و هي تَدخُل الي الحمَّام و تُغلق الباب بِقوَّة ، جَلست على الارض لِتنظُر الي الفَراغ امامِها بِعينين دامِعتين " لَم اكُن اودُّ رَدعه ، بدا مُرهقًا للغايَة ، ل.لكن ان..انا لم استح..استحمل ، لَم استطِع تقبُّل ما فَعله " هَمست بِغصَّة لِتُمسك بِقلبها
انهمرَت دُموعها عَلى وَجنتيها بينَما تقضم سُفليتها تَكبُت شهقاتِها بِصُعوبَة لِتُرخي رأسها عَلى الباب وراءِها تُناظر السَقف بِشرود
مرَّت رُبع ساعَة كانَت قد ارتَدت فيها ثِيابها ، خَرجت من الحَمام لِتجد زَوجها جالِس عند مَكتبِه يقومُ بتفقُّد حاسوبِه ، توجهَت الي الفِراش لِتجلس عند طَرفه تُطالع ظَهرَه لِفترةٍ بِصَمت
أعلَيها عِناقه و الاعتِذار مِنه ..؟
شدَّت على اطراف قَميص نَومِها و عُيونها المليئة بالدُموع لا تُفارِقه ، حالَكا التَّف برأسه اليها هي ابعَدت وَجهها لِلناحيَة الاخرَى لِتجفف وَجهِها باصابِعها قَبل أن تَدخُل اسفَل الغِطاء بِسُرعَة
نَظر اليها و هي تَصنع حاجِزًا بينهُما عبر الوسائِد لِيرتفع طَرف شَفته ساخِرًا قَبل ان يُريح ظَهره على الكُرسي ، لَم يُرد مُجادلتها بَل اكمَل عَمله بِهدوء تام تَحت مُراقبتِها لهُ طيلَة الليل
هي سَتروي اشتياقِها عَبر النَظر لهُ يُرهق نَفسه بالعَمل طيلَة الوَقت ، تستطيع الشُعور بتبلل وِسادتها بِسبب دُموعها التي تَنهمر بِكثرَة بِسبب صِراعها النَفسيّ
اُحِبُك
ذَلك ما هَمِست بِه قَبل ان تَخلُد الي النَوم سَريعًا
•••
8:34 صباحًا
كانَت سويون تُجهِّز الافطار الي جِوار امِّ زوجها و ابنتِه التي تُوزِّع الكَثير مِن الابتِسامات السَعيدَة فاليَوم سيأتي حَبيبُها ليطلبُها من أبيها و يَعقدان خِطبتهما رَسميًا
ابتَسمت سويون عَلى سَعادة ايڤا التي تُعانق جَدها و تُقبل وَجنته بَعد أن ناوَلتهُ فنجان القهوَة خاصَته " الا تعتقدين انَّ ايڤا صغيرَة لِتتزوَّج ؟ " نَطقت جونغهيون التي تَقفُ عند باب المَطبخ تُناظر حَفيدتِها بأسَى
" انها بِذات عُمري ، و ارَى انه لابأس ان تَزوجت بهذا العُمر " قالَت سويون بينَما تقطِّع الخيار الي شرائح عديدَة ، سَمِعت خُطوات اقدامِ زَوجِها تنزِل من الدَرج فقامَت برفع عسليتَيها تختلسُ النَظر اليه
اثناء مُشاهدته و هو يُحادِث والِده قامَت بِجُرح نَفسها ، تأوهت بألم لِترفع اصبِعها تحشرُه في فَمِها حتَّى توقف تدفُّق الدِماء الناجِم مِن تمزُّقه
سُرعان ما وَجدت زَوجها هَرع اليها و مَسك باصبِعها ليِقربه مِن المغسلَة ، وَضعهُ اسفَل الماء لِيطلب من الخادمَة جَلب عُلبة الاسعافات الاوليَّة
" ا..انه جُرح خفيف لابأس " ارادَت جَذب يَدها منهُ ألا انَّه اسكَتها بِنظرةٍ مِنه ، ابتَسمت بتوتُّر لِتنظر نَحو جونغهيون التي حَملت طَبق السلطَة و غادَرت المَطبخ بِهدوء " ان كانَ دُخولك الي المَطبخ سيتسبب بايذاءِك ، لا تَدخليه مُجددًا " رَدف جُيون بعد ان اخَذ عُلبة الاسعافات مِن الخادِمَة
أخرج القُطن الذي غمسَّه في المُعقم ثمَّ طبطب بِه على جُرحها الخَفيف الذي بالكاد يُرى ، لَكِّنه حَريص على الاعتِناء بكلِّ ما يَخصُها و اعطاءِه التقدير الكافٍ
" احدهُم تسبب في تَشتيتِ انتباهي " قالَت بِهدوء تُراقبه يَرفع كُحليتيه اليها و يُناظرها بجديَّة " انتِ في كُل مكانٍ اترُككِ فيه بِمفردك تتسببين في ايذاءِ نَفسك ، انتِ لستِ طفلة سويون " تحدَّث باستياء يُعاتِبها
قَضمت وَجنتها بِغَيض على آخِر ماقالَه تتذكَّر مُعاملته لَها حينَما طردها من بريطانيا ، جَذبَت اصبَعها مِنه بقوَّة و رَدفت " انتَ لست مُضطَّر للاعتناء بي ! يَكفي ان تعتني بِطفلتك ايڤا سيد جُيون " اصطكَّت على اسنانِها قَبل ان تلتفِت و تُغادِر المَطبخ
تنهَّد جونغكوك لِيقوم بسحبِ ربطةِ عُنقه الي الأسفَل حتَّى يدخُل له الاكسجين بشكلٍ افضَل " الامور تَسوء مِن كلِّ الاتجاهات " رَدف مُتنهِّدًا
لَحقها الي طاولة الافطار حَيث جَلس الجَميع في انتِظاره ، اخَذ مطرحه لِيؤشر لَهم بالبدأ بِتناول طَعامِهم حَيثُ كانت سويون تركِّز على الأكل بِعينين مُجحظَتين ، لا رَغبة لها بادخال ايّ نوعِ طعام داخِل فَمها
" اذًا جونغكوك هل انت واثِق من انك سَتزوج ايڤا ..؟ الفتاة لازالَت صغيرَة و امامَها شوط مِن الدراسَة " قالت جونغهيون بينَما تُناظر حَفيدتها التي انغمَست بالأكَل بِشراهَة عَكس زَوجة أبيها " لستُ متأكد و لَكن هي من تَوُّد الذهاب الي رجلٍ اخر و ترك ابيها " اجاب جُيون بَعد ان رَفع عيناه الي ابنِه التي عَبست
" ابي انت تعرِف اني لَن اجد مِثلك ابدًا ! "
" اعرِف لِهذا اردتِ الزَواج " اومَئ لِيوجِّه عَينيه نَحو زَوجتِه التي تُطالع طَبقها بِصَمت ، رَفع يده لِيضعها عَلى رأسِها يمسح بِرفق على خُصيلاتِها " حَبيبي تَناولي طَعامك " هَتف لَها بينَما يُقرِّب الخُبز مِنها
رَفعت مُقلتيها اليه بإبتِسامَة صفراء حَيثُ قالَت " اشعُر انني مُمتلئة حد الشَبع "
ناظَرتها كُل من ايڤا و جونغهيون اللتان حَدقَّتا بِبعضهما ثمَّ بِها " انتِ لم تأكلي شَئ سويون ..؟ ثمَّ منذ ايام حالتك النفسيَّة سيئَة " نَطقت ام زوجِها التي راحَت تُمعن في ملامحها المُرهقَة " احصَل بينكما شَئ ؟ " حدقَّت في ابنِها
جُيون انتَشل قِطعة الخُبز المُحمَّص و دَهنه بالزُبدة و المُربى قَبل ان يَضعه في صَحن زوجتِه نافِيًا " لا ، سويون مُرهقَة و تفكيرُها الزائد بدراستها يُتعبها " حدَّق في امرأته التي ايدتهُ مومئَة " ايضًا امِّي مريضة اني افكر بها كثيرًا هذه الايام "
" صحيح البارِحة ذهبتِ الي زيارتِها ؟ لما لم تأخدي ايڤا معكِ " نَطق جُيون بينَما يَحتسي من قَهوته يُحاول كَسب حَديث مع زوجته التي تناوَلت القليل مما صَنع لاجلِها " المُستشفى مليئ بالطاقَة السلبيَّة ، لم اودُّ اخذها الي هُناك ، ثمَّ تركتها مع تايهيونغ بعد ان انتقيا الخواتِم " نَظرت نَحو ايڤا
" لا اعلَم اساسًا لما اخذاني مَعهما لاجلِ ذلك ، شعرتُ اني طَرف ثالث و مُجرَّد دَخيلَة " تحدَّثت بِحنق لِتحتسي مِن عَصير المانجو المُثلَّج " كان عليّ اخذ رأيك بالخاتم الذي سارتديه لِزواجي ! يا اولستِ صديقتي ..؟ " رَدفت ايڤا بينَما تُقشِّر البُرتقالَة و تمُّدها نَحو جدِها
" ايًا كان ، انهي افطارُكِ حتَّى نذهب الي مركز التَجميل ، انَّها مجرد ساعات و يأتي عريسُكِ " رَدفت جونغهيون بَعد ان طالعَت حفيدتها التي صفقَّت بِحماس و استقامَت قائلَة " انا جاهِزَة ، هيَّا سويون " مَسكت بِذراع زوجة أبيها التي رَفعت رأسها نَحوها قائلَة " ايُمكنني عَدم الذهاب ..؟ لا اشعُر اني بِخَير ، اودُّ اخذ قسطٍ من الراحَة "
" هل حَرارتكِ مرتفعَة ..؟ هل انتِ مريضَة ..؟ " قالَت الصُغرى بِقلق لِتقوم بتفقُّد حرارَة الكُبرى عَبر لمسِ جَبينها " احتاجُ لان اتمدد قَليلاً كي التهي لاحِقًا بضيوفِك ، اذهَبا انتُما " نَطقت بعد ان وَقفت من كُرسيها
" لَكِن ..! هل انتِ متاكدَة ..؟ " حملقَت الصُغرى في عينين زَوجة أبيها التي اومأت لَها و ابتَسمت بِهدوء " سَتكونين اجمل عَروس هِمم ..؟ انا واثقَة " طبطبَت على وَجنتها بِلُطف لِتُدير رأسها نَحو زَوجها الذي استقام مِن خَلفها
حَدقت بِعينيه بِصَمت قَبل أن تُفلت يدانِ ايڤا وتلتفِت حتَّى تصعد نَحو جَناحِها تارِكة الجَميع من وراءِها في حَيرة
" اليست تلك هرمونات الحَمل ؟ " هَمست جونغهيون لحفيدتِها التي هزَّت اكتافِها بقلَة حيلَة " منذ ان عُدنا من الرحلَة و هي لَيست بِخَير ! " نَظرت في عَينين أبيها الذي دلَّك جَبينه قَبل ان يَبتسم مُنافيًا تمامًا مشاعره السلبيَّة " هي قلقَة على والِدتها ، ستكونُ بِخَير "
" لا تُفكرِّي باحد عداكِ اليوم صغيرتي ، انهُ يَومك " تَحدث بَعد ان مَسك بِذراعيّ ابنتِه حتَّى ينخفِض و يُقبل جَبينها بِدفئ " سآتي لاقلكِ لاحقًا من مركز التَجميل همم ..؟ " اتمَّ مُناظِرًا عَينيّ طفلته التي اومأت بِسعادَة
التجئت الي حُضنه مُسندَة رأسها على صَدرِه فراحَت تمسحُ بلطفٍ على ظَهرِه " شكرًا لك ابي ، اُحبك كثيرًا " هَمست لهُ
قبَّل جونغكوك رأسِها قَبل ان يُبعدها عَنه و يَنطِق " هيَّا بسرعة قبل ان اغيِّر رأيي ! اذهبي " اشرَّ لها بالرَحيل حيثُ قامَت بالتوجُّه الي غرفتِها من اجل تَبديل مَلابسها
" جونغكوك انت واثق انها ستتمكَّن من فتح بَيت ؟ " رَدفت جونغهيون بِقلق بينَما تُراقب حفيدتِها عن بُعد " هي و تايهيونغ صغيران ، سيستَطيعان مُسايرَة بعضهِما ، انا تزوجت بعمر السابِعة عشر امِّي " حدق في عينين امِّه
" الامر يَختلف ! انت تَزوجت لانك عاهِر مُتسرِّع و إلا ماكنت لتصبح أب بذلك العُمر الصَغير " لَكمتهُ على ذِراعه لِتراه يُدلِّكها بألم وَهميّ " الستُ ابًا صالِحًا ..؟ على الرُغم من صُغر سني " اشرَّ على نَفسه
" انتَ كذلك ، لكني اشُّك انه يتعيَّن عليك تربيَة زوجتك مع ابنتِك " رَدفت بيأس بينَما تَدنو مِنه و تعدِّل ربَطة عُنقه " ليسَ عليك تَدليل زَوجتك للدرجة التي تَجعلها تُصبح طِفلة ، هي في الأخَر مرأة عليها القِيام بواجِباتها نَحوك " هَمست لهُ بإبتِسامَة قَبل أن تتجاوَزه و تتجِّه الي حُجرتها
نَظر جونغكوك نَحو والِده الذي لازال يَتناول افطارُه بِهدوء " ابي كَيف استطعت الحِفاظ على زواجِك كل هذِه الفترَة ..؟ " سأله بعدما خزَّن يديه في جُيوب بِنطاله
" هي تتحدَّث وانا اصمُت ، هي على صَواب و انا عَلى خطأ دَومًا ، لا تُحاول ان تتفلسف عَلى المرأة لانَّها ستقطع نَسلك ان غضِبت " قال والِده بينَما يسكُب لنفسِه من عَصير التُفاح " والِدتك ثرثارَة لا تَصمُت ، احيانًا انزعَج لكن حينَما تغيب عليّ اشعُر بالفَراغ القاتِل ، لا يوجَد امراة اُخرى قد تملئ مكانها " حدَّق بإبنه بابتِسامَة " لذلك انا اصبِر على مزاجيتُها دومًا "
دلَّك جُيون جَبينه بِصُداع داهَمه لشدَّة تَفكيرِه " تعلم انهُ ليس لَديّ خبرة كافيَة مع النِساء ، حتَّى زواجي الأول خُضته في سن صَغير و لم انهي العام حتَّى ، لذا احيانًا يُصعب عليّ فَهم المرأة " رَدف بَعد ان سَحب كُرسيًا بِجانب أبيه و جَلس عَليه
" اُنظر بُني ، المرأة كُل اسبوع بمشاعِر مُختلفَة ، مشاعِرها تنقسم لاربعَة اسابيع بالضَبط ، قد يأتي عَليها اسبوع تَكرهك بِدون سَبب ، هي فَقط هَكذا ! هرموناتها اخبَرتها انها لا تُطيقك ، ليس عَليك ان تَفهم و تعرف السبب و إلا سَتجني عَلى نَفسك ، ذلك الاسبوع هو نَفسه الذي تَشعُر فيه انها امرأة مستقلَّة و لا تحتاجُ لرجَل ، قد يمُّر عليها اسبوع اخر تَكون مُغرمة بك لاقصَى حَد و تتغاضَى عن كُل خَطأ تَفعله ، تشعُر انَّ مشاعرها نَحوك تتدفَّق لاعلَى مراحِلها فتجِدها دومًا تلتصقُ بِك ، ايضًا سيأتي اُسبوع تَشعُر فيه انك تَكرهها و لا تُحبها و تُهملها ، قد تشك انَّك تخونَها ، لِماذا ..؟ لان احساسِها اخبَرها بذلك ! ستبدأ بالبُكاء اغلب الوَقت و اَبسط كلمَة تُخبرها بِه تتحسس مِنها ، لَدينا الاسبوع الرابِع و هو المُفضَّل لَدينا "
تحدَّث هانجون بإبتسامَة يُفسِّر لابنه حَسب خِبرته في التَعامل مع زوجتِه طيلَة فترة زواجِه التي دامَت 45 عامًا ، جُيون ناظَرهُ بإهتِمام لِينطق " لِما هو المُفضَّل ..؟ "
" لانَّها سَتكون فيه جامِحَة للغايَة و كُل ما تَرغب به هو قُربك ! و انت تَفهمني جيِّدًا " غَمز لمُ لِيربِّت على كَتِفه قَبل أن يَنهض " الان ساذهَب الي المصحَّة ارى اخِر المُستجِّدات ، حَظ موفق مع زَوجتك "
ذَهب و تَرك ابنِه في حيرَة من أمرِه ، وَضع رأسهُ بين يَديه يُناظِر الفَراغ بِشُرود " هل انا مُتزوج اربعَة نساء ..؟ لِما كل اسبوع تظَهر لي بشخصيَّة ! انهنَّ اكثر خَلق الله تعقيدًا اُقسم " تمتَم لِيبعثر خُصيلاتِه الغُرابيَة
" الان كَيف اُراضيها ..؟ هل اتجاهلُها ايضًا ؟ لكنِّي اشتقتُ اليها " تحدَّث باحباط لِيرفع عَينيه نَحو الخادِمَة التي جاءت لِتنظيف الطاولَة
استقام مِن عَليها و صَعد الي الغُرفَة حتَّى يُلقي نَظرة على امرأته الماكِثَة هُناك ، وَجدها تَجلسُ عند الشرفَة تُناظِر الحَديقَة بِعينين هادِئتين بينَما تُقلِّب ظرفًا بينَ يَديها بِشُرود
حَدق في ذلك الظَرف باستِغراب قَبل ان يَخطو نَحوها و يَفتح الباب الزُجاجيّ للشرفَة حيثُ وقف عِنده و نَطق " لِما لم تَذهبي مَع ايڤا ..؟ "
حوَّلت عَسليتَيها اليه لِتناظر عَينيه لِفترةٍ بِصَمت " لا رَغبة لي بالخُروج لايّ مَكان " هتفَت لِتخبئ الظَرف بداخِل جَيب مِعطفها الرماديّ
" لكِّنه يوم فَرحة صديقتكِ ؟ الن تُشاركيها اياها ؟ " رَدف مُستنكِرًا لِيجدها تَنهض مِن كُرسيها و تلتُّف اليه مُتكتفَة " احتاجُ تَفسيرًا عمَّا حَدث ؟ هل يُمكنك اخباري بالحَقيقة ؟ " نَطقت بَعد ان اتَعبها كثرَة التَفكير
حدَّق في عُيونِها العسليَّة بِصَمت لِفترَة
" اتُريدين الحَقيقة امَّ ما يُريحكِ سَماعه ..؟ "
شدَّت على اطراف اصابِعها بخفَّة بينَما تُناظر كُحليتيه عَن كَثب ، اخَفضت رأسها بخفَّة قبل ان تُعيد رَفعه و الهَمس بغصَّة " اشعُر انِّي لن استطيع التغاضي عَن الحَقيقة لاكونَ بِخَير "
عَبر عُتبة الشرفَة اليها حتَّى وَقف امامَها مُباشرَة يُناظر عَسليتيها التي تَحملُ اطنانًا من الهمِّ استطاع الشُعور بِها عبر نَظراتِها الذابلَة
" هَل يُمكننا تأجيل الامر الي بَعد زِفاف ايڤا ..؟ " رَدف بَعد ان وَضع يَديه عَلى اكتافِها لِينخفض الي مُستواها " ارجوكِ ، لِندع فَرحتها تكتمِل ثمَّ سنتحاوَر بما يَخصُّنا بِمُفردنا ، اعِدك اني ساخبِرُكِ بكامِل التَفاصيل " هَمِس بِصدق لِمن احتَضنت الدُموع عُيونِها و هي تُطالِعه
" انت لا تَعرِف مَدى خَيبة الأمل التي اشعُر بِها " هَمست لهُ بِغصَّة بينَما تنظُر بداخل كُحليتاهُ " لا اُريدك ان تَكون مُلوثًا ، انا هَربت من مارك رُغم حُبِّه الكَبير لي بِسبب افعالِه ، ما يَجذبني اليك باستِمرار هي نَقاوتك " اتمَّت بعد ان اخَفضت يَديها بعدما كانت تعقدهُما عند صَدرِها
جونغكوك قامَ بِجذبها الي حُضنه حتَّى يَمنحها عِناقًا دافِئًا ، حاوَطها بذراعَيه لِيناظِر الحَديقَة بِعينين هادِئَتين " انا وَعدتُّكِ ان اُخبرك بالحَقيقة كامِلَة ، آن ذاك اُحكمي انتِ ان كنت استحِّق قَلبكِ ام لا "
اسنَدت جَبينها على صَدره بينَما تُناظر اقدامِهما القَريبة مِن بعضهما ، رَفعت رأسها نَحوه لِتنظر بِعينيه هامِسَة " هل سَتقبل قَراري آن ذاك مَهما كان ..؟ "
نَظر بِداخل عُيونِها الحائِرَة لِيلتزم السُكوت لِبُرهَة ، اومَئ لها بَعد تفكيرٍ مُطوَّل و قال مُبتسِمًا رُغمًا عن مَشاعِره " اعِدكِ ان سأقبل بِقراركِ مَهما كان "
ابتَعدت عنهُ خُطوتين الي الوَراء لِتمسح دُموعِها و تومِئ " جيِّد " ادخَلت يديها في جُيوب سُترتها ثمَّ اكمَلت " ساذهبُ اذًا لاجهِّز نَفسي من اجل خُطبة ايڤا "
تَجاوزتهُ و دَخلت الي الحُجرَة تاركَة اياهُ يَدنو مِن سور الشرفَة مُطلاً عَلى تِلك الحديقة الشاسِعَة بالأسفَل حيثُ شَركة التنسيق التي تُجهِّز الديكور المُناسب لِلخُطبَة ، وَضع يَده في جَيبه لِيُخرج الخاتم الذي جَلبتهُ لهُ ايڤا ليلَة البارِحَة
كان قَد اخبَرها ان تأخذ سويون مَعها حتَّى تَعرِف ذوقها و تشتَري ما يُعجبها لِيقدِّمه لَها ، فَتح تلك العُلبة يتأمل الألماسَة في المُنتصف تشِّع و تَلمع بوضوح
بريقِها الذي يُميِّزها عن بقيَّة المُجوهرات و الأحجارِ الكَريمَة
مَسح بإبهامِه عَلى الخاتِم بِرفق " قَرارُكِ سيُحدد ما إن سَيُعانق هَذا الخاتم اصبعُكِ أم لا " هَمس لِيُدير رأسهُ يُناظِرها في الغُرفَة تَقوم بترتيب مَكتبه حالَما اسقَطت اوراق عَملِه بالخَطأ
ابتَسم بخفَّة ، على الرُغم من انَّه يكرهُ الفوضَى لَكِّن الهُدوء مَعها مُمِّل فَحسب
سارعَت هي بِترتيب اوراقِه قبل أن يَلحظ لَكِن هو اكتَشفها بالفِعل ، رَفعت راسها اليه و ناظَرته لِتتحمحَم و تضع كَومة الاوراق تِلك في مَكانِها السابِق لِتركُض نَحو غُرفة تَبديل المَلابس
•••
الـتـاسِـعَـة مَـسـاءًا
حَديقة قَصرِ جُيون امَتلئت بِضيافِه المُقرَّبون لِحُضورِ حَفل خُطوبَة طِفلته الوَحيدَة ، مُجرَّد رؤساء اعمالٍ و شَركاتٍ عالميَّة هامَة مَن يتربعُّون بداخِل تلك الامسيَّة المُتواضِعَة لِلغايَة
عَدد المَعازيم لا يتعدَّى الثَلاثون نَفرًا كَما طَلبت ايڤا فَهي تُخطط لِفعل زِفافٍ ضَخم تَعزم بِه الجَميع ، كانت العَروسُ بالداخِل مَع زوجة أبيها التي تُضيف عَليها اللمسات الأخيرَة ، القليلُ من مورِّد الخُدود الذي يَحتاجُ الي التَعديل
كانَت فائقَة الجَمال تسِّرُ عَين كُل مَن يَنظُر اليها بِفُستانِها الأبيض الذي يَحتوي عَلى أكمامٍ زَرقاء فاتِحَة مع ذَيلٍ طَويل يتصِّل بِهما ، تَجلسُ عَلى فِراشها و هي تُنصِت الي المُوسيقَى الهادِئَة بالخارِج عَكس ذاك الصَخب الذي يَحدُث داخِل قَلبِها ، هي ترتعِش من التوتُّر بين يديَ صَديقتها التي تُقهقه بخفَّة
" ايڤا انهُ ليس زِفافك ! هذه خُطبة فَحسب اهدَئي " رَدفت سويون بينَما تمسحُ بِالفراشاة الخاصَّة بِمُستحضرات التَجميل على انفِها بخفَّة ، ابتَعدت عنها تُناظِرها باعجابٍ باهِر " انتِ فاتِنَة فَحسب ! تَخطفين القُلوب يا فتاة "
نَهضت ايڤا من فراشِها بينَما ترتعِش بتوتُّر " اليسَ عليّ ارتداء فُستان اوسَع قليلاً ..؟ ألا تبدوا بطني بارزَة بفعل ضيقِه ؟ " نَطقت بينَما تُناظِر بَطنها عَبر المِرآه و تَتحسسُها بِحَذر
ضَحكت سويون لِتُنفي " لا ! انتِ من النوع الذي لا يَظهر لهُ بطن عند حَملك ، اُنظري بطنكِ مسطحَّة تمامًا ! انتِ نحيفَة ايڤا حتى في التاسِع لَن تمتلئ كَثيرًا " اعترَضت الكُبرى و عانَقتها من الوراء بإبتسامَة " سَينبهر تايهيونغ بِك " هَمست لَها
ابتَسمت الصُغرى بإمتِنان لِتلتفت اليها تَتفقَّدها " انتِ ايضًا في قِمة جَمالُكِ ، ابي سيفقد عَقله حينَما يراكِ " رَدفت بينَما تجوب بِعينيها عَبر فُستان الكُبرى
ابتَسمت سويون تُجامِلها لتومئ " اليوم يَومكِ همم ؟ دَعيكِ مني " ربَتت عَلى كَتفها قَبل أن تَسير نَحو صُندوق الكَعب الذي فوق السَرير
اخرجَتهُ و نَطقت " رايتُ الكَعب الذي انتقيتيه ، كانَ عاليًا لا يُناسب امراة حامِل ! لِذا انتقيتُ لكِ هذا مُريح و مُناسب ايضًا شَكلهُ جَميل و انيق " قدمَّته لِلصُغرى التي انبهَرت به حالَما رأته
" هااي ! انهُ جَميل جِدًا ! مَتى حصلتِ على هَذا ..؟ " نَبست بإعجاب لِتاخذه مِنها تتحسسهُ بإعجاب " اجلسي ساُساعدك على ارتداءه " اجلَستها على الكُرسي لِتضعهُ امامَها و تُساعدها في اغلاقِه لِيُناسب قَدمها تمامًا
ابتَسمت ايڤا بإمتِنان لِتمتلئ عَينيها بالدُموع " هَكذا تمامًا ! الهي هو جَميل جِدًا " نَطقت سويون بإعجاب لِترفع رأسها نَحو ابنة زَوجِها " ما الامر ؟ لِما تَبكين ؟ يا الم يُعجبك ؟ " نَهضت لِتجلس بِجانبها تُمسك بِوجنتيها بِقلق
انهمَرت دُموع ايڤا التي اخَفضت رأسها بِحُزن " حينَما ذَهبت الي مركز التَجميل صباحًا تذكرُّت امي ، شعرتُ اني وَحيدة رُغم وجود جَدتي مَعي و بدأت بالبُكاء ، رَغبت لولا انَّها مَعي تُشاركني فَرحتي بيوم كَهذا و تَهتمُ بي و بِتفاصيلي ، لَكِّنها ليست موجودَة " نَطقت بِصوتٍ مُهتَّز بينَما تضغطُ على يد زَوجة أبيها التي تُمسِكُها
سويون نَظرت نَحوها بإستِياء لِتومئ لَها بِحُزن " لابأس هي تُناظرك من مكانٍ أفضَل " واسَتها عَبر مَسحها لِشعرها الطَويل الأسوَد حيثُ نَظرت الصُغرى بِها نافيَة " وجودكِ مَعي يُخفف عنِّي الكَثير ، و انتِ هُنا لم اشعُر بالوحدَة كما فعلتُ صباحًا ، انتِ من ركَّز على ادق التَفاصيل التي تخصُّني ، الفُستان الذي كانَ مُمزقًا قمتِ بِخياطتهُ لي ، و مورِّد الخدود الذي كانَ باهِتًا ، و الأن هَذا الكَعب الجَميل المُريح ، انا فَقط مُمتنَة لِلغايَة " تحدَّثت مِن بين دُموعها لِتلك التي بَكت بِدورها
اقترَبت سويون تُعانقها و تَمسح عليها بِدفئ " انا اهتمُّ لكِ لاني اُحبكِ ايڤا ، اريدكِ ان تكونين الأجمَل على الاطلاق في يَومكِ لِذا ابتَسمي ، الكَثير من الابتِسامات وَزعيها على الجَميع لِيبرز جَمالكِ "
ابتَعدت الصُغرى عَنها لِتجفف دُموعها مومئَة " ايًا كانَت مُشكلتكِ مع أبي ، لا اُريدها ان تؤثر على عِلاقتكما ارجوكِ ، لَم ارَى أبي مُزهرًا هَكذا من قَبل ، انهُ يُحبك سويون و مُستعِّد ان يَفعل المُستحيل مِن اجلِك ، لِذا لا تَدعي اي مُشكلَة تَقف في وَجه حُبكما مَهما كانَت ، دام كِليكما تُحبان بَعضكما سَيتصلَّح كل شَئ " رَدفت بَعد ان احاطَت وجنة الكُبرى و مَسحت عَليها
" حينَما طردنا ابي انا و تايهيونغ حَدثت بيننا الكَثير من المَشاكل ، تشاجرَنا مئة مرَّة و قَسى عليّ في بعض الأحيان ، في البِداية قررتُ الانفِصال عَنه و حينَما اخترتُ البُعد اكتَشفت اني اُحبه اكثَر مما كنتُ اتوقَّع ، هو كَذلك تركتهُ يفكِّر مع نَفسه بشأن عِلاقتنا و الفارِق بيننا ، ان اكون الابنة الغنيَّة تتزوَّج الابن الفَقير لخادمَة عائلتها كانَ صعبًا ، الحاجِز بيننا كان يُصعب كَسره ، هو فكَّر هَل مكانته الاجتماعيَة سَتسمحُ له باسعادي ..؟ صَحيح اني مُدللة لَكنِّي مُستعدَة لان اتنازَل لاجلِه ، رُبما هو لَم يُدرك ذَلك في البِدايَة و مَنصب والدي جَعلهُ يَخاف ، لَكِّن ما ان عُدت من الرحلَة كِلينا جَلسنا في مَكان هادئ و تفاهمنا ، تحدَّثنا ان كان هذا الحاجِز اقوَى أم حُبنا ..؟ ان تَزوجت رَجل غنيّ اسكون سعيدَة ..؟ و هو ان تزوَّج فتاة من مُستواه الماديّ ايستطيعُ اسعادُها ..؟ كان سؤالاً كِلينا اجبناهُ بِلا ، حتَّى ان كان انفصالي عنهُ في مَصلحتي لَكِن انا لن استطيع ان اُحِّب مَرتين ، قَلبي مَعهُ و لن اجِد فرحتي بعيدَة عنهُ و هو كَذلك ، فقط تَفاهمنا و استنتجنا انَّه علينا الزَواج مهما كلَّف الامر "
تحدَّثت ايڤا الي زَوجة أبيها التي تُنصِت اليها بإهتِمام بينَما تمسحُ على يَديها حيثُ اكمَلت " ما اودُّ قَوله انَّه ليس عَليكما التستُّر على مَشاعركما السَلبيَّة و تَرك كُل منكما الاخر لافكارِه السوداويَة التي تأكلُه و تنهش روحه بِبُطئ ، بَل اجلسا و شارِكا كُل شَئ حتَّى تجدان حَل مُناسب ، لا تتخذي اي قَرار بِمُفردك ، تشارَكا كُل القَرارات مَعًا لان الحياة الزوجيَّة تشارُكيَّة ، هي تتكوَّن من فَردين لا فَرد واحِد همم ؟ "
ابتَسمت سويون بِخفوت بينَما تُناظر الصُغرى ، رَفعت يَدها تضعها عَلى رأسِها حتَّى تمسح عَليه بِرفق " ابنتي كَبرت و اصبَحت ناضِجَة بالفِعل ! انا مُنبهرَة "
" يَظُنني الجَميع طِفلة لا أفهم بالعلاقات ! لكنِّي اقرأ الكَثير من الكُتب لانمي مَعرفتي و استطيعُ العنايَة بِزوجي و طِفلي " نَطقت ايڤا بإبتسامَة لِتنقَر انف زَوجة أبيها " انا انتظِر طِفلاً منكُما ايضًا ! اظنُّ انه قادِم في الطريق " هَمست لَها لِتغمز بشكلٍ جَعل الكُبرى تَحمَّر خَجلاً
" هيَّا ايڤا الحُضور وَصلوا ، لِنذهب " قالَت جونغهيون بَعد ان دَخلت الي الحُجرَة ، نَظرت نحو حَفيدتها التي نَهضت و التَفت حَول نَفسها بإبتسامَة واسِعَة " كَيف جَدتي ..؟ "
" يا الهي ! طِفلتي كَبرت و اصبَحت عَروس " ضَحكت جونغهيون بِخفَّة بينَما تَدنو من حفيدتِها ، انتَصبت امامَها و احاطَت وَجنتيها تمسحُ عليهِما بِرفق " انتِ في قمَة جمالُكِ يا صغيرتي " هَمست لَها
نَهضت سويون مِن وراءِ ايڤا لِتسير نَحو المِرآه حتَّى تُعدل شعرها العَسليّ ، نَظرت الي امِّ زَوجها التي قالَت " لا تتاخري اكثَر ، تركتِ زَوجكِ يسلٍّم على الضيوف بِمفردِه ، الجَميع يسأل عنكِ "
" لقد كنتُ اساعد ايڤا ، انا آتيَة " هَتفت مُبررَة لِتومئ لها الاكبَر و تَخرُج مَع ايڤا اولاً ، زَفرت سويون انفاسِها لِتجلس على الفِراش تنظُر نَحو الفَراغ بِصَمت
" ما هذِه الحيرة التي انا بِها ..؟ " هَمست قَبل أن تَنهض و تَلحق بِهما
كانَت تضعُ عَينيها عَلى ظَهر ايڤا التي استَقبلها والِدها عند باب الحَديقَة ، تَوقفت عن بُعد تُراقِبهما ، وَضعت عَسليتَيها على عُيون جُيون التي اشتدَّت لَمعانًا بِمُجرَّد ان رأى طِفلته تَسيرُ بِفُستان خُطوبتها بِخُطواتها الرَزينَة و جَمالها الآسِر
ابتَسمت بِدون شُعور حينَما تَركت ايڤا يَد جَدتها حينَما لمَحت والِدها و رَكضت نَحوه بِسُرعَة " انظروا الي تلك الفأرَة ! يا قُلنا انكِ عروس تَمشيّ بِرُقي " نَطقت جونغهيون بإنفعال لِتقهقه بخفَّة على جَريها المُضحك بفعل الفُستان الضَيق
جُيون فَرد يَديه اليها فَسُرعان ما دَخلت في حُضنه لِتحيطه بِذراعيها حاشَرة رأسها بداخِل رَقبته " كَيف و ابنتُك عَروس يا ابي ؟ " قالَت لهُ و هي بين ذِراعيه لا تَرى دُموعه التي مَلئت عُيونه
لَكِن سويون تمكنَّت من رؤيتها بِوضوح ، لِوهلَة غَمرها إحساسُه و هو يُقدِّم طِفلته التي تَعب على تَربيتها طيلَة عُمره لرجلٍ أخَر قد لا يَكون احقُّ بِها منهُ
قَد لا يُدللها كَما اعتادُ هو عَلى تَدليلها و مَنحها الحُب الكافي لِتنموا و ترعرع في وِسط مليئ بالحُب و الحِنيَّة
وَضع جيون يَده على ظَهر طِفلته يَمسحُ عَليه بِخفَّة بينَما يُقاوِم دُموعه ، مَسحهما بِسُرعَة حينَما تَنحت عَنه و رَفعت راسها اليه تُناظره " هل اُشبه امِّي ..؟ " هَمست لهُ لِتجده يومئ دون ان يتفوَّه بِحرفٍ واحد كَي لا يَكشفه اهِتزاز صَوته
نُقطَة ضعفه الوَحيدة ، انَّه عاطفيّ للغايَة مَع ابنتِه و زَوجته
احاَطت ايڤا وَجنتي والِدها لِترتفع نَحوه تُقبل جَبينه بِحُّب " انت اوسَم ما رأت عيني ابي ، انا اسفَة لاني اغضبتُك ، اعدك اني سأعتني بِزوجي و بيتي جيٍّدًا و اجعلك فَخور بي " نَطقت بينَما تَمسح على خدَّيه
جونغكوك اخَفض يَديها لِيُمسكهما بدلاً و يعود خُطوتين الي الخَلف من اجل القاء نَظرة شامِلَة عَليها " اشكُّ انكِ هربتِ من احد افلام ديزني ، من اين لكِ بكلّ هذا الجَمال ..؟ " نَطق بَعد ان حافَظ على إتزان نَبرته
ضَحكت الصغيرَة بِخفَّة لِتلتُّف حول نَفسها حينَما ادارَها والِدها و قَربها مِنه لِينحني مُقبِّلاً يَدها بِرُقي " الاميرَة ايڤا "
انحنَت لهُ ايڤا بَعد ان مَسكت ذَيل فُستانها كَما يَفعلن الأميرات لِتبتسِم بِوسع مُحاولَة اخفاء دُموعها عَنهُ كَما يَفعل هو تمامًا
كِليهما لا يوَّدان البُكاء ، جُيون شارَك الكَثير مِن وحدته مع طِفلته التي آنسَت ظُلمته منذ طُفولتها و كَبرت مَعهُ ، كان طِفلاً يُربي طِفلَة
هي هوَّنت عَنهُ الكَثير مِن المَصاعب التي تَجاوزها بِمُجرَّد النظر الي وَجهها البريئ ، مَع كل يومٍ يَعود فيه مُنهك تستقبلهُ بحضنٍ عند الباب و تأخذه مَعها الي فِراشها كَي تَحكي لهُ احدَى قِصصها الخَياليَّة التي يشتريها لها
كان مِن المُفترض ان يَحكيها هو لَها لَكِّن عَمله المُتراكم يَجعله مُتعب للغايَة لِذا كانَت مَن تُنيمهُ في حُضنها و تَحكِ لهُ حتَّى تجدهُ غَفى
كانَت تُشاركه المؤتمرات الصحفيَّة و الاجتِماعات الهامَّة و تُشجعه في كلِّ مرَّة يشعُر فيها بالاحباط ، في كُل مرَّة يود فيها الاستِسلام و تَرك كُل شَئ وراءَه تقفُ له بالمِرصاد و تُذكِّره انهُ بَطلُها الشُجاع
لَم يَكُن يمتلِك امرأة تُسانده و تُشاركه حَياته
لَكِّنه امتلَك ابنَة تُشجعه على الاستِمرار
اقترَب مِنها بَعد ان احاطَ وَجنتيها لِينخفض يُقبِّل جَبينها بِحُبٍ بالِغ جَعل الدُموع تستوطِن عيونِها " كَبرت اميرَة البابا و سَتتركه " هَمِس لَها لِيبتعد يُناظر كُحليتيها الغارِقَة بابتلالِها " انتِ اجمَل عروس رأتها عَيني "
سويون قامَت بِمسح دُموعها التي تجمعَت عَبر تأملهُما لِتزَّم شِفاهها بخفَّة " كَم هو جَميل ان تَحصل الفتاة عَلى أب مُحِّب ! ايڤا محظوظَة بوالِدها " هَمست بإبتسامَة دافئَة تُراقب الصغيرَة و هي تَمسح دُموع والِدها مُتناسية خاصتِها
" انا لَن اتركك مَهما حَدث ، ساتي لِزيارتك كُل يَوم و استولي عَلى منزلك و مَكتبك و كُل مكان تتواجَد بِه " رَدفت بِنبرةٍ مُهتزَّة باكِيَة بينَما تمسحُ باصابِعها دُموع أبيها التي انهمَرت رُغم مُحاولته الماسَة بالإتِزان " ان لَم تأتي انتِ سآتي لِجلبكِ رُغمًا عنكِ ، فهمتِ ؟ " هَمس لَها لِيجذبها الي حُضنه
يَشعُر انَّ مؤنسته التي هوَّنت عَليه ثقل تلك السَنوات تُغادِر لِتتركهُ وَحيدًا ، لَطالما كانَت هي كُلَّ شَئ ، الام و الاخُت و الصَديقَة للدرجَة التي انستهُ اهميَّة وجود شَريكة حياة فلَم يكترِث للجانِب الغريزيّ كَثيرًا
انشِغاله بالسياسَة و بايڤا انساهُ تمامًا جانِبه العاطِفيّ
لَكِن بالنسبَة اليه كانَت كافيَة
اومأت لَهُ لِتمسح دموعها بِسُرعَة حينَما رأت تايهيونغ يتقدَّم ناحيتهما " انت تَجعلني ابدوا بشعَة امام خَطيبي ، تَوقف عن جَعلي أبكي " قالَت مُمازحَة لِمن جَفف دُموعه هو الأخَر و ابتَسم مُلتفًا الي خَطيب ابنتِه
تايهيونغ تقدَّم منهُما بإبتِسامَة واسِعَة حينَما وَقعت بُندقيتاهُ عَلى خَطيبتِه التي تَزيَّنت في أبهَى اطلالتِها مِن أجلِه
شدَّت على يَد أبيها بينَما تُناظِره بِسعادَة غامِرَة حَيثُ وَقف قُبالتها و إنحنَى بإحتِرام الي والد خَطيبته " سيد جُيون "
جونغكوك ناظَرهُ بينَما يُمسك يَد طِفلته برقَّة حيثُ ادار بِوجهه نَحو صغيرتِه التي تُناظر خَطيبها بِحُب ، إبتَسم قَبل أن يَنطِق " انتَ تَعرِف ان نَزلت دَمعة مِن عُيونِها ماذا سَيحدُث ..؟ " نَظر في بُندقيتيّ تايهيونغ الذي ابتَلع ريقه
" ستجد المِرواحِيات تُحلِّق فوق سقف بيتِك لِتدفعك ثَمن كلِّ دَمعة تسقُط منها " نَطق بِجديَّة تامَة جَعلت العَريس يَتحمحم مُعتدِلاً في وَقفته " الهي مُزاح وزراء الدِفاع الجويّ لَطيف نوعًا ما " نَطقت ايڤا بينَما تقرع كَتف والِدها الذي ناظَرها بِحاجبٍ مَرفوع " لستُ امزَح "
" لا تنظُر اليّ هكذا ابي " قالَت مُتحمحمَة لِترتخي مَلامحه الجديَّة لاخرَى دافئَة تحملُ في نَظراتِه الكَثير من الحنيَّة " انَّه صعب عليّ تسليمك هذِه اليد ! لَكِن دام قَلبُها اختار سأفعل " نَظر نحو يد طِفلته التي يَحتويها بِحُب
انحنَى لِيُقبلها قَبل ان يَنطِق بِحُزن " كوني سَعيدة ارجوكِ " هَمس لَها
اومأت لهُ بِعينين مُتوهِجَتين ثمَّ وضع يدِها بداخِل كَفِّ تايهيونغ الذي سَحبها اليه و أوقفها الي جانِبه مُباشرَة ، قام بِتقبيل جَبينها بِدوره تَحت نَظرات جُيون المُنزعجَة " ليسَ امامي ! انا اغارُ على ابنتي "
ضَحكت ايڤا بِخفَّة لِتشابِك يدِها بذراع خَطيبها " ابي اتظن اني لا اغار عليك مِن زوجتك ؟ جرِّب شُعوري " اخرجَت لسانِها لهُ
كشَّر جونغكوك بِملامحه لِيتذكَّر زوجتِه الواقفَة وراءِه " تذكَّرت ! اين سويون ..؟ " التَفت برأسها بَحثًا عَنها
وَجدها تسلُك طريقها الي الداخِل فتعجَّب و ناظَر ابنته و خَطيبها " اذهَبا للتسليم على الضُيوف ، سأعود مع سويون "
اومأت لهُ ايڤا بِرفقة تايهيونغ و تَوجها كِليهما الي الخارِج حيثُ قام هو بِلحاق امرأته التي وَجدها في دَورة المِياه
استَمع الي صَوت استفراغِها الصادِر من الحمَّام ، شَعر بالقلق يُداهمه لِذا سُرعان ما قام بِدفع الباب لِيجدها جالسَة على الأرض تستفرِغ عند المِرحاض بِملاىِح شاحِبَة مُصفرَّة " سويون ..؟ "
تقدَّم مِنها ليجلِس على رُكبته بِقربها لِيجدها تَضع يدها امام وَجهه حَتى تُبعده بينَما تُخرج ما بإحشاءِها ، اَخفض لَها يدِها لِيُمسك بشعرِها المُتناثر و يَرفعه عاليًا حتَّى تستفرِغ براحِتها
" مابكِ ؟ هل تناولتِ شئ لم يُلائمكِ ..؟ " نَطق بِقلق بَعد ان سَحبت منديلاً و راحَت تُطبطب بِه على شَفتيها بِتَعب ، ناظرتهُ بِعينين عند اطرافِهما الدُموع لقوَّة استفراغِها " اظنًّ اني اُصبت بالبَرد "
" هل اخذُكِ الي المُستشفَى ..؟ اكشفُ عليك ؟ " سألها بإهتِمام لِيخفض شَعرِها المجعَّد عند نهايتِه بِرفقة دبوس شَعر عِند القمَّة يُعطيها مَظهرًا انيقًا
مَسكت بيدِه لِتقف بِصعوبَة و تُناظِره بِتعَب نافيَة " اظنُّ اني بحاجَة الي الراحَة ، انا حينَما اُتعب نفسي بالتَفكير امَرض و استفرِغ كَثيرًا "
" وجهكِ مُصفَّر ! انتِ لستِ طبيعيَّة سويون " رَدف بينَما يُمسِك بِوجنتيها يَتحسسهُما بِرقَّة " هل آخذك للاعلى حتَّى تستريحين ؟ همم ؟ " نَظر بداخِل عَسليتَيها الذابلَة حيثُ نَفت تعترِض
اخَفضت لهُ يَديه و قالَت " انا بِخَير ، احتاجُ لتناول شَئ استعيدُ به طاقتي فَحسب ، هيَّا ايڤا في انتِظارِنا "
افلَتت يَديه لِتسلُك طريقها الي الخارِج بِخُطواتٍ مُبعثرَة ، تَنهَّد جونغكوك لِيفرقع رَقبته قَبل ان يَلحق بِها و يُحيط خَصرِها يُسندها عَليه " سأكونُ الي جانِبك "
نَظر اليها بَعد أن اسنَد يدهُ بداخل جَيبه و الثانيَة يَدفعها للاتِكاء عَليه كي تُوازن مَشيتها ، رَفعت عَسليتَيها نَحوه تُراقِب مَلامحه الوَسيمَة بِبدلته الرماديَّة المَتحوفَة على جَسدهُ بشكلٍ مِثاليّ للغايَة
زمَّت شِفاهها لِتومئ و تَرفع يدها تضعها عَلى خَصره بِدورها مُغادرَة معهُ الي الحَديقة حَيثُ يَجتمعُ المَعازيم ، نَظرت الي اشهَر فَرقة موسيقيَّة عازِفَة تجلسُ بالقُرب مِن المَسبح بينَما يطلِقون تلك الالحان الرومنسيَّة و الكلاسيكيَّة
الفريق التصويريّ الذي يَجتمع حَول العروسين و يَلتقط لهُما عدَّة صُور تِذكاريَّة
ابتَسمت لِتقف بِجانب زَوجِها عند أحَد الطاوِلات في المُقدمَة حَيث قدَّم النادل لَهُ كأسًا من الخَمر و حينَما واشَكت هي على أخَذ واحِد مَنعها و أمره بِجلب عَصير الفواكِه لَها
ناظرتهُ بِغَيض " لَقد دَخلت السِن القانونيّ على فِكرَة ! استطيعُ الشُرب "
" لا انتِ مريضَة ، الخَمر سيضُّرك " اعترَض قائِلاً لِيناظِرها بجديَّة حيثُ امال رأسه مُكملاً " ثمَّ من سَمح لكِ حضرتكِ ان تكونين بِكل هذا الجَمال .. ؟ "
تحمحمَت حينَما أحرَجها باخرِ حَديثه لِيتدفق الدَم الي وَجنتيها مالئًا وَجهها بالحَياة مُجددًا ، نَظرت امامَها بينَما تُعيد شَعرها الي الورَاء " انا دَومًا جَميلَة "
" صدقتِ القَول " أيدَها ليأخذ كأس العَصير من النادِل و يُقدمه لَها ، اخذتهُ منه و احتَست القليل بينَما تُراقب تايهيونغ و ايڤا يلتقِطان الصُور
" كيف وافقت بِهذه السُهولَة ..؟ " سألته حينَما انتابَها الفُضول ، ناظَرته ما إن اطال صَمتهُ و عُيونِه عَلى تايهيونغ الذي يُعانق خَصر ابنتِه و يُقبِّل جَبينها
" تايهيونغ رَجل جَيِّد " نَظق بَعدما ابتَسم بِجانبيَة ليحتَسي من شَرابه مُوجِهًا عَيناهُ الي المَسبح أمامَه " مالذي يَحدُث ..؟ هل تُخفي شيئًا مُجددًا عني ؟ " ناطرتهُ بِشك تُراقب مَلامحه المُبتسِمَة بِخُبث
" انا افضِّل ان ابقي عَملي السياسيّ بعيدًا عنكِ زَوجتي العزيزَة " قال بينَما يبتسِمُ بِجانبيَة و يتجرَّع من خَمرِه ، سويون كشَّرت بِغيض لِتشرب من عَصيرها " يالَك مِن مُراوِغ ! "
" لَقد أتى الزَعيم " هَتف مُبتسِمًا قاصِدًا مارك الذي يتجِّه نحوهُما ، سويون قرنت حواجِبها بإنزِعاج ما إن تَقدَّم زَوجها لِمُصافحَة الاخَر بإبتسامَة " لِما استغرقت كُل هذا الوَقت لِتصل ..؟ "
" مابه هَذا أفقد عَقله ..؟ " تمتمَت سويون بِحاجبٍ مَرفوع حيثُ رأت الاكبر سِنًا يُعانِق زَوةخا و يُطبطب على ظَهرِه " كانَت لديّ اشغال اُخرى "
قدَّم لهُ عُلبة مُغلفَّة و نَطق " هديَّة الخُطبة ، لازالت خاصَة العُرس اكبر " غَمز لهُ لِيُحوِّل عينيه الي سويون التي تَحمحمَت و سارت مُبتعدَة عنهُما
ذَهبت للوقوف بِجانب جونغهي التي تَلتقط الصُور الي نَفسها و تُرسلها الي عَشيقها لتأخذ رأيه باطلالتِها " هل مِن خَطب سيدَة جُيون ..؟ " ناظرتها مُتعجبَّة
سويون حَدقت بِها لِتنفي " لا انا بِخير " شَربت من عَصيرها بينَما تُراقب زَوجها يُحادِث مارك بالقُرب المَسبح " * هل يَتودد لهُ كي لا يَكشف سِرَّه ..؟ هل انت مِن هذا النَوع حقًا جُيون ؟ * " شدَت على يدِها بخفَة
زَفرت بِضيق لِتقترب جونغهيون مِنها " هيَّا سويون تعالي ، انتِ من سيمسك بِصينيَة الخواتِم " رَدفت ام زَوجها و سَحبتها مَعها من يَدها
مدَّت لها تلك الصينيَة الذهبيَّة التي تحتوي عَلى خاتم كُل من ايڤا و خَطيبها بِرفقة بعض الورود البَيضاء و الزهريَّة تحسُّبا للديكور
وَقفت بِجانب ايڤا و تايهيونغ الذان قابَلا بَعضهما أمام كُل الحُضور من اجل تَبادل الخَواتم ، جُيون تقدَّم لِلانتِصاب بِجانب زَوجتِه المُبتسِمَة لاجل صديقتِها
" و الأن حان وَقت تبادل الخَواتم بين العَروسين " المَسؤول عن الموسيقَى قام بالتحدُّث عَبر المايكروفون حَيثُ بدأ الجَميع بالهِتاف و التَصفيق
ايڤا ابتَسمت بسعادَة لِتمُّد يدها الي خَطيبها هامسَة لهُ " اياك ان توقِعه "
انتَشل تايهيونغ الخاتم بِيد مُرتجفَة بينَما يبتلِع ريقه " اُصمتِ كي لا اوقعه في المَسبح " هَمس بِدوره لِيُحاول الإبتسام خافيًا توترُّه امامَ تلك الكاميرات المُصوب ناحيتهُما
اقشعَّر بدن سويون حينَما حاوَط زَوجها وِسطها و ألصَقها بِه من الجانِب بينَما يُناظِر ابنتِه التي تتلقَّى ذلك الخاتم في إصبعِها
ارتعَشت يَديها التي تُمسك بتلك الصينيَّة لِترفع عَينيها الي زَوجِها المُبتسِم بسعادَة لِفرحَة طِفلته ، ناظرتهُ لوقتٍ جَعله يشعُر بعيونِها عَليه لذا اخَفض رأسهُ نَحوها يُطالعها كَما تَفعل هي
تَلاشت ابتِسامتهُ الواسِعَة لِتتحوَّل الي اُخرى هادِئَة و رَقيقة لِلغايَة يتأمل عُيونها اللامِعَة بِفعل انعِكاس ضَوء القَمر بداخِلهما ، لِوهلَة شَعر بِتلاشي كُل الحُضور و بَقاءِه وَسط ذلك العَزف الرومانسيَ بِمُفردِه مع امرأته التي تخصُّه
يَستطيع الشُعور بِنبضات قَلبِه التي تَنبِض بِصَخب مع كلِّ ثانيَة تمُّر و عُيونه لا تُرفع عَن خاصتِها التي اطالَت النَظر اليه ، ابتدأ يَسمع هِتاف الحُضور العاليّ و هُم يُردِدون " قَبِّلها ، قَبِّلها ، قَبِّلها "
اخَفض بَصرهُ الي شِفاه امرأته التي تاهَت بِدورها في عالِمها المليئ بالتَسؤلات التي لَم تجد لَها حَلاً ، احسَّت بانفاسِ زَوجها تقترِب مِنها و مِن شِفاهها ما جَعل دقَّاتُها تتسارَع كُلَّما قلص المسافَة بينهُما حتَّى عَدمها نهائيًا
اغمَضت عَسليتَيها حينَما قام بِتقبيلها لِتشُّد عَلى الصينيَّة بين يَديها بقوَّة تُنصت الي اصواتِ قلبها العالٍ ، كان سَعيدًا للغايّة بِقربه مِنها
يُعبِّر عن سعادته بِاضطرابِه و صَخبه العالٍ حينَما يَدنوا مِنها
جُيون قرَّبها نَحوهُ اكثَر من خَصرِها بينَما يَنغمسُ اكثَر في لَثمِها يسترجِع حقَّ شوقه اليها ، في حين انَّها مُتجمدَّة مكانَها لا تَعي حَقيقَة ما يحدُث
كليهما تناسيَا المَعازيم الذين هَتفوا بقوَّة و بدئوا بالتَصفيق ، اصواتِهم العاليَة ايقَظت جُيون من شُروده لِذا سُرعان ما إبتعَد عن امرأته التي فَتحت عَسليتَيها تَنظُر للانحَاء ، احمَّرت وَجنتيها بِخجَل حينَما رأت ايڤا و تايهيونغ الواقفات امامَهما يُصفقاو لَهُما و يَهتفان بصوتٍ عالٍ
اخفَضت رأسها بإحراج لِتدلِّك رَقبتها قَبل أن ترفع عَينيها الي زَوجها تُناظره بحدَّة ، شَهقت ما إن لَمحت شِفاهه المُغطاة باحمرِ شِفاهها لِذا سُرعان ما اوقعَت الصينيَة و دَنت تضعُ يدها عَلى فَمِه
ضَحكت ايڤا بِصخَب كَما فعل الجَميع على تَصرُّفها العَفوي حيثُ قامت بِسحبه معها الي الداخِل تَحت نَظرات الحُضور لَهُما
مِنهًم لم يستحِّب رؤيتهما مَعًا
كَمارك و تلك المرأة الثلاثينيَّة مَثلاً
اوقفتهُ بداخل المنزل بَعيدًا عَن صخب الحَفل لِتقوم بِجذب المنديل الذي يَضعه بداخل سُترته و الاقتراب مِنه ، مَسكتهُ من ذَقنه و بدأت بِمسح فمه بينَما تُعاتبه " لا اُصدِّق كيف تمكَّنت من فعل ذَلك امام الحُضور ! الا تستَحي ! " وَبخته و هي تُبعد احمر شِفاهها الذي تبعثَر حَول وَجنتيه و اسفل انفِه
" لكنكِ لم تعترِضي ! " قال مُدافِعًا عَن نَفسِه بينما يقطِب حواجبه بخفَّة فشفاهه تُعرَّض للتعنيف بَعد مَسحها القويّ لَهما " ياا على مَهل "
" انا كنتُ مصدومَة ! كيف لم اعترِض هذه ؟ لقد صُدمت حسنًا " نَطقت بإنفِعال لِترمي المنديل جانِبًا بينَما تقضم شَفتها السُفلى و تمسحُ على اسفل شِفاهه بابهامها " اللعنَة عليه هذا مابِه لا يُزال " تمتمت بِغَيض
امَسك جونغكوك بِمعصمها لِيرفع يَدها عاليًا و يَجذبها اليه حتَّى اصطدَم صَدرُها بِخاصتِه ، حدَّق في عَينيها عن قُرب بينَما يُميل رأسه " مَصدومة ..؟ بَل كنتِ تائهة تمامًا بي ، كَما تُهتُ انا حينَما سلبتني عَيناكِ من حَاضري " هَتف بنبرةٍ هادئَة تَسببت لها بِقشعريرَة و رَعشة خافِتَة
" ل..ليس صحيحًا " اعترَضت تُنفي بينَما تُحاول سَحب يدها منهُ ألا انَّها سار بِها الي الأمام حتَّى اصطدَم ظَهرُها بالجِدار و حاوَطها ضِده " بلَى ، اُنظري الي عَيناي و اخبريني انكِ لم تَتوقي الي تلك القُبلة كَما فَعلت انا ؟ "
" جُيون " نَطقت بإسمِه بَعد ان رَفعت يدها تَضعُها على صَدره حتَى تُبعده " المعازيم في انتِظارك ، لِنذهب " اشاحَت بِوجهها الي الناحيَة الاخرَى ترفض النَظر اليه و مُواجهته ، فَهي مُجرَّد كاذبَة تَتوق اليه بشدَّة
لفَّ انامِله حَول ذَقنها لِيُدير رأسها صَوبه حتَّى تُواجِهه عُيونِها التي تُفشي أسرارَ حُبها الكَبير لَهُ ، العُيون لا تكذِب البتَّة
" اُنظري اليّ " هَمِسَ لَها يُحاول جَذب انتِباهِها ، كانت تُشتت بَصرُها بعيدًا عن مُتناول سَماءِيتَيه الليليَة بينَما تصطكُّ عَلى أسنانِها بِغَيض " جُيون "
" عُيونه و روحُه و كُل ما يَخصُّه " اجابَ بِدوره بشكلٍ يُعجِزُها عَن الرَّد ، تِلقائِيًا اخفَضت عَسليتَيها من السَقف الي كُحليتيه التي تُناظِرُها بِكل هِيامٍ و حُب بالِغ ، تومِض بِلهب الشَوقِ و العِشق
هي مُنيرَة تمامًا كَقلبِها الذي يُضيئ دواخِلها عِند قُربه
هو لِما يُجيد التَلاعب بِها الي هَذا الحَد ..؟
مالَهُ يُعاملها بكل تِلك الرِقَة حتَّى يستصعِب عليها مُخاصَمته ..؟
كُل مرَّة تُتاح لهُ فُرصَة مُغازَلتها هو لا يَبخل بَل يبذُل قُصار جُهده لِيرَى تورُّد خُدودِها و خَجلها الذي يَروق لهُ
قَد ترى خَجلُها احيانًا عائِقًا لَكِن بالنسبَة اليه يَجِده شيِّقًا ، أن يستكشِفها رويدًا رُويدًا و يستئصل حَياءها بِبُطئ ، كُل عَيب تراهُ بِها هو يَراهُ ميزَة
بالنِسبَةِ اليه اُنثاه لا تُقارَن
اُنثاه مُميزَّة
" الجَميع في انتِظارنا " هَمست لهُ حينَما تاه كِليهما في عيون الأخَر مُجددًا ، قام بأخَذ المِنديل مِن بين يَدِها ليقترِب يَمسحُ جوانِب شِفاهها بِهدوء " انتِ لم تَريّ شَكلُكِ "
" كَيف هو شَكلي ..؟ " قالَت شاهِقَة حينَما أدركَت انها بِلا شَك تلطخَّت كَما فَعل هو ، سَكُنت بين يَديه و هو يقومُ بِمسح آثار جَريمة حُبهما العَلنيَّة بإبتِسامَةٍ جانِبيَة " مُــثـيــرَة يا إمرأتي "
زمَّت شِفاهها بخفَّة حينَما ابتَعد عَنها و نَطق " ساخرُج قَبلكِ اذًا ! اظنُّ انه عليك التَعديل على احمرِ شفاهك فَهو تبعثَر تمامًا "
" كُله بسببك ، انت لا تَخجل جُيون لا تمتلك ذرَّة حياء واحدَة ! اشكُّ اساسًا الذي حَدث في السكن كان حُلمًا " رَدفت بانفِعال بينَما تسيرُ نحو الدَرج و تطرُق باقدامِها على الارضيَّة بِغيض
ضَحك بخفَّة بينَما يُراقبها تَصعد بعصبيَّة الي جَناحهما ، دَخلت الي الغُرفَة لتسير تُناظر شَكلها في المرآه بِعُبوس " مابه يَتحاقرُ عليّ هَكذا ..؟ " جَلست على الكُرسي لِتجذب اسفنجَة كريم الاساس تُطبطب بها اسفل شِفاهها
رتبَت مكياجِها قبل أن تُعيد وَضع احمر الشِفاه خاصَتها بِدقَّة ، حَمِلت عِطرها لِتَضع مِنه القَليل بينَما تبتسِم بخفَّة حينَما تذكرَّته
تلاشَت ابتسامتها بِسُرعة ما إن ادرَكت نَفسها لِتخبط رأسها " غبيَّة ! لا تكوني خَفيفة هَكذا يضحكُ عليكِ بِكلمَتين ، ابقي عند مَوقفكِ الي أن تَجدي اجوبَة على اسئلتكِ " هَتفت لِنفسها لِتعدِّل شَعرِها
جُيون خَرج من المَنزِل الي حَديقَة قَصرِه حيثُ يَقبع الحَفل المُتواضع ذاك ، كانَ يَضع يَديه في جُيوب بِنطاله بينَما يَبحث عن ايڤا بِعَينيه ، سَقط قَلبُه في بِنطاله بِمُجرَّد أن رأى رَجلّ اربعينيّ يَقف عند احدى الزَوايا في الحَديقَة و عَيناهُ على طِفلته التي تَضحك مع خَطيبها
شدَّ على قَبضتهُ بِقوَّة لِيصطَّك على أسنانِه مُهسهسًا " مالذي يَفعله ذاك الحَقير هُنا ..؟ " سُرعان ما جرَّ بِخُطواتِه نَحوه حتَّى انتَصب امامهُ يُناظره بحدَّة
" مالذي تَفعله هُنا ..؟ كيف اتيت ..؟ " سأله بِنبرةٍ حادَة توجِّه الاساءَة لِمَن ميَّل رأسهُ ساخِرًا بينَما يحتسي من كأس الخَمر الذي جَلبه له النادِل " اتيتُ لاحضر حَفل خُطوبَة ابنتي ..! اليسَ مسموحًا لي ..؟ " هَتف مُجيبًا بشكلٍ استفزَّ الاصغر بشدَّة
جونغكوك تقدَّم منهُ خُطوَة اضافيَّة يودُّ لو يُسدد له لَكمة في مُنتصف وَجهه ألا انَّه في مَحضرٍ لا يُناسب عَصبيته البتَّة
" اسمَع ايها العاهِر ، ان جَلبت سيرتها مُجددًا ، ساقطعُ لسانك " هسهس لَهُ لِيدفعهُ الي الخَلف من كَتفه " غادِر ! هيَّا انصرِف " اشرَّ لهُ بالرَحيل
" لِما عليّ الرَحيل في حين انّي الوَصيّ عليها ؟ اليست طِفلتي ؟ " نَطق جونغ ووك بِحدَّة بِدوره لِيدنوا من اخيه مُكملاً " ام لانكَ ربيتها صدقَت نفسك انك والِدها ! انها مِن نطافي انا ، اسمِعت ؟ "
جُيون اخفَض رأسَهُ لِيلعق وَجنته مِن الداخِل يُحاول السيطرَة على نَفسه كي لا يَنقض عَليه وَسط ذاك الحَشد المُلتَّم و الكاميرات المُحيطَة بالأنحاء
" اسمَع ان كُنت هنا لاثارَة الجَدل ! فانت ستمسح بكرامتك الارض لا غَير ، يُفضَّل ان تَرحل قَبل أن استدعي الحَرس لجرجرتك كالكَلب الي الخارِج امام الجَميع "
جونغ ووك ابتَسم ساخِرًا لِيحتسي كأس الخَمر كامِلاً و يُلقيه جانِبًا ، تقدَّم خُطوَتين من اخيه ثمَّ نَطق " انا لا اخافُ منك ، انت تظلُّ اخي الصَغير مهما كَبُر مُستواك و علا مَنصبك ، اتظنُّ اني ساظلُّ اشاهِدك تسرِق ابنتي مني اكثر مِن هَذا ..؟ "
" الن تُغلق فَمك ..؟ " نَطق بِحدَّة مُهسهسًا من اسفلِ اسنانِه ، عَقد حواجبه بخفَّة حينما سَمع صَوت ايڤا من وراءِه و هي تقترِب مِنه " ابي "
التَّف بِرأسه نَحو صغيرتِه التي جرَّت خُطواتها اليه بينَما تحملُ مُقدمة فُستانِها كي تَسيرُ براحتِها " ابي كنتُ ابحثُ عنك " نَظرت نحو جونغ ووك الذي يُشاهدها و هي تمشي ناحيتهِما
وَقفت الي جانِب جونغكوك الذي شَتم تحت انفاسَهُ لكنهُ اظهَر ابتسامَة عَذبة الي صغيرتِه التي تُناظر جونغ ووك بإستِغراب " مَن يكونُ هَذا ..؟ " حَدَّقت في الوَزير الذي حاوَط خَصرها و قرَّبها اليه
عاوَدت نَقل عُيونِها الي جونغ ووك الذي يُناظرها عَن كَثب ، قَطبت حواجِبها بخفَّة بِحاجبٍ مَرفوع تنتظِر ردًا مِن كليهما
جونغكوك بدأت يَداه بالتعرُّق و هو يَضغطُ على خَصر ايڤا التي تتبادل شوطًا مِن النَظرات مَع جونغ ووك ، قَلبه اضطَرب و لِسانهُ ثَقُل بشدَّة بينَما يُراقب مَلامح أخيه المُبتسمَة و هو عَلى وشكِ تقديم نَفسه
نَفى لهُ بِرأسه كي لا يَنطِق بالذي يُفكِّر بِه حيثُ حَوَّل جونغ ووك عَيناه الواثقَة الي أخيه الاصغَر يُناظره بِمُكر شَديد
ايڤا نَظرت الي جونغكوك المتوتِّر لِترفع يدها تَضعها على جَبينه " ابي انت مُتعرِّق ؟ " قالَت مُتعجبَّة قَبل ان تُصوِّب كُحليتيها الي الاكبرِ سِنًا حينَما حرَّك شِفاهه ناطِقًا بِما سَكب المِياه البارِدَة عَلى جَسد مَن يُحاوطها
" انا اُدعَى جُيون جونغ ووك ، والِدُكِ "
•••
6845 ✔️
اهلاً اهلاً يا حِلوين ♥️
كيف حالكم مع تشابتر اليوم ..؟
عُدنا بالزمن الي الوراء قبل التقاء ريڤين و سويون ، كان بودي اضيف الجُزءية هذيك بنهاية التشابتر بس صار مرة طويل لذلك بالقادم ان شاء الله
تتوقعون ايش رد فعل ايڤا ..؟
اكثر جزءية نالت اعجابكم ..؟
توقعاتكم للقادم ..؟
سويون حتتقبل جيون ولا لا؟
الجزءية الخاصة بجيون و ايڤا حرفيا خلتني ابكي 🥹
اراكم في التشابتر القادم ان شاء الله اهتموا بانفسكم ♥️
.
.
.
فستان ايڤا
فستان سويون 🤍
جُيون قاهر قلوب الفتيات ✨
شذا الجَمال يا ابن كيم 🥹
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top