Husband | 36
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء السادِس و الثَلاثون 🦋
لِنَبدأ
•••
فَتحت عَسليَة العَينين جُفونِها تَكشِف عَن مُقلَتيها التي اتسعَّت بِمُجرَّد ان طَرأ على ذاكرتِها احداث مَا جَرى ، جَلست مَفروعَة و العَرق يَتصببُ مِنها لِتلتفِت الي الجِهتين تتفقَّد ذلك السَرير المُنكسِر
عَبثًا ..! السَرير سَليم تَمامًا و الغُرفَة مُرتبَّة و نظيفَة
تنفسَّت بإرتياح بَعد ان ادركَت انها كانَت تحلُم فَحسب ، مَسحت تعرُّق جَبينها لِتناظِر الانحاء " رُبما لَم اكُن احلم و جُيون صلَّح السَرير ..؟ ايعقل انهُ حَدث حقًا ..؟. " تمتمَت قائِلَة لِتُبعد الغِطاء عَنها و تَنزِل الي الاسفَل
دَخلت الي الحمام في القُسم العُلوي الخاص بالفَتيات و بدأت بالاستِحمام بينَما تُفكِّر ، عَقلها مُشوَّش لِلغايَة مُؤخرًا ، قَلبها يستمِّر بالانقِباض كَما لو انهُ يؤشِّر و يُخبرها عن حُدوث شَئ سَئ قَريبًا
هي تَكرُه احساسُها ، لانَّه دَومًا على صَواب
خَرجت من الحَمَّام بَعد ان ارتَدت مَلابِسها و قامَت بِتجفيف شَعرِها ثمَّ نَزلت الي الأسفل بِثيابها الشتويَّة الدافِئَة ، بِنطال جِلديّ اسَود مع جاكيت بِنفس اللون و ذاتِ الخامَة ، شَعرُها العَسليّ جَمعتهُ عالِيًا لِتقوم بِربطه على شَكل ذيلِ حِصان مُسدلَة القليل مِن الخُصيلات المُتناثرَة على جَبينِها و اطرافِ وَجهها المَلائكي
وَضعت مِن عِطرها المُفضَّل و الذي اساسًا يَكون خاص بالأطَفال ..!
ذَلك سرّ من اسرارِها ، هي تُحب وَضع عطر الاطفال ، يُشعرها ذلك بالدفئ ، النُعومَة و النَظافَة ، انتِسابًا الي شَخصيتها الطُفوليَة ايضًا
بَحثت بِعينيها عن زَوجها الذي وَجدتهُ يُجري أتصالاً في الرُدهَة ، بَدت مَلامِحهُ جِديَّة مُتعصبَّة و هو يَقرِن حواجِبه بِشراسَة بينَما يُدلِّك مابينهُما باصابِعه
تذكَّرت ذلك الحُلم الذي سَبب لها قِشعريرَة ما إن مرَّ على ذاكرتُها لَحظة تحرًُشه بِخصرها النَحيل و مُغازلتها بِكِّل تلك الجُرأة
ابتلَعت ريقِها حينَما تلاقَت عُيونهَما حيثُ اشاحَت بِبصرها جانِبًا و دَخلت الي المَطبخ ، وَجدت جونغهي التي تُعِّد لنفسها شطيرَة تونَة حيثُ طالعَتها و قالَت " هل تُريدين البَعض ..؟ لَم تتناولي الغَذاء اليوم لقد اسرفتِ وقتك كلُّه بالنَوم "
اخرجَت سويون قنينَة ماءٍ مِن الثلاجَة ثُمَّ جَلست على طاولَة المَطبخ بالقُرب من جونغهي مومِئَة " اني اتضَّور جوعًا " فتحَت الزُجاجَة لِتحتسي مِنها تبلل ريقِها الجاف لِكثرة ابتِلاعه
" منذ ان جئنا الي هِنا و انتِ تنامين بإسراف ، هل انتِ بخير ؟ " رَدفت جونغهي بينَما تضع الشطيرَتين في الة التَحميص بينَما تُناظر سويون التي دلكَّت رَقبتها بِبُطئ نافيَة " فقط اشعُر بالنُعاس طَوال الوَقت ، ثمَّ ليست من عوائدك السُؤال عن حَالي ، مابِك ؟ " نَطقت الامريكيَّة مُتعجبَّة تُحدِّق بالثانيَة
جونغهي أخرجَت الشطيرَتين من الألة و وَضعت كُل من خاصتِها و خاصَة سويون في صَحنين مُختلفيَن ثمَّ جَلست تُقابِلُها ، هَزَّت اكتافِها بلا مُبالاة و ردَّت بينَما تأكُل " لا شَئ ! صَحيح اني مُتنمرة و احِّب ان اُضايق الجَميع لكنِّي اقلق ايضًا على اصدقائي "
" انا لستُ صديقتك " قالَت سويون بينَما تقسمُ الشطيرَة الي نِصفين ثمَّ ناظرتها مُتمّة " انتِ تكرهينني لاني تَزوجت جُيون بدلاً منكِ ، اتخططين لشئ سئ ..؟ " قلصَّت عينيها بِشك بينَما تُناظر مَن ضَحكت ساخِرَة بينَما تفتح علبة الشراب " لِهذا لا اُحب ان اكون لطيفَة ! لان الجَميع يشُّك بي حينَما افعل "
احتَست مِن الشَراب بإندِفاع تحت نَظرات سويون المُتعجبَة ، اكلَت الصغيرَة من شطيرتِها بينَما تهزُّ اكتافِها " ايًا كان ، شُكرًا على هَذِه " رَفعت عُيونِها تَبحثُ عن زوَجِها الذي لازال يُجري ذلك الاتِصال بينَما يسيرُ ذهابًا و ايابًا
" اعتقِد ان السيد جُيون يُواجه مصاعِبًا في عَملِه ، مُنذ ثلاث ساعات يُجري ذلك الاتِصال ، ان تكون وزيرًا امَر مُرهق حتمًا " نَطقت جونغهي بعد ان وَجهت بَصرها الي جُيون الذي يَتحاور بيدِيه بشكلٍ يُظهر انفعالِه ، سويون انزَلت بصرها الي الشيطرَة التي بين يَديها ثُمَّ وَضعتها فوق الصَحن لِتحمله و تَخرُج مُتوجهَة نَحوه
" اذًا هَكذا سَتسري الامور ..؟ جيكوب باشِر بأمرِ نَقل عائلتي الي كوريا ، اخبِر ابي اني سافتتِح لهُ مصحَة خاصَة هُنا لِذا ليسَ عليه ان يَقلق بشأن عَملِه " تَحدث جونغكوك بينَما يُدلك جَبهته يُحاول تَرتيب الافكار التي ملئت رأسهُ دونَ توقُّف ، خَتم ذلك الاتِصال لِيطلق نَفسًا ضيِّقًا لِلغايَة
التفَّ حتَّى يَدخُل الي السَكن لكِّنه تلاقَى بِزوجته التي تَحملُ طبق الشطيرَة و تُناظِره بِعينيها القلِقَتين ، التَزم الصَمت لِفترةٍ و كُحليتاه تتأمل عَسليتيّ مَن دَنت منهُ تتفقَّد حرارتِه بِكفِّ يدها " جُيون هل انتَ بِخَير ..؟ " سألتهُ بإهتِمام بالِغ
هي لا تُحِّب رؤية زَوجِها مَهمومًا
" بَعض المَشاكل في العَمل ، تحدُث " نَطق مُجيبًا بينَما يُخفِض يَدها عَن جَبينه ، رآها تمُّد لهُ طبق الشيطرَة مُتحدثَة بإبتِسامَة حاولت صُنعها بِصُعوبَة " ما رأيك بِتناولها ..؟ لا اظنُّ انك حَضرت الغداء ايضًا ، ستكونُ جائِعًا "
نَظر الي الشيطرة التي قَضمت هي مِنها قُضمَة واحدَة ، عاوَد النَظر اليها ليسأل بِحاجبٍ مَرفوع " هل اكلتِ انتِ ..؟ " وَجدها تومِئ كَذِبًا بينَما تربِّت على بَطنها مُجيبَة " اكلتُ حَد الإمتِلاء ، انهُ دَورك "
امَسك الصَحن عَنها و توجَّه الي الاريكَة الموجودَة في الحَديقَة ، جَلست هي الي جانِبه حينَما فَعل و بدأ بأكلِها بينَما يُناظِر اشجار الغابَة العالِيَة امامَهُما بِصَمت
ضمَّت سويون رُكبتَيها الي بَعضهِما لِتضع يديها فَوقهما تَمسحُ صعودًا الي فِخذيها و نُزولاً بتوتِّر واضِح ، صَمت زَوجِها يُقلِقُها
حاوَلت تلطيف الجَو لِذا ودَّت مُشاركتهُ بِحلمها
" هل قُمت باصلاح السَرير ..؟ " نَطقت مُسترسِلَة بإبتِسامَة بعد أن طلَّت عَلى مَن وجَّه ابصارهُ نَحوها باستِغراب " ايّ سَرير ..؟ "
" قَبل أن ننام اخبَرتني انك سَتتولَى امرهُ ، لابد انكَ اصلحتهُ و انا نائمَة " نَطقت مُبوزَّة شِفاهها الكَرزيَة تُناظِر في عينيّ من نَجحت في تَشتيت انتباهِه على افكارِه التي تُقلِقه " ننام ..؟ متَى حدَث هَذا ..؟ " سألها بِحيرَة بينما يُراجِع ذاكِرته ، لم يتوقَّع ضِحكة سويون و هي تَضرِب كتفه مُمازحَة " هيَّا جُيون اتخجُل ام ماذا ..؟ "
وَضع الشطيرَة فوق الصَحن يُناظرها بِحاجبٍ مَرفوع " اخجلُ مِن ماذا ..؟ "
تحمحمَت مِن جديته الغيَر اعتياديَة ، لَطالما كان سلِس التعامُل مَعها لَكِّنه الان جِديّ بشكلٍ يوتِرُها ، اعتَدلت في جَلستها لِتضع قَدم فوق الاخرَى قائِلَة " انهُ حينَما فَعلنا ذَلك .. انت تَعلم الشَئ الخاص بالمُتزوجين ، ثمَّ انكَسر السَرير "
" مَتى فعلنا ذَلك ..؟ اي سَرير انكسَر تقصدين ؟ خاصَة المنزل قد اتصلتُ بالعامل ليصلِّحه بالفِعل منذ البارِحَة " رَدف بينَما يأكُل مِن الشيطرَة بَعد ان ابعَد كُحليتاه عَنها " يا ليسَ خاصَة المَنزل ، ايش انت مُعتاد على تكسير الأسرَّة حتى في أحلامي " تمتمَت مُدحرجة عَينيها
ناظَرها مُندهِشًا مِن اخِر ما قالَت ، ميَّل رأسَهُ يُناظرها بإهتِمام " هل حَلمتِ بي ..؟ "
" اجل فعلت ، كان حُلمًا انتهَى به المَطاف بتحطيم السَرير في الأعلَى " اشرَّت على الطابِق الثاني مِن السَكن ثمَّ ناظَرتهُ عابِسَة
" من الجَيد انهُ كان مُجرَّد حُلم ، ماهذه التَفاهة و قلة الحَياء ..؟ " رَدف ساخِرًا لِيضع الطَبق فوق الطاوِلَة حيثُ ناظَر زوجتِه التي تجمَّدت بينما تُناظره " قلة حَياء ..؟ يا جُيون انت لديك حَياء اساسًا ..؟ "
ناظَرها بينَما يُبعث فُتات الخُبز عن اطراف شِفاهه مُتحدِّثًا " لا ، ليسَ لديّ حياء معكِ لَكِن هُنالك امورٍ لَديها حُدود خصوصًا الاشياء الخاصَة بي و بِك لن آتي استعرِضُها امام طَلبتي ، تِلك تُقلل مِن احتِرامي "
حَدق في عَينيها مُكمِلاً بِنبرةٍ هادِئَة و راكِزَة " نحنُ مُتزوجان لَكن ذلك لا يُعطيني الحَق بِلمسك اينَما اشاء ، انا احتِرم الاماكِن الخاصَة كَهذِه ، اتعتقدين انهُ من اللائِق أن المِسُكِ في حُجرةٍ خاصة في الفَتيات في حين ان الجَميع يَعلم بالفِعل بحقيقَة ما نَفعل ..؟ ساجلبُ الحَديث لِنفسي و انا كَـ جُيون أكره من يَجلبُ سيرتي ، سواء عنٍّي او عَن زَوجتي "
ناظَرتهُ سويون بِعيونٍ مُوسعَة دون ان تَرمِش و هي تُنصِت اليه ، اومأت لهُ تُوافقه الرأي ثمَّ اخفَضت رأسها تَخبطه بخفَّة " لابد انَّ روايات ايڤا الغبيَّة اثرَت عليّ ، اتعتقِد اننا في رِواية ما ..؟ " تمتمَت تُخاطِب نَفسها
رأتهُ يَستقيم مِن مَكانه بينَما ينفِض يَديه فنَهضت معهُ و مَسكتهً من ذراعه حينَما رغب في تجاوُزِها و الدُخول ، تَوقف عن المُضي قُدمًا لِينظر في عَينيها حينَما لَفت اصابِعها الرَقيقة حَول عِضده المُعضَّل تُحدِّق به بِحُزن
" جُيون هل انتَ غاضِبٍ منِّي ..؟ "
سألتهُ بينَما تحتضِن بؤبؤ عَينيه الكُحليّ بِحُزن واضِح من نَبرتِها " لستُ كَذلك ، لِما ..؟ " اجابَها بِهدوءٍ جَعل عُيونها تمتلئ بالدُموع ، مُشكلتها انَّها حساسَة بالشَكل الذي يَجعلُ افكارِها التي تُزعجها تَحقِن عَسليتَيها بالكَثير مِن ذلك السائل المالِح
" بَلى انت كَذلِك ، انتَ لم تُعاملني هَكذا من قَبل او تَتجاهلني ، لكنك تَفعل الأن ، بدا كَما لو انك تتجنَبُني " تحدَثت بصوتٍ جاهَدت على أن يَكون مُتزِنًا ، لَكنَّ تلك الرَجفة خلافَت رغباتُها و فَرضت نَفسها على نَبرتِها فأضحَت مُهتزَّة مُرتعشَة
صَمت جُيون لِفترةٍ يُراقِب عَينين امرأته الدامِعَة ، تُناظِره كَما أن لَيس لَديها غَيرُه في الدُنيا ، هي تَخاف أن تَخسرهُ لايَ سَببٍ كَان ، لا تُريد ان تَعود وَحيدَة مُجددًا دون أن تنتمي لاحدٍ يُشعرِها بالحُب و الإحتِواء
سَحب ذِراعه مِن يدِها لِيقوم بِلفها حَول اكتافِها و سَحبها الي مُتسعِ حُضنِه حيثُ اخفاها بداخِل صَدرِه أينَما ينبِض قلبُه حُبًا بِها دون سِواها ، هي غَرست رأسِها في عُنقه بعد ان تَشبثت بِقميصه مُغمضَة عَسليتَيها التي ذَرفت ما خَزنت مِن دُموعِ بِداخلِها ، احسَت بِه يُطبطبُ على كَتِفها بَعد ان اسنَد ذقنهُ على شَعرِها يُناظِر النُجوم بِحَيرَة
" انا اسِف لانِي جَعلتكِ تَشعُرين انكِ لستِ مهمَّة ، لَكني انغلِق على نَفسي حينَما اكون حائرًا او مُضطرِبًا ، ذلك لا يَعني اني احملُ مَشاعر سيئة نحوكِ فانا لا اغضبُ منكِ مهما فَعلتِ ، ارجوكِ تفهمي ذَلك " نَطق بينَما يَمسحُ على عِضدها من فوق جاكيتها الجِلدي يستشعُر انفاسِها الساخِنَة ضدَّ جِلد رَقبته
رَفعت رأسِها مِن رَقبته لِتنظُر بِداخل عَينيه السَوداء مُتحدثَة " لَكِن ، مالذي يَحدُث ..؟ هل انتَ بِخَير ؟ أخبرني عمَّا يُقلقُك ، انا نَفرٌ يُنصِت بِحُب و إهتِمامٍ لَك ، لا تَحمل ثِقل تلك الاعباء بِمُفردك " نَطقت بِقلق بينَما تجوبُ كُحليتيه
ابتَسم جُيون بخفَّة على كَلماتِها التي طَبعت اثرًا لطيفًا بداخِل قَلبِه ، رَفع ابهام يَدِه ينشِف به دُموعِها ثمَّ استرَسل قائِلاً بِهدوء " انا احملُ فوقَ كَتفاي اسرار ضَخمة لدولَة تُعَّد من اعظمِ الدُول ، اي حرفٍ انطِق به اُحاسب عَليه و ادفعُ ثَمنه عاجِلاً ام آجِلاً ، انتِ لا تُدركين حَجم البشاعَة التي آراها في مَنصبي هَذا ، روح الانسان ارخَصُ ما يَكون لَديهم لِذلك احيانًا اُعاني من وقتٍ عَصيب ، ساتجاوَزهُ قَريبًا ، لا تَقلقي هِمم ..؟ "
اختتَم حَديثهُ بِقُبلةٍ عَلى جَبينِها بَثت الكَثير مِن الدفئ بِداخلها بشكلٍ جَعلها تتمسَّك بِه بِكلتا يَديها مِن جوانِبه ، امتلئت عَينيها بالدُموع مِن جَديد حيثُ ناظرتهُ قائِلَة بِقلبٍ مُرتعِش " اخبِرني انك سَتكون بِخَير ..؟ انا قَلبي ليسَ مُطمئن جُيون " هَمِست لهُ بِغصَّة
" ساكونُ بِخَير سويون و سَنعيشُ انا و انتِ بِسلامٍ بَعيدًا عن قَذارة هذا العالَم همم ..؟ " هَتف يُهدِئها لَكنه لم يَنجح فَهي تُنفي بينَما تضعُ يده على قَلبها المُنقبِض " احساسي يُخبرني بِعكس ذَلك ، انهُ يضغطُ عليّ هُنا يَمنعُني من التنفُّس جيِّدًا " نَطقت بِضيق و عَسليتَيها تُعانق كُحليتاه الهادِئَة
" انت سَتكون بِخير ..؟ انت لَم ترتكب الكَثير من الاخطاء اليسَ كذلك ؟ هم لن يَقوموا بفعل شَئ سئ لك ؟ " سألتهُ بينَما تحتضِن يدهُ بين كَفَّيها لَعلُّه يُجيبها ثمَّ اكمَلت بعد ان انسابَت دُموعِها " انتَ زوج الاميرَة السابِق ، انت لديك سُلطة اكبَر مِن الجَميع اليس كَذلك ؟ "
ابتَسم بِخفَة مومِئًا لَها ، سَحب كَفيه لِيحتضن ذِراعَيها بكفَّيه ثمَّ انخفَض الي مُستواها يُحدق في عَسليتَيها " ارجوكِ دعي هذا القلقَ بعيدًا ، نحنُ هنا لِنستمتِع لا لِتنتكَّد ، سَنتحاور بالكَثير حينَما نعودُ الي الديار " طبطبَ على عِضديها قَبل ان يُخرج هاتِفه من جَيبه حينَما رن
رَدًّ عَليه مُهمهمًا " نعم جيكوب ..؟ " حدَّق في زَوجتِه ليُشير لَها انهُ سيدخُل حيثُ اومأت لهُ بعد ان تَخطاها و جَلست على الاريكَة تُناظر العُشب بِصَمت و حيرَة ، مَسحت دُموعها لِتحدِّق في مارك الذي جَلس الي جانِبها
" تشعُرين باقتِراب نهايَة زَوجكِ ..؟ " هَتف مارك مُبتسِمًا بينَما يُريح ظَهره على الاريكَة يُحدِّق في عَينيّ سويون التي اشتعلَت غَضبًا " مالذي تتحدُّث عنه ..؟ اصمت ! اي نهايَة هذِه "
" كَم هو عَظيم ان تكونَ وزيرًا لاقوى و اعظُم الدول التي تَحكم العالَم ! لَكِّن بقدرة عَظمة الفِكرَة ، هي اخطَر مما يتخيَّل عقلُكِ بكثير " تحدَّث مارك بَعد ان وَضع قدمًا فوق الاخرَى حيثُ احتَسى مِن فنجان قَهوته يُناظِر عينين سويون القلقَة " ه..هو بِخير ، جيون لا يَنتهك القوانين لِيتعرَّض الي الخَطر "
" اتعتقدين فِعلاً انَّهُ بِهذه النَزاهة حقًا ..؟ يَكذب عليك من يَقول ان هُنالك سياسيّ نَزيه " سَخِر مارك قائِلاً بينَما يُناظِر جُيون الواقِف بداخِل السَكن يُعٍّد لِنفسه فنجانًا مِن القهوَةِ الداكِنَة
" حتَّى ان لَم يَكُن كَذلك هو يستطيع تدبُّر أمرِه " رَدفت بينَما تقبضُ عَلى اصابِعُها بخفَّة بينَما تُناظره على أمل ان يُنافي شُكوكِها " لِما هو مهموم بِهذا الشكل ان كانَ يستطيع ..؟ اُنظري الي ملامِحه التي بَهُتت لشدَّة التَفكير " تَحدث الاكبر سِنًا بينَما يحتسي مِن قهوتِه بِرواق
سويون قَضمت سُفليتها بِقلق بينَما تُراقب زَوجِها ، نَظرت نحو مارك لِتقترِب منه مُتحدثَة " هل تَعلم انت مابِه ..؟ مالذي يَحدُث معه ؟ " سألتهُ بعد ان نَهشها فُضولِها ، هي تودُّ ان تَعلم خَطب رَجُلِها و إلا سَتفقد عَقلها
نَظر مارك بِعيونِها المُحمرَّة القلِقَة لِيلتزِمَ الصَمت لِبُرهَة مُبتسِمًا بِسُخريَة ، اخَفض رأسِه يُناظِر العُشب مُتحدٍّثًا " اُنظري الي عَينيك كَيف تشتعلُ قلقًا عَليه ..! لم ارى رُبع النَظرة هذه مِنك اليّ "
ضَغطت سويون عَلى قَبضتيها بينَما تُناظِره قاضِمَة سُفليتها بإنزِعاج " هَذا لاني اُحِبه ، انا لا يُمكنني تزييف مَشاعري و نَظراتي لاحدٍ لا يستحِقُها " رَدفت بينَما تُدير رأسها نحو زَوجِها
نَهضت مِن فوق الاريكَة و قالَت " سَواء أكان جُيون ظالِمًا ام مَظلومًا ، انا في صفِّه ، لا تعتقِد اني ساكُّن له عَكس مشاعِر الحُب ان ملئت لي رأسي بشأن افعالِه السيئَة ، انا مَعهُ حتَّى ان كان مُجرِمًا " استدارَت عِند خِتامها و وَدَّت الدُلوف الي السَكن لولا حَديث مارك الذي أوقفَها
" حتّّى ان اخبرتُكِ انهُ من ساهَم في مَوت زَوجتِه السابِقَة ..؟ "
تذكرَّت سويون تِلك الصُور التي رأتَها في هاتِف جُيون قَبل مُدَّة حينَما ارسَلها مارك لهُ ، قَرنت حواجِبها بخفَّة ، فُضولها يَنهشُها لِمعرفَة الحَقيقة التي رَفض هو اخبارُها عَنها و تجاوَز الأمر بِسُهولَة
ابتلَعت ريقِها و أدرك مارك فُضولها جيِّدًا مِن وَقفتها و عَدم اقبالِها على الرَحيل ، ابتَسم مُحتسيًا ما تَبقى مِن فنجان قَهوته لِيضعه فوق الطاوِلَة و يقترِب مِنها بِهدوء حتَّى اصبَح امامَها مُباشرَة
نَظر في عَينيها الفُضوليَة رُغم سُكوتِها و تجهُّمِ وَجهِها " انا اعرِف ان عُيونك تسالُ الكَثير ، لابد ان عَقلكِ ممتلئ بالحِوارات التي تَنتهي بِعلامةٍ استفهامٍ لا جَواب لَها ، هو لَم يُخبرك صَحيح ..؟ "
" بالطَبع اظهَر نَفسهُ بريئ كَالعادَة " سَخر بينَما يضعُ يداهُ في جُيوب بِنطاله ، سويون قامَت باحتِضان ذِراعيها الي صَدرها و نَطقت بصرامَة " لا تتحدَّث بنبرةٍ كَهذه على زَوجي ! "
" زَوجُكِ الذي قَبِل بِـ استِئصال اعضاء زَوجته الميتَّة دون اكتِراث ..؟ " هَمِس لَها ما جَعل اطرافِها ترتعِش ، ارتخَت يَديها ما فكَّ انعقادِهما و سَقطا الي جانِبيها تُناظِره بِصدمَة " م..ماذا ..؟ "
" صَحيح ما سَمعتِ ، جُيون و والِده قاما باستئصال اعضاءِها بَعد موتِها مُباشرَة ثمَّ اعادوا خِياطة جُثتها و دَفنِها كَما لو انَّها كامِلَة " هَتف بإبتِسامَة جانِبيَّة يُراقِب ملامِح سويون المُرتعبَة مِما سَمِعت " ل..لا مُستحيل ، جُيون لا يَفعلُها " نَفت تعترِض بقوَّة
" بَلى يَفعلُها ! قَلبُه كان مُحترِقًا مِن خيانتُها لهُ ، الانتِقام اعمَى بصيرتِه ، هو لَم يَخبُركِ انه يَحتفِظ باعضاءِها تحت قَصرِه اليس كَذلك ..؟ " تحدَّث مُبتسِمًا كَما لو انَّه يتحدَث عن امرٍ فُكاهيّ طَبيعي ، ليسَ كأنَّه ينطِق بحديثٍ يُفقد السامِعَة صوابِها بِه " ا..انت ع..عم..عمَّا تتح..تتحدَّث ..؟ " نَبست بعدمِ فَهم لِتعود خُطوَة الي الوراء
تشوشَت رؤيتِها بضبابٍ أبيض يَجعلُها تفقد صحَّة الرؤيَة و هي تُناظر مارك الذي اومَئ يؤكِّد كلامَه " كُل شَئ بالدَليل لديّ ، جُيون ليسَ نقيًا تَقيًا كَما تعتقدين ، انهُ اخطَر مما يتصَّور عَقلك ، رُبما لانه يُحبك يُعاملك تلك المُعاملَة الحسنَة ، لَكِن ان انتهَى به المَطاف باذيتكِ لهُ هو لَن يَرحمك " هَمِس لَها
عَقد حواجِبه بخفَّة حينَما مَسكت سويون بِرأسها تشعُر بالدُوار يُصاحِبها بَعد ما سَمِعت ، هَرع مُسرِعًا يُمسِكُها حينَما سَقطت مُغمًا عَليها من هولِ الصدمَة لِيشهق مُطبطبًا على وَجنتِها " سويون ، سويون انهضي " صاح بِها
جونغكوك كان يُحادِث جيمين عِند باب السَكن لِيقرن حواجبه حينَما سمع صَوت مارك يُنادي باسمَ زوجتِه ، اسقَط كأس القهوَة حينَما رآها واقعَة على الارض بينَ ذِراعيّ الأخَر لِيوسِّع كُحليتيه و يَركُض نَحوها بِسُرعَة
دَفعهُ بِعنف عَنها و مَسكها بدلاً مِنه جاثِيًا على رُكبتيه بالقُرب مِنها بينَما يُطبطب على وَجنتِها المُصفرَّة كَملامحها " سويون ، مابِك ..؟ سويون انهضي " رَدف بِقلق بينَما يلتمسُ جَبينها ، نَظر نحو مارك بِغضب ليصرُخ به بحدَّة " مالذي فعلتهُ بها بِحق الجَحيم ..؟ "
حَملها بينَ ذِراعيه و هَرول بِها نَحو البيت المُجاور للسكن حَيثُ دَخل الي غُرفته و وَضعها عَلى السَرير ، خَرجت يونمي من الحَمام و هي تُجفف شَعرها لِتنظر نحو مارك الذي دَخل وراء جُيون " مالذي حَدث ..؟ " سالتهُ متعجبَة
" اُغمى على سويون " رَدف مارك بينَما يدخُل وراء جيون الي الغُرفَة حيثُ قامَ الآسيوي بالمسح على خدِّ زَوجتِه المُرهقَة
دَخلت يونمي ورَاءهما تُناظر جُيون الذي حدَّق في مارك بِحدَة و نَهض مُتجهًا نَحوه " مالذي فعلتهُ بها اخبرني ..؟ " هسهس مُمسكًا اياهُ مِن ياقتِه بعنف
وَضع مارك يَديه فوقَ خاصَتيّ جُيون حيثُ اجاب ساخِرًا " اخبرتُها بالحَقيقة ! حَقيقة ما فَعلتهُ بايما "
قَرن جونغكوك حواجِبه بشدَّة لِترتخي قَبضتيه عَلى ياقَة الاكبرِ سِنًا " م..ماذا ..؟ " هَتف مُنذهِلاً أينَما نَفض مارك يديّ جُيون عنهُ بِعُنف مُتكلٍّمًا " تتظاهَرُ انك مَلاك طاهِر امامَها و تَخدعُها بِنزاهتك ، كلينا نُحبها لَكنها اختارتك لانها تظنُّ انكَ بريئ نَقي في حين اني رَجل المافيا السئ في عَينيها "
شدَّ جونغكوك قَبضتيه بشدَّة بينَما يُناظره بحدَّة " راقِب كلامِك جيِّدًا ايها العاهِر " هسهسَ قائِلاً يُحاول السيطرَة على نَفسه كي لا ينقضُّ عَليه
" و ان لَم افعل حَضرة الوزير المُوقَّر ..؟ مَن قام بِمُساعدتك اساسًا لِتصل الي مَنصبِك بهذا العُمر الصَغير ..؟ " نَطق ساخِرًا و هو يُعدِّل ياقته التي اُضيَّقت عليه حينَما خنقه جُيون و الصقهُ على الحائط مُحاصِرًا اياه
نَظر بداخِل عَينيه بِعيونِه التي تشتعلُ مِن الغَضب حيثُ رَدف مُصِّرًا على حُروفِه " انا لا اتساهَل مَع من يَطولُ بِلسانِه اُنبِهُك " هَسهس بينَما يُضيق قَبضته على عُنق مارك الذي احمَّر وجهه بِشدَّة
دَنت يونمي منهما تُحاول فَكَّهُما عن بَعضِهما بينَما تردِف " جُيون ابتعِد عنه ، هو لَم يقل شَئ خاطِئ ، كُلنا نعرِف حَقيقة ما حَدث و عَليها ان تُدركها ايضًا " مَسكت بيد جونغكوك تُحاول جَذبها بِصعوبَة
جونغكوك افلتهُ حينَما شعر بِه يفقد انفاسَهُ ثمَّ التفَ نحو يونمي التي ابتلَعت ريقها بِخَوف مِن نَظراتِه " انا اُحاول قَدر استطاعتي ابعاد زَوجتي عَن هذا العالَم القَذر الذي يَتكون مِنُكما ! لِما تَتدخلان في حَياتي انا لا أفهَم ، حَضرتُك الم اُخبرك مليار مرَّة اني لَم و لَن اُحبك ؟ اليسَت لديك كَرامَة ..؟ "
" كلينا من نَستطيع تَدميرك و انهاء مَسيرتك لاننا نَعلم جيِّدًا حَقيقتك جُيون " قالَت يونمي بينَما تقبضُ على يَديها حينَما جُرح كِبرياءُها عند أخِر ما نَطق ، رأتهُ يَمسحُ على وَجهه مُبتسِمًا بِسُخريَة " صَحيح اني ارتكبتُ العَديد من الاخَطاء التي لا تُغتفَر ، لَكنِّي احاول التكفِّير عَنها الان ، غادِرا هيَّا " اشرَّ لهما بالخُروج
مارك قامَ بِفتح اول زِريَّن مِن قَميصه ثمَّ اقترَب مِن جُيون يُناظِره بِعَينين واثِقَتين " دَعني اُخبرك بِجُملَة اطبعها جيِّدًا في عَقلِك ، ان لَم احصُل عَليها انا ، انتَ ايضًا لَن تَحصُل عَليها مَهما فَعلت ، اسمِعت ..؟ " هَمِس لهُ بينَما يِربت على كَتِف الاصغر سِنًا
" اشتهي قَطع اصابِعك " رَدف جُيون و هو يُناظِر اصابِع مارك التي تربِّت عَليه ، قضم وَجنتهُ من الداخِل حينَما رَدف الاكبر ساخِرًا " لِما ..؟ كَيّ تُعلقها بِجانب اعضاء ايما ..؟ " هَمس لهُ بِما جَعل اعصابهُ تَفور
" ساعلِقُكَ بأكملك هُناك " هَمِسَ لهُ لِيجذب الاكبر يَدهُ قَبل ان يُغادر الغُرفة مُغلِقًا الباب ، استنَد جُيون عَليه يُحدِّق في زَوجتِه الممددَة على الفِراش بِعينين مُغلَقتين ، كان يستطيعً رؤية دُموعها لِذا ادرَك انها مُستيقظَة بالفِعل
اقترَب مِنها لِينطِق " سويون ان.. " قاطَعتهُ حينَما التَفت على جانِبها تُقابِله بِظهرها بينَما تتشبَّث باللُحاف اسفلِها بقوَّة " انا لَم اسمع شيئًا ، لا اعلَم عمَّا تتحدَّث " قالَت بصوتٍ مُرتجف يَحكي عَن قصَة قلبِها الذي يرتعِد من الخَوف بداخِل اقفصها الصَدريَة
جيون اخَفض يدِه التي يمُّدها نَحوها كالحال مَع رأسِه ، جَلس القِرفصاء على الأرض لِيقوم بالمَسح على شَعرِه صُعودًا و نُزولاً الي ان بَعثره تمامًا كَبعثرة افكارِه و مَشاعِره في الوَقت الراهِن
" حسنًا اعترِف اني انسانٌ سَئ .. " رَدف بينَما يُناظِر ظَهرِها ، ظَهر امرأته التي ترتجِف بينَما تبكي و تعتصِرُ ذلك اللُحاف بكامِل قوتِها كَما تفعل مَع اسنانِها التي تقومُ بصكِّهم كَي لا يَخرُج صوتُها الباكِ
ناظَر ظَهرِها بِعيونه الحائرَة لوقتٍ طَويل يُحاول ان يُرتِّب كَلامًا مَفهومًا تستطيعُ ان تستوعِبه ، لَكِّنه لَم يَجِد سِوا كَلمتين نَطقهُما بِوهن " لكنِّي اُحبك "
المُشكلَة انَّها هي ايضًا تُحبه ، بَل تعشقُه !
هي لا تودُّ ان تَهجره لايّ سَبب كان لَكِن ما سَمعته صَدمها بشكلٍ لم تتخيَّله
اغمَضت عَسليتَيها تَذرف الكَثير مِن الدُموع بينَما تشعُر بِه يَنهض و يتقدَّم لِلجُلوس على الفِراش وراءِها " اُحبك بالشَكل الذي يَجعلُني اراكِ النُقطة البَيضاء وَسط كَومٍ من السَواد اللامُتناهي " هَمس لَها
" ل..لما لَم ت..تُحافظ ع..على نَقاءِك ..؟ لما دن..دنست نَفسك " هَمست لهُ بِحرقَة كَقلبها المُشتعِل ، كَيف سَتُحاول التصرُّف بشكلٍ عاديّ بَعد ما عَلمتهُ ..؟ المُصيبَة انهُ لم يُنكِر ..!
" كانَ صعبًا عليّ " رَدف بينَما ينظُر نَحو اصابِع يَديه ، جَفل حينَما جَلست بشكلٍ مُفاجِئ و حَدقت في عَينيه بِوجهها المليئ بالدُموع " لَكنها امراة كُنت تُحبها ! كيف تمكنَّت من فعل ذَلك بِها !! " صَرخت بانفِعال
" هي خانَتني " هَمِس لها بينَما ينظُر في عُيونِها المُحمرَّة ، يَراها ترتجِف مِن الخَوف و الذُعر بآنٍ واحِد من اجابتِه " ه..هي خان..خانتك صحيح لَك..لكن ، ما فعلتهُ كان وَحشيًا " هَمست لهُ بالمُقابل
" لَم يُطفئ ذَلك جمرَة قَلبي ، ان تموت فَحسب ، قَلبي يحترِق " هَمس مُجددًا لِمَن تقومُ بإمساك فَمها و الضَغط عليه بقوَّة كيّ لا تصدر اصوات شَهقاتِها العالِيَة لِلخارِج " ا..اشعر اني لا أع..لا اعرِفُك "
" ايمكِنُنا التغاضي عَن الأمر ..؟ " رَدف بينَما يُناظِرها ترتعِش امامَه ، نَفت برأسِها الي الجِهتَين و هي تضغطُ على فَمها بِكلتا يَديها في حين انَّها تبكِ بِحرقَة
" سويون انا لا اؤذي إلا حينَما اتأذَى " قال مُفسِّرًا بينَما يمدُّ يدهُ لِارجاع شعرِها الذي التَصق بِوجهها بفعلِ الدُموع ، نَظر في عَينيها المُهتزَّة لِيُكمِل " لَكني طيبُ القلبِ حَقًا ! اولستُ ..؟ "
ابَعدت يدهُ عَنها لِتتراجع الي الخَلف نافيَة " انا احلُم الستُ كَذلك ..؟ انهُ حلم أخر ؟ متى ساستيقظ ، اريدُ ان استيقظ " تكوَّرت حَول نَفسها بينَما تضعُ يَديها على اُذنيها تعتصرَهُما رافضَة سماع المَزيد
خَيبةُ أملها تَفوقُ اي مَشاعرٍ اُخرَى
تَشعُر ان قَلبها قَد كُسِر
جونغكوك اخفَض رأسهُ مُتنهِّدًا ، دلَّك جَبينهُ باصابِعه بينَما يُناظِر الفَراغ بِصَمت لِبرهَة قَبل أن يَنهض " سادعكِ تستجمعين شِتاتكِ ، انا بالخارِج " غادَر الحُجرَة و تَركها تُواجه مَشاعِرها بِمُفردها
اغلَق الباب وراءَه لِيستند عَليه مُحدِّقًا في السَقف بإرهاق " لِما كل الامور السيئَة تجتمعُ مرَّة واحِدَة ..؟ " نَطق بِتَعب لِيناظر ايڤا التي دَخلت للتو
اقترَبت منهُ بينَما تفرُك يديها بِبعضهما " اخبرني جيمين ان سويون مَريضة ، اين هي ..؟ " سألتهُ بينما تتحاشَى فعل تواصل بَصريّ بينهُما
" انها في الداخِل بِحاجة الي قِسطٍ مِن الراحَة " تحدَّث بِهدوء لينظُر صَوب ملامِح طِفلته التي تفرك اصابِعها بتوتُّر " دَعينا نتحدَّث قليلاً في الخارِج " نَطق قَبل ان يَتجاوَزها و يسيرُ خارج المَنزِل
وَضعت ايڤا يدها على قَلبِها تستجمعُ انفاسِها بِصعوبَة قَبل ان تلتفِت و تَلحق بِه ، وَقفت بالقُرب من الغابَة بِرفقة والِدها الذي يُخبئ يداهُ في جُيوب بِنطاله بينَما يُناظِر التُربة اسفلَه " هل تُحبينَه ..؟ " وجَّه سُؤالاً
" م..ماذا ؟ " هَتفت بينَما تضغطُ على اطرافِ اصابِعها و نَبضاتُها تتعالَى بِصخَب ، رأته يَرفع كُحليتيه نَحوها يُنظُر الي عَينيها السَوداء كَخاصته " أنتِ تَعرفين مَن اقصِد " نَطق بِهدوء
اخَفضت رأسِها تنظُر الي قَدميها بتوتُّر " ا..اجل " اومأت لهُ بالايجاب ، جونغكوك ابتسَم بِسُخريَة لِيميل رأسه " لم يسبِق لي ان رأيتُكِ بهذا الضُعف ..؟ مابِها شخصيتكِ اصبحَت مهزوزة بِهذا الشَكل ؟ "
رَفعت ايڤا عَينيها صَوب كُحليتا والِدها الذي أكمَل " الستِ انتِ ذاتها ايڤا التي كُلَّما ارادَت شيىًا تقفُ في وَجهي لِلحصول عَليه ؟ اين لسانُكِ الطويل و عُيونك الجريئَة ، حينَما وصل الامر لِحُبكِ اختبئتِ في الزاويَة ..؟ "
صُدمت ايڤا مِن حَديثه الذي جَعلها تُراجِع افكارِها ، نَظرت في عُيونِه لِتبتلع ريقها مُرجعة شَعرها خَلف اُذنها " الامر مُختلِف هذه المرَّة ، في كُل مرة كنتُ اخطئ بِها سابِقًا انا اعلمُ انك لن تتخلَّى عني مَهما حَدث ، لك.. " قاطَعها جُيون قائِلاً بينَما يصِّر على حُروفِه " انا بالفِعل لن اتخلَّى عنكِ مهما حَدث "
رَمِشت ايڤا على التَوالي قَبل أن تعتدِل بِوقفتها بَعد ان أدركَت كلامه ، حَدقت في عَينيه لِتسأل " هل لازلتُ مدللَة ابي ..؟ "
اومَئ لَها دون ان يَنطِق حَرف ، اتسعَت كُحليتيها بِخفَة قبل ان تُرجع شَعرها الي الوراء قائِلَة " اسمَع جُيون ، انا اُحبه ! و لن آبه لرأيك لاني سأخذه في الاخِر ، هذِه حياتي الشخصيَّة و ليس عليك التدخُّل ، كف عن كَونك اب مُتطفل " هَتفت بإنفعال كَما لو انَّها انتَظرت هذه اللحظَة منذ زَمن
ابتَسم جُيون بِخفَّة بينَما يُناظِرُها ، هو لا يُحب أدب طِفلته ، يُحب مناكفتها لهُ الدائِمَة ألا انَّها في الاخر سَتخضعُ لرأيه ، تُحب الاعتراض لاجل الاعتراض فَقط
" اذًا اخبريه ان يأتي ليطلب يَدك مني " رَدف بينَما يُدلِّك ارنبَة انفه ، شَهقت ايڤا بشدَّة لِتضع يَدها على فَمِها " ح..حقًا ؟ اهذا يَعني انك مُوافق على زَواجنا ..؟ " رَدفت باندِهاش تَجدِه يومئ بِقلة حيلَة " ليسَ لديّ خيار آخر على كُل حال " اجاب بينَما يهز اكتافِه
" ل..لكن ك..كيف ..؟ " قالَت مُنذهِلَة حيثُ شدَّت على أصابِعها حينَما دَنى مِنها خُطوَتين بينَما ينطِق " اُريد الاطمئنان عليكِ بِجوار رَجل تُحبينه و يُحبك ، انا ساوفِّر عَمل مُناسب لهُ كيّ يُعيلكما بِه همم ؟ " رَفع يدهُ لِيمسح على خُصيلاتِها السَوداء بِدفئ " انا لن ادوم لكِ للابد ايڤا "
" تتحدَّث كَما لو انك سترحل لِمكانٍ ما بَعيدًا " رَدفت بانزِعاج مِن آخر ما قاله ، رَفعت رأسها نَحوه لِتجده يقومُ بِعناقها و الشدُّ عَليها قَوِيًا " انا اُحبكِ على الرُغم من اخطائِك ، لَكنها حياتِك و انتِ ناضجَة كِفاية لِتختاري طَريقكِ " هَمس لها بينَما يمسحُ على ظَهرِها
لفَّت ايڤا يديها حَول خَصر والِدها مُقوسَة شَفتيها بَعد ان امتلئت عينيها بالدُموع ، حَشرت رأسها بداخِل صَدرِه تستمِّد منهُ الدفئ و الامان الذي افتقدتهُ " ا..ابي انا من غَيرك بدونِ هويَّة ، استمُّد ثقتي بِنفسي مِنك ، ارجوك لا تَترُكني " هَمست لهُ بغصَّة لِيتبلل وجهُها بسائل عيونِها المالِح
همهم لَها جُيون بينَما يُسند وَجنته عَلى شَعر طِفلته بينَما يُناظِر الفَراغ بِشُرود " والِدك هُنا دومًا من أجلِك ، قد يتخلَّى عنكِ الجَميع لَكن بابا لَن يَفعل ، هو يُحب صغيرتِه بشدَّة مهما كان قاسيًا في عقابه عَليها "
شدَّت على إحاطته لِتومئ ضد صَدرِه تَرفُض فصل ذلك العِناق الذي اعاد شَحن طاقتها من جَديد
•••
دَخل جُيون الي غُرفته حينَما قضَى وقتًا بالحَديث مع طِفلته بالخارِج ، ما إن وطئت قدمهُ الحُجرة بَحث بِكُحليتاه عَن سويون ألا انَّه لم يَجِدُها ..!
توجه الي الحَمام بحثًا عَنها لَكِّنها لَم تكُن حاضِرَة كَذلك ، تعجَّب و خَرج يجوبُ السكن بِعُيونه " هل رأى احدكم سويون ..؟ " سأل الطلبَة حينَما ذهب اليهِم الي مَضجعهِم ، رَفعت جونغهي رأسها من هاتِفها و طالعتهُ مُجيبَة " رأيتُها قَبل قليل تُغادر بالسيارَة "
" ماذا ..؟ تُغادر بالسيارة ؟ لِما لم تَمنعيها ؟ " نَطق بإنفِعال لِمن قَرنت حواجبها بتعجُّب " لِما امنعها ؟ انا ما شأني ؟ " هَتفت باستِغراب للذي اوجَع شعرُه الي الورَاء بِعصبيَّة " ليسَ وقتُه بحق الجَحيم " هسهس لِيخرُج من السَكن بَحثًا عن السيارَة التي كانت مركونَة في المُقدمَة
ضَغط على قَبضتِه لِيخرج هاتِفه يَتصِّل عَلى من تقودُ بِسُرعَة حتَّى تُغادِر البلدَة ، هي تودُّ الرَحيل لابعد مَكانٍ و الاختِلاء بِنَفسها
نَظرت نحو هاتِفها الذي يَرن بين فِخذيها باسمِ زَوجِها ، مَسحت دُموعها و فَصلت الخَط لِتعيد النَظر امامَها تَزيدُ من ضَغط البنزين " كُل شَئ في هذا العالَم مُزيَّف بشكلٍ لا يُطاق " هَمست بغصَّة
" لِما على الحَقيقة ان تكون مؤلمة بِهذا الشَكل ..؟ لِما حياتي مليئة فقط بالبَشر الذين لَديهم ماضٍ دَموي ؟ الا يُمكنني ان اعيش بِسلامٍ فَحسب ؟ " صَرخت بِقوَّة لِتقوم بِلكم المِقود بينَما تبكي بِحرقَة
جُيون رَكل الارض بِغَضب " تبًا لكِ سويون " صَرخ لِيغادر السَكن مُتجهًا الي مُنتصف البَلدة ، كان عَليه ان يَبحث عن مَحل لايجار السيارات لِذا بدأ بالرَكض في الانحاء و ايجاد واحِد
وَجد مَحلاً على وَشك ان يُغلِق ، رَكض لهُ مُسرِعًا و طَلب مِنه سيارَّة مُستعجلَة ، كانَ الرَجُل على وَشك الرَفض و هو يَحمل مِفتاح سيارتِه للمُغادرَة ألا انَّ جُيون صَدمه بِوضع مبلغ نَقدي بين يَديه و سَرق منه ذلك المِفتاح
رَكِب في السيارَة و شغلَّها لِيُديرها مُغادِرًا البلدَة " يااا ، انها سيارتي ! يااا " صَرخ الرَجُل بينَما يُناظر ذلك المال بين يَديه " اليسَ هذا كَثير ..؟ " تمتم
قاد جونغكوك السيارَة في اتِجاه الطَريق السَريع المؤدي الي خارِج البلدَة ، رَفع هاتِفه مُجددًا يَرن بإستِمرار على زَوجته التي تستمِّر بفصل الخَط في وَجهه
لَكم المِقود بِعنف و غَضب " تهورُها هذا سيؤدي بنهايَة وخيمَة ، اتعرِف القيادَة حتَّى ..؟ ستؤذي نَفسها و الظَلام يملئ المَكان " قالَ مُنفعلاً قَبل أن يَزيد مِن سُرعَة قِيادتِه مُتجاوزًا السيارات امامَه
عَقد حواجِبه حينَما وَجد كواشِف انارَة تُلوِّح لهُ بأن يَتوقف عند بُعد امتار في مُنتصف ذلك الظَلام القائِم " مالذي يحدُث ..؟ هل اؤلاءك قُطَّاع طُرق ؟ " رَدف بإنزِعاج لتتضَّح لهُ الرؤيَة كُلما اقترَب اكثَر مِنهم
أوقف السيارَة على جَنب ما إن رأى حادِثًا مُروريًا جَرى حيثُ رَفع عيونِه يُناظر تلك الشاحِنَة التي انقلَبت على المُنحَدر و الدِماء تملئ المَكان
انَقبض قَلبُه بشدَّة بِمُجرَّد أن لَمح تلك السيَّارة مُحطمَّة مُدمرَة مُلقاة على جانِب الشارِع ، رَفع عيناهُ يَقرأ الرقم التسلسُلي للسيارَّة لعلَّه تكونُ تخصُّه
و اتضَح انها فِعلاً ، سيَّارته ..!
فَتح الباب لينزِل مُسرِعًا حينَما اقترَب منهُ ذَلك الشُرطي الذي يَرتدي ثياب المَطر فالسَماء تُمطر بالفِعل " سيدي يُمكنك المرور من الجانِب الاخر ، لقد حَدث حادِث قبل قَليل و اضطررنا لاغلاق الطَريق " نَطق بينَما يؤشر للطريق الذي أفسحوهُ من اجلِه
عُيونِه كانَت على سيارتِه المُحطمَّة كَقلبِه بِمُجرَّد ان رأى ذلك الرأس الدامي الخارِج مِن النافذَة و ذاك السائِل الاحَمر يُغرقه بالكامِل
ثقُلت انفاسهُ بشدَّة لِيبعِد الشُرطي عنه " د..دعني ارى " قال بينَما يُحاور تجاوزهُ ألا انَّه كان يُعيقُه و يَمنعه مِن التقدُّم " ارجوك سيدي ستصِل الاسعاف حالاً ، تراجَع " نَطق بينَما يَرى زَميل من يَدفعه يقومُ بوضع يَدِه على عُنق امرأته حتَّى يقيس النَبض
" د..دعني اخبرتُك " صَرخ بِه لِيدفعهُ عن طَريقه " انها زَوجتي ، زَوجتي تِلك " ابعدَهُ عَنه لِيركُض نَحو سيارتِه حتَّى يتمكَّن من رؤيتِها
لَكِّن قَدماهُ تصنَّمت مَكانِها بِمُجرَّد ان سَمع الشُرطي الذي لامس عُنقها يَقول بِما جَعل نَبضات قلبِه تضطرِّب بشكلٍ سَحب اللون مِن وَجهه و أطرافِه
" المُصاب ، تُوفي "
•••
4577 ✔️
اهلاً يارِفاق ♥️
سَنبدأ بسلسلة احداثٍ جَديدة ابتداءًا من التشابترز الجايَّة
هل انتم جاهِزون لذلك ..؟
رأيكم بتشابتر اليوم ..؟
اكثر جُزءية نالت اعجابكم ..؟
توقعاتكم للقادم ..؟
ايش الشي يلي قالق جونغكوك لهاذ الحد ..؟
اراكم في التشابتر القادم قريبًا ، اهتموا بانفسكم ♥️
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top