Husband | 31

Husband || زَوجي

أهلاً بِكُم في الجُزء الواحِد و الثَلاثون 🦋✨

لِنبدأ

•••

" ايڤا هل كُل شَئ بِخَير هُناك ..؟ "
تَسأل جونغهيون عَبر الهاتِف تُحادِث حفيدتِها التي تَجلِسُ في سَرير غُرفتِها تَضعُ مَحاليل التغذيَّة الوريديَّة بينَما تُناظِر الفَراغ بِصَمت

هَذِه حالتُها مُنذ أن غادَرت سويون المَنزِل ، اُحتُجِزَت في غُرفتِها و مَنعت أي احَد من الدُخول عَليها حتَّى تايهيونغ فَهي خاصمتهُ

لِقلَّة الاكل و الشُرب اُغمَى عَليها فاضطَّر تايهيوىغ لِلدخول طَوعًا و اتصَل بالطبيب العائِلي لِيصفَ لها ادويَّة و مُقوياتٍ لازِمَة

" نَعم جَدتي ، كُل شَئ بِخَير " أجابَتها بِهدوءٍ تَضعُ كُحليتَيها عَلى حَبيبها الواقِف عند الشُرفة يُراقِب تساقُط الأمطارِ خارِجًا بِشرود

" لَكن لا أفهم ما الوَضع مع والِدك و زوجته ..؟ هل تخاصَما ..؟ سويون ذَهبت دونَ ان تُودعنا حتَّى و جونغكوك مُنذ رَحلت لا يُغادِر غُرفته للجُلوس مَعنا ، وجهه مُتجهِّم طول الوَقت ، انهُ حتَّى يستمر باقتِناء ملابِسه السَوداء و لا يبتسِمُ البتَّة ! انها ليسَت من عوائِد والِدك ايڤا انا قلِقَة " تحدثَّت جونغهيون بِقلق بينَما تلفُّ في حُجرتِها لعلَّ توترُها يَخِف ، هي قلِقَة على وَلدِها

ايڤا انصَتت الي ما قالتهُ جدتها بِعينين دامِعَتين ، لابدَّ ان والِدها حَزِن كَثيرًا أثر الخَبر الذي عَلِمَ بِه ، شدَّت على الغِطاء بِقبضتِها تشعُر بِتلك البلورات المالِحَة تَسقُط على وَجنتيها

" لابد انهُ من ضَغط العَمل جدتي ، ساُغلق الان لديّ دِراسَة " هتفَت الصُغرى قَبل أن تَرمي الهاتِف جانِبًا بعد أن اغلقَت الخَط ، جَلست بِصُعوبَة لِترفع حَدقتيها الي الشاب الواقِف علَى يَمينِها

" تايهيونغ " نَدهَت عَليه لِتجده يستديرُ نَحوها و يتقدَّمُ مِنها بِخطواتٍ هادِئَة حتَّى جلسَ الي جانِبها " ما الامر ..؟ هل والِدك بِخَير ..؟ "

نَفت بِرأسِها و الدُموع تُغرِق وَجنتيها ، قضمَت على سُفليتها قَوِيًا لِتخفض رأسِها هامسَة بِحرقَة " انا كنتُ أعلم حُدود والدي منذُ البِداية جيِّدًا و سَمحتُ لِنفسي بِتجاوزِها ، لَقد جَرحته بِعُمق ، لابد انهُ تأذى كَثيرًا "

اخَفض الشاب رأسُه مُتنهِدًا بأسَى ، حرَّكهُ ايجابًا و نَطق مُتندِمًا " ما كان عليّ الاستجابَة لكِ تِلك الليلَة ، انا خُنت الامانَة التي سلَّمها اليّ والِدُكِ ، ليسَ لدي وَجه لاُقابله بِه حتَّى "

" عليكَ ان تَطلب يدي مِنهُ ، علينا ان نتزوَّج تايهيونغ " هَتفت الصُغرى بينَما تمسحُ دُموعِها بكفِّ يدِها حيثُ نَظرت بِعينين الاكبَر الذي التزَم الصَمت لِفترةٍ دون ان يُجيبها

" ابي قادِم بالغَد ، لا استطيعُ تخيَّل ردَّ فِعله حينَما يَراني ، ان علِم ان سويون غادرَت المنزل ايضًا بسببي سيقتُلني " نَبست بِهلَع تُناظِر الفَراغ بينَما تتخيَّل ردَّ فِعل أبيها عِند قُدومِه

" سَنجِد حَلاً مُناسِبًا لِكل شَئ "
نَطق تايهيونغ ماسِكًا بيد الصَغيرة يَمسحُ عليها بِرفق

•••

" انتِ في عِداد المَوتى ، جُيون سويون "

سَمِعت الصبيَّة ذاتُ العِشرون عامًا نَبر صوتِ زَوجِها يَلفِظ تلك الحُروف التي جَعلتها تتجمَّد في مَكانِها تَنظُر نَحو جاك الذي يُمسك بِمعصمه مُتألِمًا مِن جُرح السِكين لَه

رَمِشت بِعدمِ فَهم حتَّى شعرت بِخُطواتٍ غاضِبَة تتقدَّم مِنها ، وجهَّت نَظرِها الي ذلك الوَجه المُتجهِّم الذي يَخصُّ زَوجها ، رأتهُ يَنخفِض لِحمل مِعطفها مِن الارض و يَضعهُ على كَتفيها

" مالذي قُلته بشأن المَلابِس القصيرَة ..؟ " هسهسَ بالقُرب مِن مَلامِحُها و هو يُلبِسِها المِعطف مُتجاهِلاً طَلبات جاك الثملَة بالنَجدَة

هو لَغاه مِن الوجود ، مُركٍّز فقط عَلى عُيون امرأته الناعِسَة

سويون نَظرت نحو فِخذيها العاريَة ثُمََ رفعت عسليتَيها نَحوه مُجيبَة بعدمِ فَهم " انا اجعَل فِخذاي تتنفَّس ..! " حتمًا تِلك اكثَر نبرة ثَملة سَمعها على الإطلاق

اشتمَّ جونغكوك رائِحة الكُحول المُنبعثَة مِنها لِتزداد حواجِبه انعِقادًا مُتحدثًا بِعصبيَّة " تحتسين الخَمر كَذلك ! هل فقدتِ عقلِك ..؟ مالذي أصابَك حُبًا بالرَب ! "

هي قامَت بإبعاد يَديه عن أكتافِها مُحاولَة التوازن ، ناظرتهُ بشكلٍ بدت فيه تُمثِّل الجِديَّة لَكنها كانت تترنَح فَحسب " إسمعني حَضرة الوَزير ! انا لستُ احدَى اعضاء جَيشكِ الجَوي كي تأمرني افعلي و لا تَفعلي ، انا سويون المُستقلَّة بقراراتِها الخاصَّة ، هل فَهمت ..؟ " تَحدثت بشكلٍ مُبعثَر بِنبرة صَوتٍ ترتفعُ و تنخفِضُ كُلما اختَضت يمينًا يسارًا

حَدقيتا جُيون تتبِعانَها كُلَّما تمايَلت للناحيَتين يُحاول التركيز عَليها و هي تُشير عَلى نَفسِها ثُمَّ تقومُ بِوكز صَدرِه المُغلَّف بِقميص بدلته السَوداء

" حَركات الوزراء هَذه لا تَفعلها مَعي "

تنهَد جونغكوك مُدلِّكًا جَبين رأسِه المُصدِّع ، رَفع كُحليتيه اليها مُجددًا و إقترَب حتَّى يقودُها من ذِراعها معهُ الي سيارتِه " لِنتناقش في المَنزل هيَّا ، انتِ ثمِلَة بشكلٍ لا يُصدَّق "

سَحبت ذِراعها منهُ مُعترِضَة " لا ، لا لَن اعودُ الي ذلك المَنزِل ، انهُ لا يخصُّني " هَتفت لِتضع يَدها على الطاوِلَة تتمسَّك بها كَي لا تَقع

" كَيف لا يَخصُّك هذه ..؟ انهُ منزِلُكِ سويون لا تُفقديني عَقلي و هيَّا الجَميع يُشاهِدُنا " تحدَّث مِن وَسط اسنانَّه التي يصطكَّها يُحاول السيطرَة على غَضبِه بَعد الذي رآه قَبل قَليل

" ليسَ مَنزلي ، انا ليسَ لدي مَنزل " نَبست بينَما تمسحُ على وَجهها بيدِها حتَّى تُصحصح قَليلاً ، نَظرت اليه بشكلٍ مُشوش و إستطاعَت ان تَروي بَعضًا من شَوقِها لهُ عَبر النَظر الي كُحليتيه تِلك

التزمَت الصَمت لِفترةٍ قَبل أن تبتسِم مِن وَسط ثَمالتِها و تنطِق قائِلَة بِحرقة لَم يستطِع الخَمر التستُّر عَليها " انا مَنزلي هاجرني قَبل أربعُ أيام "

عَجزت عَلى التمييز جيِّدًا بين ايهُما جونغكوك الحَقيقي ، يمينهُ او يَساره ..؟ هي تَراهُ اثنين ، رُغمًا مِن ذلك توجهَت اليه بِخُطواتٍ غَير مُتوازنَة تُنذر بالوقوع قَريبًا خُصوصًا ان كَعبها يَدعمُ ذَلك

" انا بيتي قال لي إذهبي لا اُريد رؤيَة وَجهكِ ، و طَردني " هَمست لهُ بَعد ان استقرَّت امامَهُ تُحدِّق في عُيونِه المُتمركزَة عَليها دون غَيرِها

جُيون إلتمَس حَجم الألَم الذي يَحتضِن صَوتِها ، تمكَّن من رؤية وَجعها مُختبئًا بين فواصِل حُروفِها جيِّدًا و ذَلك ما جَعله يُخفِض رأسهُ عاجِزًا عن ايجاد تَفسيرًا يُعانِق حِرقتها و يُواسيها

كُلَّ الأعذار كاذِبَة ، هو غَضِب عَليها رُغم ادراكه آن ذاك أنََهُ سيجرحُها ، سَيكذِب ان قال عَكس ذَلِك

" سويون دَعينا نتحاوَر في المَنزِل حينَما تُصبحين أفضَل " نَطق بَعد ان رَبط عُيونِهما ، وَجدها تُحرِّك رأسِها تُنفي لِتترنَّح بشكلٍ جَعلها عُرضَة للسقُوط ، لولا يَدهُ التي عانقَت خَصرها لَكانت مُنبطحَة في مُنتصف الارضيَّة الأن

جَذبها نَحوه كَما لو انَّه انتظَر اي تَلامس خَفيف بينهُما حتَّى يَغتنم فُرصَة احتضانِها بِتلك القُوَّة

الاشتياق يُعبِّر عنهُ بالإلتِصاق ، لَم يَكُن مُجرَّد عِناق

إحتواها في حُضنِه يُخبئها في وِسعِ صَدرِه الذي يُلائمها هي دونَ غَيرِها ، كِلاهُما شَعر بِنقاط المَطر تَنزِل بِغزارَةً و تَخبط اجسادِهما بِقوَّةٍ طَغت على اذانِهما بِلحنها العَذِب

سويون لِوهلَة غَمرها دِفئ الإنتِماء و الحَنين الي الديار ، استوطَنت حُضنه الذي راح يُطبطبُ عَلى أحزانِها لَكِنهُ لم يَمحيها

تشعُر بيدٍه تُفرد عَلى ظَهرِها و تَدفع بها الي أعماقِه ، بَدا كما لو انهُ بِحاجَة الي هَذا الحُضن اكَثر مِنها هي ، أحسَّت بِرغبته العارِمَة في الإختِباء بِها ، ودَّ لو يَغرُق في بِحارِها دون ايجادِ مُنقِذ

" ا..انا ا..اس..اسف " أحسَّت في إهتِزاز نَبرةِ صَوتِه مع إرتِجاف ذَقنه جَرَّاء هُطولِ المَطر القَوي و بُرودة الجَو على اجسادِهما المُبتلَّة

لَم تُبادله العِناق بَعد بَل يديها مُعلقَّة في الهَواء تستشعِره يَندفِنُ بها بتضييق ذَلك الحُضن اكثَر فأكثَر

هي كَانت ثَمِلَة بالكاد تَستطيع الشُعور بِمَن حَولِها ، لَكِنها شَعرت بِه هو ، أحسَّت بِنبضِه العالي ضِدَّ خاصتِها

" ا..انت لا تَعرِف مِقدار الأ..الألَم الذي في ق..قلبي " هَمِست لهُ في اُذنِه بَعد ان غَرس رأسُه في رَقبتها مُخبئًا نَفسهُ ، اقدامُها ارتفَعت عنِ الأرض حينَما التفَت كِلا يداهُ حول وِسطها ليحملِها عالِيًا و يَحشُر نَفسه في صَدرِها مُحاوِلاً إستجماع قُوتِه

اغمَضت سويون عَينيها تستشعِر نِقاط المَطر تَخبِط وَجهِها بِشراسَة ما جَعلها تُخفض رأسِها نَحو زَوجِها الذي بِدوره رَفع خاصتهُ اليها و حدَّق في عَسليتَيها المُقلصَّة تحاشيًا لِدخول الماء لَهُما

" ايمُكننا ان نؤجل أمر الشِجار لاحِقًا ..؟ " هَمِس لَها يَرى عَسليتَيها الناعِسَة بِفعل تأثير الكُحول ، فَردت اصابِع يديها الاثنتَين على كَتفيه تتشبَّث بِمعطفه الأسوَد بينَما تومِئ لهُ

رُغم غَضبها مِنهُ ، هي عَلِمت انهُ يَحتاجُها لِذا سَتقوم بِمُعاتبته لاحِقًا

سَتُعطيه مِن حُضنِها مُتسعًا مِن الأمان الذي يَحتاجه لِبناء حُطامَه ، لَفت ذِراعيها حَول رَقبته لِتسحب رأسهُ نَحوها تأويه عِندَ صَدرِها بينَما تُخللُ اناملِها في مُنتصف شَعرِه المُبلل تُنصِت الي أنفاسِه المُبعثرَة

ميَّلت بِجذعها نَحوه تُسند رأسِها على خاصتِه تَجمعُ قوتِها مِنهُ حتَّى تكيدُ لهُ كيِّدًا لاحِقًا ، هي بِحاجَة لِجُرعَة دِفئ تُرمِم ما هُدِمَ مِنها خِلال الايام الماضِيَة

الكَثير مِن السَكينَة عمَّ الأنحاء بِرفقة اصوات المَطر التي تحتضِن ارضيَّة الشوارِع الباردَة تَمنحُها بَريقًا يَعكسُ صُورَة كِليهما عَبر تِلك المِياه الصغيرَة التي كَونت تجمُّعًا في الارجاء

وَطئت أقدامُها الارض بَعد أن مرَّت بِضعَة دقائِق تمكَّن فيها جُيون مِن لملمةُ شِتاتِه ، احتَضن عَينيها بِخاصَتيه بَعد ان فَصل عِناقِهما يَبحثُ عن إنعكاسِه فيهِما " بِشأن ما حَدث ان.. " كانَ على وَشك جَمع بعض الحُروف لِتكوين عُذرًا مُناسِبًا لَكِّنها مَحت كَلِماتِه عَبر مُبادرتها بالحَديث

" لا اُريد سَماع اي عُذر يسكُب بنزينًا عَلى حَريقُ قلبي لا غَير " هَتفت بينَما تُرجِع شَعرِها المُبلل الي الخَلف تَنفُض رأسِها الي الجِهتين حتَّى تُصحصح جيِّدًا ، المَطر و بُرودَة الجَو جَعلتها تَستعيد جُرءًا من وَعيها بالفِعل

" لِنعُد الي المَنزل نتحدَّث ، ستلتقطين بَردًا بِفعل المَطر " هَتف بينَما يتقدَّم مِنها راغِبًا مَسك ذِراعها مِن اجل جَذبها مَعهُ ، هي تراجَعت خُطوَتين الي الخَلف و حركَّت رأسِها نَفيًا

ما لَم يَتوقعهُ ان تبدأ بِخَبط كلتا اقدامِها على الأرض بِانزِعاج مُتحدثَّة بِصَخب و ثَمالةٍ واضِحَة " لا اُريد العودَة مَعك اخبرتُك ، اذهَب هيَّا ، اعطيتكَ ما تُريدُه " أشرَّت لهُ بالرَحيل و مَسكت رأسِها بِصُداع

جونغكوك قَضم وَجنتهُ من الداخِل يُراقِبها تَتصرَّف بِطُفوليَة جَعلتهُ يرغبُ بالإنقضاض عَليها و نَهش ذَلك الوَجه المُحمَّر الذي تستمرُ بِصفعه و اعتصار خدَّيها الي أن تبرُز شِفاهها الكَرزيَّة

بدأ يُخبئ الاكسجين في صَدرِه حتَّى يزفرهُ لاحِقًا بِبُطئ للحِفاظ عَلى هُدوءِه ، تقدَّم مِنها بضعَة خُطوات يَراها تتراجَع هي اربعَة

اقترَبت مِن حافَة النَهر لِتشعر بِكعبها يكادُ يَتهاون للأسفَل ، لفَّت رأسها الي الخَلف تُناظِر المِياه أسفلَها ثُمَّ ناظرَت زَوجها الذي يمُّد يدهُ اليها

" تعالي اليّ ، كفاكِ عِنادًا "

حركَّت رأسِها نَفيًا لِتجده يَقترِب اكثَر صاكًا على ذَقنِه الذي يُقطِّر الماء نِسبَةً لِتحرُّش نِقاط المَطر بِوسامتِه ، عُيونه السَوداء المُكحلَّة باغثتها بِنظراتٍ جَعلت خافِقُها يَنبِضُ بِعُنفٍ لَم تَعهدهُ مِن قَبل

لفَّ ذِراعه حَول وِسطها يَجتذبُها نَحوه حتَّى التَصق صَدر كِليهما حيثُ تَلاقى جَبينهُما عند نُقطَةٍ شَديدَة القُرب ، حدَّق في عُيونِها العَسليَّة ثُمَّ انخفضَت عَدستياهُ الي شِفاهها المُفرقَّة و التي لشدَّةِ تَبلُلها كانَت تُقطِّر

رَفع عدسَتا عَيناهُ الي عَسليتَيها ذاتُ الاهذاب البُندقيَّة ، لشدَّة طُول رُموشِها تقوسَّت لاعلَى حاجِبيها مع احتضانِها لِنقطَتين مِن مِياه المَطر " كَفاكِ دَلالاً عَليّ " هَمِسَ لَها يَصطدمُ بانفاسِه الحارَّة بِبشرَتها البارِدَة

كانَت بالكاد تَستطيعُ فَتح عَينيَها ، مَفعول الشَراب بدأ يتمكَّن مِنها كُليًّا ما يَجعلُها تكادُ تَصِلُ الي مَرحلةِ الإغماء

يَديها تضمهُما الي صَدرِها تَجعلُها حائِلاً بينها و بَينه ، لَم تَمل مِن تَبادل النَظرات الحارَّة مَعهُ بالرُغم مِن جُفونِها التي تنخفِضُ بِبُطئ ثُم ترتفعُ لِتكشف عَن جَوهرَتيها لِعيونِه المُغرمَة

أخِر ما وَعت عَليه في تِلك اللَحظات هو شِفاهه التي انغمَست في خاصَتيها و مِن ثُمَّ وَقعت بين يَداهُ مُغيبَّة عَن العالَم كُليًا

•••

" اين تُريد ان نَذهب ..؟ "
سأل جيكوب وَزيرَهُ الذي يَركب مِن الخَلف و في حُضنِه زَوجته النائِمَة في سُباتٍ عَميق ، جُيون رَفع عَيناهُ الي مُساعِده يُفكِّر

" لِنَذهب الي مَنزل الجَبل "
تحدَّث بينَما يُنزِلُ عَيناهُ الي امرأتِه التي تتكوَّر حَول نَفسها في حين انها تتوسَّد فِخذه ، كان يضعُ اناملهُ على شَعرِها يُمسِّد فَروة رأسِها بِبُطئ

رَفع كُحليتاه الي النافذَة مُسنِدًا رأسهُ عَليها ، يُراقِب قطرات المَطر التي تَخبط الزُجاج بِغزارَة بينَما يُفكِّر بِعُمق بأخِر ما حَدث لهُ

احسَّ بِوَجعٍ يَغزو صَدره بِمُجرَّد أن تذكَّر أخِر ما جَرى بينهُ و بين ايڤا حينَما عاد الي القَصر و رآها ، لَكِّن و بالرُغم مِن ذَلك هو سَكت و تَجاهل مُخبئًا ذَلك الألَم في أعماقِه حتَّى يَجِد لهُ حَلاً لاحِقًا

نَزل مِن سيارتِه و في مُتناول يداه زَوجته النائمَة يسيرُ بها نَحو بيته الخَشبي ذا الجُدران الزُجاجيَة التي تطٍّل على الغابَة الغارِقَة بالأمطار

وجَّه شُكره الي جيكوب و طَلب مِنهُ الرَحيل ، دلف الي الداخِل و أغلق الباب من وراءِه لِيتوجَّه الي غُرفته التي صَنعها خصيصًا للهرب بِها عَن العالَم ، هي مُخصصَة للإختِلاء

تَصميمُها مُريح و يَبعثُ السكينَة لِلنفس ، توجَّه الي السَرير الذي وَضع بِه جَسد مَن تَقلبت عَلى يمينِها تحتضِن الوِسادة التي قابَلتها

بَعثر شعرُه المُبلل فَتناثرت قَطرات المِياه في الأنحاء لِيُخرج نَفسًا دافِئًا من صَدرِه بينَما يجُّر أقدامِه الي غُرفة تَبديل الثياب خاصته

لَطالما أعتاد على الهَرب الي هَذا المنزِل بِمُفرده مِن كُلِّ ما يُحزنِه سابِقًا ، الجُلوس بين كُتبِه في مُنتصف الطبيعَة الخلاَّبة مَع احتِساء الخَمرِ العَتيق أكثرُ ما يُريحه

نَظر الي ثِيابه المُتوزعَّة هُناك لِيدير رأسُه الي زوجتِه " ليسَ لديّ ثياب نِسائيَّة هُنا ! " نَبس لِنفسه يُحادِثها بينَما يُزيل مِعطه الذي اضحَى ثقيلاً نِسبَة للمياه التي إستعمرته

" لابأس بِجعلها ترتدي قَميصي ! لَطالما تمنيتُّ رؤيتِها بِه " هَمس مُبتسِمًا بِجانبيَة و هو يَبحثُ عن أوسعِ قَميصٍ لَديه ، يودُّ رؤيتها تَغرقُ داخِل ثِيابه بشكلٍ يَروي رَغبته

توجَّه نحو سويون المُمدَة فوق الفِراش على جانِبها تُعانق الوِسادَة بينَما تحشُر وجهها في مُنتصَفها ، جَلس على رُكبتيه خَلفها لِيُمسك كَتفيها يَقلبُها على ظَهرِها لِيُحدِّق في مَلامِحها المُحمرَّة بِفعل الشَراب و بُرودَة الجَو ، دونَ شُعورٍ مِنه تبسَّم مَلمحهُ يُشاهِد انكماشُها حَول نَفسها رَغبة بالتدفُئ

نَهض مِن الفِراش لِيقوم بِتشغيل التدفئَة المركزيَّة لِينظُر الي الامطار خارِجًا عبر الجُدران الزُجاجية التي تُحيط غُرفتَه ، المَنظر الخلَّاب للطبيعَة و الاشجار الخَضراء جَعل الطمأنينَة تحتضِن روحَه

عادَ الي زَوجته حتَّى يُبدِّل لها ملابِسها المُبللَة بعد ان اصبحَت الحُجرة اكثَر دِفئًا ، جرَّدها بوتِها الطَويل ذاك بينَما يقطِب حواجِبه بإنزِعاج " اخبرتُها أن لا تَرتدي القَصير ! لكنَّ رأسُها كالحَجر "

" انَّه لابأس ان تَلبس هَكذا أمام العلَن ! لَكِّن زوجها تَخجُل مِنه ، إن لم اَخبطك مع خجلكِ هذا في الجِدار حينَما تستيقظين لَن يكون اسمي جونغكوك " تحدَّث و هو يَرمي بِه بَعيدًا لِينتقل الي تنورتِها القصيرَة

امسَك باطرافِ تنورتِها لِيعقد حواجِبه اكثَر جاذِبًا يداهُ الي خَصره ، هزَّ كُحليتاهُ الي مَلامِح زوجته التي تَقلبَت على بَطنها و ركلتهُ من مَعدته مُتحدثَة بِنُعاس " لا تلمِس انََها مُمتلكات خاصَة "

" انتِ مُمتلكاتي انا ..! " عبَّر مُنفعِلاً قَبل أن يُمسِك بساقها التي تركُله و يَجذبها مِنها نَحوه ، وَجدها تتشبَّث بظهر السَرير الحديدي بيديِها بِضعف تعترِض عَلى سَحبه لَها " دَعني أنام انا مُتعبَة "

" دَعيني اُبدِّل ملابسك ثُمَّ نامي ، ستلتقِطين البَرد بِثيابك هَذه " هَتف لِيُفلت ساقِها و يَصعد بُركبتيه على الفِراش بعد ان حاصَرها في مُنتصفهِما ، قَلبها مِن كَتفيها على ظَهرِها مُجددًا لِيتناثَر شَعرها عَلى وجهِها المُنتفِخ

سَمعها تتأفأف بينَما تَضعُ اصابِعها على خُصيلاتِها الرَطبة تدفع بِها بعيدًا في حين أنَّها تُحاول التفرقَة بين جُفونِها بصعوبَة حتَّى تتمكَّن من رؤيتِه و مُناكفتِه " انت مُزعِج " تمتمَت

" دامكِ صحصحتِ قليلاً ساعديني " هَتف بينَما يَحملُها من اكتافِها لِيجلِسها و يُسند ظهرِها على السَرير ، مَسك بمعطفها المُبلل يُبعده عَنها ثُمَّ وَضع يَديه على كِنزتها يُخرجها من تنورتِها لِيبدأ بِرفعها عاليًا

مَسكت لهُ يديه بِخاصتَيها الساخِنَة لِتُحرِّك رأسِها تُنفي " ا..انه الب..البرد ، لا ت..تزلها " هَمست لهُ بِتَعب تُحاوِل الصُمود لَكِنها كانَت تميلُ الي يَمينُها و كلَّما عَدلها مالَت الي يسارَها

أحسَّ بِسُخونَة يديها بمجرَّد ان لامسَت جِلده ، رَفع كفَّه يضعهُ على جَبينها الحار لِيقطب حواجِبه بخفَّة " التقطتِ البَرد ! عَظيم " قضم وَجنته بِضيق لِيُبعد عَنها كِنزتها المُبللَة يُلقيها للطرفِ الأخَر

" اخبرتك انهُ البَرد لِما تُزيلها " صاحَت بِه بِخُمول لِتبدأ بِخَبط يديه التي تَفُّك عنها صَدريتها السَوداء ، هو احتضنها الي صَدرِه بالشَكل الذي جَعل رأسُها يُقابِل كَتِفه الأيسَر

" اهدئي علينا التخلُّص من ثيابِك هذه ثُمَّ سادفئكِ " هَمس لَها و هو يُحاول فكَّ ذلك المِشبك الذي اغضبهُ لِصعوبَة فَتحه ، قامَ بتمزيقه كما اعتاد ان يَفعل و راحَ يُنزل اكتاف الصدريَّة عن ذِراعيّ مَن عضتهُ بقوَّة على كَتِفه بينَما تُمتِم " مُتحرِش "

" هل تِلك اسنانُ قِطَّة ..؟ " رَدف بَعد ان تأوه مِن الألَم لِيجدها تتشبث بِملابسه المبللَة رافضَة الابتعاد عن حُضنه حتَى لا يكشِف على جَسدها بِعينيه " سا..سابدل ب..بمفردي " هَتفت بِتعب تَبعث حرارَتها العاليَة اليه عَبر رأسها المُلتصق بِه

" سويون حرارتكِ عاليَة جِدًا ! انا قَلِق " تحدَّث بينَما يضعُ يَديه على كَتفيها يُبعِدُها عَن حُضنه لَكِّنها لفت ذِراعيها حَول خَصرِه بقوَّة تحتضنه بينَما ترتعِش من البَرد " ا..انا ارت..ارتعش "

" ح..حسنًا سنجِدُ حَلاً ، اسمِحي لي فَقط بِتبديل ثيابِك و آن ذاك ساغطيكِ جيِّدًا " هَمِس لها في اُذنها يَجِدها تزدادُ تشبُّثًا بِه رافِضَة الإبتِعاد ، تنهَّد بقلَة حيلَة و جَذب قَميصُه الجاف يَضعهُ حول اكتافِها ليُعيد يداهُ الي الوراء يُمسك باصابِعه التي عِند وِسطه يفُّكها ببطئ

جَذب يَديها الي الامام فَلم تُقاومِه لشدَّة ألم مَفاصِلها لِيُدخلهما لها في الاكمام التي ابتلعَت اصابِعها ، جَذب جوانب القميص الي الامام يُغلق تلك الازرار بينَما يَنظُر في عُيونها المُغلقَة و هي تُرجع برأسها الي الوراء بِتَعب

قابَلهُ ذَقنها المُمتَّد نَحوه لِينخفض يَترُك قُبلَةً هُناك ، كَما تُريد هي لم يسترِق نَظرًا لِجسدِها دون إذنِها ، هو اخرَج حمالتِها من اسفلِ قَميصه بعد أن البَسها اياه و انتَزع تنورتِها

عادَت لِلتمدد تَبحثُ عن اللُحاف الذي دَخلت اسفلَه تتكوَّر حوَل نَفسها بينَما ترتجِف من البَرد ، تنهَّد بينَما يَنهض مِن الفراش مُتجهًا لِجلب بطانيَّة دافىَة يضعُها فوقَها

توجَّه الي احد الادراج التي يُخبئ بِها الادوات الطبيَّة حيثُ للجلوس قُربها يَضعُ ترمومتر الحرارَة اسفل ابطِها بينَما يتفقد جَبينها بكفِّه

" حرارَتها عاليَة بِحق ! " زَفر بِضيق و اخَفض يده الي عُنقها لِترتعش بشدَّة تَدفع بكفِّه عنها " ب..بارد "

" انتِ تشتعلين الا تشعُرين بِنفسك ..؟ " نَطق بينَما يُحاول إبعاد البطانيَّة تَليها اللُحاف الذي تَمسكت بِه مُعترِضَة " ا..انا اتقطَّع من البَرد ، ا..ارج..ارجوك "

شدَّ قبضتهُ بِغَضب بينَما يسحب الترمومتر مِن ابطها يرى قياس حَرارتِها " انها أربعين حُبًا بالرَب ! لا يُمكن للمطر ان يُمرضك ، انتِ حتمًا لَم تكوني تَهتمين بِنفسك " هَتف مُندفِعًا لِمن تكوَّرت حول نَفسها بينما ترتعِش بشدَّة " ا..ادف..ادفئني "

مَسح على وَجهه بِانزِعاج لِيُزيل قميصه المُبلل يَرميه بعيدًا فَبقى بِصدر مَكشوف ، بقى فَقط يلبسُ بنطاله لِينهض مُتجهًا الي خزانَة ملابِسه ، جَلب جورَبين مع قُفازيه و نَزل الي مَطبخه

فَتح الثلاجَة التي اخرَج منها مُكعبات الثلَج ، وَضعها في صَحن كَبير لِيصعد نَحو زوجتِه ، جَلس الي جانِبها و ملئ تِلك الجوارب و القُفازات بالجَليد لِيجلس عند قَدميها يُراقِب مَلامِحها و هي تُناظره بِطرف عَين

" مُشاكسَة ! " تمتم بينَما يُبعد الغِطاء عن ساقيها ، سَحب قدمِها يُلبسُها تلك الجوارب البارِدَة يسمعُها تشتمِه بصوتٍ عالٍ بعد ان صَرخَت ، قَرصها مِن فخذها بقوَّة " لا للكلام البذيئ "

" ب..بارد ، اب..ابعد ت..تلك اللعن..اللعنة عني " صاحَت بِضعف بَعد ان استنفذَت قوتِها في تلك الصَرخة الأولَى لِتجده يَجلِس قُربها يسحَب يديها مِن حُضنها حتَّى يُلبسها القفازات

مُقاومتها لهُ كانَت بدون جَدوى فَهو ألبسَها لَها طِوعًا و نَظر بِعينيها الذابلَة " هشش لِتتعافيّ ! وراءنا الكَثير لِنفعله "

" ساق..ساقت..اقتلك " هَمست لهُ بِضعف بينَما تُحاول رَفع رأسِها نَحوه لَكِنها فوجئت بتلك الكمادَة الباردَة التي وضعها فوق جبينها و غَرسها بداخل الوِسادَة " سَنرى من سيقتُل الثاني لاحِقًا "

" لسانُكِ طَويل حتَى في مرضكِ " هَتف بينَما يُمرر تِلك الكمادَة حول وَجهِها الساخِن يُراقب ارتعادِها " ان لَم يُع..يعجبك لا ت..تحاد..تحادثني " ردَّت بينَما تُحاول تبليل شَفتيها الجافَّة بريقِها

سَكب الماء في الكأس و وَضع في مُنتصفه القشَّة لِيساعدِها برفع صَدرِها حتَّى تشرَب القليل ، ملئت ضمئها لِتُعيد التَسطُح مُجددًا تُغلِق عَينيها تشعُر بارتجاف ذَقنها من البَرد

" ه..هل م..من احد يُلبس م..مريض ق.قمي..قميص ك..كهذا ، ا..انه البر..البرد " رَدفت بينَما تضع يديها المليئة بالثلَج فوق قَميصه عِند بطنها ، ارتعدَت حينَما خرجت برودَة الجليد على جِلد معدتِها لِتوجِّه عيونها العسليَّة نحو مَن يقومُ باعتصار الكمادَة و اغراقِها في الماء مُجددًا

" الجو دافِئ ، انتِ من تشعرين بالبَرد لانكِ مريضَة " جاوَبها و هو يُمرر تلك الكمادَة على رَقبتها الساخِنَة و ذَقنِها يراها تصطكُّ على أسنانِها من البَرد " ا..انا اخب..اخبرك ان تُدفئني لا ا..ان تجعل..تجعلني اشعُر بالبَرد اكث..اكثر "

" فلتتعافي اولاً ثُمَّ سادفئكِ بطريقتي الخاصَّة " هَمس لَها بَعد ان انخَفض الي مُستواها يضغطُ بيده فوق الكمادة على جَبينها في حين انهُ يغطِس داخل عَسل عَينيها المُرهقَة " ا..انت متح..متحرِش "

" ه..هل تتحر..تحرش بِمرضاك ه..هك..هكذا ؟ " هتفَت لِيقشعِّر بدنها حينَما انخَفض اليها اكثَر يُحدِّق في عَينيها بِعُمق " كلّا ، لَكِن حينَما تكونُ زوجتك هي مَريضتك الامر يَختلِف " اجابَها بينَما يُبعد شعرِها المُتعرِّق عن وَجنتِها باصابِعه فراح يَتحسس بشرتِها بإبهامِه

" لا اُريد رؤيتكِ مريضة مُجددًا سويون " هَمِس لَها يَجِدها تُغمِض عَسليتَيها بإرهاق تام دون إجابتِه ، انخَفض الي قَدميها لِيبدأ بازالَة الجوارِب و مليئها بالثَلج مُجددًا

حدَّق في الساعَة التي تُشير عقارِبُها الي الواحدَة ليلاً لِيتنهد مُدلِّكًا جَبينُه بِتَعب ، مُنذ ساعتين تقريبًا يُجالِسُها و يُبدِّل لَها كماداتُها البارِدَة حتَّى تنخفِض حرارتِها و بالفِعل بدأت تَخِّف

هي نامَت مُنذ ساعَة تقريبًا حيثُ توجَّه هو لِجلب منشفَة من الحمَّام و غَمسها بالماء البارِد لِيبدا بِطوي قميصِها يكشفُ عَن ذِراعها

بدأ بتمرير المنشفَة عَليها رويدًا رُويدًا يُراقب انكِماش ملامِحها و أنينِها الخَفيف " تعافيّ فَقط ، ساُحاسبكِ لاحِقًا " هَمس لَها و قامَ بِتغطيتها لِيتكسَّل مُتثاءِبًا ، نَهض مِن جانبها و نزَل الي الطابِق الارضي

وَقف عِند مَطبخه يُراقِب الامطار خارِجًا بِعَينين مُعجبتَين بِجمال الطبيعَة الساحِر ، قامَ بإخراج بَعض الخُضار الطازَج الذي ملئه جيكوب صباحًا في الثلاجَة

قطّعه الي مُكعبات صغيرَة ثُمَّ اضافهُ الي زيت الزيتون الموضوع بداخِل القدر الرُخامي فوق المِوقد ، اشعل النيران بالكِبريت ليبدأ بتحريك الخُضار جيِّدًا مع مِلح الهمالايا دون ايةُ توابِل اضافيَّة

طَهى الحَساء الصِحي الذي طَحنهُ لاحِقًا و تركهُ جانِبًا لِيبدأ باعداد شاي الاعشاب بينَما يُدندن باغنيَة سَمعها مؤخرًا

تَوقَّف عن الدندنَة لِيرفع رأسهُ يُحدِّق في الفَراغ لِبُرهَة " مَن يراك تُغني يظنُّ انكَ في قمَة سعادتِك ! يالك من بائس " تمتم و فَرقع رَقبته لِيضيف العَسل الي شاي الاعشاب الذي حضَّره

وَضع طبق الحَساء مع كوب الشاي في مُنتصف الصينيَّة الخشبيَّة ثم صَعد الي الغُرفة حَيث زوجتِه الجالِسَة في مُنتصف الفِراش تُناظِر الانحاء بِتعجُّب

كانَت تحتضنُ اللُحاف إليها في حين انَّها تنظُر الي الغابَة خارِجًا ، بدا مَشهدًا خاطِفًا للأنفاس ان تكون مُحاطَة بذلك الخَضار مِن كُلِّ زاويَة



نَظرت نَحو زَوجِها الذي دَخل الحُجرة و في مُتناوَل يَديه تِلك الصينيَّة التي تحتوي عَلى شُموعٍ عَطِرَة مع كوب الشاي و طَبق الخُضار

" استيقظتِ اخيرًا ..! انها الخامِسَة و النصف صباحًا " تحدَّث بينما يتقدَّم منها لِوضع الصينية فوق المنضدَة بالقُرب مِنها ، جَلس الي جانِبها يُناظِرها تُطالعه بِصَمت بينَما تحتضن اللحاف اليها

" اشربي هَذا الشاي ، سيُعطيك بعض الطاقَة و يُبعد اثار الثَمالة " هَتف و هو يمُّد ذلك الكوب الي مَن تناولته مِنه فالصُداع سينهكُ رأسِها ، احتَست منه القَليل لِتغمض عُيونِها بِتَعب

" ما كان عليكِ احتساء المَشروب بذلك الشَكل ..! انتِ تضُّرين نَفسكِ سويون " عاتَبها حينَما وَجدها تكمِّش جَبينها بشكلٍ اوحَى له عن العِراك الذي يدور في رأسِها بسبب الصُداع

لَم تُجبه و فَضَّلت الصَمت و هي تَحتسي الشاي بِهدوء ، رَفعت مُقلَتيها الي الجِدار تُراقب تساقُط الامطار الغَزير عَلى تلك الاوراق الخَضراء بشكلٍ آسِر ، ابتَسمت بِخفَّة و لَم تعلَم شيئًا عَن قلبِ جُيون الذي ضَحك حُبًا في تِلك البسمَة الخافِتَة مِنها

هو بَقى يُراقِبُها تحتسي الكوب بِبُطئ ثُمَّ تتأمل الانحاء بإعجابٍ واضِح ، حوَّلت عَينيها اليه لِتضع الشاي جانِبًا و تستعِّد للنهوض

مَسكها مِن ذراعها حينَما وَقفت ليُجلسها بِقربه يُحدِّق في عَينيها عن قُرب " الي اين ..؟ " هَمس مُتسائِلاً يَجِدُها تُبعد اصابعه عن عِضدها بينَما تُجيب مُتحاشيَة النظر اليه " الي الحمَّام "

" لازلتِ غاضبَة مني ..؟ " سألها بينَما يرفعُ اصابِعه حتَّى يُمسك ذقنِها الذي عَبره لفَّ برأسها اليه " اُنظري اليّ "

" لا انظُر بِوجه من لا يُريد النَظر الي وَجهي " هَمست لهُ في المُقابل بينَما تُزيح اصابِعه عَنها ، إستقامَت تُخفض قَميصه الذي يكادُ يبتلِعها لِوسعه ، كانَ يصلُ الي اعلَى رُكبتيها بِقَليل حينَما انزلته و عدلَّته

جونغكوك استقامَ خَلفها و تقدَّم مِنها يَعترِضُ طَريقها " دَعينا نُصفي القُلوب و نتفاهَم ! انا أعرِف ان ما فعلتهُ خاطِئ لذلك انا أسِف همم ؟ " ناظَر عَسليتَيها و هي تُحاول البَحث عن حافَة الكُم الذي يبتلعُ اصابِعها ، اخرجَعت اناملِها بصعوبَة و رَفعت عيونِها اليه

" اسِف ..؟ على ماذا تحديدًا ..؟ " نَبست بِسُخريَة لِتُشابك ذِراعيها الي صَدرِها تُناظِره بِهدوء " دُخول الحَمام ليسَ كَخروجِه سيد جُيون ! "

" حسنًا أعلم اني اذيتُكِ لكني كُنت غاضِب ! كنتُ مَصدومًا فَحسب و لَم أعي على تَصرُفي حينَها " نَطق مُبِررًا لامرأته التي دفعَت بِطرف شَفتها ساخِرَة " هَذا يعني انهُ في كل مرَّة تغضب ستأتي لِتفرغه بي و تُقلل من قيمتي و تَجرحني على مِزاجِك ! فقط لانكَ مَصدوم "

" انا اعرِف ان ماضيك لم يَكُن سَهلاً ! و اعرِف جيِّدًا ما عانيته و رُغم ذلك انا قَبلت ان اُساندك لَكن هذا لا يَعني اني سأسمح لك ان تُهنينني و تُقلل مِن قيمتي فقط لانكَ مَجروح ، انا ايضًا عانيتُ في الماضي ، بَل حياتي كُلها مُعاناة ! انا وجدتك متكئًا آمِنًا اختبئ بِه مِن وحشيَة الدُنيا ، لا ان تكونَ انت في حدِّ ذاتك وَحشًا "

" مَعكِ حَق ، قسوتُ عليكِ بالحَديث و طلبتُ سفركِ دون رَغبتك حتَّى لم اودعكِ رغم انكِ اتيتِ لاجلي ، كًنت حَقيرًا انا اعرِف لَكِ.. " هي قاطعت حَديثِه حينَما شعرت بالغصَّة تملئ حَلقها

تقدَّمت منهُ بِبُطئ و نَظرت في عُيونه " لَم يَجرحني كَلامك بِقدر ما جَرحني فِعلُك " هَمست لهُ تجدُه يعقِد حواجبه بعدمِ فَهم

" حينَما اشعُر بالحُزن لا يسعني ان اُفكِّر بغيرك لاهرب لهُ ، لَكِنَّك فعلت العَكس ، انت ذَهبت اليها هي " نَبست بِحرقَّة لتشُّد على قَبضتيها بقوَّة تستشعر الدُموع التي تحرِّق بؤبؤتيها

" لم تأتي اليّ ، بَل ذَهبت الي مَن كانت اول اسباب وَجعك ، انت فضفضت لَها هي بدلاً مِني ، و اثبت لي اني فقط طِفلة في حياتِك ، لستُ زوجتك و لا امرأة ناضِجَة تعتمِدُ و تستند عَليها "

" انت فِعلاً تراني كإيڤا ، مُجرَّد طِفلة دَخلت حَياتك " هَمست بتحسُّر تُراقِب عُيونِه المُتفاجئَة من حَديثِها ، يَرى الألم في عَسليتَيها المحمرَّة نظرًا لِجُرح قَلبِها المتوجِّع

" انت لَم تتقاسَم مَعي وَجعك لانك تظنُني مُجرَّد فتاة صغيرَة لا تَستطيع تحمَّل العبئ مَعك ، صَحيح اني اتصرف بِطفوليَّة و ابدوا صبيَّة مُراهقَة لكنِّي اكبرُ مما تتصوَّر ، انا يُمكنني ان أكون زَوجة ايضًا ، يُمكنني ان اُعطيك بَعض النصائِح التي قد تُساعِدك " نَطقت مِن وَسط دُموعها التي تَسربَّت فراحَت تمسحُها بِكٍّم قميصِه

" حس..حسنًا ، ان..انا لَم افك..افكر " قاطَعتهُ حينَما بدأ بالتلعثُم لِدهشته مِن حَديثِها ، هو فِعلاً لم يُعطيها الفُرصَة لتكون زَوجته و تُسانِده ، إنَما يَراها مُجرَّد طِفلة هو بِحاجة لِحمايتِها

" انت لم تُفكِّر لانك تُفكِّر بها هي ، انت لازلت تُحبها جونغكوك ، هي لازالت في قَلبِك و إلا ما فكرت ان تذهَب اليها " تحدَّثت بِحرقَة تقضمُ على شَفتها السُفلَى لِتسيطر على بُكاءِها ، رَفعت عَسليتيها الي السَقف تكبُت دِموعها قدر المُستطاع

اخذَت انفاسًا مُهتزَّة لِينفي جونغكوك بِرأسِه مُعترِضًا " لا ، لستُ اُحبها ، انا اُحبكِ انتِ ، اُريدكِ انتِ ، لم اذهَب اليها لاقاسمها ألمي ، بَل ذَهبت لالومُها ، لانها السَبب " نَطق مُدافِعًا عن نَفسه لِيدنوا من سويون التي حدقَّت بِه مُشيرَة على نَفسها " و انا ما ذَنبي ..؟ "

" كانَت لحظة غَضب سويون ، كنتُ منفعلاً لانكِ اخفيتِ الامر عَني ، شعرتُ اني اُغدر مِن قبلك " هَمس لَها يُناظر عينيها و هي تتراجع الي الخَلف رافضَة قُربه " انا ما كُنت لاغدر بِك ! بل اخافُ عَليك ، لما رأيتها بالشَكل السَئ ..؟ لِما لم تُفكِّر اني خِفت على مشاعِرك و على ردِّ فِعلك آن ذاك ..؟ لاني اعلم انكَ تُعاني لم أرغب ان ازيدُ عليك الكَثير من الاعباء الاضافيَّة ، هل انا هَكذا سيئَة ..؟ لاني فكرتُ بِمصلحتك ..؟ "

نَظرت في عَينيه بينَما تُخاطبه بِغَضب حيثُ اشرَّت عليه في الختام و سألته " ان كنتَ مكاني ماذا كُنت سَتفعل ..؟ ها ..؟ حينَما تعلم ان ابنتي حامِل ؟ قُل لي ماذا سَتفعل ..؟ بالطبَع سَتُخ.. " هي لَم تتوقَّع ان يُقاطِعها قائِلاً بِنظراتٍ بريئَة

" سآتي لاخبركِ مَبروك ، سَنُصبح جدًا و جدَّة "

توقفَت عن التحدُّث مُفرقة بين شَفتيها بينَما تُشير على الفَراغ بسبابتِها مُنذهلَة مما سَمعته ، اخذَت بضعَة ثوانٍ تستوعِب ثمَّ نطقت مُنفعلَة " انا جادَّة بِحق ، جونغكوك ركِّز مَعي "

ابتَسم جونغكوك بِجانبيَة بينَما يقترِب مِنها ببطئ رافِعًا حاجِبه " انا ايضًا جاد ! لانهُ و بِحق لَن تُصبح لكِ ابنةٌ غير التي ساضعُها في مُنتصفِ رَحمُكِ انا " هَمس لَها بَعد أن حاصَرها ضد ذَلك الجِدار الزُجاجي يُحدِّق في مَلامِحها الجانبيَة بفعل رأسها الذي تُشيحه بعيدًا

" مالذي تتحدَّث عنهُ انت ! انا اُعطي مِثالاً لا غَير " قالَت بينَما تُقابله بِجانبها تلتصق بِذراعها ضد الجِدار البارِد بفعل المَطر الذي يَهطِلُ بغزارَة عَليه " ثُمَّ من قال اني ساُنجب مِنك ، انا سَمعتكَ تقول انكَ كرهت الحَمل او ماشابَه " اكمَلت حينَما طال صَمته و هو يُشاهِدها بشكلٍ مُكثفٍ اربَكها

اجابابتِه لا تَرحمُ قَلبُها بِصدق ، كُل اجابَةٍ تتسابقُ مع اُختها على جَعل نابِضها يُطبِّل أسرَع

" انتِ إسـتِـثـنـاء "

" ساُحِّب أن ارَى قِطعة مِني و مِنكِ ، تأخذ مَلامح كِلينا و تُبهر العالَم بِذاك الجَمال الخلَّاب الذي سَنُنتِجُه " هَمِس لَها و هو يَنخفِض لِجعل شِفاهه تُلامِس اُذنها التي تُقابله بِحكم انها تًعطيه جانِبها

اقشعَّر بدنها بِقوَّة لِتُمسك اطراف قميصها تتشبَّث بِه تشعُر بالفراشات تَغزو مَعدتِها بَعد ان حَملت قَلبها و تجوَّلت به في جَميع انحاء جَسدِها

فَكُلَّ انشٍ بِها بات يَنبِض ..! لاسيما الذي أسفلَها

" ج..جيو.. " هو قاطَعها حينَما حاوَلت التحدُث بِلف ذِراعه حول خَصرها و جَذبها لتلصق ذِراعها بِصدرِه ، رويدًا رُويدًا جَعل ظهرُها مَايُقابله حيثُ وجهها لمُقابلَة الغابَة خارِجًا لتتسنَّى لهُ فرصَة التحدُّث باذنها من الخَلف براحَة أكبَر

" جُيون تِلك تَجعل الحواجِز بيننا أكبَر ، ناديني بإسمي فَحسب ، سَتنكسر بيننا الرسميات آن ذاك "

سويون حدقَّت في الطبيعَة امامَها بِعينين مُوسَعتين ، مَشهد الخَضار الذي يَملئ الانحاء جَعل توتُرها يَخِّف اكثَر مِن ذي قَبل

" الفظي اسمي بِشفاهِك ، بَعد قليل سأجعلُكِ تَصرُخين بِه " ما نَبسهُ جَعل معدتُها تنقبضُ بقوَّة ، حَبست انفاسها بِمُجرَّد ان شعرَت بشفاهه تعبثُ بِعنقِها من الخَلف لِتطلِق انينًا خافِتًا ما إن عَضَّ جِلدها

وضعَت يدها على فَمِها موسعَّة مُقلَتيها بِصدمَة بِفعل ذلك الصَوت الذي أخرجته ، هي تودُّ مُقاومته و إبعادِه لَكِّن جسدُها مُستسلمٌ لهُ بالكامِل

" ج..جونغ..جونغكوك " نَدهت عليه حينَما وَجدتهُ يَنغمسُ في تَقبيل رَقبتِها لاسيما انهُ تركَ طابِع مُمتلكاتِه عَليها ، ارتجفَت بين يداهُ ما إن هَمِس في اُذنِها بِنبرتِه الثخينَة تِلك " استرخي ، سَلِّمي نَفسُكِ لي ، لنتشارَك الرُوح و الجَسد كَما تشارَكنا الحُب "

هي لا تُريد لِهَذا ان يَحدُث
تُريد مُقاومَتهُ و اعطاء غَضِبها شأنًا

لَكِن لما جَسدُها مُستسلمٌ لهُ بالكامِل ..؟

ابتلعَت ريقِها حينَما فقدَت سيطرتها عَلى نَفسها ، هي تتجاوَب معهُ دون أن تُدرِك حَقيقة تصرفاتِها ، هي سَكِرَت بِه بالكامِل

اصواتُ المَطر التي تَخبِط الارضيَّة الحَجريَّة يُضيفُ لَحنًا شاعِريًا لِلحُجرَة ، تراهُ يقومُ بالكَشف عَنها بِاصابِعه التي تفتحُ ازرارَ قميصِه زِرًا زِرًا بينَما يقومُ بِترك قُبلاتِه على كَتِفها الذي انكَشف بمجرَّد ان سَقطت قطعَة القُماش عَنه

•••

الساعَةُ الثانِيَة ظُهرًا

تَفتحُ سويون عُيونِها بِبُطئٍ على صَوتِ قطرات المَطر التي تَخبِط زُجاج السَقف أعلاها ، السَماء لم تَكُّف عن انزال مياهِها مُنذ ليلَة البارِحَة بالفِعل

أحسَّت بوجعٍ خَفيف أسفلَ ظَهرِها بِمُجرَّد ان تحركَت لِتأن بخفَّة تُحاوِل إدراك وَضعها ، لفَّت برأسِها الي جانِبها لِتجد زَوجِها نائِم على بَطنِه بينَما يحتضِن الوسادَة اسفلَه

" مالذي حَدث ..؟ اين انا ..؟ " تمتمت مُتسائِلَة لِتجلِس بِصعوبَة تُناظر الجِوار بينَما تُمسِّد اسفل ظَهرِها بيدِها بلُطف " لِما جَسدي كُله يؤلمني بِحق ..؟ " نَطقت بِعُبوس لِتشهق حينَما انخَفض عنها الغِطاء و كَشف عُري جِسمها

تبًا ..! هي تَذكرت

لقد خَدعها و استَطاع النَيلُ من جَسدِها..!
انتَقم منها بالشَكل الذي مزّق حُنجرتِها من الصُراخ

اوليسَت هي من عليها الانتقامُ منهُ بدَلاً..؟

لفَّت رأسِها نحو زَوجها تُناظره بِحقد شَديد " يالهُ مِن ..! " رَغبت في شتمِه لِتعبس بإحباط و تتسطَح الي الخَلف تُناظر السَقف بتذمُّر

التَفت اليه تجدِه نائِم بِعُمق ، هو لَم يخلُد للنوم منذ يَومين و ليلَة الامس سهِر مَعها بِفعل مَرضها للخامِسَة صباحًا

اقترَبت تطِّل على ظَهرِه المَجروح لِترمش بخفَّة و تُناظر اظافِرها " لقد نِلتُ منه ايضًا ! يبدوا هَذا مؤلِمًا " تمتمت و راحَت تتحسس تلك الخُدوش باصابِعها جاعلَة ملامحه تنكمِش بخفَّة

" ينامُ كأنَّه ابرئ خَلق الله ، اُنظروا اليه ! من يُصدِّق ان هذا الوَجه يمتلِك لسانًا حادًا " هَمست بينَما تُناظِر مَلامِحه عن قُرب ، مدَّت اصبعِها تتحسس انفهُ ثمَّ انخفضَت الي شِفاهه المتورمَّة بِفعلها

سويون دراميَّة بالشَكل الذي يَجعلها تخافُ من ابسط الامور ، هي لَم ترحم شِفاهه التي كُلَّما تقدَّم منها خُطوَّة عنفتها و عضَّتها باقوَى ما لَديها ، جُيون كانَ صَبورًا للغايَة

" يبدوا انهُ تعرَّض للتعنيف " هَمست كابِتَة ضِحكتها على مَظهره و شَعرِه الذي بَعضهُ متناثِر حَول الفِراش ، لقد اقتلعت لهُ خُصيلاتِه ، هي لم تُقصِّر بِجعله يَدفع ثَمن سرقَة ليلَة مِنها و عَدمِ احترامِ غضبِها..!

التفَّ الي الناحيَة الاخرَى يُكمِل نومه ، تنهدَّت لِتستلقي علَى الفِراش تُناظِر الخارِج بِعُيونٍ شارِدَة " لقد عاد جيون حقًا ؟ الستُ احلُم ؟ لابد اني نائمة و ساستيقظ بَعد قليل على صوتُ والدتي في المُستشفَى ، جُيون لازال في بريطانيا " هَمِست بينَما تُغلق عسليتَيها ببطئ

حاوَلت السيطرَة على فَيض مشاعِرها لَكِنها و بشكلٍ ما لَم تستطِع ، ذلك ما جَعلها تصرُخ بقوَّة شديدَة جَعلت جُيون ينتفِض من نومتِه و يجلِس مُسرِعًا يُناظرِها بصدمَة

جَلس على رُكبتيه و إقترَب مِنها يتفقَّد حرارتها بِهلع " ما الامر سويون ؟ هل انتِ بخير ..؟ لِما تصرُخين حُبًا بالرَب ! ماذا حدث ؟ " نَطق بِقلق و بِعينين شِبه مفتوحَتين لشدَّة نُعاسِه

احتَضنت اللُحاف اليها بينَما تفتحُ عيونِها ببطئ تُناظر مَظهره المُبعثر و عُيونه الناعِسَة " انت !! انت مُجرِم سفَّاح " صَرخت بِه

" ماذا ..؟ " قَرن حاجِبيه بخفَّة لِيجلس على مؤخرته يَمسحُ على وَجهه حتَّى يُصحصح و يتمكَّن من الانتِباه مَعها

" لا يُمكنك ان تَصرُخ عليّ و تطردني ثمَّ تأتي لِتنام مَعي لاحِقًا " صاحَت بِه بِوجهٍ مُحمَّر ثمَّ جَلست بينَما تسرِق منهُ الغطاء حتَّى تلفه حَول نَفسها ، ليسَ و كانَّه لم يَرها قبل ساعات قليلَة

كانَ يُحدِّق بِها بعدمِ فَهم كَرجُلٍ للتو صَحى مَفزوع بَعد ان دَخل في سُباتٍ عَميق ، يرمِش مراتٍ عديدَة يُراقب تلك المجنونة التي جَلست لهُ و ناظرتهُ بجديَّة " كيف سمحت لِنفسك ان تَستغلً رغبة جسدي بِك ..! و انا لازلتُ غاضبة مِنك ؟ ارجع اي ليلتي التي سَرقتها مني هيا "

" هل بعد كُل ليلةٍ جامحة نقضيها تفقدين بها جُزء من عقلك؟" نَطق ساخِرًا ليسحَب بِنطاله من قُربه يرتديه فوق لباسِه الداخلي ، حدَّق بها و هي تُحاول الوقوف لَكنها تعرقَلت في طول اللُحاف و سَقطت في حُضنه بدلاً مِن الفِراش

احتواها بين ذِراعيه يُحدِّق في عُيونِها العسليَّة ، وَجدها تُمسك بالغطاء عندَ صَدرِها كي لا ينفَّك و قالَت لهُ " حياة المُتزوجين لم تُعجبني " هَمست بينَما ترمِش بِبُطئ تُراقبه يُميل رأسه للناحيَة الاخرى بِحاجبٍ مَرفوع

" على فِكرة انا مَن تم تعنيفي ! لقد اُقتلع شعري و نَزفت شِفاهي و جُرح صَدري و اُصيبت اُذناي بالتعذيب للصوت العالي الذي سَمعته " اشرَّ على نَفسه قائِلاً بينَما يُحيطها بذراعه الثانيَة و يضمُّها له

" يا ! مالذي تقصِده ؟ الي ماذا تُشير بالضَبط ..؟ الم تُعجبك حياة المُتزوجين مَعي ..؟ " صاحَت بِه بانفعال بينَما تعانق الغطاء تُناظره بِعينين مُوسعَتين ، هي لم تتوقَّع ان تَسمع أجملُ ضِحكة رنانَّة التي داعبَت مَسامِعها

جَعلت مِنها تُناظرِه بِعيونٍ برَّاقة ، هي مُغرمَة بِه بالكامِل

حدَّق بِها بإبتسامَة خَفيفة و قال بَعد ان قهقه مُجددًا " لا اعلم لما تُسمين الامر بِحياة المُتزوجين ! من اين تَجلبين مُصطلحات كَهذِه ..؟ "

" انها لُغتي الخاصَة ! " رَدفت تُشير عَلى نَفسها ثُمَّ جَلست بِصعوبَة لِتناظِره بحقد " لديّ امتحان بِسببك تغيبتُ عَنه "

" لا ، لقد اجلت الجامعة الامتِحان بسبب سوء الاحوال الجويَّة ، انها من الامس لم تَتوقف عن الامطار " رَدف بينَما يمسح على وَجهه بِنُعاس ، ناظرَها بِعينين ذابلتَين فأشار عَليها قائِلاً

" كيف استطعتِ الاستيقاظ الان بِحق ؟ لقد نِمنا على العاشرَة ! "

" اني اتقلَّب و ظهري يؤلمني لِهذا لم استطِع اكمال النَوم ، لقد شعرتُ ان شيئًا عزيزًا فُقد مني " تذمرَّت بينَما توكِز كَتف زوجها الذي تسطَّح للخلف راميًا بظهره على الفِراش

" بِحقك سويون ، سيحلُّ شيئًا ما مكانهُ افضل "

" اسمع ، انا لستُ مُتفرغَة لحياة المُتزوجين كُل يَوم ، لدي دِراسَةقالَت لهُ بينَما تدفع بِحاجبها عاليًا تُناظره بعد أن التَّف براسه اليها و نَطق يُناكِفُها

" و لا انا ، لديّ عَمل اساسًا "

" يااا ، نحن مُتزوجان ! كيف لك ألا تكونَ مُتفرِغًا ؟ " صاحَت به لِتضربه على ذِراعه بقوَّة جَعلته يُقهقه بصخَب ، سَحبها مِن مِعصمها يُسقطها في حُضنه ، اسنَد لها راسها على صَدره بينَما يُناظر السَقف الزُجاجي يَعكسُ قطرات المَطر الغزيرَة

" نحن لن نَضع خُطَّة ما ! هي سَتأتي في وَقتِها و بِمشاعِرها آن ذاك ، لا تملئي رأسكِ " نَطق بينَما يمسحُ على شَعرها بيدِه يستشعِر انفاسِها الهادئَة ، احسَّ بِصمتها الذي طال ما جَعله يُخفض رأسه اليها مُتسائِلاً " لما صمتِ ..؟ "

رَفعت عَسليتَيها اليه تُناظِره بِعينين حائرَتين ، دام صَمتُها لِوقتٍ طَويل قَبل ان تسألهُ ما لَم يتوقعَّهُ البتَّة

" هَل ، كَان ذلك مَعها أفضلُ مِني ..؟ "

هي تَقصِدُ إيــمَــا

•••

5457 ✔️

اهلاً اهلاً ياحلوين ♥️🦋

اخباركم مع تشابتر اليوم ..؟

التشابتر هذا كان من افضل تشابتر من ناحية السَرد

لو تلاحظون انا ابدع في السرد الدرامي اكثَر ، زي هواجِس العشق و سَمراء ، احب اوصف المشاعِر 🥹

كيفكم مع احداثنا لليوم ..؟

اكثر جزءية نالت اعجابكم ..؟

تتوقعون جيون ايش عمل بايڤا لما شافها ..؟
هذا المشهد تغاضيت عنه ساكتبه التشابتر القادم ان شاء الله

سويون و جنونها ..؟
احبها 😭

اكثَر شَئ يشدكم للرواية ..؟
سبب قراءتكم لها بصفة عامَّة

هل انا من ضمن الكُتاب يلي تشوفون ان سردهم ماله مَثيل ..؟

بالنسبة ليا اشوف سَردي مُميز ، احب اكتب عشان اسرد و أعبر 🥲

المهم ، اراكم في التشابتر القادم باذن الله
اهتموا بانفسكم ♥️🦋












.
.
،







جَمال المَكان مَعلش





Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top