Husband | 30

Husband || زَوجي

أهلاً بِكُم في الجُزء الثَلاثون ☁️

لنبدأ 🦋

•••

سويون عَسليتاها تَنظُر بِعُمقٍ نَحو زَوجِها الذي يَنتصِب في مُنتصف الجَناح عَيناهُ مُعلقَّة عَلى هاتِفها الذي تَحملهُ بين اصابِعها المُرتجِفَة

هي لا تَستطيعُ تَخمين ردَّ فِعله ، لَم تتمكَّن مِن قِراءَة تعابيرِه الساكِنَة و كُحليتاهُ الثابِتَة ، خافِقُها يَتخبَّط بِهلعٍ بينَ قُفصان صَدرِها الذي يَرتفع و يَنخفِضُ مع تَسارُع أنفاسِها الحارَّة

" هَل هَذِه نُكتَة ..؟ "
أصدَر سُؤاله الهادِئ بَعد أن حوَّل كُحليتاهُ مِن هاتِفها الي عَسليتيّ مَن أغلَقت الخَط مُباشرَة و تقدمَّت منهُ بِخُطواتٍ رَزينَة

تراهُ مُتجمّد و أعيُنِه السَوداء تُشاهِدها دون ان يَتفوه بِحَرفٍ يُعبر فيه عن جُزء لا يَتجزأ من حُطامِه ، عاجِز هو عن ابداء رد فِعلٍ تَصف كَسرتِه

يَستحيلُ ان يَكونَ ما قالهُ المَلِكُ صَحيحًا
يستحيلُ ان تُكسَر كَرامتهُ بتلك السُهولَة
دون ان يُلقَى بالٍ لِكبرياءِه..!
او حتى لِمَشاعره ، الذي لم يَبخل بِتَقديمها بكل حُب الي ابنتِه

رُبما ذَلك مُجَرد مَقلبٍ لَعين..!
لكن لا ، الصَوتُ الذي نَجم قبل قليلٍ
كان يَخُص ابنتَه ، انّهُ صَوت ايڤا..!

" ج..جيون "  هَمست تَندهُ عَلى مَن ميَّل رأسِه بِخفَّة ضاغِطًا على ذَلك السكين الذي يَحتضنهُ باصابِعه " ايڤا ، حامِل ..؟ "

اخفَضت سويون رأسِها بِأسَى مُلتزِمَة الصَمت
كَيف سَتُخبره انَّ ابنتهُ حَقًا حامِل ..؟

اعتصَرت هاتِفها قَويًا تُنصت الي نَبرتِه الهادِئَة و هو يُكرر سُؤالَه " اجيبي عليّ ، ايڤا حامِل ..؟ "

قَضمت شَفتُها السُفلى مُومئَة بِتحسُّر ، لَم تشأ رَفع عَسليتَيها اليه كَي لا تَرى تعابير الخُذلان تَغزوا مَلامحه لِذا أبقت عَينيها على قَدميها متخذَّة رُكنًا تحتضِن به الصَمت

" ابنتي انا ..؟ " اشرَّ على نَفسِه بيدِه التي تَحملُ السكين يكاد لا يستوعِب حَقيقة ما سَمِعه " ابنتي ايڤا ..؟ غَير مَعقول ، هي لا تَستطيع ان تكونَ حامِل ايڤا ليسَت مُتزوجَّة ، لازالَت صبيَّة يافِعَة ! "

سويون هزَّت مُقلَتيها اليه بَعد أن طالَ صَمتُها ، رَبطت عُيونهما سَويَّة لِتهمس لهُ بِحُزن " لَقد كانَ ذلك عن طَريق الخَطأ "

ابتلَعت ريقِها بِخَوف حينَما لاقاها جُيون بِنظرَةٍ مُميتَة بثَّت بها الرُعب ، ميَّل رأسِه مُبتسِمًا بِسُخريَة " عَن طريق ماذا ..؟ "

دَنى مِنها خُطوتين اضافَتين بينَما يقبِضُ على سكينتِه بِغضب " ذَهبت لِتنام مع رَجل و تَقولين لي عَن طريق الخَطأ ..؟ " هسهس بِقُربِ مَلامح امرأتِه التي زَمَّت شَفتيها مُبتلعَة احرُفها المُشتَتة

تَخافُ بَدل أن تُكحلُها تُعميها

لعِق وجنتهُ من الداخِل يُشاهِد انعكاسهُ في عَسلتيّ امرأته ، اعتدَل في وقفتهُ بدلاً من انحناءِه لِيرفع التُفاحَة التي في قَبضته اليُمنى ، صَعد بالسكينَة في ناظرتِها اليُسرَى لِيقوم بِغرسها بِعُنف في مُنتصفها

أسقَط تِلك التُفاحَة المَطعونَة مِن قبل السكينَة ارضًا قَبل أن يَلتفُّ نَحو الباب ناوِيًا الخُروج ، سويون مَسكتهُ مِن ذِراعه بِقلق " جونغكوك .. "

نَفض ذِراعه مِن قَبضتِها و لفَّ برأسِه اليها ناطِقًا بحدَّة " ابقي بَعيدَة ، انا جاد هَذِه المرَّة " هَتف بِصرامَة قَبل ان يُتمم سيرهُ الي الخارِج صافِعًا الباب بِعُنف جَعلها تنتفِض بِهلع

اخفَضت بصرها الي تلك التُفاحَة تُناظِرُها بِحُزن ، انخفضَت تجلِس القُرفصاء حَيثُ حَملتها بين اناملِها تتفقَّد ذلك الثُقب الذي كونهُ السكين في المُنتصف " لَقد ثُقِب قَلبهُ بِنفس هذه الطَريقة " هَمست

رَفعت عَسليتَيها نَحو الباب تتنهَّد بِحُزن حيثُ جَلست في مُنتصف الجَناح تُراقب التُفاحَة بِعُيونِها المُهتزَّة " انا اسِفَة نيابَة عن كُلٍ مَن أذاك ، انا حقًا اسفة انتَ لا تستحِّق "

مَسحت بِكُمِّ فُستانِها تلك الدمعَة المُتمردَّة مِن جُحرها ، هي لا تستطيع تخيَّل مِقدار الألم الذي يَشعُر بِه في الوَقتِ الراهِن ، ضمَّت رُكبتيها الي صَدرِها تُسنِد ذَقنها عَلى رُكبتَيها تتأمَّل التُفاحَة بِصَمت

" ليتني أستطيعُ ان اعود بالزَمن الي الورَاء و أمنعك مِن السَفر الي بريطانيا في ذلك العام ، كانَت ايڤا سَتُخلق على انَّها ابنَة اخيك آن ذاك كُنتَ لِتعيش حياتِك بدون هَذا الألَم كُلَّه "

•••

" الي اينَ جونغكوك ..؟ "
سأل هانجون إبنَه الذي يَنزِل مِن الدَرج بينَما يَرتدي قُفزاتِه الجِلديَّة ، عقد حواجِبه بتعجُّب حينَما رآه يلتبسُ ثيابًا سَوداء بالكامِل ، عادَةً جُيون يَكره ارتداء كُلَّ ماهو كُحلي غامِق

هو يُحِّب الفواتِح

" طَرأ عليَ عَمل " ردَّ جونغكوك قائِلاً بينَما يضعُ قَدميه على اخر دُرجَة يُغلق سحَّاب سُترته الجلديَّة السَوداء و كُحليتاه مُعلَّقةٌ عَلى ذراتِ الهَواء الفارِغَة " في هَذا الوَقت ؟ الساعَة مُتأخرَّة " تحدَّثت جونغهيون بِقلق بَعد ان اطلعَت على مَلامح ابنها الشاحِبَة

" أيًا كان " رَدف بهدوء و تخطَّاهم مُتوجِهًا الي الخارِج تَحت نَظرات سويون التي تَقفُ عند نهايَة الدَرج تُراقب ظَهره ، نَزلت بِخُطواتٍ بطيئَة تُلتفُّ برأسِها نَحو والديّ زَوجها

" الي اينَ سيذَهب في هذا الوَقت ..؟ " سألت بِحاجبين مَقطوبين بِقلق توجِّه فُضولها نَحو مَن اجابَتها بِنبرةٍ لا تَقلُّ عن خاصِتها قلقًا " لا أعلم سويون ، مَلامحه لا تُطمئِّن ، لَكن هو عادَةً حينما يَرتدي مَلابس كَهذِه يَذهبُ الي مَكانٍ مُعيَّن "

" الي أين ..؟ " هَتفت مُقترِبَة مِنها خُطوتين تَنظُر في عَينين مَن أجابَتها بَعد ان سَحبت انفاسُها الي رِئتيها

•••

يَحملُ في مُتناول يَديه المُختبئتين خلف قُفزاتِه الجلديَّة ورودًا بَيضاء يَنخفِضُ بِحذَرٍ لِيضعها فَوق قَبر مَن سبق و أن كانَت زَوجته

عَيناهُ الكُحليَّة تَنظُر نَحو اسمُها المَحفور على رُخام قَبرِها ، إبتسَم بشكلٍ مُتهالِك قَبل أن يَجلِس على رُكبتيه بالقُرب مِنها يَتأمل تلك التُربَة الجافَة و التي تزيَّنت بِزُهورِه

" مرَّ وقت طَويل لَم اُقدم فيه عَلى زِيارتكِ ، هَل اشتقتِ لي ..؟ " مَدَّ يدِه يُخللها في ذرات التُراب بَعد أن ازال إحدى قُفازَيه " لَقد سافرتُ الي كوريا و أخذتُ ايڤا مَعي الي هُناك ، ذهبتُ لامارِس شَغفي كَطبيب جرَّاح كَما حلمتُ ان أكونَ يومًا "

رَفع كُحليتاه مِن ذَراتِ التُراب تِلك الي حُروف اسمِها حيثُ أضحَى يتخيَّلُها تَجلِسُ امامهُ بِفُستانها الزَهري تبتسمُ لهُ و تُنصت الي كلِّ حَرفٍ يَنطقه " هل انتِ سعيدَة ؟ بَعد ان جَعلتِ حَياتي في قمَّة التَعاسَة "

ابتسَم ساخِرًا و نَفض التُراب مِن يَده لِيجلس على مُؤخرتهُ يضمُّ رُكبته الي صَدره و الثانيَة فردَها حيثُ لفَّ ذراعيه حَول ساقه المثنيَّة يُحدِّق في طَيف ايما المُبتسِم " اتضَّح ان ابنتُكِ ايضًا مِثلُكِ ، بإسمِ الحُب باعَت شَرفها الذي سَعيتُ لاحافظ عَليه طيلَة فترة تربيتي لَها "

" اتعرفين ما يُضحك ..؟ انّي سَعيتُ لِتربيَة ثمرة خِيانتك بِكُلّ ما اوتيتُ من الحُب ، رَبيتُها على القيمِ و المبادِئ ، لَكِن بِمُجَرد ان سَنحت لها الفُرصَة خانتني هي كَذلِك ، فقط غَفِلتُ عَنها قليلاً و التفتُّ الي حَياتي ، عُدت لاجِدها تَحملُ ابن الرَجُل الذي آمنتهُ على أغلى مُمتلكاتي ..! "

غَصّتهُ تَخنقهُ ، لم يَعُد بِحَوزتِه شُعورٍ يُظهِره
يشعُر ان احاسيسَه تلبّدت و حلّ البُرود على صَدرِه

" لِما مَفهوم الحُب النَقي لَيس في قاموسِكم ..؟ الا يُمكنكنَّ الحِفاظ على انفسكنَّ الي حين مَوعِد زواجكنَّ فَحسب ! انٍّي اخشَى عَليها لكنِّها تراهُ تسلُّط و تَشدُد بينَما انا فقط لا اوُّد ان يُصيب طِفلتي مَكروه ، اريدُها نَقيَّة الي ذلك الحين الذي ساضعُها بين ايادٍ آمِنَة تَحميها كَما حَميتُها ، لَكنها لا ! هي تَعرِف إني أغضب بِمُجرَّد ان تُحاكِ شاب حتَّى ، فَوق ذلك ذَهبت لِتنام مَعه ، مَع من ..؟ مَع من وَضعتُ ثِقتي الكامِلَة بِه نسبَةً لانه يكونُ ابن المرأة التقيَّة التي خَدمتني لاعوامٍ كَثيرة بِمصداقيَّة و شَرف "

الكَثير مِن الكَلام العالِق في صَدره ودَّ أن يُخرِجه ، شَعر لو أنَّه كَتمه لانفجَر قَلبه لشدَّة الضَغط الذي يتعرَّض لَه

رَفع مُقلتيه الي السَماء يَنظُر الي تلك النُجوم المُضيئَة " رُبما الخَطأ بي منذُ البِدايَة ، ما كان عليّ ان اضغطَ عليها لِتلك الدرجة التي تَجعلُها تطعنُني مِن ظَهري بِهذه الطريقَة المُؤلِمَة ، لا أفهم لِما السكين يأتيني مِن أقربُ الناس اليّ ..؟ "

إبتسَم بِخفَّة يَشعُر بِقلبه يُملَئ بطعناتٍ حارَّة من أسهم مُشتعلَة ، قَبض عَلى يَدِه بقوَّة هامِسًا " لَقد احسستُ بذات ذلك الشُعور ، انهُ ذاته و ذاتُ مِقدار الألم حينَما أتيتِ اليّ لِتُخبرينَني انكِ حامِل ، هَذِه الكلمَة بدأت تُشعرني بالرُهاب ، انا فَقط اكره الحوامِل "

مَسح على عَيناهُ التي بدأت تحرِقهُ بشدَّة ، زمَّ شِفاهه يُحاوِل التعامل مَع فيض المشاعِر التي تُراوده " كَيف سأتصرَّف ..؟ مالذي عليّ فِعله ..؟ لَقد مللت مِن كوني غاضِبًا طَوال الوَقت مِن تصرفاتِها الطائِشَة ، لقد ارهقتني التربيَّة التي اضحَت بِدون جدوَى في الأخِر ، اكادُ اُصاب بضغطِ الدَم و انا بِهذا العُمر ، انا ما كانَ علي تَحمُّل مسؤوليتها مِن البدايَة ، انها مِثلُكِ و تُشبهكِ في كُلِّ شَئ "

قَضم شَفتهُ السُفليَّة بِقوَّة يكادُ يُمزِّقها " انا اشعُر اني مُنكسِر اكثَر من أي وَقتٍ مَضى ، انهُ فقط يَستمِّر بالتراكُم دونَ ان يَخِّف و لو لانش ، انا في النهايَة بَشر ، انا لَدي مَشاعِر على فِكرَة و أشعُر "

إقشعَّر بَدنهُ حينَما شَعر بيدٍ تَلمسُ كَتفه ، اخفَض بصرُه الي تِلك الاصابِع النحيلَة البَيضاء و التي عَلِم انها تخصُّ زَوجته لا غَير

رَفع رأسُه الي مَن تنتصِب خَلفهُ تُناظِره عَن كَثب ، اتخَذ الصَمت مَسكنًا لهُ يُشاهِدُها بِصَمت و هي تَنحني حتَّى تجلِسُ بالقُرب مِنه

اخرجَت من جَيبها تِلك التُفاحَة تَضعُها امام وَجهِه حتَّى تلفت انتِباه عَينيه المُحمرَّة ، انتَشلها مِنها يُراقِب ذلك الضِماد الأبيض الذي وَضعتهُ فوق الثُقب ، قَرن حواجِبه بِخفَّة يُحدِّق بالوَجه المُبتسم المَرتسِم عَلى اللاصِق الطِبي

" ما هَذا ..؟ " رَفع كُحليتيه اليها حيثُ وَجدها تَنظُر الي قَبر إيما بِهدوء ، حوَّلت مُقلَتيها نَحوه لِتدنوا مِنه اكثَر تتأمل جُحريه

" نَستطيعُ إصلاح الامَر مَعًا " هَمست لهُ بَعد ان أحاطَت وَجنتيه الساخِنَة بالرُغم مِن بُرودَة الجَو حَولهما ، جونغكوك عاوَد النَظر الي التُفاحَة المُضمدَّة قَبل أن يقوم بازالَة اللاصِق الطبي كاشِفًا عن ذلك الثُقب " انهُ مُجرَّد وَهم ، الجُرح لازال موجودًا " هَمس بِدوره

سويون خَطفت مِنهُ التفاحَة تُعيد ذلك الضِماد مُجيبَة " لابأس ، انهُ يحتاج بَعض الوَقت حتَّى يتعافَى ، لازال الجُرح جَديدًا " هزَّت عَسليتَيها الي مَن اتخَذ جانبه بِرفقة السُكوت يُطالِعها بِهدوء

وَضعت التُفاحَة جانِبًا لِتقوم بانتِشال يدِه المَكشوفَة فالثانيَة لازالت اسفل قُفازِه ، احتَضنت اصابِعه بخاصَتيها و حدَّقت بِه تُخاطِب كُحليتاه

" ايڤا تُحِّب تايهيونغ ، اعرِف ان الأمر صادِم لك كأب ان تَسمع خَبر حَمل طِفلتك التي تُحبها و تَغارُ عَليها ، لَكِن احيانًا الحُب يكونُ قويًا لِدرجة انَّ المرء لا يستطيعُ التحكُم في شَهواتِه ، انهُ صادِق في نَوياهُ نَحوها و يودُّ حقًا ان يتقدَّم لها و يَتزوجُها "

جونغكوك ناظَر يَديها التي تحتوي خاصتِه ثُمَّ هزَّ كُحليتيه اليها يُنصِت الي حُروفِها بِهدوء ، إبتسَم ساخِرًا و جَذب يدهُ مِنها مُتحدِّثًا " انتِ و رُغم مَعرفتكِ بالأمر مُنذ البِداية إستَغبيتني ! بدل أن تَحكِ لي قُمتِ بِاخفاء الامر عنِّي كَما لو أنهُ لا يَعنيني " إستقام مِن الارض نافِضًا مَلابِسه مِن ذراتِ التُراب التي تُغطيه

" اكرهُ شَئ لدي ، ان يَتمَّ استغبائي ، و انتِ وَصلتِ الي حُدودي الحَمراء و تَجاوزَتيها " انتَشل قفازهُ الثاني يَلبسهُ بِهدوء

سويون نَهضت مِن فوق الأرض تُناظِرهُ بِحُزن " خِفتُ من ردٍّ فعلك ، لم اُرد ان أجرحَك و قلقتُ على ايڤا ايضًا "

" جُرحي الأن اكبَر مما سيكونُ عليه لو اخبرتِني آن ذاك " هَتف و هو مُنغمسٌ في ارتداءِ قفازِه ، وَضع عيناهُ عَليها لِيُكمل " و انا مُتأكِد انَّه لَو لَم أسمَع عن طَريق الصُدفَة ما كُنتِ حَضرتك ان تُخبريني ، لا انتِ و لا هي ! بَل انا واثِق انكُما تُخططان لِزواجِها ، بَعد ذلك حينَما تَلِد تُخبرانني أنها أنجبَت في السابِع ، اليسَ كذلك ..؟ "

اخفَضت سويون رأسِها بِحُزن ، ما قالهُ صَحيح بالكامِل ، هُم كانوا سَيخفون عنهُ الامر الي النِهايَة

جُيون ابتسَم بِخُذلان و دَنى مِنها خُطوَة يِمسِك بذقنها حتَّى يتمكَّن من رَفع رأسِها ، حدَّق في عَسليتَيها الدامِعَة و رَدف " انتِ كُنتِ من ضِمن مَن أذاني يا إمرأتي ! لَم اتوقعها مِنكِ "

" ا..انا كنتُ خائ..خائفة مِن ردِّ فعلك " هَمست بِغصَّة تشعُر باصابِعه التي تَضغطُ على ذَقنها بِقوَّة خفيفَة كي لا يُؤذيها

" لا اُريد أن ارَى وَجهكِ ، عُودي الي كوريا في الحال " هَمِسَ لَها قَبل ان يُفلت ذَقنها و يَلتِفت مُغادِرًا المَقبرَة بِهدوء ، اهتزَّت عَسلتيّ سويون التي اعتصَرت قَبضتيها بِقوَّة تُراقِب ظَهره و هو يُغادِر

ناظَر جونغكوك جيكوب الذي يَقِف امامَ السيارَة مع بقيَّة الرِجال " جهِّز الطائرة الخاصَة التي سَتُقل السيدَة جُيون الي كوريا " رَدف آمِرًا لِيدخُل في مُنتصف سيارتِه يَنظُر امامَه بهدوء

" لَكن سيدي أمرتنا بِتجهيزِها غدًا .. " تحدَّث جَيكوب مُتعجِّبًا حيثُ التفَّ ينظُر الي سويون التي تَقف مَكانها تُناظر قَبر إيما بِصَمت

" قُلت فَورًا ! " هسهَس مُحدِّقًا في مُساعِده بِحدَّة ، طالَع جيكوب دُموع عسليَة الأعيُن ثُمّ اوَمَئ لهُ بينَما يُخرج هاتِفه لاعطاء الاوامِر

حوَّل جونغكوك كُحليتيه الي زَوجته التي تَسيرُ في إتجاه سيارتِه ، بمجرَّد ان وَقفت امامَ نافذته قامَ بإغلاقِها لِيشرع بالنَظر امامه

فرَّقت سويون بينَ شَفتيها بِذِهول لِتُميل رأسِها " هل يَتجاهلني الأن ..؟ " اقترَبت تطرُق نافِذته بانزِعاج " انا اخبرتُكَ اني اكرهُ التجاهُل ! و انتَ تستمِّر بفعل ذَلك مَعي ، جُيون افتَح لعنَة هَذا " مدَّت يَدها لِفتح الباب لَكٍّنه أمَّن السيارَة من الداخِل ما جَعلها مُغلقَة بالكامِل

كانَ يُنصِت الي اصواتها و هي تَصرُخ بالخارِج و تَطرُق نافِذته ألا انَّه تجاهَل و أمَر بتشغيل الراديو في المُسجِّل

سويون قَبضت عَلى قَبضتها بِغضب لِتقوم بِركل سيارتِه " افتح الباب و دَعنا نتفاهَم ! انا ما شأني في كل هذه الحِكايَة ! هل انا مَن ذهبتُ و حَملتُ من غَيرك ؟ انا فَقط وقعتُ بين الطَرفين ، افتح جونغكوك و انزل لِنتحدَّث "

" لا يُمكنك ضَرب السيارَّة انها مُمتلكات خاصَّة بالدولَة " هَتف جيكوب بينَما يُبعِد سويون التي طالعتهُ بغضب و صَرخت في مُنتصف وَجهه " اغرب عَن وجهي انتَ الاخر ! افتح السيارَّة دَعهُ ينزِل هيَّا "

" انَّه بشكلٍ ما لا أستطيع ، الوَزيرُ عَنيد جدًا حينَما يَغضَب" رَدف جيكوب بأسَى يَنظُر في عَينين مَن بَعثرت شَعرِها بإنفِعال " الهي سافقد صَوابي ، كَيف لهُ ان يُرسلني هَكذا بِمزاجه ..؟ مَن يظنُّ نَفسه "

" انهُ الوزير " هَمس جيكوب مُبتسِمًا لِيتحمحم حينَما ارسَلت لهُ سويون نَظراتٍ مُميتَة " و ان كانَ وزيرًا ..؟ انهُ ليسَ الملِك مَثلاً "

اخفَضت بَصرُها الي جونغكوك الذي انزل نافذته و طَالعها بِهدوء " اخفِضي صَوتكِ ! انتِ مُزعجَة " أشرَّ لها بالتراجُع الي الوراء بيدِه قائِلاً " تراجعي الي الخَلف قليلاً "

" انتَ هل تقول عنِّي مُزعجة ..؟ " اشرَّت على نَفسِها موسعَّة عَينيها بعدمِ تَصديق ، حدَّق بها بِهدوء قَبل ان يُبعد كُحليتيه مُستعِدًا لرفعِ النافذَة " اخفضي صَوتكِ هُنالك اموات هُنا بِحاجةٍ الي الراحَة "

قبَضت عَلى يديها بِغَضب قَبل أن تدخل يَدها مِن عَلى النافذَة تَمنعهُ مِن رَفعها ، لِكونه لَم يشأ الخُروج قامَت هي بالدُخول لهُ من عبر تِلك الفُتحَة الضيقَة تقومُ بحشر نَفسها الي الداخِل تحت صَدمة جيكوب و جونغكوك الذي التصق بالكُرسي مُفرِّقًا بين جُفنيه " ي..يا "

صُعِق بشدَّة لِرأسها الذي انحشَر بين فِخذيه و اقدامِها التي بَقت مُعلقَّة في الخارِج ، سويون واجهَت صُعوبة عارِمَة في التحرُّك فراحَت تُحرِّك نَفسها غَير مُدركة مَوقعها الحالي

" سويون و اللعنَة " هسهسَ بغضَب لِيضع يَديه على رأسها يُحاول رَفعه لَكِّن ذلك ألمها بشدَّة لكون اقدامِها لازالَت عالقَة في الخارِج

" انهُ يؤلم دَعني " صَرخَت لِتقوم بصفع يَدِه تُحاول ادخال قَدميها " انتِ تتحرشين بي يا هتِه " صاح بِدوره مُنفعلاً لِتبُعد سويون شَعرِها عن عَينيها حتَّى تتمكَّن من التَحديق بِه بحدَّة " هته التي تتحدث عَنها تكونُ زَوجتك ! لِعلمك "

تَحمحم لِيحدِّق في ساقيها ، أمَر جيكوب بأن يَسحبها الي الخارِج حيثُ حرَّك الاخر رأسهُ ايجابًا و قَبل ان يتقدَّم صَرخت هي بشدَّة " انت لا تلمسني و إلا " ركلتهُ بِقدمها على مُنتصف وَجهه لِتقوم بوضع يَديها على الكُرسي تُساعد ذاتها على الزَحف الي الداخِل

جَلست بِصُعوبة تُبعد شعرها المُتناثر عن وَجهِها المُحمَّر ثمَّ طالعت زَوجها الجالِس قُربها بإنزِعاج " هل أمرته للتو بان يُمسك سيقان زَوجتك ..؟ اين الغيرة و النخوَة التي تتحدَّث عنها حَضرتك ..؟ "

" هو لَن يتحرَّش بِكِ ! " نَطق بِهدوء مُزيحًا كُحليتاهُ عَنها ، سويون تنفسَّت الصَعداء لِتمسح عَلى وَجهها تُهدأ مِن نَفسها " انا اعرِف انكَ غاضِب ، لَكن دَعنا نحلُّ الامر سَوِيًا ، لا تكُن عنيدًا "

" طيارتكِ ستكونُ بعد نِصف ساعَة " رَدف مُجيبًا بَعد ان رَكب جيكوب في مَكانه و تحرَّك بسيارتِه مُغادِرًا المَقبرَة

" جونغكوك انصِت اليّ ، انا ماذَنبي اخبرني ..؟ اغضَب على ايڤا انا ماشأني حُبًا بالرَب " صاحَت بِه بإنفِعال أدَّى الي خَبطة الوزير بقبضتِه على فِخذه بِغضب ، نَظر نَحوها بحدَّة و نَطق " اخيرتكِ انّي اُريد الحُصول على وقتٍ مَع نَفسي ..! الن تَصمُتِ ؟ "

نَظرت سويون في عَينيه بِصدمَة ، هي لا تُصدِّق انهُ ذاته زَوجها الحَنون المُراعي بِكلامِه الناضِج الدافِئ

" اُصمتِ الي حين مُغادرتكِ فقط ! عَقلي مليئ بالكَثير من الأمور المُهمَّة لا يَسعني تحمَّل طُفوليتكِ اكثَر من هَذا " هَتف بإنزِعاج يَنظُر بِعَسليتَيها المُهتزَّة ، شدَّ على أصابِعه قَويًا لِيشيح وَجهه الي الناحيَة الاخرَى يُناظِر الخارِج بِصَمت

سويون أحسَّت بِكُسرٍ في دَواخِلها أثَر كَلِماته ، هو و لأولِّ مرَّة يوجِّه حَديثًا قاسِيًا عَليها كَهذا ، شدَّت على يَديها و إلتفَّت نحو نافِذتها تَنظُر الي الطَريق بِسهو " * هل هَذا نفسُه جيون ..؟ مُستحيل * "

•••

رُكِنت سيارَة جُيون أمامَ قصرِه حيثُ فَتح لهُ الحارِس الباب ، كان هُنالك أخر مُستعٍّد لِفتح خاصَة سويون ألا انَّه اوقفهُ و نَطق " لا داعي ، السيدَة جُيون متوجهَّة نحو المَطار "

اخَفض بَصرهُ الي زَوجته التي ناظَرته بِعدمِ تَصديق ، حَدَّق في عَسليتَيها بشكلٍ خاطِف قَبل ان يلتَّف مُتوجهًا الي داخِل قَصرِه

سويون نَظرت أمامَها بِصدمَة بعد أن حرَّك جيكوب نَحو المَطار " مالذي يحدُث ..؟ لما يُعاملني بِهذا الشَكل ..؟ مالذي فعلتهُ لهُ ..؟ "

أراحَت ظَهرها الي الوراء تكتِّف يديها الي صَدرِها تُراقِب شوارِع لندن بِحُزن " انهُ ليسَ مِثاليّ كَما ظَننت ، لسانهُ المَعسول يَمتلك جانِب حاد كَذلك يعرِف كيف يُقطِّع جيِّدًا " هَمِسَت مُبتسمَة بإنكسار

شدَّت على مِعطفها بقوَّة بينَما تكتُم رَغبتها العارِمَة في البُكاء ، ارتَجف ذَقنها كَما الحال مَع بؤبؤ عَينيها الذي راحَت تُحركه في كامِل انحاء عُيونِها حتَّى لا تُفسح المَجال للدموعِ بالنُزول

لَمح جيكوب كَسرتِها في عُيونِها و هو يَقود لِذلك تطوّع يَقول " الحياة الزوجيَة ليسَت دائمًا ورديّة ، صَحيح انتِ اعتدتِ على جانبه المُراعي و اللطيف ، لَكن لابدّ ان مقدار ألمه كان اكبر من وَعيه في التحكم بتصرفاتِه و اقواله "

حَدقت سويون بِه و هي تَبكي دون اصدار صَوتٍ يدلّ على قَهرتها حيثُ قالَت بِوَجع " لكنّي لم افعل لهُ شَئ ، ا..انا حاوَلت ان اُواسيه "

" اعرِفُ ذَلِك ، لَكن اعطيه وقتهُ مع نفسه و حينما يَهدأ سيُدرك حَجم غَلطته معكِ و انا واثق انّهُ سيُصلِحها " قال جيكوب و هو يَقود نَحو المَطار لِمن اخَفضت رأسِها تَسمح لدُموعها تتساقطُ فوق مَلابِسها " لكنّي قلبي ليس زُجاجة بين يَديه ، يكسِرُها وقتما شاء ، انّها المرة الثانيَة التي يجرحني بِها بلِسانه ذاك "

" كُل رَجُل لديه جانِب سئ لا يُفصح عنهُ الا في لحظاتٍ مُعينَة تفوق قُدرته ، صدقيني جُيون عاشَ ما يَسبقُ عمره بِمَراحل ، من الجَيد انّهُ لازال يَكتسبُ الحكمَة في مُعظم تَصرفاته رُغم ما جرَا معهُ في الماضي ، اُعذريه و التمسي لهُ الاعذار ، اعرفُ ان ما فعلهُ معكِ لَيس صائِبًا ، لكنهُ يمر بوقتٍ عَصيب حاليًا يَحتاجُ فيه الي دَعمكِ "

فسّر الاكبرُ سِنًا وِجهَة نَظرِه الي الصُغرى التي حاوَلت ان تَتفهم بالايماء برأسِها و مَسح دُموعها ، اكتَفت بالصَمت لِما تَبقى من الطَريق حتّى أنزَلها جيكوب في مُنتصف المَطار اذ اوصلَها الي حيثُ الطائرَة التي سَتُقلُّها الي كوريا الجنوبيَّة

نَظرت نحو جيكوب الذي ابتَسم لَها بوديّة يُطيب خاطِرها المَكسور بِلُطف حينما قال " اتمنَّى لكِ رحلَة أمنَة صَغيرتي "

حدقَت بِه بِصَمت لِفترةٍ وَجيزَة و لِكَونها لَم تستطٍع تجاوز ما جَرى طالَعت عينيّ جيكوب بحزنٍ قائِلَة " هل هو هَكذا دَومًا ..؟ اكانَ يَخدعني بِحبه لي ..؟ "

" انها فترَة صعبَة على الوزير سويون ، انا واثِق انه سيكونُ بخير في اقرب فُرصَة ، هذه الخِلافات تحدُث دومًا بين الزَوجين ، لطالما نتشاجَر انا و ليلان و وَصل بها الامر لطلب الطَلاق و ألحت على الانفِصال ثُمَّ نعود لاحِقًا " هَتف جيكوب مُفسِّرًا للصُغرَى التي تُناظِر الفَراغ بِحُزن

" ليلان مَعها حَق ان ترغب بالانفِصال ، انت لا تُعطيها من وَقتِك " قالَت الصُغرى بِعُبوس تَرى الاكبَر يَتحمحم قبل ان يُدلِك ارنبَة انفِه مُتحدِثًا

" مِثل هذه المَشاكل تختبِر قوَّة العلاقَة ، ان كانَت هشَّة ام العَكس ! انا واثِق ان السيد جُيون يحبكِ جدًا دامهُ فتح لكِ قلبه بَعد عِشرون عامًا ، لا تملئي رأسكِ و كُل شَئ سيتصلَّح "

رَفعت الصبيَّة عَينيها اليه لِتبتسم مومئَة " شكرًا لك حقًا " شَكرتهُ و التفَت بِغرض التوجُّه الي الطائرَة لَكنهُ مَنعها بِقوله " لَحظة ، لديّ شَئ يخصُكِ "

تَوقفت عَن السَير و استدارَت اليه تُناظِره بإهتِمام ، رأتهُ يقتربُ منها و يُخرج من جَيب سُترته الداخلي ظَرف أبيض اللون " اُمرت ان اقدَّم هذا لكِ " وَضعهُ بينَ يَديها

" هل هو مِن جُيون ..؟ " سألتهُ عَلى أمل ان تكون رِسالة إعتِذار ، لَكِّنه اعترَض نافِيًا و قال بِهُدوء " اُرسلت اليّ من طَرف مَجهول ، طَلب ان توضع خِصيصًا بينَ يديكِ ، اني حتَّى لم اُخبر الوزير بَعد "

ضمَّت الظَرف اليها و حدقت في عَينين الاخر مُهمهمَة " لا تُخبره اذًا ، اعتبرهُ سِر بينَنا " نَطقت بيَنما تخبئه في جَيب معطفها

توجهَت الي الدَرج تَصعدُه بتروٍ بينَ تُفكِر بالحِوار الذي دارَ بينَها و بينَ جونغكوك ، رَكبت الطائرَة مُلتفَة نحو المَطار تُناظِر تلك الاضواء المكتضَّة و الضَجيج الصاخِب الآتٍ من الداخِل

شَعرت بِخُصيلاتِها تتطايَر بِفعل الرياح القويَّة " انتَ جرحتني عَلى ارضِك جُيون " هَمست لِتسير متجهَة الي الداخِل بِخاطر مَكسور

جيكوب إستلَم اتصالاً مِن جُيون الذي تحدَّث بِهدوء بينَما يَحتسي مَشروبه مِن فوق أريكَة قَصرِه يُراقِب المَسبح أمامَه

" غادَرت ..؟ "

" ستُقلع الطائرَة حالاً "

" أكانت تَبكي ..؟ " سألهُ بينَما يُراقب تراقُص الثلَج بداخِل النَبيذ

" لا ، حاوَلت جاهِدَة ألا تَفعل " رَدف جيكوب بأسَى يُراقب تحرُّك الطائرَة التي أقلعَت لِتوها

" أوقف قيَد ايڤا الجامِعي " أمَر بهدوء بينَما يحتسي مِن مَشروبه يَنظُر الي المَسبح أمامَه " لكن جُيون امتحاناتُها لَم تنتهي بَعد " رَدف جيكوب عاقِدًا حواجِبه بشدّة مِن اوامِر سيدِه الذي صكَّ على فَكِه " افعل ما أمرتُكَ بِه "

" امرُك سيدي "

أغلَق جُيون الهاتِف الذي رَماه بِعشوائيَة على الاريكَة بالقُرب مِنه يُتمم احتِساءه نَبيذه " لَو كانَت توَّد ان تَدرُس ، ما كانَت لتقترِف ذنبًا كَذاك ! " هَمِس بينَما يهزُّ قَدمه بِغَضب

•••

" سويون "
صَرخت ايڤا التي راحَت تركُض نَحو زَوجة والِدها

سويون رَفعت عَسليتَيها الي عَينين ايڤا الدامِعَة بإستِغراب ، لتوِّها دَخلت الي القَصر بِتعبٍ و انهاك تام ، لَم يغفى لَها جُفن واحِد طيلَة الرِحلَة لفرط التَفكير

" ما الأمر ايڤا ..؟ لما تَبكين ..؟ " سألتها بِتعجُّب و فركَت عينيها المحمرَّة بِتَعب حيثُ أجابَت الصغيرَة قائلَة " ابي أوقف قيدي في الجامِعَة ، لا أفهم السَبب لَكِّنه مَنعني مِن الدِراسَة "

" ماذا ..؟؟ " قَرنت حاجِبيها بشدَّة و حوَّلت عينيها الي تايهيونغ الذي اومَئ مُوافِقًا حَديث حبيبتِه " لَقد وَصلتنا اوامِر هذا الصَباح "

" لا افهم مالذي يُحاوِل فعله ! هل فَقد عَقله ..؟ " رَدفت سويون بإنزِعاج لِتقبض عَلى يديها تُطالع ايڤا ذات العَينين المتورمتَين من البُكاء " اني اتصلُ به مُنذ الصَباح لكنهُ لا يردُ عَليّ ، مالذي حَدث لا أفهم ..! "

زمَّت سويون شَفتيها تُحدِّق بها بِحُزن ، تنهَدت بَعد ان نَظرت نحو تايهيونغ الذي ميَّل رأسهُ بِشك " ايعقل انَّه ...؟ "

اومأت لهُ حينَما علمت شُكوكه ، توسعَّت بُندقيتَيه بشدَّة لِيضعهُما على ايڤا التي قرَنت حواجبها بشدَّة " ايعقلُ انَّه ماذا ..؟ " التفَت نحو الشاب الذي تنهَد بِقوَّة مُجيبًا " والِدك اكتَشف امرَ حَملِك " هَمِس لَها

توسعَت عَينين ايڤا الكُحليَّة لِينقبض قَلبُها بشدَّة ، إستدارَت نحو سويون التي تُخفض رأسِها بِحُزن " ا..ابي عر..عرف ..؟ "

" ا..انا أس..اسفَة " هَمِست الكُبرى بِحُزن و أسفٍ بادٍ عَلى عَسليتَيها التي رَفعتها نَحو الصغيرَة " اسفَة على ماذا ..؟ انتِ اخبرتِ ابي بشأن حَملي ..؟ اخبرتَيه اني حامِل ..؟ " قالَت ايڤا بينَما تقترِب من زَوجة والِدها بِخُطواتٍ بطيئَة

تايهيونغ يُدرك انَّ حبيبته أضحَت اكثَر عصبيَّة بِسبب هرمونات الحَمل لِذا تقدَّم حتَّى يُمسكها لَكِّنه جَفل ما إن صَرخت بِها الصغيرَة بحدَّة

" هل ذَهبتِ لتخبري أبي اني عاهِرَة و قدمتُ جَسدي الي الرِجال ..؟ انتِ قمتِ بذلك عَمدًا اليسَ كذلك ..؟ "

" ان..انا ؟ " اشرَّت سويون على نَفسها بِصدمَة لِتنظُر نَحو تايهيونغ الذي يُنفي برأسِه لَها كي تُهدأ من اعصابِها ، عاوَدت النَظر الي ايڤا التي كانَت ترتجِف مِن الغَضب " اب..ابي اوقفني مِن الدراسَة ب..بسببكِ انتِ "

" ايڤا انتبهي الي كَلِماتك جيِّدًا ! ما مَصلحتي انا مِن فعل ذَلك ..؟ انتِ تعرفين انٍّي اُحبُكِ " رَدفت سويون بإنفِعال ، يَكفيها الكَلام الذي سَمِعتهُ مِن زَوجِها لتأتي ابنتِه تُكمل الباقي الأن

" لِما اخبرتيه .. لِما فعلتِ ذلك ..؟ " هَتفت ايڤا بينَما تقترِب اكثَر حتَّى منعها تايهيونغ مِن التقدَّم بِعناقه الخَلفي لَها " ايڤا اهدئي انا واثِق انها لَم تُخبِره ، سويون لَن تقوم بفعلٍ يؤذيك ، هي تُحِبك " هَمس لَها يُهدأ مِن رَوعِها

سويون نَظرت نَحوها بِحزن " اذًا هذِه هي حَقيقتكِ انتِ الاخرى ! انا بِسببكِ انتِ خسرتُ ثقة زَوجي بي لَكن هل اتيتُ لاشتكِ لكِ او اوبخكِ ..؟ لا ! بل وضعتُ اللومَ على نَفسي ، على العموم مِثل هذه المواقِف توضِّح الصديق الحَقيقي " نَظرت نحو تايهيونغ الذي يُطالعها بأسَى " اصلِحا ما أفسدتماه بِمُفردكما ! انا خارِج هذه اللُعبَة " تجاوزتهُما و توجهَت الي جَناحها في القسم العُلوي

ايڤا التفَت نَحوها تُناظر ظَهرها بِغضب " اُنظر مالذي تَقولُه تايهيونغ ! لَقد وشت بي عند والِدي و الأن .. " قاطَعها حبيبها الذي احاطَ وَجنتيها يُعيدها الي رُشدِها " ايڤا عودي الي رُشدكِ حُبًا بالرَب ! انها صَديقتكِ التي تُحبينها مابكِ ..؟ "

ناظرتهُ ايڤا بِصَمت لِفترةٍ وَجيزَة قَبل ان توسِّع عينيها بخفَّة " هل بالغتُ قليلاً ..؟ " هَمست لهُ

" ليسَ قليلاً بَل كَثيرًا ، لديكِ انفصام كوالدكِ حينما يغضَب " هَمس لها لِيجتذبها الي الصالَة حيثُ اجلَسها على الاريكَة و تمركَز في قُربِها ماسِحًا بانامِله على ذِراعَيها " علينا ايجاد حَل مع غَضب والِدك "

" تايهيونغ أبي ان وَضع شَئ في رأسه يَعني انهُ لن يَتراجع ، اوقفني عن الدِراسة بحق الجَحيم ! هل انتَ مُتخيَّل ..؟ " نَطقت الصغيرَة بإنفِعال لِتضع يَديها على رأسِها " صحيح ان أبي حَنون للغايَة و مُراعٍ لَكن غَضبه لا يأتي سَهلاً البتَّة "

" عليّ أن اتقدَّم لكِ بمجرَّد ان يَعود الي كوريا " تحدَّث الشاب الذي انتشَل يدان حبيبته يَمسحُ عليهِما بِرفق " لقد اشتريتُ الشقَّة و انهيتُ فَرشها ، انا جاهِز حتَّى نتزَوج " هَمِسَ لها

" لا اعلم مالذي قالتهُ سويون لهُ حتَّى يغضَب بهذا الشَكل " ردفَت الصغيرَة بِغَضب تهزُّ قَدمها بشدَّة " ايڤا عَيب ! انها زَوجة والِدك بالأخِر ، عليكِ احترامُها " وَبخها الاكبر سِنًا لِيرفع عَيناهُ الي الدَرج حيثُ سَمع خُطوات سويون القادِمَة

رآها تَحملُ حَقيبَة ظَهر صغيرَة بينَما تتجَّه نحو الخارِج ، نَهض من مكانِه و اقترَب منها " الي اينَ انتِ ذاهبَة ..؟ " سألها عاقِدًا حواجبه بخفَّة ينتظِرُ ردِّها حيثُ أجابَت بينَما تتفادَى النَظر الي ايڤا

" ذاهبَة مِن هُنا ، هَذا المكان لا يُناسبني "

" انهُ منزلُكِ ! كَيف لا يُناسبُكِ ..؟ هيَّا اُدخلي سويون كَفى جُنونًا " تحدَّث تايهيونغ مُشيرًا الي الداخِل يَمنعها من الرَحيل ألا إنَّها أصرَّت و نَطقت " تايهيونغ دَعني ! لا تُلحَّ عليّ لانِّي لن أستمِع اليك "

" دَعها تايهيونغ تَذهب ، هي تَعرف خطأها حتمًا " هَتفت ايڤا بينَما تُخلل اناملِها في شَعرها ، سويون حَدقت في ابنَة زوجِها بِغَضب قَبل أن تَدفع تايهيونغ و تُغادِر مُسرِعَة القَصر

" ايڤا بِحق الجَحيم مالذي تَفعلينه ..؟ مابكِ ؟ " نَطق تايهيونغ بِصُراخ مُنفعلاً علَى حبيبتِه التي نَهضت من فوق الاريكَة تُحدِّق به بإنزِعاج " انها مَن افشَت بنا لَدى والِدي ! لا تُدافع عَنها "

" كيف لا اُدافع عَنها ..؟ لولاها هي ما كُنَّا سنستطيع ان نتزوَّج لِعلمك " تحدَّث موبِخًا بينَما يقترِب من حَبيبته التي عقدت حاجِبيها بعدمِ فَهم فأكمل " سويون مَن أعطتني كُل ما تملكُ مِن مال فَقط كي تَراكِ سعيدَة ! المال الذي اعطتهُ لها والِدتها لَم تَبخل بِه عَلينا بَل قالت لي بالحَرف الواحِد كُل ما اُريده منك ان تَجعل ايڤا سَعيدة "

" م..ماذا ..؟ س..سوي..سويون أعطتكَ ال..المال ..؟ " قالَت بِصدمَة مُوسِعَة كُحليتَيها بعدمِ تَصديق " اخبرتني ألا اُخبِرك كي لا أبدوا امامَك غير مُقتَدِر على ايواءِك ! لكني لم أحتمَل ان اراكِ تظليمنها بِهذا الشَكل ، حتمًا والِدك علم عن طَريق الخَطأ ، ما كانَت لِترغب لَنا السوء و إلا لَما ساعدتنا من الأساس "

" ل..لكن " هَمِست لِتجلس على الاريكَة تنظُر الي قَدميها بينَما تشُّد على يَديها بقوَّة " * مالذي فعلتهُ ..؟ كَيف سمحتُ لِكلام جونغهي ان يملئ رأسي تِجاه سويون ..؟ هي حتمًا تُحبني * " ابتلعَت ريقِها مُناظِرَة حَبيبها بِحُزن

" اخبرتكِ لا تملئي راسكِ بِكلام جونغهي ! لكن لا افهم مالذي دَهاكِ " هَتف موبِخًا بينَما يدنوا للجلوس بِجانبها

ليلَة الأمس قَد اتَى جيمين مع ابنة خالتِه جونغهي التي التَصقَت بايڤا طَوال الوَقت و راحَت تملئ لَها رأسها بِحَديثٍ كَـ

" والِدك اصبَح لهُ زَوجة الأن ! اتعلمين مَعنى ذَلك ..؟ اي انها سَتسرقهُ منكِ و سَترغب بِه لَها بِمُفردها ، لاسيما انكِ بِعُمرها لن يُعجبها أمر اقترابِك منهُ "

" زَوجات الأب دومًا لطيفات مُنذ البدايَة لَكِن حينَما يضمنَّ مكانتهنَّ يتحولنَّ و يظهرن عَلى حقيقتهنّ ، انا صَديقة طُفولتكِ و انصحكِ "

" برايي ألا تَجعليها تقترِب منهُ اكثَر ، ستأخذهُ و تفرِّق بينكُما ، لا تكوني غبيَّة ايڤا "

تايهيونغ كان يُنصِت الي كُل حَرفٍ تنطقِه جونغهي و طيلَة الوقت يَنظر الي مَلامح ايڤا التي تُدافع عَن سويون و تَصرُخ بالثانيَة بغضَب لَكِن بذات الوَقت ظَهرت عَليها معالِم الخَوف و الرُعب

هي هُنا أدركَت انَّ هُنالك امرأة اخرَى تُشارِكُها في والِدها
بَعد ان كانَت مُدللتهُ الوَحيدَة

" تلك المشعوذَة ملئت لي رأسي عبثًا ، ساقتُلها " صَرخت بأنفعال لِتلكم الوسائد بانِدفاع " اساسًا شككتُ بامر اقترابِها مني البارِحَة ! انها تودُّ جَعلي افقد عِلاقتي بسويون عَمدًا " هَتفت بِغيض

" الامر واضِح ايڤا ! و مع هرمرنات حَملكِ انتِ لم تُقصري " هَتف تايهيونغ ساخِرًا لِيتحمحم حينَما تلقَّى نظرَةً سامَة مِن حبيبتِه

•••

يَمتلئ مَمر المُستشفَى بِصوت بُكاءٍ عالٍ صادِر من احدَى غُرف النِساء ، في داخِل تلك الحُجرة تَحديدًا كانَت الصبيَّة ذاتُ العِشرون عامًا تَضعُ رأسِها في مُنتصف حِجر امِّها تُطلِق العنان لدموعها التي خزَّنتها مِن لُندن

هي كانَت مُنهارَة باتمِّ مَعنى الكَلِمَة ، تَبكِ بكلٍّ جوارِحها في حُضن والِدتها التي تمسحُ على شَعرِها بِحُزن تُراقب ذُبول ابنتِها و شَهقاتِها ترتفعُ لدرجَة الاختناق

كانَت تختنِق في كُل مرَّة حتَّى تسعُل لِتعود مُجددًا الي البُكاء

" ل..لقد ك..كسرني يا..يا امي ، ل..لم اج..اجد ح..حضن..حضنه لاختبئ ب..به ، اخ..اخبرني انهُ سيكونُ م..مخبئي ، ل..لكن اين ساختبئ ا..ان ك..كان هو س..سبب ألمي "

مَسحت والدِتها على شَعرِها الذي يلتصِقُ علَى وَجنتيها بسبب دُموعها تُبعده عَنها بِحزن " توقفي ارجوكِ ، انتِ تُقطعين قَلبي " هَمِست لَها لِتُجلسها بِحَذر و تُحيط خدَّيها المُشتعليَن

نَظرت في عَينين صغيرتِها المُتورمَتين " لابد انهُ كانَ غاضِب همم ..؟ كل الرِجال حينَما يغضبون لا يُجيدون الحَديث ، عليكُما التحدُّث بهدوء حينَما يخفُّ غَضبه "

" ل..لقد قال لي ان اتوقف عن ازعاجِه ، قال انهُ لن يَحتملني اكثَر من هذا ، ا..انا قلبي يؤلمني ، لَم اتوقعها مِنه " هَمست لها بتحسُّر تَضع يدِها علَى قَلبِها " انهُ ينزِف ، قَلبي يا امِّي ، قلبي ارجوكِ افعلي لهُ شيئًا حتَّى يتوقف عن ايلامي بِهذا الشَكل ، انهُ يتقطَّع "

انهمَرت دموع يون سون التي احتَضنت ابنتِها الي صَدرها تَمسحُ على شَعرِها بِدفئ " لديكِ حُضن والِدتك تختبئين بِه ، انا هُنا من أجلِك " هَمَست لها لِتقبل وَجنتِها الساخِنَة تشعُر بارتِجاف صغيرتِها بين يَديها

" ه..هو ل..لم يَكُن يومًا قا..قاسيًا ، ص..صحيح ا..ان..اني طفولي..طفولية م..مع..معه لا..لاني اح..احبه ، ا..انا اكونُ ع..على حقيق..حقيقتي ، ل..لا اريد ان اك..اكون مزيف..مزيفة لار..لارضيه " هَتفت مِن وسط إرتجافِها و بُكاءها المُتواصِل بشكلٍ آلم قَلب والِدتها التي قَضمت شَفتها تَشتم جونغكوك في سِرِّها

مَسحت لها دُموعها تُبعدها عن حُضنها " يَكفي سويون ، لا يوجَد اي رَجل يستحِّق دموعكِ هَذه ، تَوقفي عن البُكاء " نَطقت بإنفعال تُنشٍّف وَجه ابنتِها المُبلل

سويون نَظرت في مُنتصف عُيون امِّها الباهِتَة لِتبتسم بألم هامِسَة " انهُ ليسَ اي رَجُل ، انهُ رَجُلي ، انهُ قَلبي ! " مَسكت بيد والدتها تَضعها على صَدرها حيثُ استطاعَت الشُعور بِقلب صغيرتِها ينتفِضُ بِوجع في الداخِل " انا اتمزَّق هُنا " هَمست

تنهدَّت الكُبرى بِحزن لِتجذبها الي حُضنها مُجددًا و تَمسح عَلى شَعرِها بِرفق " سيُحَّل كل شَئ قريبًا ، لا تملئي رأسكِ ، دعي الامر يسيرُ كما قُدِّر لَه " هَمست لَها بينَما تنظُر نَحو النافذَة البعيدَة عنها بأمتار

" ليسَ لدي حتَّى مكان اذهَب لهُ " نَطقت بِصوتٍ مُرتجف بينَما تحتضِن خَصر امِها " المال الذي اعطيتكِ اياه ، اشتري بِه شقَّة " هَتفت بينَما تمسٍّد فَروة رأسِ صغيرتِها التي زَفرت بِضيق مُتذكرَة ايڤا

" لا تَملئي رأسكِ ، لابدّ ان جيون لهُ سببه سويون و انتِ تعرفين كم هو يُحبكِ همم ؟ لَكن عليكِ ضمانُ نفسكِ في مثل هذه المواقف بشراء شقّة تَلجئين لها عند الصِعاب " هَمست الكُبرى بينَما تمسحُ على شعرِ طفلتها بلُطف بالغٍ

ابتَسمت الصُغرَى بِحُزن لِتهمهم " حسنًا سأفعَل "

•••

" هاقَد عُدتِ الي حياتُكِ البائسَة مُجددًا سويون "
هَمست بينَما تقومُ بارتِداء ملابس العَمل الخاصةِ بِها ، نَظرت نحو جاك الذي اقترَب منها بغيَّة احتضانِها فرحًا بِعودتها الي العَمل

تراجَعت الي الخَلف تَمنعهُ من الاقتراب " هاي ! انا مُتزوجَة ! " اشرَّت على نَفسِها لِيعبس الأخر مُبعثِرًا شَعرها " حسنًا فقط اشتقتُ لكِ ! المكتبَة مُملة من دونِك "

ابتَسمت بخفَّة و صافحتهُ بَعد ان رتبت خُصيلاتِها " و انا افتقدتكَ جاك ، انت لَطيف "

" هيَّا وراءنا عَمل كَثير ! ستعوضيني عَلى ذلك العَشاء الذي التغَى بسبب زَوجكِ " اشرَّ لها مُتذكِّرًا رِسالة جونغكوك التهديديَّة لهُ قَبل بضعَة أسابيِع ، ناظَرتهُ سويون مُتنهدَة حال ان جَلب سيرَة الاخَر حيثُ همهمَت و تمشَت معهُ الي الخارِج

توجهَت الي قِسم المشروبات الخاصِ بِها و جَلست تَدرُس الي حين قُدوم زَبون " ادرسي سويون اُدرسي ، لن تُفيدكِ الا دِراستُكِ " نَطقت تُحمِّس نَفسها ، بِمُجرَّد ان فَتحت الكِتاب وَجدت ذلك التَلخيص الذي كَتبه هو خصيصًا لَها مع عِبارات الحُب اللطيفَة

قَرأت ما كَتبه بعيونٍ تَبرُق توشك على مَلئ مخزونِها من الدُموع ، اغلَقت الكِتاب بسرعَة  و جَففت أطراف عُيونِها مُتنفسَة الصَعداء

" مرَّ ثلاثة ايام بالفِعل و لم يُرسل لي اي رِسالَة حتَّى ! كَيف هُنت عَليك جُيون ..؟ " هَمست بِحُزن بينَما تُناظِر المُحادثَة الخاصَة بِهما عَبر الهاتِف ، دَخلت على صورتِه التي حدَّث بِها هذا الصَباح فَقط

" لديك وَقت لتغيِّر صورة بروفايلك و لَيس لديك ثانيَة واحدة تُرسل بها رِسالَة الي زوجتِك ..؟ من اينَ جلبت قَساوة القلبِ هذه كُلها " هَمست بِقهر تُطالع عَينيه الحادتَين عَبر تلك الصُورَة التي فيها يَجلسُ بوقارٍ على اريكتِه السَوداء بِبدلته الرسميَّة الكُحليَة

كبَّرت الصورَة على وجهِه تتأمل مَلامِحه بِحُزن " اشتقتُ اليك بشدَّة ، رُغم هَذا فانا لن اُحادِثك ، انتَ امرت بِمُغادرتي بِكامل ارادتِك ، و انا لَن اعود " هَمست لِتُغادر المُحادثَة و تَنظِر نَحو الزَبون المُنتصِب امامَها ينتظِر ان تنتبه لهُ

تحمحمَت لِتعتدِل في وَقفتها تُناظره بإهتمام " ماهو مَشروبك سيدي ..؟ "

•••

" هيَّا سويون ، سَنذهب لنشرب مَعًا " رَدف جاك بينَما يُبدِّل ملابسه في أحدى الحُجرات المُجاورَة لخاصَة سويون التي تُغلق سحَّاب بوتِها الطَويل " حسنًا لِنذهب ، دَعنا نتشارَك الهموم بكؤوس كَثيرة من السوجو " صاحت تُجيبه بينَما تُخبئ كنزتها داخِل تنورتها البُنيَّة القَصيرَة

خَرجت من الحُجرة بِرفقة الأخَر الذي ناظَرها بإبتسامَة لطيفَة و اشرَّ امامَه " هيَّا لِنذهَب "

غادَرت مَعهُ المَكتبة التي اغلقاها فساعات الدَوام انتهَت ، تمشيَّا سَوِيا في تلك الشَوارِع الخاليَة فالوقتُ متأخِر بالفِعل

" هل لابأس ان شربنا و غدًا لديكِ امتحان ..؟ " سأل جاك يُناظِر صديقتِه التي تُشابك يديها وراء ظَهرِها مُهمهمَة " لَدي وَجع اريدُ التخلُّص منه ! فقط دَعنا نَشرب حدَّ الاغماء " رَدفت بينَما تَنظُر الي الطريق أمامَها بهدوء

" لابد انكِ مُتخاصمَة مع زَوجكِ ، هل فعل لكِ شَئ سَئ ..؟ " هَتف يوجٍّه سؤاله للتي اتخَذت كُرسيًا في أحد طاولات الشراب عَلى نَهر الهان بِرفقته " لا احِّب التحدُث بشأن حياتي الشخصيَّة مع أحَد "

طلبَ لهُما جاك الكَثير من زُجاجات السوجو لِيبدأ بالسَكب لها و لهُ ، احتسَت اول كأس دُفعَة واحِدَة تَتذكَّر مَع كُل رشفَة حَديث جُيون الموجِع لَها ، سَكبت الثاني يَليه الثالِث و الرابِع تَحت نَظرات صديقِها المُنصدِم

لطالَما كانت سويون تَكرهُ الشُرب و الخَمر بِصفَة عامَّة

لكنها تَفعلُ و بإسرافٍ الليلَة ..!

" سويون هل انتِ بِخَير ..؟ يا تَوقفي " سَحب منها الكأس الذي في مُتناول يَدِها يَرى احمرار خَدَّيها دليل على آثارِ الثَمالَة

جَذبت الزُجاجة تضعُها بين شَفتيها تَحتسي مِنها بإسراف لعلَّ ذلك الوَجع الذي يُغلِّف قلبُها ان يُغادِر " انت لا تعرِف انا كَيف اُعاني ! لا تَعرِف مِقدار ألم قَلبي " نَطقت مُخاطبَة جاك بعد ان انَت الزُجاجة بمفردِها

" مابِه قلبُكِ ..؟ " سأل الشاب بينَما يسكُب لِنفسه يَنتظِر اجابَة الصُغرى التي اسندَت وجنتها على كَفٍّها تُناظره بِثمول " انا اُحِّبه ! لَكنهُ لا يَفهم ، لديه رأس مِن الحَجر ، قال انِّي طُفوليَة ، هو لا يَعرِف اني استطيعُ ان اكونَ امرأة ناضِجَة مُثيرَة ! انه يستهزأ بي " ضَربت بيدِها على الطاولَة صارِخَة بانفِعال

" هل حقًا قال لكِ ذلك ..؟ اخبرتكِ ان لا تتزوجي من اصحاب المناصِب سويون ، لا تملئ عُيونهم اُنثَى " قال جاك بَعد ان شَرب من كأسِه يقومُ بسكب الثاني " لا تقُل ذلك عنهُ ! عيناهُ مليئَة بي ، هو يُحبني كَثيرًا لَكِّنه أحمَق ، الرِجال يبدؤون يشعرون بالمَلل حينَما يأخذون مِن المرأة ما يريدونَه اليسَ كَذلك ..؟ "

" صحيح ! اساسَ العلاقة السليمَة هو الجن.. " قَبل ان يُكمل حَديثه صَرخت سويون في وجهه بينَما تضرِب بيديها على الطاوِلَة " كلاا ، جيون ليسَ من ذلك النَوع ، انهُ ليسَ كَذلك "

" يالكِ من مسكينَة ، كُل الرِجال يهتمون بذلك الجانِب يا مُغفلة ها ، اذا لِما تزوجكِ ها ؟ حتَّى يضعكِ دُميَة في الخزانَة يتفرَّج عليكِ لِجمالكِ ..؟ لا تكوني حَمقاء سويون " اشرَّ لها يُوبِخها بينَما يَحتسي الكأس السابِع ، وَضعه فوق الطاولَة زافِرًا بِعينين مُحمرَتين

" في الواقِع لقد تركتني سونيا لِضُعفي الجنسي ، حتى النِساء يهتممن لِهذا الجانِب " نَطق بِحُزن بينَما يسكُب كأسه الثامِن و يَحتسيه بِمرارَة " لقد كنتُ احِبُها ، دللتُها و اغنيتُها عن كُل شَئ لَكنها لا ! ذَهبت لرجلٍ اخَر اسمر البشرَة بِحجة انهم اقوَى جسديًا "

رَمشت سويون تُحاول رؤيته بوضوح مِن خلف شُعيراتها المتناثرَة على أعيُنِها ، وَضعت يديها على وَجهها تُزيح شَعرها بإهمال حتَّى تتمكَّن من النَظر اليه و قالَت بشفقَة " اسمع هَم الناس انسَى همي ، يالَك من مسكين "

" لكنِّي احبها حقًا " هَتف بغصَّة يَشربُ من كأسِه بإسراف ، بدأت دُموعه بالهُطول كَما الحال مَع صديقتِه التي اسنَدت وجنتها على الطاولَة تُناظِر النَهر بِثمول " انا طِفلة بالنسبَة اليه " هَمست

" انتِ طفلة حَقًا سويون " قال جاك ساخِرًا لِيُخلل انامِله في شَعره الاشقَر ، انتَفض حينَما صَرخت سويون بقوَّة و استقامَت من فوق الكُرسي تُناظِره بِثمول " انا طِفلة ..؟ انا ؟ هل تَسخُر مني ..؟ "

" انتِ كَذلك الا ترين نَفسكِ ..؟ " نَطق يستفزها بينَما يحتسي من مَشروبه ، كليهما ثَمل للغايَة و لا يَعي على تَصرُفاتِه

اقترَبت مِنه الصُغرى بينَما تُزيل مِعطفها و تَرميه على الأرض " هل يبدوا لَك هذا الجَسد جَسد طِفلة ..؟ هاا ؟ انهُ مُغفل لا يُدرك قيمَة مالَديه " صرَخت تَركُل كُرسي جاك الذي يَضحك بصخَب بينَما يسكُب السوجو من القنينَة في مُنتصف فَمه

" وااااه لديكِ جَسد مُذهل يا فَتاة " قال ضاحِكًا بينَما يمُّد باصابِعه حتَى يضعُها على مَعدة صديقتِه المُسطحَة ، هو لَم يلبث إلا و شَعر بِسكينَةٍ تخترِق ظاهِر يدِه بِعُنف ما جَعله يصرُخ بِقوَّة

التفَّ برأسِه يَنظُر الي ذاك الجَسد الضَخم الرُجولي المُنتصِب وراءِه يُحدِّق به بِنظراتٍ حَتمًا تنوي عَلى مَوتِه

سويون كَانت عَلى وَشك نَزع كِنزتها بينَما تُغني و تتمايَل بِثمالَة مع الموسيقَى التي تخرُج مِن محلِّ المَشروبات

" مابك تَصرُخ ايها المُغفل صوتك مُزعج " صَرخت بِه لِتركل قَدمه قَبل ان تتجمَّد مكانَها تُناظر صديقها " هكذا قال لي هو ! صَوتكِ مُزعج ، هل جَرحتك همم ؟ هل المكَ قلبك ..؟ " اقترَبت منهُ حتَّى تُعانقه ظنًا انَها تسببت لهُ بالوَجع كَما فعل جُيون مَعها

لَكِّن نَبرة الصَوت الثخينَة و الغاضِبَة تِلك جَعلتها تتصنَّم مَكانها كُليًا

" سَـيـدَة جُـيـون ، انتِ في عِداد المَوتى "

انهُ صَوتُ ، عَشيقُها

•••

5755 ✔️

اهلا يارِفاق ، اشتقتُ لكم ♥️

اخباركم مع تشابتر اليوم ..؟

دُموع ، قلبي وجعني على سويون مسكينَة

كانت طرف الصُلح انقلب الموضوع عليها هي

جونغكوك لما يعصَّب يتحول حرفيًا ..
اذالي بنتي ما يستحي

بِخصوص احداثنا لليوم ..؟

ترى جونغكوك ليش تصرف معها بقساوة كده ..!

تعتقدون هيخلي تايهيونغ يتزوج من ايڤا ..؟

انا اخاف من ردود فعل جُيون ، على قد ماهو لطيف و مُراعي بس لما يحس انه تم استغباءه و استغلاله يَخوف ..

تصرَّف ايڤا معها ..؟

جاك ..؟

تعتقدون الظرف المجهول ارسل من قبل مين ..؟

اكثر جزءية نالت اعجابكم ..؟

اراكم في التشابتر القادم باذن الله ♥️🦋✨












.
.
.










ملابِسها في أخر جُزءية ♥️🦋

جُيون هيقتلها على ملابسها القصيرة مع جسمها المُغري داك 👀

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top