Husband | 29
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء التاسِع و العِشرون 🫶🏻
لِنبدأ
•••
- حان الوَقتُ لِتَضع بِداخلي ، شَئ مِنك ، يَخُصك و يَخُصني ..!
هَمست و هي تَضعُ يدهُ فوق بطنِها المُسطحَة اذ احسَت باصابِعه تُداعِبها من فوق مَلابِسها و اعيُنه السَوداء مُضيئَة ، كان مُبتهِجًا و بذاتِ الوَقت مُترددًا حينَما انخَفض لِلهَمسِ بجوارِ اُذنها " انّهُ ليس الوَقت المُناسب لذلك ايها النونو ، عليّ تَربيتكِ انتِ اولاً "
" لستُ نونو ! " انهارَت من لَقبه لها اذ احسَت انها رضيعَة لِذلك قامَت بِضربه على كَتفه كرد فِعلٍ دفاعيّ عن حَقِها كإمرأةٍ عشرينيّة ناضِجَة..!
مَلامحها وَحدُها تؤكِد حَقيقة وَصفه لها لذلك ضَحِك و احتَضن وَجنتيها يستعِدُ للانخِفاضِ و تَقبيل انتِفاخ شَفتيها الكرزيّة " انتِ طفلتي ، أتنكرين ؟ "
نَظرت في عَيناهُ و للاسفِ لم تستطِع الانكار ، لِذلك قَضمت شَفتها السُفلى و هي تتشبّثُ باطرافِ سُترته قائِلَة " تبًا لِحُقوقي كمرأةٍ ناضِجَة ، اُريد ان اكون طِفلتك "
انخَفض لِتَقبيل شَفتيها المُنتفخَة بِحُبٍ و رِضًا تام حيثُما دَفع بجسدِها الي حُضنه يَحتويها و يُجيدُ احتِضانها الي اعماقِه ، يَلتمسُ وِترُها الحساسُ بِقُبلاتِه الدافئَة التي تَزيدُها غرامًا بِه بِمُرور الثَواني
لم يَفشل يَومًا بِجَعلِ قلبها سيدُّ البهَجةِ الأوَل
•••
" كُنت على وَشك ارسال الهليكوبتر للبحثِ عن السيدَة جُيون " نَطق جيكوب الي الوَزير بعد أن جاء بِرفقة سيارتِه حتَّى يُقِّل كِليهما الي القَصر ، جونغكوك كانَ يَجلِسُ من الخَلف مع زَوجته النائِمَة على كَتِفه
" هي بِخَير ، هذا مُطمئِن " ردَّ جونغكوك بينَما يُخفض رأسِه لِرؤية شِفاه صغيرتِه المَفتوحَة اثناءَ نومِها دليلاً على شُعورها بالإنهاك ، تبسَّم بِخفَة و مَسح بابهامِه على يدِها المُتشابِكَة بِخاصتِه
" لقد أمرَت والدة حَضرتك ان نُجهِّز الطائرة الخاصَّة مِن اجل الاقلاع الي كوريا بِحُلول الغَد " نَطق جيكوب مُجددًا بينَما يُناظِر الطَريق أمامهُ بإهتِمام " غدًا صباحًا ..؟ أجل موعِد الاقلاع الي المَساء " هَتف جونغكوك و هو يُناظِر الخارِج بِعُيونٍ شارِدَة
" امرُك سيدي "
" * مالذي عليّ فِعله بشأن مارك ..؟ هو لَن يصمُت اكثَر من هَذا ، سيُحاوِل استعادَة سويون بِشتَى الطُرق و إن كانَ على حِساب حياتِه * " ضَغط باصابِعه على خاصَة زوجتِه التي انتَفضت مِن نومِها بعد ان زارَها كابوس بَشِع
نَظرت نَحو زوجُها الذي التَّف نَحوها بِريبَة يَنظُر في عَينيها الناعِسَة " ما الامرُ حَبيبتي ..؟ " سألَها بإهتِمام يَجِدُها تَفُرك عَسليتَيها حتَّى يَتلاشَى النُعاس و تنتبه لهُ و لِقضاء الوَقت معهُ بدلاً مِن النَوم
" لا شَئ ، مُجرَّد كابوسٍ بَشِع " هَتفت تُنفي و أهدتهُ إبتِسامَة رَقيقَة جَعلته يتقدَّم لِتقبيل جَبينها " اُصمدي قليلاً بَعد نكادُ نَصِل و نامي في الغُرفَة بِراحَة اكثَر " هَمس لَها يَراها تعترِض بِتحريك رأسِها الي الجِهتين " كلَّا ، لَن انام اُريد قَضاء الوَقت مَعك ، ساعود غدًا و لن تسنح لي الفُرصَة بِرؤيتك إلا بَعد ايام "
" لكنكِ مُتعبَة ، الارهاق واضِح مِن عُيونِك سويون " رَدف يُناظِر عَسليتَيها المُتعبَة تُجاهِد للبقاء مَفتوحَة قدر الإمكان ، هي اعترَضت مُجددًا و إحتَضنت ذِراعه تَنظُر امامَها بِهدوء " قُلت سأبقَى "
صَدر اهتِزاز مِن جَيب جُيون الذي اخَرج هاتِفه يُلقي نَظرة على الإشعار المُرسل مِن قبل ابنتِه ايڤا
- مرحبًا ابي ، آمُل انَّك تحظَى بوقتٍ جَيِّد ، انا و تايهيونغ سَنذهب الي مدينَة الالعاب الترفيهيَّة بَعد قليل مُكافئَة لِجُهودي في الدِراسَة
أرفقَت رِسالتِها تِلك بِصورَة لها و لِحَبيبها و هُما يَجلِسان في السيَّارة ، ابتَسم جُيون بخفَّة يُناظِر ابتِسامَة طِفلتِه السَعيدَة لِينقُل عُيونِه الي زوجتِه التي طلَّت برأسِها على هاتِفه
" اوه ايڤا ! " رَفعت عَسليتَيها الي زَوجها الذي يَكتُب رِسالَة يرُّد فيها عَلى طِفلتِه بإبتِسامَة خَفيفَة ، إعتَصرها قلبُها بألم بِمُجرَّد تَذكُرها ما رأتهُ في مُستودَع القَصر لِتقوم بالضَغط على ذِراعه بخفَّة
" جُـ..جيون "
" همم حبيبتي ..؟ " حوَّل أبصارهُ الي زوجتِه بَعد ان خَتم جُملته النصيَّة بأخِر كَلِمَة " هل تُحِّب ايڤا كَثيرًا ..؟ " سألتهُ بنبرةٍ أثارَت استِغراب جُيون الذي ضَغط على زِر الإرسال بَعد ان كَتب
~ حسنًا أميرَتي ، رَفهي عَن نَفسُكِ و استمتعي بِقدر ما تَشاءين ، والِدُكِ يُحبُكِ
" بالطَبع اُحِّب ايڤا كَثيرًا ! ليسَ لدي سِواها مِن بعد والداي " ردف مُجيبًا الثانيَة حيثُ التفََ بِجذعِه إليها يُناظِر عُيونِها العسليَّة " هَل بالصِدفة .. انتِ تغارين من ايڤا ..؟ " قلَّص كُحليتاه مُتسائِلا يُنصِت الي شَهقة الثانيَة المُتفاجِئَة من تَفكيرِه " ي..ياا ! مُستَحيل ، كَيف اغارُ من ابنتِك ..؟ بالعَكس انا اُريدك ان تُقدٍّم لها كُل الحُب الذي في العالَم لانها تستحِّق و لانها جُزء من زواجِنا "
مَسك جونغكوك بيدِ صغيرتِه يحتضِنُها داخِل كَفِّه بينَما يُطالِع عُيونها الدافِئَة " في الواقِع ايڤا لَيست السَبب الرئيسي في جَمعنا ! صحيح انها ساهَمت لَكن ان كُنت مُصِّرًا على رَفضُكِ ما كُنت لاتزوجكِ يومًا "
" أهذا يَعني انكَ لم تَتزوجني بإلحاحٍ مِنها ..؟ " سألتهُ بِفُضول تَنظُر في مُقلتَيه الكُحليَة و هو يَتبسَّم مُعترِضًا " في الوَقت الذي رأيتُكِ به في المَكتبة جَذبتني عَيناكِ ، كُنتِ اول من اُطيل النَظر اليها دون أن اكترِث الي الوَقت حتَّى ، شَعرتُ اني بِحاجة لازوركِ مِرارًا و تِكرارًا في تِلك المَكتبة لانهُ و بِشكلٍ ما كُلما جَلستُ معكِ هُنالك طِمأنينَة رَهيبَة تَزورُ قَلبي "
" انهُ كَما لَو أنَّ قَلبي تَعرَّف عليكِ مُنذ اللحَظةِ الأولَى ، هو عَرِف انكِّ هي ، مِـيـسـو خاصَتي " كَلِماتِه التي تحتضِن مشاعِر زوجتِه كانَ يَدعمها بِمسحه على يَدِها بدفِئ يَحكي عمَّا يُخالِجهُ بِعيونٍ مُضيئَة تمتلِئ بالحُب نَحوها
" لكن انت ، كنت تعرفُني قبل المَجيئ الي كوريا ..! " نَطقت بينَما تُشاهد ابتِسامَة الهادِئَة و هو يُنفي " اعرفُ مَوقعكِ ، لكنّي لم اشئ رُؤيَة صورتِك ، لذلك حينما التقيتُكِ في المكتبَة لم تَتعرف عُيوني عليك ، لَكن قلبي فعَل ..! "
ابتَسمت سويون بِوسع عَلى حَديثِه ، هو طَبطب بِحروفِه على حُزنِها و ازالَهُ بِلمح البَصر ، كَانت على وَشك التحدُّث ألا انَّ هاتِفه أصدَر إشعارًا جَديدًا ، انتَشلهُ من فوقِ فِخذه لِيجد رِسالَةً مِن مارك
قَطب حواجِبه بِشدَّة يقضمُ على وَجنتهُ من الداخِل مُغتاضًا مِن قراءَة اسمِ الثاني ، فَتح الرِسالَة بينَما يُمسك بيد زَوجته بخاصتِه الثانيَة
ارفَق لهُ مارَك عِدَّة صُورٍ جَعلت من قَلبِه يَنبِضُ بِعُنف ، مَلامح الفَزع إعتلَت وَجهه و سيطَرت عَليها بالكامِل بشكلٍ جَعل سويون تَقلق
" ما الامَر ..؟ مابِك ..؟ " سألتهُ لِتدنوا تُلقي نَظرة على الصُور التي أرسَلها الأخر مُرفقَة بِرسالَة نصيَّة
- لُعبَة اليَوم بِعنوان ، رِحلَة الي السَماء
ابتلعَت ريقِها بِتوتُّر تَنظُر الي صُور العُمََال في داخِل الألعاب حيثُ مَراكز التَحكُم مَع صُورٍ اُخرى لايڤا و تايهيونغ من الخَلف
" م..ما هَذا ..؟ " هَمِست بِخَوف تُناظِر زَوجِها الذي دَخل على مُحادثَة ابنتِه حال ان ارَسلت لهُ بضعة صُور مَع رسالة نصيَّة
- سَنركب في العجلَة الدوَّارة بدلاً مِن الافعوانيَة ، تايهيونغ خَاف ان يستفرِغ لِذلك سنستمتِع في رؤية المدينَة مِن الأعلَى ، ساصوِّر لك كلَّ شَئ
نَفى بِرأسِه مُعترِضًا يَنظُر نَحو زوجتِه التي اختفَى لَونُها و شَحُب وَجهها " انَّه يستفزِنُي عَبر ايڤا " هَمِس لَها لِينقُر على زِر الإتصال حتَّى يُحادِث طِفلته ، ردَّت الثانيَة مُباشرَة بينَما تقف وَسط زِحام المَمر نَحو العجلَة الدَّوارَة " ابي ، مرحبًا ، لا استطيعُ سَماعك "
" ايڤا غادري تِلك اللُعبة حالاً ..! لا تَركبيها غادري " رَدف بينَما يهُّز قدمهُ بِتوتُّر يشًّد على قَبضة يدِه الثانيَة مُخاطِبًا صغيرتِه التي لَم تكُن تستمِع اليه بِسبب صَوت الموسيقَى العالي " ابي مالذي تقولُه ..؟ هل تستطيع سَماعي ..؟ لَحظة ساشغِّل الفيديو "
ابعَدت الهاتِف عن اُذنِها لِتنقُر على خاصيَّة الفيديو حيثُ قابَلها وجه جُيون الذي يُؤشِّر بيدِه ان تتراجَع و تُغادِر في حين انَّها لَوحت لهُ بِسعادَة غامِرَة تُرسِل لهُ القُبلات الطائِرَة " ياا هاهو ذا وَجه ابي الوَسيم ، اشتقتُ اليكَ يا حَبيبي "
جونغكوك قَضم على شَفتهُ بِقوَّة لِينزل الي المُحادثَة يكتُب لَها بِغَضب واضِح مِن نَظراتِه الجادَّة
~ غادري المَكان فورًا
ايڤا قرأت الاشعار الذي وَصلها لِتقرن حواجِبها تُناظِر مَلامح والِدها الجادَّة بتعجُّب " ل..لما ..؟ " رَدفت بِتساؤل لِترفع كُحليتَيها الي حَبيبها الذي احتَضن كَتفيها بِذُعر " ايڤا انتَبهي " صَرخ لِيجتذبها الي الوراء بِسُرعَة ما إن سَقطت إحدَى المراكِب من العَجلة الدوَّارة
سويون صَرخت مُنتفضَة ما إن سَمِعت صَوت اصطِدام قَوي بُثَّ من الهاتِف الذي سَقط بَعيدًا مَن يد الصغيرَة بِمُجرَّد ان دَفعها تايهيونغ معهُ الي الناحيَة الأخرَى حيثُ وقع كليهما أرضًا
ايڤا حوَّلت عينيها المذعورَة نحو تِلك المركبَة التي تناثَر حُطامُها على بِضعة مِن العامَة ما تَسبب باصاباتٍ عديدَة " م..مالذي يحد..يحدُث " هَمست بِخوف لِترفع كُحليتيها الي تلك العَجلة الضخمَة
جونغكوك اصفَّر وَجهه يَشعُر بِقلبه يكادُ يَتوقَّف لِشدَّةِ النَبض ، سويون خَطفت منهُ الهاتِف مُسرعَة لِتبدأ تُنادي علَى ايڤا بِهَلع " اي..ايڤا ، ايڤا هل تَسمعينني ..؟ اينَ انتِ ؟ هل وَقع لكِ مَكروه ..؟ "
جونغكوك شدََ قَبضتهُ قَويًا لِينتَشل الهاتف مِن يَد زوجتِه مُغلِقًا الإتِصال ، قام بالرَنين عَلى تايهيونغ بَدلاً حيثُ استَغرق الحارِس بِضعَة ثوانٍ قَبل ان يُجيب " نعم سيد جُيون "
" مالذي حَدث تايهيونغ ..؟ هل ايڤا بِخَير ..؟ " سألهُ بِقلق مُمتزج بِغَضبٍ يسري في عُروقِه ، الاصغرُ سِنًا كانَ يُناظِر فتاته التي تُمسك بيدِها المَجروحَة مِن اثَر قُوََة السُقوط لِيتنهَّد مُجيبًا
" انها بِخَير سيد جُيون ، مُجرَّد خُدشٍ بَسيط ، اظنُّ ان هُنالك عُطل فَني حَدث ، لم تَكُن المَراكب مًثبتَّة جيِّدًا "
" اللعنَة تايهيونغ لَيس مُجرَّد عُطل فنِّي عادي ! انتُما مُراقبان ، غادِرا حالاً سيلحقُ الضَرر بايڤا " هسهسَ جونغكوك لاكِمًا نافِذَة السيارَة بِعصبيَّة حيثُ شعرَ بيد زوجته على كَتفه تُحاوِل تهدأته
" مُراقبان ..؟ " هَتف الشاب مُستغرِبًا لِيلتَّف حَوله يُناظر الانحاء ، انخَفض صوب حَبيبته يُسنِدها حتَّى تَقِف حيثُ ميَّل جسدِها عَلى صَدره و احتَضن اكتافِها " أمرُك سَنُغادر حالاً "
" سآمُر الطبيب بارك بالتوجُّه الي القَصر ، لا تُغادِرا المَنزل حتَّى اعود الي كوريا ، انها اوامِر صارِمَة اسمِعت ؟ " وَصاهُ جُيون بِحدَّة قَبل أن يُغلِق الهاتِف يَرميه جانِبًا بِغَضب " ذَلك اللعين " هسهس
ايڤا رَفعت عَينيها نَحو تايهيونغ الذي يَجرُّها نَحو السيارَّة " مالذي كانَ يُريده والدي ..؟ " سألتهُ تَراهُ يفتح لها الباب و يُجلِسُها بِحَذر " اراد الاطمئنان ، تَعرفين ان سلامتك تأتي بالمَقام الأول لَديه " اجابَ الصبي و هو يَضعُ لَها حِزام الأمان يُلاقي عُيونهما سَويَّة
اومأت لهُ الصُغرى مُتنهدَّة بِوجع " بَطني تُؤلمني تايهيونغ ، لَقد دَفعتني بِعنف هل نَسيت امر حَملي ..؟ اتوُّد قتل ابننا ..؟ " نَطقت بينَما تَقرن حواجِبها بألم تَتبعه بِكُحليتيها يتجِّه الي مِقعد السائِق
جَلس مَكانه و أغلق السيارَّة يُشغلُها قَبل أن يُدير المِقود " أسِف ، ايڤا الم تَري ذلك كيف سَقط ..؟ كان سَيهرِسُ رأسينا ، كَان عَلي دفعكِ بتلك الطريقَة و إلا .. لا اُريد التخيُّل " نَفى بَعد ان اقشعَّر بدنهُ بِمُجرَّد ان تَخيَّل كليهما مَهروسين و الدِماء مُتناثرَة في كُل مَكان
مَسكت ايڤا بيدِه تَضعُها فوق بَطنِها لِتضغط بها هُناك " اخبِره ان يَتوقَّف عن ايلامي " هَمست لهُ لِيبتسِم الاكبر سِنًا يُحاول أن لا يُقلق نَفسهُ و يُقلِقُها " سَتكونُ بِخَير انتَ و والِدتُك همم ..؟ "
رُكِنت سيَّارة جُيون امامَ قَصرِه في لُندن ، فَتح لهُ الحارِس الواقِف في انتظارِه الباب كَما فَعل أخَر مع سويون حيثُ نَزل جونغكوك مُرتجِلاً بينَما يقبِضُ عَلى هاتِفه بِعُنف
سويون لفََت بِعينيها حَول عدد الحُراس الهائِل الذي يُحاوِط ذلك القَصر الأشبه بِمدينَة كامِلَة ، فرقَّت بين شَفتيها بِذُهول تَنظُر نحو ظَهر زوجِها الذي وردهُ إتِصال ردَّ عليه بِعصبيَّة
" هَذه المرَّة سَلُمت الجَّرة ، لَم يَكُن مَشهدًا لطيفًا ان أرى ابنة صَديقي العَزيز تُهرَس بذلك الشَكل " صَدح صوتُ مارك مِن خَلف سماعَة هاتِف جُيون الذي يسيرُ صَوب باب قَصرِه بينَما يعتصِر قبضتهُ بِقوَّة
" هل تَشتهي مَوتك مارك ..؟ " هسهسَ لهُ جُيون بحدَّة يصكُّ فَكهُ قَويًا بينَما يُخاطِب الثاني الذي سُرعان ما أجاب بِبساطَة تامَّة " اشتَهي زَوجتك " ذلك الرَد تَحديدًا ما جَعل عُروق الوزير تُمزَّق
" لا تَجلب سيرتَها ايها العاهِر " صَرخ بِقوَّة جَعلت سويون الماكِثَة خلفهُ تنظُر للأنحاء بِحيرَة تنتفِض ، هي التَصقت بالزاويَة تُحدِّق في ظَهرِه و هو يَلكُم الجِدار مِرارًا و تكرارًا بِعُنفٍ بينَما يُخاطِب الأخر بحدَّة و غَضب بالِغ
" اُقسِم بأغلَى ما أملِك انَّهُ إن لَم تكُن نهايتِك على يَدي ، لَن اكون جُيون جونغكوك "
" انت قَريبًا لَن تكون إلا نَكِرَة ، سَتخسر كُل ما هو غالٍ لَديك لذا لا داعي لأن تُقسم بِه عبثًا " أجاب مارك الذي يَجلِسُ في مُنتصف صالةِ قَصرِه يَحتسي النَبيذ مُراقِبًا الراقِصات امامهُ يَتمايَلن بإستِمتاع
سويون هَرولت بِسُرعَة نَحو جُيون تعترِض لَكمته الي الجِدار الذي تحوَّل لَونهُ للأحمَر بِفعل دِماءِه ، مَسكت قَبضتهُ بيدِها تَنظُر في عُيونه المُهتاجَة و الغاضِبَة بِقلق حيثُ حركََت رأسِها نافيَة بِحُزن
جونغكوك وصَد ترابُطًا بَصريًا بين كِليهما جَعل من انفاسِه المُتسارِعَة تهدأ تدريجيًا ، عُيونِهما العَسليَّة القَلِقَة و هي تُناظِره بِحنيَّة بالِغَة جَعلتهُ يَتناسَى غَضبهُ لِبُرهَة حيثُ قامَ بالإغلاق عَلى الأخَر يُفلت هاتِفه حتَّى سَقط أرضًا
سويون نَظرت الي يدِه الداميَة بِحُزن لِتناظِره بِعتاب " لِما فَعلت ذلك بِنفسك ..؟ انهُ يستفِّزك و انتَ تسمحُ لهُ بذلك ..؟ " مَسحت بإبهامِها بِرفق فَوق خُدوش قَبضة مَن رَفع رأسهُ الي السَقف يَزفِر بِبُطئ
" بدأتُ انسَى انهُ مافيا ، كِدتُ اتناسَى حَقيقته " نَطق جونغكوك ساخِرًا بينَما يتبسَّمُ بشكلٍ جانِبي ، اخَفضَ بصرهُ الي زوجتِه التي تُطبطب بِمنديلِها على دماء يدِه بِلُطف بينَما تقطب حواجِبها بألَم
بَدت كَما لو أنَها تشعرُ بالألم بَدلاً مِنه
" سويون هو إما ان يَستعيدك ، أو يَقتُل كُل افرادَ عائلتي " هَمِس لَها جُيون بِنبرةٍ حائِرَة جَعلت مِن قَلبها يَنتفِض ، رَفعت عَسليتيها نَحوه تُناظِره بِقلق و ذُعر " ماذا يَعنيه هَذا ..؟ "
سَحب يده المُصابَة مِن خاصتِها يَدنو بِخطواتِه مِنها بينَما يُناظِر عُيونِها القلِقَة " يَعني انَّهُ عَلي قَتلُه " هَمِسَ لَها
" جُيون انتَ لن تكونَ قاتِل مِثله ! عليك تَسليمه الي العَدالة " نَفت تعترِض بيديها و رأسِها لِتُحدِّق بِمن يَقومُ بلفٍّ منديلِها حَول قَبضتِه ساخِرًا " انا لستُ نَزيهًا كَما تَظُنين ، أتعتقدين اني لَم أقتُل احدًا في حَياتي ..؟ "
" ج..جيو..جيون ا..انت قُلت انك لَم تق..تقتلها " هَتفت بِعينين مُوسَعتين تُناظِر مَلامِحه الهادِئَة و هو يَربِط ذلك المِنديل " لم أقتُل ايما لَكني قَتلتُ غَيرُها ، انا قَتلتُ من يستحِق ان يُقتَل " هَمِسَ لها بَعد ان رَبط مُقلتيهما يَرى الصدمَة تَعتلي تعابيرُها
" ا..انت ق..قات..قاتِل ..؟ " نَطقت بِعدمِ تَصديق لِتتراجع الي الوراءِ خُطوَتين تلتصقُ لي ذلك الجِدار المُلوَّن بِدمه بينَما تُناظِره و هو يُفرقِع رَقبتهُ بتألُم مُجيبًا " الشَر لا يُغلَب إلا بالشَّر ! "
" جُيون ه.. " أسكَتها بِوضعه لِابهامِه عِند شِفاهها الكرزيَّة ، انخَفض بِجذعه نَحوها يُحدِّق في الدُموع عِند أطراف جُحريها العَسليين " انا أسِف و لَكَِنها الحَقيقَة ، لا يُمكنني أن اُخبِرك اني بَريئ تمامًا ! لكنِّي بِلا شك لا اؤذي الأبرِياء ، هُنالِك من لا يستحِق حَياتِه "
" من لا يستحِق حياتِه سيأخُذها منهُ الرَب ! " رَدفت تُجيبه بينَما تضغطُ عَلى قَبضتيها قَوِيًا ، وَجدتهُ يبتسِمُ ساخِرًا مُعتدِلاً في إستِقامتِه بينَما يلعق سُفليته يِرطِبُها " و انا كُنت السبب في أخَذ الرب لِحياتِهم ! "
" جُيون انتَ لا يُمكنك ان تكون مِثل مارك ! " نَطقت بإنفِعال و نبرٍ عالٍ جَعلهُ يَرُّد بذات صَوتِها الصارِخ " لا تُقارِنني بِه مُجددًا ! هَذِه مرتك الثانيَة سويون " صاحَ بِها بحدَّة أجفَلتها بشكلٍ جَعلها تَرتخي بِبُطئ بينَما تُناظرهُ بِعدم تَصديق
" اذًا ماذا ..؟ ال..المرَّة الثالِثَة سَتقتُلني ان فَعلت ..؟ " هَمست لهُ توقِظه مِن سَهوتِه ، هو لِوهلَةٍ تناسَى نَفسه و سَمح لِغضبه بالسيطرَةِ عَليه و عَلى تعاملِه مَعها
قَرن حواجِبه بِقلق بِمُجرَّد ان رأى نَظرة الخَوف في عَينيها مِنه " س..سويون ان..انا " تقدَّم مِنها خُطوَة ألا إنَها تراجَعت إثنين و اشرَت لهُ بِعيونِها قائِلَة " لا تَقترِب مني ! ابقَى بعيدًا فَحسب "
إستدارَت و سارَت نَحو مَدخل القَصر بَعد ان كانَ كليهما يَقِفان في المَمر الزُجاجي الأمني و المؤدي الي الحَديقَة يَليه الباب الرئيسي الذي يَنقُلك الي الداخِل
عَبرت ذلك المَمر مُنتقلَة الي الارضيَة المُعشبَة تسيرُ بِخُطواتٍ ثَقيلَة بِتلك الدُموع التي تُعمي بَصيرتِها " لا اُصدِّق انهُ صَرخ علي بِتلكَ الطريقَة " هَمِست تَشُّد عَلى قَبضتيها بِقوَّة
توقفَت عن السَير بِمُجرَّد أن غادَر الباب رَجُل في اواخِر الخَمسينات مِن عُمره حَسب تَقييمها لَهُ ، مَسحت دُموعها بِكُم مِعطفها حتَّى تستطيع تَمييز مَلامِحه و هو يَقترِبُ نَحوها
تَذكرت هَويتهُ و علمتُ انّه والِده منذ اخر مرّة رأتهُ في ذلك الغذاء حينما عَزموها مع جُيون ، إنحنَت لهُ بإحتِرام حينَما وَقف أمامَها و نَطقت " مرحبًا سيدي "
" اوه ، شَرفتنا عَروسُ ابني الجَديدَة " نَطق الاكبرُ سِنًا و هو يُخرِج سيجارَة من العُلبَة يضعُها بينَ شِفاهه و عُيونه النِسرية على مَلامِح زَوجة إبنِه التي سَهت في أخِر ما قالهُ
الجَديدَة ..؟
اكتَفت بالابتِسام اذ انخَفضت تنحني لهُ مُجددًا لِيتناثَر شَعرُها على مَلامِحها المحمرَّة ، والِد زَوجها قامَ بإشعال سيجارتِه التي انتَشلها مِنهُ ابنهُ بِسُرعَة و تحدَّث موبِخًا " انت سَتُغلق السِتون قَريبًا و لازلت تُدخِن "
هُنا كانت الصدمَة لِسويون التي رَمشت بِعدمِ تَصديق تُناظِر هيَئة والِد زَوجِها بذُهول " س..ستين ..؟ " نَبست تُحدِّق في الاكبرِ سِنًا و هو يُرجِع شَعره المُشيَّب الكَثيف الي الوراء بإنزِعاج
" انتَ من سَمح لك بالتدخُل ايها العاق ..؟ "
" بِصفتي طَبيبك المسؤول عن صِحة قَلبك ايها العَجوز ! ابي احتِرم عُمرك ، انت طَبيب و تعرِف بالفِعل ان هَذا مُضِّر " نَطق جونغكوك بإنزِعاج واضِح يُخاطِب والِده الذي قَلب عيناهُ بعدمِ اكتراث و نَظر نحو سويون هامِسًا لها " زوجُكِ مُزعج ، لِما تزوجتيه ..؟ "
" لا أعلَم " ردَّت عليه هامِسَة بذات نَبرتِه يُحدِّق كليهما في جُونغكوك الذي يَقضِم شَفته بِغَيض يكادُ يفقِد اعصابَه " بالنَظر الي شَكله فلابأس بِه هو مُثير و جذَّاب ، اعتقِد انهُ سبب كافٍ " تحدَّث هانجون بصوتٍ مُنخفِض يُمرر عَيناهُ على إبنِه الواقِف امامهُ
" اعتقِدُ ذَلك " هَمست سويون مُوافقَة لِتنتفض مَع هانجون بِمُجرَّد ان رَمى جونغكوك القداحَّة ارضًا و صَرخ بِغضَب " بدأتُ افقِد صَوابي ! تَوقف ابي عن احداث المَشاكل "
" اسمَع ايها العاق ! هل انا والِدك ام انتَ والِدي ؟ احتِرمني على الأقل " صاح هانجون بإبنِه الذي عَقد يداهُ الي صَدرِه يَخبِط بقدمِه على الارض عدَّة مرات بِنفاذِ صَبر " الاحداث التي جَرت لي اليَوم كافيَّة بِجعلي ارغَب بِادلاع النار في كامِل هذا القَصر و مَن فيه ، لا تُفقدني صَوابي ابي " هَمس لهُ و وَجَّه عيناهُ الي زَوجته التي اختبَئت خَلف والِده تَنظُر بَعيدًا
" سأفقدُ صَوابي " هَسهس راكِلاً الأرض بِعُنف قَبل ان يَسلُك طَريقهُ الي الداخِل يَشتِم بِكُل اللُغات التي يَمتلِكُها " جونغكوك ذَكي فوق اللازِم لذلك حينَما يَنفعل يَنفعل فوق اللازِم أيضًا " نَطق هانجون مُفسِّرًا لِتلك التي تطِّل من وراءِه على ظَهر زَوجها
" هل هو حينَما يَغضب يُصبِح هكذا ..؟ " سألتهُ بِقلق لِتعتدِل بوقفتِها مُتحمحمَة بينَما تُعدِّل شَعرها المُتناثِر " اي هَكذا ..؟ هو لَم يَفعل شَئ بَعد ، جونغكوك غَضبهُ الاسوَء ، انهُ مُخيف .. "
" لقد كُنتُ اعتقِد انهُ لطيفًا " هَمست بِخيبَة أمل تُقوِّس شَفتيها بينَما تنظُر الي قَدميها بأسَى " انظري بُنيتي ، جونغكوك إما ان يَكون شَديد اللُطف كإنَّه مَلاك ، او يَكون شَديد العُنف كَما لو انهُ ابليس بَل اسوء ، انهُ لا يَدعم الوَسطيَّة في أي شَئ ، على سَبيل المِثال انهُ اختاركِ انتِ شَديدَة الجَمال "
نَطق هانجون كَلِماتِه التي خَتمها بإبتسامَة لطيفَة جَعلت من الصغيرَة تُوسِّع عَسليتَيها بِخفَة قَبل ان تبتسِم بإحراج مُرجعة خُصيلاتِها وراء اُذنها " ا..اوه شُ..شكرًا "
" اذًا اُدخلي الي الداخِل الجَو بارِد ، زَوجتي في انتِظارك " اشرَّ بيدِه نَحو الداخِل حَيثُ اومأت لهُ الصُغرى مُنحنيَة لهُ بإحتِرام " شكرًا لك عَمي ، الي اللِقاء " تجاوزتهُ و تمشَّت نحو الباب الرئيسي
وَقفت عِنده و التَفت نحو الاكبر سِنًا الذي ورَده إتصالاً مُهِمًا فاضطِّر الي مُغادرة القَصر ، تنهَدت قَبل ان تَخطوا الي الداخِل بِخُطواتٍ بطيئَة تُفكِّر بأخِر حِوار دارَ بينها و بينَ جونغكوك
قابَلتها بِمُجرَّد ان دَخلت جونغهيون التي هَرولت لَها مُسرِعَة بِمَلامح هَلِعَة " سويون مالذي حَدث الي جونغكوك ..؟ "
" مابِه ..؟ " رَدفت سويون بِقلق تُناظِر مَن تلهثُ لشدَّة الرَكض ، مَسكت لها يَديها بِخاصتيها المُرتجفَة و هي تَنطِق بِهلع " اهو غاضب بِفعل مَلابِسك ..؟ ام بِسبب ما فَعلتيه مع السفير اليَوم ..؟ "
اخفَضت الصغيرَة رأسِها بِخفَّة تُناظِر اقدامِها بِهدوء " اظنُّ ان كُل شَئ تراكَم عليه اليَوم ، حَدثت بِضعَة امور اُخرى ، اين هو ..؟ "
" جونغكوك لَم يَغضب هَكذا مُنذ سَنوات ، لا تَذهبي اليه اخشَى انهُ قد يؤذيك " اعترَضت الكُبرى على إقتِراح الصُغرى بالتوجُّه اليه و مَسكتها تَجتذبُها الي الصالَة " لِما يُؤذيني ..؟ هو لَن يقدِر على فِعل ذلك ، انا زَوجته " نَطقت سويون قارِنَة حواجِبها
نَظرت نَحو الخادِمات اللواتِن يَنزلِن من الدَرج واحِدَة تلو الاخرى يَركُضن بِخَوف واضِح على مَلامِحهن ، جونغهيون طالعتهنَّ بِذُعر و نَطقت بالإنجليزيَّة مُخاطبَة اياهُن
" مالذي يَحدُث ..؟ "
" حَضرة الوزير أمَر بِطردنا جَميعًا و إقصاءِنا من العَمل "
" لِما فَعل ذَلك ..؟ مالذي فعلتموه له ..؟ " سألت جونغهيون عاقِدَة حواجِبها بخفَّة تُراقِبهن يَبكين فجونغكوك قَد طردهنَّ بعد تَوبيخ صارِم مليئ بالكَلِمات الجارِحَة
" كا..كانت كاثرين تَقومُ بِكوي قَميصه الأسوَد و بالخَطأ حَرقته حينَما تشتت انتِباهُها من الخَوف لِكونه كان غَاضب يَصرُخ بِمُفرده في الجَناح ، اُقسم انهُ كاد ان يَحرِقها بالمكواة لَولم نُدافع عَنها " رَدفت إحداهُنَّ و هي ترتعِد تُشيرُ الي المعنيَّة بالحَديث حيثُ كانت تُمسك بيدِها المُتورمَّة بعد ان حَرقت نَفسها عن طريق الخَطأ حينَما صَرخ عليها جُيون بقوَّة
سويون قَرنت حواجِبها بخفَّة تُحاول فَهم ما يتحدثَن بِه لِتناظر ام زَوجها بإستِفهام " ماذا حَدث انا لَم أفهم ..؟ "
جونغهيون طالَعتهنَّ بأسَى فاغلبهنَّ فتيات يتيمات لا يَملكن مَصدر عَيش او مأوى غَير القَصر ، ناظَرت زَوجة إبنها و فسَّرت لها ما حَدث بالتَفصيل ما جَعل الصُغرى تشِّد قَبضتيها بِغَضب
" مُنذ متى أصبَح جونغكوك دكتاتوريًا بهذا الشَكل ..؟ " هَتفت بِعدَم تَصديق و رَفعت رأسِها الي الطابِق العُلوي حَيثُ جَناح جونغكوك
" انا ساُريه " هسهسَت و سارَت نحو الدَرج لِتقترِب منها جونغهيون تُمسِك بيدِها تَمنعها من الصُعود " سويون كَلا ، دَعيه يُفرغ غَضبه ثمَّ لاحِقًا سَيلين " نَطقت بينَما تَجذبها اليها ألا إنَّ الصُغرى اعترَضت و أكمَلت سيرِها الي الأعلَى بِخُطوات سَريعَة
تَوجهََت نَحو اخِر المَمر حيثُ يَتواجَد ذَلك الباب الدائري الضَخم المُطرَّز بالذَهبي ، تَوقفت امامَه تَلعق وَجنتها بِغَضب " مُنذ مَتى تَتصرَّف بهذا الشَكل جُيون ؟ اتضَّح اني حقًا لا أعرِفك " رَدفت بِعدم تَصديق و دَفعت بالباب الي الداخِل تَكشِف عن ذلك الجَناح الفوضوي
وَقفت في المُقدمَة تُناظِر حُطام الأثاث و اللوحات الفنيَّة بِرفقة الزُجاج المُتناثِر أرضًا ، قَرنت حواجِبها بشدَّة تَبحثُ بِعَينيها عَن زَوجها الذي كانَ يَكوي قَميصِه وَسط تِلك الفَوضَى العارِمَة بينَما يَشتِم بأحد اللُغات التي يَعرِفُها
ما إن انتهَى مِن الكَوي قام بِفصل المِكواة من الكَهرباء و رَماها بِغضب عَلى الأرَض حتَّى تحوَّلت الي حُطام ، فرَّقت بين شَفتيها بِصدمَة تَجِده يَنزِع قَميصِه كاشِفًا عَلى ظَهرِه المُعضَّل
" انا أعرِف هذه اللُغة ، انتَ تشتِم بالاسبانيَّة اليسَ كَذلك ..؟ "
هَتفت مِن وراءِه تَراهُ يَلتفِت اليها بينَما يُمسِك قَميصِه الثاني ، كانَ على وشَك الصُراخ بِوجهِها و طَردها لَكِّنهُ صَمت بِمُجرَّد ان وَجدها هي
ارتدَى قَميصه دونَ ان يُغلِق أزرارَه و توجَّه الي مَكتبه حيثُ كان يَرمي عُلبة سيجارتِه هُناك ، انتَشل واحِدَة و قَبل ان يَضعها بين شَفتيه هرعَت سويون اليه و مَسكت بيدِه تَمنعه " للتو كُنت تَمنع والِدك من إستعمالِها ..؟ ماهَذا التناقُض ..؟ "
نَظر في عَينيها الجادَّة و هي تَسحب تِلك السيجارَة و القُداحَة مِن بينِ يَديه ، طالعَت شَعرُه المُبعثَر على جَبينِه مَع ابتلالِ اطرافِه نَظرًا لِتعرقِّه فَجبهتهُ كانَت رَطِبَة كَذلك " ابقي بَعيدة سويون "
خَطف مِنها سيجارتِه ألا انَّها خَبئَّت العُلبَة وراء ظَهرِها نافيَة برأسِها الي الِجهتين " لا لَن اُسايرك بِما يُعيقُ سَلامة صِحتك "
" سويون " صكَّ على أسنانِه مُهسهسًا بإسمِها بشكلٍ جَعلها تَخافُ لِوهلَة خُصوصًا مَع عُيونه السَوداء المُكحلَّة عند الأطراف ما جَعل مِن نَظرتِه تُصبِح اكثَر حِدَّة و وَقارًا
" جُيون " نَطقت بِذات نَبرتِه تُمثِّل القُوَّة و الثَبات لَكِّن في دواخِلها تَتمنى لو أنَها تَرتمي في حُضنه بدلاً مِن مواجهتِه ، تراجَعت الي الوراء حينَما تقدَّم مِنها بِخُطواتٍ رَزينَة يَستمِّر بِجعل حواجِبه تُعقد بشدَّة مَع كُل نَظرة يُهديها اليها
" لا تُغضبي لَعنتي أكثَر ماهي غاضِبَة ! هاتي تِلك اللعنَة " نَطق بِهدوء يمُّد بيدِه نَحوها بَعد ان التَصقت بِظهرها ضِدَّ الجِدار ، نَفت تعترِض و شدَّت على العُلبة اكثَر مُجيبَة " اغضَب كَما تَشاء ، اساسًا لم يَبقى هُنالِك ما تُحطمه "
ابتَسم بِجانبيَة و ميَّل رأسِه بِخفَّة دافِعًا بِحاجبه الي الأعلَى بشكلٍ جَعلها تبتلِعُ ريقِها بِبُطئ ، لَيس عَليها ان تراهُ مُثيرًا في وَضعٍ كَهذا ..!
لَكن و حُبًا بالرَب مظهرهُ خاطِف للأنفاس
" yes , there is, you little princess "
هَتف بِلُغته الانجليزيَّة و لَكنته البريطانيَّة الباحَّة بِفعل صَوتِه الذي يكاد يَتلاشَى لِصُراخِه ، وَضع يَديه علَى جانِبيها يَنخفِض نَحوها يَعدِم فارِق الطول بينهُما الي أن تصادَم جَبين كِليهما و أضمَت عُيونهما شديدَة القُرب من بَعضهما
" ج..جي..ج.. " نَطقت بينَما تُحدِّق في كُحليتيه القَريبَة و ما جَعلها تَصمُت تمامًا هي ذِراعه التي التَفت حَول خَصرِها و اجتَذبها نَحوه قويًا الي أن واشَك عَلى عَلى الصاقِ كُل عِضيَة من جَسديهما مَعًا
قَدميها إرتفَعت عَن الأرض بِمُجرَّد انهُ حَملها بِذراعٍ واحِدَة فَقط ، ابتلَعت ريقِها بَعد ان اخفَضت رأسِها تُطالع ساعِده الذي يَحتضِن خَصرُها ثمَّ ناظَرته مُتحدثَة " هل تعتقِد انك سَتُخيفني ..؟ انا لا اخافُ مِنك ! حتَّى ان كنتَ قاتِل لَعين تقتُل الجَميع "
" صحيح ؟ يَعني ليسَ و كأنكِ سَتتبولين عَلى سِروالك قَريبًا ؟ " نَطق مُميلاً رأسهُ بِخفَّة يُخاطِب مَن صَدمتهُ بِضرب رأسِه بيدِها متحدثَّة بجديَّة " لا تستخدِم الكلمات المُقرفَة جُيون لَعين كوك "
صحيح هو تَناسى انَّ زوجته لَديها حُدود حَمراء
لَكن لِما عَليها ان تَخدِش هَيبته الان بِفعل ذَلك ..؟ هو حتمًا لا يستطيع تَخمين رُدود فِعلها الغَير مُتوقعَة مَهما حاوَل
" سويون بِحق اللعنَة هَل تشتمينني ..؟ " رَدف مُنفعِلاً بَعد ان ركَّز على أخر ما قالتهُ ، وَجدها تقطِب حواجِبها بجديَّة و تنطِق " لانك تستحِق الشَتم ايها الدكتاتوري المُتسلِّط "
" سويون انا زَوجكِ احترميني ! " قالَ بينَما يَقِطب حواجِبه بشدََة يَنخفِض برأسِه نحوها الي أن الَصق انفيهما يَضغط بِخاصته على خاصة مَن تقدمَّت نَحوه اكثَر مُهسهسَة " حينَما تعود جُيون المُحترم الذي أعرفه سأحترِمُك "
" انا هو جُيون بِحق الجَحيم " هَتف بينَما يَضغط بأنفِه اكثَر ما تَسبب في إرجاع راسِها الي الوراء " انتَ لست جُيون ، انت شَخص تلبَّس زَوجي ذا اللِسان المَعسول و سَرق منهُ انفهُ الكَبير " قالَت مِن وسط مُقاومتِها لهُ و هي تَدفع بإنفها الصغير نَحو خاصتِه
حسنًا هي صَدمتهُ لِلمرة الثانيَة و جَعلته يَتوقف عَن التدافُع مَعها لِيبتعِد الي الخَلف مُميلاً رأسِه " انف كَبير ..؟ "
اخَفضها على الأرض و اشرَّ على نَفسِه يُناظِر من تُدلِّك انفها المحمَّر بِعُبوس " انا انفي كَبير ..؟ "
طالعتهُ بِغَيض و اقترَبت تقفُ على اطرافِ اصابِعها تُمسِك بانفه تُحاول اقتلاعهُ بِانزِعاج " يالا هَذا الانف الضَخم الذي كاد ان يِمزِّق خاصَتي ، اللعنَة هل تودُ اقتحام فُتحتاي ..؟ " صاحَت بينَما تجتذبهُ بقوَّة آلمت جونغكوك الذي راح يُحرِّك رأسهُ الي الجِهتين يُحاول الفِرار
" يااا افلتِ لعنتي " صاح يضعُ يدهُ على مِعصمها لِيبعد اصابِعها عنهُ و بالفِعل نَجح بَعد ان تلقَّى احمرارًا كَخاصتِها على أنفه ، اَفلتها يُناظرها بِحدَّة بينَما يدَعك ارنبة انفِه " هل فقدتِ صوابك ..؟ "
" هل تَظُن اني سأخافُ منك لِنظرتك هذه ..؟ لِعلمك انها لَيست مُخيفَة بالنسبَة الي بَل مُثيرَة حَد الجَحيم " صاحَت بِه بذات نَبرتِه و أشرَّت على كُحليتاه الحادَّة تُفشي ما بِداخلها ، جونغكوك لِلمرة الثالِثَة لم يَتوقع ما صَدر مِنها و ما نَبستهُ جَعله يُصدر قَهقهةٍ خَفيفة أضافَت عَليه اضعافًا مِن الاثارَة
قَهقهتِه الرُجوليَة ذات النَبرة المَبحوحَة تِلك أسقطَت بِقلبِها خُصوصًا مع رأسِه الذي اعادَهُ الي الوراء كاشِفًا عَن عُنقه الحَليبي النَقي
هي فَكرَّت لِما لم تُدنٍّس ذلك النَقاء مِن قَبل ..؟
مَهلاً لِما تحوَّلت فجاةً الي مُنحرفَة قليلَة الحَياء ..؟
هل بدأ فايروس المُتزوجات يَنتقِل اليها ..؟
تَوَّقف الوَزير عَن القهقهَة بَعد ان أدرك ما قالتهُ لِيخفض رأسهُ اليها مُجددًا ناطِقًا بِحاجب مُرتفع " مالذي قُلتيه ..؟ "
تَحمحمَت الصبيَّة و أشاحَت نَظرها الي الناحيَة الثانيَة مادَة بيدِها التي تَحملُ عُلبة السجائِر نَحوه " في الواقِع كُنت أقصِد انَّهُ .. "
عُيون جُيون كانَت على سجائرِه التي قامَ بِسرقتِها مِن زَوجتِه حال ان تشتت انتباهُها ، أخرَج واحِدة و ثبَتها بينَ شَفتيه أمام عَسليتيّ سويون مُبتسِمًا بِجانبيَة و هو يُشعِلُها
" جُيون ا..انت " رَدفت بِغيض تَقضِمُ على سُفليتها بقوَّة تُراقِبه يَرمي عُلبة السجائِر بإهمال بَعد أن اخَذ مُرادَه مِنها ، أخَرج الدُخان من بين شِفاهه مُعيدًا رأسهُ الي الخَلف يُغمِض كُحليتاهُ بِراحَة
" * يالهُ مِن مُنحرِف ! اُنظروا اليه كيفَ يَنفُث ذاك الدُخان بِحقارَة كي يستفِزني * " راقَبتهُ الصَغيرة بِعَسليتَيها و هو يَتوجَّه نحو كُرسي مَكتبه يَجتذبه و يَرمي بِجسده عَليه بعشوائِيَة مُفرِّقًا بين افخاذِه
كان قَد جَعل ظهر الكُرسي يُقابل المكتب أي اضَحى يُقابل الجَناح بِجسدِه و جانِبه يُواجه سويون التي قالَت بإنفعال " تَنصح غيرك بِما تُحلله لِنفسك ..؟ "
وَضع جُيون سبابتهُ و أوسَطهُ حَول سيجارتِه يَجتِذبها الي الخارِج لينفُخ الدِخان امامَه هازًا كُحليتاه الي زوجتِه التي تتخصَّر بِحاجب مَرفوع
" ماهو مَمنوع عَلى الجَميع مُحلل لي ! بِمزاجي اُحلل ما اُريد و أمنع ما اُريد انا حُر "
" انت مُستفز حد الجَحيم " رَدفت بإنفعال و اقترَبت حتَّى تَاخذ منهُ السيجارَة ألا انَّه سَحبها من ذِراعها يُسقطُها بين افخاذِه التي حاصَرها بِهما و لَّف ذِراعه عَليها يَنظُر في عُيونها القَريبَة مِنه
كَانت قد استقَّر راسُها بالقُرب من صَدرِه و عُنقه حيثُ رَفعت عَسليتيها الي كُحليتاه تضُّم يديها اليها بِحاجبين مَعقودين بِخفَّة
" انا مُستفِّز حينَما أغضَب ، لَكِّني لا أستطيع ان اكونَ وَحشًا بالقُرب مِنكِ " هَمِسَ لَها حينَما أخرج السيجارَة من بين شِفاهه يُناظِر عَسليتَيها المُحبَّة بِخاصتيه المُحاطَة بالوَجع " انتِ جِئتِ لِتُريني حَقيقة مَن أكون ، مَعكِ انتِ فقط اشعُر اني عَلى حَقيقتي سويون "
" اليسَت هذِه هي حَقيقتك ..؟ تَغضب و تُكسَِر و تُحطِّم و .. تَقتُل ايضًا ..؟ " رَدفت سويون بينَما تُبادِل النَظر بين مُقلَتيه الراكِدَة تلتمسُ صِدقه مِنهما " انهُ الجِدار الذي أحمي بِه نَفسي فَحسب .. الشَئ الذي مرّ عَليّ كُل هذه السِنين جَعل جونغكوك البريئ يَختبئ في الزَاويَة و سَمح لِجُيون القاسي يتولَّى قِيادتي "
نَطق مُوضِّحًا الي التي تَمكًث في حُضنِه ، ارتَعش بَدنها ما إن اقترَب مِنها للدرجَة التي جَعلت شِفاهه تُلامس بَشرة ذَقنها و شفتها السُفلى حيثُ أسنَد جَبينهُ على انفِها يَنُفث انفاسِه المُختلطَة برائحة السجائِر ضِدها " في حين انكِ انتِ مَن تمكنتِ من الوصول الي جونغكوك دون ان تُواجهي جُيون حتَّى
" جُيون كان نائِمًا حينَما قابلكِ جونغكوك " هَمس بِبَحةٍ قويَّة سَمحت لِجسدها يَقشعِّر ضِده و هي تُنصِت الي حُروفه المُتعبَة ، رَفعت يَدِها المُرتعِشَة تَضعُها على خُصيلاتِه الغُرابيَة تُمسِدُها لهُ بِبُطئ
" ما اودُكِ ان تَعرفيه هو ، أنِّي لستُ نَقيًا مَع بقيَّة العالَم ، قَد اكونُ اكثَر شخصٍ بلا رَحمة يَعرفه الناس ، لَكن مَعكِ انتِ ، اكونُ الأنقَى علَى الإطلاق ، لِسبب ما أشعُر ان جونغكوك سَيكون بأمان مَعكِ و لَن يتأذَى لِهذا هو يَمنع جُيون من التواجُد حَولِك الا في الضَرورة ، كالآن مَثلاً ، انتِ رأيتِ جانبي المُخيف "
رَفع رأسهُ نَحوها يُحدِّق في مُقلَتيها الآسِرَة ، وَضع سيجارتِه جانِبًا لِيُسند يَدهُ على خَدِها يَمسحُ بِحنيَّة على شفتها السُفلَى " لَم يسلَم احد مِن غَضبي مِن قَبل ! اني أفقد صَوابي بشكلٍ يُخيفني ، لَكِن عَيناكِ هذِه تُوقِظ جونغكوك مِن سُباتِه و تَجعل جُيون خاضِعًا لكِ "
شَهِدَت عُيونه عَلى تورُّد خَديها و هي تُنصت الي حُروفه بِصوتِه المَبحوح لِتُزيَّن شِفاهها بإبتسامَة عَذِبة قَرأت بِها السَلام على روحِه
ودَّت لو أنَّها تُعانِقهُ و تحتضِن شَفتيه بِخاصَتِها لَكِّنها تَذكرت ما فَعلهُ مع الخادِمات لِذا سُرعان ما إنقلَبت ملامِحُها و دَفعته مُبتعدة عنه
" ما الامرُ الان سويون ..؟ " رَدف بإنزِعاج حينَما نهَضت عنهُ و التَفت صَوبه تُناظِرُه بجديَّة " بشأن ما فعلتهُ مع الخَدم ..؟ "
" ماذا في الامر ..؟ " نَطق بِهدوء و قامَ بإغلاق زِرين من قَميصه في المُنتصف تارِكًا الباقي مَكشوفًا ، ان يَقفلهما بِهدف سَتر الضَمير لا جَسده ! انهُ بالكامِل مَكشوف اساسًا
" انت طَردتهنَّ بدون سَبب " رَدفت تؤشِّر عَليه لِتجده يعترِض مُعانِقًا ذِراعيه الي صَدره " حَرقت قَميصي ! " رَفع حاجِبه ناطِقًا للتي فرقَّت شِفاهها بدهشَة مُجيبَة " انت لَديك مِليون قميص اسوَد ما الفَرق ..؟ "
" حتَّى ان كان لَدي مِليار انا اُعطي كل واحِد منهم التَقدير و الإحتِرام الكافي ، اليس هو مَن سيُعانِق عُرض اكتافي و تناسُق خَصري و صَدري ..؟ اليست تلك الازرار خاصته مَن ستحتضِن عَضلات بَطني الثُمانيَة و تُقدِّم لهنَّ الثَناء لبروزهنَّ كَمُعكبات الشوكولا الراقيَّة ..؟ ذلك القميص تحديدًا كان يُقدِّم الكَثير من الحُب الي جَسدي المِثالي و يُعانقه بِبراعَة لِهذا غَضِبت "
تَفسيرُ جُيون الذي راحَ يَقوم بالتفاخُر بِجَسده المُعضَّل امام زَوجته جَعلها تَفغُر فاهِها بعدمِ تَصديق و هي تُميل برأسِها للطرفِ الأخَر ترمِشُ على التوالي " ماذا ..؟ "
استدركَت الوَضع مِن نَظراتِه المُطولَة لها و اعتدَلت في وَقفتها مُشيرَة عَليه " اذا يا صاحِب الجَسد المِثالي ، هل ان قُمت انا بِحرقه سَتقوم بِطردي من المَنزل ..؟ فقط لاني لَم اُقدِّم التَقدير الكافي الي قَميصك ها ؟ "
" كلا انتِ استنثاء ، احرقيه و انا سأحرقهُ مَعكِ ان رَغبتِ " نَطق بإبتسامَة بريئَة أظهرت غمازتهُ اللطيفَة ، مَن يراهُ يكادُ يُصدِّق انهُ ذات الشَخص الذي كانَ يُحطِّم كل شَئ قبل دَقائِق
" جونغكوك اسم.. " هي رَدفت بإنفِعال و قَبل ان تتلوا ما تودُّ قَولُه انتَبهت انها و لأول مرَّة تنطِقُ فيها إسمُه
جونغكوك انتَبه هو كَذلك و فرَّق بين شِفاهه بخفَّة باسِطًا يَده على صَدرِه المَكشوف مُتحدِّثًا " عَجبًا ! مُنذ متَى كانت حُروف اسمي بِذلك الجَمال مِن قَبل ..؟ "
" انا اتحدَّث بموضوع مُهم الان " نَطقت تؤشِّر على نَفسها لِتجده ينهضُ من فوق الكُرسي و يتقدَم مِنها داعِسًا على كَومة الحُطام التي تُزيين الارضيَّة ، انتَصب امامَها و مَسك ذَقنها يَرفعُ رأسها اليه حتَّى يتمكَّن من النَظر جيِّدًا الي ذاك الوَجه الذي يَهوا
" تحدَّثي يا عُيون جونغكوك " هَمِس لها بينَما يَمسحُ بإبهامِه على ذَقنِها مُتسببًا في بَعثرة حُروفِها " هل يُمكنك التوقف عَن كونك ذا كَلام مَعسول ..؟ " هَمست لهُ تَصفع صَدره بقبضتِها
ابعدَت يدهُ عن ذَقنها و ناظرتهُ بجديَّة جَعلتهُ يُميل رأسهُ للناحيَة الاخرَى يحدِّق بها بإهتِمام " اذًا ..؟ "
" انتَ لن تطردهنَّ حسنًا ؟ و ستعتذِر الي تلك الفتاة المِسكينَة تَبكي و ترتجِف لشدَة الخوف "
" انا ..؟ " اشرَّ على نَفسِه لِيرمِش لِلحظات قَبل ان يَنفجر ضاحِكًا بِصخَب تحت نَظرات زوجته الغاضِبَة ، جرَّ خُطواته بَعيدًا عَنها بينَما يَركُل ذَلك الحُطام يُزيحه عن طَريقِه حيثُ انتَشل احد الكؤوس التي نَجت من غَضبه و سَكب بِها نَبيذه
" مُستحيل ! "
لَحقته الصُغرى بإنزعاج و وقفَت امامهُ تُناظِره يحرِّك النَبيذ مع الثَلج و يُناظرها بإبتسامَة " لما مُستحيل ؟ يااا انتَ طردتهن بِلا سَبب ! هل يُعجبك ان تكون ظالِمًا ..؟ "
" يُعجبني جِدًا " اومَئ بينَما يضعُ الكأس بين شِفاهه يَحتسي النَبيذ تزامُنًا مع نَظراتِه نَحو عَينيها الغاضِبَة من بُرودة اعصابِه
" انت لِما اصبحَت بارد الاعصاب هَكذا فجاةً ! لما انت مُستفِّز " قالت بنفاذ صَبر تَخبِط بِقدميها على الأرض ، جونغكوك ابتسَم بِلُطف و دَنى يُقبِّل رأسِها قَبل ان يَتجاوَزها مُتجِّهًا الي مَكتبه مُجددًا " لستُ مستفِّز ، انتِ فقط تأخذين الامر بشخصيَّة "
" جونغكوك امنَع امر طَردهنَّ ! اليست لَديك مَشاعِر رَحمة ..؟ " هَتفت بتذمُّر بينَما تلحقُ به الي ان مَكان تحرُّك لهُ تطِّل عليه و هو يَحملُ جهازه اللوحي يُراقِب السِّجل الذي ارسلهُ له جيكوب
" لا " ردَّ بهدوء و انتَشل النَبيذ مِن المَكتب يَحتسيه ثمَّ وضعهُ ليبدأ في التجوَّل فوق ذلك الحُطام يُنصِت الي تكسُّره بِبرودة اعصاب عَكس التي تَلحقهُ و تركُل كل ما جاء امامَها بعشوائيَة و انزِعاج
" جُيووون لا يَليق بك تقمُّص دور الحَقير "
توقَف عن قِراءة ذلك المُجلَّد لِيستدير نَحوها مُميلاً برأسِه " تَقصدين اني حَقير ؟ "
" ما اقصِده هو .. " اقترَبت منهُ مُسرعَة و وَقفت امامَه تُناظِره بإهتِمام " ليسَ عليك قَطع ارزاق الناس مِثل الحُقراء ، هل فَهمت ؟ "
" يُعجبني كَوني حَقير عَلى فِكرة ! "
" الهي سأفقد اعصابي " رَدفت بِقلة صَبر لِتضع يديها على شَعرها توشِك على إقتلاعِه ، هل زَوجها فقد عَقله ..؟
" هل انتَ لديك انفصام في الشخصيَّة ..؟ "
" اظنُّ انه لَدي ! لكن الذي انا مُتأكد منهُ ان كُل شخصياتي تُحبُكِ " قال بإبتِسامَة هادِئَة يُناظِرها و هي تُمرر يَدها على مَلامِحُها ثُمََ تنطِق بإندِفاع " انت هل لَديك مَخزون هائِل من الكلمات المَعسولَة ها ؟ الا تَنفذ ..؟ من اينَ تَجلِبُها ..؟ "
" لازال لَدي الكَثير مِنها لم اسمعكِ اياه ! لاسيما تلك التي تخصُّ لَحظاتنا في الفِراش " ردَّ بِبساطَة كَما لو إنَّه لم يُحرِّك فيضًا مِن مَشاعر زَوجته التي توجهَت لِرمي نَفسها في مُنتصف السرير حيثُ حَشرت رأسِها في الوسادَة لِتصرخ بأقوى ما لَديها
جونغكوك نَظر الي مؤخرتها التي تُقابِلُه لِيبتسِم مُقترِبًا مِنها ، سَدد صَفعة لَها بشكلٍ جَعلها تنتفِض وتجلِس سريعًا على رُكبتيها تُناظره بِصدمَة " ي..يا ايها المُنحرِف ..! "
•••
" نُقطة ضعف جُيون هي إبنتِه في الوَقتِ الراهِن "
كانَ ذلك صَوت مارك الجالِس بِقُرب إمرأة ثَلاثينيََة تُناظرهُ بإهتِمام و هو يَسكُب الي كليهما النَبيذ في تِلك الحانَة الراقيَة
انتَشلت المرأة الكأس تَحتسي منهُ القَليل مُهمهمَة " جونغكوك يُحِّب ابنته كَثيرًا " نَظرت بَعيدًا لِتبتسِم بِجانبيَة " او ابنة زَوجته ..؟ "
" ايًا كان ، هو يَتعامل بالعاطِفَة اكثَر من اللازِم ، لَكن ذلك لا يَمنع انهُ شَرِس لا يَرحم ، لا يُمكنني ان أثق بِنقاء قَلبه و استَهين بِقساوتِه " هَتف الاربعيني الذي اضاف الثلَج الي كأسِه يَقطِب حواجِبه بِانزِعاج
" لَكِن لا أفهم هو كَيف تمكَّن من ان يُحِّب سويون ؟ لِما هي تَحديدًا من بين كُل النِساء حَوله ..؟ " تحدَّثت المَرأة و هي تَخبط بكأسِها على الطاوِلة حتَى يسكُب لها المَزيد " لا اعلمُ بَعد ، رُبما هي لامَست به شَئ لم تَفعلهُ امراة مِن قَبل " اجابَ مارك بِهدوء لِيرخي ظَهره الي الوراء يُناظِر الفَراغ " تِلك تَخُصني انا ! سأستعيدُها منهُ و ان كان عَلى حِساب حَياة عائلته باكملِها "
" لِما لا نُصارِح ايڤا بِحقيقة انها لَيست ابنتِه ..؟ ان نُهدده بِهذا الامر سَيجعلُه يَتراجع ، بالطبع هي أهم لديه من سويون " اقترحَت الثلاثينيَّة تُناظِر الاربعيني الذي إبتسَم بِجانبيَة و حوَّل مُقلتيه اليها
" هل تَعتقدين أن جونغكوك غَبي ..؟ أمَّ ان ايڤا ان صارحناها سَتهجره ..؟ هو يَعرِف انها مِثله و ستقدرُه انهُ ربَّاها بالرُغم من انها ثَمرة تلك الخِيانَة و بالتالي سَتحبه اكثَر ! "
" تِلك العائلة تمتلكُ الكَثير من الحُب لافرادهم ، ابتداءًا من والِد جونغكوك و امِّه ، اتضَّح ان جونغ ووك الثمرَة الفاسدَة ام البقيَّة كُلهم مُتماسكون بِبعضهم ، نحنُ عَلينا ايجاد وَسيلَة لِصُنع فَجوة بينهُ و بين سويون ، كَي يَحصُل كُل منا عَلى مُراده "
حوَّل بُنيتاه اليها و إبتسَم بِمُكر هامِسًا
" انا أستعيدُ فَتاتي ..! و انتِ تأخذين جُيون "
•••
" كُل شَئ الا الكِبرياء سويون ! ذَلك كبريائي لَن أستطيع التَخلي عَنه " رَدف جونغكوك مُفسِّرًا الي زَوجته التي جفَّ ريقها و هي تُقنعه ان يُغيِّر رأيُه " هل الكِبرياء أهم ام تَدمير حياة الناس أهم ..؟ "
" الكِبرياء طبعًا ..! "
سويون نَظرت في مَلامِح زَوجِها بِغَضب ، زَفرت بِضيق و نَزل كليهما الي طاولَة العَشاء حَيثُ كانَت تتمشَّى هي وراءه و توكِز ظَهره بسبابتِها تكادُ تَصنعُ ثُقبًا في مُنتصفه
هي تَشتمُ بِلغتها الكوريَّة و القليل مِن الانجليزيَّة
جونغكوك كانَ يلبِسُ بيجامتِه الرماديَّة ذات الرداء الطَويل الذي يَربِطه عند خَصرِه في حين انَّ شَعرِه يُبعثره على جَبينِه دون ان يَنشغِل بعناء تَجفيفِه
بينَما سويون كَانت ترتدي فُستان أبيَض يصلُ الي ركبتَيها مع إسدال شَعرِها الذي حَرِص هو على تَجفيفِه جيِّدًا
نَزلا مِن الدَرج و التفَت الي صَغيرتِه التي تَشتمِه " لقد اخذتِ كل ذِنوبي بشتائمكِ ، اتركِ لي القَليل على الأقل "
" لا انا اطهِّرك من الذُنوب " نَفت تعترِض لِيتحمحم و يُواصِل سَيره نَحو حُجرة الطَعام حَيثُ أمَر بِتجمُّع الخادِمات اللواتِن قام بِتوبيخهنَّ سابِقًا و طردهنَّ
اجتمعَن الصَبيات اللواتِن كُن يِخفضن رؤوسَهنَّ يَذرِفون الدُموع بِصَمت ، هُنََ على اتمِّ الإستعِداد الي سِلسلَة ثانيَة مِن التَوبيخات و الكَلام الجارِح الذي سَيتلوه جُيون قَبل ترحيلهنَّ من القَصر
جونغهيون خَرجت مِن المَطبخ و هي تَحمل صَحن السلطَة مُقترِبَة من زَوجة ابنِها " ماذا سَيفعل ..؟ " هَمست الكُبرى الي سويون التي تنهدَت بِقلة حيلَة " انهُ عنيد ، اشكُّ انه يمتلِك رأس مِن حَجر "
جونغكوك عَقد ذِراعيه الي صَدرِه و نَظر الي زَوجتِه التي تُناظره بِحقد ، تَحمحم و عاوَد التَحديق بِهن مُتحدِّثًا بالانجليزيَّة
" اذًا ، اودُّ منكنَّ التوجُّه الي غُرفكِنّ و الخُلود الي النَوم فالوَقت تأخَر ، اخُلدن الي النومِ باكِرًا كي تستيقظن غَدًا لاداء مهامكنَّ بِنشاط و على اَكملِ وَجه "
شَهِقن الفَتيات بِدهشة و حَدقن بِبعضهنَّ بسعادَة قَبل ان يَنحنين بإحتِرام لهُ يشكرنَهُ " شكرًا لكَ سيدي ، شكرًا لك "
فَرك جونغكوك رَقبتهُ يَنظُر الي كاثرين التي تُضمِّد مِعصمها " هل يَدِك بِخَير ..؟ " سألَها بينَما يُطالِع عينيها الزرَقاء حَيثُ حدَّقت الصبيَّة ذات الخامِسَة عشر من عُمرها بيدِها ترمِشُ بِذُهول " ا..اوه انها بِخَير سيدي "
جونغهيون طالَعت سويون التي تَنظُر الي الفتيات اللواتِن يقفزِن بسعادَة بأسى " مسكينات ، لابد انهنَّ سعيدات لانهنَّ سيتخلصن مِن عُبوديَة هذا الدكتاتوري " هَتفت مطأطأة بِرأسِها
" يا ! لما برأيك هنَّ سعيدات ..؟ هاي كَيف تمكنتِ من إقناعِه ؟ " خَبطت جونغهيون كَتفها بِخاصة زَوجة ابنِها التي ناظرتها باندهاش " اقنعهُ بِماذا ..؟ "
" ان لا يُسرحهنَّ ! لقد تراجَع على قَراره بطردهن " نَطقت الكُبرى بينَما تحشُر الطماطم بين شَفتيها مُسببَة ذُهول سويون التي ناظَرت زوجِها الذي يؤشِر لهنَّ بالمُغادَرة بإبتسامَة لطيفَة
" هل رقصتِ لهُ ام .. كيف اقنعتيه همم ؟ " سألَت جونغهيون الصَغيرة التي مَيَّلت رأسِها بخفَّة " لَم افعل شَئ .. "
" بِحقك ! نحن عادَة نستعمِل الحيل و الاساليب لاقناع ازواجِنا همم ؟ اي حيلَة انتِ استخدمتيها ..؟ عليّ اقناع هانجون بأمر ما " هَمست لَها الكُبرى لِتخبط كَتفها بخفَّة و تغمِز لها كَي تُخبرها
سويون رَمشَت بخفَّة مُتذكرَة ما فَعلته في الغُرفَة
الكَثير من اصوات التذمُّر و التَشقلبُ على السَرير و تَسديد الشتائِم لهُ و اتهامه بالحَقارَة مع البُكاء و الصُراخ و القَفز فوق الفِراش مَع اجتذابِ انفِّه و رمي الوسائِد عَليه ، لَم تُضيع فُرصة سرقَة ايبادِه و الهَرب بِه بَعيدًا حتى يُلاحِقُها و يستعيده
رَمشت بِصدمَة و ناظَرت امَِ زَوجها مُبتسمَة بتوتُّر " لا ! لا انصحُكِ باتباعِ طَريقتي ، سيُطلقُكِ " هَمست لَها لِتهرب مِنها نَحو جونغكوك
التَصقت بِه من الجانِب و احتَضنت ذِراعه تُناظره بإبتسامَة وَسيعَة حينَما اخَفض بصرهُ اليها " مابِك ..؟ انتِ سَعيدة ..؟ "
" جِدًا جدًا جدًا " اومأت لهُ بِسعادَة لِتُغمض عَسليتَيها حينَما بعثرَ شعرِها مُبتسمًا " هيَّا لِنتناوَل العَشاء "
•••
- الي اين انت ذاهِب ..؟
سألَت الصُغرَى و هي تَرى زوجِها يقومُ بِتَغيير مَلابِسه بعدَما استعّد لِلنوم مُنذ بضع دقائِق رفقتها لَو لم يَرِده اتصال قبل قَليل
راقَبتهُ يُغلق ازرار قَميصِه قبل اجابتِها " وردني اتِصال مِن الملِك ، لابدّ ان هُنالِك امر طارِئ نَظرًا لاستِدعائِه لي بِهذا الوَقت المُتأخر "
استَغربت الصُغرى و لم يَسعها النُطق او الاعتِراضُ على رَحيله ، لَكنها اقترحَت الذهاب مَعهُ بدلاً حينما قالَت بلُطف " هل اذهبُ مَعك ..؟ "
" كلاّ حبيبي ، انتِ نامي ارتاحي و انا لن اُطيل البَقاء ، الوقتُ تأخَر اساسًا " تَحدث بينَما يقومُ بانتشالِ جَواربه من الدرَج و الدنو للجُلوسِ قُربها و ارتداءِها
حَدق في عُيونِها الفُضوليَة لِيقترِب يَخطفُ قُبلة سريعَة من شَفتيها مُواصِلاً " ان لم تَستطيعي النَوم شاهدي فيلمًا رومنسيًا و انتظري عَودتي "
قامَت بالايماء لهُ بِقلّة حيلة ثُمّ استَقامت تُعانقه بِحُب " اهتّم بنفسك من اجلي " هَمست بالقرب من اُذنه و هي تُشدد على احتواءه وِسط اذرُعها
لَم تكُن تعرِف انّهُ ذاهِب لِكَسر قَلبِه و العَودة ..!
و إلا ما كانَت لِتسمَح لهُ بِقَطع خُطوَة واحدَة من قُربها
وَدعتهُ بِحُب و تَركتهُ يُغادِر بعدَما تَمددت هي تَعبثُ بهاتِفها و تُشاهِد مَقاطع عشوائيَة على تَطبيق الانستِجرام
في ذاتِ الوقت الذي سَلك فيه الوَزير وِجهَتهُ الي القَصر الملكيّ حيثُما كان الملِك في انتِظارِه ، دَلف الي مكتبِه ثُمّ انحنَى اليه باحترام قبل الاقتِراب و الجُلوسِ على الكُرسيّ المُقابل لِخاصَةِ جَلالته
- هل هنالك خَطب جلالتك ..؟
سأل بَعدما ساد الصَمتُ لِلحظاتٍ اذ كانت مَلامحُ الملِك لا تُبشر بالخَير بالنِسبَة الي الوزير الذي كَبت لِسانَهُ عن التَفوه بحرفٍ اضافيّ قبل ان يُفاتِحه جلالتهُ عن سبب استِدعاءه لهُ
استَغرق الملِك وَقتهُ في التَفكير ثُمّ اقبَل يقول " بِخُصوص قرار زواجِ ايڤا من وليّ العَهد ، استَدعيتُك لاناقِشك في هَذا الموضوع "
بَلل الوَزير شَفتاهُ بِلسانَهُ ثُمّ اعتَدل بِجَلستِه قَبل ان ينطِق قائِلاً " اوه ، من الجَيّد انك فتحت الموضوع ، كنتُ ساُخبِرك بأن.. "
قَطع جَلالتهُ حَديثَهُ حينَما قال بِجديّة جَعلت جُيون يقطبُ حواجبهُ بشدّة " نحنُ لا يُشرفنا الزَواج من ابنَة كمثلِ ابنتِك ..! "
دَفع جُيون حاجِبه عاليًا ثُمّ نَطق مُمتعِضًا " عُذرًا ..؟ "
لم يَسعهُ الحَديثُ حتّى رأى وليّ العَهد يدخُل الي المَكتبِ و بَين يديه ورقة بيضاء ، مكتوُب عليها ما ما جَعل عُيون الوزير السَوداء ، تُحقن بالدِماء..!
احمَرت عُيونِه ، و لم يَشئ ان يَتحدث إلا حينما تابَع الملِك يقول " ابنتُك ، باعَت شرِفها و حَمِلت بِطفلٍ لَقيطٍ ..! كَررت ذات فِعلة اُمها التي لا تُشرفنا نحن كعائلة ملكيَة لَها مكانتِها بين بقيّة المَمالك "
كانَ الكَلامُ حارًا على قَلب الوَزير الذي لَم يستطِع النُطق بِحَرفٍ ، بَقا مُنصِدمًا لَكِن بكلّ ما اُوتيا من ذرّة حُبٍ تجاه ابنتِه ، نَهض من مكانِه يُدافع عَنها بِاندفاع " استَميحك عُذرًا جَلالتك ! لَكن هذا الكلامُ الباطل لا اقبلَهُ على ابنتي ..! "
" ايڤا رَبيتُها بِيداي و انا اعرِفُ اخلاقها جَيدًا ، لِذلك اتمنى ان تُراقب الفاظك قَبل ان تَتهم ابنتي بِما ليسَ فيها ..! " لم يستطِع اخفاء انفِعاله الذي ظَهر عبر حديثه الغاضِب و اعيُنه الحادَة ، بالنسبَة اليه ، ابنته خَط احمَر ..!
نَظراتُ السُخريَة من الملِك و ابنه فَطرت قلبهُ و كَسرت كبرياءِه
كَما لو انّهم على اشدّ الثقَة بِالذنب الذي ارتَكبتهُ ابنته..!
لما يَصفونها بما ليسَ فيها؟ طِفلتهُ بريئَة..!
" فلتَنظرُ بنفسك و تتأكَد كم ابنتك شريفَة " قال الملِك بهدوء و هو يُقدم اوراق تَحليل الخاصِ بايڤا الي جُيون الذي امسَكها بيداهُ بسُرعَة يُلقي نظرَةٍ شاملَة
كانَت نتائج التَحاليل ايجابيَة ، لكن مالذي يُثبت انّها حقيقيَة..؟
ثقتهُ بابنته عَمياء و لَن تَهزهُ قطعَة ورقٍ تتمزقُ بسهولَة
رَفع عيناهُ الي جَلالته ثُمّ قال بِهُدوء " من اين تَحصلت على هذِه الورقَة ؟ و مالذي يُثبت لي انّها حقيقيَة ..؟ "
حَدق في وليّ العهد الذي ابتَسم بينما يُشابك يداهُ وراء ظَهره مُجيبًا " حينما جِئتُ الي كوريا مَعك ، لاحظَت شئ غريب بِخُصوص ايڤا و حارِسُها ، لذلك طَلبتُ من الخادِمَة التي تعملُ لديك في القَصر ان تُراقبهما قبل ان اُسافِر و بالفعل اتضحَت شُكوكي في محلِها حينما أكدَت لي انهما اقاما عِلاقَة ، و ابنتُك النزيهَة حامِل من ذلك الخَسيس..! "
قَبض الوَزيرُ على يَداهُ بقوّة و بالكاد يَكبحُ نَفسهُ ، لا يَودّ ان يُقدم على عملٍ يندم عليه لاحقًا فالذي امامَهُ الملك بِجَلالة قَدرِه لِذلك كَبت غضبهُ و استَمع الي سُموّه يُتمّ ساخِرًا
" لا اُصدق انها سَمحت لطفلٍ آسيويّ ان يَحمل دم سُلالتنا الملكيّة "
لم يستطِع ان يَسكُت اكثَر و نَطق مُهسهسًا " سُموّك الزَم حَدك ! و اعلم ان التي تَتهمها بِشرفها تكونُ من ضِمن عائلتكم الملكيَة هذِه ..! "
ناظَرهُ وليّ العَهد بحاجبٍ مَرفوع ثُمّ اقترَب يقفُ امامَهُ مُبتسمًا بِخُبث " انت كُنت تَستكثرُ ابنتك النزيهَة عليّ ..! و تَظنُ ليس كَمِثلها بين كُل النساء و انّها شريفَة و عَفيفَة ، فقط لانك تراني اُقيم عِلاقات عشوائيَة "
واصَل سُموّه و هو يَكسرُ كرامَة الأبِ امامَهُ دون ان يُبالي " و لِهَذا ، اُخبرك و بِكُل ثِقّة ، ان ابنتُك لا تَلزمُني ، و لا يُشرفني ان اَمنحها لقب الملكَة المُستقبليَة ، لانها سلعَة رخيصَة كَغيرُها من النِساء ..! "
ارتَعد جَسدُ الوَزير بأكملِه و من فِرط غَضبِه لم يعُد يستطِع التَحكم بردودِ فِعله ، مَسك الاميرُ من ياقتِه بقوّة يجذبهُ ناحيتهُ قبل ان يُهسهس قُبالة وَجهه " انت كَيف تَجرؤ على جَلب سيرَة ابنتي بِلسانك ! انت اخرُ من يَحق له التحدُث عن الشرف ايها المُغتصب القذر "
تجاوَز حدّه بالطريقَة التي جَعلت الملِك يستقيم من مكانِه غاضِبًا اذ صَرخ به " انت تجاوَزت حدودك جيون ! افلِتهُ حالاً و غادِر من هُنا ، كيّ لا اضطرُّ ان اتصرف مَعك باجراءٍ لا يُعجبك ..! "
كانَ يعزمُ الوَزيرُ على قَتله لولَم يأتيه امرُ الملك بالمُغادرَة
عِند هُنا ، تُصبح سُلطتَه محدودَة
لِذلك افلت الاميرُ بِغل و لم يَعُد بِوسعه سِوا ان يُلملم ما تَبقى من كَرامتِه و يَرحل ، غادَر مَكتب جَلالته الذي طالَع ابنه مُنزعجًا " انت كَذلك تماديت في كَلامك مَعه ..! قُلنا اننا سننهي امر الزَواج فَحسب! "
" انا فقدت ، استعدتُ كبريائي الذي كَسرهُ المرة الفائتَة بِغُروره " نَطق سُموّه و هو يُعدلّ ياقَة قميصِه مُبتسِمًا بِمُكر " اشعُر اني ارتحَت و انا اراهُ مذلولاً "
غادَر جُيون جَناح جَلالتهُ و الدماءُ تَغلي في عُروقه ، كذّب كُل ما قيل في حَق ابنتِه و لم يُصدِق ، يَستحيل ان تكون هذِه نتيجَة تَربيتِه
من المُحال ، ان يُكافئ بِهذا الشَكل في نهايَة المطاف..!
ايڤا تعرِف جيدًا حُدوده و لن تَتجاوزها
بِلا شَك ، الامير يودُّ ان يَكسِره و يَلعبُ معهُ في التربة العَكِرَة
انهُ مُجَرد مُخَطط خَسيس ، اليس كَذلك..؟
رَكِب في سيارتِه و ضَرب المِقود بغضبٍ بينَما يرتعِد " كَيف سَمح لنفسه ان يَجلب سيرَة ابنتي على لِسانه ! ايڤا اشرفُ منه و من عائلتهُ كُلها " صَرخ بعصبيّة قَبل ان يُدير المِقود مُغادرًا ذَلك القَصر الي مكانٍ هادِئ يستردّ فيه عافيتِه
اخرَج هاتِفه من جَيبه و سُرعان ما قام بالاتصالِ على صغيرتِه مُكالمَة فيديو ، اجابتهُ بعد ثوانٍ و هي تَدرُس لامتحانِها حيثُ كانت تجلسُ فوق مكتبِها
- نعم حَبيبي ؟
نَظرت بداخل وَجه والِدها عَبر شاشَة الهاتِف اذ لاحَظت غضبهُ و انزِعاجه الذي جَعلها تُسرِع في الاعتدال بِجَلستها
- ابي هل هُنالك شَئ ؟
سألتهُ بِتوتُر ثُمّ سَمِعتهُ يَتنهد بِبُطئ نافيًا
- فقط اردتُ النَظر اليكِ ، اشتقتُكِ ياحَبيبتي
التَحديق في وَجه صغيرتِه الجَميل يُنسيه كُل مُر
وَجهها البَريئ و عُيونِها السوداء الواسعَة تُريحه
ظَهرت ابتِسامتها على ما قالهُ قبل ان تَتحدث بِدورها بلُطف
- انا كَذلك اشتقتُ اليك ، مَتى ستعود ..؟
كانَ يُطيل التَحديق بِها و كُلّ ما يُفكر بِه
هل حقًا استطاعَت ابنتهُ الغَدر بِهُ و الحمل من وراء ظَهرِه..؟
مَع من ..! مَع تايهيونغ الذي أمنهُ عليها..؟
ستكونُ تلك اكبرُ خيانَة تلقاها في حياتِه
اعظمُ حتّى من خِيانَة اُمها التي كَسرت قلبهُ
الان ، سيُقسَم ظهره و يُكسَر قَلبهُ و تُطعن روحَه
ان كان ذَلِك ، صَحيحًا ..!
بَلل شَفتاهُ و ظَهرت على عيناهُ نَظرة مليئَة بالانكسار
حينَما سألها بِكُل ذلك الضَعف
كان يشكُر الرَب انّهُ وسط ظُلمَة السيارَة و اللَيل
- ايڤا ، هل تُخفين عن والِدك شيئًا ..؟
لم يكُن مُستعِدًا ان تُجيبَهُ بِنَعم
لا يُريد ان يَكون ذلك الاتهامُ صَحيحًا
يودّ ان يَعودُ اليهم بِشرَف ابنتِه و يَكسر عينِهم جميعًا
يودُّ او يستعيد كَرامتهُ و كبرياءه الذي خَسِرهُ قبل دقائِق
انتَظرها تُجيبه ، لكن صَمتُها الطَويل جَعل شَكه يَزداد
لبِثت بعض الوَقتِ ثُمّ قالَت
- لا يا ابي ، مالذي ساُخفيه عَنك ؟
انت تعرِف ، ليسَ بيننا اسرار..!
اطمَئن جُزء مِنه و اراد ان يُصدِقها ، يودّ التَشبث بِكلماتِها و اخِذها الدليل القاطِع لشُكوكه ، لذلك قام بالابتِسام و الايماء دون لفظ حرفٍ اضافيّ
- حسنًا ياحبيبتي ، اُدرسي انتِ و انا عليّ الذهاب
قَطع الخَطُ و قام باسناد جَبينه فوق المِقود يُغمِض عيناهُ بينَما يتنهدُ بِحسرَة
- لا يُمكن لذلك ان يَكون حَقيقيًا..
ايڤا بريئَة ، لم تَفعل ذَلِك ، انهُ مجرد افتراء
اقنَع نَفسهُ و صَدّق كِذبتها كأبٍ يملكُ ثقة عمياء في ابنتِه
هو رَباها و احسَن زَرع الخِصال العفيفَة بِها
لا يُمكن ان يكون هذا حصادُ ثَمرته الصالِحَة ..!
مُستَحيل
•••
- ايڤا اخبريني كَيف حالُكِ ..؟ انتِ بخير ؟ بعد الذي حَصل طمنيني
تَحدثت سويون عَبر الهاتِف بعد ان انتابها المللُ من كثرَة انتظارِها لِعَودة زوجِها من الخارِج ، مَرت ساعاتٍ و لازال لم يَظهر اثرَه
- انا بِخير سويون ، لَولم يكن تايهيونغ مَعي لَمُت بالفِعل
تحدَّثت ايڤا بإرهاق و هي مُسطحَة على سَريرِها تُراقب المحاليل التي وَصفها لَها الطَبيب بعد ان انتابها الدُوار حينَما كانت تدرُس
الامتحانات على الابواب ، و لم تَكُن تُريدُ وَضع الحادثَة التي جَرت مُبررًا للتهرُب من الدراسَة ، لذلك اجبَرت نَفسها على المُذاكرَة حتى واشكت على الاغماء
تنهدَّت سويون بِقلق و دلكَّت جَبينها تتذكَّر رسائِل مارَك ، قضَمت شَفتيها بتوتُّر و سألت قائِلَة
- ماذا عَن الطِفل ..؟ حتمًا تايهيونغ دَفعكِ قويًا قَد يكونُ تأذى ؟ الصغيرُ بِخَير اليسَ كذلك ..؟
- أيُّ طِفل هَذا ..؟
انتَفضت الامريكيََة بِهلع حينَما أتاها صَوتُ زَوجِها من وراءِها ، استدارَت نَحوهُ تراهُ يَحمِلُ بيدِه سكينًا و الثانيَة كَانت تستوطِنُها تُفاحََة حَمراء ، ابتلَعت ريقِها بخفَّة مُخفضَة الهاتِف
" ضَعي مُكبِّر الصَوت " اشرَّ لها هامِسًا بالسِكين يَرى مَلامح الفَزع على زَوجتِه التي نَفت تعترِض لَكِّنه صكَّ على فَكِّه " نَفذِّي "
رَفعت سويون يدِها التي ترتجِف بخفَّة لِتضع مُكبِّر الصَوت حيثُ صَدح صوت ايڤا
- سويون هل تَسمعيني ..؟ مرحبًا ..؟ مرحبا ؟
" ا..اجل اس..اسمعك ايڤا " اومأت لَها بينَما تُناظر عَينين جونغكوك الذي قَسم مِن التُفاحَة بِهدوء و وَضعها بين شِفاهه يُنصِت الي اجابَة ابنتِه
- اخبرتُكِ ان الطَبيب قالَ يَجب عليَ الراحَة و إلا سأفقِد الجَنين قَريبًا ، لَقد اخذتُ ابرَة تَثبيت للمرَةِ الثانيَة و لا استطيع أن اصفَ لكِ مِقدار الألم الذي شَعرتُ بِه ، من الجيِّد ان تايهيونغ كانَ مَعي و ساندَني ، سيكونُ ابًا مِثاليًا بِلا شَك
سُكِبت المِياه البارِدَة على سويون التي تجمَّدت الدِماء في عُروقِها مِن مَلامح زَوجها بَعد ان سَمِع ما ردَّت بِه ابنتِه
إبنتِه ، حَــامِــل ..؟
•••
7620 ✅
مرحبًا يا حلوين عُدنا بعد غياب اسبوع و نِصف تقريبًا ♥️
كيف حالُكم مع التشابتر ..؟
اشتقتم لي ..؟ 👀
غدًا سابدأ اول امتحان لي رجاءا دعواتكم ♥️
بشأن تشابتر اليوم و الاحداث ..؟
مارك سجل دُخول جديد للرواية مرة تانية ..
مين تعتقدون هذيك المراة يلي معاه ..؟
بخصوص جانب شخصية جُيون الجديد ..؟
هانجون والد جونغكوك ..؟
اكثر جُزءية نالت اعجابكم ..؟
تتوقعون رد فعل جونغكوك لما عرف عن حمل ايڤا ..؟
الرواية حرفيا عبارة عن كل حد يخفي سر عن حد 😂
اراكًم قريبًا باذن الله اهتموا بانفسكم ♥️
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top