Husband | 25

Husband || زَوجي

اهلاً بِكُم في الجُزء الخامِس و العِشرون ✨🦋

يحتوي هذا الفصل على 15 الف كلمَة
لذلك اتمنى ان تدعموه و تَملئوا الفقرات تعليقات مليئة بالحُب 💋

لنبدأ ♥️

•••

" جُيون جونغكوك ، وَزيرُ الدفاع الجويّ للقوات المُسلحَة الملكيّة ، زَوج زميلتكم جُيون سويون "

عرّف عَن نَفسِه بالطَريقَة التي مَنحت طُلاب قِسمه صَدمة يَستحيل تَجاوزُها ، لاسيما زَوجتهُ الجالِسَة وِسطَهُم تُناظِرَهُ و عَقلُها يكادُ يَتوقف عن العَمل

لَم تعُد تَستطيع ان تَستوعِب شَئ حولِها
كَيف لاستاذِها ، ان يَكون هو زوجِها ؟
دون ان تَشُك بِه و لو لِثانيَة حتّى ..!

قَرأ الصَدمة في عُيونِهم و اصواتِ تَهامُساتِهم كانت تَرتفِع بِمُرورِ الثواني ، الكُلّ يَحكي لِصاحبه عن صَدمتِه و عُيون امرأتهُ تُحاكيه عن دَهشِتها..!

واصل كَلامهُ بعدَما طرق باصابِعه عَلى الطاولَة اسفلَه حتى يَلفت انتباهِهم ثُمّ قال بِوقارِ الوَزير الذي يُلازِمه أينَما حَل

كَلِمتهُ مَسموعَة على الدَوام ، صَداها يَخترِقُ اذان المُستمِع بِهَيبة لا مَثيل لها ، نَطق قائِلاً بِجديّة تُلازم حُروفه " انتم مَصدومين اليسَ كذلك ؟ "

ابتَسم بِجانبيَة ثُمّ تابَع " السُؤال الذي يَدورُ في بالِكم جَميعًا ، لِما ؟ "

شابَك يداهُ وراء ظَهرِه قَبل ان يَتمشى على طولِ تلك المِنصَة يُتابِع " لِما الوزير جُيون يَتنكر على هيئة اُستاذ جامعيّ ؟ "

" بالطبع ليسَ لاجلِ المال او ماشابَه ، فاسمه لِوَحده يتحدَث عن ثراءِه "

انتَصب امامَهم من جَديد يُناظِر وجوهَهم بِعينين ثاقِبَتين قَبل ان يُخفض بَصرهُ نَحو زَوجته التي ابتَلعت لِسانها و لم يَعُد بِمقدورِها التَعبير من شدّة صَدمتِها

اذ واصَل يُجيبُ على اسئلتِهم و اصبعه يُشيرُ عَلى امرأتهُ " لاجلِها ، هي "

ازدَادت الهمساتُ عُلوًا تَعبيرًا عن اندِهاش الطَلبة مِن اجابَة الوَزير الصادِمَة ، غَطس في مُحيط عُيون زَوجتهُ العَسلية و هي تُطالِعهُ بِعَدم تَصديق

لِما ؟ لِما تَنكر من اجلها ..؟
هل هي حقًا السَبب في تَخفيه بذلك القِناع الغَريب ؟
و لِما ! ما السَبب الاساسيّ الذي جَعله يَفعل ذلك؟

تَفكيرُها مُنحصِر حَول السَبب ، و لِما اخفَى عنها و لم يُصارِحُها؟

واصَل كَلامهُ يَتحدثُ من جَديد قائِلاً " اعرِف ، انها صَدمتكم الثانيَة ، الان اُريد ان تَتغير اقواليكم مِن ، اغوَتهُ ليتَزوجها ، الي ، اغواها كي تَتزوجه "

تُعجِبهُ نَظراتُ الاندهاشِ و الصَدمة التي يَقرأها في عُيونِهم و مَلامحهم للدرجَة التي اخرَست السِنتهم كُليًا ، كان مُستمتِع للغايَة و هو يَراهم بِذلك الحال..!

لِذلك ابتِسامتهُ لا تُفارِقه البتّة ، خبئ يَدهُ في جَيب بنطاله ثُمّ تَحدث مُهسهسًا بعدَما تلاشَت بَسمتهُ بِبُطئ و اتخَذ الحدّة عِنوانًا لِحديثه

" انتُم لا تَعرفون البتّة طبيعَة عِلاقتي مع امراتي
فهل لي ان افهم ، كَيف تَحكمون عَليها و تَضعونها بداخِل اطار الشهوَة المُقرف الذي تَعتمدُ عليه عِلاقاتكم القذرَة اجمَع ؟ "

ضَغط على قَبضتِه بداخل بِنطالِه ثُمّ واصَل كَلامهُ دون ان يَرحم أيًا مِنهم
هُم السَبب في جَعل صغيرتَهُ تَبكي مُنفردَة ، بعيدًا عن حُضنه ..!
هُم من جَعلوا بلوراتِها الثمينَة تنزِل في غِيابه ، لم يكُن موجودًا ليجَمعها و يُخبِرُها عن كَم هي غاليَة على قلبِه

هُم السَبب..!
لِذلك فليتَحملوا عاقِبة أقاويلِهم

راقَبهم بِعنايَة و انتقَى مِنهم اكثرهنّ سوءًا في حديثِها عن زَوجتهُ لِذلك نَده عليها بابتِسامَة ظريفَة لا تُمثّل مُكر كلِماته بِشَئ " مرحبًا جولي ، كَيف حالكِ ؟ "

طالَعتهُ الفتاة مُنصِدمَة قبل ان تنظُر حَولها ثُمّ تُعيد التَحديق بِمن سألها و هو يَعودُ نَحو حاسوبِه ، حيثُما نَقر عَلى الشاشَة كيّ يُفتح من جَديد بعدما انطفَئ

" كَيف حال الشوقر دادي خاصتكِ ؟ مَرت مدَة لم اتواصَل معهُ " رَفع عُيونه السَوداء عن الشاشَة كي يُطالِع وَجه الفتاة الذي سُلَب لونه كُليًا من صَدمتها

واصَل مُستهزِئًا بعدَما عَرض بِضع صُور لَها على الشاشَة مَع رَجُل اعمالٍ كَبير في السِن و هي جالِسَة في حُضنه ، كُلّ من في القاعَة شَهق مَذعورًا من صَدمتِه حتى سويون التي توسعَت جفونِها بعدم تَصديق

" ماهذا الذي تَفعله !! " صَرخت المُسماة بِجولي بعدَما نهضت من فَوق الكُرسيّ خاصتِها تُطالِع الوَزير الذي ابتَسم بخفّة مُجيبًا " افضحكِ ..! "

كانَ جوابهُ بسيطًا بالشَكل الذي جَعل الغَضب يزدادُ عِند الفتاة التي صَرخت بعدَما رَمت حَقيبتها بعيدًا عن مُتناولها " كَيف تَجرؤ على عَرض صُور خاصَة بغيرك ..! الا تعرفُ انها جريمَة يُعاقب عليها القانون ؟ "

" قانون ؟ " رَمش الوَزير لِلحظاتٍ ثُمّ ابتَسم بِرويَة و هُدوءٍ تام سَبب الرُعب في قُلوبِ الحُضور امامَه اذ واصَل بعد لحظاتٍ يقولُ بِوقار

- القانون يُستَبدلُ و يُكتَبُ وِفقًا لِدُموع امرأتي

" كان عَليكِ ان تُفكري بالقانون ، قَبل ان تَكتُبي مقالاتٍ هُجوميَة عليها في منصّة الجامعَة ، قَبل أن تَتهميها بما فيكِ انتِ ! يا طِفلة داديك المُدللة "

ضَغطت جولي عَلى يديها و دُموعها تَملئ جُحريها من الفَضيحَة العلنيَة التي تَسبب فيها الوَزيرُ اليها حيثُ تابَع " اجلسي ، لَدينا الكَثير لِنتعلمهُ عن الاخلاق ، لا تَخافي الدادي خاصتكِ ينتظرُكِ في الفُندق بعد المُحاضرَة ، لن يَهرُب "

اشار لَها بالجُلوس مَكانِها لَكنها اعترَضت و حَملت حَقيبتها تركُض نحو المَخرج ، وَقفت امام الباب و طالعتهُ بِبُكاء " سارفعُ عليك دَعوة قضائيَة ، ليس لانك وَزير تفعل ما تَشاء ..! " صَرخت بِه بقهرٍ تراهُ يُشير لَها بالرَحيل

" حسنًا نتقابل عِند المحكمَة "

نَظرت جولي نحو سويون الجالِسَة وسط صَدمتِها للان لم تجِد مَخرجًا ، قَبضت على يَديها بِقوّة ثُمّ خَرجت تركُض مُسرِعَة و دُموعها تتساقَط كالشَلال

حَدق الوَزيرُ في البقيّة ثمّ ازال صُور جولي عن الشاشَة يُواصِل كَلامهُ الحاد لِمُخاطبَة الطلبَة " سويون كانت ضَحية تَنمُر ، و لأن وراء ظَهرِها رَجُل مثلي يَقطعُ لسان كُلّ من يَتجرا على ذِكرها بالسوءِ استَردت حَقها ، لَكن امثالُ امرأتي كُثر ، تَلتهمون البَشر بالسنتِكم و تَنسون افعالكم انتم ! كَم من فتاةٍ او فتى اقبل على الانتِحار بِسبب أقاويلكم التي لم تَنتهي ؟ اتظنون ان الكلِمَة سهلة ؟ اتعرفون انّي كَوزير الدِفاع اُقيم حربًا كاملَة لو قيلَت كلمَة واحدَة من سياسي ضد المملكَة ؟ هل رأيتم تأثير مُجَرد حروفٍ تظنوها بسيطَة ، لَكنها تُقيم معارك دَموية انتم في غِنًا عَنها "

تَناوب في النَظر بَين وجوهِهم يَرى العار يرتسمُ على مَلامِحهم المُهانَة و هو يُتابِع بِحدّة تُلازم نَظراته قبل نبرَة صوتِه " هل تَعرِفون القِصّة وراء زواجِنا ؟ كَيّ تأتون بِكُلّ وقاحة تَتهمون امرأة كَمِثلها بشئ ليسَ فيها ؟ اتعِرفون مالذي حَدث قبل ان نَصِل الي هذه المرحلَة ؟ فلِما تفتحون أفواهكم اذًا ؟ "

" لانكنّ فشِلتم في جَعل رَجل يُحبكن بِصدق ، تَذهبن لاتِهام من سَحرتني بِخُلقها و أدبها و خَجلها بالعُهر ! المرء يَرى غيرَهُ بعين طَبعه ، ان احسنَتن النيّة لَرزقتنّ بمن يَكترث لامركنّ ، لَكن شُغلكن الشاغِل ملئ عُيونكن بِرجال غيركنّ و البَحث عن الطُرق التي اوقعتهُ فيها ! اوليس جائز هي من وَقعت في فَخه ؟ فالرِجال من تُحارب لاجل نَصيبها ليسَ النِساء "

اعجَز الجَميع عن جَوابِه و الرَد عَليه ، الكُل يُشاهد غَضبهُ المُتمركز في عُيونِه و الذي دَسّهُ في اذانِهم بِصوتِه الحاد و هو يُخاطِبهم بِحدّة

لم يَسمح لهُم بِتَفسير مَوقفهم الذي كان واضِحًا جدًا بالنسبَة اليه
عِندما يصلُ الامرُ الي زَوجتِه ، تُصبح كُل المُقنعاتِ مُجَرد حُججٍ لا تَعني لِحَضرتِه شيئًا ، يُصبِح هائِجًا جامِحًا حتّى انثاهُ تعجزُ عن ترويضِه

جَمع انفاسَهُ لِيُكمِل " امّا بالنسبَة عنّي ، و عَن امرأتي فَقِصُتنا تَختلفُ عَن افكارِكم السَطحيّة ، نحنُ لَسنا كَثريّ رَكضت وراءهُ صبيّة عشرينيَة للاستِحواذ على اموالِه و اهتِمامِه ، نَحنُ كَرجُلٍ بَحث عن البَيتِ فَوجد جُدرانَهُ بين ذِراعَيها ، بالنِسبَة اليّ ، سويون لَيست مُجَرد صبيَة عادِيَة ، انّها الفتاة التي استَغرقتُ عشرون عامًا من عُمري ابَحثُ عَنها ، و حينَما وَجدتُها تَنكرتُ كيّ استطيع نَيل قُربِها و التَعرُف عليها بشكلٍ يُريحها و لا يُرعبها ، لانّي اعلمُ جيدًا انّها تَخافُ حُدو الرِجال ، اردتُ ان اَمنحها السَلام و الطِمئنينَة في جِواري ، ثُمّ عن طَريق الخَطأ ، وَقعتُ في حُبها "

بَعد ان كانَت مَلامح طَلبتِه مُتجهمَة يملئُها السوء ، اصبَح بعضِهم يبتسمُ على اَخِر ما قالَهُ الوَزير ، خُصوصًا حينَما تابِع بعدَما تَحمحم و دَلّك ارنبَة انفه

" و لأصدقكم القَول ، كان ذَلِك اجمَل خطأ ارتَكبتهُ في حَياتي
لاني حَظيتُ بِها ، نِلتُ حُظوظ الرِجال أجمَع ، بامتلاكي اُنثاي "

نَظر في عُيونِها و قَد بدأت مَعالمُ الخَجل تَغزوا وَجنتيها و مَلامِحها المُحمرّة ، كانت في قِمَة صَدمتِها و دَهشتِها و حَتى تستيقط من شُرودِها احسَت بِوَخزة ايڤا لَها ، حَدقت في ابنَة زوجِها قُربها ثُمّ عاوَدت التَحديق بِمن يبتسمُ لَها بِحُب

لا تَعرف ان كانَت تودُّ تَحطيم رأسِه بِسَبب اخفاءه لِهَويتِه
أو احتِضانه كَمُكافئَة مُثلَى على أواخِر كَلِماته

ينتابُها شُعور لَيس كَمِثله البتّة في هَذا الكَون
ألا يَكفي انّهُ لِعشرون عامًا يُباحِثُها ؟
فَيتنكرُ من اجلِها لِدُنوِّ قُربها ..؟

مُجَرد التَفكير بالموضوعِ على هَذا النحو يُنسيها غَضبها مِنهُ ، اذ كَيف امتلَكت هذا الحَظ الذي يَجعلُها تكون في حَوزة رَجُلٍ يُقدِسُها لاقصَى درجَة مُمكنَة

تكونُ هي أولويتهُ الأولَى

طالَعت عُيونِه تَراها تَروي مِئات قصائِد الحُبِو الغَزل تِجاه عُيونِها العَسليّة ، يُغازِلها و لا يَخجل ..! يُغازِلُها دون أن يَهتم لِقَلبِها الصاخِب

لَطالما كانت لامُبالاتُه الوَحيدة هي صَخبُ قَلبُها
لا يَهتم لِصُراخه ، و يَستمرُ بِتعنيفِه
اذ يَستمتعُ لِصياحِه باسمِه

يَكونُ في اعلَى مراحل نَشوتِه ، و هي بين اذرُعه تَهيمُ به
تمامًا كما يَهيمُ بها ، و لَو كان بين آلالافِ الحُضور

نَظر الي ساعَة رِسغه و احسّ باكتفائِه من تَوبيخهم
و لاصدقكُم القَول ، يودّ مَحو الناسِ اجمَع ، للانفرادِ بامرأته
اشتاقَها و اشتاقُ حُضنها و كُلّ ما يَخُصها

لِذلك نَطق بِهُدوء " انتهَت مُحاضرَة اليَوم ، يُمكنكم الرَحيل "

اشار بيدِه الي الباب ثُمّ طالَع زَوجتهُ مُتابِعًا
" باستِثنائكِ انتِ ، سيدة جُيون "

ابتَلعت ريقِها و القاعَة بدأت تَفرُغ بِسُرعَة ، الجَميع يُريد الخُروج لِنَشر خَبر الموسِم ، اُستاذ التَشريح هو نَفسه وزيرُ القوات الجَويّة ..!

انهُ الخَبر الاكثرُ شَعبيّة لاجيالٍ قادِمَة

بَقت ايڤا من اواخِر مُغادري القاعَة حيثُ استَقامت كاخرِ نَفرٍ بقَى ثُمّ ناظَرت والِدها بابتسامَة ، اقتَربت من المنصّة و رَفعت اصبَعيها الابهامُ عاليًا قبل ان تنطِق بِحَماس " انا اكبرُ مُشجع لِعلاقتكُما ، احرِصا على انجاب اخٍ لي بسُرعَة "

كانَت ستنهارُ سويون بأيَةُ ثانيَة لاستِمرار ذكر ايڤا موضوع الأخِ الصَغير ، اذ كَيف لها ألا تَخجل ..؟ لِما تجلبُ مواضيع الكبار امام والِدها؟

الا تَعرفُ هي طريقَة تَصنيع الاطفال ..؟

راقَبتها بِعينيها العَسلية تُغادِر ثُمّ تُغلق الباب خَلفها ثُمّ حَولت عينيها العسليَة نَحو الوَزير الذي اشرّ لها بالقُدومِ نَحوه ، لم تُرد الاقبال عَليه و قَررت الرَحيل بدلاً فخاطِرُها مَجروح بِسبب اخفاءه سِرٍ كَهذا عَنها

لِذلك جَمعت أدواتِها بِوَجهٍ عابِس ثُمّ نهضَت تستعِد للرَحيل لَولا مُناداة زَوجِها لَها عبر المايكرفون " سيدة جُيون ، مَكانكِ "

تَوقفت عن السَير قُبالة باب المَخرج حينَما أمرها بالثَبات
تَستطيعُ الثَبات امام خَلقِ الله اجمَع ، إلا حَضرتهُ

يَهتّز كُلّ مابها بأمرٍ منهُ ، دون ان يَتكبد عناء اغوائِها حتّى
هو يُلقي بِتعويذاتٍ سِحُرها قويّ على مَن اغمَضت عُيونها مُغتاضَة
تَكرهُ فكرَة انّها خاضعَة لهُ بأدقّ شُعورٍ تمتلكهُ داخِلها

كُل مَشاعِرها ، ابتداءًا من الفَرحِ الي الحُزنِ
تُحِبه و تُقدِسُ وُجوَده ، كُلّ مابِها تحت سيادتِه
يَمرحُ في حُقول صَدرِها بعدَما يَسقي زُهور حُبه بالإهتِمام

لا يُقصِر في جَعلها تشعُر انّها سيدَة النِساء الأولَى
مَلكتهنّ اجمَع

لَكن جانِبها الغاضِبُ منهُ يَمتلكُ حقًا في الاستلاء عَلى تعابيرُها حينَما التَفت لهُ تُناظِرَهُ بغضبٍ واضِح " مالذي تُريده ..؟ "

" احتاجُكِ للحظَة " اشارَ لها بالقُدومِ لَكنها كانت تَرفُض ، ارادَت الرَحيل من جَديد و مَنعها حينما قال " الطالبَة النجيبَة لا ترفُض ان طَلب اُستاذها منها المَجيئ ، اولستِ تُريدين الحفاظ على نُجبكِ ؟ "

اغمَضت عُيونِها تَشتمهُ في سِرها ثُمّ التفت لهُ تُناظِره " اُستاذي لا يَمتلكُ هذا الوَجه الوَسيم ! انهُ بشعرٍ مُجعد كالعجائِز "

نَظر الي القِناع بالقُرب منهُ ثُمّ قام بِحمل الشعر المُستعار يَضعهُ فوق رأسه " حسنًا لا بأس ، سَنضعهُ "

شَدت قبضتَيها بِغَيضٍ ثُمّ صَرت على اسنانِها تتحدَثُ بانزِعاج " لا اُصدق كيف استَطعت استغبائي ..! كيف خَدعتني طيلة هذا الوَقت !! "

ازال الشَعر المُستعار عن رأسِه و لِكَونها رَفضت المَجيئ لهُ ، قَطع هو شَوطهُ اليها حتّى انتصَب امامَها يُناظر عُيونِها مُؤنِبًا " لم اخدعكِ ، ان كان هَدفي الأول ان اتنكر لاقترِب منكِ ، فَكيف تُريدين مني ان افضَح نفسي ؟ "

" لما تُريد الاقتراب منّي مُتنكرًا بعدما نَجحت في سرقَة قلبي بِحَقيقتك ؟ " صاحَت به مُنفعلَة تَجِدهُ رَمى كُلّ ما قالَتهُ و رَكزّ على كَلمتين اساسيتَين جَعلت قلبهُ يَتصاخبُ هتافًا باسِمها

اقتَرب مِنها بِضع خُطواتٍ و عُيونَه لا تُزاحُ عن مَحطّ عَسليتيها التي تُناظِرهُ بِخُضوعٍ تُحاول حَضرتُها سَترهُ ، جاهَدت ان تُقاوِم رَجفتها عند دُنوه لِلمسِ وَجنتها و العَبث بِبشرتها عن طَريق اصابِعه الدافِئَة

كان يُمرجحُ قلبِها عن انغام حُبه ، و يَستمتعُ بذلك اللحن الذي يُطرِبُ مَسمعهُ ، وَصل لاعلَى مَراحِل الهِيامُ و الغَرام

انخَفض الي مُستواها و نَطق بِنبرَة جَعلت اقدامُها تَرتعِش ، تُواشك على السُقوط ، لولا الباب الذي يُسنِدُها

" أقلتِ ، اني مَـن سَـرقَـتُ قَـلـبَـكِ ..؟ "

أكل القِطُّ لِسانُها..!

لم يَعُد بِحوزتِها كيّ تُجيبُه ، حَدُّها النَظر في عُيونُه و رؤيته كَيف يُجيد السيطرة على حواسِها و العَبثُ بِها كَما يشاء ، نَظراتُه لِوَحدها تُشعِرُها بِمَدى سُلطته عَليها ، بارِع هو في جَعلِها تَنصاعُ لهُ دون مَجهود

كأن غَضبها لم يُخلَق ، كَما لو انّه لم يُنشَئ
اصبَح جُلّ تَفكيرُها النجاةُ من حَرب عُيونِه
يُطلِق سِهام حُبه ، يَستعِمرُها و يَرفعُ راياتِ مُلكيتِه
دون أن يَأبه للسَلامِ الذي تَودُّ اعلانَه ، يأخُذها بالقُوّة

كان حَضرتهُ على اتمِّ المَعرِفَة بِسحِره و سُلطَتهُ عَليها ، قَدر استِطاعته كان يَنخفِضُ لِجَعل المسافَة بينهُما تُكاد تُرَى ، يُحيطُ خَصرُها بيداهُ و يَجذِبُها للالتِصاق بِه حتّى مَنع اي هواءٍ من التَدفقِ عَبرهُما

يُشاهِد خُضوعِها في عُيونِها و هو على اتمِّ الرِضا باستِسلامِها الذي يَروقُه ، يُحب رؤيَة تأثيرَهُ عَليها تمامًا كَما ينجحُ هو في إثباتِ كَم تَستطيعُ هي العَبث بشُعور ثَلاثينيّ كَمِثلُه

جَعلتهُ كالمُراهِق تَستهويهُ مشاعِر الحُبِ و تَجذبهُ لاقصَى حَد

كان يَشعُر بانفاسِها المُضطرِبَة تُلامِس ذَقنهُ و شفتيه ، العَجزُ الذي يُصيبها في حُضورِه يَجعلُ هَيبة غضبِها تتلاشَى ، يَجعلُها تودُ الانتِحاب باكِيَة و ذَلك ما فعلتهُ حينَما قالت بِصوتٍ قشعَر بَدنهُ " لِما ، لِما لا تُعطني الفُرصَة لاكنّ شُعورٍ من الغَضبِ نَحوك ؟ لِما تُسرِع في مُصالَحتي ..! "

تَبحثُ عن عُذرٍ واحِد يُتيح لها ان تَأخذ مَوقفًا منهُ
آن ذاك سَتُقيم عُرسًا ..!

لَكنهُ مُستغّل الفُرص ، بارِع في اخمادِ غَضِبها و مَحو آثارِه
يأخُذ جائِزَة الزَوجُ المثاليّ بِجدارَة تامَة

اذ مَسك بِذقنها يَرفعُ رأسِها الي مُستواه و لِشدَة قُربه اُحدِثَ تلامُس بين شَفتيهِما تَسبب في اختِلالٍ عَظيم بِقَلبه قبل قَلبِها

تِلك المسافَة كانت كافِيَة لهُ ، كي يَتحدث و يَشعُر بِشفاهه تُلاطف خاصِتها مع كُلّ حَرفٍ ثُمّ يَختمُ كَلامهُ بِقُبلَة تَمحي ما مَضى

" كَزوجٍ يَهتّمُ لادقّ تَفاصيل امرأتهُ
فَسعادَتُها و سِر ابتِسامتُها هو واجِبهُ الأوَل
انتِ ، اُنثَى خُلقتِ للدلال ، و انا رَجُلكِ الذي سيُغرقكِ بِه
و يُنفِذ كُلّ مَطالِبُكِ ، دون أن يَكلّ أو يَمِل
يا كُلَّ كُلِّي "

لَم يكُن رَحيمًا البتّة ، قَتلها و يا حُلوّ جَريمتهُ التي استعمَل فيها سِلاحُ الحُب ، سِلاح لا يَفشلُ في اطاحتِها من اولّ طَلقةٍ غريقَة في دماءِ عِشقه

انّهُ ، المُتسبب الأول في جَعلِها تَسيحُ بين اذرُعه تَستجيبُ الي قُبلتِه التي اعلَن بها الحَربُ على حواسِها ، مَهما جاهَدت و حاوَلت الثَبات ، يَنتهي بها المَطافُ تتشبّث بِقميصِه بِرغبَة مُلحّة لهُ

انّهُ الرَجُل الوَحيد الذي عَلّمها كَيف تكونُ اُنثَى مَعهُ هو دون غَيرُه
وَحدهُ من عَلّمها كَيف تُعبر عن اُنوثتها و تُبرزُها فقط لهُ
لانّهُ هو الأحَقُ بِها ، الأحَقُ بِغنجِها و دَلالِها عَليه

كانَت لَمستهُ أحنُّ عَليها من لَمسةُ الريش
أنعَمُ من قُطنةٍ و انقَى من بِياضِها

يُلاطِف خُصيلاتِها بِرقّة ثُمّ يَجذِبُها حتّى يَتوغل بشفاهه الي اعماقِها ، يُعجبه شُعور انقطاع انفاسِها بِفعله ، اسناد جَبينها ضِده و نَظرة عُيونها المُسكرَة بعد مَلحمَة قُبلتِهما الشَرِسَة ، تَسقُط كَمُعاقِرَة للخَمرٍ تَغلغلَ النَبيذُ اعماق عُروقها

ثَمِلَة بِه للحَدّ الذي يَجعلُ عالَمُها مُتمحَور حَولهُ
تُطالِعهُ كانّهُ مُعجِزَةٍ لم يُخلق كَمِثلِها البتّة

تمامًا كَما يَراها هو ، لَيس كمِثلُها اُنثى
ان لامَست سواد الكُحليّ ، إبيّض طاهِرًا من نقائِها

يَلفظُ انفاسَهُ بِصُعوبَةٍ بالِغَة بينَما يُسنِد جَبينهُ فَوق خاصتِها يسرِقُ نَفسِها المُتبقي لَها بِكُلّ انانِيَة ، يُصبِح انانيّ بِها دون ان يَكترِث ، شَجِع بكل ما يَخُصها

" ألن تَتوقف عن عَبثك بي..؟ " سألَتهُ بِصَوتٍ خامِل نَجم من عَبثِه بِشُعورِها ، داهمها النُعاس من كُلّ صَوبٍ فبِسببه لَم تذُق طَعم النومِ لَيلاً

مُسهِر عُيونِها سارِق النَومِ من جُفونِها
غَريقُ مُحيطُ بُحورِها

" لَستُ اعبَث ..! انا استردُّ رِزقي الذي مَنعتني عَنهُ فيما مَضى
اسِرقهُ بِرضَى ، لانهُ مُلكي ..! "

أجابَها ما جَعل مَلامحها تَعبسُ مُباشرَة حيثُ قالَت " لم يَعُد بامكاني الصُراخ بِتَوقف عن سرقَة رزق زَوجي الذي من الاساسِ هو لَك مُنذ ان خُلِقت ..! "

داهَمت لحظاتٍ من الصَمت قَطعتها بشهقةٍ مُفاجِئة اذ وَسعت عُيونِها تنطِق بنبرةٍ مُتفاجِئَة " لحظة ادراك انك كُنت تنهبُ رزق الرَجُل منذ ان خُلقت ! و انت تحتضنُني و تُقبلني دون حَياء ..!! "

عَقد حواجِبه بخفّة قبل ان ينطِق " انهُ رزقي ..! "

" تَخيل اني لم اكُن لَك ، و تزوجتُ غيَرك و انت قُمت منذ طُفولتي بِتَقبيلي و احتضاني و العَبث برزق الرَجُل ..! " نَطقت بِجديَة اغضَبت زَوجها الذي احسَت بإعتِصاره لِوسطها النَحيل بقبضَةِ اصابِعه اذ هَمس بِحدّة

" ما كُنتِ لِتكوني لِرَجُلٍ غيري و ما كان اُسمكِ الطاهِر ان يُكتَب على اسم ذَكرٍ سِواي ..! افهمتِ ؟ "

طالَعتهُ بِبراءَة يعجزُ عن مُقاومتِها مهما جاهَد للصُمود
كَيف لِفتاةٍ بهذا الحَجم تُطيحُ بِرَجُلٍ على وَشك بُلوغ الأربَعين..؟
هي بالكادُ تُرَى امامَهُ ، لَكن افعالُها لا تتماشَى مَع شكلِها بتاتًا

" حسنًا ، مَعك حق ، ما كنتُ لاقَبل ان اكون لِغَيرك " تَحدثت و هي تقومُ بالعَبث بأزرارِ قَميصِه تفتحُ زِرَين تارَة ثُمّ تُغلقهما تارَة اُخرَى

رَفعت عُيونها العسليَة للنَظرِ بِعَينيه ثُمّ تابَعت تقولُ " لاني خُلقت لَك "

ابتَسم راضِيًا ثُمّ انخَفض يُباغثُ وَجنتِها بِقُبلَة احدَثت بها اعصارًا من المَشاعِر ، ابتعَد عنها خُطوتَين قبل ان يُمسِك بيدها يسحبُها نَحو مكتبِه

" لَدينا ساعَة ، يُمكننا فعلُ بها ما نَشاء "

حَدقت في المَكتب ثُمّ طالَعتهُ هو بِفُضولٍ مُتحدثَة " مالذي سَنفعله ؟ "

نَظر بِعينيها مُبتسمًا قَبل أن يُجيب بِمُكر
" سَندرُس ..! "

•••

عَلى النَحوِ الاخَر حيثُما كانَت ابنةُ الوَزير قد قطعَت شوطًا الي قِسم كُليَة القانون ، هُناك حيثُما وَجدت تايهيونغ لازال بداخِل مُحاضرتِه لذلك وَقفت تنتظرهُ ريثُما غادَر بقيَة الطلبَة و بقا بِمُفرده

دَخلت كنَفرٍ اضافيّ انضّم الي الجالِس فوق مِقعَده يَضعُ رأسهُ فوق طاولِته بِتَعب ، جَلست بِجواره تُحدِق في مَلامِح وَجهِه بِانتِباهٍ شَديد

تَقاسيمُه الوَسيمَة تِلك تَجعلُ قلبُها مُهلَكًا
تأمَلتهُ و لم تُبعد عَيناها عَنهُ حَتى احسّ بِوجودِها قُربه

لِذلك فَتح عيناهُ يَجِدُها تستقرُ بِجانبه بينَما تبتسمُ لَهُ ، اهَداها ابتِسامَة هادِئَة و لِكَونها اسنَدت رأسِها بِجوارِه ، قام باحاطَة كَتفيها بِذراعه يُقربُها منهُ للدرجَة التي تَلامست فيها انوفِهما

جَعلها تَشعُر بأنفاسِه الحارَة تمامًا كَما احسّ هو بِخاصتِها الدافِئَة
كان مُبهورًا بِجمال عُيونِها السَوداء الواسِعَة
تَحملُ مزيجًا من الجَمال البريطانيّ و الآسيويّ

مَلامِحُها تَغلبُ عليها الجُرأة ، هي لا تَخجلُ البتّة مَهما كان وَضعهُما حَميميًا على عكسه ، لَطالما كان الطَرفُ الاكثَرُ خَجلاً

حَبيبتهُ ذات لِسانٍ مُتحَرِش..!
هي تَتحرُش بِه و بِوسامته و كُلّ ما يَخُصه دون ان تَخجل حتّى

و رُغم انّها تُحرك عاطِفته و غَريزتهِ كَرجُل ، ألا انّهُ يَخجلُ من مُلاطفتِها او تجاوز حُدودِه ، عَذا تِلك الليلَة التي بِسببها تَغيّر الكَثيرُ بينهُما

سألها بِهُدوءٍ ، بِصَوتِه الغَليظُ الذي يقشعّرُ لهُ بَدنُها من نَبرتِه الرُجوليَة " كيف حالكِ ..؟ هل خَفّت اعراضُ الوِحام عليكِ ..؟ "

كان وَجهُها العابِس اجابَة غير مُبشِرَة لَهُ حيثُ نَطقت " ابدًا ، استَفرغتُ اليوم ثَلاث مرات ، و لازالت شَهيتي للأكلِ مَعدومَة "

أصَدر تنهيدَة عميقَة قال من خِلالها و هو يَستقيمُ بِظَهره " ايڤا اخبرتكِ عَلينا اجهاضُه ، نحن لسنا حِمل مسؤلية كهذِه ، و انتِ تَدرُسين ..! "

نَظر في عُيونِها الغاضِبَة لما لَفظ لِتَوه اذ لم تَبخل في التَهجم عَليه مُباشرَة " هل جُننت ؟ انت تُريد منّي ان اقتُل ابني تايهيونغ ..؟ "

" مالذي سَنفعلهُ اذا ؟ انا شَرحتُ لكِ ظُروفي و اني لستُ جاهز لِنَتزوج ، انا حتّى لم اتخَرج ..! " تَحدث بينَما يعقِدُ حواجِبه بِشدّة يُخاطِب من احتَرقت الدماء في عُروقها و هي تُناظِره بغَضب

كانَت على وَشك التَحدُث لَولم يقطَع لحظتهُما دُخول سويون الي القاعَة ، استَقامت ايڤا من مَجلِسها تُطالع زوجَة أبيها بِوجهها الشاحِب قُبالتهُما

كانَت سويون في قِمّة صَدمتِها بَعدما اسَتمعت الي حِوار الشابين و هي في طريقِها للبحث عن ابنَة زوجِها ، لم يَسعها تَصديقُ ما سَمِعت..!

لِذلك سألت بِوَجهٍ لا تَسعهُ الصَدمة " ان..انتِ ح..حامِل ؟ "

نَظرت في عُيون الصُغرَى التي شَحُبت كُليًا و لَم يعُد في وِسعها الاجابَة ، تَوترَت و حَلقت احرُفها من لسانِها اذ عَجزت تمامًا عن الرَد لَولم تقترِب سويون مِنها و تُمسِك اكتافِها تَقوم بِهَزها " اخبريني ! انتِ حامِل ؟ "

اخَفضت ايڤا رأسِها بِحُزن و انصِياعًا للكُبرَى أجابَت بِصَوتٍ خافِت " اج..اجل "

ضَغطت سويون عَلى قَبضتيها بِقوّة تُفلت وِثاق صديقتِها و هي عَلى وَشك السُقوط بعدَما فقدت توازِنها من الصَدمة ، لَولم تَجِد المِقعد خَلفها يُسندها لَسقطت تعبيرًا عن دَهشتِها

كانَت تَضعُ حَمل ايڤا في الحُسبان
لَكن ليسَت بهذه السُرعَة ..!

لم يَسعها ان تَفرح هي و زوجِها بَعد ، انّهُ ليسَ الوقت المُناسب بتاتًا ..!
لا تُريد ان يَفقد حَبيب قلبها بَهجتهُ و سُرورَه ، على الاقل لَيس الأن

وَضعت يدِها فوق رأسِها تنطِق بِصَوتٍ مُندهِش
" صَدمتين بيومٍ واحد ..! هذا كَثير عليّ !"

رَفعت عينيها العَسلية لِرُؤية مِقدار الخُزيّ على وَجه صديقتِها التي اخفَضت رأسِها دون النُطق بِحَرف ، لَم تَلُمها لَكنها لامَت شريكُها حينما قالَت بِقهرٍ واضِح " العَتبُ ليس عَليها ، لانها صغيرَة ، لَكن العتب عليك انت رَجُل بطولٍ و عَرض استَغليّت فتاة بِعُمرها دون ان تَكون جاهز لِتتزوجها ..! "

شَدت قبضتَيها بِقوّة ثُمّ تابعَت توبِخه " ألم تنظُر حتّى للثقة التي وَضعها والِدُها بِك ، الم تلتفِت الي ايمانه بِك و بِاحسانك تجاه ابنتِه ؟ كَيف تَخونه بِهذا الشَكل ؟ كَيف تسمَح للنزوة ان تُسيطر عليك ..!! دامك لست مُقتدر على ان تَتزوجها لِما تَقربها من الأساس لستُ افهَم ! "

لم تَستطِع ان تَكبح ما بداخِلها من غَيضٍ تجاهه و اَخرجت كُل غضبٍ تَكنهُ نحوه بِمن اخَفض رأسِه كَمِثل حَبيبته ، سويون مُحِقَة و كليهما تَصرفا بِتَهورٍ مُفرَط

" لا اُصدِق الي أي درجَة كُنتما أنانيين ، لم تُفكِرا في الرَجُل المسكين الذي قضَى حَياتهُ لاجلِ سعادَة ابنته و الحفاظُ عليها لِمن يستحِقُها "

رَفع تايهيونغ رأسَهُ للتَحديق في وَجه سويون مُتحدِثًا " لكنّي استحِقُها "

ابتَلع لِسانَه مُباشرَةً حينما وَبختهُ الصُغرَى بغضبٍ واضِح " ان كُنت تَستحقها عليك اثباتُ ذلك و اصلاحُ خَطأك بالتَقدُم الي خُطبتها ..! "

نَظرت نَحو ايڤا بانزِعاجٍ ادرَكتهُ الصُغرى في نَظراتِ صديقتِها اليها ، لَكِن سويون لَم تتحدَث سِوا جُملة واحدَة قالتها قبل ان تُغادِر " اتمنَى ان لا يَنكسرُ قَلبُ والِدك ، في اسعد ايامِ حَياتِه "

التَفت تُغادِر القاعَة بعدَما صفعَت الباب من خَلفها اذ تَركت ايڤا تنهارُ من البُكاء في حُضن حَبيبِها الذي راحَ يَمسحُ على طولِ ظهرِها يُواسيها

" لابأس ايڤا ، ساُحاول ان اعَمل بدل العَمل عَملين ، فقط كَيّ اوفِر لنا شقَة بسيطَة نتزوجُ بها " طبطبَ على ظَهرِ الصُغرى التي شَهقت بِبُكاء و هي تَتمسكُ بِمعطَفِ الاكبَر قائِلَة " ك..كلأ ، اب..ابي لن يُس..يسامحني "

" سيَفعل ، لا يَملكُ سِواك فَكيف لهُ ألا يُسامِحَكِ ؟ " تَحدث و هو يَعبثُ في خُصيلاتِها الناعِمَة بينَما يُصِدر تَنهيدَة مُثقلَة ، انخَفض لِتَقبيل رأسها مُتابِعًا " امسَحي دُموعكِ ، و كَفاكِ بُكاءًا ، نحنُ اخطأنا لَكننا سُنحاول اصلاحَ هذا الخَطأ معًا حسنًا ؟ "

ابتَعدت عَنهُ لِتَقوم بإزالَة دُموعِها عَن وَجنتيها قبل ان تُحرِك رأسِها استجابَة لهُ اذ قالَت " ماذا عن سويون ..؟ "

" سَتغضبُ منكِ قَليلاً ، لَكنها ستُسامِحَكِ لاحِقًا " نَبس بينَما يُلاعِب خُصيلات حَبيبته التي اصَدرت تنهيدَة عميقَة و هي تُفكِر بالقادِم

خَيالُها مُظلم بِخُصوصِ ردّ فعل أبيها و حِدّة تَصرُفه عند مَعرِفته بِحَملها
حَتمًا ، لن يَكون رَحيمًا البتّة

•••

الساعَة تُشيرُ الي العاشِرَة مَساءًا

سويون عادَت من الجامِعَة مُنذ الخامِسَة عصرًا حينَما استَوجب عليها حُضور بعض المُحاضرات العَملية لِذلك حالَما وَصلت استَحمت و خَلدت الي النَومِ تَستريح ساعَتين

التَفكيرُ بِحَمل ايڤا و ردّ فعل زَوجِها جَعلها طيلَة اليَوم شارِدَة تائِهَة
تخافُ أن يَغرق في حُزنِه و يَدّسُ استياءَهُ عَنها

لَن يكون لِصالحه البتّة كَبح خَيبات أملِه
خُصوصًا من ابنتِه التي لطالَما كان يَراها قُدوَة للبناتِ في اخلاقِها

هو رَباها على الشَرفِ و العِفّة ، عَلّمها أن تَصون نَفسِها لِمن يَستحقُ نَيل رِضاها ، لا أن يأخُذها بالساهِل دون ان يَتعب من اجلِ الحُصول عَليها

لِذلك ، لن يَكون مَعرِفَة خَبر حمل ابنتِه سَهلاً عَليه البتّة

بعدَما أوصَلها جيكوب الي البَيتِ عَصرًا ، زَوجِها ذهب الي شَرِكته لرؤية مُستجداتِ عَمله لِذَلك بمجَرد ان استَيقظت على الثامنَة مساءًا لم تَجده

نَزلت لاجلِ تناولِ الطَعام اذ وَجدت ايڤا تجلسُ في المَطبخ تُحاول أن تَحشُر القليل من الأكل في مَعدتها الفارِغَة من أيام فَكُل ما تأكله تَستفرِغه

حاوَلت أن تَتجاهلها قَدر المُستَطاع ، لَكِن انتهَى بها المَطاف تَيأسُ بِفعل نَظرات الصُغرَى الحَزينةِ اليها ، خُصوصًا حينما قالَت لها " هل سَتبدأين بِلَعب دور زَوجة الاب من الأن ..؟ "

كانَت سويون تُقابِلها بِظَهرها و هي تَحشُر شطيرَة الجُبن بالتونَة ، ضَغطت على أصابِعها بقوّة ثُمّ استَدارت للنَظر في وَجه الصُغرى بِعتاب

" انتِ تَعرفين ان ما فَعلتيه لم يكُن سَهلاً "

طالَعت عُيون الصُغرَى التي نَطقت بِمرارَة " انا بَررتُ لكِ مَوقفي "

" كما لو انكِ لا تَثقين بِوالدك ، تَعرِفين جَيدًا كم انتِ عزيزة على قَلبه و لن يَرميك بين احضان رَجُلٍ لا تُريدينَه ..! " هَتفت سويون و هي تَرى الدُموع تَجتمع في عينيّ الصُغرى التي اخَفضت رأسِها بِحُزن

لم يَعُد باستِطاعتِها ان تَقسى اكثَر ، انهارَ جَبروتِها حينما قالَت الصُغرى بِصَوتٍ باكٍ " ح..حسنًا ، ساذه..ساذهب لاجهض الطِفل ، كيّ لا اكسرُ ابي و حتّى لا يَعرِفُ عَن فِعلتي شيئًا ، سامحي اثار جَريمتي بِقتل روح طِفلي "

كانَت على وَشك النُهوض و تَرك طَبقها المُمتلئ بالطَعام لَكن اقتراب سويون السَريع مِنها أوقَفها ، امَسكتها من جهَة اكتافِها ثُمّ قامَت بادارتِها نَحوها تُطالِع عُيونِها الدامعَة بِعتاب " مالذي تُفكرين بِفعله ايتها المَجنونة ؟ "

" اُصلح خَطئي " هَمست الصُغرى بِنبرَةٍ مُهتزَة قبل ان تَبسِط كَفّ يدِها فوق بَطنِها الصَغير ، قامَت سويون بِوَخز رأسِها تُؤنبها قائِلَة " اُصمتِ و كَفاكِ جَهلاً ، انتِ تُصلحين الخَطأ بِخَطأ اكبر مِنهُ "

" ك..كلاّ ، لكِن ما من احَد يُريد من طِفلي القُدوم ، حت..حتى وال..والده " هَتفت ايڤا بِحرقَة قبل ان تُجهِش باكيَة بِمُجَرد ان قامَت سويون باحتِضانها و حَشرِها بداخِل حُضنها تَمسحُ على شَعرِها الحريريّ بِرفق

" اُصمتِ ، صَحيح انكِ اخطأتِ ، لكن الصَغير ليس لهُ ذَنب ، كُتِبَ لهُ ان يُخلَق لذلك عليك الحِفاظُ عليه و انجابهُ على خَير ، رُغم اني لستُ مُستعدة بعد لاصبح جدة بهذا العُمر "

لَفت ايڤا ذِراعَيها حَول ظَهر صديقتِها تَبكي في حُضنِها دون انقِطاع ، كانَت تحملُ بداخِل صَدرِها همًا انزاح نِصفهُ حينما تَشاركت سِرها مَع زَوجة أبيها التي حاوَلت أن تَتفهمها بدلاً من القاءِ اللومِ عَليها

رُغم انّ قلبُ سويون مَكسور على زَوجِها ، لَكنها سَتُحاول ان تَتفهم وجهة نظر الصُغرى قَدر استِطاعتِها كيّ لا ينتهي بها المَطافُ بأذيَة نَفسِها أو الطِفل

لذلك ابَعدت ايڤا عن حُضنِها تَمسحُ لها دُموعِها بِاصابِع يَديها بِرفق " هِشش لا تَبكي و عليكِ ان تُغذي نَفسكِ جيدًا ، انت تُطعمين مَعكِ رُوحٍ اضافيَة ، اهتمي بِها "

مَسحت الصُغرى دُموعِها بطرفِ اكمامِ قَميصها الرماديّ اذ هَمست بِصوتٍ خافِت " ه..هل لن تك..تكرهي طف..طفلي كما يفعلُ تايهيونغ ؟ "

حَركت سويون رأسِها نَفيًا بعدما ارتَجف ذَقنُها حينَما واشكَت على البُكاء " ك..كلاّ ، ل..لن اك..اكرهه ، كُل شَئ منكِ سيكونُ لطيفًا مِثلُكِ "

حَسب مَعرِفتها فالاُنثى تُصبِح اكثَر حَساسِيَة فترَةُ حَملِها و مَشاعرها تَتضاعفُ عَشراتُ المَرات لِذلك هي بِحاجَة الي اهتِمامٍ مُضاعَف

انحَشرت ايڤا من جَديد في حُضنِها و قَبل ان تَتحدث سَمِعت صَوت والِدها يَصدُح من خَلف زَوجته حينَما رآها مُستغرِبًا " لِما تتعانقن بداخل المَطبخ بِهذا الشَكل ..؟ "

وَضع حَقيبة حاسوبه فوق الطاولَة بالقُرب من طَعامِ ايڤا ثُمّ دَنى يَتفقد وَجه زَوجتهُ و ابنتِه المُبلل ، تَفاجئ من حَقيقة بُكاء كِلتَيهما و هُما في احضانِ بعضِهما لِذلك نَطق مَصدومًا " مالذي حَدث ؟ لِما تَبكيان ..؟ "

تَفقد عُيونهما بِقلقٍ و اراد فَصلهُما لَكنهُ فَشِل اذ شدّت ايڤا على عِناق زَوجته مُتحدثَة بصوتٍ باكٍ " فق..فقط وَجدتُ ريح اُمي بِها "

رَمش جُيون مُندهِشًا خُصوصًا حينما انفجَرت ايڤا تَبكي " لم اعُد اشعُر اني يَتيمة ، مُنذ ان جائت سويون و مَلئت حاجتي العاطِفيَة تجاه الأم "

نَقل بَصرهُ الي زَوجتهُ التي اجهَشت باكيَة هي كَذِلك و ارتَفع صوت كِلتاهُما يَخترقان طَبلة اُذنيه دون رَحمة

اعني ، ما المُبكي في امرٍ كَهذا ..؟
اوليسَ عليها ان تَكون سعيدَة و تَرقُص بدلاً من البُكاء ..؟

انهنّ النِساء
يَعجزُ عن فَهمهنّ مَهما حاوَل

لِذلك اوضَح اليأس حينَما تَنهد و اقتَرب يَلُف ذِراعيه حَولهنّ يَحشُر كِلتاهنّ بداخل حُضنِه مُتحدِثًا " بناتي الحَساسات ، الهي ! كَم انتنّ مُرهفاتِ الحِس "

قَبّل كِلتاهُما على رأسيهِما بِحُبٍ بالِغ بينَما يمسحُ على ذِراعَيهما بِرفقٍ
هُنّ اغلَى ما يَملِكُ في هَذا الكَون أجمَع

لا يَستطيعُ العَيش دون احداهنّ ، يُشكِلان سَعادتهُ الكامِلَة سويًا
ان نَقِصت واحدَة منهنّ مُحال ان تُبنَى فَرحتهُ بَل تُهدَم

ابتَعدن عَنهُ حينَما جَففن دُموعهنّ يُناظِرنَهُ بِوَجهٍ بَشوش حينما قال مُبتسِمًا " كَفاكنّ بُكاء و اذهَبن للاغتسال كيّ نتناول الطعام على سُفرَة واحدَة كعائِلَة مُحِبَة ، اُريدُ ان نَجتمع كُلنا "

تَلقى ايماءاتٍ من رأسِ كِلتيهما اذ ذَهبتا سويًا كَالمُطيعتَين الي دَورة المِياه للاغتِسال في الوَقت الذي صَعد به الي جَناحه من اجل تَبديل مَلابِسه

ارتدَى مَلابِس منزليَة مُريحَة تُساعدهُ على التِجوال بِراحَة في المنزِل ثُمّ قامَ بالنُزول الي الطابق السُفليّ اينَما رأى سويون تَتبادل النِكات مع ايڤا و كِلتاهما تَضحكانِ بينَما تُوزعانِ الاطباق على السُفرَة مع الخَدم

انضمَت اليهنّ سولبين التي جائت حَديثًا من المُستشفَى بعدَما كانت تنامُ لدى اُمها طيلَة اليومين الماضِيين ، جَلسوا جَميعهمُ على طاوِلَة الطَعام حيثُما ابتَدا الوزيرُ كَلامهُ بالتالي

" استَطاع مارك الخُروج من السِجن "

غَصّ الطَعامُ في حَلق سويون و اُختها حَتى بدأن يَسعُلن بقوّة ، قَدمت لهنّ ايڤا كوبَين من الماء يُمرران بِه ما عَلِق في حَلقهنّ قبل ان تُطالِع عسليَة الاعيُن زَوجِها بِدهشَة " ك..كيف ..؟ "

حَدق الوزير في عُيونِها و هو يَتناول من طَبقه بهُدوء " لما صُدمتِ ؟ مُتوقَع منهُ ان يَجد وسيلة للخُروج فالقانون الي صَفه "

" لن يُشكل عليكِ خَطرًا و انتِ امرأتي ، لِذلك ارتاحي فانا ضَمنتُكِ اليّ و ضَمنتُ سَلامتكِ لانكِ بالقُرب منّي " تابَع بعدَما قرأ القَلق في عينيّ زَوجته التي ارادَت ان تتحدَث لَكنهُ قاطَعها حينما فَهم سَبب قلقِها

" امّا بشأن خَوفكِ على سولبين ، سأقومُ بِتسفيرها مَعي الي بريطانيا و هُناك سأؤمن لَها مَعيشة تُناسِبُها ، مارك لن يَستطيع الوصول اليها بتاتًا "

حَدقت باُختها الجالِسَة بِجانبها ثُمّ عاوَدت التَحديق بِزوجِها قبل ان تُحرِك رأسِها استجابَة لهُ ، احَست بلمسَة اصابعهُ الدافِئَة و هو يقومُ بالمَسحِ على ظاهِر يدِها بِرفقٍ يُخاطبها بِحُب " اياكِ و ان تَقلقي ، و انا هُنا بِجوارِك "

حَدق في عُيونِها العَسليّة يُرسل جُرعاتٍ من السَلام الي روحِها حتّى هَدأت ، عادَت ابتِسامتها من جَديد لِتُزهر فوق شَفتيها قبل أن تتشبّث بيدِه مُهمهمَة

دَوا صَوتُ ايڤا يَقطعُ تواصُلِهما البَصريّ ذاك
اذ قالَت تَقتحمُ سَلام أبيها

" ابي ، لقد اتصَلت جدتي بالصَباح "

تَحمحم حينَما ذُكِرَت سيرَة اُمه التي حتمًا لا تُبشِر بالخَير ، لَكنهُ فضّل الإنصات الي طِفلته التي تابعَت بينَما تبتسمُ بِمُكر " اتصلت صباحًا و اخبرتني - قولي لابيكِ العاهر ان يردَّ على هاتفه - "

بَزق جُيون العَصيرُ الذي عَلِق في حَلقه يَنظر نحو ابنته بِصدمَة في الوقت الذي حاوَلت فيه سويون كَبح ضِحكتها على مَلامِحه " ما الامر ..؟ و ان قالتها اعليكِ اعادتها بِهذا الشَكل ..؟ " تَحدث مُندهِشًا و اعيُنه تُراقب طِفلته قبل ان يَرى تَقدم زَوجتهُ بالمنديل لِمَسح ذَقنِه المُبلل

ابتَسم يشكُرها قَبل أن يُحول عيناه الي خاصة صغيرته التي ضَحكت تُومئ  " اخبرتني ان لم اُعدها لك بالحرف الواحِد أي انني خنزيرَة "

دَحرج عيونَه بِضَجر قَبل ان تَقع حَدقتاهُ على وَجه سويون الجالسَة تأكل بِهدوء " قالت انها غاضِبَة لانك تَزوجت دون اخبارِها ، كانت تنتظِر زواجك بفارغ الصَبر لتسمعهُ خِتامًا من الاخبار و الصُحف ، و اخبرتَك ان زوجتك فاتنَة لا يستحقها لئيم قاسي القَلب مِثلك "

نَقلت ايڤا ما سَمعتهُ مِن جَدِتها بالحَرفِ الواحد دون الإكتِراث الي مَشاعر والِدها التي خُدِشَت ، حُبًا بالرَب ..! من يَستحقُ زَوجتهُ عَداهُ هو ..؟

انهُ الوَحيد الأحقُّ بها في هَذا العالَم
تَنهد مُتضايقًا ثُمّ ناظر سولبين التي تَكبتُ ضِحكتها خفاءًا لِذلك نَطق

" ايڤا كان بامكانِنا التحدُّث عن ماتقوله لكِ امِّي بانفراد " هَمس جونغكوك بابتسامَة مُزيفَّة لصغيرته التي هزَّت اكتافها مُقهقهة " لا ! فجدتي قالت انها ستأخذ اول طيَّارة و تأتي لتوبخك امام العَلن لانك عاق قليل الادب " ردَّت بينَما تسكُب العَصير في كأس صديقتها

" لا ارى امامي إلا عاقَّة تحتاجُ لاعادَة التربيَة من جَديد " نَطق بِحدَة و اعيُنه تَلتهمُ وَجه ابنتهُ التي دَحرجت عُيونِها للطرفِ الاخَر بِضَجر اذ قالَت بعدَما تذكَرت شيئًا " اوه صَحيح ..! لقد وَصلني طَرد من بريطانيا مُنذ ايام "

سيرَة الطَردِ جَعلت مَلامحُ أبيها تَنقلبُ كُليًا ، و سويون لاحَظت ذَلك بِحرصٍ حينما وَضع جُلّ اهتمامهُ على طَبقه و لم يُعر ما قالتهُ ابنتهُ اهتِمامًا اذ تابعَت تُخبِرهُ " لكنّي كنتُ مريضَة لذلك لم اَفتحه ، و حينما جِئتُ للبحث عنهُ وَجدته قد اختَفى "

" كم مرّة عليّ ان اُخبركِ ألا تَستلمي طُرود من الغُرباء ايڤا ؟ " تَحدث بِنبرةٍ صارِمَة و هو يَنقُل عيناهُ للتَحديق في وَجه صَغيرته التي طالعتهُ بِاستِفهام " انهُ ليسَ غريب يا ابي ..! هذا عمي ، يُرسل الطَرود سنويًا "

ضَغط الوَزيرُ على قَبضتهُ بالشَكل الذي جَعل عُروقَهُ تَبرُز بوضوح لاعيُن زَوجتهِ التي لاحَظت غضبهُ ، لم تُحاول ان تَدخل في نِقاشه مع طِفلته لذلك التَزمت الصَمت كُليًا تَكتفي بالمُشاهدَة

" اخبرتكِ مليار مرّة ، ان ذَلك الرَجُل لي لهُ علاقَة بعائِلتنا ! " هَسهس جُيون بِوجهٍ مُتجهم قَبل ان يَطرُق معلقتهُ فوق الطاولَة ثُمّ واصَل " كما ان اُمورنا العائليَة لا نُناقشها امام الغُرباء حِفاظًا عَلى خُصوصيَة منزِلنا ، همم ؟ "

كانَ يقصدُ بِحَديثه سولبين التي تُعتَبرُ غريبَة كُليًا عن أهل بيتِه
و هو لا يَثقُ بها بالشَكل الكافي الذي يُتيح لهُ أن يأتمِنها على سر مَنزله
و ذَلِك من حَقِه بدون شَك

قام بالنُهوضِ من فَوقِ الطاولَة بعدَما امتلئت مَعدته ، او سُدّت شَهيته بِمعنَى أصَح اذ قامَ بِجَر اقدامِه الي الطابِق العُلويّ يترُك ابنتهُ في حيرَة من أمرِها

" لا اعلمُ لما في كُل مرّة تُجلَبُ سيرَة عمي ابي يَتغيّر كُليًا ..! " تمتمَت الصُغرَى قَبل ان تَرى زَوجة أبيها تُطبطبُ على ظَهرِها بلُطفٍ قائِلَة " انهي طَعامكِ انتِ و انا ساذهبُ اليه ارى ما بِه "

اومأت لَها ايڤا ايجابًا تُرافقها بعُيونِها و هي تَستقيمُ من جِوارها للحاقِ بأبيها ، تابعَت تناول طَعامها بِكمياتٍ صغيرَة بينَما تتبادل احاديث عِشوائيَة مع سولبين في الوَقت الذي دَخلت به سويون الي جَناحِها المُشترَك مع زوجِها

اغلَقت الباب خَلفها اذ وَجدتهُ يجلسُ فوق مَكتبِه بينَما يَقرأ كِتابًا ، اقتَربت منهُ مُتحدثَة " هل هذا الكِتاب مُشوّق للدرجَة التي جَعلتك تمتنع عن الاكل مَعنا فقط كيّ تَصعد و تَقرأه ..؟ "

رَفع رأسهُ اليها يُناظِرُها بِوَجهٍ صامِت ، كان الاستِياءُ واضِحًا عَليه كَما لو انّ ايڤا تَطرقت لِموضوعٍ فَتح جِراحه الدفينَة لِذلك صَمتهُ يغلبُ كَلامه

اتَكئت سويون بِمُؤخرتِها فَوق مَكتبه امام عُيون زَوجِها الصامِت تُراقبه يُمثل الانشغال بِذلك الكِتاب ، سَحبتهُ منه فَهي لا تُحب ان يَسرق شَئ اِهتمامهُ منها في حُضورِها ثُمّ قالَت " انا مَعك و انت مُهتم بِشَئ عداي ..! "

حَدقت في عُيونِه حينَما نَظر اليها تؤنِبه ، تَود لفت انتِباهه بِشتَى الطُرق و قَد نجحت حينَما انخفضَت للمُبادرَة بِتَقبيل ارنبَةِ انفه

جَعلتهُ يَلين و يندفعُ لاحتِضانِها و حَشر رأسِه بداخا صَدرِها قبل ان يُغمِض عَينيه مُرهقًا من كُلّ ما يحدُث حَوله ، شدّ على اعتصارِ جُفنيه ثُمّ هَمس بِصَوتٍ خافِت " صِدقًا ، أتعافَى بكِ سويون "

قامَت بِحَشر اصابِعها بِداخِل خُصيلاتِ شَعرِه تُدلّك فَروتهُ برفقٍ ساهَم في بَعث جُيوشٍ من الطِمئنينَة بداخِل زَوجِها الذي ارتخَى كُليًا بين يَديها

لم تكُن تَنسى ان تُقبل رأسَهُ بين الحين و الأخَر ، تَجعلهُ في اقصَى قِمم راحتِه بين اذرُعها التي رُغم صُغر حَجمها ألا انّها تُجيد احتواء ضخامَة هيكلِه

استَغرق وقتًا في شَحن طاقتِه من حُضنِها ثُمّ كَشف عن وَجهه المُتَعب حينَما رَفع رأسهُ اليها يُشاهد حُبها اليه يشعّ في عُيونها العَسليَة التي يَهوا

كانَت ابتِسامَتُها النَقيّة تِلك ، مَصدر طاقَةٍ تَكفيه لِمُواجهَة صعاب الحَياة اجمَع ، كُلّ ما يَتمناه ان تظلّ بِجواره تَبتسمُ بهذا الشَكل دون ان يَرى المَشاق يَتسللُ لغزو مُحيط عُيونها الذي يَخصُه

احتَضن وَجنتيها بِكُفوفِ يَديه ثُمّ تَحدث بِصَوتٍ خافِت " ألا تَتعبين من كَونكِ مَلاكًا ..! رأفَةً بي ، لُطفًا "

" تمامًا كَما لا تَتعبُ انت من كَونِك نَبيلاً تُجيد مُغازلتي
اشعُر انَك سَرقت مَعاجم اللُغَة و حَفِظتها كُلّها برأسِك
لم يَعُد للرِجالُ كَلماتٍ يستطيعونُ بها مُغازلة نِسائهنّ "

تَحدثت هي بعدَما خرجَت عن صَمتِها و امعَنت التَحديق في عُيون الذي ابتَسم راضِيًا لِكَونها تَقّر بأن مُغازلتِه لَها تُعجِبُها

احاط خَصرُها بيديه ثُمّ سَحبها للجُلوس فوق فِخذيه يَرى عُبوسِها يَتسللُ للاستعمارِ مَلامِحها حينما قالَت " لا اُصدق انك فعلاً قُمت باجباري على الدراسَة في الجامعَة صباحًا "

لم يَفهم سَبب استياءِها و سأل مُستغرِبًا بعدَما احتَضن خَصرُها " لكنّي قُلت لكِ سَندرُس ، و بالفِعل دَرسنا ..! "

طالَعتهُ بِغَيضٍ فَشلت في التَستُر عليه حينما قالَت " ألا تَملكُ حِس رومنسيَة ؟ القاعَة بأكملِها كانت مُلكنا و نَحن لِوحدنا ..! "

" كُنا اُستاذ و طَالبتهُ و انا أديتُ واجبي " أجاب بينَما يُشيرُ على نَفسه مُبتسِمًا بِفَخر قبل ان تَقوم صغيرتهُ بِنَقر رأسِه مُتضايقَة " ألا تَقرا رِوايات العَميد و طالِبته ..؟ احقًا انت فاشِل روائِيًا ..! "

رَمش مُستغرِبًا ثُمّ سأل " لِما مالذي يحدُث في مِثل هذه الرِوايات ؟ "

زَمت الصُغرَى شَفتيها و هي تُطالِعهُ بِصَمتٍ للحظات قَبل ان تُجيبه " همم ، يَقعُ العَميدُ في حُب طالِبتهُ ، التي غالبًا تَكونُ زَوجتهُ او عشيقتهُ بالسِر عَن بقيَة الطَلبة ثُمّ يَستدعيها دومًا الي مكتبِه ليفعلان الكَثير من الاشياء "

قامَت بِطَرق اطرافِ اصبعَيها السبابَة بِبعضٍ تحتَ نَظراتِ زَوجها المُستغرِب حيثُ نَطق مُستفهِمًا " هل يَستدعيها كيّ يُوبِخها ..؟ ام كيّ يُدرسها ؟ رُبما يَفعلُ كيّ تُصحح معهُ اوراق الطلبَة لانّه لابدّ ان تكون مُتجهدَة مثلكِ "

رَمقتهُ سويون بِغَيض قبل ان تَضرِبهُ على كَتفه مُتحدثَة " يالَك من رَجل تَقليديّ ، ليسَ منك فائِدَة " نَهضت من حُضنِه كيّ تَسير نَحو السَرير بعدَما وَجدت النَوم مهربًا جيدًا من غباء زَوجها الذي مَسكها من ذِراعها و اوقَعها من جَديد وِسط افخاذِه

حَدق في عُيونِها و عَلى مَلامِحه ابتِسامَة ماكِرَة " أتظُنين انني حقًا لا اعرِفُ مالذي يَفعلانِه ؟ "

قامَت بِزَم شَفتيها تَلتزمُ الصَمت التام حينَما تابَع كَلامهُ قائِلاً " اؤلاءِك اُناس قليلَة الأدَب تنشُر خُصوصياتِها اينَما كان ، لَكن نَحنُ اُناس مؤدبَة تُحافظُ على حُرمَة عِلاقتِهما في أماكِنها الصَحيحة "

ناظَرتهُ بينما تُصغرُ عُيونِها
" من قال لَك اني كنتُ افكر بشئ قليلُ الحياء ؟ "

صغّر عُيونه هو كَذلك يُقلِدُها ثُمّ قال
" عُيونِك افشَت سِرَكِ ، اصبحتِ بلا اخلاق كالمُتزوجات "

قامَت بالعَبث بازرارِ قَميصه الوَسيع بعدَما التَحفت قناع العُبوسِ و الدَلال حيثُ قالَت " لستُ المُخطئَة ، انت من افسَدت اخلاقي "

ابتَسم على لَطافتِها التي تُغذي رَغبتهُ في التهامِها و تَناولِها دُفعَة واحِدَة ، استَقام و هو يَحمِلُها بين ذِراعَيه ثُمّ مَشا بها ناحيَة السَرير حتى قام بِجَعلها تَتمددُ فَوق الفِراش و هو بِجوارِها

" فِراشي اصبَح دافِئ بِوجودِك " هَمس في اُذنها حينَما قامَت بالالتِصاق به مُباشرَة حينما تَمدد بِجانبها ، اسنَدت رأسِها فوق صَدرِه بعدَما وَضع الغطاء عَليهما ثُمّ قالَت " هل تُحِب حينما التصقُ بك ؟ "

رَفعت راسِها اليه تُشاهِده و هو يقومُ بالايماء ايجابًا اذ تابعَت " حقًا ؟ "

" اُحِب حينما تَلتصقين بي طيلَة الوَقت ، ذَلك يجعلني اشعُر بِكَم وجودي مُطمئن بالنسبَة اليكِ ، و انكِ بلا شَك وَجدتني مَصدر آمانٍ و سَكينة لِذلك تَلجئين اليّ باستِمرار " تَحدث بينَما يقومُ بالمَسحِ على شَعرِها الطَويل بِرفقٍ بالِغ يَتفقد ابتِسامتها اللطيفَة و هي تُناظِره بلُطف

" هل تَعلم ماذا فعلتُ اليوم في الفُسحَة ؟ " قالَت بعدما تَذكرت موضوعًا شيقًا بَحثت عنهُ اليوم في الجامِعَة ، لِكَونها تَحمست فقد جَلست تتربَعُ امامَهُ بدلاً من الاستِلقاء ، كيّ يُعيرها كامِل اهتِمامه جَلس هو بِدوره كَذلك يُطالِعها مُتسائِلاً " همم ؟ ماذا فَعلت صغيرتي ؟ "

تَربعت امامَهُ ثُمّ قالَت " لقد وَجدتُ ليلان قامت باضافتي الي مجموعَة المُتزوجات على الفيسبوك "

دَفع بِحاجبه مُستنكِرًا ثُمّ نَطق بسُخريَة " ماذا يُوجَد بها هذه المجموعَة ؟ "

كان الحَماسُ و الاستكِشافُ على وَجه زَوجتهُ يُثير اهتِمامه لذلك انصَت الي كُره حرفِ قالتهُ بِحُب و انتِباه حينَما راحَت تشرحُ لهُ بيديها

" لقد وَجدتُ به قصص لِكَثير من المُتزوجات يُشارِكن تَفاصيلهنّ و خِبراتهنّ في العِلاقات الزَوجية ، وَجدت بعض النَصائِح لِكيف اجعَل زوجي يُغرم بي و يَطرُد فكرَة مُغادرة البيت من رأسه في حُضوري ، وَجدتُ الكثير من النصائح التي ساُطبقها عليك كيّ نحظى بحياة زَوجية سَعيدة "

" تُطبقينها عليّ ؟ من قال لكِ انّي فأر تَجارُب ..! " هَتف بِحاجبٍ مَرفوع و عِندما عَبست قام بالضَحك و قَرصِ خَدِها بلُطف " يا حَبيبي انا مُغرَم بِك و لا اُطيق صَبرًا للوصولِ الي البَيت كيّ اتشارَك معكِ جَسدكِ عبر الكَثير من الاحضان و التّلامُسات اللانهائيَة ، فلِما تُتعبين نفسكِ باتباع نصائِح بالنسبَة اليّ فاشلَة "

" لِما فاشلَة ؟ " قالَت بِعُبوس تراهُ يُمسِك بيدِها مُتحدثًا بلُطف

" لانّ الرَجُل ان اراد ان يَقترِب منك ، لن يُعيقه شَئ ، ان كان فعلاً يُحبكِ و يَراكِ امرأتهُ صَدقيني سيفعلُ كُلّ ماهو مُستحيل لكسرِ كُل الحواجز التي تَمنعهُ عنكِ مهما كانَت ، لِذلك لما عليكِ بَذل مَجهودٍ يفوقُ طاقتكِ ؟ صدقيني ان لم اكُن اميل لكِ تَحايلي عليّ مليون سَنة لن اراكِ ، لديكِ يونمي اكبرُ مِثال ، حاولت بِشتى الطُرق جَعلي اُغرَم به ، لكنكِ تَرين النتيجَة امامكِ "

كانَ كَلامهُ مَنطقيًا لِذلك نَجح في اقناعِها و جَعلها تَصمُت لِلحظاتٍ قبل ان تَنطِق " لَكني قرأتُ ان الزواج مع مرور الوَقت يُصبح مُملاً ، و عليهنّ فعل هذه الامور لِتَجديد العِلاقَة و احيائِها "

" لا اعتقِدُ اني استطيعُ ان اَمل منكِ ، انتِ تَحديدًا ..!
خَيالكِ لِوَحده يَجعلني كُل يَوم اعيش قصَة جديدَة "

تَحدث بينَما يُقهقه حينما تَذكر افكارُها الغريبَة و طريقَة طَرحها لهُ بطريقَة مُضحكَة ، ضَربتهُ بخفّة على كَتفه مُتحدثَة " مابه خَيالي ! انهُ مَصدر سعادتي و تَعاستي بِذات الوَقت "

" لَديك خَيال واسِع جدًا سويون ، برأيي ان تُصبحي كاتِبَة ، ما رأيكِ ؟ " تَحدث بينَما يُداعب وَجنة العابِسَة امامه تُطالِعه بِغَيض

ابعَدت يَدهُ ثُمّ قالَت " خَيالي راضٍ عَنك لِهذا تَزوجتُك ، لو لَم استطع تَخيل نَفسي بين احضانك لَكنتُ رَفضت قطعًا الزواج مِنك "

قامَ بامساك رأسِها و تَقبيلِه قائِلاً " شُكرًا لك ايها الخَيال لانك صَورّت لَها مَشهدًا و هي بين احضاني ، ها انا ذا جِئتُ لاجعلهُ حَقيقيًا "

تَذكرت هي شيئًا اضافيًا جَعلها تُسارِع في الاعتِدال في جَلستِها و اخبارِه " تَذكرتُ شيئًا اخَر قرأتُ عَنه ، انهُ قليل الأدب لكنّي ساقولهُ لك "

اعارَها اهتِمامه من جَديد يومِئ لِمَن تابعَت " هذه المجموعَة بها الكَثير من المقالات قليلَة الادب ، لقد كنتُ احاول تجاوزها كُلها لكنّي قرأت بَعضًا مِنها ، و اكتَسبتُ القليل من الخِبرَة "

" حسنًا بما انكِ اصبحتِ مُتزوجَة لن امنعكِ من قرائتِها " تَحدث بينَما يُطبطب على وَجنة مَن تَحدثت بِخجلٍ حينَما اشاحَت عُيونِها للنحو الأخَر " حسنًا المقالُ كان يَتحدث حَول العِلاقَة الزَوجية "

" اُريد ان اُخبرك ألا تَحكمي على تجربتكِ بناءًا على تجارُب غَيرُكِ ، فليس كُل النساء يَملكن نَفس زَوجكِ همم ؟ سَتجدين ملايين التجارب المُختلفَة ، منها الجَيد و السَئ لِذلك ثقي بِتجربتكِ الخاصَة فقط " قاطَع كَلامُها بعدَما قام باحتِضان وَجنتِها و المَسح على بشرتِها بطرفِ ابهامِه بِحُب

قامَت بالايماء لهُ بابتِسامَة ظريفَة اذ تابَع قائِلاً " الأن اخبريني ماهو ذَلك المقال ..؟ عمّا يَتحدثُ تحديدًا ؟ "

قامَت بتَبليل شَفتيها قبل ان تَتحدث بِحَرج " انهُ يَتحدثُ حَول صُنع جُدول اسبوعيّ للعلاقَة ، كيّ لا نَسمح للملل بالتَسلل بينَنا "

" جُدول ، اُسبوعيّ ؟ " سأل مُستغرِبًا قَبل ان يُشاهدها و هي تَقومُ بالايماء برأسِها مُتحدثَة " اجَل ، الكَثيرُ رشّح ان يكون هُنالك يَومين اسبوعيًا ، او كَحدٍ اقصَى ثلاثةُ ايام ، كيّ لا يَدخل عامِل المَلل بيننا و تَبقى العِلاقَة تملكُ هَيبتها "

رَمش مَصدومًا مِما يَسمع و لِشدَة دَهشته ضَحِك بِعَدم تَصديق ، لم تكُن تفهم سَبب قهقهته التي اثارَت انزِعاجها لَكنها عَبست ما ان وَبخها مُنزعِجًا بِدوره

" مَرتين اسبوعيًا ؟ عَزيزتي ! اتعرفين من الذين يُقيمون جُدولاً ؟ اؤلاءك الذين تَزوجوا من عَشر سَنواتٍ او اكثَر ، ثُمّ تأتي انتِ لِعَروسين لم يَمضي على زواجِهما ثَلاثة ايامٍ و تَقولين انّهُ علينا اقامَة جُدوَل ..! هل جننتِ ؟ "

" انا فَقط اُحاول ان اطرد المَلل ..! " قالَت بِعُبوس و هي تُطالِع اصابِع يديها قبل ان تنتفِض حينما انفعَل قائِلاً " انا لم اشبَع منكِ بعد كيّ أملّ ..! اي مَللٍ تتحدثين عنهُ ؟ "

" لكِن ، لا اُريد ان تَقل رَغبتك بي عن الأول ، في تلك المَجموعَة هُنالك الكَثير قُلن ان ازواجهنّ بدأت يَرفضون النوم بجانبهنّ لانهم مَلّوا " وَضحت وِجهة نَظرها بوجهٍ عابِس و هي تُخاطب زَوجها الذي ارجَع شعرهُ الي الخَلف بِانفعال

مَدّ يدهُ اليها " سويون اعطيني هاتفكِ "

احتَضنت يديها الي صَدرِها ثُمّ نَفت برأسِها تعترِض " ك..كلاّ "

رَمقها بِنَظراتٍ سامَة ارغَمتها على اخراجِ هاتفها و تَسليمِه اليه ، فتح رَمز المُرور ثُمّ دَخل الي الفيسبوك يَبحث عن تِلك المَجموعَة ، نَقر عليها و بِمُجَرد ان تَوجه الي الاعدادات الخاصَة بها ضَغط على خاصيَة المُغادرَة

وَجه بَصرهُ الي زَوجته العابِسَة من جَديد ثُمّ تَحدث بجديَة " اياكِ و السَماح الي ليلان بادخالكِ الي مجموعاتٍ من بشرٍ لا تُشبهنا ، نحنُ مُختلفان عن بَقية المُتزوجين ، نملكُ حَياة و مَشاعر و احساسيس ليسَ كمثلها ، شَغفنا في الحُب يَختلف عَنهم ! لذلك لا تَسمعي قِصصهم التافهَة "

استَمعت اليه و اخَذت كلامهُ بِعَين الاعتِبار خُصوصًا انّهُ قام بِتَقبيل جَبينها و احتِضانِها اليه حتّى يزيدُ من اطمِئنانِها حينَما تابَع بلُطف

" لو تُلقين نَظرة على قَلبي و تَرينهُ كيف مُمتلئ بك حَد الاشباع ، لن تُفكري و لو لِثانيَة اني قَد أملّ يَومًا مِنك "

اتَكئت بِرأسِها على صَدرِه ثُمّ قامَت بالايماء ايجابًا استَجابَةً الي كَلامِه ، اغمَضت عُيونِها قبل ان تَقول " حسنًا ، لقد اقتَنعت "

اخَفض راسهُ اليها قبل ان يَقوم بِنقر خاصتِها متحدِثًا " حقًا ؟ هل اقتَنع هذا الرأسُ الصَغير اخيرًا ..؟ "

قامَت بالايماء ايجابًا ثُمّ دون مُقدماتٍ وَجدتهُ يَقترِبُ مُسرِعًا لِتَقبيل شَفتيها و سَحبها للالتِصاق بِه ، ابتسمَت بِلُطفٍ وسط قُبلته ثُمّ بادَلتهُ بِحُب بالِغ

هي الفتاةُ الاكثَرُ حَظًا ، لانّها تَحصلت على رَجُلٍ كَمِثله
يُحبها و يُقدرِها و يَتفهمُ احتياجاتِها

و الأهمَُ من ذَلك انّهُ يَستمعُ اليها مَهما كانَ حديثُها تافِهًا
يُشعِرُها انّهُ مُهِم و شَيق حتى ان كانَ مُمِلاً

لِذلك هي تُحِبهُ ، تُحبه بشكلٍ لا يُصدَق
تَجسدت فيه كامِل مُواصفات رَجُل أحلامِها

الرَجُل المُراعي مُرهَف الحِس و العاطِفَة
من يَحتويها بِكلمته قَبل لَمستِه

يُشعِرُها انّها أثمَنُ ما في الوجود
يَجعلُها تُقدِس نَفسها من كِثرَة احاديثه عَنها

يَتحدثُ مَعها عَنها كما لو انّهُ يَصفُ جوهَرةٍ غالِيَة لا تُقدّر بِمليارات الدولات ، لانها فعلاً كَذلِك ، بالنسبَة اليه مالُ الدُنيا و لَن يُعوضه عَن قِطعَة قلبِه التي تُزيّن حَياته و تُنيرُها

بعدما كانَ العالِمُ باهِتًا في اعيُنه
جاءَت هي و لَونت تفاصيلَه و بَثّت فيها الحَياة

شُغله الشاغِل اصبَح البَحثُ عن ابتِسامتِها و سَماع احاديثِها العِشوائيَة التي تُضحِكه و تَصنعُ تفاصيل يَومِه بِحُبٍ و عِنايَة

حُبهما ، نَقيّ لاقصَى حَدٍ مُمكِن

•••

صَباحُ اليَوم التالي

كانَ الجَميعُ مُجتَمِع عَلى طاولَة الفُطور عَدا ايڤا التي كانَت اعراضُ الحَمل المُتعبة تُعيقها عن تَناول الطَعام و تَقبله ، كانَت تقضي الصَباح بالاستِفراغ طيلَة الايام الماضِيَة لذلك اصبَح ذلك روتينها الاعتياديّ

نَظر جيون الي تايهيونغ حينَما احس بالقَلق على ابنتِه
يعترِفُ انّهُ اهملها مؤخرًا بِسبب انشِغاله مَع سويون لِذلك سأل

" تايهيونغ مابِها ايڤا ؟ هل هي بِخَير ؟ " استَقام من مجلِسه حينَما لم تَحضُر طِفلَتهُ ثُمّ مَشا بِخُطواتٍ مُتسارِعَة الي غُرفَتها لِتفقد حالِها

لم يُجبه تايهيونغ الذي بمجَرد ان اراد الحَديث وَجد الوزير قد قامَ بالفعل ، حَدق في سويون التي احسَت بالذُعر من حَقيقة اكتِشاف زوجِها حَمل ابنتِه لذلك لَحقت به مُباشرَة ، دَخلت خَلفهُ تَجِدهُ يجلس القُرفصاء عند ظَهر ابنتِه في الحَمام يُطبطبُ على ظهرِها و هي تَستفرِغ

حينَما انتهَت قدم لها المَناديل يَمسحُ لها شَفتيها بِرفقٍ قبل ان يَتحدث بِقلق و هو يَتفحصُ حرارتِها " حَبيبتي مابكِ ..؟ هل مرضتِ مُجددًا ؟ "

قامت بالايماء برأسِها فالمَرضُ اكثرُ حُجّة تستطيعُ الاختباء وراءِها لِسَتر جَريمتها بِحَق أبيها الذي احتَضن وَجنتيها بِقلق " دَعينا نذهبُ الي المُستشفَى ، ربما يَنقُصكِ بضع فيتامينات فَمناعتكِ ضعيفَة من الاساس "

ساعَدها على النُهوض من الأرض بينَما يَحتضِنُها الي صَدرِه يمسحُ على ظهرِها بلُطف ، نَظرت ايڤا الي زَوجة أبيها التي تَقفُ خَلفه بِحُزن بالِغ ثُم رافَقتهُ الي سريرِها حينما مَشا بها حتى يُجلسها

اجلَسها عَليه يَستعدُ لاخراج هاتِفه كيّ يطلُب الطاقم الطبيّ لَكنها اسرَعت بِمنعه و النفي برأسِها مُحاولة اختلاق حُجة مُقنعَة " انظر ابي ، انا لستُ مريضَة مرض عُضويّ حقًا ، حتى حَرارتي ليسَت مُرتفعَة "

جَعلتهُ يلمسُ جَبينها للتأكُد من حَرارتها الطبيعيّة ثُمّ رأتهُ يَتعجبُ قبل سُؤالها " حسنًا ياروحي اذًا مابكِ ؟ حالكِ لا يُعجبني ، انتِ شاحبَة و تَستمرين بالاستِفراغ ..! "

نَظرت الي سويون ثُمّ عاوَدت التَحديق بِه قبل ان تَقوم و هي تُخفِض عُيونِها عَنهُ " ح..حسنًا في الواق..الواقع ، لا اعلمُ كَيف اُخبرك هَذا ، لكنّي اشعُر بالغيرَة "

" تَشعرين بالغيرَة ؟ " فرّق بين جُفناه مُندهِشًا حيثُ رَفع عيناهُ للتَحديق بِوَجه زَوجتهُ التي تَقفُ عند الباب تُراقبُ بِصَمت ، تابَعت الصُغرَى تقول بينما تَعبس " انت تَعرفُ اني امرض حينما اغارُ عَليك ، مُنذ ان كنتُ صغيرَة "

هو يَعرِفُ فعلاً ان الاطفال حينما يَغارون يَمرضون ، لكن ابنتهُ لَيست طِفلَة ..!

رَمش مُستغرِبًا لَكنهُ اقتَنع بِكلامها حينما تابعَت مُمثلَة الحُزن " في الواقِع انا لستُ الومك بتاتًا ، لكنِك اهملتني و انشَغلت بِزواجِك ، لم تَعُد تبقَى مَعي ابدًا او تَستمع الي احاديثي ، اعلمُ ان سويون أحَق بِك منّي ، لكِن انا فقط اشتاقُ اليك كثيرًا يا ابي "

في الواقِع ، هي لَيست حزينَة البتّة على تَفضيل والِدها لِزَوجته هذه الفترَة ، بالعَكس هي سعيدة لِرؤيتِه زَوج مثاليّ يُجيد اسعاد امرأتهُ و الاهتمامُ بِها

تُحِب رؤيتِه يعيشُ كَـ كُل المُتزوجين و لا يَضعها هي حاجِز بينها و بَين زَوجتهُ ، لَكِنها اضطَرت اختِلاق حُجّة تُقنعه لِتشتيته عن حَملِها

لَيست مُستعدَة بعد لِرؤية كَسرتِه في الوَقت الراهِن

وَسّع الوَزير جُفنيه بِخفّة قَبل ان يَنتابهُ تأنيبُ الضَمير تِجاه صَغيرتهُ ، احسّ بالحُزن الذي عَبر عنهُ بعدما احتَضن وَجنتيها " اوه ..! لابد اني كنتُ انانيّ بالالتِفات الي حَياتي و نِسيانكِ ، انا اسِف لاني جَعلتكِ تَشعُرين بِغُربتكِ عنيّ "

قامَت بالنَفي بِرأسِها و رؤيتِه بهذه الحِنيّة المُفرطَة تَجعلُ عينيها تَغرقُ بالدُموع رُغمًا عن ارادتِها ، سارَعت باحتِضانِها بعدَما فقدت سيطرتِها على مياه عُيونِها و انسكَبت تُغرق مُحيط وَجهها اذ اعتَذرت من صَميمِها بِقَهر

" ان..انا الاسف..الاسفَة يا ابي ، ارجوك سامِحني "

لم يكُن يَفهم سبب اعتِذارها لهُ ، لَكنهُ بالمُقابل قامَ باحتِضانها كَذلك يَحتويها بداخِل ذِراعَيه و يَمسحُ بِحُبٍ عَلى كامِل ظهرِها " هِشش ، لا تَعتذري ، ساُعوضكِ على اهمالي لكِ همم ؟ سَنخرجُ اليوم في نُزهة انا و انتِ فَقط ، يُمكنكِ ان تَطلُبي مني ما تَشائين و سأمنحهُ لكِ مُباشرَة "

هَمس لَها بالقُرب من اُذنيها يَشعُر بارتِعاشها بين يَديه و هي تَبكي بِحرقَة ، لا تَعرفُ كَيف اخذها شيطانُها بِتلك الطريقَة البشعَة حتّى تُؤذي والِدها ..!

والِدها الذي ليسَ كمِثله بتاتًا
لم يَبخل عليها يومًا بِحُبه و لا دَلالِه
ان طَلبت عُيونِه يُقدمِها اليها دون أن يَهتم

بَكت كَثيرًا و تأنيبَه قد زاد لِكَونه يَظنُها تَشتاقهُ
اعتقَد ان بُكائها المُفرط بسبب اهمالِه لها لذلك لَم يكف للحظَة عن لَومِ نَفسه و مُعاتبَة ذاتِه ، كانَ على وَشك البُكاء مَعها لَولم تَبتعد عنهُ و تُحيط وَجنتيه

" لا تَبكي ، ارجوك لا تَدعني يومًا اكونُ سبب في حُزنك مَهما حَدث " قالَت الصُغرَى و هي تُقبل جَبينهُ و وَجنتيه ، شَفطت سائِل انفها بينَما تُتابع بغصّة " انا لستُ ابنَة مِثاليَة ، لَكن الخطأ ليسَ منك ، لا اُريدك ان تشعُر يومًا انك لم تَعرِف كيف تُربي ، انت احسَنت تربيتي يا ابي ، لَكن الغلط منّي "

عَقد حواجِبه حينَما عجز عن فَهم ما تُحاول ايصالَهُ اليه و حتّى يتوصل لاجابَة مُرضيَة سألها بِقلق " مابك ياحبيبتي ؟ ما الخطأ الذي ارتَكبتيه ؟ "

مَسحت دُموعِها بِكُم قَميصِها ثُمّ قامَت بالابتِسام بلُطف " ساترُكها لك مُفاجئة ، حينما نذهبُ الي الجامعَة بعد قَليل "

استَغرب اكثَر لكنهُ اكتَفى بالايماء ، بَحث عن زوجتهُ بالجوار فَعلم انّها غادَرت بالفِعل و تَركت لهُ خصوصيتهُ مع ابنتِه اذ بعد الحاحٍ شَديد منهُ قَبلت ايڤا الانِضمام الي طاولَة الافطار

استَطاعت ان تأكُل القَليل باصرارٍ من والِدها و غالبيَة طعامِها كان سوائِل ، شَرِبت الكَثير من عصير الليمون الذي كانَت تشتهيه بشدّة لَكن جُيون كان يَراهُ مُضرًا بِصحّة قلبِها

يَعرِفُ ان اُمها قَد تُوفَت بِمَرضِ القَلب
لذلك يخافُ ان تَرِثهُ ابنته على المُستقبل البَعيد

و كثرَة الحوامِض تُضعف نَبضات القَلب
لِهذا اخَذ العصيرُ منها بِصُعوبَة على حِساب مُخاصمتها لهُ

غَضِبت منهُ و هو تجاهَلها تمامًا تحت نَظرات سويون المُتفاجِئَة
للتو كان كِليهما يَبكيان في احضانِ بعضِهما ..!
متى تَحولت تلك الدراما الي شِجار ..؟

طيلَة الطريق الي الجامعَة ايڤا رَفضت الحِوار مَع والدها و الرُكوبِ مَعهُ ، و هو لَم يَهتم كَذلك بل جَعل زوجتهُ تُرافقه و تجلس بِقُربه بينَما يسيرُ خَلف سيارَة ابنته الجي كلاس من شركَة مرسيدس

هل هذا الشجارُ نَشب بفعل كأس العَصير؟
سويون علِمت ان هرمونات الحوامِل فعلاً لَيست سهلَة..!

انزعج من صَخب سيارة ابنتِه بفعل الموسيقى العاليَة التي تُشغلها لِذلك حينما وَقف كليهما عند اشارَة المُرور انزل النافذَة للصُراخ عَليها

" ايڤا اطفئي تِلك الموسيقى القذرَة حالاً ..! "

لم تكُن مَعاني كلمات تلك الاغاني الاجنبيَة لطيفَة
كُلها اباحيَة تخدشُ حَياء اُذنيّ الوَزير الذي وَجد طِفلته تُغني مَعاها بينَما تُخرج لِسانها لاغاضتِه ، كيّ لا تَسمح لهُ باجبارِها على اغلاقِها اخترَقت اشارَة المُرور و اسرَعت بالمُغادرَة

هل لانها ابنَة الوَزير تظنّ انها تَستطيعُ حقًا خرق القوانين؟
الاجابَة ستكونُ نعم ، في حالَة ان كان والِدها راضٍ عَنها
لكنهُ حاليًا في اقصى مراحل غَيضه مِنها
لِذلك رَفع هاتِفه للاتصالِ بالشُرطَة

ناظَرتهُ سويون بِصدمَة قبل ان تنطِق مُندهشَة " يا جُيون كلاّ ..! مالذي تَفعلهُ ..؟ "

" ساُربيها " تَحدث و هو يَنتظرُ اجابَة من السُلطات المسؤولة عن شُرطَة المُرور ، حينَما تمّ الاجابَة عليهِ أمَر بِنبرَة جادَة لا يَتخللها ذرَة مُزاح " سَتمُر سيارَة بِرقم تسلسليّ كالآتي **** ، اوقفوها حالاً و اسحبوا منها الرُخصَة "

وَسعت سويون عَينيها بِعَدم تَصديق حينَما تمّ الاستجابَة الي امَرِ زوجِها اذ بمجَرد ان مروا بدوريَة شُرطَة وَجدوا سيارَة ايڤا مَركونَة على جانب الطَريق

رَكن جُيون خَلفها ثُمّ نَزل وَجد الصُغرى تتشاجَر مع الشُرطي مُتحدثَة بغضبٍ واضِح " الا تعرفُ حَضرتك من اكون ؟ هل تعلمُ ان علم والدي ماذا قَد يفعلُ لَك ..؟ "

حَدق الشرطيّ بها و هو يُراجع رُخصة سياقتِها الدوليَة اذ اجابَها بهُدوء " الاوامر صَدرت من والد حَضرتك انستي "

التَفت الي الخَلف حينما سَمِعت جُيون ينطِق بِدَوره " صادروا رُخصتها و لا تُعيدوها اليها إلا حينَما أمرُ بذلك "

طالعتهُ ايڤا بِعَدم تَصديقٍ قبل ان تنطِق بانفِعال " ابي !! لايُمكنك فعل ذَلك بي !! " صاحَت قبل ان تتأوه حينما مَسكها من اُذنها يَجُرها الي سيارتِه " اغلقي فَمكِ ايتُها الساقِطَة ، كيف تسمحين لِنفسكِ سَماع تلك الاغاني ذات الكلماتِ الفاحِشَة ! اركبي و ساُعاقبكِ لاحقًا "

دَفعها للرُكوبِ من الخَلف رُغمًا عن ارادتِها ثمّ طالع تايهيونغ الواقف امام سيارَة ابنته مُتحدِثًا " تايهيونغ عُد بالسيارَة الي المنزِل و الحَق انت الي الكُليّة "

اومئ الاصغَر بِرأسِه استجابَة لأمر من ادار مِقوَده للرَحيل مُتجاهلاً تَذمرات ابنتِه التي هَددتهُ برمي نَفسها من نافذَة السيارَة

احكم على اغلاقِ الابواب و النوافِذ و قد نَجح في تَدمير مُخططها بالفِعل ، كانَت على وَشك البُكاء من شدّة انزعاجِها لِذلك صَرخت به " اكرهك ايها العَجوز "

كيّ يُغيضها قام بامساكِ يد زَوجتهُ و تَقبيلِها امام عُيون ابنتِه التي انهارَت من الغيرَة ، والدها يُدلل امرأتهُ و يَتجاهلها هي..!

هي عَلى وشك البُكاء لَكنها قاوَمت بصعوبَة و قالَت " لَيتك بقيت اعزَب وَحيد ، اتراجَع عن فكرَة تزويجك " اقتَربت تَفصل بين يديهما مُتابعَة " ابتَعد عن صديقتي ، دَعها "

ضَحِكت سويون عن انفعالِ صديقتِها و لكونها تعرفُ ان الحَمل لهُ دور في مزاجِيتها قامَت بِمُسايرتِها بالفِعل

بِوصولِ ثَلاثتهم الي الجامِعَة فَرت ايڤا للهروبِ اولاً من تَسلُط والِدها و بَقت سويون مَع زوجِها و التَوتر يَنهشُها اذ قالَت " سيتحدَثُ الجَميعُ حَول ما حَدث بالأمس ، انا مُتوترَة "

" الناسُ لن تتوقف عن الحَديث بِكُل الأحوال ، لِذلك لا تَشغلي فِكرك بِهم ، ثقي بِنفسك و اعرفي ان زَوجكِ خَلف ظهرِك دومًا هِمم ؟ " هَمس لها بِحُب بينما يقومُ بِملاعبَة خُصيلاتِ شعرها بِرفق

توترَت اكثر من فِكرة دُخولهما الي الجامعَة سويًا لِذلك ارادَت الانفصال عَنهُ و الانضِمام الي ايڤا ، لَكِنهُ رَفض و شابَك يدهُما سويًا مُتحدِثًا " لازالَت على مُحاضرتكِ الاولَى عِشرون دَقيقة ، دَعيني اشتري لكِ قهوَة مُثلجَة و قطعة من الدونت حسنًا ؟ "

انتابَها الرُعب لَكنها استَجمعت شَجاعتها في النِهايَة
هو زوجِها و لا تَملكُ مُبرر لِتجاهلُه ، بالأخير الجَميع سيتحدَث

اومأت لهُ و اقبَلت على خُطوَة التَرجُل مَعهُ الي الجامعَة و هو يَتمسكُ بيدُها يَرفُض افلاتِها ، كانَ يبتسمُ بِثقَة على غرار صغيرتِه التي تَختبئ خَلف ظَهرِه مُحاولَة تجرُب نَظرات الطلبَة لهُما

التَفت اليها حينما تَوقف امام الدرَج اذ كان الجَميعُ يقفُ عند حواف الطوابِق العُلويَة كيّ تتسنَى لهُم فرصَة التَحديق بالوَزير و امرأتِه

بَعضهم كان يَلتقطُ الصُور لَهُما كيّ يُريها للمُتغَيب عن الجامعة لاحقًا
سيأخذانِهما مُحتوَى لاشهرٍ قادمَة ، او رُبما لِسَنوات..!

فَمذا الذي سيتَنكرُ بهيئَة بُروفيسور لاجلِ التَقرُب من طالبته ..؟
لا احَد غير الوَزير

قِصَة لن تُكَرر مَرتين
سَتُحكى في كًل مَجلسٍ سواء بِفنجانِ قهوَة او بِدونها

نَظر الوزير في عينيّ زَوجتهُ و حينما لاحَظ خُيوط حذائِها الرياضيّ مفتوحة ، تَطوع للنُزولِ على رُكبتِه و رَبطِها امام اعيُن جَميع من انتَحب في سِرّه و بَعضه غي عَلنه

احسَت سويون بالحَرج حينَما استَمعت الي اصواتِ نَحيب الفتيات حَولِها ، سَتنهارُ من خَجلها لذلك حينَما نَهض لِمُقابلتها من جَديد مُتحدثَة " سيُغمَى عليّ بِسبب الاحراج تَوقف ..! "

" لديكِ ذراعاي ، ستحملكِ ان وَقعتِ " هَمس لَها مُبتسِمًا بالطريقَة التي تَجعلُ قلبها يَسيحُ من حَرارَته ، عاوَد مُشابكَة يدهُما سويًا ثُمّ واصَل الصُعود الي الطابِق الثانيّ حيثُما تتواجد الكافتيريا

كان هنالك وَصف امام طاولَة الطلب لِذلك وَقفت سويون خَلف زوجِها تقومُ بحشرِ رأسها داخِل مِعطفه بِخجلٍ بالِغ

الجَميع يُحدق بِهما بشكلٍ مُبالغ لِذلك التَفت الوزيرُ اليها يُطالع عُيونِها ، سَحبها للمَجيئ و الوقوفِ امامهُ بدلاً اذ لَف ذِراعيه حَولها من الخَلف قائِلاً

" مَكانكِ دومًا بالأمام " اخَفض بصرَهُ الي عينيها المُستحيَة ، كانت تُخفي سعادَة عارِمَة وراء ذلك الخَجل اذ لطالَما حلُمت ان تحصُل على رَجُلٍ لا يَستحي من تَدليلِها امام العَلن ، و زَوجِها بالفِعل من ذَلك النَوع

ابتَسم عَلى لطافِتها ، خجلها و احمرارُ خُدودها يَجعلهُ ينخفضُ الي مُستواها هامِسًا بِخُبث " مَشهدكِ و انتِ بهذا الشَكل يَجعلني ارغبُ في استدعائكِ الي مَكتبي لِتَطبيق ما يَفعلهُ العميد و طالبته في الرِوايات "

طالعتهُ مُصغرَة عيونِها حيثُ قالَت " كلاّ ، قُلت ان عِلاقتنا مؤدبَة لا يُمكننا فعل ذَلك في كُل مَكان "

" لكلّ قاعدَة استِثناء ..! " هَمس قائِلاً قَبل ان يَبتعد عَنها حينما وَصل دَورهُما ، طَلب لها دونتس بالشوكولاتَة مع قهوَة مُثلجَة بالفانيليا ثُمّ اخَذ طلبها يسوقُها الي طاولَة بعيدَة عن ضَجيج الطلبة

حرِص على اجلاسِها و وَضع طلبها امامَها اذ قامَ بالتَربيتِ على رأسِها قائِلاً " احرصي على مُراجعَة دروسكِ في العشر دقائِق المُتبقيّة ، انا ساذهبُ للادارَة من اجلِ مُناقشَة المُدير على الضجَة التي احدثتها البارِحَة "

رَفعت الصُغرى عيونِها نَحوهُ ثُمّ قامت بالايماء من اجله مُبتسمَة ، تَركها بعد تَوصياتِه و غادَر الي مَكتبِ المُدير في الوَقت الذي لمحت بِه سويون جيمين جالِس في طاولَة مُجاورَة

تَرددت كثيرًا في الذهابِ و الحَديث معهُ ، لَكنها عَزِمت على رَغبتها في اصلاحِ سوء الفهم بينهُما حينما حَملت قهوتِها و تَوجهت اليه

جَلست معهُ دون طلبِ اذنه و لِكونه كان يَضع سماعاتِ الراس لم يَنتبه اليها الا حينَما استَقرت امامَه ، اغَلق المُحاضرَة التي يستمعُ لها ثُمّ طالع الصُغرى مُتفاجِئًا

كانَ هُنالك شُحنَة من السلبيَة بينهُما بفعل اخرِ ما حَدث لِذلك قامت هي بالمُبادرَة حينما سألتهُ بِصوتٍ خافت " هل انت بِخير ..؟ "

استَغرق وقتًا لاجابتِها اذ راجَع اخر الاحداثِ التي جَرت بِصَمتٍ تام ، قام بِتَحريك رأسِه مع الابتِسام بوديّة " انا بِخَير "

" سمعتُ انه تم اختِطافك ، هل تأذيت كثيرًا ؟ " نَبست بِقلق و هي تتأمُل وَجهه الذي عَليه بعض من آثار الضَرب ، اخفاها بِلاصق الجُروح

التَمس مكان الكَدماتِ باصابِعه ثُمّ اجاب بِهدوء " اعتقدُ اني اخذتُ جزائي ، لاني فكرتُ باستغلالك للحصولِ على ثَروةِ اُمي ، ادركتُ ان حُسن نيتكِ يَأتي لكِ بحقكِ دون التَدخل من طَرفكِ حتّى "

حَدق في عُيونِ من ابتَسمت بِتوتر ثُمّ واصَل بلُطف " انا اسف لاني كنتُ انانيّ و لم التِفت الي رَغبتكِ ، علمتُ انكِ تُحبين الوزير لاحِقًا و بِصراحَة انتُما مُناسبين الي بَعضكما ، زواجكِ مني كان سيظلمُ كلينا لانّي بكل صَراحة لا احملُ مَشاعر ناحيتكِ تتعدا الأخوَة "

" صحيح انّي انبهرتُ بِجمالكِ حينما رأيتكِ للمرَة الاولَى ، لكن بمجَرد ان عاشرتكِ وجدتُ انّي لا استطيعُ رؤيتكِ اكثر من اُخت صغرَى ، مِثلكِ مثل ايڤا تَمامًا ، و رُغم حَقيقة شعوري نَحوكِ ألا انّي اصريتُ على الزواجِ منكِ بِسبب طَمعي ، لِهذا لا اجِدكِ مُخطئة بكل ما حَدث "

اطمَئنت سويون حينَما أراحَها جيمين بِحديثه
كان من المُريح فكرَة انّهُ لا يَحمل نحوها أيةُ ضغينَة
لِذلك ابتَسمت لهُ بلُطفٍ قائلَة

" لا عَليك ، في المُقابل انت حاولت مُساعدتي و غامَرت بحياتك للزواج منّي ، لذلك لن ارى تَقدمك لِخُطبتي بِمنظور الاستِغلال ، ساعتبرُها مبادرَة لطيفَة مِنك في مُحاولَة اخراجي من قُعري المُظلم "

" في الواقع قد كُنت غبيًا حينما ظَننتُ اني سأقفُ في وَجه مارك ، صدقًا لا احَد يستطيعُ ايقافهُ سِوا جيون ، لذلك انا سَعيد انكِ تَزوجتِ منهُ ، رُغم ان قلب امي كان ضَحية زواجِكما ، لَكن الحُب ليس بالإرغام ، اتمنى لكُما السعادَة "

تَحدث و هو يُربِت على يَد الصُغرى التي ابتَسمت لهُ بِوسع ثُمّ شَكرتهُ بوديّة " اتمنى ان تَحصُل انت على الفتاة التي تُحبها بِصدق في وقتٍ قريب "

اكتَفى بالابتِسام و جَمع ادواتِه قبل النُهوضِ حيثُ قال " شُكرًا لكِ ، استأذنكِ مُحاضرتي سَتبدأ " استَقام من مَجلِسه يُلوح لِمن تَبعته بعينيها بِراحَة

تَنفست الصَعداء و احتست من قهوتِها مُتحدثَة " لا يَوجد مثيل لشعُورِ الراحَة ، خِفت ان افقد عِلاقتي بِجيمين ، لكنهُ مُتفهم "

ابتَسمت بسعادَة و قامَت بالاتكاءِ على ظهرِ الكرسيّ و لِقُصر قامتِها ارتفعَت اقدامِها عن الارضيَة لذلك بدأت تُؤرجحهما و هي تَتناول من الدونتس

في غُضونِ تلك اللحظاتِ حينما دَخل جُيون الي مَكتبِ المُدير تفاجَئ بوجودِ ابنتِه و ابنَة خالةِ جيمين لَديه ، قَطب حواجبه بخفّة ما ان رأى الثانيَة اذ قال " جونغهي ، انتِ هُنا ..! "

كان يَرى آثارًا من الضَربِ على وَجه الصُغرى التي نَهضت و اقتَربت منهُ بفرحَة لا تَسعها " عمي جُيون ! اشتقتُ اليك "

كانَت تُريد مُعانقتهُ لكن ايڤا تَدخلت بِدفعها بعيدًا عنهُ " لا تُعانقي ابي انهُ ممتلكاتٍ خاصَة "

حَدقت جونغهي بِها بنظراتٍ سامَة اذ سَمِع جُيون المُدير يَتدخل بالحَديث " من الجَيد انك جئت سيد جُيون ، كنتُ سارسل لك دَعوة استدعاء وليّ امر بِخُصوص ابنتك "

دَفع الوزير بِحاجباهُ عالِيًا ثُمّ ناظَر ايڤا التي زَمت شَفتيها تُطالِع السَقف بينَما تطرُق بِقدمها على الأرض ، اهذِه هي المُفاجئة التي تنتظِره بالجامِعَة ؟

تَحمحم ثُمّ سَمِع المدير يُتابِع " ابنتك قامَت بالتَعدي على الطالبَة جونغهي و اختلاق شِجار معها ادَى الي تورّم وَجه المعنيّة بداخل الحَرم الجامعيّ ، بصراحَة لم نستطِع التغاضي عن الامَر لكن ان اردَت حضرتُك سَنتسترُ عليها و نق.. "

قاطَعهُ الوَزير مُباشرَة حينما قال بِوَجهٍ فارِغ " انا لا أعرِفها "

رَمش المُدير مُنصدِمًا تَمامًا كَما فعلت ايڤا اذ قال الرَجُل مَدهوشًا " ماذا ؟ "

" كما اخبرتُك ، انا لا اعرفُ هذه الفتاة " نَطق جُيون و هو يُدخل يداهُ بجيوبِ بنطاله الرسميّ اذ تابَع بجديّة " لِذلك ارجوا مِنك ان تُطبق الاجراءات اللازِمَة في عُقوبتِها ، القانونُ يبقَى قانون "

شَهقت ايڤا بقوّة قبل ان تَقترِب منهُ بسُرعَة " ابي !!! هل تَبريت منّي للتو ؟ انا ابنتُك ..؟؟؟ " صاحَت به تَقومُ بامساكِ ذراعَيه و هَزِه

قام بابعادِها عنهُ برفقٍ قبل ان يُناظِرُها بجديّة " ابتعدي عنّي يا انسَة فانا مُمتلكاتٍ خاصَة " رَمقها بِنَظراتٍ مُعتمَة جَعلتها تنتحِبُ مُتذمرَة في مَكانِها

هو غادَر و تَركها بعدَما نكرها امام جونغهي ، عَدوتها اللدودَة مُنذ طُفولتها و امام المُدير الذي اتخَذ اجراءات عُقوبتِها تمامًا كما طلب الوَزير

اذ فَصلها عن الجامعَة اُسبوعين هي و الثانيَة و اجبَرهُما على طلاءِ المبنَى الحَديث الذي سيُضّم الي الكُلياتِ قريبًا

طيلَة طريقِها الي هُناك كانَت تتذمر و تَبكي بِتصنع من قَهرِها على ما فَعلهُ والِدها " لا اُصدق ان ابي فَعل بي ذَلك "

" تَستحقين ، اخبرتكِ سَيتزوج و تأخذ زَوجته اهتِمامه منكِ ، لَكنك لم تَستمعي اليّ " تَحدثت جونغهي و هي تَحملُ سَطل الطلاء بِجوارها بينَما ايڤا تسيرُ بالادوات بِغَضبٍ واضِح

" اُصمتِ انتِ ، ليس و كأني لا اعرفُ عينكِ به ، اخذتهُ سويون لانها تَستحقهُ ، ما كنتُ لاسمح لهُ بالزواجِ منكِ و ان كنتِ اخر امراة في العالَم " نَبست ايڤا بِحدّة ثُمّ حَملت اداة الطلاء تَضعها فوق كَتِفها مُتابعَة

" لا تَدعيني اَضربكِ بهذه مُجددًا و لن اَهتم لا لكِ و لا لابي "

" يالكِ من وقحَة مُدللَة ، لا افهم كَيف يُطيق العم جُيون العيش مَعكِ ، لِهذا نَكركِ و تخلَى عنكِ امامنا " هَتفت جونغهي بسُخريَة قبل ان تَرمي الطلاء ارضًا و تقومُ بِالعبث باظافِرها " انتِ من بدأت الشِجار لِذلك عليكِ ان تَطلي الجُدران بِمُفردك "

لو لم تكُن هرموناتِ الحَمل تلعبُ دورًا في حساسيتِها ، لَقامت ايڤا بِحَشرِ اداة الطلاء بِفم الكُبرى و تَلقينها دَرسًا ، لَكن في وَقتها الراهن قد تَسببت كَلِمات الاخرَى بِجُرحها بالفِعل

والِدها تخلَى عنها امامَها و امام المُدير الذي طبّق عَليها عُقوباتٍ لا تُلائم حَملها و وَضعها الصحيّ ، هي لم تقُم باي عملٍ شاق طوال حياتِها ..!

ارادَت البُكاء لَكن تَدخل جُيون عندما ظَهر من خَلفها جَعلها تُطالِعه بِحُزن " صَحيحُ انّي نَكرتُها ، لَكن ذلك امر مُعتاد بيني و بَين ابنتي لا اسمَحُ لكِ باستِخدامه لِجُرح مَشاعِرها ..! "

تَحدث جُيون بِهدوءٍ يُخاطب جونغهي التي اصفّر وَجهها من ظُهوره المُفاجِئ ، كان يَتبع ابنته طيلَة الطريق يُراقب تَذمُراتِها و يرى كَيف سينتهي بها الامَرُ خِتامًا

لَكنهُ لم يَتوقع ان تَجرحها جونغهي بِهَذا الشَكل
نَظرًا لِكَون نُكرانه لَها بتلك الطريقَة كان امرًا مُعتادًا بينهُما

حتى عِندما كانا في بريطانيا ، يُنبهها دومًا ألا تَدخل في المَشاكل و إلا ان تَم استدعائهُ سيُمثل انهُ لا يَعرِفها ، و تَكرر ذلك اكثَر من مرّة

" انا لَم اقصِد ، انت تَعرف المُشادات الكلاميَة بيننا دَومًا " تَحدثت جونغهي مُبررَة اذ وَجدت الوَزير يَقتربُ لاخَذ ادواتِ الطلاء مِن طِفلته يُقدِمُها اليها

" علمتُ سبب الخِلافُ بينكُما ، و بصراحَة اقفُ بصف ابنتي لانها حَطمت وَجهكِ " هَتف بهدوءٍ جَعل الدماء تَتجمَد بِعُروقِ الثانيَة التي انتَشلت منهُ الاداة بِتردُد حينَما تابَع بِنَظراتٍ مُعتمَة " انتِ جَلبتِ سيرَة امرأتي و ضَحكتِ عليها وِسط مَجمعٍ من الطُلاب ، و لان طِفلتي لا تُحب على زَوجة أبيها ابرحتكِ ضربًا ، تَستحقين في الحَقيقَة "

اخَفضت جونغهي رأسِها بِاستياء من تَوبيخ جُيون اليها اذ تابَع بِصرامَة " ايڤا و سويون خَط احمَر بالنسبَة اليّ ، انا اَصرخُ على ابنتي و اوبِخها ! غيري ان فَعل اقطعُ لِسانَه ان جَرح طِفلتي بِحَرف ! لِذلك لا انصحكِ بتجاوز حُدودكِ من جَديد ، انتِ كَبرتِ و لم تعودي طِفلَة كما في السابِق ، اصبحتِ تَعرفين الصَح من الخَطأ لِذلك زِني كَلامك جيدًا قبل ان تَنطقي بشئ ضِد فَتياتي ! "

لَم تستطِع الفتاة النُطق بحرفٍ اضافيّ بعدَما اخرسها الوَزير الذي امسَك بيد ابنتِه يَسحبها خَلفه لِمُغادرَة المَوقع ، اوقَفها في مكانٍ فارِغ يُناظرها بهدوء " ساكتفي بِعُقوبتك بِفصلك من الجامعة اُسبوعين ، امّا موضوع طلاء المبنى الحَديث سيتمُ استأجار مجموعة من العمالَة لِلعملِ بدلاً منكِ "

هل حقًا يظنُّ ان فصلها من الجامعَة عُقوبَة ..؟
تِلك بِحَق اسعدُ ايامِ حياتِها ..!

سيتسَنى لها النَومُ براحَة و الاستجابة الي رَغبات جَسدِها الكَسول بالجُلوس طوال النهارِ و مُشاهدَة الافلام الدراميّة

اخفَت حماسِها عنهُ و مَثلت الحُزن كيّ يَرى فصلُها عقاب مثاليّ لَها ، لِذلك نَظرت الي قَدميها بِعُبوس ، لَم يَتحمل حُزنِها اكثَر فَهي حبيبَة روحِه..!

لِذلك اقتَرب يُعانقها مُتنهِدًا بقلّة حيلَة " اسِف لاني جعلتكِ تَحزنين ، لكن احيانًا يجب ان اكون حازِمًا بِخُصوصكِ ، حينما تُصبحين اُم سَتُدركين كَم التربيَة امر صَعب "

اسندت رأسِها فَوق صَدرِه بِحُزن حينما جاء بسيرَة الامومَة
كَيف تُصارِحه انّها ستُصبح اُم قَريبًا ..؟

تَنهدت بِضيقِ تَسترت عليه عَبر ابتسامَة مُزيفَة صنعتها حينما ابتعَدت عن حُضنِه ، قامَت بِتَقبيل وَجنته بِحُب " لا عَليك ، لستُ حَزينة "

" لازلتُ عند كَلامي بشأن موعِدنا ، لِذلك عودي الي البَيت مع تايهيونغ هُناك سَتجدين مَلابِس اشتريتُها لكِ حديثًا ، البسيها و سَنذهبُ معًا الي مدينَة المَلاهي " تَحدث مُبتسِمًا و هو يَمسحُ على رأس الصُغرى التي قالَت بِحماس " حسنًا ، لكن هل سويون سَتُرافقنا ؟ "

" كلاّ ، سويون ستذهبُ مع اختها للبقاء مع اُمها ، لِذلك ساستغلّ فترة غيابِها باعطائكِ جُزء من وَقتي " نَبس و هو يُداعِب شعرِها الحريريّ بلُطف

قامَت بالايماء بِحَماس قبل ان تُلوح لهُ بيدِها و تلتفِت للمُغادرَة مع حارِسها ، راقَب ظهرِها بينَما يَتنهد بِضيق " اُحاول بذل قُصار جُهدي لملئ الفَراغ الذي تَركتهُ امكِ ، مَهما حاوَلت ان اقسوا اميلُ لاحِقًا كيّ لا تَفتقدين حنيَة والدتكِ "

حَدق في ساعَة رِسغه قَبل ان يُغادر الجامِعَة الي شَرِكته لانهاء ما تَبقى لهُ ن عَملِه قبل التَوجه الي موعِده اللطيف مع طِفلته بعدما اوصَل سويون و سولبين الي المُستشفَى من اجلِ والدِتهما

قَضى هو يَومِه مع ابنتِه ، يَستمتعُ رِفقتها و يُلاعبها في كافَة الالعاب التي تُناسب وَضعها حيثُ رَفضت الصُعود للالعابِ الخطيرَة حفاظًا على سَلامة جَنينها

اشتَهت البيتزا و اشتَراها جُيون لها رُغم انّهُ من رافضي الأكل السَريع ، لَكنهُ وَعدها بتنفيذ كُل ما تُريده و لو على حِساب رَغبته لِذلك دَللها طيلَة اليوم بِتنفيذ مُطلباتِها و تَعويضها عمّا مَضى

لَكِن ، بِحُلولِ المَساء و عَودتِه الي البَيت مع ابنتِه و زَوجته
صُدِم بذلك البُركان الهائِج الذي يَنتظرهُ في الصالَة

انتَفض مَذعورًا من صُراخِ مَن شَتمتهُ بغضَب

" جونغكوك ايها العاهِر ..!!! "

وَسع عَيناهُ و تَراجع خُطواتٍ الي الخَلف حينما وَجد اُمه قَد وَصلت الي سَفرها تنتظرُ عَودتهُ بفارِغ الصَبر كيّ تَشتمهُ و تنتقمُ منهُ

" ام..امي " ابتَلع ريقهُ و قَبل ان تُداهمه اسرَع بالهرب و الرَكضِ بعيدًا عن مُتناول من قامَت باللحاقِ به تُحاول امساكِه كيّ تضرِبهُ لافراغ غَيضها بِه

" تعالي الي هُنا ، ساقتلك ان امسكَتُ بك " صَرخت بِه و هي تُحاول الوصول اليه ، رَكض حَول الاريكَة و لحقتهُ بعدما ازالَت خَفها كيّ تضرِبه به تحت نَظرات سويون و اُختها المُنصدَمتين

" اُمي دعيني اُفهمكِ فقط ، لقد حَدث كُل شئ بسرعَة " تَحدث الوزير بينَما يَركُض حتّى قام بالهَرب نحو الدرَج للنجاةِ بحياته ، تبعتهُ جونغهيون بعدَما رَمت الشبشب الذي اصطدَم بِظهره " حُجج الساقطات هذه لن تَنطلي عليّ " صَرخت ثُمّ لحقت به الي الطابق العُلويّ

نَجحت في اصطِيادِه تجذبهُ من شَعرِه حتّى تَسببت في اقتلاع جُزء من خُصيلاتِه اذ انهالَت تضرِبه على كَتِفه و كُل ما وَقعت يديها عَليه " انا اُمك ! امك التي انجَبتك ، تقومُ بالزواج من وراء ظَهري ؟ بعد ان انتظرتُ يوم زفافك بِفارغ الصَبر ، تَردني اخبارُ زواجك في الصُحف و التلفاز !! هل هذه اخرُ تربيتي لَك ايها العاق ؟ "

تأوه مُتألِمًا و لِحُسن حَظه انهُ ابتَعد عن انظارِ زَوجتهُ كيّ يُحافظ على ماتبقَى من كَرامته و كِبرياءه ، هرب الي زاويَة المَمرِ يتحدثُ مُنفعلاً " امي عَليكِ سماع القصَة أولاً ثُمّ اُحكمي "

" لا اُريد سَماع شئ سِوا اصواتُ استنجادك " صاحَت اُمه و هي تقتربُ منه لامساكِ شعره لو لَم يقم باستِعطافِها حينما قال " هل سَتقومين بقتل ابنكِ و هو عَريس ..؟ "

تَوقفت مَكانِها تُناظِره باستِياء ، تَنهدت بِقلّة حيلة قبل ان تنطِق بُحزن " بعد ان كُنت انتظرُ زواجك بشَوق ، تزوجت من وراء ظَهري ..! "

" اُمي اُقسم ان زَواجي جاء بسُرعة دون تَخطيط ، عليكِ سَماع القصّة كاملَة اولاً همم ؟ " نَطق بعدَما اقتَرب لاحتضانِ وَجنتيها و تَقبيل جَبينها حتى يُراضيها اذ ناظَرتهُ بِحُزن " ايًا كان ، تَوجب عليك الاتصال بي كي احضُر "

" لم يكُن عُرسًا يا امي ! قد كانت حَفلة خُطوبتها ، دعيني احكي لكِ و سَتفهمين كُل شَئ " اقنَعها بِصُعوبَة ان تَستمع اليه و حينَما وافَقت جَلس مَعها في غُرفة الضُيوف يَحكي لَها عن كُل ما حَدث ابتداءًا من خُطَة مارك انتهاءًا بِخُطته هو

اندهَشت لِسماعها عن قصَة سويون مَع زوجِ امها اذ قالَت بعدمِ تَصديق " يا الهي ..! لم اظُن ان هُنالك اناسٍ بهذه البشاعَة بِحَق ! "

مَسكت بيدِ ابنِها تُربت عليها بلُطف " أحسنَت يا جونغكوك ، قَرارك بالزواجِ منها افضَل شَئ تُقبل عليه في حَياتِك ، لاولّ مرَة تستخدمُ سُلطتك في شَئ يَصلُح "

" اُمي انتِ لم تمتدحيني حتّى حينما استلمتُ منصبي كَوزير !! " تَحدث مُندهِشًا من اُمه التي هفت شعرِها مُجيبَة " تَنصيبك كَوزير لم يكُن شئ مُستحيل بالنسبَة اليك ، وَلدتك عبقريًا تستطيعُ تَحقيق انجازاتٍ عظيمَة في حياتِك العمليَة ، امّا بالنسبَة الي حياتك العاطفيَة فقرارُ زواجكِ كان مُستحيلاً ! لِذلك امتدحك على خُطوَة كهذِه "

" انا سعيدَة لانك التَفت اخيرًا الي حياتك الخاصَة و ادخَلت فتاة تُسعدك و تَهتم باحتياجاتك كَرجل ، اعرف ان ايڤا تَملئ وِحدتك ، لَكن مَهما كان هي لَن تكون بِمقام زَوجتك التي ستُشاركك ابسط تفاصيلك و تَهتمُ بِها ، و بصراحَة قلبي ارتاح الي سويون مُنذ ان رأيتُها ، احسستُ اني ارَى جُزء منك فيها ، تملكُ ذات نظراتِ عيونِك البريئَة ، كان قلبي يُخبرني انها الفتاة التي سَتخطفُ حُبك بِلا شَك ، لِذلك امر زواجكما بداخِل عقلي كان حَتميًا "

ابتَسم الوَزير على كَلام اُمه الذي ادخَل السُرور على قلبِه ، دَنى لِتَقبيل رأسِها برفقٍ ثمّ طالع زَوجتهُ التي تقفُ عند الباب بعدَما طرقتهُ

طالَعتها جونغهيون التي اتسعَت ابتِسامتها حينَما رأتها اذ نَهضت تُسرِع لاحتِضانها " مرحبًا باجمَل عروسٍ في الكَوكب "

نَظرت سويون الي زَوجِها ثُمّ قامَت بِمُبادلَة الكبرى ذلك العِناق " ا..الن تقومي بِضَربي انا كَذلك ..؟ "

ابتَعدت عَن من حَدقت بِها بلُطف تُنفي " لما اضربكِ ؟ اخذتُ ثأري من ابني فالعَتبُ عليه لا عَليكِ "

تَفحصتها جونغهيون بِعنايَة ثُمّ تابعَت " اكتَسبتِ القليل من الوَزن بعد اخر مرّة رأيتكِ بها ، لابد ان ذلك العاق يَهتم باطعامكِ جيدًا "

اومأت سويون مُبتسمَة بلُطف ثُمّ ناظَرت زوجِها الذي اقتَرب يأخُذها من امه مُتحدِثًا " لو سَمحتِ يا اُمي اتركِ الفتاة و ارتاحي انتِ ، السفرُ كان طويلاً "

هو قَطعًا لا يُريد ان تَستلم اُمه زَوجتهُ بالاحاديث المُحرجَة عن طُفولتِه ، لذلك نَجح في الهُروب بها الي جَناحِهما و اغلاق الباب عَليهما قبل فَوات الأوان

" لِما فعلت ذَلِك ؟ كنتُ اريد التحدُث معها قليلاً " تَحدثت الصُغرى بعبوس تُراقب زَوجها الذي ازال سُترته يُعلقها مُجيبًا " لديكِ ايامًا كثيرَة للحديثِ معها و انا لستُ هُنا "

" انت لست هُنا ؟ " سأبت مُتعجِبَة تُراقبه و هو يفتح ساعتهُ و يُرجعها الي صُندوقِها الفاخِر " ساُسافر بالغَد الي بريطانيا "

" جُيون !!! " رَدفت بِصوتٍ عالٍ حتمًا يدلّ على عَدمِ رِضاها بِسَفره في ايامِ زواجِهما الاولَى ، لكنهُ سارَع بالحَديث عابِسًا " صَدقيني الامرُ خارِج عن ارادتي ، سيكونُ موعد افتتاحُ شركتي المُختصّة بالاسلحة قريبًا ، انهُ مَشروع اعملُ عليه مُنذ اكثَر من عَشر سَنوات ، لِذلك لا يُمكنني تَفويته "

نَظرت اليه بِحُزن تَجدهُ يقترب لاحتِضان وَجنتها بِكفه بِدفئ " هِشش لا تَحزني يا عُمري ، كُلها بِضع ايامٍ قليلَة و اعودُ اليكِ ، استغليها بالدراسَة لامتحاناتكِ همم ..؟ " هَمس بينما يُلاطف بَشرة من طالَعتهُ باستِياء

" خُذني مَعك ارجوك " اقتَربت تتمسّكُ باطرافِ قميصِه بِعُبوس ، لا تَودّ مُفارقتهُ بتاتًا لذلك زاد مِقدار حُزنها حينَما قال " للاسف لا استطيع ، عليكِ ان تَدرسي سويون فَوتي الكَثير من دروسكِ و على هَذا المعدل سَترسبين ، لا اُريد لزواجنا ان يَكون عائِق امام مُستقبلكِ كَطبيبة ناجحَة "

رَفع رأسها الذي اخَفضتهُ عن طَريق ذَقنها ثُمّ تابَع هامِسًا " اُريدكِ ان تّهتمي بِدراستكِ جيدًا ، تذكري ان مِهنتكِ من اشرَف و اصعَب المَجالات التي تَتعلق بحياة البَشر ، اُريد رؤيتكِ بالقرب منّي في غُرف العَمليات الجراحيَة مُستقبلاً ، همم ؟ "

كانت الدُموع تتسابَق لاحتِضان بؤبؤ عيونِها اذ عانقتهُ بقوّة ترفُض افلاته " كلاّ لا اُريد ان اتركك ، اريد ان اُجاورك دومًا ، لا تَذهب ارجوك "

تَنهد بقلّة حيلة و هو يُطبطبُ على ظَهرها برفقٍ تام " حسنًا يا روحي ها انا ذا مَعكِ الأن ، لن اترككِ و لو لِثانيَة واحِدَة "

قامَت بحشر رأسِها بداخِل رَقبتهُ مُغمضَة عُيونِها بقوّة " اكرهُ الدراسَة لانها سَتُبعدني عن حُضنك لايامٍ كَثيرة "

" كُله اُسبوع ، سيمر بسُرعَة صدقيني " هَمس باُذن من بَللت رقبتهُ بِدُموعها قبل ان تنطِق بصوتٍ مُهتَز " لن تَمر بسُرعَة على قلبي ، انت لا تَفهم كم انتظرُ نهايَة اليوم بلهفَة كيّ ارتمي بداخل اذرعِك "

كَيف لا يَفهمُ و هو الذي يَضغطُ على نَفسه لانهاءِ العمل بوقتٍ مُبكر فقط كيّ يَستطيع مَنحها اكبر قدرٍ من وَقته ..!

انهُ المُساهم الاكبَر في جَعل الليلِ من نَصيبِها

ابتَعد عنها يقومُ بِتَقبيل عُيونها المُبللَة بِحُب " صدقيني ساقومُ بالاتصالُ بكِ يوميًا مُكالمَة فيديو ، سَنتحدثُ و اُريكِ تفاصيل يَومي باكملِه " هَمس يُراضي من تَمسكت بِمَلابسه بقوّة تأبى تَركهُ

حَدقت في عيناهُ ثُمّ هَمست " ساشتاقُ اليك ، المواقِع لن تُخفف حدّة شوقي لَك ، لن تَجعلي اشعرُ بلمساتِك كالواقِع ..! "

عاوَد تَقبيل رأسِها من جَديد لِيحملها بين ذِراعاهُ يسيرُ بها ناحية السَرير ، جَلس ثُمّ وَضعها فوق افخاذه يَمسحُ بلطفٍ فوق يديها " سَتمضي الايام و سَتجديني بِقُربكِ من جَديد حتى تَملين مني "

" لن أمل منك مَهما حَدث ، اُريدك دومًا بِقُربي " قالت بِدورها و هي تُحيط رَقبتهُ بِذراعها تشعُر بِلمساتِه ضِد ذِراعها ، ابتَسم على كَلِماتها التي تُشعره بأهميتِه في حياتِها اذ اقتَرب لِتقبيل احمرارِ انفها " ايها الطِفل الباكي ! "

" لا تَسخر منّي ! " ضَربتهُ على كَتفه بخفّة قبل ان تَمسح دُموعها تُطالعهُ بغيضٍ وَجدهُ لطيفًا ، دَنى يُقبل انتفاخ شَفتيها من البُكاء ثُمّ هَمس " دَعينا نستغلُ كُلّ دَقيقة تَبقت لنا سَويًا ، همم ؟ "

استَقام و هو يَحملها بين يديه ثُمّ مشا بها الي الحَمام كيّ يستحما سويًا و يُتمان شُؤونهما كأزواج ، حينَما خرَجا لبِسا ثيابًا مُتشابهَة اذ جَلسا فوق الفِراش يتناولان من الفَواكه التي طَلبها جُيون لهُما من الخادِمَة

" مالذي سَتفعله في بريطانيا الي جانِب الافتتاحيَة ؟ " سألتهُ الصُغرى و هي تتناولُ من الرُمان ، فاكِهتها المُفضلّة بعيدًا عن الخَوخِ و المَوز

اخَذ جُيون وَقتهُ بالتَفكيرِ الصامِت حيثُ اجاب بَعد حينٍ " ساذهبُ الي الملك للحَديثِ معه بِخُصوصِ الأمير و زواجه من ايڤا ، اُريد انهاء هذه المهزلَة "

اعتَدلت سويون في جَلستها عِند المَجيئ بسيرَة وليّ العَهد حيثُ سألها جُيون مُستفهِمًا " صحيح سويون ، على سيرة الأمير ، الم يَفعل لكِ شَئ تلك الليلَة حينما اخذكِ معهُ ؟ عُدتِ بوجهٍ شاحِب آن ذاك !! لم ركُن مطمئنًا بصراحَة "

نَظر في عينيّ امرأتهُ التي التَزمت الصَمت لبُرهَة قبل اجابتِه بعَد صَمتٍ مُطوَل " لاصدقك القَول ، حاوَل ان يقترِب منّي و يَلمسني بطُرقٍ مَغلوطَة ، لكن حينَما رآني اخذتُ رد فعلٍ هجوميّ ضِده و هَددتهُ بِك ، خاف و عَرف انّي مُهمَة لديك ، اخبرني ان قُلت لَك عن مُحاولتهُ بالتحرُش بي سيقومُ باقالتك من منصِبك ، لذلك سَكتُّ و لم اتطرَق الي الموضوعِ ثانِيَة "

ضَغط جُيون عَلى قبضتِه بقوّة قَبل ان يُهسهِس بحدّة " ذلك العاهِر ! صَدمتي به كانَت كبيرة حينما علِمتُ حَقيقتهُ ، لطالما كنتُ آراهُ نَبيلاً "

" ظننتهُ كذلك في بادِئ الأمر ، خُصوصًا انّه أمير لَم اتوَقع ان يكون مُتحرش لِذلك قَبلت في الذهاب معهُ بِجَولة " نَبست الصُغرى بِحُزن بينَما تُخفِض عُيونها للتَحديقِ بصحن الفواكِه المُتمركز وِسطهُما

" المظاهرُ خداعَة ، هو يَستخدمُ سلطَة والِده في التَسترُ على افعالِه البشِعَة " نَطق جُيون بينَما ينتشلُ الفراولَة يأكلُها و عُيونِه تُناظر الفَراغ بِشُرود

أطالَت سويون التَحديق بِه لِلحظاتٍ ثُمّ تَحمحمَت قائِلَة " هل سَبق و ان استَخدمت انت سُلطتك في اخفاء شَئ غير قانونيّ ارتَكبته ؟ "

استَغرب سُؤالِها حينَما طَرحتهُ بنبرَة مُترددَة اذ فَهم انّ هنالك مَغزى من كَلامها المُفاجِئ ، لِذلك قام بِالردّ بِشَك " لِما تَسألين ..؟ "

" لاني اعرفُ انهُ ما مِن سياسيّ نَزيه " اجابتها كانَت عامَة بالشَكل الذي جَعلهُ يبتسِمُ بخفوتٍ قبل ان يَرُد " ذَلِك صَحيح ، اغلبُ السياسيون ان لَم يكونوا كُلهم ، وَصلوا الي اماكِنهم باجتياز بِركٍ من دماء ضَحاياهِم "

ازداد ارتباكُ سويون على أخِر ما قال اذ واشَكت حبّة الرُمان على العَلق في حَلقها لَولم تبتلِعها بسُرعَة مُتحدثَة بِقَلق " هَل عَبرت انت بِركَة دماءٍ للوصولِ الي مَكانك الحاليّ ؟ "

" لا يُمكننا ان نُسميها بِركَة ، لَكن يُمكن ان نَقولُ تَجرعتُ كوبًا واحِدًا من الدَمِ في سَبيلِ وصولي الي هُنا " أجاب مُبتسِمًا بطريقَة ارعَبت الصُغرَى التي  اصفّر وَجهها كُليًا و ابتَدت يديها ترتعِش

لَم تستطِع اخفاء خَوفها عليه لِذلك هو امسَك بيديها يَحتويها بداخل كفه قبل ان ينطِق بهدوء " انا اعلمُ بشأن الرِسالَة التي رأيتيها من فترَة "

" لِهَذا سألتِ عَن موتِ ايما !! " حَدق في عينيّ زَوجتهُ التي ابتلَعت ريقِها بِذُعرٍ قبل ان تَهمِس بِخَوف " ك..كيف عل..مت ؟ "

ابتَسم بهُدوءٍ ثُمّ نَبس " لديّ خاصيَة استِرجاع الرسائل المَحذوفَة ! و بلا شَك مسحتيها انتِ كيّ لا أراها و حتّى تَستطيعين استِكمال حياتِنا دون ان يَتطرق الشَك بيننا ، حاولتِ تجاهُل الموضوعِ باكمله اليسَ كذلك ؟ "

قامَت بالايماء بِرأسها فَوجدته يُطبطب على خَدِها برفق " ذَلك افضل قرارٍ اتخَذتيه ، لِذلك واصلي تَجاهلهُ "

" دامَك فتحتهُ في الوَقت الراهن فَلن استطيع تجاهلهُ حتى تُخبرني حَقيقة تلك الصُور التي رأيتُها ..! و هل فعلاً هي ماتت مَقتولَة ام لا ! "

نَطقت بعدَما شدّت على اطرافِ قميص نَومها تُراقِب انطفاء لَمعة عُيون زوجِها الذي سَحب يدهُ منها مُتحدثًا بِصرامَة " يُفضّل الا تنبشي في الماضي سويون ، لِسلامتكِ "

استَقام من جِوارها لَكنها قامَت باللحاق به حينَما خرج الي الشِرفَة ، وَقفت بِجانبه تُطالعهُ بِحُزن " صَحيح اني تجاهلتُ فتح الموضوع مَعك لكنّي لم استطِع نِسيانَه ، اريد ان اطمئنّ ان مارك يكذِب ، ارجوك اخبِرني انهُ ليسَ لك عِلاقَة بالأمر ..! "

وَجدتهُ يَلتفت اليها بينَما يحشُر يداهُ في جُيوب بِنطاله " و ان كانَ ما يقولهُ مارك حَقيقيًا ! هل سَتترُكيني لاجل حادثةٍ جَرت في الماضي ؟ "

نَظرت وَسط عُيونِه المُظلمَة و اخِر ما قَد تتخيلُ حُدوثه
ان تكون هذه العُيون لِرجُلٍ ارتَكب جريمَة قَتل

هَمست لهُ بِحُزن " لا استطيعُ ان اكون مَع رَجُلٍ يقتُل بسُهولَة ! اذ الجَميع كان يَتحدثُ عن حُبك اليها ، فَكيف تقتُل امراةٍ شارَكتك حياتِك ! الامرُ مُستحيل "

" القصَّة طويلَة و مُعقدَّة و مُرتبِطَة بشكلٍ اشدُّ تعقيدًا ، صدقيني ارغبُ اخبارُكِ بالتفاصيل لكِّن كلانا مِزاجُنا جيِّد ، لا اُريد ان يتعكَّر " تَحدث بعدَما قامَ بِتَصغير المسافَة بينهُما يقومُ بخَلق لَمسة بين يَديهِما للمسحِ على ظاهرِها اذ سَمعها تنطِقُ

" لكِنّي اريدُ ان اعرِف ! " هَمِست بإلحاحٍ تَراهُ يُصدر تَنهيدَة مُثقلَة قبل ان ينطِق " ساُخبرك قريبًا ، اعِدُكِ اني لَن اُخفي عَنكِ شَئ " وَضع كُحليتَيه بداخِل عسليتيّ معشوقتِه التي قوسَّت حواجِبها هامِسَة " لَكِن مَتى ..؟ "

" اُريد مُشاركتُكِ كُل تَفصيل صَغير في حَياتي ، اوُّد ان اُخبرك بكل ما يُحزنني و يُضيق بِخاطري و يَمنعُ فَرحتي لاتقاسمهُ معكِ لعلَّه يُصبحُ اخف ثِقلاً " وَضع يدِها فَوق صَدرِه الثَقيل قبل ان يُكمِل

" فَقط دَعينا ان نَتجاوز هَذِه الفترَة على خَير ، ثُمّ آن ذاك ساجِد الفُرصة المُناسبة لاخبركِ بكل شَئ " طَمئنها بينَما يمسحُ على يَديها التي احتَضنها داخِل كَفِّه " انتظري قَليلاً من الوقتِ فَحسب همم ؟ "

اخفَضت سويون عَسليتَيها الي يداهُ التي تمسحُ على خاصتيها بِدفئ فَوجدت نَفسها تومِئ بالايجاب ، ليسَ لَديها خِيار أخَر سِوا الانتِظار

احتَضنها الي صَدرِه يَمسحُ على شَعرِها طُوليًا حينَما نَظر الي الفَراغِ بِصَمتٍ ، غادَرتهُ تنهيدَة مُتعبَة قال بَعدها بِشُرود " رُبما انا فِعلاً السَببُ في مَوتِها ، لَكِن ، بطريقَة مُختلفَة قَليلاً "

حَدقت الصُغرى بِه باهتِمامٍ حيثُ قالَت باستِفهام بعدَما رَفعت رأسِها اليه " كَيف ..؟ " سُؤالِها جَعلهُ يَغوصُ في عُمق ذِكرياتِه المَريرَة حيثُ نَطق بعد حين

" انا اُعطي كُل مالَدي و لا أبخَل ، و ان رأيتُ المُقابل عَكس ذَلك ، لا اراديًا لا استطيع ان اغفِر ، بامكانِك ان تُسمي ذَلك كان سببًا في مَوت ايما ، لم اغفِر لَها و لشدَّة حُزنِها و شُعورها بالذَنب تفاقَم مَرضها و ماتت "

كانَ كلامهُ يَصدُر مَع حُزنٍ واضِح في عَينيه التي تُطالعُ زَوجتهُ بِحرص ، عاوَدت الاتكاء على صَدرِه تَسمعهُ يُتابِع بِسَهوٍ و شُرود " فضَّلت الموت على نَظرة الذَنب التي ساُناظرها بِها طيلَة حَياتي "

" هَل كُنت تُحبها كَثيرًا ..؟ " سألتهُ لِينقبض قَلبُها بِغصّة ، عُيونِها تُشاهِد حُلكة الليلِ في السَماء ، تتمنَّى لو انَّ اجابتهُ عَكس ما تُفكِّر بِه لَكِن هو تحدَث بِصراحَة مُهمهمًا " هِمم ، كنتُ اُحِبُها منذ ان بَلغتُ الخامسَة حينَما رأيتُها للمرَّةِ الاولى في الحَديقة الملكيَة و هي تَبكي لان امُّها مريضَة ، ابي وَقتها كان طبيبًا مَلكيًا لذا اشرَف على عِلاج الاميرَة التي تكونُ والِدتها ، كانت تمتلكُ ثقبًا في القلب كَذلك و ذَلك توارثته مِنها ايما و أدى الي وفاتِها هي ايضًا "

شدَّت سويون على قميصِه دون ان تَرفع عَينيها اليه حيثُ تُنصت لهُ يتحدَّث بينَما تُناظر السماء أعلاها " كان حُبي لايما نقيًا ! لدرجة اني لم اُمسك بيدِها يومًا او حتَّى اُعانقها ، خَشيتُ انَّ ذلك سيلوِثُها و يلوثُ حبي البَريئ لَها لذا عاهَدتها ان تَكون اولَ لمسَة ليدينا بيومِ زفافِنا "

" رُبما انا تقليدي قليلاً سويون لكنِّي اُحب ان يكونُ لكل شَئ موعِده ، لَدي مفاهيم خاصَّة اتبِعُها و لا اكونُ مُرتاحًا ان خالَفتُها لذا ذلك كان خانِقًا بالنِسبَة اليها ، كُل الاحباء يتعانقون و يتبادَلون القُبل إلا انا ارفُض اقترابُها منِّي بِحجَّة ان الوَقت غير مُناسب ، كانَت تعتقِدُ اني اتعذَّر فَحسب بينَما لا ! عِشتُ بذات القصر مَعها اُراقبها تَكبر و انا أكبَر ، اكتَشف ابي اني ذَكي و عَبقري لِذلك ارسلني الي مَدرسة خاصَّة للطلبة العباقِرَة و نجحتُ بتفوق لاكون الأول حتَّى اُثبت جدارتي الي والِدها الامير كي يسمح لنا بالزَواج "

اخَفض بَصرهُ الي زوجته بِمُجرَّد ان احسَّ بِتبلل قَميصه فَعلم انها تبكي بِصمَت ليتنهَّد ، كانَ عليه ان يُدرك انها ستغارُ عَليه و ان كان الموضوع من الماضي و انتهَى  ، لَكِن غيرتِها خارج عن نِطاق ارادتِها

" لكِن هي اخطأت ، و خطأُها ذاك جَعلني ضعيفًا امام حُبي لَها ، جَعل مَشاعري تَسخُر مني و مِن رُجولتي ، آن ذاك تَعلَّمت ان لا أغفِر لأحد مَهما كان يَكون ، لِذلك تَجديني شَرِسًا كَسياسيّ ، و عَكس ذلك تمامًا مَع ايڤا و معكِ "

وَضع يَدهُ على رأس صغيرتِه التي تضغطُ على قَميصه بينما تَذرِفُ دموعها بِصمَت فقال مُتِّمًا بالقُرب من اُذنِها " اي شَئ يَخُّصكِ يمتلِكً اسثناءًا دائِمًا لِذا اخطئي بِقدر ما تَشاءين ، سَنصلِحُ الخَطأ مَعًا " هَمِس لَها ليجدَها تنهَض من حُضنه تُريل دُموعها بكلتا يَديها بينَما تُنفي

" لا اُريد ان اُخطئ كي لا يَجرحُ ذلك مَشاعرك مُجددًا " نَطقت مِن بين دُموعِها تراهُ يعقِد حواجِبه يُفكِّر ، هي لَم تبكِ لِشُعورها بالغيرَة ! بَل بَكت لانَّ زوجتهُ الراحِلَة لم تَحترِم حُبَّه لَها و أذتهُ بالرُغم من مَشاعِره الكَثيرَة نَحوها " اعرِف ان الشُعور بالخُذلان بَشع ، لا اُريد ان تَعيشه مرَّة اُخرى "

مَسك بيديِها المُبللة بِدموعها لِيقبِّل باطنهُما بِرفق " حتّّى و ان اخطئتِ ساكونُ على دِرايَة تامَّة انهُ بغيرِ قَصد لِذا ساُسامِح ، ساُسامحُكِ دون أن اشعُر بالمَلل لاخطائكِ ، لا تُفكِّري كثيرًا بشأن مَشاعري فانا لستُ هش سويون همم ؟ انا مَن عليه ان يُفكِّر بِمشاعِرك "

اعترَضت بينَما تُنفي الي الجِهتين ترفعُ يديها لاحاطَة وَجنتيه " كلا ، انا ارى الكَثير من الحُزن يَختبئ بالداخِل ، لابد ان ذَلك الخَطأ كَسرك بطريقَةٍ بَشِعَة و جَعلك تدخُل في قوقعةٍ صَلبة رفضت فيها الحُب مُجددًا " ابتَسمت لهُ و اقترَبت بحركَة سريعَة تُقبِّل انفه ثُمَّ نَهضت تَهُّف شَعرها " الي ان أتيتُ انا طبعًا "

كيف تمكنَّت من فعل عدَّة تعابير في وَقتٍ واحِد ..؟ للتو كانت تَبكِ
وَحدُها من تَجعل الغُرور في ابهى صُورته في عُيونِه

ابتَسم بِحُبٍ لَها ثُمّ قامَ بِتَحريك رأسِه استجابَة لها " ذَلك صَحيح ، انتِ من استَطعتِ اختراق قَوقعتي التي اصبَحت البيت الآمن لِكَلينا ، ادخلتكِ وِسطها و اغلقتُ عَلينا باحكام "

تبسَمت مَلامِحُها ثُمّ عاودت الدُخول بين ذِراعيه من جَديد تَتكئ بِوجنتها على صَدرِه بينَما تُفكِر بالمُستَقبلِ بِصَمت ، تُرى ما الذي يُخفيه زَوجِها عنها ..؟

•••

بِحُلولِ الصَباح لَم تجِد سويون زَوجِها بِجوارِها
وَجدتهُ تَرك لها مُلاحظَة على وِسادتهُ بانّهُ قَد غادر الي عَمله

تَنهدت بِضيقٍ ثُمّ دَخلت تستحِم و تَلبسُ ثيابها للنُزولِ من اجلِ تناول افطارِها ، حالَما وَطئت اقدامِها الصالَة وَجدت ريڤين سكرتيرَة زوجِها تجلسُ مع ايڤا و جونغهيون التي تحتسي الشاي

استَغربت وجودِها و انتِباهُ ام زوجِها لها جَعلها تبتسمُ حينَما اخبَرتها " اوه صغيرتي استَيقظتِ ، تعالي للجُلوس " قامَت بالتَربيتِ بالقُرب مِنها تَستدعي الصُغرَى التي دَنت للاستِقرارِ جانبها

نَظرت سويون الي ايڤا و نَظراتِها المُستغرِبَة جَعلت الصُغرى تُوضِح بابتِسامَة لطيفَة" ريڤين هُنا من اجل تَوضيب حقيبة ابي للسفر ، هي تَعرف كلَّ ما يَحتاجه من الالف الي الياء "

" لَكن ما موقعي انا من الاعراب هُنا ؟ " نَطقت سويون بإنزِعاج جَعل ابنَة زوجِها تبتسمُ على غيرتِها اذ اجابَت " لِهذا هي انتظرت استيقاظكِ حتَّى تُخبركِ بالاساسيات التي سيأخُذها ابي معهُ كيّ توضبينها انتِ بالمَراتِ القادِمَة "

" و هل هي ستُسافر معه ؟ " قالَت عسليَة الأعيُن بضيقٍ واضِح جَعل الصُغرى تستلطُفُها حينما اجابَتها لِتَخفيف غيرنِها " لا ، لن تَذهب هي ستنعتني بامور الشركة هُنا "

" حسنًا اذًا ساصعدُ مَعها " نَطقت سويون و هي تَستعدُ للنهوض رفقَة الشقراء التي رافَقتها الي الطابِق العلويّ حيثُما يقبعُ جَناحها رِفقَة زوجِها

دَخلت مع ريڤين التي مَشت نحو الخِزانَة مُباشرَة لذلك قالت الصُغرَى " يُمكنكِ اخباري ما يَحتاجه و انا ساقومُ بِتَوضيبه من اجله "

" بالنسبَة الي مَلابس وَضبي لهُ 12 عَشر بدلَة رسميَّة نسبَةً الي 10 بيجامات نَوم مَع 14 لباس داخلي " نَطقت الاكبرُ سِنًا بينَما تسيرُ الي المَكتب حَيثُ تقوم بإنتِقاء اوراقه اللازِمة و توضيبها في مُجلَّد

" ماذا ؟ هل سيبقَى هناك الي الابد ام ماذا ؟ " قالَت سويون بإندِهاش تراقِب ظَهر ريڤين التي ابتَسمت قائِلَة " السيد جُيون يبدِّل مَلابسه اكثر من مرَّة في اليَوم اضافَة انه يأخذ معهُ قُمصان احتياطيَّة ان توسَّخت ثيابِه او ماشابَه ، هو حَريص على نظافته "

" حَسنًا توقفي عَن قول انكِ تعرفينَه اكثر منِّي " نَطقت سويون بإنزِعاج تُدحرج عَينيها للنحو الأخر لِتسير الي حقيبَة سفره تفتحها و تَضعها فوق الفِراش حتَّى توضِّب ثيابه فيها " نسبَةً لبقائي معهُ عشر سَنوات فانا اعرِف الكَثير عنه ، تمكنُّت من معرِفة انهُ يُحبك ايضًا " قالت ريڤين و هي تُرتِّب تلك الاوراق بِحرص

" هل هو اخبركِ بذلك ..؟ " قالت الصُغرى تُناظر الشَقراء بإهتِمام حيثُ ردَّت بابتسامَة " لم يُخبرني طبعًا فنحنُ لا نتشارك الاحاديث الخاصَّة خارِج نطاق العَمل ، لكن ذلك واضح من لمعة عَينيه حينما يُذكر اسمُكِ او يراكِ امامَه " التفَّت اليها تنظُر نحو من احمرَّت بخجل تدلِكُ رَقبتها " هل هو كَذلك ..؟ "

" السيد جُيون لم يسبِق و ان اهتَّم لامراة من قَبل لهذا ارتباطه فجاةً بدا مُفاجِئًا و صادِمًا ، انتِ محظوظَة بِه " نَطقت ريڤين مُبتسِمَة يينَما تُغلق ذلك المُجلَّد " لكن انتِ معهُ منذ عشر سَنوات ؟ الم تَلفتيه يومًا ؟ "

" لا ! هو يَضعُ حدودًا صارِمَة لا تستطيعُ اي موظفَة تجاوزها و إلا طُردت " رَفعت عَينيها الزَرقاء الي سويون لتكمل تُطمئنها " لابد انّهُ اخبركِ كذلك اني مُتزوجَة و لديّ طفل صغير عُمره عامين "

تَحمحمت الصُغرى التي قامَت بالايماء مُهمهمَة " صَحيح اخبرني بِذلك "

" اجل انا كَذلك ، لهذا لا تَشعري بالغيرَة مني فانا اُحِّب زَوجي جِدًا " نَطقت ريڤين بإبتسامَة لطيفَة لِترد على هاتفها حينَما رن " نعم عزيزي ؟ هل هو يَبكي مُجددًا ؟ فقط ضَعُ له الرسوم المُتحركَة فانا في طريقي الي المنزل " سارَت نحو الشِرفَة تحادث زَوجها

" حسنًا هي لا تَبدوا بذلك السُوء الذي تَخيلتهُ " تمتمَت تسيرُ نحو حُجرة تبديل المَلابس حتَّى تجلب ثياب زوجِها ، قامَت بطويها في الحَقيبة لِترفع عسليتَيها الي ريڤين التي قالَت " اظنُّ انه علي المُغادرة الان ، اهتمِّي بنفسك سيدة جُيون "

" هل طِفلك يبكي ؟ " نَطقت سويون تُحاول خَلق حديث مَعها حتَّى تُقلل شعورها بالذَنب ناحيتها " ا..اوه ، انهُ كَذلك ، هو مَريض هذان اليَومين و سوكجين يُعاني من التعامل معهُ " ردَّت ريڤين بينما تضعُ المُجلَّد فوق السَرير

" هل زوجكِ كوري ..؟ " سألت بينَما تنتقي البِدل المُناسبَة فاقترَبت الكُبرى تُساعِدها و تُعلمها كيف تطويها بشكلٍ يُعطي مساحَة اكبر لبقيَّة الاغراض " نعم ، انهُ قريب السيد جُيون التقينا ذات مرَّة في الشَركة و وَقعنا في الحُب ثمَّ تزوجنا منذ ست سَنوات "

" هل حقًا الحُب يَتلاشى بعد الزَواج ؟ " قالَت الصغيرَة بعد ان جَلست بقرب الكُبرى التي تلفُّ معها القميص بعد ان وَضعت بمنتصفه ربطة العُنق " كلَّا من قال هَذا ..؟ انهُ على حسب الثُنائي "

" انا و سوكجين مثلاً من ثقافتين مُختلفتَين ، انا امريكيَّة عشت في بريطانيا طيلَة حياتي مع امِّي ، و هو كوري طيلة حياته عاش هُنا لذلك في بداية الزواج واجهنا مشاكِل حول كيفيَّة التأقلُم و لاننا نُحِب بعض كان كُل واحد فينا يتنازل ليفهم الأخر اكثَر و حينَما شعرنا انه نستطيعُ ان نُكمل سويًا اخذنا قرار الانجاب اخيرًا و كان اكثر قَرار ناجِح ، طفلنا حقًا زاد الحُب و المودة بيننا "

" انا ايضًا امريكيَّة ! امي كورية و ابي امريكي لكني لا اُجيد الانجليزيَّة " ردفت سويون تُشير على نَفسها بيأس لتومئ على اخر ما نَطقته الكُبرى " انهُ لابأس ! استطيعُ ان اعلمكِ ، انا لُغتي الكوريَّة ليست جيدة و يستمرُ زوجي بالسُخرية مني بسببِها حينما يودُ مضايقتي ، لكنِّي احاول التأقلُم " نَطقت ريڤين مُبتسمَة لِتضع الثياب بترتيب داخِل الحَقيبَة

" لا انها جيدة ، انتِ لطيفَة حقا و لُغتك لطيفَة مثلك " نَفت سويون مُبتسمَة تُطالعها كيف تَطوي بِحرص و إتقان " انتِ تجيدين ذلك بشكلٍ جيِّد " طالَعت خاصتها التي طَوتها بشكلٍ مُبعثَر لِتعبس

" السيد جُيون كان حريصًا ان تكون ثيابه منضمَّة لِذا لطالما اعتاد توبيخي حينَما اُخطئ في ترتيبها ، لقد تعلمت الانضباط منه "

" لكنهُ لا يوبخني حينما اكون مُبعثرَة " نَطقت سويون نافيَة حيثُ ضحكت الكُبرى تنقُر انفها بينما تَنهض " بالطبع لن يُوبخك ، انتِ زوجته لستِ موظفَة لديه ، سيُعاملك بِحُب لانكِ امرأته "

ابتَسمت الصُغرى بِرضَى على حديث الثانية ثم نَهضت معها تلوِّح لها حينَما غادَرت " يالها من لَطيفة ! لقد ظَلمتها هي الاخرَى " تمتمت

كانَ يَومِها طَويلاً و هي تَنتظرُ عَودة زوجِها من العَمل بِشَوق
قَضت ساعاتِها المُملَة بالدراسَة مع ايڤا و تبادلِ اطرافِ الحَديث مع اُم جُيون التي كانَت تحكي لَها عن مُغامراته في طُفولتِه

استَغرق امر رُجوعِه ساعاتٍ عديدَة جعلتها تَموتُ مع كُل دقيقَة تَمُر
ان كان نِصف يَوم بِدونه مُميت ..! فَكيف سيكونُ الاسبوع ؟

حينَما عاد لَم تسِعها الفرحَة و هي تَرتمي بداخل اذرُعه تُعانقه بقوّة حينَما اختلَى بها في جَناحهما اذ حاوَلت الصُمود امام البقيّة بِصُعوبَة

قَبلتهُ بِعشوائيَة و كَسرت حواجِز الخَجل أجمَع ، جَعلت ضِحكتهُ الرنانَة تَصدُح في كامل الجَناح على فَرحتها بِه

تلك الفرحَة التي جَعلتهُ يَشكُر الاله عَلى قرارِ زواجِه مِنها
اذ اصبَح يمتلكُ الدافِع الذي يُحمسه للعودَة من عمله فقط كبّ يرى هذا الاستِقبال المُحبب الي قَلبه ، هي لم تُقصِر في اظهار كَم تُحِبه

رُغم انها لم تَقلها شِفاهيًا ، لَكنها اكتَفت بِجَعله يشعُر بِها عن طَريق تَصرُفاتها و حَماسِها المُبالغ بِه في حُضورِه و مُجاورتِه

كان سَعيد جِدًا للدرجَة التي تَجعلهُ يَتمنى ان يَتوقف الوَقت لساعاتٍ كَثيرة كيّ لا تقتربُ دَقيقة سَفِره و ابتعادِه عَنها

بِمُرورِ الدقائِق يَغلبُ الهَم على سَعادتها حينَما تتذكَر سَفرهُ لِكن بذات الوَقت تُحاول أن تَتماسَك و تبتسمُ بِوسع

استَغلت كُلّ ثانيَة بِقُربه ، لَم تترُك دَقيقة لَم تجعلهُ ينفجر بها من الضَحك على حِكاياتها التافهَة و خَيالِها الواسِع

يعتقدُ ان زَوجتهُ تَصلُح لان تَكون مؤلفَة رِواياتٍ بِحَق ..!

•••

انَطلقت طائِرَة جُيون الخاصَة في الصباح الباكِر اذ تركَ زَوجتهُ نائمَة لِكونها سَهرت طيلَة الليلِ معهُ و لَم تأخُذ قِسطًا من الراحَة البتّة ، حاوَلت استِغلال كُلّ ثانِيَة في وجودِه بالسهرِ معهُ و مُلاعبتهِ

لَم يُرد ازعاجِها بإن يوقِظَها و يكونُ سَببًا في بُكاءها و تَورمِ عُيونِها مُنذ الصَباح ، لِذلك رَحل دون ان تُودعها ، لَكنهُ فَعل بِتَقبيل كُل انشٍ فيها و هي نائِمَة بتلك الطريقَة المُبعثرَة التي تَخطفُ قَلبه

استيقَظت هي على تمام الساعَة العاشِرَة بَعد ان نامَت على الرابِعَة صباحًا ، جَلست تتثاءَب تنظُر حَولها بحثًا عن زَوجها ألا انَّ الجناح خاليًا تمامًا ، توسعَت عينيها بمجرَّد ان تذكرَت سَفره لِذا نَهضت مُسرِعة من الفِراش لِتلمَح تلك الصينيَّة الموضوعَة فوق المنضدَة

انحنَت تُطالع الوردَة الحَمراء مع كوب الشاي بالنعناع الذي يُخزِّن الحرارَة بِرفقة فواكِه مُقطعَّة الي مُكعباتٍ صغيرَة في مُنتصفها شَوكة بيضاء الي جانِبها بطاقَة مَكتوب عَليها

- صباحُ الخير ياروح ، اسِف لاني اضطررتُ ان اُغادر دون ان اودعكِ لكني لم احتمَل النَظر الي عينيكِ و انا ارحل لانهُ و بِلا شَك لن اتحرك من جانبك خُطوَة ، كُلها ايام ً اعودُ اليكِ ياعُمري لذا لا تُقلقي نَفسكِ و ركزِّي في دِراستُكِ جيِّدًا همم ؟ اعددتُ لكِ الشاي بالنعناع انهُ مفيد لكِ و سَيُدفئكِ بالبردِ عِوضًا عنّي ، قطعتُ لك الفواكه ليسهل اكلُها لذلك احرصي على تناولها جميعًا ، اراكِ قريبًا حَبيبتي اعتني بِنفسكِ

جَلست فوق الفِراش بينَما تقرأ بطاقته بِعُيونٍ دامِعَة " لقد ذَهب دون ان يودعني " هَمست لِتنهمر دُموعها تشتمُّ عطره الموجود فَوق البطاقَة

مسكَت الوردَة الحمراء تتأملها بِبُكاء " لما عَليه ان يكون لطيفًا الي هذا الحَد ..؟ ساشتاقُ اليه اكثَر " نَطقت من بين شَهقاتِها تلتمسُ تلك البتلات الجَميلَة باصابِعها " اشتقتُ له من الأن كَيف ساُمضي الاسبوع بدونه ..؟ من سَيُقبلني لاخبره ان يتوقف عن سرقَة رزقُ زَوجي..! "

احتَضنت الزهرة بِرفقة البطاقَة تُجهشُ بالبُكاء ، سَمعت صوت طَرق الباب لِتأذن بالدُخول حَيث دلفت ايڤا التي تَحملُ صينيَة الافطار " لقد اوصاني أبي ان اعِّد لك الافطار و اُطعمكِ " قالَت الصغيرَة و هي تقترِب من سويون قبل ان تَشهق " يا مابكِ تبكين ..؟ "

وَضعت الصينيَة جانبًا و دَنت تجلسُ بجانبها تُناظرها بِحزن " سيعودُ سويون قريبًا لا تبكِ ارجوكِ ، قَد يكمل عملهُ في يومين و يأتي من اجلِك حسنًا ؟ " اقترَبت تُعانقها و تمسحُ على شَعرها بلطف

" ليس بيدي لَقد اشتقتُ اليه من الأن " رَدفت من بين دُموعها تشُّد على تلك الوردة التي حرِص جُيون على تنقيتها من الشوك كي لا تؤذي صغيرتِه و تجرحُها " سيحادِثك كل يَوم فيديو لترينه و يراكِ " ابتعدَت عنها تمسحُ لها دُموعها " سنلتهي انا و انتِ بالدِراسة و آن ذاك لن نشعُر و نجده هُنا امامُنا "

مَسحت سويون دُموعها مومِئَة " ساحاول ألا افكِّر كثيرًا " طالَعت الصينيَة التي اعدَّها لها لِتحمل كوب الشاي مُقوسة شِفاهها بِبُكاء " لقد اعدَّ الشاي من أجلي و ذَهب "

تنهدَّت ايڤا تمسحُ على شَعرها بِلُطفٍ ثُمّ قالَت
هيَّا تناولي افطارُكِ سنذهبُ للتسوق مع جَدتي "

وضعت سويون الكأس جانِبًا لتنهض تتوجَّه الي الحمام كي تغتسِل ، دخلت تَسيرُ نحو المِغسلة لِتُمرر الماء على وَجهها الشاحِب لكثرَة السهر ، رَفعت عُيونها من على يَديها تُحدث بالمِرآه أينَما وَجدت مُلاحظَة كَتبها جُيون و علقها هُناك

- ماكُل هذا الجمال منذ الصَباح ..؟ استطيعُ رؤيتكِ بقلبي حتى و انا بَعيد على فِكرة ، اعتني بِذلك الوجه الجميل من أجلي

سَحبت تلك الورقَة تقرأ حروفه بِذقنٍ مُرتجِف " انت تَجعلني اشتاقُ اليك اكثر " هَمست لِتناظر نَفسها بإبتسامَة حَزينَة " اجل سأعتني بِنفسي لاجلك " نَطقت تتنفَّس الصَعداء لِتقوم بتفريش اسنانَها بينَما تضع ملاحظته امام عَينيها

•••

وَصل جونغكوك الي مَنزلِه في بريطانيا على تمام الساعَة الرابِعَة صباحًا ، استغرقت طيارتهُ 14 ساعَة حيثُ وصل مُنهكًا بالفِعل

سَلك طريقهُ الي الدَرج المؤدي الي غرفته لَكنه اصطدَم بِزُجاجات خمرٍ تتدحرجُ على الارضيَّة ، قَرن حواجِبه ليتوقَّف عن السَير " ماهذا ..؟ "

" جونغكوك هذا أنت ؟ " تفوَّه ذاك الثَمل المُلقى ارضًا امام الاريكَة الموجَّهة صَوب المَسبح حيثُ انارة الحديقَة الخفيفَة تُضيئ المَجلِس

" من ؟ " عقد جونغكوك حواجِبه بإستنكار يُوجِّه ابصاره الي صاحِب ذلك الجَسد اسفلَهُ حيثُ استمع الي قهقته الثملَة رادِفًا " بهذه السُرعَة نسيتَ اخيك الكَبير ..؟ همم " اسنَد كفَّيه على الارضيَة لينهَض بِصُعوبَة ألا انَّه عاود السقوط من جَديد

تَسمّر الوَزيرُ مَطرحهُ بِمُجَرد سَماعه الي ذَلك الصَوت يَتسللُ مَسامعه ، خَفق قلبهُ بِصخَب و احتّلت الحَرارَة جَسدهُ مُباشرَة لِمعرفته هَويتِه اذ نطق مُهسهسًا

" مالذي تفعلهُ في مَنزلي ايها العاهَة ؟ " هَرس احرَفهُ بداخل اسنانِه بِغضب ليدنوا منهُ يُمسكه من ياقته الخلفيَّة و يوقفه " كم عَلي اخبارُك انكَ مَلغٍ من قاموس عائلتي ، لِما تستمِّر بالتردُد الي هُنا ..؟ "

" لِرؤيتها " هَمس جونغ ووك بِنبرةٍ ثَملة يستمِّر بالتأرجُح للجهتين بعدمِ اتزان ، يَنظُر الي اخيه عبر النورِ الخافِت و قد تمكَّن من رؤية غَضبه العارِم " ترى من ايها العاهِر ! اُقسم ان ذكرت اسمُها على لسانك ساقطعهُ لك ، غادِر من مَنزلي حالاً " صَرخ ليشير خارِجًا بِاصبعِه

" هشششش انتَ تستمِّر بالغَضب فحسب ، لَم تكُن هكذا جونغكوكي ، كنتَ لطيفا تسمعُ الكَلام و تُحِّب اخيك الكَبير " نَطق جونغ ووك بينَما يضعُ يداهُ بِثمالةٍ على أكتاف اخيه الاصغر ليُكمل " و تغفرُ الاخطاء دومًا لان قلبُك نَقي ، انت تُسامِح دومًا " هَمس لهُ دون ان يَرى حَجم الألم في عُيون شَقيقه

اغَمض جونغكوك عيناهُ بقوَّة يشدُّ على قَبضتيه بينَما يبتسمُ ساخِرًا " و لانهُ كنتُ اسامِح و اغفِر استمررتُم بِارتكاب الاخطاء دونَ اكتراث لِمشاعري ..؟ " نَطق بِوجع يُجاهِد لاخفاءه قدر استطاعته

" لالا ، لم نُخطئ عمدًا ! لقد جَرفتنا المَشاعِر " نَفى جونغ ووك مُبعدًا يداهُ عَن اكتاف جونغكوك الذي طالعهُ بِبرود تام " الم تَجلب معك ايڤا ها ؟ اين هي ؟ " سأل ينَظر في الانحاء بحثًا عن الصُغرى

" تنطِق اسمها مُجددًا و ساحطِّم لك صف اسنانك " هسهس جونغكوك بِغلظَةٍ يُجهِّز قبضتهُ حتَّى يضرِب بيها اخاه الذي طَفح كيلهُ صارِخًا " انهُ ليسَ بِمزاجك اسمِعت ! ليس لانكَ المَظلوم في الحِكايَة تمنع عنِّي رؤيتها "

مَسك جونغكوك من ياقتِه يشُّد على قميصه " انت لن تَحرمني مِنها اكثَر من هَذا ، 19 عام ابعَدتها عنٍّي ، يَكفي "

قَضم الوَزير شَفته السُفلى يُعنفها لافراغ جُزء من ألمِه اذ مَسك اخاهُ من يداهُ بينَما يشتعلُ من الوَجع يقومُ بالضغطِ على اسنانِه بقوّة "اغلِق فمك و ارحَل ، غادِر اخبرتُك قبل ان ارتكب بك جَريمَة !!! "

لا يُريد بتاتًا سَماع تلك الكَلِماتُ من شَفتيّ المُنتصبُ امامَه
يودّ العَيشُ في حالة النكرانِ الي الأبد

يَتمنى لَو لَم تَخترِقُ تلك الحُروف اُذنيه و توقِظه من نَومةِ الغفلَة التي استَغرق فيها تِسعَة عَشر عامًا ، لم يكُن سَهلاً بتاتًا ان يَسمع شقيقهُ ينطِقُ بِتَرنُح

" أنــتَ لَــن تَــحــرِمــنــي من إبــنــتــي أكثَر مِن هَــذا "

•••

14660 ✔️

و هُنا نقدر نقول ان الفُصول المعدلة انتهت على خَير الحمدلله

اشعُر انّي مُنهارة لاني ساُفارق الرواية هنا بعدما بدأتها من جَديد حينما عَدلتها ، لَكن القراء الجُدد هذه ليست نهايتكم لا تخافوا

تبقَى لكم 35 فصل و تنتهي الرِوايَة باذن الله ♥️💋

بِخُصوص الناس الذين قالوا ان التعديلات لن تنجح و لن تَنال اعجاب القراء 👀 احب اقولكم ان هازبند حاليا اخذت شهرة اكثر من الاول

و الحمدلله انتهت التعديلات على خير بفضلكم و بفضل حبكم و دعمكم المُستمر ♥️

بكل صراحة اخبروني عن رأيكم في الفصول المعدلة؟
هذا السؤال خاص بالقراء القُدماء

بالنسبة الي بقية الفصول ستنزل ان شاء الله قريبًا
ساحاول فقط التعديل على بضع احداثٍ كيّ اجعلها تتناسبُ مَع الاحداث الجديدَة

في الواقع حينما عدت لاقرأ النسخة القديمة وجدت ان سردي الحالي اكثر مثالية من السابق 🥲 لذلك ان استطعت التعديل على السرد سافعل ، و ان تعبت فلابأس لان بكل الاحوال سردي جميل :)

اما بخصوص للقراء القدماء
تبقى جزء وحيد اعدل عليه و هو معرفة جيون بحمل ايڤا
ساعدل على هذه الجزئية و سيتغير موقف اكتشافه الحقيقة
ان كنتم تريديون قراءتها

هذا الفصل كان لطيف بصراحة ، لكنه اخب مجهود في السرد
كيف وجدتموه بصفة عامة ..؟

اكثر جزئية حبيتوها و نالت اعجابكم ..؟

اكثر مَشهد حسيتوا بيه بفراشات ..؟

توقعتم ان ايڤا مش بنت جيون ..؟

لا تنسوا تقديم الحُب و الدعم هُنا ♥️💋

و ارجوا ان تستمروا بتقديم الدعم للفصول القادمة رُغم اني سانشرها دفعة واحدَة ان شاء الله ، لكن اتمنى ان تُحبوها و تدعموها 🫶🏻

اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء 🧚🏻‍♂️







.
.
.










Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top