Husband | 22

Husband || زَوجي

اهلاً بِكُم في الجُزء الثاني و العِشرون 🦋

لِنبدأ 🤍

•••

- اُمي

صَدح صوتُ صُراخ عَسلية الأعيُن و هي تُحاول الرَكُض مُتفاديَة ألم كاحِلها وِسط اروقَة تِلك المُستشفَى بعد أن ذَهبت طوعًا رِفقَة زوجِ والِدتها

طيلَة الطَريق لم تكُن دُموعها تَنقطعُ لِثانيَة ، اصواتُ شَهقاتِها تتزايَد غَير مُباليَة بِمُواساةِ ايڤا لَها اذ كانَت تُطبطب الصُغرى على ظهرِها تُقنِعها انّها سَتكون بِخَير

لَكن حَسبما رأت سويون أخِر مرَة ، اُمها لَم تكُن بِخَير البتّة..!
المَرضُ قَد تآكَل جَمالُها بالكامِل و سَرق مِنها اشراقها المُبهر
اضحَت شاحِبَة كالتي جَفّت الدماء في عُروقها

تساقَطت دُموع ابنتِها بِغزارَة و هي تُشاهِدها مِن خَلفِ زُجاجِ العنايَة المُركزَة تتلقى العِلاج المُناسِب كيّ يَتهيئ جَسدُها للمُقاومَة

انهارَت و اصبَح صوتُها مَسموعًا لكلّ مارٍ يَرى تِلك الصغيرَة تُجهشُ بالبُكاء على تَدهور صِحَة اُمها التي لَم ترى يَومًا سعيدًا مُنذ ان خُلِقَت

" اُمي ارجوكِ ، قاومي من اجلي " نَطقت بِوَجعٍ و مَدامِعها لا تَنكفّ عن اغراقِ تُربَة ارضِ وَجنتيها ، تَسقي ذلك الحَمارُ المُنتشرُ حَول سائِر وَجهِها دون انقِطاع

تَعالت أصواتُ شَهقاتِها التي بالكادِ تُتيح لَها فُرصَة التَنفس اذ وَجدت ايڤا تَقومُ باحتِضانها و مُواساتِها " ارجوكِ اهدئي ، خالتي قَوية ، سَتستطيعُ المُقاومَةِ و النُهوض مُجددًا "

نَطقت و هي تَمسحُ على ذِراعِ الكُبرى بِلُطفٍ بالِغ تُساير من اتَكئت بِرأسها عَلى صَدر صديقتها تُحاكيها عن حِرقَة صَدرِها المُتأذي " مَن لي انا يا ايڤا ان رَحلت اُمي ؟ مَن سيبقَى مَعي في هذا العالَم البائِس ان فَقدتُها؟ "

خانَتها تلك العِبرَة التي جَرحت حُروفِها و بَثرت ما تَبقى من كَلِماتها المُوجعَة ، ارتَجف جَسدُها ضِدّ خاصَة صديقتها التي انهارَت تَبكي رِفقتها تَستمعُ الي الاكبر سنًا تُضيف بِوجعٍ بالِغ

" ليسَ لديّ حتَى أب يُعيلُنا ، ليسَ لديّ احد سِواها ، ان ذَهبت اُمي سينقطعُ اخرُ املٍ لديّ بالحَياة "

ابعَدت ايڤا الكُبرَى عَنها تَقومُ باحاطَة خَديها و مَسحِ دُموعها عَن وَجنتيها ، طالَعت عُيونِها المُبللَةِ تهمسُ لَها بِجديّة بالغَة " اُمكِ لن يَحدُث لها شَئ ، ستكونُ بِخَير و ابي سيقومُ بتوظيفِ اشهرِ الاطباء و اَكثرهم خِبرَة لِعلاجِها ، نحنُ هنا و لَن نترككِ لحظَة "

جَففت سويون دُموعِها بِظاهر يدِها اذ بالكاد استَطاعت التماسُك حَتى تَستقيم لِمُواجهَة زَوجِ اُمها الذي رأتهُ يَسيرُ نَحوهنّ من اخرِ المَمر

قَبضت على يَديها بشدّة اذ راح جَسدُها يرتعشُ بأسرِه لِكميَة الغُلّ و الحِقد الذي تَكنّهُ نَحوهُ ، هي تُلقي كامِل اللَومِ في المَقامِ الاولِ عَليه

انّهُ المُتسببِ الأوَل و الأخير في تَعاسةِ اُمها و تَعاستِها هي كَذلك
هو مَن دمَر حياة الأم و ابنتِها و اذاقهنّ المُر و لَم يَكتفي..!

تجاهَلت كُل ألمٍ يَفتكُ بساقِها و رَكضت نَحوهُ حَتى تُمسِكهُ من رَقبته تَخنقهُ بِغَضبٍ عارِم و هي تَصرُخ بأعلى صوتٍ تمتلِكهُ

لَعلّ صوتُها يُنسيِها صَوتُ الدمارُ المُحدَثِ وِسط صَدرِها المُنهَك
قيدت رَقبتهُ باصابِعها الناعمَة تَخنقهُ و عَسليتيها وِسط بحارِ عُيونها غارقَة

" انت ، انت السَبب في كُل ما يَحدُث لامي ، انت السَبب في مَرضها ايها النَكرَة ، مُت ، فلتمُت و نَنتهي مِنك " صاحَت بِه و هي تَرجّ جَسدهُ الذي لَم يَتحرك ساكِنًا ، بَل فاجَئها حينَما لفّ يداهُ لاحاطَة خصرِها و احتِضانِها الي صَدرِه يقومُ بادارَة ذراعه حَول ظهرِها كيّ يُثبتها جيدًا

قال لَها مُمثلاً الاستِياء بِبراعَة استطاعَت اقناع ايڤا التي تُشاهِد كِليهما بِحُزن " والدتكِ اخفَت علينا كُلنا مَرضها حتى سَقطت مُغمًا عَليها ، حاوَلتُ اقناعها بأن تَذهب الي الطَبيب الايام الماضِيَة لَكنها كانَت ترفُض "

لَم تَحتمل الصُغرى فِكرَة وجودِها داخِل اذرُع زوجِ امها المُدنسَة ، حاوَلت جاهدَة رَدعهُ و ابعادِه عَنها قَدر استِطاعتِها ، لَكنهُ تَمكن من احتِجازِها جَيدًا يُعيق تحركاتِها بِقوَته التي تُظاهي خاصتِها اضعاف

هَمس في اُذنِها بَعدما قيدَها بِكلتا ذِراعاهُ ، يُغمِضُ عُيونِه بِخدرٍ بمجرّد ان تَسللت رائِحتها لِملئ فَجوةِ ثقوبِ انفه تَقودُه الي سُبل الوقوعِ في اعماقِ عشقها اكثَر

" اشتقتُ اليكِ ، يا جَميلة مارك "

داهَمها الشُعور بالتَقرُفِ من كُلٍّ صَوبٍ حالَما سَمِعت صَوتهُ الذي أثار اشمِئزازِها حدّ الرَغبة في الاستِفراغ ، قامَت بِصَده و هَذه المرَة نَجحت حينما تَشتت فِكر مارك لِسَماعه صَوتُ جُيون يَصدُح بالمَوقع

" مالذي يَحدُث هنا ؟ " خاطَب الوَزيرُ رَجُل المافيا الذي يَستقرُ قُبالته و داخِل حَوزتِه صَبيتِه التي التَفت نَحوهُ تُناظِرهُ بِضُعفٍ كَسره

رأى جَناحِها الثاني مَكسورٍ و يَنزِف
و لِحُسن حَظّ قلبِه ، انّهُ لَيس السَبب هذِه المرّة

لانَت حدّة نَظراتِه و هو يَراها تَترُك الجَميع و تَختارهُ هو للدُخول في حُضنه و تَقاسُم ألمِها مَعهُ دون غَيرِه ، دَفعت مارك و رَكضت نَحوهُ حتّى حَشرت جَسدُها الصَغير داخِل صَدرِه تُحيط وسطهُ بِذراعَيها قبل ان تَنفجر باكِيَة بِحرقَة

ضَمتهُ اليها و اشتَكت لهُ من مَواجِعها و قَسوة الحَياة ، تَقولُ و الدَمعُ يُغلّف قُماشَة قَميصه حتّى وَصلت كَقطرَة بنزينٍ ادلَعت نيران الألَم في صَدرِ حَضرته

" اُمي لَيست بخير ، ا..مي ت..تموتُ ام..امام عيناي ، ا..انا اشع..اشعُر انّ..انّي خُلقتُ لارَى مآسي الحَياة اجمَع ، ار..ارجوك احميني من هذا الألَم ، لَم يَعُد بِمقدوري أن احتمِل "

لَم يَتردد لِثانيَة باحتِضانِ جَسدِها بِكلتا يَداهُ يَسحبُها للغوصِ في اعماقِ صَدرِه اكثَر ، حُضنه مُختلِف..!

مُختلف تَمامًا عَن حُضن أي رَجُلٍ غَيره
انّه بِمثابَة مُواساة رُبانيَة ، جاء لِاحتواء اوجاعِها و مَحوِ أثارِها
دافِئ بالشَكلِ الذي يُذيبُ كُلّ ذرَة ألمٍ و يجعلها تَتلاشَى حدّ الاختِفاء
يَمنحُها الشُعور بالاُنسِ ، الحُنيّة و عَظيم الحُبّ و الاكتِفاء

لَم تكُن تَهمُها نَظرة احدٍ اليهِما بِقدر اهتِمامِها بِحَشر نَفسها داخِلهُ للحُصولِ على مَصدرِ الآمانِ الأوَل ، تودُّ منهُ ان يَنقُلها الي ذَلك العالم الزَهريّ ، الذي انَشئهُ حَضرتهُ اليها من فِرط حِبه و اهتِمامه البالِغ

مَسح على شَعرِها الطَويل بِرفقٍ حتّى قام بالهَمسِ قُرب اُذنِها ، يُخبِرُها مُواسيًا بِرفقٍ مُحِب " أعِدُكِ ان هَذِه الدُموع سَتسقُط مُجددًا ، عِند لَحظة شِفاء اُمكِ يا غاليتي "

هَمسُه الرُجوليّ ، لَيس كمثلِ غَيرِه البتّة
انّها تِلك النَبرة التي تَجعلُ كُلّ حواسِها تَستجيبُ لهُ بالخُضوع
تَنصاعُ اليه بِكامل جَوارِحُها دون ايّ ذرةِ نُفور..!

انَهُ الصَوتُ الذي تَتمنى سَماعهُ الي يَومِ المَمات
النَبرةُ التي تُحي ما قتلتهُ بَشاعَة السِنين
داخِل قلبِها المِسكين

ابتَعدت عَنهُ تَنظُر داخِل عُيونِه بَعدما قامَ باحتِضانِ وَجنتيها يُزيل دُموعِها بِحَذرٍ عَن عُيونِها الرطِبَة قَبل ان يَهمس مُواسيًا " الدُموع لا تَليقُ بكِ يا مَلاكي "

" لَكنها اُمي " هَمست لهُ بغصّة و هي تتشبّثُ بِخَصره تَرفُض افلاتِه ، تُطالِع عُيونِه بِحُزنٍ اكتَفت نَظراتها الذابلَة بِوَصفه لِمَن انخَفض بِكُلّ حُبٍ يَطبعُ قُبلتهُ فَوق جَبينِها مُتحدِثًا " سَتتعالج و تَنهضُ من جَديد ، اُمكِ قَوية "

لَم يكُن الوَزير مُهتَم الي نَظراتِ مارك الحارِقَة ناحِيتهما طيلَة الوَقت ، بَل عاوَد احتِضان صَبيته يُطبطبُ على ظَهرِها برفقٍ حتّى تُفرغ كُل كَبتٍ داخِلها لعلّ ذلك الثِقل يَخفُّ

نَظر جُيون الي ابنتِه التي تَقفُ عِند الزاويَة ثُمّ تَحدث يُخاطِبها " خُذيها تَستريحُ في غُرفَة المُلاحظَة ، سارَى تقاريرُها و اتحدَثُ الي الطبيب "

اومأت ايڤا التي اقتَربت حَتى تأخُذ بصديقتِها التي رَفضت افلات الوَزير و تَمسكت بِقميصه جِهَة صَدره ، حَدقت في عُيونِه باحمرارِ خَاصتيها لِفرطِ مُلوحَة الدُموع التي ذَرفتها ثُمّ قالَت لهُ بِحسرَة " لا اُريد البَقاء لِوحدي "

" ايڤا ستكون مَعكِ " نَطق و هو يَمسحُ على عِضدها بِرفقٍ يَجِدُها تُصر على التَمسُك بِه أبيَة افلاتَهُ " لم يعُد اي مَكانٍ آمن " هَمست بِحُزنٍ تُحدق في عينيّ مَن اصَدر تَنهيدَة خافِتَة ثُمّ جَراها بِنفسه الي غُرفَة المُلاحظَة

جَلست فوق الفِراش و استَقرت ايڤا بِجانبها تُمسِك بيدِ الكُبرى التي استَفسَرت تسأل الوَزير بِقَلق " بأي مرحلةٍ وَصلت من المرض ؟ "

كان يَقرأ مَلفّها القابِع بين يديّه لِمُراجعَة حالتِها و تَقريرِ تحاليلها ، رَفع اعيُنه الي صَبيته التي تُطالعهُ بِلهفَة اذ تَبسَم وَجههُ كيّ يُطمئنها قائِلاً " انهُ في المرحلَة الثانيَة ، الخلايا السرطانيَة لم تَنتشر بشكلٍ كامل بَعد ، نَستطيعُ علاجها و قُمعها بِسُهولَة لذلك لا تَخافيّ "

تَمسكت بيدِ صديقتِها التي ابتَسمت بِسُرور ثُمّ قالَت بِتوتر " حقًا ؟ هل ستتعالج و تَستطيعُ امي النَجاة ؟ " حَدقت في عيناهُ بعمقٍ تبحثُ عن مِصداقيتهُ التي صرّح عنها مُتحدِثًا بِلُطف " انها الحَقيقَة ، يُمكنك قراءة مَلفها بنفسك للتأكُد "

قَدم اليها ذَلك المَلف الذي مَسكتهُ بِلهفَة تقومُ باحتِضانَه بين كَفيها لقرائتِه بِتمعُن ، كان قَلبُها يخفِقُ بِقوّة بالغَة و هي تَبحثُ عن مَخاطر المرضِ و عِلاجَهُ

تَسربَت دُموعِها مِن جَديد تَسمعهُ يُخبِرُها مُوضِحًا " الحلّ الامثَل لِحالتها هو الخُضوع الي الجِراحَة كيّ نَستطيع استِئصال الوَرم و ازالتِه ، ثُمّ نبدأ العلاج الكيماويّ كيّ نقتل اي خَلايا سرطانيَة تَبقت "

ارتَعد ذَقنُ الصُغرى تزامُنًا مع انسكابِ شالاتِ دُموعها تَطغى على مَلامِحها المُحمرَة و هي تُشاهدهُ بغصّة " سَتتألمُ كَثيرًا ، ا..ام..امي لا تستحِق "

تَلقت حُضنًا جانِبيًا أهدَتها اياهُ ايڤا التي راحَت تَضعطُ عَليها بِذراعها مُتحدثَة بِلُطف " خالتي قويَة و سَتصمُد ، انُه اختبار رُبانيّ سَتنجحُ في تجاوزه بالصَبر ، لا تُشعريها بالضُعف لذلك ارجوكِ تَماسكِ "

وَجدت تأييدًا مِن طَرفِ جُيون الذي قال يَتوافق مع صغيرتِه " ايڤا مَعها الحَق ، عليكِ ان تَكوني قويَة حَتى تَستطيعي مَنح امكِ القُوَة الكافيَة للاستِمرار "

مَسحت سويون دُموعِها تومِئ برأسِها ايجابًا قَبل ان تَتمسك بطرفِ خَيطٍ من الأمل هامسَة " المُهم اَنها سَتُشفى و تَكونُ بِخَير لاحِقًا "

احسَت بِفوجٍ من الدِفئ يُداهِمها حينَما قام الوَزيرُ بالانتِصاب خَلفها يَمسحُ بِكامِل حِنيته على رأسِها يُعطيها كُلّ دَعمِه و حُبه حتَى تستطيع شَحن قُوتها للصُمود

رَفعت رأسِها اليه تُشاهِد عُيونِه السَوداء ، تَراها تَلمعُ بِبريقٍ أنار حُلكَة ظلامِ حُزنِها اذ تَرك شَمعة مُضيئَة احاطَت كُلّ ما حَولها بِدفئ بالِغ

لَمساتُه كالسِحر ، تُجبرها على الاستِرخاء و الاستِسلامِ اليه دون وَعيٌ حتّى ، اغمَضت عُيونِها بِبُطئ و ما ايقَظ حواسُها و جَعلها تتأهب هو صَوتُ مارك حينما اختَرق طبلة اُذنها يَقطعُ سَكينتها

" تحدثتُ مَع طبيبة زَوجتي ، قالَت اننا نَستطيعُ اعادتها الي المنزِل " نَطق مارك و هو يدخُل الي حُجرَة المُلاحظَة حيثُما تَقطُن ابنَة زوجتِه

احتَضنت سويون صديقتِها من الجانِب و تَركت جُيون يَتولى امر التَصرُف مع مارك حينَما قال بِحاجبٍ مَرفوع " تُعيدها الي المنزِل ؟ "

" الطبيبَة قالَت انّها سَتستمرُ بتلقي العِلاج و المُسكنات الي حين قُدوم موعِد العَملية ، لِذلك عَليها أن تَستريح " فسّر مارك يُوضِح و اعيُنه تَكادُ لا تُرفَع عن هَيئَة سويون التي اتَكئت برأسِها على صَدر ايڤا

تَولت ايڤا مُهمَة والِدها بالمَسحِ على شَعرِ صديقتِها و التَخفيف عَنها بالتَربيت على كَتفها بِرفقٍ ، اكتَفت بالاستِماع الي المُحادثَة التي تَدور بين والِدها و من ينتصِبُ قُبالته

" احتاجُ ان اتحدَث الي طَبيبتها لاعرف كامِل التَفاصيل " قال جُيون و هو يَسلُك طَريقهُ الي خارِج الحُجرَة حتّى قَطعت طريقهُ قبضةُ مارك التي مَسكت بِعضده يَمنعهُ من المُواصلَة

حَدق الاكبرُ في عينيّ الاصغَر ثُمّ تَحدثت بِجديّة " هل سَتعرف انت مَصلحة زَوجتي اكثَرُ منّي ..؟ " دَفع حاجِبه مُستنكرًا يُخاطِب من مَسك مِعصمه يَنفضُ قبضتهُ عَنه بِحدَة قبل ان ينطِق مُجيبًا

" زوجتُك ، دامَها من انجَبت اليّ صَبيتي..! فَهي كَذلك تَخُصني قبل ان تَخُص حَضرتك " مَنحهُ ابتِسامَة مُزيفَة خَبئ وراءِها بُغض عَميق ، تجاوَزهُ و لَم يلتفِت الي بقيّة احاديثِه حينَما اراد مَنعهُ اذ واصَل سَيرهُ الي مَكتبِ الطَبيبَة

" انا كَذلك اُريد الذَهاب " تَحدثت سويون و هي تَستقيمُ رفقَة ايڤا ، حَدقت في زوجِ اُمها الذي أشارَ امامَهُ بيدِه مُتحدثًا " دَعيني أخذكِ اذًا "

مَشت الصُغرى امامَه و هي تَعرُج على قَدمِها المُتأذيَة حتى وَصلت الي مَكتب الطبيبَة ، جَلست على الكُرسي المُقابل الي الوَزير تُناظِر المَسؤلةِ عن حالَة اُمها تتحدَثُ قائِلَة

" في الواقِع سيد جُيون ، بَعد ان قُمنا في الفُحوصاتِ الضَروريَة اتضَح أنّ حالتها لَيست بِتلك السُوء ، لازال الورم لَم ينتشِر و يُصيب الكَبد و البنكِرياس اذ بدأت اعراضهُ تَظهُر مُبكرًا و ذَلك كان لِصالحها "

اطمَئن قَلبُ سويون قَليلاً و هي تَسمعُ الطبيبَة تتحدَث ، ابتَسمت بِرفقٍ و أملُها الصَغير بدأ يَنموا اكثَر ، حَدقت في ايڤا بسُرور تَجُدها تُحكم الامساك بيدِها و المَسحِ عليها بِرفقٍ طيلَة فترة جُلوسِها

" ذَلك يعني الجِراحَة أنسبُ حلٍ ؟ لَن نضطرّ استئصال المعدَة بالكامِل اليسَ كذلك ؟ " سأل الوَزير بإهتِمامٍ و اعيُنه تُحدِق في الشاشَة التي تعرضُ فيها الطبيبَةُ الصُور الاشعاعيَة لِمَعدة يونسون

" لن نضطَر لاستئصالِها بالكامِل فَكما ترى هُنا الورمُ لازال لم يَنتشِر بالكامِل ، سنقومُ بازالَة الجُزء المُتضرر و ما تَبقى سَنقتلهُ بالكيماوي " وَضحت الطبيبَة لِمن همهم مُتفهمًا ثُمّ طالَع صبيتِه التي ابتَهج وَجهها الباكي

ابتسَم من اجلِها و نَظراتِه المُحبَة لم تكُن تُعجِب مارك الذي تَدخل يَتحدثُ بِجُمود " نَستطيعُ اعادتِها الي المنزِل الي حين قُدوم موعِد العمليَة اليس كَذلك ؟ "

" بالطَبع ، ان كُنتم سَتوفِرون لها البيئَة المُناسبَة للعِلاج ، يُفضّل اعادتها الي المنزِل كيّ يُشعرها الجويّ العائِليّ برغبَة للمُناضلَة و العَيش " هَتفت الطبيبَة مُبتسمَة بينَما تُطالع سويون التي شَدت على يَديها قَويًا

مالذي تَقصِدَه بالعودَة الي بَيتِ زوجِ اُمها ذاك..!
هي بالتأكيد لَن تسمَح لوالِدتها بالرَحيل لِوحدها
لاسيما ان مارَك سيتشبَثُ بها دامَهُ زوجِها
و تِلك فُرصتهُ للنَيل مِنها هي حينَما تعود

خَفق قَلبُها و عَلاماتُ القَلق ظَهرت على تعابيرِها المُتوترَة ، ايقَظ شُرودِها حَديثُ الطبيبَة و هي تُوصي بِحَذر " اكثر عامِل يُساعد مَرضى السرطان هو الحالَة النَفسيَة ، انّها هامَة لِلغايَة كيّ يستطيع تَقبل العِلاج و الاستجابَة لهُ اذ كُلّما كان يَقينهُ بالنجاة عالٍ كُلما ارتفعَت نِسبَة الشفاء "

رَفعت سويون عَينيها الي زَوجِ اُمها تُشاهِدَهُ بِصَمتٍ و هي تَستمعُ الي مُواصلَة الطبيبَة بالحَديثِ تُضيف " حاولوا ان تَتقربوا مِنها اكثَر و تُشعِروها بالحُب و الاُلفَة هذِه الفترَة ، تجنبّوا تمامًا كِثرَة المَشاكِل و النِزاعات لانّها حتمًا سَتزيدُ الوَضع سوءًا ، حافظوا على صِحتها النَفسيَة لانها مُهمَة للغايَة ، نحنُ بحاجَة للاهتِمام بأدقِ التفاصيل حتّى نستطيعُ الاخذ بيدِها الي النجاة "

اصَدرت سويون تَنهيدَة عميقَة ، كَيف سَتتجنبُ النِزاعات و المَشاكِل ان كان بيتُ زوجِ اُمها اساسُها..!

كَيف سَتحظى على الهُدوء الذي تستحِق ، ان كان زَوجُ والِدتها هو المُتسبب الأول في ذَلك الصراع و مُنحدرِ اليأس الذي وَصلتهُ اُمها..!

كَيف تُصارِحُ الطَبيبة بِتلك الحَقيقة المُرَة؟
اذ كَيف تُخبرها ان زَوج مَريضتِها يَطمعُ في ابنتِها
و هي تدّسُ المِها و تَكبتهُ حَتى افتّك المَرض في جَسدِها

غادَرت مَكتب الطبيبَة تُحدِق في مارك الذي قال بِجَبروتِه المُعتاد " كَما سمعتِ الطبيبَة ، اُمكِ ستعودُ الي المَنزلِ و لابدّ ان ترجعي اليها كيّ تُساعدينها في التَحسُن "

سَكتت الصُغرَى و هي تُطالع اقدامِها دون اجابتِه
اراد جُيون التَدخل حينَما قال مُعترِضًا

" كلاّ ، تَستطيعُ يونسون المجيئ لديّ و ساوفر لَما طاقم طبيّ يُراقِب علاجِها هذِه الفترَة "

قَبض مارك على يَداهُ بغضبٍ لَم يستطِع كَبتهُ اذ اخرَجهُ في وَجه الوزير مُندفِعًا بقولِه " انت ماذا تَظُن نَفسك ؟ اخَذت ابنَة زَوجتي و الأن تودّ اخذِها هي كَذلك ؟ استحِ على نَفسك يا رَجُل ! انا لن اسمَح لامرأتي بالذهابِ معك "

رَمقهُ جُيون بِكُره لَكنهُ سَكت حينَما غلبهُ مارك بِالقانون
يونسون زَوجتهُ و هو لَن يَستطيع اخذِها رُغمًا عَنهُ
سَيستعيدُها بالقانون و تُشيع الصحافَة أن الوَزير جُيون
يَطمعُ في زَوجةِ صَديقِه و يَستغلّ مَرضِها
تِلك الفضيحَة العُظمَى سَتجعلهُ يَخسرُ الكَثير

نَظر الي صَبيتِه حينَما قالَت مُستجيبَة الي رَغبة زوجِ اُمها " حَسنًا ، ليس لديّ مانِع ، سافعلُ اي شَئ لاجلِ اُمي " رَفعت عُيونِها العَسلية للنظرِ داخِل عينيّ مارك البُنيّة ، وَجدتهُ يبتسمُ مُنتصِرًا بالطَريقَة التي ضايقَت الوزير لحدٍ كَبير

" سويون انتِ لا يُمكنكِ الرُجوع الي بيتِه ..! أنسيتِ مافعلهُ بكِ ؟ " تَحدث جُيون مُتدخِلاً في مَن طالعتهُ و هي تضغطُ على طَرفِ قميصِها بِحَسرة

" أنسيت أن اُمي عادَت الي قُعر جَحيمِها ، حينَما ضِعنا في بلدتِها ،من أجلي ، رُغم انّها عانَت و تَعذبت و كادت ان تُقتَل ..! فَكيف لا تُريد منّي فعل المِثل ؟ انها اُمي "

قَطب حواجِبه و الوَخز الذي في صَدرِه يَزداد ، هو لَيس مُرتاحًا البتّة لِفكرَة ذهابِها الي بَيت مارك و مُكوثِها بِه مُجددًا

مَسك بِذراعها يُخِبرُها مُقترِحًا " ساجلبُ امكِ لديّ ، و ابقيّ مَعها ، او ساحجزُ جَناح كامِل هُنا بالمُستشفَى تَبقى بِه ، همم ؟ "

حاوَل لَكن كُل مُحاولاتِه ذَهبت سُدًا حينَما تَحدث مارك بِمُكر " هي لَن تَستطيع الذهاب الي أي مَكان دون مُوافقَة زوجِها "

قَبض جونغكوك عَلى يداهُ بِغَضبٍ عارِم اضطّر ان يُخفيه كيّ لا يُحدث مُشكلَة كُبرَى وِسط تلك المُستشفَى ، طالَع صغيرتَهُ التي قالَت " ساذهبُ انا مع سويون اقضي رِفقتها الليلَة و اُساعد بما استطيعُ به "

تِلك فِكرَة مُريحَة بالنسبَة الي الوَزير الذي أيدها بالايماء السَريع بِرأسه
وجودِ ابنتِه بِجوارِ صديقتِها سَيجعلُها بأمانٍ دام قطعَة منهُ مَعها

ايڤا سَتُعيق اي تَصرفٍ مُتهور يَنويه مارك تِجاهِها مَهما كان
لانّها بِلا شَك سَتنقُل كُل الاخبارِ اليه مُباشرَة

•••

نُقِلَت يونسون الي بَيتِ زوجِها الذي اساسَهُ يعودُ الي الوَزير
اذ لازال يَقطُن في المنزِل الذي قَدمهُ جُيون اليه

تَسطحت على فِراش غُرفتِها رِفقَة المَحاليل المُغذيَة المُلتصقَة بعروقِها ، ساعَدت سويون في تَغيير مَلابِس اُمها و الجُلوس قُرب رأسِها للمَسحِ على شعرِها بِكُل حُب مُمتزج بِحُزنٍ بالِغ

كانَ دُخولها الي هَذا البيت بِمثابَة جُرعَة مِن الألَم الخَفيّ
داَمهُ يحتضنُ وسط جُدرانَهُ جَسد مارك ، فَهو جحيمُها الأبديّ

شَطفت سائِل انفِها و مَسحت دُموعها تُشاهِد صديقتِها التي قالَت " سانزلُ لاعدادِ شَئ نأكُله ، انتِ ابقيّ معها "

حَركت سويون رأسِها ايجابًا قَبل ان تُراقِب ايڤا تُغادِر ، حلّ مّكانها اُختها الصُغرى حينَما دَخلت بعد عودتِها من المَدرسَة الي غُرفَة اُمها

ازالَت حَقيبتِها المَدرسيَة تُوقعها اسفَل قَدميها ثُمّ قالَت بعدمِ فَهم " مالذي يَحدُث ؟ " تَفصحت شَكل اُمها المُنهَك لابعدِ حَدٍ يُمكن ثُمّ طالعت اُختها الباكيَة امامها

" لن اُخبرك ! كيّ لا تتشمتين فيها لانكِ من تتمنين رؤيتها بِهذا الحَال " تَحدثت سويون بِألمٍ على حالِ والدتها و هي تتشبّث بيدِها الناعمَة بِرفق

اقتَربت سولبين من اُمها تُراقِبُها عن قُرب ، قَدمت يدِها لالتماسِ بشرتِها البارِدَة اذ سُرعان ما سَحبت يدِها تتحدَث " لا يَهم ! حتى ان كانَت تموت لا يهُمني ، هي تَبرت مني و تَخلت عني بِسببك " مَثلت اللامُبالاة و هي تَسيرُ نَحو الخارِج مُسرعَة

رَاقبتها سويون بِحُزنٍ قَبل ان تتمسّك بِقبضتها قويًا مُهسهسَة بغصّة " مِن اين جِئتِ بِقسوَة القلبِ هذه كُلها ؟ انها اُمكِ ..! "

لَم تُعر الصُغرى حَديث اُختها أي اهتِمام اذ واصَلت بالرَكضِ الي غُرفتها و الاغلاق عَلى نفسِها ، تَسطحت سويون بِجوارِ اُمها تُشاهِد شُحوبها و هي تَتحسسُ بشرتِها بِلُطف

" سيُزهر هَذا الجَمالُ مُجددًا ، انا مُتأكدَة ان جُيون سَيفي بِوعده و سأبكي مرَة اُخرى على شِفائكِ يا اُمي " هَمِست بَعدما مرّ وَعدُ جُيون على ذاكِرتها حينَما احتَضنتهُ هي في مُنتصف المُستشفَى

اسنَدت رأسها فوق ذِراعها التي طَوتها على الوسادَة تُشاهِد النافذَة بِشُرودٍ لكونِها تَنامُ على جانِبها " كنتُ قد رَكضتُ اليه دون وَعي ..! الجَميع كان يقفُ يُشاهِد ، لَكنهُ لم يَصدني ، بل اَحتضنني و قَبلني امامهم..! "

هَمساتُها لنفسِها تُدخل على قلبِها المُغرمِ السُرور
استعادَت جُزء من المَشاهِد المُحبَة من ليلَة البارحَة
تَفكيرُها بِتلك اللحظاتِ جَعلت خافِقها يُرفرف باجنحَة الحُب

هي حقًا وَقعت في غَرامِه و لَم تجد وَسيلَة للنُهوض..!
انّهُ الوقوعُ الوَحيد الذي تعتبِرهُ هي نَجاح

اغمَضت عُيونِها تَبتسمُ بِسريّة تامَة ، في الوَقت الذي احَست فيه بِحركَة اُمها بِالقُربِ مِنها ، ابتهَج قلبها بمجرد ان جَلست و وَجدت اعيُن امها العَسلية كمِثلها تُفتح برفقٍ تُعلن عن استيقاظِها

فَرِحت لدرجَة البُكاء و هي تَراها يَقطَة تستطيعُ صُنع تواصُل بصريّ بينهُما ، عانَقتها دون شُعورٍ ثُمّ هَمت بالعتابِ و اللومِ بصوتِها الباكي " لِما يا اُمي ؟ لما فعلتِ هذا بنفسكِ و لم تَطلُبي المُساعدَة ؟ لِما لم تُخبريني انكِ لستِ بخير ؟ "

تِلك التَربيتة الدافِئَة من قِبل كَف اُمها مُجَرد التفكير في افتقادِها تَجعلُ كُلّ مابِها يودّ الاندثار من بَعدِها ، هي يَستحيلُ ان تُواصِل الحَياة و تَعيش..!
ان فارَقت والِدتها الحَياة

ابتَعدت عَنها تَسمعُ صَوت والِدتها الضَعيف و هي تنطِق مُبتسمَة " انا بِخَير ، لِما عليّ ان اُقلقكِ ؟ استطيعُ التعامُل مع الألَم "

رَفعت يدِها تَمسحُ دُموع صغيرتِها ثُمّ همت هي بالعِتاب " لِما جئتِ الي هُنا ؟ الم اُخبركِ ألا تَعودي الي هَذا البيت مُجددًا ؟ "

أمَعنت التَحديق في عينيّ طِفلتها التي عاوَدت احتِضانها مُجددًا تضغطُ عَليها و هي تَبكي كالرضيعَة " لا استطيعُ ترككِ ، انا لن اُضيع يَوم اضافيّ بدونكِ ، يَكفي الشَهر الذي قضيتهُ بعيدًا عنكِ ، لن اترككِ مهما حَصل "

" ماذا عَن زواجكِ يا صغيرتي ؟ " مَسحت يونسون على شَعرِ طِفلتها مُتنهدَة بِقلَة حيلَة ، سَمِعت صوت طِفلتها المَكتوم و هي تَقولُ بِقَهر " ساُلغيه تمامًا ، لَن اتزوج و اترككِ لوحدكِ مهما حَصل ، سابقَى معكِ للأبد "

ضَحكت يونسون بِخفّة على تَفكير صغيرتِها العاطفيّ ، اَبعدتها عَنها ثُمّ قامت بِقرص شِفاه الصُغرى تنطِقُ غيّة استفزازِها " حَالما يَطلبكِ الذي تُريدين ، لن تَترددي ثانيَة بالهَربِ مَعهُ "

لم تَرفُض سويون كَلامِها الذي كان حَقيقيًا
كَيف لها ان ترفُض الرَجُل الذي تُريد؟
ان جاءَها لِطلب الزواجِ ..!
سَتقبلُ و حتمًا قلبها سَعيد

لَكنها قالَت بدلاً و هي تَمسحُ دُموعها التي استَهلكت مِنها الكَثير لِهذا اليَوم " انتِ تَعرفين حَقيقَة مَشاعري نَحوهُ و انّي بالطَبع لن ارفضهُ ، لَكني لن اُفرط بكِ و ساطلبُ منه مَنحي الوَقت حتّى أهتم بكِ كما يَنبغي "

حَملت الصُغرى كأس الماء من فَوقِ المنضدَة تُبعد عنهُ الغطاء الخَشبيّ ثُمّ قَدمتهُ الي والِدتها التي مَسكتهُ برفقٍ تَشربُ منهُ القَليل بعدما ساعَدتها ابنتها على الجُلوس

" هل توصلتِ الي حلٍ مُرضٍ معهُ ؟ " سألت الاكبر سِنًا و رُغم تَعبها و ارهاقِها بفعل مرضِها الي انّها لَم تُفوت عَليها فُرصَة الاستِماع الي احاسيس طِفلتها البَريئَة حالما لَمحت شمعةُ الحُب تُضيئ في عُيونها مُجددًا

نَظرت الي ابتِسامَة الصُغرَى الخَفيَة و مُحاولتِها في التَستُر على بَسمتِها تلك اشارَة كافيَة تَجعل قلبُها يطمِئن

قامَت بالمَسحِ على شَعرِ صغيرتِها برفقٍ بالِغ ثُمّ هَمست مُبتسمَة " اتمنى ان يُحسن مُعاملَة قلبكِ يا حَبيبتي "

" اُريدكِ ان ترتاحي يا اُمي ، و لا تَخافيّ عليّ ، جُيون حقًا آهِل للثقَة و لَن يسمَح لأي شَئ بايذائي ، لذلك لا تُفكري بي كَثيرًا حسنًا ؟ انا سَعيدة و مُرتاحَة " نَبست الصُغرى و هي تُمسِك بيد اُمها تتشبّثُ بِها

سألتها يونسون مُستغرِبَة " قَبل يومين كنتِ مُصرَة على الزَواجِ من جيمين اذ رفضتِ اعترافهُ لكِ ، مالذي تَغير ؟ " حَدقت في عينيّ طِفلتها التي تَسربت ابتِسامتها قصرًا لاحتِلال نصف مِساحَة وَجهِها

اجابَتها و الحُب يشعُّ في عُيونِها العَسليَة " تَغير الكَثيرُ ليلَة الأمس يا اُمي "

" ليلة الأمس؟ " دَفعت يونسون حاجِبها عالِيًا باستِنكار تُراقب احمِرار وَجه صغيرتِها ، سارَعت تستفسرُ بِريبَة " مالذي جَرى ؟ "

" جاء جُيون للمبيتِ لديّ ، حينَما ذهب جيكوب و زوجتهُ لقضاء ليلَة في المُنتجَع " وَضحت سويون الي اُمها التي اراحَت ظهرِها على مَسندِ السَرير تُحدِق في طِفلتها بعدمِ فَهم

ظلّت تُفكِر لفترَة ثُمّ شَهقت بقوّة تقومُ بِجَذبِ اذن ابنتِها بِدهشَة " لا تَقولي لي انكِ فعلتِ شَئ معهُ ..! هل سلمتِ نفسكِ لهُ ؟ " صاحَت بِها بِضُعف تَرى تجعّد وَجه صغيرتِها المُتألم و هي تُحاول الفِرار من قرصةِ اصابع الكُبرى

حَررت نَفسها بِصُعوبَة تقومُ بِتدليك اُذنها بألم " اُمي ..! هذا و انتِ مريضَة لديك هذه القوّة ! الهي " تذمَرت بعُبوسٍ تُشاهد غضَب والدتها حينَما نَهرتها بجديَة بالغَة " اخبريني سويون مالذي فَعلتيه ليلَة الأمس ..! "

" لا تَخافي لم اتمادَى معهُ للحدّ الذي تُفكرين بِه ..! " نَبست الصُغرى بِعُبوس ثُمّ حينَما جاءَت لِسرَدِ مُجرياتِ ليلَة البارِحَة التَفت برأسِها للبابِ حينما قُرع

كانت ايڤا التي تحملُ بين يَديها صينيَة طَعام اذ بِمُجرّد ان سَمِعت سويون صوتِها حتّى همست بسُرعَة الي اُمها تَقول " لا تَجلبي سيرَة شَئ يخُصني انا و هو أمامِها ، هي لا تَعرفُ شَئ "

حَركت يونسون رأسِها ايجابًا دون اللُجوء الي الحَديث اذ طالَعت ايڤا التي دَخلت بصينيَة الأكل الذي أعدتهُ هي بالأسفَل ، حَدقت بوالدَة صديقتها بِسُرور حينَما وَجدتها مُستيقظَة " خالتي ! "

تَركت صينيَة الأكلِ فوق الطاولَة ثُمّ هرَولت نَحو من ناظَرتها بِهُدوء
يونسون لازالَت مُتضايقَة مِنها حينما ألقت اللوم على طِفلتها
و جَرحتها يَوم حادثَة الوَزير

لِذلك عامَلتها بِجَفاء ما ان ارادَت الصُغرى الاطمِئنانُ عَليها
بالنسبَة اليها مَشاعرُ طِفلتها خَط احمر
لانها اكثرُ من يَعلم انّ صغيرتِها تَحسبُ لكلّ حرفٍ تقوله
كيّ لا تؤذي احدٍ و لو بالخَطأ

لذا هي تُصبح عدائيَة نحو من يُؤذيها و لو دونَ قصد
لانّ طِفلتها مُسالمَة لا تُحِب الأذيَة
لَكن الجَميع يستمرُّ بايذاءِها..!

" لَقد اعددتُ حساء الدَجاج ، مَع الأرز بالشعيريَة و بطاطس في الفُرن " نَطقت ايڤا التي سارَت لِجلب الصينيَة و وَضعها قُرب صديقتها و اُمها

شَكرتها سويون مُبتسمَة الوَجه حيثُ قالَت " لم اكُن أعرِف انكِ تُجيدين الطَبخ ..! "

" لقد تَعلمتهُ من ابي ، انهُ ماهر به " تَحدثت ايڤا مُبتسِمَة و هي تَقومُ بِتقريب مِلعقَة الحساء من شِفاه يونسون التي أدارَت وَجهِها للنحوِ الاخَر تعترِض " لا اُريد "

احسَت الصُغرى بالاستِياء من تَصرُفها و قَد لاحظت سويون ذَلِك بوضوح ، مَسكت عسليَة الأعين بيدِ اُمها تَمسحُ عليها بِرفق " ايڤا اعدَت الطعام كُله من اجلكِ ، عليكِ اخذ بخاطرِها بِتناول القَليلِ على الأقل "

إلحاح سويون المُتواصِل جَعل الاكبرِ سنًا تَخضعُ رُغمًا عَنها لِرَغباتِها ، فَتحت فَمِها لتناول ما طَبختهُ ايڤا و هي بالكاد تَستطيعُ مَلئ القليل من مَعدتها المُتضررَة

اذ كُلّما تَناولت مِلعقتين يُداهِمُها الشُعور بالشَبع و الرَغبة الماسَة بالاستِفراغ المَصحوبُ بكِثيرٍ من الدِماء

لَكِنها قَويّة كِفايَة حَتى تَستطيعُ الصُمود و مُواجهَة هَذا المَرض بالتأكيد
يَكفيها حُب ابنتِها و رِعايتها المُتواصلَة لها فقط كيّ تَبقى مَعها

سويون سَتضيعُ بلا شَك ان فارَقت والِدتها الحَياة

•••

مَساءًا
خَلدت يونسون الي النَوم بَعدما اخَذت جُرعتها من العِلاج و مُسكنات الألم اذ بَعد ان اطمَئنت سويون عَليها حَرِصت على تَغطيتِها لِتقوم بالنُزول الي الطابِق السُفليّ حيثُما كانت ايڤا تقطُن بغرفتِها تُراجع مُلخص المُحاضرات

القَت نظرَة خاطِفَة عَليها من باب الغُرفَة و لأنها احسَت بِصُداعٍ رَهيب ، تَعلم انّهُ ناجِم من صُراخ رَغبتها المُلحَة للحُصولِ على قَهوتها المُثلجَة

لِذلك ، سَلكت وِجهتها نحو المَطبخ كيّ تُعِد القهوَة التي تُحِب كي تَستطيع الصُمود و التَفكير في حَلٍ يَتماشَى مع حالِها البائِس

كانَت مُحبطَة لابعدِ حَدٍ كان
بالكاد تستطيعُ الاحتفاظ بماءِ عُيونها امام اُمِها
كيّ لا تُشعرِها بالضُعفِ و الخَسارَة

كانت ثوانٍ عِدّة و سَمِعت باب المَطبخِ يُغلَق
خَفق قلبُها بمجرّد ان احسَت بِخُطواتٍ رجاليَة تقتادُ ناحيتِها

لَم يكُن صاحِبُها سِوا زوجِ اُمها الذي حَكم عليها بالشَقاء
بَعد ان وَجدت طُرقِ الفِرار و ظنّت انها نِهايَة العناء..!

حاوَلت الاحتِفاظ بِانتظامِ دقاتِها العالِيَة ، لا تودّ احداث رُدود فعلٍ مُعاديَة قَد تُصدر ضَجيجًا يَتسبب بايقاظِ اُمها النائِمَة

احسَت بِه يقومُ باحتضانِ خصرِها النَحيل من الخَلف و ذَلك تَسبب في بُهوتِ لَون بشرتِها نظرًا لِتجمّد الدماء في عُروقها لفرطِ الخَوف

صَديقتها هُنا ، هي لا تُريدُ ان تَكشِف ايڤا الحَقيقَة المُرّة
لا تُريد بتاتًا ان تَظهر بِدور الضَحية امامَها

التَفت لهُ بسُرعَة حَتى تَدفعهُ بخفّة من صَدرِه و تتجاوَزهُ رَغبة بالخُروج ، لَكن حَركتهُ بامساكِ عِضدها كانَت أقوَى مِنها اذ قام باعادتِها للانتصابِ امامَه و التَحديق في عُيونِها العسليَة

بُهوتِ وجهِها الخالي من الدِماء جَعلهُ يُدرك حَقيقة نُفورها الكاملَة منهُ
و ذَلك افقدَهُ صَوابه كُليًا و جَعلهُ يُهسهسُ غاضِبًا امام وَجهِها

" انتِ تَستمرين بالهَرب منّي ، في الوَقت الذي ركضتِ فيه لاحتضانِ جُيون دون تَردد..! اولستِ لا تُطيقين لمساتِ الرجال ؟ "

قَبضت على أصابِعها بخفّةٍ قَبل ان تَقوم بِصَدم مُتحاشيَة اعطاءهُ اجابَة قد تَزيدُ من اهتِياجه ، تراجَعت خُطواتٍ الي الخَلف حتى اضحَت مُحاصرَة من قِبل مَن انخفَض الي مُستواها يُكمل هَسهستهُ الغاضِبَة

" صدقيني ان لَم تُحسني التَصرُف ، و تَسمعين كَلامي بِحَذافيرِه ، سأفعل كُلّ ما اقدر عَليه لِجَعل امكِ تُعاني و صِحتها تتدهور حتّى تَموت امام عُيونِك "

انقَبض قلبُ الصُغرى التي بَسطت يديها فوق صَدرِه تَقوم بِردعه بعدَما تشكَلت الدُموع عند اطراف عُيونِها ، أنَبتهُ بقولِها الذي نَجم من صَوتٍ مُختنِق بالكادِ يَستطيعُ اسماع اُذنيّ من يُقابلها

" اُمي ما ذَنبها..؟ لِما تَفعلُ ذلك بِها؟ انها زَوجتك "

" لانكِ تَستمرين بِجَعلي اُخرج اسوء نُسخَة منّي ..!
انتِ السَيب الاساسيّ وراء مُعاناة امكِ
عنادُكِ السَبب "

ألقَى كُل اللَوم عَلى من ابتَلعت ريقِها بِصُعوبَة ، احسَت بِوَخزٍ داخِل صَدرِها وَقف كَعائِق يَمنعُ تَنفسُها بالشَكلِ السَليم

" امي ليسَ لها ذَنب ، تَوقف عن اجرامك ، انها عائلتك ! حرام عَليك " صاحَت بِه بعدَما طَفح كيلُها و راحَت تَخبطهُ حتّى تراجَع خُطواتٍ الي الخَلف يَضحكُ على كَلِماتها ساخِرًا

" عائلتي ..؟ " حَدق بِجُمودٍ في عينيّ الصُغرَى ثُمّ اضاف بِجديّة " زِني كَلامكِ فانا لَيست لديّ عائلَة "

" ذَلك صَحيح ، لانك نَكرَة لا تستحقُ ان يَكون لَك شَئ مُقدَس كالعائلَة " نَهرتهُ بَعدما شدّت على يَديها قويًا تَقومُ بِدفعه عَبر كَتِفه كيّ تُواصل السير للمُغادرَة ، احسَت بقبضتِه تلتفّ حَول عِضدها للمرَة الثانيَة يُعيق طريقِها

تَحدث بالقربِ من اُذنها يُنبِه " يُفضّل ، ان تَقطعي علاقتك بِجُيون ، و إلا عواقِب غَضبي ستكونُ وخيمَة ، و انت تَعرفين من هو الضَحيَة "

حَدقت بِه بِصَمت قَبل ان تَنفض قَبضتهُ  تُسرِع بِمُغادرَة المَطبخ ، دَخلت الي دورَة المياه تُغلق على نَفسها الباب كيّ تنفجِر باكيَة بِكامل راحِتها دون ان يَخترِق احَد خُصوصيتِها

تودّ ازالَة ذلك الثِقل بِبُكاءِها الشَديد
هي تَفتقدُ كَثيرًا الي حُضن الوَزير الذي يُشعرِها ان الصَخب ليس وسيلَة إلا لِجَعل العالَم حَيًا

عَلى عَكسِ منظورِها هي
يُجمّل لَها نَظرتها للحياة و يَجعل كُلّ مَفهومٍ مُؤلم لَطيف

اهتّز هاتِفها بِداخِل جَيب بِنطالها لِذلك قامت بإخراجِه تَجِد رسالَة حديثَة وَصلتها من الرَقم الذي سَجلّهُ جيكوب على اسمِ الوَزير

مَسحت دُموعها بِكُم قَميصِها تَقومُ بِقراءة رِسالتهُ التي دَونها لاجلِها بِكُل حُبٍ ، كان مُحتواها الآتي

- كَيف حالكِ صغيرتي..؟
آمل انكِ لا تَختبئين غي الرُكن و تَبكين بعيدًا عن حُضني..!

شَفطت سائِل انفِها تُقوِس شِفاهها بِحُزن " هل شَعر بي ؟ "

دَخلت على صُورته الشَخصيَة تتأمل هَيئتهُ التي ادخلت السُرور عَلى قلبِها البائِس ، ابتَسمت بِخُفوت لِتقومُ بمُراسلتهُ تُنكر تَوقعه الصَحيح

- كلاّ ، لستُ أبكي ، انا بِجوار اُمي الأن

كانَت تجلسُ فوق الغَسالَة و هي تَتفننُ في الكَذب عَلى من يَبتسمُ بألمٍ عَليها من خَلفِ شاشتِه اذ لَم تكُن تَعرِفُ انّهُ يَراها بالفِعل بِسبب كاميرات المُراقبَة و اجهزَة التَنصُت التي يَزرعها حَول البَيت بأكمله

لَكنهُ لم يكُن يَضع كاميرات في دوراتِ المياه بالطَبع
للحفاظِ على الخُصوصيَة التامَة

استَطاع رؤيتِها و هي تَركُض الي دَورة المِياه بَعدما خاضت نِقاش حاد مع مارك في المَطبخ شَهد عَليه بأكمِله رُغم انّهُ لم يستطِع فَهمهُ كما يَنبغي

لازال لَا يستطيعُ مَعرفَة السَبب الرَئيسيّ في تَشبُث مارك بِها
و رَغبتهُ المُلحّة في بَقاءِها مَعهُ ..!

كانَت تنتابَهُ شُكوك تَجعل داخلهُ يصلُ الي قِمّة اهتياجِه
لَكنهُ يُحاول تَحسين نِيتهُ ، يَودّ ان يُبعد كُل تلك الافكار المُخلّة
و الاحتِفاظ بأخر صُورَة جيدَة لِمارك

هو لا يُمكن ان يَكون ذلك الرَجُل الذي يَطمعُ في ابنَة زوجتِه الشابَة ؟
اليسَ كَذلِك..!

نَفض رأسَهُ من كُل تِلك الأفكار يستعيدُ سَجيتهُ عَبر هَمسهِ لِنفسه " اهدأ جونغكوك ! اصبَحت غيرتك عَليها مُخيفَة بهذا الشَكل ، انهُ زَوج اُمها ..! اي بِمثابَة والِدها ، لابدّ انهُ يَعزها كأبنتهُ لذلك يَتمادى احيانًا في تَصرفاته "

أقنَع نَفسه طَوعًا في تَصديقِ تِلك الأقاويل قَبل أن يَعتدِل في جَلستِه يَكتُب لَها

- هَل قُربي منكِ قَد يَزيدُ الامر سوءًا ؟
اعني ، بَدا مارك غاضِبًا حينما رإكِ في حُضني
اخشَى انّي قد اتسَبب لكِ بالمَشاكل

وَجدها تَقرأ رِسالتهُ دون اجابتِه حتّى بعد مُرور بِضع دقائِق
لِذلك راح يَكتُب مُوضِحًا وِجهَة نَظرِه

- انتِ اخترتِ البقاءُ مع اُمكِ حتى مَوعد عَمليتِها
طلبتِ ألا اتدخَل كيّ لا اُحدث المَشاكل التي سَتجعل نَفسيتها تَدمر
لِذلك ، لا اُريد ان يَكون قُربي منكِ عِبئ اضافيّ هذه الفترَة
هل تَفهمين قَصدي جيدًا ؟

اسنَدت رأسِها عَلى جِدار الحَمام تَقرا حُروفِه بِحُزنٍ شَديد
صَحيح ان قُربه في الوَقت الحالي سيجَعلُ كُل الاوضاع تَسوءُ
لَكِن بالنسبَة الي قلبِها ، فَهو اكبرُ مُواساة تَحصل عَليها

كُلّما احسَت أن عِلاقتهُما بَدأت تُصبِح بِخَير
لابدّ من مَجيئ عَرقلَة تَجعلُ كُل المَوازينِ تَنقلِب

استَجمعت نَفسِها حَتى تُحاورَهُ بِشجاعَة ، اذ لن تَسمح لِعاطِفتها بِغلبِ منطقِها و تُخبِرهُ بكلّ جِديَة ، انّ عَليه الابتِعاد هذه الفترَة ريثما تتحسنُ اُمها

لِذلك ، دون اللجوءِ الي عاطِفتها كَتبت لهُ بعقلٍ ناضِج

- انا ، اُريدُك قُربي

ارسلَت تلك الرِسالَة التي ابتَسم فيها قلبُها راضِيًا بَعدما نَجح في السيطرَة عليها بالكامِل ، كَتبت ما سيجعلُ العواقِب عَليها وخيمَة لاحِقًا

لَكنها فِعلاً ، تُريدُه بالقُربِ مِنها
تَحتاجهُ أن يَكونُ بِجوارِها

- ساُعيد مُحادثتكِ لاحقًا

كَتب لَها ما جَعل الاستِياء يَتخذُ وَجهها اعظم وِجهَة للتخييم ، اخَفضت ذلك الهاتِف تَضعهُ داخِل جَيبِها بحُزنٍ انغَمست فيه لاقصَى حدٍ مُمكن

كَيف تُزيل هَذا العِبئ ..؟

زَفرت أنفاسِها بِصُعوبَة ثُمّ استَقامت تَغسل وَجهِها المُتورم لِفرط البُكاء لِهذا اليَوم الذي ضَمتهُ الي قائِمَة أبشَع ايامِ حَياتِها

غادَرت الحَمام تَتجهُ بكُلّ تَعبٍ الي غُرفتِها حيثُما وَجدت ايڤا تتحاوَرُ مع تايهيونغ عَبر النافذَة ، كان يقفُ في الخارِج يُدخن و بِمُجرّد ان رأى نَظرات سويون المُعتمَة لهُ اعتَدل في وَقفته يُقابل كِلتاهما بِظَهره

سويون لا تَستطيع أن تَنسى فِعلتهُ المَغلوطَة مع صديقتِها
اصبحَت تراهُ بنظرَةٍ مُختلفَة تمامًا بعد تِلك الحادِثَة

زَفرت انفاسِها بِحنقٍ ثُمّ جَلست فوق الفِراش خاصتِها تَنظُر الي الكُتب المُلقاةِ بعشوائيَة قُربها بانعدامِ شَغف

التَفت ايڤا اليها تُطيل النَظر في وَجه صديقتِها الفاقِد للحَياة
اصدَرت تنهيدَة عميقَة ثُمّ دنت تجلس بِجوارِها

مَسكت بيدِها تمسحُ عليها قبل ان تَتحدث بِحُزن " رُبما انا اكثرُ من قَد يشعُر بكِ في الوَقتِ الراهِن ، لانّي جربتُ شُعور ان افقد اُمي و مَعنى رؤيَة المُستقبل موحشًا بدونِها ، اتمنى حقًا ألا تُجربينَهُ بتاتًا و يَنتهي الألم عند هَذا القدرِ فقط "

التَفت سويون بِعينيها المُرهقَة للتَحديق في وَجهِ صديقَتها مُبتسمَة بِخُفوت " لديّ أمل كَبير بأن اُمي سَتُشفَى من جَديد ، لا تَخافي انا قويَة و سأصمُد "

ابتَسمت الصُغرى تُطبطبُ على كفّ الكُبرى مُتحدثَة بلُطف " ارتاحيّ ، ساكتبُ كل المُلخصات من اجلكِ و ارسلِها الي جيمين كيّ يُترجِمُها ، ثُمّ اُعطيكِ اياها كيّ تُراجعينها قَبل الامتحان "

" شكرًا ايڤا ، انتِ تُزيحين عنّي عبئ كَبير اُقسم " شَكرتها الكُبرى بإمتنانٍ بَعدما عانَقت مَن احتَضنتها بِكُل حبٍ تَقولُ و هي تُطبطبُ على ظهرِها " نحنُ عائلَة سويون ، لا شُكر بَيننا "

ابتسمَت سويون بإمتِنان قَبل أن تَستلقي على الفِراش كيّ تأخذ قِسطها من الراحَة ، حَملت ايڤا كُتبها و مُلخصاتِها و خَرجت للجُلوسِ في الحَديقة التي وَجدت فيها مارك يُدخن سيجارتِه هُناك

ناظَرتهُ بحاجبٍ مَرفوع حينَما سألها بِكُل بُرود " ارى انكِ تُقيمين هُنا ..! "

" ما الخطأ في الاقامَة في منزِل والدي ؟ " تَحدثت بينَما تبتسمُ بِأدبٍ بعدَما دسّت معنًا سامًا بداخل حُروفها احَرقت من قَبض على اصابِعه يُحاول تَجاهلها قَدر الاستطاعَة

مَرت بِضع دقائِق تَلقى عَبرهُ اتصالاً من مُساعدِه جَعله ينتفِضُ من مَكانهِ مَذعورًا ، سارَع بالنُهوض و ارتداءِ سُترته للمُغادرَة بعدَما وَجه الكَثير من الشَتائِم التي جَعلت ايڤا تَنصدِم

مالذي حَدث لهُ ..؟
لِما غادَر بِكُل تلك السُرعَة فجأة..!

لَم تَفهم خَطبه و لَم تشئ الفَهم اساسًا
تَمنت لهُ الاحتِراق بِنيرانِ غَضبه و واصلت دِراستها

•••

تجاوَزت الساعَة مُنتصفِ اللَيل
فَتحت سويون عُيونِها عَلى صَوتِ رَنينِ الهاتِف بِجوارِها
اعتَدلت في جُلوسِها بِنُعاسٍ لالقاءِ نَظرة على المُتصل

نَبض قلبُها يُرحِب بِهويَة المُتصِل ، إذ احسَت انّها مُتشوقَة حَد اللهفَة لِسَماع صَوتِه يُلاطف اُذنيها بِكُلّ رقَة

القَت نظرَة خاطِفَة على جَسد ايڤا النائِمَة بِجوارها ثُمّ استقامَت تُسرِع في الاختباء بالحَمامِ كيّ تُحادِثهُ بِسريّة ، رَدت عَليه و قَبل ان تَنطِق حَرف اضافيّ
سَمعتهُ يَقولُ آمِرًا

- اُخرجي

استَغربت نَبرتهُ لِتنظُر حَولها باستِغرابٍ تام ، دَلكت عُيونِها الناعِسَة ثُمّ تَكلمت بصوتٍ خامِل أثر نَومِها

- اخرُج ؟ أين؟

لَم يستغرِق وقتًا لاجابتِها بِنبرَةٍ هادِئَة بَثت السكينَة في ضَجيج قلبِها

- انا بالخارِج ، انتظركِ يا مَلاكي

قامَت بِفصل ذَلك الاتِصال قَبل أن تُغادر الحَمام تُسرِع بِخُطواتِها نَحو مَخرج البَيت ، القت نَظراتٍ خاطِفَة حَولها لعلّ زوج اُمها يَكونُ بالجِوار

لَكن الحَظ حالفها حينَما لَم تَسمع حِسّهُ
خَطت بسُرعَة لارتداء خَفيها و لَم تُمانع بالخُروج الي جُيون بالبيجاما

خَرجت لهُ تَجدهُ يَتكئ على سَيارتِه البَيضاء مِن أخرِ اصداراتِ مَرسيدِس ، ابتَهج قلبُها و بُثّت الحياة في عُيونِها و هي تَراهُ يقفُ في انتِظارها

تشعُر انّها لم تَراهُ مُنذ قَرن ، رُغم انّها قَضت ليلَة كاملَة في حُضنه البارِحَة ..!
اصبحَت جشِعَة في كُل ما يَخُصه

قامت بالرَكضِ اليه حتى تَلفِت انتباه مَن اعتَدل في وَقفتِه ينظُر اليها مُبتسِمًا ، طالَع العُبوس الطَفيف الذي نَمى على شِفاهها و هي تَقولُ لهُ " لِما جِئت ؟ انت تَعرِف ان مارك سيُحدثُ مُشكلَة ان رآنا "

مَظهرُها الناعِس الذي يدلّ على استِيقاظِها الحَديثِ من النَومِ يَجعلُ قلبِه المُحِب في اعلَى مراحِل نَشوتِه من السَعادَة

يَشعُر أنّ تأمُلها اليوميّ و هي تَستيقظ بِجانبه بهذا الشَكل
تَجعلهُ ينالُ نَصيبهُ الكامِل من السعادَة في حياتِه

اقتَرب مِنها حَتى يَستطيعُ احتِضان وَجنتيها داخِل كُفوفِ يَدِه العَريضَة اذ اختَفى وَجهها بأسرِه وِسط يَديه و هو يُطالع عُيونِها المُتورمَة

في ثانيَة واحِدَة ، أصبَح العالم بأسرِه آمِنًا
بالنِسبَة الي مَن احسَت أن يَداهُ ، كَجُرعَة ماءٍ اطفئت جمرتُها المُلتهبَة

انخَفضت ستائِر جُفونِها للاحتِفاظِ بِجواهر عُيونِها حينَما انحنَى الي مُستواها لِتَقبيل جَبينِها بِدفئ احدَث هُدنَة ابديَة اخمَدت صِراع مشاعِرها

احتَضنها بداخِل صَدرِه يَبسطُ كَفّ يدِه فوق ظَهرِها بينَما يُطبطبُ بكلّ رأفَة على صغيرتِه التي تَمسكت بِه بكلّ قِواها

سَمعتهُ يقولُ لَها " جِئتُ لاكونُ بِجواركِ "

قامَت بِحَشر رأسِها داخِل عُنقِه تَشتمّ عِطره مُطلقَة تنهيدَة عبّرت عن الخَلل الذي احدَثتها رائِحتهُ المُسكرَة داخِلها ، انّهُ الرَجُل الوَحيد الذي يَجعلها تَتوقُ اليه بِكُل تلك الرَغبة المليئَة باللهفةِ و الشَغف..!

وَحدهُ من تتمنَى الضَياع في مَتاهة حُبه و مَحو طريق الرُجوع

اسنَدت وَجنتِها على صَدرِه بعدَما رَفعت عينيها اليه حينَما اخَفض ابصارَهُ الي مُستواها يُطالِع الاتقان الالهيّ المُندسّ في تَفاصيلِ مَلامِحها المتحوفَة

لَم يُقاوِم نَظراتِها المُغرية تِلك
هي لا تَتكبدُ عَناء اغراقِه ، لَكِن مركِب حُبها ثَقبتهُ بِنظراتِ عُيونِها..!

انخَفض اليها للَحد الذي اتأح لهُ تَقبيل كُل ما جاءَت عليه شِفاهه
ابتداءًا من عُيونِها تِلك ، كُل تَفصيلة بِها اعطاها التَقدير الكافي الذي تَستحقهُ ، نَثر قُبلاتِه على سائِر وَجه من ضَحِكَت بِخُفوتٍ حَتى جاء دَورُ شَفتيها

سدّ لَها كُل معابِر الاكِسجينِ بِالاندفاعِ نَحو فاهِها يَحشرهُ داخِل قواطِعه كيّ ، يستلذّ بِسرقَة انفاسِها بِكُلّ رِضَى

تَمسكَت بِقميصِه بمجرّد ان أعلَن الحَرب عَليها
و بِكُلّ استِسلامٍ تُعلنه الفائِز..!

هي مَنحتهُ رايَة السَلام و أذِنت لهُ باخذِها أسيرَة حُبه
دون اللُجوءِ الي الكَلام

كانَ كَسرِه لِتلك القُبلَة مُجرّد هُدنَة يُتيح فيها لاسيرتِه بِجَمع القليل من انفاسِها ، و أخَذِ مُناهُ بِمُطالعَة اضطِرابها الماكِث في لُهاِها و ذُبولِ عُيونِها

حينَما احسَت ان اضطِرابها كُشف لهُ ، و أن تأثيرَهُ عَليها اصبَح واضِحًا لدرجَة احراجِها قامَت بِدفن رأسِها داخِل سَطره تَفرُك وَجهها فوق قَميصه بِخَجل

استَطلف حَركتها للحَدِ الذي جَعلها تستمعُ الي صَخب دَقاتِه
ضَحِكَت خِفيَةً حينَما قام بِحملها بين اذرُعه يُخبِرُها بجديّة

" ساقومُ باختِطافكِ "

تَشبثت بِعُنقه ثُمّ قالَت بِقلق " سيكتشفُ مارك أمرُنا ..! "

نَظر داخل عُيونِها مُبتسِمًا اذ اجابَها بِمُكر " داعيه ، لَديه ما يُلهيه و يَشغلهُ عنّا "

مَشا الي سيارتِه حيثُما فَتح الباب الذي بِجواره و جَعلها تَجلسُ فَوقهُ
حينَما رَكِب هو لاحَظ السعادَة تستعمرُ مناطِق وَجهِها بأسرِه
ما أن لَمِحَت قهوَة مُثلجَة رِفقَة عُلبة من الدونت

ابتَهج قلبُها و لَم تستطِع كَبح حماسِها الذي خَرج على هيئَة صُراخٍ مَكتوم و هي تَخبطُ قدميها على ارضيَة السيارَة ، فَرحتها الاساسيَة كانَت بِتلك القهوَة التي لَم تستطِع اتمامِها بمجرّد قدوم زوجِ امها

كان يُشاهِدُها و هي تُخرج حماسِها بتصرفاتِها العِشوائيَة تِلك
وَحدهُ هو مَن تستطيعُ ابهارَهُ بِجانِبها الطُفوليّ
دون اخَذ عناءِ تَصنع الرزانَة و الثُقل

تُحِب ان تَكون طِفلَة ، و هو يُساهِم بجعلِها كَذلك مَعهُ
لِذلك ، تَعشقُ البقاء قُربه و التَدلل عَليه بافراط

كان قَد شاهَدها عَبر كاميرات المُراقبَة تُعِد تلك القهوَة التي تَركتها في المُنتصفِ و غادَرت ، لِذلك حينَما جهّز لِقُدومه وَضع صُنع قهوتها المُثلجَة في اولوياتِه حتّى يُدخل السُرور على قلبِها الصَغير

شغّل مُحرك السيارَة يقومُ بادارَة المُقود امام مَن شَهقت بعدَكا اخَذت رشفَة من قَهوتها المُثلجَة مُتحدِثَة " الي اين ؟ سيكتشفُ مارك غِيابي ..! "

" اخبرتكِ انهُ مُنشغل عنّا ، سيضطّر ان يظلّ يومين مُتواصلين لِحَل المُشكلة التي اصابَتهُ " تَحدث جونغكوك بينَما يبتسمُ بِمُكرٍ واضِح في عُيونه ، حَدق في صغيرتِه التي استَغربت اذ سألتهُ بتعجّب " كيف علمت ان مُشكلة اصابته ؟ "

" لانّي من قُمتُ باحداثِها ، كيّ استطيعُ البقاء قُربكِ دون ان يُصيبكِ مَكروه بِسببه " نَطق مُبتسِمًا لِمَن ناظَرتهُ باندِهاش

ابتَلعت ريقِها بِتَوتر ثُمّ قالَت بعدمِ استيعاب " مالذي فَعلتهُ تَحديدًا ؟ "

" لَم افعل شَئ ، سِوا انّي كَلفتُ ليلان بِمُهمَة بسيطَة " تَحدث بينَما ينقُر باصابِعه على اطرافِ مُقوده مُبتسمًا بِخُبث

" ما شأن ليلان ؟ " سألت سويون باستِغراب اذ طالَعت وَجه الوزير حينَما اخبَرها مُتعجبًا " ألم تُخبرك عن اختِصاصها..؟ انّها ابرَع شخص عَرفتهُ يستطيعُ اختراق الحِسابات و تَهكيرِها و الاستلاء على الاموالِ و نهبها دون أن يعرِف المعنيّ بالامَر "

فَرقت سويون شَفتيها بِعدمِ تَصديق اذ قالَت بانبِهار " حقًا ؟ اتستطيع هي فِعل ذلِك ؟ واه ! "

" أجَل ، سَبق و ان سَرِقت حساب جيكوب قَبل ان تتزوَج مِنهُ و جَعلتهُ يَركُض حافيًا للبحثِ عن الفاعِل ، لَم يستطِع العُثور عَليها رُغم براعته التامَة في البَحث و التَربُص ، و الشَئ الذي جَعلهُ فعلاً يُحبها ، انّها سَبقتهُ بِخُطوَة و نَجحت في اعجازِه ، كان ذَلك اختبارًا مِنها كيّ تَجعله يُدرك انّها اكثر اُنثى تُناسبه و بالفِعل ، حينما استرَجع اموالَهُ عَرض عليها الزواج مُباشرَة "

ضَحِكت سويون على تِلك القصَة التي رواها الوَزير لِتقول مُنذهِلَة " لَم اتوقع انها ذَكية الي هذا الحَد ..! "

" بالفِعل هي كَذلك ، والِدها كان يَعملُ في الاستخبارات لا تَنسيّ ، استطاعَت من خِلاله جَمع معلومات كافيَة تُؤهلِها لِحُب هذا المَجال " نَطق جُيون بِهُدوءٍ ليَقوم بِفتح مساحات الزُجاج حينَما بدأت السَماء تُمطِر

" لَكن مالذي فَعلتهُ تحديدًا الي مارك ؟ " نَبست الصُغرى بَعدما اخَذت الدونت تتَناول مِنها القَليل و هي تَستمعُ الي اجابَة جُيون الهادِئَة " في الواقِع ، طَلبتُ منها اختراق حِسابه و جَعله يَنشغلُ بِه ، لَكنها لَم تكتفي بِذلك القَدر ، بل اخذَت مَبلغًا ماليًا مِنهُ و تَبرعت به الي مُنظمَة تَدعم المثلية الجِنسيَة "

وَسعت سويون عُيونِها بِصدمَة تَنظُر الي الوَزير بعدمِ تَصديق " لما قامَت بفعلِ ذلك ..؟ ياا ! انها ساهَمت في جَعل تلك المنظمَة تكتسبُ مَبلغ لابأس به لِدعم الشواذ ..! "

" اُصبري ، هي فَعلت ذلك كيّ تأخذ الوَصل باتمامِ عملية التَحويل ، اخترَقت حِساب مارك الرسميّ و نَشرت بِه الاستمارَة مَع كلِماتٍ مُعبرَة عن امتِنانه لوجود مُنظمَة كَتِلك و حتمًا ، كُلّ شُركاءه و زُعماء المافيا حَول العالَم يَرونَهُ كَمثليّ قَذِر لا يُمثّل الرجولَة ، لاسيما انهّ آسيويّ "

فسّر جونغكوك لِمن وَضعت كِلتا يَديها فوق فَمِها تَكبحُ ضِحكتها بِصُعوبَة ، نَجحت قهقهاتِها العاليَة في التسرُب علنًا بعدَما تَخيلت شَكل مارك و هو يُحاول اقناع زُملاءِه بِحَقيقَة استِقامتِه و انّه قطعًا لا يَدعمُ المَثليَة..!

ضَحكت بِصخَب حتّى نَجحت في جَعل جُيون يُشارِكُها قهقهاتِها العاليَة ، مَسحت دُموع عُيونِها من فرط الضَحك ثُمّ قالَت بعدما انقطعَت انفاسِها " الهي كدتُ أختنِق ..! لا استطيعُ تَخيل حالَة مارك في الوقتِ الراهِن و مقدارِ غضبِه "

" سيكونُ يَتوسّل زُعماء المافيا الايطاليَة بِتصديقِه كيّ لا يَتم اخراجهُ من الحِزب ، لانّهم قَطعًا يستَحقرون الشواذ و يَرونهم نَكرة المُجتمع " هَتف جونغكوك بينَما يَطرُق على المِقود بابتِسامَة عريضَة

كان سَعيدًا بانّهُ نَجح في جَعل ابتِسامَة صغيرتِه تَعودُ لِمَلئ وَجهِها من جَديد ، بَعد أن رأى انكِسارِها في الصَباحِ بِسبب مرضِ اُمها

رَكن سيارتِه بداخِل اشجارِ احدَى الغاباتِ الهادِئَة
كيّ يستمتعِ كِليهما بمشهدِ الطبيعَة مَع اصواتِ المَطرِ المُريحَة

اطفَئ المُحرِك و انوارِ السيارَة يَسمحُ للسكينَة بالاستِلاءِ على جَلستِهما الهادِئَة تِلك اذ تَسربت يَدهُ الي خاصتِها يقومُ بالتقاطِ نُعومَة أصابِعها بين انامِله

شابَك يدهُما سَويًا اذ احسَت من فِرط رقّة لَمستِه
ان تِلك اليَد غَيمةُ ناعِمَة تُلاطِفُ قلبِها

نَظرت في عَيناهُ مُبتسِمَة بِلُطفٍ نَجح في جَعل خافِقه يَنتحِب
شارَكتهُ بنبرةٍ تُشبه لطافة بسمتِها قَهوتِها قائِلَة

" ما رأيك باحتِساء القَليل ..؟ "

قَربت تِلك القشّة من شِفاهه و لِكونه دَعم الفكرَة التي مرّت على خَياله ، احتَسى من قهوتِها مُتحدِثًا " رُغم انّي لا اُفضل القهوَة الباردَة ، لكنّي شربتُ منها كيّ نتشارَك قُبلَة غَير مُباشرَة "

نَظرت في عَيناهُ بِحَرج ، تَحمحمَت ثُمّ التَفت للنحوِ الاخَر و لازالَت يدِها مُحتجزَة بداخِل خاصِتهُ تَستمتعُ على لَمساتِه الهادِئَة لظاهِر كَفها

" ما رأيكِ بالمَجيئ و الدُخول في حُضني ؟ " تَحدث بَعدما أطال التَحديقُ فيها ، كان عَرضهُ مُغريًا بالشَكل الذي يَستحيل رَفضهُ ، لِذلك اسرَعت بالايماء لهُ ايجابًا ، حينَما ارادَت أن تقترِب لعناقه تفاجئت باشتعالِ انوارِ السيارَة

لَم تكُن وحدها من تفاجَئت اذ رأت وَجه جُيون المُنصدِم حينَما رأى شاشة سيارته الذَكيَة تَشتغل بِمُفردها

" مالذي يحدُث ؟ " سألت سويون بِخَوف تُطالِع وَجه جُيون الذي قال بعدَما ابتَلع ريقَهُ " انها حتمًا ليلان ! اخترَقت انظمَة سيارتي "

قَبل ان يَختم كَلامهُ سَمع كِليهما ذاك الصَوت الأنثويّ يَصدح لِانهاءِ سكينَة خلوتهما اذ قالَت الصَهباء مُتحدثَة " مرحبًا ، عُذرًا لاختراقِ خُصوصيتِكما لكن الأمَر هام "

رَمشت سويون مُنبهرَة تُقرب رأسِها من الشاشَة " هل هذه انتِ ليلي ؟ "

" استطيعُ رؤيتكِ بوضوح سويون لا داعِ لِتقريب رأسكِ من الشاشَة " تَحدثت ليلان من خَلف حاسوبِها و هي تُشاهد الوزير مَع صبيتِه يُحدقان بالشاشَة بصدمَة ، اضافَت بعدَما ابتسمَت " سمعتُ ما حَدث مع امكِ ، اتمنى لَها الشفاء العاجِل ، و اطمئني بشأن زوجها السافِل ، اهتممتُ بأمرِه جيدًا "

تَحمحمت الصُغرى بِحرَج ثُمّ اعتَدلت بِجلستِها مُهمهمَة لِمن تابعَت تُوجه حَديثها الي الوَزير " قمتُ باختلاسِ مَبلغ يُقارِب المِليار وون ، ضممتُ نِصفهُ الي تلك المُنضمَة و ساستعيدهُ بالغَد لاتبرع به للايتام ، و النصفُ الأخَر وَضعتهُ في حساب يونسون لانّها تَستحقهُ "

" كَيف استطعتِ وَضع 500 مليون وون دُفعة واحدَة في حسابها ؟ سَتتعرض للمُسائلَة القانونيَة " تَحدث جونغكوك بينَما يقطبُ حواجِبه بخفّة

سَمع ليلان تُجيبه بهدوء " لم أضعها دُفعة واحدَة بالفِعل ، استثمرتهم ايها الغَبيّ ..! هل تَظنني اثقُ اساسًا بالمصارِف الدوليَة ؟ انهم اتباع مارك من الاساس ..! "

قام بِزم شِفاهه مُتفهمًا لِتُكمِل الصهباء مُتابعَة " عُمومًا ، ضَع في اعتبارك أن مارك لَن يصمُت ، هُنالك احتِمال ان المافيا الايطاليَة قد تُقصيه من الحِزب ، لَديك سَبع ايام ، اُرشح انهُ سينجحُ في معرفَة انك السَبب خلال تلك الايام "

نَظرت سويون الي الوَزير بِقَلق قَبل ان تُعيد التَحديق في الشاشَة مُتحدثَة " ماذا سيفعَل ؟ هل سيقومُ بايذاءه ان عرِف ؟ "

" لا يَستطيع ان يؤذيني سويون ! انا اُدير لهُ اعمالهُ في المملكَة " نَطق جُيون و هو يقضمُ وَجنتهُ من الداخِل يُشاهد عينيّ الصُغرى حينَما استنكَرت قولهُ مُباشرَة " تُدير لهُ اعمالهُ الغير قانونيَة ؟ "

" لَيس كَذلِك ، انها قصَة طويلَة تحتاجُ مُناقشَة لا تَنتهي " هَتف الوَزير مُتنهدًا ثُمّ قام بِفركِ جَبينهُ باصابِعه بِبُطئ ، سَمع ليلان تتحدَثُ قائِلَة " عُمومًا ، ساضطرُّ ان اُسافِر ، طيارتي بَعد ساعَة من الأن و قَبل أن ارحَل اُريد منك ان تُحسِن مُعاملَة سويون جيدًا هل سَمِعت ؟ "

" بالكاد وَجدتُ من تُلهيك عن زَوجي قليلاً "

قَطبت سويون حواجِبها بشدّة اذ قالَت بِحُزن " اين ستُسافرين ؟ و مَتى ستعودين ..؟ "

" كَما تَرين اقتَرب موعد ولادتي ، و الاوضاعُ هُنا اصبحَت سيئَة مؤخرًا بِسبب ماضي جيكوب مَع مارك ، لِذلك يتوجبُ عليّ الاختباء كيّ لا يَتم استِعمالي كطُعم لاصطيادِ زوجي و النَيل منهُ ، قد يكونُ قويًا و لا يُظهر مَشاعره لَكن حينما يتعلقُ الامر بِسلامتي و سلامَة طِفلنا يُصبح حساسًا للغايَة ، نحنُ عائلتهُ بالاخِر "

رُغم ان حَديثها كان مؤثرًا للغايَة ألا انّ جُيون تضايق من اخرِ سطرٍ و قال مُنفعلاً " انا هو عائلتهُ ..! لا تُخطئي "

دَحرجت ليلان عَينيها بِضَجرٍ ثُمّ نَبست بتململ " ستظلّ ضِرتي حَتى لو تَزوجت ..! "

احسَت سويون بالاستِياء لِفكرَة سفر ليلان و ابتِعادها
اذ اعتادَت على وجودِها خِلال الايام الفائِتَة

تَحدثت مُعبرَة عن حُزنها بِقولها " غَير مَعقول ! اين سَتذهبين بِمُفردكِ ؟ لقد اعتدتُ على وجودكِ ! ابقيّ مَعنا لا تَذهبي ارجوكِ "

ابتسمَت ليلان على لطافَة الصُغرى و هي تتوسَلها بالبقاء اذ قالَت باستِياء هي الثانيَة " يتوجَبُ عليّ حقا ان ألد في مَكانٍ آمِن ، حالَما اُنجب على خَير و يَكبر طِفلنا جونغكوكي ، سأعودُ همم ؟ "

سَكتت لِبُرهَة ثُمّ اضافَت بِخُبث " حينما اعودُ اُريد ان ارَى بطنكِ مُنتفخ بِعَروسٍ لابني ..! حسنًا ؟ "

احمَرت سويون خَجلاً من جُرأتها امام وزيرِها الذي ابتَسم مُتحمسًا لِذلك الاقتراحُ الذي راق خاطِرهُ

" هل لَن نستطيع التواصل مَعكِ ؟ " نَطقت الصُغرى باستِياء مُحاولَة تجَنب الردّ عَلى أخِر ما قالَت

" ساتواصلُ مَعكم اكيد ،ساُحاول صِدقًا لافعَل ، لابدّ ان احترِق من الغيرَة على زَوجي الذي يُلازم ضَرتي اكثر منّي لذا عليّ التواصل معكِ دومًا كيّ اجعلكِ تُبعدينَه عَنهُ " هَتفت ليلان مُبتسمَة و هي تُشاهد الحُزن الماكِث على وَجه سويون العابِسَة

اضافَت تُتابِع بِوديّة " ساشتاقُ اليكما ! الوداعُ الي حين المُلتقَى يارِفاق ، سانتظرُ صُور الزِفاف بِشَوق ، وداعًا "

لَم تَستطع سويون الردّ عَليها نَظرًا لِانطفاءِ السيارَة مُجددًا حينَما اغلَقت معابر التواصُل من طَرفها ، انتابَها الحُزن الشَديد و هي تُحدق في جُيون قُربها

" هل حقًا لَن أراها مُجددًا ؟ رُبما هي اضطَرت ان تُغادِر بِسبب اختراقِها لِحساب مارك ..! " قالَت و الدُموع بَدأت تُسيطرُ على حَوافِ عيونِها

" كلاّ سويون الموضوع لا يَقتصرُ على هذِه الحالَة فقط ، هي لَديها مشاكل مع مارك بِسبب حقدِها على ما فَعلهُ بأخ جيكوب قَبل سَنوات ، لِذلك سَبق و أن فَعلت بِه الكَثير بالفِعل و اظنّ قرارِها بالاختِفاء صائِب لِسلامتها و سَلامة الطِفل " وضّح جونغكوك و هو يَمسحُ على شَعرِ الصُغرى بِرفقٍ يُواسيها

" لَكنها سَتذهبُ لوحدها..! ماذا عَن زوجها ؟ " حَدقت سويون في عُيونِ الوَزير الذي هزّ أكتافَهُ بقلّة حيلَة " حاليًا ، جيكوب مُضطّر ان يبَقى بِجواري ، لَكن حالَما تدخُل ليلان شهرِها التاسع سأكونُ مجبرًا على ارساله اليها لِيبقَى معها بِضع اشهُر "

تَنهدت الصُغرى بِحُزن تومِئ ايجابًا و هي تُناظِر اقدامِها باستِياء ، قام جُيون بِجَعل كُرسيه يَعودُ الي الخَلف كي يُفسح مجالاً اوسَع امامَه لِتلك الصغيرَة التي طالبَها بالقُدوم الي حُضنه

لَبت نِداءه بالتَوجه اليه و عُبور ذَلك العائِق بينهُما حَتى اصبحَت تجلسُ بِحُضنه ، كانَت لِتكون اكثر تَرددًا لَكن تلك الليلَة كَسرت الحاجِز بينهُما بالفعل

احتواها داخِل ذِراعاهُ و راحَ يمسحُ بِلطفٍ على طولِ ظهرِها حينَما حَشرت رأسِها وَسط رَقبتهُ تُغمضُ عُيونِها و هي تَستمعُ الي أصواتِ المَطر تخبطُ سقف و نوافذ السيارَة الزُجاجيَة

اغمَضت عُيونِها تَستريحُ بداخِل اذرُعه التي أجادَت احتواءِها بالشَكل الذي يَتناسبُ تمامًا مَع حَجمِها ، تَمسكت بِقَميصه تَنعمُ بِحُضنه و عِطره قَدر المُستطاع

اتخَذت عُلوّ نَبضاتِه لحنًا مِثاليًا يَتماشى مع ايقاعُ المَطر الصاخِب خارِجًا
بينَما انفاسهُ المُضطربَة ، كَانت تلك الكَلِماتُ العَذِبَة التي تُظهِرُ حُبه الكامِل اليها

ارتاحَت كُليًا بَين يَداهُ و تَناست كُلّ مُرٍ ذاقَتهُ
حَتى سَمِعتهُ ينطِق بَعد صَمتٍ مُطوّل

" ساُسافرُ الي بريطانيا "

اسرَعت بِرفع رأسِها نَحوهُ تُطالِعه باستِنكارٍ شَديد
ما مَعنى انّهُ سيُغادر الي المَملكَة ، دونَها ..؟

قام باخفاضِ بصرِه اليها يُحدِق في البُؤس الذي غَزى مملكَة عُيونها العَسليَة ، احتَضن وَجنتِها بكفّ يدِه يَمسحُ برفقٍ عَلى خَدِها باستخدامِ ابهامِه حينَما سَمعها تقولُ " لِما سَتُسافر ؟ "

" لَن اُطيل البَقاء ، لديّ بَعض الامور التي استَوجب عليّ انهاءِها هُناك ، ثُمّ ساقومُ بالبَحثِ عن افضَل طبيبٍ مُختص بالأورامِ لاجلِ اُمكِ ، لا تنسيّ انّها سَتبدأ بِتلقي الكيمياوي مُنذ الاسبوعِ القادِم ، قبل الجِراحَة "

هَتف يُخاطِبُها و هو يَمسحُ بِكُلَِ رفقٍ على خَدِها يُلاطف مَن اعتَدلت بالجُلوس فوق افخاذِه مُتحدثَة بِوهن " الن نَستطيع التواصل ابدًا ؟ "

" مَع كامِل أسفي ، ذَلك صحيح ، مارك سيَبدأ يفتعلُ المشاكِل بلا شَك لِذلك علينا مُراعاته هذِه الفترَة حتى تقومُ امكِ بالسلامَة بعد العَملية ، و آن ذاك اعِدكِ اني سأستعيدكِ رَسميًا " نَطق جُيون بينَما يبتسمُ بِرفقٍ بالِغ من اجلِ صَبيته التي ابتَهج قلبُها من أخِر سطرٍ تَلاه

تَصبغّ وَجهها بلونِ الحُب و هي تَسمعهُ يُضيفُ بِهيام " سأستعيدكُ بالقانون ، بَدل ان تَكوني صَبيتي ، سَتُصبحين امرأتي "

رَفرفَ قلبُها بِسعادَة عامِرَة و هي تَسمعهُ ينطِقُ أخِرُ كَلِمَة
امرأتهُ ..! سَتكونُ هي امرأة الوَزير المَنشودَة

امرأة الوَزير التي يَنتظرُها الجَميع بِلهفَة ، اذ تتسابَق مِلايين الفَتيات للحُصولِ على هَذا اللقب الذي لا يُناسِب سِواها

هي وحدُها من تَستحقُ لَقب - امرأةُ جُيون

اغمَضت عُيونِها بِمُجرّد ان اطبَق شِفاهه لِتَقبيل أرنبةَ أنفِها بِرقّة
تُحِب الطَريقة التي يُشعِرُها فيها ، انَها أنعمُ مَخلوقٍ وُجد

ذَلك الرِفق البالِغ ، الذي يُعاملُها بِه
يَجعلُها تَشعُر ، انّها خُلقت فَقط للدلالِ و التَقديس

وَضعت يَدها خَلف رَقبتهِ حينَما أراد أن يأخُذ قُبلَة مِن شِفاهها الزَهريَة
يودّ ان يَصنع ليلَة اضافيَة ، لا تُنسَى..!

لَكنهُ لم يَكُن يعرِفُ ، انّهُ سَيدفعُ ثَمن هذِه الليلَة بِلا شَك

•••

صباحُ اليَوم الذي يَليه كان هادِئًا
نَظرًا لِعَدم تواجُد مارك الذي انشَغل في حلّ مُشكلتِه تِلك

استَطاعت يونسون التماسُك حينَما تَلقت عِلاجها الأوليّ لِذلك نَزلت لِمُشاركَة الطَعام مَع ابنتِها و صَديقتِها التي قَضت ليلَة البارحَة لَديهم

ساعَدت في تَجهيزِ الفُطور رُغم اعتِراض سويون المُتكرر لَكِن عناد اُمها لا مَثيل لهُ ، بعد الجُلوسِ فوق المائدَة انضَمت سولبين اليهم و هي تَبحث عن أبيها بين اوجه البَقية " اين ابي ؟ "

" انهُ غير موجود " نَطقت سويون و هي تَدهنُ التوست بالزبدَة و المُربى من اجلِ اُمها ، قَدمتهُ اليها بابتِسامَة جَعلت اختها تَسخر " مابكِ تُعاملينها كَما لو انها طِفلَة ؟ هي تستطيعُ الأكل لوحدها ..! "

نَظرت سويون الي اُختها بِحدَة و حينَما أرادت الحَديث قاطَعتها سولبين قائِلَة " اساسًا مالذي أعادكِ الي هُنا ؟ ألم تكوني مُستمتعَة لدى الوَزير ؟ "

لَم تتكبّد سويون عناء الرَد لِكَون ايڤا من فَعلت حينَما قالَت مُبتسمَة بِمُكر " هَذا كَذلك بيتُ أبي ..! هي تُقيم حيثُما تَشاء فَمنازِلُ الوزيرُ على حِسابها "

طالَعتها سولبين بغضبٍ و هي تشدّ قَبضتيها بِغَيض ، قَبل ان تتحدّث رأت اُمها تقومُ بالسُعال بشدّة اذ سارعَت سويون بِتَقديم منديلٍ جاف اليها

رَبتت على ظَهرِ اُمها بِرفقٍ و حالَما ازاحَت يونسون المنديل عَن فَمها لاحَظ الجَميع بُقع الدماء عَليه ، وسَعت سولبين عُيونها بِذُعر ثُمّ قالَت بهَلع " ماهذه الدِماء ..؟ "

قامَت يونسون بطيّ المِنديل تُخفيه عن الانظار ثُمّ نَفت برأسِها للِجَهتين مُتحدثَة " لا عليكِ ، أكملي طعامكِ "

انتَشلت كأس العَصير الطازَج تشربُ منهُ تَحت نَظراتُ سولبين المليئَة بالشُكوك ، تناوَل الجَميع طَعامهُ حَد الامتلاء ثُمّ جئن الخَدم لِغَسل الصُحون و تَرتيب الأواني في أماكِنهم الصَحيحة

حاوَلت سويون اقناع اُمها بالتَغيب عن الجامعَة و البَقاء لِرعايتِها لَكن موقف والِدتها كان صارِمًا نَحو دراستِها ، أجَبرتها على هَذا و تَهديدها القاطِع كان انّها حتمًا لَن تأخُذ عِلاجها بتاتًا

لِذلك اضطَرت الصُغرى التَوجه بِقلبٍ مَكسورٍ الي جامِعتها بعدَما تَجهزت رِفقة ايڤا ، تَوجه كِليهما الي القاعَة التي تَخّص مُحاضرَة التَشريح

استَغربت سويون عَدم وجودِ جيمين لِذلك سألَت " لِما جيمين ليسَ موجودًا ؟ انّه مَعنا في بِمادة التشريح "

نَظرت بداخِل عينيّ ايڤا التي زَمجرت بِضَجر قَبل ان تُجيب بِتململ " ذَهب الي المَطار كيّ يُقل ابنَة خالتِه ، جائت حديثًا من اليابان للاستِقرار هُنا "

فَرقت سويون بين شِفاهها مُتفاجِئَة ثُمّ قالَت باستِغراب " هَل يمتلِك ابنَة خالة ؟ لَم اكن اعرِف "

" خالته مُتزوجة رَجُل ثربّ يابانيّ ، اعتادَت ان تعيش ابنتِها مَعنا في الطُفولَة و كنتُ اكرهها بشدّة ! مُزعجة حَقيرة " زَمجرت ايڤا بضيقٍ واضِح جَعل سويون تتعجّب بتساؤل " لِما تَقولين عَنها ذلك ؟ اليسَ من المُفترِض ان تكون صَديقتكِ دامَها تربت معكما ؟ "

" كلاّ ! تلك الشَمطاء كانت تُحِب أبي و تُخبرني حينما تَكبر سَتتزوجهُ و تَسرِقهُ منّي ، تَخيلي تَفكيرُها الكيّادُ و هي طِفلة ..! " قالَت ايڤا بانفِعالٍ و هي تَشدّ على قَبضتيها بِضيق ، انزعَجت سويون حينَما جائت بِسيرة حُب تلك الفتاة للوَزير لِذلك دَحرجت عُيونها بالمِثل مُتحدثَة بسُخريَة " لابد انّها حقيرة فعلاً "

" واه سويون ! اول مرَة اراكِ تلفظين صِفَة كالمَسبة ! " هَتفت ايڤا بينَما توكِز كَتف الكُبرى التي قالَت تُدافع عَن نَفسِها " بالطَبع ساشتِمُها ، ان كانت تُضايقكِ انتِ "

" اممم " صغَرت ايڤا عُيونِها بشَك تُطالِع مَن تحمحمَت تُشيرُ على باب القاعَة مُتحدثَة " لقد وَصل البروفيسور لِنَصمت "

اضَطرت ايڤا ان تَسكُت بجديَة لِكَون بروفيسور المادَة يكونً بالفعل والِدها المُتنكر ، حينَما دَخل بِهَيئتِه تِلك بَقى الجَميع يلتزمُ اماكنهم بالصَخبِ دون تَقديم اي احترامِ لِمَن عدَل نَظراته مُتنهِدًا في سِره

كان يَودّ ارسال مِليون صَاروخٍ لقصفٍ هؤلاءِ الطَلبة المُشاغبون
لَكنهً كان يُهدأ نَفسهُ للوقتِ الذي سيكشفُ فيه هَويتهُ لَهم
آن ذاك ، سَيُجيد الانتقام مِنهم جَيدًا

سينتقمُ و يَصُب غضبَهُ بأكمله في تَصحيح الاختبارات لاحِقًا

وَقعت عيناهُ على صَبيتِه الجالِسَة فوق كُرسيها تُحدِق به بابتِسامَة لطيفَة ، مُجَرد النَظر إليها يَمنحهُ شُعور بالراحَة ، يَمدّهُ بالطاقَة التي تَجعلهُ يُكمِل نَهارهُ بِحُب

أطال التَحديقُ بها ثُمّ قامَ بالتوَجهُ الي مكتبه حيثُما وَضع أغراضَهُ و حاسوبه قَبل ان يتحدَث يجلِب اهتِمام الطلبَة " صباحُ الخَير يارِفاق ، اتسائل من أين تَجلبون هذه الطاقَة كُلها مُنذ الصَباح الباكِر ..! "

" تلك الطاقَة التي لا تمتلكها انت لِتَسريح شعرك صباحًا بروفيسور " سَمِع احدَى الطلبَة يَتحدَثُ ساخِرًا حتّى بدأ البقيَة بالضَحكِ بالشكلِ الذي أزعَج سويون للغايَة ، نَظرت اليهم بِغَيضٍ ثُمّ طالَعت اُستاذها الذي عدّل نَظراته بِهُدوء

لم يُجبه بَل أمعَن النظر اليه حتّى يَكشف عَن هويتِه لاحِقًا
لابدّ انّهُ احدى ابناء الاغنياء المُدللين ، الذين بِلا شَك
يُعاملون اساتذِتهم على أساس انهّم خَدم اليهم

لكن ذَلك المبدأ لا يَسيرُ مع الوَزير..!

ارتَفع طَرف شِفاهه ساخِرًا ثُمّ تَحمحم يُواصِل حَديثهُ " في الواقِع ، ساضطرُّ في قادِم الأيام ان اتَغيب ، لِذلك سيحلّ البروفيسور جونغ مَكاني ، اتمنَى ان تَبقوا بِخَير حَتى نُعيد اللِقاء "

اللِقاء القادِم الذي يُريده البروفيسور
يَودّهُ حاسِمًا يَضعُ فيه الحَد لِكُل طالبٍ وَقح
يَظنُّ انّهُ سَيد التَخصُص..!

طالَعتهُ سويون باستِياء ، انّهُ من ضِمن الاساتذَة الذين يَهتمون فعلاً بِمَصلحَة الطالِب و يُعطون الوَقت الكافي حتّى يَستطيعُ كُلّ نفرٍ في القاعَة استيعاب المَعلومَة جيدًا

تَنهدت بِحُزنٍ و هي تَتكئ فوق ظهرِ الكُرسيّ ، لِما يستمِر كُل شَخصٍ جَيد بالرَحيل من حَولِها في الوَقتِ ذاتِه ..؟

تابَعت معاهُ المُحاضرَة الي خِتاميتُها و حينَما اراد الجَميعُ الرَحيل ، بَقت هي مَعهُ الي اخرِ دَقيقة حتى تُحادثهُ على انفراد

غادَرت ايڤا الي الكافتيريا قَبلها في ذاتِ الوقت الذي سارَت به سويون نَحو استاذِها تقومُ بِضمّ دفاتِرها الي صَدرِها مُتحدثَة " هل سَتُطيل الرحيل استاذ جون ..؟ "

حَدقت في عينيّ مَن صَنع ابتِسامَة لطيفَة من أجلِها ثُمّ اجاب بِهدوء " لا اعلمُ تحديدًا ، لكن غالِبًا ساُحاول قَدر استِطاعتي العودَة باقربِ فُرصَة "

نَظر بداخِل عُيونِها العَسليَة و هي تُطالعهُ باستِياء واضِح
انحَنت لهُ باحترامٍ ثُمّ قالَت

" اتمنى لَك رِحلَة آمنة "

ابتَسم على أدبِها و لَطافتِها المُفرطَة إذ اومَئ بِرأسِه من اجلِها و هو يَستقيم بينَما يَجمع كُتبه و حاسوبه في حَقيبتِه ، عَرض عَليها ان يَشربا القهوَة سويًا بعد الدَوام و هي لَم تُمانِع ، بَل رافقتهُ الي المَكتبة المنشودَة لِصُنع حِوارٍ يَتمحور حَول الدراسَة و بَعض الاحاديثِ العِشوائيَة

سألها يَقولُ بَعدما صَمت كِليهما لِبُرهَةٍ من الوَقت " سَمعتُ انكِ انخطبتِ الي جيمين ..؟ "

نَظر في عينيّ الصُغرى التي طال صَمتُها و هي تُطالِع كوب قَهوتِها ، اصدرَت تنهيدَة خافِتَة قبل ان تومِئ بِرأسِها لهُ " ذَلك صَحيح "

" ألهذا السَبب كنتِ تسألين عن اعراض الحُب ؟ لانكِ تُحبينَه ؟ " رُغم انّ الوَزير المُختبئ خَلف وجه الاستاذ جون يَعرفُ جيدًا اجابتِها ، لَكنهُ ماكر بالشَكلِ الذي يَجعلهُ يودّ استِجوابِها و رؤيتِها تقرّ بصدق مَشاعِرها

دامَ صمتُها لِبُرهَةٍ ثُمّ قالَت بابتِسامَة خافِتَة " لا تَستغرِب اجابَتي ، لكنّ ليسَ شرط ان يُخَطب المرء لِلشخص الذي يُحب دومًا "

حَملت كوب قهوتِها تَشرب مِنهُ القَليل و هي تنظُر عَبر النافذَة تتأملُ المارَة خارِجًا إذ اطال البروفيسور النَظر اليها يُغذي بَصرهُ بِحُسنها

" إن كان كَذلك ، فلِما تُخطبين لشخصٍ لا تُحبينَه ؟ "

" لان مُجريات حَياتي سارَت على هَذا النحو " أجابَت بابتِسامَة بعدَما وَضعت كوبِها فوق الطاولَة تَنظُر نَحو استاذِها الذي دَفع حاجِبه مُمثلاً الاستِغراب " لكنكِ تَبدين سعيدَة بشكلٍ يُنافي حَقيقة انكِ مَخطوبة لشخصٍ لا تُحبينَه ..! "

عَقدت الصُغرَى اصابِعها بِبعضٍ بجانِب قَهوتِها و هي تبتسمُ بِرقَة حالَما مَرّ طَيفُ الوَزير لاحتلالِ خَيالِها و اعطاء نَفسه الاحقيّة بغزو افكارِها

" لانّ الشَخص الذي اُحبه ، وَعدني أن يَهتم بِكُل شَئ من أجلي " رَفعت عُيونِها للتَحديق بِعينيّ اُستاذِها المُختبئَة خَلف شعرِه المُموَج

اضافَت بِقلبٍ مَليئ بالحُب " طَلب منّي ان اثق بِه ، و أن النِهايَة سَتكونُ مُرضيَة بِلا شَك ، لِذلك انا مُطمئنَة لاني اعرِفُ انّهُ سيُجيد تَدبر الأمور كَما وَعدني "

كَلامُها جَعل الوَزير المُتخفي بالداخِل ، يَزيدُ إلحاحًا لِتَحقيق ذلك الوَعد الذي قَطعهُ و جَعله حَقيقيًا ، خُصوصًا حينَما رأى نَظرة عُيونِها المليئَة بالأمَل

تبسَم بِهدوءٍ تام ثُمّ قام بالاحتِساء من قَهوتِه يأذن للتَفكير بِخَطفه من واقِعه لِدراسَة خُطوتِه القادِمَة

•••

كان اُسبوع هادِئ ، يَمُر دون عَقباتٍ تُذكَر
مارك لازال مُنشغِل بشأن مُشكلتِه الحَديثَة
يبحثُ بِجُنونٍ عَن الفاعِل و يتوعدُّ لهُ بالكَثير

بِذات الوَقت التي كانَت فيه سويون تَسعى للاهتِمام بوالدِتها و مَنحها الراحَة التامَة كيّ تَستطيع التَجهزُ لِجرعتها الأولى من الكيمياوي الذي بِلا شَك سيكونُ مُدمرًا لِنَفسيتها بالكامِل

سيبدأ شَعرُها بأكمله بالتَساقُط ، اذ سيَذبل جَمالها و يَتلاشَى كُليًا
وَزنها سيقلّ للحدِ الذي يَجعلها تُشبه الهَياكل العظميَة
لاسيما الألم الشَديد مَع كُل جُرعَة تأخُذها ، تَشهدُ فيها المَوت بِعينه

قَبل سَفر الوَزير الي المَملكَة ، أوصَى ابنتِه بالبقاءِ جِوار صَبيتهُ كَون قلبهُ ليس مُرتاحًا بتاتًا لِتصرفاتِ مارك الأخيرَة مَعها لِذلك طلب مِنها الاقامَة لَديها الي حين عَودتِه بالحَل

جاء اليَوم الذي يَستوجِبُ بيونسون التَوجه الي المُستشفَى كيّ تأخُذ جُرعتها الأولى من الكيمياوي ، كان يَتوافق يَومُها ذاك مَع العمليّ الخاص بالجامعَة

اذ كان يَتوجب عَليها الذهاب الي المُستشفَى من اجلِ التَدريب لِذلك كانَت قد سَبقت والِدتها الي هُناك مع زُملائِها و طَمئنها السائِق بانًهُ سيجلبُ امها بسلامٍ الي هُناك ، حيثُما ستظلّ سويون تنتظرِها بشَوق

في الواقع ، لَم تَكُن بتاتًا على سَجيتها ، طيلَة التَدريبِ كانَت مُشتتَة الذِهن تُفكر في علاجِ اُمها و مِقدار الألم الذي يَستوجبُ عليها تَحملهُ

هَربت بِضع مراتٍ الي دَوراتِ المياه تَبكي بِصَمت بعدما تَلقت بِضع تَوبيخات من الاطباء المُشرفين عَليها بسبب كِثرَة شرودِها و ارتكابها المُتكرر للاخطاء

مَسحت دُموعها في دَورة المِياه لِتقوم بِغَسل وَجهِها و جَمع شعرِها كَذيل حِصانٍ كيّ تَستطيعُ التمالك و استعادَة سَجيتِها ، طبطبَت بِقليل من مُستحضرات التَجميل لاخفاءِ هالاتِ عُيونِها ثُمّ عدلت رداءِها الأبيض قَبل ان تَعود الي موقع التَدريب

كان يَستوجِبُ عَليها أن تَسحب الدِماء مِن عُروقِ المَريض و تُركب الكانيولا اذ كان بَقية زُملائِها يَتدربون بايادي بَعضِهم البَعض قَبل التعامُل مع الحالات

قَدمت ايڤا يدِها مُتطوعَة الي صديقتِها و قلبِها يَرجفُ من الخَوف
سبَق و ان تَسببت سويون بِكَثير من الوخزاتِ المؤلمة الي زَميلِهما
اذ كان ذِهنها مُشتت كُليًا و لَم تستطِع التَركيز بتاتًا

" سويون ارجوكِ ركزي " هَمست ايڤا بِقَلق و هي تَرفعُ كُمّ قَميصِها بعدَما أزالت رِداءها الطبيّ ، مَنحت ساعِدها الي صَديقتها التي تَبسمت بِزيفٍ قَبل ان تُقرب حافَة الحُقنَة مِن وريدِ الصُغرَى

فَشلت في العُثور على الوَريد و تَسببت في وَخزة فاشلَة داخِل ساعد ايڤا التي أنت بألم طَفيف جَلب اهتِمام الطَبيب المُشرف عَليهم

اقتَرب الطبيبُ منهنّ و حَدق في سويون بِغَضبٍ عارِم لَم يَستطِع كَبحهُ بل أخرَجهُ عَليها يُوبخها امام زُملائِها " مابكِ اليَوم انا لا أفهم ! هل حقًا سَتكونين طبيبَة المستقبل ؟ و تُحدثين الكَثير من الثُقب في اذرُع المَرضى ؟ للان ثَلاثة من زُملائك يَشتكون من سوءِ عملكِ و احداثكِ الضَرر اليهِم ! "

اخَفضت سويون نَظرها عنهُ بِحُزن ثُمّ قالَت بصوتٍ مُهتَز " انا اسفَة استاذ ، لكنّي اُعاني من مشاكِل شَخصية لذلك ذِهني مُشتت اليَوم "

" مَشاكلك الشَخصيَة هذِه تَفصلينها عَن عملِك ! انتِ كَطبيبَة عليكِ في المَقام الأول تَفضيل ارواحِ مرضاكِ على اي مُشكلَة لَعينة تُصادفكِ في حياتِك " صَرخ بها الطَبيب بغضب مُتسببًا في تَجمع اكبر قدرٍ من الدُموع في عينيّ سويون التي ضَغطت على رداءِها الأبيض بِقوَة

كَبحت دُموعِها بِصعوبَة و قَبل ان تنطِق للدِفاع عَن نَفسِها امامَهُ رأت بِضع رِجال يلبسون البِذلات الرَسميَة يَقتحمون المَوقِع ، قَطبت حواجِبها بخفّة تُوجه عَسليتيها الدامِعَة نحو مَدخل الحُجرَة اذ ظَهرت هَيئَة الرَجُل الذي سَلب انفاسِها

وزيرُ الدِفاع الجَويّ ، بِبذلته الرَسميَة الرماديَة و اطلالتهُ المِثاليَة ، التي جَذبت انظارُ الجَميع اليه بِمُجرَد أن وَطئت أقدامَهُ الحُجرَة

تَمشى نَحو ذَلك الطَبيب و هو يَقطبُ حواجبه بشدّة حينَما رأى الدُموع تُغرق عينيّ صَبيتهُ ، التَفت صاحِب الرداء الابيض اليه يُطالعه باستِنكار

" مَن تكون حَضرتك ؟ "

ازال جُيون سُترتهُ الرماديَة يَمُدها الي مُساعدِه اذ بَقى بَقميصِه الأبيض الذي قامَ بِتشميرِه كَمُصارِعٍ يستعّد لِصعودِ الحَلبة

ارتَفع طَرف شِفاهه يَبتسمُ بِسُخريَة اوضَحها عَبر سُؤاله " احقًا لا تَعرِف ، انا مَن أكون ..؟ " دَفع بِحاجبه عالِيًا ثُمّ خَبئ يَداهُ في جُيوب بِنطاله يلعقُ سُفليته مُتمتمًا " ظننتُ ان فقط تِلك القريَة الجاهلَة لا تَعرِفُني ! اتضَح ان هُنالك بَعض الجاهلون هُنا يُريدون صاروخًا فتاكًا يُنهي مَسيرتهم بأكملِها "

غَضِب الطَبيب من طَريقة جُيون الفضّة بِمُحادَثتِه لِذلك دَفعهُ بِكفّ يده من صَدرِه مُتحدِثًا بانزِعاج " اسمَع ، حَركات الصعاليك هذِه لا تَسيرُ في مُستشفَى مُحترَم كَهذا ، غادَر انت و رِجالك من هُنا ، كي لا اضطّر على استِعداء الأمن "

بِمُجرّد ان رأى جيكوب يَد الطبيب تَمتدّ على وَزيره سارَع باخراجِ سِلاحه الذي جَعل الطلبَة يشهِقون بِخَوف ، اقَبل على مُداهمَة الثاني اذ لَفّ ذِراعه وراء ظَهرِه و ألصقَ رأسهُ بالجِدار بعنفٍ تَسبب في اصطِدام جَبينه

" انت مَن تظنُّ نَفسك كي تَمد يدك القذرَة على وَزير الدِفاع البريطانيّ ايها النكرَة ؟ " هَسهس لهُ جيكوب بِحدّة جَعلت الطبيب يُوسِع عَيناهُ مَصدومًا من هَوية جُيون الذي حالَما تَلاقت اعيُنه بعسليتيّ صبيتهُ ابتسَم من اجلِها

احتَضن ابنتِه التي دَنت منهُ تُعانقه من الجانِب و تُقبل وَجنتهُ ثُمّ اقتَرب يجلسُ فوق السَرير امام سويون مُتحدِثًا و هو يَمّد ذراعهُ اليها " اُنظري ، لديّ الكَثير من العُروقِ البارزَة هُنا و هُناك ، اختاري الوَريد الذي يُناسبك "

شابَكت سويون يَديها امامَها تُراقبه و هو يُضيف مُبتسِمًا بِلُطف " لابأس كَم يستغرقُ هَذا من الوَقت ، لديّ اليَوم بطولِه لكِ ، لِذلك لا تَتوتري "

مَسحت اطراف عُيونِها بِكُم رداءِها الأبيض تومِئ لهُ ايجابًا ، ذَهبت لِجلب حُقنَة جديدَة ثُمّ عادَت اليه مُجددًا تُحدق في عُروقه البارزَة مع بقيَة زُملائِها الذين احاطوه من كُلّ صَوب

نَظرت بداخِل عَيناهُ اذ بِمُجرَد ان دَنت حتى تَربِط الشريط حَول عِضده سَمعتهُ يَهمس بداخِل اُذنها بِما جَعل قلبها يفقدُ صَوابه " احذَريّ ان تُصيبي العِرق المُباشر للقَلب ..! كيّ لا تَخرُج كُل تِلك الدماء تُشكّل حروف اسمكِ "

لم تَستطِع السيطرَة على ابتِسامتِها التي ظَهرت رُغمًا عن ارادتِها حينَما ناظَرت عَيناهُ القَريبَة ، الجَميع رأى الوَزير يَهمسُ لتلك الطالبَة..! و هي ابتَسمت

لكن لا أحَد فَهِم ، ما الذي يَحدُث تَحديدًا
اعتَرى الفُضول جَميع من شاهَد ذلك المَشهد
مالذي هَمسهُ الوَزير الي تِلك الصَبية..؟
و لما يُقدِم رَجُل كَمثله يدهُ الي مُتدربَة ؟

نَظرت الي الحُقنة الني بَين يديها ثُمّ جَمعت اكبَر قدرٍ من الانفاسٍ لاستدراكِ المَوقف جَيدًا ، خَفّ ارتعاشُها حينَما قال بلُطف " انا واثقُ بكِ ، تَستطيعين فِعلها ، فقط اهدئي و رَكزي "

كانَت عُيونِه المُطمئنَة تُغيب عقلها عَن التَفكير بِمَرضِ اُمها و تُهدئ مِن رَوعِها ، وجودَهُ جَعلها تَستعيدُ سَجيتِها و اجتِهادها كُليًا

ابتسمَت بِثقَة ثُمّ قامَت بِحَشرِ تلك الحُقنَة داخِل وريد جُيون الذي ظلّ يتأملُها ، بالفِعل قد نَجحت في اصابتِه و سحبت منهُ الجُرعَة الكافيَة من الدَم

ابتَسمت بِسعادَة حينَما انجَزت مُهمتها بِسَلام اذ افَرغت دمهُ في قنينَة مُخصصَة ثُمّ راحَت تُطهر مكان الوخز لِتضع لاصق طبيّ اخيرًا

سَمعتهُ يَمتدِحُها امام زُملائِها قائِلاً " ستشهد اعيُني ، انكِ اعظمُ طبيبَة جرّاحة سأراها في المُستقبل ، انا واثق بِقُدراتكِ سويون "

ابتَسمت بِخَجلٍ عارِم تَقومُ بالعَبث باذُنها من فِرط الحَياء
شَكرتهُ و هي تتحاشَى النظرِ اليه " شكرًا لك سيد جُيون "

كانَت مُجرَد حُقنَة ، الجَميع انجَزها بِنَجاح
لكنهُ عظمّ من عَملها هي تَحديدًا و قَدسهُ
لانّهُ يَراها دومًا مُميزَة و مُختلفَة

اخَفض جُيون قَميصهُ يخُفي عُروقه البارزَة ثُمّ استَقام من مَجلسه يُطالع ذلك الطَبيب بِجُمود " اما انت ..! لَم اتجاوز طَريقتك الوقحَة بَعد في تَوبيخ طالبَة تجتهدُ لانجازِ مَهامها على اكملِ وَجه ..! "

اشرّ لِجَيكوب بِجَذبه للجُلوس فوق السَرير لِذلك دَفعهُ مُساعده للوقوعِ فوق الفِراش قُرب الوَزير الذي دسّ يداهُ داخِل جَيبه " لِذَلك ، سَتكونُ فأر التَجارب لِهذا اليَوم ..! "

نَظر الي بَقية الطلبَة يُشير اليهم مُتحدِثًا " قوموا بالتجربَة عَليه ، مَن فَشل في اداءِ مُهمته ، عَليه ان يَحرص على انجازِها داخِل اوردَة هذا الطبيب تَحديدًا "

شَحُب وَجه الطَبيب الذي كانت لَديه فوبيا من الحُقن اساسًا
لاسيما ان الوَزير اعطَى الأمر لافشلِ طُلابه في التَجربة عَليه

بِلا شَك ، سيتمُّ اختراقُ ذِراعه بأسرِها..!

" على فكرَة ، هُنالك اماكن نَبض اُخرى بعيدًا عن الذِراع ، مثلاً ان امتلئت عُروق يداهُ و تورمَت ، هُنالك اوردَة في الرَقبة كَذلك " اشار جُيون على عُنقه مُبتسِمًا بِخُبث جَعل الطبيب يُمثّل الاغماء

تابَع و هو يلبسُ سترتهُ العُلويَة " فُرصَة مِثاليَة لسحبِ الدم و مَعرفة سَبب الاغماء ..! " ارتَفع طَرف شِفاهه ساخِرًا ثُمّ تجاوزهُ لِمُغادرَة الحُجرَة

تتَبعتهُ سويون بِعَينيها و هي تَبتسمُ سِرًا اذ بِمُجرَد ان وَجدت الفُرصَة المِثاليَة تَسللت بِحَذر حَتى تَلحق بِه ، تَمشت في المَمرات بحثًا عَنهُ حالَما اختَفى أثرُه

شَهقت بِفزَع حينَما وَجدت قَبضة قويَة تَجذبها بِكُلّ قوّة من عِضدها حتّى تمّ مُحاصرِتها بداخل غُرفَة خاليَة

وَضع الوَزير كَفّ يدهُ فوق شِفاه صبيتِه التي ناظَرتهُ بِصدمَة " ساُبعد يَدي ، لَكن لا تَصرُخي ..! "

ابتَلعت ريقِها بِذُعر ثُمّ قامَت بالإيماء لهُ ايجابًا ، سَحب يدهُ بِبُطئ ينظُر الي عُيونِها العَسليَة التي يُحِب

كَم اشتاق للغوصِ في بِحار عُيونِها..!

ابتسَم بِرفقٍ و دون مُقدماتٍ وَجدها تهمّ في عِناقه بِاقصَى قُوَة تمتلِكُها ، شدّت عَليه و راحَت تَدفِن رأسِها داخِل رَقبتهِ مُتحدثَة بِشَوق " اشتقتُك "

" انا اكثر يا مَلاكي " هَمس لها بالمُقابل بينَما يُحيطُ وِسطها الي أن حَملها و التّف بِها ، ابتَسمت بِسُرور حالَما ابتَعدت عنهُ تسترقُ النظر الي عُيونِه

" لِما لم تُخبرني بِعودتك ؟ " قامَت بالمَسحِ على شَعرِه الخلفيّ بِرقَة أنامِلها و اقدامها تُحلق بالهواء نظرًا لِحَمله لَها

وَجد ذَقنها القريب مِن شفاهه مَحطَة مِثاليَة لاسنادِ جَبينه و استنشاقِ اكبر قَدرٍ مِن عِطرها المُسكِر ، زَفر كُل نفسٍ سَلبهُ من رائِحتها ثُمّ قال مُتحدِثًا " طائرتي وَصلت الي كوريا بِحُلول الفَجر ، و حالَما سَنحت لي الفُرصَة جِئت مُباشرَة الي هُنا كيّ ألقاكِ "

تَمكنت السَعادة من احتِلال قَلبها بِفَضل أخَر جُملَة تلاها
رَفع جَبينهُ عَن ذقنِها كي يَستطيع التَحديق بِها من جَديد

اخَفضها للنُزولِ فوق قَدميها ثُمّ مَسك كِلتا يَديها يعودُ خُطوتين الي الخَلف كيّ يتأمل اطلالتِها بالرداء الأبيض

ابتَسم بِوسعٍ يَجعلها تلتفّ حَول نَفسِها ثُمّ قال " سيأتي اليَوم حيثُما اراكِ به بالأبيض الذي سيجَعلكِ مُلكًا لي ..! "

خَجِلت من كَلامهُ و كَخُطوَة جريئَة هَمت بالاقتِراب منهُ و تَقبيل خَدّهِ بِرقّة ، تَنحت عنهُ ثُمّ نظرت بداخل كُحليتاه تُراقب أثر فِعلتها عَليه

وَجدتهُ مُخَدر بالفِعل و قَبل ان تَضع حدًا لِلتمادي ، هَربت الي الخارِج بَعدما اتخَذت قُدوم موعِد اُمها عُذرًا مُناسِبًا للفِرار

مَسح على خَدِه بكفّ يدِه يُناظر الفَراغ بِشُرود " مالذي فَعلتهُ تلك الصغيرَة بي ..؟ " هَمس مُنذهِلاً قَبل ان يَبتسم مُطأطأ رأسِه

لَحِق بالصُغرَى التي تَوجهت الي قِسم الأورام ، حيثُما وَجدت والِدتها هُناك بالفِعل يَقومون الطاقم الطبيّ بِتجهيزِها للخُضوعِ الي العِلاج

حاولت سويون جاهدَة ان تُحافظ على صُمودِها قُبالَة والِدتها ، و ألا تَنهار باكيَة كالطِفلَة الرَضيعَة لِذلك اوصَلتها الي حُجرَة العِلاج بأمان ثُمّ انفجَرت في المَمر تَبكي بِحرقَة على حالِها

لِحُسن حَظِها ان الوَزير و ابنتِه كان كِليهما بِجوارِها يَقومون بِمُساندتِها و تهدأتِها قَدر المُستطاع ، ردد لَها جُيون الكَثير من العِبارات المُريحَة و أراها حالاتٍ عدّة نَجوا بِسلامٍ من ذَلك المَرض المُميت

لِذلك ، استَطاعت أخيرًا التماسُك و استعادَة رباطَة جأشها
دام جُيون بالقُرب مِنها ، فالكَون بأسرِه لابدّ أن يَكون بِخَير

•••

يَجلِسُ الأربعينيّ فَوق اريكَة بيتِه بَعدما عاد لِتوه من سَفرِه ، بَعثر شعرهُ الاسوَد المُختلط بِشُعيراتٍ نال البياضُ مِنها بِغَيضٍ قبل ان يَتجه الي زُجاجَة شَرابِه المُسكر يُفرِغه بكأسِه ، احتسَى منهُ القَليل قبل ان يَسمع مُساعده يَتحدث

" سيدي ، لَقد وَجدنا المُشتبه الأول بِه لِذلك الفِعل " نَطق المُساعد يُخاطِب سيدَهُ الذي طالَعهُ بعدَما خَبط كأس الويسكي فَوق الطاولَة مُنفعِلاً " مَن ؟ مم العاهِر الذي قام بِذلك ؟ "

" للاسف ، نحنُ نَعتقدُ انّ الوَزير جُيون ، هو الفاعِل " نَطق المُساعِد لِمن ارخَى جَسده فوق اريكتِه يُحدِق في الفَراغ بِصَمتٍ تام

لِما ؟ لِما يقومُ جُيون بِخيانته و فعل ذَلك بِه..؟
بِلا الشَك ، السببُ الأول ، هو ابنَة زوجتٍه..!

قَبض عَلى يدِه بِكامل قُوتِه قَبل ان يَقضِم على وَجنتهُ بعنفٍ يتوعَد بداخِله للكَثير ، لَم يكُن يعلمُ ان فَريستهُ قادمَة اليه بِقدَميها

•••

اضَطرت ايڤا الاستِئذان كيّ تَذهب لاتِمام أخَر ما تَبقى من المُحاضرة العَملية اذ بَقت سويون بِرفقَة الوَزير الذي كان يُطبطبُ برفقٍ عَليها طيلَة فترة جُلوسِهما

وردهُ اتصالاً هامًا جَعلهُ يُغادِر المَمر الي الشِرفَة حتّى يَتحدث بِراحته اذ كان يَتعلقُ الأمرُ بامورٍ سياسيَة لِذلك بَقت الصُغرى تَجلسُ وَحيدة هُناك

رأت المُمرضَة تُغادر من حُجرَة العِلاج فاسرعَت بالاقترابِ منها تَسألها عن وَضع والِدتها بِقَلق " هل اُمي بِخَير ؟ "

" انها كَذلك عَزيزتي " طَمأنتَها المُمرضَة مُبتسمَة ثُمّ قامَت بازالَة قُفازاتِها مُضيفَة بِهُدوء " ستضطّر المُكوث هُنا الليلَة ، لِذلك هل يُمكنك الذهاب الي البَيت لاحضارِ كُل ما تَحتاجه ؟ سيكونُ من الافضَل ان تُلازمها اغراضُها الشَخصيَة "

حَركت سويون رأسِها ايجابًا ثُمّ قالَت " حسنًا ، ساجلبُ لها كُل ما تَحتاج ، المُهم انّها بِخَير ، اليسَ كذلك ؟ " أمَعنت النَظر في عينيّ من طَبطبت على كَتِفها برفقٍ تُطمئن قلبِها الصَغير بتأكيدِها " اُمكِ قويَة ، بالفعل هي كَذلك و صَمدت اثناء العِلاج ، سَتنهضُ باقربِ وقتٍ صدقيني "

ارتاح جُزء مِن قَلبِ الصُغرى التي حَمدت الرَب و شَكرتهُ بِسعادَة ، حينَما أطال جُيون المَجيئ ، ذَهبت دون استئذانِه لِتُغادر الي البَيت الذي يُقيم بِه مارك كيّ تَجلِب كُل حاجياتِ اُمها و بَعضًا من خاصتِها هي لانّها سَتظلّ رِفقتها بلا شَك

استَقلّت سيارَة اُجرَى اخَذتها الي البَيت الذي يَنتظرُها فيه بُركانٍ هائِج سينقضُّ عَليها حال وصولِها ..!

•••

دَخل جونغكوك الي غُرفَة يونسون بَعدما اخَبروهُ انّها قَد نُقِلَت الي حُجرتِها ، حينَما عاد الي قاعة العِلاج قيل لهُ انّ المَريضَة قَد خَرجت لِذلك غيابُ سويون بَررهُ على انَها رِفقة اُمها بلا شَك

حَدق في التَعب الواضِح عَلى وَجه يونسون التي ابتَسمت بِمُجرَد أن رأتهُ ثُمّ سألتهُ بِارهاق " اين سويون ؟ "

عَقد جُيون حواجِبه بِخفّة ثُمّ نَطق " اليسَت هُنا ؟ تَركتها أخِر مرَة قُرب غرفَة العِلاج ..؟ "

بَللت يونسون شِفاهها الجافَة بريقِها ثُمّ نَبست تقولُ بِتَعبٍ بالِغ " لَم ارها مُنذ ان خَرجت "

اجتاحَ القلقُ قَلب جُيون الذي وَخزهُ بِقوّة ، هُنالِك شَئ خارِج عن المألوفِ هَذه المرَة بِلا شَك ، لأن الانقباض الذي داخل صَدرِه ليس طَبيعيّ

حالَما اراد ان يَستفسِر سَمع المُمرضَة تتدخَل قائِلَة " هل تَقصدان تِلك الشابَة التي كانَت بالخارِج ؟ لَقد طلبتُ منها جَلب حاجيات المريضَة لانها سَتقضي الليلَة هُنا "

وَسعت يونسون عَينيها بِذُعر لِتشدّ عَلى الغطاءِ اسفلها بِقوّة مُتحدثَة " ك..كلا " وَجهت بَصرِها الي الوَزير الواقِف قُربها ثُمّ قالَت لهُ بِقلق " ا..اذهَب اليها ، لا..لا تترُك سويون مَع مارك لِوحدهما "

بَلل جُيون شِفاهه بلسانه الرَطِب ثُمّ سأل بِقَلق " لما ؟ مالذي يُريده مارك مِنها ؟ لستُ افهم ما عِلاقتهُ بها ..! "

نَظرت يونسون بِداخل عَيناهُ قَبل أن تَنخفض بِضع دموعٍ مالحَة من عُيونِها لِتَغطية وسادتِها البَيضاء ، اجتاحَتها غصّة سَببت لَها ألم يستحيل وَصفهُ

" ارج..ارجوك ، انت وَحدك من تَستطيعُ مُساعدتها "

نَظر جونغكوك اليها بِترقب يَنتظِرُ ان تُجيبَه و تَروي فُضولَه
و بالفِعل ، اخبَرتهُ بغصّة تُلازم كَلِماتها المُتعبَة

" مارك سيستغلّ ، فُرصَة بقاءِ سويون لِوحدها في البَيت ، سيُحاول الاعتداء عَليها و اغتِصابها ، ان..انهُ يَطمع بِصغيرتي "

تَوقف عَقل جُيون عَن العَمل حينَما سَمِع ما لَفظتهُ المرأة قُبالَته
لَم يشعُر بأقدامِه التي رَكضت بِه نَحو الخارِج بأسرعِ ما يُمكن

نَزل الي الطابِق السُفليّ و هو بالكادِ يستوعِب ما سَمِعهُ
رَكِب سيارتِه ثُمّ اخرَج هاتِفه بعدَما جاء على فِكره تفقّد كاميرات المُراقبَة

كانَت صَدمتهُ الكُبرَى ، حينَما فَتح الكاميرا و رأى ذَلك المَشهد الذي جَعل كُلّ العالَم من حَولِه يلتّف حتّى اصبَحت رُؤيتهُ سوداء مُعتمَة

صَغيرتهُ ، اسفل رَجُلٍ يَقومُ بِتَمزيق مَلابِسها و انتهاكِ حُرمتِها..!

•••

10869 ✅

اهلاً اهلاً في فَصلٍ جَديد :)

طبعًا ، كلكم تريديون تفاصيل الليلة الاستثنائيَة
الفصل القادم ان شاء الله هنتطرق الها
انا تعمدت اخليها سرية لغرضٍ ما

عمومًا ، انتم مستعدين لتوديع ليلان ؟
حاشتاق لها فعليًا ، رُغم انها ظهرت في فصول قليلة
بس دورها كان جدًا لطيف و استفدنا منه في بعض الاحداث المُهمة

بعيدًا عن كُل شئ ، الشئ يلي سوته فمارك يستاهله حرفيًا

دامنا وصلنا لنهاية دورها ، كيف كانت علاقتكم وياها طول الفصول الماضيَة ..؟ ♥️

بِخُصوص ، الوزير و صبيتِه ، حبايب قلبي :)

جُزئية المستشفى و سحب الدَم ؟

دام جيون اخيرًا اكتَشف نية مارك تِجاه صبيته
تتوقعون شنو رد فعله حيكون في الفصل الجاي ..؟

خلاص قربنا نخلص الفصول المعدلة و احس راح اشتاق لكم 😭
شرايكم نعدل للفصل الثلاثين ؟ 👀

خلاص جيهان استحي..!
ايوا فعلا لازم استحي والله هاتحمس

احتاج رأيكم بخصوص الفصل عامَةً ..؟

اكثر جزئية حبيتوها ؟

مشاهد تريدون نكثر مِنها؟

شَئ جذبك لهذه الرواية تحديدًا ؟
و اكثر شئ تحبونه في هازبند عمومًا و يخليها مميزة عن بقية الروايات ..؟

الشُروط لِهذا الفَصل عَزيزي 🥹
دامَهُ طَويل ، و دامني انتصَرتُ في اخر فصلٍ
و لم تُحققوها في 24 ساعة كما اعتدتم ان تكونوا
سَتكونُ كالآتي

4500 تَصويت
8000 تَعليق
فصل جَديد ✅

شُعور النَصر و انا ارى جيش الوزير عَجز عن تَحقيق الشُروط في 24 ساعة عَظيم ، اخيرا قدرت اهزمكم 👀♥️

اراكم في القادم ان شاء الله ، الي اللِقاء ♥️






.
.
.






سيارَة الوزير البيضاء 🤏🏻


سويوني و هي بالبيجاما خاصتها ♥️

قهوة سويون المُثلجَة و خاصَة الوزير الساخنَة 🤏🏻

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top