Husband | 19
Husband || زوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء التاسِع عشر
ان استمريتم على هذا الدعم اللطيف سانشر لكم سريعًا 🤍🫶🏻
لنبدأ ♥️
•••
" الوزير ، تَعرض الي طلقٍ ناريّ بِكتفه "
كان ذلك صَوتُ تايهيونغ اللاهِث يُعلم النِساء اللواتن شَهِقن بِذُعر مِما سَمِعن ، اتسَعت اعيُن سويون التي وَضعت يديها فوق شَفتيها تُراقِب جَسد الوزير المُتهاون وِسط ذراعيّ حارِس ابنتهُ و الدماءُ تُغطي قَميصه
ارتَعب قلبُها و راحَ جسدُها يرتعِش بأسرِه ، كُل مابِها اصبَح مهتزًا أثر شَكلِه المُرعِب ، خافَت و اعيُنها سَقطت على هيئَة زوجِ امها الذي يَحملُ بُندقية بين يداهُ يسيرُ ببطئ نَحوهم
ابتَلعت ريقِها ثُمّ لَحِقت بالبَقية الذين دخلوا رفقَة تايهيونغ حَالما همّ بِوَضع جَسد جُيون فوق فِراش غُرفتِه مُتحدثًا بِقلق " جُرحه ليسَ عميقًا حتّى تُهدد حياتِه ، لكنها رصاصَة سامَة و ان اطالَت البقاء ستُسبب لهُ مَشاكل صِحيّة "
اقتَربت يونمي تُفسح المَجال لِنفسها بتفقدِ حالِه ، ازالَت قميصه تَكشفُ عن كَتفه الدامي لِتقضم شَفتها بِوَجع " استطيعُ اخراجِها ، اجلبوا لي المُعدات الطبيَة "
اسرَع جيمين لاحضارِ المُعدات التي تحتاجُها والِدته
هي كَذلك خريجَة كُليَة الطِب لكنها لم تُمارس المِهنَة
ظلّت سويون تقفُ عِند عُتبة الباب تُراقِبهُ و الدُموع تُغرق عَينيها
لم يكُن مَسموح لَها بالاقتِراب منهُ ، الجَميع يُبعدها
هي تُريد ان تتفقدَهُ عن قُربٍ و تَطمئن
تُريد امساك يدِه و مُواساتِه
لَكِنهم طَردوها خارِج الباب مع البقيَة و اغلقوا الباب عَليه
ظلّ رِفقتهُ فقط يونمي و ابنِها الذي ظلّ يُساعِدها في استِخراجِ الرصاصَة من جَسد جُيون الذي فَتح عَيناهُ على مصراعيهِما يَصرُخ بشدّة حالَما اخترق المِقصّ جِلدهُ دون تَخدير
ارتَعدت سويون في حُضن امها و هي تَسمعُ صوت صُراخه لِتُجهش باكيَة بقوّة ، لَن تحتمل ان تراهُ مَريضًا او يُعاني ، اعتادَت عَليه قويّ لا تشوبه شائِبَة
" هشش سويون اهدئي ، سيكونُ بخير " هَمست يونسون بِحُزن و هي تُربِت على كَتِف ابنتِها التي تتمسكُ بِها بينَما تبكي بحرقَة " لق..لقد كان بخ..بخير "
" يأتينا البلاءُ و نحن غافلون ياحبيبتي " نَطقت الكُبرى باستِياءٍ ثُمّ رَفعت عينيها تُطالع زوجِها الذي يضمّ يداهُ داخِل بنطاله بينَما يتجولُ ذهابًا و ايابًا مُنتصف الصالَة
كانَت ايڤا لِتوها تُغادر غُرفتها بعد ان نامَت اليوم بِطوله
سَمِعت صَوت صُراخ والِدها لَكنها لم تَفهم السَبب
حَدقت في سويون التي تَبك ي بِعَدم فَهم لِتركُض نحوها تسأل بِقلق " م..مالذي يحدُث ؟ لما ابي يصرُخ؟ مابكِ تَبكين ؟ "
رَفعت عينيها للتحديق بحارِسها اذ رأت دماءًا تُغطي ثيابِه ، استَقامت تهرعُ لهُ لِتفقده مُتحدثَة بِهمس " تايهيونغ مابِك؟ مابها مَلابسك؟ هل تأذيت ؟ "
لم تكُن تستطيعُ استيعاب شَئ ، كُل ما يُحيطها مُشوش
هي لِتوها استفاقَت من نومِها بالكاد تستطيعُ فَتح عينيها السَوداء
قبل ان يُجيبها تايهيونغ سَمِعت صوت الأمير ينطِق بِهُدوء " هذه دماءُ والِدك ، الوَزير تَعرض لطلقٍ ناريّ "
وَسعت ايڤا عَينيها بعدمِ تَصديق لِتشهق بقوّة بينَما تَضع يديها فوق شَفتيها " ا..ابي ؟ م..مست..مستَحيل " نَفت بِرأسِها قويًا قَبل ان تَركُض نَحو غُرفَة أبيها ، اَقتحمتها و لم تنتظر اذن احد، بل رَكضت ناحيتهُ باقصَى سُرعَة تجدهُ قَد دَخل في حالةٍ ثانيَة من الاغماء بَعد ان استَخرجت يونمي الرَصاصَة
شَهقت الصُغرى بعدمِ تَصديق اذ سارَعت الدُموع بالتَدفق لاغراقِ عَينيها ، رَكضت بِسُرعَة نحو أبيها ثُمّ جَلست بِجواره تَرى وَجهه الشاحِب يُخفي وَجعًا لا يَستحقُ ان يَنالهُ البتّة
مَسكتهُ من ذراعِ كَتفه السَليم ، تقومُ بهزِه بخفّة بينَما تندهُ عَليه بصوتٍ باكٍ " ا..ابي ، انه..انهض ، ار..ارجوك " شَقت الدُموع معابرِها على وجنتيها و قلبُها المُحب لأبيها جَريح
لم يسبِق و أن رأتهُ بِحالٍ كَهذا
والِدها لَم يلزم الفِراش قَط
" ايڤا تمالكِ ، سيكونُ بخير ، قد اخرَجنا الرصاصَة " تَحدث جيمين بَعد ان استَقر خَلف صديقتِه يقومُ بابعادِها عن والِدها لَكنها رفضت افلاتهُ و بكاءها يَزدادُ عَليه " اُتركني ، مالذي اصابه؟ لما ابي مريض بِهذا الشَكل !! "
صاحَت بِقهر بَعد ان قامَت بالتماسِ وَجنتيه فالتَهبت اصابِعها من حَرارته العاليَة ، ازداد بُكاءِها اكثَر فانهارَت كُليًا دون ان تُدرك
لَطالما كانت تُجيد التَعامُل مع المَطباتِ و العقباتِ مَهما كانَت
لَكن ان يَصِل بها الحال لرؤيَة والِدها مُمَدد و المَرضُ يَاخذ قُوتَه
تشعُر ان الكَتف الذي تستندُ عَليه يميل
قُوتها الحَقيقيَة ليسَت بِها
بل بِوالدها و بِقُربه مِنها
" حرارتهُ مرتفعَة لان الرَصاصة سامَة ، جَسدهُ يُدافع " قالَت يونمي و هي تُخيط ذلك الجُرح الذي افتَعلتهُ بغزرِ المِقص و الادواتِ الجراحيَة
اخاطَت جُرَحه ثُمّ ضَمدتهُ بِحَذرٍ لِتُناظر ايڤا التي ترتعِش من شدّة البُكاء " تَوقفي ايڤا! تَبكين كما لو انّهُ سيموت ، مابكِ؟ جُيون قويّ و سينَهض "
حَدقت الصُغرى بِعينيّ الاكبَرِ سنًا و اعيُنها مُتورمَة من شدّة الانتِفاخ " ابي لم يسبِق و ان اصابتهُ رَصاصة..! تَخيلي مَوقفي ان اراهُ هكذا كيف تُريدين منّي ان اتحمَل ألمهُ ؟ " صاحَت بِها بِحرقَة فلم تَجِد سوا اذرُع الامير الذي دَخل لتوِه تَحتضنها و تُهدئ من ذُعرها
" سيكونُ بِخَير اهدئي " واساها يَهمسُ لِمن حَشرت رأسِها في مُنتصف صَدرِه تَبكي بِقوّة ، لم تكُن تستطِع رؤيَة نَظرات تايهيونغ الذي يقفُ عند عُتبَة الباب يَقبضُ عَلى يداهُ بِقوّة
ذَلك الشابُ يستغلُ كُل الفُرص للاقترابِ من حَبيبته..!
مُشكلتهُ انهُ عاجِز عن احتواءِها علنًا
فعلاقتِهما سِريّة
مُضطَر ان يبقى واقفًا يحترِقُ بغيرتِه و هو يَراها وَسط ذِراعيّ رَجُل غَيرهُ يَتولى مُهمة التَخفيف عَنها بدلاً مِنهُ
ابتَلع غِصتهُ و ظلّ يُحافظ على صَمتِه اذ سَقطت اعيُنه على سويون التي تجاوَزتهُ حتّى تدخُل للاطمئنانِ على الوَزير
اقتَربت تَجلِس بِجوارِ ايڤا و الدُموع تُغرق عَينيها
لم تكُن اقل حالاً من صديقتِها ، لكنها كانَت تتماسَك
حَدقت في وَجه جُيون الشاحِب فاعتَصرها قلبُها بِألمٍ على حالِه
كَيف لهذا الوَجه النقيّ ان يَتسللهُ كُل هذا التَعب..؟
ان ضِحكتهُ و ابتسامتِهُ و نورِ وَجهه المُتفائِل..؟
اُعتصر قلبُها بِوَجعٍ لَم تَعهدهُ ، ضيقُ نَفسها يَجعلُها تختنقُ بِعبرتِها و هي عاجِزَة حتّى عن امساكِ يده و التوددُ اليه عَلنًا
غادَرت ايڤا غُرفة ابيها و سألت بغضبٍ مُتحدثَة
" من الذي اصاب ابي؟ " نَظرت في عينيّ حارِسها و سُموه الذان كانا رِفقتهُ ، انتَظرت جوابًا مُقنعًا لَكن ماقاله تايهيونغ جَعلها تضغطُ على قَبضتيها قويًا
" لم يكُن مَعنا ، كان رِفقَة مارك و حينَما سمعنا صوت الاطلاق رَكضنا الي المَصدر فوجدناهُ طريح الارض "
وَجهت ايڤا نَظراتٍ مُميتَة الي صديق والِدها الذي كان يقفُ عند النافذَة يتأمّل الطبيعَة بِهُدوء ، اسرَعت ناحيتهُ تلومَهُ بحرقَة " انت ؟ انت قُمت باصابَة ابي ..؟ لما فعلت ذَلك به؟ اليسَ صديقك ؟ " صَرخت بِمن استدار اليها يُحدق في تورمِ عَينيها بابتسامَة خافِتَة
" في قانونِ الغابَة ، البقاءُ للأقوَى..! "
كانَت اجابتهُ المُتماشيَة مع ابتسامَتهُ جَعلت الدماء تَغلي في عُروقها ، اضاف بِمُكرٍ بَعد ان حَدق في سويون التي تجلِس بمُحاذاةِ اُمها " و هو مَن تَخلى عَن حَذرِه "
مَدت الصُغرَى يَدِها حَتى تَضرِبهُ لَكن تايهيونغ اَمسك قبضتِها يُرجعها الي الخَلف مُتحدثًا " اهدئي انستي ، القانونُ من سيُحاسب "
رَفع عيناهُ البُندقيَة يُحدق في وَجه مارك المُطمئن و هو يبتسمُ بِخُبث ، خَزّن يداهُ بداخل جُيوب بنطاله يُراقب ايڤا التي القت كُل اللومِ على صديقتِها
اخَبرتها و قلبُها يتألمُ على حالِ أبيها " ا.انهُ كل..كله بسببك "
رَفعت سويون عَينيها تُحدِق في صديقتِها بِدهشَة ، لَم تتوقَع ان تَضع ايڤا اللوم عَليها بتاتًا ، راقَبتها و هي تُضيف بحرقَة " ماكان لِيُصيبه اذَى ، ان لَم يُدافع عنكِ ، ليتهُ لم يَجدكِ ، ليتنا بقينا في بريطانيا "
ضَغطت سويون على قَبضتيها بِقوّة و هي بالكادِ تُحافظ على دُموعِها بداخل عَينيها ، احسَت بوخزٍ قويّ يُصيب قلبُها على ذلك العِتاب الناشئ من الصُغرَى
هي تتَفهمُ انها تحترقُ على والِدها ، لَكن لَيست لدرجَة ان تَجرحها ..!
هي تَعرفُ انّها السَبب ، و ان مارك يُؤذيه من اجلِها ، لَكن ليسَت هي من تَرجتهُ ان يَتكفلها و يحميها ، هو من عَرض مُساعداتِه بِنفسه
تَدخل جيمين يُخاطِب صديقتِه بانزعاجٍ مُفرَط حيثُ قال " ايڤا زِني كَلامك جيدًا ..! انها صديقتكِ هل نسيتِ ؟ ماذنبُها هي؟ "
حَدقت ايڤا بِه بِصَمتٍ ثُمّ غادَرت ذلك المَجمع تسيرُ الي غُرفتها لاخراجِ ماتبقَى من حُزنها وَسط افرِشَة سريرِها ، لَحق تايهيونغ بِها اذ اغلق الباب عليهِما يُناظرِها بهدوء
" ايڤا انتِ جرحتِ سويون قبل قَليل..! لم يكُن كلامكِ صائِبًا "
رَفعت الصُغرى عينيها المُنتفخَة نَحو حارِسُها تُطالِعهُ بغصّة " لَكنها الحَقيقة ، اُنظر كَيف استطاع مارك ان يُصيبه ؟ ماذا ان قام بِقتله؟ هل تظنّ اني مُستعدَة للتضحيَة بابي من اجلِ شخصٍ اخر؟ لا اُريد ان اُصبح يتيمَة مَرتين ! "
اقتَرب تايهيونغ مِنها حتّى جَلس بِجوارها ثُمّ قام بامساكِ يديها يَمسحُ على ظاهِرها بِرفق ، قام بِعتابها بِهدوء مُتحدثًا " هل تَظُنين ان سويون راضِيَة ان تأذى ؟ انّها كَذلك تتألم على حَاله اولم تريّ عَينيها ؟ ليس ذنبها ان زَوج اُمها مُتسلط كَمثلِ مارك ، هي تبحثُ عن الأمان الذي وَجدتهُ لديكم و انتِ جئتِ بجملَة واحدَة سلبتيها منهُ "
سَكتت الصُغرى تُراجِع نَفسها و سُرعان ما احسَت بالذَنب بعد حَديثِ تايهيونغ الذي جَعلها تُناظره بِحُزن " ل..لابد اني اخط..اخطأت "
سَحبت يديها منهُ و هي ترتعِش اذ مَسحت دُموعِها مُتحدثَة بصوتٍ مُرتجف " لم اتحكم في غَضبي ، و قُلت ماشعرتُ به دون ان أزِن كَلامي ، لم اقصد ان اجَرحها ، هل انا سيئَة ؟ " طالَعت عينيّ تايهيونغ البُندقيَة تَجدهُ يمسحُ برفقٍ على شعرِها نافيًا
" سَتكونين سيئَة ان لم تعتذري مِنها و تُصلحي موقفكِ ، انها صديقتكِ الوَحيدة هُنا همم؟ لا تَخسريها "
حَركت رأسِها ايجابًا و قَبل ان تتحدَث سَمِعت صَوت طرقِ باب غُرفتها ، أذِنت للطارق بالدُخول فَوجدتها سويون التي كانَت تقفُ عند العُتبَة و الدُموع تحتضنُ وَجهها المُنتفخ بأسرِه
" ج..جئت لاعت..لاعتذر ، كوني الس..السبب في اص..اصابته " هَتفت الكُبرى و هي تعتصِرُ أصابِعها حتى ابيَضت اطرافِها ، لم تكُن تملك الجُرأة الكافيَة حتى تنظُر الي عينيّ ايڤا التي استَقامت تقتربُ منها نافيَة
" انتِ لستِ السبب ، انا انفعلتُ و جرحتكِ دون قَصد ، اسفَة " اعتَذرت الصُغرى بِحُزن بينَما تُحدق في وَجه صديقتِها التي ناظَرتها بِقَهر
" لم تُخطئي ، كان مَعكِ الحَق ايڤا ، لَولاي انا ماكان مارك ليُصيب صديق عُمره ، انا من قمتُ بافسادِ العلاقَة بينهُما " نَطقت سويون بِحُزنٍ بالِغ و هي تتمسكُ بخشبَة الباب لِتُحافِظ على اتزانِها
" سويون ارجوكِ ! صَحيح اني انفعلتُ و قُلتُ كلام ليس في مَكانه ، لكن صَدقيني ، انتِ لستِ السبب الحَقيقيّ ، مارك سئ مُنذ البدايَة و يكيدُ لابي ، رُبما هذا سبب كافي يَجعلُ جيون يبتعدُ عنه " هَتفت ايڤا بينَما تُمسك بيد صديقتِها التي اخَفضت رأسها باستِياء تتمسَك بدموعها بصعوبَة
" بَدل ان نتجادَل ، دَعينا نُصلي من اجلِه ، لعلّهُ يُصبح بخير قريبًا ، هو بحاجَة الي دَعواتنا " ارتجّ صوتُ ايڤا و هي تتذكَر حالَة أبيها المُرمَى فوق فِراشه بِلا حولٍ او قُوّة ، اقتَربت لِعناق سويون التي بادَلتها و ارتَفع صوت بُكاء كِلتاهُما يملئ البَيت بأسرِه
فجاة ، اصبَح عامود البَيتِ مَكسورًا
" عَلينا ان نعود الي سيول ، كيّ يتلقى العلاج هُناك " تَحدثت ايڤا بَعد أن ابتَعدت عن صديقتِها تُخاطِب وليّ العَهد الذي حرّك رأسهُ ايجابًا " الهليكوبتر في الطريق ، سننقلهُ بسريّة كيّ لا تعرفُ الدولَة باصابته ، و الا لَن يكون امرًا سارًا ان يعرف الاعلامُ ان وزير الدِفاع اُصيب برصاصَة من اجلِ فتاة ..! "
كانَت نبرتهُ الساخِرَة تَجعلُ ايڤا تزدادُ غضبًا منهُ
صَحيح انّها لامَت صديقتِها على ما حَدث
لَكن لن يُعجبها ان يَسخر احدٍ منها
" هل يُمكنك ان تُغلق فمك؟ كفاك كلامًا لا فائِدَة منهُ " اخرَستهُ بانزعاجٍ واضِح ثُمّ نَقلت عينيها لتفقد ملامِح وَجه سويون قُربها ، من الجَيد انها لا تَفهمُ الانجليزيَة و إلا كانَت لتتأذى اكثَر
احسَت بالذنب ينهشُها اكثَر و هي تَرى ملامِحها البريئَة تنظُر بعدمِ فَهم ، طبطبَت عَليها بلُطفٍ ثُمّ هَمست لها في اُذنها " احتاجُ ان اصارحكِ بشئ حالما نعودُ الي المنزِل "
نَظرت سويون في عَينيها ثُمّ اومأت تجاوبًا مَعها دون لفطِ حرفٍ اضافيّ ، وَجهت بصرِها لتفقد وَجه مارك السامِ و حقدُها يزدادُ في قلبها اكثر ناحيتِه
بِمُجرّد وصولِ المرواحيَة تمّ نَقل الوَزير الي قصرِه في سريّة تامَة حتّى لا يتسرَبُ خَبر اصابتِه الي الاعلانِ و تهتزّ الدَولَةُ بِمَرضِ وزير الدِفاع
كَونهُ المسؤول عن الدِفاع الخاصَ بدولَة عُظمى
انتِكاسهُ سيجَعل دُول مُجاورَة تطمعُ فيها
سَمِع جيكوب بامرِ اصابتِه من تايهيونغ لِذلك وكّل لهُ اطباء يَهتمون بِصحته بشكلٍ كامِل و يُلازمونَه طيلَة الوقت حتّى يَستعيد وَعيه
رُغم انّ الرَصاصة لم تتوغَلهُ بعمق ، لَكن كانت كَافية بِجعله يغيبُ عن الوَعي لِساعاتٍ طويلَة ، مع كُل دَقيقة يرفضُ فيها فَتح عيناهُ قلبُ ابنتهِ و صبيتِه يتقطّع في الثانيَة الفِ مرّة
يونمي ظلّت في الصالَة تنتظرُ خَبر نُهوضِه رفقَة ابنِها
في الوقتِ الذي غادَر فيه مارك بَعد طرد ايڤا لهُ اذ رافقتهُ زوجته التي تَركت قلبها عند ابنتِها و رُغم محاولاتِها في البقاء لكنهُ اجبَرها على مُطاوعتِه
طلبت ايڤا من سويون مُرافقَتها الي غُرفتها كيّ تُصارِحها بفعلٍ ارتَكبتهُ الليلة الماضِيَة ، كان شُعورها بالذَنب ناحيتِها جَعلها تُقبل على تقاسم سِرها مَعها
هي تُحِبها ، لكن في لحظةِ ضُعفٍ جَرحتها
و لازال ضَميرُها يؤنِبُها رُغم مُسامحَة سويون لَها
دَخلتا الي غُرفة ايڤا المُشتركَة مَعها اذ اغلَقت سويون الباب خَلفها جيدًا ثُمّ اقتَربت للجُلوسِ مَع صديقتِها مُتحدثَة بِحَيرة " مالذي حَدث ايڤا ..؟ بدأتُ اشعُر بالقَلق " هَمست و هي تُمسِك بيد الاصغرِ سنًا
احسَت ايڤا بالحُزنِ و تأنيبِ الضمير يتصاعدُ الي قلبِها اكثَر
لم يكُن هذا التأنيبِ موجودًا قبل مَرضِ أبيها
شَدت على يد صديقتِها اكثَر ثُمّ هَمست لها بِحُزن " سويون انا ارتكبتُ خطأ ، لا اعتقدُ ان ابي سيُسامحني عَليه "
تستمرُ بِجَعل قلقِ الكُبرى يَتزايد ، ماهو ذَلك الخطأ الذي لن يَشفع عنهُ الوَزير ..؟ هو يُحب ابنتهُ بشدّة و لا تَظن انّه قَد يُطيل مُخاصمتِها
" مالذي فَعلتيه يا ايڤا ؟ اهدئي و أخبريني ، كُفي عن الارتِعاش " حاوَلت الاكبر سِنًا ان تُهدأ من رَوعِ صديقتِها التي تراكَمت دُموعها داخِل جُحورِها قَبل ان تهتفِ بصوتٍ مُهتّز " ا..انا اقم..اقمتُ علاقة مع تايهيونغ "
لم تَفهم سويون ما قالتهُ ، بل ظلّت مُتصنَمة بالكادِ تستوعِب حَديثِ الصُغرى ، ما مَعنى انّها اقامَت عِلاقة مع حارِسها..؟
" م..مالذي فعلتيه ؟ لستُ افهم " قالَت سويون بعدمِ فَهم ، عَقلُها لم يستوعِب كِفايَة ما تودّ الصُغرى قَوله إلا حينَما نطقت بِصَريح العبارَة " ان..انا فقدتُ عُذريتي ، مَعهُ ليلَة البارِحَة "
انقَبض صَدرُ الكُبرى التي شَهقت بقوّة قبل ان تَضع يديها فوق شَفتيها بعدمِ تَصديق ، استَقامت من مكانِها و عُيونِها لم تُقصر في مَنح الصُغرى نظراتٍ مُؤنبَة على فِعلتها التي بالنسبَة اليها لا تُغتفَر
هي تعرِفُ ان جُيون مُحافِظ
حَسب الايامِ القليلَة التي بَقت فيها معهُ
عرفت القليل من شَخصيتِه تلك
حتمًا ، ان عَرِف ان ابنتهُ خَسرت شَرفها الذي يُقدسِه
لن يَكون ردّ فِعله رَحيمًا
" مال..مالذي فعلتيه ايڤا ؟ هل جُننتِ ؟ كيف فعلتِ ذلك؟ " هَمست الكُبرى بصوتٍ حاولت جَعلهُ مُنخفضًا كيّ لا يَتسلل حِسهُما الي الخارِج فتُفضَح
مَسكت من اجهَشت بالبُكاء من اكتافِها تقومُ بهزِها بغضَب " كَيف سمحتِ لهُ بانتهاك حُرمتكِ ..! الا تَعرفين طباع والِدك ؟ ايڤا هل جننتِ ؟ "
حَركت الصُغرى راسها ايجابًا و هي تَبكي بحرقَة " لقد فقدتُ صوابي ، جننتُ و ظننتُ انّه الحَلُ المثاليّ للانتقامِ من ابي ، لقد عاندتهُ و اردتُ ان اُريه انّي استطيعُ اختيار الرجل الذي اُريده بِمُفردي "
لم تَفهم سويون حَديث صديقتِها الا حينَما بَررت مَوقفها و هي تُريل دُموعها قائِلَة بغصّة " ابي يُخطط لِخطوبتي و زواجي من سُموّ الأمير ، و البارحَة حَدث شئ جَعلني اتناسَى نَفسي كُليًا "
حَملقت في عينيّ سويون التي عاوَدت الجُلوس قُربها تَستمع اليها حينَما بدأت تَروي لها احداثُ ليلَة البارِحَة بِتفاصيلِها
•••
طَلب وليّ العَهد من ايڤا مُشارَكتهُ نُزهَة حَول الغابَة فَلم ترفُض الصُغرَى طَلبهُ بل رافقتهُ و هي تَتبادل مَعهُ اطراف الحَديث فيما يخصّ طُفولتهما
كانوا هُنالك حَرس يتبعون الأمير حَولهما و من بينهُما حارِس ايڤا الشَخصي يسيرُ من خَلفهما و عُروقهُ تكادُ تنفجرُ من عُنقه بفعل غيرتِه و غَضبه
كان يَسمع سُموه يُغازل حَبيبتِه و يُثني عَليها و في بَعض الأحيان يُحاوِل استِغلال الفُرص حتّى يَلمِسها
جاءَت اللحظَة التي حاول ان يَتعدا حُدوده بِاحتضانِها من الجانِب لَكن تايهيونغ لم يَصُمت و حينما اراد التَدخل منعهُ مُساعد الامير حينَما خاطَبهُ بصرامَة " لا يُمكنك التَدخُل في شؤون سُموه و خَطيبتِه "
قَبض الاسمَر على يداهُ بِقوّة و داخِله يحترِق ، لَم يَدع كَلام تابِع سُموه باعاقته من النداء على انستِه " انستي ، عَلينا العودَة الوقت تأخَر "
لَفت انتِباه ايڤا التي استَدارت نَحوه تُناظِره بابتِسامَة ، حَركت رأسِها ايجابًا و حينَما ارادَت العودَة اليه احسَت بقبضَة سُموه تلتفُّ حَول عضدها يَمنعها من الحَراك " الي اين؟ لم نُنهي جَولتنا بَعد ، سنركبُ في القارب "
ازاحَت ايڤا قَبضة سُموه عَنها بانزِعاج اذ قالَت " تأخَر الوقت ، اُريد العودَة نحنُ ابتعدنا كَثيرًا " نَظرت حولِها ثُمّ عاوَدت التَحديق في عينيّ الامير الذي اقتَرب مِنها بهدوء " لِما؟ هل انتِ خائفَة منّي؟ "
طالَعتهُ بسُخريَة قبل ان تنطِق " اخافُ منك؟ لِما؟ " دَفعتهُ من صَدرِه ثُمّ ارادَت تجاوزهُ لكنهُ اسرَع بامساكِها من ذراعها و ارجاعِها نحوهُ حتى صَدمها على جذع الشجرَة خَلفها
كانَت حركتهُ سريعَة كفايَة لجعلها لا تستدرِك موقفِها حتّى ، هو اقتَرب بِخُطوَة خاطفَة يسرِقُ قُبلة من شَفتيها قبل ان يردِف بِمُكر " لاني قادِر على فعل هذا ..! "
غَلت الدماءُ في عُروق تايهيونغ الذي قام بِدفع مُساعد الامير بغضبٍ ثُمّ رَكض نَحو سُموه يقومُ بِركله بعنفٍ على خَصرِه حتى اسقَطهُ ارضًا " كَيف تجرؤ على انتهاكِ حُرمتها ..! " صَرخ بِه بانفعالٍ بينَما يُمسك بيد انسته التي شَهقت حالما التَف رجال سُموه حَول حارِسها باسلحتِهم
مَسك الاميرُ خَصرهُ بألم لَكنهُ سرعان ما استَقام قُبالَة تايهيونغ يُناظره بحاجبٍ مَرفوع بينَما ينفضُ اوراق الشَجر عن مَلابسه الباهضَة " انت هل تُدرك ، على مَن رفعت يدك ؟ "
" حتّى ان كنت الملك حدّ ذاتِه ، و تجرأت ان تنتهك حُرمَة انستي سامدُ يدي و كُل اطرافي لاقضي عَليك " هَسهس بُندقيّ العَينينِ و هو يُمسك بِذراع انستِه يقومُ بسحبها ناحيتِه قبل ان يُضيف " انا مُكفل بِحمايتِها ، و اخسرُ روحي من اجلِها ان لم تكُن راضِيَة عمّا تفعلهُ حَضرتك "
ارتَفع طرف شِفاه الامير بِسُخريَة قبل ان يقترِب منهُ مُتحدثًا " انت من انتهَكت خُصوصيَة اثنين مَخطوبين ..! كَيف تسمح لنفسِك بمنعي من تَقبيل خَطيبتي ..؟ "
ناظَرتهُ ايڤا بغضبٍ عجزت عن اخفاءهُ حينَما جاء بِسيرَة الخُطبة ، وَقفت امام تايهيونغ ثُمّ قالَت بانزعاجٍ واضِح " خَطيبتك ؟ مُنذ متى انا خَطيبتك ويليام! لا اظنّ اننا تَحدثنا في موضوعٍ كهذا من قَبل "
" يَكفي انّ الرِجال تَحدثوا بِه ، و والدكِ وافق على خُطوبتنا ! انهُ ادرى بِمصلحتكِ فانتِ مُجرَد طِفلة " نَطق سُموه و هو يُناظِر وَجه الصُغرى التي شَدت قبضتيها ثُمّ صرَخت به " ان كنتُ مُجرَد طِفلَة فاظنّ الزواجُ من الاطفال غير قانونيّ ..! ايها المُتخلف ، لن اكون زوجتك و ان وضعت الكَون بين قَبضتي "
ابتسَم تايهيونغ بِرضَى على ردّ حَبيبتِه ثُمّ طالَع وجه الامير الذي تَجهّم لِشُعوره بالنقصِ حينَما رَفضتهُ ايڤا امام حَرسِه و اتباعِه
ارادَت ان تُغادر المَوقع لَكنهُ اسَرع بامساكِها من ذراعَيها يَضغطُ عَليها بينَما يصرُخ بغَضب " انتِ لي ايڤا اسمعتِ ؟ لي انا بِمُفردي "
ارادَت الصُغرى ان تَفُك نَفسها منهُ لكنهُ يُحكم الشَد عَليها بقوّة
مَنع حُراسه تايهيونغ من التَدخل حينَما قيّدوه و تَركوه يُشاهد سُموه و هو يُحاول تَقبيلِها رُغمًا عَنها
" من انتِ حتى تَتدخلين في قراراتِ الرجال ، والدكِ يُريد لهذا الزواجِ ان يَحدُث ، لا تَنسي بفضلِ من هو اصبَح وزيرًا ، بِدوننا كان ليكون مُجرَد نكرَة يجوبُ الشوارِع " هَتف سُموه يُعاير مَن فاضَت بها مواجِعها
كُل شَئ و ألا يُعاير اَحد والِدها..!
هو نُقطتها الحَساسَة التي تُحولها لِشخصٍ اخر كُليًا
قامَت بِركله بِعُنفٍ فوق مِنطقته حتّى جَعلتهُ يتلوّى من الوَجع ثُمّ شمرّت ساعِديها مُتحدثَة بغضبٍ " لا تَنسى ان اُمي ابنَة من تَكون ..! و اياك و جَلب سيرَة ابي على لِسانَك ، انهُ اعظَم من انّ يلفظُ حروف اسمِه شَخص مِثلك "
" ابي وَصل الي قلب اُمي و منصبه بِجُهده و تَعبه ، لا اسمحُ لك بالحَديث عنهُ لانّ مسيرته لوحدِها تُشرفك و تُشرف عائلتك بأكمِلها هل فهمت ؟ " صَرخت به بانفعالٍ و هي تراهُ يتلوّى امامَها
" اُلكميه ، احسنتِ صُنعًا " سَمِعت صَوت حبيبها يُشجعها فادارَت رأسها تُطالعه ثُمّ ابتَسمت لهُ قَبل ان تُعيد التَحديق بِمن اعتَدل في وَقفته بعدما تجاوَز القليل من وَجعه ، رأتهُ يقترِبُ مِنها و في عُيونه نظراتٍ مُظلمَة
" انتِ تَعبثين بالنار ايڤا " هَمس لَها يَراها تبتسمُ بِخُبثٍ قبل ان تُجيبه " انا النارُ حدّ ذاتِها سُموّ الأمير "
انخَفض حتّى يَحمِل خِنجرهُ الذي سقط من خَصرِه بضربَة تايهيونغ لهُ و حينَما استَقام قام بالتَحديق بِها بهدوء " موقفك هذا سيُكلفكِ الكَثير ، تذكري ذلك جَيدًا "
لم يأذن لَها بالردِ عَليه اذ تجاوزها يُلملم كَرامته بِمُغادرتِه مع رِجاله الذين تَركوا تايهيونغ ، هَرول تِجاه حبيبتِه يرى تورّم عَينيها
بِمُجرَد ان غادَر سُموه حتّى انفَجرت باكيَة بعد ان كانَت لِتوها تُواجهه بِكُل قُوّة ، بَكت بشدّة و هي تُحدق في حَبيبها بِحرقَة " لا اُصدق ان أبي فَعل بي ذلك دون استشارتي ، كَيف يُوافق ، اين رأيي ؟ ايظنّ ان الزواج قَرار سهل؟ "
احتَضن تايهيونغ وَجنتيها يقومُ بازالَة دُموعِها برفقٍ اذ واساها بحديثه " ان تحدثتِ اليه و رَفضتِ حتمًا لن يَقبل بزواجكِ منهُ "
نَفت برأسِها و هي تشهقُ بحسرَة " لا يُمكنهُ الاخلاء بوعدِه للملِك ، قَد يعودُ الامر سَلبًا عليه في مسيرتِه ، عائلة اُمي مُظلمَة بشكلٍ مُخيف ، سيؤذونَه "
احتَضنت حَبيبها الذي راحَ يمسحُ على شعرِها بِلُطفٍ يَسمعها تَقولُ بِهُدوء " لا يوجَد إلا حلٍ واحِد ، سيجعلُ هذا الزواج يَفشل "
رَفعت عينيها السَوداء كيّ تُناظِر بُندقيتيّ تايهيونغ الذي قَطب حواجبهُ بعدمِ فَهم ، قامَت باحتضانِ وَجنتيه ثُمّ هَمست لهُ " دَعني اكُن لَك "
" م..ماذا ؟ " رَفع الاسمَر حواجِبه بعدمِ فهمٍ و عُيونه البُندقيَة تتأمل خاصَة انستِه السَوداء يسمعها تُضيف " عَليك أن ، تجعلني مُلكك ، انها الطريقَة المِثاليَة لِايقافِ هذا الزَواج تايهيونغ "
•••
استَمعت سويون الي القصَة التي رَوتها الاصغر سِنًا و عَقلُها مليئ بالتَشوش ، ان اقترَحت ايڤا تلك الفِكرَة الغيرُ منطقيَة ، كَيف وافق تايهيونغ عَليها..!
اَوليس هو الأنضَجُ و الأوعَى ..!
لِما يُوافق على اقتحامِ حُرمةِ فتاةٍ وصّاهُ اباها عليها..؟
كانَ غضبُ الكُبرى ناحيَة تايهيونغ مُضاعف عَن غضبِها من ايڤا
هي لازالَت صغيرَة و لابدّ ان عواطِفها لعبت دورًا كَبيرًا في تهورِها
لَكن حارِسُها واعٍ كِفايَة ليُعلمها الصَح من الخَطأ
بدل ان يُواجه الوَزير كَرجُلٍ يُريدُ ان يَنال وِصال ابنته
حَصل عَليها في الخَفاء دون عِلم احد كان
" كنتُ لحَدّ الصباحِ مُقتنعَة بما فَعلت ، لَكن ما ان اُصيب ابي و رأيتهُ بتلك الحالَة احسستُ بأنّي اجرمتُ في حَقه ، تَخيلتهُ يُلازم الفراش ان علِم ما فعلتهُ بسبب قَهره منّي ، اشعُر انّي اسوء ابنَة على وَجه الارض " نَطقت الصُغرى و الدُموع لا تَتوقفُ عن الانسكابِ من عَينيها المُتورمَة
لَم تستطِع سويون ان تلومَها اكثَر او ان تَقف ضِدها حتّى
هي اخطأت و ادرَكت غلطِها مُباشرَة
يَكفيها الشُعور بالذَنب الذي تَعيشهُ في الوَقتِ الراهِن
احتَضنت جَسد صديقتِها اليها تَمسحُ عَليها برفقٍ بالِغ
" هِشش ، لا تَبكي ارجوكِ ، سَنجدُ حلاً مناسبًا همم ؟ حينَما يستعيدُ الوزير صِحته أخبري تايهيونغ ان يَتقدم لكِ رسميًا ، كُل ما يَهم في الوقت الراهن ألا تُرافق فعلتكِ عواقب مُستقبليَة ، كالحملِ مثلاً "
تَنهدت الصُغرى و راحَت تُزيل دُموعها بصُغرى حينَما طُرق باب غُرفتها ، اذِنت للطارِق بالدُخول لِتُحدق بيونمي التي قالَت مُبتسمَة " عزيزتي ايڤا انا ساُقيمُ لديكم هذِه الفترَة للاهتِمام بوالدكِ قليلاً ، لا تُمانعين اليسَ كذلك ؟ "
قامَت ايڤا بالايماءِ ايجابًا بل رَحبت بها بابتِسامَة خافِتَة " بالطَبع خالتي ، اُقدر موقفكِ في الوقوفِ مع أبي ، شكرًا لكِ "
" ليس بَيننا عزيزتي ، انتِ تعرفين ان عِلاقتي بوالدكِ استثنائيَة ، بينَنا الكثيرُ من المواقف و الذِكريات الجَميلة " نَطقت يونمي و هي تبتسمُ بِلُطفٍ بينَما تُناظر وَجه سويون الشاحِب مِما سَمِعت
لا تُنكر ان خافِقها انتَفض بغيرَة مُفرطَة لِما سَمِعت لِلتَو
لَكن ما يَهمُها ، ان عِلاقتها بالوَزير جيدّة كِفايَة
هو لَن يُهملها حينما يَستيقظ لاجلِ هذه ابدًا
طَلبت ايڤا من الخَدم ان يُجهِزوا غُرفَة الضُيوف التي بِجانب جَناح الوَزير من اجلِ يونمي كيّ تُقيم بها و قلب صديقتِها يلتهِب من ذلك القُرب المُبالغ به
لَم تكُن تَسمحُ لها الاكبرُ سنًا بالاقتِراب منهُ بِحَجة انّهُ يحتاجُ الراحَة
اذ حينَما ارادَت ان تَدخُل الي جناحِه مَنعتها بِقولها الصارِم
" سويون تَوقفي عن الترددُ كَثيرًا الي هُنا ..! الم اُخبركِ قبل رُبع ساعَة انّه لازال على وَضعه ؟ انَهُ يحتاجُ الي الراحَة و انتِ تُزعجينَه "
احسّت الصُغرى بالاستِياء و هي تُحدق في وَجه الكُبرى التي نَظرت نحو جيكوب حينَما قال بِجُمود " لا احَد في هذا القصرِ يستطيعُ ان يَرفُض رَغبة لصبيَة الوَزير في غِيابه ..! فان كانَت تُريدُ رؤيته ، قُربها شفاء لهُ "
افسَح المَجال للصُغرى بالدُخول حَيثُ اشار لَها " اُدخلي و ابقي بِجانبه ، سيحتاجُكِ قُربه " ابتسَم لها بِلُطفٍ فبادلتهُ الابتسام بِسُرور
رَمقت يونمي التي تضغطُ على يَديها بِهُدوءٍ قَبل أن تَسير الي الداخِل ، حينَما ارادت الكُبرى اللحاق بِها اغلَق جيكوب الباب مُتحدثًا بِمُكر " الوزير يحتاجُ الي الراحَة "
" لكنك سَمحت لها بالدُخول ! " هَتفت يونمي بانزعاجٍ تَرى وَجه مُساعد الوَزير الجامِد و هو يُخبرِها بِهُدوء " هي راحَته "
اقتَربت سويون من جَسدِ جُيون المُمَددِ فَوق فِراشه ، لا يزالُ يُغمِضُ عَيناهُ يستريحُ من فوضَى العالم حَولهُ ، دَنت بِخُطواتٍ مُترددة ثُمّ استَقرت بِجانبه تسمعُ صَوت نَبضاتِ قلبه عَبر الجهازِ بجانب سَريره
وَجهه الشاحِب مع شِفاهه المُزرقَة ، كُل ذرَة مرضٍ تكتسحُ وسامَة مَلامحه تشنّ حربًا تنتهي بِخسارَة قلبِ الصُغرَى على سيطرَة الألَم
مَسكت بيدِه تَمسحُ بلطفِ على بُروزِ عُروقِه و ابتسامتِها المُؤلِمَة تَغزوا شِفاهها الكَرزيَة " لو كنتُ اعلَم انّك ان ذَهبت للصيدِ ستعودُ اليّ بهذا الشَكل ، لفضلّت البقاء بحضنك طيلَة اليَوم كما رَغِبت " هَمِست لهُ و قَد مَدت يدِها لتحسُس وَجنتهُ بِرفق ، التَمست اسفَل عُيونِه ثُمّ لاطَفت خُصيلاتِه
تُريدُه ان يَفتح عُيونِه كيّ تستمرُ بِعنادِه و رؤيَة انزعاجِه اللَطيف ذاك
انخَفضت حتى تَتكئ على صَدرِه السلَيم مُتحدثَة بحرقَة
" افتَح عيناك و قُم بسرقَة رزق زَوجي كما تَشاء ، انا مُوافقَة "
حينما اغمضت عُيونِها انزَلقت دُموعها لاغراقِ صَدرِه و تَبليل مَلابِسه ، كانَت تشعُر بِنبضاتِه الصاخِبَة تُسمع طبلَة اُذنيها لِتَتحدث بِحسرَة " لازلت تحظَى بِحُلمٍ رومنسيّ مَعها ..؟ هل انت سَعيد ؟ "
رَفعت رأسِها عنهُ تُبعد دُموعِها عن وَجنتيها ثُمّ تابَعت بغصّة " لا تَسمح لها ان تأخُذك منّا ، انت جُزء من عالِمنا ، ارجوك الحياةُ بِدونك مُعتمَة ، كَيف سمحت لنفسك ان تأخُذ كُل هذه المساحة منّي؟ انت استوليت على كُلّي في وقتٍ قصير ، اصبحتُ ارى الدُنيا من غَيرك جَحيم "
" صَحيح انك تأذيت بِسببي ، لكنّي اُريد ان اكون انانيَة و اتمسَك بِك ، رُغم انّك قد تتأذى مُجددًا ، لكنك قُلت ستُجيد تَدبر الامور ، اليسَ كذلك ؟ "
انتَظرت منهُ جوابًا ، كَفتحِ عيناهُ و التجاوبُ مَعها ، لكنهُ مُصِر على ابقاء اعيُنه تحت استعمارِ الاغماء ، تَنهدت بِقَهر ثُمّ ظَلت بِقُربه تُلاطفهُ و تُحادثهُ دون ان تَمِل ، تختلقُ مواضيعًا عِشوائيَة فقط كيّ تُشعره بِقُربها منهُ
بَعد نِصف ساعَة دَخل جيكوب رِفقَة الطَبيب لاجلِ فحصِ الدمِ للوَزير ، حالَما دَخلا حتّى استقامَت سويون من مكانِها تُراقب عمل الفَريق الطبيّ بصمت
سَمِعت جيكوب يسألهُ بهدوء " جُرحه ليسَ عميقًا ، لِما لم يستيقظ الي الان ؟ تًعتبر الرصاصَة خَدشتهُ فحسب ..! "
" المُشكلة ليسَت في الرصاصَة ، المُشكلة الكبيرَة في السُم الذي بِها لذلك يَحتاجُ وقتًا لاستعادَة وَعيه ، من المُحتملِ انّهُ قَد يصحوا بَعد ساعاتٍ قليلَة " فسّر الطَبيبُ الي مُساعد الوَزير الذي همهمَ مُتفهِمًا
نَظر الي سويون التي اقتَربت منهُ تطلُب مُحادثتهُ على انفراد
تَرك الطبيبُ يؤدي عَملهُ تَحت مُراقبَة الحَرسِ لهُ
لا أمان لايّ شخصٍ غريب يدخُل جناح الوَزير ، قد يكونُ مرسولاً لغيّة التَخلُص منه لِذلك كُل الاشخاص مُراقبين بِدقّة لِسلامةِ جُيون
نَظرت سويون في عينيّ جيكوب قَبل ان تُخاطبهُ قائِلَة " ماذا بِشأن مارك ؟ هل لن تُعاقبوه على فِعلته ؟ لابد ان يُسجن..! "
ناظَرها جيكوب بِهُدوءٍ ثُمّ قال بقلّة حيلَة " حاليًا لن نستطيع فعل شَئ دام الوَزير لم يتحدَث ، لا يُمكننا تَقديمُ بَلاغ لانّهُ سيصلُ الي المَملكَة ، الرَصاصة كانَت من سِلاح جُيون و اُستعملت خارِج الدولَة لذلك سيُعاقب مُباشرة ان علم جلالة الملِك "
قَرنت سويون حواجِبها بشدّة لِتُدير رأسها تُحدق في جَسد الوزير المُترامي فوق فِراشه " كيف الرَصاصة من سِلاحه ؟ " اعادَت النظر الي مُساعده الذي هزّ اكتافِه قَبل ان يردِف " لازلنا لا نَعلمُ حَقيقة ما حَدث بَعد ، نحنُ ننتظرهُ ان يَفتح عيناهُ و يُخبرنا ما جَرى "
قام بالطبطبةِ على ذِراع الصُغرى قبل ان يُتابع " كما سمعتِ الطبيب ، سيستيقظُ بعد قَليل لذلك جهزي لهُ بَعض الحَساء ، سيُحبه منكِ "
ابتَسمت الصُغرى بِلُطف ثُمّ اومأت برأسِها قَبل ان تُغادر الحُجرَة و تنزِل الي الطابق السُفليّ ، وَجدت ليلان تُجالس ايڤا بينَما تُخفف عَليها احزانِها
" لقد قال الطَبيب انّه سيستيقظُ بعد ساعاتٍ قليلَة ، سيكونُ بخير " قالَت سويون بابتِسامَة لطيفَة و هي تُبشّر البقيّة بخبرِ الطَبيب
ابتَهج وَجهُ ابنَة الوزير التي نَهضت لاحتضانِها بسعادَة في الوَقت الذي استَقامت فيه يونمي مُبتسمَة " ساعدُ لهُ حساء الدَجاج ، سيحتاجُ ان يَتغذى "
ابَعدت سويون ايڤا عَنها ثُمّ نَطقت بعدمِ رضَى " لا تُتعبي نفسكِ خالتي ، ساقومُ انا بِتَحضير حساء الخُضار لهُ "
طالَعتها يونمي بحاجبٍ مَرفوع ثُمّ قالَت " حساء الخُضار ؟ لما عزيزتي هل هو فَقير لا يملكُ اللحم ؟ عليه ان يَتغذى و يمّد نفسهُ بالبروتين "
قَطبت سويون حواجِبها بخفّة لِتنطِق موضحَة وجهَة نظرِها " كلاّ ، هو تَعرضُ الي تسمم اذ يحتاجُ ان يَتناول شئ خَفيف على مَعدته بعيدًا عن اللُحومِ بانواعها "
" هاتِ مصدر طبيّ يُؤكّد حقيقة كلامِك ؟ " نَبست الكُبرى بينَما تَضّم ذِراعيها الي صَدرِها تُخاطِب مَن اجابَت باندِفاع " انا اتبعُ احساسي ..! "
" احساسكِ ؟ هل انتِ مُتأكدة انكِ ستكونين طبيبة المُستقبل؟ راجعي نَفسكِ يا صغيرَة فالطبُ لا يسيرُ بالاحساس " سَخِرت يونمي و هي تَسيرُ نَحو المَطبخ اذ سَمِعت ايڤا تقولُ بعد رؤية حُزن صديقتِها " اعدّا كليكما الحَساء و الذي يَختارهُ ابي يتناولهُ ، لا داعي لهذا الشِجار "
اومأت سويون بابتِسامَة اذ ان وَقع الاختيارُ بينها و بَين تلك المَرأة
الوزيرُ حتمًا سيختارَها هي دَومًا . سَتتبعُ احساسِها
ذَهبت الي المَطبخ تَلبسُ مئزر الطَبخ ثُمّ بدأت تُعد الحَساء على طريقِتها المُميزَة ، كُلّ ما تَطبخهُ يكونُ لَذيذًا و السرّ في يَديها
اعدّت الحَساء كَما فعلت يونمي المِثل ثُمّ سَمعن انّ الوَزير قد فَتح اعيُنه اخيرًا ، تَركت سويون الاكل من يَديها و رَكضت الي الجَناحِ مع ايڤا بِسُرعَة
حالَما دَخلت حتّى وَجدتهُ يجلِس فوق فراشه يُسند ظَهرهُ على مَسندِ السَرير بينَما يُناظِر الفَراغ بِصَمت ، ابتَسمت بِوسعٍ و سَعادتها لم تُخفَى عن اعيُنه بِمُجرّد ان تقابَلت نَظراتهُما
رُغم انّ ايڤا من تسابقَ لِنبل انتِباهه ، لَكن سويون من خَطفت اهتمامه بِعُيونِها العَسلية المُبتهجَة و هي تَتفقدهُ بِحُب ، اخَفض بصرهُ الي صغيرتِه التي احاطَت وَجههُ ثُمّ انفجَرت تبكي بقوّة " كَ..كيف سم..سمحت لهُ ان يُصيبك يا ابي ؟ "
حَدقت في عينا والِدها الذي ابتَسم بِبُهوتٍ و المَرضُ واضِح في صَوتِه المُنهَك و هو يَقولُ مواسيًا " انا بِخَير يا اميرَة أبيك " مَسح بِرفقٍ على شعرِها يُهدأ من ارتِجافها ثُمّ طالَع يونمي التي قَدمت لهُ كأس الماء مُتحدثَة
" خُذ جيون ، بُل ريقك "
انتَشلهُ من بين يديها و حالَما حرّك ذراع كَتفه المُتصاوب تأوه بالمِ بالِغ ، رَكضت سويون لهُ بسرعَة تاخُذ الماء مِن يونمي مُتحدثَة " ساُشربك انا "
نَظرت في عينيّ الوَزير الذي طال صَمتهُ و هو يُناظِرها بِهُدوء بالِغ
قَربت الماء مِن فَمِه و ما ان واشَكت على وَضع حافة الكأسِ وِسط شفاهه حتّى قام بِخطفه منها بيدِه السليمَة يحتسيهِ بِمُفرده
كوّنت عُقدَة خَفيفة بَين حاجِبيها لَكنها لم تُعلق كَثيرًا ، سَمعت يونمي تُخبرها و هي تُبعدها عنهُ الي الخَلف " ابتعدي قليلاً ، انتِ تَخنقينَه بكلّ هذا القُرب "
تراجَعت الصُغرى الي الخَلف تُشابِك يديها امامَها بينَما تُطالِعهُ و هو يبتسمُ مع ابنتِه و صديقتهُ التي راحَت تتفقدُ جُرحَه و تَكشف عن صَدرِه
لِما لا يَبتسمُ مَعها هي..؟
لما لَم يشرب الماء مِن بَينِ يديها؟
ابتَلعت غِصتها و احسّت انّها تُبالغ في حَساسيتِها لا غَير
لِمَ عليها ان تَتحس من موقفٍ عاديّ ؟ ان شاركتهُ مع احدٍ سيسخرُ منها
كانت تَرى الاكبرُ سنًا و هي تُلامس صَدرهُ عن عمدٍ بحجة مُداواتِه و تفقد جُرحه و هو سارِح الذِهن بالكادِ يسمَع احاديثهم العِشوائيَة
جاء الخَدمُ بالحَساء
حساءُ الخُضار الذي اعدتهُ سويون و حَساءُ الدَجاج خاصَة يونمي
ابتَسمت ايڤا و هي تُحدق في الطَبقين الذان عُرضا على والِدها اذ قالَت " اُنظر ابي كم انت مَحظوظ ! قَد حدث جِدال بين خالتي حَول من تُعد لك الحَساء ، لكنّي اخبرتهُنّ ان يعددن الشوربة الخاصَة بِهنّ و انت سَتختار "
همهم الوَزير بينَما يُطالع الطَبقين امامَهُ بِهُدوء قبل ان ينطِق " ايّ طبقٍ هو لسويون ..؟ "
ابتَسمت سويون بِلُطفٍ حينَما جاء بِذكر اسمها و هي تُشاهِدهُ بينَما تقفُ في الزاويَة بعد ان ابَعدتها يونمي قَبل قليل
ناظرت عَيناهُ حينَما طالَعها ثُمّ عاود التَحديق بايڤا التي قالَت بوديّة " حساء الخُضار اعدّتهُ سويون ، و حساء الدجاج اعدّتهُ خالتي يونمي ، اي طبقٍ تختار ..؟ "
صَمت جُيون و هو يَتناوب بالنَظر بين الطَبقين ، انتَظرت سويون منهُ اختيار طَبقها بلهفَة لَكنها تجمَدت مكانِها حينَما قال و هو يُشير على الطبق الثاني " اُريد حَساء الدَجاج "
هل ذَلك سبب منطقيّ تَحزنُ منهُ..؟
انّهُ اختار الطَبق الذي اعدتهُ مرأة غيرُها..؟
لا تَعرفُ لِما تَحديدًا ، لَكنها احسَت نفسها و لأول مرّة انّها دَخيلة في بَيت جُيون ، كانَت تقفُ في الزاويَة تُراقِب دون ان يَنده عليها احد بالاقتِراب ، حتّى جُيون ، يَكتفي بالنظر اليها بينِ الحين و الأخَر بِصَمت
شدّت على اطرافِ فُستانها تنظُر الي جيكوب الذي دَخل الي الغُرفَة لتوه بعد ان كان مَع زوجتِه بالاسفَل ، رآها تقفُ في الرُكن لذلك اقتَرب منها مُستغربًا " لما تَقفين بِمُفردكِ ؟ اذهبي للجُلوسِ معه "
كانَت تُخفي دُموعها عَنهُ بِصُعوبَة ثُمً اخبَرتهُ و هي تبتسمُ بِتزييفٍ واضِح " لابأس ، دَعهُ مع عائلتِه ، سانزلُ للجُلوسِ مَع ليلان بالاسفَل "
تجاوَزتهُ للخُروجِ بَعد ان حَدقت في يونمي التي تُطعم جُيون مِن الحَساء ، كان ذلك المَشهد قاسٍِ عَليها كِفايَة حتى تَحتمِلهُ هي و قلبُها الصَغير
بِمُجرَد ان خَرجت حَتى ابَعد جُيون يونمي عَنهُ مُتحدثًا بِضيق " احتاجُ ان ابقَى بِمُفردي ، اتركوني رجاءًا "
استَغربت ايڤا انقلابُ حالهُ و مِزاجهُ السئ مُنذ ان فَتح اعيُنه
سألتهُ بحيرَة " ما الخَطب ابي ؟ مابِك مُتضايق ؟ "
تَلمَست حَرارتهُ لَكنه ابعَدها عَنهُ بلُطفٍ ثُمّ قال برجاء " احتاجُ وقتًا مع نَفسي ، رجاءًا " نَظر في عينيّ صغيرتِه التي مَلئت صدرُها بانفاسٍ مُتعبة ثُمّ زفرتها بهدوء مُهمهمَة
" عليك اكمال الطبق جي.. " قالَت يونمي و هي تُناظِر جُيون الذي قال بِهُدوءٍ قاتِل " انا لا أكُل الدَجاج "
تَعجبت الكُبرى مِنهُ و لم تستطِع سِوا ان تُجاري طلبهُ بالمُغادرَة مع البَقية ، حالَما خرَج الجَميع نَظر الوزير نَحو جيكوب مُتحدثًا " ناولني طبق الحساء الخاصِ بسويون "
حَملق فيه مُساعده بِعدم رِضَى و قبل ان يُناوله الطَبق نَهره بحدّة " لما تَركتها تقفُ في الزاويَة بدل ان تُجلِسُها بِقربك ؟ "
" كان المكان بجانبي مُمتلئًا " اجاب الوَزير بِهُدوء ثُمّ بدأ يَتناول من طَبق صبيتِه مُستمتعًا بِاعدادِ يديها " مُنذ متى المكانُ يكون ممتلئ بِحُضورها جُيون ؟ " سأل جيكوب مُتفاجِئًا و هو يَرى وَجه من رَفع عينيه نَحوه مُجيبًا بِسُكون غَريب " هي لَم تتزاحَم كيّ تحصُل على مَكانِها ..! "
" ما خَطبك ؟ هل انت مُتأكد ان الرَصاصة لم تُؤثر على عقلِك ؟ " نَبس جيكوب بانزعاجٍ من اقوالِ سيده الذي سَرح في جُرحه حينما التَمسهُ باصابِعه ببطئ مُتحدثًا بِشُرود " بل أثرَت على قَلبي ، كانَت بِجواره "
•••
حالَما نَزلت سويون الي الطابِق السُفليّ وَجدت ليلان تَتناول من الفواكِه المُجففة بينَما تتَصفحُ هاتفها ، جَلست بِقُربها و حالَما سقطت اعيُن الكُبرى الخَضراء عليها لاحَظت حُزنها المُندثر على مَلامِحها النَقية
استَغربت احمرار انفها و وَجنتيها رِفقَة عَينيها
كَمن تَكبُت دُموعِها بِصُعوبَة بالغَة
" حَبيبتي سويون هل انتِ بخير ؟ " سألتَها الكُبرى بَعد ان ناوَلتها بعضًا من تلك الفَواكه التي رَفضت الاصغرُ سنًا اخَذها ، اجابَت و هي تبتسمُ بِصعوبَة " لقد كنتُ متأثرَة بِرؤيتِه يتألم ، اعتدتُ ان اراهُ قويّ طيلَة الوَقت "
" لا اظنُ ان هذا السَبب ، هل ضايقتك تِلك السِحليَة ؟ هل اقتلها من اجلك ؟ " هَمست لها الكُبرى تَجعل من حواجب الصُغرى تنعقدُ باستِغراب " من هي السِحليَة ؟ "
" بالطَبع تلك التي تستمرُ بالالتِصاق بضرتي ! الا تَرينها كيف تُغير الوانِها ؟ مَعهُ تتصرَف كأرق اُنثى بالعالَم و مع البَقية تكونُ في قمّة الجَبروت و التسلُط " نَبست ليلان بينَما تبتسمُ بسُخريَة اذ حَشرت الفواكه بين شَفتيها تُراقب عينيّ سويون الحَزينَة
" اسمَعي ، اياكِ ان تَرينها خَصم قويّ ، انها كالحَطبة امامهُ منذ عشرون عامًا و لم يَلتفت لها حتّى ، لا تَخافي " رَبتت الاكبرُ على كَتف الصُغرى تُواسيها حيثُ ابتسمت سويون بِرفقٍ قائِلَة " لما سأخاف..؟ ما عِلاقتي انا "
" اصمتِ ، انا اُميز العُيون المُحبَة عن دونِها " غَمزت ليلان لَها بينَما تبتسمُ بِلُطفٍ ثُمّ تابَعت " منذ ان عُدتم من لُندن و جيكوب يُحادثني عَنك كثيرًا ، يقول انكِ تُذكريه بضرتي حينَما كان بِعُمرك ، انهُ يستلطفكِ حقًا "
حاوَلت ان تُغير الموضوع كيّ تُخفف قليلاً من حُزن مَن ابتَسمت برفقٍ ثُمّ اومأت لَها تَسمعها تُتابع " هل تُريدين ان اخذكِ مَعي لتجهيز غُرفة ابني جونغكوك ؟ سنستمتعُ معًا ، هه دام ضرتي يستمرُ باخذ اهتمامِ زوجي فليس لي احَد يُشاركني بهذه التفاصيل "
" اين امكِ ؟ " سألتها الصُغرى باهتِمام تَرى الحُزن يُخيّم على مَلامح مَن طالَعت الفَراغ بِقهَر " انتَحرت حينَما قتل جيكوب أبي ، لم تحتمِل ان يموت حُب عُمرها رُغم انّه طيلَة حياتها يخونَها و يُعذبها "
ابتَسمت سويون بِحُزن ثُمّ قامَت بالتَربيت عليها تُوافِقها الرأي " حسنًا لا مانِع لديّ بِمُرافقتكِ ، اخبريني مَتى تُريدين و سارَى جدولي في الجامِعَة "
تبسّم وَجه ليلان التي حَركت رأسِها ايجابًا ثُمّ نَظرت الي جُيون الذي نَزل من الدرَج رِفقة زوجِها ، استَغربت من وقوفِه رُغم اصابتِه القريبَة
" لا اُصدق ، انهُ كالقِط بسبع ارواح " تمتمَت بِسُخريَة ثُمّ ادارَت عُيونها للنحوِ الاخَر تُكمل مُتابعَة برنامجها التلفزيونيّ ، استَقامت سويون من مكانِها تُراقبه و هو يسيرُ نَحوهنّ " لِما وَقفت ؟ هل انت بِخَير ؟ "
سالتهُ بعد ان اقتَربت منهُ تَجِده يُهمهم بهدوءٍ قبل ان يَتجاوزها و يسيرُ للجُلوسِ فوق الاريكَة مُقابل الحَديقَة ، حَدقت الصُغرى في جيكوب مُتحدثَة " لما سَمحت لهُ بالوقوف ؟ انّه مَريض ..! "
" انتِ لا تَعرفينه حينما يُعاند على شَئ ما ، قال انّهُ يريد يجلِس امام الحَديقة و لم استطِع ان ارفُض " تَكلّم الاكبرُ سنًا بينَما يهزُ اكتافهُ بقلَة حيلَة
تَخطتهُ الصُغرى التي دَنت مِن الوَزير تقفُ امامَهُ قبل ان تَسألهُ بِلُطف " هل تحتاجُ شئ ما ..؟ هل اُعد لك القهوَة التي تُحب ؟ "
حَدقت في عَيناهُ السَوداء اذ سُرعان ما رأتهُ يغضَب مِنها قبل ان يُخاطِبها بانزعاجٍ مُتحدثًا " قَهوة ؟ هل يشربُ المَريض عند صَحوته الكافين! "
" اسمعُ انها تُساعد المَريض على استدراكِ مرضه " قالَت بينَما تضغطُ على أصابِعها بِتوتُر تُطالع تَجهّم وَجهه و هو يُديره للنحوِ الاخر بعيدًا عَنها " انا طلبتُ بِكُل رجاء انّي اُريد البقاء بِمُفردي ، لما تُزعجيني ؟ "
" ه..هل انا مَصدرُ ازعاج ؟ " اشارَت على نَفسها بعدمِ تَصديق ، هي لَم تعتَد على مُعاملَة كَهذِه منهُ ، لطالَما اعتاد ان يُقدَس اقلّ اللحظاتِ مَعها
كانَت ترى نَفسُها مِحور الكَون بِقُربه
مالذي تَغير ..!
حَبست وَجعها بداخِلها كَونهُ تجاهَلها و لم يَرُد على سُؤالِها حتّى ، نَظرت نَحو جيكوب الذي انزَعج من تَصرفه و تَحدث اليه قائِلاً " جي.. "
" قُلت و اللعنة السابعَة انّي لا اُريد ازعاج! ألا تَفهمون جميعكم ؟ " صَرخ الوَزير بِغَضبٍ حتّى بَرزت عُروقه ، انتَفضت سويون من صَوتِه و لشدّة ذُعرها منهُ هَربت الي غُرفتِها بسُرعَة
" اخفِض صَوتك ! الهي لقد ارعَبت الفتاة " تَحدثت ليلان بانزعاج من خَلفه قبل ان تُشاهده و هو يَستقيم لِمُغادرَة المَجلِس
تَتبعهُ جيكوب بِعَيناهُ باستغراب ثُمّ ناظر زوجتهُ التي سألتهُ " مابه هذا ؟ كنتُ قبل قليل مُغرمَة بطريقَة مُعاملته للفتاة بِسبب حِكاياتك ، ها انا ذا اراهُ يصرُخ عَليها ..! "
" لا اعلمُ مابه ، لابدّ ان هنالك شئ ما حَدث معهُ في الرحلَة ، هو يستحيل ان يَتغير بِمُفرده ، خُصوصًا عَلى سويون " نَطق جيكوب مُندهِشًا اذ تلك المرّة الاولى التي يَرفع فيها الوَزير صَوته عَليه
هو يَحترِمه جدًا و يَحترم كَونهُ يكبُره سِنًا
لِذلك لم يَجرؤ مِن قبل ان يَرفع صَوتهُ و لو عن طريقِ المُزاح
•••
تَجاوزت الساعَة الواحِدَة لَيلاً و سويون لم تستطِع الخُلود الي النَوم بِسبب تفكيرِها المُفرَط
رُبما جُيون تَغيّر مَعها لانّه علم ان مارك قَد يُنهي حياتِه بِسببها..!
هو قَد يفعلُ ذلك عمدًا كي تُغادر بيتهُ و تَتركهُ و شأنه
او لابدّ انها من تُفكر بافراطٍ و تأخُذ الامور بِحساسيَة زائِدَة
رُبما هو مَريض حقًا و يحتاجُ فترةٍ من الراحَة
اليسَ كَذلك؟
هي تَتمنى
كانَت تودّ ان تُحادِثهُ ، لِذلك صَعدت اليه بَعد ان خَلد الجميعُ الي النَوم ، علِمت انّهُ لازال مُستيقظًا فلتوها سمعت صوت خُطواتِه على الدَرج
طَرقت باب جَناحه فسمِعت صَوتهُ يأذنُ لها بالدُخول
حينَما دَخلت حُجرته رأتهُ يُزيل قَميصهُ بِحرص
كانَت مَلامحُ الألَم تكتسحُ وَجهه بِفعل تَحريكه الي كَتفه المُصاب
لَكن حالَما أن رآها حتّى عاد الي سُكونِه
اقتَربت منهُ تطمئنُ عليه قائِلَة " هل انت بِخَير ؟ "
رُبما هو ينفعلُ بِحُضور البقيّة كيّ لا يُشعر اَحد بِمشاعِرهما
لَكنهُ سيعودُ رَقيقًا بِمفردهما ، سيَفعل صَحيح ..؟
نَظرت بداخِل عَيناهُ تَجدهُ مُتجهّم الوَجهِ و هو ينطِق " الم تريّ الساعَة قبل ان تَصعدي ؟ انها الواحدَة ليلاً سويون "
" لم اراها ، جئتُ كي احاد.. " قاطَع كَلامِها بحدّة لَم تَعهدها منهُ حينَما قال بِصرامَة " الحَديثُ لهُ وَقتهُ ، امّا الان فهو موعدُ النوم ، حَضرتكِ لديكِ جامعة بالصباح و ارى انكِ تُهملين دُروسك مؤخرًا "
قامَت بالضغطِ على أصابِعها بعدمِ تَصديق
اهذا وزيرُها؟ الذي يُحاسبها على صُعودها لهُ..؟
هل يُحاسبها لانّها ارادَت رؤيتِه..؟
كَيف..! و لِما ؟
تحجرّت الحُروفُ في حَلقها و بالكادِ تَمكنت من اجابتِه بِصعوبَة " ه..هو ، لابدّ اني تجاوزتُ حُدودي ، اعتذِر " اخَفضت رأسِها فسمعتهُ يُهمهم و هو يَسيرُ نَحو مَكتبِه
ايوافقُ على انّها تجاوَزت حُدودها..؟
منذ مَتى هُنالك حُدود بينهُما؟
" سارحَل ، و لن اصعَد الي جَناحك مُجددًا " قالَت بِغَيضٍ ثُمّ استدارَت حتّى تُغادر ، بمجرّد ان وَصلت الي الباب سَمِعتهُ يقول " سيكونُ ذلك جيّد ، لانهُ من غير اللائِق ان تَصعد فتاة مَخطوبة الي جَناح رجلٍ مُنتصف الليل "
تَوقفت عن المَشي و الصَدمة تحتلّ كيانِها بأكملِه ، عَجِزت عن التَحدّث و التَفت نحوهُ متحدثَة " م..مخطوبة ؟ "
وَجدتهُ يُناظرِها بينَما يومِئ " الم تُعطي مُوافقتك الي جيمين بَعد ؟ قلتِ ان كَلامهُ اقنعكِ بالفعل ! "
" ل..لكن ، انت قُلت انك ستجدُ حَلاً ، قُلت انّ خُطوبتي منهُ قرار خاطئ ! " تَحدثت بينَما تُمسِك اطرافِ فُستانِها بينَما تُشاهد وَجهه و هو يُطيل التَفكير
اجابَها بعد حينٍ و هو يَقولُ بهدوء " انتِ قُلتِ ان حلّكِ المثاليّ هو الزواج ، اليسَ كَذلك ؟ ، في هذه الحالَة ، ماهو الحَلّ بيدي انا ؟ "
استَقام من كُرسيه ثُمّ سار ناحيتِها بِخُطواتٍ بطيئَة و هو يَقرأ الصَدمة على وَجه صبيتِه التي بالكادِ تحتفظُ بِدموعها بعيدًا عن انظارِه
سَمِعتهُ ينطقُ بما كَسر قلبُها مئَة قِطعَة
" و انا للاسف لن استطيعُ الزَواج منكِ
حلفتُ ألا تُكتَب على اسمي امرأة دونَها "
الم يَكُن كَلامهُ ، قاسيًا على قلبٍ في بِداياتِ الحُبِ كَقلبِها ..؟
•••
6202 ✅
احم ، فصل حيخليكم تكرهون جُيون
ادري ، الكل حاقد عليه و ياسرعة تقلبكم انتم
فجاة تحبون شخص و بين ليلة و ضحاها تكرهونه
عمومًا ، انتم تعرفون شخصية الوزير و طبعه بدون لا اعرفكم
و اكيد ، تصرفاته و تغيره مش من فراغ
تتوقعون شنو السبب يلي خلاه يصير كذا..؟
و سويون شنو حيكون موقفها بعد كلامه الجارح..؟
هو فعلا ماقصر في انه يجرحها
موقفها لما رفض يشرب منها و اختار طبق يونمي
تعتبرونه مبالغة لما زعلت؟
انا كانسانة حساسة ، كنت ممكن اكسر الصحن فوق راسه
بس فعلاً ، حسيت ساعتها بشعورها
انها مجرد انسانة ملهاش علاقة بالعيلة دي
ممكن هذا الموقف خلاني ازعل منه اكثر من كلامه بنهاية الفصل
المُهم ، انا انتقمت منكم بفصل زي كذا 😈
شنو شعوركم و انتم حزينين؟
هو في كاتبة تحط راسها من راس قراءها زيي؟ 😂
معتقدش والله
بس والله احبكم ♥️
خليتوني اضحك ضحك ماضحكته من سنين ع المنصة
احب حماسكم و تفاعلكم ، يزيد يحمسني اكثَر و اكثر
فين تلاقون كاتبة فرفوشة زيي؟ 👀
عمومًا ، توقعاتكم للفصول القادمَة هُنا ..؟
انا عارفة ان كلكم حابين تشوفوا مقاطع لسويون مع جيمين حتى تكسروا قلب الوزير بعد ما كلكم كنتم تشتمون جيمين 😂
اكثر جزئية حبيتوها في الفصل..؟
الشُروط لهذا الفصل عزيزي القارئ هي 🙂
4600 تصويت
6000 تعليق
فصل جَديد ✅
وروني قوة جيشكم الحقيقيَة
الحكومة تُشاهد 💅🏻
التعليقات بالنقاط و الاحرف و الايموجيات غير مقبولة
سيحظر صاحبها فورًا :) ♥️
اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️
.
.
.
كيف يطاوعه قلبه يقسى على بنتي؟ 💔
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top