Husband | 18

Husband || زَوج

اهلاً بِكم في الجُزء الثامن عشر ♥️🫶🏻

لنبدأ

•••

قَـــبـــل خَـــمـــس سَــــنــــوات

تَسيرُ سويون وِسَط اشجارِ احدَى غابات النِرويج ، كانَت بِجوارها اُختها الصُغرى التي تَعدت العشر سنوات بعامٍ فقَط

كانَت سويون في عامِها الخامِس عَشر إذ مُنذ اشهرٍ فقط جهّز زوج اُمها جواز سفرٍ لَها و قَرر أن يُسافر بِهم للمرَةِ الأولَى للانضِمام الي الرحلَة السنويَة التي يُقيمها رفقة اصدقاءِه

كانت تُمسك بيد اُختها بَعد ان تناولت الطَعام لِتوها مع البقيَة ، ارادَت التِجوال قليلاً ريثُما يأتي موعِد النَوم و حالَما تجاوَزت بِضع امتارٍ عن البَيت لَمحت ذلك الشاب الذي يَكبُرها بعامٍ يُلاحقها

نَده عَليها و حينَما التفت نَحوهُ نَظر في عينيها العسلية يُخاطبها بِوديّة

- لما تَسيرين بمفردكِ ؟

كان لِتوه قد دَخل الثانويَة ، شاب في مُقتبل العُمرِ مُتحمِس لانشاء عِلاقات الحُب العابِرَة اذ كانَت سويون اقرَبُ وِجهَة لذلك ، صغيرَة يافعة تمتلكُ وجهًا جَميلاً مَع صوتٍ ناعم سيُطربه طيلة الوَقت

- انا اسيرُ مع اختي

رَفعت يدِها المُتشابكَة مع شقيقتِها ثُمّ ابتسَمت بِقلقٍ لِوجودِ شابٍ حولها ، تخافُ ان رآها زوجُ انها اذ سَتكونُ العواقِب وخيمَة بِلا شَك

انذَرها ألا تَقترِب من جيمين او تُحاول التودد اليه
لانّهُ آن ذاك سيُذيقُها المَرار دون وُجود طريقَة لِلفرار

طلب الانضِمام اليها و هي لَم تستطِع الرَفض خَجلاً مِنهُ فهي لم تَرى منهُ شيئًا سيئًا ، واصلا المَسير حتى بُلوغِ بُحيرَةٍ انزَلقت بها قَدمها اذ واشَكت على الغَرق لولا تدخُل جيمين و مُساعدته لها

تَبلل كُل جَسدُها و ظَلت تتمسَكُ بِه قويًا حتى يُخرِجُها لكنهُ و بِكُل طيشٍ اراد ان يَتلمس حُرمتِها و يَستولي على مِساحتها ، اراد ان يُقبلها لَكنها اسرَعت بِصده و الصُراخ عَليه بِغَضب

حينَما ارادَت الهرب مع اُختها اسرَع بامساكِها من قَدمِها حتى سَقطت على الارض و طَلب مُواعدتِها بعدما اعتلاها

لَكن بعد ماذا..؟
بَعد ان رَغِب في اخذ مُراده بالتَحرُش..!

ضَربتهُ في مَكانٍ حَساسٍ جَعلهُ يتلوى من الأمل ثُمّ وَبختهُ و هي ترتجِف

- ابقى بعيدًا عنّي ..! و اياك ان تُحاول الاقتراب منّي
انت لا تعرِف ماقد يَحدُث لي بسببك الان

صَرخت بِه قَبل ان تَهرُب مَع اُختها التي بلا شَك رَوت كُل ما حَدث الي والِدها و اخبرتهُ بالحرفِ الواحِد ان سويون حاوَلت اغواء الشاب الصَغير..!

هي كَذِبت و لَفقت تُهمَة الي اُختها الكُبرى التي سَجنت نَفسها في غُرفتِها بينَما ترتعِد من الخَوف ، مارك حتمًا لَن يتساهَل معها ، سيقتُلها او قَد يتعدى عَليها..!

اتكَئت على بابِ الغُرفَة تَستمِع الي حَديث مارك الغاضِب مَع صديقتِه يُوبِخها بانفعالٍ مُتحدِثًا

- كيف لا تُخبريني ان جُيون قادِم..؟
الم يَقُل ان ابنته مريضة و تعذّر على المجيئ؟
اللعنة قد جئتُ بيونسون و ابنتِها ، سيراهُم بلا شَك

وَضعت الصُغرى يَدها فوق قلبِها الصاخِب و هو يُنصِت الي حُطام البَيت الناشئ من غَضب زَوج اُمها ، سيأتي الدورُ عليها هي كَذلك

سيُحطمها كما حَطم الأثاث كُليًا
سيكسرُها و لَن يُبالي بِمشاعِرها و لا بِصُغرِ سِنها

استَمعت الي صوتِ خُطواتِه تقترِبُ من غُرفتِها
حاولت الاختِباء ، ارادت ان تتلاشَى لَكن بِلا جَدوى

نال مِنها و امسَك بِها يُريها احتِرافياتِه في تَعذيب ضَحاياهُ بِعُنفٍ بالِغ ، لم يَهتم لِوجهها الذي اصبَح دامِيًا كَقلبِها ، لم يأبِه البتّة لجسدِها الذي ينتفضُ من هَولِ الوَجع و لا حتّى لِصوتِها حينَما كاد ان يخترقُ الصَخرِ لِعُلوه

كان مُطمئنًا ان الغُرفَة بها عازل للصوت
لَكنهُ لم يكن يَعرِف عَن الشاب الصغير المُختبئ في حمامِ الغُرفَة

بعد ان تَسلل خِفيَة حتّى يَعتذر مِن الصُغرى على تَسرُعه و تَهورِه ، اخَذ صَدمة عُمرِه و هو يَراها تتعذّبُ امامَهُ بِكُل تلك الوَحشية دون مَقدرة منهُ على التَدخُل

كان صغيرًا عاجِزًا عن حِمايتِها ، ذَلك المَشهد المُهيب الذي يَراهُ جَعلهُ في صِراعٍ لا هُدنَة لهُ ، يستمعُ الي صَوتِها و هي تتوسَلهُ ان يَرحمها

لَكنهُ كان يُردد كَلِماته القَذِرَة على مَسامِعها البريئَة
يُخبرها انّها مُلكه و ما مِن رَجُلٍ غَيره أحقُ بِها و بِجسدِها

هي خُلقت من اجلِه ، و سَتكونُ لهُ و ان اضطّر ان يَحرق العالَم بأسرِه
كانَت تلك الحَقيقة المُرّة التي تخترقُ اُذنيّ مَن غرقت بدماءِ جسدِها المُشوَه

شَوههُ بأكملِه ، كيّ لا يَنظُر لهُ رَجُل دونَه
كُل مابِها اصبَح يُستحال النَظرُ اليه
و ان طالهُ اي رَجُلٍ سينفُر

تلك غايتهُ التي نالَها من صغيرَة بِلا حَولٍ و لا قُوّة مِثلها
تَركها مَرميَة وسط دماءِها و غادَر لاستِقبالِ جُيون بالخارِج

جاء لِتوه مَع ابنتِه الصُغرَى يودّ ان يُخفِف عَن نَفسه متاعِب العَمل قليلاً ، اغتَسل الاكبرُ سنًا يُبعد عنهُ دماء ضَحيتِه التي تَركها خَلفهُ جَسدًا بِدون روح

لا تَستطيعُ تَحريك انشٍ واحِد من جَسِمها حتّى
كُلَما اراد عُضوٍ ان يستمّد القوَة من أخيه
وَجد الثاني يأن اكثرُ مِنهُ

لَم تجِد من يُواسيها ، حتّى اُمها نائِمَة في غُرفتها بعد ان خَدرها مارك كيّ لا تُفصح عن وجودِها لِجُيون فيُكشفُ امرُه هو و صديقتِه

مَجيئهُ كان مُفاجِئًا ، رُغم رَفضه بالانضِمام سابِقًا
لَكنهُ عند اخرِ لحظَةٍ قَرر أن يُشارِك بعد الحاحٍ من طِفلته الصَغيرة

انهَمرت دُموعها التي توَسلت الخالِق ان تَجف من جُحورِها
تلك المُلوحَة تُؤلم جُروح وَجهِها و تَزيدُ مقدار ألمِها اكثَر
حتّى المواساة الغريزيَة اصبَحت مُستحيلة..!

عادَت يُواسي المرءُ نفسهُ بالبُكاء
لَكنهُ اصبَح مَحط ألمٍ لِمن اجهَشت تَبكي بأقوَى ما تَملِك
لعلّ صَوتُها العالي يُشتتُ انتباه مشاعِرها عَن الوَجع الماكِث بِها

لعلّ احساسُها يَنسجم مع نَبرتها العاليَة في النَحيب
و يَتناسَى ، انّهُ ما مِن مرءٍ يُداوي جراحِها ، حتّى الطَبيب
و استظلُّ وِسط قُعرِ جَحيمه..؟ حتّى المَشيب..!

احسَت بِحركة من حولِها اذ بِمُجرَد ان نَقلت عَينيها لِزاويَة الغُرفَة وَجدت جَسد ذلك الشاب الذي بِسببه هي طريحَة الفِراش مَقتولَةِ الروحِ و الخاطِر

لَم تستطِع حتّى ان تعقد حواجِبها تُظهر تعابيرًا غاضبَة
لَم تعُد تمتلكُ مَلامح للتَعبير حتّى..!

هَرع جيمين اليها بِسُرعَة اذ قام بمُساعدتها على الجُلوس
كُلما لَمس جُزء بها سَمع صَوت أنينها العالٍ يدلُّ على وَجعها الشَديد

تأسف و الدُموع تُغرق وَجهه ، كُل الذَنبِ كان ذَنبهُ
لم يَكُن يعرِف ان صديق اُمه بِكُل هذه البشاعَة..!
كَيف لهُ ان يَطمع بطفلة صغيرَة كمِثلها؟

- ان..انا اسف ، سامح..سامحيني ارجوكِ
ساقومُ بمساعدتكِ على الهَرب ، اُهربي قبل ان يَعود

هَمس لَها بِصوتٍ مُرتجِف و هو يُحاول ان يوقِفها على اقدامِها بِصُعوبَة ، تَمسكت بِه و راحَت تنظُر بداخل عَينيه بألم

- ان..انت الس..السبب

هَمِست لهُ ما جَعلهُ يبتلعُ ريقهُ بغصَّة
تأسف مُعتذِرًا بِقوله

- ان..انا اسف ، سامحيني ارجوكِ

قام بِمُساعدتها على الهُروبِ من النافِذَة التي فَتحها من اجلِها حينما اطمئن ان الجَميع بالداخِل ، انزَلها برفقٍ ثُمّ سَمع كِليهما صَوت مارك من داخِل الحُجرَة

فرّ جيمين هارِبًا فلا رَغبة لهُ بمواجهَة صديق اُمه بتاتًا
اذ بَقت سويون تنظُر حَولها بِخَوف

لم تَجد سِوا طريق الغابَة الذي راحَت تجري نَحوهُ تُقاوم وَجعها بِصُعوبَة بالغَة ، لا حَلّ لها سوا الهُروب و النفاذُ بِجلدها الدامي ذاك

تَركُض كما لو انّ حياتها اعتَمدت على ذَلك
تَجري و صوتُ بكاءِها يملئُ الجِوار
هي تتألم و بَدل ان تتلقَى العِلاج مُضطرَة ان تُعافر لاخرِ نَفسٍ لديها

لازالَت صغيرَة حتّى تَتذوق كُل ذلك العَذاب..!

كُلما رَكضت كُلما اتضَح لها هيئَةُ رَجُلٍ يحملُ بُندقيَة ، سَمِعت صوت زوج اُمها يَصرُخ من خَلفها قائِلاً

- جُيون امسِكها ، قيّدها ، اياك و ان تَهرُب

كان الرَجُل الثلاثينيّ مُتفاجِئًا حينَما ظَهرتُ له هيئَة تلك الفتاةُ اليافعَة و الدماءُ تُغطي كامِل جَسدُها المُهلك بأسرِه

لَم يستطِع ان يرى مَلامِحها بتاتًا ، كُل مابِها مُشوَه
وَجهها بالكادِ يحملُ مَلامحٍ تَخصُ انسانَة بشريَة..!

تَجمَدت اطرافهُ و لَم يستطِع ان يُقبل على فعلٍ مُعيَن
يراها تَركُض نَحوهُ و صديقه يُلاحقها اذ صَرخ به

- اخبرتك امسكها ، هذه مُجرمَة هاربَة من العدالَة

سارَع الرَجُل برمي البُندقيَة ارضًا اذ رَكض نَحو الفتاة الصغيرَة يُمسك بِها جيدًا حتى قام بِتقييدِها بَين قبضتَيه ، حَدقت في عينيه و الدُموع تَغسلُ جزءًا من دماءِ وَجهِها المُتورِم

هَمستُ لهُ بِضعفٍ تترجاهُ بقلّة حيلَة

- ا..ارجوك

لم تَكُن تستطيعُ رؤيَة وَجهِه بِوضوح ، لَكنها احسّت بقبضتاهُ تُحكم الشَدّ على مِعصمَيها ، يُقيدُها بقوتِه التي غَلبت ضِعفها بِمراحل

يشعُر بارتجافِها و قَلبهً يُخبره بوجودِ شَئ خاطِئ
لَكن صديقهُ بَلغ موقعهُ قَبل إن يستَفتي عاطِفتهُ و يتوصَل الي اجابَة تتماشَى مَع منطِقه ، اسرَع مارك باخذِها مِنهُ و بِمُجرَد ان امسَكها حتّى وَقعت مُغمًا عليها بين ذِراعَيه

جُيون ، سَلمها بِيديه الي اسوءِ كوابيسِها
رَماها وِسط قُعرِ الجَحيم دون عِلمه..!

كانَت تلك المُبادرَة كَفيلَة بِجعلها تَحقدُ عَليه طيلَة السنوات التي مَرت ، لانّهُ و رُغم انّها تَرجتهُ و تَوسلته ، بِكُل ذلك الضُعف لَم يشئ ان يُقدم العَون لِطفلَةٍ مَقسومَة الظهرِ كَمِثلها ، بَل قَدمها هي قُربان الي صديقِه الذي لَم يَرحم صُغر سِنها ، بل واصَل مكائِدَهُ عَليها دون ان يَرِفُ لهُ جُفن واحِد..!

•••

عَـــودَة الِـــي الـــحــــاضِـــر

فَتحت عَينيها العَسلية لِمُشاهدَة سَقفِ الحُجرَة في ذلك البَيت الجَبليّ الذي تَقطُن به مع بَقية زُملاءها بالرِحلَة ، كان كابوسًا اضافيًا لِتلك الليلَة التي فقدَت بها جُزء كَبير مِنها و تَركتهُ مدفونًا هُناك بالنرويج

كان العَرقُ يُبلل شَعرُها و اللُهاث يَحجزُ نَفسها كُليًا حتَى راحَت تستقيمُ بسرعَة لفتحِ النوافِذ و اخَذ ما تحتاجهُ من الاكسجين

لعلّ ذلك الاختِناقُ يتلاشَى

لا تودُّ ان تَذرف دمعَة اضافيَة على ذَلِك اليَوم السَئ
هي بَكت و فَرغت مَخزون دُموع عُمرها عَليه

جَففت اطراف عُيونِها ثُمّ لَملمَت خُصيلات شَعرِها تُغادِر الحُجرَة حتى تتجه الي المَطبخ تُعد شاي بالاعشاب حتّى تُهدأ من اعصابِها المُهتاجَة

حالَما وطئت اقدامِها ارضيَة المَطبخ لَمحت جَسد الوَزير جالِس خارِج البيت من النوافِذ بينَما يَحتسي من الكُحول ، التَزمت الصَمت كُليًا و هي تُراقِبه يَشربُ الخَمر بِشراهَة حتّى اصبَح كُل مابِه مُغَيب

رأتهُ يُسند رأسَهُ على الاريكَة وراءَهُ اذ همّ بِفتح اقفالِ قَميصِه الاولَى بِعشوائيَة ، الساعَة تتجاوزُ الثالثَة فجرًا ، لِما هو مُستيقط بِمثل هذا الوَقت..؟

أعَدت لِنفسها كوب الاعشابِ الخاص بها ثُمّ انضمَت للجُلوسِ بجانبه تُحدِق بِوجهه المُحمَرِ بفعل الخَمر ، اَحتست من مشروبِها ثُمّ سألتهُ قائِلَة " لما لازلت مُستيقظ..؟ ليسَت من عوائدك ان تُسرف في الشُرب! "

نَظرت بداخِل عيناهُ السَوداء و هو يُطالِعُها بِحَذر ، كانَ مَجلِسهُ مُعتمًا ، لَكنها اضاءتهُ دون مَجهودٍ بِحُضورِها ، تَشّع كَما لو انّ النور يستمدُ طاقتهُ مِنها

ابتَسم دون شُعورٍ و قَلبهُ النابِض يَتألم
امسَك بيدِها يَتذكرُ كَيف تشابكَت اصابعها الناعمَة بِخاصَة جيمين
اوليسَ ذلك القرار المُتخَذ قاسٍ بِحَق رَجُلٍ مِثله..؟

انهُ كَمثلِ حُكمِ الاعدامِ لمرءٍ يخافُ ان يُمسِك السِلاح حتّى
هو يخشَى الحُب ، اذًا لِما في قانونِه اُعدم بِه..؟

" هل تَظنين ان قَرار زواجكِ منهُ صائِب ؟ " سأل بِصوتٍ خامِل يَتناسب مع ثَمالته ، كانَت تُشاهِدهُ و هو يَنظُر اليها بِحرقَة قلبٍ واضحَة

لَكِنها كَذلك كَمِثله ، تتألم اكثرُ مِنه حتّى..!

" اتظُن ان قرار الزواجِ منهُ ليس صائِب..؟ " سألتهُ بِدورها و لَم تشئ أن تُبعد يَدِها عَنهُ يَدِه ، تَركت جُزء منها في حَوزتِه تَشعُر بِلمساته التي تُشعرها بالآمان بَدل النُفور ، يَعرِفُ كَيف يَجعلها تطمئنُ جيدًا بِجواره

" انتِ لازلتِ صغيرَة على الزواج ، لازلتِ طِفلَة " هَمِس لَها يُحاول اقناعِها و الغصّة تَعبثُ بِصَدرِه كَما تشاء ، جرحَت به الكَثير و هو صامِت يُشاهد عَينيّ صبيتِه العَسلية و هي تبتسمُ بِمرارَة " انت لو تَعرف ما عاشتهُ هذه الطِفلَة "

ارتَعد صَوتُها حتى واشَكت على البُكاء ، كُل تلك الذكرياتِ المريرَة تترددُ الي ذِهنها فَتجعلُ اطرافها تُعيد الارتجاف مَع عودَةُ كُل مشهدٍ مُؤلِم

" لو تَعرِف فَقط ما خاضتهُ من مَعارك ، ما كنت يَومًا لِتقول عَنها طِفلَة " هَمست لهُ بِحرقة و دُموعها تعودُ لاحتِضان جُفونِها

قامَت بامساكِ يَده تتشبّثُ بِها قويًا قَبل ان تُكمِل " هي ام تَرى يَومًا سعيدًا قَط ، إلا بِقُربك ، هي عَرِفت مَعنى الحياة المُستقرَة فقط بِجانبك "

صَغر المسافَة بينهُما اكثَر حتّى واشَك على احتِضانِها ، لَكنهُ عانق وَجهها الصغيرُ بين اصابِعه يهمسُ لها بِمرارَة " اذًا ابقيّ بِقُربي ، لِما تُغادرين ان كنتُ انا مَكانكِ الآمن ..؟ "

ابتَسمت لهُ من وَسط آلامِها و هي تَقرأ حُزنَهُ في عَيناهُ المُضيئَة
رُغم عُتمة دواخِله ، لكنهُ يَعجزُ عن اطفاءِ نورم قُربها
تَجعلهُ يُنير بِلمسَة دافئَة من اصابِعها الناعمَة تلك

اجابتهُ بِصوتٍ خافِت كمثلِ صَوته " لأن مُشكلتي الحَقيقية لا تُحل إلا بالزَواج ، انا مُضطرَة ان أتزوَج ، و إلا ساعودُ الي جَحيمي و آن ذاك لن استطيعُ الفِرار مُجَددًا "

كان يُبعد برفقَة اصابِعهُ كُل أثارِ الدُموع عَن عُيونِها العَسلية بِحُزن
لِما الزَواجُ هو الحَل المُناسِب ..؟ لِما قُربه لَيس الأمثَل..!

اوليسَ قادرًا هو على حِمايتها كِفايَة..؟ اولَم يفعل الكَثير من اجلها..؟
هو لا يَعرِفُ حَقيقة شِعورِ مارك نَحوها ، لذلك لا يستوعِب كلامها البتّة

على غِرار جيمين الذي يَعلمُ الحَقيقة كامِلَة ، هو مُدرك ان مارك يستطيعُ استرجاعِها بالقانون لِكونها ابنَة زوجتِه ، و آن ذاك حتّى الوزير سيعجزُ عن التَدخل ان طَلبت منهُ الدولَة التراجع

فبأي صِفَة يُبقيها مَعهُ ..؟
خُصوصًا انهُ مُستبعد فكرَة الزواجِ مِنها كُليًا
او لَم يُفكر بِها اساسًا حتّى عن طريق الخَطأ

صَحيح يمتلك مَشاعِر نَحوها ، لكنهُ لم يجرؤ على تَطويرِها في خَياله للزواجِ بتاتًا ، لا يُمكنهُ ان يُقبل على خُطوَة كتلك و قَد قطع وعدًا على قبر زوجتِه الراحلَة ألا تَكُن امراة على اسمه من بعدِها

سويون بَعد مُحاورتِها مع جيمين ، أدرَكت ان حَلها الوَحيد للهَرب هو الزَواج ، و اقتَنعت بالفِعل بِذلك لِذا سَحبت يديّ جُيون عَنها تستأذِنُ للدُخول و استِكمالِ نَومِها

حَملت كوبِها و استَقامت حتى تُغادِر تَتركهُ مَع جَحيم افكارِه
كَيف يُمكنهُ ان يُريدها لهُ دون ان يَضع الزَواج حَلقة الوصَل بينهما؟
الي مَتى ستظلُ مَعهُ ؟ بأي اساسٍ سَتُبنى المشاعر بينهُما ؟
ان لم يكُن الزواجُ خيارًا..؟

جَلست عسليَة الأعيُن فوق فِراش الغُرفَة التي مُنحَت تُفكِر بالحِوار الذي دار بينها و بَين جيمين قَبل ساعاتٍ قليلَة

تسترجِعُ صحَة قرارِها بِعقلٍ سارِح

•••

" سويون ، اُريد ان اعرِض عليكِ شيئًا " تَحدث جيمين بَعد ان ابتَعدا عَن مَجلسِ اهلِ كليهما و انَفردا لِوحدهِما ، تأكّد ان كَلامهُ لن يكون بِحُضور مارك لِذلك التَفت حولهُ يتفقَد الانحاء

" هل من خَطب جيمين ؟ " سألَتهُ الصُغرى باستِغراب بَعد ان صَنعت مسافَة بينهُما تُطيلُ النَظر اليه باهتِمام ، اقتَرب مِنها اكثَر و راح ينطِقُ بجديَة " قد تَحاورتُ مع جُيون بِخُصوصكِ قبل يَومين "

" بِخُصوصي ؟ " أشارَت الصغيرَة علو نَفسِها باستِغراب تَرى الاكبر سِنًا يومِئ بِرأسه قَبل ان يَستجمع شَجاعتهُ للحَديث " في الواقِع ، اُريد التَقدم لِخُطبتكِ رسميًا "

حَدق في عينيّ مَن فَرقت بين شَفتيها بِصدمَة ، تراجَعت خُطوَة الي الخَلف قبل ان تُحرك رأسِها بدهشَة " م..ماذا ؟ ، عمّا تتحدثُ جيمين؟ مُستَحيل ! "

اضافَت بِسُرعَة لاستدراكِ موقفها عبر قَولها " انا اراك مِثل أخي ، لا استطيعُ تَخيلك اكثر من ذَلك و انت تعرِفُ جيدًا !! " حَدقت في عينيّ من ارجَع شعرهُ الي الخَلف يُهمهم ايجابًا قبل مُخاطبتها " لاصدقكِ القول انا كَذلك اراكِ مثل اُختٍ لي "

عَقدت سويون حواجِبها بعدمِ فَهم تَسمعهُ يُضيف " هذا الزواجُ لن يكون حَقيقيًا سويون ، ساتقدمُ لكِ حتّى اُساعدكِ في الهرب من مارك ، و اُكفر عن خَطئي الذي بِسببه مارك عزمِ على تَشويهك قبل سَنوات " هَمِس لَها يُخاطِب مَن لانت مَلامِحها الي الحُزن تلقائِيًا

" انا بخير مع السيد جُيون ، مارك لا يَستطيعُ الوصول اليّ لانهُ يحميني ، لذلك لا تَخف عليّ حقًا اُجيد تَدبر اموري " قالَت مُوضحَة للاكبر الذي ارتَفع طرف شِفاهه ساخِرًا قبل اخبارِها بما اخاف قلبها الصَغير " ألا تَرين ان مارك هادِئ اكثر مِما يَجِب..؟ سويون انهُ يعملُ بالخَفاء على استراجعكِ بالقانون و ان نَجح لن يستطيع جُيون حمايتكِ "

" انهُ يُخطط حتى يتبناكِ رسميًا و يُسجلكِ على اسمه ، آن ذاك حتّى انا لن استطيعُ الزواج منكِ دون مُوافقته "

شَدت سويون على اطرافِ فُستانها بِخَوف ، ابتَلعت ريقها بِصُعوبَة ثُمّ قالَت " ل..لكن ، انهُ سيؤذيك ان تَزوجتُك ، سيقومُ بقتلك جيمين "

" لن يَفعل ذلك ، انا ابنُ صديقته المقربة و شريكتهُ بكل اعماله ، ان أذاني اُمي لن تَسكُت لهُ صدقيني لِذلك هو سيعجزُ عن التَصرُف " نَطق الاكبرُ مُفسرًا لِمن وَجدت صخرَة تتكئ عَليها لعلّ صَدمتها تَخِف

جلس جيمين قُبالتها يُكمِل " هو سيستطيعُ ارجاعكِ ان اراد الان ، لَكن ان تزوجتِ ستكونين على اسم زوجكِ ، خُصوصًا ان كان الرَجُل الذي سيأخذكِ لن يتمكن مارك من ايذاءِه بشتَى الطُرق ، آن ذاك حتى القانون لن يُنصفهُ لانكِ رسميًا مُستقلَة و مُتزوجَة ، لن يستطيع استعادتكِ مهما حاول "

فَركت سويون اصابِعها بِتوتُر و هي تُفكر بِقلق ، نَظرت بداخل عينيّ صديقِها تُخبرِهُ بجديَة " لكني لا اُحبك جيمين ..! لا استطيعُ ان اتزوَج رَجُل لا اكن لهُ المشاعِر ، كَيف تُريد لهذا الزواج ان يَنجح؟ "

" سويون هَدف هذا الزواج الأول هو حِمايتك ، انا لن اُرغمك على ان تَكوني زوجتي و صَدقيني لن ادنوا منكِ و ألمسكِ حتّى ، لِنعتبره زواج مَصلحة " هَتف الشاب يُخاطِب صديقتِه التي احسَت بتأنيب الضَمير ناحيتهُ

لما عَليه ان يربِط نَفسهُ بها و يتَزوجها لغرضِ حمايتِها..؟
لذلك سألتهُ بحاجبٍ مَرفوع " ماهي مَصلحتك انت من هذا الزَواج ؟ "

خَلل الاكبرُ اصابعهُ داخِل خُصيلاتِه السَوداء ثُمّ صارَحها دون اللُجوءِ الي الطُرق المُلتويَة " لاصدقكِ القَول ، اُمي عرضت عليّ ان اتزوجكِ مُقابل الحُصول على منصِب المُدير التنفيذيّ لِسلسلَة شركاتنا "

ارتَفع طرفُ شفاه الصُغرى ساخِرَة ، كان تَفكيرُها صحيحًا
لن يَكونُ زواجهُ منها بِدون مُقابِل..!

حَدقت في عَيناهُ ثُمّ قالَت بِهدوء " ما هدفُ والدتك من زَواجك مني ؟ "

" اُمي على دِرايَة بمشاعر مارك نحوكِ ، و لانها احسَت بتأنيب الضَمير على الماضي الحافِل مع والدتكِ ، قَررت ان تُصلح خطأها بانقاذكِ من صديقها عَبر زواجِنا " وضّح جيمين للاصغر سِنًا يُفسرُ لَها بِهُدوءٍ تام

كانَت الصُغرى هادِئَة للغايَة تستمعُ اليه و هو يُحدِثُها بِمنطقيَة
اضاف مُتابعًا بَعد ان امسَك يديها

" صَدقيني ، لن اتعدَى على مِساحتكِ ، سَنسافرُ سويًا الي اليابان نَدرس هُناك و اقومُ بادارَة فُروعنا التي في توكيو ، ستكونين مَلكة بيتكِ تأمُرين به كما تَشائين ، و ان رَغبتِ بعد التخرُج بالطَلاق ساطلقكِ ، لن امنعكِ من مُواعدَة رَجُلٍ ترغبين بِه ، دامكِ تُحبينه ، ساعتبركِ اختي ! "

التَزمت الصُغرَى مزيدًا من الصَمت و هي تُناظر عَيناهُ بِهُدوء ، اكمَل بعدَما مَسح على ظاهِر يَديها بِلُطف " الي متى سَتمكُثين عند جُيون؟ صَحيح انهً لا يُشعرك بالثقل لَكن مَهما يَكُن انتِ لستِ فردًا من عائلتِه ، سيتعرضُ لِكَثير من الاذَى بِسبب مارك و سيأتيه اليَوم الذي ينفجرُ به و آن ذاك ستشعرين انكِ عالة عليه ، لا يوجَد مِثل الاستقرارُ في منزلكِ الخاص بكِ سويون ، سامنحكِ كُل ما تُريدين صَدقيني "

تَكرهُ فكرَة ان كَلامهً منطقيّ
الي مَتى ستظلّ عند جُيون بِمكانَة مجهولَة..؟
بأي صِفَة هي تمكُث لَديه..؟

صَحيح انهُ يُحسن رِعايتِها دون ان يَبخل عَليها بِشَئ
لَكِن الي مَتى..! تظلّ هي غَريبة عن ذلك البَيت

خُصوصًا ان مارك مؤخرًا بدأ في اجراءاتِه لاستعادتِها ، و حَديثُ جيمين منطقيّ كِفاية ليُقنعها ، ما مِن مَهربٍ لها سِوا الزَواج مِن الشَخص القادِر على مُواجهَة مارك دون ان يَتأذى

و حَسب ما سَمِعتهُ من جيمين ، انّهُ الأنسَب لِمثل هذه الخُطوَة
خُصوصًا انّهُ مَحا كُل ذرَة تأنيب ضَمير عَبر مَصلحته بالزواج مِنها
فَهو كَذلك وَضع نَفسهُ في المَقامِ الأول قَبل رَغبته في مُساعدتِها

كُل مرءٍ يُفكر في مِصلحته قبل كُل شَئ ..!

•••

مَسحت الصُغرَى على وَجهِها الشاحِب تَستجمعُ انفاسِها بِصُعوبَة ، حاولت التوصُل الي هُدنَة ، لَكنها فَشِلت ، الصِراع القائِم بداخلها لا حَلّ لهُ

احسَت بِـ باب غُرفتها يُفتَح و حينَما استَقامت حتى تلتفتُ لرؤيَة المُتطفل لَم تَجِد سِوا الوَزير ، كان بِحاله الرَث بِفعل الكُحول ، يقتربُ مِنه بِخُطًا مُهتزّة كَنظراته اليها تمامًا

" انا لا اعلمُ لما اتيتُ الي هُنا ، لكني طلبتُ من قَدماي ان تأخذُني الي راحتي فوجدتُ نَفسي عند عُتبة ديارِك " تَحدث و هو يقترِب من التي سارَعت باسنادِه عَليها حالَما واشَك جَسدهُ على السُقوط

حاوَطتهُ بِذراعَيها تُحدق في عَيناهُ مؤنِبَة " مالذي فَعلتهُ بِنفسك ؟ لما اكثرت الشُرب ؟ " عاتبتهُ و لَيتها لم تَفعل

لم تُقاوم نَظرة عُيونِه التي مَنحها اياها
ناظَرها بِكُل ما امتلَك من ذرّة شُعورٍ نَحوها
يُحدق بِها كما لو انّها اُمنيتهُ الاولَى و الأخيرَة

" هل لن استطيعُ احتضانكِ ان تزوجتِ ..؟
ايُعقل انّي طيلَة هذا الوقت كنتُ اسرِق رزق ذَلك القَزم ..؟ "

هَمِس لَها و عُيونِه تُعاتب عُيونها العَسليَة
كَيف لها ان تَجعلهُ يَعيش كُل هذا الحُزن؟
لما لم تَرفق بِقلبه المُحب..! و لَو انّه لم يَجهر بِشُعوره
لَكن عَليها ان تعرِف..! اولَيست اللُغة الاولَى للحُب هي لُغة العُيون؟

كَيف تُصارِحه ان الزَواج لن يَكون حَقيقيًا..؟
حتى او تَزوجتهُ ، سَتبقى تحتفظُ برزق زوجِها المَجهول

ابتَسمت لهُ بِحُزن ، هذا الفُراق الذي سينجِمُ من زواجِها سيكونُ قاسِيًا على كِليهما ، عِلاقتهما الصَعب تَسميتِها ، لَكن كِليهما مُرتاح بِها

اخَفض جَبينهُ حَتى اسنَدهُ على خاصتِها يُغمِضُ عَيناهُ بِبُطئ
يَودُ مَلئ جُيوب انفه برائِحَة عِطرها الزكيّة ، يُنعش نَفسهُ بها

لاتزالُ تتشبّث بِخَصره كي لا يَسقُط
هي مُتكئهُ حينَما يَميل ، مَن تَسندهُ ان اعوَج

قامَت بِمُخاطبتِه حينَما طال صَمتِه
قالَت تُخِبرهُ بِغصّة كَمثلِ التي تحتضنُ حَلقهُ

" اليسَ على الفتاة حينما تَكبر ان تَتزوج..؟ انهُ وَقتي "

لَم يكُن راضِيًا عمّا تَقولُ ابدًا ، كَيف وَقتُها..؟
وَقتُها ذاك عليها ان تستثمرهُ في حُضنِه بَدلاً

وَبخها حينَما احتّد حَديثهُ و هو يَنظُر في عينيها بِعتاب " لازلتِ صغيرَة على الزَواجِ سويون ، انتِ طفلَة ، طِفلتي ، لِما تُريدين اللُجوء الي حُضن رَجُلٍ أخَر ..؟ لن تُعجبك حياة المُتزوجين صدقيني "

قَطبت حواجِبها بِخفّة تَسمعهُ يُضيف بَعد ان احتَضن وَجنتيها باصابِعه يُكمِل " انا سامنحكِ كُل ما تُريدينَه ، الحُب ، العاطِفَة ، الحَنان و الدِفئ ، لاسيما الاحتواء و الرِعايَة ، أما المال فَهو لكِ كُلّه "

ابتَسمت بِحُزن و هي تُراقِب عَينيه دون اجابتِه
صَمت لِفترةٍ وجيزَة يُفكر ثُمّ قال

" صَحيح اني لا استطيعُ ان اتجاوز حُدودي اكثَر ، لانّي فعلتُها مرَة و نَدِمت ، تَعديتُ مِساحتكِ و بتُّ اتخَبط وِسط جُدرانٍ شُيدت باللومِ و العِتاب "

كان صَوتهُ الذي يَحملُ وِسط نَبرتهِ النَدم جَعلها تَزدادُ حُزنًا اكثَر ، ابتَعد عنها خُطوَة الي الخَلف حتّى يتدارَك وَضعهُ و لا يُخفيها مُجددًا اذ عبّر بِضيق يَكتمُ مجرى انفاسِه " انا لا اُريد اخافتكِ منّي ، لا اُريد ان يُصبح البقاء بِجواري مُربكًا لكِ ، لذلك ارجوكِ سامحيني على تَهوري معكِ ، اخطأتُ بحقكِ "

مَلئت الدُموَع فراغ اسفل جُفونِها و هي تُشاهِدهُ يَعتذرُ من طيب خاطِره ، تراهُ يُحاول ان يَمنحها كُل الآمان الذي تستحِقهُ بشكلٍ يُرغمها على البُكاء

اختَنقت اكثَر و لَم تجِد مَهربًا مِن شُعورها الذي افصَحت عنهُ قائِلَة بنبرةٍ مُهتَزة " صَحيح ان تَصرفك كان مُتهورًا ، و قَد تعدّا حُدودي ، لكني لم اَخف منك ابدًا ، لم استطِع ان انظُر اليك على انّك شَخص سئ "

اخَفضت بَصرها عن مُتناولِه تفّر من نَظراتِه اذ اضافت بِصوتٍ جاهَدت لابقاءِه صامِدًا بِحُضورِه " ذلك التَصرُف الذي بُذل مِنك و وَجد اقبالاً منّي ، جَعلني اُدرك ان عِلاقتنا تسيرُ في مُنحدرٍ قد لا نُحبه نَحن "

لَم تمتلك الجُرأة الكافِيَة التي تَسمحُ لها بالإفصاح عَن احساسِها بِحُضور عُيونِه تِلك ، لَكِن اكثَرُ طَمعًا من الابقاء على حُروفِها دون اللُجوءِ لشهادَة عَسليتَيها..!

قام باحتِضان ذَقنِها باصابِعه يَرفعُ رأسِها نَحوهُ حتّى يَبحث عن اجوبتِه داخِل عُيونِها العَسليَة بِلهفَة " مالذي تَقصدينَه ..؟ "

إدعَى الغَباء رُغم مَعرفتِه التامَة مَقصدُها
كان ثَمل ، لَكن قلبهُ واعٍ كفايَة ليدُرك مَعنى حديثِها

كَلامها المَدسوس بداخله اعترافٍ خَفيّ يَروقُ حَضرته

كَيف تَشرحُ مَوقِفها ..؟
اتوجَد طريقَة تجعلُها تستعيدُ ما قالَت..!

تَوترت حدّ الارتِجاف ، ما يُطمئنُها انّهُ في قِمّة ثَمالتِه
قَد ينسَى كُل حَديث قيل بينهُما بِمُجرَد حُلولِ الصباح
لِذلك تَسلحت بالشَجاعَة لِمُواجهَتِه و رَفع عُيونها اليه

ناظَرتهُ و قَد قُتلت باولِ رَصاصَة حُبٍ اطلقتها عُيونِه
اسلِحتُها نُهِبَت اذ عادَت الي أراضيها خاليَة الوِفاض
كُل ذَرة شجاعَة تَلاشت و اضحَت وَحيدَة كُليًا

لم يَشعُر باليأسِ مِنها ، بَل ظلّ يُلّح حَتى يَنالُ مُرادَهُ
ظلّ مُصِّرًا اذ اخبَرها يُطمئن روحِها بحديثِه

" بِحُلول الغَد ، سأنسَى ، لكِن اخبريني بِحَقيقة شُعورِك
كيّ لا استمرُ اتعافرُ مع احساس مع الذنب ، انهُ يَقتلني "

ما جَعلها تَطمئن ، أنّها تتمسكُ بأمل نِسيانِه لهذا الجُزء تَحديدًا
هي سَتُصبح امرأة مَخطوبَة قريبًا ، و عَليها احترامُ خَطيبها
حتى لو لَم تَكُن خُطوبتِهما حَقيقيَة كَزواجِهما
رُغم انّهُ اعطاها الحَق بمواعدَة غيرِه

كُل مابِها يرتعِش ، هي لَيست مُستعدَة لاخراجِ ذلك الجُزء الخَفيّ بِها لصاحِب الشأن نَفسهُ ، ذَلك الاحساسُ الذي تَعمدتُ دَفنهُ في قاعِ قلبها مُنذ ان بدأ يَنموا بِبُطئ لِحَضرتِه

لاحَظ ارتجافِها لِذلك قام بامساكِ يَديها بكَفيه يحتضنُ اصابِعها المُرتعشَة بَعد أن اطال التَحديق في عُيونِها العَسلية ، يَرى حَربها المُقامَة عَبر تلك البوابَة التي افصَحت عن سِرها بصوتِها الخافِت

" في الواقِع ، فَكرتُ كَثيرًا و علمتُ انّ تَصرُفك كان ناجِمًا من لَخبطة مشاعِر كَمثلِ التي تحدُث مَعي ، لا اعلمُ السَبب تَحديدًا وراءِها ، لَكِنها بِلا شَك لَيست في مكانِها الصَحيح ، اذ يتوجَب اعادَة هيكلتِها حتى تُصب في مجراها السَليم ، اليسَ كذلك ؟ "

رُبما كان هو افضَل وِجهَة تَصُب فيها تَشتُت مَشاعِرها المُبهمَة لعلّهُ يُرتِب تلك الفوضَى العارِمَة بداخِلها ، رُغم ثَمالتهُ لَكنهُ كان مُستمع جَيّد كعادتِه

يُجيدُ الاستماعُ اليها بِحَذرٍ و اهتِمام بالِغ
اذ انً كَلامِها قَد وَجد ثغرَة في قلبِه و تَسلل اليه حتّى يحقنهُ بالراحَة

انّهُ ليسَ بِمُفرده مَن تُداهِمهُ تلك المَشاعِر
لَيس لِوحدِه مَن يَشعُر انّهُ يُريدُها بذلك الشَكل..!

خُصوصًا انّها اضافت تَقولُ بِخجلٍ واضِح

- و ايضًا ، لم يكُن تَعديك لِحُدودي سيئًا كَما تعتقدُ انت
لَقد خِفتُ كَثيرًا ، لان الامر لم يكُن مُتوقعًا مِنك انت دون غَيرِك
لكنّي لم اخف منك كَرجُلٍ اراد قُربي بتلك الطَريقَة

قالَت ما اطفئ نيران قَلبه المُلتهِب
سَكبت عَليه قدرًا من المِياه التي اعطتهُ سكينَة لم يَعهدِها
اخلِ سَطرٍ تلتهُ على اُذناه كان مُريحًا بشكلٍ كَبير للغايَة
لا تراهً مُخيفًا كَرجُلٍ يُريدُها اُنثاه..!

تلك اكثَر جُملَة مُطمئنَة سَمِعها في حَياتِه بأسرِها
كان يَخافُ ان يَكونُ هو مَصدرُ الخَوف لِصبيتِه
بَعد ان جاهَد ليكون مَنبع آمانِها الأوَل

لَم يَعُد يَستطِع كِليهما الحِفاظُ على انتظامِ دقاتِهما التي تُحدِث ضَجيجًا في قاعِ صُدورهما المُهتزّة ، لازال يُسندُ جَبينهُ ضِد جَبينها يَستمِعُ الي انفاسِها الدافِئَة و هي تُلاطِف بَشرتَهُ بِكُل رِقّة

كان في القُرب الذي يَتمناه ، حَصُل على مُناه
تَبسَم كاهِلهُ اذ اغمَض جُفونِه بِبُطئ و لازالت يداها بِداخل يداهُ

" هَذا مُريح ، مُريح للغايَة "

في الوَقت الذي امتَنع فيه عَن رُؤيتِها باغماضِه لِعَيناهُ قامَت هي باستراقِ النَظر اليه قَدر ماشائَت ، تلك فُرصتِها التي لن تُعوَض البتّة

ستَشحنُ مَخزونِها مِنهُ قَدر استطاعِتها

" ه..هل ما قُلته كان صَحيحًا ؟ " سألتهُ بِنَبرة تُماثل نَظراتها البريئَة حينَما كَشف عن كُحليتاهُ للنَظرِ الي عَسليتَيها المُضيئَة

لا يَستطيعُ الحفاظ على هُدوء تعابيرِه اكثَر ، كُل مابِها يجعل ابتِسامتهُ تود احتِلال شِفاهه على الدَوام

" أي ما قُلتيه تَحديدًا ؟ "

انتابَها التوتُر من سُؤالِه و ارتَفعت اصواتُ نبضاتِها اكثَر
احسَت انّها على وَشك الاغماء ، لَكنها قاوَمت مُتحدثَة بِلُطف

" بشأن جُزئِيَة المَشاعِر ، هل تَخميني كان صَحيحًا ؟ "

تَرقبت رَدهُ الذي طال للحَدِ الذي زاد قَلِقها و ساهَم في ارتِفاع نَبضاتِ قلبها اكثَر من سابِقها ، احسَت انّها قد اخطأت التَخمين ، اذ كَيف تُفكر انّهُ مُعجب بِها اساسًا ..؟ كَيف تُقارِن نَفسها مع زَوجته ..؟

سَمِعتهُ يردِفُ بِكُل هُدوءٍ ، صَوتهُ العَميقُ ذاك يَجعلُ جسدُها يَقشعِرُ بأسرِه
بَعد ان كانَت تمقُت تواجُد رَجُلٍ في مُحيطها ، اصبَحت تهوى انعدام المسافَة بينها و بَينهُ

" هل استطيعُ ان اقومَ بِفعلٍ ، و اعتبريهِ انتِ الاجابَة الصَحيحة ؟ "

خافَت من فِعله الذي قَد يكونُ هَجرِه للموقِع ، قَد يُغادر و يَترُكها تشتّد مَع افكارِها المُؤلمَة دون وجودِ حَلٍ للصُلح بين قلبِها و عَقلها

ابتَلعت ريقِها بِقلق تَرى يَدهُ تَتسللُ الي مَحطِ وَجنتِها الدافِئَة يُمسِكها بِكُل وِديّة حَتى يَتمكن من الاقِتراب و نَيل مُرادَه

عُيونِها العَسلية تكادُ تُغادر مُحجَريها و هي تَجِدهُ يَقترِبُ بِبُطئ للحَدِ الذي اصبَحت تشعُر فيه بِدفئ انفاسِه فوق شِفاهها الكَرزيَة

تشبثَت بِمَلابِسها تَسمعُ الخِلاف القائِم بين مشاعِرها و تَفكيرِها
لَكنها اغلَقت كُل ابوابِ الاستِماع و اختارَت ان تَكون صمّاء
عن كُل تلك الاحاديث التي تُعيقُ رَغبتها بِه

كان هُنالِك انشٍ واحِد يَفصِلهُ عَنها ، مسافَة تكادُ لا تُرى
هي كافِيَة بِجَعل قُلوب كِليهما تَعمّ بالضَجيج
كافيَة بِزعزعَة ثباتِه و اهتِزازِ شُعورِها

قُبلتِه كانت تِرياقًا للنُدوبِ التي خَلفتها الاولَى
داوَى بِه جِراحه التي احدَثتها صِراع مَشاعِره
كُلّما احسّ بِها اكثَر كُلّما التئمُ الجُرَحُ اكثَر
قَلبهُ ، سَعيد للمرَةِ الاولَى بَعد أعوامٍ من الحُزن

الحُب يَتسللُ الي خافِقهُ و يَحتضنهُ حَتى يَرعاهُ بَعد سنواتٍ من الوِحدَة
يكادُ لا يُصدِق أن فتاة بِعُمرها زعزعَت صُمودِه ، و جَعلتهُ يُغرم بِها..!

كُلّ مابِه ، راضِيًا عن القُبلَة التي احدَثها بِوَعيه رُغم ثَمالتِه
على غِرار المرَة السابقَة ، كان يقِظًا لَكنهُ ثمل الشُعور و الرَغبة

احكمَت على اغماضِ عَينيها ، لا تُصدِق انّها تنالُ قُبلتها الثانيَة من الرَجُل الذي تُحِب ..! يستمرُ جَسدُها بالارتِجاف و كيّ يُحافظ على اتزانِها داهَم وِسطها بِذراعه و الصَقها بِه حتّى راحَت مُحتجزَة لَدى حَضرتِه

كانَت اجابتِه ، كافيَة كِفايَة لِتعرف حَقيقة شُعورِه

•••

صباحُ اليَومِ المُوالي
عَسلية الأعيُن انتَقت فُستانًا زَهريًا لَبِستهُ رِفقَة مِعطف شتويّ فالجو بارِد في الخارِج ، كانَت تُحدد شِفاهها بِالقلَم و بَغتةً استعادَت المَشهد الذي اعاد لَها شُعور قُبلَة ليلةُ البارحَة

انقَبضت مَعدتها بقوّة اذ بدأت انفاسِها تتثاقَلُ بِشدّة
كَيف كانَت خاضِعَة بين يداهُ و لَم تَصُده..؟
هل يا تُرى هو يَذكُر ما جَرى..؟

بَعد ان قَبلها ، غادر غُرفتها و هو يَترنح بينما يُدندن باغنيَة عشوائيَة تُعبر عن سعادتِه في تلك اللحظَة

لكنهُ اخبَرها بأنّه سَينسَى ، الن يَفعل حَقًا؟
وَضعت يدِها فوق قلبِها النابِض تُهدأ من صَخبِه
كَيف لِمشاعِرها ان تتفاقم بِمُجرَد لمسةٍ عابرَة؟

" اكادُ افقدُ صوابي كُليًا ، هل بدأتُ اطَمعُ بِه..؟ " هَمست تُخاطِب نَفسها بينَما تتحسسُ شِفاهها باصابِعها ، انتَفضت بِهَلعٍ تلتفِت الي والِدتها التي اقتَحمت غُرفتها بِغَضب

لم تكُن تَفهم سَبب انزعاج اُمها التي اغلَقت الباب خَلفها كي تُوبخ ابنتِها براحتِها ، دَنت مِنها و هي بالكاد تُسيطرُ على غضبِها

" سويون هل لي ان اعرِف ما القرار الغبيّ الذي اتَخذتيه البارحَة ؟ دون استشارَة امكِ حتّى ! " وَبختها الاكبرُ سِنًا بِانزعاجٍ تَرى ايماءات الخَجلِ على وَجه ابنتها التي اخَفضت رأسِها بِاستياء

" اسفة اُمي ، لَكني وجدتهُ الحل المُناسب لفوضى حَياتي " هَمِسَت الصُغرى لِمن دَنت مِنها بِضع خُطواتٍ اضافيَة " تَذهبين للزواج من ابن تلك المرأة؟ التي حتمًا سَتجعلُ حياتك جحيمًا هي كَذلك؟ "

رَفعت سويون عَينيها الي والِدتها التي راحَت تُطيلُ التَحديق بِها بعتاب " انتِ تعرفين بسبب من نحنُ وقعنا بين ايديّ هذا الوَحش ، اليس كَذلك سويون ؟ "

ازداد استياءُ الاصغر سِنًا و هي تَستقيمُ من مَجلِسها للاقتِراب من والِدتها مُتحدثَة " امي ، جيمين اخبَرني اننا لن نَعيش مع اُمه ، سنُسافر و نَستقلّ لوحدنا ، هي لن تؤذيني حينما اكونُ زوجة ابنها..! "

تمسكَت بيديّ اُمها تُضيفُ بِحسرَة " انتِ تَعرفين انّهُ ما مِن احدٍ يستطيعُ الزواج بي و حِمايتي ، الجَميعُ يخافُ من مارك ، لكن جيمين يَعرفُ حَقيقته ، هو يَعلمُ عن عدد المَرات التي اراد زوجكِ الاعتداء فيها عليّ ، و يَعرفُ عن تَشوهاتِ جَسدي ، لكنهُ مُوافق رُغم كُل هَذا ، ايضًا مارك لن يستطيع ايذاءهُ لانهُ ابن صديقته المُقربَة ، هَكذا قال لي "

امَعنت يونسون النَظر في وَجه ابنتِها تقرأ اليأس في عُيونِها البريئَة
كَيف لزوجها ان يتمادَى الي هذا الحَد..؟
للحدِ الذي يُحدد زواج طِفلتها ..!

" سويون انا ليسَت لديّ مُشكلة شخصية مع جيمين ، لكنّي لا اُريدُ ان تتزوجي من شخص لا تُحبينَه ..! صدقيني سَتموتين باليَوم الف مرّة " قالَت الكُبرى بينَما تُحيط وجنتيّ طِفلتها التي ابتَلعت غِصتها بِصُعوبَة

قالَت تُجيبُ اُمها بِصوتٍ هامِس " من قال انّي لن اُحبه بعد الزواج ؟ "

" الحُب يأتي مرّة واحدَة سويون ، و انتِ بالفعل خُضتِ مرّتكِ تلك ، لذلك يستحيلُ ان تُحبي جيمين و في قلبكِ رَجُل اخَر " نَطقت يونسون و هي تحتضِن وجنتيّ صغيرتِها تمسحُ بابهامَيها عليها بِلُطف بالِغ

اجتمَعت الدُموع في عينيّ الصُغرى تمامًا كَما حَدث مع اُمها التي نَطقت بغصّة " اتظُنين انّي لن اعرِف ان قلبكِ الصغير بدأ يُحب؟ كَيف لي ان اغفَل عن نَظراِ تِلك و انا اكثرُ من يعرفُ طِباعكِ ، كانت ليلَة واحدَة كافيَة بِجعلي اعرفُ مدى التَطورُ الذي جَرى في عِلاقتك بِه ، انتِ تُحبينَه "

" ام..امي انا " حاوَلت ان تُنكر لَكنها فَشِلت ، تَمكنت الحسرة مِنها بالكامِل اذ اجهَشت باكِيَة بعد ان دَخلت في حُضن والِدتها تتشبَثُ بِها بِقوَة

حَشرت رأسِها بداخِل عُنقها و دُموعها تتسرَبُ دون انقِطاع " اجل انا اُحبه يا اُمي ، لَيس ذنبي ، انهُ من جَعل قلبي الاعَذر يميلُ اليه رُغمًا عني "

" لم يكُن الحُب يومًا بيد الانسان سويون " هَمست يونسون و هي تَمسحُ برفقٍ على شعرِ طِفلتها التي تحشُر رأسها اعمَق في ملابسِ اُمها لاخفاءِ خجلِها

تظنّ ان مَشاعِرها تلك وَصمة عارٍ يستوجبُ عليها اخفاءِها
لكن اُمها نجحت في كَشفها مُنذ اللحظةِ الاولَى ..!

" مالذي حَدث بينكما اخبريني؟ " ابعَدتها الكُبرى عن حُضنها بَعد ان جَلستا سويًا فوق السَرير تُحدق في عُيون الصغرَى الدامِعَة

لم تستطِع سويون افشاء سِر القُبلتين لِذلك قالَت نافيَة " لم يحدُث شَئ "

" هل هو يُبادلك ذات المشاعِر ؟ الفكرَة انّهُ من البدايَة يُحبك ، لكني لا استطيعُ ان اُميز الطريقَة التي يُحبك فيها ، هو شخص عاطفيّ بطبعه " قالَت يونسون بِحُزن بينَما تمسحُ دُموع صغيرتِها بِرفقٍ مُضيفَة

" لا تَبكي سويون ، لِما تُحملين نفسكِ عناء هذا الحُب؟ و تودين رمي نَفسكِ للتهلكة بالزواجِ من رجل اخَر؟ بدل ان تُحاربي من اجل حُبك! " عاتَبتها الكُبرى بِحدّة تُراقِب مَن تُزيح دُموعها و اطرافها ترتعِش

" لَكن يا اُمي انتِ تعرفين وَضعي جيدًا ، انتِ تَعلمين اني مُحاصرة من كُل الجهات و انّي مُضطرَة ان اتزوَج لاجلِ حماية نَفسي فقط ، تعبتُ اقسم ، اريدُ فقط ان احصُل على حياة هادئَة تخلوا من المشاكل و الخَوف المُستمر "

" سويون انتِ تعرفين ان السَبب الذي يَجعل يونمي تُريد زواجكِ من جيمين ماهو ..؟ ليسَ لانها نادمَة كما اخبركِ ..! بل لانها تراكِ و بوضوح عَقبة في وَجهِها ، تُريد ازاحتكِ كيَ تحصل على جُيون " هَتفت يونسون تُخاطب طِفلتها التي عَقدت حواجِبها بعدمِ فَهم اذ استَمرت امها تُواصل الحَديث

" دامها رأتكِ عقبَة ، اذا هي لاحَظت ان مَشاعره نَحوكِ تتطور ، قبولكِ بهذا الزواج سيكونُ فيه ظُلم لكِ و لهُ ، لا تَسمحي لمارك ابدًا ان يُحدد مَصيركِ ، لا تَدعيه يكونُ السبب في زواجكِ من شخصٍ لا تُحبينَه ، ارجوكِ لا تَدعيني اموتُ بحسرتي عليكِ " اهتّز صوتُها في الاخر و هي تتمسكُ بيد طِفلتها بقوّة

اجتَمعت الدُموع في عينيّ يونسون التي احتَضنت وَجنة ابنتِها الباكيَة تَهمسُ لها قائِلَة " هل تُريدين ان تَتركيه خلفكِ لمن لا تستحِقه..؟ "

" امي ، انتِ لا تَفهمين ان سَبب خوفي الاساسيّ هو مارك " نَطقت الاصغرُ سِنًا بِحُزن بالِغ جَعل امها تتحدَثُ بغضبٍ مُجيبَة " انا لن اوافق على وَثيقة التبني تِلك ، اُمكِ هُنا و سَتكونُ وراءكِ حتّى اطمئن ان قلبكِ اصبح بأمان ، لن اسمَح لهُ بتدمير حُبكِ ابدًا ، انا جربتُ الحُب و اعرِفُ شُعوركِ جيدًا ، ذات يَوم استسلمتُ انا كَذلك ، و كنتُ ساتزوجُ غَيره ، لكنّي لم اندَم و لو لحظَة لاني هربتُ معهُ و قضيتُ و لو شَهر رِفقته ، لستُ نادمَة صدقيني "

" لكن ان تزوجتِ ذلك الرَجُل كنتِ حظيتِ بالاستِقرار يا اُمي " هَتفت الصُغرى بِحُزن بينَما تمسحُ على يَد امها التي ابتسَمت بِمرارَة " انا اخترتُ والدك على ذلك الاستِقرار سويون ، ألا يَكفي اني انجبتكِ انتِ ؟ ارى جُزءًا منهُ امامي ، كما انكِ تحملين نَفس طباعه ، كُلما احادثكِ اشعُر انّي اُحادثه و ذلك كافٍ بِجعل قلبي يمتلئ بالحُب من جَديد نَحوه ، لانهُ ترككِ لي "

ارتَجف ذَقنُ الصُغرى التي تُحاول بِصعوبَة أن تَصمُد امام نوبَة بُكاءها الثانيَة ، اندفعَت لِعناقِ امها بِقوّة تضغطُ عَليها باقوى ما تَمتلك " انا اُحبك كَثيرًا يا اُمي ، شكرًا لانكِ موجودَة في حَياتي "

مَسحت اُمها طوليًا على ظَهرِ طِفلتها بينَما تبتسمُ بِلُطف " هيّا ، دعينا نذهبُ لِتناول الافطار ، سمعتُ يونمي تقولُ ان جيون يُعاني من اثارِ الثمالَة ، اُريدك ان تُعدي الحساء من اجله و خُديه لهُ انتِ حسنًا ؟ "

ابتعدَت سويون عن اُمها تنظُر اليها باستِغراب " امي ، الا تَشعُرين حقًا بالاستِغراب من مَشاعري نَحوه ؟ "

" لما قد اشعُر بالغرابَة ؟ انهُ لا يقربكِ بأي صلَة كانَت ! و فارقُ العمر لا اجدهُ حاجزًا ، اباكِ يكبرني بِاربعَة عشر سنَة و قد انسجمنا سويًا بسُرعَة ، انتِ من تَضعين هذه العوائِق بداخل عقلكِ ، لان ايڤا صديقتكِ فقط " أجابَت اُمها بينَما تمسحُ على شعرِ صغيرتِها بابتِسامَة اذ تابَعت تقول

" ليسَ ذنبه ان زواجَهُ الأول كان في سنٍ مُبكر ، ايڤا شابَة لَكنها ليست مِقياس لعمرِ أبيها ، كُل الفتيات سواء بعمركِ او أقل يَطمعن بِه "

سَكتت الصُغرَى تُفكر فَلم تجد حُجَة اضافيَة
استوقفتها والِدتها التي جَذبتها معها الي الخارِج

حينَما مَشت تِجاه المَطبخ احسَت بالدُوار و واشَكت على السُقوط لَولم تتمسَك بالجِدار قُربها ، داَهمها ألم قويّ في مَعدتها جَعلها تقطبُ حواجِبها بشدّة

" ا..امي ، ه..هل ان..انتِ بخير ؟ " سألت سويون بِهلع بعد ان تَمسكت بِذراع اُمها التي قَطبت حواجبها بشدّة تُجاهد لاستعادَة اتزانها امام طِفلتها مومئَة

" ساذهبُ للحمام و أعود " ابتسمَت بارتباكٍ ثُمّ هَربت نَحو المِرحاض تَجعلُ الصِغرى تقعُ وسط مشاعر قلقها ، لَحقتها بسُرعَة و جَلست قُرب الباب تنتظِرُها

" امي هل من خَطب؟ لما لم تَزوري الطبيب؟ اخبرتكِ انكِ لستِ بخير ! " صاحَت الاصغر سِنًا و هي تطرُق الباب

جاءَتها لحظة ادراكٍ مُفاجئَة جَعلت سائر وَجهها يَحمر..!
مَهلاً ؟ قَد تكون والِدتها حامل ..!

شَهقت بقوّة تَضع يديها فوق شَفتيها بعدمِ تَصديق
كيف لامها ان تحملُ جنينًا و هي بِهذا العِمر..؟

صحيح انّها لازالت شابَة ، لكن ابنتها جامعيَة بالفِعل!
هُنا ادركت ان المُشكلة الاساسيَة بتفكيرها هي

عَليها ان تُغير منظورِها لبضعٍ اشياء مَغلوطَة كَزواجِ الوزير مَثلاً
ما الخطأ ان اعاد الزواج و ابنتِه شابَة..؟

و ما الخطأ الذي سترتكبهُ امها ان حَملت و ابنتِها جامعيَة كَذلك؟

حينَما خرجت يونسون من الحَمام شاهَدت طِفلتها المُنصدمَة امامَها " مابكِ مصدومَة ؟ "

رَفعت سويون عَينيها الي اُمها تسألها بِصوتٍ شاهِق " امّي هل انتِ حامِل ؟ "

وَسعت يونسون عَينيها تضعُ يدها فوق قلبِها بعدمِ تَصديق
اسرعَت بالنَفي و الهَرب من نَظرات ابنتها التي استمرت تُلاحقها

" امي هل تُقيمين علاقات مع زوجكِ ؟ اعترفي!
هل تخونين ابي؟ "

صاحَت بِمن اخفَت وَجهها وَسط كَفيها حينَما جاءت صَرخة ابنتها في وَجه جُيون الذي غادَر لتوه غُرفته ، كان مُبعثر الهندامِ كُليًا نظرًا لاستيقاظه القريب من النَوم

يحملُ بين يَداهُ احدى جرائِده الاسبوعيَة اذ لازال يُحب قراءتها كيّ يجمع قُصاصاتِ الشعرِ فيها ، نَظر الي سويون التي تقفُ خَلف امها بحاجبٍ مَرفوع

كانت قد تَجمدت كُليًا و هي تُوسع عيونِها بعدمِ تَصديق
هل سَمِع حقًا ما قالتهُ..؟

وَجدتهُ يقتربُ مِنها بِضع خُطواتٍ حَتى وَقف امامَها مُباشرَة و اصبَح يضرِبُ رأسها بِتلك الجريدَة بين اصابِعه

- انتِ ماشأنكِ بان كانت اُمكِ تُقيم علاقة مع زوجها أم لا؟

عَبست الصُغرى و هي تَتلقى الضَرب اللطيف مِن قبل الوَزير الذي تَخصر بيدٍ واحِدة يُحدق بها بجديَة ، دامَهُ يقفُ بكل هذا الثبات امامَها و عُيونِه تتوغَلُ جيدًا في عُيونها ، هو حتمًا نسى احداث ليلَة البارِحَة

- سيد جُيون توقف عن ضرب رأسي

صاحَت به و هي تُبعد نَفسها عن مُتناوله بينما تَصنع وجهًا عابِسًا مال استحسانَهُ ، وَقفت في نهايَة الرواق تُناظره بِغَيض بينَما تُرتب خُصيلات شعرِها المُبعثرَة بِحَذر " انت احادث اُمي لما تَتدخل ؟ "

شَهق بينَما يُوسع عيناه ، اشار عَليها بتلك الجريدَة بينما يقتربُ منها " تلك الوقحَة ، تعاليّ الي هُنا دعينا نتفاهم " اراد بدأ الرَكض وراءها لَكن صُداع رأسِه الشَرِس منعهُ من المُواصلَة

راقَبت سويون اُمها التي دَخلت الي المَطبخ حتى تُتم اعداد الفُطور ثُمّ اقتَربت من الوزير تُناظرهُ بِشَك " لقد اسرفت في الشُرب البارحَة "

امسَك برأسِه يُغمض عَيناهُ بِصُداعٍ يفتكُ به بشراسَة ، همهم لَها ثُمَ فَتح عينًا واحدَة يجدُها تُراقبه بِترقُب قائِلَة " هل تذكُر ماذا حَصل بالأمس..؟ "

أمعنت التَحديق في عيناهُ تَجده يَدفعُ بحاجبه عالِيًا قبل ان يردِف " لا ؟ كُل ما اذكرهُ هو اخر كأسٍ شربتهُ ثُمّ اغمى عليّ " دَفعها عن طريقه كيّ يسيرُ الي دورةِ المياه

هو لَيس من شيمِه دَفع صبيتِه
إلا في حالَة واحدَة

ان اظهَر تصرُفٍ يُنافي شخصيته
اذًا هو يُخفي شيئًا ما بلا شَك

دَخل الي الحمامِ يستفرِغ اذ سَمِعت سويون والدتها تُنادي عَليها
هَرعت الي اُمها التي قالَت بصوتٍ هامس

" اسمعي ما من احدٍ في المنزل سوانا ، مارك و يونمي ذَهبا للصيدِ من ساعتين و ايڤا و ذلك الامير لا اعلم اين هُم منذ البارحَة ، جيمين نائِم "

رَمِشت سويون مُستغربَة قبل ان تردِف " اذًا ؟ "

تأوهَت ما ان صَفعتها اُمها على عِضدها قبل ان تردِف بجديَة " اعدي الحَساء و خُديه الي جُيون في غُرفته ، استغلي فُرصَة غياب الجَميع بالبقاءِ مَعه "

" امي لكن جيم.. " اغلَقت فمها مُباشرَة بمجرَد ان تَلقت نظرَة سامَة من اُمها جَعلتها تُشرع في اعدادِ الحَساء من اجل الوَزير

اهتَمت باعدادِ حساءُ الثمالَة الذي اخذتهُ بعد ذَلك الي غُرفة جُيون ، وَجدتهُ يجلس فوق سَريره بينما يُمسك رأسهُ بِصُداع ، تَحمحمت تلفتُ انتباهه و حالَما نظر اليها حتّى اقتربت للجُلوسِ قُربه

" قمتُ بتجهيز هذا الحساء من اجلك " هَتفت بينَما تُقدم ذلك الطَبق الي مَن اطال التَحديق بِها بِذهنٍ شارِد ، ايقظتهُ من سرحانه تلك الملعقة الساخنَة التي لامسَت شِفاهه " اوحح ساخِنَة "

لعق شِفاهه بِتوجُع اذ طالَع الصُغرى التي قَدمت الملعقَة اليه ثُمّ قالَت " لم يكُن عليك الاكثارُ من الشُرب الي ذلك الحَد ، أرايت كيف تكونُ عواقب الكُحول وَخيمَة ..؟ "

استَقامت حتّى تُغادر اذ حالَما دَنت من الباب سَمِعتهُ يقولُ بِهدوء

" ان كانَت عواقب الشُرب تنتهي بليلَة كالبارحَة ، ليتني اظلّ طيلَة حياتي اتعاقَب و انا راضٍ "

اهتزّ قَلبُها على ماسمِعتهُ ، كُلّ عرقٍ فيه ينبضُ بصخبٍ اثر ماقيل
مالذي يعنيه ..؟ لازال يَذكُر تفاصيلُ الأمسِ هو؟

شدّت على اطرافِ فُستانها ثُمّ استَدارت اليه تُشاهده و هو يُناظِرُها ، قرأ اضطِرابها فابتَسم من اجلِها يزيدهُا تشتُتًا

" قُلتُ انّي سانسَى ، لكنّي نسيتُ ان كُل مايخصكِ لا يُنسَى "

لا يَتخذُ العِبر بتاتًا ، رُغم ادراكه ان حُروفه خَطيرة عَليها
لَكنهُ يستمرُ بتعريضها للخَطر بكامِل رِضاه

قامَ بالتَربيتِ قُربه يَندهُ عَليها حتى تكونُ بِقربه ، و هي لَبت نداءهُ حينَما هرعَت نحوهُ و استَقرت بجانبهِ فوق الفِراش ، اعطاها صَدرهُ بأسرِه حينَما سحبها لِمُعانقتهِ و المَسحِ على عِضدها بِكُلّ لُطف

كان رَقيقًا في مُعاملتها الي اقصَى درجةٍ مُمكنَة
شَديد الحِرص في كُل حركةٍ ينتقيها من اجلِها
يخشَى ان تؤذي خُشونَة اصابعه نُعومة بشرتِها
لذلك الحَذّ هو يخافُ عَليها

" انتِ لستِ خائِفَة منّي اليس كذلك ؟ " سألها و استجابَة لهُ رفعت عينيها لِمُقابلَة عُيونِه ، لم يسبِق و ان عومِلت بهذه الرقّة من قَبل فَكيف لها أن تخاف منهُ ..؟

" لستُ خائِفَة مِنك ، انا خائِفَة من مَشاعري " هَمِست لهُ بِحُزن لَكن جُزء مِنها كان سَعيدا لِكونه لم يَتناسى تلك الخِلوَة الرقيقَة التي جَرت بينهُما البارحَة

اصَدر همهمَةً هادِئَة قبل ان يُسند ذَقنهُ فوق رأسِها يُناظِر الفَراغ بِشُرود " كيف استطيعُ ان اردع عنكِ هذا الشُعور ..؟ "

انّهُ ذات السؤال الذي يودّ ان يطرحهُ على نَفسِه
كيف يُبعد شُعور الخوفٍ من مَشاعره اليها..؟

اخَفض بصرهُ اليها حينما احس بقبضتها الصغيرَة تُمسك بقميصِه ، تتشبّث بِه و هي تُسند وَجنتها ضِد صَدره تَمنحهُ نَظراتٍ لا تُقاوَم

" انا خائِفَة ، و لا استطيعُ وَضع حدٍ لِهذا العِراك " هَمست لهُ تُحاكيه عن جُزءٍ بسيط يَحدُث داخِلها ، حَصلتُ منهُ على قُبلَة لامسَت جبينِها بِحُبٍ قبل ان يردِف " سنجدُ لهذا العِراك حَل مثاليّ بعد ان تُخبريني عن السَبب الذي جعلكِ تُوافقين على الزواج من جيمين "

" هل اكونُ صريحَة مَعك ..؟ " قالَت بِلُطفٍ تَجدهُ يومِئ من اجلِها ، جَلست باعتدالٍ امامَهُ تَجمعُ انفاسها بداخل صَدرِها قبل ان تُحاكيه قائِلَة " ان مارك يقومُ باجراءاتٍ قانونيَة تخُصني بشأن التبني ، يُريد استعادتي "

الشَئ الذي لم يستطِع جُيون فَهمهُ ، لِما مارك مُصِر على اخذِها؟
اكملت الصُغرى تُواصِل بِحُزن

" قال جيمين انّهُ ان نجح في استعادتي انت لن تستطيع الوقوف في وَجه القانون حتّى تُعيدني اليك مُجددًا ، و أن الحَل الأنسب للهُروب هو الزواج منهُ حتى يَستطيع حِمايتي " فَسرت لهُ مُتحدثة تجدهُ يستمع اليها باهتِمام

حينَما ارادت مُواصلَة الحَديث اغلَق شِفاهها بِوضع اصبعهِ فوقها متحدثًا " هل تُريدين ان اُصبح زَعيم عصابَة كيّ اُثبت لكِ انّي مُستعد على ان اُحارب القانون من أجلِك ..؟ "

سُرعان ما تَصبغت وَجنتيها بالأحمَر تجاوبًا مع حَديثه ، قامَت باخفاءِ شَفتيها داخل جَوفها مُتحمحمَة بحَرج " دَعني اُكمل كيّ لا انسَى ، لا تُشتتني "

ارجعَت شعرِها خَلف اُذنها ثُمّ تابعَت مُحاولة تجاهل نظراته المُتواصلَة اليها " لِهذا السَبب انا اجدُ جيمين الزَوج الأنسب لي ، انهُ يستطيعُ ان يَحميني ثُمّ انفردُ بمنزلي الخاص و حَياتي الشَخصية دون ان اُتعبك انت مَعي "

انتابهُ الزعل على آخِر ماقالَت ، اتريد الانفراد ببيتٍ خاص بعيدًا عنهُ ؟
لَكِنهُ التمس الحُزن بها و هي تُشير الي الحياة المُستقلَة
لابدّ انّها عانَت كثيرًا و تَمنت بشوق الحُصول على بيتٍ مُستقر

تلك المُعاناة واضحَة في عُيونِها و هي تُحاكيه و تُوضحُ لهُ
سَمِعتهُ يَتنهد قَبل أن يُبعد صينية الحَساء كونها شكَلت حاجِزًا بينهُما

قَربها منهُ اكثَر اذ احاط وَجنتيها بِكَفيها يُخاطبها بصوتٍ هادِئ " انتِ اغلقتِ السن القانونيّ ، لا يستطيعُ ان يتبناكِ لانكِ راشدة سويون ، و ان اراد ان يأخذكِ مني بالعُنف ، فانا مُستعد ان اُقيم حربًا من اجلِ منح عُيونك الاستقرار الذي تُريد "

هَمس لَها و هو يَمسحُ على وَجنتيها بِرفقٍ باصابِعه التي احدَثت فوضَى يستحيلُ ترتيبِها بداخِلها ، كُل مابِه مثاليّ بشكلٍ يُصعَب استيعابُه

" لَكِن لما ؟ لما اوقعك مَعي في كُل هذه المَشاكل؟ مارك شَخص خطر قد يؤذيك و يُسبب لك المشاكِل " هَمِست لهُ بينَما تُزيلُ يداهُ عَن وَجهها اذ يَكفيها قُربه ، ان زادَتها لمساتهُ سَتنهارُ بين يَداهُ بلا شَك

" لا تَسألي المُحِب لما يُحِب..! " هَمِس لَها و هو شاهِد عَن رجَتها قُبالته ، اسرَعت بحملِ تلك الوسادَة تضربه بها كي تتفادَى هُجوم مشاعرِها عليها

" ألم اُخبرك ان تتوقف عن سرقَة رزق زَوجي؟ " صاحَت به بانفعالٍ تجعلهُ يرمشُ باندهاشٍ بعد الخبطة التي تلقاها على كَتِفه

هل هي مُنفصمَة ..؟

نَظر اليها بِصدمَة و قَبل ان ينطِق ارادَت الهَرب
لَكنهُ نجح في امساكِها من رِسغها و اسقاطِها فَوقهُ

قيّد ذِراعها وراء ظهرِها يَجذِبُها اليه ثُمّ رَفع حاجبه بجديّة مُتحدثًا " انا لن اسمَح لكِ ان تَجعليني ادينُ بالرزقِ الي ذلك القَزم ..! اسمعتِ ؟ "

" لِما ؟ الا يليقُ ان يكونُ كل هذا الجمال رِزقه ؟ " هَمست لهُ بحاجبٍ مَرفوع بينَما تُطالِع عُيونَه الكُحليَة ، استَفزتهُ بالشكلِ الذي جَعله يُصغر المسافَة بينهُما للحدِ الذي جَعلهُ على وَشك دَمج شِفاههما للمرَة الثالثَة

" سويون ، انا اُحذركِ ، دعيني عاقِل ما دمتِ لا تَخافين منّي " هَتف بصوتِه الذي يُدغدغُ شُعورِها دون رَحمة ، اخفَضت بصرِها الي شِفاهه قَبل ان تُعيد التَحديق في عُيونِه السَوداء

سمع كِليهما صَوت باب البَيت يُفتَح
دُخول يونمي رِفقة مارك جَعل جسدها ينتفضُ بقوَة

دَفعتهُ باقوَى ما تمتلك تفّر هاربَة منهُ كيّ لا يراهُما احد بذلك الوَضع المُخِل ، هي حتمًا لن تُعلن مشاعِرهما للجَميع..!

•••

" امي اين ذَهب جيون ؟ "
سألت سويون بَعد ان غادَرت الحَمام ، كانت الساعَة تتجاوزُ التاسعَة ليلاً بالفِعل

حَدقت في والِدتها التي تَقرأ احدى الكُتب العشوائيَة حيثُ اجابَت " ذهب مَع مارك حتى يصطادوا خنزيرًا بريًا ، لِما ؟ هل اشتقتِ اليه ؟ " رَفعت حاجبها بخُبث لِتتحمحم الصُغرى قائِلَة " كلاّ ، فقط اسأل "

دَنت للجُلوسِ قُرب امها و يونمي التي تَتناولُ من المُكسرات ، جابَت بعسليتَيها بحثًا عن صديقتِها المُختفية ثُمّ همست تُتمتم " اين ايڤا ..؟ "

" لا اعل.. " قبل ان تُجيبها الكُبرى حَدق كِليهما بالأمير و تايهيونغ اللذان يَركُضان نَحو القصر و بَين اذرُع وليّ العَهدِ جَسد رُجوليّ

نَهضن النساء الثلاث يقترِبون من البابِ اكثَر و كُلما اقتَرب جَسد سُموه اتضحَت هيئَة الرَجُل المُغمَى عليه بين اذرُعه ، كُل ملابسه البَيضاء تِلك مُلطخَة بالدماءِ بمشهدٍ جَعل كيانُ سويون يَهتز

وَضعت يديها على شَفتيها تُوسع عينيها بصدمَة و قَبل ان تهرع اليه سَمِعت تايهيونغ ينطِقُ موضحًا حالتهُ

" الوَزير تَعرض الي طلقٍ ناريّ في كَتفه "

•••

6919

احم 🥲

لسه ما مرت 24 ساعة انتم حققتم الشروط ازاي..؟

بعيدًا عن كُل ده و بعيدا عن صدمتي
انتم توقعتم الحادثة يلي جرت مع سويون..؟

توقعتم ان جيون يلي سلمها بايده الي مارك؟
انتم متخيلين جلد الذان يلي هيعيشه الوزير بعد مايعرف

انا مش قادرة اتخيله ساعتها ابدًا
خُصوصًا انه شخص يهتم كثييير بمشاعر غيره
لاسيما سويون..'

عارفين اكثر شئ احبه في علاقة سويون و الوزير؟
انهم يحكوا كلشي لبعض و مايخبونَه

زي سويون لما جت و قتله عن سبب رغبتها في الزواج من جيمين بوضوح ، بدل ما تلف و تدور و تحاول تجرحه

هي لما عرفت انه عنده شعور ناحيتها
علطول صارحته بالحقيقة

و هو عرف يفهمها وجهة النظر المغلوطة
يلي هي مارك مايقدر يتبناها اساسًا!
لانها كبيرة كفاية و مسؤولة عن نفسها

يعني حتى القانون بصف جيون من هذه الناحيَة

الفكرَة ان مارك يخطط لشئ ما قويّ
و استنوا قريب جيون هيعرف انه يريد سويون بشكل سئ
ساعتها رد فعله 🔥

مش قادرة اتخيل 😂
بس زواجهم يلي انتم مستنيينه ، هيكون مجنون

خطبة سويون و جيمين هتصير؟
هتصير يب ، لكن بشكل مُختلف شوية
لكن صدقوني مش هدوم كثير

الفكرة الاساسية ان جيمين حاب يستفيد و يفيد
و انتم ظلمتم سويون انها هي تستغله
بينما هو يلي حقيقي حاب يستغلها 😭
و امه يلي اصلاً تستغلهم كلهم

تفتكروا ان فعلا مارك مايقدر على جيمين؟

جزئية القُبلة في ذا الفصل..؟

اسئلة حابين اجاوب عنها؟

ايفا مختفية طول الفصل لسبب ما حاتطرق له الفصل الجاي ان شاء الله
الليلة الماضية صار فيها الكثييير

اكثر مقطع حبيتوه ..؟

الشروط في هذا الفصل اعزائي القراء 🙂
4000 تصويت
4500 تعليق
انتم قدها؟ 👀
يلا خلصوها بالراحة عليكم

اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️🦋






.
.
.








البيت يلي هم فيه ♥️

غرفة سويون 🦋

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top