Husband | 17
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء السابِع عشر ♥️
التعليقات بين اسطر التشابتر مسموح بها كليًا و تُحسب ضِمن الشروط 🦋
لنبدأ 🤍
•••
اندَفع مُتناسيًا قِيمه و مَبادئِه كُليًا
حِينَ ذاك أعلَن القلبُ انتِصارَهُ على العقلِ بتصرفٍ طائِش
لم يَضعُ له أيُ حِساب ، فقط اراد ان يَشعُر بها بذلك القُرب مِنهُ
كان تعبيرًا منهُ عَن مَشاعِره المُشتَتة التي يُصعَب ترتيبِها البتّة
تَصرفهُ ذاك كان اثباتًا لِنفسه بأنّهُ فعلاً ، يُريدها بطريقَة مُنافيَة لاخلاقياتِه
بَعد ان ظنّ ان قَلبهُ اصبَح مُجرَد عضلَة تدُق سُبل العَيش
جاءَت لِتصَنع عُشًا لَها في مُنتصفهِ و تَنثُر عنهُ الغُبار
يَشعُر بِصدمتِها بينَ يداهُ لَكِنهُ عاجِز عن الابتِعاد
لَيست لَديه الجُرأة الكافيَة التي تَسمحُ لهُ بِوضع عينيه بداخل عُيونِها
بَعد أن دنّس نقاءِها بذلك القُربِ الذي يَراهُ خطيئَة
في الوقتِ التي صَنعهُ بِلثمَةٍ تُعبر عن مشاعِره البريئَة ..!
لم يَكُن جَسدُها مُتجاوب مَعهُ بقدرِ روحِها التي غُيبت عن العالِم بأسرِه
تُحلِقُ في السماءِ فوق غيمَةِ الحُب التي نُسِجَت من قِبله
صَنع لَها عالمًا ورديًا في ثوانٍ عِدّة دون ان يَجِد علاجًا لِقلبها المُضطرِب
بَل زاد من سوءِ اعراضِه اذ اصبَح يتخبَطُ دون تَوقف
ارتَعشت اطرافُها و كُل مابِها اصبَح مُهتزًا تَمامًا كَعُيونِها المُمتلئة بالدُموع ، تِلك قُبلتها الأولى التي لا تُريدها ان تَنتهي ابدًا ، ذلك الخَيالُ الذي يُراودها قَبل المنامِ اصبَح حَقيقَة بطريقَة مُستحيلَة..!
تَشبثت باطرافِ قَميصِ نومِها الطويل و نَبضاتُها تستمِرُ بالدَقِ بأعلَى صَوتٍ تمتلِكهُ ، كُل انشٍ في جَسدِها يَنبِض ، احيا بِقُبلَة واحِدَة جَميع جَسدِها و جَعلهُ مُغرَم بِه بالكامِل
اخَفت عَسليتَيها بداخِل جُفونِها تودُ الاختِباء وراء عُيونِها
بعيدًا عَنهُ و عن نَظراتِه التي لا تَنفكُ عَن التَحديقِ بِها
امتلَك الجُرأة الكافيَة التي جَعلتهُ يَنظرُ الي تفاصيلِ وَجهها المُحمَر بَعد ان صَنع حاجِزًا بينهُما حينَما قَطع تلك القُبلة التي هَزت كَيان كِليهما
هي لَيست كمثِله ، لا تستطيعُ ايجاد الشجاعَة بداخِلها مهما بَحثت عَنها
لَم تستطِع البتّة ان تَرفع عُيونِها الي عُيونِه
قد تَفضحُها نَظراتُها المليئَة بالحُب نَحوه ، سَتُفضح بِلا شَك
ان رأى ذاك البَريقِ الذي صَنعهُ بِها
عُيونِها بَوابة لِكونٍ يَشّعُ بِكواكِب الحُبِ بناهُ حَضرتهُ دون عَناء
يَداهُ التي تُحيط وَجنتيها انخَفضت بِبُطئ حَتى حَرر خَديها من قَبضة اصابِعه ، كان في مَوقفٍ جَعلهُ يتمنَى ان يُقصف من قِبل صواريخِه
اذ كَيف يَجرؤ و يَسرِق براءَة صَبيتِه بفعلٍ مُتهورٍ لا يَعرفُ عاقِبته..؟
الوَضع كان هادِئًا بِشكلٍ يَزيدُه قَلقًا
هي لا تُعطيه أي ردٍ يَجعلُه يَطمئِن ، هُدوءِها المُثير للرُعبِ يَجعل نَبضاتهُ تشتّد صَخبًا لِدرَجة الألَم ، يَراها تُلملم ذراتِ الشجاعَة مِن حُطامِه
حُطامِ جُرأتِه التي انكسَرت بِصمتها
تَرفعُ عَينيها بِبُطئ حَتى تُشاهِده
اذ اكتَفت بِجُملَة واحِدَة جَعلت احتِرامه لِنفسه يتلاشَى
" أثبت لي بالأخِر ، انكَ كذلِك رَجُل "
التَفت حَتى تُغادِر و أذِن لَها بِذلك
قالَت ما جَعلهُ يستحقرُ ذاتَهُ بِشكلٍ كَبير للغايَة
هي بَعد أن ظنّتهُ مُختلِف عن البَقية ، وَثِقَت به و لَم تكُن تخافُ قُربه من أي لَمسةٍ خفيّة..! كَسِر توقعاتِها بِقُبلةٍ ، و لو لَم يكُن يَقصدُ الأذيّة
لَكِنهُ خَسِر صُورَتهُ البَهيّة
يَستمعُ الي صَوت خُطواتِها التي تنساقُ بعيدًا عن جَناحه و الصَدمة لازالت تُلازمِها ، جَلست فوق الدَرج و اعيُنها تنظُر الي الفَراغ بعدمِ تَصديق
تحسست شَفتيها بِرفقٍ و عَقلُها يرفضُ ان يَستوعب
يَرفض استعادَة مَشهد اصطدامِ شِفاهها بخاصَة الوَزير..!
اذ كَيف لِذلك ان يَكون حَقيقيًا..؟
لِما اقبَل على تَقبيلِها..؟
لا تُريد البتّة ان تراهُ سيئًا ، ترفُض كُل تلك الافكار التي تَنصُ على كَونه استِغلالِيّ ، تُبعد كُل فكرٍ يُسيئ اليه بداخِلها
تودُ الاحتِفاظ بِصورتِه التي بَنتها لهُ مؤخرًا ، اذ لا يُمكن لفعلٍ ان يَمحوا كُل تصرفٍ لطيف مَنحهُ اياها سابِقًا ..!
المُشكلَة كانت
ان تَصرفهُ تعدا حُدودِها ، تجاوَز كُل خطٍ احمَر هي رَسمتهُ
كان صدرُها ثَقيلاً ، يَكبُت مَجرى انفاسِها التي بالكادِ تُتيح لَها فُرصَة للبقاءِ حَيّة ، اغمضت عُيونِها ثُمّ جَمعت شتاتِها حتّى تستقيم لِمُواصلَة سيرِها
تودُّ ان تختبِئ وسط حُضن الاغطيَة لعلّها تَهرُب من عُنف افكارِها
مالذي فَعلتهُ لهُ حتى يرميها وَسط قُعرٍ من السنَة اللهب..؟
السنَةِ خيالاتِها التي لَن تَرحم عُيونِها العَسليَة
سَتدعُها في دوامٍ اضافيّ لِحُلولِ الصَباح
دَخلت الي ذلك الجَناح الذي يَضمّ جسد ايڤا النائِمَة ، وَقفت تُناظِرها بعد ان اتكئَت على باب الحُجرَة بِشُرود " هَل ان اخبرتُكِ انّ والدكِ قَبلني ، سَتُصدقيني ..؟ " هَمست بِنَبرةٍ ساخِرَة
كَيف لها ان تتناسَى هذا المَشهد الذي بدأ يتردد الي ذِهنها كَلقطةٍ من اشهرٍ الافلام السينمائِيَة ، دَنت الي جهتها من السَرير ثُمّ استَقرت فَوقه تُطيلُ التَحديق بانعكاسِها في المِرآه
الي مَتى ستستمِرُ بالنُكران..؟
اولَم تكُن تلك القبلة تروقُها..؟
لِما تَكذِب على نَفسِها اكثَر ..!
هي أحبَت تَهورِه ، احبتهُ و احتَفظت بِذلك المَشهد في قلبِها للأبد
ستُغلقُ عليه و لن تُخبر احَد عَنهُ حتى حين مماتِها
اذ كَيف تنسَى قُبلتها الأولَى من أولِ رَجُلٍ نَبض لهُ قَلبها..؟
هي في عِراكٍ شَرِسٍ بين المُفكرِ و الخافِق
القَلبُ يُدافع بِشعورِه ، و العَقلُ يُهاجِم بِمنطِقه
المَنطق ينصّ أنّ الوَزير والِد صديقتِها
و الشُعور يَقولُ ان الحُب لا يَحكمهُ العُمر
دامَهُ لا يمتلكُ صلَة قرابَة بِها
ايهُما الأصَح..؟
و كَيف ستكونُ نظرَة المُجتمَع لِشابَة تَميلُ لرجلٍ ثلاثينيّ..؟
هل غيابُ أبيها عَنها السَبب في مُيولها اليه..؟
ام انّها فعلاً احبتهُ لِروحِه ، احبَته لشخصه بعيدًا عَن عُمره
صَحيح انّهُ ملئ الفَراغ الذي تَركه والدها في داخِله
لَكنهُ ملئه بالطريقَة التي جَعلتهُ يستولي عَلى كُلها
كَما اصبَحت هي تمامًا ، كُلّ كُلّه
•••
اليَومُ المُوالي
كان اكثَرُ صباح بارِد حَلّ على قلبِ الوَزير
رُغم وجودِ اشعَة الشمسِ التي تُدفئ اركانِ جناحِه
لَكِن داخِلهُ يُواشَك على التَجمُد
لَم يَذُق طَعم النومِ مُنذ ان غادَرتهُ صبيتِه و كَسرت بِه الكَثير
هي لم تُخطئ ، بَل كان هو المُخطئ الوَحيد
كان مَن وَضع نَفسهُ في مّوقفٍ يستحِق ان يُرجم عَليه حَد المَوت..!
فَكيفُ له ان يَعبث بِشفاه طفلَة بريئَة كَتِلك..؟
كُلما حاول اغماض عُيونِه تتردَدُ جُملتها في اُذنيه تَجلدُه حتّى دَمت دواخِله و اصبَح قلبهُ مُتورّم لشدّة الانقباض
هُنالِك دُموع طَفيفَة تتمركزُ اسفل جُفونِه ، من شدّة العِتاب
هو انسان رَقيقُ لدرجَة تؤذيه دون رَحمَة
يَكرهُ انّهُ يُطيل التَفكير في مَشاعر غَيره فيتأذى اضعاف
فَمبالك ان كانَت تلك الاحاسيسُ تخصُ صَبيتِه؟
كَيف سيُواجِهُها ..؟ بأيِّ وَجهٍ قد يُقابِلُها..؟
حاوَل ان يَستعيد رُشدَه ، لَكنهُ عاجِز عن لملمَةِ شِتاته
قَد مَرض و تآكَلهُ النَدم كُلّه حتّى بان على وَجهِه الهَم لكثرَة التَفكير
لم تَدخُل شِفاهه لُقمَة طعامٍ واحدَة لاكثر من اربع و عِشرون ساعَة ، يَكتفي باحتساءِ الكُحول كَـ سِكير انَهكهُ فُراق مَعشوقتِه
كان الفُراق بالنسبَة الي قَلبِه الذي داهَمها بِمبدأ الاشتياق..!
عَليه دَفع ثَمن فِعلته و اعلان خَسارتِه لذلك السِباق
جَرى بِه باندفاعٍ ، يظنُّ ان شِفاهها سَتكونُ التِرياق
لَكنها سُمّ تَجرعهُ ، و الحُبّ مُجرَد عُذرٍ يُجاري السِياق..!
خَسر سِباقه ، مَع عشرينيّ احقُ بِها مِنهُ
فَمن هو لِيُطالب بِها ؟ هو مُجَرد رَجُلٍ واجِبهُ الاهتمامُ بِها
و كُل عرضٍ جانبيّ ، عَليهِ أن يُعالَج لانهُ قد يُصبح ورمٌ مَصيرهُ التآكُل حَد المَوتِ و الاختِفاء
ألا يَكفي ما عاناهُ مع الحُب قبل عِشرون عامًا..؟
فلِما قلبهُ يُحِب ان يَتذوق ذات السُمِّ مَرتين؟
سَمِع صَوت طرقٍ على الباب يَليه صَوت ابنتِه المليئ بالضَجيج كَما اعتادَت ان تَكون دومًا ، صاخِبَة لا تَكفُ عن احداثِ الفوضَى حَولها
تَجاهلها للمرّة التي عجزِ عن عَدِها و ظلّ يُشاهِد صُورة سويون و هي طِفلة بين اصابعه ، يُذكر نَفسهُ مع كُل ثانيَة تمُر انّها تلك الصغيرَة التي رعاها و اعطاها الحُب النقيّ ، يودّ ان يُقنع قَلبهُ بأن مَشاعره مُجرَد وَهمٍ زائِف
و انّهُ كما قالَت هي
مُجرّد رَجُلٍ لديه رَغباتٍ حاول تَلبيتِها للمرَة الأولَى
عَقدت ايڤا حواجِبها بعدمِ فهمٍ من انعزالِ والدها الغيرِ مُبرر ثُمّ نَزلت الي الصالَة تُحدِق في صديقتها التي غادَرت الغرفَة للتو " سويون مابه وَجهك مُتورم؟ "
سألَت الصغرى بَعد ان اقتَربت لِتفقُد عُيون صديقتها المُنتفخَة ، حَركت سويون رأسها نَفيًا و قد عاد قَلبها لصخبه حالَما تذكَرت آخِرُ ما جَرى ختاميَة البارحَة
" لا شَئ ، سهرتُ ادرُس لذلك لم احصُل على قسطي الكافي من النَوم " كان عُذرها الذي تَجِدهُ مُناسِبًا لاتخاذه حُجَة تقنع بها من تَنهدت بِحُزن
" ابي يرفُض ان يفتح لي الباب مُجددًا ..! لا افهمُ مابِه "
ناظَرتها سويون بِاستِياء و لَم تجرؤ على فَتحِ فَمِها بحرفٍ واحِد ، هي جَرت اقدامِها الي الصالَة و جَلست فوق ذلك الكرسيّ تُفكِر
ما طَبيعة مشاعِر الوَزير نَحوها..؟ أولم يَكُن يراها مُجرَدُ طِفلة..؟
تَنفست بِثُقلٍ بَعد ان داهَمها الحُزن من كُل صَوب ، كانت تُحِب علاقتها بِه و تَستريحُ بها للغايَة ، لَكن حتمًا كُل موازين عِلاقتهما سَتنقلب بعد تَهورِه
نَظرت اتجاه صديقتِها التي جَلست بِجانبها تنظُر اليها بِقلق " لقد غيّر كلمَة سِر جَناحه ، سويون هل يُمكنك الذهاب انتِ اليه؟ رُبما يفتحُ لكِ انهُ يُحبك "
لم يستطِع قلبُ الكُبرى الصُمود على اخر كَلمتين نَطقتها ايڤا
انهُ اعتراف شَفاهيّ من ابنَة الرَجُل الذي تَهواهُ هي
خَفق قلبُها يَتراقصُ وسط اضلُعها رُغمًا عن ارادَة من تَحمحمَت قائِلَة " اُتركيه ايڤا ، حينما يُصبح بخير سيفتَح لكِ ، لابد انّه يُريد الاختلاء بنفسه قليلاً دعيه "
بانَ الحُزن اكثَر على مَلامح الصُغرى التي اصرَت على موقِفها بقولها " مهما كان ابي يُريد الانعزال لا يَبقى بعيدًا عنّي كُل هذا الوَقت ، انا قلقة عليه "
اصَدرت سويون تنهيدَة عميقَة ثُمّ استَقامت حتى تُغادر المَحضر لَكنها توقفت ما ان قالَت الصُغرى " هل انتِ حقًا غير مُهتمة ان كان هو بخير ام لا؟ الا تَقلقين بشأنه و هو فَعل كُل شئ من اجلكِ سويون ؟ "
ضَغطت الكُبرى على قَبضتيها قويًا تَشعُر بِوخَزٍ يَنقُر قلبِها الجَريح
كُل مابِها قَلِق ، لاسيما خافِقها الذي على هاويَةِ الهلاكِ هو طَريح
استَجمعت كُل شجاعتها حتى تَلتفت الي الصُغرى تُواجِهها بابتِسامَة رَقيقَة تَحدثت بِها " سأصعدُ لاطمئن عَليه ، انا كَذلك قلقة "
لا تَعرِفُ كَيف جاءَتها كُل تلك الجُرأة حَتى تقف امام جَناحِ الرَجُل الذي خَطف قُبلتها الاولَى ، و المُصيبَة الكُبرى ان قلبُها راضٍ..!
طَرقت ذَلك البابُ و داخِلها تَتوسّله ألا يَفتحهُ كي تعودُ خائِبَة الي الاصغَر ، لَكنهُ يَصدمِها كمثلِ كُل مرّة حينَما يَظهرُ بهيئتِه امامَها
كان يَلبِسُ بذلتهُ الرَسميَة السَوداء و عَلى وَجهه الشاحِب مَلامِح قاسيَة
لم يَكُن يَقسوا عَليها ، فحاشاهُ أن وَجه نَظرة حدّة الي صَبيتِه
تِلك الذي يلينُ الحَجرُ في حُضورِها
بِرقتها و فِرط نُعومتِها
تَقابَلت عيناهُما تَقرأ قصائِد من النَدم يهجوا بها نَفسُه
تَرى انّهُ مُنغمِس في صِراعٍ لا وجود لسلمٍ يُنهيه
كان يَحملُ بين يَداهُ سُترتِه التي ارتداها يَتجهزُ حتَى ينزِل ، لذلك كان فَتحهِ للباب تزامن مَع طرقها هي " صباحُ الخير " قال بِهدوءٍ و هو يلبسُ جاكيته
تراجَعت خُطوتين الي الخَلفِ و لم تُجبه ، التَفت حتى تُغادر و قَد عَذرها و لم يعترِض ، فِعلتهُ لم تكُن بالشَئ السهل حتى تتقبلها فتاة مِثلها
غادَرتهُ تنهيدة تُعبر عن مَدى استياءِه ثُمّ نزل خَلفها يدلُف الصالَة ، رأى ابنته تُسرِع بالرَكضِ نَحوه و بمجرَد ان بَلغتهُ حتى قامَت بِعناقه بِسُرعَة
قامَت بِتقبيله على وَجنته " ابي لما لم ترضَى ان تفتح لي الباب؟ لم ارك منذ البارحَة ! " سألتهُ بِحُزنٍ بعد ان ابتَعدت عنهُ تتفقَد وَجههُ المَهموم
اكتَفى بالتَربيت عَليها مع قَولِه " اُعاني من مَشاكل في العَمل لذلك احتجتُ الاختلاء بِنفسي قليلاً "
" ابي لا تَضغط على نَفسِك ارجوك ، اخبرتك ان التدريس في الجا.. " سُرعان ما ابتَلعت لسانِها حينَما ادركت وجود سويون بينهُما
التَفت برأسِها للتحديقِ بالكُبرى لَكنها شاردَة بالفِعل و لَم تنتبِه بما قالتهُ ، تَنفست الصَعداء و قبل ان تُكمل كلامها وَجدت والدها تجاوزها بمُغادرة المجلِس
لم تكُن تَفهم خَطبه..!
تعابيره و مَلابسه و كُل مابِه يُظهرُ انّه حتمًا ليس بِخَير
" سويون انا قلقة بشأن ابي ، مابِه لا افهم ..! " نَبست ايڤا بينَما تُمسك برأسِها ، جَلست بِجوار من ناظَرتها بِصَمتٍ اذ كَيف تُعطيها حَل لم تَجده لِنفسها ..؟
دواءُ الوزير هو ذاتهُ دواءها الذي تَستمرُ بالبحثِ عنهُ مُنذ البارحَة
تَنهدت هي الثانيَة و قَبل ان تتحدَث رأت جيكوب يدخُل الي الصالَة ، لم يكُن بِمُفرده بل كانت بِجواره امرأة حامِل في شهرِها الثامِن
كان ذلك واضِح من بُروزِ بطنِها الكَبير
خمنَت انها بلا شَك زوجتهُ
امعَنت التَحديق في مَلامِحها الأجنبيَة و شعرِها الأحمَر المُجعَد ، عُيونِها خَضراء فاتِحَة تتماشَى مع بشرتِها ناصعَة البياض
رَمِشت مُنذهلَة ، هي صَهباء و جَميلة بشكلٍ مُلفت
استَقامت ايڤا تُسرِع حتَى تُسلم عليها قائِلَة " مرحبًا ليلان ، مرت مُدَة لم اركِ بها ، واه بطنكِ كَبر " شَهِقت الصُغرى التي قامت بتلمس بطن الاكبر سِنًا
" يكفي انكِ ترين وجه زوجي طيلة اليوم " اجابَت ليلان بِصوتٍ مُنزعِج و هي تنظُر الي زوجِها الذي تجاهَل ما قالتهُ و سأل مُباشرَة " اين الوزير ؟ "
شابَكت زوجتهُ يداها فوق بطنِها ثمّ نَبست بسُخريَة " أخبريه اين ضَرتي ! "
حَملق جيكوب بها بانزِعاج فاعطتهُ نَظراتٍ سامَة جَعلتهُ يُدحرج عينيه بِمَلل ، وَقعت انظارهُ على جُيون الذي جاء من المَطبخ يحملُ كوب قهوتِه
" جيكوب انت هُنا " قال الوزير بَعد ان صَنع وجهًا مُبتسِمًا بِصُعوبَة ثُمّ قبل ان يقترِب حتى يُصافحه رأى وجه زوجتِه المليئ بالتعابيرِ السامَة يُطالعه
" واه! قد جاءت العجوز الشمطاء ..! " سخر الوَزير و هو يُراقب ليلان التي تُمسك قبضتِها بصعوبَة عَنهُ ، قد نَبهتهُ بحدَة " انا احترمُ كوني حامل لان الطبيبة منعتني من كثرَة الحركة ، لكن انتظرني حينما ألد "
قلّب جُيون عُيونِه للنحوِ الأخَر بِضَجر ثُمّ سَخِر منها عبر قوله " كفاكِ هوسًا بِلكم الرجال ، اصبحتِ امراة مُتزوجَة رزينَة ، تحلّي بالانوثَة كيّ تتماشى مع شَكلك ! "
نَظر الي مُساعده ثُم احتسَى من قهوته يُخاطبه " هل انت مُتأكد انك متزوج من فتاة ؟ قد تكون رَجُل مُتحول ..! احقًا انت المُسيطر جيكوب ام هي؟ "
رَمشت سويون بِصدمَة و هي تسمعُ حديث الوزير اذ سارعَت بالالتفات للنحوِ الأخَر مُتمتمَة " لما اصبحتُ افهم الكلام السئ بسهولَة ؟ عليّ التوقف عن قراءة الروايات مع ايڤا "
" انت اخر من يَحق لهُ التحدُث ..! كُف عن الالتصاق بزوجي و دَعهُ و شأنه ثُمّ آن ذاك سيُفكر بكونه المُسيطر " قالَت ليلان بغضبٍ عارِم بينَما تضغطُ على يديها ، حَدق جُيون بها ثُمّ ابتسَم حتى يستفِزُها " لا! انهُ يخصني "
" ما رأيك ان تتزوجه ..؟ ان كنت ترغب بتغيير مُيولك ، هُنالك عمليات رخيصَة تُجرى في تايلند ، هل احجزُ لك موعدًا ؟ " نَبست الصُغرى تَرمُق من اختنق بقهوتِه بِصدمَة مما سَمعه ، ناظَرها بغضبٍ ثُمّ اشار عليها بعد ان سَعل بشدّة اذ راحَت ابنته تُطبطبُ على ظَهرِه برفق
" جيكوب اغلق فم زوجتك المليئ بالقذارَة " صاح بِمُساعده الذي دلّك جَبينهُ بِصُداع ، احَد الاسباب التي تجعلهُ لا يُحب التقاء زوجته بِالوزير انهُما لا يتَفاهمان كُلما اجتَمعا
زوجتهُ تمتلكُ اللسان الذي عجز هو عن قَطعه
الانسان الطبيعيّ تنموا قامتهُ
في الوقت الذي اخَذ لسانُها حقّ طولِها بنموه و حجمِه
قصيرَة القامَة طويلَة اللسان
" انا مُحقَة ! انت لا تَكُف عن الالتصاق بِه ، لم اقضي معهُ شهرًا كاملاً مُنذ ان تزوجتهُ حتّى ، لما لا تتزوج و تنشغل بِحياتِك؟ دَعهُ و شأنه " صاحَت به بانفعال و حالما احسَت بالتّعب ذهبت للجُلوس قُرب سويون التي ناظرتها باعجاب
طَلت عليها حتى تستطيع النَظر في عينيها الخَضراء
هي تُحب العُيون المُلونَة كَثيرًا
ناظَرتها الاكبر سِنًا باستِغراب ثُمّ قالَت " من انتِ ؟ "
" انا اسمي سويون ، و انتِ ؟ " عَرفت الصُغرى عن نَفسها ثُمّ صافَحت من قَدمت ذاتها بقولِها " ليلان ، زوجة جيكوب و الوزير يكونُ ضرتي "
رَمقت جُيون بنظراتٍ جانبيَة تراهُ قد تَجاهلها تمامًا و راح يُحادث جيكوب على انفراد ، فاضَت المواجِع بليلان التي بدأت تشتكي بانزعاجٍ عجزت عن اخفاءه
" ذلك الوزير المُتسلط الظالِم ، تَخيلي انّهُ حتى بليلَة زواجنا كلّفه بمهمَة ..! لقد اعادنا من مُنتصف شهر العَسل فقط لانهُ يشعر بالوحدَة ! ماذا عنّي ؟ هل كُتب على اسم زوجي و انا لا اعلم؟ "
طبطبت ايڤا عَليها تُواسيها تمامًا كما فعلت سويون اذ نَطقت ابنة الوزير قائِلَة " لاباس ليلي انتِ تعرفين انّ ابي مُتعلق بِه كثيرًا ، لا يُمكنه امضاء اسبوع كامل بدونه "
غَضِبت ليلان اكثَر اذ نَظرت الي ايڤا بانزِعاج " و انا ما ذَنبي ؟ انني بالكاد اراهُ مرَة في الاسبوع بسبب كثرَة مهام والدك التي يُنجزها زوجي "
وَجدت جُيون يُحدق بها بعد ان فصل انتباهه عن جيكوب اذ قال بِغُرور " لا تنسيّ انكِ تعرفتِ عليه بِسببي ..! لذلك انا الاحقُ الاول بِه "
" لا تنسى انّهُ لولم يكُن موجودًا لكنتُ قتلتك منذ زَمن " اجابتهُ الصُغرى بغضبٍ ثُمّ راقَبت جُيون و هو يُطبطب على ظهرِ زوجها بغيض
كان يَتعمدُ اغاضتِها و هي لم تحتمِل ، كيف للامرِ ان يَنتهي بشعورها بالغيرَة من مُدير زوجِها..!
ضَحكت سويون بخفَة على تعابيرِها اذ وَجدت شيئًا تَضعُ به هُدنَة لصراع مشاعِرها ، سألتها قائِلَة " كَيف تعرفتِ على زوجكِ ؟ لا يَبدوا لي أنه من النَوع الذي يُسهَل عليه الوقوع في حُب فتاة "
حَدقت الكُبرى بِها ثُمّ قامت باسنادِ ظهرها على الاريكَة خلفها تسمعُ صوت ايڤا التي ضَحكت بخفة قبل اجابتِها " كيف اُصارحك انها اُرسلت كيّ تغتال ابي ؟ فانتهَى بها الامر تقعُ في حب مُساعده ..! "
وَسعت سويون عَينيها بِدهشَة لِتشهق بِخَوف " ح..حقًا ..؟ "
نَظرت في وَجه ليلان الجاد و هي تنطِقُ بجديَة " لازالت فكرَة اغتيالهُ قائِمَة ، انتظرُ ان ألد ثُمّ انتقمُ لحقي الضائِع "
خافَت سويون بشدَة من نبرتِها المليئَة بالشَر لِتبتلع ريقها بِذُعر قَبل ان تُنفي بشدَة " ك..كلا ، لا تقتُليه ، انهُ لطيف حقًا "
" اذًا جدوا لهُ زوجة ينشغلُ بها عن زوجي ..! " قالَت ليلان بِحاجبٍ مَرفوع و هي تقرأ تعابير سويون الخائِفَة ، ضَحكت عليها بشدّة ثُمّ قالَت بلُطف " انا امزح ، لن اقتلُه حقًا ، لكنهُ يستفزني "
" انها تَمزح سويون مابه وَجهك تغير لونهُ ؟ " هَتفت ايڤا بينَما تمدُ يدها لملامسَة يد صديقتها المُرتجفَة ، ضَغطت عليها بقوّة مُضيفَة " لقد خافَت حقًا ! لا تأخذي كلام ليلان بجديَة انها تُحب المُزاح "
ابتَسمت سويون بتوتُر ثُمّ استرقَت النظر الي الوزير الذي يُري جيكوب على شاشَة حاسوبه بِضع امورٍ تَخُص عَمله ، لوهلَة راودتها فكرَة ان تَفقدهُ للأبد و ذَلك جَعل ملامحها تُظهر ردًا لحظيًا بِاصفرارِ بشرتِها و ارتعادِ اطرافها
ابتَلعت ريقها ثُمّ سَمِعت ليلان تُخبرها " اُنظري ، ابي كان يَعملُ في الاستخبارات و حينَما وصل لسن التقاعد نَفذ بجلده قبل ان يتم قتلهُ كما يحدُث مع كُل زُملاءه ، آن ذاك بدأ يُهدِد و يَبتز كبار الشخصيات باسرارٍ هامة تَخصهم و تخُص الدولَة و من ضِمنهم جُيون "
انتَبهت سويون اليها تستمعُ بِحَذرٍ تام اذ اضافَت تُكمِل " لكن جُيون لم يَرضخ لهُ و لم يُعطه المَبلغ الذي يَحتاج لان سجلهُ بالفعل نظيف ، كان واثقًا من نَفسِه الي الوقتِ الذي امسَك عليه ابي سِرًا لا يَعرفهُ الا هو و جَلالة الملك "
اثار اخر ما قالتهُ اهتمام سويون التي ناظَرت ايڤا بِفُضول ، لم تكُن ابنَة الوزير تعرِفُ ذلك السِر ايضًا و كُلما حاوَلت البحث عنهُ اخفَقت في التوصل الي نتيجَة مُرضيَة
" حينَما هَدد ابي جُيون به ارسَل لهُ جيكوب الذي استَطاع ان يَلوي ذِراعه جيدًا ، و آن ذاك خسر والدي كِل ثَروتِه التي جناها بالنصبِ و الاحتِيال على كبار الشَخصيات و حينَما وَجد نَفسهُ يجوب الشوارِع قام باستِغلالي انا في بدأ مَهام لاستدراجِ الرجال بِجمالي و سرقِ اموالهم و اغتِيالهم "
اشارَت على نَفسِها بينَما تُرجع شعرِها الاحمر خَلف اُذنها قبل ان تُكمِل لمن فرقت شِفاهها بانبِهار " لم استطِع الرَفض حَقيقةً لانهُ هددني بِقتل اُمي ، نظرًا لان هُنالك بضع مشاكل بينهُما و انفصلا سابقًا ، فتَمرستُ في عملي و جَنيتُ له مَبالغ طائِلَة ، لاسيما انّي ارتكبتُ بضع جرائِم لم تكُن قليلَة ..! "
فَرقت سويون شفتيها بدهشَة اذ وَضعت يدها فوق شَفتيها بعدمِ تَصديق ، نظرت نَحو جيكوب الواقِف عن بُعد مسافة جيدَة تتذكرُ بدأ مسيرتِه في الاجرامِ كَذلك
هو يِشبه زوجتهُ في هذه الناحيَة
لابد ان ذلك سَبب جَعلهما ينسجِمان
" هل حقًا قمتِ بارتكاب جرائِم ؟ " سألتها بِصدمَة تجدُ الكُبرى تومِئ بابتِسامَة " كنتُ اقتلُ الرجال الخائِنين..! لانهم يخونون زوجاتهم مَعي..! لا استطيعُ تركهُ دون قتلِه ، اذ ارى عذاب اُمي في عُيونهم لكونها عانت من خيانات ابي المُتكررة "
" هل كنتِ تفعلين مع.. " نَبست سويون بصدمَة لِتسمع ضِحكة الكُبرى التي اسرعَت بالنفي قبل اجابتِها " قُلت اني كنتُ مجرمَة لا عاهرَة ، هُنالك فرق حسنًا ..؟ انا جَمالي مُقدَس ليس اي رَجُلٍ يستحقُ الحصول عَليه "
" ثُمّ وَكلني ابي بِمُهمَة تخُص الوزير ، طلب منّي ان اغتالهُ و اجلبُ له معلوماتٍ تخُص الدولَة بعد ان عجز عن الوصول اليها ، لاصدقكِ قولاً لم يكُن امر التودد الي جُيون سَهلاً اذ انّه يصنعُ حاجزًا لا يُقهر بينهُ و بين النِساء ، على الرُغم من شخصيته اللطيفة لَكنهُ صارِم في التعامل معهنّ ! اترين جيكوب الحاد طيلَة الوقت ؟ كانت توجد لديه ثغرات استطعتُ الدُخول عبرها على غِرار الوَزير ، اشُك في انهُ سيتزَوج اساسًا و سيبقى ضرتي للأبد "
نَبست ليلان بينَما تقطبُ حواجِبها و هي تسترقُ النظر الي جُيون الذي يُدلك جَبهتهُ مُتنهِدًا ، اضافَت بهدوء " لذلك ، وجدتُ فكرة اغواء مُساعده للحُصولِ على مُرادي فكرَة اسهَل ، و للاسف هو من اغواني و ليسَ العَكس "
" لَقد وقعتُ في حُبه و ظللتُ وراءَهُ حتَى جَعلتهُ يسقُط في شباكي في الأخَر ، كان يعرفُ هويتي من البدايَة و اظنّ الشَئ الذي جَعله يميلُ لي هي شَخصيتي قبل جَمالي ، كنتُ حادَة معهُ و اُسمعه كَلامًا سامًا و احيانًا اُصارعهُ ، خرجنا في مواعيد عِدَة و كُلها انتهَت بِلكمَة قويَة اصابَت شفتيه او جُزء من عَينيه ، في الواقع ، تحمَل الكَثير مَعي لذلك اتفهم فكرَة انهُ صامد للان مع جُيون "
" وااه! و كَيف لم تدخُلين الي السِجن بسبب جرائمك ؟ " نَطقت الصُغرى بِدهشَة قبل ان تُجيبها ليلان مُبتسمَة " اهتَم الوزير بتنظيف سِجلي تمامًا كما فعل مع زَوجي ، صَحيح انني لا اتفاهم معهُ ، لكني اعترفُ انهُ شَخص طيب ، يمتلكُ قلب نقيّ انا حدّ ذاتي لا املكُ مِثله "
نَظرت سويون الي الوَزير الذي يَتناول من طَبق الفاكهَة التي ارغَمهُ مُساعده على اكلِها رُغمًا عَنهُ ، التَزمت الصَمت تَسمعُ ما اضافتهُ ليلان
" انزعجُ من فكرة انهُ يتسامَح كثيرًا ، لذلك يُخبرني جيكوب انهُ مضطر للبقاء قُربه طيلة الوقت ، كونهُ يُسامح دون ان يُفكر مَرتين ، هو لا يستطيعُ فهم ان البَشر ان غَدروا بك مرّة ، سيفعلون مِليون مرّة ..! يُوقع نَفسه بالمشاكِل بسبب طيبتِه الزائِدَة و هذا سَبب كافٍ في جَعله يعتمدُ على زوجي في اغلب قرارته ، جيكوب مِثلي لا يَملكُ القلب الطَيب ابدًا "
" هل يَعني ذلك انك تملكين خِصالاً شريرَة ؟ " هَتفت الصُغرى بعينين مُوسعَة تَجدُ الكُبرى تومِئ بابتِسامَة لطيفَة " ليسَت دومًا الخصالُ الطيبَة هي السليمَة ..! صحيح اني شِريرَة لكني لطيفَة ، الستُ كَذلك ؟ "
" لا اظنُ انك شريرَة ، تَبدين لطيفَة للغايَة " هَتفت سويون بينَما تلتمسُ شعر مَن ابتَسمت من اجلِها ثمّ قالَت " الحُب من جَعلني اهدأ ، كنتُ جامحَة سابقًا و لاني احببتُ قررتُ ان استقِر و اُنشئ عائِلَة رفقة من يُشبهني "
" لكن ذلك الوزير المُتعفن عائِق..! " تابعَت بينَما تصنعُ وجهًا مُتجهمًا ما ان تقابَلت عينيها مع عينيّ جُيون الذي يبتسمُ بِمُكر و هو يأكل من جيكوب
اغمَضت عُيونها تستجمعُ انفاسِها ، لا تودّ ان تُوقظ الشريرَة النائِمَة داخِلها بتاتًا ، ليسَ بعد ان اخَذت دروس عن كَيف الخَير هو اساسُ الحَياة
لَكنها تسيرُ بمبدأ أن الشِرير هو البَطل الحقيقيّ للقصَة ..!
•••
" هل تشتهين شيئًا تُريدين أكلَه ؟ " سألت ايڤا و هي تقفُ في المَطبخ رِفقة سويون لِتحضير وَجبة العَشاء ، اشتاقَت عسلية الأعيُن الي فقراتِ الطبخ مَع اُمها لذلك طلبت من صديقتِها ان تَطبخ بنفسها اليَوم بدلاً من الخَدم
لم تَرفُض الصُغرى بتاتًا بل تَشجعت لِمُشاركتها هي و ليلان التي تُعد السلطَة قبل ان تُجيب " لستُ اشتهي سِوا قَطع رأس جُيون "
نَظرت سويون اليها بِحَذر ، بعد ان علِمت عن ماضيها الدامي هي فعلاً بدأت تخاف على الوَزير مِنها لذلك سألتها " هل سَتمكثين الليلة هُنا ؟ "
" اجل ، شعرتُ بالملل لوحدي طيلَة الوقتِ في المنزِل ، جئتُ حديثًا الي كوريا و جيكوب لا يسمحُ لي بالخُروج ، يخافُ ان تعرض لي احد اعداءه القُدامى خصوصًا اني حامِل " نَبست الاكبر سِنًا بِحُزن اذ راحَت تُقطع الخَس و تغسلهُ جيدًا
ابتَلعت سويون ريقِها بِخَوف و هي تُناظرها بِرَيبة ، قامَت بِدهن الدَجاجِ بالصوص الذي حضرتهُ من بِضع بهاراتٍ رفقة الزبادي
وَضعتهُ في الفُرن مع البطاطس و الخُضارِ بعد ان غَلفتهُ جيدًا ثُمّ اتجهَت لِصُنع كيك بالشوكولاتَة يُنسيها بَعض التوتر ، لا تستطيعُ التوقف عن تَخيل ليلان و هي تَقطعُ رأس جُيون
استأذنت زوجة جيكوب بالذهابِ الي دورةِ المياه اذ بمجرَد ان غادَرت حتى تركت سويون مابيديها و رَكضت تطلّ على الوزير بالصالَة
كانت كُل ثانية و الاخرَى تتردد للاطمئنانِ عَليه طيلَة غياب ليلان ،استَغرب جُيون الذي كان يلمحُ ظِلها كُلما جاءَت ثُمّ يراها تركُض كالقِط بسُرعَة
رَمِش مُتعجبًا لِيُطأطأ بِرأسه بِقلَة حيلَة
لابد انّها مُنغمسة باحدِ خَيالاتِها الغريبَة كالعادَة
و بِلا شَك هي تُصدق ما يُخبره عقلُها لها
عادَت ليلان الي المَطبخ و آن ذاك ارتاح قلب سويون التي ظلّت تُعد الكيك باهتِمام ، انها احدَى هواياتها المُفضلَة ، اعدادُ الحَلويات اللذيذَة
سَمِعت ايڤا تتحدَثُ قائِلَة " هل سَتذهبين معنا الي رحلَة الصيدِ غدًا ؟ "
نَظرت في عينيّ ليلان التي نَفت تعترِض " لا ، انها فُرصتنا انا و جيكوب كيّ نذهب لشراء غُرفة للصَغير و ساجهز حقيبَة الولادة ، ضرتي اخيرًا اعطاهُ اجازَة لثلاث ايام "
زَمت ايڤا شَفتيها بينَما تُقهقه بخفَة على لقب ضُرتي ذاك
تتفهمُ غيرَة الكُبرى مِن أبيها ، كونهُ فعلاً لا يُفارق مُساعده
اجتَمع الجَميعُ على مائدَة الطعام و كان مِن ضِمن الحُضور وليّ العهد الذي انضّم حديثًا ، نَظراتُ ايڤا اليه تحملُ الكَثيرُ من الكُره بعد ان علِمت بالخُطوبة المُقرر حُدوثها بينهُما
لا تُصدق انّهُ غَدر بِها و بِصداقتهما الأخويَة
كَيف لهُ ان يَراها بتلك النظرَة ..؟
كان اليوم بِطوله مُجتمعًا مع رَئيس كوريا الذي دَعاهُ الي منزله بَعد ان سَمِع بوجودِه في البَلد ، لذلك ظلّ يَمتدحُ ابنَة الرئيس امامَها كيّ يُثير غيرتِها
اجابتهُ بابتسامَة لطيفَة " سيكونُ من الجَميل ان تكون ملكَة بريطانيا المُستقبلية كوريَة ..! لما لا تتزوجها ؟ "
انَقلبت مَلامِحهُ حينَما كَسرت توقعاته ، لم يَقُم باستقطابِ غيرتها و ذَلك ازعجَهُ ، لكنهُ تدارَك موقفه بقولِه الخَفيّ تحت ابتسامَة ماكرَة " ستكونُ كوريَة بِلا شَك "
رَمقتهُ الصُغرى بِسخَط ثُمّ حَشرت الطعام في شَفتيها ، كانَت تستشيطُ غَيضًا من وجودِه حَولها و اكثرُ ما يَجعلُ جُرحها يزدادُ تمزُقًا ، هو قُبول والِدها بتلك المُساومَة
هي تَراها مُساومَة ..!
ان يُعطيهم ابنتِه مُقابل البقاء على مَنصِبه
ناظَرتهُ والِدها بِحُزنٍ و لَم تستطِع التحدُث حتّى
كان مُنشغلاً في هَمِه بِسُكوته طيلة الوَقت
كل ما يُخفف عَنها هو حَبيبُها الذي تراهُ يقفُ في الحَديقة يُدخن سجائِره ، وَجههُ الوَسيم يَجعلُها تبتسمُ خفاءًا و رُغم سِرية نَظراتِها المُحبَة استطاع الأمير مُلاحظتِها
انتَهى العشاءُ بِصُعود كُل فردٍ الي غُرفتِه
ليلان دَخلت الي حُجرَة الضيوف في الطابق العلويّ حيثما يتواجد جناحُ الوزير
جَلست سويون فوق سريرِ ايڤا تنظُر الي الفَراغ بصمَت
لا احد يستطيعُ تَخيل مَدى فظاعة المَشاهد التي تحصُل بداخل رأسِها حاليًا
لا يُمكن لحياة الوزير ان تَنتهي بِسبب امرأة صَهباء..!
القَت نظراتٍ خاطفَة على جَسد ايڤا النائِمَة بجوارِها ، تَنهدت بِقلق ثُمّ استَقامت تستعدُ للصُعود الي الطابق الثاني ، حالَما بَلغتهُ حتى دَنت للاطمئنانِ على جُيون في جَناحه
بابهُ مُغلق كُليًا و لا مَجال يُتيح لَها التأكُد من سَلامتِه
تَنهدت باحباط بينَما تنظُر حولها بِريبَة
اقتَربت حتَى تتفقَد غُرفة ليلان اذ وَجدت الباب مَفتوحًا ، القت نَظرة خاطفَة تجدُها تقومُ بشرب دواءِها ، اسرَعت بالاختباء كيّ لا تراها ثُمّ تمتمَت " لما لم تَنم الي الان ؟ "
رُغم مُحاولاتِها الفاشلَة في العودَة الي غُرفتها ألا انّ قلقها من تَغلب عليها لِذلك قامَت بالجُلوس امام جناحِ الوزير تَحرُسه
هي سَتقفُ بالمرصاد الي ليلان ان حاوَلت قَتلهُ..!
اليسَ عليها الدِفاع عَنه؟ انّه وزيرها!
ليسَ على من سرق قُبلتها الاولَى ان يموت بسهولَة
اليس كَذلك؟
حَقيقَةً ، سارِق قبلتها الاولَى كان يقفُ خَلف شاشَة جهازه اللوحيّ يُشاهد تَحرُكاتِها بِغرابَة ، ميّل رأسَهُ يَرمِشُ بعدم تَصديق " مالذي تَفعله ؟ "
لم يستطِع التوصُل الي سَبب منطقيّ يَجعلُها تحومُ حول جَناحه طيلة الوَقت ، تَوجه الي سَريره ثُمّ قام بِفتح قُفل بابه حتّى يُتيح لها فُرصَة الدخول ان ارادَت
مثّل النَوم حينَما سَمعها تقفزُ بمجرَد ان فتَح الباب مَعها
كانت تَضعُ ارقامًا عشوائِيَة ظنّت انها اصابَت
امتدَحت ذكاءِها كَثيرًا و المُستمع بالكادِ يُطبق شِفاهه مُتحاشيًا الضَحك
مَشت بِخُطواتٍ حذرَة نَحوهُ ، تُريد الاطمئنان على تَنفُسه
رُبما وَضعت لهُ مادَة سامَة على وسادته جَعلتهُ يموت بمجرَد ان تَسطح عليها..!
دامَها كانت مُجرمَة ، فهي مُتمرسَة بأساليب القتلِ المُختلفَة
هي قالَت انها كانت تقصدُ الرجال الخونَة ..!
هل هذا يَعني ان جُيون من ضِمنهم لانهُ خان زوجتهُ حينما قَبلها..!
تَوقفت عن السير تشهق بقوّة ، وَسعت عينيها تضعُ يديها فوق شفتيها تُفكر كَيف علِمت بِشأن قُبلتها السريَة مع الوَزير ..؟
تبًا ، هل يُمكن ان تكون عرّافة..؟
ذلك وارِد ، لطالما كانَت المشعوذَة شعرُها احمَر..!
فَتح جُيون نصف عَينهُ يُحاول النَظر الي وَجه سويون المليئ بالتساؤلات ، كانَت في قمة قلقِها تفتعلُ مئَة تعبيرٍ في الثانيَة ، اعاد اخفاض جُفونه حينَما بلغت مَوقعه و قامَت بالانخفاضِ اليه تتفقَدُ انفاسَهُ
جاهَد لكتمِ انفاسِه بِصُعوبَة ، لَكن نَبضاتُ قلبه الصاخِبَة من قُربها فَضحت سِرهُ الصَغير ، هي وَضعت اُذنها فوق صَدره تَستمع الي دَقاته التي اطرَبت اُذنها
عَقدت حواجِبها بخفَة ثُمّ هَمست بِحُزن عَجِزت عَن اخفاءِه" هل تتشارك حُلمًا لطيفًا مع زوجتك الراحلَة ؟ حتَى ينبض قلبُك بِكل هذه القوَة ..؟ "
بدأ جَبينهُ بالتَعرُق ، رائحتها الأنثويَة تتسللُ حتَى تخترق ثُقوب انفهُ تَمنحه شُعورًا يُدغدغ مشاعِره بقوّة ، يودّ ان يلفّ ذراعه حَول قسمها العُلويّ المُتكئ عَلى صَدرِه و احتِضانها باقصَى جُهدٍ يمتلِكه
كُل تلك رغباتٍ وضعها في القائمة السَوداء
لن يَتهور مُجددًا ، ليس بعد ان قُتل في مَعركتِه الأولَى
اغمَضت عُيونِها بِبُطئ تستجمعُ طاقتِها من حُضنِه ، عِطرهُ الفوّاح يُداعب انفِها بطريقَة تُعجب قلبِها الصاخِب ، اصبَحت رائحتها ادمانُها الجَديد
لو كان العطرُ خَمرًا
لنال الثمل سِكرَهُ و اعينهُ بالحُبِ يَقِظَة
لِما لا تستطيعُ ان تنام فَوق هذا الصَدرِ الي الأبَد..؟
كَيف كان شُعور زوجتِه و هي تخترقُ حُضنه كُل ليلة الي حين وفاتِها؟
الم تَكُن اُمنيتها الاولَى هي الموتُ بين ذِراعَيه؟
اذ كَيف كان احساسُها و مُناها تَحقق..!
اذرعه قفصٌ تودّ ان تُسجن وَسطهما للأبد
دون ان تَجد ثغرَة للفِرار
رَفعت رأسِها بِبُطئ عَنهُ تُعطي لنفسها الحَقُ بتأمل وَجههُ كَما تشاء ، دامَهُ نائِم و لن يَعرِف عن خِلوتها الصغيرَة شيئًا
قالَت بِصوتٍ مليئ بالاستياء تُخاطبهُ بِحُزن " لا اُريد ما حَدث البارحَة يَكون سَببًا في اختلاف عِلاقتنا الجَميلَة ، انا لا استطيعُ ان اراك سيئًا رُغم اني حاولتُ ، لكني عاشرتُك كِفايَة لاعرف طِباعك "
" قد يكونُ الخطأ بي ، رُبما انا جذابَة كثيرًا ؟ هل عليّ ان افعل عمليَة تجميل لتشويه وجهي ؟ ما ذَنبي حينما يستمرُ الرجال بالاعجاب بي؟ الهي لا اُصدق ، لقد حاول ايضًا الاستاذ في الثانويَة تقبيلي بِضع مرات و هو مُتزوج ، لَكنهُ اختفَى مُنذ ذلك اليوم و حتمًا مارك قتلهُ "
بعد ان كانَت لتوها في قمة الحُزن راحَت تُحاكيه عن غُرورِها الذي نَمى بِفعله ، لقد تناقَلت العدوَة مِنهُ بالفِعل و اصبحَت تملكُ من طباعه الكَثير
رأت انعقاد حواجِبه ، خُصوصًا بعد أخر ما قالتهُ لكنها لم تَهتم و استَقامت حتى تُغادر و قَبل ان تَفعل تذكرَت سبب مَجيئِها ، عاوَدت الجُلوس مُجددًا حتى تُنبهه بجديَة كما لو انهُ يسمَعها
" تذكرت ..! تَوقف عن الالتصاق بجيكوب و دعهُ مع زوجته قليلا ! هل تُريد المَوت ؟ اُقسم ستقوم بقتلِك ، انت لم تَرى نظرتُها الجديَة ، حافِظ على حياتك ارجوك انها ثمينَة "
وَبختهُ بصوتٍ هامِس ثُمّ ختامًا قامَت بِصفع كَتفه بخفَة بالغَة كونها تخافُ استيقاظه ، اسرَعت بالنهوضِ و المُغادرَة بعد ان سَكبت بنزينًا فَوق نيرانَه التي ازدادَت لهبًا بالفِعل
كَيف لها ان تكون بِكُل هذه اللطافَة ..؟
بالكادِ يُمسك نَفسهُ عَنها
جَلس بعد مُغادرتِها يُدخل اصابعه وِسط خُصيلاتِه ، سيفقدُ صَوابه بلا شَك ، انهُ يُريدها بالطريقَة التي تَجعلهُ يصفع رأسهُ بالجِدار
تبًا لِرغباتِه الرجوليَة تلك
هل عليه التواصل مع الطبيب الذي تَعرفه ليلان من تايلند؟
الي اين اوصلتهُ تلك الصغيرَة بالتَفكير ..!
•••
هَبِطت تلك الهيلكوبتر على أراضٍ تحتلها المساحاتُ الخَضراء
في قِمتها تمتلكُ قصرًا يَميلُ طابِعهُ لبيوتِ المَزارِع
كان يَضمُّ ثلاث عائِلاتٍ ثانيها لم يكُن راضٍ عَنها جُيون البتّة
عائِلَة جُيون ، عائِلَة مارك ، و ثالثُها بارك
حُضور مارك كان مَحط غضب جُيون الذي قَبض على يَده بقوّة بمجرد أن رآه ، على غِرار سويون التي حالَما رأت اُمها حتى رَكضت لها بسرعَة
عانَقتها بشدّة تُقبلها بسعادَة غامرَة " امي ..! اشتقتُ اليك بشدَة " صاحَت بِسُرور بينَما تشّد على عِناق يونسون التي مَسحت على ظهرِ صغيرتها بِحُب
" انا كَذلك حَبيبتي ، اشتقتُ اليك بشدّة " هَمِست الكُبرى الي ابنتِها بينما تُقبل وَجنتيها بِلُطف ، ارتَعش بَدنُ سويون و هي تَسمع صَوت مارك من خَلفها " ماذا عني صغيرتي الم تشتاقي اليّ ؟ "
حالَما رأتهُ الاصغر سِنًا حتى اسرعَت بالاختِباء وراء ايڤا مُتحدثَة " لِنذهب حتى نرى غُرفنا " رَكضت خَلف صديقتها التي دَلتها مَعها الي قسمِ الغُرف
" يونمي مالذي يَفعلهُ هذا الحقيرُ هنا ؟ " هسهس جُيون مُخاطبًا صديقته التي هدأت من رَوعه بِقولها " اهدأ جونغكوك ، انهُ هنا مع عائلته كما تَرى و وَعدني انهُ لن يتعرض الي سويون البتَة ، لقد احس بالنَدمِ حقًا "
رَمق جُيون مارك بِنظراتٍ سامَة اذ اسرَع بِمُغادرَة الموقِع دون اللفظِ بحرفٍ واحِد ، كُلما رأى وَجهه تَذكر صَفعتهُ الي صبيتِه و اهانتِه لها
لن يَستطيع ان يُسامِحهُ البتّة ، هو مُستعد ان يغفِر لكلّ شخصٍ اذاه
إلا مَن سَبب يومًا بِنُزولِ دَمعة من صغيرتِه
تبادَلت يونسون نَظراتٍ حادَة مع يونمي التي اقتَربت منها مُبتسمَة بِمُكر " دَعينا نبدأ صفحَة جديدَة ..! نحنُ كبرنا و تَغير الكَثير بالفِعل يونسون "
حَملقت يونسون بِها بِسخَطٍ ثُمّ قالَت تسخُر مِنها بشكلٍ واضِح " لا يُشرفني التعامُل مَع نساءٍ كمثِلك ..! لذلك ابقيّ بعيدَة " حَملت حَقيبتها ثُمّ غادَرت الصالَة مُتجهَة الي غُرفتها المُشتركَة مع زوجِها الهادِئ على غِرار عادتِه
كان الصَمتُ حَليفُ تلك الليلَة التي مرّت هادِئَة للغايَة
كُل فردٍ يَتعرفُ على غُرفتهِ و اركانُ القَصرِ الواسع ذاك
نهايَةُ ذَلِك اليَوم ، خَرج الجَميعُ لتأمُل السماءِ ليلاً مَع اعدادِ عشاءٍ من المَشاوي التي اصطادَها الأمير صباحًا ، يقومُ باستعراضِ مهاراته بشكلٍ واضح امام ايڤا التي دَحرجت عَينيها بضَجر
عُيونها ممتلئَة فقط بذلك الرَجُل الصَلب الذي يستمرُ بالانتصابِ خَلفها طيلَة الوَقت ، لا تستطيعُ ان تَرى غَيرهُ مهما حاوَلت الانتِباه الي سُموه
كان جُيون في المَطبخ مع يونمي يُجهز المشروبات الغازيَة و الكُحوليَة بينَما يُراقِب صديقتِه التي تلبسُ ثيابًا مكشوفَة
اراد ان يُثبت لِنفسه ان أيّ امراةٍ تستطيعُ تحريك مَشاعره كَرجُل
ان العلّة لَيست بتلك الصغيرَة ..!
وصَل به الحال انّهُ يُجبر عَينيه رُغمًا عَنها عن تأمُل مناطق لامراةٍ لم يستطِع يومًا ان يَراها اكثر من كونِها مُجرَد زميلَة
نَظراتِه لَيست كافيَة بجعلِ مَشاعِره تتفاقَم ، لا يوجَد ما تَحرك بِداخله نَحوها بتاتًا ! لم يَهتزُ لهُ جُفن واحد و ذلك جَعله يَستشيطُ غضبًا
لِما سويون دون غَيرِها..؟ لما هي من بَين كُل النِساء..؟
وَضع صينيَة المشروبات بقوّة حتّى اهتَز جَسد يونمي بِفزع ، ناظرَتهُ باسِتغراب لِتقترب منهُ حتَى تُمسِك كَتفه ، هي تستغلُ كُل الفُرص التي تُقرِبُها منهُ
" جونغكوك هَل انت بخير ..؟ " حَدقت في عُيونِه تنتظرُ جوابًا من جُيون الذي حاول اجبار نَفسه على احتضانِها ، اراد مُقارنَة مشاعِره لَكن اطرافهُ اصبَحت ترتجِف ، هو لا يَستطيعُ ان يَمنح نَفسهُ لايّ امراة و لو لِمَرة..!
لا يستطيعُ ان يكون من النَوع الذي يَستغلُ مهما كان هَدفهُ
لُغَة جسده سَتفضحهُ تمامًا كَما فعل ارتجافهُ الأن
سارَع بِحمل صينيَة المشروبات لِينطق " ب..بخير " اسرَع بِمُغادرَة المَطبخ و عِند خُروجه تقابل مع سويون التي ارادَت شُرب الماء
حالَما رآها حتّى بدأ قلبهُ ينبِضُ بِصَخب
من نَظرة واحدَة ، حرَكت جيشًا من الاحاسيس في صَدرِه
لم تَبذل جُهدًا حتّى في اغواءِه
حتى مَلابِسها ، ساتِرَة لا توضح انشًا مِما يستهويه كَرجُل
مُجرَد نَظرة جعلتهُ يُعلن هَزيمتهُ امامَها بِأتمّ رِضاه
قبل ان تَسألهُ عن سَبب ارتجافِ يديه اذ واشَكت الصينيَة ان تَسقُط مِنه تجاوزها يُغادرُ مُسرِعًا ، هو ليسَ مُستعد ان يُفضَح امامَها بَعد
لازال خَجلاً من هَزيمتِه تِلك
اذ أين وقارَهُ الذي تَخشاهُ كُل النِساء..؟
التَفت سويون برأسِها تنظُر الي ظهرِه باستِغراب
لم تَفهم سَبب اهتياجِه الي ذلك الحَد..!
تَنهدت بِقوّة ثُمّ واصَلت سيرها الي المَطبخ تشربُ الماء
انضَمت الي البَقية حينما اجتَمع الجَميع حَول النارِ الموقدَة من قِبل الرِجال ، جَلست في حُضن امها التي راحَت تمسحُ عليها بِدفئ
تسترِقُ نَظراتٍ خاطفَة الي جُيون الذي يستمرُ باغراقِ جَسدِه بالكُحول ، يودّ مَحو كُل اعراضِ الاصابَةِ بالحُب ذاك..!
الاعراضُ اصبَحت شديدَة عَليه
طَلب جيمين من سويون مُرافقته من اجل احضارِ الحَطب و هي لم تُمانع بل شاركتهُ المَسير وِسط ادغالِ تلك الغابَة مع المِصباح الذي بِحوزته
اعيُن الوَزير تُلاحقهما باستِمرار تمامًا كأعيُن مارك الهادِئ
بداخله بُركان خامد يَنتظِر قَطرة الانفجار ..!
مَرت الكَثيرُ من الدقائِق التي تَمُر كالساعاتِ على قلب جُيون ، لِما هُما تأخرا بِذلك الشَكل ..؟
قام بجذبِ نَفسه خِفية من بين البقيَة يتبِع خُطاهُم ، حينَما مشا بِضع امتارٍ لَمحهما يَجلِسانِ فوق صُخورٍ قُرب البُحيرَة ، بدا جيمين يُناقشها بموضوعٍ جَعلها تنسجمُ معهُ كُليًا حتّى فَقدت الشُعور بِمن حَولها
هي اهتَمت بِكلامه و غاصَت به حتّى راح الحُزن يُخيّم على وَجهِها البهيّ ذاك ، حينَما ارادَت ان تُشيح بَصرِها عَن الشاب قُبالتها سَقطت اعيُنها على هيئَة جُيون من وِسط الاشجارِ
لم تكُن تستطيع رؤيته بِوضوح
لَكنها تعرِفُ هيئتهُ و ضخامَة جَسدِه الرُجوليّ
ابتَلعت ريقِها و بِمُجرَد ان ناظَرت جيمين و عاوَدت التَحديق به لم تَجِده ، لابد انّه عاد خائِب الآمال الي مَجلِس البقيَة ينضمّ اليهم بِوجهٍ يملئهُ البُؤس
لم تكُن ابنتهُ موجودَة و إلا كانَت لِتَلمح حُزنَه بوضوح
هي اول مَن يشعُر بِتقلُباته و تُسارع بالقلقِ عَليه
مَرت بِضع دقائِق اُخرَى جاء فيها جيمين رِفقة سويون و بَين أيديهِما الحَطب ، رَماهُ الشاب في الزاويَة ثُمّ تَحمحم يَجذبُ اهتِمام الجميعِ اليه
" لديّ خَبر اريد ان اُعلن عَليه ..! "
لم تُزال اعيُن جُيون عن تِلك النيران المُلتهبَة يجدُها اقرب وَصفٍ لِما يحدُث داخِل صَدرِه ، سَمِع صَوت يونسون تتحدَثُ باستِغراب
" خَير جيمين ؟ ماهو هذا الموضوع ؟ "
حَدقت يونسون في وَجه الشاب المُبتسم و هو يُناظِرها بِلُطف
" كُل الخَير خالتي لا تَقلقي "
انتَبه الجَميع اليهما خُصوصًا حينَما حَدق جيمين في الصبيَة التي بِجواره ثُمّ قام بِعقد يداهُما سويًا يقومُ بِمُشابكَة اصابِعهما قَبل اعلانِ خَبرِه ذاك بابتِسامَة وسيعَة
" انا و سويون ، قَررنا أن نَتزوج "
أعيُن الصبيَة العَسليَة ، تستقرُ على وَجه واحِد فَقط بين كُلّ الحُضور
تحتضِن مَلامح الوَزير مُترقبَة ردّ فِعله بِقلبٍ مُلتَهب
***
أُقتليني بِعُيونِك ، و اياكِ و جَعل قَلبي يَحترِقُ بِدونِك
انا راضٍ ، ان كنتِ التُربَة التي سَتشهُد دِماء هَزيمتي
كَيف يكونُ النَصرُ لذّة ، ان لم تَكوني غنيمتي ..؟
•••
5629 ✅
عارفين ان ده اكبر انجاز عملته فحياتي؟
اني كتبت فصل كامل و انا مروحة من الجامعة
عارفين ان جامعتي بعيدَة عني بِـ ساعتين ، ساعتين ذهاب و ساعتين اياب
يعني مسافة طريق اربع ساعات ، رُغم كده روحت و كتبته علشان عيونكم ♥️
مبدأيًا ، بداية الفصل كانت فوضى مشاعِر
احساس الطَرفين ، كان مؤذي بشكل رَهيب
خُصوصًا جُيون ، كان جدًا مجروح من تَصرُفه
بس مش قادر يتغلب على مشاعره 💔
بخصوص ليلان ؟ حبيتوها ؟
شخصيتها غريبَة شوية و تميل للعُنف
تناسب جيكوب لان هو مايحب البنت الدلوعة 😭
احب فصلاتها مع ضرتها - جُيون -
و لا تفكير سويون و تصديقها ان ممكن ليلان تقتله؟
حرفيا هي بقت تحرسه طول الليل بس ماكتبت اخر مشهد
انهرت من التعب 💔
و المفروض انقلع انام
اكثر جُزئية حبيتوها ..؟
اشياء حابين نكثر منهع من غير الغيرة؟
تتوقعون جيون شنو ممكن يسوي ..؟
هاحطلكم شُروط اصعب من يلي قبلها و اشوف اذا عرفتوا تخلصوها 😡
3500 تصويت
3000 كومنت
فصل جَديد 🦋
مُقتطفات من الفصلِ القادِم ~
- هو عَرض عليّ الزواج و لم اجِد انسب منهُ زوجًا لي..!
- ابي هل تُصدق؟ صديقاي سيتزوجانِ قَريبًا ! انا في قمَة سعادتي..!
- انتِ لي ايڤا ، لي لِوحدي اسمعتِ !!
- لا يُوجَد إلا حل واحد للهربِ من هذه الخُطوبَة
ساضعُ ابي تحت الامر الواقِع
- الوزير تعرض الي طلقٍ ناريّ ..!!
- لا اُصدق اني ساتزوجُ من شَخصٍ ، و في قلبي رَجُلٍ اخَر
اشعُر انّي اموتُ من كثرَة الحُزن ، كَما لَو اني اتلاشَى بِبُطئ
لا يوجَد من استطيعُ اخباره بحقيقَة شُعوري
دونك استاذ جون
•••
حبيتوا فقرة المقتطفات..؟ تريدون اضيفها دايم؟
شنو توقعاكم للقادم ؟ 👀
اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️
ليلان 🦋
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top