Husband | 16

Husband || زَوجي

اهلاً بِكم في الجُزء السادس عَشر ♥️

لنبدأ 🦋

•••

احتلّت الصدَمة تَعابيرُ وَجه الوَزير مِما سَمِع
يُظهر دَهشتهُ عَبر انعقادِ حاجِبيه و اعيُنه الكُحليَة اشتدّ سوادُها

" م..مالذي قُلته..؟ "

يودّ انكار ما سَمِعهُ ، لعلّ الاصغر يُمازِحه..!
لَكنهُ بدا جِديًا و هو يُؤكّد ما يَقولُ بِهُدوء تام

" ما اودّ قَولهُ ، انّي اريد الزواج من سويون رَسميًا ، الفتاةُ تُعجبني و بصراحَة تامة لن اجِد افضل مِنها من جَميع النواحي ، مُهذبَة و مُحتشمَة و لا تنقُصها ذرَةُ جَمال ، ناهيك عن انّي ساحتويها جيدًا و اجعلُها ملكة بيتِها الذي سننشئه بالحُب "

لا يَستطيعُ جيمين رؤيَة قَبضةُ الوزير التي تكورَت بِكُل غضبٍ و هو يُنصِت الي حَديثِه بتأنٍ ، من يكونُ هذا الصَغير حتَى يأتي ليأخُذ منهُ صبيتِه!

لَيس بعد ان وَجدها ..!

رُغم غَضبِه البالِغ الذي اتضَح في بُروزِ عُروقه ، حاول الحِفاظ على هُدوءه قَدر المُستطاع و اعيُنه تُراقِب الاصغر سِنًا الذي ينتظرُ ردَه بلهفَة

يُجيب بَعد ان سَيطر على غَضبِه مُتحدِثًا " جيمين ، اتفهَم كُل ما قُلته ، لَكن سويون لَيست آهلَة بعد للزواج ، لازالت صغيرَة و دراستِها امامَها "

لايزالُ جيمين مُصِرًا عَبر قولِه المُندفع " انا كَذلك ادرُس ، نحن بِذات المَجال سنقومُ بِمُساندَة بعضنا البَعض "

اضاف ما جَعل دماء الوَزير تَغلي في عُروقه " كَما انّ بيت زوجِها سيكونُ افضل لَها من ان تَكون مُجرّد دَخيلة في بيتِك ، بالأخِر هي لا تَقربك شيئًا "

حاول جُيون التحكم بِقبضتِه قدر استِطاعتِه كيّ لا يُسدد لَكمة عنيفَة تُحطم ذلك الفَك الذي وَصف صبيتِه بالدَخيلَة..!

هي صَحيح دَخيلَة
دَخيلةُ قَلبهُ فقط ، دَخيلته و خَليلته

" مالذي قُلته..؟ دَخيلة؟ " ارتَفع طرفُ شِفاه جُيون ساخِرًا مِما سَمِع ، تلك مُحاولَة عظيمَة منهُ للاتزان ، فإن وَصل الامرُ الي سويون يُصبح جامحًا دون ارادتِه ، هي وِترهُ الحَساس صِدقًا

" اليسَت كذلك؟ انهُ ليس بيتِها ..! " نَطق جيمين مُستغربًا من غَضب الوزير الذي وَضح على مَلامحه بِسُرعَة ، سُرعان ما هاجمهُ جُيون بقوله الحاد " انت تَنعتُ صبيتي بالدَخيلة..؟ هذا البيتُ بيتها قَبل ان يكون بَيتي..! "

" لا افهمُ ما طبيعَة العلاقة التي تَجمعك بِها حتى تُحبها الي هذه الدرجة! " تَكلم الاصغرُ سِنًا مُتفاجِئًا من اندفاع جُيون حينما استَقام و سار الي نهايَة الحُجرَة يقفُ ضِد الزُجاج الذي خَلفهُ يستطيعُ رؤيَة صغيرتِه جالسَة

كانَت بجوارِ ابنتِه تُشارِكها احاديثٍ عشوائِيَة و على شِفاهها ابتِسامَة خافِتَة ، وَضع جُيون يَداهُ بداخل بِنطاله و بِضع افكارٍ مُشتَتة تَغزوا فِكره تَجعلهُ غَير قادرٍ على اتخاذِ القرارِ المُناسِب حتّى

مالذي تَعنيهِ لهُ تلك الصغيرَة بِحَق..؟

يَستمرُ قَلبهُ بالدقّ غَير مُبالٍ بتوسلاتِه لهُ بأن يَرحمه
كُلَما ضَحِكت ، كُلما عَبثت بِشعرها الحريريّ خافِقهُ يطرُق الطُبول

" القرارُ ليس لديّ جيمين ، سويون تعرِفُ مِصلحتها و انا مُتأكد ان رأيها من رأيي " نَبس جُيون بِهدوءٍ و قَد التجئ لاخراجِ سيجارتِه من احدَى الادرُج التي تخصُ مَكتبِه

رَفع عينيه السَوداء لتفقد ملامح جيمين الذي استَقام من المَجلِس ينظُر الي الاكبرِ سنًا حينَما اضاف " عليّ استشارتِها اولاً ، فالحياةُ حياتِها هي ، ثُمّ آن ذاك سنُفكر بالخُطوَة القادمَة ، اُقدر خُطوتك هذِه جدًا " خَتم كلامهُ بابتسامَة باهِتَة جَعلت الاصغر في حيرَة

لم يكُن يعلمُ جيمين ان كان جُيون سعيدًا كَما يدعي ام لا..!
كلامهُ يحثّ على الخَير ، لَكن سيجارتهُ التي بين يداهُ تُخبره بعكسِ ذلك

الجَميعُ يعرِف انّه ان دخَن ، فحتمًا مِزاجهُ في اسوء حالاتِه
انحنَى الاصغرُ باحترامٍ للاكبر ثُمّ غادَر يُغلق الباب خَلفهُ بهدوء
تَرك وراءهُ الوَزير يجلسُ وِسط تذبُذباتٍ صَنعها بِجُملَة واحدَة..!

ابهذِه السِهولَة يُمكن ان تُسرق صبيتِه منهُ؟
حينَما يطلبُ احَدهم الزواج مِنها..!

لم يكُن يَضعُ لذلك اي حِساب
ظنّها صَغيرَة بالفِعل ، لَكنها نَضُجت و بدأت تَجذبُ العِرسان اليها

على الرُغم من سِنها الصَغير ، لَكنها جذابَة كِفايَة لِتجعل أي رَجُلٍ يتمنَى ان تُصبح زَوجتهُ ، ذَلك كابوس جُيون الحاليّ

ظلّ مُشتتًا يَغرقُ داخل صِراعٍ من الفوضَى
فوضى مشاعِره العارِمَة التي يودّ اماتِتها بسُمومِ سجائرِه

•••

يحلُّ صَباحُ اليَومِ المُواليّ

الجَميعُ نائِم بَعد سهرَةٍ طويلَة ليلة البارِحَة كانَت تفتقدُ الوزير الذي لَم يُغادر مَكتبهُ طيلَة اللَيل ، سويون كَذلك انسحَبت بحلُول العاشِرَة حتّى تخلُد الي النَومِ لِكونها مُرهقَة من السَفر

نَظرًا لِكونها نامَت باكِرًا ، استَيقظت فَجرًا بعد ان حلّق النُعاس باجنحتهِ بعيدًا عن بِقاع عُيونِها العَسليَة ، دَخلت حتّى تستحِم و حينَما خَرجت وَجدت فُستانًا قَصيرًا يميلُ للازرقِ الفاتح في خزانَة ايڤا

لَبِستهُ ثُمّ همّت بالمُغادرَة من الغُرفَة تبحثُ عن شَئ تأكلهُ بداخِل المَطبخ ، حتّى الخَدم لازالوا لَم يستيقظوا بَعد لذلك اَخذت فُرصتها بالبَحثِ عَن ما تُريد

ليلة البارحَة وَجدت زُجاجَة ضخمَة مِن الشوكولاتة السائِلَة كانت قد خبئتها الخادمَة في الدُرج العلويّ من الخزانَة لِذلك راحَت تصعدُ بِركبتيها فوق الرُخامَة حتّى تستطيعُ الوصول الي مُناها

فَتحت ابواب الخِزانَة بيديها و عينيها تَجولُ بين حاوياتِ الرَفّ بِسعادَة ، كُل انواعِ الحلويات مُتواجدَة ، قلبها الصَغير في قمّة سعادتِه

انتَشلت الكَم الذي تُريد و حينما ارادَت النُزول سَمعت صَوت خُطواتٍ تَقتادُ الي موقعها ، شَهقت لتِحتضن ما اخَذت الي صَدرها تلتفِت برأسها لالقاءِ نَظرة

كانَت ترى هَيئَة الوَزير يقفُ بِملابس نَومِه السَوداء و اعيُنه تُراقبها عن كَثب ، اسرَعت بِتخبئة الحَلويات تُغلق ذلك الرَف مُتحدثَة " لم اخذُ شيئًا ، هاقد اعدتهم الي اماكِنهم "

لم تكُن تَعلم سبب نَظرتِه المُبهمَة و الغامِضَة تِلك ، كُلما التَفت حتّى تَراهُ تجدهُ تائِه يُطيلُ التحديق بِها بشكلٍ ارعَبها

في داخِله يُفكر
كَيف لِهذه الطِفلَة ان تُطلَب لِلزواج ..؟

اقتَرب مِنها بِضع خُطواتٍ يراها تُحاول النُزول من عَلى الرُخامَة ، التَفت حتَى اصبَح وَجهها يُقابل خاصَة جُيون ثُمّ جَلست على المنضدَة تُناظِره

" هل انت بخير؟ " سألتهُ بَعد ان رأت وَجههُ شاحِب كأعينه المُرهقَة ، اعادَت تفقد لِباسه الداكِن اذ عَرِفت انّهُ بلا شَك ليس في افضلِ حالاتِه بتاتًا

اخَذ كامل وَقتهُ في شَحن طاقتِه من عُيونِها المُضيئَة تِلك
حرّك رأسهُ ايجابًا حتّى يُعطيها الاجابَة التي حتمًا لم تُرضيها

بِعفويَة قامَت بِوضع يدِها على وَجنتِه تتفقَدُ بَشرتِه الشاحبَة بِابهامِه بِكُل رفقٍ مُتحدثة " هل انت مُتأكِد ..؟ "

انتَظرت جوابَهُ الذي طال بَعد ان خَدرتهُ بِلمسَة اصابِعها الناعِمَة
كانَت تلك أحنُ يَدٍ تَلمسُ بشرتهُ يَومًا
فيها من الدفئ ما تَمتلكهُ الامهات

" انا بِخَير ، لانكِ هُنا " كان جَوابه كافِيًا لِيُفصح عَن شُعورِه

سيكونُ بِخَير دامَها هُنا بقربه و لَن تذهَب يومًا لِتمكُث بين ذراعيّ رَجُلٍ غَيره ، تَفصح لُغَة عُيونِها فَوجدها تستغرِبُ صَوتهُ الباهِت كَعيونِه تمامًا

" هل تُعاني من ضَغطٍ في العَمل؟ " سألتهُ بِقلق فَوجدتهُ يهمهم مُتهربًا من حَقيقَة ما يَشعُر ، قام بِلف ذِراعه حَول خَصرِها حتّى حَملها كُليًا

انذَهلت لِتقوم بِتفرقَة شِفاهها بدهشَة و هي تُناظر عينيه بَعد ان التَفت ذِراعها حَول رَقبته" ا.. " قام باسكاتِها حينَما انزلها فوق الارض مُتحدثًا

" لا تَصعدي مُجددًا ، قد تسقُطين و تؤذي نَفسكِ " نَبه قائِلاً لِمن شكلَت عُقدة بِحواجبها قبل اجابتِه " انا لستُ طفلَة و استطيعُ ان اتزِن ان صَعدتُ "

" بَلى ..! ، انتِ طفلَة " هَتف بينَما يَنقُر جبهتها بشكلٍ جَعلها تُدلّك جبينها بِعُبوسٍ مُتحدثَة " كلاّ ..! انا امرأة ناضِجَة ، لما تعودُ الي مُعايرتي ..؟ "

" لستُ اُعايركِ ، انتِ طفلَة وسط جسد امراة ناضجَة ! " هَتف يُضيف بحاجبٍ مَرفوع يَجعل وجنتيها تتصبغُ بالاحمر رُغمًا عن ارادتِها

" لستُ طِفلَة حسنًا ؟ انا اتصرفُ بعفويَة فقط مَع الاشخاص الذي اُحبهم ، امّا مع الغرباء اُجيد التعامل برزانَة جيدًا " نَطقت تشرحُ مَوقِفها لِمن انتَبه على كَلمة واحدَة لا غَير وَسط تلك الجُملَة الكامِلَة

" هل انا من ضِمن الذين تُحبينَهم؟ " سألَها بَعد ان سَكت لِوهلَة يُلُملم فوضَى مشاعِره بعد ان بَعثرت اتزانِه بِكلمةٍ عفويَة من فاهِها الصَغير كَحجمها..!

صَنعت ابتِسامَة نَقيَة تَقولُ بِها بكل لُطفٍ " انت كَذلك ، انت من ضِمن الاشخاص القليلون في حَياتي الذين يَستحقونُ كُل الحُب "

لا يَستطيعُ التعامُل بعفويَة بعد الأن
تلك الجُملَة كانت لِتكونُ في مَحطٍ اخرٍ على قَلبه
لو عاد الزَمنُ قَبل بِضع ايامٍ قليلَة
كان لِيستقبلها بصدرٍ رَحب و يراها مِن طِفلته التي يُحِب

لَكن الأن ، مَوقعها مُختلِف تمامًا
لا يستطيعُ ان يِعطي رد الفعل نَفسهُ ، بعد ان نَظرتهُ لها اختَلفت
لم تَعُد تلك الطِفلَة التي تُحرك عاطِفته ، اذ اصبَحت المرأة التي تَهز رُجولته

رَجُل ثلاثينيّ يَهتزُ امام صبيّة لتوها أتَمت عامها العِشرون..!

اصبَحت عِلاقتهُ بِه خَطر على مبادئِه و اخلاقياتِه التي تُؤنِبه كُل ثانيَة تَمُر و قَابهُ يُطالب بِنَقية مِثلها ، اذ لا يَعرفُ شيئًا عن مَشاعِرها هي تِجاهه

حاوَل تَغيير الموضوع بِالتفاتِه الي الرَف و جَذب بَعض من الحَلويات اليها مُتحدثًا " خُذي ، و ان احتجتِ شئ اندهي عليّ "

اخَذت مُغلفات الشوكولاتَة التي تُحب و السعادَة تَحومُ حَولها
ناظَرتهُ و هو يُفرقع اصابِعه حتّى تشتعلُ اضاءَة المَطبخ الخافِتَة
طيلَة ذلك الوَقت كان النور الخافت يُلازِم خِلوتهما

" لِما انت مُستيقظ الان ..؟ " سألتهُ تَجدهُ يسيرُ الي الثلاجَة لاخراجِ الحَليب ، تَوجه الي الخَلاط حتّى يَصنع مَشروب البروتين خاصتهُ مُجيبًا

" غالبًا ما استيقظُ فجرًا لامارسِ الرياضَة "

جاءَت للوقوفِ بجانبِه تتفقَدُ خُطواتِه بِعنايَة " حقًا ؟ لهذا تمتلك هذه العَضلات المُنتفخَة ..؟ " سألتهُ بتعجُب و هي تلتمسُ عضدهُ الضَخم

حرّك عَدستهُ يُحدق بِها فقامَت بِسحَب اصبعِها بسُرعَة تَتحمحم
اخَذ زُجاجته يُفرغ بِه مَشروبه المليئ بالبروتين مُجيبًا

" لا يوجَد شئ يَنتفخ من فَراغ ، اذ يَتوجب وجودُ عامِل يُساعده على الامتلاء " هَتف يُخاطِب الصُغرى التي فَتحت مُغلف الشوكولاتَة تتناول مُكعبًا بينَما تُشاهده يُضيف " بَعد ان نحصلُ على الفَشل العضليّ ، يأتي دور البروتين كيّ يحتضِن العضلَة و يجعلُها تمتلئ و تاخذ شَكلها الجَميل الذي تَرينهُ "

حَركت رأسِها ايجابًا بينَما تُشاهده بابتِسامَة
كان يَشغلُ فِكرها سُؤال لم تستطِع ان تَتجاوزهُ لذلك سألتهُ

" هل يُمكنني ان احصُل على قهوتي المُثلجَة ..؟ لابد انّي تعافيت ! " حَملقت في عيناهُ تنتظرُ جوابًا مُرضيًا مِمن سَلك وجهتهُ الي المَخرج

وَقف عِند الباب يلتفِت اليها يُفكِر " لابأس ، هل تُريدين ان اعدها لكِ ؟ "

" ان كنت مُصرًا لابأس " اومأت مُبتسمَة فوجدتهُ يعود ادراجه مُتمتمًا " لستُ مُصرًا لَكني سافعلها من اجلِك " اخَذ وقتهُ في البَحث عن المُعدات اللازِمَة

كُل ما احتاجهُ هو ملعقتين من قهوَة سريعَة الذوبان
مِلعقَة سُكر صغيرَة ، القليلُ من الفانيليا و الماءِ الساخِن
خَفق تلك المُكوناتِ جيدًا و اضافها على مُكعباتٍ من الثلجِ و الحَليب
كان قَد وَضع القليل من نَكهة اللوزِ لاضافَة طعمٍ جَميل

حَشر قشّة زُجاجيَة وَسط تلك القهوَة يُقدمها الي من امسَكتها بقلبٍ يحتضنهُ السُرور ، خاطَبها بِغُرورٍ و هو يحتضن زُجاجة البروتين خاصتِه

" انّها اثمنُ قهوة تحصلين عليها في حياتِك ، اعدَها وزيرُ الدفاع الجويّ شخصيًا لكِ ، عليكِ تدوين هذه الذكرَى المُبجلَة كيّ تحتفلين بها سنويًا "

ما يَنطقهُ يَجعلُ الصُغرى تضحكُ سِرًا على غُروره اللَطيف ، قالَت و هي تقترِب منهُ " اقتَرب دعني اشكرك و اسرِق القليل من رزق زوجتك "

حينَما دَنت منهُ بتلك الابتسامَة اللطيفَة عرِف انّها تنوي تَقبيل وَجنتهُ ، و ان تَضعُ شِفاهها الكرزيَة على بشرتِه تلك بِمثابَة مأساة ابديَة لقلبه العاشِق..!

لذلك اسرَع بالابتعاد عَنها يُشير عليها مُتحدثًا " لا ، لا ، لا مزيد من سَرقة رزق زَوجتي ، دَعيه انّه يكاد يَنفذ "

عَقدت سويون حواجِبها بعدمِ رضَى ثُمّ قالَت " ماذا؟ انت سَرقت ما شئت من رزق زَوجي ..! و الان تخافُ على خاصة زوجتك؟ انهُ لازال ممتلئًا "

" كلاّ ، اتقي الله يا امرأة و دعي رزقها لَها ، واشكتِ على انهاءه " اشار عَليها مُتحدثًا و هو يَرجع خُطواتٍ الي الخَلف بعد ان رأى الغَضب يشعّ في عُيونِها و هي تُناظره بحدّة

" كلاّ ! اُقسم كلاّ " صاحَت به تَضعُ كأس القهوَة فوق المنضدَة كيّ لا يَنسكِب و هي تقترِبُ منهُ بِسُرعَة " هذا ليسَ عادلاً ، انت نَهبت حد الامتلاء من رزقه! و تأتي لتتحَفظ على رزقها..؟ اين العَدل..؟ "

التَفت و بدأ بالرَكضِ بعيدًا عَن من لَحقتهُ بسُرعَة تَندهُ عليه بغضَب " عُد الي هُنا ، اُقسم اني ساخُذها ، هل نسيت قُبلة اصبعي ؟ تلك تُعّد سطوَة رزقيَة حقها المليارات " صاحت بَعد ان وَجدتهُ يقفُ خَلف الاريكَة يُحدق بها بِهَلع

انَها تسعَى بِكُل جد للنَيل من قلبِه..!
تبًا لَها ، هي لا تعرِف مَعنى ان تُقِبله حتّى

" سويون ، حرام عليكِ ، المرأة تشعُر بالمرأة ، هل يُرضيكِ ؟ " خاطَبها يُحاول استِهداف عاطفَة الصُغرى التي نَفت و هي تَصعد فوق الاريكَة تختصِرُ الطريق اليه " لما لم تَشعُر انت بالرجُل المسكين؟ "

حينَما التَفت حتّى يَهرب اسرَعت بالقفزِ عَليه و لفّ ساقيها حَول خَصرِه حتّى اصبحَت تصعدُ فوق ظهرِ من حاوَل اسقاطِها بكل الطُرق

هي تَشبثت بِه جيدًا باحتضانِ عُنقه و مُحاولَة تَقبيل وَجنته لَكنهُ تستر على مَلامحه بيديه مُتحدثًا بدراميَة " رزق زوجتي يُنهَب ، النَجدة "

كان يودّ ان يَعتق نَفسهُ من تلك الصغيرَة التي تقيده بذراعيها و ساقيها مُحاولَة الوصول الي وَجهه قَدر استطاعتِها " انها مُجرَد قُبلَة لطيفَة مابِك " صاحَت بِه بانفعالٍ لَكنهُ اجزَم على انقاذِ قلبه مِنها بحديثه " القُبلَة بالنسبَة لي كَرجُل تَعني الكَثير "

" ليس عدلاً ان تَقومُ انت بِتقبيلي وقتما شئت ، و انا لا! " صاحَت به بِدورها حينَما يأسِت من ابعاد يديه عَن وجهه ، نَزلت من فَوقه ثُمّ رَمقتهُ بِغَضبٍ ما ان التَفت نحوها يُناظِرُها بِنَصر

شَهقت سويون بقوّة مُتحدثَة " اي..ايڤا ..! "

تَسمر جَسد الوَزير الذي التَفت خَلفهُ لِرؤيَة ابنتِه و ما ان عاد حتّى يَرى تلك الصَبية صُدم بِها تقتربُ خِلسَة لسرقَة قُبلَة من وَجنته

نالَت مُرادها بِخداعه و تَغفيلِه ، قادتهُ الي طَريقِ الهَلاك و هَربت الي المَطبخ تَقفزُ بِنَصر و سعادَة ، رُبما هي لا تَعني لها فعلاً كَما تفعلُ مَعهُ

اذ تنظُر لها من منظورٍ بريئ كُليًا
على عَكسهِ هو ، فَمشاعر الرِجال لَيست كمثلِ النِساء

حِسهُم التَلامُسيّ يُحرك بِهم الكَثير ، على غِرار اغلبيَة النِساء
تَركتهُ مُتصنِمًا في مَكانِه و اعيُنهُ تنظُر الي الفَراغ
يستمعُ الي ذلك الاحتِفال الذي يُقام بِداخله
يُحاول اسكاتهُ احترامًا لِعزاء مبادِئه
لَكن قلبهُ لا يَستجيب

رَمقها بِحقدٍ و هي تَتمايلُ امامَهُ بِغَنج بينَما تحتسي من قَهوتِها التي اُعدت لها بِحُب ، مَرت من امامَه تُخرِج لسانِها لِمُضايقتهِ اكثَر و حينَما رأتهُ على وَشك الانقضاضِ عَليها هَربت مُسرعَة الي غُرفَة ايڤا بينَما تضحك

انها فعلاً ، طِفلَة..!

•••

الساعَة تُشيرُ الي الثامنَة صباحًا
ايڤا لِتوها استَيقظت و هاهي تضعُ لمساتِها الاخيرَة حتَى تختم اطلالتِها لبدأ اليَوم ، لديهنّ مُحاضرتَين لِذلك توجَب عليهنّ مُغادرَة البيت الي الجامعَة

كانت سويون تجلسُ فوق السَرير تُراجِع المُلخصات التي دَونتها الصُغرى من اجلِها ثُمّ قامَت بِرفع رأسها تسألُ " صحيح ايڤا انا لَم ارى تايهيونغ ، اين هو ..؟ "

التَفت ايڤا اليها بَعد ان قامَت بِوضع احمرِ شِفاهها الزهريّ " انهُ مُسافر الي بوسان مع والدته ، تُوفت جدته و توجَب عليهم حُضور مراسم التأبين ، لذلك استَبدله والدي مؤقتًا بِحارسٍ اخَر "

همهمَت الكُبرى بِتفهم ثُمّ استَقامت حتّى تُغير مَلابسها هي الاخرَى
لن تَذهب الي الجامعَة بهذا الفُستان القَصيرِ مَثلاً ..!

لَبست بِنطالاً من الجينز الواسِع رِفقَة قَميصٍ ابيض ادخلتهُ بداخل السِروال ، فوقهُ كِنزَة صوفيَة زهريَة بدونِ اكمام لِتجلس قرب المرآه بطلبٍ من ايڤا

سَرحت الصُغرى شعرِها و هي تبتسِم بوسع " هل تَعلمين كم انا سعيدَة لانكِ هُنا ..! لطالما تَمنيتُ ان تكون لي اُخت اتشارَك مَعها الملابِس و نتَجهزُ يوميًا سويًا ، و اُمنيتي اصبحت حَقيقة بِفضلك "

ابتَسمت الكُبرى بِلُطف تَرى الاصغرُ سنًا تقوم بِوضع فيونكَة زهريَة تُناسب كنزتها فوق شعرِها المُسرح بعنايَة " انا كَذلك سعيدَة لوجودي معكِ ايڤا "

لِوهلَة انتابَتها لحظَة من الادراك
هاهي ذا تَعيشُ هذه الأيام مَع ايڤا
لَكنها سَمِعت ان الوَزير سيعودُ الي بريطانيا نهايَة العام
ثُمّ ، مالذي ستفعلهُ هي؟ اين ستذهَب..!

لن تعود بالتأكيد حتّى تَعيش لدى زَوج امها ، دامها هَربت من ذلك الجَحيم لن تُفكِر بالرُجوع اليه مُجددًا ، ذلك اعنفُ كابوسٍ يُداهِمها

ايقَظتها لمسَة ايڤا على كَتفها من شُرودها و هي تُخاطبها قائِلَة " دَعينا نذهبُ لتناول الافطار "

مَشت مَعها الي طاولَة الاكل حيثُما كان الوَزير يجلِس مُترأسًا المائِدَة و بِجواره وليّ العَهد الذي يستمر بِفتح مواضيع عِشوائيَة معه ، تَقدمت ايڤا لاحتِضانِ والدها و تَقبيله على جَبينه ثُمّ سلمت بِبُرود على سُموه قبل ان تاخذ مَكانها

جَلست سويون قُرب ايڤا التي كانَت تفصلها عن جُيون الهادِئ
راقَبت ابنتِه مَلابِسه الرماديَة فعلمت ان مشاعره في حِياديَة
هو لَيس في مزاجٍ يَسمحُ لهُ بتبادل احاديثٍ عشوائيَة بتاتًا

" ابي هل هُنالك خَطب ما؟ " سألتهُ الصُغرَى و هي تأخُذ العصير الذي سَكبتهُ لها الخادِمَة ، قَدمتهُ الي سويون بدلاً ثُمّ انتَشلت هي واحد اخَر مُنتظرة اجابَة الوزير المُتحفَظ على اجابتِه

لم يُجبها بل ظلّ صامِتًا يُراقِب طَبقهُ بدل الانخراط في الاحاديث التي تُفاقم غَضبه ، اذ للتوِ ورَدهُ اتصال من يونمي اخبرتهُ عن رَغبتها في القُدومِ و خُطبة سويون رَسميًا منهُ ، افسَدت عليه يَومه بالكامِل

كان يودّ ارتداء الاسوَد ، لَكنهُ يَتركهُ لاحقًا كيّ يُقابل به تلك الاوَجه التي تودّ اخذ صَبيته من حُضنه ، هي لا تَخُص سِواه..!

تبًا ، ما المُمتع في الزواج من شابٍ لن تقومُ بِالشِجار معهُ على رزق زوجِها..؟
تفكيرهُ منطقيّ للغايَة و يجعل من موقفه حَقيقيًا

حَدقت ايڤا في سويون المُستغربَة كَذلك من هُدوء جُيون اذ قبل ساعاتٍ قليلَة كانت تُمازحهُ في المَطبخ ، هَزت اكتافها بعدمِ فهمٍ حينما سألتها الصُغرى بهمس

" ايڤا ، سامرُ عليكِ حتّى تأخذيني في جولَة بعد الجامعَة " تَحدث الأمير يُخاطب ابنَة الوزير التي ناظَرتهُ بحاجبٍ مَرفوع " انا لديّ دراسَة بعد الجامعَة ، لذلِك لا استطيعُ الخروج "

" لا تُصعبي الامور ايڤا ، انها مُجرَد ثلاث ايام اقضيها معكِ و ساُغادر ، اُنظري الي الفتاة التي بجانبكِ تركت دراستها لاربع ايام لكنها قضتها بمثالية مع والدكِ في السَفر " هَتف الأمير و هو يُشير بِعينيه على سويون التي لَم تكُن تَفهم شئ مِما يَقولون ، عَزِمت على تَعلم اللُغة الانجليزيَة و هي تتناول ذلك التوست بِغَيض

عَقدت ايڤا حواجِبها تنظُر الي والدها الذي رَمق الأميرُ بحدَة ، قالَت تُجيبُ بصوتٍ هادِئ " سويون كان لَديها ظَرف خاص ، امّا انا لن اُضيع وقتي من اجلِك " اخرَجت لسانِها تُغيضه ثُمّ تابَعت اكلِها

" ايڤا اُخرجي مَعهُ ، انهُ أتى لِقضاء الوقت معكِ ، انتُما مُقربان منذ الطفولَة " تَحدث جُيون و هو يُشاهد سويون تتشاجَر مع التُوست ، كان وَجهها اللطيفُ غاضِب و من الواضِح انها مُستاءَة كونها لا تَفهم احاديثِهم

ابتَسم خِفيَة ، حركاتِها تُهون عليه كُل المَتاعِب مَهما اشتدّت
جاء اليَوم الذي وَجد فيه نَفسهُ تَرتاحُ لمجرّد تأمل مَخلوق صغيرٍ كمثلها..!

" ابي ! لا اُريد ، لديّ مُخططات مع سويون بعد الجامعَة ، نُريد ان نذهب للنادي و نَستمتع " تَحدثت ايڤا مُتذمرَة تُخاطب والِدها الذي رمقها بحدَة قبل ان يُخاطبها بجديَة " وليّ العهد اولَى من مُخططاتكِ ، سويون لديها دراسَة سَتُراجِعُها بعد الجامعَة و انتِ اذهبي للتجوال قليلاً معهُ "

" كَما لو انّي اعرفُ كوريا ! لقد اتيتُ حديثًا انا كَذلك " صاحَت بِضيقٍ قَبل ان تَحشُر الطَعام في فَمها بانزِعاج ، استَمرت بالنَظر الي سُموه بِبُغض حتّى استَقام الوَزير من مَجلِسه بعد انتهاءه من الأكَل

" ساذهبُ الي العَمل ، لا تخافيّ تايهيونغ قد عاد و سيُرافق كِليكما ، انهُ يعرفُ سيول جيدًا و لَن يبخل في ارشادِكما سَويًا "

رَفعت ايڤا عَينيها الي والِدها تناظره بسعادَة " حقًا؟ تايهيونغ عاد؟ " التَفت برأسِها الي مَدخل الحُجرَة ترى حارِسها يدلف بينما يلبسُ بذلته الرسميَة

لم تستطِع كَبح ابتِسامتِها اذ لم تَرهُ ليومَين ، استَقامت للركضِ نَحوهُ و ضربه على كَتفه تعبيرًا عن اشتياقِها لهُ " لقد تأخرت على انستك يا رَجُل..! "

عاتَبتهُ تراهُ ينحني احترامًا من اجلِ الوَزير قبل ان يُناظرِها بهدوء " اضطررتُ ان اُواسي والدتي على وفاة جَدتي ، لكنّي عُدت "

وَجه بَصرهُ يَجدُ فردًا جَديدًا يجلسُ على طاولَة الطَعام ، عَقد حواجبه حينَما لوح الامير باصابِعه لهُ ، استَغرب ثُمّ ناظر جُيون الذي عرّف يقول " انهُ وليّ العهد البريطانيّ "

لِهذا الحراسَة مُشددَة على غير العادَة اليَوم..!
كان مُستغربًا من كثرَة الرجال الذين يُحاوطون المنزِل
لَكن اجابتهُ وَصلتهُ بوجودِ الامير

" تايهيونغ الحَقني الي مَكتبي " هَتف الوَزير و هو يَضعُ يداهُ بجيوب بنطاله ، القَى نظرَة جانبيَة على صَبيته يجدِها تُناظِرهُ باهتِمام

عُيونها كالجِراء المُحتاجَة للاحتِواء

واصَل سيرِه بعدَما قطع تواصلهُما البَصريّ يَسيرُ نحو مَكتبه اذ قام تايهيونغ باللحاقِ بِه حتّى دَخلا سويًا ، جَلس جُيون مَكانهُ يُراقب هيئَة حارِس ابنته الذي تَحدث " هل هُنالك خَطب يستدعي حُضور الأمير ؟ "

سأل بِعفويَة اذ لم يَتوقع جَواب الوَزير الذي جَعل لسانهُ يَنعقدُ بالكامِل

" هو هُنا من اجلِ ايڤا ، اذ انّهُ يكونُ خَطيبها في الأساستَحدث جُيون بعد أن اراح ظَهرهُ على مسندِ الكُرسيّ يَرى تعابير الأسمر قُبالته التي اُحتلَت من قِبل الصَدمة

لَم يكُن يَفهم خَطبهُ تَحديدًا ، لَكنهُ لم يُتعب نَفسه عناء الفَهم
بل قال يُضيف

" لِكونه هُنا ، اُريدك ان تَبقى معهما و تُراقبهما طيلَة الوقت ، لا اُريده ان يتمادَى في تصرفاتِه مع ايڤا و ان فَعل اخبرني مُباشرة ساُجيد التعامل معه " قال الوَزير لِمن اخَذ بِضع دقائِق حَتى يستوعِب ما سَمِع

انستهُ مَخطوبة لوليّ العهد البريطانيّ..؟

" ح..حسنًا " انحنَى لهُ ثُمّ خَرج من مكتبِه مُشتت فِكريًا ، وَقف عند مدخلِ الصالَة يُراقِب انسته تتشاجَر مع الأمير الذي سَرق مِنها طعامِها

لطالما كانَت تشتّد بينهُما المعارك مُنذ ان كانا اطفالاً
هي لا تُطيقهُ من الطفولَة لكنهُ كان مُعجب بحدتها في التعامُل

حينَما رأت ابنَة الوَزير طيف حارِسها ينعكسُ ضِد الباب الزُجاجيّ المطلّ على الحَديقة اسرَعت بالنُهوض و تَرك طعامها الي الامير بِصدرٍ رَحب

اقتَربت تركُض من تايهيونغ حتَى انتَصبت امامَه و راحَت تُراقب اعيُنه البُندقيَة باهتِمام " مابها ملامحك اصبحَت مثل ملامح ابي فجاة ..؟ هل كُل شئ بخير ؟ " سألتهُ بِفُضول تُراقبه و هو يُوجه بَصرهُ نَحو سُموه

سَكت يَستجمعُ شتاتهُ قبل ان ينطِق " انا بِخَير ، لازلتً متاثرًا بِوفاة جَدتي " نَظر بداخِل عينيها السَوداء ، لا تَفشلُ يومًا في جَعلهِ يَجِدُ مَسكنه في بُقعَة ارضِها تِلك

" حسنًا دَعنا نذهبُ الي الجامعَة " قالَت بابتِسامَة ثُمّ التَفت حتى تنظُر الي الامير قائِلَة " ساتصلُ بك قبل الخُروج من الجامعَة ، لا تأتي بمفردك و تُسبب لي الاحراج هل سَمِعت؟ "

" لما اُسبب لكِ الاحراج؟ لكِ الشَرف ان يأتي وليّ العهد بعظمَة شأنه و يَزوركِ في الجامعَة ، سَتحسدكِ كل الفتياتِ هُناك " قال بينَما يُشير على نَفسه بتفاخُر يَسمعُها تقولُ بينَما تقتربُ لاخذ حَقيبتها بغضَب

" كلاّ ، لا اُريد ان تنتشرُ الشائِعات التي قَد تربطني بِك ! آن ذاك ساقتُلك ويليام " نَبهتهُ بحدَة غير مُباليَة بِمنصبه حتّى ، هي ذات لسان سليط مَع من لا يروقُها و منصب أبيها مَع مكانَة اُمها تُتيح لها ذلك

رَمقها ويليام بانزِعاج قَبل ان يُشاهد سويون تَستقيمُ مَع الصُغرى كيّ يُغادروا الي الجامعَة مع تايهيونغ الذي لازال مُتأثرًا بِما سَمِع

كان يَجلِسُ في السيارَة يُناظِر الفَراغ بِشُرود حتّى جاءَت انستِه التي رَكبت بِجواره ، استَقرت سويون بالكراسي الخَلفية حيثُما فَتحت هاتِفها تَتفقده

ارادَت الاتصالُ على اُمها و بالفِعل نَجحت بذلك
لَكنها خافَت ان يُجيب مارك بدلاً فسارعَت باغلاقِ الخَط

سَتُخبر الوَزير لاحِقًا ان يُساعدها في تدبير لِقاء سريّ مع اُمها دون علم زوجِها الذي قد يُحدث مُشكلَة

دَخلت الي الجامعَة تَجِد جيمين يستَقبلها مَع ايڤا ، قام بالقاء التَحية عليهنّ ثُمّ سار مَعهنّ الي المُحاضرَة التي يتشاركُها معهنّ

نظرًا لكونه رَسب قبل عامٍ في التشريح
لذلك حمل المادَة معهُ الي عامه الثالِث

لم يكُن مُهتمًا لِحُضور المُحاضرَة حقيقَة لكنهُ اصبَح كذلك دامَها مع سويون ، دَخلوا سويًا الي القاعَة يَجِد الصُغرى تهتمُ بالجُلوس في المقاعِد الاولَى

جَلست ايڤا بِجوارِها ثُمّ فعل هو على النَحو الأخر مُستغربًا من نَظرات البروفيسور الحارقَة ناحيتِه ، ذلك الاستاذ غَريب الاطوار ..!

صاحِب الشعرِ المُموَج و النظارات السميكَة التي يستمر بِتعديلاتِها طيلَة الوَقت ، حَدقت سويون الي اُستاذها ثُمّ صنعت ابتسامَة لطيفَة من اجله

مرَت مُدَة طويلَة لم تَرهُ فيها ، هي افتَقدتهُ بِحَق
اذ لا تَعرفُ انها طيلَة الوقت كانت رِفقته بهيئته الاصليَة

حَدق البروفيسور في الثُلاثيّ الجالِس امامَهُ قَبل ان يُثبت المايكرفون عِند شِفاهه مُتحدثًا بِهدوء " ايها الطالِب في مُنتصف ، غيّر مكانِك الي المُدرج الخلفيّ "

عَلِم جيمين انهُ يَقصده لَكنهُ لم يَفهم سَبب ان يُغيره لذلك اشار على نَفسه قائِلاً باستِغراب " انا ..؟ لِماذا؟ "

" غيّر مكانِك فالصفُ الاماميّ كُله فتيات " وَجد الاستاذُ عذرًا مناسِبًا يقولهُ كيّ يُغير مكان جيمين الذي استَقام مُتضايقًا ، جَلس في الصفِ الخلفيّ تحت استِغراب ايڤا التي طالعَت والِدها بتعجُب

لِما قام بِتَغيير مَكانِ جيمين تَحديدًا؟
هنالِك بضع شبابٍ يجلِسون بالأمام اتوا حَديثًا لكنهُ لم يَنقُلهم

حَدقت بسويون التي تقومُ بِتدوين بعض المُلاحظات فوق دَفترِها لِتَصمُت حينَما بدأ الدَرُس و انَشغل الجَميع مع شَرحِ البروفيسور الذي اعتَدر عن غياباتِه السابقَة ، غاب لِحَصتين فَحسب

بَعد انتهاءِ المُحاضَرة سَمِعت سويون ايڤا تُخبِرُها " هل يُمكنك البقاء في المكتبَة قليلاً ؟ ساذهبُ الي كُلية تايهيونغ بالقسمِ الاخَر "

لم تُمانع سويون من الذهابِ الي المكتبَة لانها من الاساس كانَت تودُ الدراسَة لذلك حرَكت رأسها ايجابًا تقولُ " لابأس ، انا ساكونُ هناك اساسًا "

" ابي وظف لكِ حَرسًا ، سيكونون في جوارِك طيلَة الوقت ، انهم يلبسون ثيابًا عاديَة كيّ لا يثيرون الشُكوك لذلك لا تَخافي ان وجدتِ نفسكِ مُراقبَة " قالَت الصُغرى بابتِسامَة بينَما تُرِبت على كَتف من همهمَت بلطف

سَلكت ايڤا وِجهتها الي كُلية تايهيونغ في الوَقت الذي ذَهبت به سويون الي المَكتبة بعد ان وَدعت جيمين حينَما حان موعد ذهابه الي المُستشفَى

لَديه دروسٍ عمليَة

وَصلت ايڤا الي كُليَة القانون اذ كان يَدرُس تايهيونغ تَخصص المُحاماة في عامِه الأخير ، بَحثت عنهُ بين زُملاءِه حتّى وَجدتهُ يجلسُ عند اخرِ المُدرج و بِضع فتياتٍ يَقُمن باعطاءِه الدُروس و بَعض من الأكل

انزعَجت لِسببٍ تَعرِفهُ جَيدًا
هي مُعجبَة به و تَكره اي فتاةٍ غيرِها تحومُ حَوله

لم تمنع خُطواتها من الانسياقِ نحوهُ بوتيرَة سريعَة حتّى استَقرت امامهُ تُناظر الفتيات بِسَخط ، وَجهت حديثًا حادًا لهُ حينما ناظَرها " تايهيونغ مالذي تَفعله ..؟ ظننتك تَدرُس ! "

استَغرب الاسمَر حِدتها في الحَديث ثُمّ طالع زَميلاتِه قبل ان يَصرفهنّ بقوله " شكرًا على المُلخصات ، قُمتن بالواجِب "

عاود التَحديق في الفتاة قُبالته قبل ان يَستقيم مُتحدِثًا " جِئن حتى يُعطينني المُلخصات ، ما الامر ؟ "

حَدقت بِه بانزِعاج و هيئتِها توضَح جيدًا انّها غيرُ راضيَة كُليًا
كانت تُثير نَظرات زُملاءِه الذين يُحدقون بِها باعجاب

انها ابنةُ الوَزير التي لطالَما اعتَادوا رؤيتِها خلف شاشات التِلفاز و الهواتِف ، كانَت تأخُذ صَدى اعلاميّ واسِع ان ظَهرت مع أبيها

" دَعينا نَذهب " نَطق بينَما يَجمعُ اوراقهُ ثُمّ قام باحتِضان دَفاتره الي صَدره يَنظُر لِمن لَوت شِفاهها بعدم رضَى ثُمّ سَبقتهُ تسير قَبلهُ بانزِعاج

لَحِقها بعد ان اصبَحت القاعَة فوضاويَة للغايَة
الجَميع يتبادلُ الاحاديث و الشائِعات حَول عِلاقتهما

" انت لما تستمرُ بجذب النساء اليك؟ ماذا اخبرتُك عن هذا من قَبل ؟ " قالَت تُوبِخهُ بانزعاجٍ بينَما تسيرُ امامَهُ بغضَب

" انتِ اخر من يَحق لها التَحدُث ..! " نَطق بعد ان تَوقف عن السَير في الرُدهَة ، حيثُما كانَت القاعاتُ مهجورَة كُليًا قيدُ الاصلاح

لم يكُن سِواهما في تلك البُقعَة الخاليَة

التَفتت اليه تنظرُ نحوه بانزِعاج " مالذي قُلتَه ؟ ة

حَدقت في عيناهُ البُندقيَة تَسمعهُ يقولُ بِجُمود " قُلت انكِ اخر من يَحق لهُ التَحدُث بِخُصوص هذا الامر تَحديدًا ..! "

اقتَربت منهُ بعد ان التَفت اليه تسألهُ بحاجبٍ مَرفوع " لما تتحدَثُ معي بهذا الشَكل لا افهم ؟ اخرُ مرَة تفاهمنا على انَك ستضعُ الحواجز بينك و بين النِساء ..! "

" لما عليّ فعل ذلك ؟ " سألها بَعد ان دَفع حاجبه عالِيًا يُحدق بها بجديَة جَعلت كيانها يهتزّ لثانيَة من الزَمن ، لَم تتردد ان تُجيبه بِثقَة تامَة " لانك تَخُصني ! "

ارتَفع طرَفُ شِفاهه ساخِرًا اذ قام بالقاءِ كُتبه مع دفاتره جانبًا ، لم يُبالي لِبعثرَة تلك الاوراقِ التي تطايرَت بفعل الهَواء بل تَقدم من الصُغرى يجدُها تعودُ الي الخَلف حتّى التَصقت بالجِدار خَلفها

" اتظُنين انّي لُعبة بين يديك ايڤا ..؟ ام لانكِ من عائلَة ثريَة سيُسهل عليكِ العبثُ بي كما تَشائين ؟ " سألها بينَما يتأملُ عَينيها السَوداء اذ وَجدها تقطبُ حواجبها بعدمِ فَهم " مالذي تقصدهُ لا افهَم ..! لما ساعبث بك تايهيونغ ؟ "

" انا لستُ من النَوع الذي يكونُ مُتاحًا للمُتعَة فَحسب ! لا ذَنب لي اني خُلقت وسيمًا حسنًا؟ لا اُريد ان اراكِ كمثل الفتيات اللواتن يُغيرن الرجال كَتغيريهنّ لِملابسهنّ " خاطَبها بغضبٍ لم يستطِع قَمعهُ

لازال حَديثُ الوزير يَدورُ في بالِه ، كُلمَا تَذكر انّها كُتبت على رَجُلٍ أخَر

" مالذي تقولهُ انت؟ " هَتفت الصُغرى بِصدمَة قَبل ان تَدفعهُ الي الخَلف لكنهُ لم يَتزعزع ، حاولت الفِرار و انتهَى بها المَطافُ محاصرَة بين يديه

هجم عَليها بِعُيونه الحادَة يُحدِقُ بِها بجديَة " احترمي خَطيبكِ على الأقَل ! و كُفي عن الحَومِ حَولي ، هل فهمتِ ؟ "

" خطيبي ؟ " سألتهُ باندهاش تُوسِع عينيها السَوداء بعدمِ تَصديق ، اسرَعت بالتَحدُث بصدمَة " ا..اي خَطيب ؟ "

" ايڤا لا يُمكنك خِداعي حسنًا ! والدك اخبرني بِكُل شَئ ، علمتُ انكِ مخطوبَة للأمير " نَطق يُخبرها بغضبٍ افصَح عنهُ عَبر نظراتِه الحادَة

" الا..الامير ؟ " هَمِست بعدمِ تَصديق و قَد اصبَح كُل ما حَدث سابقًا منطقيًا ..!

الهذا السَبب ارسَلها والدها للعَيش في القصرِ الملكيّ لفترَة..؟
غايتهُ ان يَجمعها بِسُموه..؟

انكسَر قلبُها ، لم تَتوقع فعلٍ كَهذا من أبيها بتاتًا

لم يَكُن يَفهم تايهيونغ سَبب تجمُع الدُموع بداخِل عينيّ الصُغرى ، قَطب حواجبهُ مُستاءًا اذ سألها مُباشرَة " مابكِ ..؟ "

حَدقت الصُغرَى بِه و الغصَة مَلئت حَلقِها " ا..ابي اخب..اخبرك بذلك ؟ "

وَجدتهُ يومِئ ايجابًا يُعطيها الاجابَة التي تَسببت بِنُزول دُموعها
كَيف يفعلُ والدها بها ذلك و يَربط مَصيرِها مع رجلٍ لا تُحبه..!

قامَت بابعادِ تايهيونغ عَنها تُبعد دُموعها المُنزلقَة بِخُشونَة " اذًا كان ذلك صَحيحًا ..! يُريدون ان اتزوَج منهُ لاجلِ مصالح عائليَة ! " قالَت بينَما تَضغطُ على قَبضتيها بِقوَة تُحاول استدراك مشاعِرها التي اهتاجَت

لا تستطيعُ تَخيل نَفسها بين احضانِ رَجُلٍ خِلاف الذي يقفُ امامَها
هي بَنت مشاعِرًا نَحوهُ ، لانها وَجدتهُ الشَخص الذي يتماشَى مع شخصيتها

تُحب بُروده ، تُعجب بجديتِه الزائِدَة عن الحَد
تُحبه و هو جامِد طيلَة الوَقت و لا يُعبر النِساء
لكنهُ يُصبح مختلفًا احيانًا ان كانَت معهُ

" انتِ لا تَعرفين بشأن خُطوبتكِ منهُ ؟ " سألها تايهيونغ مُستغرِبًا يَجِدُها تُنفي و هي تشفطُ سائِل انفها " لم اتوقع ان يَفعلها أبي بي ، انا اخبرتهُ عن حَقيقة مشاعري تِجاه سُموه قبل ان نأتي الي كوريا حتّى "

" انا تربيتُ و كَبرت مع سُموه ، احبه صحيح لَكن ليس كزوج مُستقبليّ ، بل كأخ ..! لم انظُر له يومًا على انه الرَجل الذي اريد امضاء ما تبقى من حياتي معهُ " وَضحت وِجهَة نظرِها الي الاكبرِ سنًا تراهُ مذهولاً مِما سَمِع

" لا اعلمُ لما ابي وافَق ، لكن حتمًا الأمرُ يَخُص منصبه و مَكانتهُ في الدولَة فكيف لهُ ان يرفُض ابن الملك دون عواقب؟ " قالت ساخِرَة بينما تُبعد دموعِها بخَيبَة ، سارَت تتجاوز تايهيونغ بينَما تَضغطُ على يديها " في الاخر اتضَح ان مكانتهُ افضل من ابنتِه "

قام تايهيونغ باللحاقِ بها يُمسك برسغها قبل ان يُلفتها اليه " الي اين ستذهبين ..؟ " سأل من التَفت نحوهُ تَصرُخ بانفعال " ساذهب الي جُيون و اوبخه حتّى يتلاشى صوتي من الصُراخ ، كَيف يجرأ على الصاقي بذلك المُخنَث ؟ لا اراهُ رَجُلاً حتّى ..! "

لا يَعرِف لما تايهيونغ ابتَسم حينَما وَصفت الأمير بالمُخنَث
لكنهُ اطمئن بشكلٍ كَبير حينَما رآها لا تكُن اي مشاعِر لهُ

" اهدئي ايڤا لا شئ يُحَل بالصُراخ ، لابد ان هُنالك حَل يُناسبكِ " نَطق بِهدوء ثُمّ حاول مُراوغتها و هو يَفرُك خَلف اذنه و يُناظر السَماء اعلاهُما " قَد يُعجبك الأمير و تستطيعين رؤيته كَزوج "

استَفزها بالشَكل الذي جَعلها تَصرُخ بِه بغضَب بعدَما ضَربتهُ بِحَقيبتها " لا اُريد ان اُحبه و لا ان اراهُ كَزوج ، انا اُريدك انت ايها الاحمَق الغبي الجاهل "

شَتمتهُ و لم تَبخل في رَكله قبل ان تَصفهُ بصُراخ " مُعاق عاطِفيّ "

تركتهُ حتّى تَختلي بِنفسها لكنهُ عاود امساكها مُجددًا و سَحبها ناحيتِه يُلصق شِفاههما دون اللُجوء لايّ حَرفٍ اضافيّ

يَكفي ان بِقُبلتِه تِلك ، وَصف الكَثير من مَشاعِره الدفينَة نَحوها

•••

في الجهَة الثانيَة كانَت سويون تَجلِس مُقابل البروفيسور الذي وَجدتهُ يجلِس في المَكتبة قَبلها ، كانَت تُريد ان تَطلبُ منهُ و تُجدد اتفاقهما سابِقًا اذ قالَت

" اُستاذ جون ، هل استطيعُ ان اطلُب منك طَلب ؟ " حَدقت بِه تنظُر الي عَيناهُ من خَلف النظرات السميكَة التي قام بِتعديلها مُتحدثًا " تَفضلي "

" في الواقِع ، سَبق و ان اخبرتَني انّه يُمكنِك مُساعدتي على تَعلم الانجليزيَة ، هل لازال عرضُك قائِمًا ؟ " قالَت بِلُطفٍ تنتظرُ رَدهُ بلهفَة

كان عائقها الوَحيد لِمُواصلَة التعلُم معهُ هو مارك و خوفِها منهُ
لكن دام الوَزير مَعها لم يَعُد هُنالك اي شَئ يُخيفها بَعد الأن

انتظَرت ردّ الاستاذ الذي سُرعان ما قال مبتسِمًا من أجلِها " لِما لا ..؟ اختاري اوقات فراغكِ و ساقومُ بتعليمكِ "

نَظر الي هاتِفها الذي تَضعهُ فوق الطاولَة ثُمّ اضاف " ارى انكِ اشتريتِ هاتِف جَديد ، ما رأيكِ ان اتواصل معكِ اونلاين افضَل ؟ سارسلِ لكِ كُل يوم مجموعَة كلماتٍ مختلفَة عليكِ مُراجعتها قبل النَوم "

وَجدته اقتِراح لَطيف لذلك حَملت هاتِفها تُقدمه اليه حتّى يُسجل رَقمه
بِمُجرّد ان اخذهُ حتّى تفاجَئ بِرؤيته الي خَلفية الشاشَة

كانَت صُورتِها مع الوَزير التي سَبق و ان التقطاها سويًا في لُندن
رَفع عينيه اليها يُحدق بِها و هي تتصفَح الدفتَر
لم يَتوقع بتاتًا ان تَضع صورتِهما خَلفية لَها يومًا

لا يُنكر ان رؤيتِه لِهذه الخَلفية مَحت ما كان سيئًا في يَومِه و جَعلتهُ سَعيدًا
اسرَع بنقرِ رَقمه الاحتياطيّ ثمّ سجلهُ باسمه المُستعار ليُعيده اليها

اخَذت سويون الهاتِف منهُ و قَبل ان تُغلقه سَقطت عَينيها على وَجه الوَزير المُبتسم في الصُورَة ، تَلاشت ابتِسامتها بِبُطئ اذ بدأت نَبضاتُها ترتِفع

مَرت بِضع ساعاتٍ على اخر مَرة رأتهُ بها و قَد بدأت تشعُر بالحَنين لهُ
لما هي مُشتاقَة اليه ..؟

اعتادَت ان تكون مَعهُ دائِمًا طيلَة الايام الفائِتَة

وَجدت نَفسها تَقومُ بسؤالِ استاذِها بعفويَة قائِلَة " استاذ جون ، هل سَبق و ان وَقعت في الحُب ..؟ "

نَظرت اليه تنتظرُ اجابتِه التي قد تكونُ اليَقين الذي تَقطعُ به كُل تلك الشُكوك ، قامَت باسنادِ الهاتف على الطاولَة و هي تُراقبه عن كَثب

فوجِئ البروفيسور من سُؤالها و بِذات الوَقت غاص في اعماقه لِيسأل قلبِه عن حَالِه ، وَجدهُ مُضطرِبًا بالكادِ يلفظُ انفاسهُ و تلك العُيون العَسلية تُناظره

" ف..في الواقع ، اجل " اجاب بِصدقٍ يَراها تعتدلُ في جَلستِها قَبل ان تسألهُ مُجددًا " ماهي اعراضُ الحُب ..؟ يُقال انّه كالمرض يُصيب الروح بَدل الجَسد ، اذ لهُ اعراض هو كَذلك "

تودّ مُطابقَة تلك الاعراض على التي تَشعُر بِها هي
حتّى ترى ان كانَت مُصابَة بالحُبِ ام تلك مُجرّد تَخيُلات

تَوتر الجالِس قُبالتِها و ذَلك القلقُ اول عَرضٍ يتعرضُ لهُ المُصاب بالحُب

التَوتُر ..!

فَكر كيف يُرتِب كَلِماته حتّى يُصارِحها بِحَقيقة ما يشعُر ناحيتِها حتّى قال بهدوء " هِمم ، اعراضُ الحُب واضحَة ، مِثل التوتر حينَما تكونين بِجانب ذلك الشَخص ، كِثرَة التَفكير به طيلَة الوقت بِسبب او بِدونَه ، لا ننسى اضطرابِ نبضات القَلب و انقباضُها ، ارتفاع دَرجة حرارَة الجِسم عن المُعتاد مَع رَجفة الجَسد و اليَدين ان اقدَم على لمسكِ "

مُستَحيل ان تَكون كُل تِلك الاعراض حَقيقيَة..!
تبًا ..! جَميعها تشعُر بِها

" الخَجل ..! و احمرار الخَدين ان طرأ مَوقف مُميز بَينكِ و بَينه "

سُرعان ما تَدفقت الدِماءُ في وَجنتيها حينَما تذكرَت قُبلته لاصبِعها في الحمامِ ليلة البارحَة ، وَسعت عينيها تَضعُ يدها على خَديها المُحمرَين بشدّة

نَبضاتُ قلبها ارتفعَت بِصخَب ، فِكرُها انشَغل بالوَزير اثناء غِيابه
لاسيما ارتفاع حرارتِها المُفاجِئ رُغم برودة الجَو

تبًا ..! هي مُصابَة بالحُب بدون شَك

شَهِقت قَبل ان تَضع يديها على الطاولَة تُميل بِجذعها نَحو اُستاذها هامسَة " ألا يُجيد علاج الي هَذا المَرض ..؟ "

عَقد الاستاذُ حواجِبه بشدّة ثُمّ نَفى برأسِه يمنحها خَيبة املٍ ليس كَمِثلها شَئ ، اسرَعت بالتَحدُث قائِلَة " و لا حتى طُرق تُساعِد على تَخفيف الاعراض ؟ "

" لِما هل انتِ مُصابَة به ؟ " سألها بِشَكٍ و حُمرَة وَجنتيها تُؤكِد اجابتِها التي قالَتها بِخجلٍ واضِح " اعتقدُ انّي كَذلك ..! "

تِلك الصَدمة التي حَلت بِه جَعلتهُ عاجِزًا عن النُطق بِحَرف
هي تُحِب..! من ذا الذي تُحبه ؟
من الذي سَرق قلب صبيتِه منهُ ؟

لم يستطِع التحدُث بحرفٍ و اضافيّ و قُدومِ جيمين قَطع تواصلهُما تمامًا اذ اسرَعت الصُغرَى بِانهاءِ الموضوع ، نَظرت نَحو صديقِها تسمعهُ يقول بعد ان القَى التحية على البروفيسور

" سويون ، ايڤا ستذهبُ لقضاء الوقتِ مَع الامير ، ما رأيك ان نخرج معًا ؟ " سألها بينَما يبتسِمُ بلطف من اجل مَن كانت تُحاول السيطرَة على مشاعِرها التي تفضحها عبر وَجهها المُحمَر

مَنحتهُ ابتسامَة خجولَة لم تُعجِب اُستاذها الذي استَقام من مَجلِسه يجمعُ اغراضهُ قبل مُغادرَة المَجلِس بِغَضب ، تفاجَئت سويون من رَحيله المُفاجِئ لَكنها عاوَدت النظر لِمن جَلس مكانه يُحدق بِها

" ح.. " قبل اجابتِه سَمِعت هاتفها يَرِن ، حَملتهُ فَوجدت اسم الوَزير يُزين الشاشَة ، خَفق قلبها بقوّة و راحت القشعريرَة تستولي على كامِل جَسدها

ابتَلعت ريقِها قبل ان تُجيب " ن..نعم ؟ "

" سويون سآتي لاقلكِ بعد الجامعَة ، اياكِ و الذهابُ مع ايّ احد ، انتظريني عند بوابَة الجامعَة هل سَمعتِ ؟ " تَحدث جُيون و هو يَختبئ خَلف الأرفف الخاصَة بالمكتبَة يُراقِب الصُغرى من بَعيد

استَغربت هي من جَديته الغَير مُعتادَة اذ لم تَجِد فُرصَة للرفض
قَطع الاتصال مُباشرَة يترُكها بموقفٍ مُحرَج مع صديقها

" في الواقع ، لا اظنّ اني استطيعُ مُرافقتك ، ساذهبُ لرؤية امي " كان عُذرًا مُناسبًا وَجدتهُ في طريقِها لَكنها توترَت ما ان قال الاكبَر " حسنًا لابأس ان قمتُ بِمُرافقتكِ "

" كلرّ جيمين ، انت تعرِف مارك ان رآنا سويًا سيُفكر ان هنالك بيننا شَئ ، تَفكيره مُتخلف " نَطقت و هي تستقيمُ من مَكانها ، حَملت حَقيبتها مع دَفترِها ثُمّ انحنَت لهُ باحترام قبل ان تَفر هاربَة

وَقفت في الرُدهَة في مكانٍ خالٍ من الضَجيج تُعيد الاتصال بالوَزير الذي كان في سيارته يُزيل زيه التنكريّ ، حَدق في هاتفه الذي يَرن لِيقوم بالردِ عَليها

- نَعم ؟

مُجرَد كلمَة لا تتعدَى الثلاث احرُف سَببت لها كُل ذلك الخَلل
هي حتمًا مُصابَة بالحُب ، بل في مراحِله الأخيرَة..!
تشُك انها قد تموتُ بِه قريبًا

قامَت بالحمحمَة قبل ان تُرجع شعرِها وراء اُذنها قائِلَة

- امم متى ستأتي تحديدًا ..؟

لم يَكُن لديها سَبب وجيه للاتصال بِه
عَدا انّها تُريد سَماع صَوتِه الذي تُحبه

- بعد انتهاء مُحاضرتكِ الثانيَة

اجابَها بِهُدوءٍ و اندهَش حينَما قالت لهُ بغتةً

- هل اخبرَك احد من قَبل ان صوتُك جميل على الهاتِف؟

رَمش مُتفاجِئًا يَرى تلك اللحيَة التي يتدلَى نِصفها من وَجنته كَونه ازال النِصف و الاخر لازال مُلتصقًا بِوجهه ، قَبل ان يَتحدث سمعها تقولُ بسُرعَة

- انا اسرق من رزق زوجتك

اسرعَت بقطع الاتصال تَضُم الهاتف الي صَدرِها بينَما توسع عُيونِها باضطِراب ، قلبُها لا يَتوقف عن الهُتاف لِصالحِ حَضرتِه ..!

ازال جونغكوك ما تبقى من اللحيَة قبل ان يُحدق في نَفسه مُتمتمًا " تُرى لما سألتني ان كانَت مُصابَة بالحُب ؟ وَجهها احمَر كُليًا حينَما اتى جيمين ..! "

وَسّع مُقلتَيه بشدّة قبل ان يَهمس " ايعقل ان ذلك الوَغد يُحاول اغواءِها كيّ يحصل على رِضاها؟ ثُمّ يتزوجها! سويون رَقيقة سَتخضعُ له بسرعَة ان احسَن مُعاملتها "

كَور قَبضتيه بِغَيضٍ يلكُم ذلك المِقود بانزِعاج
كَيف يُمكن ان يأتي شاب لم يتجاوز الثالِث و العِشرون حتّى
و يأخُذ منهُ صبيتِه باساليبٍ يتبِعها الشباب لاغواء الشابات..!

لا يُعقل ان يأخُذها منهُ ، ليس بَعد ان كرّس كُل وقته و ارتدَى هذا الزيّ التنكريّ المُثير للسخريَة كيّ يتقرب مِنها ثُمّ يأتي شَخص يأخذها بسُهولَة

نَفى برأسِه بشدَة يتكئ على كرسيّ سيارته المُريح يُفكر

" ان وَجدت نفس المُعاملة التي سيُعاملها لها جيمين قَد لا تَرضخ لهُ و ترفض فكرَة الرَحيل عنّي ..! اساسًا ما الفرقُ بين المعيشة لديّ و بين الحُصول على زَوج ؟ ألا يَكفي اني اُحسن مُعاملتها اُحبها و اُدللها..؟ مالذي يَفعله الزوج لا استطيعُ انا فعله؟ "

قام بِفرك شِفاهه السُفلى و هو يُفكر بِعُمق " صَحيح الزوج يُعاشر زوجته..!"

اعتَدل بجلستِه بسرعَة ينفُض تلك الافكار المُشينَة عن فِكره قَبل ان ينطِق بجديَة و عَزم " كلاّ ، سويون لازالَت صغيرَة ، هي طِفلة كَيف يسمحُ لنفسه ان يراها على ذَلك النَحو؟ لا يُمكنني تحمل فكرَة ان رَجُل غريب يَلمسُها! سيذهبُ رزق زوجها سُدًا بعد ان حاولنا انا و هي الحِفاظ عَليه..! لا "

انتَشل هاتِفه بجديَة و دَخل على مُحرك البَحث
سارَع بِكتابَة الآتي

- ماهي الطُرق التي يستطيعُ فيها الرَجُل اغواء فتاة شابَة ..؟

ظَهرت لهُ بِضع خياراتٍ نالَت استِحسانَه ، لذلك حرّك المقوَد و بدأ اولاً بِتعديل مَظهرِه الغَريب ، عليه ان يَستحم و يُصفف شَعره و يَلبس افضَل مالديه

جائِز ان يَكون جيمين يُريد ان يَطلبها للزواجِ خلال الجامعَة
تلك الفكرَة جَعلتهُ يتصلُ بِها و يُرغمها على بقاء الاتصالِ مفتوحًا طيلَة الوقت ، كيّ ان سَمع صوت جيمين بالجوار يَقفُ لهُ بالمِرصاد

كان يَتحمم بينَما يُغني بِصوتٍ عَذب تسمعهُ سويون الجالسَة في المُحاضرَة تَفرُك رَقبتها بِعدمِ ارتياح ، تركيزُها مع الوَزير في الهاتِف كُليًا

تسمعهُ يُدندن و نَبضاتها تتراقصُ مع صَوتِه الذي يَسلبُ روحِها تمامًا
قَضمت شَفتيها تبتسمُ كُل حينٍ سَمعتهُ يشتم لِدُخول الصابون في عَينيه

لم تستطع كَتم ضِحكتها حينَما صَرخ ما ان انزَلق في مُنتصف الحَمام اذ سُرعان ما احمَر وَجهها بشدّة حالما ناظرها البروفيسور بِغرابَة

طَردها من المُحاضرَة فَخرجت تَشتِم سِرًا بِعُبوس

" الن تتركني ادرُس؟ لقد طُردت من المحاضرة بِسببك " قالَت لهُ و هي تَسيرُ في الرُدهَة بوجهٍ عابس ، كانت تودُ لَمح ايڤا التي اختَفت مُنذ المحاضرة الاولَى لَكنها لم تَجِدها بتاتًا

سَمع جُيون صَوتها يصدُر من الهاتِف لذلك اسرَع بالنُهوض بَعد ان انزَلق بفعل الصابونة التي سَقطت من يدِه بعد ان اعمَت عينيه ، دَعس عليها بالخطأ و ادت الي وقوعِه المُحتَم

اقتَرب من الهاتِف بسُرعَة اذ طلب مِنها ان تفتَح مُكالمَة مرئيَة حتَى يَظهر وَجهها الجَميل لهُ ، خَفق قلبها بِطلبه لكنها لم تُمانع بل ضَغطت على الزر الذي اوضَح لها وَجه الوزير المُبتل كَشعره

وَسعت عينيها بشدَة من شَكله ، لم يكُن يُظهر سِوا اكتافه و وَجهه الذي يُقطر من المياه الفاترَة ، تَحمحمَت و اصَبح الحِفاظُ على نَبضاتها المُنتظمَة مُستحيلاً

" مالذي تَفعله ..؟ اذهب حتَى تلبسُ ثيابك " وَبختهُ و هي تُشتت عينيها بِكامل انحاءِ الجامعَة ، تُحاول اخفاء الهاتف بصدرِها كيّ لا يراهُ المارَة الذين يَسيرون بِجوارِها

سيظنون انّها بلا شَك تُحادث عشيقِها..!

ويحتاه..! ماذا لو انزَلقت الكاميرا و اظهَرت جَسد الوزير عاريًا..!
ذلك لوحده جَعلها تشهق بقوَة و تُغلق الخط في وَجهه
هي لَيست مُستعدَة لذلك المَشهد المُخيف..!

ارسلت لهُ رسالَة نصيَة كتبت بِها
- ساذهبُ للدراسَة في مكتبة الجامعَة
حينما تَصل اتصل بي

فَرقعت رقبتها و هي تَسيرُ نحو المكتبَة باستِغراب من تَصرُفاتِه
ظلّت تُفكر بغرابَة " مابه ؟ لما ارغمني على البقاء معهُ في الخَط؟ "

تمتمَت و هي تجلسُ فوق الطاولَة اذ قالَت " لا و ادخلني معهُ و هو يَستحم ..! الا يخافُ ان ارى رأس مالِ زوجته؟ انهُ اساس الرزق كُله "

وَضعت يديها على شَفتيها قبل ان تُسارع بالطبطبَة على وَجهها المُحمَر لعلّ هلعِها يخِف ، شَربت القليل من الماء ثِمّ باشَرت دراستِها على الفَور

•••

امام بائِعَة الورد يقفُ الوزير مُكتف الأيدي و هو يُطالع تلك الزُهور المُختلف الوانِها ، عَقد يداهُ الي صَدرِه يُفكر بِحيرَة حتى سَمع صوت العَجوز تسأله

" مالذي تُريده يابُني ؟ "

رَفع عينيه اليها يُزيل نَظراتِه الشَمسيَة التي تتماشَى مع بِذلته الكلاسيكيَة ذات اللون البُني الفاتِح ، اجاب مُبتسمًا " اُريد وردًا يَجذب اهتمام شابَة جامعيَة و يُساعدني على اغواءِها "

استَغربت العَجوز التي لم تَفهم ما قالهُ عدا انّها راحَت تنتقي لهُ وردًا تُحببنَهُ اغلب الشابات ، قَدمت اليه الباقَة التي احتَوت على زُهور ورديّة و بيضاء ، شَكرها و دَفع لها مبلغًا ماليًا ثُمّ رَكب سيارتِه الفارِهَة

وَضع الباقَة على الكُرسيّ بجانبِه ثُمّ حَدق في عُلبة الشوكولاتَة مَع القهوَة المُثلجة بقربه يبتسمُ برضَى ، اخرَج هاتفه يتفقدُ نصائح جوجل

- حينما تصلُ الي مكان عملها او دراستِها
قف بِكُل رجوليَة تنتظرُ خُروجها و تعمَد لفت انتباه زُملاءِها
كيّ حينَما تأتي تَفتح لَها الباب و تُجلسها كالاميرات بِقُربك

راح يَقرأُ ذلك المَقال بِحاجبين مَعقودين ، بدايَة وَجدها قِمَة السخافَة و الانحطاط لَكنهُ ادرَك انها حركات مُعظم الشباب الاثرياء ، و مِنهم جيمين بالطَبع

هل سيسمحُ لجيمين بالتَغلب عليه؟
بالطَبع لا!

ادار المقود يُصغي الي وسواس قلبه مُتجاهلاً عقلهُ تمامًا
كان قد اتصَل على جيكوب قائِلاً

- جيكوب اين انت؟ هل زوجتك سرقتك مني بهذه السُهولة؟

وردَهُ رد جيكوب الهادِئ

- انا مع زوجتي لكنّي اُراقبك
مالذي تَفعله تحديدًا؟ هل فراغك من العَمل اليوم جَعلك تعود مُراهقًا؟

انزَعج الوَزير من نَعت جيكوب لهُ بالمُراهق لَكنهُ لم يُبالي و دافَع عن مشاعِره قائِلاً

- جيكوب اُصمت ، انا في مُنافسَة و عليّ الفَوز

ارتَفع طرف شِفاه جيكوب ساخِرًا و هو يُراقِب وَجه سيده عبر كاميرات السيارَة الموضوعَة امامَه

- مُنافسة بينك و بين افكارك؟
انا حقًا فهمتُ لما انت تنسجم مع سويون
انها تُشبهك! لديكما نَفس الافكار الغريبَة

دَحرج جُيون عَينيه بِضَجر قَبل ان يَتفقد شَكلهُ بالمرآه مُجيبًا

- لا تَسخر من افكاري..!
اسَمع ، ارسل لي بِضع مقالاتِ انتشرت عن الطلاق و مُعاملة الازواج السيئَة لزوجاتهم و قضيات القَتل و كُل ماهو سئ بخصوص الزَواج

استَغرب جيكوب من طَلب الوَزير الغَريب و لَم يستطِع حتَى سُؤاله لكون الاصغر اغلَق الهاتف بِوجهه بعدَما قال

- اُحادثك لاحقًا لقد وَصلت

رَكن جُيون امام بوابَة الجامِعَة اذ ارسَل رسالَة صوتيَة الي الصُغرى يقولُ فيها

- لَقد وصلت اُخرجي

انزَل نافذَة السيارَة يُحدِق في عدد الطَلبة الذين يَقفونُ امام البوابَة ، تَحمحم يُعدل هيئتهُ ثُمّ نَزِل يقتربُ للاتكاءِ على سيارتِه بينَما يعقدُ ذراعيه الي صَدرِه

نَجح في جَذب اهتِمام اغلب الشاباتِ اليه اذ ناظَرنه بانبهارٍ تام ، كان وسيمًا للحدِ الذي جَعلهنّ على وَشك الصُراخ انتحابًا من مَظهره

ابتَسم بِرضَى داخِليًا ، قد لا يَظهرُ عليه دومًا لكنهُ يُحب من يَمتدحُ وسامته ، هنالك رُكن بداخله نرجسيّ يتغذَى بالمَديحِ الدائِم

هاهي ذا ..!
صغيرتهُ تَسيرُ نَحوهُ بعد ان غادَرت بوابَة الجامِعَة

انذهَلت بمجرَد ان رأتهُ اذ لم تَتوقع ان تَجدهُ ينتظرها امام السيارَة ، نَظرت حولها باحراجٍ ، هي حَتمًا لن تَسير نَحوهُ وَسط هذا الكَم من البشر

ستنتشرُ الشائِعات بانّها تُواعد رَجُلاً ثريًا يصرفُ عَليها
لِذلك غيَرت مسارِها تسيرُ بعيدًا عَن من اندهَش و اعتدل بوقفته بسرعَة

ازال نظاراته الشَمسيَة يُناظر ظهرِها بصدمَة " ي..يا سويون "

التَفت بِرأسها اليه تُناظره بِغَيض ثُمّ بدأت بالرَكض بعيدًا عنهُ حينَما قام باللحاقِ بِها ، تَشعُر بالاحراج بشكلٍ يُصعب وَصفه

تولّى احدَى حُراسه سيارتِه اذ رَكب بِها و قادها بعيدًا عن الجامعَة في الوَقت الذي امسَك به جُيون ذِراع الصُغرى يوقِفها عِند جانب الطريق

" ما الامر مابكِ تركُضين؟ " سألها بينَما يعقدُ حواجِبه مُستغرِبًا ، كانَت قد طالعتهُ بعد ان جَذبت يدِها منهُ مُتحدثَة " هل تظُن اني ساركبُ معك حقًا بِمُفردي و قد رأك كُل من بالجامعَة ؟ "

" لِما لا؟ " قال بِحاجبٍ مَرفوع يَتفحصُ وَجهها الغاضِب ، اجابتهُ بينَما تُشير على جامعتِها التي تَركتها خَلفها " هل تُريد ان تنشر عليّ الشائِعات؟ لا احَد يستطيعُ ان يَتفهم طبيعَة علاقتنا التي اساسًا انا لا اعرفُ كيف اُسميها "

" و مابها عِلاقتنا سويون ؟ " عَقد حواجِبه بشدّة يَنظُر في عُيونِها الحَزينة و هي تَرُد بِهدوء " انت لن تَتضرر ، لكنّي من سيُقال عنّي اني ساقطَة اقومُ باغراء رَجُلٍ ثريّ ، انا لن اتحمَل ان يَطعن احد بِشرفي ابدًا "

" لِما قد يقولون ذَلك؟ ما الخَطأ انّي ساُقلك من جامعتك و انتِظركِ ؟ " قال و قَد لانت نَبرتهُ من صاخبَة الي اُخرى هادِئَة يُخاطب من طالعتهُ بِحُزن بالِغ

" لا احَد يمتلكُ نيَة سليمَة في هذا العالَم ابدًا ، ما المُقابل الذي ستُعطيه الفتاة لرجلٍ ثريّ يُدللها غير جَسدها؟ ساُصبح فضيحة هذا الفَصلِ بِلا شَك ، و الكارثَة الكُبرى انك والد صديقتي "

شدّ قَبضتهُ من استياءِها الذي يَجِدهُ غَير مُبرر
من سيجرأ و يَفتح فَمهُ عَليها..! سيقومُ بقطع لسانِه قبل جذب اسمها حتّى

" س.. " قاطَعتهُ حينَما قالَت و هي تعودُ خُطوَة الي الخَلف
كانَت تنظُر الي اقدامِها بِاستياء

" انا لا اُريد ان يعرِف اي احدٍ انّي بدون منزلٍ او مأوى
و اني اعيشُ لَديك انت و ايڤا ، اُريد الحفاظ على كرامتي في الجامعَة
لا اُحب ابدًا ان يَجلب احد سيرتي ، لانّي اتاذَى آن ذاك اكثر من كُل شَئ "

احسّ للمرَة الأولَى ان عِلاقتهما شَئ مُشين يَتوجب عليه البقاءُ في الخَفاء
لَكِن لِما..؟ ما الخَطأ الذي يَفتعلهُ كليهما؟

علاقتهُما بريئَة للغايَة
لكن عُقول البَشر مليئَة بالخُبث

حَدق في عينيها حينَما ناظَرتهُ و قَد رأت الحُزن يسودُ كُحليتاه ، اعتَذرت بِكُل لُطفٍ و قالَت " انا اسفَة ، لَكن ليسَ الجَميع يستطيعُ ان يَتقبلُنا "

تجاوَزتهُ حتَى تقومُ بايقافِ سيارَة اُجرى كيّ تعود الي المنزِل اذ تَركتهُ يقفُ مُحتارًا مِما سَمع ، ما الخَطأ الذي فَعلهُ بانّهُ وَقع في حُبها..؟

و لِما عَليه ان يُفكر بتلك الأقاويل التي لن تُحرك به شيئًا ؟
دامَهُ سَعيد مَعها كما هي سَعيدة

لما تَخجلُ من الصُعود بجانبه في الوَقت الذي لن تَستحي به ان فَعلت مع جيمين مَثلاً ..؟

هل لانّهُ من سنها..؟

احسّ بالحُزن الشَديد ، قلبهُ النَقيّ ذاك قد حَلقت فَوقهُ غيمَة سوداء سَببت في اكتئابِه ، غادَر موقِعهُ بِخَيبة املٍ كَبيرَة

امضَى يومِه بِطوله مُكتئبًا يَرفُض الحَديث مع اي شَخصٍ كان
يغرقُ بِعُمقِ افكارِه و قَد بدأ يأخُذ فِكرَة ابتعاده عَنها بِجديَة

دام قُربه سيُسبب لها الاحراج بَين زُملاءِها
لِما عَليه ان يكون مَعها؟

لا تُعجبه فكرَة ان يكونا سويًا بعلاقَة وطيدَة خفاءًا
و علنًا هُم كالغُرباء تمامًا

امضَى يومِه بطولِه في جَناحه يَرفُض التحاور مَع اي أحَد حتّى ابنتِه التي طَلبت رؤيتِه بعد ان عادَت مُتأخرَة ، هي فَوتت لقاءِها مَع الأمير و لَم تهتم لهُ

جَلست بِجوار سويون تُناظِرها بِقلق " هل حصل شئ ما لابي؟ "

رُغم غَضِبها منهُ بسبب ما سمعتهُ من تايهيونغ
ألا انّها قَد قَلقت حينَما علمت انهُ رَفض اي اكلٍ يُؤخَذ اليه
اباها لا يَفعلُ ذلك الا حينَما يمرض او يكتئب لِسببٍ ما

" لا اعلم ، لم اراهُ اليوم " قالَت الاكبرُ سنًا مُحاولَة تجاهل نظراتِ ايڤا المليئَة بالشَك نَحوها ، قامَت بقضمِ اظافِرها بتوتُر و فكرها قَد ظلّ بحوزةِ الوَزير

هل يا تُرى حديثُها صباحًا كان سَببًا في انعِزاله..؟

" انتما غَريبين مُنذ ان عُدتما من لُندن ، هل حَدث شئ هُناك ؟ " سألتها الصُغرى بعد ان اَخذت الهاتف من بين يديّ سويون التي تهرُب قدر استطاعتِها منها " لم يحدُث شَئ ، قد يكونُ مَشغولاً او ماشابَه "

استَقامت بِسُرعَة تَفِرُ هاربَة الي غُرفتهما المُشتركَة
اوصَدت الباب جيدًا ثُمّ اتكئت عَليه بِحُزن
لابد ان كَلامها هو السَبب ..!

تَنفست الصَعداء و تأنيب الضَمير راح يُلازمها
بدون قَصدٍ قد اشعرتهُ انها تستعِرُ من عِلاقتهما عَلنًا

لَكن كيف توضح للبشَر حقيقة علاقتهُما التي هي بالاساسِ تجهلُ اسمها..؟
من تكونُ هي بالنسبَة اليه..؟ اذ انها تعرفُ جيدًا ماهيتهُ اليها

هو الحَبيب الخفيّ الذي تُغلق عليه بداخِل قلبِها
هو الذي عرفت انّها مُصابَة بالحُب بِسببه

جَلست فوق الفِراش و الدُموع تَكورت في جُحورِ عُيونِها ، كَيف تهرُب من هذا العِبئ ..؟ كَيف تستطيعُ انقاذ نَفسها قبل ان تستمرُ بالنُزول الي قاعِ حُبه المُظلم

لا تستطيعُ رؤيَة اي نورٍ بالاسفَل
ترى المكان مُعتِمًا و مليئًا بالأقاويل السامَة

عار عَليها ان تُحِب والِد صديقتِها و تُغرَم بِه الي هَذا الحَد
كَيف أذِنت لنفسها ان تَفعل..؟

تَكورت فوق فِراشها تسمحُ للمنطقِ بتناولِ عاطفتها عَبر لومِه السامِ لقلبها الذي يرتعِد خوفًا من قيمِها ، يتألَم و يُطالبها بأن تُدافع عَن حُبه النَقيّ..!

لَكنها تستمرُ بالبُكاء ، كيف ستُواجه صديقتِها بِحُبها لوالدِها..؟
كَيف سيكونُ موقفُ ايڤا امامَ هذا الحُب؟

انسابَت دُموعِها لِتغطيَة سائِر وَجهِها و حينَما دَخلت ايڤا للنومِ شارعَت بتغطيَة كامِل جَسدِها تتخفَى عن انظارِها

عَليها ان تَختبئ من وَصمة العار التي احدَثها قلبِها المُحب
قلبُها البَريئ ذاك

•••

الساعَة تجاوَزت الرابعَة فجرًا
اعيُن الصُغرَى لم تستطِع ان تُغمَض و لو لِثانيَة

سَحبت ذلك الغِطاء عَنها و قَررت النُهوض و التَوجه لِمُحادثَة الوَزير ، عَليها ان تضع حَد لتأنيبِ الضَمير الذي يَكتسحُ قلبِها و فِكرها

لَبست خَفيها ثُمّ استقامَت تُغادر غرفة ايڤا النائِمَة
تَوجهت الي جَناحِ الوَزير تَطرُقه بِضع مراتٍ لكنهُ لا يَستجيب

لا تَعرِف ان كان نائِم ام انّهُ يتجاهلها كَما فعل قبل ساعاتٍ مع الجَميع ، كانَت لاتزالُ الدُموع تَسري دون انقطاعٍ على وَجنتيها المُحمرَة و هي تُنصت الي صَوتِ قلبها الصاخِب

كَيف ليومِها المليئ بالحُب صباحًا ، ان يَنتهي بِكُل هذا الحُزن مساءًا..؟

شَفطت سائِل انفها ثُمّ نَطقت بصوتٍ هامِس
هو يَسمعهُ بالفِعل ، لانّه بمُجرَد ان رأى انعكاس صورتِها في شاشة الكاميرا
شرع بالنُهوضِ و الدنو من الباب حتّى يشعُر بِقُربها

- الن تَفتح لي الباب ..؟ اُريد ان اتحدَث معك قليلاً

لازال مُصِرًا على مَوقفه بالتجاهُل ، يودّ ان يَبتعِد قَدر استِطاعتِه
لَكنها كَمغناطيس يَسحبها نَحوهُ كُلّما ارادَ الانسحاب

خَنقتها العِبرَة التي جَعلتها تُضيف بِصوتٍ مُتعَب
تودُ النَوم ، لكنها عاجِزَة بفعل قلبِها الصاخِب

- اُريد ، ان اُخبرك انّي ساُغادر هذا البَيت قريبًا
انّهُ لا تُعجبني فكرَة ان اكون عِبئ عليك
و اُسبب لك الحُزن ايضًا ، انا لم اكُن اقصد
ان اجعلك حزينًا ابدًا ، لكني قلقة واخافُ من الناس

مَسحت دُموعِها بِكم قَميصِها ، حديثها لم يكُن مفهومًا لانهُ عشوائي عجزت عن تّرتيبه بصيغَة جيدَة ، لم تَجِد منهُ الاستجابَة التي تجعلها تُواصل الكلام

لِذلك قالَت ختامًا

- اتمنى ان تَكون بِخَير

التَفت حتى تُغادر و قَبل ان تُمضي قُدمًا سَمِعت صوت بابه يُفتَح ، احسّت باصابِعه تلتفُ حَول عِضدها حتّى جَذبها لِدُخول جناحِه

اُغلق الباب بذات الثانيَة التي دَفع به جسدُها للاتكاء عَليه اذ وَجدت نَفسها مُحاصرَة بِفعله ، ناظَرتهُ بِصدمَة تشهقُ بفَزع

كان نور الحُجرَة خافِت للغايَة لكنهُ يُتيح لها فُرصَة النظر في عينيه المُتعبَة ، تَفقدت شَكلهُ المُبعثر كَمشاعر كِليهما ثُمّ نَطقت " م..مابك ؟ "

" تُريدين المُغادرَة ؟ " سألها بينَما يعقدُ حواجبه بشدّة اذ رآها تومِئ ايجابًا و الدِموع لا تنفكُ عن اغراقِ عينيها " حتَى اتوقف عن كَوني عبئ ، ساذهبُ الي مكانٍ أخَر اعيشُ بِه ، انا اعملُ اساسًا و استطيعُ تدبر قوت يومي "

لَم تَفهم سبب غضبِه الشَديد الذي اظهره عَبر هَسهسته الحادَة " لما تَشعرين انكِ عبئ ؟ هل سبق و ان قُلت انكِ كذلك؟ الا تَرين مِقدار سعادتي بكِ و انتِ هُنا ..؟ لما تُريدين الرَحيل اذًا سويون ؟ "

انَزلت عينيها عنهُ تنظُر الي اقدامِهما و الحُزن يَنهشُ قلبها الصَغير
لا تستطيعُ مُصارحتهُ بمشاعِرها البَريئَة ابدًا

كيف تُخِبرهُ انها تُريد الهَرب من حُبها لهُ ..؟

ابتَلعت ريقِها بِصُعوبَة ، قُربه يَجعل اعراض الحُب تتفاقم لَديها
التوتُر ، خفقانِ القلبِ مع الرَجفَة ، لاسيما ارتفاعِ الحرارَة
كُل تلك الاعراضِ يُعاني مِنها كِليهما بذاتِ اللحظَة

حاوَلت الحفاظِ على اتزانِها امامَهُ لَكن ما ان انتَشل ذَقنها بِرقَة بحوافِ اصابِعه حتّى رَمت جدافات السباحة و اذِنت لنفسها بالغَرق

" قولي لي ، مالذي قد يُقدمه لكِ رَجُل اخر و سافعلهُ انا من اجلكِ " هَمِس لَها بِصوتِه الذي جَعل اطرافها تَزدادُ ارتِعاشًا ، كان صَعب عليها الصُمود امامَ جَبروتِه بهيئتِها هذِه

" ل..لما ؟ لما تُريد ان تَفعل ذلك من أجلي..؟ " سألتهُ بَعد تردُدٍ شَديد ، تَرى نَظراتٍ غريبَة في عُيونِه السَوداء اذ نَطق بِهُدوء " ليس كُل الاسئلَة تمتلك اجوبَة ، كبعضِ مُعادلات الرياضيات ، لا يوجد لَها حُلول "

عَقدت حواجِبها لِتقوم بابعادِ يَدِه عَنها قبل مُخاطَبته " كلاّ ، دامك لا تمتلكُ الحُلول ، انا امتلكُ حُدود اُجيد وَضعها ان ارَدت "

لم يَنل حديثها اعجابِه بتاتًا ، للتوِ كانَت في قِمَة استسلامِها اليه..!
سَمعها تُضيف بِصوتٍ هادِئ

" لم اقصِد ان اُشعرك بشئ صباحًا ، لَكنها الحَقيقَة ، كَيف تُريد منًي ان اُواجه الجَميع ان انتشرَت الشائِعات عن عِلاقتنا ؟ "

" ماهي عِلاقتنا هذه التي ستُشعرك بالخَجل؟ مالذي فعلناهُ نحن؟ " نَطق مُنفعلاً بعد ان خَرج عن صَمته و هو يُحدق في عُيونِها العسليَة

" انت لا تَعرف ما قد يقولونَه ، سيقولون انّي عشيقتِك و انّي اُرخص نفسي من اجلِك كيّ تصرِف عليّ و تُدللني " قالَت بانفعالٍ كمثلِه بينَما تشدّ قبضتيها

" لكننا بالفِعل انا و انتِ نعرفُ ان هذا غير صَحيح ، لما عَلينا ان نَهتم لاحاديثهم ..؟ " قال بدورِه بينَما يقومُ بامساكِ قبضته يُراقب ارتخاء جُفنيها ببطئ

اجابَتهُ بعد صَمتٍ مُطول " انت مالذي تُريده منّي تحديدًا ؟ "

دوا الصَمتُ لِكَثيرٍ من الوَقت حتّى سَمِعتهُ ينطقُ ما جَعل اطرافها تعجزُ عن التَحرُك ، كان مُتسرِعًا في خُطوتِه التي بِلا شَك سَتجعلُه في اقصَى مراحِل نَدمِه لاحِقًا ، حينَما قال و هو مُندفع من فِرط مَشاعره المُتفاقِمَة

" اُريدكِ انتِ ..! "

لم يكُن كلامهُ مَصحوبًا بِخُطوَةٍ عادِيَة البتّة
بَل هو و بِكُلِّ جُرأةٍ اندَفع نَحوها حتّى
سَرق قُبلتها الأولَى ..!

•••

8100 ✅

احم ، فصل مليئ بجميع انواع المشاعر
لا تظنوا انّ موضوع جيمين انغلق هُنا

لسه جايكم القدام :)

عندكم قُبلتين بهذا الفصل
قبلة لصالح ايڤا و تاي ، و قُبلة لصالح الوزير و صبيته

انتم جربتم من قبل صراع المشاعر..؟
على فكرة مش سهل ابدًا

كيف كان الفصل معاكم عمومًا ..؟
اكثر جزئية حبيتوها..؟

انتم مصابين بمرض الحب ولا لسه مجتكم العدوة..؟

تحسون مشاعر الابطال مفهومة كفاية..؟
الخطوة يلي عملها جونغكوك في انه باسها صحيحة؟

بالنسبة لرأيي انا فلا
خطوة غلط ممكن تخليها تُنفر منه و تشوفه رجل شهواني

لانها ماتعرف حقيقة مشاعره
في الوقت يلي هو كان صعب عليه يتحكم باحاسيسه ناحيتها

ترا حُب الرجل مختلف عن المراة
لما يحب بنت يحب دايم يحدث تلامس بينهم مهما كان طفيف
تعبيرهم عن الحُب جسدي اكثر من كونه عاطفي

شنو تتوقعون رد فعل سويون يكون..؟

توقعاتكم للقادم هُنا ♥️

اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء 🦋

اوصلوه الي 3000 تصويت
فصل جَديد 🥰






.
.
.












و هي بتجيب الحلويات في المطبخ 🦋

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top