Husband | 14

Husband || زَوجي

اهلاً بِكُم في الجُزء الرابِع عشر 💋

لكم اشتياق كبير مني يا رِفاق ♥️
الحمدلله دائمًا و ابدًا على كل شَئ

لِنبدأ ❤️‍🩹

•••

اقتادتهُ أقدامِه الي الاسطبِل
المَوقع الذي شَهِد جَسد صَبيتِه اخرَ مرّة
كان مَذعورًا بِشكلٍ لم يَستطِع اخفاءِه
تعابيرِه المُهتاجَة تُعبّر عن مِقدار قلقِه العَظيم

لِحُسن حظّه أنهُ بمجرّد ان وَطئت أقدامَهُ الموقِع لَمح طَيف جَسدين يَقترِبانِ من الاسطبَل فَوق فَرسٍ أسوَد ، تَقدم بِضع خُطواتٍ يُقرّب المسافَة بينهُ و بَين هيئَة الامير الذي قَفز من الجوادِ قَبل مُساعدَة سويون بالنُزول

بَقى مُتجهّم الوَجه تعابيرِه تُظهِر حالَه الغَيرِ راضِيَة
يَنظُر الي الصغيرَة التي ما ان رأتهُ حتّى سارَت نَحوهُ دون تَردد

تَوقع مِنها كُل شَئ ، عَدا ان تُبادِر هي في احتِضانِه و حَشر رأسِها بداخِل صَدرِه مُخفية عُيونِها العسليَة تحت ستائِر جُفونِها

يَسمعها تَهمِسُ بِصَوتٍ خافِت لم يُطرب سَمع سِواه
" لا أمان في هذا الكَونِ ، مَع رَجُلٍ غَيرُك "

لَم يَفهم مَقصدِها بِعنايَة ، لَكنهُ مُتأكد أنّ الامير قَد تعدّا حُدوده مَعها و ان كان عَبر لمسِ يدها دون رِضاها ، فذاك يُعّد تحرُش

لم يَدعها تنتظِر ، هو بادَلها ذلك العِناق يَمسحُ عليها بِلُطفٍ يُطبطب عَليها بِكُل رأفَةِ و رَحمة ، من اين يستمّد كُل ذلك الدِفئ حتى يُعطيه بهذا الكمّ من المِثاليَة ..؟

" تأخرتُما في العَودة..! مالذي كُنتما تَفعلانِه كُل هذه الساعات؟ " وَجه سُؤالاً جادًا الي سُموّه الذي خَبئ يَداهُ في جُيوبِ بنطالِه يسيرُ صَوب الوَزيرِ مُبتسِمًا " هِمم ، كُنّا نتجوّل في الغابَة ، اخذتُها لرؤية بِضع مناطق بالجِوار اذ حَظينا بوقتٍ مُمتع بِحَق "

لم تشأ سويون اخراج رأسِها من صَدر الوَزيرِ بل ظلّت تتشبّثُ بِه رافضَة افلاتِه ، كِثرَة تَمسُكها بِه تُقلقِه و تَزيدُ من شُكوكِه..!

لَكنها ، مُمتنَة على وُجودِه
اذ بَقت معهُ لِعديدٍ من الايام و لم يُفكّر حتّى باقتِحام مِساحتها بالسُوء
بل ظلّ يُعطيها الرِعايَة و الاحتِواء الذي يُشعرها بالآمان رِفقته

على غِرار غَيرِه ..!

يستغِلون اتفه الفُرص لِانتهاكِ حُرمتها و لو بِلمسَةٍ خاطِئَة
و هي اُنثَى تُحِب الحُدود ، نَفسُها غاليَة عليها لحدٍ كَبير

انَزل الوَزير رأسهُ لِمن تختبئ وِسط حُضنِه يُحدق في عُيونِها بِمُجرّد ان كَشفت عن عَسليتَيها لهُ ، تتَكئ بِوجنتها على صَدره بينَما تُطالِعه حينَما سألها بِلُطف " هل انتِ بِخَير ..؟ "

ودّ لو يَستطيعُ قراءَة نَظراتِها المُبهمَة
لَكنها غامِضَة بشكلٍ مُبالِغ

لُغَة العُيون تُصبِح مُستحيلَة الفهمِ عِند حُضورِها

ابتَعدت عنهُ بِرفقٍ ثُمّ التَفت برأسِها نحو وليّ العهدِ تُناظِرهُ بِصَمت
عاوَدت التَحديق في جُيون قبل اجابتِه " انا بِخَير "

التَفت جونغكوك الي جيكوب خَلفهُ ثُمّ تَحدث يُخاطِبه " خُذ سويون الي الجَناح و ابقَى مَعها الي حين قُدومي "

حينَما اراد جيكوب ان يأخذها سارعَت هي بامساكِ يدِ الوَزير تأبى افلاتِه ، حَدقت في عُيونِه الكُحليَة مُتحدثَة " لا اُريد الذهاب لِوحدي "

" سيكونُ جيكوب مَعكِ ، انا لن اتأخَر حسنًا؟ بِضع دقائِق فقط " نَبس بينَما يَمسحُ على شعرِها العَسليّ كمثلِ عُيونِها ، تَرددت كَثيرًا لكنها رَضخت الي رَغبتِه خِتامًا و سارَت رِفقَة مُساعده

" ساُريكِ بِضع اشياء اشتريتُها من اجلي طِفلي ما رأيكِ؟ " نَطق جيكوب يستدرِجُ اهتِمامِها كيّ لا تُبحر بافكارِها بعيدًا عن يابسَة الواقِع

نَجح في جَعل حماسِها يَتصاعد
لَكن بِذات الوَقت لم تكُن بذات الطاقَة التي كانَت بِها سابِقًا

بَدت خائِفَة و مُترددَة اذ وَقفت عِند بُعدٍ لابأس بِه تُشاهِد الوَزير يُحادِث وليّ العَهد في سِريّة " هل يستطيعُ الامير ايذاء السيد جُيون ؟ "

حَملقت في عينيّ جيكوب الذي فكّر مُطولاً قبل اجابتِها " كلاّ ، جُيون لديه مكانَة خاصَة لدى الملك لذلك لن يُفرّط به بسهولَة "

" لَكِن الامير ابنَه..! " نَبست الصُغرى بعد ان اعادَت التَحديق في مَن ابتَسم و هو يَضع يداهُ في جُيوبه مُجيبًا " تلك المَكانة الخاصَة لا يُشترط ان تَكون مبنيَة من الحُب فقط..! بل الوَزير صَنعها بنفسِه عَبر ذكاءِه و مُكرِه "

" الوَزير ليس مُجرّد رَجُلٍ سياسيّ جاء ليتولّى المنصِب نظرًا لخبرتِه فحسب ، لا تنسيّ انهُ عاش طيلَة حياتِه مع الاسرَة الملكيّة ، اذ انّه يعرِفُ كُل اسرارِهم من صغيرِهم الي كَبيرِهم ، بالتالي مُجرّد كلمَة تخرُج منهُ تستطيعُ تدمير سُمعتِهم بين الدُول "

سَكتت سويون تُفكِر بِصَمت قبل ان يُكمِل جيكوب قائِلاً " لا تنسي ان كلمَة واحدَة تستطيعُ انشاء حُروب بين القارات..! لِذلك قد يلجَئ الملِك الي طُرقٍ مُلتويَة كاغتِيال الوزيرِ مثلاً ان احسّ بالخَطرِ منهُ ، لكن هل تَظُنين ان جُيون بهذا الغَباء ؟ انهُ لا يَمنح احد الثقَة الكاملَة حتى و ان كان جَلالته بالاخِر هو اجنبيّ عَنهم و غيرتِهم منهُ واضحَة "

عاوَدت الصُغرى التَحديق في جُيون عن بُعدٍ تُراقِبه و هو يَضعُ يداهُ بداخل جُيوبِ بنطالِه الكلاسيكيّ ، هي تَركت كُل ما قالهُ جيكوب لِتسأل

" هل يُمكنني مُناداة الوَزير بِعمي جُيون ؟ "

تسمّر جيكوب مُنذهِلاً مِما سَمِع اذ طالَعها و هي تُناظره باستِفهام
هو يَرى ان الوَزير لازال صغيرًا لِينال لقب العَم من شابَة مِثلها

" كنتُ لاقول نَعم لو كنتِ بعمر الخامسَة او العاشِرَة ، لكنكِ راشدَة لما قد تُناديه بِعمي؟ " نَطق جيكوب مُستفهِمًا يَراها و هي تُدلّك جَبينها بِغَيض

سارَت قبله تتجاوَزهُ بانزِعاج
لا اَحد يعرِف سِر تَشبُثها بتلك الكلمَة

تودّ اقناع نفسِها انّه كمثلِ عمها كيّ تضع حدًا لِتلك المشاعِر
لَكنهُ هو و مُساعِده يَكسِرانِ ذلك السدّ غية افاضَة احاسيسِها كالنهر

في ذاتِ الوقت كان جُيون يُواجِه الأمير بِعينين حادَتين على عكسِ من يُناظرِه مُبتسِمًا بِمُراوغَة ، وَجه خِطابًا مَليئًا بالغُموضِ تجاه الاصغر سِنًا مُتحدِثًا " سُموك ، ان كنت تودّ الاقتِراب من حُدودي الحَمراء ، فالداخِل لديّ مليئ بالدِماء ..! "

" جُيون ، الجَميعُ يستمرُ بِوضع الحُدود التي لا اراها مَنطقيَة ، اعني ، كُل من يَعتبُ اراضي المملكَة فهو يَخُصني ، اولست انت كَذلك؟ " تَحدث الامير بِحاجبٍ مَرفوع بينَما يقترِبُ من الاكبرِ سنًا قبل اكمالِه " اذ انّك انت و حُدودك ، تَتبعُني "

حينَما لاحَظ سُموّه تَجهم وَجه الوَزير سُرعان ما اصلَح الوضع بابتِسامَة مازحَة يضعُ كَفهُ فوق كتف الثاني مُكمِلاً " نحنُ عائِلَة ، و انا زوجُ ابنتك المُستقبليّ كَذلك ، عِلاقتُنا ستُصبح وطيدَة بشكلٍ يَجعلها لا تُهزَم "

سارَع الوَزير بابعادِ يَد الامير عَن كَتفهِ قبل ان يَنطِق بحاجبٍ مَرفوع " انا موقفٍ واحِد قد يَجعلُ العائِلَة بالنسبَة اليّ امر لا يُذكر ، امّا عن العِلاقات الوطيدَة ، ان تَسللت اليها مِياهُ الغَدرِ تُصبح هشّة يُسهل كَسرِها "

ابتَسم الوَزير بِلُطفٍ قبل ان يُكمِل " و انا رَجُلٍ ان سارَت المِياه تحتي تتحوّل اقدُمي الي زَعانفٍ تُجيد السباحَة بِبراعَة..! "

مالذي يَستطيعُ الامير فَهمهُ من حَديثه..؟
ما مَعنى ان اقدامَهُ قد تتحوّل الي زَعانِف..؟

ما استَطاع سُموّه ان يَفهمه ، ان الرَجُل قُبالته ماكِر بشكلٍ كَبير
يُشير ان كُل الاوضاعِ مَهما تغيّرت تُلائِمه
و بشكلٍ صَريح ، يُخبِره ان مَنصبه أخِر هَمه

يُعجبه ان يَكون وزيرًا ، لكن ان مسّ منصبه كَرامتهُ يتركهُ خَلفه دون ان يَسأل حتّى ، كِبرياءهُ اعلَى من ان يَهدمهُ الصبيّ قُبالَتهُ

و الجَميع يَعرِف اهميّة وُجودِ رَجلٍ كَجُيون في الدَولَة
ذا شأنٍ و تَسييرٍ عالٍ يَمنحُ المملكَة هيبتِها القائِمَة بين الدُول

لِذلك ، اي تَصرف مُتهوّر من سُموّه قَد يَجعل العواقب وَخيمَة
و هو ادرَك حَقيقَة الامرِ من نَظراتِ الوَزير الماكِرَة

من اين يَمتلك كُل هذه الثقَة بنفسِه؟
اذ كَيف يستطيعُ هو كَوزير زَعزعَة نفسِ الاميرِ و ملك المُستقبل..؟

•••

دَخل جونغكوك الي الجَناح بَعد أن فَصل اللقاء بِسموّه ، وَجد الصُغرى قَد غيّرت فُستانِها الي منامَة ليليَة لطيفَة ذاتُ لونٍ زهريّ

بِنطالٍ طويل مَع تيشرت قصير يُظهر بطنها عَليه رُسومات قطّة بيضاء ، كانَت جالسَة تأخُذ جُرعَة عِلاجها بينَما تُحادِث ايڤا عَبر الهاتِف مُكالمَة مرئيَة

- هل اصبحتِ بخير سويوني؟
لازالتِ تتألمين؟

سألت ايڤا بِلُطف تُخاطِب صديقتِها التي ابتَسمت بينما تُنفي برأسِها نَفيًا ، قامَت بِلف الكاميرا تُريدها ذلك المَحلول الذي بِه عِلاجها قَبل ان تُعيدها على وَجهها

- كلاّ ، اصبحتُ بخير و المُسكنات لا تَجعلني اشعُر بالألَم

ابتَسمت ايڤا بِوسع قَبل ان تنطِق بوديّة

- ذلك مُطمئِن
قد جَهزتُ لكِ مُلخصات من الدُروس الفائِتَة كيّ يُسهل عليكِ الدراسَة حينما تَعودين ، لا تَخافي بشأن المُحاضرات العمليَة سندخل الي دروسٍ خصوصيَة و نُراجع كل مافاتِك حسنًا؟

قامَت سويون بالايماء ايجابًا بينَما تبتسِمُ بدفِئ ، رَفعت عينيها العسليَة للنظرِ الي الوَزير حالَما دَخل الي الحُجرَة تُراقِبهُ و هو يُزيل سُترتِه

اقتَرب للجُلوس بِجوارِها لتفقّد وَجه ابنتِه الباسِم ، اسرَع بخطفِ الهاتف حتّى يُوبِخُها مُتحدِثًا

- اليس يتوجُب عليكِ التواجُد في الجامعَة الان..؟
مالذي تَفعلينه في المنزِل انسَة جُيون ايڤا؟

زمّت ايڤا شَفتيها تُحاول اختِراق كِذبَة سريعَة ، فارِق التَوقيت العظيم بين الدَولتين يَجعلُها في مأزق اذ بمجرّد ان تَهرُب الشمس من المملكَة تركُض للاحتماءِ بسماء كوريا

- ابي لقد ارسل الدكاترَة في المجموعَة انّه لا توجد مُحاضراتٍ لليومِ

هي كاذِبَة و هو يَعلمُ ذلك جَيدًا ، يُتابع دروسِها و يَعرِف بكلّ مواعيدِها الدراسيَة لِذلك اكمَل عِتابهُ بِغَضب مُصطَنع

- ايڤا ..! لو كنتِ تدرسين في تَخصص غير الطِب ما كنتُ لاوبخكِ
لَكنك في مَجال فعلاً يُريد ان يُقدم المرء حياتهُ في سبيله
ستكونُ ارواح الناس بين يديكِ في وقتٍ لاحِق
اذ يتوجبِ عليكِ فعلا الاهتمامُ بِمجالِك
الطِبُ مهنَة شريفَة بِصدق

اعتادَت ايڤا على سَماعِ كُل تلك الاحاديث من والِدها يَوميًا
اذ انّها تُفكر بانّ وجهة نظرِه ليس كمثِلها هي
هو لا يُعاني حتّى يحفظ كُل تلك الاسطَر
لا تُرهبه فكرَة المناهج الضخمّة
على عكسِها هي و امثالِها
الطِبُ ليس سَهلاً!

سَمعها تتحدّث بِصوتٍ عابِس تمامًا كمثل تعابيرِها المُتذمرَة

- هل يُمكنك اقراضي عقلك..؟ لقد تعبتُ يا ابي
انت لا تعرِف كميَة الدُروس التي يَستمرون بشرحها لِثلاث ساعاتٍ مُتتاليَة ، يكادُ عقلي ينفجر و مؤخرتي تَحجرت من شدة الجُلوس..!

كُل تلك التذمُرات بالنسبَة الي الوَزير تافهَة ، قد نَطق بحاجبٍ مَرفوع يُوبخ الصُغرى بِحَزم

- لستُ من اجبركِ على اختيارُ مجالِك ، دامكِ من انسقتِ اليه بِقدميكِ عليك احتِرام التَخُصص و مَنحه التقدير الذي يستحِق ، ارواح البَشر ليست لُعبَة

تجهّم وَجه ايڤا التي دَحرجت عينيها للنحوِ الاخِر تتمتِم بشتائِم لا حَصر لها دون ان يَسمعها والِدها الذي حَملق في سويون الجالسَة قُربه تُناظِره باستِفهام

اعتَدل في جَلستِه قبل ان يَتحمحم بعدما اخَذ راحتهُ زيادة مع طِفلته مُتناسيًا التي بِجواره ، سَمِع ايڤا تسألهُ قائِلَة بعد ان تجاهَلت كُل حديثِه

- متى ستعودُ ابي؟ اشتقتُ اليك و الي سويون

حَملقت سويون في الاصغرِ سِنًا تبتسمُ لَها قبل ان تَسمع اجابَة الوَزير الهادِئَة

- موعدُ الطائِرَة سيكونُ ليلَة الغَد
لن نتأخَر كثيرًا فاعمالي هُنا واشَكت على الانتِهاء

تَلقّى همهمَة من الصغيرَة التي صَفقت بِحماسٍ مُتحدثَة

- انا في انتظارِك ، اشتقتُ اليكما صِدقًا

رآها تستقيمُ من فراشِها تتجه نَحو خزانتِها مُضيفَة بِتململ

- حسنًا دامك ايقظت ضَميري النائِم
ساتجهّز لاحاول اللحاق على ماتبقَى لي من مُحاضرات اليَوم
ساتصلُ بكما لاحِقًا ، وداعًا

قامَت بِفصل الخَط بعد ان وَدعت كِليهما اذ ناظَر الوَزير التي بِجواره قبل ان يَتفقّد جُرعَة المَحلول ، وَجدها على وشكِ الانتهاء لذلك همّ بفصلها عن وريد الصُغرى يقومُ باغلاق الكانيولا بِحرص

كان صامِتًا بشكلٍ أثار اهتِمام الصُغرى التي قالَت تسألهُ بِلُطف " هل انت مُنزعِج من شَئ ما ..؟ "

رَفع عينيه السَوداء و غايَتهُ لم تكُن الهَزيمَة امام خَصِمه العَسليّة..!
لَكِن تُربَة ارضِها عَكِرَة تَعزمُ على انزِلاقه للغوصِ في اعماقِها

دونَ مَقصِده حتّى ، رُغّم تمسُكه باسلحَة الحَزمِ و الزَعل مِنها
لَكِنّ عُيونِها تلك النُقطَة التي يُصبِح فيها السِلاحُ سِلّة ناعِمَة

" لما تنظُرين اليّ بهذه الطريقَة؟ " سألها لعلّه يسترجِع رَصاصة من مَخزونه الذي سلبتهُ بعيونِها ، لَكنها حريصة على تَجريدِه من كُل ما يَملك بقولِها الناعِم كَنظراتِها التي تُميت اي شَئ غاضِبٍ في صَدرِه " كَيف انظُر اليك ؟ "

" سويون " عَقد حواجِبه بعدمِ رِضَى

لِوهلَة ادرَك نُقطة كان غافِلاً عَنها
هي بدأت تتحكمُ به و بِعواطِفه بشكلٍ مُبالغ
لم يَعُد يستطيعُ الصُمود امامَها و ان شاء..!

اسِحرٍ هي ام تَعويذَة من الهَوى تُطيرُ بِه في سَماءٍ غُيومِها مَرقد ناعِم تمتصّ كُل ذَرةٍ من الاستِياء ناحيتِها ، لما لا يظلّ موقفهُ ثابتًا في حُضورِها؟

ما الشَئ الذي يَجعلهُ ينصاعُ اليها ، على الرُغم من انّها لا تَبذل ادنَى مَجهودٍ لجعلِه كَذلك..؟

انّها هادِئَة و ناعِمَة ، بالكادِ تُحاول جَذب انتِباهه
لَكنها دون ان مُحاولَة ، هي مُلفِتَة..!

طال صَمتِه و افكارَهُ تتصاعَد بداخِل رأسِه
حاول اجاد اجابَة تُنهي تِلك التَساؤلاتِ التي لا حَصر لَها

مَن هي بالنِسبَة إليه ..؟
قد كانَت بِمثابَة ابنَة مُنذ يَومين
لَكِن احاسيسِه تتبدّل مع كُل ثانِيَة تَمُر
تتطوّر لِتُصبح اشدّ عُمقًا عن ذي قَبلِها

لا يُريد ان يَعترِف ، و لا ان يُواجِه تِلك الاقاويل الداخليَة التي تُخبِره قَطعًا انّها نَوعهُ من النِساء ، هي الوَحيدة التي تُلفت اهتِمامه كَرجُل

لَيس كأب كَما يَدعي حَضرتِه ..!

خَفّت عُقدة حواجِبه حالَما قامَت بِنية سليمَة بالتماسِ وَجهه عبر كَفّ يدِها الصغير تتفقّد حرارَته " هل انت بِخَير ؟ " سألتهُ مُستغربَة

وَجهه اصبَح مُتصبِغًا باللونِ الاحمرِ فجاة ..!
بعد ان كان طَبيعيًا قبل قَليل

لِما اصبَح ساخنًا و مُحمرًا الي ذَلك الحَد..؟

سارَع في ازاحَة يدِها و النُهوض مِن جانبِها مُتحمحمًا ، من الجَيد انها انتشلتهُ من عُمق افكارِه اللامُتناهيَة عبر لَمسة يدِها الرَقيقَة

استَغربت صَمته الغير مُعتاد ، خمّنت ان كان غاضِبًا منها لانها ذَهبت مع ذلك الامير ..؟ حتّى ان كان مُستاءًا ، هي تُعطيه كامِل الحَق

علِمت جيّدًا لِما مَنعها من صُنع تواصلِ مَعهُ
هي خائِفَة من مُصارحتِه بِما جَرى
على الرُغم من كَون ما حَدث لم يُكن بالشَئ المُخيف
لَكنهُ كافٍ بجعلها تَستاءُ فمساحتِها اُخترِقت عُمومًا

" ساذهبُ للاستِحمام ، الوقتُ تأخَر و عليكِ الخُلود الي النَوم " تَحدث و هو يسيرُ نَحو حَمام الجَناح ، سَمِعها تتحدّث قائِلَة " الن نذهب للتسكّع في شوارِع لندن ..؟ "

تَوقف عن المُضي قُدمًا يَلتفتُ برأسِه ناحيتِها قبل ان يُجيبها " ألم يكفيكِ التَسكّع مع سُموّه؟ " نَطق بِما جَعل تعابير الاستِياء تستقّر على مَلامِحها الناعِمَة و هي تُشاهده يدخُل الي دورةِ المِياه

اتكَئت على مَسند السَرير تُشاهد الجِدار امامَها بِحُزن " لابد انّه غاضِب لانّي لم استأذن قَبل ذهابي ، مَعهُ حَق ، قد كنتُ في قمّة الغباء ، كيف لي ان اثق برجلٍ غريب..؟ لكنّي خِلتهُ نبيلاً دامَهُ امير..! "

زَفرت انفاسِها بِصعوبَة لعلّ ذاك الثِقل الذي يستقّر فوق صدرِها يُصبَح اقلّ حدّة ، تسطحَت فوق الفِراش تنظُر الي الفَراغ بينَما تستمعُ الي صَوت المِياه بداخِل الحَمام

" لقد استاء منّي كَثيرًا ..! كَيف اُصالِحه؟ " هَمست قائِلَة قَبل ان تستقيم و تحمِل هاتفها ، دَخلت على قائِمَة الاتصالات تراقب الارقام المُسجلّة ، وَجدت اسم جيكوب من ضِمنهم لذا اسرَعت في الاتصالِ عليه

جاءَها ردّه بعد ثوانٍ " نَعم انستي الصغيرَة "

" جيكوب هل يُمكنك المجيئ ؟ "

استَوقفت جيكوب نُقطَة مُهمّة لم يستطِع عدم التَعليقِ عليها اذ نَطق " انتِ تُفكرين بِنعت الوَزير بِعمي في الوقت الذي تنطقيه فيه اسمي حاف؟ انا اكبرُ من جُيون على فِكرَة ..! "

دَحرجت سويون عينيها بِمَلل قَبل ان تُجيب " انت لا تَبدوا عجوزًا ، لكن الوَزير كَذلِك ، انّه يتذمّر كالعجائِز "

" المُكالمات مُراقبة و مُسجلَة اذ سيستمعُ اليها الوزيرُ لاحِقًا " هَتف جيكوب بِما جَعل سويون تشهِق بقوّة مُجيبَة " اين خُصوصيتي؟ ماذا لو كنتُ احادث عشيقي هل سيستمعُ الي احاديثِنا الرومنسيَة ؟ "

" الوَزير لن يسمَح بحصولكِ على عَشيق و ان حَدث سيحصُل على عِنوان بيتِه لمحادثته سِلميًا بالتراجُع عن كَونه كَذلك " اجاب مُساعد الوَزير بصوتٍ هادِئ جَعل الصُغرى تغضب كَما لو انّها في عِلاقة غراميَة فعلاً

" لِما ؟ اين حُقوقي في الحُصول على عَشيق؟ لقد هربتُ من مارك لاستطيع بناء اُسرَة ليس لاجِد من يُقيدني كَمِثله "

" ليس يُقيدكِ بل يخافُ عليكِ ، لا تَقلقي حينَما يجدُ من يُناسبكِ لن يَتردد في تزويجكِ منهُ ، اضافَة انكِ لازلتِ صغيرَة لملئ رأسكِ بهذه المواضيع ..! دخلتُ الاربعين من سنواتٍ و لم اُفكر في الزواج الا السنَة الماضيَة " نبس جيكوب بينَما يعقد حواجِبه بشدّة ثُمّ اضاف ساخِرًا

" جيل هذا الزَمن ..! مُستعجِلون على كُل شَئ "

" اريد ان اُنجب الاطفال انت لِما تتدخَل؟ " هَتفت بانفِعال جَعل الاكبر سِنًا ينصدِم من جُرأتها اذ قال مصعوقًا " انا اكبركِ سنًا ايتها الوقحَة! "

" لستُ كَذلك ، انا لطيفَة لكنكم تُخرجوني من طَوعي " هَتفت مُتحمحمَة اذ تابَعت قبل الانسِجام معهُ في الحَديث اكثَر " تعالَى احتاجك " سَمِعتهُ يَتنهدُ بقلّة حيلَة ثُمّ فصل الخَط كيّ يحضُر عِندها

الوَزير لازال في الحَمام و لم يَخرُج بَعد لذلك كَتبت لهُ رسالَة علقتها على المِرآه قَبل ان تلبِس مِعطفًا و تَخرج تنتظر جيكوب امام باب الجَناح

وَجدتهُ قادم بِملابس نومِه اذ حتمًا كان عَلى وَشك النوم ، راقَبتهُ بتعجّب فهذه اولّ مرّة تراهُ بدون ملابِسه الرَسميّة

ماكان لِيتخلّص من نداءات جُيون الفُجائيَة حتّى تأتي لهُ هذه الصغيرَة من العَدم ، وَقف امامَها بوجهٍ مُتجهّم يُحاول اخفاء نُعاسه الذي يَظهرُ على شَكل انزعاجٍ طَفيف " ما الامر ؟ "

" هل كنت نائِم ؟ " سألتهُ باندهاشٍ تَجده يُرتِب شعرَه الفوضويّ قبل ان يُنفي مُجيبًا " على وَشك ، هل من خَطب ؟ "

" في الواقِع ، لاحظتُ ان السيد جُيون غاضِب منّي " تَحدثت باستِياءٍ بينَما تقومُ بالعَبث باصابِعها بِتوتُر ، اجابَة جيكوب زادَتها حُزنًا حينَما قال " حقّه ، انتِ ذهبتِ مع رجُلٍ بدون اذنه دون الالتِفاتِ الي العَواقِب "

" معهُ حَق ان يَغضب فانا لن اسأله ، لكنّي لم اعتقِد ان الامر سيكونُ سيئًا هَكذا " نَبست بِحُزن تُبرر لنفسها بينَما تُناظر من همهم ايجابًا " عُمومًا ، دامكِ اتيتِ مع الوزير الي هُما فانتِ تحت وصايتِه حتّى حين عودتكِ لذلك من هُنا الي ليلَة الغَد اياكِ و التَهور مُجددًا "

قامَت بالايماءِ ايجابًا اذ قالَت " حسنًا ، لَكن هل يُمكنك مُساعدتي في ايجاد طريقَة للاعتذار ..؟ في الواقع استكبرُ فكرَة التأسُف لذلك دَعنا نبحث عَن حلٍ غَيرُه "

" لما تستكبرين التأسف..؟ هو حدّ ذاتهُ ان اخطأ اعتَذر " نَطق جيكوب بينَما يَدفع بحاجبه عالِيًا يَرى وَجه سويون التي تَخصرّت قائِلَة " لا اجدُ نَفسي مُخطئة اذ انني اردتُ الاكتِشاف ، لكن بذات الوَقت معهُ الحَق بكونه غاضِب لذلِك اودّ التوصُل الي حَلٍ مُحايد "

" لا توجَد طريقَة ثانيَة عدا الاعتِذار " تَحدث مُساعد الوَزير و هو يُدلّك جَبينه ، ينتظرُ بفارِغ الصَبر انتهاء الصُغرى من الحَديث كيّ يعودُ الي فراشِه

هي لَم تيأس بل واصَلت تَقول " لنذهَب حتّى نشتري لهُ هديَة ، انها الطريقَة المُثلَى للمُصالحَة "

حَملق جيكوب بِها بينما يُصغر عيناه " لا يُمكنك شِراء هديّة للوزير و هو لَديه كُل شَئ "

" الهديَة بِمعناها لا قيمتِها..! دَعنا نذهبُ هيّا ، لا اُريد ان انام و ضميري يؤنِبني ، بذات الوَقت كبريائي يُعاتِبني " نَبست و هي تُمسِك بذراع الاكبر سنًا تقومُ برجّه حتّى وافق طَوعًا

زَمجر مُنزعِجًا ثُمّ سار بالقربِ منها مُتمتمًا " حتى زوجتي لم تكُن يومًا بهذا القدرِ من الالحاح "

حَدق في الصُغرى التي تقفزُ بالقربِ منهُ بِحَماس
صِدقًا في الحَديث ، هي مُتحمسَة لزيارَة شوارِع لُندن ليلاً

تَستطيعُ ضَرب عُصفورين بِحجر واحِد ..!
جلب هديّة للوزير مَع رؤيَة لُندن الليليَة

" ماذا يُحب الوَزير ان يَفعل عادَة؟ " سألت الاصغرُ سِنًا و هي تُحدق في مَن سَكت يُفكِر " ليسَت لديه نَشاطات كَثيرة بِحكم انشغاله الدائِم "

" حسنًا ، ماذا استطيعُ ان اشتري لهُ كيّ يكون سعيدًا ؟ " عاوَدت تسأل من جَلب مِفتاح السيارَة ثُمّ عاد اليها يُناظِرُها " جُيون شخص عاطفي ، تستطيعين نَيل رِضاه بِكلمَة واحدَة فلِما حقًا تفتعلين هذه المشقّة؟ "

" لا ، الهديّة واجبَة تُعزز من المودَة " نَفت برأسِها بينَما تقومُ بِجمع اصابِعها سويًا تبتسِمُ لِمن دَحرج عيناهُ بِضَجر ، قام بالصُعودِ مطرح السائِق ثُمّ رأى الصُغرى تركب بِجوارِه مُبتسِمَة بِوسع

غادَر القَصر مُتجهًا الي المَحلات الرِجاليَة بينَما يُراقِب من تُخرج رأسها من النافِذَة تُراقِب لُندن بسعادَة عامِرَة ، ابتسَم خفاءًا ثُمّ نظر امامَهُ قبل ان يُواصل سَيرهُ حتّى رَكن قُرب المركز التجاريّ

نَزلت سويون قَبله بينَما تنظُر حَولها باعجاب شَديد ، كُل شَئ يُثير دَهشتِها ، الامر طبيعيّ بِحكم انّها لم تعتد على الخُروج من طُفولتِها

لطالَما حُبِست في ذلك القصر الذي يَتبع زوج اُمها
تعودُ اليه كُلما غادرت للمدرسَة او الجامِعَة
لم تتفسَح يومًا في حياتِها

لِذلك بالنِسبَة اليها هذِه اللحظات ثمينَة للغايَة

حَدقت في جيكوب تَسيرُ رفقتهُ الي داخِل المركز مُتحدثَة " ماذا نَستطيعُ ان نَشتري ..؟ "

سَكت جيكوب لِوقتٍ يُحاول ان يُفكّر و يَطرد النُعاس من عَينيه
لم يستطِع ايجاد الحل الامثَل لِذلك ناظَرها بهدوء

" لنشتري لهُ بعض الطَعام "

" لا ! علينا شِراء شَئ ملموس " هَتفت بينَما تقومُ بِحشر عينيها بكامِل زوايا ذلك المَركزِ الضَخم ، سَمِعت صَوت الاكبر سِنًا ينطِق " هل لديكِ المال اولاً ؟ "

اسرَعت بالنظر اليه قَبل اجابتِه " في الواقع لا ..! لَكني ساقترِضُ منك و حالما اعودُ الي كوريا ساُعيده لك ، انا اعملُ و اجني مال لابأس بِه "

همهم لَها بِلامُبالاة فاساسًا لن يجرؤ على اخذِ المال منها لاحِقًا ، تجولاّ في كامِل المَحلات و لازال ذوقُ الصُغرَى صعب المنال

لم تُعجبها تلك الثيابُ الغاليَة و العُطور الباهِضَة
صِدقًا ، من اين ستجلبُ المال لِسداد ثمنِها لاحِقًا..؟

ستظلّ طيلَة عُمرها تعملُ بجدٍ و لن تردّ رُبع حقها حتّى
لذلك بان الاحباطُ عليها و بدأت تُفكر بفكرَة شراء الاكل بجديّة

غادَرت المركز التجاريّ مع جيكوب الذي يتجاهل اتصالات الوَزير اللامُتناهيَة ، جَعلتهُ سويون ان يُقسم كيّ لا يُخبره عن مكانِهما

تودّ مُفاجئته لاحِقًا

حينَما تَمشيا في شوارِع لُندن لَمحت الصُغرى امرأة مُسنّة على الرَصيف تُحيك بِضع قِطع صغيرَة ،  شدّتها اقدامها اليها حتى وقفت امامَها مُباشرَة

نظرت الي جيكوب مُتحدثَة " اسألها كَم ثمنُ هذا الشالِ الجَميل ؟ "

حَملق الاكبر سنًا بها قبل ان يُخبرها " ان كان قد اعجبكِ اشتريه فثمنهُ غير مُهم ، ان تأخرنا رُبع ساعة اخرى سيُطلق الوزير المرواحيات للبحثِ عنّا "

قدمت سويون يدِها لالتِماس ذلك الشال بيدِها بِلُطف
كان ابيض بِه من اللون الرماديّ يتناسبُ مع الوانِ الوزير المُفضلّة

اُعجبت به بشدّة فطلبت من جيكوب ان يُخبر المُسنّة باضافَة حَرفها و حَرف جُيون عَليه و هي لم تُمانع ، جَلست تنتظرُها تنتهي مِنهُ بحماسٍ بالِغ

مرّت بِضع دقائِق ثُمّ قَدمتهُ لهما المُسنّة في عُلبةٍ بيضاء مُتوسطَة الحجم اذ استَقبلتها الصُغرى بقلبٍ واسِع تسيرُ نحو السيارَة مع جيكوب

فَتحت العُلبة تتفقد الشال مع القُفازين بابتِسامَة " السماء ستثلجُ قريبًا ، لذلك سيحتاجُ اليهما " نَظرت الي جيكوب الذي قال و هو يُحرك المِقود " جُيون لا يُحب وَضع شئ على عُنقه ، يَرتدي ربطات العُمق بصعوبَة "

لم تأبهُ لِحديثه ، دامَها هي سعيدَة بما جَلبت
كانت تُحدق بِحروفِهما مُبتسمَة بِلُطف
S&J

امتَلكها الحَماس لِمُعاينَة ردّ فعله حال عودتِهما و فجاة اصبَحت شوارع لُندن لَيست مُثيرة للاهتِمام ..!

كانت في قِمّة الحماس الذي جَعلها تركُض وسط ممراتِ القصر للوصولِ الي الجناحِ باسرَع وقتٍ امكَن ، بَلغتهُ و حال ان فَتحت الباب وَجدت جُيون يجلسُ فوق السَرير و مَلامحُ الصَدمة تعتري وَجهه

رَمِشت بِاستفهامٍ حال ان ناظَرها و عينيه مُوسعَة
لم تَفهم مابِه الا حينَما اشار على نَفسِه قائِلاً

" انا عَجوز ..؟ "

تَحمحمَت ما ان ادرَكت انّه استَمع الي تسجيلات المُكالمَة ، قامَت باغلاق الباب و الدُخول تقترِبُ منه خُطواتٍ بسيطَة " هل تسترق السَمع الي مُكالماتي ..؟ "

" سويون ! " ناظرَها بجديّة جَعلت وجهها يَزدادُ عُبوسًا ، اشار عَليها في الهاتِف مُتحدِثًا " دامني عَجوز في نظركِ ، انا اسمح لكِ بان تُناديني عمي "

لم يُعجبها الامر ..!
لما يُريد منها ان تُناديه بِعمي؟
اذلك منطقيّ حتّى..!

" لا ، لا اريد " قامَت بالتحدّث تُعاند مَن تخصّر يَضعُ راسهُ برأسِها قائِلاً بجديّة " كلاّ ، ناديني عمّي اخبرتكِ ، لِنضع حُدودًا من الاحتِرام "

هل هذا الوَجه الوسيم المليئ بالشَباب يليقُ بان يكون عَمها..؟
للتو كانّت تُسمي اطفالِهما في مُخيلتِها..!

انزعَجت منهُ و اصرّت قائِلَة بانفِعال
" العَم لا يستطيعُ مُعاشرَة ابنة اخيه "

انفعالِها الذي ادرَكت عواقِبه لاحِقًا جَعلها تشهق بقوّة قبل ان تُسقط ذلك الصُندوق تَضعُ يديها فوق شَفتيها بِصدمَة

كانَت تراهُ يُوسع مُقلَتيه بِدهشَة اذ اصبَح الوضع مُريبًا بينهُما بَعد اخِر ما قالَت ، اسرَعت بالهَرب و الاختِباء بداخِل الحَمام تضعُ يدها فوق قلبِها الذي يَنبِضُ بِصخَب ، هي مُحرجَة حدّ الجَحيم

عُيونه سَقطت للتَحديق بذلك الصُندوق حالَما انفكّ الغطاء عَنهُ يكشفُ ما بِداخله ، عَقد حواجبه ثُمّ انخَفض لِحمله بين يديه

كانَت هُنالك رِسالَة نصيّة صغيرَة بِداخله مكتوبَة بِخَط يدِها الذي يُحِبه
نَصّت البطاقَة على الآتي

- فَكرتُ كَثيرًا بِما استطيعُ ان اهديك لاصالِحك
و وجدتُّ ان الشال و القُفازات اكثر هديّة تُلائمك
لانهم يَبعثونُ الدفِئ في الاجواء الباردَة كالصقيع
تمامًا كما تَفعلُ انت ، تُرسل اليّ الدِفئ دومًا

توسَعت عينيه بِرفقٍ و هو يَقرأ عِباراتِها التي لامَست قلبهُ بشكلٍ جَعلهُ يرغبُ في احتِضانها فورًا ، كان مَسرورًا كَما لو انّهُ حصل على اغلَى هديَة في العالَم

هي فِعلاً ، اثمنُ هديَة حصل عليها على الاطلاق
جَلس فوق السَرير يُخرج ذلك الشال لِتفقد حُروف كِليهما عَليه

تَحسس حَرفِها باصبعِه و ابتِسامته بالكادِ تُغادِر شِفاهه
السُرور يَجِدُ مَكانهُ المُناسب داخِل قلبِه الذي يُقيم احتِفالاً صاخِبًا بالداخِل

شُعور ان يَحصُل على هدية مِنها
مُختلِف عن حُصوله على واحدَة من ايڤا..!

هُنالك الكَثير من المُؤشرات التي تُخبره ان مَكان كِلتيهما مُختلِف تَمامًا
كان يَستطيعُ رؤيتِها و هي تفتحُ باب الحَمام بخفّة حتّى تطلّ عليه لِمُشاهدَة ردّ فِعله ، ابتَسم عليها و لَم يستطِع ان يُبقي استياءهُ قائِمًا

موقِفها بِتقديم هديَة لهُ كان كَفيلاً بِمَسح كُل ذرّة حُزنِ داخله

نَهض يَتجهُ اليها لَكنها هرَبت تُعيد اغلاق الباب مُجددًا
لازالت مُحرجَة مِما قالَت قبل قَليل

استَمعت الي طَرِقه الي الباب يَندهُ عليها قائِلاً " اُخرجي سويون ، اريني ما جَلبتِ بيديكِ "

" سويون تستحِم " قالَت و هي تُسرِع لفتحِ صنابير المِياه غيّة تجاهلِه ، تودّ فعلاً الغطس في قاعِ الحَوض لعلّ احراجها يَخّف لَكن الكانيولا تُفسِد عَليها رغباتِها ، ودّت لو تشتِم و لِسانها المؤدِب لا يُساعدها

خيّم العُبوس على مَلامحها حينَما اكتَشف كِذبتها و اصرّ على خُروجِها لِذلك انتَقت قِناع اللامُبالاة و خَرجت لِمُقابلتِه بوجهٍ هادٍئ يُنافي البراكين المُنفجرَة داخِلها

اطالت التَحديق بِه تَجِده يبتسمُ بِلُطف و حينَما شاء ان يُقدم على تنفيذِ رَغبته ودّ ان يَسألها كيّ لا يُشعِرها بعدمِ الارتِياح

هو يَنتقي تصرفاتِه بعنايَة ، حِفاظًا على راحتِها مَعهُ

" هل يُمكنني عِناقكِ للتَعبيرِ عن امتِناني..؟ "

ناظَرتهُ و قَد لانَت قليلاً تسألهُ بِلُطف " عِناق طاهِر خالٍ من الفِتن ؟ "

اومَئ لَها فاضافت مُجددًا " لن يؤثِر ذلك على رزق زَوجي لاحِقًا؟ "

لَم يستطِع مُقاومَة ضِحكته اذ انفَجر يَضحكُ بِصخبٍ على احاديثِها العِشوائيَة ، كلامها ذاك يدلّ على مِقدار برائتِها العالِي ، هي بريئَة الي حدٍ كَبير و ذلك واضِح بالنسبَة اليه

قامَت بِتدليكِ رقبتِها بِحرَج و ارادَت توضيح موقفها قبل قليل قائِلَة " بشأن ما قُلته قبل قليل لم يكُن صادر منّي ، انت من قُمت بافساد اخلاقي "

ضِحكتهُ تطرُق طُبول الحُب في قلبِها البريئ
خافِقها الذي لم تَتسللهُ تلك المَشاعر الجَميلة من قَبل
اصبَح يمتلكُ مِنها حَد الامتِلاء

تبتسِمُ بِرفقٍ و عَسليتَيها لا تُفارِق مَحطّ وَجهِه الوَسيم ذاك
تَزورِها احاسيسّ يُصعَب وَصفها

" لن يُؤثّر على رزق زوجكِ اكيد " قال بِصوتٍ هادِئ خِتامًا تتفقّد تعابيرِه المُبتسِمَة ، فَتحت ذِراعَيها من اجلِه اذ تقدّم للانخِفاض الي مُستواها و احاطَة جَسدِها الصَغير يحشُره وَسط اذرُعه

كان كَتفهُ اقرَب مُتكئ تُسند عليه رأسِها و هي تَشعُر بِلمساتِه الدافِئَة على ظَهرِها طُوليًا ، يُغنيها عن حَنانِ الاب الذي افتَقدتهُ سنواتٍ طِوال

" شُكرًا لكِ صغيرتي ، انها اثمنُ هديَة احصُل عَليها على الاطلاق " تحدَث بهدوءٍ يُلاطف شَعر صغيرتِه بِاصابِعه مُساهِمًا في استرخائِها كُليًا

لم تكُن تُريد لِهذا الحُضن ان يَنتهي
تودّ ان تتوه للابد وِسط اذرُعه دون وُجود خَريطة العَودة

ودّت لَو تَغوص وِسطَه للأبَد
حُضنه اكثَر مكانٍ آمِن عَثرت عَليه في الوجود

لَكِنهُ انتهَى بأمرٍ مِنهُ حينَما فَصل اجسادِهما يُعطيها مِساحَة كافيَة للتحديقِ في عُيونِه السَوداء اللامِعَة ، تَبرُق بشكلٍ يَجذبُ اهتِمامها

عُيونِه سَماء ليليَة مليئَة بنَيازِك الحُبّ و اللهَفة
مُضيئَة ، تحملُ شُعاعًا يستحيل اطفاءَهُ ، دامَها بالجِوار

مَسك يدِها يَدلّها الي الفِراش حيثُما تَقبعُ تلك الهَدية التي احتّلت قَلبهُ بالفِعل ، مَسك ذلك الشال بين مُتناولَهُ ثُمّ نَطق " انّهُ جَميل للغايَة ، يحملُ ألواني المُفضلَة ايضًا " حَدق بداخِل عينيّ من ابتَسمت من اجلِه

اعاد تَخبئتِه وِسط الصُندوقِ ثُمّ شَكرِها بِلُطف " شكرًا على الوَقت الثمين الذي مَنحتيه لشراءِ هذه الهديَة "

مَسك بيدِها ثُمّ قال مُتابِعًا " دامكِ مُحتارَة بِما تُناديني ، دَعيني اُسهل عليكِ ذَلِك " تَحدث يجذِب اهتِمام من اعتَدلت بِجلستِها تُناظِره بانتِباه " بماذا ؟ "

" ناديني بِـ ، وَزيري " نَطق بِما جَعل حواجِب الصُغرى ترتفِع ، قامَت بِتفرقَة شِفاهِها الكَرزيَة تُناظِره باندِهاش " م..ماذا ..؟ "

" اجَل ، ناديني بِذلك ..! انّه اسم خاص بكِ انتِ فَحسب " هَتف بينَما يبتسِم لِمن احسّت بالخَجل من اضافَة ياء المُلكيّة ، لَكن السعادَة تَغمرُها اذ ستقومُ بِنسبه اليها ..!

" قوليها ..! " انتظَرها بِلهفَة يُراقِب عُيونِها العَسليَة و هي تبتلِعُ ريقها بِصُعوبَة قبل ان تنطِق بِصوتٍ خافِت اذاب مَسامِعه " و..وزيري "

رَفرف قلبهُ لِسماعِ صَوتِها الناعم يلفِظ ذلك اللقَب..!
هو يُحب مَنصِبه ، و قد اصبَح يعشقهُ حينما نُسب اليها

ابتسَم كاهله و بِطريقَة دراميَة زادَتها احراجًا قام بِوضع يدِه على قَلبِه مُتكلِمًا " اين ساجِدُ من يُداويني..؟ بَعد ان اُصبت بلعنَةٍ منكِ ! "

قامَت بِفرك يديها قَبل ان تُجيبه بِبراءَة " انتظرني حتّى اتخرَج و ساقومُ بمُدواتكِ "

رَفع حاجبهُ ليتحدَث ساخِرًا " آن ذاك ساكونُ قد دُفنت تحت التُراب "

نَفت برأسِها تشهِقُ بقوّة مُتحدثَة " لا تَقُل ذلك..! لازال عُمرك طويلاً "

لم تَحصُل على اجابَة منهُ عَدا انّهُ انشَغل في تأمُل الشالِ و القُفازات

" هل لازلت غاضِب منّي ؟ " سألتهُ بَعد ان سَكتت لبُرهَة تُحدق بِه ، اجابتَهُ لم تكُن مُرضيَة بالشكل التام اذ سألها بهدوءٍ قائِلاً " هل فَعل لكِ سُموه شَئ سئ ؟ "

اخَفضت بَصرِها عن مُتناوله لَكنها فوجِئت بِه يقومُ بِرفع رأسِها حتّى تُواجِه عيناهُ النِسريَة ، انامِلهُ التَقطت ذَقنِها النَحيلُ بِرقّة خِشيَة ايذاءِها ثُمّ هَتف بصوتٍ دافِئ " أخبريني ، هل اصابكِ مَكروهٍ مَعهُ ..؟ "

هي خائِفَة ..!
خائفَة ان تكونُ ثَمن كلماتِها مَنصِبهُ او حياتِه حتّى
لا تُريدُ لهذا الرَجُل الذي جَعلها تعرِفُ مَعنى الدِفئ
ان يتأذى بِسببها او يُصيبه اي مَكروه

لِذلك اصرّت على النَفي و التشبّث باجابَة واحِدَة " كُل ما فَعلناهُ هو التَسكُع ثُمّ عُدنا ، لما انت قَلِق الي هذا الحَد؟ سُمو الامير لطيف للغايَة "

يُحاول تَصديقِها لكن احساسَهُ يَرفُض ذلك تَمامًا
قام بالتَنهُدِ بِعُمق قبل ان يُفلِت ذَقنها يُواصل التَحديق بِعُيونها

" سويون ، اياكِ و الخُروج دون اذني هُنا ، البريطانيون لا يَمتلكون ذات تفكيرُنا المتحفظ كَـ كوريون ، لِذلك لَن يُعجبك اي تَصرف عفويّ مِنهم ، فانا اعرفُ صغيرتي مُحتشمَة و لا تُحب الاحتِكاك بالرِجال " تَحدث بعد ان قامَ بالمَسحِ على شعرِها بِرقَة يُشاهِد عينيها الدامِعَة

لِما امتلَئت عُيونِها بالدُموع فجاةً ..؟
للتوِ كانَت تبتسِمُ و السَعادة تشّع فيهِما ..!

احتّلت الغصّة حَلقِها و لَم تعُد تستطيعُ مُسايرتِه في الحَديث
سألتهُ و هي تُجابِه كُل ذلك الكمّ من المشاعِر المُتراكمَة وِسطها

" هل تَراني كمثلِ ايڤا ؟ " حَدقت في عَينيه تنتظرُ جوابَه بِشَوق

اجابتهُ لم تكُن مَحط خَيرٍ على قلبِها البتّة
كان رَزينًا حينَما قال مُبتسِمًا بِلُطف

" بالتأكيد ، انتِ لا تَفرقين عن ايڤا بِشَئ ، كلتاكن صَغيرتاي "

ابتَلعت غِصتها لكنها لازالَت عالقَة في حُنجرتِها تُسبب لَها الألم
لِما على الحَقيقة ان تَكون بِكُل تلك المَرارَة..؟
هي فعلاً بِمثابَة ابنتِه!

هو لَطيف بِطبعه ، اذ انّها ليسَت استِثناء كَما ظنّت انّها كَذلك
سَمِحت لمشاعِرها ان تتفاقَم ، في الوَقت الذي يَراها فيه كَطِفلته
لِما على الواقِع ان يكون ساخِرًا هَكذا..؟

جَمعت انفاسًا تملئ صَدرِها الذي يَحتوي قلبًا جريحًا بالداخِل
تُخاطِب نَفسها انها لازالَت في البِدايَة
تستطيعُ التَجاوُز بسهولَة
اليس كَذلك؟

انّها نَزوة من الاعجاب سَتزول لاحِقًا
مُجرّد مشاعِر عابرَة جاءَت بِفعل اهتِمامه المُبالغ بِها
اذ انّها كمثلِ اي مُراهقَة تتمنَى خَوض تجربةٍ من الحُب مع رَجُلٍ مُناسِب

حتمًا الرَجُل المناسِب ذاك لن يَكون والِد صديقتِها..!

وَضع ابهامهُ اسفل عُيونِها يُزيلُ دُموعِها المُتراكمَة مُتحدِثًا " ان كان هُنالك ما يُقلقكِ ، شاركيني اياه و دَعينا نحلّه مَعًا "

كيف تُصارِحه انّه من يُقلِقها..؟
بِذاتِ الوقتِ ، لا تودّ ان تُحرَم من قُربه الذي يُهوّن عليه صِعاب ايامِها

ازالَت دُموعها بِكم تيشرتِها ثُمّ هَمست قائِلَة " لقد اشتقتُ الي امي ، لِهذا سُرعان ما تأثرتُ و دَمِعت "

" انا سَعيدة انك تراني كايڤا ، يُعجبني انّي مثل ابنتك ، ذلك يجعل عِلاقتنا مُريحَة اكثَر " قالَت عَكس ما يجوبُ بداخِلها كُليًا

تَسببت في بُهوتِ مَلامح الوَزير الذي سَكت لِبُرهَةٍ يُشاهِد مَلامِحها المُحمرّة بِصَمتٍ طال ، اهي تَراهُ كوالِدها حَقًا ..؟

اذًا لما هو لا يَستطيعُ ان يراها كابنتِه؟
العلّة بِه و بِتفكيرِه الذي اصبَح مُنحرِفًا
يُصعب عَليه التَحكم في سَير مشاعِره
التي حتمًا انحرَفت عن سَيطرتِه بالكامِل

ناولتهُ ذات الغصّة التي احسّت هي بوجودِها قَبله
كِليهما اصبَح هادِئ و اقتاد الصمَتُ مَجلسِهما

اختارَت الصُغرى التَوجه الي النوم و الاختِباء اسفل لُحافها للانفرادِ بافكارِها و مُحاولَة التوصلِ الي حلٍ يُناسِب مشاعِرها

في الوَقتِ الذي قام بِه هو بالجُلوس على الاريكَة يلتمسُ ذلك الشال بِرفقٍ بينَما يُخاطِبُ نَفسهُ هامِسًا " لما لم تُعجبني فكرَة ان تراني كمثلِ أبيها..؟ "

رَفع عينيه السَوداء يُحدِقُ في ظهرِها و هي تنامُ على ذَلك الفِراش ، لازالت الغصّة مُتحجرَة بداخِله " كَيف سَمحت لِمشاعري ان تتجاوَز مرحلَة الابوّة ، مالذي اُريدهُ مِنها تَحديدًا ..؟ "

استَقام لِمُغادرَة الجَناح الي شُرفَة الجَناح
استقّر يُناظر السَماء لِمُراقبَة النُجوم

" لا اُحِب ان اشعُر بالانجذابِ ناحيتِها بِذلك الشَكل ..!
شُعوري حينَما مسكتُ بِذقنها ، احسستُ كَما لو انّي ارغبُ بِـ "

رِقّة شِفاهها الكَرزيَة تَغزوا مُخليتِه
رَسمةُ ثِغرها الناعِم و لَونهُ الزَهري
يحتّل فِكرهُ كُليًا

اغمَض عينيه بقوّة يقومُ بتأنيبِ نفسه بِشراسَة
" كَيف سمحتُ لِنفسي بأن اُفكر بتلك الطريقَة ..؟
ان استمررتُ على هذا الحال قد اُشوّه مشاعرِها البريئَة ! "

كان مُستاءًا من نَفسِه الي حَدٍ كَبير ، تمكَن الحُزن من السيطرَة عَليه اذ انتهَز الفُرصَة في تَدخين سَجائِره لعلّ ذلك الغَضب يخّف

•••

الساعَةُ السابِعَة صباحًا

استَيقطت سويون على صَوتِ الوَزير و هو يَلبسُ ثِيابه
كانَت الخادِمَة بِجواره تقومُ بِمُساعدتِه على تَنسيق بِذلته

ناوَلتهُ رَبطة العُنق التي يتوجَب عليه ارتداءِها لكِنهُ رَفضها و انتَشل ذلك الشال بَدلاً ، ابتَسم و هو يُراقِبهُ بِحُب قَبل ان يُقرر وَضعهُ حَول رَقبته

ناظَرتهُ سويون بِنُعاس بالكادِ تستوعِب ما يَحصُل
مرّت على ذاكرتِها تلك الخادِمَة يوم البارحَة و هي تُعدل لهُ ربطة عُنقه
داهمها ذات الشُعور الذي ارادَت بِه ان تَكون مَكانِها
لِذلك اسرَعت بالنُهوض غير مُبالية بِشكلها المُبعثر

كان شَعرُها العَسليّ مُتناثر على وَجهِها المُنتفِخ

تيشرتِها القصيرُ صَعد لِيكشف جُزء من حمالاتِها البيضاء لاعيُن الوَزير الذي التَفت اليها مُستغرِبًا نُهوضِها المُفاجِئ ، تَحمحم يُزيح عيناه لِتُسرع هي باخفاضِ ثَوبها و الاقتِراب منهُ

" دَعني اقومُ بالباسكِ هذا الشال انا " سَرقتهُ مِنهُ لَكنهُ لم يَعترِض ، قَدمهُ اليها يُشاهِد انتفاخ وَجهِها و تورّم عُيونِها ، شعرُها المُبعثر يَمنحها مظهرًا لطيفًا للغايَة ، لم يستطِع كَبح ابتِسامتهُ اذ سارَع بامساكِ وَجنتيها يَشّدهما بِرفقٍ

" يالكِ من صغيرَة لطيفَة " امتَدحها يَجِدها تُبعد يَداهُ عَنها ، حاوَلت الوصول الي مُستواه لَكنهُ طويل و اقدامِها القَصيرَة تَمنعها من لفّ الشال حول رَقبتِه

ناظَرتهُ مُتحدثَة بِنُعاس " هَل يُمكنك الانخِفاضُ قليلاً ..؟ "

اراد ان يَكون مُتحايلاً
مُشتاقٌ هو لِوَزيري من شِفاهها لِذا قال بِمُكر
- سانخِفضُ لن قُلتِ ، انخفِض من أجلي ، يا وَزيري "

عَبست تَرى الخُبث يشّع في عُيونِه
يُريد ان يَنتهز الفُرص بِعنايَة

قامَت بِرمي الشال حَول رقبتهُ قبل ان تُمسك باطرافِه و تُخفِضه نَحوها قصرًا حتّى واشَك وَجههُ ان يَلتصقِ بخاصتِها

نَظرت في تَفاجُئِه الواضِح من عُيونه اذ هَمِست لهُ " ها انا ذا اُخفِضُك اليّ ، يا وزيري "

راقَصت حواجِبها بِمُكر تَرى عُبوسه الذي لا يتماشَى مَع هيئة بِذلته المليئَة بالوقار ، انتهَى به الامرُ ينحني الي مُستواها طوعًا يُشاهِدها و هي تَربطُ ذلك الشال جَيدًا

في الحَقيقة ، لم يكُن شَكلهُ مِثاليًا بتاتًا
لَكنهُ اعجَبه دامهُ مِن بين يَديها

ابتَعدت عنهُ تُشاهِده ، لم تكُن راضِيَة كُليًا و طَلبت من الخادمَة ان تُرتبه لهُ لَكنهُ رَفض و انتَشل يدِها حتّى يُقبلها شاكِرًا لِمجهودِها الذي بَذلتهُ من اجلِه

زمّت شِفاهها تَسمعُ صَوت قلبِها الذي يَرتعدُ بالداخِل
لِما لا يَرحمه ..؟ من اين لهُ بِهذا السُلوك المُهذَب..؟

تُجزم انّه قَد تربَى عِشرون مرّة

" دامكِ استيقظتِ ، سنذهبُ للافطارِ في بيتِ عائلتي ، اُمي دَعتنا لِذلك تَجهزي ساكونُ في انتِظارك " خاطَبها و هو يسيرُ لِحمل هاتِفه من الشاحِن ، كسّلت اطرافِها تَسمعهُ يُضيف " اليوم اخرُ جُرعتين من العِلاج "

ابتسمَت بِسعادَة ثُمّ هَرولت الي الحَمام لِبدأ يومِها
ساعَدنها الخَدم بالاستِحمام ثُمّ قُمن بالباسِها مَلابِسها

فُستان ازرَق فَاتح كَلونِ سماءٍ صافيَة غابَت فيها الغُيوم
يَصلُ الي ركبتيها يلتصقُ بِجسدها بِلُطفٍ اذ لا يُبالغ في اظهارِ مَفاتِنها

بل يُعطيها هيئَة تُناسِب عُمرِها ، يَحملُ مَزيجًا بين الاثارَة و اللُطف
عَليه فُصوصٍ بيضاء تتناثرُ جهَة الاكتاف

قامَوا بِرفع شعرِها على شكلِ كَعكة دائريَة مع تَركِ خُصيلاتٍ اماميَة مُموجَة تناثَرت حَول بشرتِها الصافيَة تِلك

لم يَكُن هُنالك مُبالغَة في وَضع المساحيق التَجميلة فَجمالها الرُبانيّ طاعٍ

لَبست بوت ابيض يصلُ الي اعلَى ساقيها ثُمّ تَم وَضع المِعطف الفرويّ على اكتافِها مع حَقيبة بذات لونِ فُستانِها

ابتَسمت و هي تُشاهِد هيئتِها قَبل ان تُغادِر لِمُشاهدَة الَوزير الذي يقفُ عند الرُدهَة يَعبثُ بهاتِفه ، دَنت مِنه مُتحدثَة " انا جاهزَة يا وَزيري "

تفقّد هَيئتِها يُمعِنُ النَظر بِها باعجاب
مَتى المرّة التي ناظَرها و لم يَقع مُعجبًا..؟

تأتيه من جَمالها أم مِن وزيري تِلك..؟
همّ بالدنوِ منها و مَد يدِه نَحوها بِنُبل مُتحدِثًا

" دعينا نَذهب ايتُها الاميرَة " امتَدحها فزادَها حياءًا

ذلك الاحمِرارُ الذي يَطغى على وَجنتيها يَزيدُه وقوعًا بِها
يُحب خَجلها بشكلٍ لا يوصَف

•••

تَجلِسُ الصبيَة ذاتُ العِشرين عامًا قُرب الوّزير على مائِدَة الطَعام رِفقَة اُمهِ و أبيه ، قَد وَجدت ترحيبًا لطيفًا للغايَة من والِديه جَعلها تشعُر بالانسِجامِ مَعهم

تَفقدت هيئَة والِده ثُمّ ناظَرت والِدته التي قالَت تُخاطب ابنِها" اذًا جونغكوك متى العُرس ..؟ "

غصّ الوَزيرُ في طَعامِه قبل ان يُناظِر امه مُنزعجًا ، ناوَلتهُ سويون الماء بِسُرعَة ثُمّ سمعتهُ يقولُ مُعاتِبًا " امي اخبرتكِ انهُ ليس كَما تُفكرين ..! "

" اُصمت جونغكوك امك مَعها حَق ، هذه الصغيرَة مُناسبَة لك " قال والِده يَنهر ابنه الذي تجهّم وَجهه و حاول الحِفاظ على هُدوءه بِصُعوبَة

يشعُر بالاحراج من والِديه..! خُصوصا امّه التي قالت تسأل الصُغرى المُنصدِمَة " اذًا يا حَبيبتي الصغيرَة ، ما رايكِ بجونغكوك هِمم؟ سيكونُ زوجًا مِثاليًا بلا شَك "

" ان لم تُعجبك شَخصيته ، اُنظري الي وَجهه ، سَتُنجبان اطفال في غاية الجَمال "

تصبّغ وَجه سويون بالاحمرِ و هي تُخفض بَصرها بَعيدًا عن اعيُن والِديه المُعجبَة ، هي نالَت استِحسان ابويه بِسُرعَة نظرًا لِلقُبول الرُبانيّ الذي بِها

" امي تَوقفي عن احراجي امام صديقة ابنتي ! " تَحدث جونغكوك مُهسهسًا باللُغَة الانجليزيَة كيّ لا تَفهمهُ الاصغر سِنًا التي تكادُ ان تتلاشَى قُربه

تجاهَلتهُ امهُ تمامًا و واصَلت خِطابها مع الصُغرى تَهمسُ لها بينَما تغمِز بِخُبث " امّا ان كنتِ تهتمين بالجانب الجَسديّ ، فهو لديه اشياء كَبيرة للغايَة ! "

ضَربةُ يد جونغكوك القويّة على الطاولَة جَعلت الجَميع ينتفِض من الفَزع ، كان غاضِبًا بجِديَة كمثلِ كُل مرَة يُفتَح موضوع الزواجِ امامَه

لَكن هذه المرَة ليس لانّه رافِض الفكرَة..!

بل لانّه سَهر الليل بِطوله يَتعارك مع افكارِه المُنحدرَة عن مسارِه الصَحيح ، فتاتي امهُ صباحًا لِتقنعها بالعوَدة..؟ هو بالكاد ضَمن مُغادرتِها من فِكره

" امي تَوقفي ..! يَكفي انتِ تُحرجين الفتاة ، انها طالبَة و تُركز على دراستِها اذ لا تُريد الزواج قطعًا " نَهر والِدته يُعاتِبها بِحدّة

كانَت الصُغرى بالقُربِ منهً تَسمعهُ بِعُبوس
من قال لهُ انّها لا تُريد الزَواج ..؟

" انت لا تعرِف مَصلحتك جونغكوك " وبختهُ امه بِغضبٍ كمثلِه تَجده يُجيب بعصبيّة فاقَت خاصتِها " انا اكثرُ من يعلم مَصلحتي سيدَة جُيون ! "

" ناهيك انّهُ ان سمعتكِ تُخاطبين الفتاة بهذه الصيغة اللا أخلاقية ، ساغضبُ حقًا منكِ ، انها بريئَة و ليسَ لها في الكلام السوقي الذي تَقولينَه "

غَضِبت امه منه تمامًا كما فعل ابيه الذي تَحدث يُعاتبه " جونغكوك امك تُريد مَصلحتك و انت تَغضبُ عَليها ..! مَعها حق في كُل ما قالَت ، ماذا فيها ان تَزوجتها ؟ في الاخر انت انَجبت ايڤا صغيرًا و فارِق العُمر ليس مُهمًا "

احسّت سويون بالتوتُر اذ انقَلب الموضوع مِن كلمَة قيلت للمُزاح
الي اخر جديّ للغايَة ، احقًا يُفكر والديه من اتخاذِها زَوجة لابنِهم؟

هل هو الوَقت الذي تستطيعُ فيه ان تكون سَعيدَة؟
تَخيلت نَفسها عَروس بِجواره..!

لَكن لا..! رَفضهُ القاطِع يَجعلها تستعيدُ محادثتِهما ليلة الامس
هو يَراها كمثلِ ايڤا و ذَلك ما أكدَهُ بِحديثه حالِيًا

" تُريدان منّي ان اتزوج من طِفلَة ؟ هل فقدتما عَقلكما؟ "
تَحدث يُوبّخ والِديه بِغَضب ، صِدقًا هو يُخاطِب ذاته قَبلهُما

اضاف يَقولُ ما جَعل روحُ الصُغرَى تُطعَن

" سويون لازالَت طِفلَة ، لا تملكُ ما يَجعلني انجذبُ اليها كامرأة ناضِجَة ، انّها صغيرَة للغايَة وراءَها وقت طَويل لِتُصبِح مرأة تَستهويني كَرجُل "

يظنّ انّ حَديثه يُخفف عنهُ حِدّة تِلك المَشاعِر
لَكِنهُ كان يَطعنُ روح الجالسَة بِمُحاذاتِه

قَلبُها الصَغير ، يُجهِش باكِيًا في الزاويَة

•••

5838

الوَزير كان في قِمَة الرومنسيَة لكنه عماها بالاخر 😭

هو حرفيًا في مرحلَة صِراع
يظن ان سويون تشوفه كوالدها يعني لو سمعت منه هذا الكلام هيكبر في عينها اكثَر ، بس لا ! هو كسرها حرفيا 😭

تعتقدون ان مشاعره ناحيتها سليمَة..؟
و مشاعرها هي؟ يحق لها انها تحبه؟

الامير ترى شنو سوا لها و ليه هي خايفة؟

تحبون جزئيات جيكوب؟

ترى شنو الموقف الحاسم يلي يخلي الوزير و سويون يتزوجون؟
و لو تَزوجوا ، هيتصرفوا من البداية كازواج طبيعين؟

نسبَة حُبك لِكلمَة - وزيري..؟

اكثر شخصية تحبها بالروايَة..؟

اكثر شَئ يجذبك للروايَة بصفة عامَة؟

ناقشني بِكُل حُب عن احداثِ الفصل و اكثَر جُزئية حازت على قلبك عزيزي القارِئ :) ♥️

توقعاتكم للقادم..؟

بالنسبَة للتنزيل فهو عشوائيّ
ليس هنالك وقت مُحَدد بسبب دراستي

اراكم في القادم ان شاء الله
اُحبكم ♥️








.
.
.









تريدونه ما يحبها و هي بكل هذا الجمال؟

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top