Husband | 12

Husband || زَوجي

اهلاً بِكم في التشابتر الثاني عَشر 🤍

قراءة مُمتعة لطيفيني

لِنبدأ 💋

•••

تُرفرِفُ بِجُفونِها للكشفِ عن عُيونِها العَسليّة بَعد غيابٍ دام لِيَومينٍ من الاغماء ، ريقُها جاف و اطرافُها بارِدَة بالكادِ تَستطيعُ رُؤيَة سقفِ الحُجرَة أعلاها

قَطبت حواجِبها بِخفّة في الوَقت الذي بدأت رؤيتِها تُصبِح اكثَر وضوحًا ، نال الاستِغرابُ مِنها لِرؤيَة ذلك النُقشِ المَلكيّ على سَقف الحُجرَة التي تَمكُث فوق سريرِها

حاوَلت التَحرُك و بالفِعل نَجحت بِركل ذلك اللُحاف عَنها و الجُلوس لِتفقد مَوقِعها الذي جَعل فَمها يَنفغر لِوهلِ الصَدمة..!

انّها في مُنتصف جَناح مَلكيّ بإمتياز..!
ذَلك الاثاثُ العَريق و النُقوش المَتحوفة تَجعلها تَرمشُ بِذُهول

حاوَلت النُهوض لَكن الدُوار تَمكّن منها
لاسيما يَدِها المُعلقَة بِمحلولٍ وريديّ جعلها ترفعُ رأسها لهُ

نَظرت الي يديها المُزرقَة بِفعل الحُقن اذ ادركَت انّها بِلا شَك كانت تُعاني من وَعكة صحيّة ، غادَرها صَوتٍ هامِس قالَت فيه " اين انا..؟ "

أخِر ما تَتذكرهُ انّها كانت في اشدّ حالات بؤسها مع الوَزير في ذَلك السِجن التابع لِزَعيم القريَة..!

اتكونُ قد ماتت و هي الان في الجنّة؟
اليسَ ذلك وارِدًا..!

رَمشت مُنذهلَة و قَبل ان تلفِظ حَرفًا اضافيًا تفاجَئت بِدُخول جيكوب الي الجَناح الملكيّ ، وسَعت مُحجريها ثمّ اشارَت عليه بِذهول " هل جئت معي الي الجنّة؟ "

استَغرب جيكوب من كَلامها فَهو ليس مُعتاد على افكارِها الغَريبة كَمثلِ الوَزير الذي حَفظ طباعِها و طريقَة تفكيرِها المُختلف

صِدقًا هي تَتخيّل خَيالاتٍ غريبَة و تؤمِنُ بِها

" صباحُ الخير انستي الصغيرَة ، حمدًا لله على سَلامتكِ
الوَزير سيكونُ سعيدًا بِاستيقاظُكِ "

اخَفضت اصبعها الذي كانَت تُشير به على جَسدِ مُساعد الوزير و قَد راحت تُنظّم افكارِها من جَديد ، هل الوَزير كذلك جاء مَعها..؟

لم تجِد تفكيرًا مَنطقيًا يُقنعها لِذلك سألت بِصوتٍ مُتعَب تترك عناء البَحث عن اجاباتٍ مُخالفَة " اين انا..؟ "

" نحن في بريطانيا ، وصلنا قَبل يَومين " ما قالَهُ جَعل شفتيها تتوسّع بِصدمَة ، سُرعان ما حاوَلت ازالَة انبوب المَحلول عن يدِها و النُهوض لَكِن جيكوب اسرَع بِقوله " ابقيّ مكانكِ رجاءًا ، عليكِ اتمام علاجُكِ "

تقدّم مِنها بِضع خُطواتٍ يُكمل " الخُطَة العلاجيَة لم تنتهي بَعد ، و ان حَدث اي خَللٍ بها الوَزير لن يَصمُت..! سيهدم القصر الملكيّ فوق رؤسِنا "

رَمِشت سويون بِعدمِ فَهم لَكنها خافَت بشكلٍ ما
جَلست مكانِها دون ان تَتحرَك اذ بدأت تشعُر بالتعب يُداهِمها
هي استعادَت وَعيها لَكنها لازالَت لم تستردّ صِحتها بالكامِل

" لِما انا هُنا في بريطانيا؟ و كَيف جئتِ؟ اين ايڤا؟ " سألت توّد ارضاء فُضولِها و عُيونها تتفقّد هيئَة جيكوب المُنتصِب قُبالتها يناظِرُها بهدوء

" انستي قد تناقَلت لكِ عدوة من شاب قرويّ في البَلدة سَببت لك التهاب رئوي و ارتفاع عالي في دَرجة الحرارَة مِما أدّى الي فقدانُكِ للوعيّ ، في ذات الوَقت توجّب علينا السَفر لانهاء اشغالِ الوَزير في المملكَة ، لَكنهُ لم يستطِع ترككِ خَلفهُ لذلك أمر بِاحضارُكِ مَعه و والدَة حضرتكِ لم تعترِض "

فسّر مُساعِد الوَزير لِمَن قامَت بِتفريق شَفتيها بِخفّة تُوسع مُحجريها بتفاجُئ ، اجاء بِها جُيون رِفقتهُ فقط لانّه خائِف عَليها؟

وَجدت نَفسها تتفقدَهُ بِسُؤالها عَنهُ " اين هو الان..؟ "

رأت ابتِسامَة صغيرَة تَنموا على شِفاه جيكوب الذي اجاب بهدوء " كان مَعكِ صباحًا ، اذ اضطّر ان يُغادر قبل ساعَةٍ الي القاعدَة الوزاريَة ، لديه اجتماع مع السَفير الامريكيّ و الروسيّ "

حرّكت رأسِها تجاوبًا مَعهُ ثمّ سألتهُ تطمئن على احوالِ الوزير " اهو بخير؟ و كَيف استطعنا الخُروج من تلك البلدَة؟ "

" تتبعنا الرَقم التسلسلي للحافِلَة بعد تعقّب كاميرات المُراقبَة ، ثُمّ تم نَقلكما الي قصرِ الوزير بعد ان اشتدّ مرضكِ " اجابَها المُساعِد بوديّة ثمّ نظر الي ساعَة رِسغه قَبل ان يُتابع " عليكِ باتمام جرعَة علاجك الصباحيَة ثُمّ سيأتين الخَدمات بالافطارِ لكِ "

قامَت بادخالِ شفتيها وسط جَوفِها تُفكِر ، رأتهُ على صِدد الخُروج لِذا تطوعَت للسُؤال سريعًا قائِلَة " الن يأتي قَريبًا..؟ "

التَفت جيكوب اليها يُحدِق بها لِبُرهَةٍ بِصَمت قَبل ان ينطِق مُجيبًا " جُدول الوزير لليومِ ممتلئ ، لا اظنّ انهُ سيتفرّغ حتى العاشرَة مساءًا "

نال الاحباطُ مِنها و ذَلك ظَهر عَبر ملامِحها العابِسَة التي استَطاع جيكوب فَهمِها جيدًا ، عاد ادراجَهُ اليها ثُمّ نَبس مُضيفًا " ان كنتِ تُريدين ان اخذكِ لهُ بَعد تناول طعامكِ ، سادعكِ تَرينهُ "

توسّع بؤبؤ عَينيها تجاوبًا مع حَديثه اذ ابتهَج وَجهها تومِئ ايجابًا لهُ ، رأت بِضع خادِمات يَدلفن الي الجَناح و بين ايديهنّ صينيَة تحتوي على الطَعام للافطار ، رِفقتهنّ كانَت المُمرضَة التي دَنت لتفقّد جُرعَة المَحلول

ازالَت لها الانبوب الوريديّ ثمّ اغلَقت الكانيولا قَبل ان تُخاطبها بالانجليزيّة " على الساعَة الثامنَة مساءًا لديكِ الجرعَة الثانيَة ، حافظي على هذه الكانيولا جيدًا بيدكِ لان اوردتكِ ضعيفَة بالكاد تمكنّا من ايجاد واحِد "

عَقدت سويون حواجِبها بعدمِ فَهم ثُمّ نظرت الي جيكوب باستِفهام تنتظرُ منهُ ان يُترجِم حَديثها ، سَمِعتهُ يفسّر لها ما قالتهُ الممرضَة لتومِئ ايجابًا ثُمّ تعتدل بِجلستِها مُتربعَة فوق الفِراش

" هُنالك دواء كان يُعطى بالوريد لانكِ غائبَة عن الوعيّ سيتّم تحويلهُ لكِ على هيئة قُرص تناوليه بعد الفُطورِ مُباشرَة " نَبس جيكوب يُفسّر ما اضافتهُ الممرضَة الي سويون و هو يُقدم علبة الدواءِ اليها

انتَشلتها منهُ تومِئ ايجابًا لِتضعهُ بالجِوار ثمّ تطالع مُساعد الوَزير الذي تابَع برويّة " سانتظركِ بالخارِج ، ستأتي مُربيَة الوزير لمحادثتكِ و شَرح بعض التفاصيل لكِ بدلاً ، انها تُجيد اللغة الكوريَة "

" مُربيَة؟ الا يمتلك الوزير والدين؟ " سألت سويون باندِهاش بينَما تُناظِر جيكوب الذي اجاب بِهدوء " بلى ، والديّ الوزير لا يقطنانِ بالقصرِ الملكيّ ، و تلك السيدَة هي من ربّته مع زوجتِه الراحلَة منذ ان كانا طِفلين "

اكتَفت بالهمهمَة بينَما تُناظِره يُغادر الجَناح ، تمّ وَضع الصينيَة امامَها بِها انواع عدّة من الأكل المُختلِف رِفقَة عصائِر طازَجة و طَبيعيّة

اُذهِلت من شَكلِه المُنوّع و المُرتَب بشكلٍ جذّاب
لَكن شهيتِها مُنغلقَة بالفِعل بِسبب المَرض

تابَعت بعيونِها الخادِمات و هُنّ يُجهِزن لَها مَلابِسها و يقمنّ بِكيّها ثُمّ راقَبت دُخول تلك المرأة المُسنّة الي الجَناح

وَجدتها تقترِبُ منها لالقاءِ التحيّة " صباحُ الخَير يا صغيرتي ، هل اصبحتِ بخير..؟ " راقَبت المرأة وَجه الصُغرى المُتعب تَراها تومِئ لَها ايجابًا قبل ان تنطِق قائِلَة " صباحُ النور ، انا بخير "

تلَقت ابتسامَة لطيفَة من السيدَة التي نَبست بِوديّة " الحَمام جاهِز للاستِحمام ، كَذلك امر الوَزير بِشراء مَلابِس تُناسبكِ و هي جاهزَة كَذلك ، سنقومُ بالاعتناءِ بكِ جيدًا كَما اوصَى "

قامَت الصغيرَة باحتِساء كوبِ العَصير الطازَج و بداخِل عقلِها تُفكّر ، تشعُر بالغَرابة و هي تَرى كُل ذلك الاهتِمام الزائِد..!

نَظرت حولِها ثُمّ رأت الخادِمَة تُسرِع بوضع الخَفين امامها بمجرّد ان ارادَت النُهوض ، شَكرتها ثُمّ قالَت بغرابَة " لا تتكبدوا عَناء كُل هذا الاهتِمام رجاءًا..! انا استطيعُ الاعتناء بنفسي جيدًا "

استَقامت ثُمّ سُرعان ما تمسكّت بظهر السَرير بمجرّد ان هَجم الدُوار عَليها ، اسرعَت الخادمَة باسنادِها و مُساعدتها على الجُلوس اذ استَمعت عسلية الاعيُن الي المُسنَة تُخاطِبها " انستي انتِ مُوصَى بكِ من قبل الوَزير "

" اتعرفين مَعنى ان يتّم التوصيَة عليكِ من حَضرتِه؟ اي ان وَضعناكِ في عُيوننا ذَلك قليل لتلبيَة اوامرِه ، اوصَى ان يَتم الاهتمامُ بادق تفاصيلكِ و منحها التَقدير المَطلوب و إلا سَيغضب "

لم تَفهم الصغيرَة سَبب ان يَتم التوصيَة عَليها من قِبله حتّى سَمِعت المُسنَة تُضيف و ابتِسامَة لطيفَة تَعلوا شِفاهها " انتِ عزيزَة للغايَة عَليه "

احسّت بانقباضٍ باسفلِ مَعدتِها يُعطيها شُعورًا لاولّ مرّة يُداهِمها
كُل ذَلك الاهتِمام المُبالغ يُدغدغ مشاعِرها
لاسيما انّ انثَى كَمثلها افتَقدتهُ طيلَة حياتِها

الاهتِمام اتاها من رَجُلٍ كَمثلِه
الرَجُل الذي تَطمعُ بِه كُل امرأة وُجِدت

نَمت ابتِسامَة خافِتَة على شَفتيها قَبل ان تَجد الخادِمَة تُقدم يدها لها كيّ تُساعدها في التَوجه الي الحَمام ، رافَقتها الي الحَوض المُمتلئ بالماءِ الدافئ اذ سمعت مُربية الوَزير تنطِقُ " ستقومُ الخادمَة بمساعدتكِ على الاستِحمام في الوقت الذي تُمسك به الثانيَة بيدكِ عاليًا كيّ لا تتضرر الكانيولا "

تصبَغت وجنتيّ سويون خَجلاً مِما تَسمع
ما مَعنى أن تُساعِدها الخادِمَتين بالاستِحمام..!

نَبست تعترِضُ كُليًا بِقولها " ك..كلاّ ، ساستحمُ لوحدي "

فَهِمت المرأة الاكبرُ سِنًا سَبب رفِضها اذ قالت تُوضِح " لابأس ، يُمكنك البقاء بملابسكِ الداخليَة فنحنُ لن نتكشّف عَليكِ ، حسنًا؟ "

اصرارُهنّ جَعلها تُوافق خِتامًا
مُنحَت ذلك المَساجُ المُريح الذي جَعل مفاصلها تَرتخي كُليًا

عُيونها لا تَنكّف عن تأمُل زوايا ذَلك الحمام الملكيّ المَليئ بالنُقوشِ الساحِرَة ، الحَوضُ الدائريّ الذي تستقّر وَسطهُ يُثير اعجابِها كُليًا

مَزايا ان يَكونُ احَد عائلتك من السُلالَة الملكيّة..!
تسائَلت ، لما لا تَتزوج ايڤا احَد ابناء عائلَة امها؟
كيّ تحصُل على هذا التَرف المُؤبّد

تمّ الباسُها ثيابًا رَسميَة كمثلِ تنورَةٍ طويلَة بيضاء مَع سُترة قَصيرة بذاتِ اللونِ بها اقفالٌ سَوداء ، كانَت بِذلة بسيطَة تناسَبت مع هيئتِها

تمّ تَسريح خُصيلاتِها بعد تَجفيفها و رَبطِها كَذيل حِصان مَع تمويجِ اواخِرها قبل ان يُرّش عَليها عِطر خاص بالشَعر

لَبست اقراطًا مُدورّة فِضيّة مع اكسسواراتٍ ناعمَة تماثَلت مع زيِها الراقي و المُنهدَم ، اخيرًا قَد وُضِعَت عليها بعضُ لَمساتِ مُستحضراتِ التَجميل البسيطَة كيّ تُبرز ما بُهِت من جَمالِها بِفعل المَرض

رُشّ عِطر من ارقَى و اشهرِ الشَركاتِ المُتخصصَة بصناعَة الروائِح المُميزَة عَلى جَسدِها و اماكِن النَبضِ لَديها بعد ان تمّ وَضع طلاء اظافِر زهريّ لاظافرِها ذاتِ الطولِ المُتوسّط

كانَت طلتها النهائيَة كفيلَة بِجَعلِها تُذهَل امام المِرآه
تَشعُر انّها ، اميرَة غادَرت احدَى القِصص الخَياليَة..!

كُل ذلك الاهتِمام المُبالغ جَعل جمالها يُقدّس في عُيونِها العسليَة
ابتَسمت بسعادَة غَمرت قلبها الصَغير ، تُحِب ان تَكون كمثلِ فتيات جيلِها

تَنعم باللباسِ الجَميل مع مُستحضراتِ التَجميل التي تُفرِحها و تَجعلها تشعُر بِعُمرها الصَغير ، لَكن زوج امها من يَكبحُ عَنها كُل ذَلك و يَمنعها كُليًا من مُواكبَة عَصرِها

" هذا من اجلكِ " خِتامًا قُدّم ذَلك الهاتِف الذكيّ من اواخِر اصدارات التُفاحَة المَعضوضَة الي مَن مَسكتهُ بانبهار

رَفعت عُيونها الي جيكوب الذي مَدهُ اليها ، رآها ستمتنعُ عن اخذِه لِذا بادَر بالحَديث اولاً " لا يُمكنكِ الاعتراضُ ، انتِ بحاجتهِ دامكِ في بلدٍ غريب للتواصل مَع والدتكِ و الانسَة ايڤا ، كَذلك رقم الوزير الخاص مُدوّن كيّ تُحادثينه متَى ما احتجتِ اليه "

زمّت شَفتيها تُفكّر و اصابِعها تُقلّب ذلك الهاتِف بين كَفيها بانبِهار ، رَفعت عسليتَيها الي جيكوب الذي تلقّى اتصالاً من الوَزير

اجاب بِنقر سماعاتِه يُهمهم لِمن سألهُ مُندفِعًا " هل سويون استَيقطت؟ "

" كلاّ ، هذا خامس اتصال لصباح اليَوم سيدي ، اجتماعك لم يَنتهي بَعد و انت تَمتنع عنهُ بتوجيه سُؤال اجابتهُ ذاتها ؟ " نَطق جيكوب بِهدوء يُناظر سويون التي تتفقّد شكلها بكاميرا الهاتِف الجَديد باعجاب

" لِما لم تستيقط للان؟ هُنالِك خَطب..! هل تفقدها الطبيبُ صباحًا؟ مؤشراتها الحيويَة تحسنت منذُ البارحَة! " تحدّث الوَزير قلِقًا يُخاطِب مَن تفقّد ساعتَهُ ثُمّ وَجه حديثًا صارِمًا لهُ " سيدي الوَزير اجتماعك سينتهي بعد عِشرون دَقيقَة ، المُشير في انتظارِك عند القاعدَة العسكريَة و لن يكون من اللائِق ان تتأخَر "

" انت مابِك هكذا؟ الا تَملكُ مشاعِر؟ انا اعبّر لك عن احاسيسي لِما تفعل هذا بي..؟ " نَطق جونغكوك مُنفعلاً بِمن دلّك جَبهتهُ قبل اجابتِه " عُد الي اجتماعك و سَنتحدّث لاحِقًا "

فَصل الخَط و ناظَر سويون قُبالتِه و هي تتفقّد الجَناح بِعينيها ، لَمِحت اطار صُورةٍ عِملاق في احدِ الجُدران بِه هيئَة الوَزير مع امرأةٍ تلبسُ فستان زِفافٍ بِوجه مُبتسِم ناعِم

دَنت الصُغرَى من ذَلك الاطار تُمعن عُيونِها بالنَظر الي وَجه تلك الصبيَة الهادِئ ، تَفحصت تقاسيم وَجهها جيدًا ثُمّ نَطقت " انّها تُشبه ايڤا "

" هذِه سُمو الاميرة الراحِلَة ، زوجة الوَزير " نَطق جيكوب مُعرِفًا بهيئَة الصبيَة التي تستقّر وسط ذراعِ جُيون ، نَقلت بصرِها الي وَجه الوَزير تراهُ كَطفلٍ لتوّه نَضج و بَلغ..!

ابتَسمت على مَلامِحه ثُمّ هَمست " كان لطيفًا..! "

" ان كنتِ جاهزَة دَعينا نذهَب ، الطريقُ الي القاعدَة سيكونُ طويلاً " نَطق جيكوب بينَما يُؤشِر امامَه لِمن همهمَت ثُمّ اخَذت قُرص دواءها كيّ لا تَنساه ، خَطت الي الخارِج تُغادر رِفقة مُساعد الوَزير

بِمُجرّد ان غادَرت الجَناح حتّى قابَلتها ممراتُ القصرِ الملكيّ اذ اضحَت تتأملُ الانحاء باعجابٍ شَديد ، يُقابلها الحَرسُ بلباسِهم الموحّد رِفقَة الخَدم الذين يُنظفون الزاويا و يَسقون الزَرع في الحَديقَة

ابتَسمت باعجابٍ قَبل ان يُفتَح الباب من اجلِها
تَحمحمَت و هي تَصعدُ للركوبِ في الكرسيّ الخلفيّ
لا تُنكر ان شُعور الشَخصيات الهامَة يُعجبها..!

غادَرت السيارَة ذاتُ التَصميم الراقي من حديقَة القَصر الذي اخَذ بمثاليتِه قلب عسليَة الأعيُن ، راحَت تتفقّد شوارِع لُندن بقلبٍ يَضحكُ لفرطِ الحَماس

من قال انّه سيُغمَى عليها و حينَما تستيقظ تَجدُ نَفسها في مدينَة احلامِها..!
لم تَتطرَق الي ذلك حتّى في خيالِها

شاهَدت الشوارِع المُبللَة بقطراتِ المَطر ثُمّ راقَبت محطات الهاتِف الحَمراء بِسعادَة ، عُيونِها العسليَة تُضيئ مَع كُل مشهدٍ تُراقبه

مَسكت اطراف تُنورتِها ثُمّ نَظرت الي جيكوب الذي يَجلسُ قرب السائِق من الأمام قائِلَة " هل استطيعُ رؤية الوزير؟ "

" مبدأيًا كلا ، هو مُنشغل و ان رأكِ سيترك انشغالاتِه للاهتِمام بكِ " اجاب جيكوب بينَما يرى وَجه سويون عَبر المِرآه اذ تابَع مُضيفًا " الوزير احيانًا يَعجزُ عن فصل عواطِفه عنِ عَمله ، لذلِك سنبقى نُشاهده من بَعيد "

زمّت الصُغرى شَفتيها ثُمّ اومأت ايجابًا دون تكبّد عناء طَرح مزيد من الاسئِلَة ، دَخلت تلك السيارَة الي القاعِدَة الوزاريَة حيثُما يتواجدُ الكَثيرُ من الحَرسِ و رِجال الأمن

ذلك المبنَى يحتوي على اسرارِ دولَةٍ كاملَة
لِذلك الحراسَة مُشددَة بشكلٍ مُبالغ بِه

نَزلت سويون من السَيارة تُشاهِد النافورَة في مُنتصف المَباني العديدَة ، سَمِعت جيكوب يُرشدِها و هو ينطِق " كُل مبنى يقودهُ وزير مُعيّن ، المبنَى المُطلّ على البَحر يخصّ وزيرنا "

اومأت لهُ ايجابًا تسيرُ رِفقتهُ الي ذَلك المبنى ذا الطوابِق الكَثيرَة
وَقفت قُبالة ناطحَة السحابِ تلك تَرى صُورة جُيون مُعلقّة عَليها

امَعنت النَظر في صُورتِه تَجِدهُ بِبذلَةٍ بَيضاء و هو يَحشُر اصابِعهُ بداخِل جُيوب بِنطاله بينَما يقفُ بِاستقامة ظهرٍ تُظهر عُرض مَنكِبيه و مثاليَة جسده المُعضّل

يُسرّح شَعرهُ الغرابيّ و يَرفعه للكشفِ عن جَبهته بعدما احدَث فارِقًا بين غُرتِه اذ كان بِوجهٍ جادٍ يُظهر مِقدار سُلطتِه

قرأت اسمَهُ المَكتوبِ اسفل صُورتِه
RAF Defense Minister Jeon Jungkook
وزير الدِفاع الجويّ للقوات المُسلحَة الملكيّة
جُيون جونغكوك

انتابَها شُعورٍ غَريب بِمُجرّد رؤيَة الوَزير في البِلاد التي تَسيرُ تحت سُلطتِه ..!

ما زادها استِغرابًا ، انّ كُل وزيرٍ كان يلبسُ بذلة سوداء او رماديَة
عَداهُ هو ، لذلك سألت جيكوب قائِلَة بلُطف " لما هو دومًا يلبس الابيض..؟ "

تَلقت اجابَة فوريَة من جيكوب الذي نَطق بِهدوء " الوزير يُحب اللون الابيض و لا يَميلُ للغوامِق اذ يَراها مَصدر تشاؤم ، تستطيعين فَهم مَزاجه من مَلابسه ، ان كان يرتدي الاسوَد فذلك اليَوم حتمًا في اقصَى حالاته سوءًا "

فَغرت شَفتيها بخفّة تومِئ ايجابًا بِذُهول
اعجِبت بكيفيَة اهتِمامه بادقّ التفاصيل..!

تَمشت رِفقَة جيكوب الي الداخل بَعد ان قوبِلَت باستوقاف الحرسِ لها كيّ يتّم تفتيشِها ، لم تُمانِع و اذِنت بِذلك لاجلِ السَلامة العامَة

دَخلت مَع مُساعد الوَزير تُحدِق في الانحاء باعجاب ، الحَرس مُشدد بشكلٍ يُقلقها ، لا تُحب كثرَة الرجال الذين يلبسون الاسوَد و يَحملون الاسلِحَة

ذلك يُذكرها برِجال زوجِ اُمها

دَخلت الي المِصعد مَع جيكوب الذي نَقر على الطابِق الاخير حيثُما يَقبع مَكتب الوَزير و مَقرّه ، وَجه بصرهُ الي سويون التي تُشاهد الانحاء باعجاب ثمّ نَطق " اجتماعه سَينتهي بعد خَمس دقائِق ، سيُغادر بعدها الي القاعدَة العسكريَة لتفقّد احوالِ الجَيش و الاسلحَة الجويّة "

" اوه ، و بعد ذلك مالذي سيفعلُه؟ " سألتهُ بابتسامَة تَلاشت باجابَة جيكوب الهادِئَة " لَديه موعد مُدبر مع ابنَة الرئيس الروسيّ على الثالثَة مساءًا "

" ما مَعنى ان لَديه موعد مُدبّر؟ " نَطقت بينَما تعقدُ حواجِبها بعد ان داهَمها شُعور عَجِزت عن تَسميتِه ، استَمعت الي اجابَة جيكوب باهتِمام و هُما يُغادرانِ المِصعَد " موعد مُدبر للتغطية على فضيحَة سياسيَة ، سينشغلُ الاعلام بِه لفترة ، اضافَة الي انّه من الافضَل ان يتّم بزواج الاثنين "

" كَما تعرفين الوزير لازال اعَزب رغم صِغر سنّه ، نحنُ نتمنى ان يتخذ خُطوة الزَواج قريبًا و غالِبًا ابنة الرئيس الروسيّ تملك المؤهلات الكافيَة لتكون امرأته " نَطق جيكوب مُفسِرًا لِمن كانَت تسيرُ وراءه بِوجهٍ مُتجهّم

انقَلبت مَلامِحها المَسرورَة لاخرَى عابِسَة لِسببٍ لم تَستطِع تفسيرِه

قامَت بالسُؤال قائِلَة " كم عُمرها؟ و لما هي مُناسبَة دون غيرِها؟ "

نَظرت الي جيكوب حينَما اجابِها موضِحًا " انها بالثامنَة و العِشرون من عُمرها ، اخَذت لقب ملكة جمال العالَم العام الفائِت كَما انّها صُنفت كاصغر مليارديرَة قبل اشهُر اذ تتجاوز ثَروتها العشرون مِليار و نِصف دولار ، دَرست العُلوم السياسيَة في جامعة هارفارد و تَملِك ماستر في ادارة الاعمال ، عَمِلت في مجال الازياء لِاعوامٍ و اَثبتت نَفسها بجدارَة "

لَوت سويون شَفتيها بِعَدمِ رِضَى تُراقِب مُساعد الوَزير امامَها بِانزِعاج ، نَبست قائِلَة بغيضٍ واضِح " هل من المُفترِض ان تكون المرأة لديها الكثيرُ من المال و الجَمال كيّ تُصبح امراة الوَزير؟ "

تَوقف جيكوب عَن السَير ثُمّ التَفت اليها ينظُر الي مَلامحها الغاضِبَة ، لم يستطِع فَهم انزِعاجها لَكنهُ اجاب مُتحدِثًا " عَليها ان تكون بذات مُستواه كيّ تُناسبه ، الوزير مثاليّ بدرجَة لا تُناسب معظم الفتيات ، هذه الحَقيقة التي لا نَستطيعُ التغاضي عَنها "

غَضِبت سويون من حَديثه حتّى احمّر وَجهها ، كانَت ستقومُ بِتوبيخِه لَكنها اكتَفت بِقول " هُما لن ينسجِمان سويًا ، كِليهما يمتلكانِ ذات الاهتِمامات و المِثاليَة ، انا اقول ان الوَزير لن تُعجبه "

تجاوَزت جيكوب تَسيرُ في خُطًا مَجهولَة بعد ان نَجحت في جَعل مُساعد الوَزير ينشغِل في التفكير بِحديثِها

رَمِش مُستغرِبًا ثُمّ تَمتم " مابِها غضِبت فجاة..؟ لقد كانَت تضحكُ قبل قليل "

حَملق في ظهرِها قَبل ان يَسير يلحقُ بِها " الطريق من النحو الاخر انستي "

التَفت سويون اليه ثُمّ قالَت " جيكوب لقد كنتُ اُحبك ، لا تَقم بجعلي اكرهك بِسبب كَلامِك حسنًا؟ " وَجهت حديثًا صادِمًا لِمن وَقف مُتصنِمًا لا يَفقه عِلمًا مما تنطِق

لازال ليسَ مُعتادًا على احاديثِها العشوائيَة
فهي تنطِقُ بما يجولُ بفكرِها قبل ان تُفكر مَرتين
و صِدقًا كلامُه اغضَبها

لِما يتوجًب عليها ان تكون مِثاليَة حتّى تكون امراة الوَزير؟
اساسًا لِما تفكيرها انحدَر الي ذَلك الحال؟

نَفضت افكارِها ثُمّ تم سَحبها من قبل مُساعد الوَزير للسَير نَحو مَقرّ جُيون ، كان هُنالِك نافذَة زُجاجيَة تأذنُ لها بِرؤيتِه جالِسًا فوق مَكتب اجتماعاتِه

كان يُشابك يديه فَوق الطاولَة بينما يعقدُ حواجِبه برجوليَة مُفرطَة
يَنغمسُ في الحِوار مَع رَجُلين احداهُما كان اشقر بعيونٍ زرقاء

راقَبت الوَزير الذي يلبِسُ بِذلَة رمادية بينَما يُسرّح شعرهُ بطريقَة رسميّة تَجعلهُ في كامل جِديتِه ، ادخَلت شِفاهها داخِل جوفِها ثُمّ تم جَذبها خَلف جيكوب بمجرّد ان فُتح الباب كيّ يُغادران الرَجُلان

من ضِمنهما السَفير الامريكيّ الذي وَقعت عينيه الزرقاء عَلى وَجه سويون الواقفَة خَلف مُساعِد الوَزير

تَقابلت عينيه بخاصتيّ سويون العسليَة تُحدِق به بِصَمت
رأت تعابير الاستِغراب على وَجه الامريكيّ الذي اكمَل سيرِه للمُغادرَة

لَم تهتِم بل ظلّت تُفكّر بِذلك الموعد المُدبّر و مَدى جَمال ابنة الرئيس الروسيّ ، اهي فاتِنَة حقًا كما تم وَصفها..؟

جَذبها جيكوب من ذِراعها للاختِباء خَلف احدى المَمرات ثُمّ ناظَرها مُتحدِثًا " علينا الاختباء كيّ لا يرانا الوَزير ، سيُغادر بعد عَشر دقائِق الي القاعدَة العسكريَة "

لم يُتمم حَديثه حتّى قام جونغكوك بالاتصالِ عَليه
تنهّد قبل ان يُجيب مُهمهمًا لمن تَحدث و هو يتأرجح فوق كُرسيه

" جيكوب هل استيقَظت سويون؟ كيف حالُها؟ "

" سيدي هل انت تُمضي كُل عشرون دقيقَة بالاتصالِ عليّ؟ اخر اتصال ام يُغلق الساعَة " تَحدث جيكوب بينَما يُشاهد وزيرِه من خارِج المَكتب و هو يَرفع اقدامِه كيّ يُسندها على مكتبِه

وَضع قدم فوق اُختها ثُمّ اراح ظهرِه على الكرسيّ مُتحدِثًا " اجل فانا لديّ امانَة عندك عليّ تفقد حالها كُل دَقيقَة! لكن تَعلم العَمل اللعين يُشغلني "

لَم يلبث المُساعد حتّى وَجد سويون تَخطفُ سماعَة من احدى اُذنيه كي تَستمع الي حديث الوَزير الذي سأل مُبتسِمًا " لَكن هل تعرِف ماهو الشَئ الرائِع في كُل هذا العَمل؟ "

حَدق جيكوب في سويون مُنزعِجًا ثُمّ عاود النَظر الي سيدِه مُهمهمًا " ماذا ؟ ؟

" انني وَزير..! " قال جونغكوك مُبتسِمًا باشراق اذ استَقام من كُرسيه مُتباهيًا بِمنصبه عبر اضافتِه " هل تَعلم كم هو عَظيم شُعور ان ارَى الكُل يُنادي بسيدي الوَزير؟ هل تَعرف كم افتقدتُ هذه الكلمة في تلك البلدَة اللعينَة "

" اسمَع ، انا عليّ تخليد منصبي للابد ، جِد لي طريقَة تجعلني وزيرًا الي الممات "

" الطريقَة الوحيدَة حتّى تبقى وزيرًا هي ان تُقتل قَبل الدورَة الترشيحيّة القادمَة " اجاب جيكوب بِجُمود قَبل ان يناظر سويون التي ضَربتهُ على كَتفه تَنهره ، لم يكُن مُهتمًا حتّى بِانزعاجِ الوزير الذي نَبس " جيكوب اتساءل ان كانَت حالة زوجتك العاطفيَة جيدَة معك؟ "

" ساُغلق لان زوجتي تَتصل بي .. " كان عَلى وشك ان يُغلق لولا انّه سَمِع صَوت جونغكوك الغاضِب و هو ينبسُ بانزِعاج " جيكوب هل زَوجتك اهم منّي..؟ "

رَمشت سويون بينَما تُناظر جيكوب المُتجهّم ، اعادَت التَحديق في جونغكوك الذي انتَشل سُترته من فَوق كُرسيه يلبسها اذ سَمِعت صوت مُساعده ينطِق " سيدي انت عليك ان تَتزوج "

" سافعل..! ساتزَوج قريبًا " تَحدث الوَزير مُغتاضًا ، نَبرتهُ الساخِرَة يعرِفُها جيدًا جيكوب على عَكس سويون التي تَرجمتها على حَقيقة اصرارِه بالزَواجِ من تلك الروسيَة

قامت بازالَة السماعَة تُعيدها الي اُذن جيكوب ثُمّ تَوجهت للوقوفِ في الرُكن و مُشاهدَة الوزير يُغادِر مقرّه ، حال خُروجه قام الرِجال الذين يقفونِ على طول المَمر بالانحاء لهُ حتّى وصولِه الي المِصعَد

رَكِبه و نزل الي الطابِق السُفليّ قَبل ان يُناظر جيكوب سويون بَعد ان انهَى ذلك الاتِصال لِتوه " هل نَعود الي القَصر انستي؟ ام نَذهب الي مَكان مُعين تُريدين زيارتِه؟ "

تَلقى سُؤالاً من سويون التي نَبست قائِلَة " ماهو المَطعم الذي سيتشاركُ فيه الوزير المَوعد مع تِلك الروسيَة؟ "

نَظرت بِمن اجابَها مُتحدِثًا " berners Tavern "

" لابد ان اكلهُ شَهيّ ، اُريد الذهاب لتناول وَجبة الغداء هُناك " نَطقت بينَما تسيرُ نحو المِصعد هي الثانيَة ، قام جيكوب باللحاقِ بها قائِلاً " للاسف انستي المَطعم لا توجد به حُجوزات الي للعامِ المُقبل ، هل تريدين ان ابَحث لكِ عن مَطعم اخر..؟ "

تَلقّى نَظرة غاضِبَة من سويون التي استغّلت فِكرَة اهتِمام جُيون المُبالغ في نَيل رِضاها من قِبل اُناسه لِذا قالَت " لكنّي اُريد هذا المَطعم تَحديدًا! الم تَقل ان الوَزير قال انّه يتوجّب على كُل رغباتي ان تكون مُجابَة؟ "

" صَحيح ، لَكِن هذا المَطعم بالذات الحُجوزات به شِبه مُستحيلَة " نَبس جيكوب بينَما يُشاهِد عينيّ سويون المُشتعلَة حينَما اجابَت " و لِما تلك وَجدت به حجزًا اذًا ..؟ "

" لانّها ابنة الرئيس الروسيّ كَذلك هي شخصيَة هامَة اضافَة لكونِها على موعِد مع الوزير البريطانيّ " اجابتِه المنطقيَة لم تُعجب سويون التي رَمقتهُ بانزِعاج مُتحدثَة " هل هي افضل منّي؟ تاكل بذلك المَطعم و انا لا؟ "

دلّك جيكوب جَبهته قَبل ان يُتمتم " و انا اقول اين رأيتُ كمثل شَخصيتها من قبل " عاوَد التَحديق بِالصبيَة امامَه يُحاول اقناعها بِزيارة مطعمٍ ثانٍ

رَفضت كُليًا ثُمّ جَلست تُقنعه بِوجهَة نظرِها قائِلَة
" تَخيّل ان عُدت الي كوريا و في قَلبي ذلك المَطعم ..!
ثمّ تعرضتُ لسوء النُمو و التغذيّة لاني رفضتُ الاكل
حتّى احصل على حجز العام المُقبل ، و كُل هذه الاشهر
و انا ادرُس و اعمل و بطني الصغيرَة لازالت جائِعَة
تخيّل كم سيُغمى عليّ مرّة باليَوم..!
ثُمّ مالذي يضمن انّي ساعود هُنا العام المُقبل؟
هل يُرضيك همم؟ تخيًل مأساتي..! "

حَدق مُساعِد الوَزير بِها و كُل ما يَراهُ هو وَجه جونغكوك قبل تسعَة عشر عامًا ، كان يتسائل عن سَبب انسِجامه مع سويون السَريع
و الان تأكد انّها تمتلكُ نفس وِجهات نظرِه الغير قابلَة للتَفسير

رُغم انّه يَتمتع بقُدرة ذكاء عاليَة ، لكنهُ سُرعان ما يَندمج بافكارِه الغريبَة و يؤمن بِها تمامًا كَما تفعل هي ، رُبما الجانب الدرامي خاصتهما لهُ دَور؟

سَواء اكان بارادَة جيكوب ام لا
عَليه ان ينصاع الي رَغبتِها فَملامِحها العابسة تُذكره بمن بَكى على دَجاجتِه سابِقًا ، هُما جَيدان في نَيل استِعطافِ الاخَرين

تَنهد بِقلة حيلَة ثُمّ قام باجراء اتصالٍ مَع صاحِب المَطعم لتفقّد الاماكن ، اضطّر ان يَجعله يُلغي احدَى الشَخصيات بِدفع مَبلغ مُضاعَف عن المُعتاد

فَقط كيّ يُرضي من راحَت تسيرُ متمايلَة بسعادَة

رَكِبت في السيارَة من الخَلف ثُمّ راحَت تتفقّد الانحاء مُتحدثَة " هل القاعدَة العسكريَة بعيدة عن هُنا ؟ "

نَفى جيكوب مُعترِضًا ثُمّ اجاب " كلاّ ، سيمّر الوزير بشكلٍ سريع ثُمّ يُغادر الي موعِده "

نَظرت سويون اليه مُجددًا اذ سألتهُ قائِلَة " هل لديك اطفال؟ "

استَغرب سُؤالها لَكنهُ لم يُمانع ان يُجيبها مُتحدِثًا " لا ، لَكن زوجتي حامِل "

اندهَشت و ذَلك توضّح عَبر توسّع عينيها مُتحدثَة " واه! و هل تترُك زوجتك الحامِل من اجل الوزير؟ اليس من المُفترِض عليك البقاء بِجانبها؟ "

" هي من البِداية عرِفت طبيعَة عملي ، لذلك لا يُمكنها الاعتِراض " نَطق جيكوب بِهدوء يُخاطِب من تطّل عليه من الكرسيّ الخلفيً حتّى ترى تعابيرِه

" ماذا قررت ان تُسمي ابنك ام ابنتِك؟ ما رأيك باسم لايرا ان كانَت فتاة؟ اليس جَميلاً؟ " نَبست بِحماسٍ بعد ان انخَرطت في الحَديث مع من ناظَرها عبر المِرآه مُتحدِثًا بحاجبٍ مُرتفع " ابنة الرئيس الروسي تُدعى لايرا "

تجهّم وَجه سويون التي عادَت الي كُرسيها ثُمّ نَطقت ساخِرَة " يالهُ من اسم بشِع ! ان اسميت ابنتِك به ساكرهُها الي الابد "

" زوجتي حامِل بِوَلد ، ساُسميه جونغكوك " قال مُساعد الوَزير بينَما يُحدِق بِوجه سويون التي ابتسَمت مُجددًا ثُمّ نَبست " وااه! حالَما يُعيد الوزير الزَواج و يُنجب طِفلَة فلتزوج ابنك منها "

اكتَفى جيكوب باخذ الصَمت جوابًا على احاديثِها العشوائيَة ، كان يُراقبها و هي تطّل على الشوارِع ثُمّ تَفتح النافذَة لاخراج رأسِها و الابتِسام بِوسع

ابتَسم بخفّة فَهو يَرى من طِباعِ الوَزير بِها
هل لانّه من اعتَنى بِها لِشهَرين غرس مِنه فيها..؟

ام لانّها قُدّرت لهُ منذ البدايَة فجاءَت تُشبهه
حتَى في نقاءِها و عَفويتِها

•••

طَرقت الصبيَة ذاتُ العيون العسليَة بِكعبها ارضيَة ذلك المَطعم الذي يَحملُ الفخامَة و الرُقي في تفاصيلِه التي جَذبت اِهتمامها

سارَت تَراهُ لَيس بذلك الازدِحام الذي تخيّلتهُ
كان هادِئًا و به موسيقَى رومنسيَة تُعزف من قِبل فرقَة كلاسيكيّة

مَشت للجُلوس في الطاولَة التي حُجزت لهُما ثمّ طالعَت جيكوب قائِلَة " انّها ليست بذلك الازدِحام..! هنالك اماكن شاغِرَة؟ "

" هو كَذلك ، لا تتم حجزُ كل الاماكن كيّ يكونُ هادِئًا و مُريحًا ، ضَعي في عين الاعتبار ان كُل من يَزور هذا المَكان يَكونُ ذا منصبٍ عالٍ اذ تتجاوز ثروته المليارات " اجابَها جيكوب بينَما يُحدق في عينيّ من ابتَسمت بوسع قائِلَة " هل هذه اشارَة انّي ساصبح مليارديرة مستقبلاً ؟ "

" لِما لا؟ " ذَلك ما قالَه مُساعِد الوَزير قَبل ان يتّم تَقديم لوائِح الطَعام اليِهما من قِبل النادِل ، مَسكت سويون خاصتِها تقومُ بتفقّد الاطباق بشهيّة مسدودَة

هي لَيست جائِعَة صِدقًا..!
و لا رَغبة لها من الاساس بِتناول الطَعام
لكن لا تَعلمُ لما اصرّت المجيئ الي هَذا المطعمِ تحديدًا

قامَت بالحمحمَة قبل ان تُناظر جيكوب مُتحدثَة " لا اُريد ان اكل الموالِح اولاً ، اريدُ الحصول على قهوةٍ مثلجَة مَع كريب بالشوكولاتَة و الايسكريم "

ذَلك ما تَشتهيه هي حالِيًا
لَكن مُساعد الوَزير اعتَرض بِقوله

" لا يُمكنك الحُصول على القهوة المُثلجَة لان مَعدتك لازالَت مُتضررة بسبب مَرضكِ ، كَذلك تُعانين من التهاب رئوي فايّ شئ بارد سينعكسُ عليكِ سلبًا "

نَفت سويون برأسِها ثمّ تحدَثت بِلُطف " لا اُعاني من كُل ما تتحدّث عنهُ ، انا بخير ..! "

" انستي الصغيرَة انتِ تسيرين بالمُسكنات حاليًا
بمجرّد ان ينتهي مفعولِها ستنتكسُ حالتكِ مُجددًا
لِذلك علينا تَفادي ما يُفاقم من تَعبكِ حسنًا ؟
ما رأيكِ بعصير البُرتقال الطازَج مع الجَزر؟
و لابأس بطلب الكريب لكن بدون الايسكريم "

كَلامهُ المنطقيّ يجعلها غاضِبَة
لما يَمنعها من احتساء قهوتِها المُثلجَة؟
كيف ستُكمل يومِها بدونِها..!

نَظرًا لشعورِها بالتَعب و بدأ الانهاك ينالُ منها رويدًا رُويدًا لم تمتلك حَل سِوا الانصياعُ الي رغباتِه و جَعلتهُ يطلبُ على مِزاجه

قامَت بالتنقل بعينيها في انحاءِ المَطعم تَسمعُ اصوات تراطُم الكؤوس بِبعضِها ، ذلك اللحن العذِب من الفرقَة الموسيقيَة يجعلها تسترخي على ظَهر الكُرسيّ تبتسِمُ بِارتياح

رأت بَعض الثُنائيات يَتبادلون رَقصة رومنسيَة جَعلت عُيونها تُضيئ ، نَبست تُخاطب جيكوب قائِلَة " حينما اُصبح مليارديرَة ساتزوج ثريّ و آتي للرقصِ معهُ هُنا "

" ان أذِن لكِ الوزير بالزَواجِ آن ذاك سَنُفكر " نَطق جيكوب بينَما يقومُ بمراسلَة زوجتِه و السُؤال عن احوالِها و احوال طِفله

لَم يَهتم لغضبِ سويون و انزِعاجها مِنهُ
فَلِما تنتظرُ موافقَة الوزير حتّى تتزوّج؟

" هل هو ابي حتى انتظر مُوافقتهُ؟
كلاّ ، ساتزوّج رَجُل وسيم جدًا و يُناسبني "

رَفع جيكوب عَينيه اليها و قَبل ان يَتحدث رأى مجموعَة من الرِجال يُداهمون المَطعم ، عَقد حواجِبه بشدّة يُحدق في سويون التي نَظرت حولها باستِغراب

اُحيط المَطعم بِرجالٍ مُسلحّة من كُل الجوانِب اذ سُرعان ما وَجدت جيكوب يطلُب منها تَغطية وَجهها بلائحَة الطَعام

نَفذت ما طَلبهُ دون ان تُناقشهُ ثُمّ استَرقت النظر الي هَيئة من دَخل من الباب بينَما يَضعُ يداهُ في جُيوبِه ، كان يلبسُ بذلَة سوداء بالكامِل تتناسَب بشكلٍ مُلفت مَع بشرتِه البَيضاء تِلك

عُيونه النِسرية تُجيد تَحديد مَوقِعه و هي طاوِلته التي تلتصقُ بالجُدرانِ الزُجاجيَة ، حرّك رأسهُ كردٍ على تَحية صاحِب المَطعم و طاقِمه حينما تمّ استِقباله عند الباب بالزُهورِ و المُجاملات التي لا تَنتهي

تمّت مُرافقتهُ الي طاوِلته و التأكد من راحتِه عبر تَوجيه بِضع اسئلة مُتملقَة لهُ ، رَفع كُحليتاهُ الي صاحِب المَطعم يَشكرهُ بِهدوء ثُمّ صبّ اهتِمامه على هاتِفه اذ قام بِمُراسلَة جيكوب

ذَلك كان تَحت نظرات سويون التي اخَفضت لائحَة الطعامِ عَن عينيها تُراقِبه بانبِهار ، اُعجبَت بمدَى تَقدير الناس لهُ و اعطاءه ذلك الاهتِمام البالِغ

لَكن هُنالك شَئ لَفت انتِباهها..!
الوَزير يلبسُ الاسَود

بَعد ان رأتهُ صباحًا في المَقر يرتدي بِذلة رمادِيَة
لِما يا تُرى غيّر مَلابسه؟
اليس سعيدًا بمُقابلَة تلك الروسيَة الجميلَة؟

" لا اعلمُ لما اتَى باكرًا الي المطعم ، موعِده بعد ساعَة و نِصف " تَحذث جيكوب مُتمتمًا قَبل ان تَرده رسالَة الوَزير ، انتَشل هاتِفه يتفقدُها

- كيف حال سويون؟ هل استَيقطت؟

كَتب جيكوب لهُ بينَما يُراقِب جُيون بسريّة

- لازالَت نائِمَة

وَصل العصيرُ الطازَج رِفقَة الكريب الذي جَعل الصغيرَة تتحمّس ، هي تعشقُ الحَلويات بشدّة لِذا اخَفضت اللائحة عَنها غيّة تناول الطَبق

اغمَض جيكوب عيناهُ مُنزعجًا قبل ان يَقوم بِفتح ذَلِك الكِتاب الذي يحتوي على قوائم الطعام امام وَجه الصُغرى كي يُخفيه و هي تأكل

قرأ رسالَة الوزير التي بُعثت حديثًا

- قُم بتصويرِها من اجلي
اُريد رؤية وَجهها البريئ ذاك

مَرر جيكوب لِسانَهُ على وَجنته قَبل ان يَكتب لهُ

- سيدي اليس من المُفترض انّك في القاعدة العسكريَة؟
قُم بتفقّد الاسلحة بدلاً من الانشغال بِوجه الانسَة الصغيرَة

دَحرج جونغكوك عُيونه بِمَلل قبل ان يُرسل لهُ بانزِعاج

- لستُ في القاعدَة لقد الغيتُ الاجتماع الي الغَد
اُريد الانتهاء من هذا الموعد الغبي كيّ اعود سريعًا الي سويون

نَقر جيكوب على لَوحة المفاتيح يُخاطِب الذي احتَسى من المِياه بينَما يتأمّل السَماء خارِجًا

- قُم بالاهتِمام بالانسَة الروسيَة بدلاً
قد تُعجبك و نُزوجك قَريبًا ، الانسة الصغيرَة لن تَهرب

رَفع عيناهُ الي سويون يطّل عليها و هي تتناول من الكريب ، تَنهد بمجرّد ان رآها وَسخت اطراف شَفتيها فلَم يأبه و نَقل بصرَه نَحو مَدخلِ المَطعم

جاءَت ابنَةُ الرَئيس بِمظهرها الروسيّ المُعتاد
الشعرُ الاشقَر مع العُيون الزرقاء رِفقة الجَسد الممشوق الذي تُبرز نِصفه

تتَبعها بِعيناه تمامًا كَما فعلت سويون التي وسّعت عسليتَيها تُراقِب هيىتِها الجذّابَة ، كانَت تلبسُ فستان ابيض قَصير يُظهر مفاتِنها بالكامِل مَع مِعطف من الفَروِ الاسوَد ازالتهُ عند بُلوغها طاولَة الوَزير

وَضعت سويون الشوكَة فوق الطَبق ترمِش بعدم تَصديق
انّها حتمًا بِذلك الجَمال الذي يؤهّل اي رَجُل من الوقوعِ اليها..!

" انها ساحِرَة..! " هَمِست الصُغرى تُشاهد الوَزير الذي نَهض لِمُصافحتِها ، انتَظرت منهُ ابنَة الرئيس ان يَسحب كرسيها من اجلها ، لَكنهُ جَلس على خاصتِه مُجددًا و أشرّ لها بالجُلوس

اعتَبرتهُ تصرُفًا وَقِحًا..!
لَكن سَتفوتِه دامَه جُيون

جَلست قُبالَة الوَزير تَبتسمُ باجملِ طريقَة مُمكنَة لعلّها تَنجح بالاطاحَةِ به و نَيله كَزوجٍ ابديّ ، نَظرات سويون الحارقَة لهُما لَفتت انتباه جيكوب الذي تَحدث قائِلاً " جيون لن يُوافق على الزواج مِنها "

" لِما؟ الا تَرى كم هي جَميلة؟ " نَطقت الصُغرى بَعد راحَت تمسحُ اطراف شَفتيها من بقايا الشوكولاتَة ، سَمِعت مُساعد الوَزير يتحدث مُفسِرًا " هي جَميلة لَكنهُ يعتبرُها رَخيصَة "

" رخيصة؟ " رَمِشت الصُغرى مُتفاجِئَة قبل ان تَسمعهُ يُضيف " نَعم ، انا اعرِف وجهَة نظرِه و كَيف يُفكّر ، قبل او يُقيّم المراة على جَمالها ينظُر اولاً لاحتِشامها و طريقَة لباسِها ، و هذِه منذ اللقاء الاول جاءَت بفستانٍ كاشِف ، كان مَقصدُها الاطاحَة بِه..! لَكنها سَتتسبب بنفورِه منها بلا شَك "

ذُهلت الصُغرى من تَفكير الوَزير الذي فسّره لها مُساعِده ، اضاف جيكوب مُتحدِثًا " هُنالك حالَة واحدَة تجعل هذا الزَواج ان يكتمِل "

" ماهي؟ " سألت الصُغرى بِفُضول بينَما تُطالِع من اجابِها قائِلاً " المصلحَةُ العامَة "

رَمِشت سويون بِعدم فَهم اذ طلبت توضيحًا قائِلَة " ما معنَى ذلك؟ "

" لا اعلم ان كان عليّ اقحامُكِ بالمواضيع السياسيَة ، لَكن ساشرحُ لكِ القَليل " التَفت جيكوب نَحوها يَلفت انتباهِها اليه بالكامِل ، سَمعتهُ يُتابع مُفسِرًا

" اُنظري ، حينَما تشتّد الاوضاع سوءًا بين البُلدان يَلجئ رئيسُ احدى البلدين بِتزويج ابنته او ابنِه الي سياسيّ معروف في البلد الثانيَة ، الزواج سيقومُ بتوطيد العِلاقة بينهم مِما يُخفف من تأزم العلاقات بين الدَولتين ، مَثلاً هُنالِك مشاكل سياسية مؤخرًا بيننا و بين روسيا اذ نتنبأ بحدوثِ حربٍ قريبَة ، الدولَة الروسيَة قويّة و نحن لن نستَهين بها..! لذلك ان اختار الوزير الزَواج من ابنة الرئيس سيُفيد المصلحة العامة للبَلد "

قامَت سويون بِالنظر الي الوَزير قُبالتها و هو يَتناول طَعامه رِفقة الشابَة التي تستمّر بالضَحكِ و الابتِسام طيلَة الوَقت ، كان يُجاملها بابتِساماتٍ صغيرَة و طيلَة وقتِه يشغلُ نظرهُ بهاتِفه

كان مُصِرًا على ان يُرسِل جيكوب صُورَة لسويون لهُ..!

" هل تظنّ انّه سيلجَئ الي زواجٍ كهذا..؟ " سألت الصُغرى بعد ان ارتَكنت الي الصَمت لفترةٍ وَجيزَة تُفكّر ، اعادَت التَحديق بجيكوب حينَما اجابَها " لا ، جُيون لا يُقدم مِصلحة البلد على مِصلحته ، حياتُه العاطفيَة لديه اهمّ من كُل شَئ ، قد لا يَكون من الواضِح عليه بسبب عُلو مَنصبه ، لكنهُ حساس ، يَهتمُ بالمشاعِر و يُقدسها لابعدِ حَد "

" قَد يتّم الضغط عليه في حالَة ان طَلب الملك مِنهُ ذلك شَخصيًا
لَكن جلالته لا يمتلكُ سُلطة مُطلقة عليه ، يُمكنه الرَفض ان شاء "

سَكتت الصُغرى و اتَمت التَحديق بالثانيَة تُراقب مِقدار جَمالها الذي سَحرِها و هي اُنثَى ..! فَكيف الوَزير و هو رَجُل..؟

" سيتصلُ بي بعد قليل لذلك عليّ الذهاب كيّ لا يكتشِف امري
ساعودُ بعد قليل " نَظق جيكوب و هو يَستقيم من مكانِه حيثُ راى الوَزير يحملُ هاتفه على صِدد الاتصالِ به

غادَر المَطعم يَترُك سويون تُحدِق في الشابَة و هي تستقيم بعد ان استأذنت مِن جُيون كيّ تذهبُ الي دَورة المِياه

رَاقبتها بِعينيها تُحدِق في ذَلك الفُستان الابيض الذي يحتِضن جَسدِها ، لَوت شِفاهها بعدمِ رضَى قبل ان تستقيم لِحمل العَصير

رَغبتها هي سَكبهُ على جَسد تلك المرأة و بالفِعل نَجحت

اصطَدمت بِها و سَببت لها بُقعَة شوهّت ذلك الفُستان كُليًا
سَمِعت صَوت لايرا و هي تشهقُ بقوّة بينَما تعودُ خطوَة الي الخَلف

" مالذي فَعلتيه..؟ " خاطَبتها بالانجليزيَة اذ رَفعت عينيها الزرقاء ناحيَة من سَقط هاتفها و انخفَضت لِجلبه ، تحطّم قلب سويون مَع انكسارِ شاشَة الهاتِف الجَديد خاصتِها لَكنها حاوَلت تأجيل مشاعِرها السلبية لوقتٍ اخر

استَمع جونغكوك الي صَوت ضجّة قادِمَة من الطاولَة التي خَلفه لَكنهُ لم يَهتم دام الامر يَقتصرُ على تلك الشابَة لن يُقحم نَفسه بل استّمر بمحادثَة جيكوب و سُؤاله عن سويون بالحاح

نَظرت الصُغرى الي الصبيَة الاكبر مِنها ثمّ طالَعت حُراسها يقترِبون مِنها حتّى أحاطوها ، ابتَلعت ريقِها ثُمّ نَبست بلغتها الكوريَة " لم اقصِد "

" حادثيني بالانجليزيَة يا هَتِه..! ثُمّ اتعرفين مِقدار خطأكِ؟ " نَطقت ابنَة الرئيس مُندفعَة تُخاطِب من عَقدت حواجِبها بانزِعاج ، هي لم تَفهمها لذلك ودّت انهاء ذلك النِقاش بالمُغادرَة و اللحاق بِجيكوب

حينَما ودّت الفِرار وَجدت حارِس لايرا يَدفعها للخلف بقوّة حتّى اصطدَمت يدها التي بها الكانيولا بالطاولَة مما ادَى لِخُروج الابرَة عن مَسارِ الوَريد

تأوهَت بألم تُحدق بالدماء التي تَدفقت من يدِها ثُمّ سَمِعت لايرا تنطِق بِجُمود " من اي عائِلَة انتِ؟ و كَيف تَسمحين لنفسكِ بالوقوف امامي..! الا تَعرفين من أكون..؟ "

التَفت سويون اليها بعدمِ فَهم ، هي تُريد الرد عَليها لَكنها لا تستطيع فهمها و لا مُخاطبتها حتّى لِذلك قالَت " انا لا افهمُ الانجليزيَة! "

" رائِع..! كيف لفتاة لا تفهم الانجليزية ان تدخُل مطعم كَهذا؟ عمياء و جاهلَة كَذلك " نَطقت لايرا بغضَب تُراقِب فُستانِها المُلَطخ بانزِعاج

وَجهت امرًا الي حارِسها قائِلَة " ابحَث عن عائلتها و اجعَلهم يَدفعون ثَمن هذا " لَفت راسِها نَحو الوَزير حينَما استَقام ، كان غايتهُ المُغادرَة فشكّه بجيكوب يزداد لِكونه لا يودّ تَصوير سويون لهُ

لذلك قَرر ان يَترك الموعد في مُنتصفه و العَودة الي القصرِ حالاً
كان سيُقدم اعتذارًا الي لايرا لَكنهُ عَقد حواجبه بشدّة ما ان رأى حارِسها يُمسك بِذراع سويون و يجرُها مَعه

" مالذي..! " قام بِتوسيع اعيُنه يُحدق بلايرا التي نَطقت بِغَضب تُحاول التستُر عليه عبر ابتِساماتِها الزائِفة " انا اسفَة جونغكوك و لكنّي مُضطّرة ان اُغادِر ، اصطدمتُ بجاهلَة لا يُمكنها الحوار حتّى و لَطخت لي فُستاني "

وَقعت عُيونه السَوداء على خاصتيّ سويون العسليَة و هي تُدير برأسِها نَحوه تُناظِره بينَما تُقاوم يَد الحارِس التي تَجُرها ، اسرَع بالامساكِ بِرسغ صبيته يَجذبها ناحيتِه بعد ان أمر الثاني بافلاتِها " اُترك يَدها كي لا اقطَع لك رِسغك "

أمَرهُ بِحدّة ثُمّ ناظر سويون التي تُطالِعه بِحُزن ، كانَت تقرأ القَلق في عُيونِه السَوداء اذ حينَما ودّ سُؤالها وَجد لايرا تُخاطبه بانزِعاج " لِما لم تَسمح لهُ باخِذها ..! انا من امرتهُ بذلك "

نَظر جونغكوك الي ابنَة الرَئيس بِهدوء " لما امرتِه باخِذها؟ لانّها لطخت لكِ فُستانكِ؟ " سألها بحاجبٍ مَرفوع يَجِد الثانيَة تومِئ ايجابًا

رأى نادِلاً يَمّر و بين يديه صينيَة تحملُ كاسًا من النَبيذ
انتَشلهُ منهُ ثُمّ سَكبه على رأسِ لايرا التي شَهقت بقوّة

وسّعت سويون عينيها بعدمِ تَصديق لِتنظر الي الوَزير حينَما ابتسَم بجانبيَة ثُمّ رَدف بحاجبٍ مَرفوع " امّا عنّي ، فوسختكِ كُلكِ ، فلتأمريه ان يأخذني! "

تصبّغ شعرُها الاشقر بِلون النبيذ الاحمَر ، كان يُشاهِد تعابير الغَضب و هي تكتسِحُ مَلامحها المُهتاجَة حيثُ هسهست مُتحدثَة " هل فقدت صَوابك حَضرة الوَزير ..! مالذي فَعلته؟ "

مدّ جونغكوك الكأس الفارِغ الي النادِل ثُمّ احتَضن سويون اليه من الجانِب يَمسحُ على ذِراعها بِلُطف " اردّ اعتبار صَبيتي..! فحضرتكِ وَصفتيها بالجاهلَة دون ان تَعرفين لِمن هي تَنتمي..! "

" سويون تَسواكِ و تَسوا فَساتينكِ اجمَع ، تُوسِخ ما تَشاء بِقدر ما تَشاء هي حُرّة و انا وراء ظَهرِها اُحطّم رأس كُل من اعتَرض "

وَجدت الصُغرى رأسها مُنغرس في عُنق الوَزير الذي يَمسحُ عليها بِرفقٍ يُطبطب عَلى احراجِها حتّى ازالهُ كُليًا

فَرد جَناح احتواءِه عَليها حتّى ادخلها اسفلَهُ ليفرِض سُلطته على كُل من ودّ ايذاءِها ، ناظَرتهُ و هو بِذلك القُرب الذي يُحرّك شُعورِها

ابتَلعت ريقِها بعد ان بات قَلبها يَنبِضُ بِعُنف
سَمِعت لايرا تنطِق بغضَب لكنها لم تَكُن تفهمها و لا تُريد اساسًا
يَكفيها هذا الوَجه البهيّ الذي تستطيعُ تأملهُ بكل حُريّة

" جونغكوك انت تعرِف مع من تتعامل جيدًا؟ " نَطقت لايرا مُهسهسَة لِمن قَضم وَجنتهُ الداخليَة قبل ان يُجيب مُمثلاً البراءَة " مع فتاةٍ خرجتُ مَعها في مَوعد كيّ اغطي على فضائح والدها السياسيَة..! "

ما قالهُ جَعل اعيُن لايرا تتوسّع
هو فضح ابيها رُغم عِلمه بوجود الصحفيين في الانحاء يُصورون كِليهما
لَكنهُ لَم يَهتم و افَرغ ما بِجعبته بِبُرودٍ لِكونها تخطّت حُدودَه

لا يَهتّم ان كانَت سويون المُخطئَة
هو يَجلبُ حَقها ، سواء اكانَت الظالمَة ام المَظلومَة

اخفَض بَصرهُ الي صبيتِه الهائِمَة بِتفاصيله يَمنحها ابتِسامَة خافِتَة " لِنذهب " هَمِس لَها قَبل ان يُغادِر المَطعم يَجذبها مَعه

وَجد جيكوب يقف عِند الباب اد طَالعه بِغَضب مُتحدِثًا " لما لم تُخبرني انها استَيقظت..؟ "

" كنت لِتُلغي كِل مواعيدك ان فَعلت! " تَحدث جيكوب مُبررًا لِمن مَسك بيدِ صغيرتِه يَجذبها وراءه مُردفًا بِهدوء " كنتُ سافعل ذلك بكلّ الاحوال "

سارَت الصُغرى خَلفهُ تُراقِب عُرض مَنكِبيه ، نَزلت مَعهُ حتّى الطابق السُفليّ و عند خُروجِهما رأت التجمَع الرَهيب من الفريق الاعلاميّ الذين راحوا يَلتقِطون بِضع صُور لَهُما

قام رِجال الوَزير بافساحِ المَجال لهُ حتّى رَكب في سيارتِه و بِجوارِه سويون التي جَذبت يدِها بالمٍ من خاصَته

كانَت تودّ ازالَة الكانيولا التي بَقت مُتدليّة اذ لاحَظها من عَقد حواجبه بشدّة " ماهذا سويون ؟ " اسرَع بامساكِ يدها يُحدق في وريدها المُنتفخ

" ل..لا شَئ ، اصطدمتُ بالطاولَة " تَحدثت بينَما تَضع اصبعها فوق الوريد كيّ تتوقف الدماء عن التسرّب ، ناظَرها جونغكوك بِانزعاج قَبل ان يُخاطب جيكوب أمِرًا " تواصل مع الشرِكات التي تعمل لايرا لِصالحهم و اخبِرهم ان يَفسخوا كُل العُقود التي وَقعتها رِفقتهم "

" سيدي ذَلك سيُدمّر مسيرتها..! " نَبس جيكوب بينَما يعقدُ حواجِبه يُراقب الوَزير الذي تَحدث ساخِرًا " الم تَرى كيف تصرَفت؟ و تلك التي قُلت انها سَفيرة السَلام؟ امثالها لا يَستحقون الشُهرَة ، ان كانَت سوية لم تكُن لتفعل ضجّة و تُهين غيرها فقط لاجلِ فُستان ، حتّى لو لم تكُن سويون المعنيّة ، لكن تصرفها خاطئ و يدلّ على خِصالها السيئَة "

امسَك بيدِ الصُغرى بعد ان قدّم لهُ جيكوب عُلبة الاسعافات المُخزنَة داخل السيارَة ، اخَذ لاصِقًا طبيًا يُخفي به الثُقب الصَغير ثُمّ ناظَرها بِلُطف " لابأس ، ستمّر فترَة وجيزَة و تعودين كَما كنتِ حسنًا؟ "

حَدقت في عيناهُ السَوداء ثُمّ اومأت تجاوبًا مع حَديثه دون القاء اي اضافات ، مَسكت هاتِفها ذا الشاشَة المكسورة بِحُزن شَديد

لم تَفرح بِه حتّى و لَم تستعملهُ اساسًا
قَوست شفتيها باستِياء اذ لاحَظ الوَزير مِقدار حُزنها

اخَذهُ مِنها لِيقولُ مواسيًا " لابأس ساجلبُ لك واحِدًا اخَر ، لا تَحزني كُلّه يُعوّض الا انتِ "

ناظَرتهُ بِحُزن ثُمّ قالَت باستِياء " لا اريدُ ان اكون مَصدر عبئ ، يَكفي انك اشتريتهُ من اجلي و انا قُمتُ بِتحطيمه "

" كلاّ ، اياكِ ان تَقولي انكِ عبئ ..! صغيرتي اشتري شركَة ابل كُلها لاجلكِ ان رَغبتِ " نَطق بينَما يمسحُ على شَعر الصُغرى التي ناظَرتهُ بِلُطف

" شكرًا لك عمي جونغكوك "

ما قالتهُ جَعل عَقله يَتوقف
سَحب يدهُ عَنها ثُمّ ناظَرها مَصدومًا

" ع..عمي ؟ " فَغر فاهه مَصعوقًا يَنظُر لمن اومات ايجابًا ثمّ قالَت بِخجل " في الواقِع لم اعرِف كيف اُناديك ، لكن دامَك والد صديقتي ساُناديك بعمي "

كَلامها لم يكُن توضيحًا كافِيًا لاخراجه من صَدمتِه
لِوهلَة جعلتهُ يشعُر بِفارق السن بينهُما..!

اهو كَثير للدرجَة التي تَجعلها تراه كَعمها..؟
مُستَحيل..!

" سويون هل ابدوا عَجوزًا؟ هل حقًا يسهُل عليك مُناداتي بِعمي ؟ " تَحدث مُنفعلاً بِوجه مَن سَكتت تُراقبهُ باندِهاش ، في الواقِع هي لا تراهُ كَشخصٍ يليقُ به ان يُنادَى بالعَم ..!

لَكنها تحترِمه و لن تُناديه باسمِه مَثلاً
فبأي صِفَة تَفعل؟
هو والد صديقتِها بالأخِر

" في الواقِع ، لا اعلمُ كيف اُناديك " نَبست باحراج لِتناظر يَديها تعبثُ باصابِعها بِخَجل ، كان جالِسًا بِجوارِها يُفكر ثُمّ نَطق " ناديني بِكُل شَئ ، الا عمي تِلك ..! "

احسّ بِنشوب وَضعٍ غَريب بينهُما بَعد ذلك المَوقف لِذلك فضّل الصَمت و النَظر الي الخارِج بَدلاً ، يُفكّر بعذرٍ مُناسب يُناقشه مع الملِك يستبيحُ له رَفض الزواج مِن ابنَة الرَئيس الروسيّ

قام بِجمع انفاسِه ثُمّ رافق سويون الي جَناحه الذي سَتُقيم هي بِه ، دَخلا سَويًا ثُمّ جَذبت اهتِمامه بِنظراتِها البريئَة لهُ و هي تَجلسُ فوق السَرير

" ستاتي المُمرضَة حتّى تَضع لكِ الكانيولا مُجددًا من اجلِ العلاج " ما قالَهُ جَعل وَجهها البَريئ يَعبس ، قامَت بِرفع اكمامِ جاكيتها تُريه ازرقاقِ يديها بالكامِل بِفعل تلك الحُقن اذ لا يتواجدُ مَكان تستطيعُ وَضع الكانيولا به

" اُنظر كُل الاوردة مُصابَة ، اين سَتضعها؟ "

ناظَرتهُ تَجِده يَقترِب لامساكِ يديها و تَفحُص اوردِتها المتؤذيَة ، تنهّد بِقلة حيلَة ثُمّ رَفع اصابِعه لِتحسس عُنقها بِبطئ

قامت بِكبت انفاسِها من تَصرُفه المُفاجِئ حَيثُ كان يَستشعرُ مَكان نَبضِها بابهامِه و شعرِها المَرفوع يُتيح لهُ ذلك بِحُريّة

نَظرت في عُيونِه تمامًا كما فَعل هو تَسمعهُ يتحدَث بِهدوءٍ يُنافي الضجّة التي احدَثها بداخِلها " ان اضطررتُ قَد اضعها لكِ قي عُنقكِ "

شَحُب لَون وَجهها من الخَوف ، لَكن لَمسات اصابِعه على رَقبتها تُريحها و تُعزز من استِرخاءها على مُلاطفته لِرقبتِها

هو قَريب مِنها للحدِ الذي يَجعلها تَرغبُ بِوجودِه
لَم يَعُد بُعده مُريحًا ، بَل اصبَح العَكس
كُلّما كان قَريبًا كُلّما زادَ مِقدارُ راحتِها و آمانِها

عِند تلك اللحظَة تَحديدًا
سُمِع صَوتُ اقتحامٍ حاد للجَناح مع صُراخ انثويّ مُوجَه لهُ

" جونغكوك ايها العاهِر ..!!!!! "

•••

6341

اهلاً بفصل اليَوم ♥️

اخباركم معه؟
كيف وجدتموه..؟

به احداث مُتنوعة و حرفيا هيبة الوزير فقلبي :)

غيرة سويوني..؟
حرفيًا بنتنا بدات توقع لهُ..!

اكثر جزئية نالت اعجابكم و حبيتوها..؟

مواقف تريدون نكثر منها؟

جزئية سويون مع جيكوب؟ 😭

توقعاتكم للقادم؟
شنو متوقعين الاحداث يلي حتصير في لندن؟

حابين سفرتهم تطول؟
ولا نرجع لكوريا بسرعة؟ 👀

اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️





.
.
.














Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top