Husband | 10

Husband || زَوجي

اهلاً بِكُم في الفَصلِ العاشِر 🤍

لُطفًا لا تَنسوا وضع تَعليق لطيف و تَصويت ليصعد تَفاعل التشابتر ❤️‍🩹

لِنبدأ

•••

جَذب الوَزير جَسد الصبيّة التي بِرفقته يُخفيها عن انظار البقيّة بِمُجرّد ان التفّ الرِجال باسلِحتهم حَولِهما ، تمسًكت سويون بِثوبِه و نَبضاتُها المُرتفعَة تكادُ تخترِق قفصها الصَدريّ

استَمعت الي صَوتِ احدَى الرِجال يَنطِق بِخُشونَة " مالذي تَفعلانِه هُنا؟ من انتُما؟ " تناوَبت نَظراتِهم الحادَة بين الوَزير و صبيتِه الخائِفَة

كان جُيون هادِئ تَمامًا ، بشكلٍ يُنافي الحال الذي هو بِه
اردَف و عَينيه الحادَة تكادُ تخترِق اجسادِهم

" اخفِض هذا السِلاح!
الا تعرِف مع من تتعامل حَضرتُك؟ "

تِلك النَظراتُ الساخِرَة هي من تُجبره على اعتمادِ قرارِه بقصفِهم جَميعًا ، سَمِعه يَلفِظُ بِاستِهزاءٍ جَعلهُ يودّ القاء سَربٍ من الشتائِم اللامُتناهيَة

" لا ! و من تكونُ ؟ وزير؟ "

طلّت سويون من خَلفه ثُمّ هَمست تُشيرُ على الرَجُل رِفقتها " انّه حقًا وَزير "

ابتَلعت لسانِها بداخل جَوفِها ما ان اعاد جُيون حشرِها خَلفه ، راقَب اوَجه البقيّة الحادَة يبحَث عن ثَغرة تُخرِجه من ذَلك المأزِق ، هُم بالطَبع لن يُصدِقونَه

لِذا اراد التَعريف بِنفسه كَنفرٍ آتٍ من بلدتِه حيث اصولِه
لَم يكُن يعرِف انّه سيزيدُ الوَضع سوءًا لا غَير

" حسنًا انا اكونُ جيون جونغكوك ، جئتُ من البلدَة المُجاورَة لِحُضور زِفاف ابن الزَعيم و قَد تُهنا انا و زَوجتي هُنا ، كنّا نبحثُ عن المَخرج "

لم يَستطِع فَهم سبب تَجهّم اوَجُه الرِجال الذين نَظروا الي بَعضٍهم قَبل ان يُحدقون بِه بِغَضبٍ عارِم ، لَهجتهُ تؤكِد انتماءِه الي البلدَة المُجاورَة لِذا سَمع قائِدهم يصرُخ بِه " انت كَيف تجرؤ على عُبور حُدود قريتُنا ايها الحُثالَة! "

تقدّم لامساكِ جُيون من ياقتِه لَكن الوَزير رَدعه عَبر رَكله بقوّة حتّى ارتّد الي الخَلف اذ سَقط على ظَهرِه مُتوجِعًا " انت كَيف تَنعتُ وَزير الدولة العُظمى بالحُثالَة ؟ اتشتهي المَوت؟ "

شَهقت سويون بقوّة بينما تتمسّك بجُيون بشدّة تأبَى تَركه ، رأت البقيّة يُحاولون الهُجوم عَليه و تقييدِه لكنّه كان بارِعًا في صَدِهم و ابراحِهم ضَربًا

الشَئ الذي غُلِب بِه ، انّهم مُسلَحون استَغلوا نُقطَة ضعفِه بامساكِها و وَضع السِلاح على مُقدمَة رأسِها

هو هُنا مُستعّد لِتسليم قِوَى الكَون بأسرِه مُقابل سَلامتِها

حَدق بِهم و هُمّ يُقيدوها في حَوزتِهم ، رَجُلٍ يشدّها من ذراعِها بيد و الثانيَة يمسك بها مُسدسه المُثبت على رأسِها

رَفع يَداهُ يُعلن استسلامِه ، لن يَغلب المنطِق
فالكثرَة تهزمُ الشَجاعة

" دَعوها ، هي لا ذَنب لها ، اتمدّون ايديكم على النِساء؟ اي رُجولَةٍ هي هذِه؟ " كان غاضِبًا و لَهُ كامِل الاحقيّة بِذلك فَكيفُ يُؤشرون باسلِحتهم تِجاهها..!

لم يكُن أمرهُ مُجابًا كَما اعتاد ان يَكون
وَجد نَفسهُ مُقيدًا هو الأخَر و جَسدهُ يُجّر الي السِجن رِفقتها

كَرِه مَوقفه بِشدّة
فَكيف لِوَزيرٍ كَمثله ان يَقع بين ايادِ جُهلاء..؟

دُفع الي الزنزانَة رِفقَة سويون التي واشكَت على السُقوط ارضًا لَولم يُمسِكها من ذِراعها ، اطمئن عَليها بِعُيونه القلقَة فَوجدها تومِئ لهُ بِحُزن

لازالَت تُلقي باللومِ على نَفسها
اوضاعِهم ساءَت بِسببها و بسبب نُزولها من السيارَة الفاخِرَة
هاهي ذا رِفقته في السِجن..!

اقتَرب جونغكوك يُمسك بِقضبانِ السجن بغضَب يقوم بِرجّهم و عُيونه تُراقِب ذلك الحارِس مُهسهسًا " دَعني اُجري اتصالاً واحدًا لاثبَت لك حَقيقة من اكون..! انتم تَرمون بانفسكم الي التَهلُكَة! "

رَمقهُ الحارِس بِجُمود حيثُ قال ساخِرًا " فقط ليعود الزَعيم من العاصِمَة و احكِ لهُ قِصتك كَيف اصبَحت وزيرًا "

دِماء الوَزير تَغلي بِشدّة
يَودّ امساكهُ من عُنقه و خَنقه حتّى يراهُ يلفظُ انفاسه الاخيرَة

هذِه المرّة غَضبهُ اصبَح حَقيقيًا ، افكارهُ المُظلمَة تظغَى على خِصاله السليمَة ، يودّ الرَقص على قُبور اهل القريّة بعد قصفِهم لاحِقًا

رقصَة الانتِصار و عَودة هَيبتِه بَعد ان ذاق المَرار..!
هذِه الرحلَة لن تُنسَى البتّة

عاد ادراجَهُ الي حيثُما تجلِس سويون بِصَمتٍ تُناظر الفَراغ بِشُرود ، استقّر بِجانبها فَحالُها لا يُبشّر بالخَير ، تَبدوا يائِسَة بشكلٍ مُقلق

تُشعره انّها النِهايَة..!
اين مُزاحها و كَلامُها الذي لا يَنتهي..؟

قام بِوضع يَده على كَتفها يستقطبُ انتباهِها الذي اخَذهُ مُتأخِرًا
هي طالعتهُ بعد حينٍ بِتَعب تَسمعهُ يردِف

" مابكِ صغيرتي؟ لِما انتِ بكل هذا اليأس..؟ همم؟ "

كانَت مُتعبَة من الكَلام
جَسدُها مليئ بالتَعب و الانهاك بشكلٍ يُصعَب تَبريرُه

حَدقت في عَيناهُ ثُمّ نَفت مُجيبَة " لا شَئ ، انا فقط مُتعبَة "

اَقلقهُ حالُها فجلس بالقُرب منها يُناظِرُها بِترقُب " هل يُؤلمكِ شَئ ما؟ اخبريني؟ همم؟ "

هُنالك الكَثير يؤلِمُها ، لكنها لا تودّ الافصاح حتّى لا تَزيدهُ قَلقًا
ناظَرتهُ مُبتسمَة بشكلٍ باهِت اذ سألتهُ " هل سَنموتُ هُنا؟ "

" هِشش! ماهذا الفال السَئ؟ لن نَموت ، سيأتي جيكوب انا مُتأكد " قام بالمَسحِ على شَعرِها الطَويل يُواسيها ، اذِن لها بالاتكاءِ على كَتفه فلم تعترِض بل اراحَت رأسها عَليه مُغلقَة جُفونِها بانهاك

لاحَظ ان حَرارتها ارتفعَت عن سابِق عهدِها حينَما لَمسها لِذا سُرعان ما قام بتفقّد جَبينها مُوسعًا عيناه " سويون حَرارتكِ مُرتفعَة..! "

" انا بِخَير " هَمست لهُ بِتَعب بينَما تُغمض عَينيها بِبُطئ ، لم يُعجبه حالُها البتّة لِذا سُرعان ما امسَك باكتافِها يتفقّد مُجحَريها بِقلق " سويون انتِ مريضة! مالذي حَدث؟ هل لم يُلائمك تَبدّل الجو؟ "

عَقله مَليئ بالتَشتُت
لا يَستطيع ايجاد اجابَة مُرضيَة
امَرضُها عُضويّ ام ناجِم من ورطتِهما؟
اهي حقًا بِحاجَة للعِلاج؟ ام انّها يائِسَة فحسب!

كان مَذعورًا و نَظراتُها الذابلَة تَزيدُ هَمّه ، حاوَلت الابتِسام بِبُطئ ثُمّ اعتَدلت في جلستِها تتجاهَلُ آلام مفاصِلها مُتحدثَة " هل سيصلُ جيكوب قريبًا؟ "

نَظرت في عينانِ مَن حرّك رأسهُ ايجابًا ثُمّ اجاب " انا مُتأكد ، بِحُلول الصَباح سيكونُ هُنا لِذا ارجوكِ لا تذبلي بِهذا الشَكل ، اُصمدي سَنعودُ قريبًا "

كانَت ترَى على مَلامِحه الوَسيمَة آثارًا للعِراكِ و المُجابهَة ، ازدرَقت ريقِها بِصُعوبَة لِتقوم بالتماسِ خُدش خَده بِرفقٍ هامِسَة بانهاك " اُنظر كَيف تأذى وَجهك الجَميل ، الجُروح لا تَليقُ بِك "

ابتَسم مُمتنًا لاهتِمامِها الخَفيّ وراء ارهاقِها ، قام بانتِشال يدِها الساخنَة يَمسحُ عليها بلُطف ، يُريد الهاءِها و جَعلها تُركز مَعه بدل الانغماسِ في مَشاعر المَرض و الانهاك لِذا قال " ساروي لكِ قصتي عليكِ الاستماعُ بحذر همم؟ "

سَعُلت بِخفّة ثُمّ اومأت لهُ تَعتدل في جَلستِها حتّى تُقابِلهُ باهتِمام
رُغم ارهاقِها الا انّه نجح في استِقطابِ اهتمامِها
راحَت تُنصِت اليه بحَذرٍ و هي تُراقب عَينيه

تَجِده يَتكئ برأسِه على الجِدار خَلفهُ مُتحدِثًا " ساُخبركِ بقصتي انا و جَيكوب و كَيف تَعرفنا..! و لِما هو عَزيز عليّ بذلك الشَكل "

اومأت لهُ مُجددًا تَراهُ يَتوه وَسط سِرب ذكرياتِه لِبدأ سَردِ القِصّة

•••

2004 عام

تُقدّم صُورةٍ لشابٍ في عُمر الثامنَة عَشر الي الرَجُل الجالِس يستمِع الي مُهمتِه التاليَة بِحَذر ، انتَشل المعنيّ بالحَديث الصُورة يُحدّق بِوجه الفَتى بِهدوء

قَطب حواجِبه بِخفّة ، بَدا لهُ هذا الوَجه مألوفًا..!

سَمع اوامِر الجالِس قُبالَتهُ و هو يَنطِق بِجُمود
- مُهمتك القادِمَة ، هي قَتلُ هذا الفَتى

رَفع الرَجُل عَينيه الي الجالِس قُبالته مُندهِشًا
اعرَب مُعترِضًا بعد ان عقد حواجِبه

- لِما اقتُله؟ انّه طِفل !

يَرى رَئيسهُ يَقومُ بحشر سيجارتِه بين شِفاهه قَبل ان يَتحدّث بِهدوء

- طِفل؟ هه! اتعرِف من يكونُ هذا؟
انّه احد اتباعُ مارك!

نَفث دُخانه عاليًا قَبل ان يُوجه عُيونِه الي الشاب العشرينيّ امامَه مُكمِلاً بِجُمود

- كَما انّه زَوج الاميرة البريطانيّة الراحلَة
مرّ على مَوتِها تِسع اشهُر بالفِعل
لَكنهُ لازال يقطُن في القَصر الملكيّ

قام الشابُ بِفرقعَة رَقبتهُ قَبل ان يَسأل الجالس امامَه بِهدوء

- و لِما عليّ قَتله ..؟
لا افهَم ما عِلاقتهُ بِمارك ان كانَ فَرد من السُلالة الحاكمَة؟

بَلل الزَعيم شِفاهه بريقِه قبل ان يُناظر تابِعه بِحدّة

- انت قُلت انّك سَتقتل كُل من يَتبع مارك دون نِقاش!
اولم يَكُن ذلك قَسمُك حينما اتيت الي هُنا؟

انتَشل الصورَة منهُ يضربُ بها فوق الطاولَة قبل ان يُكمل

- هذا الذي تراهُ طِفل يَمتلك قُدرة ذَكاء عاليَة تستطيعُ تدمير كُل من يَقفُ بطريقه ، لِتوه تخرّج من كُلية الطب و هو بعمر الثامنَة عَشر ، اذ لَديه سوابِق في صناعَة المُتفجرات كَذلك ، انهُ ورقَة مارك الرابحَة!

انصَت الشاب الي رَئيسِه بِهدوء حيثُما اتمّ الاخر يُضيف

- مارك سيُحاول استِغلال حقيقَة كونهُ مُتوغّل بعمق في السُلالة البريطانيّة اذ انّه يمتلكُ ابنَة من الاميرَة ، لِذلك يتوجّب علينا التخلُص من هذه العقبَة قبل ان تَكبُر فَتُدمرنا جَميعًا

صَمت الرَجُل و عُيونِه تُناظِر صورة الشاب قُبالَتهُ بِسُكون
سَمع رَئيسه يُتابِع

- ستُسافر الي بريطانيا لانجاز مُهمتِك
وَكلتُك بها دون غَيرك لانّي اعرف نظافَة عَملك
لا اُريدُ ايّ ادلّة خَلفُك ، فَهمت؟

حرّك الثاني راسهُ ايجابًا ثُمّ استَقام يَلتقطُ تلك الصورَة بِهدوء
انحنَى الي سيدِه قبل ان يُغادِر الحُجرة بينَما يُفكّر بِصَمت

•••

القَصر البريطانيّ المَلكيّ

الشابُ ذا التاسِع عَشر من عُمرِه
لِتَوهُ يَخلد الي النَوم في حُجرتِه بعد صِراعٍ دام طويلاً مع مَشاعره

لازال لَم يتخطَى امر وفاة زَوجتهِ مُنذ تِسع اشهُر بالفِعل
اليَوم مِيلادهُ الذي اتّم فيه التاسِع عَشر

بجلِسُ مع كُل ذَلك الألم و الوَجع الذي عَجِز عن استيعابِه
لازال طِفلاً ..! لازال صَغيرًا حتّى يتحمّل ما جَرى

بَعد ان غطّ في النومِ ليلة ميلادَهُ البائِسَة احسّ بِحَركةٍ تَحومُ من حَولِه ، نَومهُ الخَفيف يُتيح له الشُعور بكلّ ما يَجري بِجوارِه لِذا بَقا حَذِرًا

مَن سيدخُل الي حُجرتِه في مِثل هذا الوَقت المُتأخِر..؟
الساعَة تكادُ تتجاوز الثالثَة صَباحًا ..!

ابقَا اُذناهُ في وَصعِ تأهُب و يَدهُ التي تُمسِك بالسكين اسفل وسادتِه مُستعدَة لوضع الانقِضاض ، اواخِر ما جَرى يَجعلهُ مُستعدًا لكلّ هُجومٍ يتعرّض لهُ

تثاقَلت انفاسهُ حتّى راح يَكبُتها و بِمُجرّد ان احسّ بِسلاحٍ يُثبّت على رأسِه سارَع بالنُهوض و رَكِل الرَجُل العشرينيّ قُبالتَه حتّى سَقط ارضًا

اصطَدم رأس الشابِ على الحائِط لِيستقيم جونغكوك بِسُرعَة من فِراشه يُناظِره لاهِثًا ، همّ بالتقاط ذلك المُسدس كيّ يُؤشر بِه على صاحِبه الذي وَقف في وَضع تأهُب يُناظره من خَلفه قِناعه

- من انت؟ ، من تكون و مالذي تَفعله هُنا؟

سألهُ الاصغَرُ سِنًا مُنفعلاً و صَدرهُ المُهتاج يَرتفع و يَنخفِض بِسُرعَة ، هو يُعاني مؤخرًا مِن نوبات هلعٍ تَجعل رُدود فِعله مُبالغَة

ناظَرهُ الشاب بِحدّة يُراقِب يدا الفتَى المُرتعشَة
هو لا يُجيد حَمل الاسلحة! و لا التعامُل مَعها حتّى

ابتَسم بِجانبيَة قَبل ان يقترِب منهُ بِهدوءٍ يَرى الاصغر سِنًا يتراجع الي الوراء بِخَوف ، كانَت يديه المُرتعشَة تكادِ تُسقط المُسدس

- مالذي تفع..تفعله ؟ عُد ادر..ادراجك

الشابُ قُبالته استَطاع جيّدًا التنبأ بِشخصيَة جونغكوك و تَفسيرِها
شاب يافِع يخشَى الدُخول في مَعارك قد تنتهي بايذاءِ أحَد..!
انّه مُسالِم لاقصَى دَرجةٍ كانَت

- دَع السِلاح من بين يَديك فانّه ليسَ لُعبَة بيدي الاطفال

تَحدث الشاب العشرينيّ بِجُمود يُراقِب عينيّ الصغير امامَه ، وَجدهُ ذابِلاً و هو ينطِقُ بِحُزن

- لا ، ان قُمت بانزاله سَتقومُ بِقتلي
لما تُريد ذَلك؟ مالذي فَعلتهُ لك؟
انا لازلتُ صغيرًا و لديّ ابنَة عليّ تربيتُها

نَظر في عُيون ذلك المُقنع بِحُزنٍ بالِغ
تُرهقه فِكرَة انّه لا يستطيعُ المُواجهة كَمثِلهم
لا يستطيعُ ايذاء احدٍ او رَفع السِلاح في وَجهه حتّى
و ان حاوَل تَكشفه لُغَة جَسده كَارتعاشِ يَديه في الوقتِ الراهِن

ناظَرهُ الشاب بِحَيرة اذ ركّز في لَمعة اليأسِ في عينيّ الفتى قُبالتِه
وَجدهُ يتحدّث بغصّة مُضيفًا

- انّها ليلَة عيد مِيلادي
من غَير العادل ان اموت قبل بُلوغ العِشرون حتّى
ماذا عن ابنتي؟ من سَيعتني بِها؟ حتّى امها ذهبت و تَركتنا

تِلك البراءَة التي تكتسِحه تَجعل من اتَى لِقتله يُراجِع حِساباتِه جيدًا!
ما ذَنبهُ هو لِيتّم قَتله..؟ تلك الفكرَة مُنذ بدايتِها لم تكُن صائبَة بالنسبَة اليه

ناظَرهُ ثُمّ باغتَهُ بِسُرعَة يقومُ بِجذب السِلاح مِنهُ الا انّ جونغكوك تمسّك به بقوّة يُجاهد للحفاظِ على حياتِه البائِسَة تِلك

لِكثرَة الشدّ و العراك الذي دوا بينهُما تمّ اطلاقُ رَصاصَة اخترَقت السَقف ..!
هُنا ادرَك الشابُ انّ الحَرس الملكيّ سيأتي لا مُحال لِذا قام بِلكم جونغكوك في مُنتصف وَجهه بِعُنف حتى اسقَطهُ ارضًا

خَطف سِلاحه مِنهُ ثمّ همّ بالرَحيل من حيثُما اتَى حتّى لا يَتم كَشفُ امرِه ، تَرك مُهمته خَلفه دون ان يُنفذها للمرّة الاولَى..!

دَخل الحَرسُ الملكيّ على جونغكوك الذي يُمسك شَفته النازِفَة بألم
سَرد لقائِدهم حَقيقَة ما جَرى و انّه حتمًا مُطارد..!
لَكن ما سَبب ذَلك؟ لِما يُطارِدونَه؟

لم يَكُن يَفهم..!
تَتالت المُحاولات في قَتلِه عِند الكَثيرِ من المَرات
لَكنهُ كان يَنجوا في نهايَة الامر بِطريقَةٍ او باخُرَى

قام المَلك بارسالِه الي ضواحي المَدينَة عِند بيتٍ في مَزرعةٍ كَبيرة لعلّه يتخفَى عن الانظار قَليلاً ، في الظَهيرَة كان جالِسًا عند الحَديقَة يُراقب الابقار امامَه بِصَمت

يُراجِع افكارهُ و يُحاول التوصّل الي مُستقبلٍ واضِح
لا يَستطيعُ رؤيَة مُستقبلَه الذي بدا مُشوشًا للغايَة
اذ اضحَى خائِفًا من ان يُقتل بَغتةً..!

آن ذاك قَد كان هُنالك قَناصٌ يَقفُ عند بُعدٍ لابأس بِه عَنه ، يُجهّز رَصاصتِه حتّى يخترقُ بها صَدر الشاب اليافِع الجالسِ يتأملُ الطبيعَة

في الوَقت الذي كادَت فيه الرصاصَة ان تخترِقه ظَهر جَسد رَجُل عشرينيّ يَدفعُ بِه للنحوِ الإخر بِسُرعَة ، تَدحرج جَسد جونغكوك رِفقَة الأخر من المُنحدر حتّى سَقطا عِند الابقار و المَواشي

شَهق جونغكوك بِقوّة لِيَجلس بسُرعَة يُحدق في الشاب قُبالته بِصدمَة ، قام الاخر باخفاض رأسهُ ارضًا كي لا تُصيبه الرَصاصَة اذ نَطق مُوبِخًا

- اخفِض رأسك يا هَذا..!

اخَفض جونغكوك رأسَهُ يُحدِق في الشاب الذي اخرَج سِلاحه يَملئهُ بالرَصاص قَبل ان يُصوّب بِه نَحو القناص حتّى يَقتله

بالفِعل نَجح في اصابتِه حتّى تخلّص منهُ ثمّ استقام يُناظر جونغكوك الذي نَهض يبُعد اوراق الشَجر عن شَعرِه المُبعثَر

حَدق في عينين الشاب امامَه يَجِده يقومُ بحشر مُسدسه خَلف حِزامه
استَطاع التَعرف عليه من عُيونه على الرُغم من انّه لا يلبسُ قناعه اليَوم

- مَهلاً..! اولست من جاء لِقتلي مُنذ اشهُر..؟

قام الشاب بِقضم وَجنته من الداخل قَبل ان يبدأ بصُعود المُنحدر مُتجاهلاً اجابَة الاصغر سنًا الذي همّ باللحاقِ به بسُرعَة

- لِما انت هُنا لِمُساعدتي اذًا؟
اولست تُريد قَتلي؟
يا لما لا تُجيب عليّ؟

كاد ان يَصطدِم في ظَهر الشاب بِمُجرّد ان توقف فَجاةً
وَجدهُ يلتفت ناحيتِه يَرمقه بنظراتٍ مُميتَة قبل ان ينطِق

- عليك اخذُ حِذرك
سيتّم قتلُك في القَريب العاجِل لِذا دافع عن نَفسِك

قَطب جونغكوك حواجِبه بعدمِ فهمٍ ثُمّ قال مُستغرِبًا

- كَيف لك ان تكون اول من يودّ قتلي؟ ثُمّ تعود الي مُساعدتي؟
من تكون انت و من الذي يُريد مَوتي؟

كِثرَة اسئلته لم تكُن تُعجب الشاب قُبالته
بدا مُنزعِجًا للحد الذي يَرغبُ به في لَكمِ الصغير غَرض اسكاتِه
لَكن من حَقه ان يَعرِف من يُهدد حَياتِه..!

وَجد نَفسهُ في وَضعٍ يُرغمهُ على مُصارحتِه بالحَقيقَة
لِذا تَنهد يُشير لهُ بالجُلوس على العُشب امامَه

جَلس جونغكوك مُتربِعًا تمامًا كما فَعل الشاب الذي ناظَرهُ بِهدوء

- اُرسلت مُنذ اربعة اشهُر في مُهمَة الي قتلك صَحيح
لانك تَعملُ لِصالح مارك

استغرَب جونغكوك الذي فرّق شَفتاهُ مَبهورًا ثُمّ قال

- لِما سيتّم قتلي لاجل مارك؟
مارك لطيف للغايَة! انّه يُساعدني

ارتَفع طرفُ شِفاه الشاب سُخريَة من بَراءة الصغير قُبالته
هو اخذ اشهُرٍ في مُراقبَتهُ و البَحث في سِجله اذ ادرَك فعلاً امر نَقاءِه
الذي يسعَى الكَثيرون لاستِغلاله و تَدنيسِه

المَرء يرى غَيره بعين طبعه

- لطيف؟ هل تَعرف طبيعَة عمل مارك؟

نَطق الشاب ساخِرًا مِمن قام بِزم شِفاهه نافيًا برأسِه حيثُ اجاب

- انّه يعملُ في التجارَة
قال سيُساعدني لاستطيع انشاء العَمل الخاص بي و اُصبح غنيًا
رُبما استطيعُ الحُصول على منصبٍ عالٍ مُستقبلاً بِسببه

ابتَسم العشرينيّ بِجانبيَة حيثُ اومَئ ايجابًا قبل ان يَقول بِهدوء

- صَحيح انّه يَعمل بالتجارَة
لكن ليسَت ايّ تِجارَة!
انّه يُتاجر بالبَشرِ و المُخدرات

عَقد جونغكوك حواجِبه بشدّة نافيًا برأسِه للجهَتين
لا يُمكنهُ تَصديق ما يَنطقه هذا الغَريب الذي حاوَل قتله..!

كيف يُصدق كلام يراهُ زائِفًا على من حاوَل مُساعدته حينما كان في اشدّ اوقاتِه ضُعفًا..! مُستَحيل

- مالذي تَقوله انت؟
هذا مُستَحيل! مارك لا يُمكنه فعل ذَلِك
انّه رَجُل طيب ، لقد ساعدني اخبرتُك

كان يستغرِب الحاح الشاب قُبالته في اقناعِه بغير ذَلك اذ رآه يتحدّث بجديّة قائِلاً

- جونغكوك اسمَع ، انت تَضعُ حياتك رِهان ذلك السافِل
انّه ليسَ كما تعتقِده ، هو سَئ ، يستغلك صدِقني

قَبض جونغكوك على يَدِه بِقوّة يُناظر عينيّ الشاب قُبالته بِغَضب

- لِما عليّ تَصديقك؟ اولم تَكن ستقتلني؟

وَجده يُحرك رأسَهُ ايجابًا قَبل الردّ عَليه بِشُرود

- كنتُ ساقتلُك كَما قتلتُ كُل رَجُلٍ يَخدمُ مارك
لَكنّي خالفتُ الاوامِر في نهايَة الامر
انا الان مُلاحَق من قبل الجماعَة التي اعملُ لِصالِحهم
لانّي لم استطِع قَتلك ، لا استطيعُ اهدار حَياة رّجُلٍ بريئ
مهما بلغ مِقدار حِقدي للحَقير مارك

ناظَرهُ جونغكوك بتعجّب يَرى حُزنًا بالِغًا بداخل عينيّ الصبيّ امامَه
لان و قَد خفّ غضبه عن سابِقه لذا قَرر الاستِماع اليه مُتحدِثًا

- لِما انت حاقِد على مارك؟
مالذي فَعله لك؟

سأل من ابتَسم بِمرارَةٍ و حِرقَة
وَجدهُ يُناظِر الفَراغ بِصَمتٍ يُفكّر
رُبما هو بِحاجَة لِتقاسم ثِقل ألمِه مَع شَخص ما!
لعلّ وَجعهُ ذلك يَخّف

- مُنذ بِضع سَنواتٍ تُوفيّ والداي فبقيتُ انا و اخي الاصغر
اضطررتُ لِترك الدراسَة في سنٍ مُبكّر ثُمّ التَحقتُ بالاعمال الجُزئيَة
لاستطيعُ دَفع تكاليف دراسَة اخي الصَغير لانّه كان ذكيًا و حُلمه ان يكون طَبيبًا حتّى يستطيع انقاذ الناس كَون الاطباء فشلوا في مُساعدَة امّي

نَظر بِداخل عينيّ جونغكوك الهادِئ يُتّم بِهدوء يُنافي وَجع صَدره

- لم يستطِع عَملي ان يُسدد تكاليف دِراسته لِذا اضطررتُ ان اقترِض المال فَوقع اختياري على مارك..! الذي اوهمني بانّه يستطيعُ مُساعدتي دون ادنَى مُقابل ، كنتُ في السابِع عَشر من عُمري ، غبيّ صَدقته..!

ابتَلع جونغكوك ريقَهُ ثُمّ سألهُ حينَما وَجدهُ صَمت لوقتٍ طَويل

- مالذي حَدث بعد ذَلِك؟

نَظر في عينيّ من ابتَسم ساخِرًا يُكمل

- حينَما تأخرتُ عن سَدادِ الدَين
و في اليَوم الذي قُبل فيه اخي الصغير في كُليَة الطِب
قام مارك بارسالِ رجاله في منزلي و قَتلوه..!
انتِقامًا منّي لانّي لم اُرجع المَبلغ رُغم انّي وَعدته بذلك
صَحيح اني تاخرت ثلاث سَنوات ، لكنّي كنتُ اعافر لِجمعه

وسّع الصَغير عَينيه بِصدمَة اذ شَهق مَصعوقًا مِما سَمع
استَطاع رؤيَة احمرار عينيّ الاكبر سِنًا و هو ينطِق بمرارَة

- كان اخي صغيرًا للغايَة
لازال شابًا لِتوه بدأ حياتِه
بريئًا و نَقيًا يُحِب مُساعدَة الغَير دون مُقابل
كُل همّه كان مُعدلاته الدراسيَة اذ كان مُجتهديًا و ذكيًا جِدًا
لَكنه قُتل بِدون ذَنب! قُتل في اليَوم الذي انتَظرهُ بلهفَة

انتَاب الحُزن صَدر الاصغَرِ سِنًا و هو يُنصِت اليه بِكامل حَواسه
غَرقت اعيُنه بالدُموع فَهو عاطفيّ مُرهف الحِس..!

وَجد الشاب قُبالته يُطالِعه بِعُيونه المُحمرّة اذ من الواضِح انّه يُجابه دُموعِه ، عاهَد نَفسه ألا يَبكي بعد مَوت شَقيقه و بالفِعل نَجح بِذلك

تَحدث بِهدوءٍ تام يَقول

- لِهذا انا لم استطِع قَتلِك
رأيتُ بداخل عُيونك اخي
انت تُشبهه في براءتِه

قام بالمَسحِ على وَجهه لاستعادَة رُشدِه ثُمّ اضاف

- بحثتُ عَنك و وَجدتُ ان سجلك نَظيف
انت لست من اتباعِ مارك لَكنك مُؤهل ان تكون كَذلك مُستقبلاً
و دامَك لازلت نَقيًا ، فاشعُر بالخُزيّ من نَفسي ان قُتلت
وجدتُ بِك شقيقي الصَغير ، ان قَتلتُك كَما لو انّي قَتلته هو

ازال جونغكوك دُموعِه الماكِثَة في جُحورِه ثُمّ تَحدث بِصوتٍ مُهتّز

- لِكن لما قام مارك بفعل ذَلك؟
لما يَقتُل الناس البريئَة؟
كيف يستطيعُ الانسان قَتل غيره!
ارواح البَشر ثمينَة للغايَة!

سَمع اجابَة الشاب قُبالته و هو يتحدَثُ ساخِرًا
لازال جُرح قلبه حيًا بِوفاة شَقيقه

- ليس كُل البَشر يَهتمون لارواحِ غَيرِهم
لذلك لا تنظُر لكل من حَولك على انهّم مِثلك
انت ستدخُل في مُجابهَة خطرَة جونغكوك
لِذلك كُن حَذِرًا فانا لستُ هنا لمساعدتك دومًا

استَقام الشاب يَنفُض عَنهُ ذرات الغُبار الناجمَة من العُشب
نَهض جونغكوك بَعدهُ سريعًا يُناظره بِقلق

- مالذي عليّ فعله؟
انا لا استطيعُ مُواجهتهم ابدًا!
كيف ساقنعهم الا يَقتلوني؟

حَدق الثاني بِه يدفع حاجِبه بِسُخريَة

- ليس كُل قاتِل اُرسل لك لديه اخ صَغير قُتل!
لن يتأثروا بِك ، هُم يقتلون لِهدف القتل لا غَير
انت عَليك حماية نَفسك كَرجُل ، لا تكُن ضعيفًا
انت بدأت تَكبُر و تُصبح راشِدًا

اخرَج الشاب سِلاحه يَمُده الي جونغكوك الذي ارتجَفت يداهُ بمجرّد ان وَقع المُسدس بداخِلهما

- عَليك ان تكون قويًا لِحمايَة نفسك و ابنتك فعالم لا يَرحم!

نَفى جونغكوك برأسه يُلقي ذلك المُسدس بعيدًا عن مُتناوله اذ قال

- لا استطيع ، لا يُمكنني التَعامُل مع هذا
انا بالكاد احملُ مشرط الجراحَة!
كيف تُريد منّي ان اُحدث ثُقبًا في جَسد الانسان!
في الوَقت الذي يتوجَب عليّ انا خياطته؟

طالعهُ الشاب مُميلاً رأسهُ بحاجبٍ مَرفوع

- يؤسفني على هَذا الحال انّ خبر وفاتِك سيتصدّر مقالات الصُحف و الجرائِد..!

انخفَض الشاب حتّى يَحمل مُسدسه من الارض يقومُ بحشره خَلف وِسطه ثُمّ تابع بِدون اكتِراث

- انا ذاهِب ، ان سَمعتُ خبر وفاتك سآتي لِمُواساتك عند قَبرِك

تجاوز الصَغير امامَه يسيرُ مُغادِرًا بينَما يُصفّر
وسّع جونغكوك عَيناهُ حينما ادرَك موقفه ثُمّ سارع باللحاقِ بالثاني

- مهلاً انتظِر لَحظة

التَفت الشاب لهُ برأسه يُحدق به بِسُخريَة

- توقف عن اللحاق بي كالجَرو التائِه

اَمسكه جونغكوك من عِضده يوقِفه امامَه حيثُ قال بِلُطف

- لما لا تَقُم بِمُساعدتي؟ ها؟
اولست كاخاك الاصغر؟ ساعتبرك اخي الاكبر انا كَذلك

وَجد الاكبر سِنًا صامِتًا لِذا تابَع مُردِفًا

- علّمني كَيف اُدافع عَن نَفسي و كَيف استخدمُ السِلاح

جَذب الشاب عِضده من قبضَة الاصغر يُدخل يداهُ بداخل جُيوبه قائِلاً

- مالذي ساستفيدهُ انا من ذلك؟

عَبس جونغكوك مُتذمِرًا حيثُ قال

- للتو ظَننتك مُحبًا للخَير!
هل تَهون عليك حَياتي التي ستذهب سُدًا؟
لديّ ابنَة بحاجَة اليّ! علي استعادتُها قريبًا

مَرر الشاب لِسانه ضِد وَجنتهُ اذ نَطق ساخِرًا

- لا يوجد شَئ بدون مُقابل في هذِه الحياة يا صَغير

فكّر جونغكوك مُطولاً ثُمّ اجابَهُ مُبتسِمًا بوديّة

- انت قُلت انك مُطارد الان..!
ما رايك ان اقوم بِصُنع هويَة جديدة من اجلِك؟

عَقد الشاب حواجِبه بخفّة ثُمّ نَطق مُستغربًا

- هل حقًا تستطيع..؟

اومَئ جونغكوك مُبتسِمًا بِلُطف حيثُ اضاف

- ساجعلكُ بريطانيّ ، نصف كوريّ و نصف اجنبيّ
استطيعً فعل ذلك فانا قريب من العائلَة الحاكمَة!
لن يَستطيع احد ايجادُك آن ذاك

فكّر الشاب لِبضع لحظاتٍ في عَرض جونغكوك الذي اشار لهُ قائِلاً

- ما رأيك باسم جيكوب؟
انهُ يُلائمك

تعجّب العشرينيّ الذي عَقد حواجبه مُتمتِمًا

- جيكوب؟

حَدق في عينيّ الصَغير الذي اومَئ مُبتسِمًا مُتحدِثًا بِحماس

- انا يُسموني جايكاي!
و انت جايكوب
الا نَبدوا توأم؟
واه! انّه رائع

طأطأ جيكوب رأسهُ بقلّة حيلَة اذ قال

- انت لَديك حماسٌ عالٍ! لازلت طِفلاً بِحق

واصَل سَيره فقام جونغكوك باللحاقِ بِه يأبَى تَركه
استَطاع اقناعهُ بِمُساعدته فَوجد الاكبر نفسهُ خاضِعًا لِرغباتِه

بالفِعل قام بِتدريبِه و مُساعدتِه في اتقان فُنون القتال و الدِفاع عَن النَفس ، كان الامر صَعبًا في بادِئ الامر لِكون جونغكوك غَير مُعتاد على ذَلك

لَقد بَكا كَثيرًا حينَما تخيّل نَفسه يقومُ بقتل البَشر
كان يَجلبُ استغراب جيكوب المُندهش من فرط حساسيتِه..!

لكونه اعتاد على المَشاهد الدمويّة كان مَصدومًا من تأثر جونغكوك بالخَيالاتِ فَحسب..! اذًا ماذا لو رأى تلك المناظر امامَه؟
ماذا سيحلّ به؟

اخذ منهُ وقتًا طويلاً في جَعله يُمسك السلاح بوضعيَة صحيحَة و يُصوب بِه ؟ اطرافهُ ترتعِش كُلّما حاول اطلاق النار على الرُغم من انّه بارع في تَفكيك المُسدس و تَركيبه و صِناعته

لا مُشكلَة لديه في صناعَة الاسلحَة و تَطويرِها
لَكن مُشكلته الكُبرى ان يستخدِمها لاحِقًا

قَد مرّ شَهرٍ بالفِعل على مُكوثِ جيكوب رفقة الشاب الصَغير
انّها ثلاثون يَومًا من التَدريب الجاد و الصبيّ يُعاني من ارهاق نفسيّ و بدنيّ كَبير

كُل جَسده يؤلِمه ، تمارينُ جيكوب القاسيَة لا تَرحمه
اذ انّ الاكبر سنًا يملكُ لياقَة عاليَة هو يَستصعب الوصول اليها

كان يُفكر كَثيرًا بالانسحاب لَكن روحُه التنافسيَة تَمنعهُ من ذَلك
حَملق في جيكوب الذي يتناول الطَعام امامه بِحقد

كَيف سينتقمُ منه على ما حلّ بجسده المِسكين؟
سيتذمرّ كَثيرًا و يَصدع لهُ رأسهُ لكون الثاني لا يُحب كثرة الحَديث

لكن ما لا يَعلمه ان جيكوب يُحب الانصات الي احاديثه العشوائِيَة اذ يراهُ كاخ صَغير من واجِبه الاعتناء بِه طَوعًا ، كان يُمثّل الانزعاج لَكن بدواخله يبتسِم على لَطافتِه ، يُحب جانِبه ذاك

كان اليَوم الذي يتوجّب عليه فيه مُصارحَة الاصغرِ سِنًا بِحَقيقة مارك
لِذا قدّم لهُ تلك الشريحَة المُسجّل بها مَقطع صَوتيّ

جَعله يستمِع الي مارك الذي يُخاطب شَخصًا ما
يُخبره بِحقيقة نواياه في استِغلال جونغكوك مُستقبلاً
و الانتفاعُ من ذكاءِه و قرابتهِ من العائلَة المالكَة

هُنا شُلّت اطراف الاصغر سِنًا اذ امسَك برأسِه مَصدومًا مِما يَسمع
رَفع عينيه السَوداء الي الاكبر يُناظِره بِدهشَة

- - لقد كذب عليّ .. خدعني! بعد ان قال انه سيساعدني؟

اغلَق جيكوب ذلك التَسجيل الذي جَلبه بعد ان تَسلل الي مَقر مارك في احدَى الشُهور الماضيَة ، حَدق في عُيون جونغكوك الحَزينَة بعد ان وَجد نَفسه مَخدوعًا ..! كان من صِدق نيته يؤمِن بِمارك

- دَعهُ يُساعدك

عَقد جونغكوك حواجِبه بعدم رِضَى يُحدُق في الاكبر بحيرَة

- ادعهُ ماذا؟
الم تَسمع انّه يودّ استِغلالي؟
كيف ادعهُ يُساعدني كيّ لاحِقًا يستفيد منّي في ادعاء اعماله!

لَعق جيكوب وَجنتهُ الداخليَة قبل ان يُضيف بهدوء

- دعه يساعدك ، استغلّ مساعدته لك ، هو يُريد ان يوصلك الي القمّة كيّ يستخدمك لاحقًا ، اسمَح لهُ بذلك ، و حينما تصِل ، اُمكُر! كُن ماكِرًا

ناظَرهُ جونغكوك باهتِمام بالِغ حيثُ شابك يداهُ امامَه مُتحدِثًا

- حقًا؟ كيف افعل ذلك؟

بحث عن اجابَته في عُيون الاكبر الذي اجاب

- استغلّ مساعدته لك و قُم انت بالتحرك من خَلفه سِرًا ! استعمل ذكاءِك

زمّ جونغكوك شَفتاهُ بَعد ان مرّ على ذاكرِته سِرّه الماكِث في حَوزة مارك..!
ابتَلع ريقه بِذُعر ثُمّ نَفى برأسه قائِلاً

- لا استطيعُ عِصيانَه ، كيف ساتصرّف!

سَكت الاكبر سِنًا حينَما ادرَك مخاوِف الصبيّ قُبالتَه
استغرَق وقتًا للتفكيرِ قبل اجابتِه

- لن تواجهه علنًا، سنقومُ بمهاجمته سِرًا كيّ لا يكشف حقيقتك و هويتِك ، انت واجب عليك دامك علمت شنائع افعالِه ، ان توقِفها لكنك ستقومُ بِدعمه علنًا..! سَتكون صاحِب وَجهين

سَكت الصَغير يُقلّب افكارهُ بداخل رأسِه
من الصَعب عليه تقبّل حديث الاكبَر فتلك الامور مُستحيلَة بالنسبَة اليه

لم يُجبه و ظلّ يُفكّر لوقتٍ طَويل مَنحه جيكوب اياهُ لاستِرداد صحّة افكارِه

في الوَقت الذي كان فيه جيكوب جالِسًا في الحديقَة يَحتسي الخَمر انضّم اليه الاصغر سِنًا يجلسُ بِجواره مُتحدِثًا

- حسنًا انا مُوافِق

ناظَره جيكوب مُتعجبًا حيثُ وَضع كأس الخَمر جانبًا مُتحدِثًا

- بهذه السُرعَة؟

نَظر في عينيّ الصَغير الذي اومَئ ايجابًا قبل اجابتِه

- كَما انت تقومُ بِمُساعدتي
انا ساقومُ بِمُساعدتك لاستردادِ حَق اخاك..!
انا مَعك بأي شَئ تقومُ به جيكوب

وَجد ابتِسامَة تعلو شِفاه الاكبر الذي نَظر امامَه مُكتفيًا بالصَمت ، اذِن جونغكوك لِغُروره بالتَمكن منهُ حيثُ قال بينَما يَتكئ على الجِدار

- لاحقًا حينما اُصبح وزيرًا او ذا منصبٍ عالٍ سامنحك الكَثير من المال

ناظَرهُ جيكوب بِطرف عَين
يراهُ مُفلسًا لا يَملكُ فلسًا واحِدًا لَكنهُ يحلم بان يكون وزيرًا..!

طأطأ برأسِه بقلّة حيلَة اذ سَمع الصغير يُضيف

- اسمع سانتقم من ذلك مارك السافِل!
ساخبره ان يُعطيني مبلغ ماليّ افتح به مَشروعي و انت ستُساعدني
افكر بفتح شَركة ناشئَة للادويّة ، الملك سيُعطيني الرُخصَة حتمًا

ناظَرهُ الاكبر مُبتسمًا حيثُ اومَئ لهُ يسمعهُ يُكمل بعدما حاوط الاصغر اكتافه

- ستكون انت مُساعدي
ستُصبح شَركتي عِملاقَة و افتح منها سلسلَة ضخمَة
انتظر فقط انّها بِضع سَنوات و سَتشهد على اسمي الذي يُزعزع كَيان كُل من يَسمعه ، ثُمّ ساقوم بدراسة العُلوم السياسيَة ، اُريد ان اكون سياسيّ

صغّر جيكوب عيناهُ ساخِرًا حيثُ قام بابعاد يدان جونغكوك عنه قائِلاً

- تُريد ان تكون سياسيّ و انت البارحَة تبكي لان الدجاجَة ماتت و هي تَبيض..؟

حَدق به جونغكوك بِحُزن لِيُعيد النَظر امامَه باستِياء

- لا تُذكرني
دَجاجتي المسكينَة!

تنهّد الاكبر بِقلّة حيلَة يستِمع الي احلام الصغير بِجواره التي يَجدها غير ننطقيّة نسبةً الي شَخصيته العاطفيّة

- لن اكون مُتواجِدًا مَعك علنًا الان
مارك يَعرف وَجهي لاني قتلتُ نِصف رِجاله
ان رآك مَعي سيشّك بك و لن يُعطيك المال الكافٍ
لذلك ساكونُ وراءَك اتبعك بالخَفاء ريثما يَصعد مَشروعُك
حينما نَضمن نَجاحك ساقفُ آن ذاك بِجوارك عَلنًا

حَدق جونغكوك بِه لِبُرهَة ثُمّ اومَئ مُبتسِمًا بِلُطف

- حسنًا لا مانِع لَديّ!
المُهم انك ستكون بِالجوار

طبطبَ جيكوب على رأسِ الاصغرِ سنًا ثمّ نَهض متحدثًا بِجُمود

- اذهب لِتنم ، غدًا ساوقظك فجرًا لبدء التَدريبات
تُصبح عَلى خَير

تَركهُ يتذمّر و تَوجه هو الي النَوم يضحكُ خَفاءًا على شَتائِم الاصغر اللطيفَة

هو بالفِعل واصَل مُتابعتهُ سِرًا حتّى رآه يَفتحُ مَشروعه الصَغير
كان يُراقِبه و هو يَدرُس تَخصصه الجامعيّ كَما يقومُ بالعمل على شَركته الناشئة و يُساعده في جَمع المعلومات الكافيَة و التَرويج لها

كان فَخورًا بِه و هو يراهُ يتقدّم بِبُطئ و يُكوّن نَفسه بِنفسه من الصِفر حتّى بدأت شَركتهُ تُبصر النور بالفِعل ، لاسيما انّه كان بذات الوَقت يتبِع خُطا مارك الغَير القانونيّة كي يُفسدها خَفاءًا و جونغكوك عاونَه بذلك

كان يُشارِك معه في المُهمات السريّة و يُخطط رِفقته لافسادِ الصفقات التجاريَة و تَهريب البَشر الذين يُحاول مارك التجارَة بِهم

اقتَحم مع جيكوب بِضع مُستودعاتٍ خفيّة قاما فيها بِتدميرِها و مُساعدَة الناس للفِرار ، عاوَنهُ جونغكوك بِصناعة القنابِل المُتفجرَة و الاسلحَة المُتطورَة

باحدَى المُهمات الليليّة قام الصَغيرُ بالقاء قُنبلَة على مُستودعٍ به مِئات الالاف من المُخدرّات التي سيتّم نَقلُها حديثًا

لسوءِ حظّه انّ قَدمهُ عَلِقت حينَما كان على وَشك الفِرار
القُنبلة سَتنفجر..! و هو لازال يُجاهِد لتحرير ساقِه

نَظر الي جيكوب بِجواره بِقلق اذ هَمس لهُ قائِلاً

- غادِر ارجوك
سيُمسكون بِك

نَفى الاكبر سِنًا الذي انخَفض لابعاد تِلك الصُخور التي عَلقت قدم الصغير بِها ، عاوَنهُ في اللحظاتِ الاخيرَة ثُمّ قام بِحمله على ظَهرِه يَركُض بِه جتّى يُغادرون ذلك المَوقع الذي انفَجر كُليًا

قَدم جونغكوك تأذت لَكن الاكبر ضمّدها و اعتنَى بِها يُحدق بالاصغَر سِنًا بابتِسامَة وديّة ، قام بِبعثرَة شعره الغُرابيّ يَمتدحه قائِلاً

- احسنت صُنعًا يا بَطل

ابتسم جونغكوك بِلُطفٍ يُناظر السماء المليئَة بالدُخان بفعل تلك القُنبلَة التي صَنعها هو

- اظنّ اننا نُبلي حسنًا!
لابد ان اخاك يُشاهدنا من السَماء و هو سَعيد

عاود جيكوب حَمل الصغير على ظَهرِه يَسيرُ بِه حتّى يُغادرون تلك البُقعَة مُجيبًا بابتِسامَة

- لابد انّه كَذلك

تستمّر المَهام بلقاء نَجاحاتٍ مُبهرَة
اعمالُ مارك في حُدودِ المملكَة تَفشلُ واحدَة تِلو الاخرَى
و غَضبهُ الذي يَتملّكه يَجعلهُ يموّل جونغكوك اكثَر
حتّى يُساهم في نَجاحِه كيّ يستغلّه لاحِقًا

و بالفِعل ، جونغكوك يَكبر و يَصعد سُلّم النَجاح جَريًا
شَركتهُ عادَت لهُ باموالٍ طائِلَة استَطاع عَبرها بفتح فُروعٍ ثانويّة

هو يَدرُس تَخصص الجِراحَة و بِذات الوَقت لا يُهمل دُروسَه الخُصوصية القتاليّة من قِبل جيكوب

اصبَح يَستطيعُ حَمل السِلاح و التَصويب بِه دون ان ترتجِف يَداه ، تعلّم ان يَصنعُ لنفسه هَيبَة بِحُضورِه

انّه يبلغ الخامِسَة و العِشرون من عُمرِه
بِنجاحاتٍ لا يَمتلِكُها ابناء جِيله

هو على صِدد نَيل شهادَة التَخصص في حَفل تَخرُجه
والديه فَخورين بِه لَكنهُ يبحثُ بين الحُضور عَن من سانَدهُ طيلة السَنوات الماضيَة في الخَفاء

من سَاهم في صُنع شَخصيتِه و تَنميَة قُدراتِه و اكتِشاف حَقيقتِه
انّه المُتخفي وراء الكواليس يُناظره كابٍ فَخور بابنِه

يبتسِم من اجلِه و يُشجعه
هو سَعيد لِوجودِه بالجِوار..!
يتحلّى بالثقَة الكافيَة عند حُضورِه

نال شَهادتهُ الجامعيّة في الطب الجراحيّ و هاهو ذا يَدرُس العُلوم السياسيَة تمامًا كَما خَطط ان يَكون ، شَركتهُ لازالَت تَعمل بشكلٍ مثاليّ و هو عَلى مَوعدٍ قَريب مَع مارك للتفاوضِ بالاعمالِ القادِمَة

لَبس بِذلته من صُنع اشهر المُصممين الايطاليين يَرى ابنتهُ الصغيرَة تلعب امامَه بالدُمَى رِفقَة جيكوب الذي يَحملها فوق ظَهره

حَدق جونغكوك بِه بعدَما قام باغلاقِ بتفقّد مظهره حينَما عدًلت سكرتيرته الجَديدة ربطة عُنقه ، ناظَر مُساعدته الصغيرَة التي حتمًا لا تتجاوز الثامنَة عَشر من عُمرها ثُمّ قال يُخاطبها

- بامكانك الرَحيل ريفين

حرّكت رأسها ايجابًا لِتنحني لهُ ثُمّ تُغادر مُسرِعَة ، تَركتهُ مع جيكوب و طِفلته التي تُصفق بسعادَة كُلّما رماها الاكبر سنًا عاليًا ثُمّ اعاد التقاطِها

- جيكوب ، انّه الوقت الامثَل للظُهور الي العَلن

حَديث جونغكوك المُفاجِئ جَعل جيكوب يقطبُ حواجِبه باستِغراب ، قام باخفاضِ ايڤا ذاتُ السَبع سنوات ارضًا ثُمّ استَدار الي الاصغر سِنًا يُناظره بتعجّب

- الان؟

اومئ جونغكوك لهُ بينَما يقومُ بارتداء ساعتِه الرولكِس مُضيفًا

- لديّ لقاء مع مارك
ستكونُ بجانبي ، ساقدمك لهُ بصفتك مُساعدي الشَخصي

قَضم جيكوب وَجنتهُ من الداخل قَبل ان يَحشُر يداهُ بداخِل جُيوبه مُتحدِثًا

- لكنّه سيتعرّف عليّ..!

ابتَسم جونغكوك بِجانبيَة قَبل ان يقوم بانتِشال كوب القهوَة بمجرّد ان جلبتهُ الخادمَة لهُ ، احتساهُ ثمّ تَكلّم

- ذَلك مُرادي ..!
اُريده ان يتعرّف عليك لكنهُ لن يَستطيع فِعل شَئ حِيال الامر
بالآخِر اصبَحت مكانتي عاليَة كفايَة لرِدعه

سكت الاكبرُ سِنًا يُفكّر ، كانت رَغبة جونغكوك حاسِمَة اذ لم يَدع لهُ مَجالاً للرفَض ، بَل اخذهُ رِفقته لذلك الاجتِماع الذي اقامَه رِفقَة مارك

مارك كان يَعتقِدُ انّه سيُسهل عَليه التَحكم في شَخصية جونغكوك
اذ انّه تَركه اخر مرّة مُنذ بِضع سَنوات طِفلٍ يَخشى من ظِلًه حتّى
يخافُ اذيّة غَيره و الحاق الضَرر بِهم

لَكنهُ فوجِئ تماما بانقلاب شَخصيتِه و قُوّة حُضورِه الذي ارعَبه
وَجدهُ رَجُلٍ في مُنتصف عشرينياته ذا وقارٍ و هَيبَة يُصعب وَصفها

تحوّل من فتَى بريئ لا يَقرأ عُقول البَشر الخفيّة
الي رَجُلٍ ماكِر يُسبّق الافكار السَوداء قبل النقيّة!

لا يَعلمُ ان سَبب تَحوله هو ذَلك الرَجُل الواقف خَلفه
من ارشَده و اخذ بيدِه الي طريق الحَق و مَنعهُ من الظَلال

رؤيتِه لِجيكوب زعزعَت كيانِه
اذ مالذي يَفعله اشهر قاتِل مُتسلسل رِفقَة جُيون..؟

لَطالما ارتَعد رِجال مارك بِمُجرّد ذِكرُ طَيف جيكوب قبل سَنوات
كان مَعروفًا بِمُهماتِه التي تنتهي بِمَوت كُلّ من وَضع عينهُ عَليه
لا يَفشل مَهما كلّفه الامر

اعتَرض على خِدمَة جيكوب لِجُيون
لكنّ الاصغر سِنًا كان مُصّرًا بشكلٍ اعجَز مارك على الرَفض

جُيون ترشّح ضِمن كبار الشَخصيات للانتخابات الوَزاريّة
و هو في الخامِس و الثلاثون من عُمرِه..!

سيُصبح وزيرًا
تمامًا كَما قال لِمُساعده قبل خَمس عَشرة عامًا

هو على وَشك الصُعود الي المنصّة لالقاء كَلمته بعد الاعلان عن الوَزير القادِم ، يُعدّل من هِندامِه و ابتِسامته الواسعَة تُسيطر على شِفاهه

حَدق في جَيكوب بِغُرورِ مُصطنَع ثُمّ قال

- الم اُخبرك انّي ساصبح وزيرًا؟
راقِب و شاهِد كيف مُستقبلاً ساكون رئيس مَجلس الوزراء

ابتسم جيكوب مؤمئًا برأسهُ حيثُ رد

- بدأتُ اُصدق كِل ما تَقوله
ها انت ذا اصبَحت سيدي الوَزير!

صغّر عيناهُ ثُمّ اكمَل

- اين اموالي الطائلَة التي ستُغرقني بها؟

ضَحك جونغكوك بِخفّة ليردِف مِبتسمًا بِلُطف

- ها انت ذا! عُدت لتكون شَجِعًا

اقترب يمّد اُذنه لِسماع الحوار الذي يحدُث خارِجًا
لازالَت شَخصيتهُ العفويّة تَظهرُ فقط امام الاكبر سِنًا

ابتَسم جيكوب بِلُطف و هو يُراقبه
لا يُصدّق ان ذلك الطِفل الباكي اصبَح وزيرًا ..!

لازال يتذكّر كيف تَدمع عيناهُ كُلّما حمل السلاح بين يَداهُ ثُمّ يبيت طيلة الليل يَبكي بِحرقَة ، زمّ شِفاهه و قد امتلئت اعيُنه هو بالدُموع بِمُجرّد ان تم الاعلان عن الوَزير الجَديد للقوات الجويّة البريطانيّة

هو سَعيد..!
سعيد و في اقصَى مَراحل فَخره بِه

•••

عَودة الي الواقِع

كانَت سويون تَستمعُ الي الوَزير باهتِمامٍ و هو يَسرِد قِصته بِعنايَة لَها ، ابتَسمت بِلُطف ثُمّ غادرتها هَمسة مُنهكَة " انّه وفيّ لك حقًا "

" انّه كَذلك ، بِفضله ها انا ذا اتولّى منصبي الحاليّ " ابتَسم جونغكوك بِلُطف يُدير راسه للنَظرِ في عُيون سويون المُحمرّة ، عَقد حواجبه بشدّة فحالها قَد زاد سوءًا عن قَبلِه

اسرَع في التَقدُم لامساكِها من وَجنتها و تفحص حرارتِها التي زادَت ارتفاعًا " سويون! انت مُشتعلَة! " همس بِذُعر

نَظر في عُيون الصغيرَة العسليَة و هي تُناظِره بِذُبول ، قامَت باخفاضِ جُفنيها بِبُطئ مُتمتمَة " ان..انا بخي..بخير "

انتَفض قلبهُ يِهَلع لِيقوم بتمديدِها على صَدرِه و المَسح على ظَهرِها حينَما تشبّثت به قائِلَة " اشع..اشعر بالبر..بالبرد "

مَسح على شعرِها طوليًا و القَلقُ ينهشُ دواخِله
لِما جيكوب تأخر طيلَة هذا الوَقت..!
تبًا صغيرته تَحتضِر قُبالته

رَفع عيناهُ يُناظر الحارِس الذي سَمعه يتحدّث مع زميله " هل سمعت بالشاب الذي اتى من المدينة اليوم صباحًا؟ "

" ذلك المريض؟ " نَطق الثاني مُستفهمًا حيثُ اجاب الاول مُهمهمًا " نَعم ، لقد تُوفيّ ، قالوا انّ لديه ڤيروس قاتل مُعدي! الجَميع خائف بعد خبر موته "

وسّع جونغكوك عُيونِه بِدهشَة لِينطِق بصوتٍ عالٍ يُحاول جذب انتِباههم " ماهو اسم الڤيروس الذي يُعاني منه؟ "

بدأ قلبهُ ينبِض بِعُنف
يَخشى انّ مَرض سويون ناجِم مِنه..!
فاعراضُها مُشابهَة لخاصتِه

ناظراهُ الحارِسان بِبُرود يَتجاهلانه كُليًا اذ واصلا حَديثهما العشوائيّ بعد ان تَركاهُ يحترِق من غَيضه و قَلِقه ، نَظر بداخِل عينيّ الصُغرَى النائمَة على صَدرِه يتامل مَلامِحها النقيّة تِلك

" سويون ، هل تَسمعيني؟ " هزّها من كَتفها يَندهُ على مَن أصدَرت انينًا مُتألِمًا ، قامَت بالارتخاءِ الي الخَلف تتأوه بِوجع بعد ان قامَت بامساك مَعدتها

قام بِتمديدِها على الارضيّة لِيستقيم من مَكانه يقترِب من القُضبان مُتحدِثًا بِغَضب " افتَحوا الباب و اللعنَة ، انها مَريضة بحاجَة الي المُستشفَى "

يتّم تجاهله بِشكلٍ يزيدُ من غَضبه و يُفاقمه
راح يَهزّ القُضبان تِلك حتّى واشَك على اقتِلاعها بينَما يصرُخ

" اخبرتكم انّها بحاجَة الي طَبيب حالاً! اليست في قُلوبكم بعض الرَحمَة؟ افتحوا الباب! نادوا على الزَعيم دعوني اُحادثه "

كان سَيفقد اعصابِه لَكِن ما مِن احَد اظهَر اهتِمامًا ..!
استّمر بِاعتِصار تلك القِضبانِ بقوّة حتّى رآهم يَنحنون فجاة

ادرَك انّ زَعيمهم قَد اتَى لِذلك قام بالتَراجُع الي الخَلف حتَى يراهُ بمجرّد ان يَدخُل الثاني ، بِمُجرّد ان فُتحا الزنزانَة تقدّم ذَلك الرَجُل الاربعينيّ يُناظر ملامِح الوزير الغاضِبَة بحدّة

" من تكونُ انت؟ و لِما قَد تدخُل الي بيتي؟ " وَجّه سُؤالاً حادًا بعد ان شابَك يداهُ وراء ظَهرِه يتفحّص هيئَة جُيون الذي نَطق بِجُمود " انا جُيون جونغكوك ، وزير القُوات الجويّة البريطانيّة "

نَظر في عينيّ الزَعيم الذي قَطب حواجِبه بشدّة " وزير بريطانيّ؟ لهجتُك تُثبت انّك من القرية المُجاورَة! هل انت جاسوس مُتسلل؟ "

قَضم جونغكوك وَجنتهُ بِغَضب قَبل ان يَندفع بِقوله " اُصولي من تلك البلدَة لكنّي لم اعِش بها قَط ، عشتُ في بريطانيا و عُدت حديثًا الي كوريا ، عُمومًا انا بحاجَة لاجراء اتصال هاتفي مع رِجالي "

استَمع الزَعيم الي صَوت أنينٍ صادِر من الصبيّة خَلف الوَزير ، رآها و هي تَستقيمُ من مَكانِها بِصعوبَة بينَما تتمسّك بِذراع جُيون بِضعف " ار..ارجوك دعنا نذه..نذهب ، انه حقً..حقًا وزير "

لربُما ضُعفها و مَرضها يَشفعُ لها
لربُما تَجِدُ رَحمة في قُلوبِهم بقلّة حيلتِها

لَكن اظهارِها لِوجهها الشَبيه بخاصَة امّها اثار الشُكوك بداخل الزَعيم الذي حاول الاقتِراب منها لَكن الوَزير مَنعه بمجرّد ان وَقف لهُ بالمِرصاد

ناظَرهُ بحدّة حينَما سأل الزَعيمُ قائِلاً " اتعرفين بُيون يونسون؟ "

التفَت جونغكوك بِرأسه اليها يُحدق في عُيونِها بينَما يُنفي برأسِه ، لَكنها اجابَت بِصدقٍ قائِلَة بِتعب " ان..انها امّ..امّي "

اغمَض جونغكوك عُيونه بقوّة يستمِع الي غَضِب الزَعيم حينَما صاح بِها مُنفعلاً " تِلك العاهرَة تكون اُمكِ؟ "

عقَدت سويون حواجِبها بشدّة بينَما تختبئ خَلف جُيون تتمسّك بِثوبه بِخَوف ، سَمِعته يُكمِل مُهسهسًا بحدّة " انتِ كَيف وصلتِ الي هُنا؟ و لِما عُدتّ اساسًا؟ كيف تَجرُؤين على دُخول بَيتُنا! بعد ان هَربت امك الساقطَة من عُرسها و جلَبت لنا العار ! "

لم تكُن الصغيرَة تستطيعُ فَهم ما يَرمي الثاني اليه
خافَت منهُ و من ردود فِعله الاندفاعيّة و مَرضُها يَمنعها من الكَلام اكثَر

وَجدت جُيون مَن يحملُ همّ الدِفاع عَنها بِقوله الحاد " اسمَع حَضرتُك ..! ما كان في الماضي بينَكم و بين اُختكم سويون ليسَت لها علاقَة بِه "

طالَعه الزَعيم و الغَضب يتطاير من عُيونه " كَيف لا؟ و اُمها العاهرَة هي السبب في وفاة ابي من قَهره بعد فِعلتها تِلك! لقد وَضعت رأسنا بالقاعِ و جَعلتنا مَسخرة القبيلَة "

هل تَفهمُ سويون من حَديثه ان هذا الرَجُل خالِها؟
و مالذي فَعلتهُ امها حتّى يكون غاضِب منها الي هَذا الحَد؟

" من تكون انت اساسًا و بأي صفَة تُرافِقها؟ ان كُنت وزيرًا كما تَدعي كَيف لك ان تعرف كَمثلِ هذه الاشكال! " نَطق الزعيم بِغضبٍ يُراقِب هيئَة جُيون الذي يَكبحُ غيضهُ بصعوبَة ، يودّ انتشاله من رقبتِه و كَبت انفاسه حد المَوت

" دَعني اُجري اتصالاً واحِدًا و ساُثبت لَك من اكون " هَمِس الوَزير بحاجبٍ مَرفوع بينَما يمدّ بذراعه الي الخَلف كي تتمسّك بها صبيتِه التي اسنَدت رأسها على ظَهرِه تُغمض عينيها بِتَعب

نَظرت الي يَدِه فقامَت بامساكِها باصابِعها تاشبّث بها و هي تُغمِض عُيونِها بارهاقٍ يفتّك بِها بالكامِل

" ان ارَدت انت الرَحيل فيُمكنك ذَلك ، لَكنها لن تُغادر! لانّها تَخُصنا " نَطق الزَعيم بِجُمودٍ يُراقب مَلامح جُيون القاسيَة حالما سَمع حديثه ، اقتَرب منه خُطوَة اضافيَة يُهسهس عبرُها " هَذه الصبيَة لا تَخُص سِواي..! "

ضَغط على اصابِع سويون بداخِل كَفه يقومُ بالمَسحِ على ظاهر اناملها بلُطفٍ حتّى يمنحها جُرعَة من الطمئنينَة و الآمان

امتَلئ قلبها بالراحَة رُغم الجَوّ المَشحون حَولهُما
تَحتمي بِظهرِه و هو يُخفيها بِجَسدِه و اصابِعه لا تَكف عن مُلاطفتِها

" اسمَع ايها الغَريب! انا قُلت ما لديّ ، ان رَغبت ان تُقتل مَعها فلن استخسر بِك رَصاصة واحدَة " نَطق الزَعيم بِسُخريَة بعدَما دَنى من الوَزير حتّى راحَت اعينُهما تتصادَم بِشراسَة

تُذهله ثقَة الغَريب قُبالته بِمُجرّد ان ابتسَم بِجانبيَة بعد ايمالتِه لرأسه مُتحدِثًا بِهدوء " جرّب ان تَمس شَعرة مِنها حتّى ، تالله لَيكونن عِرسُ ابنَك مَقبرَة اُضمر فيها نِيران غَضبي "

كانَ الزَعيم على وَشك ان يُمسك بياقَة الوَزير بِعُنف لَكن سَماعه لِصَوت رِجاله و هم يتحدثون بعد ان جاءوا رَكضًا من الاعلَى " سيدي الزَعيم ، هُنالك شَئ عَليك رُؤيته "

عَقد الزَعيم حواجبه بشدّة ثُمّ التفت برأسه نَحو الثاني يُناظره بغضَب " مالذي يحدُث انت الثاني..؟ "

" سيدي ، هُنالك مِرواحيات كَثيرة تَحومُ حَول القريّة و بِضع عَساكِر يُداهمون الحُدود ، الطائرات تِلك تَحملُ على بريطانيا..! "

التَفت الزَعيم بالكامِل ناحيَة رَجُله يحدق به بِعدم فَهم " ماذا؟ مِرواحيات؟ "

ابتَهج قلبُ الوَزير الذي توسّعت عَيناهُ مَسرورًا

جَيكوب وَصل ..!
نَجح في ايجادِه

•••

6000

مرحبًا عزيزاتي في الفصل العاشِر ♥️

احداث اليوم ناولتُ فيها جُزءًا من ماضي الوَزير

هل توقعتم ان يكون لقاءه بجيكوب بهذا الشكل؟
منطقيًا هو السبب في وصولِه و نجاحه

احب علاقتهم الاخويّة :)

اخباركم مع الفصل عمومًا؟

وزيرنا يلي يبكي على دَجاجة؟ 😭

بخصوص الڤيروس المُنتشر؟
تعتقدون حالة سويون هتكون خطيرة؟

الفصل القادم ان شاء الله هتناول فيه قصة سويون مع جُيون ..
و كيف هو عِرفها 🦋

توقعاتكم للقادم؟

اراكم قريبًا ان شاء الله
الي اللقاء 🦋




.
.
.

جيكوب 💅🏻


Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top