Husband | 06
Husband || زَوجي
اهلاً بِكُم في الجُزء السادِس 🦋
الفصل هذا جِدًا اتعبني في كتابته
لا تنسوا منحه الدعم الكافي رجاءًا ♥️
{ اللهم صلّي و سلم على سيدنا مُحمّد}
لِنبدأ 🫂
•••
" و لَيست سويون التي تَطلُب العَون مِن جُيون "
نَظرت في عُيونِه تَجِده مُتعجّب لِما قالَته ، لَم تُعطِه مَجالاً للبحثِ عن اجابَة مُرضيَة ، إذ مَشت بعيدًا عن مُتناوله تِغادر ذلك الموقع الذي يَجمعهُما سَويًا
دَخلت باب مَنزِلها ثُمّ اغلَقتهُ تتكئ عَليه و بِداخل نَفسها تَهمس
" رائِحته..! "
ظلّ جُيون مُنتصِبًا يُطالِع مَكان وقوفِها سابِقًا بِحَيرة
اهي عَرفت هَويته..؟
لَكّنه لم يُعرف عن نَفسه بَعد..!
و ان كَانت عَلِمت..
لِما وَصفتهُ بالجارِح..؟
تَشوش عَقله و بَقى مُتصنّمًا مَطرحه لِكَثيرٍ من الوَقت ، كان يَستطيعُ الشُعور بِها تُناظِره عَبر نافِذَة غُرفتِها لِذا كوّن تواصلاً بَصريًا بينهُما يُشاهِدها تُطالعه
كانَت تحملُ بَين يديها قِنينَةً من المَاء
فَتحت النافذَة ثُمّ وَضعت القارورَة خارِجًا لِتُعيد اغلاقِها
حَجبت عَنهُ نَفسها بِوضعها للستار حاجِزًا بينهُما
فَهم انّ تلك المِياه من اجلِه لِذا دَنى لالتقاطِ القارورَة بِهدوء
جرّ اقدامِه بعيدًا عن موقِعها يُضيف المِياه الي سيارتِه ثُمّ يُحرّك بِمقودها مُغادرًا المنطقَة
اجرَى اتصالاً حَدّث فيه مُساعدِه قائِلاً
- جيكوب ، امسَح آخر ماصوّرتهُ الكاميرات الخارجيّة
، كانَت تجلسُ على فِراشها تُناظِر ذرّات الفَراغ بِصَمت ، بداخِل رأسها الكَثير من الحِوارات التي تَرفُض مُشاركتِها البتّة
•••
صَباحًا
كانَت سويون تَقفُ امام مِرآتِها تَضعًُ بِضع لَمساتٍ ناعِمَة من مُستحضراتِها التَجميليّة ، ستستغّل فُرصَة انشغال مارك و ذَهابها مع ايڤا الي الجامِعَة
سَمِعت صَوت باب الغُرفَة يُفتَح فلم تَكُن سِوا والِدتها التي جاءَت بكوبٍ من القَهوة المُثلجّة من اجلِها " صباحُ الخَير لاجملِ صبيّة في الكَون "
تُلقي الاكبر سِنًا التحيّة مع مَنح طِفلتها عِناق مَليئ بالحُب
بادلتها الاصغر بِوديّة ثُمّ قالت مُبتسمَة
" صباحُ الخَير لاجمل اُم في المجرّة! "
ابتَعدت عَنها ثُمّ اهتمّت بِوضع قِرطها تُتم استِعدادها للجامِعَة ، كانَت يونسون تُكتِف اذرُعها الي صَدرِها و هي تُراقب صغيرتِها بهدوء " سويون مالذي كنتِ تفعلينه في غُرفَة جُيون بالأمس..؟ "
نَظرت سويون اليها تُناظِرها بِتوتر ، لا تَعرِف ان كان تَبريرها مُقنعًا ، لكّن امها ستُصدقها بِدون شَك " كانت القطّة هُناك ، رَغبتُ في جَلبها ثُمّ علقت "
تَعرف يونسون جيّدًا ان ابنتِها لَيست من عوائِدها الكَذب لِذا اطلَقت همهمَة مُرضيَة ثُمّ سألت بِرَيبَة " هَل التَقيتِ به شَخصيًا؟ "
كان صَمُت طِفلتها المُطوّل اجابَة كافِيَة
لَكِنها نَفت بقولِها بَعد مُدّة وَجيزة
" لا! و لا رَغبة لي برؤيتِه " سارَت لِحمل قهوتِها المُثلجّة رِفقة حَقيبتها الجامعيّة ، قَبّلت وَجنة الكُبرى ثُمّ همّت بالخُروج حيثُما تَقف ايڤا خارِجًا بِسيارتِها رفقَة تايهيونغ
تحصّلت على تَرحيب حار من ابنَة الوزير التي عانقتِها بِحماسٍ مُفرط كَعادتِها ثُمّ امتَدحت جَمالها بشكلٍ جَعلها تحمّر خَجلاً
لا تَكّف ايڤا عن التَغزل بِها كُلّما سَنحت لها الفُرصَة
رَكِبت بِجوارها من الخَلف حيثُما اهتّم تايهيونغ باخذ دور السائِق
" كَيف كانت لَيلتكِ في المَنزل الجَديد؟ " طَرحت ايڤا سُؤالِها بينَما تُمسك بيد صديقتِها تُناظرِها بابتِسامَة وديّة ، استَغرقت سويون وَقتًا لاجابتِها حينَما مرّ على ذاكِرتها شَريطًا من ليلَة البارحَة
بِمُجرّد ان تذّكرت تواجُد الوَزير بالجِوار
قَفز قَلبُها و بَدأ بالدَقّ يَفتعلُ مع عقلِها شِجار!
تَحمحمَت ثُمّ كوّنت احرُفًا تُناسب اجابتِها " كانَت جيدّة ، تَعرفين حينَما تنقُلين لاولّ مرّة لن تنامي بِراحَة "
تفهّمت ايڤا ما تنّص عَليه إذ اومأت مُجيبَة " صَحيح ، سيستصعِب عليك النَوم بدايَة ، ثُمّ لاحقًا سَتعتادين "
ابتَسمت سويون مُتكلفَة بينَما تُناظِر النافِذَة بِصَمتٍ تُفكّر
كان يَومِها في الجامعَة مُزدحمًا بين قاعاتِ المُحاضرات المُتتاليَة
تُرافق ايڤا طيلَة الوَقت و تُفسّر لها ما لَم تَفهمهُ من البروفيسور
كانَت قد وَجدت اُستاذها الجامعيّ الذي تلقّى ضَربة من زَوج اُمها
تعذّرت عن حُضور مُحاضرتِه نظرًا لِخجلها من مُواجَهته
لن تَستطيع النَظر في عَينيه ، بَعد أن تَمّ ضَربه من قِبل مارك بِسببها!
سيكونُ الامر مُحرِجًا
كانَت تجلِسُ في مَكتبة الجامعَة تتناوَل بَعضًا من السلطَة في الوَقت الذي كانَت فيه ايڤا مُنشغِلَة في الحَديث بالهاتِف
تُدوّن مُحاضراتُها و تُلخصها على دَفترِها بينَما تُدندن باُغنيَة سمعتِها صباحًا في الراديو ، استَمعت الي صديقتِها و هي تقول ما جَعل اهتمامِها ينصّب نحو حديثِها بدلاً من دراستِها
" سويوني انا ذاهبَة قليلاً الي دورَة المِياه " استأذنت فاومأت الكُبرى بابتِسامَة وديّة دون نِقاش ، نَهضت ايڤا من فوق كُرسيها تُغادر المَكتبة فإذ بذلك المِقعد يُسحب من قِبل شخصٍ آخِر
نَظرت سويون الي الرَجُل الذي ادركَت انّه اُستاذها الجامعيّ
تسارعَت نَبضاتُ قلبها فاحتُقنت الدِماء في وَجنتيها خَجلاً
لازال المَوقف يؤثِر عَليها
حاوَلت التَغاضي و التصرّف باعتياديّة لَكنها لم تستطِع
سَمعتهُ يتحدّث بِهدوء " لِمَ تَغيبتِ عن مُحاضرَة اليَوم؟ "
نَظر في عَينيها يبَحث عن اجابتِه الظاهرَة من احمرار وَجنتيها
عَلِم أنّ احراجها مِنه هو السَبب لَكنّه يودّ تَبرير مَوقفه
" ك..كنت ارج..اراجع مادَة اخرى " بَررت بِعُذرٍ فاشِل و هي تنظُر للنحوِ الآخِر ، فِكرَة ان اُستاذها رأى مُشكلَة بينها و بَين زوج اُمها تُشعرها بالانهِيار
هي لم تُخفي ذَلك السِر لِسَنواتٍ حتّى يأتي بروفيسور يُدرسها لِيكتشفه..!
رَفعت عَسليتَيها اليه حينَما بادر بالحَديث بِصوتِه الهادِئ المُريح
" سويون..!
ما حَدث ذلك اليَوم بالنسبَة اليّ كان مَنسيّ
اياكِ و ان تَضعي حاجِز بَينكِ و بين اُستاذكِ استنادًا عَليه
دراستُكِ مُهمّة ، ليس عليكِ اهمالُها بِفعل انسان لا يَستحّق "
كان حَديثه مَنظقيّ للدرَجة التي تُشعرها بالحُزن ، اخفَضت عَينيها و اكتَفت بالصَمت تُنصت اليه يُضيف " ذلك المَشهد لم يكُن لطيفًا انا اعرِف ، رُبما سَببتُ لكِ مُشكلَة مع عائلتكِ لِكوني كنتُ مُتواجدًا ، انا اعتذِر "
حرّكت رأسِها تُنفي ثُمّ ناظَرته بِحُزن بالِغ
لِما يَعتذر و نَيتهُ كانت المُساعدَة آن ذاك؟
" كلاّ ارجوك! لا تعتذِر ، انت لم تُخطِئ ، لَيس لك ايّ ذَنب ، بل انا التي يتوجّب عليها الاعتِذار فانت ضُرِبت بِسببي! انا اسفَة حقًا " عبّرت بِغصّة تُناظِره و هي تُجابِه دُموعِها بِصُعوبَة ، هي الان اكثرُ حَساسيَة من ايّ وقتٍ مَضى ، لِذا تُصبِح هشّة للغايَة
" هِمم ، اذًا كَيّ اقبل اعتذارِك ، ما رأيك باعداد كوب من القهوَة لي؟ " كان يستغّل اي ثَغرة تُتيح لهُ فرصة اغتنامِ وقتٍ اكبَر مَعها
استَعادت بعضًا من الوانِ وَجهها الذي كان شاحِبًا لِتوه ثُمّ اجابَتهُ بِصوتٍ خافِت مليئ بالرِقّة " ليسَ لديّ مانِع ، لكنّي خائفَة ان تتأذى مُجددًا ان رآك زَوجُ اُمي "
كان خَوفها حَقيقيًا يُشّع في عُيونِها و هي تُطالِعه
لا تُريد ان تَكون سببًا في ايذاء احد
قامَت بالضَغطِ على اطراف اصابِعها تَسمعهُ و هو يَقول بابتِسامَة وديّة " لا تَخافي ، لا احَد يستطيعُ ايذائي "
" انت لا تَعرِفه ، انهُ خَطير ، لا يُمكنك الوقوف ضِده مَهما بَلغت نُفوذك " تَحدثت مُفسرّة بينَما تَجمعُ ادواتِها لِقُرب وَقت مُحاضرتِها التاليَة
تودّ النُهوض و الاعتِذار لَكنهُ مَسك بِمعصمها يُعيد اجلاسِها للتوغّل بِحديثٍ يُرضي جُزء من فُضوله ، لم تُمانع بالجُلوس قُبالته مُجددًا والنَظر في عَينيه
" ان كنتِ بِحاجَةٍ الي المُساعدَة ، لا تَترددي في طَلبها "
كَلامهُ سَهل اللفَظ!
لَكنه صعب التَنفيذ
مِمن سَتطلب المُساعدَة؟
بِمن سَتثق!
و مَن ذا الذي يُساعدها بِدون مُقابل؟
مُشكلتها صعبَة الحَل ان لم تَكُن مُستحيلَة
هي مُتورطَة مع رَجُلٍ يهابه القانون حدّ ذاتِه
حَلّها الوَحيد امّا الخُضوع لَه
او انهاء حياتِها
و الحَل الثاني وارِد دامَها اعدَمت الأول
ابتَسمت من اجلِه فَمُناقشَة امرٍ كَهذا بالنسبَة اليها شبه مُستحيل
اومأت تجاوبًا مع حَديثه ثُمّ قالَت بِلُطف " استأذنك "
حَملت حَقيبتِها ثُمّ غادَرت المَوقع تترَكه من خَلفها حائِرًا
يُزيل نَظراته الطبيّة ثُمّ يُدلّك عَينيه مُرهقًا
تَتبّع خُطاها صَعب لِكونها شَديدة الانغلاقِ على نَفسِها
•••
كانَت ايامًا تَمّرُ بِسلامٍ عَلى الصبيّة ذاتُ العُيون العَسليّة
مارك مُنشغِل في حَلّ امورِه التابِعَة الي عَملِه لِذا لم يَكُن يُضايقها
كان اُسبوعًا خَفيفًا يَمّر عَليها دون مَشاكِل
تَدرُس من اجلِ امتحاناتِها القَريبَة دون الاحتِكاك باحد
تُحاول تجنّب سولبين كيّ لا تَفتعل مَعها شِجارًا يَنتهي بِضربٍ عنيف من مارك لَها حين عَودتِه ، لا تودّ اعطاءها اي مَوقف يَجعلها تستغلّه لصالِحها لاحِقًا
كُلّما دَرست من ذَلك الكِتاب تذكّرت الوَزير
تتوقّف عِند الصفحَة التي كَتب فيها مُلاحظاتِه تُطالعها بِتمعّن
اسنَدت كَفها على وَجنتها تَتذكّر آخِر لقاء لَهُما مُنذ اسبوع
لَم ترهُ مُنذ ذَلك الحين
اتمتلكُ شعورٍ بالحَنين؟
حرّكت رأسِها نَفيًا ثُمّ ارتفع طَرف شِفاهها ساخِرَة من افكارِها الطُفوليَة
ارادَت التركيز اكثَر على دراستِها لَكّنه يترَدد الي ذِهنها باستِمرار
قامَت باحتِضان رأسِها بَين يديها تَتنهّد بضيقٍ و انزِعاجٍ واضِح
لِما عَليها التَفكير بِرجُلٍ لا تَعرِفه..؟
استَمعت الي صَوت خُطواتٍ قادِم الي غُرفتها ، عَلمت تخصّ من لِذا سارعَت باغلاق الكِتاب و النَظر الي شقيقتِها حينَما دَخلت
دَنت الصُغرى من اُختها الكُبرى و هي تَتمايل بِسعادَة " سويون احزِري ماذا " جَلست امامها فوق مَكتب من اعطتها اهتِمامًا ضَئيلاً بالهمهمَة
" عيد ميلادي السَبت القادِم! ساُصبح راشِدَة أخيرًا " تمايَلت الاصغر بِسعادَة جَعلت سويون تَسخر عبر قولِها " تُصبحين شِبه راشدَة بعمر الثامنَة عشَر ! "
" لا يَهُم! المُهم اني ساكونُ راشدَة قَريبًا " اخرَجت الصُغرى لِسانها لاغاضَة من تأففت بِضَجر مُتحدثَة " حسنًا ، و انا ما شأني؟ "
" ساُقيم حَفلاً ! و طبعًا انتِ لن تَحضرينه كالعادَة " اشارَت سولبين عَليها بينَما تهفّ شَعرِها بِغُرور ، تُكمِل لاغاضَة من تكتفَت باستِياء تُناظِرها بِحُزن " ابي قال انّه سيُقيم لي حَفلاً ضخمًا يُناسبني ، ساجعلهُ مُستوحي من جيل التسعينات ، الجَميع يلبسُ ثيابًا كالامراء و الاميرات و اكيد ، انا الملكَة "
" و لِما لا احضِر؟ الستُ اختكِ؟ " تَحدثت الكُبرى بِضيقٍ واضِح ، تلقّت نَظرة ساخِرَة من اختها التي ردّت باستِهزاء " مُنذ متى تَحضُرين الحَفلات انتِ؟ كتّى تأتين لِحُضور حَفلتي المِثالية و تُفسدينها بقلّة خبرتكِ ! لا "
دَحرجت سويون عَينيها بِتململ ، لم يَعُد كلام سولبين يؤثر عَليها لانها صَنعت حاجِزًا بينها و بَين مشاعِرها كيّ لا تَخدشهم بِسُمومِها
اجابتَها بعدمِ اهتِمام و هي تُعيد فَتح كِتابها " حسنًا ، اذهبي لديّ دراسَة "
احسّت سولبين بالغَيض لانها لَم ترى عَلامات الاستياء المَطلوبة في وَجه اُختها ، اغتاضَت و راحَت تُغلق الباب وراءها بِعنف حتّى واشَكت على خَلعه
اسنَدت سويون رأسِها فوق كُتبِها تُقوّس شِفاهها بِحُزن بالِغ
لِما لا يُمكنها المُشاركَة في الحَفلات كَمِثل مَن بِسنها..؟
راوَدتها بِضع مَشاعر مُؤلمَة جَعلتها تَذرفُ قَدرًا من الدُموع على حالِها ، تَمتمَت بِاختناقٍ يُكبّل انفاسِها " ذَلك المُتخلف ، يَقع في ازمَة ثُمّ يقومُ بصياغَة حَفل ؟ يالَهُ من مجنون "
جَففت دُموعِها بِكم قَميصِها ثُمّ اضافَت بينَما تُقوس شَفتيها بِعُبوس " اُريد أن احضِر الحَفل انا ايضًا! اُريد ان ارَى تِلك الاجواء الجَميلَة "
اشغَلت نَفسها بالدِراسَة كيّ لا تتطرّق افكارِها الي مُنحنَى أخَر
كانَت تُركّز لِتارَة . و تارَة ثانيَة يَهرُب تفكيرُها بَعيدًا
استَقامت غيّة التَوجُه الي المَطبخ لِتناول الطَعام فقد جاعَت بالفِعل
بِمُجرّد ان دَخلت الي المَمر المؤدي اليه سَمِعت والِدتها تتحدّث عَبر الهاتِف
لم تُمانع استِراق النَظر لِذا اتكئت على الجِدار تمّد باذِنها الي الداخِل كيّ تَسمع الحَديث الذي يَدورُ بَين امها و شَخص اخر
- لا استطيعُ الالتِقاء بِك..!
انا مُراقبَة و مارك يُتابع خُطواتي
عَقدت سويون حواجِبها بشدّة
من ذا الذي لا تستطيعُ امها رؤيتِه..؟
و لِما هي مُراقبَة!
استَمعت اليها تُكمِل
- انا وثقتُ بِك
ثُمّ قُمت بِالمُغادرَة و تَركي مع طِفلة صغيرَة!
اهذا جَزاء من تَثق بِرَجُل؟
ظننتك مُختلِف! قراتُ الصِدق في عُيونِك!
لَكن ما كانَ جزائي ..؟
انقبَض قلبُ سويون بقوّة و هي تَستمعُ اليها
بَردت اطرافِها و راحَت تقبضُ على مَلابِسها بتوتُر
انصَتت الي ذَلك الاسم الذي جَعلها تُناظِر الفَراغ بِشُرود تَقعُ وَسط دوامَةٍ من التَفكير لا مَخرج لها
- جُيون يَكفي!
لا اُريد اعذارًا اضافيَة
ساُغلق
اغلَقت يونسون الهاتِف و هي تُمرر يَدِها على مَلامِح وَجهها بِانزِعاجٍ واضِح ، كانَت الدوار يُداهِمها ، تشبّثت بالكُرسيّ مُحاولَة ألا تَسقُط ارضًا
- مابي؟ لستُ طبيعيّة
هَمِست بَعد ان جَلست على الكُرسي تُحاول استعادَة اتزانِها
رأت طِفلتها و هي تَدخُل ، استطاعَت لَمح وجهها الشاحِب و ذلك جَعلها تسأل " سويون مابكِ؟ "
نَفت سويون برأسِها دون النُطق بِحرف ، جرّت اقدامِها نَحو الثلاجَة تُخرج شرابًا بارِدًا لاحتِساءه بعد الجُلوس قُبالة والِدتها
" هل من خَطب؟ " سألتها الاكبرُ سِنًا لعلّ صغيرتِها تنطِق ، لَكنها وَجدتها تُنفي مجددًا تستبدل سُكوتها بِكلماتِها الهادئَة " احتاجُ ان اعود الي الدِراسَة "
استقامَت بعدَما اخذَت ذلك الشراب مَعها الي غُرفتها
تَركت والِدتها مُحتارَة فهمّت بالجُلوس فوق سريرِها تُناظر الفَراغ بِصدمَة
- مالذي تَعنيه بِتركها مع طِفلة؟
وَثقت بِه؟ لِما قد تثق بِه؟
حَدقت في الفَراغ بِعدم تَصديق تَضعُ يدها فوق رأسها بِذُهول
- ايعقل انّ جُيون يَكون ..
نَفت تعترِض تلك الافكار التي تُغلّف عقلِها ، صَنعت حاجِزًا بينها و بَين تَحليلاتِها الغَريبة التي حتمًا سَتنتهي بِها مُحرجَة
استقامَت تسيرُ نحو مَكتبِها مُتحدثَة " يَكفي! ضعي حَد لِهذا و كَفاكِ من العَبث ، ابدأيي بالدِراسَة " جَلست على كُرسيها تُراجع دروسِها
في الوقَت الذي كانَت فيه افكارُها تتزاحَم لِخطف انتِباهِها
القَت رأسِها فوق كُتبها مُتنهدَة بقلّة حيلَة
•••
تمرّ الايام بِتتالٍ فَتصنعُ اسبوعًا كان هادِئًا
لَم يكُن صاخِبًا ، روتينيّ للغايَة
كَون مارك مُنشغَل في عَملِه و في المُشكلَة التي صَنعها جُيون من اجلِه شَتتهُ عَن سويون التي طيلَة تلك الايام تَدرُس ، كانَت تختبئ من افكارِها و استنتاجاتِها الغَريبَة
كانَت تذهبُ الي الجامعَة بِشكلٍ مُتواصِل و تَلتقي بِاستاذِها الجامعيّ مُحاولَة تجنّبه قدر المُستطاع ، لا تودّ ان يَرآهُ مارك مَعها مُجددًا فَيُحدث لهُ مُشكلَة بِسببها ، هي تعرِف مدى هَوس ذلك الرَجُل
أمّا عن سولبين فَهي تُجهّز بكل حماسٍ الي حَفل يومِ ميلادِها الذي سيُقام في حديقَة البيت الواسِعَة إذ كان اصلهُ لِجُيون
وُزّعت بِطاقاتُ الدَعوة و تمّ عزيمَة اُناسٍ مُعينَة مارك يثقُ بِهم كيّ لا يَتكرر ذَلك المَشهد مُجددًا ، لا يَعرِف ان الهُجوم الذي تعرّض لهُ من اقرب شَخصْ يعرِفه و كان عَلى رأس قائمَة المدعويين
كان الوَزير جالِسًا فَوق مَكتب جَناحه يَستمعُ الي ابنتِه و هي تُحادِثه بِاستِمرار ، لا تنفّك عن الثرثرَة و ذَلك يُسبب له انزِعاج احيانًا
رآها تقولُ و هي تشرحُ بيديها " ابي ، انا مُتحمسة لِحُضور حَفل سولبين! ستكونُ سويون موجودة حتمًا لِذا سنرقص معًا كثيرًا "
نَظر جونغكوك الي الدعوَة امامه يَحملها بين يَديه مُفكّرًا
كان يتذكّر حَديثُ سولبين مع اختها الكُبرى الذي استَمع اليه عَبر جِهاز التنصّت لِذا قال ساخِرًا " سويون لن تحضِر "
عَقدت ايڤا حواجِبها بعدمِ رضى إذ قالَت باحتِجاج " لَن تحضِر؟ لِما لن تفعَل؟ "
" ذَلك ما يَقوله مارك! " نَظر الوزير تِجاه ابنتِه ثُمّ تبسّم مُضيفًا " لكِن ما اقوله انا هو الذي يُطبّق ، لٍذا! سويون سَتحضِر "
اقتربت ايڤا للجُلوس قُبالته عَبر الصُغود فوق المكتَب ، طالعتهُ باهتِمام تَسأله رامشَة " لِما العَم مارك لا يُريدها الحُضور؟ انّه حفل اختها! "
جُيون مُهتّم بِسماع الاجابَة كَذلك لانها لَيست في حَوزتِه
هزّ اكتافِه كَدليلٍ على عدم مَعرفتِه ثُمّ استقام يَتوجه ناحيَة السَرير
كان فَوقه صَندوق أبيض انتَشله ثُمّ قدمه الي ابنتِه متحدثًا " خُذي ، هذا بِه ثياب تُناسب اجواء الحَفل ، خُذيها الي والِدة سويون "
انتَشلت ايڤا الصُندوق تبتسِم بلُطف اذ اضاف والدها قائِلاً " قَد لا تَقبل سويون أخذهُ مِنكِ ، لكنّ امها سَتُوافِق ، سَتُريد ان تحضُر ابنتها الحَفل حتمًا مِما يَجعل امر اعطاءِها لسويون هذه الثياب منطقيًا اكثَر منكِ "
حرّكت ايڤا رأسها تجاوبًا مع حَديثه
تُعجبها طريقَة تفكير والِدها التي تَجعله يفكَر بادّق التَفاصيل و يَدرُسها
" حسنًا ساذهب لِتقديمِها اليها " كوّنت ابتِسامَة لطيفَة ثُمّ غادَرت جناحه تَتركه يَنفرِد بافكاره ، جَلس فوق الكُرسيّ عند مَكتبه يُغمض عَينيه بِتعب
•••
الساعَة العاشِرَة لَيلاً
دَخلت يونسون على ابنتِها الكُبرى تَجِدُها تجلِس فوق سريرِها و بَين مُتناول يَديها دَفترُها ، استَغربت حينَما رأتها سويون و هي تحملُ صندوقًا مُتوسط الحَجم اذ سألت " ماهذا اُمي؟ "
اقتَربت الاكبر سِنًا للجُلوس قُبالة ابنتِها بعد وَضعِها الي الصُندوق قُربها ، كوّنت ابتِسامَة لطيفَة ثُمَ تَحدثت " ثياب تُناسبكِ ! "
ارادَت سويون اكتِشاف ما وسط الصُندوق لِذا هرعَت في فتحِه و النَظر بِداخله ، تفاجَئت بِرؤيتِه الي تِلك الملابِس الكلاسيكيّة مَع مُجوهراتٍ انيقَة رِفقَة مُستحضرات التَجميل
" ماهذا امّي؟ لِما كُل هذا؟ " حَدقت في الاكبر سِنًا مُتفاجِئَة ، قَطبت حواجِبها ما إن مَسكت يونسون بيدِها مُتحدثَة " انها مَلابس تُناسبك لحُضور الحَفل! "
" حَفل؟ تقصدين يوم ميلاد سولبين؟ " سألت الصغيرَة مُتعجبَة فوجَدت والِدتها تومئ بالايجاب ، سُرعان ما تَحدثت باندفاعٍ قائِلَة " لكن امّي؟ ماذا عن مارك؟ انّه رافِض! "
دَحرجت يونسون عُيونِها بِضَجر ثُمّ قالت ساخِرَة " ذَلك السافِل سَواء ذهبتِ ام لا! لا يُعجبه ، لِذا ليس عليكِ الانصياعُ الي رَغباتِه ، كوني مُتمردَة كامكِ ، لا تخافي مِنه "
حَدقت في عينيّ صغيرتِها التي قالَت بِحُزن " لستُ اخافُ مِنه لِنفسي ، بَل اخشَى ان يؤذيك بِسببي ، هو يَعرف انكِ نُقطة ضَعفي! "
ابعَدت يونسون ذلك الصُندوق كيّ تجلِس بداله ، امَسكت وجنتيّ طفلتها مُتحدثَة بابتِسامَة ودودَة " هِشش لا تَخافي! لا يَستطيعُ فِعل شَئ لي ، آخِره ان يَمُد يَده ، و انتِ تَعرفين اني لا أصمُت "
" البِسي هذِه الملابِس الجميلَة و تجمّلي ، كوني كَمثل جيلُكِ و لا تتأثري بِه لانّي واثقَة انك ستكونين بخير في الآخِر " هَتفت الكُبرى بينَما تمسحُ بِلُطف على ابنتِها التي سألت بِتردُد " لكن كَيف ساخرُج؟ هو سَيقومُ بٍسجني هُنا ، سيُغلق عليّ الباب "
اخرَجت يونسون مِفتاحًا مِن وِسط جَيبها تُقدمه الي صغيرتِها ، وَضعتهُ بين كَفّها ثُمّ قالت هامسَة " انّه نُسخَة لمفتاح غُرفتكِ ، خبئيه جيدًا كيّ لا يَراه و انا سارُسل لكِ ايڤا تُخرجكِ ، هو لا يَستطيعُ فَتح فمه امامها ، يخافُ من والِدها انتِ تَعرفين "
قَبضت سويون عَلى ذَلِك المِفتاح تُفكّر بِشُرود ، ابتَلعت ريقِها بِخَوف ثُمّ اومأت مُبتسمَة بِتوتر " حسنًا! اتمنَى أن تَمضي تِلك الليلَة بِسَلام! "
" ساكونُ حاضِرَة كَذلك ، لا اعرِف مالذي يُخطط لهُ مارك لكنّه طلب مني مُرافقَته ، لِذلك ساتمسّك بِه كيّ لا يفتعل تَصرُفًا غبيًا مِثله " هَتفت يونسون بينَما تبتسِم بِلطف ، جَذبت طِفلتها اليها تُعانقها و تَمسحُ على ظهرِها
بدأ الحَماس يَتصاعد بِداخل سويون و هي تَتخيل اجواء الحَفل لِذا لَم تَمنع ابتسامتِها من التسرّب و الظُهور
سَتكونُ في قِمّة تأنُقِها !
بِهذا الحَفل حتمًا
•••
يُغلِق ازرار بِذلته الرسميّة
تَحملُ لَونًا ازرق قاتِم يَميلُ للاسوَد ، بِها خُطوط بَيضاء رفيعَة مُستقيمَة تُعطي تقاسيم جَسده حقّها بشكلٍ مثاليّ للغايَة
مِن مَلابِسه الغامقَة يُدرك مَن حَوله ان مِزاجه حَتمًا لَيس جيّدًا
وَضع عِطره الرُجوليّ يَهتّم بِاضافات اخر اللمَساتِ كَارتداء ساعتِه الفاخِرَة و الاعتناء بِخُصيلاتِه السَوداء يرفعُها لابراز جُزء من جَبينِه
لَم يُمانع في وَضع كُحل لِعُيونِه
يوّد ان تَزدادُ حِدّة فَتقسمُ نَظراته كُلّ مرءٍ يُطالِعه
لَبِس حِذاءه الاسوَد ثُمّ التَفت يُحدّق في ابنتِه التي تلبِس فُستان زهريّ يُناسب هيئتِها اللطيفَة ، كان طويلاً و مستورًا كمَا وصّى هو لِذا ابتسَم راضِيًا
اقتَرب يُحيط وَجنتيها حتّى يَمنحها قُبلة الجَبين التي تَستحِق
اراد الاطراء على جَمالِها المُبهر في نَظرِه لِذا قال مُبتسِمًا
" فاتِنَة يا فَتاتي! "
ابتَسمت ايڤا على جُملته و راحَت تُعدل اكتاف بِذلته قائِلَة بنبرَة وديّة " ابي لما تلبس الوان غامقَة اللون؟ هل هُنالك ما يُزعجك؟ "
صَمتهُ اظهَر لها رَغبته في التحفّظ على مشاعِره و ذَلك اغضَبها ، لم يُرد مُناقشتِها بَل تجاوَزها يَحمل مِفتاح سيارته " هيّا ، سَنتأخر "
لَحقتهُ بهدوء ثُمّ جاورتهُ في السيارَة بعد ان رَكِب تايهيونغ من الامام يَقودُ بِهما ، حَدقت في والِدها ثُمّ قالَت " ادعو الرَب ان تُجاورك امرأتك في الحَفل القادِم " غَمزت لهُ تُناكفه فَوجدته يقلب عينيه بِوجهٍ مُتجهّم
" انتِ لن تملّي من ذِكر هذه السيرَة؟ "
" لا! حتّى اراها حَقيقيّة امام عيناي " قالَت ايڤا تُصّر على حَديثِها ثمّ اضافَت تتجاهل انزِعاجه " اراك مع امرأة تُمسِك بيدك وِسط حَفلٍ مُكتّظ ، تكونُ بِجوارِك كمَا لو انّها خُلقت من اجلِك "
" انتِ تَحلُمين ايڤا! المرأة التي خُلقت من اجلي عند الاله الأن " تَحدث جُيون ساخِرًا من حَديث ابنتِه و هو يُطالِع هاتِفه
بالنِسبَة اليه فِكرَة ادخال امرأة لِحياتِه مُستحيلَة
" سَترى! و ساذكرُك بِهذا الحَديث ذات يَوم " هَتفت ايڤا عابِسَة ثُمّ قامَت بالتَشبث بيدِه تناظِره و هو يَقول " تلك المرأة هي انتِ! انتِ وحدكِ من يَحق لها مُشابكَة ذِراعها بِخاصتي في المُناسبات "
" لا! انا ذات يَوم ساُشابك ذراعي بِخاصَة زوجي ، لن ادوم لَك " هَتفت الصُغرى لِتنظر امامَها حيثُما لَمحت حارِسها يُناظِرها عَبر المِرآه الاماميّة
" تَقولينها امامي بِكل هذه الوَقاحة؟ " تَحدث جُيون مُمثلاً الاندِهاش ، كان دراميًا في حَديثه بشكلٍ جَعل ابنته تُقهقه " انها الحَقيقة ايها الوَزير! "
" لن اضعكِ الا بِيد الرَجُل الذي اضمن انّه يَستحقكِ " هَتف جونغكوك بعدَما تشبّث بيد ابنتِه يَمسحُ عليها بِلُطف ، حَدقت الصُغرى بِه عابسَة الملامِح اذ قالَت " انت رَفعت لي معايري في الرِجال يا ابي! كَيف ساجِدُ مِثلك؟ "
" هِمم ، بِصراحَة لا يوجَد! كانت مِني نُسخَة و اخذتها والِدتك ، حَظ اوفر بِبقية الرِجال " رَبت على رأسِها يُناكِفها ، وَجدها تُناظِره بِحاجبٍ مَرفوع إذ هَمست لهُ " يا حَظ تِلك التي تنتظِرُك! "
" ايڤا! " نَهرها يُناظرِها بحدّة جَعلتها تُخرج لسانُها له " انتظرُ من سَتوقعك بِغرامِها حَد العَماء "
صَنعت حاجِزًا بينهُما عَبر التصاقها بالباب كيّ لا يَضرِبها على رأسها ، ضَحكت على مَلامحه المُنزعجَة لِتقوم بالتِقاط بَعض الصور لهُ بِهاتفها
كانَ الطَريق طويلاً لِكثرَة الازدِحام في الشَوارِع
بَعدما يُقارِب الساعَة اصطفّت سيارَة الوَزير بالقُرب من مَكانِ الحَفل
إذ هو البيت الذي اعارهُ جُيون الي مارك
كانَت الزينَة تملئ الحَديقَة
طاوِلاتٍ مع كَراسٍ فاخِرَة ، اضواءٍ تلتّف حَول الاشجار و تُزّين جُدران المبنى السكنيّ من الخارِج ، المَعازيم يَلبسون ثِيابًا كلاسيكيّة من جِيل اواخِر التسعينات
جُيون يَمّد ذِراعه كيّ يعقِدها بخاصَة ابنتِه التي تبسّمت تختضِن ساعده بيدِها لِتسير رِفقته ناحيَة البقيّة ، تَجوب بِعُيونِها بين الحُضور لعلّها تَلمحُ سويون ، لَكنها لم تَجِدها بَعد
خَمّنت انّها لازالَت تتجهَز بالداخِل لِذا ابتَسمت نَحو جيمين الذي تَقدّم منها يودّ مُصافحتِها و التَرحيب بِها " تَبدوا وسيمًا ايها الموتشي! "
امتَدحتهُ بابتِسامَة و هي تُلاطف وجنته باصبعِها ، لم تكُن تعرِف عن النظرات القاتلَة التي كانَت تصدُر من حارِسها اذ انتبَه جيمين هامسًا " مابه حارسُكِ يبدوا كَمُجرم غادر السِجن حَديثًا ! "
التفّت ايڤا برأسِها تُناظر تايهيونغ الذي خبئ يَداهُ في جيوب بِنطاله يُناظر جيمين بحدّة ، ابتَسمت تودّ مُناكفته اذ اقتَربت تُعانق يد صديقها قائِلَة " استمحيك عُذرًا يا ابي! لكنّي ساُرافق هذا الوَسيم هُنا "
حَدق جُيون بِهما مُبتسِمًا قَبل ان يُصافحه جيمين قائِلاً " مرحبًا ايها العَجوز! تبدوا وسيمًا " غَمز لهُ لِيتلقى نَظرات سامَة من الوَزير الذي جَذب يده مُتحدِثًا " لازلت قَزم و لم تَطول انشًا حتّى "
" تشه! اتظّن نفسك طَويل مثلاً؟ اساسًا كُل العُظماء قُصار القامَة " سَخِر جيمين قائِلاً بينَما يُعدل شَعره بِغُرور ، ضَحكت ايڤا على مَظهرِه قَبل ان تُلاحظ قُدوم يونمي ناحيتِهما
كانَت تلبسُ فُستان ابيض اللون قَصيرُ يُبرز مفاتِنها الجذّابَة
تَضعُ وشاحًا اسود اللون على اكتافِها مع مُجوهراتٍ لؤلؤية تُحيطها
اقتَربت لاحتِضان الوَزير الذي تبسّم بِتكلّف و هو يَمد يده للمُصافحَة بَدلاً " مساءُ الخَير ايتها الجَميلة " يميلُ للانتقاء الكلمات المُناسبَة حتّى يتفادَى حرَج النُفور من المُلامسات النِسائيَة
جُيون لا يُحب ان تَقربه أي امرأة كانَت
او تَلمسه حتّى
بالكادُ يُصافح يونمي لانّها صديقتهُ منذ عِشرون عامًا
" جُيون انت وَسيم تشّع كالنُجوم اليَوم " امتَدحتهُ مُبتسِمَة بينَما تُراقِب هيئتِه اللامِعَة ، بدا مُشعًا وَسط كومٍ من الظَلام ، مَنحها ابتِسامَة مُجامِلَة ثُمّ راقَب ابنتِه التي سارَت لالتقاط الصور مَع صديقِها
" الا تَرى ان لَهُما مُستقبلاً معًا؟ " سألته المرأة و هي تُطالع ابنِها مع ابنتة صديقِها يَتعانقانِ من الجانِب ، رَفعت حاجِبها حينَما توجهَت لها نظرَة حارقَة من قِبل تايهيونغ الذي غادَر الموقِع مُتجهًا نَحو آنستِه
" عِلاقتهما لا تَتجاوز الصَداقة " تَحدث جونغكوك بِهدوء و هو يُراقِب الانحاء بَحثًا عن تِلك الصَبيّة ، مارك لم يَظهر بَعد لِذا لم يُسلّم عَليه او يُصادِفه
" و ان قُلت انّي انوي التقدم لِخُطبة ابنك سيد جيون؟ " طالَعتهُ يونمي مُصغَرة عُيونِها ، كانَت تترقّب لاجابتِه التي صَدرت بعد حين " جيمين ليسَ نوع ايڤا المُفضّل "
" مالذي تَقصده؟ انّ ابني ليسَ وسيم! " شَهقت المرأة مُمثلَة الصدمَة بينَما تَضع يدها فَوق صَدرِها ، ارتَفع طرف شِفاه الوَزير ساخِرًا قَبل ان ينطِق " جيمين شَخصيته لطيفَة و مُسالمَة ، اما ابنتي مُغرمَة بِرجال المافيا "
وَضع جُيون يداهُ في جُيوب بِنطاله ثُمّ اضاف " ايڤا تميل للرجُل العَنيف في حُبه ، عقلُها مُغرم بالروايات الاجراميّة لِذلك نوعها غَريب "
هو يَعرِف جيدًا مُفضلاتِ ابنتِه
لانهُ حَريص على الجُلوسِ مَعها و مُحاكاتِها بِكُل ما يَخصُها
يودّ ان يَكونُ الاب و الام بِذات الوَقت
كيّ لا يُشعرها انّه بَعيد عَنها عاطفيًا
يَستمعُ اليها و يَروي فُضولِها فيما يَخّص العِلاقات دائِمًا
لَكنها تَصدِمه دومًا في نَوعِها و مُيولِها الذي لا يُشبهه
" ألا تُريد رَجُلاً يُشبهك مثلاً؟ " هَتفت يونمي تُناظِره بابتِسامَة ثُمّ اكمَلت " انت لطيف ايضًا! "
" انا لَطيف؟ " ميّل رأسهُ يُناظرها بِحاجبٍ مَرفوع ، تبسّم بِجانبيَة ثُمّ اضاف " عُنفي لا يَظهرُ الا في حالاتٍ خاصَة! "
انتَشل كأس النَبيذ من النادِل الذي مرّ بالجِوار ، احتَسى القَليل من كوب الويسكي ثُمّ تبسّم الي الرِجال الذين في طَريقهم لِمُصافحتِه
تَناول بَعض اطراف الحَديث مع رِجال الاعمالِ رِفقة يونمي التي كانَت تُشارِكهم حَسب خِبرتها فَهي كذلك لديها تَجارب
داخِل ذَلك المَنزِل حيثُ غُرفَة مارك و زَوجتِه
كانَت يونسون تجلِسُ عند مرآتِها تَضعُ اقراطِها بينَما تقطبُ حواجِبها بخفّة لتذمُراتِ زوجِها من وراءِها ، يودّ الخُروج فالجَميع تقريبًا حَضر و هو لَم يتواجد في الصورَة بَعد
تجاهَلتهُ بِدمٍ بارد و هي تَضعُ لَمساتِها الآخيرَة كَتعديل احمرِ شِفاهها الزهريّ يَتناسب مَع لَون فُستانِها الابيَض
استَقامت تلتفِت لِمن امعَن النَظر بِها
لا يُنكِر انّها تتمتَع بِقدرٍ عالٍ من الجَمال
اقتَرب مِنها يَتحدث بِصوتٍ هادِئ على عَكس شيمِه " اياكِ الحَديث مع اي شَخصٍ عشوائيّ ، ابقيّ بالقُرب مني و لا تتحركِ "
تعاليمِه جَعلتها تُدحرج عُيونِها بِعدم اكتِراث
هو تَلاها مِليون مرّة و هي قَد سئمت مِن سَماعِها
اصدَرت همهمَة قَبل ان تراهُ يُقدِم يَدهُ اليها
لم يُعجبها امر حُدوث تَلامس جسديّ بينهُما لِذا قالَت
" لِما لا نَسيرُ حُذاة بَعضنا فَحسب؟ " نَظرت في عُيونِها تنتظِر جَوابه
كانَت تِلك المرّة الاولَى التي تتجمّل فيها امامَه لِذا تَستطيع رؤيَة نظرة الانبهارِ في عُيونِه ، لم تكُن تُحب اظهار جَمالِها لهُ كيّ تَصنع مِساحَة آمنة لِنفسها بعيدًا عَنه
كَلامُها آخِر اهتِماماتِه
هو لَم يُصغي لايّ حَرفٍ نَبستهُ بَل دنى لاحاطَة خَصرِها و جَذبها نَحوه
تَسبب في انعقاد حواجِبها بِغَضب ، يَعرِف انّها على وَشك تَسديد ضَربة لهُ لِكونها تمتلِك الجُرأة لِمد يدِها عَليه دون خَوف
يَظنّ انّه يَستطيعُ تَرويضِها!
لكّن القَلب المُروّض من قِبل الحُب لا تُخضعه الرَغبة..!
يودّ صُنع عِلاقَة ناجِمَة من تَبادل الرَغبات الجسديّة بينهُما
و كامرأةٍ تم احتِلالُها مِن جُنديّ امريكيّ
لَن يُلفتها رَجُلٍ من السليلِ الاسيويّ
" اين كنتِ تُخفين كل هذا الجَمال عنّي؟ " هَمِس لَها يَجِدُها تَدفعهُ عَنها لِصُنع مسافَة آمنَة ، تَحدثت و هي تَسيرُ نَحو السَرير لِجذب حَقيبتِها المُتماشيَة مع فُستانِها " لِنذهَب "
خَرجت قَبله فَلم تُعطه مَجالاً للمُبادرَة في صُنع تواصل جَسديّ مُجددًا
نَظرت نحو غُرفَة ابنتِها و هي تبتسِم بِلُطف
تتَخيل شَكلُها الساحِر و جَمالُها بَعد كُل ذلك التبرّج لاحِقًا
لازال زَوجها يتطرّق لِلمسِها بِوضع يدِه حَول وِسطها
كانَت على صِدد رَدعه لَكن حينَما احسّت انّه سيتجه لِحُجرة صغيرتِها
اذ قال بِهدوء " ساطمئن على سويون "
مَسكتهُ من ذِراعه تُقربه مِنها نافيَة " اولسنا تأخرنا؟ دَعنا نذهب الجَميعُ في انتِظارنا " حَدقت في عَينيه تودّ جَذب اهتِمامه
كانثَى لم تَعدت التودد لاي رَجُلٍ كان
كان من الصعب عَليها تكوين نَبرةٍ تَجذِبه
لَكنهُ انجذَب عليها بالفِعل
تأثيرُ سِحرها الليلَة كان مُختلِفًا
" سَتبقين بِجواري همم؟ " تَشبّث بِخُصلةٍ من شَعرِها يَضعها وراء اُذنِها يُتيح لنفسه امعان النَظر كَما يشاءُ في مِساحَة وَجهِها البهيّ
لِتوه ادرَك من اين اخَذت سويون جَمالِها
كوّنت يونسون ابتِسامَة مُجاملَة
عَليها مُسايرتِه كيّ لا تُفضح ابنتِها
تَشبثّت بِذراِعه و تولّى هو مُهمَة احاطَة خصرِها النَحيف
قلبُها يُعتصَر لِتمرُداتِ يَدِه لَكنها مُجبرَة على التحمّل
جَزاءُ انثَى وَقعت بين يديّ شَخصٍ مُتحايَل
و وِسط اسوارِ قلبها رَجُلٍ مُغاير!
مَشت معهُ الي الخارِج بعدَما جمعَت قدرٍ عالٍ من انفاسِها
كانَت الاضواء مُسلطَة عليهِما عند خُروجِهما و ذَلك جَعلها تزدادُ توترًا
تَمسكت بِذراع زَوجِها و عُيونِها تتفحّص الاجواء من حَولِها
تِلك الموسيقَى الهادِئَة تبّث بِها جُزء من السَكينَة
اول وِجهَة كانَت لِزوجها هو الوَزير
تَستطيعُ رؤيَة نَظرات جُيون نَحوهُما و هو يَتجرّع من كأسِه
تَمنحُ الجَميع ابتِسامَة وديّة حينَما تلقت اطراءاتٍ عديدَة تَسببت في جَعل زوجِها يعتصِرُ خصرِها بِضيق ، تَعرِف جانِبه المُتملك جيدًا
سيحتّد النِقاش بينهُما لاحِقًا الي الحَد الذي يَجعلها تودّ غَرس خنجرٍ في قلبِه
مشت بِهدوء رِفقته حتّى انتصَبت بالقُرب مِن زوجِها قُبالَة يونمي و جُيون الذي مدّ يده لِمُبادلة مارك المُصافحَة
" مَسرور لِقُبولك الدعوَة جُيون " عبّر مارك عَن امتِنانِه يَرى ابتِسامَة الوزير المُزيفَة و هو يُشارِكه ذَلك النفاق الذي يَكرهه " رُغم انشِغالي ، ألا انّي فرغّت وقتًا من اجل طِفلتك! "
وَجه نَظراتِه الي يونسون ثُمّ عبّر مُبتسِمًا بِصدق
بعيدًا عَن ذلك التَزييف الذي اظهره مُنذ قَليل
" تَبدين كَنجمٍ لامِع ، سيدَة ويلز "
كانَت تستطيعُ الشُعور بِنظراتِ مارك الحارِقَة لَها ، لَكنها لم تُبالي بل بادَلت الوَزير ذات الابتِسامَة تُحرك رأسِها ايجابًا اذ قالَت في المُقابِل " انت كَذلك سيد جُيون "
هُنالك وَفد من النَظرات المَشحونَة بين يونسون و يونمي
العِلاقَة بينهُما سيئَة لابعد حدٍ كان
اخلَت يونسون وِثاق ذِراع زوجِها تتحصّل على كوبٍ من الخَمر بِقدوم النادل ، وَجدتهُ مُتحفظًا في امساكٍ وِسطها و حَشرِها لَديه اذ هَمست لهُ بضيق " انا لَن اهرب مِنك ، دَعني "
حَدق مارك في عُيونِها العسليَة ثُمّ انخفَض يهمسُ في اُذنها " لَو علمتُ ان كُل تلك الانظار سَتنجذبُ لكِ ، لقطعتُ اقدامكِ قَبل الظُهور "
احسّت بالاختِناق لِنبرته المُتملكة تِلك
ضَغطت على ظَهرِه اذ كانَت يَدها تُحاوطه بعد ان مَنحها عِناق جانبيّ
ابتَسم مارك الي جُيون الذي كان يُمعن النَظر بِهما بِهدوء ثُمّ تحدث " استأذنكما "
سَحبها رِفقته حيثُما يودّ القاء التحيّة على بقيّة المَعازيم
" يَليقان على بَعضهما ، اليس كَذلك؟ " تَحدثت يونمي بابتِسامَة و هي تُناظِر يونسون رِفقَة مارك ، رأيها لم يَكُن مُطابقًا لِخاصَة الوَزير الذي مَرر لِسانَه ضِد وَجنته قائِلاً باحتِجاج " لا! "
" يونسون جَميلَة ، و مارك وَسيم " نَطقت المرأة مُصغرَة عيونها و هي تُناظر الوَزير الذي قال بِحاجبٍ مَرفوع " الشَكل ليس عُنصر اساسيّ لِمنح الثنائي التناغم المَطلوب! لا تَكوني ذات تفكيرٍ سطحيّ "
كانَت اعيُنه تُراقِب ابنته التي تَتسلل الي داخِل المَنزِل لِغَرض تفقّد سويون ، ابتسَم مَلمحهُ بعَد تذكُره الي تِلك الثياب التي انتَقاها لَها
بات يَتخيّل اطلالتِها و ذَلك اعطاهُ شُعورٍ من الرِضَى
إذ كانت الصبيّة تجلِسُ قُرب مِرآتِها لِوضع آخر لَمساتٍ من مُستحضراتِ تَجميلها التي اضافَت لها سِحرًا يَشّد كُل ناظِرٍ اليها
جَمالها فاق الحُدود
حَددت شِفاهها بِقلمٍ ابرَزت فيه انتِفاخه
لوّنت ثِغرها بِاحمر شِفاه دمويّ ثُمّ وَضعت ذلك المُلمّع
اعطَى كَرزتيها بريقًا جذّاب
كانَت تُسرِح شعرِها بشكلٍ مُموّج من الاسفَل
تَدعهُ مُنسدل على ظَهرِها بَعد ان لَبِست تلك التنورَة التي تصلُ الي رُكبتيها
يليه جاكيت رسميّ اسوَد بازرارٍ بِزريّن مُتوسطي الحَجم
كان لَونهُما بُنيًا
مَسكت ذَلك العقد من اللؤلؤ الابيض تَلّفه حَول عُنقها الابيض ثُمّ القَت نظرَةٍ شامِلَة على نَفسِها ، تلتفِت مُبتسمَة باعجاب ضِد المِرآه
سَمعت طرقٍ على الباب فانقَبض قلبُها بِذُعر
اطمئنت ما ان صَدر صوتُ ايڤا هامسَة
" سويون ! انتِ بالداخِل؟ "
هرعَت سويون الي الباب تَقوم بِفتحه للكَشف عن عُيونِها العسليَة
استطاعَت ايڤا تَخمين قَدر جَمالِها دون النَظر اليها حتّى
اذ عبّرت مُعجبَة بِمُجرّد ان رأت عَسليتَيها " يا فَتاة! ماكُل هذِه الفتنَة؟ "
افسَحت الصبيَة مَجالاً لِصديقتِها بالدِخول ، تُعطيها فرصَة لِتأمل حِلتها بالكامِل ، لَم تَبخل ايڤا باعطاء ردّ الفِعل الذي دَغدغ مشاعِر سويون و اخَجلها بشدّة ، تلوّنت وَجنتيها حَياءًا ما ان صاحَت الثانيَة قائِلَة " تبًا! كما لو انكِ مُعجزَة رُبانيَة! ما كُل هذا الجَمال؟ "
" احقًا ابدوا جَميلة؟ " سألت سويون بِتردد و هي تَلبسُ قفازاتِها المُشبكَة ، تلقَت ايماءَة شَغوفَة من قِبل صديقتِها التي قالَت " اهذا سُؤال؟ سَتخطفين قُلوب الجَميع بِحقك! "
زَفرت سويون انفاسِها بِتروٍ و التوتر قَد نال مِنها
سَمِعت صديقتِها و هي تَقول " انتظري ، ساذهبُ لارى مالذي يَفعله العَم مارك ثُمّ اعود "
حرّكت سويون رأسِها تجاوبًا مَعها تَأذن لَها بالرَحيل اذ جَلست هي تضمّ يديها الي حُضنِها تُفكّر باحراج عن رُدود الفِعل
لَم يسبِق و ان تَبرّجت بِهذا الشَكلِ من قِبل..!
لِذا يُداهمها التوتر مِن كُل جهَة
اطالَت ايڤا المَجيئ و ذَلك جَعلها تزداد قَلقًا
تُفكّر بأن تُزيل كُل ما تَلبسه للخُلود الي النَومِ بدلاً
قَلبها يَنبضُ بِعُنف و تَفكيرُها مُشتت
سَمِعت اصوات خُطواتٍ من الخارِجَة جَعلتها تَنهضُ مُقتربَة من الباب
" ا..ايڤا؟ " نَدهت على صَديقتِها بينَما تقضِم شَفتها السُفلى بِتوتر ، لِفرط خَوفها لَم ترى ذلك المِسمار على الخزانَة إذ بِمُجرّد ان مرّت قربه حتى تمسّك بِتنورتِها و مزّق جُزءًا واسِع مِنها
كُشفت مساحَة لابأس بِها من فِخذها بشكلٍ جَعلها تَشهِق بقوّة
بالكاد حافَطت على اتزانِها لِكونها دراميَة فيما يَتعلّق بِمواقف كَهذه
هي لا تُريد ان تَبكي!
تنورتِها اصبحَت فاضحَة بعد ان كانَت ساتِرَة و مُحتشمَة!
" يا الهي مالذي عليّ فعله؟ " صاحَت بِدراميّة تَكبحُ دُموعِها بِصعوبَة ، سَمعت صوت طرقٍ على الباب لِذا اسرعَت لِفتحه و هي تَشتكي بِقهر " ايڤا اُنظري مالذي حلّ بِتنورتي! تَمزقت بالكامِل "
تُشير على فِخذها المَكشوف و لَم تكُن تَعلم ان المُنتصب امامَها لَيس صديقتِها
بَل والِدها!
رَفعت عُيونِها نَحو الوَزير المُتصنّم امامَها يُحدِق بها بِدهشَة
كانَت صَدمتها اكبَر مِنه حينَما عرِفت هيئتِه لِذا هَربت منها شَهقة عاليَة
تودّ اغلاق الباب في وَجهه لَكن قَدمه التي صَنعت حاجِزًا اوقفَتها
كان عَلى صِدد الدُخول اليها و هو يَتحدّث مُنذهِلاً
" لا يُمكنك الخُروج بِهذا الشَكل! "
يَرى تجمّع الدُموع في عُيونِها و ذَلك يُعطيه ايحاء بِعدم رِضاها عمّا حَصل
عُيونِه لَمحت خُدشًا عند فِخذها فادرَك انّها تمزقَت بِفعل شَئ قاسٍ
" من قال لك انّي انوي الخُروج بِهذا الشَكل؟ اتراني اوزع افخاذًا مجانيّة؟ " كانَت دراميَة بالشَكل الذي يَجعله بالكاد يَتمسّك بِضحكته بعيدًا عن مُتناولها
هي على وَشك البُكاء و تِلك اشارَة سيئَة
لا يودّ رؤيَة دُموعها الغاليَة على قلبِه لِذا اقترَح
" قومي باخِاطتِها ، همم؟ "
نَظر في عُيونِها يقرأ تعابيرِها المُنزعجَة
لم تنسَى اخفاء نَفسها وراء الباب كيّ لا يراها بِراحته اذ اعرَبت بِحُزن " لا اُجيد الخياطَة "
عُيونِه لا تنفّك عن مُطالعَة جَمالِها الخارِج عن المألوف
تَملكُ مَزيجًا بين الطِفلَة البريئَة و المَرأة الناضِجَة بشكلٍ مُبهر!
تنتابَهُ احاسيسّ يَعجزُ عن تَسميتِها
لَكِنّه يَراها لاولّ مَرةٍ كامرأة بَعيدًا عن تِلك الطِفلة التي يَعرفها
اراد التدخُل و عَرض مهاراتِه بِقوله " اتملِكين خَيط و ابرَة؟ "
نَظر في عُيونِها يَجدها تومِئ ايجابًا " اجل "
" اتأذنين لي باخاطتِها؟ " نَظر في عُيونِها مُتسائِلاً
استَغرقَت وقتًا طَويلاً في تفهّم طلبِه و دِراستِه حَسب منطِقها
اتسَمحُ لهُ بخياطَة تنورتِها و حُضور الحَفل؟
ام تَجاهل كُل شَئ و الذهاب الي النَوم؟
لَكنها تتوقُ لِحُضور الامسيَة!
بِذات الوَقت ، لا يُمكنها الخُروج بِهذه الهيئَة المُخلّة
سَتكونُ نهايتِها حَتميَة إن رآها زَوجُ امِها!
هي اكثَر من يتجنّب ابراز مَفاتِنها امامَه هو خِصيصًا
استَجمعت انفاسِها و خمّنت بِتفكير مُفرط
طالعتهُ و الشك يحتضِن فُؤادِها " ما مِصلحتك في مُساعدتي؟ "
" كَرجُلٍ مُحب للخَير! " أجاب و قَد جَعلتها اجابته تَضحك ، استَغرب قهقهتها الرنانَة لكنّه اُعجب بِها!
انقلَبت مَلامِحها في ثانيَة لاخرَى تتسّم بالجديّة و هي تُناظره " اصدقاء مارك بَعيدين كُل البُعد عن فِعل الخَير..! "
رأت قَدمهُ تَخترِقُ عُتبَة حُجرتِها فيسَمحُ لِجَسده باقتِحام مِساحتها!
لم يَكُن يَنتظرُ إذنِها ، بَل اقبَل سَواء بِرغبتها او دونَها
" يا! لم اَسمح لك بالدُخول بَعد " نَهرتهُ بانزِعاج ثُمّ انتَبهت الي حِلَته الخاطِفَة ، وَسيم بالمَظهر الذي يُطيح كُل انثَى بِشباكِه
ذا هَيبَةٍ تُروّض كُل مرأة مُحتجّة!
كان يَدنو مِنها و هي تَتراجع ، نَبضاتُها اصبَحت صاخبَة للحد الذي باتت فيه تَشعُر بِدقاتِها عِند اُذنَيها ، تمكن مِنها التوتر بِشكلٍ كُلّي و اضحَت مُرغمَة على البُكاء
هي مِن النَوع الذي يُجهشُ باكِيًا بِسُهولَة
غُرفتِها مِساحتها الآمنَة لافشاءِ سيل دُموعها بِحُريّة
لَكِن الوَزير! يَطمعُ في احتِلال ارضِها!
التَصقت بالجِدار خَلفها حتّى احسّت بِقُربِه
نَسيمُ عِطره يَتسلل الي ثُقوب انفِها فَيمنحها شُعور تِلك الليلَة
حينَما كانت بِداخل اسوارِ ذِراعيه مُحتجزَة
تَراهُ يُباغُثها بِنظراتٍ تسلُب رُشدَها و تُرغمها على مُطاوَعته
لَكنها اقوَى من الوقوع لِـ سِحر الوَزير!
اوليسَت؟
تَسمعهُ يَلفِظ كَلِماتِه
و مَع كُل حَرفٍ كانَت تستطيعُ الشُعور بِدفئ انفاسِه
" انا مُميّز بالشَكل الذي يُشعِرك باختِلافي عَن امثالِه "
تَراهُ يَنخفِض الي مُستواها لِمُواجهَة عُيونِها ، يُجابِهُها في حَربٍ على ارضِ عُيونِها و بِكُلِّ غُرورٍ يودّ اعلان استِعمارِه!
استطردُ المُحتّل من ارضِها ان تمرّد؟
ام وَطنِها كان يَخصّه!
تَمسكت باطراف تنورتِها تودّ ابعاد عُيونِها عن مُتناوِله ، تُريد كَسر ذَلك القُرب الذي صَنعه بِداخل مِساحتِها لِذا قالَت و هي تَدفعُ به الي الخَلف بعد ان استوطَنت يدها فَوق صَدرِه " افسِح لي "
اخَفض بَصرهُ الي يَدِها التي لم تُزحزح من اتزانِه انشًا
لَمستُها تُنافِس في نُعومتِها رقّة الريشَة
تبسّم ثُمّ تَنحى يُعطيها مَجالاً للعُبور
وَجدها تَسيرُ نَحو منضدتِها إذ اخرَجت خَيطًا اسوَد مع ابرتِه
عادَت نَحوه ثُمّ قَدمتها اليه و عُيونِها تتحاشَى عُيونِه
لا تُريد ان تَغرق مُجددًا في سَواده اللا مُتناهي
جَذب الابرَة مِنها ثُمّ اقتَرب يَجِدها تَتراجع الي الورَاء قائِلَة بِتَحذير " املكُ صوتًا يَستطيعُ ان يُلملم خَلق الرَب باكملِه " نَبرتُها المُهددَة تُرغمه على الضَحك ، تُشير عَليه بِسبابتِها ثُمّ تُصغر عُيونِها بِشك
يَتفهّم فِكرة نُفورِها من الرِجال عامَة
افكارهُم لَيست سليمَة
و بِما انّها لا تَعرِفه فَردود فِعلها منطقيَة بالنسبَة اليه
الغَير منطقيّ ان ارتاحَت لهُ مُباشرَة و هي لا تَعرِفه
حرّك رأسهُ تجاوبًا مع حَديثِها ثُمّ قال " ساقومُ بِوظيفتي على اكملِ وَجه "
زمّت شِفاهها ثُمَ أذِنت لهُ بالاقتِراب
فِكرة انتزاع تنورتِها و تَقديمِها لهُ كانَت ابشع سيناريو يمرّ عَليها
لِذا لابأس بان يُخيطها و هي واقفَة
كانَت تقفُ كتمثالِ مُتصنّم
حتّى انفاسِها حَشرتها بِداخل صَدرِها حدّ الاختناق
راقَبتهُ و هو يَجلِسُ على رُكبَةٍ واحِدَة و قَد ازدادَت هَلعًا
لَم تستطِع التَحكم في رُدود فِعلها لِذا قالَت صارِخَة
" لا تنظُر الي رِزق زَوجي! " خَبئت فِخذها بيدِها تُناظِره بِحدّة
رَفع عَينيه السَوداء اليها بَعدما وَضع الخَيط بداخِل الابرَة ثُمّ نَطق مُبتسِمًا بِجانبيَة " انتِ اصغر مِن ان انتبِه اليك! "
احسّت بالسُخريَة في حَديثه لِذا كشّرت مَلامِحها بِغَيض
ايقصد انّها بدون مَفاتِن؟
دَحرجت عَينيها تَدعي اللامُبالاة في الوَقت الذي بَدأ فيه بِحشر الابرَة في تنورتِها و اخاطتِها بِتركيز جَعله يَتصبب عَرقًا
" اسرِع ، لما انت بَطيئ " تَحدثت بِضَجر بَعد ان بدأ صَبرُها يَنفذ ، احسّت بِوخزٍ خَفيف عند فِخذها بِمُجرّد ان لامَستها قِمَة الابرَة إذ سَمعته ينطِق بِصوتْ مُظلِم " صَه ! سَاخترقُكِ ان اسرعَت "
رَفع عُيونِه السَوداء اليها إذ ناظَر عَسليتَيها و اكمَل بِهدوء " دَعيني اُتّم عَملي على اكمل وَجهٍ كان..! "
كَبحت انفاسِها كالمثلِ مع كَلِماتِها
نَبضاتُها لا تتوقف عن التَسارع لِثانيَة بل تَزداد
ترتجِفُ اطرافِها تَحت مُلاحظته لِكثرَة توتُرِها
ابتَسم بِخُفوتٍ يَقترِب لِتمزيق نهايَة الخىط باسنانِه
توسعَت عُيونِها لِتتجمّد الدماء في عُروقِها بِمُجرّد ان حسّت بانفاسِه ترتطِم بِبشرتِها ، تكادُ تَقع مُغشاة عَليها من صَدمتِها
لَم يَسبِق و ان كانَت بِهذا القُرب من رَجُلٍ من قَبل
هو مزّق ذَلك الخَيط و ارتَفع يَستقيمُ بِوقارٍ جَعلها تبتلعُ ريقِها
" انتهينا! " ابتَسم كالبريئ الذي لم يُحدِث بِها اي خَلل!
ناظَرتهُ و بِداخلها بِضع شُكوكٍ تخترِقُ فِكرها ، شَكرتهُ مُحاولة اختِلاق ابتسامَة مُسايرَة " ش..شكرًا "
" على الرُحب و السِعَة " تقدّم لِوضع الخيط و الابرَة فوق الطاولَة ثُمّ عدّل هِندامِه يَعزمُ على المُغادرَة ، خَطى خارِج غُرفتِها فَسمع صوت خُطواتِها و هي تَلحق بِه
وَجدها كَقطٍ يخافُ من البشريّة
تقفُ عند عُتبة غُرفتها تتشبّث بالباب بِخَوف
لَا تملك الجُرأة للخُروج و مُواجهَة الجَميع بَعد
عَقد حواجِبه و هو يُناظِرها بِذلك الشَكل
يَعرِف انّها تنتظِر ايڤا لِلقُدومِ و اخراجِها
و لِمعرفتِه بابنتِه ، يُدرك جيدًا انّها لن تأتي بَعد عِلمها بِوجوده هُنا
تَنفّس الصَعداء ثُمّ عاد ادراجهُ اليها يقفُ قُبالتها مُجددًا
التردد واضِح في عُيونِها و هي تُناظِره بِقلق
مَدّ يَدهُ اليها بِنُبلٍ بالِغ يَطلُبها لِمُرافقته
يَجِدها تُطالِع اصابِعه الخشنَة ثُمّ ترفع عَسليتيها نَحوه
" اتسَمحين؟ "
كانَت مُترددَة
خائِفَة و تودّ الهَرب الي فراشِها و البُكاء لِفرط احراجِها
لَكِن عَليها التَحلي بالشَجاعَة قليلاً!
عَليها الخُروج و مُواجهَة الجَميع
هي لَيست خطيئَة لِتبقى تحت الرُكام بعيدًا عن الانظار..!
اطالَت التَحديق في عُيونِه قَبل أن تَشعر بالاطمئنان الكافي لامساكِ يَده ، هي رَفعت يدِها بِبُطئ تُقربها من كَفّه حتى استقَرت بِداخله
تَرى فارِق الحَجم بين يَدهُما بشكلٍ واضِح
اقشعّر بدنها بِمُجرّد ان اغلَق على يدِها باصابِعه ثُمّ سَحبها لِعُبور مِساحتها و الخُروج الي العَلن ، يَجتذِبها اليه فَتُصبح بالقُرب مِنه و يَدها بِداخل خاصتِه
كانَت تقف بِجوارِه و فارِق الطول بينهُما يُشكّل مظهرًا لطيفًا
بالكاد تَصلُ الي مُقدمة صَدرِه
تضطّر لِرفع رأسِها حَتى تَراه
" لِنخرُج " ابتَسم بِشكلٍ يُشعرِها انّه مَعصوم من الاخَطاء
يَمتلكُ نَقاء في عُيونِه و ابتِسامتِه لدرجَة تُشتِتُها
انّه لَيس الرَجُل المؤذي الذي تَعرِفه..!
تَشبّث بيدِه بَعد ان ودّ الخُروج ، نَبضاتِها تزدادُ عُلوًا ، لا تودّ مُقابلَة زوج اُمها ، تخافُ ان يَفقد السيطرَة على نَفسه فيُطيح بكرامتِها امام الجَميع
" مابكِ؟ " سألها و هو عاقِد الحاجِبَين ، يَجِدُها تُحاول اخفاء دُموعِها الناجمةِ من خَوفِها لِذا دَنى مِنها اكثَر يَتحدث بِلُطف " لِما انتِ خائفَة؟ "
" لا اُريد الخُروج ، ساعودُ الي غُرفتي " ارادَت سَحب يدِها و العودَة الي مَحبِسها ، لَكنه قَبض عليها جيّدا يأبى فَك وثاقِها ، هو مَن يُريد تَحريرِها من ذَلك القَفص و جَعلها تُحلق بِحُريّة
" مِمن انتِ خائفَة؟ " سألها بَعدما استَقطب انتِباهِها ، ذَكر اسمًا يُثير شُكوكِه " من مارك؟ "
اومأت لهُ ايجابًا و هي تَحبسُ دُموعِها بداخل جُحورِها
الخَوف الذي زَرعهُ بها مُنذ طُفولتِها ليسَ سهلاً لِتتجاوَزه
ان يَراها الوَزير بِكُل مِقدار الخَوف ذاك يَجعلهُ يثورُ غضبًا
لِما يُخيف طِفلة بِمثل سِنّها؟
نَفث انفاسِه باهتِياجٍ ثُمّ اقتَرب مِنها يَقولُ بِجديّة " و انتِ بالقُرب منّي ، لا مارك و لا امثاله يَستطيعُ ايذائُكِ "
تراهُ يَقطبُ حواجِبه تعبيرًا عَن انزِعاجِه
كَيف تُصارِحه بَحقيقة مارك ؟
و انّه اخطَر مِما يظنّ هو؟
ابتَلعت ريقِها و قالَت " انت لا تَعرِفه .. انّه ليسَ سَهل "
امالَ الوَزير رأسِه ثُمّ ابتسَم بِمُكرٍ بَعد ان رَفع حاجِبه قائِلاً " و انتِ لا تَعرفينني! "
دَنى مِنها خُطوَة تكادُ تكونُ سببًا في التِحام اجسادِهما
يَنخفضُ الي مُستوَى اُذنها حَتى يَهمسُ براحتِه هُناك
" انا رَجُلٍ ان أمرتهُ بِقتل نَفسه
لَفعل دون ان يَسأل عَن السَبب "
حتّى تَرى عُيونِه هي مُضطرَة لِرفع رأسٍها ناحيتِه
تَجِده قَريب للدرجَة التي تَسمعُ فيها نَبضاتُ قلبِه
رفعَت عينيها اليه و قالَت بِبراءَة تُنافي شَكلُها الفاتِن
" احقًا؟ هل البَقاء بِجوارِك آمِن؟ "
حرّك رأسهُ تجاوبًا مع حَديثِها ، يُطمئنها و قَلبها مُطمئن!
لَكن فِكرُها يُنافي راحتِها تِلك
لا تُحب فِكرة انها مرتاحة بِجوارِه
جَمعت انفاسِها بِتوتر ثُمّ اومأت لهُ ، أذِنت لهُ باخراجِها مَعهُ و قَد طاوعتهُ بالسَيرِ الي الخارِج بينَما تتشبّث بيدِه
كانَت تتمسّك بِه بِقوّة تأبى تَركه
يَدهُ المهرب الوَحيد لاخراج توترُها
اظافِرها تكادُ تُمزّق القُفاز لاحتراقِ كفَه
لَكنهً راضٍ و غَير مُعترِض البتّة
فُتح ذَلك الباب المُؤدي الي مَقر الحَفل بالخارِج حَيث يَجتمعُ كِبارُ الشَخصيات لِلرقصِ على انغام الموسيقَى الرومنسيَة
ذلك اللحن الرومنسيّ صادَف خُروج الوَزير مَع الصبيّة ذات العُيون العسليّة!
يَكشفُ عن هَيئتهُ و مِن خَلفه تَقبع مَن استقَطبت اهتِمام الجَميع حينَما وَقفت الي جانِبه ، كُل انظار مَن في الحَفل تَوجهت نَحو جُيون و الصَبية التي مَعه
انّها المرَة الاولى مُنذ ان اصبَح شَخصيَة هامّة يُصادفه احَد مع فتاة غَير ابنتِه..!
كانَت صَدمة الجَميع واسِعَة
يَرونَه يَهتم بامساكِ يدها بِرقَة بينَما يُراقب خُطواتِها لِنزول الدرج بِحَذر
كانَت تلبسُ حِذاء ذا كَعبٍ عالٍ
هي لَيست مُعتادَة عَليه لِذا من الصَعب عليها السَير بِه
و هو لاَحظ ذلك!
فَلم يُمانع في مُسايرتِها خُطوَة خُطوَة لِضمانِ سلامتِها
كانَت على وَشك السُقوط لَكنهُ من احاط بِخصرها بِذراعه لاسنادِها عَليه بَدلاً ، تبتسِم بِتوتر ثُمّ تُناظِره بِخجلٍ واضِح " الجَميع يُحدق بِنا ، لِما؟ "
" لانكِ مُشعّة بشكلٍ مُبهِر " اجابَتهُ كانَت جاهِزَة بالفِعل ، يَزيدُها حَياءًا و ذَلك يُسعِده بشكلٍ مُفرَط
وَقفت على العُشب في بِر الآمان بَعد انتهاء الدَرج اخيرًا
استعادَت سَجيتِها و تَبسمت بِلُطف تُحاول ازاحَة يدهُ عن خَصرِها
نَظراتُ الجَميع تُطالِعهما لاسيما مارك الذي سَقط كأس النَبيذ مِنه
اتِلك سويون؟
مالذي تَفعله مع جُيون؟
صَدمتهُ جَعلتهُ عاجِزًا عَن التَحرُك
بَل بقى مُتصنِمًا مَطرحه يُحدق بِها بِذُهول
امَا عن ايڤا التي فَغرت فاهِها بِدهشَة
وَضعت كَف يدِها فوق شِفاهها تنطِق بِصدمَة وسط قَهقهتها
" لم اكُن اعلم ان دَعوتي سَتتحقق بِهذه السُرعَة! "
لَفت رأسِها نَحو جيمين الذي نَطق مُندهِشًا " مالذي تَفعلهُ سويون مَع والِدك؟ "
" هِشش! عليّ التقاط الكَثير من الصُور لاغاضَة ابي لاحِقًا " تَحدثت الصُغرى بينَما تقضمُ شِفاهها بِسعادَة ، لم تَنقطِع عن التِقاط كمًا من الصُور التي احتَفظت بِها في قلبِها قَبل هاتِفها
ابتِسامَة سويون تَلاشت حينَما راقَبت زوج والِدتها يقترِب مِنها و الغَضب يشّع في عُيونِها ، شَحُب وَجهها و واشَكت على الاغماء من هول الخَوف لِذا اختَبئت وراء الوَزير تبتلعُ ريقِها
انتَصب مارك امام جُيون يحدِق في عُيون سويون من خَلفه و الغيرَة تحرِق فؤادِه " سويون مالذي تَفعلينه هُنا؟ "
تولّى جُيون الاجابَة بدلاً اذ قال بابتِسامَة جامِدَة " تَحضرُ حَفل اُختها؟ "
قَبض مارك عَلى يدِه بقوّة ، يودّ انتِشال ذراع الصبيّة و جرِها مَعه لَكن الوَزير مَنعه بِقوله ساخِرًا " تملكُ شريكَة فَتطمعُ في رفيقتي؟ "
دَنى مارِك منهُ خُطوَة يُهسهس بِحدّة " جُيون انت تَتجاوز حُدودك ! "
انتَفض قَلب الصُغرى بِمُجرّد ان ذَكر مارك اسِمه تُطالع الوَزير الذي سَحبها من ذِراعها لِتقف بِجوارِه " اعرِف حُدودي جيدًا! و اعرِف كَيف اتجاوزُها ان تَطرقّت يد الغَريب الي مَن هو منّي قَريب! "
بُروده و هو يَتحدث مع تِلك الابتِسامَة الهادِئَة تُفقد مارك صَوابه
مَدّ جُيون ذِراعه الي الصبيّة التي وَقعت بين خِيارين مِن جَحيم!
شُكوكِها تأكدَت
ذَلك الرَجُل هو فِعلاً جُيون..!
اوليسَ هو أهونُ من زَوج اُمها..؟
خِيارُها سَيميل لهُ تِلقائِيًا لِذا لم تُمانع في احاطَة ذِراعه و السَير مَعه بعيدًا عن مارك الذي مَسح على وَجهه بِغَضب
كانَت تستطيعُ سويون رؤية الحَماس الطاغي على وَجه ايڤا و هي تقترِب مِنهُما بِسعادَة ، ابتَسمت تُسايرها بِمُجرّد ان قالَت " هل تَعرفتِ على هَذا الوَسيم ؟ "
دَنت ايڤا لامساك ذِراع ابيها الثانيَة ثُمّ مَسكت بِوجنته تُطيح بهيبتِه امام المَلئ ، اضافَت بِغيرَة مُصطنعَة " يالا حَظُكِ بِمُرافقتِه! غالِبًا ما اكونُ شريكَة حَفلاتِه لَكنكِ سَرقتِ وظيفتي لِليوم "
ازاح جُيون يَد ابنتِه عَنه يُناظِرها بِحدّة ، ابتَسمت الصُغرى من اجلِه ثُمّ راقبت مَلامح سويون الشاحِبَة ، بَدت تُفكر بِهمٍ مُفرَط و ذَلك اقلَقها
دَنت مِنها تَهمسُ باذِنها " ابي رَجُل نَبيل! سَيُحسن مُرافقتكِ "
حَدقت سويون بِمن يقفُ بِجوارِها يَبتسِم للمارَة حينَما يُلقون عَليه التحيَة ثُمّ حَدقت بصديقتِها تومِئ بِصَمت
طالعَت والِدتها و هي تقترِب مِنها لِذا انفَكت عن الوَزير و هَرعت لَها بِسُرعَة تُناظِرها بِهَلع " امّي "
احاطَت والِدتها وَجنتها مُبتسِمَة بِرقّة " يالا جَمالكِ يا طِفلتي! "
امتَدحتُها مُبتسمَة ثُمّ طالعَت الوزير الواقِف ورائهنّ " مالذي تَفعلينه مع جُيون؟ " هَمست لَها مُتسائِلَة
" ك..كان بالجِوار ثُم خرجَت معه " اجابَت و دقاتُها لم تعرِف للانتِظامِ طريقًا ، كانَت هلِعَة و اطرافُها ترتعِش بِشكلٍ مُبالغ
تودّ أنّ تتناسَى تِلك الحادِثَة لَكنها عاجِزَة
رأت يونسون مارك قادِم ناحيتهنّ لِذا اسرَعت في الهَمس لَها " عودي الي جُيون ، مارك لَن يستطيعُ التَحدث امامَه "
اومأت الصُغرى ، خوفها من مارك اكبَر ذِكريات تلك الحادِثَة
عادَت بِخُطواتٍ مُتسارعَة نَحو الوَزير تقفُ بِجوارِه
لَفتت انتِباهه و جَعلتهُ يهتّم بالنَظر اليها بَدلاً من الجمَيع
مدّ لها كأسًا من العَصير فَرفضت اخَذه تُشيح بِوجهها لِلنحوِ الآخَر
خمّن انها مُستاءَة بِسبب مارك لِذا تنهَد مُتضايقًا
احاطَت ذِراع مارك خَصر زوجتِه إذ الصَقها بِه يجتذِبها الي حيثُما تتمايل الثُنائيات ، كان شَرِسًا في الضغظِ على وِسطها يَهمسُ عند اُذنها بِغضب " مالذي تَفعله ابنتكِ مع جُيون؟ و من أذن لها بالخُروج؟ "
" لا اعرِف! انا مُنصدمَة كَمثلك " هَمست يونسون بِدورها تُمثّل البراءَة رُغم ادراكِها انّه لَن يُصدقِها ، آخِر اهتماماتِها أن يَفعل ، المُهم ان ابنتِها ابصَرت النور و لَو لِساعَة
سولبين التي كاَنت تلتقِط الصور عِند الغابَة فوجِئت بِعودتِها حينَما رأت اُختها ، وسعَت عيونِها تشهق بِصدمَة " مالذي تَفعله تلك هُنا؟ "
الغيرَة توغلّت بِها و لم تستطِع التستُر على غضبِها فقد فَرض نفسهُ على مَلامِحها بوضوح ، قَبضت على يَدِها بقوّة تَسمع اصدقاءِها يَمتدحون جَمال اُختها " وااه! فاتِنَة بِحق "
بدأت الاغاني الصاخِبَة تشتغِل فراح الشَباب في مُقتبل العُمر يَفرِضون انفسِهم في حَلبة الرَقص يَتمايلون بِشغف
تِلك الاجواء كانَت غريبَة على سويون التي تُشاهِد و على شِفاهها ابتِسامَة لطيفَة تُراقِب دون التَدخُل ، ذِراعها لازالَت تلتصِق بخاصَة الوَزير لِذا تَجد نَفسها تتحرّك كَثيرًا مَعهُ لِكونه يَمتلك مَعارف كُثر
باتت اقدامُها تؤلمها من الكَعب لِذا ناظَرتهُ تودّ التَحدث اليه
لَكنهُ مُنشغل في الحَديث مَع وَزير الصحّة الكوريّ
عَبِست ثُمّ تمسّكت بِبذلته عند ذِراعه تَجذبه للانخفاض نَحوِها و قَد نجحَت بِذلك ، هو مال بِجذعه اليها يُعطيها اُذنه كي يَسمع ما تُريد قَوله
" ساذهبُ لاجلس قليلاً " هَمست لهُ في اُذنه تَجده يُومِئ ايجابًا ، لم يُرحّب في فكرَة ذهابِها وحيدَة لِذا استأذن مِن الوَزير قُبالته ثُمّ سايرها بالمَشي
ذَهبت للنحوِ الآخَر من الَبيت حيثُ خَفّ صوتُ الضَجيج و قَلّ
انفَكت عَنه و هَرعت لازالَة كَعبها و تَحرير اقدامِها المَسجونَة
تَنفست براحَة لِتلتفِت لهُ تُناظِره بِحدَة
استغَرب نَظراتِها الحادَة و لَم يَفهم ما تقصده بِها لذا سأل " مابكِ ؟ "
كانت قد لَمحت قِطتها تَسير بالجِوار لِذا رَكضت نحوها تُمسكها ، بقى يُشاهدها و هي تَمسحُ على رأسِ الهِرّة و لم يَتوقع ابدًا خُطوتِها القادِمَة!
هي رَكضت نَحوه و حَشرت تِلك القطَة في وَجهه حتّى بدأ بالعَطس دون تَوقف ، تراجَع خُطواتٍ الي الخَلف يَفرك انفه المُحمّر لِينطق بانزِعاج " افقدتِ عقلكِ ؟ "
انزَلت القِطة لِتشهق تَضع يدها فوق جَبينها بِدهشَة " انّه انت حَقًا! "
للتوِ ايقَنت حَقيقَة انّه جُيون
لَم يَهمها ان يَنعته الجَميع باسِمه و هي قَد سَمِعت بالفِعل
و لَم يَهمها عِطرُه المُشابِه الذي من خِلاله عَلمت حَقيقته
المُهّم انّ قطتها سَببت لهُ حَساسيّة كَتلك الليلَة
و ذَلك دليلها القاطِع من وجهَة نظرها
" سويون هل مُتأكدة انكِ بخير؟ " سألها بينَما يعقِد حواجِبه مُستفهمًا ، وَجدها تقترِب مِنه بينَما تُشير عَليه بانزِعاج " لما لم تُخبرني انك جُيون منذ البِداية؟ "
" انتِ لم تَسألي؟ " رَفع حاجِبه ساخِرًا يَجِدها تنطِق بانفِعال " كان عَليك اخباري حَتى لو لَم اسأل! "
" اه اجَل! سآتي اُخبرك بِتفاخُر ، مرحبًا انا الوزير جُيون جونغكوك؟ " تَحدث مُدحرِجًا عَينيه بِضَجر يَجِدُها تُطالعه بِغَضب لا يَفهمه سَببه
" ساحشر قِطتي في انفك " صاحَت بِه تَسير وراء قِطتها ، حَملتِها تَستعملها كَسلاحٍ قاتِل ضِد من وسّع عَينيه يُنفي برأسه " مالذي تَفعلينه؟ "
بَدأ بالرَكض بعيدًا عَنها فراحَت تلَحقه و هي تَتشبّث بالقطَة تُصّر على حَشرها بِداخل وَجهه مُجددًا " تعالَى الي هُنا اخبرتُك " صاحَت عازِمَة على لحاقِه
" هل انتِ مُتأكدة انكِ سليمَة عقليًا؟ " قال بَعدما وَجد مَخبئًا لهُ وراء الشَجرَة ، تخفَى بِجسده يُحدِق بتلك القطَة ، عَدوته اللدودَة
" اُقسم اني سانتقِم منك " نَطقت بِغَضب تقترِب مِنهُ و هي تَمُد القِطة نَحوه ، عاود الهَرب مُجددًا يَركُض حَول تلك المساحَة و هي خَلفه " لِما تَنتقمين مني؟ مالذي فَعلتهُ لكِ؟ " سأل مُحتارًا يَجدها تقفُ مُحدقَة به
كانَت قد تَعبت لِذا راحَت تلهث و هي تُشير عَليه " لِما انت سَريع؟ انتَظر قليلاً ، استراحَة مُحارِب " جَلست فوق العُشب تَستجمع انفاسِها
وقف عن بُعد مِنها يُحدِق بها بِرَيبَة
اقتَرب بِحَذر ثُمّ قال " ما رأيك بِزيارَة طَبيب نَفسيّ؟ "
رَمقتهُ بِحدّة ثمّ صاحَت به " تَوقف عن التَصرف بِلُطف و تَشتيت افكاري! انا اعرِف حَقيقتك جيدًا "
استَغرب ثُمّ جَلس القُرفصاء يَتسائل بِتعجّب " ماهي حَقيقتي؟ "
فكّت وثاق القِطّة ثُمّ جَلست تُطالِعه " احقًا لا تَعرف مالذي فَعلته بي؟ "
نَظر بِعُيونِها فَنفى مُستغرِبًا
كانَت تستطيعُ رؤية حيرتِه بوضوح لِذا تَنهدت بِتَعب
" انت شَريك مارك صَحيح؟ في اعمالِه " سألتهُ تَجِده يُنفي مُجددًا اذ قال مُوضِحًا صورتِه " انّ تَجمعني معه مصلحَة ما ، ذلك لا يَعني اني شريكه "
" بَلى! اتُساعده في اعمال التَهريب؟
هو يَقول انّك تَفعل " قالَت بينَما تشّد على يَديها بقوّة
لم يَستطِع ان يَنكُر فَتِلك حَقيقَة يَمقُتها هو لِذا اومَئ بِصَمت
" اذًا حَتمًا كًنت تظّن انّي صبيَة من اللواتي يُتجار بِهنّ! " تَحدثت بِحُزن تُناظِر اصابِع يَديها مُحاولَة تجنّب نَظراتِه العميقَة نَحوها
لَم تُمانع في فَتح حِوارٍ مَعه
فهو لَيّن يُجيد الانصات اليها دون نَهرِها
تظنّ انّه افضَل من مارك قليلاً لِهذا لابأس بِمُحاورتِه
حرّك رأسه يَعترِض ، وَجد نَفسه يَجلِس مَعها فوق العُشب مُتحدِثًا " لَم اراكِ يَومًا كَمثل الفتيات التي يُتاجِر بِهنّ مارك! لِما تَقولين ذَلك؟ "
حَدقت بِه بينَما تُفكِر بِصَمت لِبُرهَة
تَنهدت بِعُمق مُتمتمَة " اُحاول ايجاد عُذر لَك "
" هل يُمكنكِ اخباري بِمُشكلتكِ مَعي ماهي؟
و انا الذي ساُبرر لِنفسي آن ذاك
لعلّي كُنتُ مُخطئًا فاعتذِر "
تَحدث بِهدوء بينَما يُناظِر الحُزن يُخيّم على مَلامِحها البهيّة
ناظَرتهُ باستِياء مُتحدثَة
" هَل سيُغير الاعتذار شَيئًا؟ "
ارتسَمت ابتسامَة سُخريَة على مَلامِحها الذابلَة مُكملَة " و انت الذي لا تَعرِف مالذي فَعلتهُ اساسًا! كأنك مُعتاد على احداث الكُسور بالبَشر! "
اشَعرهُ حَديثها بالسُوء
قَطب حواجِبه باستِياء ثُمّ تَحدث بنبرةٍ لينَة
" لِما؟ مالذي فَعلتهُ لكِ حتّى اخذتِ هذه الفكرَة عنّي؟ "
شدّت على اطراف يَديها بينَما تُناظِره بِغصّة
كانَت الدُموع تجتمعُ عند اطرافِ عُيونِها
لَملمت كلماتِها لِقول الآتي
" انت مَن حَملتني من اسفل السَرير لِتضعني فَوقه اليس كَذلك؟ "
تُشير الي الليلَة التي نامَت فيها تحت فِراشه
وَجدتهُ يومِئ فاكمَلت " كنتُ البس ثوب نومٍ مَكشوف ، هل استطعَت رؤيَة ظهري؟ "
سَكت يُراجِع ذاكُرته ثُمّ ما إن خَطر على بالِه ذَلك الوشَم اومَئ يَتجاوب مَعها بِتحريك رأسه " ذَلك الوَشم؟ "
حَدقت في عُيونِه تَبتسِم بِحَسرة إذ همسَت بِمرارَة
" ذَلك الجُرح المُشوّه! كان بِسببك انت "
ذُهل مِما سَمع فَتوسعت اعيُنه " ب..بسببي؟ "
شاهَدها تَنهض لارتداءِ حِذاءها
عَزمت على اغلاق النِقاش كيّ لا تنهارُ باكيَة
استقام من وراءِها يُمسِك بِذراعها مُستفسِرًا " كَيف بِسببي؟ "
جَذبت ذِراعها مِنه قائِلَة " يَكفي ، لا اُريد التَطرُق الي التَفاصيل ، دَعنا نعود " هَتفت بِهدوء بينَما تَسيرُ بَعيدًا عَنه
تَركتهُ يُحدِق في الفَراغ يُحاول تذكّر اي شَئ كان
لَكن ذاكرتِه تَخونه لاولّ مرّة!
كَيف كان وَشمُها المُشوّه بِسببه؟
لحِقها فَوجدها تقفُ بِجوار ايڤا و جيمين تُحادِثهما مُبتسِمَة
انحصَر قلبُه في زاويَةٍ مُتألِمًا مِما سَمعه
خُصوصًا نَظرةُ العِتاب و اللومِ التي كانَت في عُيونِها ضِده
كأنهُ اجرَم في حَقّها!
جَمع انفاسَهُ و احتَلت السكينَة مَلامحه يَصنعُ تعابير جامِدَة لِمُقابلَة البقيّة ، وَقف في طاولَة مُنعزِلَة يقومُ باحتِساء الشَراب بِهدوءٍ و عُيونه تُراقِب الصبيّة قُبالته
كان يَستطيع تعقّب مارك و هو يُحاول الوصول اليها بِشتَى الطُرق و ذَلك ازعَجه لِذا بِمُجرّد ان رآها يَتوجه نَحوها نَهض مُتقدِمًا مِنها
كانَت الاجواء هادِئَة نَظرًا لِصُدور اغنيَة رومنسيَة من مُكبرات الصَوت تأذن للثُنائيات بِتبادل الرَقص ، امسَك بِيد سويون قَبل ان تَصلها قَبضَة مارك ثُمّ جَذبها ناحيتِه يُحدق في عُيونها بِمُجرّد ان ناظَرتهُ بتعجّب
وَجدتهُ يَبتسِم بِهدوءٍ قَبل ان يَنطِق " لِنَرقُص "
لَم تستطِع الاعتِراض فَهو جرّها طَوعًا الي مُنتصفِ الساحَة حيثُما تتمايل الثُنائيات ، اهتّم بِوضع يَديها على اكتافِه و النَظر بِعُمق بِداخل عَينيها
" مالذي تَفعله؟ انا لا اُجيد الرَقص دَعني " هَمست لهُ بانزِعاج تودّ الفِرار لَكّن يَداهُ التي احتَضنت وِسطها مَنعتها من الهُروب ، بَل جَذبها ناحيتِه يودّ الهمس في اُذنِها و القَول " مارك يُنبّش عن الفُرص للاختِلاء بكِ ، ابقيّ بالقُرب منّي كي لا تتأذيّ "
حَدقت في عُيونِه و هي تَقرِن حواجِبها بامتِعاض ، اجابَتهُ بِصَوتٍ هادِئ " كِلاكُما مُؤذٍ ! "
" و ان قُلتُ انّي اسِف؟ " تَحدّث برويّة يَرى الصَدمة تعتلي مَلامِحها ، تعابيرِها مُنذهلَة و هي تباغثه بِنظراتٍ مُتعجبة " بِهذه السُهولَة ؟ "
حرّك رأسِها ايجابًا يَجعلها تتناغَم مَع الايقاع بَين يَداهُ بِسلاسَة
" لِما تتأسف بِهذه السُرعَة؟ رُغم انك لا تَذكُر خَطأك! " نَطقت و هي تَقطبُ حواجِبها مُستغرِبَة مِنه ، استَمعت اليه يَقول مُوضحًا وِجهَة نظرِه " سَواء اكنتُ اذكُر ام لا ، دام ما فَعلتهُ أذاكِ و لو بِمقدار انشٍ فانا مُتأسِف "
ابتَلعت لِسانِها و ظلّت تَستمعُ اليه و هو يُضيف " لا اعرِف مِقدار خَطئي ، و لَن استطيع تَبريرِه ، لكنّي و بِكل صِدقٍ لا انوي ايذائُكِ " تلتمِسُ الصِدق في عُيونِه ، لَكّن الشُكوك لا تَكّف عن مُحاوطَة عَقلها
تُفكّر بِافراط ثُمّ تَهمسُ قائِلَة " لا استطيعُ تَصديق سِياسيّ بارِع في انتِقاء كَلِماته! الرِجال البارِعون في الكَلام هُم الاخطرِ حتمًا "
ابتَسم على طريقَة تَفكيرِها ثُمّ نَفى يَعترِض " من كِثرَة الاشخاص ذواتِ الشَخصيات المُتلاعبَة صِرنا ان رأينا رَجُل يَتسِم بشخصيَة مُتزنَة نُشكك في أمرِه "
" لَن اكذِب و اقولُ انّي لستُ ماكِر ، شَخصيتيّ كَسياسيّ تَختلف عَن شَخصيتي ما اُسرتي و المُقربون منّي ، فهُم لهم الحَق و المقام الاول في اهتِمامي و حُبي ، اولستُ اعيشُ من اجلِهم؟ "
كَلامهُ مُريح
على الرُغم مِن انّها تراهُ نَقيًا
لَكنها تَخافُ لِفرط اتقانِه في انتقاء الكَلمات الجذّابة
اصبَح لديها رُهاب يُصعَب تجاوزه بِفعل زَوجِ امها
هي صامِتَة كُل ما تَفعله الاستِماع الي حَديثه ، تَراهُ مُراعٍ لَها كَمُبتدئَة في الرَقص اذ اجاد جَعلها تُسايرِه دون اقترافِ الاخَطاء
قام بِجعلها تَلتفُ حَول نَفسِها ثُمّ اعادَها نَحوهُ حتّى واشَك صَدرها على الارتِطام بِخاصتِه ، بِداخل عقلِها سُؤالٍ تودّ طَرحه فَلم تَتردد
" ماهي مَصلحتُك انت مِن حمايتي؟ "
اجابتهُ جاهِزَة بالفِعل
قالَها دون مُماطلَة او التَطرّق لطرق مُلتويَة
" مَصلحتي ان تَكوني بِخَير "
زمّت شِفاهها و مَنحته فُرصَة اقرَب في تأمل مَلامِحها البهيّة
لِتوه لاحظ انّ مُستحضرات التَجميل لم تَستطِع اخفاء النَمش الذي تمتلِكه!
تبسّم و لَم يستطِع ان يَكبح اطراءه بَل قال
" تَملكين الكَثير من النَمش ، الجَميل "
لا تَعرِف لِما تستمّر بالخَجل كُلما اطرَى عَليها
تَكرهُ فكرَة ان احمِرارها يَفضحُ حياءِها لِذا اشاحَت بِوجهها للنحوِ الآخر
" لا افهم لِما اهمك ؟ ما عِلاقتك بي؟ "
عاودت التَحديق بِه حينَما خفَ احمِرارُها و استعادَت جُزء من سَجيتِها
تتوق لاجابتِه التي تَلاها بِسُؤالٍ آخَر
" الم تُخبرك والِدتكِ من اكون؟ "
عَقدت حواجِبها تُنفي بِرأسِها ، لَفت رأسِها تنظُر نحو والِدتها التي تُحدق بِهما ثُمَ عاوَدت النَظر اليه مُتسائلَة " مَن انت؟ "
مَلئ صَدره بالاوكسِجين على صِدد اجابتِها
يَظنّ انهُ الوقت المُناسِب لاخبارِها كَم هي مُهمّة بالنسبَة اليه..!
في الوَقت الذي تجهّز بِه لاخبارِها تَغيرت الموسيقى لاخرى تُناسب اجواء يوم الميلاد لِذا رَفع عُيونِه يُحدق في تِلك الكعكَة الضَخمة
ابتَعدت سويون عَنه تُحدِق في اُختها التي حَملت السِكين تودّ تَقطيعِها لِذا انشغَل الجَميع في التَصفيق و الغناء لَها
شاَركتهم التَصفيق بابتِسامَة لطيفَة و هي تُناظر اُختها الصُغرى التي تَرقُص بِحماسٍ بالِغ ، الوَزير يَنتصبُ وراءِها تمامًا بينَما يَحتسي من كأسِه بِتروٍ
دَنت يونسون لِجذب سويون مَعها للمُشاركَة في الصورة العائِليَة بالقُرب من سولبين و مارك لِذا احتَضنت الصُغرى امها بِمُجرّد ان وَقفت بِجوار الكيك
كانَت تجذِبُ الجَميع بِجمالها المُميز
الكُل يتحدَث حول ابنَة زَوجة مارك..!
و يتسائل عن سَبب عدم ظُهورِها في المُناسباتِ من قَبل
ذلك الانتِباه المُفرط لَها جَعل الدماء تَغلي في عُروق مارك
لَكنه يُحاول الحفاظ على صورتِه امام الملئ فَراح يُزيّف ابتِساماتٍ مُجاملَة
التَقطوا الصُور و قَطعت سولبين الكيك ثُمّ راحَت الي اُختها الكُبرى قائِلَة " سويون هل تَذهبين مَعي لالتقاء الصور مع الخَيل؟ "
لَم تُمانع الكُبرى بَل رحَبت بابتِسامَة لطيفَة " حسنًا لِما لا؟ "
مَشت مَعها بِهدوءٍ لِتُحدق سولبين في صَديقِها تَغمز لهُ قَبل الاقدامِ مَع اختها نَحو الاسطَبل ، ابتَعدوا عن الحَفل بشكلٍ كافٍ جَعل الضَجيج يَخف
نَظرت سولبين الي اُختها تَمد لها الهاتِف " خُذي صوريني جيدًا "
انتَشلت سويون الهاتِف تومِئ ايجابًا " حسنًا "
لَم تبخَل عليها في تَصويرِها بِضع لَقطاتٍ بِتركيزٍ و فَناء ، دَنت سولبين منها تُطالع تِلك الصور بانزِعاج " الاضاءَة هُنا سيئَة ! انتظريني ساذهبُ لجلب الكاشِف و اعود "
" دَعيني اذهبُ معكِ " تَحدثت الكُبرى فهي تَخافُ من الظَلام ، ان غادَرت سولبين بالهاتِف فَستكونُ رؤيتِها سيئَة ، بل سَتنعدم تمامًا
" مابكِ سويون هل انتِ جبانَة؟ تُشعريني اني اُختك الكُبرى " سَخِرت الصُغرى بينَما تُرجع شَعرها الي الخَلف بِغُرور " انتَظريني ساعود! "
لم تُفسح لَها مَجالاً للمُناقَشة ، بَل غادَرت مُسرعَة تترُك اُختها بِمُفردِها تُناظر الارجاء بِخَوف ، تشبّث سويون بِتنورتِها تَبتلعُ ريقها بِذُعر
" هي سَتعود ، اليس كَذلك؟ " هَمِست
مَرت بِضع دقائِق قَررت فيهم التَوجه الي الاحصنَة للمَسح على جَوادٍ مِنهم ، رُؤيتِها سيئَة لكنها تَتحسس الطريق بيديها كي لا تَقع على وَجهِها
لَرُبما تسقُط فوق الروث فَتُفسد تَبرُجها..!
مُجرّد التَخيل جَعلها تثبُت مَحلها حتى مَجيئ اُختها
استَمعت الي خُطواتٍ من الخَلف جَعلتها تبتسِم بسعادَة " اخيراً! سولبين عُدتِ..! "
احسّت باقترابِ هيئَةٍ لا تُشبه اختِها بتاتًا
ابتلَعت ريقِها تعودُ الي الخَلف بِهلع " م..من انت؟ "
انّه رَجُل حتمًا من طول قامتِه التي تستشعِرُها بوضوح
هي عَلِمت مُراده حتمًا حينَما انتَشلت يداهُ وِسطها رُغمًا عَنها يَعزم على تَقييدِها ..!
هي بِلا شَك
في ورَطة ..!
يَجلسُ جيون فَوق كُرسيه بِمَلل ، يَرى ابنتِه تأكل الكيك مع جيمين في الوَقت الذي لَمح فيه سولبين ترقُص مع اصدقاءِها
عَقد حواجبه يَعتدلُ في جَلستِه مُتسائِلاً " اين سويون؟ رأيتها تَسيرُ مع سولبين..! " استَقام من مَكانه يَبحث عنها بَين البقيّة
وَجد يونسون كَذلك تُفتش عن ابنتِها بِقلق لِذا اسرَع نحوها يَستفسِر " اين سويون؟ " حَدق في عَينيها باهتِمام يَجِدها تُنفي قائلَة " الم تكُن معك؟ "
" لا! تَركتها معكن انتِ و سولبين! " هَتف مُجيبًا اذ انقَبض قلب يونسون بِهَلع ، ابتَلعت ريقِها مُتحدثَة " عَلينا البَحث عَنها بسُرعَة "
اسرَع في تَفقد كامِل المَعازيم و لِحُسن حظّه انهم لا يَتعدون الثَلاثين
عَرِف انّ الصبيَة لَيست بينهِم لِذا راح يَبحث حَول البيت في الوَقت الذي دَخلت فيه يونسون الي المنزِل للتَفتيش هُناك
كان قَلبهُ مَقبوضًا لِسبب يَجهله
يودّ ايجادِها و قَد سَمع صوت مُناجاتِها بالفِعل..!
حيثُما اقتَرب من ذَلك الاسطبَل يَراها ساقَطة على الارض في الوَقت الذي يُحاول فيه شاب يَعتليها في انتهاكِ حُرمَة جسدِها
وسّع عَينيه بشدّة لِيقترِب مِنه مُسددًا رَكلة قويّة على كَتفه تَسببت في تَدحرُجه بَعيدًا عن جَسدِها النَقيّ ذاك!
كان يَرى ثيابِها مُمزقَة مِما ادَى لِتمزق روحِه!
اسرَع في الانخفاضِ اليها يُمسك باكتافِها لاجلاسِها
جَسدُها يَرتعِش بشدّة و عُيونِها لا تَكّف عن البُكاء و الشَكوى
لم يُطاوعه قلبه عن سُؤالها ان كانَت بِخَير..!
فهي حَتمًا ليسَت كَذلك
هي لا تَستطيع رؤيتِه لَكنها تشعُر بِه بالقُرب مِنها لِذا تَمسكت بِذراعه و هي ترتعِش بِخَوف " ان..ان "
ضَمها اليه من الجانِب يَمنعُ حديثِها ، احاط كتفِها بذراعِه يَمسحُ عليها بِرفق هامِسًا " هِشش ، لستِ بحاجَة للحَديث "
رَفع عُيونِه السَوداء يُحدِق في ذَلك الشاب الذي حاوَل الفِرار بِحدّة ، كانت بِجوارِه حَجرة امَسكها يُلقيها عَليه حتّى اصابَت قدمه فَتسببت في وقوعِه
لم يستطِع مَنع ارتِجاف جَسد الصبيّة حَتى باحتضانِها
بل استمَرت بالارتِعاش و هي تَشهق بِبُكاء بشكلٍ آلمه بِقسوَة
صَرخ الشاب بألم حينَما اصابتهُ الحَجرة ثُمّ اعان الوَزير جَسد الصغيرَة يوقِفها مَعه مُتفقدًا ثيابِها المُمزقَة ، كانَت تُحاول سَتر نَفسها بيديها لَكنها عاجِزَة عن ذَلك
تَبكي بِحرقَة بينَما تُخفض رأسِها بعيدًا عن مُتناولِه
احسّ بغصّة تَكبُت نَفسه فَلم يَتردد في مَنحها سُترته
لَفها بِها و غَطا كُل ماهو مَكشوفٍ يُلملمها بِقطعَة ثيابِه
" انتِ بِخَير الان هِمم؟ لا تَبكي " هَمس مُواسيًا ثُمّ رَفع رأسهُ الي جيكوب الذي جاء راكِضًا بِمُجرّد ان ضَغط جُيون على سَماعته يُرسل انذارًا الي رِجاله " ما الامر سيدي؟ "
" ذَلك الحَقير امسِكه " هسهس جُيون بِحدَة لِيرَى اقتِراب مارك و يونسون مِنهُما بِسُرعَة ، دَنت يونسون تركُض من ابنتِها تراها باسوء حالاتِها ، شَهقت بِذُعرٍ ثُمّ قالَت " مابكِ سويون؟ مالذي حَدث لكِ؟ "
حَدقت في جُيون الذي يَقبض عَلى يدِه بقوّة ، كان الغَضب يشّع من عُيونِه إذ بَرزت عُروق رَقبتِه لهول عَصبيتِه " ذلك الحَقير حاول الاعتداء عَليها "
كان يُناظر الشاب الذي تمّ امساكِه من قبل جيكوب يَجرّه ناحيَة الوَزير ، سَدد لهُ جُيون لَكمة في مُنتصف وَجهه جَعلتهُ يَثور مُحتجًا " انا لَم اقُم بالتعدي عَليها ! هي مَن قامت باغوائي "
وَسعت سويون عَينيها بِصدمَة تَرفعُ رأسِها نَحوه بِعدم تَصديق
تَمسكت بِسُترة الوَزير بقوّة مُدافعَة عن نَفسها " ك..كاذب "
انهال عَليه جُيون بامساكِه من ياقتِه يَعزم على خَنقه " و تجرأ على فَتح فمك القَذر ايها الحُثالَة " هَسهس يَلكمهُ بِعنف
سارَع مارك في امساكِه من ذِراعه مُهسهسًا " جُيون دَعه! افقَدت عقلك؟ انّه ابن نائب رئيس البلد "
نَظر الوَزير تِجاه مارك بِدهشَة اذ رَفع حاجِبه ساخِرًا " و ان كان الرئيس بِحد ذاتِه ، ساقتلهُ بيداي هاتان اسمِعت؟ "
جاءَت ايڤا تَركُض يَلحقها جيمين و تايهيونغ رِفقة سولبين التي شَهقت مُمثلَة الصَدمة " مالذي يَحدُث؟ "
حَضُر والد الشاب الذي وَجد ابنّه مُقيد من رِجال جُيون بشكلٍ جَعله يَقبض على يَدِه بِغضب " لِما تُقيّد ابني حَضرة الوَزير؟ "
ناظَرهُ جُيون باهتِياجٍ يُشيرُ على الشاب بسخطٍ قائِلاً " اسأل مالذي فَعله ابنك العاهِر حَتّى يتم تَقييدِه "
اقتَربت ايڤا تَقف بِجوار سويون من الناحيَة الاخرَى حيثُ كانَت والدِتها تُعانقها من الجانِب للمسحِ عليها بِرفقٍ لعلّها تُخفف مِن ارتِعاشِها
" انتِقي الفاظك بِعنايَة ايها الوَزير! " هسهسَ نائب الرَئيس بِغَضب يُناظر عينيّ جُيون الذي اُظلَمت حَدقتاهُ مُجيبًا بِحدّة " ان كنت عاجِزًا عَن تربيَة ابنِك ، فلا مُشكلَة لديّ في اعادَة تَربيتِه "
" ابي انهُ يَفتري عليّ ! اسأل سولبين ، اُختها كانت تُحاول اغوائي! " تَحدث الشاب مُدافِعًا عَن نَفسه بينَما يُشير على سولبين التي تَوترت تُحدِق في والِدها بِقلق ، ابتلعَت ريقِها فالجَميع ينتظرُ جوابِها الحاسِم
" جِيم مَعه حَق ، سويون من حاوَلت اغوائه " اجابَت الصُغرى تَلقى نَظرات صَدمة من اُختها التي واشَكت على الاغماء لِوقع تِلك الاجابَة عَليها
صَدمتها لا تَقّل عن يونسون التي فَغرت فاهِها بعدمِ تَصديق
كَيف اَمكن ان تَقفُ ابنتها الصُغرى ضِد الكُبرى ثُمّ تتهمها زورًا!
جُيون كان يُناظر الصُغرى مُندهِشًا اذ قال ساخِرًا " لَن اظلِمُكِ ان سَميتُكِ سَليلة ابليس..! "
حَدق في نائب الرَئيس الذي صاح غاضِبًا في مارك بِقوله " آخِر ما توقعته ان اُهان في مَنزِلك مارك! كَيف يتّم توجيه اهانَة كَهذِه لابني؟ هه كنت مُحقًا حينَما كنت تُخفي تِلك العاهرَة عن الانظار ! اتاريها كانَت تَخرُج و تُغوي الرِجال "
قَبض جُيون قَبضتهُ بقوّة يُحاول ألا يُمسكه من عُنقه ثُمّ يُطيح به ارضًا
صاح بِه مُنفعلاً " ان لم تكُن تُريد تَوديع مَنصِبك! فَزن كَلامك جَيدًا "
مَسح مارك عَلى وَجهه يَقترِب من جَسد سويون المُنصدِمَة ، ما واجَهته ليسَ سَهلاً ، خُصوصًا شَهادة اُختها التي قَسمتها نِصفَين..!
مَسكها مارك من ذِراعها
ظنّ جُيون انّه سيُواسيها لِذا لم يودّ التَدخل
لَكنهُ صُدم حينَما قام بِصفعها بقوة حَتى واشَكت السُقوط ارضًا لولا امساك ايڤا لَها ، نَهرها مُهتاجًا بينَما يصطّك على اسنانِه " ايتُها العاهِرَة ! كَيف امكنكِ الخُروج و اغواء الرِجال ؟ "
سَقط فكّ جُيون مَصدومًا مِما يَرى
ألتوِه ، صَفع صَبيتِه امام عُيونِه..؟
بَل نهرها و اطاح بِشرفِها قُبالَة من ودّ انتهاك حُرمتِها..؟
مارك أعلَن حَربهُ على الوَزير
و جُيون حَتمًا ، سَيقلبُ تِلك الحَفلة الي بِركَة دِماء
•••
9614 ✅
هلاو بناتي كيفكم ..؟
اتمنى تكونون بخير يارب
طبعًا ، الفصل عبارة عن فراشات لا مُتناهيَة في بدايتِه
بس نهايته 💔
🪐 كَيفكم مع الفصل..؟
🪐 كَقراء جُدد
كَيف توصفون شخصية جُيون..؟
🪐 بالنسبة لِجُزئية الحفلة؟
عارفين مشهد لما يخيط لها التنورة ، اخذ قلبي 😭
كنت اتخيله و مشاعري 🦋🦋
بعيدا عن كل شي فسطت ضحك لما قتله
ساحشر قطتي في انفك 😭
شخصيتها المجنونة بدات تطلع حرفيًا
🪐 اكثر جزئية نالت اعجابكم؟
🪐 سولبين الحقيرة؟
فعلاً ينفع يكون اسمها سليلة ابليس
🪐 شنو تتوقعون رد فعل جيون على يلي صار..؟
بكرا عندي امتحان تشريح عام ادعولي رجاءًا
و تفاعلوا على الفصل لاني تركت من دراستي علشان اكتبه لكم 😭
وراي تراكمات ضخمة
اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء
.
.
.
هذا لِبسها
هُنا لما تمزّقت التنورة قبل لا يخيطها لها 👀
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top