Husband | 05
Husband || زَوجي
اهلاً بِكم في الفَصل الخامِس 🫂
لُطفًا عزيزي القارئ
اترك خَلفك اثر جَميل يُشبهك ♥️
لا تَنسى وَضع تَصويتٍ مع تَعليقات على الفقرات لِمنح الرواية الحُب الذي تستحقه 🫂
لِنبدأ
•••
يَنظرُ الوَزير نَحو الرَجُل الذي يَحملُ القاذِف بين يَديه على صِدد اطلاقِه
كانَت نَبضاتِه تتسارَع بشدّة و هو يَشعُر بارتِجاف الصبيّة بَين يديه
ايعقُل سينقلبُ السِحرُ عَليه..؟
بَعدما جاء لِهدفٍ نبيل
سينتهي بِه الامر قَتيل!
عَليه ان يتصرّف ، الوَقت يُداهِمه
كانَ يودّ جَذبها الي حُضنه و الرَكض بِها بَعيدًا
لكّنه تَوقف بِمُجرّد ان رأى الرَجُل يَنسحبُ مُغادِرًا
عَقد حواجِبه قَبل ان يُخفض عَينيه السَوداء يُطالِع الصَبيّة التي تتشبّث بِه بِذُعر ، احتواها بِذراعه ثُمّ قرّبها منهُ يجتذِبُها معهُ الي البَيت حيثُما تمكُث امها في انتِظارِها بِقلبٍ هَلِع
تَمسكت بِخصرِه حينَما وَجدتهُ يحتضنها من الجانِب في حين انّها تزيدُ من قُوّة ضغطِها على القطّة تَرفُض افلاتِها ، احسّت بِلمساتِه على ذِراعِها التي لم تُشعرها بالنُفور ، بَل بالاطمئنان ..!
لاولّ مرّة لا تُخيفها لَمسة رَجُل
يَرِدُها الاحساسُ بالخَوفِ من الرِجال إذ تَعلم سوء نواياهِم عادَةً
اهو مُسالِم يبّث الدِفئ كَما تَشعُر؟
أم لانّ خَوفها يَجعلُها تطمئن لهُ..؟
كانَت تودّ رؤيَة وَجهه حينَما اوصلَها الي البَيت حيثُما تَمكُث امها ، لَكّنه غادَر دون أن تَشكره حتّى ، لم تَعد تشعُر بطيفه بِمُجرّد ان لاقَت حُضنًا حارًا من والِدتها التي تشبّثت بِها بقوّة " سويون ؟ هل انتِ بخير؟ "
ابتَلعت سويون ريقِها بِخَوف ، لازال المَشهد مُظلمًا امامَها فالكَهرباء مَقطوعَة بالفِعل ، تَمسكت بيد ايڤا التي جاءَت لتفقدُها إذ سألت عسليَة العَينين مُباشرَة " م..من ذلك الرج..الرجُل ؟ "
لَم تَتردد ايڤا في اجابتِها إذ قالَت مُباشرَة " انّه والدي! "
ابتلَعت سويون ريقِها بِبُطئ و قَد تزايدَت نَبضاتُ قلبِها حينَما عرِفت هويتِه!
حُبًا بالرَب اكانَت بين اذرُع جُيون قَبل قليل..؟
امّا بالنِسبَة الي شُعورها بالآمان رِفقته..؟
و قَد كان السَبب الرئيسيّ في فاجعتِها قبل سَنوات!
تبعثَرت افكارِها و لَم تستطِع التَحدّث ، بل صُعقت و بَقت مَصدومة تَقفُ بِدهشَة و هي تُناظِر اللاشَئ امامَها
سَمِعت صَوت صادِر من خَلفها إذ كان يَخصّ مُساعد الوَزير
" سيدي الوَزير وصّى ان يتّم نَقلكم الي مَكانٍ آمن ، تفضلوا مَعي لو سَمحتم "
لم يَعترِض احَد ، بل الجَميع انتَقل مَعه يُغادر من الباب الخَلفيّ للقَصر حيثُما كانت هُنالك سيارّة سوداء ضَخمة تستطيعُ حَمل اعدادِهم
صَعِدت سويون بالقُرب من ايڤا في آخر المقاعِد في حين ان والِدتها كانَت بجوار سولبين التي تُراسل حبيبها في هاتِفها بعدَما اطمئنت
كانَت تُسجّل مقطعًا صوتيًا تُسمعه اصوات طلقِ النار لتُثبت حَقيقة انّهم تعرضوا لِهُجوم ، خِتامًا قَد جاء جيكوب بيونمي النائمَة يَضعها مَعهنّ قَبل ان يَقود مُبتعِدًا عَن ذاك المَوقع
قام بايصالِهم الي قَصرِ جُيون
حيثُما نَزلن جَميعهنّ عَدا يونمي التي اقلّها الي بيتِها حيثُما اهتّم ابنها في انتِشالها و اخذِها الي غُرفتِها
نَزلت يونسون مع ابنتِها الصُغرى تَرى سويون التي عادَت الحَياةُ الي عَينيها بِمُجرّد أن رأت النور يُحيط حديقَة قصرِ جُيون
استَجمعت سويون انفاسِها تحمّد الرَب انّها بِخَير ، كان مُجرّد مَشهد مُخيف مرّ بِطلوعِ الروح ، مَشت بِخُطواتٍ هادئَة بِجانب ابنَة الوَزير التي تَمسحُ على ذِراعها تُطبطب عَليها بِرفقٍ كَنوعٍ من المُواساة
لازالت القِطّة بَين ذِراعيها
دَخلن الفتيات الاربَع و قد استَقبلتهنّ السيدَة كيم والدَة تايهيونغ الواقف خارِجًا ، جَلسن في الصالَة فاهتممَن الخادِمات في تَقديم العَصير و الماء لهنّ لتهدأتهنّ
لازالت الرَعشة تُسيطر على جَسد يونسون و ابنتِها الكُبرى
اما الصُغرى فكانَت تبتسِم مَع هاتِفها
" غُرفة الضيوف جاهزَة انستي "
صَدح صوتُ الخادِمَة تُخاطب ايڤا التي ابتَسمت مومِئَة
" خالتي ، سَتنامين انتِ و سولبين في غُرفَة الضُيوف ، في حين انّ سويون سَتكون مَعي ، ساُشارِكها غُرفتي " مَسكت بيد صديقتِها التائِهَة تُفكّر و عَقلها مَليئ بالتَشوّش ، لَم تكُن تَستجيب الي حِوارتهنّ حَتى وَجدت نَفسها تُسحب من قِبل ايڤا
دَخلت ايڤا الي غُرفتها و هي تَجّر سويون مَعها ، اغلَقت الباب عَليهنّ ثُمّ قالَت مُبتسمَة " سَنبيتُ سويًا هُنا! ما رأيك بأخذ حَمامٍ دافِئ يُهدئ من اعصابكِ؟ "
وَجدت سويون فِكرَة الاستِحمام جيّدة للتَخفيف عن حِدّة الضَغط الذي تَعرّضت لَه ، قامَت بمدّ القطّة الي ايڤا و قالَت " هل يُمكنك الاعتناء بِها ريثما اعود؟ "
مَسكت ايڤا القطّة و قالَت مُقهقهَة " يا! لِما جَلبتيها مَعكِ ؟ "
" خِفتُ ان يُصيبها مَكروه ، قد تَموت هُناك ، هذِه القطّة صديقتي " قالت سويون بِحُزن بينَما تمسحُ على رأس القِطّة بِلُطف ، اومأت الصُغرى ايجابًا إذ اجابَت بِصَدرٍ رَحِب " حَسنًا ساكونُ في انتِظارُكِ "
وَضعت ايڤا القِطّة فوق السَرير ثُمّ اتجهَت الي خزانتِها تَنتقي ثَوب نومٍ لاجلِ صديقتِها ، انتَقت واحِدًا ظنّت انهُ يُناسِبُها ، كان فُستان من الحَرير ، قَصير الطولِ يَميلُ الي اللونِ القُرمزيّ
قدّمتهُ اليها فاخذتهُ الكُبرى دون عَناء تَفقده ، ارشدتها ايڤا الي الحَمام لِتسير نَحوه بِهدوء تُغلق الباب بعد دُخولها ثُمّ تستندُ عَليه مُناظِرَة الفَراغ بِصدمَة
" ا..انا ك..كيف عانق..عانقته! ك..كيف لَم انف..انفر منه؟ "
قامَت بِملئ الحَوض بالمِياه الدافِئَة ثُمّ دَخلت في مُنتصفه تَحتضِن رُكبتيها الي صَدرِها بينَما تُعيد ذَلك المَشهد الي ذاكِرتها
تتذكّر الشُعور بالدفئ الذي داهَمها بِمُجرّد ان انضمّت الي صَدرِه
احسّت آن ذاك ان العالم بأسرِه آمن
على الرُغم من انّ الفوضَى كانَت تعمّ الارجاء..!
كَيف شَعرت بالاطمئنان في حُضن رَجُلٍ كان المُتسبب في وَجعها..؟
تثاقَلت انفاسُها و قَد بدأت اطرافها ترتعِد ما ان تذكّرت هَمسهُ في اُذنِها ، يُخبرها ان تَطمئّن ، و هي استجابَت..!
صَوتُه يُذكرُها بِرُجلٍ رأتهُ مُؤخرًا..!
ذَلك صاحِب الوقارٍ و الهَيبة
من يَتردد الي مَكتبتِها مؤخرًا
صاحِب الكِتاب
انتَابتها بِضعَة شُكوكٍ جَعلتها تَقرِنُ حواجِبها و هي تُفكّر
تُحاول رَبط الاحداثِ سويًا لَكّن عقلها يَخونُها
" مُستَحيل..!
جُيون بَشع و قَبيح و شِرير!
امَا ذاك ، صاحِب وَجه يفوقُ الوسامَة بِمراحل!
لَبِق الحَديث ذا هِندامٍ انيق و عُيونِه كانَت نقيّة ! "
احتَضنت رأسها بَين كفّيها تُفكّر بِتشتُت " الوَزير ايضًا من المُفترَض انّه بِهندامٍ جيّد! لَكنه خَبيث! سيظهرُ الخُبث على مَلامِحه بسبب افعالِه السيئَة ! "
" هُنالك الكَثير من الرِجال الوَسيمين
لَكن الخُبث يَظهر في عُيونِهم
امّا عن ذاك! فاستطعتُ التماس النَقاء بِه
عُيونِه و نَظراتِه على الرُغم من حدتها
الا انّها صافيَة لا تَحملُ مُكرًا!
يَستحيل ان يَكون هو "
نَفت بِرأسها تَطرُد تِلك الافكار عَنها ، قامَت بالدُخول اسفَل المِياه تُحاول الاستِرخاء و تَشتيت انتِباهِها لِذلك المَوقف
لَكنها لا تَستطيع..!
كُلما اغمَضت عُيونِها طرأ في فِكرها ذَلك المَشهد و هي في مُنتصف حُضنه
ما يُؤلِمها ، انّها سَنحت لهُ بالدنو مِنها دون ان تَنهره
لَكنها لم تتعرَف عَليه آن ذاك!
عقلُها مليئ بالصِراع
عَليها ان تُخفف من ضَغط التَفكير ذاك و إلا سَتُهلَك
•••
مارك الواقِف يَستشيظُ غضبًا في مُنتصَف ساحَة قصرِه المُدمّرة يُناظِر الارض بِشُرودٍ ، كان صامِتًا لا يتفوّه بِحَرفٍ واحِد مُتكتفيًا بضجيج الاحاديث الذي بِداخل رأسِه
انسحَب الفتيّة الذين هَجموا على سَكنِه و لَم يتمكّن رِجاله من امساكِهم
يُقابله الوَزير الذي يُجري اتصالاتِه بِهدف مُساعدَة صديقِه
خَتم اتصالاً للتَوّ و نَطق مُحدِقًا في الآسيوي قُبالته
" اجريتُ اتصالاتي للتَو ، لا تَخف سَنستطيعُ الامساك بِهم "
ربّت على كَتف مارك يُواسيه ، وَجه الاكبر سِنًا بَصرهُ الي مُساعِده مُستفسِرًا " اين زَوجتي و الفَتاتَين..؟ "
اندَفع جونغكوك لاجابتِه بِصوتٍ هادئ استَقطب بِه اهتمام الثاني " تكفّلت بِهم انا ، اخذتُهنّ مع ايڤا الي المَنزِل "
عَقد مارك حواجِبه بشدّة ، لم يُعجبه أمر اخذِهن الي بَيته لَكنه لم يُبالغ بِردّ فعله كي لا يأتي بِشُكوك الوَزير ، هو يَعرِف مِقدار ذكائِه و تَحليله لِرُدود الفِعل الانفعاليّة لِذا سَكت مومِئًا بِهدوء
" بِخُصوص الذي ذبّ هُنا ، ساقدمّ المُساعدَة باعطائِك البَيت الذي اشتريتهُ حديثًا عِند ضواحي البلدَة ، مكتوب باسمي لِذا لن يَصل اليه اعدائُك ، سَتكون بآمان " تَحدث الوَزير بينَما يُطبطب على ظَهر صديقه الذي نَفى مُعترِضًا
" كلاّ جُيون ، سأجِد بيتًا آمِنًا ، لن اُتعبك مَعي "
" انا اردّ الدَين مارك ، ما فَعلتهُ انت مَعي قَبل سَنواتٍ لم يكُن سهلاً ، لِذلك اعتَبره بيت مُؤقت الي حين ايجاد آخَر تستقّر بِه ، همم؟ " اصرّ الوَزير علَى موقِفه يُطالِع الرَجُل قُبالته إذ وَجده يُومئ بِقلّة حيلَة
ما حَدث مَعهُ سبب لهُ ضَجيج في رأسِه
لم تكُن افكاره مُرتبة كِفاية لاتخاذِ قرارٍ سَليم
و لِكونه يَثق بِجُيون ، فَهو يَعلم انّه لَن يضرّه
الوَزير اكثَر رَجُل آهِل للثقَة
إن رأى مِنك الخَير يُقابلك باضعاف
أمّا ان كان العَكس ..
فَهو لا يَرحم
ماكِر يَتخفّى وراء قِناع البَراءَة امام اعداءِه
تَراهُ مُسالِم
لكّن ما بِداخل عَقلِه خُبثّ يتخطّى ذا السِمات الشيطانيّة
اقتَرب احد رِجال مارك و بَين يديه رِصاصَة قَدمها الي سيدِه " سيدي ، الرَصاص المُستعمَل مِن قبل المُعتَدين كان مطاطيّ! انّه ليس طلق حقيقيّ "
انتَشل مارك تِلك الرَصاصة بينَما يقطبُ حواجِبه بشدّة " ماذا؟ مطاطيّ؟ "
كوّر على يَدِه بقوّة مُهسهسًا بِغضَب " اكانوا مَجموعَة اطفالٍ يُحاولون العَبث؟ " رَكل الارض بِقدمه بِهجميّة فلَم يستطِع كَبح غيضه اكثَر
حَدق في رِجاله يَصرُخ بِهم بانفِعال " مَجموعَة مُراهقين يَهجمون بِرصاص مطاطيّ لم تَستطيعوا التغلّب عَليهم؟ "
اخَفض الرِجال رؤسِهم بِقلّة حيلَة ، يَستمعون الي صُراخ سَيدِهم الغاضِب و هو يَقوم بِتوبيخِهم و نَهرِهم بهمجيّة جَعلت جُيون يَتراجع الي الخَلف
نَظر الوَزير تِجاه مُساعده جَيكوب مُتحدِثًا " دَعنا نَذهب لِجلب المِفتاح الخاص بِالمنزل الذي سيُقيم به مارك و عائلتِه "
حرّك جيكوب رأسهُ ايجابًا ثُمّ رافق الوَزير الي سيّارتِه
رَكِبا سَويًا لِيُناظِر جُيون مُساعده مُتسائِلاً
" لِما الرَجُل تراجَع عن قَصف المُستودع..؟ "
حَدق في عَينيه يَنتظِرُ اجابَة مِمَن قال بِهدوء " قد أمرتهُ بالتَراجع بَعدما رأيتُك انت و الانسَة بالجِوار ، ان تمّ التَفجير سَتُصيبكم الشضايا و سَلامة حَضرتُك أهم "
تنفّس جُيون الصَعداء يَبتسمُ شاكِرًا لَهُ
احسّ بالعَجز لِوهلَةٍ آن ذاك
سَكت جيكوب لِبُرهَة ثُمّ قال ما طرأ في فِكره
" لكن المَمنوعات! مالذي عَلينا فِعله سيدي ..؟ "
اراح جُيون ظَهره على الكُرسيّ يُناظِر سَقف السيارَة بِشُرود ، اجاب بَعد تَفكيرٍ مُطوّل " سَنجدُ خُطّة بديلَة ، مارك سَيُحاول اخراجِهم قَريبًا لِكون اعداءِهم سيسمَعون بِالهُجوم لِذا حتمًا سيُحاولون استِهدافِه "
اغمَض عُيونِه يُدلّك جَبينه بِصُداعٍ يَجتاحه
جَمع انفاسَهُ ثُمّ سأل " اهتممت بِموضوع المَنزِل ؟ "
" قمتُ بِكل ما أمرت بِه سيدي "
•••
قَــبــل يَـومَــيــن
يَجلِسُ ذا السابِع و الثَلاثين من عُمره فَوق مَكتبِه يُقلّب افكارِه بِداخل رأسِه بِعنايَة ، تُراوِده بِضع حِواراتٍ يُحاول فيها التوصّل الي تَحليل منطقيّ
بَعد ان حاكَتهُ ايڤا مُؤخرًا عَن شخصيَة سويون و كَميّة الحَذر الذي يَكتسِحُها ، اضافَة لِسُؤاله عَنها عِند اساتِذها و مَعلوماتِهم حَول انطوائيتِها جَعلتهُ يُدرك انّ انسحابِها مِن البَشر ليسَ من العَدم
كانَت تمتلِك شَخصيّة ودودَة تُؤهِلها لِتكوين الصَداقات !
اذًا لِما هي حَذِرَة..؟
الا اذا كانَت تُخفي شيئًا لا تُريد لاحدٍ ان يَعرِفه
كَرجُلٍ مُلّم بِكَثير من المَجالات الطبيّة
يَعرِفُ كَيف يُحلل شَخصية المرء من سُلوكِه
و سُلوك سويون يُخبره انّها بِحاجَة الي المُساعدَة
هو قَلِق حِيالها ، لا يَستطيعُ التَركيز في عَمله لِفرط تفكيرِه بِها
يَخافُ انّها تتعرّض للاذَى و تتستّر على ذلك بِسُكوتِها و هَربها من البَشر
ارَهقه عَقله من التَفكير
لا يَستطيعُ التَدخل ان لَم تطلب مُساعدتِه
بأي صفَة يُواجِهها ..؟
هي سَتشُك بِه و تَزيد نُفورًا مِنه
رَفع عينيه السَوداء يُحدِق في مُساعده الذي دَخل و بَين يديه مَلف بِه بضع اوراق ، اعتَدل في جَلستِه يُحاول طَرد الهّم الجالِس عند وَجهه ذاك لِفرط تفكيرِه
لَكّن جيكوب لاحَظه بالفِعل لِذا لَم يتردد في سُؤاله " سيدي هل انت بِخَير ؟ "
مَسك جُيون كأس الخَمرِ الماكِث فوق الطاولَة قُربه
احتَسى مِنهُ القَليل ثُمّ همهم مُتضايقًا دون عناء الاجابَة
" لا تَبدوا كَذلك سيدي!
هل الامر يتعلّق بِتلك الصبيّة؟ "
يستمّر مُساعِده بِسُؤاله فَهو اكثَرُ من يَعرِف شَخصيتِه
كَما انّ الوَزير يلبِس ثيابًا سَوداء اليَوم
ذَلك تحديدًا ما جَعله يُدرك انّه في مزاجٍ سئ
لم يَستطع جُيون كَبح حديثه اكثَر ، عَليه مُشاركَة افكارِه لعلّ الضَغط الذي بداخِله يخّف ، جيكوب حَكيم و سيُجيد اعطاءِه الحُلول
" في الواقِع ، انا اشكّ في مارك " هَتف جونغكوك بينَما يَضع الكاس فوق المكتب بعدَما احتسَى مِنهُ القَليل ، نَظر في عينيّ جيكوب الذي سأله بِدوره " من ايّ ناحيَة؟ "
" لا أعرِف تحديدًا ، لكنّي اخشَى انهُ يُعامل سويون بطريقَة سيئَة او ماشابه ، رُبما لانها ابنَة زوجته فَلم يتقبلها؟ تصرفات الصغيرَة ليسَت طبيعيّة ، الخَوف واضِح من عُيونِها و سُلوكِها المُتردد ، تَفرُك يديها كَثيرًا و لا تَستطيعُ الجُلوس دون ان ترّج قَدمِها باستِمرار! " هَتف الوزير مُتضايقًا يُناظِر عينيّ جيكوب الذي حرّك رأسه تجاوبًا مع حَديثه
" سيدي انا بَحثتُ بِخُصوص سجلّها العائليّ مع مارك و لم اجِد شيئًا ، انهُ مُتحفظ بِما يخّص عائلته ، حَتى لا توجَد له اي مَقاطِع او صُور مع زوجته و ابنتِها من قَبل ، من الواضِح انّه يُحاول اخفاءِهنّ لِسببٍ مَجهول " فسّر جيكوب قائِلاً بينَما يُناظر عينيّ سيدِه المُنزعِج
يودّ المُساعدَة لكنه يَشعُر بالعَجز
لا يُمكنه سُؤالها لانها لن تُجيبه بالتأكيد بَل سَتتهرّب
حتّى ان عِلاقتها مع ايڤا لَيست بِذلك القُرب بَعد
تَحفّظها على نَفسها اكثَر ما يَجعلهُ يُوقن انّها لَيست بِخَير
دلّك جَبينه بِتعبٍ يَودّ البَحث عن حَلٍ يُرضيه
يُريد ايجاد دَليل يستطيعُ بِه قَطع شُكوكه تِلك
مُساعِده اقتَرح يُخرجه من سِرب افكاره بِقوله " سَيدي ما رأيك بِوضع كاميراتٍ خفيّة و اجهزَة تنصُت داخِل منزِل مارك؟ "
اقتراحه كان فاشِلاً بالنِسبَة الي جُيون
مارك مُحاط بِعَددٍ مهول من الحَرسِ و الحِمايَة
لن يَستطيع البتّة وضع اي اجهزَة دون اكتشافِها
نَفى يعترِض فَتلك فكرَة فاشِلَة بالتأكيد
جَمع انفاسِه و مَد يده يودّ اخذ المَلف منه " ارني مالذي جَلبته ؟ "
قدّم جيكوب المَلف الي سيدِه و تَحدث مُشابكًا يديه امامه بِمُجرّد ان فتحه الوَزير و بدأ في تَفقدِه بعنايَة " جاءتنا انباء حديثَة بأن مارك ادخَل شُحنة جَديدة من المُخدرات و الممنوعات حديثًا الي البَلد ، اذ انّه يُفكر بالتِجارة بِها عبر سُفننا البحريّة قريبًا "
كان جُيون يُراقِب الصُور التي التُقطت عبر رِجاله لِيقرن حواجبه يَرفع عيونه السَوداء نَحو مُساعده " السُفن التي سَتُقلع قريبًا سيكونُ بِها اسلحّة ثقيلة و ذخائر ضخمَة ! اي انّها مُراقبَة من الدولَة العُليا! سيتّم اكتشاف الممنوعات آن ذاك ، هل ناقشَك بِهذا الموضوع؟ "
" تحدثتُ مَعه و طلب منّي عدم التدخّل ، قال ان حديثه مَعك و انكُما تفاهمتُما على كُل تلك التَفاصيل لِذا جئتُ لاخبارِك قبل بدأ عملية التَهريب " تَحدث جيكوب بِهدوء مُخاطبًا سيده الذي بدأ بِفرك جَبينه بِعَصبيّة
سَيُحدث لهُ مارك مُشكلَة كبيرَة مع الدولَة ان تمّ اكتشافِ امرِه
" سيدي بامكانكِ الرَفض ، لا يُمكنك الانصياعُ الي افعالِه الغَير قانونيَة ، انت اقوَى مِنه و ذا سُلطَةٍ اعلَى " هَتف جيكوب بينَما يقطبُ حواجِبه بجديّة
ليسَ و كأن جُيون لا يَعرِف ما يَتوجّب عليه فِعله
لَكّنه مُضطّر لمُجراتِه ، على الأقل مؤقتًا
و لِكونه لا يَستطيع البَوحِ بها عَلنًا
سَيلجئ الي الطُرق المُلتويّة
" اتعرف اين تم تَخزين تِلك المَمنوعات..؟ "
حرّك جيكوب رأسِه ايجابًا ثُمّ قال مُتبسِمًا " نَعم ، رَصد رِجالنا بَعضًا من رِجاله و هُم يُخفونَها اسفل المُستودع المُنشئ حديثًا في حَديقَة منزِله "
سَكت الوَزير يُفكّر قَبل ان يَنطِق مُتسائِلاً " كَم يبعُد ذلك المُستودع عن المبنى السكنيّ حيثُ تقطن عائلته..؟ "
نَظر في عينيّ جيكوب الذي راح يُحاول ان يَحسب المسافَة ، اجاب بَعد لَحظاتٍ قائِلاً " حوالي سبعين مترٍ سيدي! "
ابتَسم جُيون بِمُجرّد ان بدأت خُطَة تُرسم داخِل عَقلِه
" اذًا ، لِنفترض ان ذَلك المُستودع تمّ تفجيرِه ، لن يُصيب مَنزله شيئًا؟ "
عَلِم جيكوب ما يُفكّر بِه الوَزير جِدًا لِذا اومَئ تجاوبًا مع حَديثه إذ قال " ذَلك صحيح ، لَن يتأثر المنزِل باستعمال نوع قاذِف صَغير "
اضاف بَعد سُكوتِه لِبُرهَة " لكِن ، لا يُمكننا استِخدام اسلِحتنا او اي من الذخائِر التابعَة للدولَة البريطانيّة لانّه سيتمُ الكَشف عنها لاحِقًا و البَحث في سجّلك ، ستتعرّض الي مُحاسبَة قانونيَة و مارك سيعلمُ انك الفاعِل "
ناظَره الوَزير و هو يَقطبُ حواجِبه مُهمهمًا " اعرِف ، لن استخِدم اي سِلاحٍ تابِع لنا لانّه سيدّل عَليّ لاحِقًا ، عَلينا البَحثُ عن تاجر يبيعُ الاسلحّة المُهربّة و المَجهولة لاستخدامِها كيّ نُبعد الشُبهات "
شابَك يديه امامَهُ يُناظِر عينيّ مُساعِده ثُم تبسّم بمُكر " ساجهّز هُجومًا مُزيفًا على قَصرِه ، مِنهُ استقطبُ انتِباه حَرسِه و رجالِه كيّ افجّر المُستودِع و نتخلّص من تِلك الممنوعات ، و ايضًا سيجعلهُ ذَلك يُفكّر في الانتِقال من منزِله لشعورِه بالخَطر يُداهمه لِذا "
انتَشل كأسَهُ يَتجرّع مِنهُ بِبُطئ مُضيفًا " ساقترحُ عَليه بِصفتي الصَديق الجيّد كيّ اُعطيه المَنزِل الذي اشتريتهُ حديثًا عند ضواحي المَدينَة كيّ يَقطن بِه مؤقتًا ، اودّ ان يتّم تجهيزِه و احاطتِه بالكاميرات الخفيّة حتّى استطيعُ التنصّت عَليه و فَهم مالذي يَحدُث داخِل بيتِه "
سَكت لِبُرهَة يُفكّر بِعُمقٍ قَبل أن يُكمِل مُضيفًا
" قَبل كُل شَئ ، اُريد ان يَتّم استِخدام رصاص مطاطيّ ، الرصاص القادِم من الهُجوم قد يُصيب المبنَى السكنيّ مِما يُؤدي الي ضَرر لاصحابٍ المَنزِل! لِذلك علينا اخذُ هذِه النُقطة عَين الاعتِبار "
ابتَسم جيكوب مُهمهمًا إذ اومَئ تجاوبًا مَعهُ ثُمّ قال " حاضِر سيدي ، سابدأ بِتجهيز رِجالنا و البَحث عن تُجار الاسلحّة المُتخفين "
" اعرِف من ايَن اجلِب الاسلحَة ! " هَتف جونغكوك بِهدوء بينَما يسكُب لنفسه من قنينَة الويسكي ثُمّ اضاف مُبتسِمًا بِجانبيَة
" اندَه لي على تايهيونغ "
•••
كانَت خُطّة جُيون مُحكمَة و تَسيرُ بِشكلٍ جيّد و مُرضي
الي حين اجتِماعه بِسُويون و رؤيَة مارك يتهجّم عَليها
لم يَكبح غَضبهُ و اضطّر للتّدخل شَخصيًا آن ذاك
تواجَد حَولها و اراد ضَمان سَلامتها بِقُدوم ابنتِه
كان يَظنّ ان كُل شَئ سَيسيرُ كَما خَطط لهُ
الي الحين الذي خَرجت بِه الصبيّة و كادَت ان تُقتَل
خالَف ذَلك حَبكة خُطتِه حينَما خرجَت من المبنَى السكنيّ
كان يَعلمُ انّ كانَت بالداخِل لن يُصيبها مَكروه لِكون رِجاله هَدفهم مُحدد
و اسلِحتهم لَيست قاتِلَة
لَكِن ان غادَر أحدٍ مِنهم ، سَيتسببُ ذَلك بِمقتله مِن تصادُم الطَرفين
فَرِجال مارك اطلاقِهم للنار حَقيقيّ
يَكادُ يَفقد صَوابه كُلّما تذكّر المَشهد و تَخيّله
ماذا ان جَرى لها مكروهًا و كان هو سَببه..؟
ماذا لَو لم يتدخّل جيكوب ..؟
تنهّد بِثقلٍ يَركُن سيارتِه بِجانب حديقَة قصرِه بعدَما عاد لِتوه من جَولتِه حَول المدينَة ، اراد تَصفيَة ذِهنه بالتِجوال قليلاً و تناسي افكارِه المُرهقَة
ارتَجل مِن سيارتِه يُغلق الباب من خَلفه ثُمّ يسيرُ الي الداخِل بِخُطواتٍ مُتثاقِلَة ، وَجد مارك بالداخِل بعدَما اتى لِقضاء الليلة مَع عائلته فَلم يُمانع قُدومِه
كان هدف مارك الاساسيّ ألا يَنفرد الوَزير بِزوجته
اكتَفى بالقاء التحيّة و هو يَجّر اقدامِه نَحو الدَرج
يَصعد بانهاكٍ فالساعَة تتجاوز الرابِعَة صَباحًا بالفِعل
ودّ ان يَنزِل لالقاء نَظرةٍ على ايڤا لَكنه تذكّر وجود سويون بالجِوار
لم يُرد التَدخل بينهنّ فتظنّه مُتطفّل لِذا اكمَل صُعوده
جَلس في مُنتصف جَناحِه يَحملُ بين يَديه صورةٍ لطِفلة رضيعَة تبتسِمُ للكاميرا ، ابتَهج قَلبهُ و كادَت اعيُنه ان تَدمع
" اتُصدقين اني عانقتُكِ اليَوم؟
لَكن ليسَ و انتِ رضيعَة!
بل و انتِ صبيّة راشِدَة
لازلتِ تَملكين ذات الرِقّة
و الشُعور الآمن في حُضنكِ..! "
بَلل شِفاهه بِلسانِه يُرتّب حُروفِه و عُيونِه تتأمل نُعومتِها ، طِفلة لا تتجاوَز الشَهرين تستوطِنُ حُضنه بِداخل تِلك الصورة
اكمَل مُعبرًا عمّا يُخالِجه
" لو كُنتُ اعرِف ان حُضنكِ سيُخفف ثِقل كُل هذه السنين
لَكنتُ عانقتُكِ مُنذ أن رايتُكِ لاولّ مرّة ! "
احتَفظ بِتلك الصورة داخِل قلبِه لِفرط حُبّه لَها
استَقام مُتجِهًا الي الحَمام كَيّ يَستحم و يُخفف ثِقل اليَوم
قَلبهُ سَعيد لانّه يَعلم انّ تِلك الصبيّة في مَنزِله..!
•••
كانَت سويون جالِسَة فوق فِراش صديقتِها النائمَة
بِمُجرّد ان خَرجت من الحَمام وَجدتها تَغط بِنومٍ عميق لِفرط التَعب
لم تَستطِع تَجفيف شعرِها و مَلئ الحُجرة بالضَجيج لِذا تَركتهُ مُبللاً
كَانت تنظُر الي ثوبِ النَوم عَليها في المِرآه
بَدت كإمرأة ناضِجَة ذات قوامٍ انثويّ جذّاب للغايَة
لأولّ مرّة تَرى نَفسها بِتلك الصورَة
لا تُحب شِراء مَلابس النَوم الفاضِحَة
فَكُلّ ما تَمتلكهُ في خِرانتها ساتِر و طَويل جِدًا
تُحاول اخفاء مفاتِنها قَدر امكانِها
عَلى عكسِ ايڤا فَكُل ما بِخزانتِها فاضِح
خُصوصًا مَلابِس النَوم
تدفقّت الحُمرَة الي وَجنتيها ، احسّت بالخَجل و هي تتأمل نَفسها
هي فَتاة شديدَة الحَياء و الخَجل
دلّكت رَقبتها باحراج لِتلتفِت تَبحث عَن قِطتها ، لم تَجِدها في الجِوار لِذا خَرجت تنَدهُ عَليها لعلّها تَلمحها
وَجدتها تَصعد الدَرج لِتُسرع نَحوها تَلحق بِها ، اوصَلتها الي مَمرٍ طَويل بِه العَديد من الغُرف و كَمُحاولَة من القطّة للهرَب هي دَخلت لاحد الاجنحَة ذات الباب المَفتوح
وسّعت سويون عُيونِها لِتقوم باللحاقِ بِها بِسُرعَة ، دَخلت من خَلفِها تُناظِر تفاصيل ذَلك الجَناح الملكيّ
تَوقفت عِند المَدخل تُراقِب تصَميمه الراقيّ
كان دا ألوانٍ مُشرهَة
مَزيجّ بين الابيض و البُني الفاتِح مَع الرماديّ
النَظر الي اثاثِ هذا الجَناح و الوانِه الهادئَة تُعيد الروح
لَم تهتّم بِتفقده اكثَر بل ارادت البَحث عن قِطتها التي راحَت تقفز في الجِوار و تَعبثُ بالستائِر ، وَجدتها تَذهبُ للقفزِ على السَرير لِتُسرع نَحوها تُمسِكها بانزِعاج " الي اين تَخالين نَفسك ذاهبَة؟ "
كانَت القطّة هادِئَة للدرَجة التي تَجعلها لا تُحب المِواء
فَقط تُطالع سويون بِعَينين برئتَين تتخَبط مُحاولَة النُزول
ضمّتها الصبيّة اليها قائِلَة " هيّا سَنذهب "
في الوَقت الذي ارادَت فيه قَطع ذلك الشَوط الي المَخرج استَمعت الي صَوت ادارَة مِقبض احد الابواب في الزاويا
تجمّدت الدِماء في عُروقِها لِتُوسع عَينيها بِصدمَة ، نَظرت نَحو الباب الذي يَبعُد امتارًا عَنها ، ان رَكضت للخارِج لن يَكفيها الوَقت ، بل سَيخرُج و يَراها
انقَبض قلبُها و هي تُفكّر بِكيفيَة التَخفي و الاختِباء
وَجدت ان اخفاء نَفسها اسفل السَرير فِكرَة مُناسبَة
دَفعت بِجسدها اسفل فِراش الوَزير تنكمِش حَول نَفسِها كيّ تُخفي كُل جُزء مِنها بِعنايَة ، استَمعت الي اصواتِ خُطواتِه القادِمَة صَوب الفِراش إذ احسّت بانخفاضِه لِجلب شَئ من فَوقه
كانَ جِهازه لغلقِ الباب و الستائِر إلكترونيًا
سَمعتهُ يُصفّر و هي يُدندن بِلحن اُغنيَةٍ ما
لا تُنكر ان صَوتهُ جَميل..!
لَكّنها ادرَكت للتَو انّها حَتمًا في جَناح الوَزير..!
لِذا نَظرتها لهُ انقلَبت
صوتهُ هو ابشَع صوت سَمعتهُ في حياتِها
تنقلبُ نَظراتِها للاشخاصِ حَسب مواقِفهم
عَزمت على التَشبّث بالقِطّة و نَبضاتُها تتسارَع بِذُعر
تُخمّن بِفكرَة ان وَجدها ، مالذي سَيفعله بِها ..؟
حَديث يونمي عَنه كَرجُلٍ يُحب اليافعات يتسرّب الي ذِهنها
بدأ الخَوف يتفاقَم بِداخلها و هي تَتخيّل ابشَع المشاهِد فوق هذا الفِراش
الذي هي أسفلَهُ الآن
انَكتم نَفسُها و باتت لا تَستطيعُ جَمع الاكسجين جيدًا
الخَوف بدأ يأخذ مَفعوله جيدًا
بِبغتةٍ
انطفئت كُل الانوار و اُظلمت الدُنيا في عُيونِها
احسّت بانخفاضِ السَرير ناحيتِها لِذا زَحفت مُسرعَة للنحوِ الآخر ما إن علِمت انّهُ تَمدد فوق سَريرِه ، كانَت تكتُم رَغبتها بالصُراخ بِصُعوبَة
هي تَطلبُ النجدَة بِصوتِها الخَفيّ الذي تشتمُ به قطتِها باستِمرار
تودّ الهِرّة الفِرار
لكّنها تُحكم عَليها جيدًا و تَحشُرها داخل صَدرِها
وَضع جُيون ذِراعه اسفَل رأسِه يَستعّد للغوصِ في نَومٍ عَميق
تَعب اليَوم كان كَفيلاً بِجعله يَنام دون الوَعي بِما يَحدُث حَوله
امّا الصَبية التي اسفَله
ما كان بيدِها حيلَة سِوا أن تستسلِم هي الثانيَة
قَررت النَوم و البَحث عن حَلٍ في الصَباح
بِلا شَك سيُغادر باكِرًا ثُمّ تَجِد طريقَة للخُروج
ان خَرجت الأن لَن تستطيع رُؤيَة شئ البتّة
بَل سَتتصادم مَع قِطع الاثاث ثُم توقِظه لينتهي بِها الامَر كَما فعل بِداخل مُخيلتِها الشنيعَة
لِذا التَزمت مَكانِها و حاوَلت الحِفاظ عَلى انفاسِها و التَخفيف من ذُعرِها
و لِكونها لا تَقّل ارهاقًا عَنه ، غطّت في نَومٍ عميق هي الثانِيَة
•••
يَقطبُ حواجِبه مُنزعِجًا و هو يُحرّك رأسِه الي الجهتَين يُحاول تجاهَل مَصدر الازعاجِ ذاك ، انقلَب على جانِبه فاحسّ بِقدوم انفٍ مُبلل يُحشر بداخل وَجهه
لَم تمر بِشع ثوانٍ حَتى بدأ يَعطِس بقوّة
جَلس مُنزعِجًا يُدلّك انفّه لِيرى تِلك القطّة البُنيّة فوق فِراشه
كانَت تُحاول ايقاظِه لِمنحها الطَعام كونها جائِعَة!
لَكنهُ استغرَب وجودِها في جَناحه ، بَل فوق فِراشه تحديدًا!
" مالذي جاء بِكِ؟ " سأل مُتفاجِئًا لِينظُر الي عقارِب الساعَة التي تُشير الي التاسِعَة صباحًا ، ودّ النُزول من فِراشه لِيشهق بِمُجرّد ان لَمح ذِراع تَخرُج من اسفل سَريره
رَفع اقدامِه بِسُرعَة عاليًا يُمعن النَظر بِتلك الذِراع البَيضاء
استَطاع ادراك هَويّة صاحِبتها عَبر شَئ واحِد!
اسوارتِها
تِلك الاسوارَة الفضيّة التي تحتضِنُ رِسغها
سارَع بالنُزول و الجُلوس على رُكبتيه يُبعد الغِطاء لِيكشف عَن هويَة مُقتحمَة جناحِه ، ازدادَت عُيونِه وسعًا ما إن رآها تنامُ بِعُمقٍ و التَعب يَكتسحُ مَلامِحها الناعمَة
لَم يتردد في جَذبها نَحوه و انتِشالها بَين ذِراعَيه ، حَملها بِحرصٍ لِيضعها فَوق الفِراش يتفقّد مَلابِسها الكاشِفَة..!
ابتَلع ريقِه فَهي تلبسُ احدَى مُفضلاتِ ألوانِه
الأحَــمـــر
قَد كان مِثالِيًا ضِد بشرتِها ناصِعَة البَياض
لا يُمكنه ان يُنكِر
جَلس بالقُرب مِنها يَراها تُريح رأسِها فوق وِسادتِه مُبتسمَة بِراحَة
بَدت انها حَصلت على نَومة سيئَة اسفل سَريره
جَعله ذلك يشعُر بالاستِياء من نَفسِه!
" كَيف وصلتِ الي هُنا؟ " سألها هامِسًا و هو يتأمل جَمالِها ، كانَت تَحملُ من الرقّة ما يَجعلُ عُيونِه تُطيل التَحديق دون مَلل
انتَشل يدِها يَرى تلك الاسوارَة التي تحتضِن رِسغها
ذاك السِوار الذي يَخصّه!
و يَحملُ نَقش اول حَرفٍ من اسمِه
تلمسّ نَقش حَرفِه بابهامِه يَصنع ابتِسامَة خافِتَة و في داخِله يَهمس " لازالتِ تحتفِظين بِه..؟ انهُ يُلائمك كَما لو انّه صُنع من اجلِك "
هَذِه المرّة لم يَمنع يَده من التَسلل و التَمسُّك بِخُصيلاتِها لِردعها بعيدًا عن مُتناول وَجهِها ، يَرى احتِقان وَجنتيها باللونِ الزهريّ فَيُدرِك انّها ذات حياءٍ عالٍ
يتذكّر خَجلها حينَما كان مَعها في المَكتبَة
طريقَة ابتِسامتها الخَجولَة تُطيح بِه دون وَعي
لَمح شامَة اسفَل اُذنِها
إذ كانَت في مَكانٍ مُلفت بشدّة
يدهُ المُستقرّة وراء اُذنها انخفضَت لالتِماس تِلك الشامَة باصبَعِه
يَتحسسُ عَليها فَيمنحها شُعورًا مُنزعِجًا إذ رأى عُبوس مَلامِحها
بدا انّه يُضايقها لِذا سُرعان ما جَذب يَدهُ بعيدًا عَنها يَكتفي بِمُشاهدتِها
يَبدوا ان الحُضن ذاك مَنحه الشجاعَة للدنو مِنها اكثَر!
هي دَومًا تَقطعُ عَنه سعادَتهُ بالالتِفاتِ الي النَحوِ الآخر و مُقابَلته بِظهرِها ، عَقد حواجِبه ما إن انزَلق شَعرُها عن بَشرتِها فَيُظهر شيئًا عِند كَتفها الخلفيّ يلفِتُ انتِباهه
قدّم يَدهُ يُبعد شَعرِها المُتناثِر كيّ يرى بِوضوحٍ ما لَفته
فإذ بِحُروفٍ انجليزيّة تَصعقُ عُيونِه
- I'M YOURS
انا مُلكك
تَحسس ذَلك الوَشم باصابِعه بِبُطئ
كان اقرَب للجُرحِ من الوَشم
تفّحصه مُنذهِلاً من وجودِه عَلى جَسد صبيّة بِعُمرها
اتمتلكُ عشيقًا او ماشابَه..؟
لا يَذكر انّه قَرأ شَئ مُماثل في سِجلها الذي حَفظه عن ظَهر قَلب!
ازدادَت حيرته و بَقا يُمعن النَظر بِه حتّى ايقَظه من سَهوتِه رَنين هاتِفه
استَقام من فِراشه و توجّه للردّ على مُساعدِه يُعلمه بِقُدومِه
عاد اليها يَقومُ بِتغطيتِها جيّدا لِيسير نَحو غرفَة تبديل مَلابسِه و القطّة تُلاحقه ، كان يَنزعج من وجودِها نظرًا لِحساسيتِه لَكنّه استسَلم اليها و خَرج رِفقتها لاعطاءِها الطَعام
حينَما دخل الي المَطبخ وَجد سولبين التي تقفُ بِجوار والِدتها رِفقة السيدَة كيم ، كبيرة الخَدم تُعّد الافطار في حين انّ يونسون لَم تستطِع الجُلوس دون مُساعدَة امّا ابنتها فَهي تسرِق الاكل و تتناوَله
دُخوله لَفت انتِباه الجَميع اليه مِن بينهنّ سولبين التي كادَت ان تغّص في طَعامِه و هي تُناظِر هيئتِه ، وَقاره و كاريزما حُضورِه مُميزَة
يَلبسُ بِذلة بَيضاء تُعانِق جَسده المُعضّل بِمثاليَة مُفرطَة
يتخطّى الوسامَة مُتجاوزًا قِمتها بِمراحل
" صباح الخَير " القَى التحيّة مُبتسِمًا يُحدق في يونسون التي حرّكت رأسِها كَردٍ عليه ، وَجه بَصرهُ الي السيدة كيم قائِلاً " هل يُمكنك مُناولة القطة بَعض الطَعام؟ " اشار بِعينيه على الهرّة التي تتشبّث بقدمه
دَنت سولبين مُسرعَة تحملُ القطَة على صِدد رَميها من النافذَة " هل فقدتِ عقلك ؟ تَلحقين بنا الي هُنا ايتها المُتسخَة ! "
على الرُغم من انّ جُيون لا يُحب القِطط
لَكنّه تذكّر مدَى تشبّث سويون بِها
بالنَظر الي شكلِها سابقًا و هي تُعانقها بكل تِلك القوّة
علِم انها مُتعلقَة بِها لِذا تدخّل يَردع سولبين عَنها
انتَشلها من بَين يديها و نَهرها بِقوله " انّها مُجرّد حَيوان أليف! مالذي تَفعلينه؟ " وَضعها فوق الارض فَقد بدأ انفه يَحكّه
انهُ ليس الوقتُ الأمثَل لاستيقاظ حَساسيتِه
" الا تَرى انها مُزعجة و مُتطفلة؟ " قالَت سولبين عابِسَة تَستغّل فُرصَة قُربها من جيون الذي كان يَحُك انفَه ، حَدق في عينيها مُشمئزًا لِينطق " ايًا كان! عليّ الذهاب الي عَملي الان "
ناظر يونسون المُهتمّة في اعداد طَبق سويون المُفضّل للافطار ثُمّ قال " بامكانكن البَقاء هُنا قَدر ماشئتن ، المَنزل منزلكنّ "
رَفعت عُيونِها العسليَة نحوه تُناظِره لِبُرهَة ، اكتَفت بِتجاهله و الدنو نَحو الخارِج لِترتيب سُفرة الطَعام ، تعجّب من تَصرُفها ثُم خَرج بهدوءٍ يُفكّر
- ايعقل ان مارك ملئ عَقلها ناحيتي ..؟
وارِد! مارك يَفعل اي شَئ
تلقّى اتصالاً من مارك الذي غادَر مُنذ السابعَة لتفقّد المنزِل الجَديد ، طلب منهُ القُدوم فَلم يتردد في تَلبية النِداء و التَوجه نَحوه
•••
تجاوزَت الساعَة الواحِدَة ظُهرًا و لِلتو بدأت سويون بِفتح عُيونِها العسليّة
كانَت تتقلّب بِراحَة فوق ذلك الفِراش المُريح تبتسِم باسترِخاء
بدأت ذِكرياتُ البارِحَة تمّر على مُخيلتِها إذ ادركَت انها نامَت ليلاً اسفَل فراش الوَزير!
شَهقت تُوسع عيونِها لتجلس بِذُعر تَنظر حَولها بِهَلع
وَجدت انها فَوق الفِراش لا أسفله!
مِما سَبب لها ذُعرًا اشدّ من الذي قَبله
تفقّدت نَفسها تَرى انّها تلبسُ ثوب النوم الفاضِح ذاك
في الوَقت الذي من المُفترض ان تكون فيه بِجوار صديقتِها
هي فوق سرير والِدها!
شَهقت بقوّة تُمسك رأسِها بعدم تَصديق " اين انا؟ مالذي يحدُث؟ لِما انا فوق السَرير؟ " استَقامت بِسُرعَة تودّ تفقّد نفسها بالمِرآه
اسوءُ خيالاتِها ان الوَزير قَد اختلى بِها و هي نائِمَة
تفحصّت نَفسها تتفقّد اي عِلاماتٍ على جَسدِها الذي سيُظهر بضع بُقع بفعل حَساسيتِه ان تعرّضت لايّ مُلامسات خارجيّة
وَجدت بشرتُها لازالَت نقيّة كَما هي لِذا ابتَسمت براحَة مُطمئنَة " حمدًا للرب ! لَكن لِما انا فوق سريرِه؟ "
قلّصت عُيونِها تُفكّر " ايعقل انّه من وَضعني فَوقه؟ هل رآني بِهذا الشَكل؟ " صَرخت بقوّة تُوسّع عُيونِها بينَما تقومُ بصفع جَبينها بصدمَة " ذَهب رزقُ زوجي في ذَلك الشَئ ! "
جَلست فوق الفِراش تُناظر انعكاسِها بالمِراه بِعدم تَصديق " يَعني افهم اني طيلَة هذه السَنوات احافِظ على جَسدي كيّ لا يَراه احَد ، في الآخِر يأتي عَجوز يأذن نَفسه بالتكشّف عليّ؟ " صرخَت بانفِعال
" كُله من ايڤا ، لِما تُعطيني البس مِثل هذا الشَئ الخاص بالمُتزوجات؟ لِما اساسًا تحتفِظ باشياء كَهذه لديها؟ " تذمرّت مُنزعجَة لِتبدأ بِركل الهواء باقدامِها و يَديها
بَعثرت شَعرِها الطَويل تُزمجرُ بِضيق
تُريد الخُروج في الحال لَكنّها تذكرّت انهُ الصَباح
الجَميع سيكونُ في انتِظارها بالأسفل و هي حتمًا لن تُقابل بهذا الشَكل
ما مَوقفها حينَما تُغادر من غُرفة الوَزير بِهذا اللباس الخادِش للحياء؟
" عليّ تغيير هَذا اللعنة حالاً " هتفَت بِغضب لِتسير نَحو غُرفة تَبديل مَلابِس الوَزير المليئَة بالثِياب الباهِظَة ، وَقفت في مُنتصفها تتخصّر و عُيونها تَجوب بَين اثوابِه
استَغربت من شَئ لَفت انتِباهها
غالِبًا الرِجال ذوي المناصِب العاليَة يَمليون للون الاسوَد!
لَكن الوَزير يُحب الابيَض!
و ذَلك واضِح فكّل ثيابِه تقريبًا بالوانٍ فاتِحَة
كَتفت يَديها الي صَدرِها تُمعن النَظر في مَلابِسه " الا يَمتلك اي ثِياب تَخّص زوجته الراحِلَة؟ او رُبما عشيقاتِه السِرّيات؟ " تَمتمت و هي تَسير نَحو اثوابِه تُحاول البَحث عن شَئ تَستطيعُ ارتداءه
لَم تجِد إلا مَلابِسه هو التي حتمًا سَتبتلِعها
اساسًا لا يَنفع ان تَلبسها و تَنزِل بِها امامهُم
ذلك سَيُسلّط الاضواء عَليها اكثَر
تذمّرت لِتشتمه بينَما تركُل مَلابِسه بِغضَب " مُتخلّف! اكرهك "
تراجعَت بِضع خُطوات الي الخَلف لِتلمَح اطار صُورةٍ فَوق طاولَة التزيين قبل خُروجِها ، عَقدت حواجِبها تَدنوا لِحملها حيثُ رأت وَجهًا هي تَعرِفه
ميّلت رأسِها بخفّة تَرى وَجه تِلك الطِفلة الذي يُطابق خاصتِها
عَقدت حواجِبها بشدّة تَرفع عُيونِها لِلنظر لِانعكاسها بالمِرآه مُتمتمَة
" هذه .. ان..انا ؟ "
وسّعت عُيونِها مُندهشَة ، اعادت النَظر الي صورتِها تُدير ذلك الاطار بَين يَديها بعدم تَصديق " مالذي تَفعلهُ صورتي هُنا؟ "
ابتَلعت ريقِها بِذُعر
هي بَدأت تخافُ اكثَر كُلّما تذكرّت كلام يونمي عَنه
و ذَلك الموقِف يزيدُها خوفًا
ايعقل انّه يترّصدها؟
وَضعت ذلك الاطار مَكانه ، لا تُريده ان يَكشف حَقيقة انّها رأته
سَحبت نَفسها من غُرفتِه بِحَذرٍ شَديد و عَقلُها مَليئ بالتَساؤلات
" ل..لما صورتي لد..لديه؟ " هَمِست مُنصدمَة ، ارادَت التَركيز على طريقَة للخُروج دون لَفت انتِباه الجَميع لَكنها فَشلت بالفِعل
بِمُجرّد ان خَرجت من غُرفتِه وَجدت والِدتها و ايڤا رِفقة تايهيونغ يَبحثانِ عَنها بِممر الغُرف ، و يالا حَظِها المِثاليّ الذي جَعلها تَخرُج في الوقتِ ذاته
تَصنمّت مكانِها قُرب باب جناح الوَزير تُناظر ايڤا التي صاحَت باسِمها ما إن رأته " سويون!! "
اسرعَت ناحِيتها تُمسك بِعضدها المَكشوف مُتسائلَة " اين كنتِ؟ كُنّا نبحث عنكِ طيلة الوقت! " حَدقت في عُيون الاكبر سِنًا المُتوتِرَة ، نَظرت سويون بِوجه والِدتها المُستغربَة و هي تُطالعها بِشَك
سَحبت ذِراعها بِبُطئ من قبضَة ايڤا مُجيبَة " ف..في الواق..الواقع "
ابتَلعت ريقِها فَلم تجد اجابَة تُبرر مَوقِفها ، حَدقت ايڤا وراءِها تتفقّد جَناح والِدها بعدم تَصديق " هل كنتِ مع ابي؟ " سألت بِشك جَعل الكُبرى تَصرخ مُعترضَة " لا! مالذي سَافعله مع والِدك هل جُننتِ؟ "
استَغربت ايڤا مِن انفِعالها المُفاجِئ لِتقترِب يونسون مِنها تَقوم بِسحبها من ذراعِها و اخفاءِها في حُضنها " قَلقتُ عليكِ حينما لم اجِدك! هل انتِ بخير ؟ " سألتها بعدَما احاطَت وجنة طِفلتها التي اومأت ايجابًا
" دَعينا ننزِل ، مارك سَيأتي لاخِذنا الي المنزِل " قالَت بينَما تمسحُ على ذِراعها مُبتسمَة ، عاوَدت التَحديق في عُيون ابنَة الوزير مُتحدثَة " هل يُمكنك اعطاءُها مَلابس تستطيعُ الخُروج فيها؟ "
ابتَسمت ايڤا تومِئ ايجابًا ، نَزلن سَويًا الي غُرفة الصُغرى و تايهيونغ يلحق بهنّ بِمَلل ، تَركهنّ أخيرًا لِيتجه لِمُراجعَة دروسِه بدل الالتفات الي تافهات أنستِه
هي اجبرتهُ رُغمًا عَنه بالبَحث عن سويون التي اساسًا لم تُغادر من المَنزِل
" هل سَنذهب الي منزِل جديد امي؟ " سألت سويون والِدتها بينَما تُناظر ظَهر ايڤا التي تَختار لَها ثِياب تُناسب ذَوقها " نَعم ، ذَلك ما يَبدوا " همهمَت يونسون مُتنهدَة بِضيق بينَما تُدلّك رَقبتها
لَمِحت دُميَة فوق كُرسيّ ايڤا جَعلتها تَقطبُ حواجِبها بخفّة ، دَنت مِنها بِضع خُطوات تَنتشلها بين يَديها مُتسائلَة " هل هذِه لكِ ايڤا ..؟ "
لَفت ايڤا رأسِها اليها تُحدق بِها ثُمّ اومأت مُبتسمَة " نعم خالتي ، انّها تَخصني ، كانت مَعي مُنذ ان كنت طفلة "
حَدقت سويون في تِلك الدُمية مُستغربَة ، استقامَت تقترِب مِنها لاخذِها من امها المُنذهلَة " انها تُشبه دميتي التي تصورتُ معها وانا صغيرَة "
نَظرت في عينيّ والِدتها الهادِئَة " مابكِ امي..؟ " سألتها مُتعجبَة ، بَدت مما لو انّها تُفكّر بِعُمق حَتى انفصَلت عن هَذا العالم كُليًا
نَفت يونسون مُبتسمَة " لا شَئ ! سادعكنّ تتحدثنّ و انا ساكونُ بالخارِج " تَركتها بِمُفردها تَسير نَحو الخارِج بِخُطواتٍ ثقيلَة
اغلَقت الباب خَلفها تُناظر الفَراغ بِصدمَة
" ا..اكانت تِلك الطفلة ! ايڤا؟ "
وَضعت سويون الدُمية فوق الفِراش و سارَت لارتداء المَلابس التي قَدّمتها ايڤا لَها ، جرّبت ان تَقيس بِنطال الجينز الذي كان ضيقًا عَليها كونها تفوقُ صديقتِها وزنًا لِذا اقترحَت ان تلبس احدَى فساتينها الواسعَة افضَل
رحّبت ايڤا بالفكرَة ثُمّ قدمّت لها فُستانًا يُناسبها
لَبستهُ و قَد كان طَويلاً اسفل رُكبتَيها يَميلُ للون البنفسجيّ
ذا اكمامٍ طويلَة يكادُ يُصبح فضفاضًا من اسفلِ الخَصر
سَرحت شعرِها الطَويل تَضعُ له شريطًا ابيض اللَون بِمُساعدَة ايڤا التي احتَضنتها من الخَلف تبتسِم و هي تَرى انعكاسِهما ضِد المِرآه " انتِ اجمل صَديقة حَظيتُ بِها "
ابتَسمت سويون بوديّة على حَديثها ثُمّ التَفتت اليها تُمسك بِكلتا يَديها مًجيبَة " و انتِ افضل صديقَة حظيتُ بها على الاطلاق! "
تبادلتا عِناقًا لطيفًا زاد مِن حَجم المودَة بينهنّ
ثُمّ اهتّمت سويون بالرَحيل رِفقة والِدتها و اُختها مع مارك
عَرضت ايڤا ان تَذهب معهنّ لاجل مُساعدتهنّ بِنقل ثيابِهنّ فَلم تُمانِع سويون في اخذِها مَعها
لِتوه جاء لِيقلهنّ الي مَنزل جُيون الجَديد
كان بَعيدًا عن المَدينَة بِبضع كيلومترات
تلتّف بِه طبيعَة ساحِرَة مَع الكَثير من الخضارِ الذي يَروقُ الصبيّة
و ما زادها عِشقًا بِموقعه انّه يَمتلكُ اسطَبلاً فيه احصنَة!
كانَت سعادتها لا توصَف و هي تَجولُ في حَديقته الواسِعَة تتأمل كُلّ انشٍ بِه و عُيونها تكادُ تُغادر مُحجَريها لِفرط اعجابها بِه
والِدتها بالداخِل تتناقَش مع مارك بِخُصوص مدة اقامتِهم هُنا في حين انّ سولبين تلتقِط الصُور بالجِوار و تُرسلِهم الي اصدقاءِها
بَعثت صُورة احتوَت على اُختها الواقفَة و هي تَحملُ قِطتها الصغيرَة
كانَت بِضع ثوانٍ و حَصلت تِلك الصورة على اعجابٍ من اصدقاءِها
إذ وَجدت احدى الشُبان يُعلّق قائِلاً
- اُختك تِلك؟ التي أرشدتني ذَلك اليوم الي دَورة المِياه
انها فاتِنَة بحق
رَفعت سولبين عُيونِها الي اُختها تُناظِرها بِضيق ، لَم يُعجبها تَعاليقُ اصدقاءِها حَول جَمالها المُلفت لِذا حَذفت الصورة و اغلَقت الهاتِف بضَجر
دَخلن سويًا الي الداخِل حَيثُ اجتَمعت كُل من يونسون و ابنتَيها مع ايڤا في احدَى الغُرف التي تَم اتخاذِها لاجل سويون
كُنّ يَقُمن بِترتيب الثياب و طَيّها لاجل وَضعها في الخِزانَة بينَما يَتبادلن أطرافِ الحَديث المُختلِفَة ، رأت سويون احد الاقمِشَة البَيضاء تقومُ والِدتها باخراجِه من حقيبَة المَلابس لِذا ودّت ان تسأل عَنه " امي ماهذا؟ "
رَفعت يونسون عُيونِها تُحدِق في ابنتِها مُبتسِمَة ، اجابَت بعد صَمتٍ دام طَويلاً " هذا القُماش بِسببه تعرفتُ على والِدك "
تلمّستهُ بِلُطفٍ ثُمّ استَمعت الي نَبرة ابنتِها الصُغرى و هي تنطِق بِسُخرية " ذَلك العاهِر ، هَرب و ترككِ في الآخِر حامِل كالعاهِرات "
صُدِمت ايڤا بِوقاحَة الفتاة في مُخاطبَة اُمها في حين أن سويون قَد اعتادَت بالفِعل على الفاظِها السوقيّة
على الرُغم من أنّ يونسون حاوَلت معها جاهِدة منذ ان كانَت طِفلة لِتعليمها مَبادئ الحَديث و الاسلوب السويّ في الخِطاب
لَكنها لم تكُن تستجيبُ يومًا
ادرَكت آن ذاك ان شَخصية الانسان تُخلق مَعه
و هي جاءَت كمثلِ صِفات والِدها ، اخذت مِنه خِصاله
اكتَفت بِتجاهلها في الوَقت الذي لطّفت فيه ايڤا الجو بِقولها " بِسببه انجبتِ لنا اجمَل صبيّة في الكَون! " تلمّست وجنَة صديقتِها تبتسمُ بوديّة
" صحيح كَيف تعرفتُما؟ اكانت بينكُما قصّة حُب؟ " سألتها بَعد حينٍ من الصَمت تُراقِب الهمّ يتمركَز على مَلامح الاكبر سِنًا
" التَقينا ثُمّ وَقعنا في الحُب ، كان مُسافِر في مُهمّة ما! وَعدني بالعَودة لَكّنه تأخَر " تَحدثت يونسون و هي تَتحسس ذاك القُماش الذي اعاد اليها بِضع ذكرياتٍ سَببت لها الحَنين
ناظَرتها سويون بِحُزنٍ تُحاول ألا تَبكي
فِكرَة انّها حُرمت من والِدها تَجعلُ غصّة عالقَة بداخلها للأبد
لَرُبما ان كان والِدها بالقُرب مِنها ما كانَت حياتها ستؤول الي هَذا الحَد
ما كانَت لِتقع بين يديّ رَجُلٍ يَطمعُ بشبابِها..!
" اتمنى ان يَكون بِخَير ، لَرُبما اصابهُ مَكروه ثُمّ انقطَعت اخباركُنّ عَنه " هَتفت ايڤا مُواسيَة بعد ان رأت الحُزن يُخيّم على مَلامح الام و ابنتِها
تلَقت اجابة من سولبين التي هَتفت بِلا مُبالاة " تَجدينه وَجد امريكيّة مُثيرَة ملئت عَينه فَتزوجها ، مالذي سيَفعله بامّي بِوجهها الآسيوي؟ "
نَظرت سويون الي اُختها بِحدَة ، لم تستطِع ان تتغاضَى عن سُخرياتِها اكثَر لِذا نَهرتها بِاندفاعيّة " ايمكنكِ اغلاق فَمك؟ اذهبي الي غُرفتك رجاءًا فوجودكِ مليئ بالسُموم "
" ليسَ لكِ شأن انهُ ليس منزلكِ ، انّه خاصَة الوزير الوَسيم ، اجلسُ اينما اشاء " قالَت سولبين مُستهزءَة بينَما تُطالع اظافِرها غَير مُبالية بِاختها التي صاحَت مُجددًا " غادري اخبرتكِ ! دَعينا بِمُفردنا ، اذهبي لِمُراسلة حبيبكِ هيّا "
" انتِ مُجرّد غيورة ، لان ابي بِجواري و والدك تخلّى عنكِ " هَتفت الصُغرى ساخِرَة ، لا تَعرف مِقدار الوَجع الذي سَببتهُ للاكبر سِنًا بحديثِها إذ جَعلت الدُموع تتجمّع لاحتضان بؤبؤتيها كَنوعٍ من المُواساة
" سولبين ! " صَرخت يونسون بِها تَنهرها لِتستقيم تُمسكها من ذِراعها ، جرّتها معها الي الخارِج تُكمل توبيخِها بعيدًا عن مُتناول ابنة الوَزير التي ناظَرت سويون بِحُزن
مَسحت سويون دُموعها بِكم قَميصِها تُجاهد ألا تَبكي
لَكّن العبرَة خانتِها و اضحى وَجهها مُبللاً بالفِعل
عَبست ايڤا بِحُزن تقترِب للجُلوس بالقُرب من الكُبرى ، قامَت بِعناقِها و المَسح عَلى ظهرِها تُواسيها " لابأس يون ، انها صغيرَة و لا تعرِف ماتقول "
اكتَفت سويون بالتزام الصَمت و هي تُريح رأسِها على كَتف صديقتِها تُناظِر الفَراغ بِعينين مليئتَين بالدُموع ، لَم تستطِع كَبح غصتها اكثَر و قالَت بحرقَة " لَو كان ابي مَعنا ، ما كان لِيحدُث كُل هذا مَعي انا و اُمي "
ابتَعدت عن الاصغر سِنًا تُناظر عُيونِها و الدُموع تتسرّب مِن خاصتَيها ، اكمَلت بِحسرَة تُعانق حروفِها الناجمَة من قلبها المُتؤذي " لو كان هُنا ، ما كُنت اتألم بِهذا القَدر ، انا ألومه ، ألومه بشدّة لانهُ تَركنا و غادَر "
قَوسّت ايڤا شِفاهها بِحُزن و هي تُناظر دُموع صديقتِها و ارتِجاف ذَقنِها بِفعل كَبحها لِبُكاءِها ، احاطَت وَجنتيها تجفف تَبللهما بِيديها قائِلَة بِحُزن " لابأس ، ساقومُ بِتقاسم ابي معكِ ، ما رأيكِ ؟ "
ابتَسمت سويون لِمُبادرَة ايڤا اللطيفَة بِحديثها
نَفت برأسِها ثُم قالَت " والدُكِ هو جيّد بالنسبَة اليكِ ، لَكن لي لا يُناسبني "
" لِما؟ هل تَسبب ابي في شَئ ما؟ " سألتها الصُغرى بِقلق تُمعن النَظر في عُيون الاكبر التي اشاحَت بِعَسليتيها للنحوِ الاخر قائلَة " لِنكمل التَوضيب ، ورائنا الكثيرُ لانهاءِه "
لَم تُرد التَطرُق لِذلك الموضوع الذي يَزيدُها قَهرًا
بَل اشغَلت نَفسها في ترتيب تِلك الفوضَى بِهدوء
لم تكُن تَعلم أن المَعنيّ بالحَديث كان يُنصِت اليها عَبر جِهاز التَنصت الذي وَضعهُ في غُرفتِها ، سَمع كُلّ ما قيل و قَد بدأت عِلاقتها باُختها تتضّح نِسبيًا لهُ
كان مُتأذٍ من سَماع نَبرتها الباكيَة و هي تَصفُ حالِها المُزري
ما الألم الذي تَقصِده..؟
مالذي تُقاسيه من وَجع دونَ عِلمه..؟
احساسَه كان في مَحلِه
هي لَيست بِخَير ، تُحفي الكَثير و تَحتاجُ الي العَون
قام باغلاق الايباد بَعدما استَمع الي الحَديث المطلوب فالباقي مُجرّد احاديثٍ عشوائيّة ، يُريح ظَهره على كُرسيّ سيارتِه بينما يُطالع النافِذَة بِصَمت مُريب
كانَ سائِقه يقودُ به تِجاه قصرِه
عُيونِه تُطيل النَظر الي اللاشِئ و كُل ما يُفكر بِه هي
راوَدتهُ صورتِها و هي نائِمَة على فِراشه صَباحًا
كَيف تَجسّدت بِمعاني الفِتنَة و البراءَة في الآنِ ذاتِه..!
مالذي تُخفيه وراء قِناع الحَذرِ و الرُهبَة ذاك..؟
و لِما حينَما جاءَت ايڤا بسيرتِه تهرّبت؟
ايُعقل ان مارك اخافَها مِنهُ كيّ لا تَدنوا اليه؟
و ان كان صَحيحًا ، ما هَدفه في ابعادِها عنه؟
الكَثير من التَساؤلات التي تحتضِن عَقله جَعلتهُ مُشوشًا للغايَة
لَكنهُ سَيعلمها قَريبًا بِفعل اجهزَة التَنصت التي وَضعها
•••
" اراكِ غدًا في الجامعَة يون يون " تَحدثت ايڤا بِلُطفٍ و هي تُعانق خَصر صديقتِها مِربتَة على ظَهرِها ، بادَلتها سويون العِناق بوديّة ثُم قالَت مُهمهمَة " حسنًا سآتي "
ابتَعدت ايڤا عَنها تُناظر مارك عِند باب البَيت ، خاطَبتهُ في حَديثها " عمي هل استطيعُ المُرور بِها و اخذِها رِفقتي ..؟ "
" لِما؟ لَديها سائُق خاص يُقلها " هَتف مارك بِهدوء بينَما يُناظِر ابنَة الوَزير التي عَبست قائِلَة " اعلم لكنّي اريدُ ان نَذهب سويًا ، ارجوك وافق " ترجّته تُحاوِل استِعطافه لعلّ يَلين
زَمجر بِضَجرٍ ثُمّ همهم بِلا مُبالاة قائِلاً " شَرط ان تُعيديها مُباشرَة الي المنزِل ، حسنًا؟ " نَبهها بجديّة يَراها تبتسِم بسعادَة مومئَة
قَبلت وَجنة صديقتِها قائِلَة " اراكِ غدًا " لوحَت لها و هي تَسير نَحو سيارتِها بِجانب تايهيونغ الذي فَتح الباب من اجلِها
رَكِبت ثُمّ تلقَت قلبًا عشوائيًا من قِبل سويون حينَما صنعتهُ بيدها لاجلِها
غادَرت الصبيّة ثُمّ همّت سويون بالدُخول مُتجاهلَة زوج والِدتها ، هو الآخر لم يُلقي لَها بالاً لانشِغاله بآخِر ما جَرى معهُ إذ نَبهها بِحديثِه قَبل الدُخول الي غُرفتِها " ضَعي في بالكِ اني لم انسَى ما فَعلتيه! لِتنقَضي هذِه المُشكلَة ثمّ ساهتّم بكِ "
تَوقفت لِثوانٍ ثُمّ تجاهلتهُ تُغلق الباب من وراءِها ، تَنهدت تسيرُ بِخُطواتٍ مُتثاقلَة لانهاء آخِر الترتيبات كَوضع الكُتب خاصتِها فوق المَكتب
اخرَجت كُتبها و مُستلزماتِها من الصُندوق الورقيّ فإذ بِها تُلاحظ قُرص اسوَد صغير الحجم مُتخفي في الرُكن ، حَملته بين اصابِعها و راحَت تُفكّر " هذا القُرص اراهُ منذ زَمن ، تُرى مابِه؟ "
دلّكت رَقبتها تُفكّر بِتشغيله على حاسوبِها ، لكّنها تذكرت كَونه مُعطّل لِذا لم تَهتم و اعادتهُ مَكانه ، هي مُتعبَة بالفِعل ، تودّ الانتهاء مِن هذه الفوضَى حتّى تَرمي نَفسها على سريرِها تَستريح
•••
في الجانِب الآخر حَيثُما كان الوَزير يَتفقّد على جِهازه اللَوحيّ مَحفوظاتِ الكاميرا المُسجلّة لِجناحِه ، كان يَضعُ سماعاتِه و يَرى جَسد سويون و هي تُلاكم الهواء و تَشتمه
لَم يستطِع كَبت ضِحكته على تَعابيرِها و اسلوبِها المُضحك في الحَديث ، حتّى و هي تشتِم تَبدوا في قِمّة لطافتِها ، قهقه بِصخَب على نَعتها لهُ بالعَجوز
لَكنهُ تَوقف لِبُرهَة حينَما جاءَتهُ لحظَة ادراك
نَظر في المِرآه امامَه يُطالع انعكاسِه
" لَحظة ! هل اصبحتُ حقًا عَجوز؟ " وسّع عَينيه يرى تَجاعيد وَجهه التي لم تَظهر حتّى ، خمّن انّهُ على مَشارِف الاربعين ، اذًا حتمًا بدأت ملامِحه تَذبُل
لَم يكُن يعلم انهُ يَزداد وَسامة كُلّما تَقدم في العُمر
عَبس مُحبطًا ثُمّ اكمَل يُشاهِدها و هي تتخبّط
اُعجب بِتذمراتِها اللطيفَة ثُمّ راح يُعيد التَسجيل من بدايتِه
كان مُستمتعًا في مُشاهِدتها مِرارًا و تِكرارًا دون كَللٍ او مَلل
و لِكونِه اراد تَفقّد حالِها ، قَرر الدُخول على بَرنامج التعقّب ذاك و سَماع ما يَحدُث داخِل غُرفتِها
كان الوَضعُ هادِئًا لِكَثير من الوَقت
السكينَة تملئ اركان الحُجرة التي تَستوطِنُها هي
تتكئ على فِراشِها و عُيونها تُطالع السَقف
تُقلّب افكارِها بِعنايَة ثُمّ تَهمسُ و هي تَضع يدِها على رَحمِها بألم " انّه موعِدي! اهلاً بالالم "
استَطاع سَماع كَلامِها و لَم يتمكّن من فَهم ما تَقصِده
بل عَقد حواجِبه بِقلقٍ يعتدِل في جَلسته مُهتمًا بِسماع بقيّة حوارِها
هي تُحاور نَفسها لِفرط المَلل
لا تَملكُ هاتِفًا لِتضيع الوَقت بِه
و لا حتّى تِلفاز تُشاهد عَبره شئ يُسليها
اتكئت على جانِبها تُناظر الفَراغ بِصَمتٍ دام مُطولاً
تَنهدت بِحُزن لِتنطق عابِسَة " اُريد شوكولاتَة! بالتاكيد لَيس لدينا "
جَلست تُبعثر شعرِها بِضَجر لِتتنهّد بانزِعاج ، بَقت تُفكّر في طُرق لازاحَة ذلك المَلل ثُمّ استقامَت تقترِب من نافذتها ، راقَبت مارك و هو يُغادر بِسيارتِه ما جَعلها ذلك تَقفز بِسعادَة
تَستطيعُ التَصرف بِحريّة دامهُ ليس هُنا
" رائِع! ساذهبُ الي الاسطبل لِمُراقبَة الاحصنَة اذًا "
تمايلت بِسعادَة تُسارِع لارتداءِ مِعطفها و التَسلل الي الخارِج ، غادَرت بِخُطواتٍ بطيئَة كيّ لا تَلحظها والِدتها التي سَتُمانع مُغادرتها بِمثل هذا الوَقت المُتأخِر
سارعَت في التَوجه الي الاسطَبل و السَعادة تَغمُرها ، كان الليلُ يَعمّ بِظلامه على سَماء المَدينَة ، و لِكون البَيت في الضواحي ادرَكت انّها لن تَرى شيئًا فالاضواء بالكاد مَعدومَة
عَبست حينَما بدأت رؤيتها تنعدم ، وَقفت في المُنتصف بَين بيتِها و بَين ذلك الاسطَبل ، لَفت برأسِها تُطالع النور المُنبعث من عامود الكَهرباء للمنزِل لِذا رَغبت في العودَة ادراجِها
آن ذاك سَمِعت اصوات خُطواتٍ آتية من خَلفها ، عَلمت انّها تَخّص رَجُل من اقدامِه التي رأتها ، كان يَحملُ بَين يدِه مِصباح يُصوب بِه عَليها لِذا لم تَستطع رؤية وَجهه
غطّت عينيها بِكَفيها ثُمّ صاحَت مُنزعجَة " سَتعميني! "
انتَصب يقفُ امامَها بعدَما اخفَض ذلك المِصباح ، كانَت هيئته بالكادِ تَظهر لِذا راحَت تُدلّك مُحجريها مُحاولَة التعرّف عَليه " من انت؟ "
حَدقت بِه بِمُجرّد ان سلّط الضَوء على وَجهِه
شَهقت مُوسعَة عُيونِها " رَجُل المَكتبَة! "
صَنع ابتِسامَة وديّة جَعلتها تعودُ خُطوَة الي الخَلف مُتفاجِئَة
راحَت تُفكّر بِسؤالٍ قالَته " مالذي تَفعله هُنا ..؟ "
اشار بِمصباحِه على السيارَة الواقفَة اسفَل شجرةٍ قَريبَة ثُمّ قال " سيارتي تَعطلّت لِذا جئتُ لطلب المُساعدَة "
ناظَرت سيارتِه مُتفاجِئَة لِتُناظِر كاميرات المنزِل المُوجهَة نَحوهُما ، شَهقت تُمسكه من ذراعِه ثُمّ جَرته بعيدًا عَن مُتناولها كيّ لا تَرصدهُما
" لِما جئت اليّ اذًا؟ اتراني ميكانيكي؟ " صاحَت بِه بِصوتٍ هامِس تُناظِره بانزِعاجٍ جَعله يَققطب حواجِبه مُجيبًا " رأيتكِ الوحيدَة هُنا فجئتُ لِسُؤالكِ ! "
" لا ، لا يُمكنك سُؤالي ، هيّا اذهب قَبل ان تُحدث لي مُشكلَة " قالَت بينَما تَدفعه بعيدًا من ذِراعه ، ميّل رأسه الي الجانِب ثُمّ تحدّث ساخِرًا " انتِ تاتين بي الي هُنا ثُمّ تقومين بِدفعي لاغادِر ..؟ "
" اذهَب اذهَب " اشارَت لهُ بالرَحيل ثُمّ نَظرت حولِها تَرى ظُلمَة المَكان ، حَدقت في المِصباح بَين يَديه لِتقوم بِخطفه منه قائلَة " اعطِني هذا و غادَر انت "
نَظر اليها بِحاجبٍ مَرفوع ، عاوَد اخذ المِصباح مِنها مُعترِضًا " كلاّ ! لا شَئ دون مُقابِل "
" انت اشتريت لي ذَلك الكِتاب الباهِظ ، و الأن تَبخلُني في مِصباح حقّه دولارين؟ " تَحدثت مُنفعلَة تُناظِر عُيونِه المُجحظَة ، رأته يُشير عَليها بالمِصباح مُجيبًا بِسُخريَة " كَما انتِ الان بَخلتيني في مُساعدتكِ "
" مالذي عليّ فِعله؟ لا استطيعُ مُساعدتك انا! لستُ ميكانيكيّة " هَتفت تُشير على نَفسها ، تخصّرت تُمعن النَظر بِه حينَما قال " لستُ اُريد منكِ ان تُصلحيها ! بَل احتاجُ بعض الادواتِ منكِ ، كَالماء "
فكّر لِكَثير من الوَقت ثُمّ قال " صَحيح! الدَين ، انسيتِ ديني عليكِ ؟ "
لم يُعجبها آخرُ ما قالَه ، بَل تهجّم وَجهها و راحَت تتخصّر بِانزعاجٍ مُتحدثَة " انت قُلت انك مِلياردير لست بِحاجَة لذلك المَبلغ! يا طمّاع! "
ارتَفع طرف شَفتهُ ساخِرًا ، صغّر عُيونِه ثُمّ تحدَث يُسايرها " هه ، و مَن التي اصرّت ان تُعيد حَق الكِتاب؟ انا؟ "
دَحرجت عُيونِها بِمَلل قَبل ان تُهمهم مُتحدثَة " حسنًا ساُساعدك بشرطٍ واحِد "
" انتِ تُقدمين لي دينكِ بِشروط؟ ماهذا ؟ " تَحدث مُتفاجِئًا يُحاول ألا يضحك على تَفكيرِها قَدر استِطاعتِه ، وَجدها تُرجع شعرِها الي الخَلف ناطقَة " حسنًا ، انا ذاهبَة الي فِراشي الدافِئ ، تُصبح على خَير "
تَركتهُ تودّ العوَدة ادراجِها لَكنهُ سارَع بايقافِها قائِلاً " حسنًا مُوافق ، ماهو شَرطكِ ؟ "
ناظَر ظهرِها حينَما توقفَت عن السَير تبتسِم بِرضَى
التَفتت نَحوهُ ثُمّ ناظَرت عُيونِه تَرى القَدر العالي من وَسامته التي يتحلّى بِها
لا تُنكر ان مَلامحه تَجذِبها للتَحديق بها دون تَوقف..!
هي تَقدمت مِنه و جُزء بِها يُذكرها بالرَجُل الذي عانَقها
تَسمعُ في صَوتِه نَبرة تخصّه
انتَصبت امامهُ مُجددًا ثُمّ قالَت
" شَرطي هو ، ان تذهَب معي الي الاسطَبل "
اشارَت وراءَهُ حيثُما كان هُنالك مزرعَة تبعُد بِضع متراتٍ منِهُما
عاوَد التَحديق بِها مُقلصًا عُيونه " فقط؟ "
" اجَل! "
علمت انها جبانَة كفايَة للذهابِ الي ذلك الاسطبل المُظلم بِمُفردها
دامهُ جاء بقدميه اليها ، لابأس في استِغلاله
تَشعُر بالاطمئنان ناحيتِه لِذا لم تَخف في مُرافقته الي ذَلك المكان المُعتم بِمُفردها ، بَل قالَت ساخِرَة و هي تَسيرُ بِجواره " ان فكرّت بأن تَقوم بأي تَصرف غير لائِق ، ساقومُ بِتلقينك درسًا ! "
كانَت تَمزح و هو يَعرِف
لَكنهُ سيُسايرُها بِاستجابته لِمُزاحها " انا اسِف لكنّه لا تَجذبني الفتيات كَمثلكِ "
لِوهلَة احسّت انه حَطّم قَلبها
تَوقفت عن السَير تُناظِره بِاندهاش
مالذي يَقصده؟
اهي لَيست جَميلة؟
قَضت حياتِها باكملها تتلقّى الثناء على جَمالِها
ليأتي رَجُل يلفتُها بِوسامتِه لِنُكران ذلك؟
شَهِقت مُتحدثَة " مالذي تَقصده؟ انا قبيحَة؟ "
حينَما التَفت اليها وَجدها تُشير على نَفسها بطريقَة اضحكته
مَنحها فُرصَة سَماع صوت قَهقهته الرُجوليَة و هو يُرجع رأسه الي الوراء
مَلامِحها المُنصعقَة تِلك و هو تُناظِره جَعلتهُ بالكاد يُسيطر على ضِحكته ، هو يُقهقه و هي تَعبسُ على سُخريتِه " تَملك ذَوق فاشِل في النِساء ، هذا واضِح اساسًا "
انقَطع عن الضَحك بعد ان رأى العُبوي يُخيّم عَليها
ادرَك انّها اخذَت مُزاحه بطريقَة جِديّة لِذا تَحدث مُبررًا موقِفه
" لستُ اقصدُ جَمالُكِ ! "
" اذًا مالذي تَقصده؟ كُلّي؟ جَمالي و شَخصيتي؟ كِليهما ! وااه " قالَت بينَما تعقد حواجِبها بجديّة ، لا تعرِف سَبب انفعالِها لَكّن لِهرموناتها سَبب بِذلك
تُصبح دراميَة و حساسَة بشكلٍ مُفرط اثناء عادتها الشهريّة
و ذَلك جَعله بالكاد يَستوعِب ما تقوله
لِما اخذَت الامر بِكل هذِه الجديّة؟
" لِما انفعلتِ الي هذا الحَد؟ " سألها مُستغربًا فَلم تُجبه بَل تجاوزتهُ تَسير بِخُطواتٍ سريعَة عَنه " لا يَهم "
اخفَض بصرهُ يُناظِر لوح الشوكولاتَة الذي بِداخل جَيبه ، كان قد جاء خِصيصًا لِجلبه من اجلِها اساسًا لِذا ظنّ انّها الفُرصة المُناسبَة لِتقديمه لَها
كوّن ابتِسامَة خافِتَة ثُمّ اقتَرب مِنها بِسُرعَة حتى استَوقفها عَبر امساكِ ذِراعها ، التَفت لهُ تُريح عضده عَن قبضتِه " لا تُمسك بي! " نَهرته بانزِعاج
قدّم لوح الشوكولاتة بالحَليب اليها ثُمّ قال " هل يُمكنني مُراضاتكِ بِهذه؟ "
نَظرت الي الشوكولاتَة مُطولاً ، لا تُنكر سَعادتِها بِرؤيتها فهي تَشتهيها جِدًا ، لَكنها لا تَستطيع ان تَثق بِرجلٍ رأته مَرتين لِتأخذ مِنه شئ يؤكل
نَظراتها المَليئة بالشَك جَعلتهُ يعرِف تفكيرِها المُتأهب
قام بِفتح تغليف الشوكولاتَة ثُمّ اخذ مُكعب يتناوله لازاحَة شكوكِها
- هل انتِ راضيَة؟
قلّص عُيونه يُناظِرها ، ابتَسمت بِرضَى ثُمّ خَطفت الشوكولاتَة منهُ بِسُرعَة تَتناول مُكعبًا و السعادَة تَغمُرها
سارَت معهُ نحو الاسطَبل
ارادَت ان يُنفّذ شرطها اولاً
كي لا يُغادر مُباشرَةً بعد اصلاح عُطله
في الواقِع
كان شرطُها لِمُجرّد قَضاء وقت اضافيّ مَعه
تملكُ جانِب يَميلُ لِمُشاركتِه لَحظاتٍ تتعرّف فيها عَليه
نادِرًا ما كانَت تميلُ للرِجال او تُعجب بِهم
لَكّنه كان مُختلِفًا في حُضورِه و فَرضه لِجذابيتِه
مُنذ اول مرة رأته في المكتبَة احسّت بإنجذابٍ ناحيتِه
تَمشت بالقُرب مِنه و هو مَن كان يُنير تِلك العُتمة عَبر ذَلك المِصباح
تسترِق بِضع نَظراتٍ لهُ و هو كان يَشعُر لَكنهُ صامِت
ودّ ان يَخترِق مِساحتها بِسُؤاله " هل تَعيشين هُنا مَع عائلتك؟ "
" نَعم " أجابَت ثُمّ ابتَسمت بوسع حينَما لمحت الاحصنَة ، رَكضت نَحوهم بِحماسٍ بالِغ لم تستطِع التستُر عَليه " الهي! هُنالك الكَثير "
شَهقت باعجابٍ تقفُ مَذهولة في المُنتصف ، كان يُشير بالمِصباح عَليها ثُمّ يَرى مدَى حماسِها و سَعادتِها ، ابتَسم يستلطِفها و هي تُشارك مُكعبًا من الشوكولاتَة مع حِصانٍ جَذبها بلونه الابيض
مَسحت على رأسه بِلُطف ثُمّ نظرت نَحو الوَزير الذي دَنى يقفُ وراءِها مُتسائِلاً " تُحبين الاحصنَة؟ "
" جِدًا! اليس واضِحًا؟ " قالت بينَما تُصغّر عُيونِها مُناظرَة اياه ، امعَن التحديق بِها ثُمّ ردّ بقولِه " اتريدين جَولة بِه؟ "
ترددت في المُوافقَة
لا يُمكنها التجوّل في انحاء الغابَة مع رَجُلٍ لا تَعرفه
على الرُغم من شُعورها بالآمانِ رفقته
الي انّه يبقَى رَجُلاً غريبًا لا يُمكنها ضَمانه
نَفت مُعترِضَة ثُمّ قالَت " لا! اخافُ الركوب عَليه "
نَظرت نحو الارجاء ثُم اضافَت " كَما ان الوقت تأخَر ، قليلاً بَعد و ساعودُ الي المَنزِل "
همهم مُتفهمًا ثُمّ مَد يدِه للمَسحِ على رأس الحِصان بالقُرب من خاصتِها ، تَلامست اصابِعهما اذ احدَث ذلك خَللاً بِاحاسيسِها
تزايَدت نَبضاتُها ثُمّ بدأت بالنَظر الي مَلامِحه القَريبَة تَرى ابتِسامته الهادِئَة ، اطالَت التَحديث بِه قائِلَة " تَبدوا صاحِب شأنٍ و مَكانَة "
اومَئ تجاوبًا مَع حديثِها ثُمّ اخفَض بَصرهُ اليها يُناظر عُيونِها
سَحبت يدِها برفقٍ ثُمّ سألته " لأي مدى تَملك سُلطَة؟ "
خمّن في سُؤالِها مُطولاً قَبل ان يُجيب مُتعجبًا " هِمم! سُؤال صَعب لاصدقكِ قَولاً! "
وَضع عُيونِه بِداخل عسليتَيها يَراها مُهتمَة في سَماع اجابتِه
كوّن ابتِسامَة هادِئَة ثُمّ قال مُجيبًا
" املكُ السُلطة للمدى الذي يَجعلُني احرك اسطولاً من اقوَى اساطيل العالَم بِكلمَة واحدَة! "
فغَرت فاهِها مُنذهلَة ، كانَت تُفكر بِحَيرَة و صِراع يُنشَب بِداخلها
التَردد واضِح في مَلامِحها ، كَما لو انّها تُريد النُطق بشئٍ
لَكنها خائِفَة
استَجمعت شَجاعتِها ثمّ قالَت " انت قُلت انك تُحب الاعمال الخيريَة! "
همهم يُومئ بِرأسه من اجلِها ، رآها تعود الي صَمتِها و هي تُفكر في مُشاركتهُ ما يَجولُ بِداخلها ، اغمَضت عُيونِها تتنهّد قَبل ان تَقول
" لا عَليك! "
ابتَعدت عَنهُ تَسير بعيدًا عن مُتناوله في طَريق العَودة " هيّا ، دَعنا نتفقّد عُطل سيارتِك " التّف بِمصباحِه اليها يُسلّط الضوء عَلى ظهرِها
قام باللحاق بِها يَسيرُ بِجانبها مُتحدِثًا " معكِ حَق ، انا لستُ آهِلاً للثقَة لِمُشاركتي شئ يَخُصكِ "
" انا لا اعرِفك اساسًا! " قالَت بِحاجبٍ مَرفوع بينَما تضعُ يديها بِداخِل جُيوبِها ، نَظرت نَحوه تَراه يتوقف عَن السَير مُجيبًا " احيانًا الاشخاص الغَريبون يُسدون لَنا خِدمات افضل من القَريبون! "
كَلامه مَنطقيّ مِن جهَة ما
فَهي تَعرِفُ اناسِ قَريبون لَها كانوا السَبب الاوّل في اذيّة امها
في الوَقت الذي جاء فيه مُجرّد غَريبٍ ، و قام بمدّ العَون دون مُقابل
ذاك الغَريبُ ذاته ، من يَقف قُبالتها يُناظِرُها
" قَد يكونُ مُجرّد عابر سَبيلٍ ، هو من بيده الحَل لِمُشكلتكِ " هَتف بينَما يَرى عُيونِها المُنصتَة اليه ، بَحث عن حُزنِها القابِع بداخِلها و لَم يستغرِق وقتًا لايجاده ، فَهو فَضح نفسه بالظُهور عَلى مَلامحها الذابلَة
استَجمعت انفاسِها لِتزفرَهُم بِبُطئٍ لعلّ تُزيحها جُزءًا من ضيق صَدرِها
حَدقت في عَينيه ثُمّ اقتَربت مِنه خُطوَة اضافيَة تُقلّص المسافَة بينهُما
تُناظِره و عُيونِها تتفحّصه عِند قُربٍ هي صَنعته
" كَيف يَستطيعُ الجَريح ، طَلب المُساعدَة من الجارِح! "
نَظرت بِداخل عُيونِه المُندهشَة مِمّا قالَتهُ إذ اكمَلت
" و لَيست سويون! التي تَطلُب العَون مِن جُيون "
•••
7852 ✅
اهلاً يا جميلين في فصلٍ جَديد ♥️
🪐 كيف حالكم مع فصل اليوم..؟ 👀
هُنالك مُختلف من الاحداث
الشامَة التي تُحبونها لازالت موجودَة :)
🪐 اخبروني عن اراءكم حول الفصل بصفَة عامة؟
🪐 الجُزئية التي حازَت على اعجابكم؟
🪐 تظنون ان سويون فعلاً اكتشفت هويّة جُيون؟
و ان اكتشفتهُ فعلاً ، لما هي هادئة في جِواره؟
🪐 اي اضافاتٍ هُنا
اذكروا لي رأيكم بالتفصيل
اُحب التفاصيل و التعليقات الطويلة هي مُفضلتي 👀
🪐 توقعاتكم للقادم؟
اراكم قريبًا باذن الله
الي اللقاء ♥️
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top