Husband | 04
Husband || زوجي
اهلاً بكم في الجُزء الرابِع 🦋
تَحذير هام
منعتُ عليكم الحَرق في اول فصل لِما تقومون بِفعل ذلك؟
من ستحرِق على غيرِها ستلقى الحظر الفوريّ
رجاء خاص ، احترِموا القُراء الجُدد حتى و ان طلبوا معرفة الاحداث
لا تُخبروهم!
ضعوا رغبتي في عين الاعتبار رجاءًا
لا تنسَى عزيزي القارئ ان تترُك اثر لطيف يُشبِهُك 🦋
لِنَبدأ
•••
اهتزّت نَظراتِها ما ان مَسكها مارك من ذِراعها يَجتذِبها اليه بِقوّة يَعتصِر عِضدها تمامًا كَما يفعل مع قلبِها " ايتها الساقِطَة! مالذي تَفعلينه ؟ " هسهس يَهرسُ حروفه بين اسنانِه يرى مَلامِحها المُرتبكَة
جُيون المُتخفي وراء قِناع جون لَم يستطِع كَبح نَفسه عن التَدخل
بَل دَنى يُبعِد قَبضة الرَجُل عن ذِراعِ الصَبيَة لَكّن الاكبر سِنًا نَهره صارِخًا
" لا تتدخَل ايها الحُثالَة ! ابقَى بعيدًا فانت سَتلقى جَزاءُك " صاح بِه بشكلٍ جَعل جُيون يَبتسمُ ساخِرًا في دَواخِله ، يُجيدُ التَلاعب في نَبراتِ صَوتِه بالطريقَة التي تَجعلُ من قُبالته لا يُميّز انّه صديق عُمرِه " سيدي ، انت تَفهمُ بشكلٍ خاطِئ ، سويون تكونُ تلميذتي "
نَظرت لهُ سويون موسعَة عُيونِها ، نَفت برأسِها قويًا فَهي تَعلمُ تَفكير زَوج امها الذي ازداد غَضبهُ و راح يَصرُخ قويًا " الهِذا السَبب حَضرتكِ تَذهبين مُتأنقَة الي الجامعَة ..؟ لِصُنع عِلاقات مع الاساتذَة ايتُها ال ** "
لم يَستطِع اتمام حَديثِه لِكونها مَن قَطعتهُ بِدفعه عَنها بِكُل قوتِها تُجيبه مُحاولة لملمَة كُسور كبرياءِها امام اُستاذِها " اياك ان تَطعن بِشرفي ! انت اكثَر من يَعلم ان وِجهتي الاولى في التعلّم "
تُحافِظ على اتزانِ نبرتِها المُرتجفَة بِصُعوبَة ، هي تُجاهِد لاخفاءِ سائِل عُيونِها المالِح و ذَلك لا يخفَى عن جُيون الواقِف قُربِها
كوّر قَبضتِه بشدّة فإذ بِعروق رَقبته تَبرُز ، ودّ التَدخل لَكن سويون مَنعتهُ ما ان ناظَرتهُ بِتوسّل " انها مُشكلة عائليَة ! "
هي تَعلمُ ان زوج امها قَد يتمادَى للدرجَة التي سَتجعلُه يقتلُه
ارواح البَشر بالنسبَة اليه رَخيصَة
لا أحد يَمتلكُ السُلطَة لِلوقوفِ بِوجه هذا الوَحش
تخافُ ان تراهُ بين ايديّ زوج امها ضحيّة
لا تَعلمُ ان دُموع عُيونِها هي من تُسبب لهُ الاذيّة
اقتَرب مارك من جُيون يُمسِكه من ياقتِه يقطعُ عَنهُ سِرب افكارِه ، هسهس بالقُرب من وَجهه قائِلاً " سَتدفع ثَمن لمسك لها ، ايها الحُثالَة "
وَضع البروفيسور يَده على صَدر الاخر يَدفعهُ الي الخَلف مُجيبًا بِنَبرةٍ غاضِبَة " من تكونُ اساسًا لِتتدخَل بِها! انها صبيَة راشِدَة "
" لا شأن لَك ايها العاهِر ! " صاح بِه ثُمّ نَظر اليها يُعيد انتِشال ذراعِها بِقوّة يعزمِ على طبع اصابِعه على بشرتِها النقيّة " ان كنتِ تودين مُواعدَة رَجلٍ على الاقل اختاري شَخص يَليقُ بِجمالكِ ، انهُ بشع حَد اللعنَة "
تتشبّث بِدموعِها بِصُعوبَةٍ بَعد ان نَظرت في عُيونِه التي تُطلق السُموم ، اجابَتهُ بغصّة تجاهد على اخفاءِها " و ما فائِدة الوَجه الوَسيم ان كانت الروحُ بشعَة ؟ "
جرّها مَعهُ و هي مَشت دون مُقاومَة ، احسّت بيد استاذِها تُمسِك بِها يَرفُض تَركها بَين يديه إذ عَلِم انّ ما يَنتظرها مَعهُ لَيس هينًا
لم يكُن يعلمُ ان شَخصيَة صديقِه تملكُ جانبًا هَمجيّ الي هَذا الحَد
تملّكه القَلق بشكلٍ جَعلهُ يودّ اقتلاع اصابِعه التي تُكبل حُريتِها
يَرى مِقدار خَوفِها مِنه و هو عاجِز عن التدخّل
التَفت برأسِها تُنفي لهُ كيّ يُفلت وثاقِها
نَطرت في عُيونِه تتوسّله بشكلٍ ارغَمه على افلاتِها
ابتَلع غِصته و أذِن لها بالرَحيل مَعه
تَوقف مارك عِند مَخرج المُستودع ، ادار برأسِه نَحو سويون التي تُسايرِه كيّ لا تَلقى عواقِب وخيمَة اثر عِنادها ، رأت نَظرةً مُعتمَة تُغلف عُيونِه قَبل ان يُفلتها و يعودُ ادراجِه تِجاه جُيون الذي يحترِقُ غيضًا
لَم يَتردد في تَسديد لَكمَة قويَّة في مُنتصفِ وَجهه أدّت الي نَزيفٍ في شِفاهه ، شَهِقت سويون بقوّة لِتعود رَكضًا تِجاهِهما تُحاوِل فَصل زوج امها عن استاذِها الذي مَسك فَمه بألمٍ جَعله يقطبُ حواجِبه
" مالذي تَفعله! ارجوك " احتَضنت خَصر زوج امِها تُعيده الي الخَلف بعيدًا عن اُستاذِها ، قَلبها ينتِفضُ لِكونها كانَت سببًا في أذيتِه ، هو لَيس لهُ عِلاقَة في هَوس مارك بِها ، مَرضِه و شُكوكِه تِلك تَخُصها
اشرّ مارك بِاصبِعه نَحو الأخر يُهددَه بِوحشيّة " اياك! ان تَحوم حَولها مُجددًا و الا اُقسم انّك سَتُصبح بين عِداد الموتَى "
تَهديدِه لم يكُن يُشكّل فارِقًا لِمن لَعق دِماء شِفاهه يَكبُت سُخريتِه بِداخِله
لَكِن الوَجه الذي يتنكّر بِه بدا ضعيفًا عاجِزًا للغايَة
اخَفض مارك عُيونِه الي خاصَة سويون المُبللَة ، يَرى مَدى قوّة رَغبتها المُلحَة بالبُكاء حتّى احمّرت ارنبَة انفِها لِفرط تشبّثها بدموعِها طيلَة الوَقت
" ا..ارجوك " هَمست بِضعفٍ جَعل قوتّه تَلين ، يحّن قلبهُ امامها فَيجِد ذاتهُ تَخضعُ اليها دون ارادتِه
خفّت عُقدَة حواجِبه ثمّ امسَك بيدِها يجذِبها وراءَه يُكمل سَيرِه الي الخارِج ، ركبًا سويًا المِصعد إذ قام بافلاتِها يُحاصِرها في الزاويَة بعدَما انغلَقت ابوابِه عليهِما
لَم يستطِع قَمع غيرتِه اكثَر
هَوس التَملُك الذي يَمتلكهُ نَحوها يَجعل دِماءه تَغلي في عُروقه بِمُجرّد ان يراها رِفقة رَجُلٍ أخَر
لَكم الجِدار وراءِها يُهسهس بحدّة جَعلت جسدُها يَرتعِش " مالذي قُلته لكِ ..؟ الم اوصيكِ مِليون مرّة انّ تتوقفي عَن مُصاحبَة الرِجال ؟ "
تشبّث بِملابِسها تُجاهِد لاخفاء خَوفِها مِنه
مُجرّد تَخيلُها ما سيحدُث في المَنزِل تَجعل قلبُها يرتعدُ بين اقفصِها ذُعرًا
لَملمت شِتاتها تُجيبِه بِقوّة مُصطنعَة " قد تَعرقلتُ و هو ساعدني "
" فليسقط جَسدكِ على الارض و لا تَلمسكُ ايديه القذرَة تِلك " صَرخ بقوّة يَلكمُ تلك المِرآه التي تحتضِن جدار المِصعد وراءِها حَتى انكَسرت
اغَمضت عَينيها بقوّة تُحاول السيطرَة على اهتياجِ مَشاعِرها حينَما مسك ذَقنها يعتصِرهُ بِعنفٍ بالِغ " من سَتفهمين انكِ تَخُصيني ..؟ "
" م..مارك " نَدهت عَليه لعلّ يُهدأ من اهتياجِه ، لَكّن نَبرة صوتِها و هي تُناديه زادَت قلبهُ انتفاضًا ،اخَفض يَده عَنها يتحدّث بعدما فُتح باب المِصعد " سنتناقشُ بشكلٍ جيّد في المنزِل "
جرّها وراءِه من يدِها و هي تُطاوعِه
تَسيرُ خَلفه بِجَسدٍ خالٍ من الروحِ و المَشاعِر
كُلّ ما تُرددِه لِنفسها هو كلماتٍ تشجيعيّة
تُواسي بِها ذاتِها كيّ تَصمُد امام القادِم
مَسح جُيون على وَجهِه يُزيل تِلك النَظرات السَميكَة عن عُيونِه بينَما يستَشيطُ غَضبًا ، اخرَج هاتِفه من جَيبه ينقرُ على لوحة المفاتيح رَقم يودّ مُهاتفته
•••
على النَحوِ الآخَر
كانَت ايڤا تتمَدد عٍند سريرِها المُقابِل لِحديقَة المَنزِل حيثُما تستطيعُ النَظر الي حارِسها الجالِس على الطاولَة قُرب المَسبح يُراجِع دروسِه
الباب الزُجاجيّ يسمحُ لها بِرؤيته بِوضوح
تستطيعُ ان تَعرِف انهُ لازال طالِب جامعيّ فهو يَغتنم اي فُرصَة تسمح لهُ بالاختِلاء بمحاضراتِه و مُراجعاتِها
قامَت باخفاء شَفتيها داخِل جَوفها تُمعن النَظر بِتفاصيله و هو يُقلّب صفحاتِه بِحَذر ثمّ يُدوّن ما يَحتاجه في دَفترِه ، اعتَدلت بِجلستِها تَضعُ كِتاب روايتِها جانِبًا ثُمّ تستعِد للنهُوض و فَتح الباب حتّى تُراقِب غروب الشَمس بشكلٍ افضَل
او تِلك هي الحُجة المُناسبَة التي اقتَنعت بِها
لَمِحَت ابنَة الخادِمَة المنقولَة حديثًا و هي تَسيرُ بِخُطًا مُترددَة اتجاه الأسمَر و بَين يَديها كوبٍ من القهوَة ، قَطبت حواجِبها تراها تُقدمه من اجلِه و على شِفاهها الصغيرَة ابتِسامَة لطيفَة قالت بِها " تفضل سيد كيم ، هذِه من اجلك "
توقعَت ردًا دِفاعيًا مِن حارِسها الذي صَدمها بِقُبوله القهوَة و هزّ رأسِه بِهدوء ، توسعَت عينيّ ابنَة الوزير تَجِدُ الثانيَة تجذبُ كُرسيًا للجُلوس بِجانبه و الانغماسِ في مُحادثتِه في شَئ عجزت عَن سَماعِه
لَوت شِفاهها بِعدمِ رِضَى و بِداخلها بِضعَة اسئلَة تُحاول فيها البَحث عن مَدى قُرب عِلاقتِه بِتلك الصغيرَة التي تُجزم انها لا تَتجاوز السادِسَة عشَر
جَمّعت انفاسِها بِداخل صَدرِها ثُمّ راوَدتها فِكرَة اسرعَت في تَطبيقها عَبر خُروجِها مِن ذلك الباب تُقدم على السَير نَاحيتهِما
لَفتت انتِباه تايهيونغ الذي رَفع بُندقيتَيه اليها يَراها تَسيرُ بِخُطًا مُتزنَة ناحيتِه بينَما تَضع يَديها في جُيوب بنطالِها الجينز
كانَ لباسُها بسيطًا
بِنطالاً واسِع من الجينز رِفقة تيشرت قَصير يُظهر القليل من تَفاصيل بطنِها
كان ابيض اللَون يُناسِب رَبطة الشعَر التي تَضعها فوق رأسِها
انتَصبت ابنَة الوزير امامَه تُشابِك ذراعَيها الي صَدرِها بينَما تَضع عُيونِها على الثانيَة التي انتابها التوتر من نَظرات ايڤا لَها
" ماهو اسمكِ ؟ " سألتها بِهدوءٍ يُنافي الفوضَى الماكِثَة بِداخل عَقلِها
هي تُحب التَحدُث باندفاعيَة لِذا لا يُعجبها كَونها هادِئَة ابدًا
" ا..اسم..اسمي لينا " اجابَت الصُغرى بينَما تُلاعب أصابِعها تتحاشَى نَظرات ايڤا لَها ، انَحنت ابنَة الوزير لِخطف ذلك الدَفتر الذي كان تايهيونغ يَكتب بِه شيئًا يُريه للثانيَة ، ودّت رؤيَة ما بِداخله ، لَكنه وقف لها بالمِرصاد حينَما سحبه اولاً ثُمّ خَبئه بعيدًا عن مُتناولها
غَضِبت و ذَلك بان في عُيونِها و تَكشيرِ وَجهها المُشابِه لِقطٍ ودّ الهُجوم على صاحِبه " لِما تُخفيه عنّي؟ "
" لِما عساكِ ان تَريّ ما لا يَخُصكِ؟ " سألها بِهدوءٍ يَدفع بِحاجبه عالِيًا ، تَسبب في جَعلها تغتاضُ اكثَر و ذَلك ليس لِصالحه البتّة " لا يَخُصني؟ "
حرّك رأسهُ ايجابًا يَصنعُ فارقًا طوليًا بينهُما حينَما نَهض من مَجلِسه ، اخَفض اعيُنه الي مُستواها يَراها تَتكتَف و تَنطِق بِغُرورٍ نَجحت في اظهارِه " انت تَعلم ابنَة من اكون انا؟ "
هَفت شَعرِها بِدلالٍ ، لطالَما مَنحها منصبُ والِدها و تَدليله المُفرط لَها كامِل الاحقيّة في التَكبر و التَعالي ، لَكنها ليسَت من ذلك النَوع بتاتًا
تُحاول احيانًا تقمّص دور الفتيات المغرورات
لكن يَنتهي بِها الامر بِفشلها لاحِقًا
صغّرت المسافَة بينهُما عبر دنوِها خُطوة اضافيَة مِنه إذ هَمست لهُ بالقُرب من اُذنِه قائِلَة " انت نَسيت أنك تابِع اليّ! فَكل مايَخصك ، يَخُصني "
لم تُعجبه نَبرتُها المُتحكمَة تِلك ، احسّ برغبتِها الماسَة في التسلّط عَليه لَكِنها ادرَك حُسن نواياها عَبر ابتِسامتِها اللطيفَة حينَما اكمَلت " انت تعرِف بالفِعل ماهي واجباتك ، و انا لن آمرُك بِما لا يَروقك "
قلّص عينيه البُندقيّة ، وَجهها البَشوش يُنافي ما يَمكُث بِداخلها من مُكر
هي ماكرَة ، لَكنها لا تُظهر ذَلك علنًا
تستطيعُ اخفاء خُبثها و التستُر عَليه بِقناع البَراءة جيدًا
تملكُ دَهاء جُيون
فَهي ، تَربيتِه
" اسمَعي..! انا حارِسُكِ لستُ خادِمكِ " بِهدوءٍ قال ثُمّ تكفّل بِتمزيق تِلك الورقَة كيّ لا تَرى مُحتواها ، تظّنه عاقِل ، لَكنهُ اكثَر تمردًا مِنها
دَنى مِنها الخُطوَة التي فصلتها عَنه إذ وَجدت نَفسها مُحاصَرة عِند الطاولَة التي تحملُ دفاتره ، ثبّت يداهُ بالقُرب من جَسدها مُكمِلاً " حتّى سُلطَة والِدكِ ، لن تستطيع مَنعي ان وضعتُكِ في رأسي "
" فلتشكر الاله ان جُيون ليسَ في المنزِل " هَمِست لهُ ساخِرَة تَقوم بردعه من كتافِه ، ودّت السَير بعيدًا عن مُتناوله لَكنه استوقفها بِكلماتِه " الوَزير اكثَر من يَعرِف حَقيقتي..! و إلا ما عينني حارِس لغاليتِه "
قَطبت حواجِبها بعدمِ فَهم ، التَفت نَحوهُ و حينَما ارادَت سُؤاله قوطعَت عبر رَنين هاتِفها ، اخَرجتهُ تَرى رقم والِدها يحتضِن شاشتها ، تبسّم مَلمحها ثُمّ اجابَت عليه و عُيونِها عِند بُندقيتيّ الاسمَر
- نعم جُيون
- ايڤا ، اينما كُنتِ توجهي الي بيت سويون حالاً
انعقَدت حواجِب ايڤا التي ميّلت رأسِها بعدمِ فَهم ، ابعدت عُيونِها عن حارِسها تُطيل التَحديق في الفَراغِ امامَها مُجيبَة
- الان ..؟ لم..
انتَفضت حينَما قاطَعها صوتُ ابيها الغاضِب إذ ارتَفعت نَبرتِه يأمرُها بحدّة
- فورًا !
نَظرت نحو تايهيونغ الذي يَحتسي القهوَة امامَها لِتومِئ ايجابًا مُتحدثَة و هي تَعودُ ادراجِها الي غُرفتِها
- حاضِر ، ساذهبُ حالاً
اغلَقت الخَط تقومُ بِتجهيز نَفسِها كيّ تتجِه بأقصى سُرعَةٍ الي بَيت مارك كَما أمرها والِدها الذي غادَر المكتبَة يتجهُ نحو سيارتِه ، رَكِب بِها و النيران تَحرِق صَدره مِن ذاك المَشهد الذي رآه
" مالذي يَفعله مارك بِحق الجحيم؟ أيمد يَدهُ عَليها ..؟ " لَكم المِقود بِغَضبٍ يفتّك دواخِله ، امسَك هاتِفه يُجري اتصالاً ثانِيًا بينَما يُحرك سيارتِه بعيدًا عن ذلك الموقِع
رَنّ هاتِف مارك الذي يَقودُ سيارتِه بِسُرعَةٍ جنونيَة نحو مَنزلِه و الصغيرَة الجالِسَة من الخَلف تتشبّث بِذراع الكُرسيّ بِذُعر تُجاهد لاخفاءِه
اخرَج هاتِفه من جَيبه يَرى رَقم المُتصل
بِمُجرّد ان قرأ اسمهُ حتى اجاب يُهمهم بِنبرَةٍ مُنزعجَة " نعم جُيون "
لَفت سويون رأسِها نَحو مارك بِمُجرّد ان سَمِعت اسم جُيون ، دَقّ قلبُها فاعتَدلت بِجلستِها تضعُ يَدها فوق صَدرِها مُحاولَة تنظيم نَبضاتِها
- اين انت مارك ..؟
صوته الأجِش ذاك مَلئ اركانِ السيارَة بعد أن وَضع مارك المُكبر نَظرًا لِانشغاله بالقِيادَة ، اقشعّر بَدن الصبيَة التي تُلقي ابصارِها بعيدًا عن مُتناول خاصتيّ زوج امها الماكِرَة
يُناظرها من المرآه الاماميَة بِطريقَة قاتِلَة
- انا مُنشغلٍ في عَمل ضَروريّ ، اهنالك شئ ؟
انتَظر بِضع ثوانٍ حَتى عاود صوتُ جُيون البُروز يَملئ اذنيّ مارك الذي اعتصَر المقوَد الي أن ابيّضت اطراف اصابِعه
- انا في طريقي الي مَنزِلك ، سَنسهرُ الليلَة سويًا
- نسهر ..؟ لم يكُن ذلك مُخطط لهُ
هَتف مارك بينَما يعقِدُ حواجِبه بشدّة ، تَخطيطِه لليلَة كان مُختلِفًا تمامًا عمّا نَبسهُ الوَزير الذي فَرض رأيه عَبر صوتِه و نَبرتِه المُتسلطّة
كانَ يُصّر على كُل حرفٍ ينطِقهُ بِعُمق صوتِه الرُجوليّ
يَفرِضُ وقارَهُ رُغمًا عن ارادَة اي شَخصٍ كان
- بَلى ، انا في طريقي ، سَنقضي ليلَة مليئَة بالمُتعَة!
يَبتسِمُ الوَزير ماكِرًا و هو على دِرايَة تامَة بحجمِ الغَيض الذي زَرعهُ في صَدرِ صديقه ، اغلَق الخَط دون اتاحَة مجالٍ لهُ بالرَد يتركه يَلكُم المِقود بانزِعاج
ابتَسمت سويون خَفاءًا بعدَما اطمئن قلبُها
زوج اُمِها سينشغلُ عَنها مع صديقِه
لم تكُن تَعلم أن الوَزير اتصَل عمدًا ليطمئنَها
كان باستِطاعتِه الالتِقاء بمارك و مُفاجئتِه عند وصولِه
لَكّنه رأى مِقدار الخَوفِ في عُيونِها و هي تُجّر من قِبل صديقِه
كان قلبهُ يشعُر بِالصِراع الداخليّ الذي تَخوضه
لِذا ودّ صُنع هُدنَة لِذلك العِراك و مَنحها السَلام باتِصاله
يودّ جَعلها تَعلم ما يَستطيعُ الوَزير فِعله
إن كان بِصوتِه قَطع حربُها الداخليَة
فَمبالك بِسُلطتِه ..؟
•••
رُكِنت سيارَة مارك في مُنتصف حَديقَة قصرِه ، نزل من مِقعده يَتجه لِخاصَة سويون التي هرعَت تنزِل من الباب الثاني هربًا من قَبضته التي لَن ترحم مِعصمها
لازالَت ذِراعها تؤلمها من شد ضَغطِه عَليها
نَزلت تَراهُ يتقدّم نَحوها بِخُطواتٍ ثائرَة
واصَلت فِرارها إذ ركضت تِجاه الدَرج بِخُطواتٍ سريعَة تَستمعُ الي اقدامِه التي تُحاول مُواكبتِها ، ما ان واشَك على وَضع قبضتِه حَول عِضدها سَمِعت صَوت انثويّ آتٍ من خَلفها
" سويون ! "
استدارَت برأسِها نحو مَصدرِه لِتجِد ايڤا تَنزِل من سيارتِها التي تنحِدر من شَركة مرسيدس الحَديثَة ، وَجدت رَجُل قويّ البُنيَة يُرافقها ما ان نَزل من خلفِها ، سيطرّت على شِفاهها ابتِسامَة عَريضَة شَكرت فيها الاله على قُدوم ابنَة الوَزير التي قرأت تعابير صديق والِدها الغاضِبَة
حينَما حاوَلت فهم خَطبه فوجِئت بِركض سويون اليها إذ سُرعان ما انقَضت عليها تُعانقها بقوّة جَعلتها تشهِق بعدمِ تَصديق " ش..شكرًا ل..لكِ " هَمِست عسلية العَينين في اُذن الصُغرى ، كان قلبُها مُمتنًا على وجودِها ، خَوفها اضحَى أقلّ من سابِقه
لانها ابنَة الوَزير
مارك لن يَتمادى امامَها
هو تطاول امام اُستاذها لانه يظنّه شَخصّ عاديّ..!
لكّنه سيُجاهِد للحفاظِ على ماء وَجهه امام الوَزير و عائلتِه
بالطَبع لن يُظهِر نَفسه بصورَة سيئَة امامَه
ابتَعدت سويون عَن ايڤا تَصنعُ ابتِسامَة مليئَة بالحَياة ، ارتفجافها لَم يكُن يُخفى على الصُغرى التي تشبّثت بِها تهمسُ بِقلق " هل انتِ بخير ؟ "
نَظرت في عُيون الكُبرى التي اومأت برأسِها و اطرافِها ترتعِش ، فقدَت السيطرَة على اتزانِ جَسدِها بالكامِل و ذَلك يُشعرها بالخُزيّ
لَكنها مُطمئنَة لِوجودِ ايڤا بالقُرب
ستنشغلُ مَعها تمامًا كَما سيفعلُ مارك مع والِدها
بالتالي عَذابُها سيُؤجّل
لَكنهُ آتٍ في الآخِر
" انتِ ترتجفين! سويون " هَتفت الصُغرى بِقلق تتمسّك بيديّ صديقتِها المُرتعِشَة ، نَظرت نحو مارك الذي خَطى ناحيتهنّ يتحدَث بحاجبٍ مَرفوع " هل اتيتِ رفقَة والِدك ايڤا ..؟ "
" هل ابي سيأتي ؟ " سألت الصغيرَة مُتعجبَة تُناظِر صديق والِدها الذي ميّل رأسهُ مُستفهِمًا ، كوّنت ابتِسامَة تُساير فيها الاكبرُ سنًا إذ قالَت " اتيتُ من اجل الدِراسَة رفقَة سويون ! انت تعرِف ان لُغتي الكوريَة ليسَت جيدَة "
كان عُذرًا منطقيًا بالنسبَة الي سويون التي شَكرت فيه الرَب لِضعف لُغة الصُغرى ، تَمسكت بِها تأبى تَركِها بينَما تُناظِر مارك الذي استَرسل يُناظِرها بحدّة " لم تُخبرني صغيرتي انّها كوّنت صداقاتٍ في الجامِعَة ! "
مدّ يَدهُ يَمسحُ على شَعر ابنَة زوجتِه التي تُحاوِل ألا تَنفر مِنه امام صَديقتِها
يَكفيها ارتعاش جَسدُها الذي يَفضحُ جزءًا من خَيبتِها
لِكثرَة العذاب النَفسيّ الذي تُقاسيه ، بات جَسدُها يَرفُض الانصياعِ لاوامِرها
اضحَى يُعبّر عن وَجعِه بِمُفرده
بَعد أن يأس لِفرط كَبت صاحِبته
" سويوني لطيفَة ، لم اكُن اعلم انك تمتلك ابنة بِعُمري ، و إلا كنتُ صادقتها مُنذ زمن " هتَفت الصغيرَة بابتِسامَة و هي تُعانق صديقتِها من الجانِب ، تملكتها الرَيبَة ما إن حَطت نَظراتُ مارك المُبهمَة عليها ينَطق بِصرامَة ارعَبتها " ليسَت ابنتي..! "
ابتلَعت ريقِها تبتسِم بتكلّف قَبل ان تطوّع سويون قائِلَة تدفعُ بذلك الجَو المُربك بعيدًا " اي..ايڤا لِندخل ، لدينا الكَثير من الدِراسَة "
تمسّكت بِها تَجُرها مَعها الي الداخِل
تأبى افلاتِها كَطِفلٍ يتشبّث بامّه للاحتِماء
تَوقفت سويون عَن السير تُراقِب تايهيونغ الذي يَقوم باللحاق بِهنّ ، تعجّبت إذ قرأت ايڤا سُؤالها في عُيونِها لذا سارعَت في اجابتِها " انّه حارسي الشَخصيّ ، لا عليكِ لن يُزعجنا "
اداَرت عُيونها السَوداء تُطالِع تايهيونغ الهادِئ خَلفها ، دَحرجت عينيها بِملل ثُمّ اتبعَت صديقتِها التي تتشبّث بيدِها و تَسحبها من خَلفها
دخلن سويًا الي غُرفة الكُبرى إذ بِمُجرّد ان اغلَقت سويون الباب حتّى هَرعت الي فِراشِها تجلسُ فوقه بينَما تَمسحُ على وَجهها كَمُحاولَة لاستعادَة اتزانِها
راقَبتها ابنَة الوزير التي قالَت مُستغرِبَة " سويون هل انتِ حقًا بِخَير ؟ " دَنت مِنها تَسحبُ بكرسيّ المكتب حَتى تجلِس قُبالة من اومأت لها ايجابًا " بِخَير "
نَظرت في عُيون الصُغرى بينَما تبتسِمُ بِلُطفٍ مُتحدِثَة " هل يُمكنكِ انتظاري ريثما اغيّر ملابسي و اعود..؟ "
حرّكت ايڤا راسِها ايجابًا ، لم تُرد الضَغط عليها فَتعودُ للنفور مِنها من جَديد ، على الرُغم من انّها قلقَة للغايَة ، خُصوصًا ان والِدها اجبَرها على المَجيئ طوعًا
مجيئِها و رؤيَة صديقتِها ترتجِفُ امام عُيونِها جَعل قلبها ينقبِض
راقَبتها و هي تُخرِج ملابِسها المنزليَة من خِزانتها و لازالَت يَداها ترتعِش، قطبَت حواجِبها باستِياء و لَم تتردد في الاستقامَة و التَقدم صوبِها تَمنحها عِناقًا خَلفيًا ضيقًا هَمست فيه " سيكونُ كل شئ بخير "
مَسحت بِلُطفٍ على يديّ سويون المُرتعشَة لعلّها تُساهِم في استعادتِها لِتوازِنها ، احاطَت الدُموع جُحور الصبيَة العسليَة فأن تَحصل عل حُضنٍ دافِئ كَذاك يُرغمها على البُكاء بِحرقَة
تودّ اخراج كُل الكَبت و الألم الماكِث بالداخِل
لعلّ ثِقل ذلك الوَجع يخّف
سارعَت بتِجفيف دُموعِها تُشكّل ابتِسامَة مُزيفّة كَما اعتادَت ان تَفعل ، التَفت نَحو الصُغرى تُحيط وَجنتها بيدِها التي خفّ ارتعاشِها " انتِ دافئَة للغايَة ايڤا "
" ابي قال لي انّ العِناق افضَل وسيلَة لِلملمة شِتات مرءٍ مُشتت " قالَت الصُغرى و هي تُناظِر عُيون الكُبرى المُبتسِمَة ، احتَضنت كَفيّ صديقتِها ثُمّ اتمّت بِلُطف " ان رَغبتِ بأن تُفرغي جُزءًا مما يُثقلكِ ، ساكونُ مُستمعة جيّدة "
كوّنت سويون ابتِسامَة مُريحَة من حَديث ايڤا التي طبطبَت على ذِراعها بِدفئ ، لَم تتردد في احتِضانِها إذ بادرَت في مَنح نفسِها الاكتِفاء العاطفيّ الذي يُرمم حُطامِها ، حُضن الصُغرى دافِئ و آمِن للغايَة
هي غالبًا ترتاحُ بين اذرعِ والِدتها فَحسب
لَكنها وَجدت راحتَها عِند حُضن صديقتِها
عَثرت على بَديلٍ سيُخفف عَنها اثناء غيابِ امها
ابتَعدت عَنها تَسيرُ بِخُطواتٍ حذِرَة الي الخارِج ، تَحملُ مَلابِسها يين يَديها و عُيونِها مُعلقَة على باب الصالَة ، استَطاعت سَماع الضَجيج القادِم من الداخِل ما جَعلها تُدرك أن ضَيف أبيها وَصل
الوَزير ..!
هَرولت بِسُرعَة نَحو الحَمام تُغلق الباب على نَفسها لِتجلس على المِرحاض تُناظِر الفَراغ بِصَمت ، انهُ المكان الامثَل لِلبُكاء و الانِهيار
لَكنها احسّت بِدموعها تتجمّد ، لَم تكُن تستطِع ذرف دَمعة واحِدَة لِذا همست لِنفسها " لِما ابكي مَرتين ؟ دَعني اوفِر دُموعي الي موعِد مُغادرة ايڤا و والِدها ، سابكي حَدّ الاختِناق آن ذاك "
تُناظِر سِكين الحِلاقَة و مُطهرات الحَمام التي تُغذي افكارها الانتحاريّة
تُراوِدُها رَغبة ماسّة في انهاء مأساتِها بقتل نَفسها
ودّت لو ينتهي هذا الكابوس بِانتهاءِ حياتِها
شدّت على يَديها بقوّة تُجابه تِلك الافكار بِصُعوبَة " ك..كلاّ سويون ! انتِ لديكِ حياة زاهرَة تنتظِرُكِ لِتعيشيها ، قاومي ارجوكِ "
قامَت بِتغيير مَلابِسها تَضعُ ذلك الفُستان الزهريّ فوق جَسدِها ، غادَرت الحَمام تسلُك وِجهتها نَحو المَطبخ تتفقّد والِدتها ، بِمُجرّد ان دَخلت حتى لَمِحتها تقفُ عِند المِغسلَة تتكئ عَليها بيديها " امي..؟ "
دَنت مِنها مُتعجبَة فَوجدتها تُحكم امساك مَعدتِها بتألم ، كَانت ملامِح الوَجع واضِحَة على وَجهِها و ذَلك جعل الصبيّة تقلق " امي؟ ما الامر ؟ "
تَشبثت بِذراعها تُمعن النَظر بِعُيونها العَسلية المُشابهَة لِخاصتِها
سويون ورِثت وسع عُيون والِدها ، و لَون عُيون امها
" معدتي تُؤلم ، اظنني اكلتُ شَئ لم يُلائمني " هَتفت يونسون مِن بين اوجاعِها تتشبّث بِصغيرتِها التي اقتادَتها نَحو الكُرسيّ تُجلسها عليه بِحَذر
قدّمت لها كأسًا من الماء فَلم تتردد الكُبرى في الاحتِساء مِنهُ لعلّ ذلِك الألم الذي في حَوزتِها يَزول " امي معدتكِ تؤلمكِ مُنذ مدة! لِما لا تَذهبين الي الطبيب ..؟ " استاءَت الصغيرَة تُعاتِب مَن رَفعت عُيونِها نحوها تُناظِرها بقلّة حيلَة
" سويون انا بِخَير ، ساتبِع حميَة غذائيَة فكُلما اكثرتُ الاكل الغير صحيّ يَتفاقمُ الالم " هَتفت يونسون و هي تَكبحُ وَجعها ، تَصنعُ ابتِسامَة تُجامِل بِها طِفلتها التي يَنهشُ صَدرِها القَلق ، هَزت اكتافِها بِقلَة حيلة إذ رأت والِدتها تَستقيمُ قائِلَة " اذهبي الي صَديقتكِ ، انها في انتظارُكِ "
" انتِ مُتاكدة من انكِ بخير ؟ " سألتها بينَما تُمسك بيد مَن حركّت رأسِها تتجاوَب مع حديثِها " سأعد لَكنّ بَعض الاطباق اللذيذَة ، هيّا اذهبي "
اقَبلت سويون على عِناق والِدتها تتمسّك بِها بينَما تُناظِر الجِدار من خَلفها ، هَمِست لها بِصَوتٍ مُهتّز مليئ بالضعف " ارجوكِ حافِظي على صِحتك ، فانتِ الأملُ الوَحيد الذي يَجعلُني اتشبّث بالحَياة "
احاطَت الكُبرى جَسد طِفلتها تَمسحُ عَليها بِلُطفٍ مُهمهمَة " قريبًا ستُزهِر حياتكِ ، انا واثقَة "
تَنحت الصُغرى عَنها تُسايرها بابتِسامَة لطيفَة ، استَمعت الي وَقع خُطواتٍ آتيَة صَوب المَطبخ إذ لَقت مارك يَدلِف بِمُجرّد ان التَفت نحو الباب
رأتهُ بِوَجهٍ غاضِب مُتجهّم ، عُيونِه البُنيّة تكادُ تهشِمُ الام و ابنتِها
كان مُنذفِعًا بِحديثه إذ خاطب يونسون بِصرامَة " اياكِ و الخُروج لِمُقابلَة جُيون ، اُدخلي غُرفتكِ و لا تَخرُجي حتّى أذِن لكِ "
لَم تكُن زَوجتهُ ذات شَخصيَة مُطيعَة تغلِبها الاوامِر
على الرُغم من ألمِها الذي تستَرت عَليه بِقناع القُّوّة ، هي تَحدثت بِدورها
" لِما ..؟ يونمي كَذلك ستأتي ، لِما لا اكونُ حاضرَة معك ؟ " تَستطيعُ جيدًا رؤية الخَوفِ في عَينيه ، ذَلك تحديدًا ما يُشعرِها بالنَصر
هي اكبرُ مَخاوِفه
التي مَصدرُها الاساسيّ
الوَزير
سويون تَشبثت بِخصر والِدتها تَرى مارك سيُقبل على ايذاءِها ، مَنعته بالوقوف حاجِزًا ما إن ودّ رَفع يدِه و صَفعها ، ناظَرتهُ بحدّة تَهمسُ بغضب " اياك و مَد يدك على اُمي ، الا تَرى انها مَريضة ؟ "
تودّ البَحث عن ذَرة قلقٍ بِداخل عُيونِه عن اُمِها
لَكنها لم تَجد
بَل عثَرت على نظراتٍ استهزاءٍ اعتصَرت قلبِها بِوَجع
والِدتها تَعيشُ حَياة زوجيّة مبنيّة على العُنف و استِحقار الرَجُلِ للمرأة
لاسيما انّ زوجِها مُغرم بِطفلتِها
ذَلك اشدّ انواعِ الألم النفسيّ
انتَشل باصابِعه ذَقن الصبيّة يَعتصِرهُ مُتلذذًا بِرؤيَة انكمِاش مَلامِحها المُتألمة ، انخَفض الي مُستواها يَهمِسُ بِابتِسامَة جانِبيَة " لا تظنّي اني نسيتُ ما حَدث ..! دعيّ جُيون يُغادِر ، و سَترين عاقِبة افعالكِ "
رَفع مُقلتيه الي زَوجته التي تحتضِن خَصر ابنتِها تَدفع بِها الي الخَلف كيّ لا يُقدم علَى ايذاءِها ، دَنى مِنها يَمسحُ على شعرِها باصابِعه قائِلاً " اما انتِ ، لَنا مُلتقَى ليلاً ! "
نَظرات البُغض و الكُره التي تَحملُها زوجته نَحوه يُصعَب ان توصَف
يَظّنها سَتخضعُ الي تَحذيرِه
لَكنها اكثَرُ تمرّدًا مِمّا يَظّن
غادَر يَتركُها وراءِه مع ابنتِها التي اشتَعلت غيضًا مِن تصرفاتِه و سوء مُعاملته مَع امِها ، لم تُرد ان تزيد قَهر الاخرَى لِذا اكتَفت بِتقييد اهتياجِ شُعورها و صُنع ابتِسامَة تبادَلتها معها
اتاحَت لها الكُبرى فُرصتها بالرَحيل في حين انّها انشَغلت في اعداد وَجبةٍ تتناوَلها رِفقة ابنة الوزير إذ ادرَكت مِقدار جوع صغيرتِها بعد يومٍ مُتعب
سارَت سويون الي الخارِج بِخُطواتٍ هادئَة نحو غُرفتِها ، اثناء دُلوفها المَمر المؤدي الي الغُرف كان مُشتركًا مع الصالَة و استِقبال الضُيوف
لِذا تَمكنت من رؤيَة تِلك المَرأة الثلاثينيّة و هي تُزيل مِعطفها المليئ بالفَرو تُقدِمه الي الخادِمَة ، تأملتها تَرى مِقدار جَبروتِها الواضِح مِن مَلابِسها الثَمينَة و استقامتِها التي تدّل على سُلطتِها
خمّنت انها صديقَة زوجِ امِها مارك
إذ انّها تدخُل في عِلاقة صداقَة ثُلاثيَة معه هو و الوَزير
أمَعنت النَظر بِها و ادرَكت حجم الشَبه بينها و بين جيمين
نَظراتِها لَفتت انتِباه مَن وقفت عِند المرآه المُتواجدَة في الممر تُعدّل من هِندامِها
بَدت مُهتمَة في حُسن مَظهرِها لِذا راحَت تُعدّل حُمرة شِفاهها و عُيونِها على انعكاسِ الصغيرَة المُنتصبَة خَلفها
شكّلت ابتِسامَة جانِبيَة و قالَت بِصوتٍ هادِئ " انتِ ابنَة يونسون ؟ "
اكتَفت سويون بِتحريك رأسِها دون النُطق بِحرفٍ واحِد ، رأت الكُبرى تلتّف اليها ثُمّ تقترِب مِنها بِضع خُطواتْ سُمع صداها بِفعل دقّ كَعبها
انتَصبت امامَها و لفارِق الطول بينهُما اخَفضت الكُبرى نَظراتِها الي الصُغرى ، تتشبّث بِذقنها حتّى تَرفع رأسِها اليها تُتيح لنفسها فُرصَة تأمُل مَلامِحها بِعنايَة
إذ انّ مارك شديدُ الحِرص على حَجبِها و اخفاءِها بعيدًا عن مُتناول الجَميع
لم تَفهم سويون فِعلتها حَيث دَفعت بيدِها بعيدًا عن مُتناولها تَصنعُ حاجِزًا بينها و بَين الكُبرى بِمُجرّد ان عادَت خُطواتٍ الي الخَلف قائِلَة " اُمسيَة سعيدَة "
التَفت غيّة الرَحيل ، لَكّن حَديث الكُبرى استَوقف اقدامِها " جَمالُكِ ، بِحاجَة ان يَبقى بعيدًا عن انظارِ جُيون "
قَطبت سويون حواجِبها بعدمِ فَهم ، التَفت برأسِها تُناظِرها باستِغراب إذ ودّت التوصّل الي مغزى كَلامِها الذي بَدى مُبهمًا صعب الادراك
صَنعت المرأة ابتِسامَة تُظهِر جَمال اسنانِها الناصِعَة ، تقدَمت مِنها تلك الخُطوات التي عَدمتها الصُغرى و اضافَت هامِسَة " جُيون يُعجب بالفَتيات اليافِعات! و انتِ تعرفين مِقدار سُلطته "
ابتَلعت سويون ريقِها يَنتابُها الذُعر مِن حَديث المرأة التي اكمَلت " فإن رآكِ ، سيطمعُ بكِ ، آن ذاك حتّى مارك لَن يتمكّن مِن مُساعدتكِ ، سُلطته تفوقُ الحُدود "
اعتصَرت سويون اصابِعها تُناظِر الفَراغ و عقلِها يسترجِع حَديث ايڤا بِخُصوص عِلاقته السابقَة مع امرأته الراحِلَة
ايعُقل انّهُ يوهِم طِفلته بأنهُ لازال حَبيس حُبه
و يَستعملُ اذى مَوتِها كَستارٍ يَحجبُ بِه افعالِه ..؟
لاسيما انّ ذلك المَوقِف الذي جَرى لَها ، يَؤيد حَديث الثانيَة
انتَفضت ما إن وَضعت المرأة يدِها على كَتفها تنتشِلها من تساؤلاتِها ، نَظرت في عُيونِ مَن اضافَت مُبتسمَة " لانّي اراكِ كَمِثل طِفلي جيمين ، تَهمني مَصلحتكِ ، فانتِ لازلتِ صغيرَة همم ؟ "
على الرُغم من انّ الصُغرى تَعجبت لاقبالِ الكُبرى على كَسر الحاجِز بينهنّ و التوغّل في حَديثٍ حسّاس ، ألا انّها اضحَت ممتنَة لانّها اظهَرت لها حَقيقة الوَزير المُتحرِش
او ذَلك ما تعتقِده هي
كوّنت ابتِسامَة تَشكُر بِها الثانيَة بِقولها " شكرًا لكِ "
" على الرُحبِ و السِعَة " طبطبَت على رأسِها بِلُطفٍ ثُمّ همّت بالرَحيل تَسيرُ بِخُطواتٍ مُتناسِقَة كَما لو انّها عارضَة ازياء
جَمالُها مُبهر بالنسبَة للاصغرِ سِنًا
عادَت ادراجِها الي الغُرفَة تَجِد ايڤا في انتِظارها و هي تَعبثُ بهاتِفها ، تَبسمّت من اجلِها ثُم شارَكتها الجُلوس فوق الفِراش يَتبادلان اطرافًا عِشوائيَة من الحَديث
خَطت يونمي الي الحُجرَة التي اعتادَت فيها على الاجتِماع بِمارك
كانَت بِمثابَة قاعَة تَحملُ بِضع العابٍ ترفيهيَة و رُكن للمشروبات الخمريّة
ابتَسم وَجهِها و ابتَهج قلبُها ما ان رأت الوَزير يقفُ شامِرّ لِساعِدَيه و عصاة البلياردو بَين يَديه ، خَطت نَحوه تَلفت انتِباهه بِصوت كَعبها " جُيون "
نَدهت عليه تَرغُب في القفزِ و احتِضانه ، لَكنها فوجِئت بِصنعه حاجِز بينهُما عَبر تلك العَصاة التي ثَبّتها على كَتِفها يُرجعها الي الوراءِ قائِلاً " مرحبًا سيدَة بارك "
لَوت شِفاهها بعدمِ رضَى ، هي تَكرهُ كَيف يُنشئ الجُدران دومًا
يَمنعُ عَليها لَمسِه و نَيل رَغبتها المُلحّة في الاقتِراب مِنه
هو حَريص على مَنع اي اُنثَى كانَت مِنه
اخفَض عَصاة البلياردو عَنها إذ بِمُجرّد ان لاحَظ انزعاجِها حتّى قرر مُجاملتِها بابتِسامتِه الوديّة " النِساء يتقدمّن في العُمر ، و انتِ تَصغُرين "
نَجح في جَعلِها تبتسِمُ من حَديثه فَمديحهُ لها حرّك مَشاعِر مُحببة بِداخلها
لاحَظت شيئًا في مَلامحه لم تردد بِـ التَعليق عَليه قائِلَة " جُيون مابِها شفاهُك ..؟ " انتَبهت الي النُدبة الخفيفة اسفل شفتِه
لعق شِفاهه فَتسبب في لسعَةٍ خافتَة جَعلته يبتسِم نافيًا " انها حادثَة بسيطَة "
هي تعرِف مِقدار حرصه على التَسترت على امورِه الخاصّة ، لِذا لن يُشارِكها تلك الحادِثَة حتّى ان اصرّت لِذا التَزمت الصَمت تومِئ بِهدوء
وَجه جُيون بَصره الي مارك الذي اعدّ كأسًا من الخَمر لِثلاثتِهم و حينَما ودّ اعطاءِه خاصتِه رَفض بِنفيه و تَوجهه نَحو طاولَة البلياردو مُتحدِثًا " لستُ هُنا لاحتِساء الخَمر ، اُريد ان اُصحصح فالليلَة طويلَة "
انتَشلت يونمي كأس الخَمر مِنه تتجه للجُلوس على الاريكَة قُبالَة الوَزير الذي شكّل الكُرات امامَه و اتمّ " لِنلعب ! "
رَفع عُيونِه السَوداء يَضعُها بِداخل خاصتيّ مارك الذي يُطالِعه بِرَيبَة ، قام بِضرب تِلك الكُرات بالعَصاة التي بين مُتناول اصابِعه يتحدّث بعدما اصابت اماكِنها لَكّن احداهنّ تمردَت و سَقطت ارضًا
نَظر نَحو مارك ينطِق قائِلاً " ايمكنك جَلبها من اجلي..؟ "
قلّص مارك عَيناهُ فَلم يُعجبه طلب الوَزير الذي اتمّ مُفسرًا " اُعاني من آلامٍ في ظهري مُؤخرًا لِذا لا استطيعُ الانحناء كثيرًا "
على الرُغم من انّ الاكبر سِنًا مُنزعِجًا ، لَكنّ ما باليدِ حيلَة
وَضع كأس خمرِه فوق طاولَة البلياردو يَستعِد للانخِفاض لِجلب الكُرَة
نَظر جونغكوك نَحو كأس الخَمر قائِلاً " اشتهيته " تقدّم لِانتِشاله يَضعُ عصاتهُ فَوق يد مارك التي تحت اقدامِه
كان متعمِدًا ان يَدوس بِها قويًا حدّ سماعِه صُراخ الاكبر المُتألِم
لَكن ذلك لم يَشفي غليلِه
رؤيتِه تِلك اليَد تَشّد على ذِراع سويون ادلَع نيران الغَضبِ بِداخله
هي لَيست مُجرّد صبيَة بالنِسبَة اليه
لَيست عادِيَة البتّة
أي لَن يسكُت ان رآها تتألم امامَه
انتَفضت يونمي تَسكبُ بِضعًا من كأس الخمرِ على ثيابِها من صَرخة مارك الذي سَحب يدهُ سريعًا يُناظِر من مثّل البراءَة ينطِق مُتفاجِئًا " ا..اوه ! لم ارك "
وَضع الوَزير كأس النَبيذ فوق الطاوِلَة مُجددًا و بالقُرب مِنها ثبّت العَصا مُتجاهِلاً غَضب مارك ، نَطق بينَما ينفضُ يَداه مُتجِهًا نَحو الاريكَة " لم تعُد لي رغبة في اللعِب "
جَلس فوق الاريكَة بالقُرب من يونمي يَضعُ قَدم تَعلو اُختها بينَما يُراقِب مَدى اهتياجِ صديقِه الغاضِب ، صَنع ابتِسامَة مُستفزَة قال فيها " لِما كُل هذا الغَضب ..؟ ايدكِ ناعمَة لِهذا الحَد ..؟ " دَفع بِحاجبه عالِيًا يَسخُر بِقوله
انتَشل مارك كأس الخَمرِ يَرتشِفه جُرعَة واحِدَة إذ سأل مُباشرَةً دون التطرّق الي الطُرقِ المُلتويَة " لِما عُدت جُيون ..؟ "
نَظر جونغكوك نحو يونمي الجالِسَة بِجانبه تنتظرُ اجابتِه بِفُضولٍ واضِح في عَينيها ، صَنع مَلامِح ساخِرَة إذ قال مُجيبًا " لِما يعودُ المرءُ الي بلدِه ؟ اهذا سُؤال يُسأل ؟ " وَضع عينيه على مارك الذي اتَكئ ضِد طاولَة البلياردو يَضمّ اذرُعه الي صَدرِه مُتكتِفًا
" ساسأل انا بدلاً " حينَما طال صَمتُ الاثَنين قَطعه الوزير بِحديثه و هو يَستقيم من مَجلِسه مُوجهًا سُؤاله بِنبرَة هادِئَة " لِما اخفيتموهنّ عنّي..؟ "
رُغم ادراكِ مارك مغزَى سُؤالِه
ألا انّه نَكر بِصُنع ملامِح مُتعجبَة قال فيها
" اخفينا مَن ..؟ "
كوّر جُيون قَبضتِه يُخفي اهتياجه بابتِسامَة جامِدَة تَخلو من المَشاعِر ، يَرى عُيون مارك التي تتوغّل بِخاصتيّ المرأة خَلفه فَبدا أمرهُما مَكشوفًا
بَلل شِفاهِه ثُمّ نَطق بِهدوء يُجاري الذي يَنتصِب امامَه " يونسون.،! زوجتكِ "
دلّك مارك رَقبتهُ بِيدِه إذ سأل بِحاجبٍ مرفوع " من اين تَعرِف زوجتي ..؟ "
استَقامت يونمي من خَلف الوَزير تَضع كأس خمرِها فوق الطاوِلَة ثُمّ تقترِب منِه قائِلَة " جُيون انت فَهمت خَطأ ، زواجُ مارك من يونسون كان مُجرّد صدفَة "
حوّل جونغكوك عَينيه الي المرأة بِجانبه يُناظِرها بِسُخريَة لم يَستطِع كَبحها في عَينيه ، لَكنهُ مُنصِت جيّد ، يُدرِك الحَقيقة كامِلَة ، و بِذات الوَقتِ لن يُفشيها
" حقًا ؟ " وَجه بصره تِجاه مارك الذي ميّل رأسِه مُتسائِلاً " انت لم تَقُل لي كَيف تعرفُ زوجتي ..؟ "
" زوجتك تَخُصني..! " يَنطِق بِكَلمتَين جَعلت الدِماء تَغلي في عُروق مارك ، هَوس التَملُك يكادُ يتغلّب عَليه لِذا بِصعوبَة حافظ على قَبضتِه كيّ لا يَلكم وَجع الوَزير قُبالته ، دَنى مِنهُ مُهسهسًا بحدّة " جُيون راقِب كلِماتك ! "
" لستُ اقول إلا الحَقيقة..! " هَمس الوزيرُ في المُقابِل يُكوّن ابتِسامَة واثقَة بعدَما رأى مِقدار غَضب الآسيوي في عُيونِه ، قيّد مارك يدهُ لَديه ، لا يودّ التمادي و امساكِ جُيون من ياقتِه لِذا تمسّك بهدوءِه عِنونًا
نَطق بِهدوءٍ يُنافي غَضبِه الراكِد في صَدرِه المُهتاج " ألي ان اعرِف كَيف تخُصك ..؟ " راقَب بعينيه البُنيّة خُطوات الوَزير المُنساقَة تِجاه رُكن المشروبات إذ وَجده يسكُب لنفسه من الخَمر يُجيبه بِسُؤالٍ بدورِه " حقًا ؟ الست تَعلم ؟ "
وَضع مارك عَينيه على يونمي التي ارتَبكَت ، كِليهما يُناظرِان ظَهر الوَزير الذي يَستطيع ادراك حَجم توترِهما على الرُغم من انّه لا يَراهُما
كوّن ابتِسامَة جانِبيَة يَحتسي بِضعًا من النبيذِ الأحمر قَبل ان يستمِع الي يونمي التي قالَت مُفسِّرَة " في الواقٍع انا اخبرتُك انها هَربت .. ثُمّ "
التَفت جُيون اليها يتصنّع الاهتِمام ، يُناظِرها بِعينيه يَحثّها على الاكمال إذ قالَت مُكملَة " ثُمّ لجئت الي طَريقٍ خاطِئ ، تعرفت عَبره على مارك "
نَظرت نحو مارك الذي التَزم الصَمت يُناظر جونغكوك الذي دَفع حاجبه عالِيًا يسأل بِجديّة " انا لا افهم لِما عَساها ان تَهرُب ، دامكِ تُقدمين لها الرِعاية كما طَلبتُ منكِ ؟ "
بَللت يونمي شِفاهِها تشّد على قَبضتيها بِخفّة قَبل اجابتِه بِنوعٍ من الانفِعال " جُيون تِلك المرأة عاهِرَة..! هَربت لانها تُريد اغواء الرِجال ، لم تُعجبها الحياة الكَريمة التي مَنحتها اياها "
وَضع جونغكوك عينيه على مارك يَقرأ تَعابيرِه الساكِنَة ، تفاجَئ إذ لَم يَرى أيّة انفعالٍ دلّ على غَضبِه بِفعل حديث الاخرَى التي نَعتت زوجته بالسُوء امامَه!
أكَلهُ قَلبه فَلم يستطِع كَبح حَديثِه " يونمي انتِ تَصفين طِفلَة بعاهِرَة! "
" طِفلة ؟ اوليَست هربت من اهلِها مع امريكيّ و انجَبت منه؟ اهذِه افعالُ طِفلة؟ الفتاةُ منذ البدايَة كان مَصيرُها واضِحًا " هَتفت يونمي بينَما تقتطِبُ حواجِبها بشدّة تُكوّر يَديها بِعُنفٍ و عُيونِها على الوَزير الذي فارَت اعصابَه مِما يَسمعه
كَيف تَستطيعُ نَعت تِلك الصبيّة البريئَة بالعاهِرَة..!
قد كانَت بالسادِسَة عَشر من عُمرِها!
لازال يَذكرُ ملامِح البراءَة على وَجهِها
" انت صامِت و امرأتك تُهان امامَك ؟ " سأل جُيون مارك ساخِرًا يَتفقّد مَلامِحه الهادئَة ، بَدا كَما لو انّ الثانيَة تمتدحُها فتعابيرِه ساكنَة بشكلٍ ألمَه
" مَعها حَق ، كَيف اُخفي حَقيقتِها و هي مَن جاءت للعملِ في الملهى لديّ..؟ " هَتف مارك ساخِرًا يَتسبب في استِفزاز الوَزير الذي كوّر قَبضتِه مُهسهسًا " ان كانَت كَذلك ، لِما تزوجتها اذًا ..؟ "
" جَمالُها مُلفِت " هَمِس الاكبر سِنًا مُبتسِمًا بِجانبيَة ، لم يُعطي مَجالاً للوزير بالتوغّل في الحَديث إذ اكمَل بينَما يُشير على طاولَة الطعامِ عند الزاويَة " هيّا ، جائوا الخَدم بالأكل "
حَبِس الوَزير غَيضهُ بِداخله يَحترِقُ من غَضبِه
سار بِخُطواتٍ هادِئَة نحو المائِدَة و افكارَهُ تنهشُ عَقله
ودّ ان يَستقيم للاغتِسال لِذا استأذن يَتمشى نحو الدرجِ المؤدي الي الباب العُلويّ ، بِمُجرّد ان فَتحه حتّى لَمح جَسد امرأة في اولِ ثلاثينياتِها تُناظِره بِتفاجُئ بِمُجرّد ان خَرج اليها
عادَت خُطوَة الي الوراء تُخفي عُيونِها العَسلية عَنه إذ ادرَك انّ الدُموع كانَت تُحيطُها ، سُرعان ما جَففت اطرافِها امام نَظراتِه المُلحّة نحوِها
هو تَعرّف عَليها
لازالَت تمتلِك ذات المَلامِح الناعِمَة البريئَة
لَكّنها اضحَت اكثر شُحوبًا و ارهاقًا
اراد أن يتأكد ما إن تَعرفت عَليه لِذا تَحدث و يَدهُ تُغلق الباب من خَلفه " انسَة يونسون ..؟ "
تتسّم بِشخصيتِها الواثقَة ، لم تكُن يومًا تخجلُ من مُواجهَة ايّ غَريب
شخصيتُها قويّة مُفعمَة بالجُرأة لِذا واجَهته بِقولِها بِنبرةٍ تُشبه خاصتِه
تحملُ التساؤل في طيّاتِها
" سيد جُيون؟ " نَظرت في عَينيه التي وَمِضَت بِمُجرّد ان علِم انّها استَطاعت التَعرّف عَليه ، كوّن ابتِسامَة راضِيَة ثُمّ تقدَم منها خُطوَة قائِلاً " اخيرًا وَجدتكِ ! "
" أكنت تَبحث عنّي؟ " سألتهُ و هي تَرفعُ عُيونِها الي مُستواه كَونه يفوقها طولاً " طيلَة العِشرون عامًا كنتُ افعل ! " اجاب بِما جَعلها تقرِنُ حواجِبها بشدّة ، نَظرت وراءِه الي الباب الذي فُتح يَكشِفُ هيئة زوجِها ذا الوَجه المُتجهّم
رأت حَجم غضبِه في عَينيه حينَما وَجدها تقفُ امامَه ، خُصوصًا انّه وصّاها ألا تظهر امام جُيون لَكنها عارَضتهُ بِقُدومِها
" يونسون؟ " خَرج صَوتِه مُستفهِمًا يحملُ وتيرَة تفهمُ مَعناها ، رُغم مُحاولتِه في اخافتِها ألا انّه لم يُحرك مِنها ساكِنًا بَل ظلّت على ثباتِها و هي تنطِق بِجُمود " جئتُ لاخبارِك بأن صُنبور المِياه تعطّل..! "
" كان بامكانك اخبارُ لوكاس بِذلك " زَمجر مارك قائِلاً يَتجاهل نَظرات جُيون نَحوهُما ، استَمع الي ردّ زوجتِه البارِد كَنظراتِها نَحوه " لوكاس مَشغول " تُشير الي مُساعِد زوجِها الشَخصيّ بحديثِها
" حسنًا ساتكفّل بالأمر ، يُمكنك المُغادرَة " اشار لَها بالرَحيل و هي امتَثلت لِذلك ، لَكِن للوزير رأيٍ أخر بِكلامِه " لِما لا تتشارَكين مَعنا الطَعام..؟ "
تَوقفت عن السَير تلتفِت نَحوهُ لِترى مَلامِحه ، وَجدتهُ يُصّر بِقوله إذ اتمّ " هُنالك مكان شاغِرٍ بالتأكيد ، فانتِ صاحبَة القصر "
نَظر تِجاه مارك يَرى عُمق غَضبِه و اشتِعاله لَكنهُ تجاهله تمامًا ، لِحُسن حظّه ان يونسون لم تعترِض بل تكفّل زوجِها بِذلك بدلاً عَنها حينَما قال " يونسون تُعاني من آلامٍ في المعدَة ، لِذا لا يُمكنها تناول الطَعام معنا "
" يَكفي حُضورِها ، الطَعام مُجرّد وسيلَة للجُلوسِ سويًا " خَبئ جُيون يَداهُ في جُيوبِه يَتحدث مُتبسِمًا حَيثُ اكمَل قائِلاً " اتغارُ على زوجتكِ منّي..؟ فانت تخافُ وجودِها اثناء ظُهوري ؟ "
مَسك مارك بِخصر زوجتِه يَجتذبها الي صَدرِه و اصابِعه تعتصِر وِسطها النَحيل ، قال و عُيونِه تلتهِم مَلامِح يونسون البهيّة " اغارُ عَليها جِدًا "
نُفورِها مِنهُ واضِح ، تَدفعهُ من صَدرِه بِكَفها لِصُنع مسافَة تأمن بِها نفسها مِنه ، تستطيعُ الشُعور بِنظرات الوَزير الدي تَحدث ساخِرًا " ارى ذَلك "
صَدح صَوتٍ جَعل جَسد الوَزير يقشعّر
كانت النَبرة انثويّة ناعِمَة تَصدُر من وراءِ المرأة مُناديَة
" ماما "
عُيون جُيون عِند مَدخل المَمرِ المُؤدي الي السِرداب حَيثُ الغُرفَة التي يتخِذُها مارك مهربًا لهُ ، رأى يونسون تلتفِتُ لِاجابَة صغيرتِها " نَعم حبيبتي ..؟ "
حينَما احسّ باقترابِ دُخولِها ، لَمح طيفها ثُمّ التَف يُعطي بِظهرِه اليها ، استَطاع سَماع اصوات خُطواتها و هي تُقلّص المَسافَة بينهُم " ماما ، انا و ايڤا نُريد صُنع كيك بالشوكولاتَة ، لكّن صُنبور المياه مُعطّل ! "
يستَمعُ الي صَوت تذمُرها اللطيف و هي تُحاكي والِدتها التي ابتَسمت على عُبوسِها ، قرأت سويون الغَضب في عُيون زوجِ امها لَكنها لم تُعطه اهتمامًا ثمّ وَجهت بصرِها الي ظَهر الوَزير تَرى عُرض مَنكبيه
مثّل الالتهاء في الهاتِف كَما لو انّ اعظم اشغالِه وردتهُ في تِلك اللحظَة
ذكّرها ظَهرُها بِهيئَة جَسدِ رجُلٍ لَفت انتباهِها مُؤخرًا
قَطبت حواجِبها تُطالِع والِدتها التي انتَشلتها قبل انغماسِها في افكارِها بقولِها
" مارك سيقومُ بِتصليح الصُنبور ، هيّا ساساعِدُكن " احاطَت اكتاف الصُغرى تَقودها مَعها بعيدًا عن مُتناول اعيُن مارك الحادَة
يتوعّد للأمّ و ابنتِها بالكَثير في سِرّه
نَظر نَحو جُيون الواقِف قُبالته إذ همّ الوزير بالتَوجه نَحو الحَمام بعدما استَفسر عَنه من صديقه المُشتعل غَيضًا ، دَخل الي دورة المِياه يُناظر مَلامحه المُنعكسَة عند المرآه
صَنع ابتِسامَة مُريحَة
فِكرَة ان يَكون لازال راسِخًا في ذاكِرتها مُحببَة اليه
سيُسهل عَليه كَسر الحاجِز و اختراقِ مساحتِها لِفهم التفاصيل مِنها
يودّ أن يُقدّم عَونه
كَما هي قدّمت عونِها دون ادراكٍ مِنها حتّى
لا تَعرِف أن ما صَنعتهُ لاجلِه
كان قيّم و كَثير بشكلٍ لا تَتخيلُه
نشّف يداهُ بعدما وردَه اتصالٍ من مُساعده جيكوب ، اجابَه مُهمهمًا لهُ " اكلّ شئٍ جاهِز ..؟ "
" نَعم سيدي ، نحنُ ننتظرُ اوامِرك " ردّ جيكوب يَتسبب في جَعل ابتِسامَة الوزير تُزهِر ، قطَع الاتصال ثُمّ غادَر من الحَمام يسلُك وِجهته نحو طريق العَودة ، لَكّن الاصوات الصادرَة من المَطبخ لَفتت انتِباهه
جرّ خُطواته اليها يَطّل بِكُحليتيه على الفَتاتين في المَطبخ احداهُما تكونُ ابنتِه ، امّا الثانيَة فهي عسليةُ العَينين
وَضع عينيه على تايهيونغ الواقِف عند الباب يُراقِب هاتِفه ريثَما ينتهين من اشغالِهنّ فَعمله يُجبره على مُلاحقة ابنة الوَزير اينَما ذَهبت
و هي كَثيرة الحَركة بشكلٍ يُفقده صَوابه
انحنَى الحارِس الي الوَزير امامَه مُبديًا احترامِه لهُ فاومَئ جُيون بابتِسامَة خفيفَة قَبل ان يُعيد انظارِه الي مابِداخل المَطبخ
رآهنّ يَضحكنّ و يُلطخنّ بعضهنّ بالطَحين بعدَما بدأت ايڤا بِمُناكفة الكُبرى اولاً ، في حين ان مارك كان مُنشغل في تصليح الصُنبور و زوجته تشغّل الفُرن
تبسّم كاهِله و عُيونه تُراقِب الابتِسامَة العريضَة التي تملئ وَجه سويون ، خَوفُها الذي كان يحتضِن بُؤبؤتَيها تلاشَى بوجود ايڤا و ذَلك منحه شُعور بالرِضا حينَما طلب مِنها القُدوم
عَلِم ان التَفكير سينهشُ دواخِلها ان بَقت بِمُفردها
و لِكونه على مَعرفةٍ تامَة بِطفلته
فَهو يُدرك مِقدار حُبّه للمرحِ و المُزاح
سَتُجيد انتِشالها من عُمق افكارها بسُهولَة
حينَما واشَكت سويون على الانتِباه لهُ اسرَع في اخفاءِ نَفسه وراء الجِدار يُناظِر الارضيّة اسفل قَدميه ، جمَع انفاسهُ قَبل ان يُغادِر بِهدوءٍ هامِسًا " شقيّة "
نَزل الي الحُجرَة حيثُما تمكُث يونمي يجلسُ قُبالتها على سُفرَةِ الطَعام بينَما يُقلّب افكارِه بداخِل رأسِه بِوجهٍ هادِئ يَروق للمرأة تأمله
تجاهَل نَظراتِها كُليًا ثمّ أشرَع في تناول طَعامه بِمُجرّد ان عاد مارك حينَما انهى من اصلاحِ الصنبور
كان الوَضعُ هادِئًا للغايَة
لا احَد يودّ التَحدُث خُصوصًا جُيون
يَنفردُ بافكارِه بَعيدًا عن صَديقيه مُهتمًا بِتناول طَعامه بِصَمت
في الجهَة المُغايرَة
كانَت ايڤا تُقطّع الكَعكة بالشوكولاتَة رِفقَة سويون الجالِسَة فوق سريرِها و والدتِها تسكُب لهنّ حليب الكاكاو الساخِن
كانَت تُراقب حَماس صغيرتِها و السَعادة الباديَة على وَجهِها بالقُرب من ابنَة الوَزير و ذَلك جَعلها تَفيضُ من الدَمع ، هي لم يَسبق و ان كوّنت صديقَة من قَبل إذ مارك يَمنعُ عَنها ابسط حُقوقها كَايجاد صَديق
مَسحت اطرافِ عُيونِها ثمّ لاقَت مديحًا من ايڤا التي تَحدثت " خالتي انتِ حتمًا لا تَبدين اُم..! انكِ كَمثلِ عارضات الازياء و المُمثلات ، صغيرَة في السِن "
ابتَسمت يونسون بِلُطفٍ على مُجاملتِها ثُمّ قالَت شاكِرَة " شكرًا لكِ ، ساغلق السادسَة و الثلاثون قريبًا ، اظنّ اني بدأت اكبر "
وَسعت ايڤا عَينيها لِتشهق بقوّة " واه! انتِ اصغر سنًا من والدي! ميزَة الزواج المُبكر انجاب الاطفال كيّ يكونون بِمثابَة اخوَة "
حَدقت يونسون في سويون المُنشغلَة في تَناول الكعكَة فهي تُحِب الحَلويات جِدًا ، ابتَسمت بألمٍ خَفيّ تقول فيه " على العَكس ليسَت ميزَة ، مسؤولية الاطفال صعبَة ، كُل طفل لهُ كامل الحَق ان تكون امه واعيَة و ناضجَة و على دِرايَة تامة في كيفية منحه تَربية سليمَة خالية من العُقد النفسيَة كي يُمنح حَياة صحيّة "
رَفعت سويون عَينيها الي والِدتها ، تَستطيع رؤية الوَجع في عسليتيّ الكُبرى الدامِعَة و ذَلك اعتصَر قلبُها بألم
على الرُغم من انّ حياتها لَيست مِثاليَة
و لا عاديّة حتّى
لَكنها مُمتنَة ان والِدتها هي نَصيبها من الام في الحَياة
" ذَلك صَحيح ، انا ابي تزوج صَغير و على الرُغم من انشِغاله التام لكّن تربيته لي و حِرصه على منحي الحُب كان كافيًا " قالَت ايڤا بينَما تحتسي من كوب الشوكولاتة الساخِنَة ، حَدقت يونسون بِها تبتسِمُ بهدوءٍ مُجيبَة " ليسَ الجميع يمتلِك ذات ظُروف والِدك "
كانَت تستعّد للرَحيل و ترك الفَتاتين بِمفردهنّ لَكنها فوجِئت بِدخول ابنتِها الصُغرى ، قَطبت حواجِبها تراقِب سولبين التي تَسيرُ صَوب اُختها " انتِ لديك اصدقاء و لم تُخبريني ؟ "
حَدقت سويون في اُختها تكتمُ غيضِها من اسلوبِها الوَقح امام ايڤا المُستغربَة ، مَسكت يونسون بِذراع سولبين قائِلَة " لِنخرج صغيرتي ، دعي اُختك تُذاكر مع صديقتِها "
نَفضت سولبين ذِراعها من خاصَة امها بقوّة حتى كادَت ان توقِعها لولا تمسُكها بالمكتَب ، كان الألم الذي يَفتّك بِها قويًا للدرجَة التي يَجعلها هشّة
" لا اُريد! اي دِراسة هذه و هاهنّ ذا يأكلن من الكعك و يَشربن حليب الشوكولاتة! لِما لم تُعدي لي انا ايضًا ؟ "
غَضبت سويون مِن تصرف اُختها و سارعَت في الدُنو من امها لاسنادِها من ذراعِها " امي هل انتِ بخير؟ " هَمست بِقلق لِمن اومأت مُبتسمَة بِتصنّع
اعتَدلت في وَقفتها تُبعد يد سويون عنها بِلُطف بينما تُوجه حديثِها الي ابنتها الصُغرى " بلى ، اعددتُ لكِ و تركتُ حصتكِ في غرفتكِ الم تَريها ؟ "
تجاهَلت سولبين حَديث امها ثمّ سارَت تتربّع في مُنتصف السَرير قُرب ايڤا ، سَرقت الحليب الخاص باختِها تحتسي مِنه قائِلَة " انتِ ابنة الوزير جُيون اليس كَذلك ..؟ "
حَدقت ايڤا بِها تومِئ بِتعجّب ، نَظرت نحو سويون التي تُحكم الشّد على اغلاقِ عينيها بقلّة صَبر فاختها حتمًا سَتفضحُها امام صديقتِها الوَحيدة
" ساعدّ لكِ حليبًا اخر ، لابأس " هَمست يونسون لابنتِها الكُبرى تُربت على ظهرِها ثُمّ طالعَت سولبين مُتحدثَة بحدّة " لديكِ نصف ساعَة تُغادرين فيها الي غُرفتكِ فاختكِ لديها امتحانات قريبَة "
تعلمُ ان ابنتِها الصُغرى لا يَنفع معها الي اسلوبِ العُنف احيانًا
فهي وقحَة ذاتُ لسانٍ سليط تتمادَى في التطاول عَليها
تجاهلتِها الصُغرى التي راحَت تتحدّث مع ايڤا بِحماسٍ بالِغ " حقًا! واه ، اتعلمين ان والِدك وَسيم بِحق ؟ يَمتلك قوامًا ممشوقًا و مَلامِح في قمّة الرُجولَة و الهَيبة! "
احسّت ايڤا بعدمِ الارتياح لِكون الصُغرى تَصف والِدها بشكلٍ ازعَجها
لا تُنكر انها تشعُر بالغيرَة على أبيها و ذلك اوضَحته في قولِها
" يَبدوا انكِ تُطيلين النَظر اليه؟ " نَبرتها الساخِرَة جَعلت الاصغر سِنًا تدفع بِحاجبها مُجيبَة " و كَيف للمرءِ الا يُطيل النَظر الي مُثير مِثله؟ "
وسعَت سويون عينيها مِن حَديث شقيقتِها تَصفع جَبينها بِقلّة حيلَة ، في حين ان الدِماء تصاعَدت الي رأس ايڤا التي اعتَدلت بِجلستها تُطالعها بغضَب جاهَدت اخفاءِه " مُثير؟ صغيرة بِعُمرك تعرِف معنى هذه الكلمَة ؟ "
لاعَبت سولبين خُصيلات شَعرِها تومِئ بابتِسامَة وسيعَة " نَعم! انا لستُ صغيرَة ، ساغلق السادِسة عشر قريبًا ، قال ابي انهُ سيسمحُ لي بفقدان عُذريتي آن ذاك لاني ساكونُ راشدَة "
لم تكُن يونسون موجودَة لِسماع حَديث ابنتِها التي تمادَت بالشكل الذي جَعل ايڤا تغّص في طعامِها ، قطعَة الكيك الصغيرَة علقت في حلقِها أدّت الي سُعالها الشديد من هَول صدمتِها
امّا سويون فراحَت تمسحُ على وَجهها بِغضبٍ قبل ان تقترِب للجُلوس بِجانب سولبين تَرمقها بِسخطٍ ، مدّت المياه الي ايڤا التي احتَست منهُ تُسهل عُبور الطعام من حَلقها
" انتِ لازلتِ طفلَة ! مالذي تُفكرين به؟ " هَتفت ايڤا مُنفعلَة بِمن دَحرجت عَينيها بِمللٍ مُجيبَة " هذِه هي حياتُنا نحن ابناءُ الاثرياء و الشَخصيات الهامَة ، هه لا تَقولي انكِ ابنَة الوزير بِشحمه و لَحمه! لازلتِ تحتفظين بِعذريتك؟ " وَجهت نَظرات فضوليَة تِجاه ابنَة الوزير المُنصدمَة
غَلت الدِماء في عُروق سويون التي طَفح كيلُها و صاحَت بِاختها مُنفجرَة " يَكفي سولبين! ماهذِه التفاهات التي تَتحدثين عَنها؟ غادِري هيّا لِمُواصلَة دروسكِ "
نَظرت سولبين الي اُختها بِسخطٍ تَسخُر من انفعالِها عبر قولِها " انفعالٍ متوقّع من فتاةٍ لا تُلفت نَظر الرِجال! "
عَقدت ايڤا حواجِبها بعدمِ رِضَى إذ قالَت تُدافع عن صديقتِها " عَزيزتي اُختكِ هذِه من فِرط جَمالِها يقعُ فك كُل رَجلٍ يُطالِعها! "
لم يُعجب حَديث ايڤا سولبين التي تفاقَمت غيرتِها من اُختها و راحَت تصطّك على اسنانِها بِغضب ، رنّ هاتفها الذي في حُضنها فَرفعتهُ تتفقّد المُتصل " حَبيبي يَتصل ، عن اذنِكم "
استَقامت تتمايَل في سيرِها بعدَما اجابَت على حَبيبها تحت نَظرات ايڤا التي لاحَظت هاتِف الصُغرى
كان آخِر اصدارٍ من شركَة آبل مُشابه لِخاصتها تمامًا لكن بِلونٍ مُختلف
و حسبُما علِمت من والِدها ان سويون لا تمتلكُ هاتِف..!
مالُ الصُغرى بحوزتِها اغلَى انواعِ الهواتِف في حين ان الكُبرى لا تمتلكُ واحدًا حتّى ..؟
اخرجها من سِرب افكارِها صَوت سويون المُحرج و هي تُخاطِبها بِحُزن " انا اسفَة! هي تمادَت كثيرًا في الحَديث معكِ "
سويون خائفَة على النظرَة التي ستأخُذها ايڤا عَنها
فغالبًا سيتغيّر تفكيرُها بعد أن رأت اُختها و طريقَة احاديثها الغَريبَة
" لا عَليكِ..! انتِ لستِ مُخطئَة " نَفت ايڤا مُبتسِمَة تُمسِك بيد الكُبرى التي اخرَجت تنهيدَة عميقَة تُعبر عن استِياءها ، رُبما فكرَة زيارات ابنة الوزير لَها الي المنزِل خاطئَة
فَهي سَترى الجانِب البشِع الذي تسعَى جاهدَة لاخفاءِه
ذلك يُقلقها
تَسترت على عُبوسِها و حُزنها بابتِسامَة لطيفَة ثُمّ اتمّت مُواصلَة دُروسِها مع الاصغرِ سِنًا ، تبادلا الكَثير من الاحاديث الجانبيَة اثناء الدِراسَة حَتى فَقدن القُدرَة على الاستِمرار
كانَت سويون من سَقطت نائِمَة اولاً مِن فرط التَعب لِذا نَهضت ايڤا تَقومُ بِتعديل وضعيتِها و سَحب الغِطاء لِوضعه عَليها ، استَقامت من مجلِسها بعدَما تذكَرت حارِسها لِذا سُرعان ما قَسمت لهُ من الكيك و تَوجهت نحو الخارِج
بَحثت عنهُ بِعينيها حتّى رأتهُ نائِمًا عِند وَقفتِه ، زمّت شِفاهها بأسَى على وَضعه ثُمّ قامَت بِوكزه بخفّة على ذِراعه مُناديَة " تايهيونغ ! "
فَتح بُندقيتيه بِسُرعَة يستعّد لِوضع هُجوميّ جَعل الصغيرَة تَشهق ما إن وَضع يدهُ على رَقبتها يودّ خَنقها ، تدارَك وَضعه لِيسحب قبضته عن عُنقها مُتأسفًا بِسُرعَة " انا اسِف! "
دلّكت رَقبتها بِألم تُناظِره بِغضبٍ مُصطَنع ، نَظراتِها السامة كانَت اجابته إذ قدمَت لهُ صحن الكيك ثمّ غادَرت تَسيرُ بعيدًا عن مُتناول عَينيه
بَقى يحملُ صحن الكيك بين يَديه ، لهُ راغبَة ماسّة في أكلِه لَكن يتوجّب عليه اللحاقُ بالاصغر سِنًا لِذا تنهّد باحباط قَبل ان يسير وراءِها
هي خَرجت الي الحَديقَة لتحصُل على بَعض الهواء النقيّ فَتبعها بِصَمت
في حين انّ غالبيَة من في القَصر خلد للنَوم ، مِنهم مارك و يونمي الذان فَقدا وَعيهِما لِفرط الشُرب ، امّا جُيون لازال جالِسًا فوق الاريكَة يُراقب عقارِب الساعَة التي تُشير الي مُنتصف الليل
استَقام من مجلِسه يُغادر السِرداب الي الاعلَى يسيرُ بِخُطواتٍ تائهَة بينَما يُفكّر بماضيه الذي يخشَى ان يُطاردِه في الحاضِر
لَديه هُمومٍ يُصعَب ازالتِها
نَفث انفاسَهُ بِضيقٍ ، تنتابه رَغبةٌ في التَدخين و تِلك لا تُراوده إلا حينَما يكونُ في قمّة التشتُت او الغَضب
اخرَج سيجارتهُ من جَيبه يودّ اشعالِها لولا انّه لَمح باب حُجرَة سويون مَفتوحًا ، تَركتهُ ابنتِه خلفها دون اغلاقِه كَما لو انّها اذِنت لوالدها بِرؤيَة صديقتِها النائمَة عِند فراشِها
استَطاع لَمح جُزء مِن جسدِها المُلقى باهمالٍ على الفِراش ، لَم يستطِع قَمع فُضولِه لِذا واكَب رغبته المُلحّة في الدُخول عِندها و تفحصها عَن قُرب
دَخل الي غُرفتِها ثمّ سار نَحو سَريرِها يَجِدُها تتَمدد على ظَهرِها في حين انّها تَضعُ يَدًا على بَطنها و الثانيَة بالقُرب من رأسِها ، شَعرِها يتناثَرُ بِفوضويَة على وِسادتِها و جُزء مِن وَجهِها المُحبب لَه
لَم يَمنع ابتِسامته من الظُهورِ على حالِها
رؤيتِها بِذلك المَظهر كان كَفيل باخمادِ غَضبِه و ترتيب بَعثرته
لِذا خَبئ سيجارتِه و دَنى للجُلوس قُربِها يُطيل التَحديق بِها عن كَثب
كان مُترددًا في ان ازالَة خُصيلاتِها التي تُلامِس بشرتِها لِيمنح نَفسه فُرصَة مُضاعفَة في تأمل تفاصيلِها عَن قُرب اكثَر ، يَدهُ المُمتدَةِ اليها ترتعِش بشكلٍ خَفيف تُظهر مَدى تناقُض رغبته
اغمَض عَينيه مُتنهدًا بعدَما كَبح رَغبته تِلك ، قَبض على يَده قويًا يُعيدها الي حُضنِه ثُمّ استغّل ما تَبقى من وقتِه في رؤيتِها تتقلّب للنحو الآخَر
قابَلتهُ بظهرِها و ذَلك احبَطه لَكنه اعطاهُ الدافع للنُهوض و الرَحيل فَما مِن مُبرر لِتواجده مُنتصف الليل في غُرفَة صبيّة يافعَة!
سيبدوا بِمظهر المُتحرِش ان استَيقظت و رأتهُ
استَقام من فوق السَرير يَسحبُ الغِطاء حَتى يَضعهُ عليها بشكلٍ كافٍ يَمنحها من الدفئ قدر استِطاعتِه
رُؤيته لِملامِحها الغارقَة في النَوم ، تِلك اجمَل مَشهدٍ يَراهُ مؤخرًا
بَعد عُيونِها العَسليّة
اعتَدل في وَقفتِه ثمّ جال بِعينيه انحاء الغُرفَة يَلمحُ اطارًا بِداخله صورة تَجمعها مع والِدتها ، بَدت فيها صغيرَة إذ خمّن انّها بالثالثَة من عمرها
تقدّم ينتشِل ذلك الاطار مُمعنًا النَظر في صورتِها و هي طِفلَة ، اعطتهُ تلك الصورة فوجًا من المَشاعِر التي جَعلتهُ يحّن للماضي بشكلٍ مُفرَط
رَغبتهُ في عناقِها تتضاعَف
كَرجُل تُسيطر عَليه العاطِفَة ، احيانًا يَجدُ نَفسه عاجِزًا امام مَشاعِره
لكن ينتهي بِه المطاف لاحِقًا بِالانصياعِ الي عقلانيتِه و تقييد مَشاعِره في قفصٍ مُحكم الاغلاق ، و بَين يديّ احداهنّ المِفتاح
غادَر بِهدوءٍ يُغلق الباب من خَلفه ، استَجمع شِتاته لِيعود ادراجِه الي السِرداب حيثُما جَلس ينتظِر خُطوتِه القادِمَة بِعنايَة
يُراقِب عقارب الساعَة بين الفينَة و الاخرَى بينَما يطرُق بقدمِه على ارضيّة الحُجرَة يُقلّب افكارِه بِداخل رأسِه
•••
الساعَة تتجاوَز الواحدَة بعد مُنتصف الليل
النَسمات الباردَة الآتيَة من نافذَة الحُجرَة تسببت في استِيقاظ عَسلية العينين
نَهضت من فِراشها تتثائب مُكسلّة يَديها على وَشك النهوض و اغلاق النافذَة لولا انّها لَمحت جَسد نائم بِجانبها ، شَهقت بِفزعٍ تَكبت صرختِها بصعوبَة
لوهلَة تناسَت امر ايڤا
قَد ظنّت انها غادَرت إذ لم يَتناقشا بِموضوع مَبيتها لَديها
زمّت شِفاهها قَبل ان تَنهض لِتغطيتِها و السَير تِجاه النافذَة تُحكم اغلاقِها ، جَمعت شعرِها عاليًا على شَكل ذيل حِصان فَقد اعاقِها في النوم بارتياح لِتسير نَحو الخارِج تودّ احتساء كوبٍ من الماء
لَمحت جَسد تايهيونغ الواقف عِند بابها يَعبث بهاتِفه بانغماس ، لم يُعرها اهتمامًا و ذَلك جَعلها تُكمل سيرِها نحو المَطبخ
البَيت بأسرِه هادِئ فالجَميع نائِم بالفِعل
احتَست كوب الماء خاصتِها و عُيونِها عند نافذَة المطبخ التي تطّل على الفِناء الخَلفيّ ، رأت قطّة الشارِع التي تأتي كُل يَومين لَكنها اطالَت غيابها هذه المرّة
حينَما رأتها توشحَت ابتسامتها شَفتيها تَضعُ كوب الماء فوق المنضدَة ثمّ تتوجَه الي الثلاجَة لاخراج عُلبة التونَة ، همّت في الخُروج اليها عَبر الباب الموجود في المَطبخ و سعادتِها لا تُقدّر بِثمن
تُحب القطط بِشكلٍ مُبالغ بِه
جَلست القُرفصاء تَمسحُ بِلُطفٍ على رأس القِطة التي انهمكت في الاكلِ بجوعٍ مُفرَط ، مَشاعِر سويون تُحلّق و هي تَرى مدى استمتاع الهِرّة في طَعامها
" ليتني كنتُ قطّة ، اخرُ همّي ما اكُل " تمتمَت و هي تزُم شِفاهها بعبوسٍ خَفيف
الهُدوء يحتضِن سكينَة الليل الذي يُحيطُ من تَلبسُ ثياب نومِها الخَفيفَة
لم يكُن فستانِها الزهريّ القصير يُقيها من بُرودَة الجو حَولِها
لَكنها كانت مُطمئنَة بِجوار تِلك القطّة التي تُشعرها بالاُنس
ثانِيَة ، ثانِيتان
و عِند الثالثَة انتَفض قلبُها بِمُجرّد ان سَمعت صَوت اطلاق ناريّ صادِر من الباب الرئيسيّ للقصَر
توسّعت عُيونِها و بدأت اطرافها بالارتِعاش ، كُلّما فكرّت به ان تَحمل القِطّة و تَهرُب باسرع ما يُمكنها ، لِكون زوج امِها ينحدر من اشهرِ العِصابات فهي اعتادَت منذ صِغرها على تَلقيّ الهُجوم المُستمّر على بيتِهم
لِذا اعتَادوا على تَغيير سَكنهم دومًا تفاديًا لِحُصول اقتِحامٍ قد يُؤدي بِحياتِهم
كان هُنالك نورٍ قادِم من انارَة الحديقة و عواميد الكَهرباء الكَثيرَة و ذَلك طمأنها ، رُؤيتها الليليَة ليسَت جيدَة البتّة لِذا شَكرت الرَب انها تستطيعُ الفِرار قَبل ان تسوء الاحوال
سَعادتِها تلك لم تَدم طويلاً
الباب الخلفيّ للمَطبخ يَبعُد عَنها الكَثير
و الكَهرباء انقطعَت بِمُجرّد ان تمّ تدمير الكابِل كُليًا لِذا عمّ الظَلام حولها
تجمّدت مكانِها بعدَما فقدَت بصرِها جُزئيًا ، لم تكُن تَستطيعُ رؤيَة شَئٍ يُساعِدها في التَحرُك و الهَرب ، امتلئت عُيونِها بالدُموع تستمِع الي اصواتِ الرصاص العاليَة و من الواضِح قد تمّ التشابُك بين الجِهَتين
رِجال مارك أدوا واجِبهم في حِمايَة سيدِهم و قَصرِه
جُيون الجالِس يَضع وَجنته على كَفه بِملل استَمع الي صَوت الاطلاق الناريّ بشكلٍ جَعله يجلِس مُنضبطًا ، وسّع عينيه بخفّة مُمثلاً التفاجُئ بِمُجرّد ان وَعى مارك على واقِعه من صَوت الانفجار القويّ خارِجًا
" مالذي يَحدُث مارك؟ " سأله يَعقد حواجِبه بشدّة حينَما استَقام من مجلِسه ، نَهض مارك مفزوعًا و لازال الخَمر يُؤثر على اتزانِه اذ واشَك على السُقوط لولا تمسّكه بذراع الاريكَة " م..مالذي يحدث؟ "
نَظر حَوله يَرى رِجاله الذين اقتَحموا السِرداب يَركضون نَحوه و بَين ايديهم اسلِحتهم " سيدي ، تَعرضنا للهُجوم "
" ه..هجوم ؟ " وسّع مارك عَينيه البُنيّة بصدمَة يُناظر مُساعِده الذي اومَئ مُتحدِثًا بِهلَع " عددهم يَتجاوز الخَمسين رَجُلاً ، مُسلحين من الدَرجة الاولَى ، انهُم يتوغّلون لاعماقِ القَصر "
" مالذي يَحدُث مارك؟ من اؤلاءك ؟ " هَتف الوزير مُتسائِلاً يقترِب من صديقِه الذي مَسح على وَجهه يَسحب سترته المرميَة باهمالٍ قُرب يونمي النائمَة " لابد انهم احدَى العصابات ! علينا التصرُف "
" اتريد ان اتدخّل؟ " نَطق جُيون بِهدوءٍ يُمسك بِذراع مارك الذي اخرَج سِلاحه و ناظَره ، امعَن النظر في عينيّ الوَزير قبل اجابتِه " ساُجيد التصرّف " جَذب عِضده قَبل ان يُهرول مُسرِعًا الي الخارِج
لَعق الوَزير وَجنته من الداخِل مُبتسِمًا بِجانبيَة ، فَرقع رَقبته قَبل ان يَلحقه يسيرُ بِخُطواتٍ هادِئَة تُنافي حدّة الوَضع حَولهُما فالجَميع هلعٍ خائِف
ما ان وَصل الي المَمر الخاص بالغُرف رأى يونسون تَنزِل من دَرج غُرفتِها مَع سولبين الخائفَة ، كانَت تحتضِن ابنتِها الصُغرَى كي تُهدأ من رَوعِها و شفتيها تسأل بَحثًا عن الكُبرى " ا..اين سويون ؟ "
حَدق جُيون بِها يوشِك على جوابِها فَهو قد اطمئن عَليها نائمَة قبل ساعَة و نِصف من الآن ، قَبل ان يُدلي باجابتِه رأى باب حُجرة سويون يُفتح فإذ بايڤا تخرُج منه رفقَة حارِسها و هي ترتعِش " ا..اين س..سويون؟ "
كان سُؤالها المُشابه لِخاصَة يونسون يُثبِت للوزير انّها ليسَت في غُرفتِها !
اقتَربت ايڤا من والِدها تُمسِك بذراعه بِخَوف " ا..ابي مالذي يَحدُث؟ ماهذه الاصوات المُخيفَة " سألته بِذُعر تُغمض عُيونِها بقوّة كُلّما استَمعت الي صوت انفجارٍ قويّ من حَولِهما
" سويون؟ اين سويون؟ " صاحت يونسون التي رَكضت الي غُرفة ابنتِها تَبحث عَنها بِهلَع ، الظَلام يَعمّ الانحاء و هي اكثَر من يعلم بِرؤية طِفلتها المُنعدمَة ليلاً
انَقبض قلبُها بِقوّة ما ان لَم تَجِدها لِتوسّع عينيها بِقلق
ابعَد جُيون ايڤا عَنه بعدَما مَسح على رأسِها يُطمئنها " اهدئي ايڤا ، كُل شَئ بِخَير ، لا تَخافي "
تَمسكت ايڤا بِذراعه تَرفُض امر مُغادرتِه و الدُموع تجَمعت في عُيونِها " ا..اين ستَذهب؟ اليست هذِه مُحاولة اغتِيال؟ قد يكونون هُنا لِقتلك ابي ! "
حَدق في عُيونِها الدامعَة يَرى مِقدار خَوفِها ، ابتَسم بِلُطفٍ يَنخفضُ لِتقبيل جَبينها بِحُبٍ قائِلاً " هِشش! لا احَز يستطيعُ قتل والدكِ في ارضِه همم؟ "
وَجه بَصره نَحو تايهيونغ مُكمِلاً " ابقَى مَعها ، عليّ ايجاد سويون "
اوَمئ الاسمَر الذي دَنى للتشبّث بايڤا من الخَلف و ابعادِها عن والِدها بِصُعوبَة فهي أبت تَركه ، هَرول الوَزير نَحو يونسون المُنهارَة إذ رآها تَبحث عَنها بِكُل الغُرف مُناديَة عَليها
دَخلت الي المَطبخ فَلحِقها ، جَالت بِعينيها في الانحاء حتّى استَطاعت لَمحها تَقفُ خارِجًا مَع القطّة ، شَهقت بقوّة تَضعُ يدها على قلبِها " ه..هاهي ذا "
اسَرع الوَزير يقفُ وراءِها لِرؤيَة الصُغرى التي ترتعشُ بِخوفٍ و هي تضّم قطتِها الي صَدرِها بقوّة ، عقد حواجِبه بشدّة قائِلاً " ل..لما تقفُ دون حَركة! "
" انها لا تَستطيعُ النَظر حينَما ينقطعُ النور ، نَظرها ضعيف ليلاً " هَتفت يونسون التي مَسحت دُموعها تستعّد للخُروج حتّى تاتي بصغيرتِها
مَنعها الوَزير عبر امساكِه لِذراعها قائِلاً " سأتولَى امر احضارِها ، الوَضع خطر خارِجًا "
لَم ينتظِر جوابِها بَل تَركها تقفُ مَكانها و همّ بالخُروج نَحو الفناء الخَلفيّ ، اسرَع بِخُطواتِه تِجاه سويون التي تَبكي بِهلعٍ تُحاول التحرّك لَكنها لا تَرى شيئًا سِوا العُتمَة ، تخافُ ان تقدمت خُطوَة تسيرُ في اتجاه الطلق الناريّ ليس العَكس
اطلاق النار كان عِشوائيًا إذ كانت مُعرضّة لاصابَة بِرصاصَة ودّت اختراق ذِراعها لَولا تَشبّث جُيون بعضدِها من الخَلف و سَحبها الي حُضنِه
شَهقت بِقوّة تَشّد على احتِضان القِطّة قويًا و اطرافها ترتعِد بَعد أن اصابَت الرصاصَة جُزءًا من عِضدها مُتسببَة في جُرح بَسيط ، تَسلل عِطرُ الوَزير الي مَداخل انفِها يَترُك بَصمَة في دواخِل مَن رَفعت رأسِها تُحاول التَعرف على هَويتِه " م..من ان..انت ..؟ "
قام بِسحبها رِفقتهُ الي مَكانٍ آمِن جُزئيًا ، اختبَئ رِفقتها وراء احدى الشَجراتِ الضَخمَة التي اتاحَت لهُما فُرصَة آمنَة للحفاظِ على انفسهما
حَدق في وَجهها المُبلل لِكثرَة دُموعِها ، يَسألها و القَلق يُغلّف نظراتِه العاجزَة هي عَن رؤيتِها " ان..انت بِخَير؟ "
رُؤيتِه الليلَة تُتيح لهُ رؤيَة كُل انشٍ بِها
على غِرارِها هي ، لا تَستطيعُ رؤيَة شَئ
لِفرط هَلعها لا تَستطيعُ تَمييز صَوتِه او هَويتِه حتّى
اكتَفت بالايماء برأسِها مُتناسيَة وَجع ذِراعها الخَفيف إذ كان الخُدش يَلسعها
حَدّق بِها يَتفقّدها بِعنايَة حتّى لَمح جُرح ذِراعها ، قَضم شفتِه كَدليلٍ على استِياءِه مما اصابَها بِسببه ، امسَك بِعضدِها يودّ رُؤيَة مَدى عُمقه لَولا سَماعه لِصوت الاطلاق القويّ الذي سَبب ذُعرها الشَديد
نَظر جُيون خَلفها يَرى الصِراع يشتّد خَلفهما بين الطَرفين
احسّ بقبضتِها تتشبّث بِقميصِه كَما لو انّها تود الاحتِماء بِه ، اخبرتهُ و الدُموع تُغرق عُيونِها " مالذ..مالذي يحدُث؟ م..من انت؟ "
لم يكُن منطقيًا أمر ان تحتمي بِرجُلٍ لا تعرِفه بالنسبَة اليها
لَكن ذلك الوَضع المُهيب يُرغمها على التشبّث بِه لفرط خَوفِها
تودّ الحِفاظ على حياتِها
على الرُغم مِن انّها مَن فكرَت انهاءها صَباحًا
" لا تَخافيّ ! انا هُنا لاحميكِ " نَبرتِه الدافئَة تِلك ودّ ان يَبثّ فيها سكينَة الي روحِها الهلِعَة ، يُريدُ أنّ يُقدم لها الآمان النفسيّ كي يتوقف قلبُها عن النَبض بِكُل ذلك العُنف
لَم يكبَح رَغبته اكثَر
بَل كانت فُرصتِه المُثلَى لِتقديم حُضنِه اليها
لِذا سَحبها الي صَدرِه بِمُجرّد ان اشتّد الصِراع و اضحَت اكثر ارتِجافًا ، هو قيّدها بِذراعَيه و كانَت القِطّة الفاصِل الوَحيد بينهُما
تِلك كانَت مرّتها الاولَى التي تكونُ فيها بين اذرُع رَجل
و هو ، مرّته الاولَى أن يَنبض قلبُه بِكُل ذَلك العُنف و الاختِلال
بِضعَة مشاعِر مُختلطَة بين الشَوقِ و الاحساسُ بالسكينَة
يَرى انّه وَجد مَسكنهُ الذي كرّس عِشرون عامًا من البَحث عَنه
لم تكُن احاسيسهُ تخرُج عن نِطاقٍ خاطِئ ناحيتِها
بَل ما يَكنّه لها من مَشاعِر ، نَقيّة و دافِئَة للغايَة
ان يُعانِقها بِكُل ذلك القُرب
كان بِمثابَة مُكافئَة لِصُموده كُل تِلك السَنوات
انفُها ينغرسُ في عُنقها فَتشتّم عِطره بِشكلٍ اوضَح
نَبضاتُها ازدادَت اضطِرابًا ، الي جانِب خَوفِها ، فَهي تمكُث بين يديّ رَجل للمرَةِ الاولَى
تشبّثت بِه بِقوّة و لَم ترضَى تَركه ، هَمست لهُ بِخَوفٍ بالِغ " ارج..ارجوك ، اعد..اعدني الي ام..امي "
هي تَوقعت مِنه اجابَة مُرضيَة
لَم تتوقّع ابتعادِه حينَما عَطس بقوّة بعدَما احمّر انفه و جُزء من عَينيه
" ان..انا اسف ، اُعاني من حَساسيَة القِطط " بَرر مَوقفه لِيجدها تَزيدُ تمسُكًا بِقطتها ذاتُ الشعرِ البُنيّ ، لَمح جونغكوك هيئَة رَجلٍ يَحملُ بين يَديه قاذِف يتقدّم ناحيتهِما
كان عازِمًا على تَفجير المبنَى الماكِث وراءِهما إذ بِه كُل مُدخّرات مارك و الممنوعات التي يُهربها ، حَدق في سويون التي ترتعِش امامَه قَبل ان يُعيد النَظر نَحو ذَلك الرَجُل بِعينين مُوسعَتين
سَتُصيبهما الشضايا ان تمّ التَفجير..!
و بشكلٍ ما ، هو لا يَستطيعُ ايقافِه حتمًا
خَفق قلبه بِعُنفٍ يَجِدهُ على اتمّ الاستِعداد للاطلاق
تَمّر الثواني بشكلٍ ابطئ من المُعتاد
كُل ما يُفكّر بِه
الصبيّة الواقفَة امامَه..!
•••
8760 ✅
اهلاً يارِفاق
كيف كُنتم مع فصل اليوم؟ 👀
🪐 بشأن رد فِعل جُيون على تصرفات مارك..؟
على فِكرَة
جُيون قلبه ممتلئ من مارك ، ليس فقط من اجلِ ما فعله بسويون فذلك يعتبر عذرًا ضعيفًا للانتقام مِنه بهذا الشَكل
لَكن ، هو فعلاً يحملُ ضغينَة نحوه و وَجدها فرصَة لردّ الثأر
بخصوص شئ مهم اضحكني حينما فكرت به
جماعة هل لاحظتم ان شخصية تايهيونغ و ايڤا
تُشبه شخصية جيون و الميرا في رواية عروس الميراث..؟
و جيون و سويون
هم تايهيونغ و لايڤينيا في عروس الميراث ايضًا 😂
انقلبت الادوار حرفيًا
🪐 اتحبون المقاطع التي تجمع ابنة الوزير مع حارسها..؟
🪐 الجزئية التي التقى فيها جيون بيونسون..؟ 👀
🪐 تُحبون ظهورها ؟
🪐 اما عن سولبين؟ 😭
🪐 بِخصوص اكثر جُزئيَة نالَت حيزًا من اعجابكم؟
شُعور جيون و هو يحتضن سويون حرفيًا حَسيت بيه 👀
طبعًا ، ستعرفون السبب لاحِقًا
مُلاحظة مهمّة
مشاعره نحوها ليست مشاعر حُب لنكن واضحين
حتّى لا تبدئوا في تَخّيل انه احبها منذ النظرة الاولى او ماشابه
عندها في قلبه مكان و حيز مستحيل توصله اي بنت اخرى
القراء القدم ، اصمتوا لا اريد تسريبًا 🔪
دمتم في حفظ الله و رعايته
اراكم في الفصل القادم باذن الله
الي اللقاء ♥️
.
.
.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top