Husband | 03

Husband || زَوجي

اهلاً بِكم في الفصل الثالِث ♥️

اترُك خلفك أثر بِتعليق جَميل يُشبهك عزيزي القارِئ
لا تنسوا التَعليق بين الفَقرات 🦋

ان تصاعد تفاعلكم سانزل لكم الفصل الرابع غدًا 👀

اروني مِقدار تحمسكم ♥️

لنبدأ

•••

- جُيون أمسِكها

يَترددُ ذلك الصَوتُ في اُذنَيها ، تَلهثُ و انفاسِها بالكاد تَخرُج من صَدرِها المُثقل ، تَركُض دون تَوقف لعلّ نِهايَة الطريق هي الخَلاص

لكِّن جَسدهُ الصَلب يَعترِضُها فَيمنعُ عنها بَصيصُ النور

- امسِكها ، كبِّلها ، امنَع حَركتها حالاً جُيون

- جونغكوك قيِّدها

- امسِكها اخبرتُك

- جُيون ، اربِطها

•••

استَفاقَت بِفَزعٍ تنتفِضُ بِهَلعٍ من نَومِها بَعد كابوسٍ طاردها بِشراسَة الليل بِطوله ، لم تَكُن تَستطيعُ لَفظ انفاسِها بِشَكلٍ سَليم و اطرافُها ترتعِشُ بالكامِل

عُيونِها العَسليَة تُحتضَن من قِبل الدُموع التي كانَت خَير وَنيسٍ يُواسي اوجاعِها طيلَة حياتِها فيُخفف الضَغط الماكِث بِدواخِلها

تنظرُ الي يَديها المُرتعشَة تستشعِر تِلك الحِبال التي تُقيدُها رُغم انعِدامِها
انسَدلت الكَثير من الدُموع تُغرِق سائِر وَجهِها بِمُجرّد ان تَذكرت تِلك الحادِثَة التي قَتلت روحِها و أعدَمت قَلبها النَقيّ

اجهَشت باكِيَة على حالِها المُزري ، تتكوّر تحتضِن جراحِها و دُموعِها تكادُ لا تَنقطِع من عُيونِها المُبللَة طيلَة الوَقت ، قلبُها يَنتفِض من الوَجع الذي يُخالِجه

تستمعُ الي اصواتِ سُقوطِ المَطر كَما لو انّ السَماء تَبكي مَعها لِتمنحها المُواساة الرُبانيَة التي تُطبطب عَلى روحِها بِكُل حِنيَة

لَم تكُن وَحيدَة يومًا
كانَ الاله مَعها يَمنحُها القوّة للصُمود

هي تَشعُر بِه يُحيطُها دومًا
مُؤمنَة بأنّ نِهايَة القصَة ستكونُ مُنصفَة لَها

•••

تسيرُ بِخُطواتٍ راكزَة داخِل ارجاءِ المَكتبة بعدَما همّت بافتِتاحها صباحًا
لِكونها لا تمتلكُ جامعَة اليَوم فَهي من تتكفّل بفتحِها

ازالَت الستائِر و قامَت بِترتيب الكراسي المُبعثرَة تُعيدها الي اماكِنها الصَحيحَة قَبل ان تتوَجه الي غُرفة تَبديل المَلابِس تُغير ثيابِها الي خاصَة العَمل

عادَت الي مُنتصف المَكتبة مع دِلاءٍ من الماء رِفقة الصابون و المُعطّر ذا الرائحَة المُنعشَة كيّ تُمرره على انحاء الارضيَّة مع المنشفَة

بَللت المنشفَة جيدًا ثُمّ اهتَمت بتلميع الارضيّة مع مَسح الطاولات جيدًا ، اعادَت الكُتب المهملَة الي اماكِنها الصَحيحَة ثمّ توجهَت الي رُكن المشروبات الخاصِ بِها ، لَمحت كِتابًا موضوعًا قُرب الكومبيوتر جَعلها تقرِن حواجِبها

دَنت مُسرعَة مِنه حتّى لاحَظت انّه كِتاب مادَة التَشريح الذي تحتاَج!

شَهقت مُوسعَة عينيها بِسعادَة ، حَملتهُ بين يَديها تُناظِره باهتِمام إذ وَجدت مُلاحظَة فوقه جَعلها تقرأها بِعنايَة

- مُلك لِـ صاحِبَة الرُكن

عَقدت حواجِبها بعدمِ فهم تُميل رأسِها بِخفَة ، ازالَت الورقَة عن الكِتاب تجلسُ فوق كُرسيها مُتمتمَة " ماهذا ..؟ " قلّبته بين يَديها حَتى انتَفضت فزعًا بِمُجرّد ان رأت مالِك المكتبَة يقترِبُ مِنها " صباح الخير انسَة بيون "

" صباح النور سيدي " استَقامت لالقاء التحيَة ، وَجدتهُ يقتربُ مِنها بينَما يؤشِر على الكِتاب الذي بين يَديها " هذا الكِتاب اصبح مُلككِ "

" مُلكي؟ انا؟ " اشارَت على نَفسِها باستِغراب إذ قالَت " هُنالك رَجُل استعاره منذ يَومين ثُمّ اعاده ، لا افهم كَيف مُلكي! "

" ذلك الرَجُل اشتراهُ من اجلكِ " هَتف قائِلاً بينَما يُشابِك يديه وراء ظَهرِه يُناظِرها بِريبَة " ما العِلاقة التي تربطكِ بِه ؟ "

" اشتراهُ من اجلي ؟ " شَهقت مُوسعَة عينيها بعدمِ تَصديق ، الكِتاب باهِظ الثَمن ! تَكلفتهُ غاليَة الي حَدٍ لا يُستوعَب

لم تُجبه على سُؤاله كَونها انشَغلت في تفحّص الكِتاب و عَقلها يُفكّر بالسَبب الذي جَعل رَجُلاً كَذاك يَشتريه من اجلِها

ايعرِفها ليُسدي خِدمة كَهذِه ..؟
ام انّ اموالِه زائدَة عَليه ليوزِعها على الغُرباء..!

في كِلتا الحالتَين الامر لم يُعجبها
لا تُريد تحمِل جَميل احدّ لا تَعرِفه لِذا زَفرت بِضيق

وَضعت الكِتاب فوق الطاوِلَة تَقضمُ وجنتها من الداخِل بينَما تُقلّب افكارها بِداخل رأسِها ، غادَر المالِك بعدَما يأس من ان تُجيبه ثُمّ همّ الزبائن بالدُخول و اقتناءِ الكُتب و المشروبات

مرّت بِضع ساعاتٍ احسّت فيها سويون بِدُخول رَجلٍ تَعرِفه ، وَضعت عينيها العَسلية عَليه فأدركت هَويته من شَعرِه المُجعّد الكَثيف

صَنعت ابتِسامَة لطيفَة تستقبلُ فيها استاذها الجَامعيّ ما إن سَلك وِجهته نَحو رُكنها لِطلب مَشروبِه " صباح الخَير انسَة بيون " القَى تحيته الصباحيَة

" صباح الخير بروفيسور " هَتفت مُبتسمَة ثُمّ سارعَت بِسُؤاله و هي تَمُد له المنيو الخاص بالمشروبات التي لَديهِم " تَفضل ، ماذا تُريد ان تشرب ..؟ "

" لَدينا المشروبات و العصائِر بانواعِها ، كَما اننا نمتلكُ بَعض من الحلويات الصَباحيَة للافطار "

التَقط المنيو مِنها يَصنع ابتِسامَة مُجاملَة كخاصتِها ، همّ بِتعديل نظراتِه الطبيّة يَضعها جيدًا على عَينيه كيّ يقرأ ما دُوّن امامَه

اكتَفى بِطلب قهوَة سادَة تُعدها هي ، لا يُنكر انهُ اغرم بِها من بَين يَديها

حَجز طاولَة شاغِرَة يَضع فيها حَقيبته ثُمّ جَلس يُراقبها و هي تُعد القهوَة من اجلِه بينَما تأخذ طَلباتٍ ثانيَة من الزبائِن الآخرون

وَضعتها لهُ في صينيَة مَع بعض المناديل و اظرفٍ من السُكر ، اقتادتها الي طاولتِه ثُمّ قالَت " شهيّة طيبّة "

هي تُجيد الابتِسام بِشكلٍ جَميل للغايَة
و ذَلك ما لاحَظهُ هو تمامًا

يَجِد نَفسه يبتسمُ مَعها دون ادراكٍ مِنه
سايرها بِحديثه بعدَما انتَشل قهوتِه " الديكِ عمل الان ؟ "

" في الواقِع وُجب عليّ ترتيب بَعض البِضاعَة التي وَصلت حَديثًا ، ايُمكننا بدأ التَحضير بعد قليل ؟ " نَظرت في عَينيه قائِلَة بينَما تَفرُك اصابِعها بِتوتر

لَم يكُن لديه مانِع في انتِظارها اليَوم بِطوله
لِذا اجابَها بابتِسامَة ودودَة " لابأس ! انهي عملكِ و انا هُنا "

حرّكت رأسِها تجاوبًا مع حَديثه تَشكرهُ بانحناءَة مُحترمَة ، عادَت ادراجِها الي طاولَة عملِها حيثُما جاء زميلها بالعَمل بصناديق عَديدَة تحملُ اكوابًا تخصّ المشروبات

انتَشلته منهُ تَشكره و تُقهقه على تذمُراتِه مِن قَساوة المالِك و توبيخاتِه اللامُتناهيَة ، كان يَتذمّر بشكلٍ يُضحكها للغايَة إذ قال و هو يُمسك بِظهره " سويون انتِ لم تَرينه كَيف يَصرُخ ، انهُ يُرجع غضبه من زوجته عليّ! ايظُنني ربوت او ماشابه! انا بشريّ حبًا بالرب "

وَضعت سويون الصناديق فَوق الطاولَة تُواسيه بحديثها و هي تفتح اللاصٍق بالسكين " سايره بالآخر هو عَجوز ، المسكين يتلقّى تعنيفًا من زوجتِه "

" صحيح سويون لن استطيع البَقاء معكِ ليلَة الخميس و ترتيب الكُتب الجديدَة في المَخزن ، انا اسِف لكن ورائي موعد مُهم " قال الشاب بعدَما اتكئ على الطاوِلَة يُراقِب الصَبية التي عقدت حواجِبها بعدم رضى " لكنها كَثيرة عليّ بمُفردي ..! "

" اسمَعي انتِ تعرفين المُدة التي بقيتُ اركض فيها وراء سونيا حتى قَبلت ان تخرُج في موعِد معي! بالكاد استطعتُ حجز طاولَة الخميس! " تَحدث بينَما يُشكّل وجهًا عابِسًا يُحاول استِلطافِها ، يودّ كَسب مُوافقتها التي غادَرت فاهِها بِغَيضٍ بعدَما ادركَت حجم التَعب الذي ينتظِرها " حسنًا ايها المُغفل! انت تَدين لي لاحِقًا "

تجاهَلت فَرحته و مُحاولته الماسَة في عناقها كَدليلٍ على شُكره ، تركتهُ و توجهَت الي رَفّ الكؤوس الورقيَة تُرتِب الجَديدة مِنها تَحت نَظرات عُيونٍ كُحليَة تُراقِب تصرفاتِها جَيّدًا

رَتبت كُل شَئ ثُمّ اعدت لِنفسها كوب من القهوَة الباردَة مع الكراميل لِتضع القشّة بالمُنتصف تُحرك ذلك الكأس ، الصوت الصادِر مِن تصادم مُكعبات الثَلج يُغذي روحِها

سَلكت وِجهتها الي حَيثُما يَجلِس اُستاذِها الجامعيّ تَضعُ جَسدها قُبالتهُ على الكُرسيّ بينَما تُناظِره بابتِسامَة وديّة " آمل ألا اكون تأخرت عليك "

" لابأس ، انشغلتُ بالحاسوب و لم اشعُر بالوَقت " هَتف مُبتسِمًا بينَما يُعدل نَظراته السميكَة يَجِدها تُناظِره باهتِمام ، مَدت يدِها لاخذ دَفتر التَحضير مِنه فلم يُمانِع اعطاءِها الكِتاب ايضًا

فَتحت الكِتاب تُلقي نَظراتٍ شاملَة على الدُروس القادمَة ثمّ قالَت " سنأخذ تشريح الرَقبة و الرأس المُحاضرة القادِمَة ؟ "

حرّك رأسهُ تجاوبًا مع سُؤالها ، صَنعت ابتِسامَة لطيفَة ثُمّ تَحدثت " جَميل جِدًا ، لقد قمتُ بتحضير هذا الدَرس ليلة الأمس ، كتبتهُ باللغة الانجليزيَة ايضًا بعدما استعنتُ ببرامج جيدَة للترجمة "

سارعَت لِفتح حَقيبتها و اخراجِ دفترِها الذي يَحملُ مُراجعاتها لِدروسِها ، قَدمتهُ اليه فانتَشله مِنها و عَزم على فتحه و القاء نَظرةٍ شاملَة

جاب بِعُيونِه السَوداء دفترِها الذي كان مُرتبًا و مُنظمًا بِشكلٍ مِثاليّ للغايَة
اُعجب بطريقَة تنسيقِها و تقسيمِها الي الفقراتٍ إذ يسهلُ على الطالب فَهمه

نَظر اليها و اعرَب يمدحُها " مُذكراتِك تستحِق ان تُباع لِشدَة دقَتها! "

شكلت ابتِسامَة تحملُ طابعًا من الخَجل ، امَسكت القَلم ثُمّ بَدأت بِجذب الدفترِ منهُ تشرحُ له المُصطلحات الطبيّة باللغةِ الكوريَة

قالَت و هي تُشيرُ على مُجسّم الجُمجمَة الذي رَسمتهُ بنفسها

- تنقسمُ الجمجمَة الي الآتي
{ القَحف - ثمانيَة عِظام - جبهيّ وجداريَّان وقذاليّ وصدغيّان ووتديّ وغرباليّ }

- لدينا العِظام الوجهيّة { اربعَة عشر عَظم } وجنيّان وفكيّان علويّان وحنكيّان وأنفيّان ودمعيّان وعظم الميكعة المفرد وقرينان سفليّان وعظم الفكّ السفليّ المفرد.

بدأت تَشرحُ كُل عَظمةٍ على حِدا حَتى انغمَست في حَديثها مُتناسيَة انّ الذي امامها بروفيسور يَعرِفُ جيدًا كُل حرفٍ تلفِظه ، لوهلَة احسّت انه طالِب لَديها

توغّلت في الانغماسِ حتّى تناسَت واقِعها و راحَت تتحدّث بِكُل شغفٍ و رَغبة
الطِب طُموحِها و شَغفها فيه عالٍ الي حَدٍ كَبير لِذا ان جُلبت سيرتِه لن تتردد في ابداء مَعلوماتِها و لَو لثانيَة

على الرُغم من مَعرفتِه لِكُل شئ تَقوله الا انّه لم يقطع سِرب حديثِها
بل أذِن لها بالشرحِ كَما تَشاء ، يقرا تفاصيل الحَماسِ على مَلامِحها بشكلٍ واضِح للغايَة

وَضعت الدَفتر امامهُ مُجددًا إذ قالَت بابتِسامَة لطيفَة " قمتُ بكتابَة كُل اسمٍ و طريقَة نُطقه باللغة الانجليزيَة اسفله ، سيسهل عليك حِفظه جيدًا ، اللغة الكورية مخارِج حروفها تعتمدُ على الصوتيات ، لِذلك سيُصعب عليك حفظها اول مرةٍ لَكن لاحِقًا ستعتاد "

التَقط الدفتر الثاني الذي مدّتهُ اليه يُمعن النَظر بِه ، تبسّم شاكِرًا إذ قال يُعبّر عن امتنانِه اليها " شكرًا لكِ ! انتِ خدومَة للغايَة "

" لا شكر على واجِب ، كُل ما يَتعلق بالطِب انا هُنا لاسداء الخِدم ، انهُ شغفي " تَحدثت بينَما تَحتسي من كوب قهوتِها المُثلجَة ، اكمَلت بعدما طال صَمته تصنعُ تعابيرًا خجولَة " تحدثتُ كثيرًا! لوهلَة عاملتك مُعاملة طالِب و انت ادرَى بكل هَذا افضل مني! انا اسفَة "

تبسّم على حَياءِها و رأى احتِقان الدِماء في وَجنتيها دلالَة خجلِها ، اعتَدل في جَلستِه يستجمعُ انفاسِه حَتى يتحدّث قائِلاً " لابأس ، ماهو طُموحكِ بعد الجامعَة ؟ "

هو وَجه اليها اكثر سُؤال يَستهويها اجابتِه ، وَمِضت عُيونها بِحماسٍ تستعّد لاجابتِه عن شَغفها إذ قالَت بابتِسامَة مليئة بالحَياة " حُلمي ان اكون جرّاحة ! "

" جِراحَة عامَة ؟ " ميّل رأسهُ يسألها يَجِدها تُنفي برأسها و يَديها مُجيبَة " لا ، جِراحَة قلب و شرايين ..! اودّ حقًا ان اكونُ اخصائية جراحَة قلب "

طُموحِها العاليّ يُعد من اصعَب التخصصاتِ العالميَة
فأن تَطمح لانّ تغوص في عُمق مضخّة حَياة الانسان
تِلك مُغامرَة ليسَت سهلَة البتَة
و هو على دِرايَة تامَة بِذلك

" انتِ تُريدين ذات تَخصصي اذًا! " صَنع ابتِسامَة ودودَة جَعلتها تتحمّس للتَحدثُ مَعه اكثَر ، ان يُقابلها طَبيبّ يتوغّل تخصص احلامِها يَمنحها الامر نشوّة يُصعب وَصفها

سألته مُبتسمَة " يُقال انّه صعب للغايَة ، اهو كَذلك ؟ "

" تَخصص لا يُناسب القَلب المُرهف " اجابَها بِما جَعل علامات الاحباطِ تظهرُ على وَجهِها العابِس ، شابَكت يديها امامَها و قالَت مُعربَة " لكني حساسَة! "

بَلل شِفاهه بِريقه ثُمّ احتَسى بِضع رَشفاتٍ من قَهوتِه و داخِله مُبتسِمّ لِسُهولَة الانغماسِ في الحَديث مَعها ، بدا أمر التقرّب مِنها عَبر شَغفها سهلاً

سألها قائِلاً بوديّة " اهنالِك سَبب مُعيّن جَعلكِ تستهوين هذا التَخصص تحديدًا ..؟ "

رَصد عُيونِها بِكُحليتاه يَرى مَدى جَمالُ لونِهما و الشَمسُ تنعكسُ عَليهِما ، وَجدها تهتّم بِتثبيت خُصلةٍ من شَعرِها وراء اُذنها تستعّد لاجابتِه " لاصدقك القَول ، بات شَغفي في دِراسَة الطِب عالِيًا كَرغبةٍ في مُساعدَة الغَير ، امّا اختياري لِتخصص الجِراحَة القَلبية يَعودُ لشخصٍ مدّ لي بالالهام "

قَطب حواجِبه بِخفَة يُنصِت اليها بِحَذرٍ قَبل ان يَسألها " الديكِ شَخصّ في عائلتكِ طَبيب جرّاح ..؟ "

شكّلت ابتِسامَة يملئُها السُرور و هي تُحرك رأسِها نَفيًا ، عقَدت يديها فوق الطاولَة ثُمّ بدأت تُؤرجح قَدميها من الاسفَلِ حتّى كادَت ان تخبِط خاصتَيه

حينَما احسّ بِقدمها تخبِطُ خاصتِه توسعت عُيونِها ثمّ اعتَذرت قائلَة بعدَما احمّرت وَجنتيها من الاحراج " انا اسفَة ، لابدّ اني تحمّست قليلاً "

اوقَفت قَدميها تُثبتهما على الارض إذ اهتّمت بارتِشاف قَدرٍ جيّد من قهوتِها المُثلجَة تحت نَظراته التي تُراقِبها بتمعّن ، اعرَب قائِلا بابتِسامَة خافتَة " لا عَليكِ ! "

حمحمَت حُنجرتِها حتّى تستعيد صِحَة صوتِها قَبل اجابتِه عن سُؤاله " في الواقِع لا ! لستُ املِك احدًا في عائلتي طَبيب "

قامَت بِتبليل شِفاهها الكَرزيَة بريقِها تُكمِلُ حينَما وَضعت بؤبؤتَيها على كُحليتيه " لَكنّ مُلهمي شَخصّ يَكادُ يَكونُ اقرَبُ اليّ مِن الوَتين..! "

تعجّب من قَولِها إذ اقتَطب حواجِبه يُحاول التَفكير بشخصٍ يَقربُها الي ذلك الحَدّ ، حَسب معلوماتِها التي جاء بِها لا أحد يُحيطها طَبيب جرّاح

اخرَجتهُ من تَسؤلاتِه حينَما اضافَت بابتِسامَة صغيرَة " صَحيح اني لا اعرِفه ! و لم أرَه لِكونه تَركني رضيعَة ذاتُ الشَهرين! لكنّي اتيقّن اني ساُقابله يومًا ما و اُزاوله مِهنته ، ساكونُ خَير عونٍ لهُ في اعطاءِ الناسِ بعد الاله فُرصَة جديدة للحياة ، تمامًا كَما وهبني اياها انا "

حَديثّها مدّ بِصعقَة في دواخِله سَببت اهتياجًا في نابِضه
للتوّ ادرَك انّها ، تَقصِده..!

بالكادِ حافَظ على اتزان ملامِحه المُندهِشَة من كَلامِها ، يقرأ تَعابيرِها و يَرى حَجم الإمتِنان الذي يَكتسحُ عُيونِها

تمتلكُ مِن الجَمال ما لَم تَحصل عَليه اُنثى مِن قَبلِها

" عن اذنك ، هُنالك زَبون قادِم " استأذَنته و هي تَستقيمُ لِتلبية نداء الزَبون ، نَهضت تَسيرُ في اتجاه رُكنها لاعداد طَلبه بَعدما تَركت جُيون في اضطرابٍ مع افكارِه التي تتشبّث بِعقلِه

يُخاطِب نَفسه قائِلاً " أحدّثتها والِدتها عنّي ..؟ "

رَفع عينيه السَوداء يَراها تَمنحُ طلبات زبائنها اهتِمام عالٍ ، يَجِدُها تُجهز المَشروباتِ و العصائِر بِكُل حُبٍ تَمنحُ عَملها مُتسع من جُهدِها و السُرور واضِح على مَلامِحها النقيّة

" اهي تَبحثُ عني كَما ابحثُ عَنها ..؟ " هَمِس يسألُ نَفسه قَبل أن يبتسِم خِفيَةً يَستعِّد للنُهوض ، جَمع مُستلزماتِه يَضعُها في حَقيبتِه الجلديّة ثُمّ التَف يهِّم بالرَحيل

نَظرت نَحو ظهرِه تُراقِبه يُغادٍر بينَما تزّم شِفاهِها ، تمّنت لو انّها تمكنت من مَنحه القَدر الكافي من مُساعِدتها ثُمّ اهتّمت باتمامِ عملها

•••

دَخلت الي غُرفة نومِها بَعد يومٍ مُرهق من العَمل
رَمت جَسدِها المُتعب على فِراشها تُناظِر سَقف الحُجرَة بتعبٍ و انهاك

ارادَت النَوم مُباشرَة لَكنها تَذكرت ذَلك الكِتاب الذي بِحوزتِها ، سارعَت لِجلبه من حَقيبتِها ثُمّ تربعَت جالِسَة في مُنتصف السَرير تفقّده بِعنايَة

ما إن فَتحتهُ حتى فوجِئت بِما داخِله بِشكلٍ جَعلها تشهِق بتفاجُئ

وَجدت الوِحدَة التي اشارَت لها سابِقًا بانّها مُبهمَة بالنسبَة اليها مُلخصّة و مَشروحَة بِشكلٍ يُسهّل عليها فَهمه و ادراكِه جيّدًا

رأت الصفحَة مُلخصَة بالكامِل و مَشروحة بشكلٍ تفصيلي بورقَة خارجيَّة مع خرائط ذهنيَّة و الوانٍ تُزين السُطور ، شَهقت بدهشَة و رَفعت عيونِها تناظر الباب " تبًا ! هل هو طَبيب ! حتى البروفيسور خاصَتنا لا يشرح بِهذا الشَكل " جَلست على الكُرسي و راحَت تُدقق في التفاصيل التي اضافَها

" خطَّه جَميل " همست باعجاب و تلمسَت تلك الحروف التي نَقشها بخط يدِه

رأت مُلاحظة اسفل الورقة لِتقرن حواجِبها و تدقق بِها بتركيز حيثُ وجدت

- يُمنع الدِراسة مع خَربشةٍ على الكِتاب ، النِظام مَطلوب لصحَّة ذاكرة اقوى

- ممنوع رسم قُلوب على الصفحات اثناء الدراسَة !

- تَوخي الحَذر و عدم اسقاط القهوَة على الصفحات !

- كتابة الاغاني على الكِتابة اهانَة للمهنَة

- التركيز على الاسطر الملونَة بالزَهري اما الصَفراء امثلَة للمراجعَة فقط

رمشَت بتعجُّب بينَما تُراقب اول اربع فقرات مِن تلك المُلاحظَة ، كيف عَلم انها تحدث الفَوضى عندما تدُرس ..؟ او ترسم القُلوب ..؟ او حتّّى تكتب الاغاني التي تخطُر على بالها آن ذاك

راجَعت الصفحات الفائتة و زمت شِفاهها حينَما رأت الكثير من الخربشات و القُلوب و الاغاني العشوائيَة " يالي من فوضاوية " تمتمت

" ارسمُ القلوب كاني واقعة بالعِشق ما احدهم "
تمتمت و ابتسَمت بينَما تراقب تلك الامثلَة المدونََة

ضَربت جَبينها تُعاتِب نَفسها مُتمتمَة "  كَيف سَمحت لِنفسي بالخربشَة على كِتاب مُلكيَة عامَة ؟ الهي لو علِم مالك المكتبَة لَانتهى امري "

استَقامت تُهرول تِجاه مَكتبِها لِبدأ تَدوين تِلك الدروسِ على دفترِها و الاستِفادة مِن شَرحِه الذي ايقَظ فيها حماسِ المُذاكرَة بعد تَعبٍ يومٍ طويل

خَمّنت في هَوية ذَلك الرَجُل..!
و ما أدركتهُ انهُ حتمًا طَبيبّ ماهِو يختّص الجِراحَة بِلا شَك

•••

اليَوم الذي يَليه
لم تكُن مُحاضرات اليَوم مُهمّة الي سويون التي لم تَكُن لها ادنَى نيّة في التَوجه الي الجامعَة ، جَسدُها يُؤلمها و يَبدوا انها تعرّضت الي نَزلة بَردٍ تَسببت لها في وَجع شديد في صَدرِها و مَفاصِلها

لم تَستطِع مُغادرَة الفِراش لثانيَة ، طيلَة اليَوم تقومُ بالاستِفراغِ و النَوم دون اداء اي مجهودٍ يُساهم في استِنزاف ما تَبقى من طاقتِها المُخزنّة

بَقت والِدتها في جِوارها تُعطيها الادويّة و تُحسن رِعايتِها جيدًا

انقَضت ثَلاثةُ ايامٍ من المَرض و التَعب الذي ادّى الي تغيُبها عن عَملِها و الجامِعَة ، في نِهايَة اليَومِ الثالِث كانَت تمكُث اسفلَ الغِطاء ترتعِدُ من البَرد بينَما تحتسي من كوبِ النعناع الساخِن الذي اعدّتهُ والِدتها من اجلِها

سَمِعت صَوت طرقٍ على الباب فَرفعت عُيونِها اليه تَجِد امها تَفتحه تَكشف عن وَجهها المُبتسِم ، تَحدثت بِلُطفٍ قائِلَة " هُنالك زائِر لكِ "

" زائر؟ " تعجّبت سويون التي وَضعت كوب النعناعِ جانبًا تُناظِر هيئة ذَلك الجَسد الذي كَشفتهُ والِدتها ما إن تَنحت عن الباب ، وَسعت عينيها مُتحدثَة بِصدمَة " ا..ايڤا ..! "

رأت الصُغرى تَحملُ بين يَديها باقَة زُهورٍ حَمراء بينَما تَقترِب منها بِسُرعَة ، جَلست بالقُرب منها تتحدّث بِقلق " مرحبًا ! انا اسفَة على الزيارَة المُفاجئة لكنّي قلقتُ عليكِ ، هل انتِ بخير؟ "

استَطاعت الكُبرى رؤيَة القلق في عُيون الصُغرى التي مَدت الباقة اليها ، مَسكتها منها و صَنعت ابتِسامَة وديّة تُجيب بها " اتعبتِ نفسكِ! صَحيح قد مَرِضتُ بنزلَة بَردٍ فالجو مُتقلّب هذه الايام " كان صَوتها مَبحوحًا يؤكِد حَديثها

تَنهدت ايڤا التي مَسكت بيدِها تُواسيها بابتِسامَة لطيفَة " المهم انكِ بخير! خفتُ عليكِ ، لم تأتي مُنذ ثلاثَة ايامٍ لِذا جلبتُ عنوانكِ و اتيتُ لزيارتكِ "

مَوقفها عَنا الكَثير الي سويون التي حَدقت في والِدتها المُبتسمَة عند الباب ، عاوَدت النظر الي الصغيرَة امامَها تُحرك رأسها ايجابًا " شكرًا لكِ حقًا ! "

" لا شُكر على واجِب! جئتُ لكِ بالشوكولاتَة ايضًا " فَتحت ايڤا حَقيبتها البَيضاء تُخرِج منها لَوح من الشوكولاتَة بالبُندق و الحَليب ، استَلمتها الكُبرى التي ابتَسم قلبُها قبل شِفاهها فَهي تَعشقُ السُكريات

" حسنًا ساعّد لكنّ شيئًا تَشربونَه! " هَتفت يونسون التي همّت بالمُغادرَة تُغلق الباب على صغيرتِها التي اختَلت بابنَة الوَزير

جَلست ايڤا جيدًا قُبالَة سويون تُحادِثها بينَما تُخرِج بِضع اوراقٍ مِن حَقيبتها قائِلَة " جلبتُ لكِ مُلخصات الدروسِ الفائتَة ، بامكانكِ مُراجعتها لاحِقًا "

نَظرت سويون الي تِلك المُستندات تنتشِلها بين اصابِعها لتفحصها جيدًا ، كادَت ان تَشكرُها لكنِّها خَمنت في شَئٍ اخرجتهُ عبر سُؤالها " لكنكِ ، لا تُجيدين اللغة الكوريَة ، كَيف لخصتيها بِمُفردكِ ..؟ "

نَظرت في عينيّ ايڤا التي تبسّمت تُجيب و هي تَفرُك اصابِعها " استَعنتُ بِمُساعدَة جيمين و المُترجم الالكترونيّ لم يُقصّر "

حركت سويون رأسِها تتجاوَب معها ثمّ قالَت مُبتسمَة " شكرًا لكِ بِصدق! هونتِ عليّ تَعب ايام "

لَطالما كانت لُغة الحُب لَدى سويون المُلامسات
لِذا لم تَبخل على يَد ايڤا بالاحتِضان من قبل كَفها و المَسحِ عَليها بِرقّة
تُعبر عن اِمتنانِها بابتِسامَة ناعِمَة كَلمساتِها الخَفيفة تِلك

على الرُغم من انّ قَلبها يَنقبِض كُلّما تسللَت الي ذاكِرتها حَقيقة انّها ابنَة جُيون
لَكنها ستأخُذ بنصيحَة امِها ، ان تُعامِلها على ما رأتهُ مِنها بعيدًا عن ابنَة من تَكون ، او الي مَن تَعود

هي لا تُنكر انها تَستلطِفُ ايڤا كَثيرًا
تتشابَه معها في صِفاتٍ ادركتها بعدَما جَلسن سويًا يَتناقَشن في بِضع مواضيع

كِلتاهُما من عُشاق المُطالعَة و قِراءَة الكُتب
يُحببن ذات نَوع المُوسيقَى الهادِئ ، ألا انّ ايڤا تميلُ الي الصَخب احيانًا
يَتشاركَن ذات الهِوايات كَالطبخِ و مُمارسَة الرياضَة و الرَقص

سويون بدأت تَنفّك قليلاً مع الصُغرى تُحادِثها بِحَذرٍ اقلّ من سابِقه ، هي تحمّست حينَما ذكرَت ايڤا هوايتِها المُفضلّة و هي ركوبِ الخَيل

اخبَرتها ايڤا عن مَدى سعادتِها و هي تمتطيهِ ، يُحرر ذلِك الكَثير مِن الطاقَة المكبوتَة بِداخلها عِند وجودِها في ساحَة الخَيل

" حقًا ..؟ انا كَذلك اُريدُ امتِطاء الخَيل ! " عبّرت سويون بابتِسامَة لطيفَة تُناظِر عُيون الصُغرى التي صَفقت بِحماسٍ تَحتسي مِن كوبِها تستعّد لاجابة الكُبرى حينَما سألت " من علمكِ ركوب الخَيل ؟ "

كانت يونسون قَد جاءَت سابقًا بِكوبين من الشاي بالاعشاب الي الفَتاتين مع قِطع من كعكَة البُرتقال التي أعدتها هي سابِقًا

" علمني ابي ركوب الخَيل " هَتفت تجلِب سيرَة والِدها التي أدّت لانقلابٍ في تعابير الكُبرى ، انكمَشت مَلامِحهما و بالكاد تَمسكت في ابتِسامتِها " ابي تعلّم الفروسيَة منذ ان كان يَقطن في القصر الملكيّ عند عائلة امي " اضافَت ايڤا تُشارِكها جُزءًا مِن قصَة جُيون

لَم تكُن سويون تهتّم لِمعرفَة تفاصيل حياتِه فسيرتِه تجلبُ ضيقَةً في صَدرِها ، نَظرت في عينيّ الصُغرى التي اتمّت " هُناك ابي تعرّف على امي حينَما كان في الخامِسَة من عُمره ، احبّها ثُمّ تزوجها حينَما بلغا الثامنَة عشر او رُبما السابعَة عشر ..؟ "

كَبحت سويون صَوتِها تُنصِت دون التفاعل مع حَديث ايڤا التي نَظرت الي النافِذَة وراء الكُبرى تُطالِع القَمر الذي يتوسّط السَماء " احبّها حُب لا مَثيل لهُ ، الجَميع كان يَتداول قِصتهما ، لِفرط مَشاعره نَحوها اقسَم ألا يتزّوج من بَعدِها ، هاقَد مرّ قُرابة العِشرون عام و لم تدخُل امرأة غيرُها حَياته "

حَديثِها جَذب فُضول سويون ، ان تَسمع بِرجُلٍ لم يُخالِط امرأةٍ مُنذ عِشرون عام بَدا أمرًا مُستَحيل ، قَرنت حواجِبها ثُمّ سألت " احقًا لم تَدخُل اي امرأة حياتِه ؟ رُبما لم يَتزوج لَكن اكيد كانَت لهُ عشيقَة "

ابتسَمت ايڤا تُحرّك راسِها نفيًا ، احتَست من كوبِها تتنهّد بِضيق " كلاّ ، للاسف ابي يَرفُض كُل امرأة تَدخُل حياتِه ، حاولت جدتي كَثيرًا ان تجلبُ لهُ فَتيات مِن كُل الاصناف ، الجَميلة و ذاتُ الجَمال المُتوسّط ، الثريَة و الفقيرَة ، المُتعلمَة و الاميّة ، كُله جاءَت بِه لهُ لكّنه في كُل مرةٍ يغضب حَتّى خاصَم والديه بِسبب هَذا الموضوعِ تحديدًا "

فرّقت سويون شِفاهها بِاندهاشٍ جَعلها تَقول بتفاجُئ " لابدّ انّ الم فُراقها لازال قائِمًا في صَدرِه! ليس سَهل على الانسان ان يَخسِر شَخص يُحبه "

" ليسَ سهل اكيد ، لكن الحَياة لا تتوقف على احد " قالَت ايڤا مُتنهدَة تجلبُ حيرَة الكُبرى التي سألت بِرَيبة " انتِ تُريدينَه ان يتزّوج مُجددًا ؟ هَذا غريب ! "

ابتَسمت الصَغيرَة التي وَضعت كوبِها فوق الصينيَة حيثُما كانَت تصنعُ حاجِزًا بينَها و بَين الكُبرى ، اجابَت بِصوتٍ هادِئ " ما الغَريبُ في ابنَة تُريد لوالدها ان يَبدأ حياته من جَديد ؟ الغَريب سيكونُ ان رَفضتُ ذلك ، بل من الانانيَة أن اقف حاجِزًا امام سعادتِه فالرَجُل لا يُكتمل نصفه الا مع امرأة تُحبه و تُجيد الاعتِناء بِه "

بَدت ايڤا مُستاءَة إذ بَرِقت عُيونِها بالدُموع تُكمِل بغصّة " ابي لازال شابًا ، هو صغير جِدًا ، يُؤلمني رؤيتهُ وَحيد بينما كُل اصدقاءِه مُتزوجون ، اكرهُ حينما نكونُ في تجمّع و اجِده يقفُ بمفردِه في حين البقيّة يحتِضنون نِساءِهم ، اريدُ رؤيته سعيدًا مع امرأة تُعيد لِقلبه المُنهك الحَياة ، فانا لستُ دائمَة له ، ساتزوجُ و اتركهُ لِوحده في الآخِر ، لن استطيع تَلبية كُل احتياجاتِه إذ هُنالك حواجِز لا استطيعُ تَخطيها ، بالاخر انا ابنتِه فقط "

وَضعت عَينيها بِداخل عينيّ سويون التي استاءَت لِدموعِ الصُغرى ، ابدَت تعابيرًا تدّل على تعاطِفها مَعها حيثُ اكمَلت ايڤا بِحرقَة " هو يَرفُض تمامًا ذَلك ، انهُ يقتلُ نَفسه بين ذِكريات والِدتي التي تُطاردِه ، احيانًا امقُت حُبه اليها ، هو تَعيس بائِس يتعذّب بمرارَة ذلك العِشق الذي اصبَح سامًا مؤذيًا! لا اعلم ان كنتِ تَشعُرين بِما اتحدّث عَنه لكنّي اتألم اُقسم "

مَسكت سويون بيد الصُغرى تَمسحُ برفقٍ عَليها تُحاول مُواساتِها بِحديثها " لا تَبكي يا ايڤا ، انتِ لا تَعرفين متى سَتظهر الفتاة المُقدرّة لهُ ، صدقيني حينَما تخرُج في طريقِه ، سينساقُ قلبه اليها دون ارادتِه فيغدوا عاشِقًا مُتيمًا بِها !آن ذاك هو من سيُطالب بالزواجِ بها لِذا لا تَقلقي "

صَنعت ايڤا ابتِسامَة وديّة فَحديثُ الكُبرى مَنحها بَعضُ الأمل ، مَسحت دُموعِها تومِئ تَجاوبًا مع كَلامِها " حَديثكِ مُطمئِن ..! صَحيح الانسانُ حينَما يُحب قلبهُ لن يَستفتيه ، سيميلُ لِمحبوبه اسواء رضيّ ام لا ، متى سَتظهرُ تلك الصبيَة يا تُرى ..؟ "

هزّت الكُبرى اكتافِها تصنعُ وَجهًا ضاحِكًا تُجيب بِه " في الوَقت المُقدّر لهُ ! ليسَ عليكِ سِوا الانتِظار و مُراقبَة قصَة حُبهما "

حرّكت ايڤا رأسِها ايجابًا تبتسِم بِوسعٍ بعدَما قامَت سويون بِدغدغتِها حتّى تُذهب عنها اطار الحُزن الذي سَجنت نفسِها بداخِله

رَنّ هاتِف الصُغرى يَقطعُ عنها سرب ضحكاتِها ، ابعَدت يدا سويون عَنها تستجمِع انفاسِها لرؤية المُتصِل ، نَطقت ضاحِكَة " انهُ ابي ! الساعَة تجاوزت العاشِرة ، يكونُ احسّ بالقَلق "

شدّت سويون على ذَلك اللُحاف الذي يَحتضِن ساقَيها ثُمّ رأت الصُغرى تَضغطُ على زِر الاجابَة ، ردّت تَضعُ المُكالمَة على المُكبّر تستمعُ الي صَوت والِدها الأجِش ما إن اختَرق مَسمِع كِلتا الفَتاتين

- برنسيس ، أطلتِ بقاءُكِ في الخارِج ..!

دقّ قَلبُ سويون بِعُنفٍ ما إن تَسلل صَوتُه الي طَبلتيّ اُذنِها تَستمعُ الي نَبرتِه الرُجوليَة ، تِلك الوتيرَة التي يَتحدُث بِها تُعيد الي ذاكِرتها مَشاهِدًا تُجاهِد لِنسيانِها

لم تَستطِع السيطرَة على نَبضاتِها التي راحَت تدّق بِعنفٍ بالِغ يؤلِم قفصِها و يَزيدُ اضطرابِها ، شدّت بِقوّة على لُحافِها تَستمعُ الي صَوت ايڤا المَرح و هي تَقولُ بِدلال

- لقدُ اخذتنا الاحاديث انا و صَديقتي الجَديدَة ، نحنُ نتوافق كثيرًا سويًا ، لم اشعُر بالوَقت ابدًا لِهذا نسيتُ الاطمئنان عَليك

ارادَت سويون تَشتيت انتِباهِها بِحَمل كوبِ الشاي خاصتِها و الانشِغال باحتِساءه ، لعلّها تستطيعُ استعادَة انتِظام دَقاتِها

احسّت بِنبضاتِها ترتفعُ عن ذي قَبلٍ ما ان صَدح صَوتُه الثَخين يُغلّف اُذنَيها

- هِمم ، وُجِب عَليكِ العودَةُ قريبًا ، الوقتُ تأخر

لم توشِك ايڤا على الرَدّ حتى اتاها سُؤالِه الذي زاد اضطِرابُ الكُبرَى

- هل صَديقتكِ بِخَير ..؟

رَفعت سويون عَينيها من فَوق كوبِها تَضعُ عَسليتَيها بِعَينين ايڤا المُبتسِمَة بِوسع ، مَسكت بيدِ الكُبرى تومِئ برأسِها كما لو انّ والِدها يَستطيعُ رؤيتِها و هي تتحدّث

- انها بِخير ابي ، لَديها نَزلة بَردٍ بدأت تَزول

شكّلت سويون ابتِسامَة مُصطنعَة تُجامِل بِها مَن ودّعت والِدها و اغلَقت الاتصال تُنهي تِلك المُكالمَة التي أدّت لِتبعثرٍ شَديد في مَشاعِر الكُبرَى

مَشاعِر لَم تكُن من الطابِع اللَطيف
إذ تُعيد لَها ذِكرياتٍ تمسّ بألمِها فَتزيدهُ تهيجًا

هي تُجاهِدُ للنِسيانِ و التَجاوُز

مَسحت ايڤا بيدِها على خاصَة الكُبرى تتحدّث بينَما تستعِد للاستِقامَة " وُجب عليّ العودَة فقد تأخرتُ بالفِعل ، انتِ ستأتين الي الجامعَة يوم السَبت اليس كَذلك ..؟ "

نَهضت سويون من وراءِها تُحرك رأسها تجاوبًا مَعها إذ اجابَت " بالتأكيد ، تَغيبتُ كثيرًا " رافَقت الصُغرى الي المَخرج ، وَقفن عِند الباب لِتبتسِم الكُبرى مُمتنَة لِموقف الصُغرى الذي حرّك بها مشاعِر مُحببَة

احسّت لاولّ مرّة انها مَحبوبَة و تم استفقادُها
فَما مِن احدٍ يهتمُ لغيابِها غالِبًا
و ان تَغيبت لاسابيع

" شكرًا لكِ ايڤا " مَسكت بيدِها تمسحُ عليها بِلُطف ، لَم تتردد ايڤا في احتِضانِها و الطَبطبة عَليها بِرفق قائِلَة " انهُ واجبي ، السنا صَديقتين ؟ "

كَلِمَة صَديق تِلك جَديدة على عَسلية الأعيُن التي سَهت تُفكِّر في مَدى عُمقِها

لَيس أي احدٍ يستحِق ان يَنال ذلك الإسم إلا مَن اثَبت بمواقفه استحقاقيته

تَبسمت تُجامِل الصُغرى إذ اومأت ايجابًا قائِلَة بعد صَمتٍ طَويل " نحنُ كَذلك "

تحررَت من ذِراعيّ ايڤا ما ان فَصلت العِناق تُلقي نَظرة خاطِفَة على حارِسها المُنتصِب عند الباب ينتظِرُها ، تَحدثت بعدَما مَسحت على شعرِ سويون " اذًا نلتقي يوم السَبت! الي اللقاء "

وَدعتها و همّت بالرَحيل ، تترُكها تقفُ عند عُتبة الباب تُراقِب ظهرِها بِشُرودٍ تسترجِع ذلك الحَديث المُطوّل الذي خاضَتهُ مَعها

اقشعّر بَدنُها ما إن دَوى صَوتُ جُيون الي مَسمعِها فَسبب رَعشة في سائِر جَسدِها ، وَضعت يدِها فوق صَدرِها تُنصِت الي اضطرابِ قلبِها و هي تسحبُ خُطواتِها نحو غُرفتِها تُخاطِب نفسِها قائِلَة " كَفاكِ! ما حَدث بالماضي سيبقَى مدفونًا هُناك "

حينَما مرّت من قُرب الصالَة استَمعت الي صَوت ضَجيجٍ آتٍ من الداخِل ، لم تُعر الامر اهتِمامًا بل واصَلت سيرِها الي أنّ سَمعت صَوت رُجوليّ استَوقف مسيرِها ، التَفت نحو مَصدره تَرى هيئة شابٍ في مُقتبل العِشرين يَنظر اليها

استَغربت تَدفع بِحاجبها عاليًا الي ان رأتهُ يتقدّم مِنها قائِلاً " ايمكنكِ ان تدُليني على الحَمام ..؟ "

لَم تُمانع في ارشادِه الي الحَمام حتّى وَجدتهُ ينطِق يُحاول التَعرف على هويتِها بِسؤاله " انتِ اُخت سولبين من الأم ؟ "

سَكتت لِبُرهَةٍ تُناظِره بعدمِ رضَى ، لِما يُحاول التطّفل و حَشر انفِه ..؟
اكتَفت بالتأشير على دَورة المِياه بيدِها قَبل ان تَستدير مُتجهَة نحو غُرفتِها

اغلَقت الباب تَدفع بجراحِها خارِج مُحيطِها تودّ جَذب السكينَة الي روحِها المُنهكَة بعد جُلوسِها على فِراشها ، ضمّت اقدامِها الي صَدرِها تَضعُ ذَقنها فوق رُكبتَيها تهتمّ لتبادل حِواراتٍ داخليَة تخصّ مُستقبلِها

تحلمُ لِمُستقبلٍ زاهِر تُزهِر فيه نَفسُها بعد تَخرُجِها
تأملُ انّ تتخلّص من جَحيم زوجِ امِها آن ذاك ..!

لَكنها لم تكُن تعلمُ انّ السُلطَة
تُغلبُ بالسُلطَة الأعلى مِنها

•••

يُغلِق زرّ بِذلتِه الرَماديَة التي تَحتضِنُ تَفاصيل جَسدِه بِعنايَة فَتُبرز ضَخامَة عَضلاتِه الممشوقَة ، يَتوغّل بِخُطواتٍ راكزَة خارِج قَصرِه فيجِد رِجاله في انتِظاره مَع مُساعِده جيكوب و سيارَتين اضافَيتين الي خاصتِه

يَكرهُ حينَما يُحاط بِهذا الكمّ من الحَرس
لَكنهُ على وَشك زيارَة مُهمّة كَوزيرٍ لدولَة من اعظمِ الدُول
لِذا وُجِب حمايتِه بأوامرٍ من السُلطات العُليَا

فُتح باب السيارَة من اجلِه فَصعِد من الخَلف يجلس بِجَسدِه على الكرسيّ المُريح بينَما يُطالِع تِلك العصائِر الموضوعَة بالقُرب مِنه ، انتَشل قارورَة مِياهٍ يُبلل بها ريقِه بعدَما غادَرت سيارَة مليئة بالحَرس امامَه تتبعها خاصتِه و مِن وراءِه اُخرَى يَقطُن بها رِجاله كذلك

وَضع اصابِعه فَوق مَسند الكُرسيّ يَطرُق عَليه و عُيونِه تتجوّل بانحاءِ المَدينة يرى شوارِع بِلاده و يتفقَدها بِحذرٍ ، مرّت سيارتِه بين الزِحام إذ لَمِح من بين بقيّة البَشر جَسدّ ضَئيلّ يسيرُ برويّة

ادرَك هويَة صاحِبه فَعُيونِها العسليَة لم تَفشل ابدًا في استِقطابِه

" الحِق تلك الصبيّة " أمَر سائِقه الذي تعجّب ، نَظر اليه جيكوب الجالِس في المِقعد الاماميّ قُرب السائِق " سيدي سنتأخر عَلى الاجتِماع مع الرئيس "

" الحِقها و لا شأن لَك بالاجتِماع " هَتف بِهدوءٍ بينَما يَطرُق باصابِعه على مَسند الكُرسيّ ، انتَابه القَلق مُنذ ان علِم بِمرضها لِذا ودّ الاطمئنانُ عَليها بِنفسه

خانَه عملهُ الذي جَعلهُ يتأهبُ لهُ منذ الصباحِ الباكِر
لكنّ رؤيتها تَسيرُ بين الشوارِع صاعَد رَغبتهُ في الاطمئنانِ عن قُرب

رُكِنت سيارتِه بالقُرب من تلك المَكتبة إذ نَزل رِجاله من السيارتَين الاضافيتَين على اتمّ الاستِعداد لِحمايتِه ، تأفأف بِضَجرٍ و همّ بالتوغّل الي الخارِج يُغلِق زريّ سُترتِه بعدَما فتحها عند جُلوسِه

كانت سويون بِداخِل المَكتبة عند رُكنها تقومُ بِتلميع الكؤوس الزُجاجيَة بينَما تُهمهم باغنيَة سَمعتها حديثًا على التِلفاز صباحًا ، استَمعت الي اصواتِ خُطواتٍ احدَثت ضَجيجًا لِذا وَضعت عُيونِها عِند مَدخل المَكتبة

رأت بِضع رِجالٍ يرتدون البذلاتِ الرسميَة سوداء اللَون يُحاوطون ارجاء المَكتبة بِشَكلٍ جَعل قلبها يَخفقُ بقلق

ايُعقل انهم رِجال مارك ..؟
مالذي قد يَجِلبهم الي هُنا ..؟

توتّرت و شَحُب لَون بَشرتِها حتّى رأت هيئَة رَجُلٍ طَويل القامَة عَريضُ المَنكبين يَسلُك وِجهته الي الداخِل ، ذاك صاحِبُ العُيون النِسريّة مُنذ المرَة السابِقَة ، لم يَتوقف قَلبها عن الخَفقانِ بَل ازداد من وتيرَة سُرعتِه

تَراهُ يَسيرُ بِهندامِه المُتناسِق ، يضعُ يَدهُ بداخل جَيبِه فَتظهرُ ساعتِه الفضيّة تَبرُق لشدّة لمعانِها إذ توحي بِمدى غلاوَة سِعرها ، راقبَتهُ و فاهُها يكادُ يُلامِس الارض من فِغره لِذا حاوَلت استِجماع جأشِها بِمُجرد ان انتَصب امامَها

يَمتلكُ نَظرةً في عَينيه ، جَذابة بِشَكلٍ تأسرُ ناظِرها
يُناظِرُها بِطريقَة تُرغِمها على اطالَة التَحديق بِه

عُيونِه السَوداء التي تُلائِم محطّ وَجهه الرجوليّ المُتناسق بابداعٍ رُبانيّ ، حَاد الفَكين مَنحوتِ الخَدّين صَغيرُ الشَفتين

ضَغطت علَى الكأس بَين يَديها تُكافِح ذاتِها على قَطع ذلك التواصل البَصريّ ، لَكنهُ يَمتلكُ نَوع من السِحر الذي يُخدّر كُل انثَى تُطالِعه

هَيبتهُ تُخضِع الكُلّ دون مُنازِع

ارادَت كَسر الصَمت لَكنهُ مَن فعل بَدلاً بِقولِه " اتيتُ المرة الفائتَة فلم اجِدكِ "

تعجّبت من قَولِه و ظَهر تعجبُها عَبر انعقادُ حواجِبها ، لم تستطِع كَبح فُضولها في سُؤاله بِنَبرةٍ مُستغربَة " اتيت لِغرضٍ ما ..؟ "

" اتيتُ من اجلكِ " قالَ بعدَما فَرد مَنكبيه يَقفُ باستقامَة تُبرِز ضَخامَة جَسدِه المُعضّل امام عُيونِها العَسليّة ، زادَها تعجّب إذ وَضعت الكأس فوق الطاولَة ثمّ سألت مُستنكرَة " لِما حضرتُك اتيت من اجلي ..؟ "

" اريدُ من القهوَة التي تُعدين " هَتف بِهدوءٍ جَعلها تدفعُ بحاجبها عاليًا ، لَوت شِفاهها بعدمِ رضَى ثُم قالَت " اقال لك احدّ ان هَذا المكان مَقهى ؟ "

" دام هُنالك رُكن يُعدها فهو كَذلك " نَطق بينَما يصغِّر عَيناهُ يقرأ مَلامحها ، دامها تَمكنت من مُجاراتِه في الحَديث ذلك طمأنهُ بشأن سَلامتِها

تَبدوا بِخَير لكّن اثار المَرض لم تَزول
إذ سَمِعها تَسعُل قَبل اجابتِه بِانزعاج

" حضرتُك هذا المكان مَكتبة ، رُكن المشروبات هَذا مُعّد للقُراء فَقط ! "

" احتاجُ كوب من القهوَة السواء بدون اضافات ، ايُمكنكِ اعدادُها دامني اطلبُ منكِ بلطف ..؟ " هَتف بينَما يَطرُق بِقدمه على ارضيَة المكتبَة يَراها تصَمت فَبدت كما لو انّها تُفكر

هي تذكَرت كَيف طلبت منهُ بلطف مدّ الكِتاب اليها لَكنهُ رَفض لِذا قالَت بِذات طريقتِه اللامُباليَة " لا ..! "

ارتَفع طرَف شفتهُ بابتِسامَة جانِبيَة فقد تَوقع ردّها ، كان على وَشك التوغّل مَعها في حَديثٍ اضافيّ لَكن قُدوم زَميلِها في العَمل و هو يَتحدّث مَنع حديثِه

" سويون لقد وَصلت دفعة الكُتب ، لا تنسيّ انتِ من سترتبينها ها ؟ " يُعلمها بينَما يضعُ ذراعَيه فوق الطاولَة يَرى عُيونها التي تدحرجَت بِضَجرٍ واضِح ، همهمَت لهُ تَنشغلُ في تَلميع تلك الكؤوس قائلَة " حسنًا ايها المُزعج "

اقتَرب جيكوب من ظَهر الوزير ينتصِبُ وراءِه لِمُحادثتِه و الهمسِ في اُذنِه قائِلاً

" سيدي تَبقت نِصف ساعَة على الاجتماع "

بَلل شِفاهه بِريقِه ثُمّ طالَع ساعة رِسغه يتفقّد المؤشّر ، جَمع انفاسِه قَبل ان يَستدير مُستعِدًا للرَحيل ، طرأ على ذاكِرَة سويون شَئ جَعلها تَشهق قائِلَة " انتظر لَحظة ..! "

وَضعت الكأس فوق الطاولَة تَخرُج من ذلك الرُكن على اتمّ استِعدادِها للهرولَة نحو جَسد الوَزير ، فوجِئت بتوقفه المُفاجِئ عن السَير ، استدارتِه اليها جَعلتها على وشكِ السُقوط فبالكادِ تمسكّت باتزانِها

نَظرت في عَينيه تبتلعُ ريقِها من نَظراتِه تِلك
صَنعت مسافَة آمنَة بينهِما تُتيح لها التَحدث بارياحيَة لِذا قالَت

" انت الذي قُمت بِشراء ذلك الكِتاب ؟ "

لم يُنكر بَل اجاب بِصوتٍ هادِئ " نَعم "

سُرعان ما وَضعت عَسليتَيها بِداخل كُحليتيه و سألت باندِفاعٍ قائِلَة " لِما ..؟ لِما تشتري كِتاب لفتاةٍ لا تَعرِفها ! انهُ باهظ الثمن "

" باهِظ الثمن؟ " بدا مُتعجبًا مِن وَصفها لِكتابٍ بِـ باهِظ ، بالنِسبَة الي رَجلٍ يتقاضَى الملايين من الدولارات شهريًا ، يُعتبَر سِعر الكِتاب كَمثلِ سِعر قارورة مِياهٍ عاديّة

امّا بالنِسبَة الي فتاةٍ تَعملُ بدوامٍ جُزئيّ فَهو باهِظٍ بشكلٍ لا يُصدّق

نَظرت اليه ثُمّ حَدقت في رِجاله لِتبتسِم بِسُخريَة قائِلَة " صَحيح! تَبدوا شَخصية مُهمَة ، لابد انك ثريّ لا تعرِف معنَى باهِظ الثَمن! فلاشئ قَد يغلى على ثروتك "

شدّت على ذلك المنديل الذي كانَت تُلمع بِه الكؤوس ثُمّ اقتَربت منهُ خُطوة اضافيَة تتحدّث بِهدوء " ساُسدد لك ثَمنه ، إذ لا يُمكنني اعطاءُك اياه فانا احتاجُه ، لكني سادفعُ حقه "

" لِما تودّين دَفع حقه و قد اُشتري من اجلِك ؟ " سألها مُميلاً برأسِه ، يَرى عزّة نَفسها و كِبرياءُها في عَينيها و هي تُجيبه بِهدوء " من انت لِتشتريه من اجلي ..؟ "

" رَجل صالِح يُحب الاعمال الخيريَة ..؟ "

اجابتهُ استَفزتها بِشكلٍ جعلها تصطّك فَكيها ، تَحدثت بِغضبٍ لم تستطِع اخفاءه " ابدوتُ لك فقيرَة بِحاجَة الي تطوّع من حَضرتك لِمُساعدتِها ؟ "

" ليسَ كَذلك! لا تَفهميني بشكلٍ خاطِئ ، لكنكِ بحاجَة الي الكِتاب " حاوَل تَبرير مَوقفه لَكنها لم تُنصِت لهُ ، بل قالَت بِجديّة تَعزمُ على قرارِها " كلاّ! انا جادَة ، اودّ دَفع ثمن الكِتاب لك "

حَدّق في ساعَة رِسغه ثمّ قال بينَما يَلعق شِفاهه " حَسنًا ! سنتحدث في هَذا الامر لاحِقًا ، إذ استأذنكِ لاني مَشغول حالِيًا "

كانَت على وَشك الحَديث لَكن نَظراتِه الي عُيونِها يَليه حَديثِه قيّد كُل حرفٍ ودّ مُغادرَة فاهِها

- أستَمحي عُيونكِ العَسلية عُذرًا ..!

سَكتت و لَم تستطِع النُطق بِحرفٍ اضافيّ ، صَنع ابتِسامَة هادِئَة جَعلها تَشرُد في مَلامِحه إذ رأته يستعِد للرَحيل ، سُرعان ما قالَت تندهُ عَليه

" لَحظة! كَيف ساُسدد الثَمن ؟ " لَحقتهُ الي الباب تَجِد حُراسه يُحاوطونَه ، وَجدت مُساعِده يَفتح لهُ باب السيارَة ثُمّ وَقعت عُيونِه عَليها يبتسمُ قَبل اجابتِها " في اللقاءِ القادِم ، ساُخبركِ كَيف تُسددينَه "

كانَ ذلك آخرُ ما نَطقهُ قَبل ان يَركب سيارتِه ، بَقت تقفُ عند الباب حائرَة و هي تَراهُ يغادِر بدهشَة ، تسائلَت عن هَويتِه و من يَكون هو ..؟

لِما كُل اؤلاءك الرِجال يُحيطونَه ..؟

خَمّنت لو انّه زَعيم لِعصابَة شهيرَة كَمارك
لكنها نَفت شُكوكِها ، إذ انّ مَلامِحه تحملُ قدرًا من البَراءَة التي لا تُزّين وَجوه المُجرِمون البتّة

يَمتلكُ وقار يَفرِضُ نَفسه عِند حُضوره
بالكاد استَطاعت التنفُس إذ حَبست انفاسِها لوقتٍ طَويل عند وجوده

جَلست فوق كُرسيها تَضعُ وَجنتها على كَفها تُفكّر بِعُيونِه
لم تستطِع تجاوز نَظراتِه ، بَدت كَسِجنٍ يأسِرُها بِحُكمٍ ابديّ

" من يكونُ يا تُرى ؟ " همِست لنفسِها بينَما تَسترجِعُ آخِر كَلِماتِه ، ايستَمحي عُيونِها عُذرًا ..؟

بَدا عَذِب اللسانِ مَعسول الكَلام
ذَلك واضِح

" متى سيكونُ اللقاء القادِم ياتُرى ؟ " خمّنت تَقضمُ شَفتها السُفلى ، تَداركت مَوقفها إذ شَهقت تَخبط وَجنتها قائِلَة " ماهذا الهُراء..؟ لِما افكر بِه ؟ "

نَفضت رأسِها ثمّ عَزمت على اتمامِ عملِها بينَما تُفكر بتعجّب " لكِن ! صَوتهُ بدا مألوفًا لِوهلَة ! " تمتمَت قَبل أن تنغمِس في تَحضير الطَلبات

•••

تَوالت ساعاتُ عَمل الصَبية الي أن اتَى موعِدُ مُغادرتِها
كان من المُفترض ان ترحل على تَمامِ الساعَة الخامِسَة عصرًا
لَكِن زَميلُها الذي تَركها تنشغلُ بِترتيب الكُتب الحديثَة جَعلها تعملُ لوقتٍ اضافيّ

نشّفت يَديها بعدَما غَسلتهُما ثُمّ حينَما ودّت مُغادرَة الرُكن فوجِئت بوجود اُستاذها الجامعيّ يجلِسُ على الطاولَة يُناظِرها

هَرعت اليه تُناظِره بِتفقّد " مساء الخير بروفيسور "

" مساءُ الخير سويون ، جئتُ للاطمئنان عليكِ ، انتِ تغيبتِ عن مُحاضرتين " نَظر بِداخل عَينيها يَراها تبتسِمُ بلطفٍ قبل اجابتِه " في الواقع لقد تعرضتُ الي وعكةٍ صحيّة ، لكنّي بخيرٍ الأن "

شكّل وَجهًا بشوشًا جَعلها تبتسِمُ حينَما نَطق " من الجيّد انكِ بخير ، هذا مُريح "

" هل انت هُنا من اجلِ تحضير الدرسِ القادم ..؟ " بَدا عليها التَوتُر و هي تُخاطِبه إذ تَعلمُ ان لا وَقت لها للتفرّغ من اجل الدُروس ، وَجدتهُ يُنفي بينَما يَستقيم و يَضعُ يداهُ في جيوبِ بنطاله " في الواقِع لا ! "

نَظر في عينيها العَسلية يَقرأ التعجّب فيهِما ، اضاف بعدَما صَنع ابتِسامَة طَفيفة " لاصدقكِ القَول ، فكرتُ كَيف اُسدي لكِ دَين مُساعدتكِ اليّ المرة الفائِتَة "

حَديثهُ بدا مُبهمًا اليها ، حركَت رأسِها تُنفي بِه و بيديها و هي تَقولُ معترِضَة " ك..كلا ! انهُ واجِبي ، كما ان ذَلك لِصالحي فانّي احضّر لدروسي كَذلك "

" كلاّ ، بالآخر استنفزتُ من وقتكِ لترجمَة الكلِمات و صياغتِها ، كان بإمكاني الاستِعانَة بالمُترجم او ماشابه لَكنّي فضّلت طلب المُساعدة منكِ لاني سمعتُ من زُملائك و بَقية الدكاترَة عن مدى اجتهادُكِ ، وددتُ رؤيتهُ بِعينيّ و ذَلك ما شاهدتهُ المرة السابقَة فَطريقَة تحضيركِ للدرسِ مِثالية تستحِق الثَناء "

اطرَى عَليها فأخذ نَصيبهُ من رؤية حَياءِها ، تمكّن من مُشاهدَة ابتِسامتها الخَجِلَة لِتُخبِره بِوضوح ان حَديثه نال اعجابِها

هي تُحِب من يمتدحِها لِكونِها تفتقدُ ذَلك الشَئ
فالجَميعُ عادَة ينتقِدُها بدون سَبب

الشَئ الوَحيد الذي تَلقت عليه المَديح هو دِراستِها و مَدى تفانيها بِها

شَكرتهُ تُحني رأسِها لِتسمعهُ يُضيف قائِلاً " اذًا ، هل يُمكنني مُساعدتكِ انا اليوم ..؟ "

نظَرت لهُ مُستغرِبَة حيثُ اكمَل " في الواقع لم اقصِد التَنصُت ، لكني سَمعتُ المرة الفائِتَة ان زَميلكِ سيدعكِ تُرتبين الكُتب بِمفردك ، جئتُ لِمُساعدتكِ بذلك " قام بِحشر اصبِعه على جِسر نظراتِه يَرفعها الي مُستوى عُيونه

تفاجَئت من اقبالِه على مُساعدتِها إذ قالَت مُندهشَة " ا..اوه ، في الواق.. "

" لا اقبلُ رفضًا ! لِننتهي مِنها بسرعَة " هَتف بينَما يُخبئ يَداهُ في جُيوبِه يُناظِرها بِعزمٍ جَعلها تَرفعُ اكتافِها بقلّة حيلَة ، نَطقت بينَما تبتسِمُ بِلُطف " حسنًا ، شُكرًا لَك صِدقًا ..! "

رافَقتهُ الي مُستودع الكُتب الضَخم الذي يَتبعُ مَبنى المَكتبة ، كان في الطابِق السُفليّ تحت الارض لِذا نَزلا الدَرج سويًا

حَدق في كميّة الصَناديق التي تُحيط الجِوار حيثُ قال مُندهِشًا " اكنتِ سَترتبين كُل هذا بِمُفردكِ ..؟ "

" للاسف! من الجَيد انك اقترحَت مُساعدتي ، اشعُر اني سانامُ هنا " هَتفت عابِسَة بينَما تقترِبُ لِفتح اول صُندوقٍ وَقعت عَليه عَينيها ، بدأت باخراجِ الكُتب قائِلَة " قد يستغرق الامر وقتًا " حَدقت بِه تراهُ يقرأ العناوين باهتِمام

وَجه بَصرهُ اليها ثمّ تبسّم مُتحدِثًا " لابأس..! لديّ الليل بِطوله "

جامَلتهُ بابتِسامَة وديّة ثُمّ بدأت تُرتِب الكُتب بينَما تَقومُ بتخبئة شِفاهها وِسط جَوفِها ، تتالَت الدقائِق و الصَمت يحتضِن المَوقِع حتّى كَسرهُ الرَجُل بِقوله " انتِ مُرتاحَة بعملكِ هُنا ..؟ "

وَضع عينيه عَليها يَجِدها تهتمّ بِقراءَة عناوين الكُتب قبل تَخبئتها ، ناظَرتهُ بعدَما رنّ سؤاله باذنَيها اذ قالَت مُبتسمَة بِلُطف " جِدًا! اُحب الكُتب ، عِلاقتي بِها وطيدَة بشكلٍ يَجعلُني اتخذُها المَلاذ الآمن ، لذا ان اتواجَد هُنا هذا بِمثابَة مُكافئَة اسبوعيَة تُعيد شحن طاقتي "

اجابَتها جَعلته يُدرك كَم هي تُحِب الكُتب و تَستهويها و ذَلك واضِح
هي تُشبهِه في هَذا الجانِب
لَكنهُ لا يَتلذذ بِقراءتِها كَباقي البشَر
إذ ما ان تَقع عيونِه على سَطرٍ يترسّخ في ذِهنه مُباشرَة

ذَلك يُضايقِه لِسَببٍ ما
يودّ النِسيان و اعادَة تِكرار الجُمل التي تُعجبِه
فَيجدُها تفقدُ لِذتها لانهُ بالفِعل حَفظها بِحروفِها و حَركاتِها

مُشكلتِه الوَحيدَة هي
انّهُ لا يَنسَى ..!

حينَما طال صَمتِه ودّت سُؤاله بعدَما احسّت بفضولٍ ينتابُها نَحوه ، تشعُر بالاُنس بِجانبِه فَهو يَبدوا شَخص مُسالِم للغايَة

" بروفيسور ، هل العَمل في بريطانيا مُتاحّ للطلبَة الكوريون ..؟ "

نَظرت في عَينيه بِخاصَتيها البَريئَة ، يَستطيعُ رؤيَة مدى توهّج عَسليتَيها تنتظرُ اجابتهُ بِلهفَة ، انتَظرت اجابتِه التي غادَرت شِفاهه بَعد حين " نَعم لِما لا؟ كوريا تُصنّف السابعَة عالميًا من ناحيَة التَعليم لِذا سيُرحبون بكِ بصدرٍ رحب "

توهجَت ابتِسامَتها التي تُعطيها مَظهرًا يُصعَب مُقاومته ، لَكنها سُرعان ما عَبِست بِمُجرّد ان اضاف " لكنها تحتاجُ من يُجيد الانجليزيَة بِطلاقة "

صَنعت وجهًا عابِسًا يدّل عن مَدى احباطِها ، نَبست مُتنهدَة تُكمِل ترتيب الكُتب " لستُ جيدة في الانجليزيَة ابدًا ، حاولتُ تعلمها لكني لا املكُ الشغف ناحيتِها "

اقتَرب مِنها حينَما وَجدها تُحاوِل الوقوف على اطرافِ اصابِعها لِوضع الكتاب في الرفّ العُلويّ ، امسَكهُ بدلاً مِنها يُحدث تلامسًا طَفيفًا بين اصابِعها ادّى لِقشعرةِ بَدنِها

حافَظت على نَظراتها المُستقيَمة تِجاه الرفوفِ امامها دون الالتِفات صَوب من ثبّت الكِتاب مَطرحه ، تَراجع خُطوة الي الخَلف يصنعُ حاجِزًا بين اجسادِهما يُساهِم في استعادتِها لانفاسِها بعدَما كَبحتهما مُطولاً

هي لَيسَت مُعتادَة على ان تُحيطها اجسادُ الرِجال
حَريصَة دومًا على صُنع حواجِز تَحفظُ بِها نَفسها جيدًا

" سُؤالكِ يدلّ انهُ لديكِ رغبة في السفرِ الي بريطانيا مُستقبلاً ؟ " هَتف يَطرُد السُكوت من مَضجِعهما ، اجابَتهُ حينَما جاءَت بالدرج الخَشبيّ كي تَصعد الي الرُفوفِ العُلويّة " في الواقع اجل ، لديّ سَبب وجيه "

لَفت رأسها اليه ثُمّ قالَت مُبتسمَة بوديّة " ايمكنك مُناولتي الكُتب ؟ ساهتمّ بِوضعها هُنا "

تتصرّف بِلطافَة مُفرطَة
هي مُعتادَة على التَحدُث بأدبٍ و تَهذيب مَع من يَكبُرها سِنًا
دَلالة على احترامِها لهُ ، تُحِب ان تُعامِل كَما تُعامَل
لِذلك تَسبِق دومًا على التَصرُف بِلباقَةٍ تَدلّ على حُسن سُلوكِها

بالرُغم من انّها انسانَة انتقائِيَة و حَذرَة في تَكوين مَعارِفها
لَكن ذلك لا يَقتصرُ على اساتِذتها او مُدراءِها في العَمل

هي تَراهُ مهذّب و ذَلك يُريحِها في التعامل مَعه
لم تَرى نَظراتٍ مُغايرَة في عُيونِه نَحوها
سِوا انّهُ نَقيّ ، ذَلك ما استطاعَت التِماسه بوضوح
لَديها نَظرة مُسبقَة تُجيد الحُكم على الناسِ منذ الانطِباع الأول

ألا انّ الانطباع الاول لَيس مُنصفًا في كُل الحالات

اقتَرب مِنها يَمُد الكُتب اليها كِتابًا تِلو الأخَر يُمعن النَظر بِها
هي تُشبِه تمامًا الصَبية التي وَضعها في خَيالِه مُنذ سنواتٍ طويلَة

مُهذبَة انيقَة المَلبسِ شديدَة الحَياءِ و الرقّة
انطِباعهُ الاولِ عَنها يَمنحهُ شُعور بالراحَة
تَجتذِبهُ لِمعرفَة شَخصيتِها و التوغُل بِها اكثَر

يَرى فيها اُنثَى تُغايرُ جيلِها
اهتماماتِها تُشعِره بالانتِماء

يَتفقدُها بعنايَةٍ و هي تتصفّح الكِتاب الذي لَفت انتِباهِها من عِنوانه ، التَفت لهُ تُناظِره و هي تَعلوه طولاً بِسبب وقوفِها على الدرَج الخشبيّ حَيثُ قالَت هامِسَة " لابأس بسرقَة هذا الكِتاب صَحيح ؟ ساُعيده قريبًا لِذا لا تُخبر احد عنّي "

لم يَستطِع كَبح ضِحكته على مَلامِحها المُتحمسَة و هي تُخبئ الكِتاب اسفل ابطِها ، اومَئ لَها فَوجدت سُلوكِه في مُشاركتِها تفاهتِها بالضحكِ عليها لطيفًا

واصَلت تَرتيب الكُتب إذ سَمِعتهُ ينطِق بَعد فترةٍ وَجيزَة " صَحيح ، ان كنتِ مُهتمَة بتعلم اللُغَة ، استطيعُ مُساعدتكِ لردّ الدَين لكِ "

اخفَضت راسها لهُ تُناظِره مُتعجِبَة ، صَنعت ابتِسامَة راضِيَة لم تستطِع اخفاء حماسِها الذي ظَهر في بريق عُيونِها " احقًا ..؟ انهُ لابأس..! "

" بالتأكيد! لا مانع لديّ في تَعليمكِ الانجليزيَة فانتِ بحاجتِها " تَحدث مُبتسِمًا بِوديّة جَعل الحماس يتوغّل في عُروقِها ، هي تؤجِلُ تعلمُها منذُ الثانويَة بِسبب انعدامِ الشَغف و مُصارعَة مَشاكِل الحَياة

لَكنهُ يَمدُّ يد العَونِ بِشكلٍ يَمنحها فُرص جَديدَة تُمهد لها مُستقبلاً تتمناه
لَرُبما بدأت الدُنيا تَضحك اليها اخيرًا ..؟

اومأت برأسِها تتجاوَب معهُ و لِفرط حَماسِها لم تُسيطر على رَقصتِها السَعيدَة التي ادّت الي التواءِ ساقِها حتّى واشَكت على السُقوط من فوق الدَرج

يَديه كانَت اقربُ مَوقعٍ تَسقُط فيه إذ تهاوَن جَسدُها فوق ذِراعَيه يَتشبّث بِخصرها جيدًا بَعد إذ واشَك وَجهها على الالتِصاق بخاصتِه

وَسعت عُيونِها العَسليَة تكبحُ صَرختِها العاليَة بِصُعوبَة بعدَما تَشبّث باكتافِه بقبضَتيها قويًا ، لَم تكُن تستطيعُ تدارَك الوَضع حتَى سَمِعت اصوات خُطواتٍ قادِمَة من عِند مَدخل المُستودِع

رَفعت عَينيها من فوقِ وَجه اُستاذِها المُنذهِل تَلّف بِعينيها العسليَة صَوب صاحِب تلك الصَرخة العالِيَة التي صَدرت مِن الرجل الواقِف عند المَدخل

- سويون !

تيبّست بين اذرُعِ اُستاذِها بِمُجرّد أن رأت زوج امِها يُناظِرها و الشَرارُ يتطاير من عَينيه الكيّادَة ، بدأ قلبها يَخفِقُ بِعُنفٍ بالِغ و رُغمًا عن ارادتِها دَفعت بِجَسد جُيون تُبعده عَنها بِسُرعَة

تَرى خُطوات مارك المُهتاجَة تسلِكُ وِجهتها نَحوها ما زاد قَلبها خَفقانًا ، توتَرت و اضحَى جَسدُها يَرتعِش فهي اكثرُ من يَعلم بالقادِم

سَتُضرَب حتّى تُدمَى

الي جانِب أن الذي قُبالتِها لن يَتردد في اهانتِها امام اُستاذِها
ما يَزيدُها الامرُ سوءًا ، كَبرياءُها سَيُكسر

•••

6447

اخباركم مع الفصل الثالِث ..؟

شخصية سويون اللطيفة بدأت تظهرُ هُنا

حينما يَتراجع حَذرها تُصبح في قمَة لطافتِها

ما رأيكم بشخصية الوزير التي بدأت تظهرُ بوضوح ..؟

امّا عن شَخصيتهِ المُغايرَة كَبروفيسور
تِلك تظهرُ من اجلِها فَحسب

الذين يعرِفون احداث الروايَة لا تُجيبوا على هذا السُؤالً
اما الجُدد اخبروني تحليلاتِكم

تُرى ما الماضي الذي يَجمع بينها و بين جُيون..؟
لِما هو شَغوف نَحو التعرفُ عليها ..؟

اضافَةً
نَظرتهُ اليها لا تحملُ نوعًا من الحُب

رُبما هي بدايَة وقوع في الاعجاب
فَهي جذّابة بِحق..!
يُحاول جاهدًا ألا تميل مشاعِره لمنحدرٍ آخر

كِثرة تأمل شَخصٍ توقِعك في حُبه
و الفِكرَة ..!
أنّه يمتلك عقل يحتفِظُ بالتفاصيل
فَمبالُك تفاصيلُها ؟

جاية اكتبلكم رواية في فقرة الاسئلة وت 😭😂

المهم احتاجُ رأيكم في التعديلات للقراء الذين قرأوها سابِقًا

بالنسبة الي رغبة سويون في تعلم الفِراسة
لم تُذكر عبثًا 👀

لدينا مَشهد مع الوزير و عسلية العينين رِفقة الاحصنَة
متحمسون له..؟

بالنسبَة الي جون ، تعتقدون انهُ سيتدخّل ..؟
مارك مالذي سيفعله ..؟

اكثر جُزئية نالت اعجابكم ..؟

مشاهد ترغبون في اضافتِها..؟

اراكم في القادم ان شاء الله
الي اللقاء ♥️









.
.
.














Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top