Husband | 02

Husband || زَوجي

اهلاً بِكم في الفصل الثاني مِن الزَوج 🦋

فضلاً عزيزي القارئ ضَع اثرًا لِمرورك بتعليقٍ لطيف يُشبِهك

كُلما كانت عدد التعليقات اقوَى
كُلما نشرت اسرَع ♥️

{ سُبحان الله و بِحمده
سُبحان الله العظيم }

لِنبدأ

•••

تَدلِفُ الصَبية ذاتُ العَينين العسليَة الي غُرفةِ نومِها بعد يَومٍ شاق من العَمل ، ازالَت ثيابِها تُغيرها لاخرَى مَنزليَة لطيفَة ثُمّ جَلست فوق فِراشها تَعقِد حواجِبها بِغَيض  بعد أن تمّ سَرِقة كتابِها مِنها

لَيس كتابِها فَهو مُلكيَة عامَة في المكتبَة
لَكِنها تعتبِره كَذلك لِكونها تَدرُس عَبره دومًا

زَفرت انفاسِها بِحنق قَبل ان تُناظِر والِدتها و هي تَدلِف الحُجرَة مُشكلَة ابتِسامَة لطيفَة كعادتِها ، اقتَربت مِنها و بَين يَديها صينيَة الطَعام فَهي تحرِصُ على غِذاءها جَيِّدًا " كَيف كان يومكِ ؟ " سألتها و هي تَضع الاكل فوق الطاوِلَة

اتَكئت على الجِدار تُحدِق في صغيرتِها التي ضَمت اقدامِها الي صَدرِها تَقول بينَما تَقرِن حواجِبها بِتعجُّب " في الواقِع ، كان غَريبًا "

" من ايةِ ناحِيَة ؟ " سألت الكُبرَى بَعدما دَنت للمكوثِ بالقُرب من الصُغرى التي اجابَت تُحاكيها عن تَفاصيل يومِها " التَقيتُ صباحًا بِفتاة علمتُ انها تكونُ ابنَة الوَزير للقواتِ الجويَّة البريطانيَة ، الغريب انها ارادَت التقرب مني و ان تُصبح صديقَة لي! " نَظرت في عينين والِدتها بتعجّب

تفاجَئت امها ممّا قالَتهُ إذ ظَهرت تعابيرُ الاندهاش عَلى مَلامِحها الانثويَة الشبيهَة بخاصَة طِفلتها " حقًا ..؟ و ماذا قلتِ لها؟ ثمّ لِما بريطانيَة تأتي للدراسَة هُنا ؟ و ابنَة الوزير فوقها؟ " سألت يونسون صغيرتِها تنخِرط في الحَديث مَعها

" في الواقِع علمتُ ان والِدها كوريّ الاصل لَديه جنسية بريطانيَة ، تزوّج اميرَة من السلالة الملكيَة لِذلك حصل على منصِبه هُناك ، قيل انهُ عاد الي كوريا لِسببٍ مَجهول " عبَّرت سويون مُفسِرَة لِمن قَطبت حواجِبها مُستغرِبَة

اعتَدلت الصُغرى في جَلستِها و قالَت " لاصدقكِ قولاً ترددتُ في مُصادقتِها ، انتِ تَعرفين طبيعَة عمل زوجكِ ، قد تكونُ مُرسلَة اليّ لسبب سياسيّ ، او رُبما والِدها من يُريد التَجسسُ على مارك عَبري لذلك خِفت ، لا اريدُ اقحام نَفسي في المَشاكل ابدًا " تَفكيرها المُفرط يُرهقها بِحق

تَبسّم كاهِل يونسون التي مَسكت بيدِ صغيرتِها و قالَت بِهدوء " مارك لَديه عِلاقات واسِعَة و مَعارف كُثر ، لاسيما انهُ على معرفَة شخصيَة مع الوزير لِذا لا تَربطي عِلاقتك بِه..! فهمتِ؟ ان كانت الفتاة لطيفَة صادقيها سويون ، لا تَنغلقي على نفسكِ "

زمّت الصغيرَة شِفاهها تُفكِر بينَما تُناظِر الفَراغ بِصَمت ، قطعَت سرب تَخيُلاتها امها التي وَضعت صينيَة الطعام حاجِزًا بينهنّ و اتَمت " هيّا كُلي شيئًا تَروي فيه جوعَكِ ، ساتفقد اُختكِ لكونِها مريضَة "

نَهضت يونسون من مَكانِها تترُك صغيرتِها التي اومأت مُبتسمَة ، غادَرت تُغلق الباب خَلفها إذ اتكئت عَليه تُفكِر مُتعجبَة " وزير القوات الجويَّة ؟ " هَمِست قَبل ان تَخطوا بعيدًا عن حُجرَة طِفلتها

•••

يَجلسُ على مائِدَة العَشاء بالقُرب من طِفلته يَتناولانِ الطَعام في هُدوءٍ فَمِن عادتِه انّه يَكرهُ الحَديث اثناء الأكل

كانَت صغيرتِه تُقاوِم ألا تُخبِره بِما جَرا صَباحًا و انَّها رأت الفتاة المنشودَة و تَحدثت اليها ، تختلِسُ النَظر اليه بين الفينَة و الاخرَى تنتظِر اشارتِه بالسَماح لها بالحَديث

و لانها مُتمردَة ، اقتَحمت صَمتهُ بحديثِها الصاخِب تعكِّر عليه صفوَة هُدوءه " ابي احزِر ماذا ! "

عَقد جونغكوك حواجِبه مُنزعِجًا ، بالكادِ اخفَى ذلك فَهو يَمقُت كُل من يتحدَث اثناء الطَعام ، زَفر مُتضايقًا و رُغم صَمته لم يَمنعها ذلك من الاكمال و شدِّ انتِباهِه " تخيّل! لقدُ رأيتُ تلك الفتاة اليَوم "

هي نَجحت في استِقطاب اهتمامِه لِذلك وَجه بصرهُ نَحوها ينتظِرُها ان تُكمِل ، لَكنها مَكرت بِه و سَكتت تُناظِره بِخُبث حَتى يَطلب مِنها الحَديث بدلاً

عَزم على صَمتِه لَكن فُضوله سَحقه ، حاول تَجاوزه و الامتِثال الي كبرياءِه
لَكن من قال ان مَع الابناء يوجَدُ كِبرياء ..؟

سأل يودّ ارضاء فُضوله
" حقًا ..؟ اسردي لي التَفاصيل "

نَظر اليها بِاهتمام مُتناسيًا جوعَه كُليًا ، وَضع مِلعقته و صبّ جُلّ تركيزه على صَغيرتِه التي داهَمها الحَماس ، التَفت نَحوه و اتمّت " اُنظر ، التَقيتها في القاعَة فقد اتت مُتأخرة و عَزم البروفيسور على طَردها لَكني لم اسمَح لهُ ، ثمّ بعد ذَلك التقينا خارِج القاعَة ، طلبتُ منها مُساعدتي بالدراسَة و لم تَرفُض ، لكن حينَما وصل الامر لان اكوّن صداقَة معها بَدت خائفَة و مُترددَة لِذا هربت فورًا "

نَقر جُيون باصبعِه جَبين صغيرتِه يُوبِخها قائِلاً " بالتأكيد سَتهرُب ..! مَتى ستتوقفين عن اندفاعكِ هذا؟ ليس الجَميع بِنوايا حَسنة مثلكِ "

عَبست تُدلك جَبينها ، اخَفضت يَده عَن مُتناولِها و دافعَت عن نَفسها قائِلَة " انت تعرِف زوج اُمها من يكونُ اليس كَذلك ..؟ خمّنتُ انها قد تكونُ خافَت مني حينما علِمت ابنَة من انا ! اليسَ ذلك رائِجًا ..؟ "

مَسك جونغكوك كوب العَصير الطازِج يَحتسي مِنه بينَما يُهمهم تجاوبًا مع اقتراحِها ، ميّل رأسه مُتسائِلاً " مارك لَم يَجلِب لي سيرَة ان زوجته تمتلكُ ابنَة من قَبل! ايّ انها كانَت مُتزوجَة مِن قبله ..؟ "

نَظر في عَينيّ طِفلته التي تَحمحمَت و هي تُبعد طَبق اللَحم عَنها ، استَقطبت انتِباهه حَتى تُخبِره " في الواقِع سَمِعتُ شائِعات تنّص انّ والِدتها اقامَت عِلاقة غير شرعيَة مع رَجُل امريكيّ ، انجبتها ثُمّ هَرب و تركها "

ارتَفع طرف شِفاه جُيون ساخِرًا إذ هو كان على دِرايَة لابأس بِها بِتلك القصَة المُحرفّة ، نَفى يعترِض حَديثُ صغيرتِه متحدِثًا " لا تلتفتِ الي الشائِعات ايڤا ، اكثر ما يُجيدونَه تداول الاقاويل و تَحريفِها "

" علمتُ ان والِدتها انجَبتها في سن السادِسَة عشر ! ايّ انها صغيرَة جِدًا ، انهُ وارد انّها تعرضَت للاستِغلال من قِبل ذلك الامريكيّ اليس كَذلك ؟ " هَتفت ايڤا تُحاول الاستِنتاج بينَما تُناظِر جُيون الذي مَسح شِفاهه بالمِنديل قائِلاً " سَواء اكان ذَلك صحيحًا ام لا! نَحنُ لا عِلاقة لنا بالأمر همم ؟ ليسَت من شِيم الصالحين التدخّل في شؤون غَيرهِم "

نَظر في عينيّ صَغيرتِه ثُم ابتسَم مُكمِلاً " كَما علمتكِ دومًا ، عامِلي المَرء بناءًا على ما رأيتِ منهُ لا على ما سَمعتيه عَنه ، احيانًا حتى العُيون قَد تكذِب لذلك العِلاقات امرّ مُعقّد للغايَة "

" ابي الا تَرى ان حُسنك و سُلوكِك اهدار لِنفسك ..؟ اعني لما تَحرمُ احداهنّ مِنك ..؟ في حين انك سَتكونُ اعظم زوج تَشهده المجرَّة ! " تَحدثت ايڤا عابِسَة تُحاول اقناع والِدها بالزَواج ، تُحزنها فِكرَة ضياعِ شبابه وَحيدًا

والِدها لازال شابًا فَقد تزوَّج والِدتها في مُقتبل العُمر
كانَ لازال مُراهِقًا آن ذاك

مَنحها ابتِسامَة مُصطنعَة و هو يَدفع بالكُرسيّ الي الخَلف يَستعّد للنُهوض بينَما يَمسحُ يَديه بالمنديل مُتكلِمًا " اذًا ايڤا اذهبي لِمُراجعَة دُروسكِ ، انا لديّ عَمل اقومُ بِه " تجاوَزها يَسيرُ نَحو الدرج لِلصعود الي حُجرته

تَنهدت ايڤا التي اسنَدت جَبينها فَوق الطاوِلَة تُناظِر الفَراغ بِعَينين شارِدَتين

•••

في مَكتبة الجامِعَة
تَجلسُ عَسلية العَينين تَقومُ بِمُراجعَة اخر مُحاضرَة من مادَة الانسِجَة

كانت تُدوِّن النِقاط المُهمَة و تُلخِصها بينَما تزّم شِفاهِها الكرزيَة تُمعن تَركيزِها في دراستِها حتّى شَعرت بِجُلوس فتاةٍ ، ابعَدت عيونِها عن دفترِها تُناظِر ابنَة الوزير التي ابتَسمت بِلُطفٍ قائِلَة " صباحُ الخَير سويون "

" صَباحُ الخير انستي " ابَدت تَحية رَسمية جَعلت الصُغرى تَعبِس ، كانَت تَحملُ بين يَديها كوبين من القهوَة الساخِنَة حَيثُ مَدت واحدَة الي الكُبرى و الاخرَى تَركتها في حَوزتها مُتحدثَة " قولي لي ايڤا ! فقط "

نَظرت سويون الي القهوَة تقرِنُ حواجِبها بِرَيبَة ، شُكوكِها جَعلت ايڤا تُقهقه حَيثُ قامَت باعادَة الكوب اليها و فَتحه لاحتِساء القليل منهُ و اعادتهُ نَحوها " القهوَة آمنَة تمامًا ! "

تورّدت خُدود سويون احراجًا فَقد استَطاعت ابنة الوَزير قِراءَة تفكيرِها السوداويّ ، احنَت رأسها مُعتذرَة ثُمّ نَطقت تُفسِّر " اعذريني فلستُ مُعتادَة على تَكوين صداقات "

احتَست ايڤا من قَهوتِها تَهز اكتافِها بقلَة حيلَة " انا على عَكسكِ ! اكون الكَثير من الصداقات ثمّ اُهجر لاضحَى وحيدَة في الآخر ، نظرًا لِمنصب والدي فالجَميع يستَغِلني بابشعِ الطُرق المُمكنَة "

نَظرت سويون اليها بأسف حيثُ اكمَلت ايڤا مُبتسمَة " في الواقِع انا المُذنبَة لاني اعصي والِدي و اتذمّر من تَملكه الزائِد ، ابي يخافُ على مصلحتي و يَهمه حُزني جِدًا لِذلك يُحاول حمايتي مِن الناس المؤديَة ، لكني اكرهُ فكرَة ان اكون مُحاطَة بالحَذر دومًا ، اُريد ان اكوّن صداقات ايضًا ! دون التطرّق للمناصِب و السُلطة "

حرَكت سويون رأسِها تجاوبًا مَعها إذ نَطقت ابنَة الوزير مُكملَة " اعلمُ انكِ تَفهمين قصدي جيدًا ، فوالدكِ منصبهُ ليس هينًا "

ان تَصِف ايڤا زوج الأم بِوالدٍ لَعسليَة العَينين انشئ وَخزًا بِداخل صَدرها كوّن غِصَة في حَلقها ، اهتّزت عُيونها تُزيحها بعيدًا عن مُتناول ابنة الوَزير التي ادرَكت انما لَرُبما اخطأت في مُحاورتِها لِذا سُرعان ما ابدَت اعتذارِها

" انا اسفَة ان كنتُ ازعجتكِ "

" لا عَليكِ ، لَكنهُ ليس والدي ، انهُ زوج اُمي " هَتفت الكُبرى موضحَة بابتِسامَة مُزيفَة تُحاول اظهارِ بها عَكس ما تَشعره ، اومأت ايڤا ايجابًا ثُمّ قالَت بعدَما مَدت يدِها لامساك خاصَة الاخرَى " انهُ صَديق قريب لِجُيون جدًا "

كانَت الكُبرى مُنغمسَة في النَظرِ الي دَفترِها حَتى سَمِعت ذلك الإسم الذي اطلَقتهُ الصُغرى ، رَفعت عَينيها نحوها تُناظِرها بِريبَة " اقلتِ جُيون ؟ "

حَركت ايڤا رأسِها تجاوبًا مَعها حيثُ اجابَت مُبتسِمَة " جُيون ! هو والدي "

نَظرت في عَينين الاخَرى التي خُطِف لَونها بالكامِل ، شَحُبت بشرتُها و اصَبحت انفاسُها مُتثاقِلَة ، تعجبّت الصُغرى قائِلَة " الا يُعجبك ان جُيون صَديقُ العم مارك ؟ "

استَجمعت سويون شتاتِها قَبل أن تَفضح الشُعور الماكِث بِداخلها

ارتَفع طرفُ شِفاهها سُخريَةً مِما سَمِعته ، جَذبت يدِها بِخفَة تستعِد للنُهوض بَعدما قالَت " صَديقه ، اذًا حتمًا هو مِثله " حَملت دفترِها و مُستلزماتِها مُكملَة بِهدوء " المُحاضرَة ستبدأ "

تجاوَزتها تُغادِر المَكتبة بعدَما تركَت ايڤا في حيرَة من امرِها
مالذي تَقصدِه بأن والِدها مِثل مارك ..؟

زَفرت الصبَية انفاسِها بِحنق تُكوِّن وَجهًا عبوسًا بعدَما جلس جيمين امامها قائِلاً بنبرَة ساخِرَة " الم اُخبرك انها صعبَة المِراس ..؟ "

" جيمين اُصمت! " نَهرته تُناظِره بِغضبٍ مُصطَنع ، احتَست من كوبِها ثُمّ اضافَت بينَما تلوي شِفاهها بعدمِ رضَى " كَيف يُمكنني التَقرب مِنها ؟ "

" تحتاجُ فترَة للاعتِياد عليكِ ! انا اعرِفها مُنذ سنواتٍ لكنها تَصنعُ حاجِزًا دومًا بيننا " هَتف جيمين بينَما يُشابِك ذِراعَيه الي صَدرِه إذ اكمَل " التَقيتها في رِحلَة عائليَة حينَما كانت في عُمر الخامسَة عشر ، اُعجبت بها و حاوَلتُ التقرب مِنها لكنها صَدتني و مُنذ ذلك اليَوم لا تُطيق النَظر في وَجهي ، ان سألتيها عن اسمي فَستُخبرك انها لا تَعرفني "

وَضع جيمين عَينيه على الفَراغ يُقلِّب بِضع افكار في رأسِه إذ راح يتذكَّر تِلك الليلَة ، اقشعّر بَدنه بعدَما سألته ايڤا مُستغرِبَة " اي رِحلة هذِه لم اكُن فيها ؟ اتقصِد رحلة النرويج ؟ "

" صَحيح ، كنتِ موجودَة آن ذاك " نَظر في عينيّ الصُغرى التي دلّكت رَقبتها بعدمِ فَهم إذ قالَت " لا اذكر اني رأيتُها بِرفقة العَم مارك آن ذاك! اكان ذلك قبل وصولِنا انا و ابي بيوم؟ "

" صَحيح ، كان قبل وصولِك انتِ و جُيون بيوم " علّق جيمين عَينيه على الفَراغ يَهمسُ بِصَوتٍ خافِت لم تَسمعهُ الصُغرى " بليلَة وصولِكما "

" لا اعلم لِما العم مارك لا يَجعل زوجته و ابنتها تُشارِكان في الرحلات العائليَة ، لربما من فِرط خوفه عَليهنّ! " نَطقت ايڤا بينَما تُريح ظَهرِها على الكُرسيّ تُناظِر جيمين الذي رَسم ابتِسامَة ساخِرَة قَبل ان يُهمهم بِهدوء

حَملت ايڤا كوب القهوة تشرَبُ منهُ حَيث نَطقت بعدَما شابكَت يديها فوق الطاوِلَة " هل لازالت عِلاقة خالتي يونمي جيدَة مع عمي مارك ..؟ "

" هُما يلتقيانِ على الدوام لَكن لم نَعد نزورهم في بيتهِم ، يأتي مارك احيانًا الي اُمي في المنزل لاجلِ امور العَمل فَحسب " هَتف جيمين مُوضِحًا بينَما يُراقب ساعَته التي تحتضِن رِسغه " هيا المُحاضرة ستبدأ "

" هيّا ، لا اريدُ التأخر تبدوا مُحاضرة اليوم مُهمّة " هَتفت ايڤا بينَما تَحملُ حَقيبتها تستعِد للرَحيل لِكون المُحاضرَة على وَشك البَدء بالفِعل

•••

فَتحت سويون صنبور المِياه تُمرر تِلك القَطرات البارِدة على وَجهِها الشاحِب بينَما تُناظِر انعكاسِ صُورتِها ضِده ، كانَت نَبضاتُها ترتفعُ بِصَخبٍ تَرى مشاهِدًا تُرسَم امامَها تُسبب لها ذُعرًا لا يُنسَى

" ج..جيون ! " هَمِسَت بِضعفٍ تَلفِظُ اسمَه و نَبضاتُها تتعالَى تطرقُ مسامِعها بوضوح ، لِوهلَة احسّت انها سَتُصاب بِنوبَة قلبيَة ، مزّقت مناديلاً ورقيَة تَمسحُ بِها وَجهها تُحاول استِجماع اتزانِها " ا..انه هو ، صديق مارك و ي..يونمي "

ابتَلعت ريقِها الجاف لِتتكئ على الجِدار وراءِها تَضغطُ على اصابِعها بقوَّة بينَما تُهلوس بافكارٍ تُفقدها صَوابها " مالذي يُريده؟ ل..لما عاد؟ "

نَفضت عَقلها تَطرد تِلك الافكار المأساويَة بعيدًا ، استَقامت تَعتدلُ في وقفتِها بينَما تُناظِر نَفسها المُنعكسَة امامَها بجديَة " يَكفي ! ضَعي حدًا لِهذه الافكار المُتشائمَة ، ما كُتب لكِ سيحدُث ، لا تُقحمي الفتاة بِمشاكل والِدها "

التَقطت انفاسِها تَملئ رِئتيها بالاوكسجين تُخاطِب ذاتِها مُجددًا " انتِ قويَة سويون ، قويَة و مُحارِبَة ، بامكانكِ الصُمود حَتى النِهايَة "

شَجعت نَفسها قَبل أن تحمل حَقيبتها و تُغادِر الي القاعَة تُطارد تلك الافكار بِشراسَة

حينَما دَخلت ايڤا الي القاعَة وَجدت سويون تجلِسُ في المُقدمَة كما اعتادَت ان تَفعل دومًا إذ تُحب صبّ جُلّ تركيزها في دُروسِها ، سارَت للجُلوس بِجانبها تَضع حَقيبتها فوق الطاولَة اماههنّ ثُمّ تبتسمُ من اجلِ عَسلية العَينين المُنشغلَة في دفترِها

عمّ الصَمتُ لثوانٍ حَتى قَدمت سويون ذَلك الدَفتر الي ايڤا تتحدَث بِهدوءٍ مُوضحَة " لخصتُ لكِ الدروس الاساسيَة للوحدَة الاولَى ، انا لا اُجيد اللغة الانجليزيَة لكني حاولتُ استخدام الكوريَة السهلة كي تفهمين الشَرح "

تبسّم وَجه ايڤا لِمُبادرَة الثانِيَة في الحَديث ، التَقطت مِنها الدَفتر ثُم شَكرتها مُمتنَة على مُساعِدتها " شكرًا لكِ حَقًا ! "

" انهُ واجبي " صَنعت سويون ابتِسامَة تُجامِل بِها الصُغرى قَبل ان تُوجه عُيونِها الي مَدخل القاعَة حيثُما دَخل البروفيسور الجَديد الذي سيحلّ مَحّل الاول بِسبب أخذِه لاجازَة مَرضيَّة

قَرنت حواجِبها بخفَة تُطالِعُ البروفيسور ذا المَظهرِ الغَريب ، شَعرّ مُموّج يُغطي كامِل وَجهه مَع ذَقنٍ خَفيف عِند فَكِّيه ، كان يَلبسُ نظراتٍ طبيَة بينَما يرتدي ثيابًا كلاسيكيَة مُرتبَة

مَظهره يُوحي بانّه عَبقريّ عَصرِه
هي شَبهته بأنشتاين مَثلاً ..؟
هو يُشبهه

زَمت شِفاهها و انتَفضت حينما شَهقت الفتاة التي بِقُربها ما ان رأت البروفيسور ، رَمِشت سويون مُستغربَة تناظِرها بتعجّب " مابكِ ..؟ "

حَدقت ايڤا بالبروفيسور الذي تبادَل نَظراتٍ مُبهمَة مَعها ، جاهَدت لِكَبح ضِحكتها إذ طالعَت سويون نافيَة " ل..لا شَئ "

عاوَدت سويون وَضع عُيونِها على البروفيسور الذي حاوَل استِقطاب انتِباه الطلبَة ، طَرق على المَكتب بِقوَّة حتّى وَجه الجَميع بصرَه نَحوه يُناظِرونَه بإستِغراب ، بَعضهم من كان يتنمّر على مَظهرِه الغَريب و يَضحك في الخَفاء

لَكنهُ لا يَخفى عَنهُ شيئًا

" مرحبًا جميعًا ، انا بروفيسور الجَديد لمادَة التشريح لِهذا الفَصل ، اُدعى واديسون جون ، من اصل بريطاني " عبّر عن نَفسه قائِلاً يَرى نَظرات السُخريَة في عُيون الطلبَة الذين يُطالعونَه مُستهزئون بِمَظهره

" هل انت مُتأكد من انكَ استاذ جامعيّ ؟ " وَجه احد الطلبَة سُؤالاً للرَجُل الذي ازاح خُصلَة مموجَة من فوق احدى عَينيه يُناظِره بِريبَة ، ارتَفع طرف شِفاهه ناطِقًا " انا كَذلك ، درستُ الطب في بريطانيا و تَحصلتُ على شهادَة امتياز إذ نجحَت الاول على دُفعتي بالكامِل في تَخصص جِراحَة القلب و الشرايين "

لَم يكُن احد مُهتم بِقدر سويون التي لَمِعت عُيونها بِحماسٍ بالِغ
التَخصُص الذي ذَكره هو حِلم طُفولتِها

حُلمها ان تَكون جرّاحة تتمرّس في اتقان عَملِها و مَنح غيرِها فُرصَة جديدَة للحياة ، تَبسّمت بِخُفوت و قد لوحِظت ابتِسامتها من قِبل البروفيسور الذي وَقعت عُيونِه السَوداء عَليها

ناظَرها بِتمعُنٍ كَما لو انّه يَدرُس تَفاصيلِها باهتِمامٍ بالِغ
يُطيل التَحديق في عُيونِها العَسلية و ذَلك احدَث بِها نِزاع داخليّ
سَبب بِها توتر جَعلها تُخفض رأسِها بعيدًا عن مُتناوله

اليَست هي الفتاةُ مُنذ يومِ البارِحَة ..؟
صاحبَة الكِتاب ..؟

شكّل ابتِسامَة خافِتَة قَبل ان يُطالِع ايڤا التي تُصغِّر عُيونِها بِشَك ، ضَحك داخِليًا على تَعابيرِها قَبل ان يَبدأ بِشَرح مُقدمَة المُحاضرَة

بَذل مَجهودًا في ذَلِك
إذ راح يَصّب كامِل معلوماتِه القيمّة في عُقول الطُلاب الذين رُغم استهزاءِهم بِمَظهرِه ، ألا انّهم اُعجبوا بِشرحِه و طريقَة ايصالِه لافكاره

كان سَلِسًا في الشَرحِ و التعامُل

عُيونه تَجولُ بين اعداد الطَلبة الهائِل يَبحثُ عَن صَبية
لَرُبما الاولى التي ناظَرها لم تكُن هي ..!
لعلّها تتخفَى وَسط الحشدِ تَمنعُ عنهُ رَبط الوِصال

لَكنهُ سَمِع انّها تجلِسُ الاولَى بين المُدرجات
تُركِز على دُروسِها و تُعطي كُل اهتِمامِها لاستاذِها دون الالتِفات لايّ مُشتتاتٍ ثانويَة ، و ذَلك ما لاحَظه في عَسلية العَينين

نَبيهَة للغايَة
مُجتهدَة و ذَلك واضِح جِدًا إذ رَغِب في طَرح سُؤالٍ لِسماعِ صَوتِها
لَكن انتِهاء وَقت المُحاضرَة مَنع عَليه ذَلك فالجَميع بدأ بالقِيام للمُغادرَة

كَبح استِياءه و رُغمًا عن ذَلك لم يَمنع نَفسه مِن طلبِها شخصيًا الي المنصّة إذ رآها اخرُ من تستقيم ، كانَت تُدوِّن ما كَتبه على اللوحِ في دفترِها غَير مُباليَة بالبقيَة الذين يُسارعون في الرَحيل

نَهضت ايڤا من كُرسيها تُناظِره مُصغرَة عُيونِها ، حَملت حَقيبتها و قالَت تُخاطِب الكُبرى " ما رايك بِتناول وَجبة الغذاء معًا ؟ "

لَم تجِد سويون عُذرًا للرَفض لِذا قالَت مُبتسِمَة " حسنًا لابأس ..! ساُكمل التدوين و الحقكِ الي الكافتيريا "

اومأت ايڤا لِتهم بالرَحيل تترُكها تنفِرد بالبروفيسور الذي نَده على سويون قائِلاً بِصوتٍ تستطيعُ سماعه جيدًا " ايتها الطالِبَة "

رَفعت عينيها من دَفترِها تُطالعه باستِغراب ، لم يكُن غيرُها مُتواجِد لذا علِمت انهُ يُخاطِبها " نعم بروفيسور "

" احتاجكِ لحظة " هَتف بعدَما جلس على مَكتبه ينتظِر قُدومِها ، امتَثلت لهُ و استَقامت تَحملُ دفترها و تسيرُ نَحوه ، صَعدت السلالِم اليه ثمّ انتَصبت امامه تُحدق في عُيونه المَخفية وراء الشعرِ المُموجِ الكَثيف

هي تتسائل كَيف يُمكنه ان يَنظر وراء كُل هذا الشَعر ..؟

بلل شِفاهه بِريقه ثُمّ افصَح عن رَغبته بِقوله " سمعتُ انكِ الاكثرُ اجتهادًا في دُفعتكِ ، اوصَى بك البروفيسور جونغ قَبل رحيلِه "

صَنعت ابتِسامَة لطيفَة تومِئ بِرأسها تجاوبًا مَع حَديثِه " ذَلك صَحيح "

هو خمّن انهُ لابأس بِسرقَة حُجّة ابنتِه ، لِذا قال مُعرِبًا " في الواقِع احتاجُ مُساعدتكِ في بِضع امورٍ مُهمّة ، المنهجُ بالكوريّة و انا اعتدتُ على الانجليزيَة "

فَرقّت بين شِفاهها بِخفَة تُحاوِل فَهم ما يرمي اليه ، هَتفت تُجيبه " اوه ..! صَحيح نحنُ ندرسُ بالكوريَة هُنا ، فيما استطيعُ مُساعدتك تَحديدًا ..؟ "

" احتاجُ مُساعدَة في تَحضيرُ الدروس الاوليّة حتى اعتادُ على اللغَة جيدًا ، ان لم يكُن لديكِ مانِع ؟ " نَظر في عَينيها يُحاول استِنباط اجابتِها قبلاً ، وَجدها تَعبثُ باصابِعها و ادرَك انّها تُحاول التَخفيف مِن توترِها

هي توترّت و ذَلك واضِح

عاوَد التَحديق في عُيونِها و لِكونها لبقَة في التَعامل لَم تستطِع الرَفض
في الآخر في البروفيسور الذي سيُدرسَهُم هَذا الفَصل
لابأس باسداء خِدمَة تكونُ لصالِحها

" حسنًا بروفيسور ، ساُساعِدك في ذَلِك " صَنعت ابتِسامَة وديّة عبَرت بِها عن رَغبتها في مُساعِدته في حين انّه بَقى يُناظِرها دون تَوقف

لِما هي شَديدة الجَمال بِهذا الشَكل المُبهِر ..؟
نَظرتهُ نَحوها كانَت سليمَة للغايَة لا تتخللُها شائِبَة
يتفحَصُها بِتمعُن دون ان يَحمل عواطِف غَيرُ مُستقيمَة

" ماهو الوقت الذي يُساعِدكِ ..؟ سنخُصص حِصتين اُسبوعيًا ما رأيكِ ..؟ " اقتَرح عَليها يَجِدها تُمعن التَفكير قَبل اجابتِه بِصوتٍ هادِئ شَديد النُعومَة " لابأس لديّ ، انا اعملُ موظفَة بِدوام جُزئيّ في المكتبَة ، يُمكننا التَحضير هُناك ان كان يُساعِدك "

حَرك رأسه تجاوبًا مَع اقتراحِها الذي نال حيزًا من اعجابِه " حسنًا ، ساتواصلُ معكِ لاعلامكِ بموعِد الحصَة ، ساعطيكِ التيلجرام خاصتي " تَحدث بينَما يُخرج هاتفه من جَيبه إذ اكمَل كي لا يُشعرها بعدمِ الارتياح " خصصتُ مجموعَة للطلبَة لِذلك سنتواصلُ هناك "

نَظر اليها فَوجد تعابير التوتُر تُرسَمُ على مَلامِحها البَهيّة ، كانَت تَعبثُ باصابِعها بينَما تُخبئ وراء شِفاهها حَديثٍ ترددت في قَوله ، سألها مُتعجبًا " هل مِن خَطب ..؟ "

" في الواقِع ، انا لا املك هاتِف " هَتفت مُشكلَة ابتِسامَة متوترَة ثُمّ استَجمعت الموقِف سريعًا بقولِها " بامكانك المَجيئ يوم الاحد و الثلاثاء و الخَميس ، سَتجدني موجودَة في المكتبَة ، استأذنك " انحَنت باحتِرام قَبل ان تلتفِت غيّة الرَحيل

حَملت حَقيبتها من فوق الطاولَة ثُمّ غادَرت تتركهُ في حَيرتِه
اسنَد وَجنتهُ على كَفه يُناظِر الفَراغ بِتساؤل " أتكونُ هي حقًا ..؟ "

" انها ذات العُيون العَسلية الواسِعَة ! " تسائَل بعدَما نَحت ابتِسامَة طَفيفة بالكاد تُرى ، همّ بالارتِجال خارِج القاعَة لِيتجِه الي المُحاضرة مع المجموعَة التاليَة

تَوجهت سويون الي الكافتيريا حَيثُما اخبَرت ايڤا انها ستوافيها للغَداء ، وَجدتها تجلس بالقُرب من جيمين فَترددت للالتِجاء اليهِما

بَقت واقفَة عند الباب تُفكِّر مُطولاً حَتى رأت ايڤا تَرفعُ يدها عالِيًا تُلوح لها بالقُدوم ، جَمعت انفاسِها قَبل أن تتقدّم ناحيتِهما و تَجلِس بالقُرب من الصُغرى تتجاهَل نَظرات جيمين اليها

لاحَظ تَجنبها لهُ لِذا قال مُمازِحًا " الا يُمكنك نِسيان ما حَدث فقط..؟ لقد كُنا اطفالاً! "

رَفعت عَينيها العَسلية تُناظِره بِضيق دون اجابتِه حَيثُ رأت وَجهه البشوش يتبسّم لِيقول بِوديَّة " كَبرنا و نضِجنا بالفِعل سويون "

حاولت تجنّب مشاعِرها السَلبية ، لِكونِها حَريصَة للغايَة في التعامل مع غيرِها بِفعل مَشاكِل الثقَة التي تتوغلُ بِها دومًا تتجاهَل الدُخول في دائرَة العِلاقات الاجتِماعيَة

هي نوعًا ما لَديها رُهاب اجتماعيّ
و زوجُ والِدتها هو السَبب بِذلك
إذ دومًا حَرِص على ابعادِها عن الجَميع
كي لا تُحاول يومًا التَمرُد عَليه و الفِرار

شكًَلت ابتِسامَة لطيفَة ، رُغم ترددُها ألا انِّها تملكُ شَخصيَة نقيّة مُحبَة للغَير ، حادثَتهُ بينَما تُنفي حَديثه " لقد نَسيتُ بالفِعل ، لا عَليك انت شَخص لطيف جيمين "

حَدقت في ايڤا التي قالَت بينَما تُحاول تفقّد اطباق المنيو امامَها " ماذا نأكل اذًا ..؟ ما رأيكُم في سندوتش الدجاج المُقرمِش مَع البطاطس المقليَة و الكَثير مِن الصلصات اللذيذَة ! "

رَمِشت سويون مُتفاجِئَة ، عبّرت قائِلَة بينما تُنفي برأسها " كلاّ ! هَذا كثير على مَعدتي ، انا اتبِع نظام غذائي مُتوازِن لاني اتمرّن "

قلّصت ايڤا عَينيها تُناظِرها بعدمِ رضَى إذ قالَت بامتِعاض " لا تقولي لي انكِ مهووسَة حَياة صِحيَة كَوالدي! الهي لا! لِذة الحَياة في الأكل " خَتمت حديثِها بدراميَة تَضعُ يدها على قَلبها بشكلٍ اضحَك سويون التي اجابَت بِهدوء

" عانيتُ مؤخرًا من مَشاكل في المعدَة بِسبب كثرَة اكلي الغير صحيّ لِذلك نَصحني الطَبيب باتباعِ حميَة للحفاظ على معدتي " اجابَت و عُيونِها تتجنّب عُيون الثانِيَة ، هي كَذِبت و اصابَت بِذات الوَقت

صَحيح انها تُعاني من مَشاكِل في المعدَة
لَكِن ليسَ لاجل الاكل الضار
بَل لانها حاوَلت الانتحارُ من قَبل بِشرب الكُلور
ذلك ادّى الي اضرارٍ وخيمَة عانَت مِنها لاشهر

حَركت ايڤا رأسِها تتجاوَب مع حديثِها ايجابًا لِتقول مُبتسمَة " حسنًا لابأس! تناولي السلطَة انها مُفيدة ، ساطلبُ لكِ سلطة بالدَجاج "

طَلبت لِكُل مِنهم طَبق خاصّ بِه ثُمّ تناوَبت بِنظراتِها بَين عَسلية الأعيُن و الشاب الوَسيم الجالِس امامهنّ

" اذًا ، سويون هل تَملكين حَبيب ؟ " كان سُؤالاً مُفاجِئًا للصبيَة التي حَدقت بِها باندِهاش ، زاد تَرددها و ضَغطت على اصابِعها بِخفَة تُقلِّب افكارِها بِداخل عَقلِها بِحَذر

هي بدأت تَشّك ان ايڤا مُرسلَة من قِبل مارك ليتناقَل اخبارِها

جيمين اكثَرُ من يَعلم افكارُ سويون السوداويَة إذ هو بِدرايَة تامَة عن سوء العِلاقَة بينَها و بين زَوج والِدتها لِذا تَدخل بِقوله " سويون ايڤا لَيست شَخص سَئ ! هي اندفاعيَة صَحيح لَكنها لا تُريد ايذاءِك ابدًا "

نَظرت سويون تِجاهه بِغَيض كَما لو انّها تُعاتبِه لايشاءِ افكارِها للثانيَة ، وَجدتهُ يُكمِل موضِحًا " هي لا تَعرِف مارك معرفَة شخصيَة كما ان جُيون لا يُدخلها في عِلاقاتِه سَواء ان كانَت على الصَعيد الشَخصيّ او السِياسيَة ، لِذا لا تَخافي مِنها هي لن تؤذيكِ "

احسّت ايڤا بِوجود خَطبٍ يتعلّق بِمارك
حَديثُها في الصَباح بشأن ان والِدها يُشبهه
و الأن كَلامُ جيمين المُبهم

ذَلك جَعلها تعتدلُ في جَلستِها كي تُعطي الموضوع اهميّة اكثَر ، نَظرت في اتجاهِ سويون و سألت بِاهتِمام " هل هُنالك خَطب بشأن العم مارك ..؟ "

نَظرت في عَينين سويون التي تُحاول التَستُر على احزانِها ، تودّ تَرك كُل ما يؤذيها عِند عَتبة المنزِل و اللجوء الي حَياة افضَل في الجامِعَة

وبخّت جيمين بِعُيونِها تُجبره عَلى الصَمت ثُمّ ناظَرت ايڤا تُزيّف ابتِسامَة وديّة تُنكر فيها كُل شُكوكِها " ليس هُنالك خَطب سِوا انكِ تعرفين طبيعَة عملِه "

" انا اتضايق من فِكرَة اعماله الغَير قانونيَة ، لِذلك .. "

بدا عُذرها مُقنعًا بالنِسبَة الي ايڤا فالجَميعُ يعرِف عَمل مارك و تأرسه لاشهر العِصابات عالمِيًا إذ حتى القانون الكوريّ و الآسيوي يَخشى مُواجَهته

لاسيما القانون البريطانيّ مؤخرًا
فَهنالك مَن يقفُ وراء اكتافِه

حَدقت سويون في جيمين و طَلبت منهُ ان يَلحق بِها " عن اذنكِ ، ساعود " استَقامت و غادَرت الكافتيريا مُتجهَة الي الحمامات

احتَسى جيمين من عَصيرِه ثمّ قال كيّ لا يُشعر ايڤا بِوجود خَطبٍ ما لِذا نَطق " ساذهبُ للاتصالِ بامي و اعود "

اومأت لَهُ الصَبية مُبتسِمَة بِلُطف قَبل أن تَجدِه يَنهض يَتبِع مَجرى سويون التي مَسكتهُ في احد المَمرات الخاليَة تُناظِره بِغضَب

لَم تكبح رَغبتها المُلحّة في توبيخِه لِذا قالَت " جيمين انت الوَحيد من يَعرفُ سِرّي ذاك! لا تُحاول الافشاء بِه لاي احد حتى و ان كانَت ايڤا "

" سويون انتِ تَعرفين جيدًا انهُ يؤذيكِ ..! لِما تَصمُتين في حين انهُ بامكانكِ طلب المُساعدَة ؟ " هَتف جيمين مُنفعلاً بِدوره يُحاول الحِفاظ على هُدوء صَوتِه كي لا يأتيانِ بالشُبهات

" اطلبُ المُساعدة ؟ مِمن اطلب ؟ و انتَ اكثرُ من يَعلم مالذي بامكان مارك فِعله ! " تَحدثت ساخِرَة بينَما تُرجع شَعرِها الي الوراء تُجاهِد لاخفاء رَجفتِها

" مِن ايڤا ! صَدقيني سَتعملُ جاهدَة لِمُساعدتكِ ، هي اكثر من يُمكنها مد يَد العَون فانتِ تعرفين مَنصب والِدها " اقتَرح الشاب قائِلاً و عَيناهُ لا تُفارِق خاصَة الصُغرى التي ابتَسمت ساخِرَة تُحاول ألا تَضحك

اجابتهُ مُستهزءَة
" والِدها يُساعدني ..؟ يَقفُ بِوجه مارك و هو اقربُ اصدقاءه لاجلي ..؟ "

شابَكت يَديها الي صَدرِها و اكمَلت ساخِرَة " قُل شيئًا منطقيًا على الأقل ، ما مِصلحَة السيد جُيون من ذَلك؟ اوليسَ هو مِثله ان كان صَديقِه؟ تَجِده مهووس بالنِساء كَمِثله "

حرّك جيمين رأسِه نافيًا كَما يَفعل بيديه مُدافِعًا بِقوله عن والد صديقتِه " كلاّ سويون ، جُيون ليس مِثله صَدقيني! انهُ مُحب للخَير ، يُساعِد الجَميع دون مُقابِل ، صَدقيني لن يَتردد في مَد يد العَون لكِ "

" اتظُن ان جُيون لا يَعرُف مُشكلتي ..؟ اتعتقِد انهُ بريئ ؟ انت لا تَعرف شيئًا يا جيمين لِهذا اُصمت ! انا اكثرُ من يَعرف مَصلحتي ، لَن اطلُب مُساعدته و لو على جُثتي "

تَفقدُ صَوابها كُلّما تَردد اسمُ جُيون الي مَسامِعها
يرتعشُ بَدنها و ذِكريات تِلك الليلَة تترددُ الي ذِهنها فَتُصيبها بالذُعر

" المُشكلَة التي انا بِها ليسَ لها حَل ! افهِمت ؟ " تَحدثت بعدَما طَفح كيلُها ثُم اضافَت مُهسهسَة " كَما تسترت عمّا رأيت سِت سَنوات ، ابقَى مُتستِرًا عَليه للابد ارجوك "

شدّ جيمين قَبضتِه يُجاهِد للتمسّك بِهدوءِه ، طَفح كَيله و صاح مُنفعلاً بِها بِحديثه " هل جُننتِ ؟ انتِ تُعانين مُنذ ان تَزوجته امكِ و تَرغبين في الاستِمرار على هَذا الحال ..؟ انا مُنذ ان رأيتُ ذلك المَشهد بِعيناي لم انم لاشهر ! "

يَتحدثُ مُتحسِرًا بَقلبٍ يَنبضُ من الطيبَة
جيمين كان الشاهِدُ على مآساةٍ عَانتها الصَبية امامه

في تِلك الرِحلَة العائِليَة التي رأى فيها مالا يَجبُ ان يَراه
تأنيب الضَمير يُوافيه طيلَة هذِه السَنوات

رأى تَجمّع الدُموع في عُيون سويون التي احسّت بِجُرحها يَتمزّق ، كَمِثل نَظراتِه المليئَة بالشَفقة تنهشُ دواخِلها

لا تُريد ان تكونُ مُثيرَة للشفقَة البتّة

حينَما ودّ الاقتِراب مِنها و مُواساتِها تراجَعت الي الخَلف تَمسحُ دُموعِها قبل انهيارِها من جُحورِها ثُمّ تنطِق بِصرامَة " انا اُطالبك بِكُل رَجاء ! تكتّم على سِرّي لاخر نَفسٍ تمتلِكه ! اتوسلُك "

التَفتت تُغادِر المَمر تترُك جيمين في مُنتصف حيرتِه و رَغبته المُلحة في تَقديم العَون ، يُريدُ اصلاح خَطئه لَكنها لا تُعطيه المَجال بتاتًا

انتَفض حينَما سَمِع صَوت المِياه صادرة من المِرحاض وراءِه قَبل ان يَجد رَجُلاً يُغادره ، قَطب حواجِبه ما إن رآه البروفيسور الجَديد لِذا انحنَى احتِرامًا لهُ قَبل ان يَلحق الثانيَة بِسُرعَة

وَجد سويون تَجلِسُ مكانِها تتناوَل السلطَة بينَما ايڤا بالقُرب مِنها لا تَكف عن الحَديث باستِمرار ، بَدت عسليَة الأعين شارِدَة الذِهن بالكاد تَستطيع الشُعور بِمَن حولِها ، هو اكثَر من يَعلمُ بِهمها

صَدرت تنهيدَة عميقَة من فاهِها لِتُجامِل من حَولها بابتِسامَة مُزيفَة تُنافي الخَراب الذي يعّم في صَدرِها

لعلّ القادِم يُصبِح أفضَل

•••

" ابي! هَل استطعت التَعرف عَليها اليوم ..؟ "
صَدح سُؤال ايڤا تُرسله الي والِدها الجالِس فوق مَكتبِه شارِد الذِهن يُناظِر الفَراغ بِصَمت ، بالكادِ استَطاع التقاط القليل من حُروفِها لِذا قال عاقِدا حواجِبه

" همم ؟ "

جَلست ايڤا امامَهُ تُناظِره بِجديَة بعدما لاحَظت شُرودِه ، امسكَت بيدِه تسأل عن خَطبِه باهتِمام بالِغ " هل يُمكنك اخباري مابِك ..؟ لِما انت شارِد ؟ "

افكاره كانَت مُبعثرَة للغايَة
لَم يمُن يستطيعُ ترتيبها إذ تناقَلته تلك الفوضَى الي عالِمها
فأضحَى مُنعدم التَركيز شَديدُ التشتُت

كوّن ابتِسامَة يُساير بِها صَغيرتِه ، ودّ شحن طاقته فَلم يجِد خَيرّ من حُضنِها لِذا جَذبها اليه يُعانقها و يَدفن نَفسه بِجوفها يستعيدُ قوته عَبرها

هي تُغنيه عن كُل شَئ افتَقده
وُجودها بالجِوار يَمنحه البَيت الآمن الذي يَحتاجُه

هي لَيست مُجرّد ابنَة
بالنسبَة اليه ، الكَونُ بأسرِه

حنيتِها عَليه تُنسيه كُل مَرارٍ ذاقَه
تُطبطبُ عَليه بِدفئ و تُواسيه بِحُبها النَقيّ لهُ
تُحاول تَعويضه عَن رَحيل والِدتها فَهو يَراها بِها

مَلامِحها تُشبه امها الي حَدٍ كَبير
تُريد احتِواءه و مَنحه الحُب الكافي لملئ فَجواتِه
لَكنها مَهما فعلَت لن تُغطي مَكان شَريكِته و رَفيقة دربِه

و ذَلك ماتعرِفه هي تمامًا وتؤمن بِه
تُدرك انّ مَهما بَلغ حُبه اليها و اكتِفاءه بِها
لن تَكونُ بمثابَة زوجَة تَمنحهُ الاكتفاء العاطفيّ و الغريزيّ

ذات يَوم سيأتي رَجُل يأخذُها مِنه
فيضحَى وحيدًا بالآخِر ، و ذَلك مالا تُريده هي

ابتَعدت عنهُ تُحيط وَجنتيه بِكَفيها تُناظر عُيونِه باهتِمامٍ بالِغ " هل انت بِخير ياحبيبي ؟ لِما انت مُستاء ..؟ " تَستطيعُ الشُعور بِحُزنه اكثَر من أيّ شَخصٍ آخَر

ابتَسم مُمتنًا لِوجودِها ثُمّ امسَك بيدِها يَمسحُ عليها بِرفق ، كُلّما نَظر بِداخل عَينيها احسّ بالنَدم ينهشُ دواخِله ، عُيونِها التي تُشبه والِدتها الي حَدٍ كَبير

" صَغيرتي ، اتظُنين ان والِدك شخص سئ ؟ " تَحدث يستقِطبُ انتباهِها بِسُؤالٍ ضايقَها الي حَدٍ كَبير ، وَكزتهُ من ذِراعه تَنهره بِقولها " لا! ابي ما كان ليكون يومًا شَخص سئ ، اياك و التَفكير بالأمر حتّى "

بَللت شِفاهها بِريقها ثُمّ سَكتت تستحضِرُ افكارِها ، سألتهُ بعد فترةٍ وجيزَة " هل انت مُستاء بِسبب تلك الفَتاة ..؟ احينَما رأيتها استَحضرت نوع غَير لطيف من المَشاعِر بداخلِك ؟ "

تُناظِر عُيونِه مُحاولَة خَوض نِقاشٍ سَليم مع والِدها الذي اغمَض عَينيه بعدَما انهكه التَفكير ، نال مِنه الي حَدٍ كَبير بالفِعل ، جَمع انفاسَهُ قبل ان يُجيبها بِهدوء " لاصدقكِ قولاً ، رؤيتِها حرّكت بي مَشاعر المرَة الاولى التي رأيتها فيها ، استرجعتُ شُعور مُحبب احسستُ به قَبل اعوامٍ كَثيرة "

" صِف لي ذلك النَوع من المَشاعِر ؟ " لازالَت تُمسك بيدِه تَرفُض افلاتِها بينَما تستمعُ اليه باهتِمام ، تَجدهُ ينغمسُ في افكارِه قَبل اجابتِها

رأت ابتِسامتِه التي تُحب تَعلو شِفاهه بِشكلٍ جَعلها تَسعد
تُحِب رؤيتِه مُبتسِم على الدَوام
سَعادته تَهمها الي حَدٍ كَبير

" شُعور بالأنس و الاكتِفاء ..؟ " رَفع عَينيه السَوداء الي خاصَتيّ صغيرتِه يتشبّث بيدِها بينَما يُحاكيها عَن مَشاعِره التي هو حَريصّ عَليها

لطالَما كان حَريص للغايَة بشأن تَعليمِها المَشاعِر و كَيفيَة التعبير عَنها دون خَوفٍ او تَردد

هو يُقدس الاحاسيس و يُعطيها اهميّة بالِغَة
بالنِسبَة اليه ، تِلك هي مفاتيحُ الحَياة أجمَع

احتَضن يد صغيرتِه بين كَفيه ثُم اكمَل مُتبسِمًا " انتِ قد لا تَعرفين ما تَعنيه لي تِلك الفتاة..! لَكِنها بِمثابَة مُعجزَة بالنسبَة اليّ ، أن اراها شابَة ، شُعور كادَت اعيُني ان تَدمع لهُ ، لكنّي تَماسكَت ، بالكاد مَنعتُ انفسي ألا انغمس في عِناقها . وددتُ احتضانِها لكني قاومت "

ابتَسمت ايڤا بعدَما وَمضت عُيونِها بسعادَة ، هي تَرى كَيف تُضيئ عُيون والِدها كُلّما تَحدث عن تِلك الطِفلَة التي رآها الان شابّة بالِغَة

تَعرِف جيدًا مَدى عُمق رَغبته المُلحّة في رُؤيتِها و ها قَد بلغ مُناه

سألتهُ بِصَوت هادِئ " لكن ابي ، لِما لم تُقابلها بِهيئتك ؟ لما تتنكَر ؟ "

تَلاشت ابتِسامتهُ بَعدما وَجهت لهُ السُؤال الذي يُثقل صَدره
زَفر انفاسَهُ يُلملم حُروفه للاجابَة
استَرسل بِصوتٍ هادِئ

" لانّها لَن تتقبلني كَوزيرٍ يُصاحِب زوج اُمها ، هي حَذرة في التعامل كَما رأيتيها ، لن تَقبل أن تَسمع مني حَرف واحِد و سَتنغلقُ على نَفسها جيدًا ، سَتُفكر اني اُريد منها شَئ ، و لن تَرضى بِرؤية جانِبي الذي يَود رِعايتها ، افهمتِ ؟ "

حَركت رأسِها تتجاوَب مع حَديثه لِذا اكمَل على ذاتِ الوتيرَة

" ان اتقرّب مِنها على هيئة رَجُل عاديّ غَريب المَظهر سيُشعرها بالارتِياح ، اودّ ان ارى جوانِب شَخصيتها أجمَع ، اريدُ دراستِها عن قُرب و التَعمقُ بِها لارَى ما يَمكُث بِداخلها! هُنالك الكَثير من الشُكوك التي تُراودني ، اودّ التأكد مِنها اولاً "

اصَدرت ايڤا همهمةٍ تتفهّم فيها حديثِه ، بدا منطقيًا كِفايَة لِيُشبع فُضولها لِذا رَفعت ابهامِها تُوافقه الرأي " اتوافق مَعك! هي صعبة المِراس ، لا تعتادُ على الناس بِسُهولَة ، لكني واثقَة انك سَتنجح في التَقرب مِنها "

اومَئ بينَما يُفكِر بانغِماس ، استَقامت هي تُقبل رأسه بِلُطف تستعِد للمُغادرَة لَكنهُ استَوقفها بِحديثه " انتظِري ، لديّ ما اُخبرك بِه "

التَفتت نَحوه تُناظِره باهتِمام ، حادَثها بينَما يُشابِك يَديه فوق مَكتبه قائِلاً " عيّنتُ لكِ حارِس شَخصيّ ، سيُرافقكِ طيلَة الوقت "

لم يُعجبها ما قاله ، احسّت بالاختِناق لِكثرَة الحُراس الذين يُلازِمونَها لِذا ودّت الاعتِراض لَكنه مَنعها بِحديثه " لا مَجال للرفضِ ايڤا ! انا اكثرُ من يعرِف مصلحتكِ "

كوّرت يَديها بانزِعاج تَقضمُ شَفتها بِغَيض ، التَفت للمُغادرة تُغلق باب جَناحه وراءِها بينَما تنزِل بِخُطواتٍ سريعَة حتى تصل الي غُرفتها

ما إن وَصلت حتّى وَجدت رَجُلاً يلبسُ ثيابًا رسميَة ينتصبُ امام باب غُرفتها ، وَقفت امامهُ تناظِره بِحاجبٍ مرفوع " الست انت الفتى مُنذ تلك الليلَة؟ مالذي تفعلهُ هنا ؟ "

حَدق تايهيونغ بِها بينَما يُعدل رَبطة عُنقه ، اجاب بعدَما انحنى باحتِرام " انا كيم تايهيونغ ، حارِسكِ الشَخصي "

فَغرت فاهِها بينَما تُشابِك ذراعيها الي صَدرها قائِلَة " انت؟ حارسي؟ هل فقد ابي صَوابه ؟ " هَتفت بانفِعال قَبل ان يُجيبها الشاب بِجديَة " سارافقكِ الي كُل مَكان تَذهبين لهُ ، عدا الحَمام لاني احترمُ خصوصيتكِ "

" الناقص ان تَدخل معي ايضًا " تمتمت بِغيض تُبعده عن بابها ، اعتَرض طريقِها و قال بحاجبٍ مَرفوع " ادخُل ان اردتِ ! "

" هل يُعقل انك مُتحرش ؟ " خاطَبته بِغضبٍ مُصطَنع تُناظِره بتربّص ، صَنع ابتِسامَة جانبيَة قبل ان يُفسِح لها مَجال الدُخول الي غُرفتِها

طالَعته بِغَيض قَبل ان تدخُل الي غُرفتها و تُغلق الباب وراءِها باحكام

•••

تدخُل الي بيتِها بِخُطواتٍ بطيئَة كَقلبُها المُنهَك
مَليئ بالثُقل لدرجَة الخُمول

بَحثت عن والِدتها تُحاول عدم التَصادم باختِها التي التَقتها عِند الدَرج ، تجاوزَتها و سارت بِسُرعَة الي حُجرتها تُنادي على امها

لَحقتها سولبين التي انتَصبت عِند الباب تُناظِرها بِسَخط " من يَراكِ يقول انكِ انفصلتِ عن حبيبكِ حديثًا ! " سَخِرت بحديثِها تَزيدُ قلب اختها حُزنًا

نَظرت سويون اليها ، لم تَقوا على اجابتِها و فضّلت تجاهلها ألا انّ الصُغرى تمادَت بحديثِها " اساسًا انتِ مُلك ابي ، لم يَتزوج امي الا ليَحصل عليكِ بالآخر لِذا سواء اعجبكِ ام لا! سَتكونين لهُ "

تَعرفُ جيدًا كَيف تمسّ العُرق الحسّاس لَدى سويون التي بالكاد تستطيعُ الحِفاظ على رُكود بُركانِها ، شدّت على اصابِعها بقوّة تتجاهَل سُموم اُختها الصُغرَى

كَبحت دُموعها بُداخل جُحورِها ، لا تُريد ان تُريها ضِعفها
توّد ألا تُشعرها بِكم كَلامُها حَقيقيّ

كَيف ستَهرُب من ذَلك الواقِع الأليم ..؟
و والدُ اُختها مَن يَبني لَها مسكنًا من الجَحيم ..!

يأسِت سولبين من أن ترّد الكُبرى عَليها لِذا غادَرت بعد أن تأففت بِضَجر
لا تُبالي بِكلامِها ، تُلقيه بِعشوائيَة دون ادراك أن كَلِمَة واحدَة تستطيعُ ايقاظ حَربٍ بداخِل نَفسٍ انهكتها المَعارِك !

هَرعت والِدتها اليها و اغلَقت الباب مِن وراءِها تُناظِر مَلامح وجه ابنتِها المُتلاشيَة ، احسّت بالقَلق إذ اقتَربت تُمسِك يديها الاثنَتين " مابكِ سويون ؟ "

حَدقت الصغيرَة في عَينين امِها تُناظِرها بِحسرَة ، تَكبحُ دُموعها بِصُعوبَة إذ قالَت بِمرارَة " لِ..لِما واقِعي سئ الي هذِه الدرَجة يا اُمي ..؟ "

اقتَربت الكُبرى تضّم طِفلتها الي ذراعَيها تُواسيها عَبر الطبطبَة فَوق ظَهرِها كَمثلِ عادتِها ، اطلقَت سويون عِنان دُموعها تَبكي في حُضن والِدتها بِقهرٍ تودّ تَحريرِه من صَدرِها المُثقل

راحَت الأم تمسحُ على شعرِها بِرفقٍ تُحاول فهم ما جَرى مِن صغيرتِها التي أبت التَحدُث ، تَسترت على حُروفِها و كَبحت كُل كَلِماتها ، كُل ما رَغبت به هو حُضن آمن تبكي بِداخله لتفريغ جُزء من ذَلك الوَجع

تَنحت عن اُمها تَصنعُ ابتِسامَة مُزيفَة بعدَما ازاحَت القليل مِن ثُقلها ، جَففت دُموعِها ثُمّ قالَت بِصوتٍ مَبحوح " سادخلُ لاستحّم و اُباشر دُروسي ، هل يُمكنك اعداد حَليب المَوز من اجلي ..؟ "

تَنهدت الاكبر سِنًا تومِئ بينَما تَمسحُ على شعرِها بِلُطف ، غادَرت الحُجرَة تَترُكها مع نَفسها قليلاً إذ جَلست سويون فوق فِراشها تُناظِر الفَراغ بِصَمت

كُل ما يَشغلُ فِكرها عِلاقة جُيون و مَدى عُمقها بِمارك
لِما عاد الي كوريا بَعد كُل تِلك السَنوات ..؟

لا تَعرِف أن سَبب عَودتِه الرئيسيّ
هِـــي

•••

5124

اهلاً بكم في الفصل الثاني 🫶🏻

كَيف حالكم اعزائي القُراء ..؟

تعتقدون ماهي تِلك الحادثة التي جَرت سابِقًا ..؟
ما عِلاقة جُيون بها..؟

جماعة الانستجرام قدو رأوا فيديو للحادثة سابقًا ^^

شَخصية سويون في الوقتِ الراهن..؟

نظرة اوليّة عن ابطال الروايَة ..؟

اكثر ما انتم مُتحمسون من اجلِه في الاحداث..؟

مشاهد تُريدون رؤيتِها و الاكثارِ منها..؟

تُحبون الفقرات التي يظهر فيها مارك؟

بِخُصوص عِلاقة ايڤا و جُيون؟
اتروقكم كما تروقني؟ 👀

كيف هي الاحداث معكم الي الوقت الراهن ..؟

لازال القادم ناريّ اكثَر 🔥

كونوا على انتِظار

اراكم في القادم ان شاء الله

.
.
.















وزيري 💅🏻

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top