طِفلي
بَارت جِديد أتمنّىٰ تستمتعوا ولا تنسوا التعليقات بين الفقرات💕.
___________________
تنهّدت طَويلاً فَور ما وَضع الآخر المِلعقة أمام ثَغرها وقال بِلطافة:هيا آيلا،قَطر آخر سيدخُل النّفق وبعدها سينتهي صَحنكِ!
زَفرت واقتربت آخذه الطّعام تَمضغهُ جَيّداً لِيجلس الآخر قريباً مِنها وقَبّل وجنتها بِدِفئ مُردِفاً:أَحسنتِ صُنعاً،يَجِب أَن تتغذّي جَيداً لأجل لِذَلك الرّجل القَادِم.
وَضع يدهِ على مِعدتها لِتبتسم آيلا وقالت:سَأفعل يُون،والآن هيا إِذهب،لَقد أَجلّت موعِدك مَع يُونهي لأجلي!
أشعر بالذّنب ناحيتها،هَي حبيبتك.
يُونغي:وإن يَكُن آيلا،لا يَجب عليّ ترككِ،حتى أنّ يُونهي سَتأتي الآن لكي نُخرجَكِ قليلاً،الهواء بالخَارج عَليلٍ جِداً.
آيلا:يُونهي جَميلة جِداً،وتَليق بِك،تَوقّف عن كونَك وحيداً وإشغِل فَراغ حَياتك المُملة بِفتاة جَيّدة ومُراعية مِثلها،أشعر أَنّك أبي،توقّف أنا لست طِفلة وعِش حياتك يُونغي،لقد أصبحت بِخير،لن أبكي أو أصرخ أو أُصبِح حزينة،لَقد مرت تِلك الفترة بالفِعل ،لازِلت شابّاً صغيراً يُوني،لا تُهدر شَبابك عليّ.
حَدّق بِها لِدَقائِق ووقَف بِهدوء وجَلس أمامها مُردفاً:آيلا،إن لَم أُضَيّع شَبابي عليكِ على مَن سَأُضيّعهُ؟
أَنتِ بالفِعل صديقتي الوحِيدة ولن أَتخلّىٰ عنكِ البَتة،وسَأظّل بِجانبكِ حتى أرىٰ طِفلكِ رَجلاً كبيراً.
إبتسمت بِخِفة وبِدِفئ لِيقفا مُحتضنان بِعضهما بِقُوّة وهَمست بِهدوء:شُكراً يُونغي،أَنا حَقاً أُحبّك.
يُونغي:أَكثر صَغيرتي،والآن لِنبتعد عن بعضنا حتى لا تقتلني يُونهي.
قَهقهت بِخِفّة وهَتفت بِينما تَمسح على مِعدتها بِلطافة:كَيف تغار مِنّي وأنا أكبر مِنها مِن ثلاث سَنوات وعلاوة على ذَلِك فَتاة حَامِل؟
يا إلهي يُونغي وَجدَتُ مَن يغار علَيك!
وتُخبرني أنّكَ ستكون عازِب بقية حَياتك هاه؟
لَقد وَجدَتُ مَن سَيَكون بِجانبك طَوال عُمرك،لَا تَفعل مِثلي،لا تَفقِد يُونهي مِن يدك كما فَعلت أنا بِتايهيونغ.
يُونغي:أَتعلمين آيلا؟
أَتمنّىٰ أَن يُحبّني أَحدٌ مِثل حُبّكِ لِتايهيونغ،أتمنّىٰ عندما أَرحل في يَومٍ ما،هُناك مَن يَبكي لإشتياقي ويَحتاجني ويتذّكرني.
قَاطَع حَديثهم دُخول يُونهي الحَيويّ اللطيف بينما تَحمَل أكياس كَثيرة وقَالت بِصوت صَاخِب:أَحضرت كُلّ ما هو لذيذ ويُمكِنكِي تَناولهُ بِشراهة.
إبتسمت آيلا بِخِفّة وفَتحت ذِراعيهِ للتي رَكضت سَريعاً ناحيتها وقالت:صَباح الخِير أُختي،كَيف حَال رجلي؟
قالتها بينما تتحسس مِعدة الأُخرىٰ لِتُردف آيلا بِخفة:يدهِ الصّغيرة أَحياناً تَخرج وبالفِعل مِعدتي بَدأت تنمو،لَقد مَرّ شَهران بالفِعل،أنا بالشّهر الرّابع،وأشعر بِآلام لَكِن لا بأس.
يُونهي:لَقد أَحضرت مَلابِس لَكي وأربعة فَساتين للفتاة التي لديها طِفل يَسبح داخلها وملابس لَطِفلكي.
آيلا:يُونهي!
لِماذا صَغيرتي،أنا لا أَحتاج كُل هذا؟
يونهي:لن تستطيعي إرتداء البِنطال وليس مسموح لكِ حتى لا يُصبح الأمر ضَيّقاً عليه،لذا أحضرت فُستان واسِع مَليئ بالزّهور وذي مَنظر لطيف،وَبعض إحتياجات الطّفل.
إحتضنت آيلا يُونهي بِقوّة وهَمست بِدِفئ:شُكراً لَكِ يُونهي،حقاً شُكراً لكِ.
إبتسمت يُونهي بِشدّة وضَيّقت عِناقها مَعها وهَتفت بِلطف:لا بأس.
فَصلت العِناق ونظَرت لِيونغي الذي يَبتسم بِلطافة حتى إقتربت مِنهُ وقبّلت وجنتهِ وابتعدت لِتشهد آيلا إحمرار وجنتيّ الآخر فجأةً وضَحكت مُردفة:أُنظر مَن يَخجل الآن يا إلهي يُونغي لَقد كَبِرت!
لا أًصدّق أَنّك تُواعِد!
على كُلٍّ لا تَفعلوا شيئاً يَجلب لِي ولأبني جَفافٌ عاطفياً أنتم تَعلمون أنا أُم عَزباء.
قَهقها بِلطافة لِيُردف يُونغي مُبعثِراً شعرها:هيا عَزيزتي،إرتدِي مَلابسكِ سَريعاً حتى تلتقطِ هَواء نَقي لِرِئَتيكِ.
إبتسمت وأومأت حتى وَقفت بِصُعوبة وتوّجهت واضعة يدها على مِعدتها.
__________________
تنهّدت أثناء دُخولها مَنزِلها بِتعب بعد مُحاولات عديدة في جعل الإثنان يَعودَان لِمنزلهما بِسلام وتركها.
أَغلَقت الباب خَلفها مُتنهّدة وجَلست على الأريكة شَارِدة وهَمست بِحُزن:إشتقت لَك حَقاً كِيم تايهيونغ،أَتمنّىٰ أَن تَسمع هذا جَيّداً.
وَقفت ودَخلت غُرفتها تُبدّل مَلابسها ومَلئتها بِزجاجة عِطرهِ التي أخذتها مِن غُرفتهِ،نَظرت للِمرآة حَيث عُنقها المَكشوف وتِلك الندّبة والعلامة العميقة بهِ مَكان أَنيابهِ الحَادّة التي غرزها في عنقها ذَلِك اليَوم،هَمست بِحُزن وضِيق:أَتمنّىٰ ألا تختفي أبداً.
تَوجّهت للمَطبخ ونَظرت للِصحن على الطّاولة وفَوقهِ ورقة مَطوّية صَغيرة،فَتحتها وقرأت مُحتواها وسُرعان ما إبتسمت بِإتساع.
[نَتَمَنّىٰ أن تُنهي عَشائَكِ بالكَامِل أيّتها الأم الجميلة،نَحنُ نُحِبّكِ كثيراً
'يُونغي ويُونهي']
إبتسمت ووضعتها على الطّاولة وأخذت الطّعام وبدأت تَأكلهُ بِشراهة على المَائدة بينما الآخر يُحدّق بِها بِإبتسامة حَزينة وجميلة،مِن المُؤلم أن يَجلس بِجوارها ولا يُغرقها بين أحضانهِ لأنّها بِالفعل عَيناها لا تُبصِر عليهِ،أسند رأسهِ على يديهِ المُتمركزة على الطّاولة وهو يُشاهد مَلامُحها الجَذّابة والجميلة والتي أصَبحت مُنتفخة بِسبب حَملها.
وَقفت بعدما أنهت طعامها مُربّتة بسعادة على مِعدتها قائلة:آسفة على الطّعام الذي أَنزلتهُ عليك اليَوم طِفلي،لَكِنّي بالفِعل كُنتُ جَائِعة.
وَقف يَسبِقها نحو المَطبخ لَكنِ إصبعهُ الأصغر إصطدم في الطّاولة لِيسقط أرضاً مُتأوّهاً لاعِنَاً في أنفاسهِ بينما آيلا فقط عَادت حَيث مَكان مَائدة الطّعام ولكن لَم تَجِد أي شئ مُريب،رَفعت كتفيها مُقهقة بِغباء:واللعنة لم أَتوقّف عن هلوسة الحَوامِل هذهِ!
ما دهاني هذان اليومين أسمع أَصوات مُريبة؟
أنتهت مِن غَسل الصّحون بينما هو فقط يتتبعها في كُلّ مكان تَذهبهُ كَالطّفل الصّغير حتى إستلقت على سَريرها بِتعب وببطئ وهَتفت:يا إلهي أنا مُتعبة جِداً مَتىٰ سَأَلِد.
جَلس على الأرض عَلىٰ قَدمَيهِ مُبتسماً ولا يَفعل شئ سِوىٰ التّحديق فِي مَلامِحها وتنهّد هَامِساً:لَيتني بِجانبك لَكِي أُواسيكِي وأُجلِب لَكِ ما تشتهين حتى إن كَان في مُنتصف الليل عَوضاً عن يُونغي.
إبتسم تاي فَور وَجدها تتحرّك ناحية غُرفتهِ وفرّ راكِضاً خَلفها حتى رآها جالسة على سِريرهِ مُتمسّكة بِوُسادتهِ تستنشقها ليكتف يداه مُردفاً ويسند جسدهِ على الباب:إذاً مَن الشّقية التي أَسقتني كلامَاً لاذِعَاً فِي المَرّة الأُخيرة،أنتِ حَقاً شيَئاً ما أيتها الأم الجَميلة.
إِبتسم في نهاية حديثهِ فَور ما وجد جُفونها تَنغلِق تَدريجياً أثناء جُلوسها حتى بِدىٰ الأَمر وكَأنها سَتسقط لِيمسك بِرأسها سَريعاً شَاهِقاً حتى تنهّد بِراحة وحَملها بِلطف وعدّل مِن وَضعيتها وسَحب الغِطاء على جسدها الذِىٰ بَدىٰ لَه لَطيفاً،فَهي نَحيفة قليلاً ومِعدتها المُنتفِخة شَكّل لها مَنظراً نَاعِم لطِيف.
قَبّل وِجنتها بِدِفئ وعَاودَ الجُلوس على الأرض مُجهداً،فَ مُنذُ حملها وهو يَتحمّل مَسئوليتها،في إنجاز غُرفتها وثِيابها حتى أنّها تتسائل بِأنها لم تَقم بِترتيب غُرفتها بينما تايهيونغ فَعل،وهي بالطّبع لا تُلقِ للأمر بَالاً فَهِي تستمر في قَول'إِنّها فقط هلوسات'
لا تَعلم أَنّهُ يَبقى مُستيقِظاً طَوال الليل يُراقبها حتى تستيقظ هِي في اليَوم الثّاني.
____________________
إِغرورَقت عَيناها بِالدّموع وهي تَتحدّث مَع الآخر بأعين جَراء لِيتنهّد للِمرة الأَلف مُردِفاً:لا يُمكنكِ شُرب الكُحول أثناء لَعنتُكِ آيلا،ولن أُناقِشُكِ ولن أَجلِب لَكِ شئ،فَهمتِ؟
لِمَ لا تَفهمين أنني أفعل تِلك اللعنة لأجلكِ؟
أردف بِها بِعدم تَصديق لِتتدَخّل يُونهي بِرَجاء مُردِفة:آيلا يُونغي مُحِق،هذا سَيُؤثّر عليكِ،لا تُعانِدي نَحن نُريد مَصلَحتَكِ.
تنهّدت آيلا طَويلاً وصَمتت ثُم عَاوَدت الحَديث بِحُزن:أُريد شُربهِ لِكَي يَلهيني عن التّفكير بهِ،أنا لازِلت أُفكر بهِ يُونغي،لِمَ لا تُصدّقوني؟
أَنزَل يُونغي رأسهُ بِضِيق وجَلس بِجانبها مُحتضناً إياها وهَمس:آيلا،تَوقفِ عن هذا أرجوكِ،لا تَتحمّلي فَوق طَاقتكِ،كِيم تايهيونغ مَات فَهِمتِ؟
إنسِ أَنّه والد إِبنكِ،إِنسِ أَنّه كَان فِي يَوماً ما كَان حبيبكِ أو كَان حَيّاً،آيلا أتوسّل إليكِ،أنا أُحبّكِ صغيرتي لِهذا سَاعديني لكي تتخطي تِلك الفترة.
آيلا:لِم تتخذّ الأمور ببساطة هكذا!
في يَوم ما في الصّباح كَان حبيبي وكل شئ في حياتي وفجأة بَعد مرور ثمان ساعات تَحوّل إلى شَيطان!
وهذا الشّيطان أنا أَحمل إِبنهُ داخلي!
لَن أَقول أنّه مُذنب لَكِن...كَان عليّه إِخباري بِحقيقتهِ،لِمَ كَان عليّ أن أرىٰ مشهداً كهذا وهو ينعاد في أحلامي كُلّ يَوم!
يُونغي:ألم يُخبركِ ثُقب المُؤخرة الذي يَحتضنكِ الآن أن تُجهضِ طِفلكِ؟
قُمتِ بدور المرأة الحديدية وتركتي كُل شئ خلفكِ وأكملتِ حملكِ اللعين ولا تَعلمين أنّهُ مِن الممكن أن يكون هَجين مِثل والده.
ضَحكت بِين دُموعها وضَربت صدرهِ بِخِفة هَامسة:على الأَقل لديّ مَن يُذكّرني بِهِ،سَأربيهِ جَيّداً وأَجعلهُ سَعيداً دَائماً،أتمنّىٰ أَن أَكون أَباً وأماً جَيدّة لَه،هل تعتقد أنني سأستطيع فِعل هذا يُونغي؟
يُونغي:أَنتِ لَن تفعلين سِوىٰ هذا صِغيرتي،ومن قال أَنني سأترككما؟
سَأبقى بِرفقتكما وأَتكفّل بِشُؤنِكما يا أطفال،مَن يُصدّق أَنّكِ أُم أيتها البَلهاء؟
لقد كَبرتِ سَريعاً آيلا.
_____________________
تزحف في أرجاء المَنزِل تَبحث عن قارورة النّبيذ التي سَرقتها مِن يونغي قبل رحيلهِ دون علمهِ حتى،لقد كَانت مُتأكدة أَنّها وضعتها أسفل سريرها لَكنّها إِختفت،بَعثرت شعرها بِغضب وجلست على الأرض مُتربّعة بِتعابير بَاكية:واللعنة أين وضعتها هذهِ المرة السّادسة التي تحدث معي تِلك الحركة المَلعونة مَا خطب ذاكِرتي السّمكية؟
تنهّدت طَويلاً وكَالعادة شَقّت طَريقها نَحو غُرفتهِ وجلست على سريرهِ مُحتضنة وسادتهِ بِشرود،وقعت عيناها على ورق حائِط الغُرفة،وكأَنّه مُتشقق،وقفت ووقفت أَمامه،بِشكل مَا شَعرت بِحرارة نَابِعة مِن الحَائط دون سبب.
سَحبت الورق المُتشقق حتى ظَهر الحائِط الدّاخلي لِتنصدم،فقط حُروف وكَأَنّها مَقلوبة،وبِلون أسود مائل للِحمُرة،سحبت الورق أكثر وفعلت المِثل في كُل جُدران الغُرفة حتى وصلت للجُهة الأخيرة ولم ينشق،حاولت بِكُل قَوتها لَكن دُون جَدوىٰ،فَجأة خففت قوتها بِشرود لِتظهر ذات الحُروف وصاحبها ثَلاث صُور مَقلوبة.
لَم تُركزّ في المَلامح إلا بَعدما أمسكت الصّورة الأولىٰ ووضعت يدها على ثَغرها مَانعِةً إياه مِن البُكاء،كَانت صُورتهِ،بِشكلِهِ الوسيم والجميل الذي أخذَ قلبها ورؤيتهِ على صورة يَختلف عن تَفكيرها ومُخيّلتها،بدَأت قلبها ينبض سريعاً فور ما إلتقطت الصُورة الأُخرىٰ ونظرت لها،لم تتحمّل لِتنفجر في البُكاء بينما الآخر يُراقِبها بِهدوء كَ عادتهِ.
هَمست بعدما وَضعت الصّورتان بِجانب بَعضهما بِصعوبة وبيدٍ مُرتَجِفة:يا إلهي كَيف لم أُلاحِظ هذا الشّبة الكبير بَينهما!
كانت نتظر إلىٰ صورة تاي وديڤيد التي وجدتها ضِمن الصُور المُعلّقة على الجدران،حَاولت إيجاد فَرقاً بينهما لَكن فشلت فشلاً ذريعاً،فَ كِلاهُما يبدوان كَ التّوائِم بالفِعل،إلتَقطت الصورة الثالث لِتجدها فَتاة جَميلة مَلامِحها لطيفة مُشابهة لِملامِح إبنها،إبنها تايهيونغ،كَان سهل جِدّاً بالنّسبة آيلا التّعرف علىٰ إيميليا والدة تايهيونغ بسبب تقاسيِم وجهه الممزوجة بين حِدّة وجة ديڤيد وجمال وجة والدتهِ.
وَجدت أسفل قدمها صورة مَقلوبة لم ترها مِن قبل لِترفعها عن الأرض لِتشهق فور ما رأتها،صورتها كَانت بِرفقة الأربع صُور المُتواجِدة على الحَائط،عَيناها الضّعيفتان تاهتا في حياتها المليئة بالصُعوبات والإشتياق.
وَقفت سَريعاً وقالت بِنبرة عالية باكية:حسناً تايهيونغ،ما الذي كَان يمنعكَ مِن إخباري!
بسببك نحن إنفصلنا!
وإبني قَد يكون هجيناً وسيتحتّم عليهِ المَوت كَما قال يُونغي!
أنا أَعلم أَنّك تراني!
لِمَ لم تُخبرني بحقيقتك قبل أَن تتحوّل!
واللعنة أَجبني!
سَقطت بَاكية بينما هو جلس أمامها بِحُزن وحَدّق بِها في حين هي تنظر لِلثلاثة صور وتذرف دموعها بِكثرة حتى وَقعت عيناها صورة أُخرىٰ مُلاقاة على الأرض،رفعتها لِتجد صورتها لا تَعلم كَيف أَتت إلى هُنا.
هَمست مُتنهدة بعدما نظرت لها بِعُمق:حقاً مصيري ذات مصير إيميليا،آيلا هي إيميليا وكيم تايهيونغ هو ديڤيد،وها المَشهد يَنعاد مَرّة أُخرىٰ.
تركَت كُلّ شئ وذَهبت نَحو غُرفتها،نَظرت لِنافِذة غُرفتها وجلست أمامها مُتنهّدة.
____________________
وَقفت أمام الآخر وهَتفت بِنبرة لطيفة:جايهيونغ؟
صَغيري هيا لِتَذهب للمدرسة حتى لا تتأخّر طِفلي.
آنَ بِإنزِعاج وفَتح عيناه بِرفرفة خفيفة وقال بِصوت لطيف مُتذمّر:أُمّي أُريد النّوم بَعد.
إبتسمت بِشَرّ ووقفت واعتلتهُ وتمرّدت أنامِلها حتى بدأت تُدغدغهُ سريعاً مِمّا جعلهُ يتحرّك بِقوة مُقهقهاً وهَتف بَين ضَحكاتهِ:أُمّي تَـ توقّفي أرجوكِ!
إبتعدت عَنه بَعدما طَبعت قُبلة قَويّة على وِجنتيهِ وقالت بِنبرة لطيفة مُحذّرة:إياكَ أن تتأخر وإلا سأصفع مُؤخّرتك المُمتَلِئة تِلك حسناً؟
أَومئ المَعني بِطاعة ولُطف لِتخرج مِن غُرفتهِ حتى وجدتهما يُتحدّثون بجانب بَعضهما مُتعانقين لِتشخر بِسُخرية مُردفة:عَصافير الحُب،أنا وإبني سَنُصاب بالجَفاف رِفقاً بقلبنا،لقد مَرة على زَواجكم ثَمان سَنوات بالِفعل!
إبتسما بِخِفة ليِقول الآخر بِإبتسامتهِ السّكرية:أيّتها الشّقية!
إهتمِ بِعزيزكِ أولاً إيتها الجَروة،هل هُناك ولدٌ في الحياة يُنادي والدتهُ بإسمها!
رفعت ساقها النحيلة وضربت مُؤخرتهِ مُردفة:وأنت إهتم بِشؤونك مِين يُونغي إبتعد عني وعن إبني،هو صديقي وأنا صديقتهِ لهذا هو يُناديني بإسمي،آيلا عَوضاً عن أُمي لن تُشكّل فَرقاً،مادام يَعتبرني كُلّ شئ في حياتهِ.
كلامها قد بَثّ في قُلوبهم الدّفئ لِيخرج الآخر مُرتّباً مَلابسهِ حتى قال:إنتهيت آيلا.
آيلا:إِذاً إقترب صَغيري.
إقتَرب الآخر لِتدنُو الأُخرىٰ وصففت شعرهِ لِينزعج صاحِب الشّعر البُنّي الفَاتِح وهَتف:أُمّي لقد كَبِرت بِالفعل علىٰ هذا،أنا لا أُريد أن يكون شعري هكذا!
عَمري عشر سَنوات بالِفعل!
آيلا:جَاي مَاذا قُلنا؟
لَن تكبر بالنّسبة ماما أبَداً،إحترس ولا تتحدّث مع الغُرباء،أُحبّك صَغيري،وسَتظّل دَائِماً طِفلي مهما طَال الزّمان.
إحتَضنتهُ مُقبّلة جبينهِ ووجنتهِ لِيقترب الآخر مِن يُونغي وقبّل وِجنتهِ مُردِفاً:إلى اللقاء هِيونغ،إلى اللقاء عمة يِونهي.
ذَهب الآخر لِتتنهّد آيلا وجلست بِجانبهم على الأريكة قائِلة:كُل يَوم يزداد وسامة قاتلة كَ وسامة أبيهِ،وهذا يَقتلني بِبُطئ،مُؤلم أَن يَعيش إبني الوَحيد دُون أَب يَفهمهُ،يا إلهي صَغيري يَتألّم وأنا جَالسة هكذا دُون فِعل أي شئ.
يُونغي:اللعنة،آيلا هل عليّ إعادتها؟
أَخبرتُكِ للمرة المِئة أَنت أَجمل وأفضل أُم قد رأتها عيناي،هل فَكّرتِ لِماذا جايهيونغ لم يسأل عن أبيهِ لِمرة واحدة؟
لِأنكِ تلعبين دورين في حياتهِ وعوّضتهِ عن نَقص إمتلاك الأَب،أنتِ أُم مِثالية صَغيرتي ضَعي هذا بِرأسكِ.
إبتسمت بِخِفة وأومأت حتى سألت بِنبرة لطيفة:أين طِفلتكِ مَاري يِونهي؟
يُونهي:وأخيراً نائمة،لم تَتوقّف عن اللعب مُنذُ الإستيقاظ تَعلمين عُمرها صَعب.
آيلا:جايهيُونغ كَان هادِئاً ولطيفاً جِدّاً نَوعاً ما،لم يُتعبني أبداً،صغيري دائماً مُؤدّباً.
قهقها الآخران ولِيهتف صاحب البَشرة الشّاحبة بَعدما قَبّل وِجنتها:إذاً طِفلتي،إن إحتجتِ لأي شئ أَخبريني سآتي لَكي على الفَور،وأيضاً،إن إحتاج جايهيونغ شئ فاليُخبرني،هُناك أمور تّخص بالرّجال لا يجب عليكِ مَعرفتها!
آيلا:كَفاكَ إفساداً في الأرض وفي منزلي وإبني وأأخذ زوجتك الجميلة وأِغرب عن وجهي
جَلست بِهدوء بَعد رحيل الجَميع وتنهّدت،دَخلتها بينما تُحَدق في كُلّ رُكن فيها،هَمست بِإبتسامة حَزينة وهي تلتمس أغراضهِ:جَايهيونغي،هُنا كَانت تَقبع كُل ذِكرة أقضتها والدتك مع حُبّ ورجل حَياتها،آسِفة صَغيري،لأني أَنجبتك ولا أعلم ما نهاية عِلاقتي بَأبيك.
أَتىٰ وَقت الظّهيرة لِتفتح لِصغيرها الذي كان يَطرق كَ عادتهِ لتركض بِسعادة مُتحمّسة لِسردهِ عن يَومهِ،شَهدت عُبوس وجههِ الجميل لِتُدخلهُ وجلست بِجانبهُ مُردفة:طِفلي ما خَطبُك؟
ما خَطب عُبوس ثَغر قِطّي؟
قال المَعني بعدما أنزل رأسهُ بِوتيرة حزينة:أُمّي،لِمَ أَنا لا أملِكُ أباً؟
جَميع أصدِقائي في المدرسة يَمتلكون واحداً،شَعرت بِنَقصٍ كبير،لِما أبي تركنا؟
إبتلعت تِلك الأشواك المُحيِطة بِعُنقها وهَتفت بِصعوبة:صَغيري أَخبرتُكَ مِن قبل،العم يُونغي أباك،هو بالفِعل أباكَ ويُحبّك أَكثر مِنّي بِكَثير.
جايهيونغ:أَعلم أُمّي،لَكن أين ذَهب أَبي؟
هل يكرهنا لهذا تركنا وحيدين؟
أَنتِ أيضاً وحيدة،ليس لديكِ رَجُلاً،ليس لديكِ من يتحمّل مَسؤليّتي مَعكِ،أنا بالفِعل أكرههُ،لأنّه ترككِ تُعانين بِمفُردكِ.
آيلا:إيّاكَ جاي!
إياك قولها،إياك قول أَنّك تكرهُ،لَن أُخبرك أَنّه مات أو ما شابة،هـ هو علىٰ قيد الحياة،لم يُسافر أو يذهب إلى أي مَكان،لكن صغيري،لقد إتعدنا على أن نكون صريحين مَع بَعضنا،عندما يحين الوقت أن أتحدّث معك بِشأن أبيك،سَأُخبرك،ولن أتردد في التحدّث عن أبيك
حَبيبي هو يُحبّك كثيراً،وأنا أَعلم بِشأن هذا جيّداً،إن اردت رُؤيتهِ،إنظر للمرآة،سَتجدهُ دائماً مَعك ويَنظر لَك وقُل للِمرآة'أنا أُحبّك أبي'
سَيُجيبك.
أومئ تزامُناً مَع تساقُط دُموعهِ وهَمس بِنبرة لَطيفة:حسَناً آيلا.
آيلا:طِفل المُطيع،طِفلي ورجلي لا يبكي،طِفلي ذو العَشرة أعوام لا يبكي.
حاوطَ خصرها بِقوّة وهَتف:رّبتي على شَعري أُمّي.
رفعت يدها وتغلغلت أناملها خُصلات شعرهِ وهَمست:أُحبّك صغيري.
جايهيونغ:وأنا أُحبّك أُمي،أُحبّكِ كثيراً.
ذَهبت وساعدتهُ في تَغيير ملابسهُ وأطعمتهُ،حتى أتىٰ الليل وهي الآن تُقبّل جبينهُ وقالت:ليلة سَعيدة جاي.
جايهيونغ:ليلة سَعيدة أُمّي.
تركتهُ واغلقت الباب حتى وَقف الآخر سريعاً واتّجه نَحو المِرآة مُردِفاً بِحزُن:أبي أُريد رُؤيتك،أنا حَقاً أُحبك ولا أكرهك.
'وأنا أعشقك صغيري اللطيف'
إِتّجهت بِملامِح ذَابِلة نحو غُرفتهِ وفتحتها بالمُفتاح وقالت بَعدما دَخلتها:إشتقت لك أنا أيضاً تايتاي،إشتقت لك حتى بعد أن علمت بِحقيقتك،إشتقت لك حتى بعد مرور تِسعة أعوام.
إِنهارت باكية وجلست على الأرض البَاردة وقالت بِصُراخ:أنا حقاً أُريدك تاي!
تحمّلت إبتعادك لتسع أعوام ولن أستطيع التّحمل أكثر مِن هذا،أرجوك عُد إلي.
وّقفت ماسِحة بِكائها بحركات مُرتَجِفة وهتفت بِعدما تدور حول نفسها:كِيم تايهيونغ أنا أعلم أَنّك تستمع لِي،أنا مُتقبّلة بحقيقتك،إن كُنت شيطان أو الشّر ذاتهِ مازلت أُحِبّك،إن كُنت أنت مَنبع الشّر في حياتي أنا لازِلتُ أُريدك،حسناً أنت لن تُجيب،إذاً ڤي!
أنا حَقاً أُحبك،ولم ولن أكرهك في حياتي،كفاكَ إِبتعاداً أَرجوك،أنا المُذنبة لَأني أَخبرتك أَن تذهب وأنا أعلم أنني لا أستطيع الإبتعاد عنك.
ألقت بِجسدها على سريرهِ باكية وسَقطت نائِمة بِعد صِياع وتعبٍ شديد بين تَعذيب صغيرها مِن إفتقاد أباً وإشتياقِها لِحُب حياتها.
__________________
شَعرت بإنفاس حَارّة ودرجة حرارة مُرتِفعة حَولها لتفتح عيناها بِبُطئ،وجدت الذي يَعتليها بِملامحهِ التي لَم تتغيّر ولم تَنقص وسامتهُ إنشاً،أنفاسهِ الدّافِئة وتِلك الرّائِحة لم تتغير،لازالت بذات الجمال واللطافة،هَمس واقفاً وقفة القِطة فوقها مُقبّلاً أرنبة أنفها:وها أَنا إستجبتُ لِنداء زَوجتي الجميلة،إشتقت لَكِ مَلِكة عرش قلبي.
'كِيم تايهيونغ!'
________________
إنتهىٰ🥰
كِيف البارت كيكاتي💕؟
دُخول تاتا النّاري بعد تسع سنوات❤️؟
آيلا وجايهيونغ اللطيفين؟
تعتقدو إن تايهيونغ على غلط بَعد ما جاء بعد تسع سنوات؟
البارتات الجاية حماس تونا ما شِفنا شي🔥❤️.
سي يُو نجوم بَانقتان❤️.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top