شِفاء
إستمتعوا مَع البارت الجِديد زِين💕
قِراءة مُمتعة💕.
___________________
قَد مَرّ شهر كَامل على آخر حادثة،وَحِينها تلقّى تايهيونغ العِلاج وأصبح يَسير على قدميه بسبب توقفها لمدّة أربعة أشهر في الغَيبوبة،وهو لازال لا يتذكّر أي شئ عن آيلا،كُلّ ما يتذكّرهُ أنها شرَيكة سَكنهِ ورفيقتهِ المُقربة بعد والدتهِ.
دَخل المَنزِل بِرفقة يُونغي وآيلا بينما هِي تُحدّق بِملامحهِ الوسَيمة المُبتسمة بِهدوء حتى نَظر لَها قائلاً:آيلا؟
لَقد تَغيّر المَنزِل كثيراً!
وأَصبح أجمل.
شَابك أَناملها بينما هِي عَضّت علىٰ شفتيها وينبض أيسرها بِقوّة مِن أصابعهِ النّحيلة المُتمسّكة بِها،أومأت بِإبتسامة هادِئة حتى بدأ الآخر يتجوّل في أرجاء المَنزِل
خرج مِن إحدىٰ الغُرف ذِلك الطّفل الذي يبدو عليهِ التّوتر بِشدة وأخذَ يُلاحِظُ أباه الذي إبتسم إبتسامة صِندوقية لطيفة وجَلس القُرفُصاء قائِلاً:لَقد أتيت لِي قَبل شهر في المَشفى صحيح؟
أومئ الأَصغَرُ بِإرتباك حتى شَعر بِيَدان تُحاوطُ وُجنتيهِ تُلاطفها ثُم قُبلة رقيقة تُطبع علىٰ جبينهْ،وَقعت عيناه على آيلا فتحدّث لها بإبتسامة قائلاً:مَن هذا الوَلدُ اللطيف آيلا؟
آيلا:هُو يَكُون إبني تاي.
تايهيونغ:أين والده؟
إبتلعت ريقها وهتفت بِنبرة صوت خافتة:لا أعلم.
إختفت تِلك الإبتسامة تدريجياً عن ثغرهِ وأدار رأسهُ مَرّة أُخرىٰ ناحية جايهيونغ وقال مُقرفصاً:أتعلم؟
أنا أيضاً لا أملك أباً،لِمَ لا نلعب بِرفقة بَعضنا ونَكون أصدقاء؟
أومئ الأصغر بِطاعة حتى إبتسم تايهيونغ بإتساع وبعثر شعر الآخر حتى قال:أين سَأنام؟
آيلا:أتريد النّوم في غُرفة جايهيونغ ويأتي هو بِجانبي؟
قالتها بِرفقة توتّر وحُزن شديد حتى إتسعت عيناها فور ما وجدتهُ يقترب مِنها بِقوة وهَتف:يُمكنني النّوم بِرفقتكِ أنتِ.
آيلا:هـ هذا غَير مُمكن.
تايهيونغ:لِماذا!
لقد سَمحتِ لي بِذلك قَبل دُخولي المَشفىٰ!
فور قولهِ هذا بالوَقت ذاتهِ نظرت لِيونغي الذي كَان يُراقبها بِهدوء وقد أتىٰ في مُخيّلتها ذَلِك الكلام؛
مُنذُ أن أخرجنا ڤي،أخذ كُلّ ما يتعلق بِكِ مِن عِشق داخل جسد وذاكرة تايهيونغ
ولهذا هو لا يتذكّر سِوىٰ أَنكِ شريكة سكنهِ بارك آيلا،ولا حتى يمتلك أي ذرة حُب لَكِ،وكُلّ ما يتذكّرهُ ذكرتهِ السّيئة مع القَبو الذي أحتجزتهُ في والدتهُ وأباهُ الذي يظهر على شكل أطيافٍ سوداء،ولن يتذكّر شئ حتى وإن تذكّر ف هو سيعتقد أنّ هذا قبل دخولهِ المشفى مُباشرة وليس مِن قبل عشرة أعوام.
نكّست رأسها بِهدوء وأومأت لهُ بِإبتسامة قائلة:حسناً يُمكنك النّوم بِرفقتي.
قفز عليها تايهيونغ يُعانقها ويَدور بِها بينما هي تشبّثت بِعنقهِ بقوة حتى طبع قُبلة قوية على وجنتها وابتعد راكِضاً نَحو الغُرفة،تنهّدت الأُخرىٰ بِإنفاس غَير مُنتظمة وهتَفت بِصعوبة لِيونغي:أُريد أن أعلم،ما الخطأ الذي إرتكبتهُ بِحياتي حتى يحدث لي هذا؟
قَبّل جبينها بِلطف ومسح على يدها قائِلاً:ستعتادين صغيرتي أنا مُتأكد،أنتِ أقوىٰ إمرأة قد رأتها عيناي.
مسحت دُموعها تأومئ بِطاعة حتى وقفت وطبعت قُبلة على وجنتيهِ وهتفت بإبتسامة هادِئة:هيا،يُونهي ستقلق عليك،كُن معها طوال الوقت لا تُفارقها،هي حتماً تحتاجك أكثر مِنّي،وأنا مُتأكدة أنني سأكون بِخير،لطالما عاد إلى منزلي بِخير أضمن لك عدم بُكائي أبداً.
قبّل باطن يدها وخرج،يد صغيرة تُمسك بيدها وتُقبّلها حتى أنزلت رأسها لتِجدهُ صغيرها،تناست كُلّ شئ في حياتها وقالت بعدما نزلت لِمستواه:أتعلم؟
اللعنة على الرجال،أنا لديّ طِفلي الصّغير الجميل هذا لن أحتاج إلى أي رجل بِحياتي،إقترب قليلاً.
إقترب بِخجل وبِوجنتان زهريّتان حتى بدأت تُدغدغهُ بِقوّة حتى دوىٰ صوت ضَحكاتهِ المنزل بِأكملهُ ثُم ركض إلى غُرفتهِ سريعاً،تنهدّت بِلطف على صغيرها لِتذهب ورائهِ وقالت بعدما وجدتهِ مُستلقي ساحِباً الغطاء على جسدهِ وقالت:قُمت بِتنظيف أسنانك صحيح؟
أومئ ببِرائة لتبتسم بِإرتياح وعدّلت الغِطاء عليهِ ثُم طَبعت قُبلة صغيرة طويلة على جبينهِ وهتفت:طِفل مُطيع،ليلة سعيدة صغيري.
جايهيونغ:ليلة سَعيدة آيلا
خرجت بِهدوء حتى إصطدمت بِجَسد ضخمٍ لِتشهق ثُم رفَعت رأسها حتى تجدهُ يتحدّث قائِلاً:أنتِ خائنة!
أخبرتني أنّكِ ستقولين لِي أنا فقط طِفل مُطيع،هذا لئيم!
قالها بِتذمّر وكَتف يداه نحو صدرهِ بِعبوس لطيف حتى قالت بِإبتسامة هَادِئة:حسناً إذاً،إفعل مِثلهُ وسأُلقبّك بالطِفل المُطيع.
ركض إلى الدّاخل حتى ضحكت آيلا ضِحكة خافتِة حتى مرّت لحظات ودخلت الغُرفة،وجدتهُ على السّرير رافِعاً الغطاء على جسدهِ وفقط عيناه وشعرهِ الأشقر الذي يظهر مِنهُ،إبتسمت بِهدوء واستلقت بِجانبهُ ووضعت يدها على شعرهُ مُردفة بِنبرة هادِئة:ليلة سعيدة تاي.
إبتسم بِراحة شديدة وبدأ يفرك عيناه بِكلتا يديهِ،إستعدت للنوم ووضعت رأسها على الوِسادة بِشرود حتى شعرت بيدان قَويّتان تُحاوط خصرها وجسدها مما جعل ظهرها يلتصق بِصِدرهِ الصّلب،إستدرات حتى أصبح وجهيهما لا يفصل بينما شئ سِوىٰ مَسافة صغيرة وقالت:تايهيونغ،ماذا تراني الآن؟
ما هي صورتي في عيناك؟
تايهيونغ:أَول شئ قد رأيتهُ بعد وفاة أُمّي،وشريكة وصديقة وأُم لطيفة لِي.
صوت تحطّم قلبها لِأشلاء لِتعتصر عيناها بِقوة وهتفت بِإرتجاف:صَغيري،هـ هل يُمكنك السَماح لِي بفعل شئ لك لآخر مَرّة؟
تايهيونغ:بالطبَع آيلا!
إبتلعت رِيقها وقَبّلت شفتاه بِبُطئ شديد بينما تُكوّب وجههِ وتُقبّل سُفليتهِ ببطئ بينما هو إستسلم بِسهولة،بقيت على ذلك لِوقتٍ طويل لِتفصلها بِبطئ لِيفتحا أعينهما بِهدوء فأردفت الأُخرىٰ:طِفل مُطيع.
إستدارت تعتصر الغطاء بِيديها حارصة على عدم البُكاء نهائياً وهُناك رغبة عارمة في الصّياح فور ما يشدّ تايهيونغ يدهِ على خصرها ويُقرّبها ناحيتهِ أكثر.
____________________
يُشاهِد التِلفاز بِمَلل حتى سارت الأُخرىٰ أمامهُ مما جعلهُ يسحبها مِن خصرها سريعاً وأجلسها على قدميهِ قائلاً بِعبوس لطيف:أشعر بالمَلل آيلا،ماذا أفعل؟
تُحاول إستيعاب مَا يدور حولها بينما تُشاهد مَلامِح الآخر الدّافئة وقالت بِتوتر:مَـ ماذا تُريد أن تفعل؟
تايهيونغ:لا أعلم لقد سَئمت مِن الجلوس هكذا،أُريد أن أعمل،أشعر بالمَلل الشديد.
آيلا:بِماذا ترغب أن تعمل؟
تايهيونغ:أي شئ!
آيلا:حسناً سنخرج اليوم بِما أن صغيري بالمَدرسة
ونبحث لَك عن عمل.
تايهيونغ:هل أنتِ ووالد جايهيونغ مُنفصلين؟
وقفت من أحضانهِ سريعاً وهتفت بِنبرة خافتة:لـ لا،لكن عِلاقتنا ببعضنا مُتوتّرة،ولا أرغب بِرؤيتهِ.
تايهيونغ:هل تُحِبّيه؟
آيلا:نعم أُحبّه كثيراً.
قالتها بنبرة هادئة ليقف هو الآخر واسترسل بِعبوس:هل تُحبيهِ أكثر مِنّي؟
حاوط خصرها مِن الخلف حتى إعتصرت عيناها سريعاً وهتفت:لا تايهيونغ،وأرجوك توقّف عن إنعدام المسافة بيننا.
رَكضت سريعاً للداخل وقالت بتوتّر قبل أن تدخل غُرفتها:سَأرتدي ملابسي وأعود،سنذهب لبنحث لك عن عمل.
أومئ بِطاعة لِيقف مُتّجهاً نَحو المِرحاض حتى وطَأت قدماه على الأرضيّة،رِغم شعورهِ السّئ لكن وقف أمام المِرآة وحَدّث بِتلك النّدبات المُتفرقة حول وجسدهِ وعُنقهِ،أَنزَل رأسهِ ببطئ وقام بِغسل وجههِ بالماء مُغمضاً عيناه.
شعر بِذكريات تتدفّق إلىٰ رأسهِ ليبتعد مُصطدماً بالحَائط بقوة بينما يُمسك برأسهِ الذي يؤلمهُ بِشِدة،أتىٰ في عقلهِ شخص يخرج مِن ظهرهِ جِنحان أسودان كبيران،خرج سريعاً وقد أتىٰ في خاطرهِ أن يخلع قميصهِ حتى فعل ثُم نظر إلى المرآة التي بِغُرفتهِ،لِأول مرة يَراهما.
ركَض ناحية غُرفة آيلا حتى وجدها ترتدي ملابسها لتخفي جسدها العُلوي الشبة عاري وبوجنتان زهريتان قالت:اللعنة ما خطبك!
تايهيونغ:ما سبب غيبوبتي آيلا!
قالها بنبرة عميقة جدية أخرجتها مما هِي فيه وحدّقت بِجسدهِ العاري وهتفت:ماذا تَعني؟
إستدار وقال مُشيراً على تلك النّدبات المَتروكة طُولياً أعلى ظهرهِ:مَـ ما هذهِ؟
وَضعت يداها بِإرتجاف عليهما واسترسلت بِتوتّر بعد لَحظات:آثار حادثتك تاي
إستدار مرّة أُخرى بَغضب وقال بنبرة شِبة عالية:أي حادثة قد تَجعل ظهري مُشوهة هكذا!
آيلا تحدّثي بِوضوح،أي نوع مِن الحَوادث قد تعرّضت لها!
لِمَ ظهري الوحيد الذي إرتسم عليهِ هاتان النّدبين بِإتقان؟
بينما سائِر جسدي قد تحسّن وكُل الجُروح التي كُنت أمتلكها قد شُفيت.
عَضّت على شفتيها وحدّقت بِهِ بعينان ضعيفتان ضائِعتان حتى قال الآخر بِعمق:رؤيتك عيناكِ بِتلك الطريقة تُضعفني،توقفي.
وقفت على أطراف أقدامها وسحبتهُ لِتعانقهُ بِقوة مُتشبّثة بِعنقهِ العاري بينما هو ببطئ أغمض عيناه ووضع يداه على خصرها يضمّها ناحيتهِ أكثر سانداً رأسهِ على كتفها.
__________________
يَركُض فَرحاً مَعها بَعدما تَمّ قُبولهِ في العمل ويتراقص مَع آيلا التي تُراقبهُ بينما تضحك بقوة وقالت:تايتاي إنهُ فقط عمل جُزئي في مَتجر!
تايهيونغ:بِربّكِ آيلا أنا سعيد جِداً،بِأول راتبٍ لي سَأحضر لكِ ما ترغبين،وأيضاً سَأحضر لِرجلكِ الصّغير كُل ما يريد.
آيلا:عزيري شُكراً لك،أتمنّىٰ أن تنجح طَوال حياتك.
تايهيونغ:أين طِفلي المُطيع!
قالها بِعبوس لطيف مادّاً شفتيهِ للخارج لِتقهقة بِقوة ماسحة على شعرهِ وقالت:طِفلي الوسيم المُطيع!
تُراقبهُ بينما تبتسم بِوِسع شديد وشعور جَيدّ بِرؤيتهِ بِأفضل الحالات شئ يبثّ في قلبها الرّاحة،كونهُ بخير ويبتسم ويُلاطف أيسرها هذا كُلّ ما كانت تتمنّاه.
وَصلا إلىٰ المَنزِل حتى وجدا جايهيونغ أمامهُ،إبتسمت وجلست القُرفصاء فاتحة ذراعيها لِطفلها حتى ركض سريعاً رامياً نفسهِ على أُمهِ بينما هي قهقهت بِقوة وربّتت على مُؤخرتهِ وقالت:كَيف حال رَجلي في المدرسة؟
جايهيونغ:بِخير آيلا.
قَبل وجنتها بقوة وفصل عِناقهِ ليُعانق تايهيونغ المُبتسم على لطافة الإثنان وهتف:مَرحباً إيها الصغير!
جايهيونغ:مَرحباً تايتاي!
مُبارك لك.
تايهيونغ:عن ماذا تتحدّث صغيري؟
جايهيونغ:قُبولك في العمل الجُزئي في المتجر.
تجمّد جسدها ونزلت لِمستواه مَرة أُخرىٰ قائلة بِصعوبة:صَـ صغيري؟
كـ كَيف علمت بِالأمر؟
جايهيونغ:لا أعلم،فقط فَكّرت بِكُما وهذا ما أتىٰ بعقلي،لقد كَان إستنتاجاً ولم أكن مُتوقّع أنه سيكون صحيح.
آيلا:حَـ حسناً ماذا يفعل الآن العم يُونغي؟
جايهيونغ:العم يُونغي...يُلاطِف طِفلتهِ مَع العمة يُونهي في غُرفتها ويُحاولون جعلها تنام.
إتصلت آيلا سريعاً داعياً ألا يتحقق ما يدور في بالها وأجابت مُردفة:يُـ يُونغي،أنت الآن بِغرفة إبنتك أنت ويونهي تحاولون جعلها تنام صحيح؟
يُونغي:اللعنة كَيف علمتِ؟
آيلا أتمزحين؟
أم أنّكِ في منزلنا الآن؟
أنزلت هاتفها بِصدمة وجلست على رُكبتيها مُحدّقة بِإبنها طويلاً وهتفت بِخفوت:هل إبني هَجين؟
تايهيونغ:ما الذي يَحدث آيلا؟
__________________
بينما يُونغي ويونهي وآيلا بصحبة تايهيونغ وإبنها يجلسان في الكنيسة أمام الأب الذي تحدّث بِهدوء:لا داعي للقلق،جايهيونغ حالة نادرة وشائعة بالوقت ذاتهِ،هُناك حالات تتمتّع بِتلك الهِبة مِن الآلة،حيث يَكون الإنسان وُلِدَ برفقة قَرين قويّ جدّاً يمتلك القُدرة على هذا،وهذا لا يمتُّ أي علاقة بِـ المسّ شيطاني،لا تقلقوا،إن كان جايهيونغ ممسوساً لن يكن قادراً على الجلوس معنا حتىٰ وإن كان صغيراً ولم يبدأ بالتّحول.
تحدّثت آيلا بِتوتّر بينما تحتضن إبنها الذي يجلس على فَخذيها وقالت:حقاً إيها الأب؟
يُونغي:كَلامهُ صحيح آيلا،كُنت أنفي هذا الأمر لكن الأب أكدهُ لي،لا تقلقي جايهيونغ ليس هجيناً.
زفرت هوائها بِراحة واحتضنت جايهيونغ بِقوة مُقبلة يدهُ الصغيرة وخرجوا فرحين،بينما تايهيونغ يُحدّق في الفراغ،يَشعر أن هُناك شئ في ذهنهِ يُريد أن يتذّكرهُ،لكِنهّ عاجِز،لا يفهم ماذا تعني هجين الذي كان يتحدّث عنها القُس،لمَ كانت آيلا خائفة لِتلك الدّرجة.
_______________
تَوالت الآيام وقد مَر شهر على آخر حادِثة،قَررت آيلا أخذ طَعام شَهي بتايهيونغ في عملهِ لِيتناولهُ ولكنّها في الحقيقة...كان سبب لِرؤيتهِ،فَ مُنذُ أن بَدأ يعمل وهي بالكاد تراه،يأتي مُتعباً وهي بالفِعل مُنشغلة بِرفقة جايهيونغ حيث تُساعدهُ في دروسهِ وواجباتهِ.
وجدَت تايهيونغ يتحدّث مَع فتاة بلهفة بِجانبهُ وقد كانت ترتدي ملابس عمل مُشابهة لِخاصة تايهيونغ،عضّت على شفتاها بِغيض عندما فهمت أنها تعمل معهُ.
دَخلت كَ الثّور الهائج ولكنها لازالت مُحافظة على هُدوئها،لم يُلاحظ الآخر دخولها حتى،هتفت بِنبرة غاضبة ساخرة:اللعنة هل كِيم تايهيونغ زير نساء؟
أم خروج ڤي قد غَيّره؟
لقد كَان مُكتفياً ومغرماً بِي أنا مِن أين أتت تِلك اللعنة المَلعونة؟
أصدرت ضجيجاً مَرّة ووجدتهُ لا زال مُنشغلاً بالحَديث مَعها،شخرت ضاحكة ودخلت ثُم قامَت بِأخذ أي شئ أمامها لتشتريهِ لكي ينتبه تايهيونغ فهو كان يقف مُحاسباً،وضعت الأغراض على أمامهُ بقوة لِيجفلان شاهقين ثُم قال تايهيونغ مُبتسماً بإتساع:آيلا!
مَتى أتيتِ؟
آيلا:أتيت مُنذُ أن كُنتُ مُنشغلاً بِالحديث مَع تِلك الجميلة!
مَن هِي!
قالتها بِإبتسامة قاتلة عكس النيران المُشتعلة داخلها ليردف بإبتسامة خجولة:سُوجين،صديقتي،سُوجين هذا آيلا،شريكة سَكني اللطيفة وصديقتي إيضاً.
آيلا:اللعنة عليك أنت وصديقتك الجديدة!
تايهيونغ:مـ ماذا؟
آيلا:اللعنة هل قُلتها بِصوت عالٍ!
لَـ لا،لا أقصدكما،أتىٰ شئ بعقلي،أعتذر،تشّرفت بِكِ.
مدّت يدها لِتصافحها بِإبتسامة مُخيفة قد أرعبت الأُخرىٰ التي قالت بِتوتّر:وَ وأنا أيضاً.
تايهيونغ:آيلا،لمَ أشتريتِ أداة حِلاقة؟
لا أنا ولا جايهيونغ نمتلك ذَقن!
إبتلعت رِيقها بِصعوبة،فهو مُحق،فقد أخذت أي شئ أمامها فقط لِـ لفت إنتباهِهِ المُنشغل بالحديث مَع الأُخرىٰ،أعادتها إلى مَكانها بِهدوء وعادت مرّة أُخرىٰ تشاهدها تتحدّث وتهمس بِجانب أُذن تايهيونغ بينما هُو يفعل المِثل،تركت صُندوق الطّعام بسرعة وأخذت الأشياء التي قامت بِشراءها ورحلت.
كَانت تسير بِشرود كبير حتى شعرت بِماء على وجهها لتضع الحقائب أرضاً حتى إكتشفت أنها بكت دون أن تشعرت،صفعت نفسها بِقوة وهتفت:اللعنة آيلا مَاذا تفعلين!
هل تبكين!
لم يحدث شئ بالفِعل!
هي فقط صديقتهِ،كما أنا ويونغي أصدقاء ولم نُحِب بعضنا!
لن يحدث شئ،تايهيونغ لي وسيبقى لي مهما كلفني الأمر.
نظرت للحقائب وفتحتها لتضرب الأرض بِتذمر قائلة:لِمَ أحضرت حَفاضات أطفال واللعنة جايهيونغ توقّف عن إرتدائها مُنذُ زمن لِمَن سأُعطيها!
نعم صحيح إبنة يُونغي اللعينة الرّضيعة،قبل أن تتبّول عليّ بكل مرة تراني بها للتبول في حفاضتها التي لا تكفي مُؤخرتها تلك.
وصلت للمنزل وفتحتهُ لِتجد أبنها يجلس يدرس على طاولتهِ الصّغيرة لِتتناسى كُلّ شئ وتركت الأغراض أرضاً مُتجهة نحوهُ وقالت:صغيري اللّطيف ماذا يفعل!
قبّلت جبينهِ ووضعت رأسها على خاصتهِ من الخلف لِيرفع الآخر رأسهُ وهتف:تشعرين بالغِيرة صحيح آيلا؟
تنهّدت طويلاً وهمهمت لِإبنها بنبرة عابسة:إذاً ماذا سَأفعل جَاي؟
هل سَأمنعهُ مِن كونهُ إجتماعي؟
هل سَأمنعهُ مِن تكوين صداقات؟
هل سّأبقى أنا صديقتهِ الوحيدة فقط؟
لقد عاش وحيداً وهو صغيراً،يجب عليهِ أن يعيش جَيدّاً الآن،سأتخلى عن غِيرتي وأنانيتّي هذهِ وسأُفكر بِمصلحتهِ.
سَار الأمر حتى أتىٰ موعِد عودة تايهيونغ،تركت كُلّ شئ بيدها وجلست مُحدّقة بِالباب مُنتظرة صوت الرقم السّري يدوي مَسامِع أُذنها،لم تملّ فقط كانت تنظر للباب لتستقبلهُ بِعناقها القويّ لهُ في كُلّ مرة.
تأخر عن المِعتاد،والقلق قد تملّك جسدها وقلبها،ركضت نحو غُرفة إبنها وقالت بِخوف:ماذا يفعل تايهيونغ الآن صغيري؟
صمت للحظات يُحاول تجميع أفكارهِ وقال بصعوبة خائفاً مِن ردّة فعلها:يَـ يبدو أنّه قد خرج بِرفقتها أُمي.
صمتت للحظات مُستمعة لنبضات قلبها العالي لتتصنّع إبتسامة ضعيفة وقالت مُقبّلة جبينهِ:حسناً إذاً،ألن تنام حبيبي؟
هيا لديك يَوم دراسي غداً،هيا.
جايهيونغ:آيلا هل أنتِ بخير؟
آيلا:بالطّبع صغيري هيا إخلد للنوم.
خرجت سَريعاً وهذا قد تزامن مع دخول تايهيونغ الصّاخب وقال مُتجهاً ناحيتها وعانقها بِقوة:لقد وافقت آيلا،لقد وافقت!
فصلت العِناق بِصعوبة وهتفت بِإستفهام:ماذا تعني تاي؟
مَن هي؟
تايهيونغ:سُوجين،لقد وافقت على مُواعدتي،هي أيضاً مُعجبة بِي،لقد بَدأ شعوري مُنذُ أن إلتقيت بِها،وبالفِعل مَرّ شهر وهذا كافي لِأقع لِفتاة بِمواصفاتها وجمالها آيلا،أنا سعيد مِن كُلّ قلبي.
إبتعدت عنهُ سريعاً وصدمة قد تملّكتها،خاطبتهُ بنبرة ضعيفة مُتسائلة بينما تُشاهد فرحتهِ الشديدة:أحببتها؟
إختفت إبتسامتهِ فور ما رأىٰ ملامِحها الذّابلة وقال:نعم أحببتها آيلا،ما خَطبكِ؟
تصنّعت إبتسامة سعيدة وقالت بِصعوبة:أتمنّىٰ لكما السّعادة،مُبارك لك تاي.
إحتضنهُ سريعاً وركضت نحو غُرفتها وأغلقت على نفسها،سقطت أرضاً وأخفت وجهها بين قدميها تبكي بُكاءاً مَكتوماً،بكت إلى أن نامت بِوضعية مُؤلمة على جسدها.
___________________
فتحت ذراعيها بينما هُناك صغيرها يَبكي خلفها،بالهواء النّقي الذي يلفح وجهها شاعراً إياها براحة،نظرت للأسفل للمسافة العالية التي تقف فوقها،خطوة واحدة للأمام مِنها قد تُنهي كُلّ شئ،تنهي نزيف قلبها الذي مات مُنذُ عشر سنوات،تُنهي كُل ألم جسدي ومعنوي قد حلّ عليها.
دخل الآخر مرعوباً وهتف باكياً:آيلا تراجعي أرجوكِ.
عضَت على شفتاها بِقوة وقالت مُبتسمة:يُونغي أليس هذا رائِعاً؟
إيجاد حلّ لإيقاف كُلّ شئ سيئ يَقتلك مِن الدّاخل؟
وضعت آلاف الضّمادات لإيقاف نزيف قلبي وروحي لكنّه لم يفعل،فقط خُطوة واحدة ينتهي كُل شئ،وأسبق أُمي وأبي،ورؤيتهما والبقاء معهم،وكأن لم يحدث أي شئ،أليس هذا كافياً لأفعل ما أنا عليهِ الآن؟
يُونغي:إذاً عودي إليّ أنا وجايهيونغ،عودي إلينا آيلا،نحن والداكِ،وسنبقى نضع لكِ ضمادات حتى نموت،هيا يا صديقة عمري،لن أخسركِ أبداً،إستديري ناحيتي ولا تُعطيني ظهركِ،وقوفكِ على تِلك الحافة لن يُزيدكِ سوىٰ ألماً.
آيلا:لكن بعد هذا الألم راحة أبدية،لا تنكر هذا رفيقي الرّوحي،أنا لم أفعل شئ سِوىٰ أنني أحببتهُ،لم تلقيت كُل هذا الألم لأنني أحببت،لِمَ هذهِ الحياة لم تفعل شئ سِوى تعذيبي يُونغي.
تراجع الآخر الذي كان يُحدّق بِأمّهِ وأخرج هاتفهِ سريعاً،قال بنبرة مُرتجفة:أرجوك أَجب أبي.
بينما في الجِهة الأُخرىٰ كان الآخر قد فقد وعيهِ بالمرحاض فور دخولهِ لسبب مجهول،لكن كَ العادة الآف مِن الذكريات قد مَرّت في رأسهِ،صوت رنين هاتف قد دوىٰ مسامعهُ فور ما فتح عيناه ببطئ ليقف بِصعوبة وخرج لِيتجمّد جسدهِ بقوة
آيلا:حَبيبي،ما أَكثر شئ تَرغب في فِعله في هذهِ الفَترة؟
قالت الجَالسة بين أحضانهِ على تِلك الأريكة التي شَهدت العديد مِن الذّكريات التي تربطهما بِبعضهما لِيُردف الآخر بعدما دَفن رأسهِ في عُنقها:أَرغب بِكِ،وأرغب في أن أبقى بِجانبكِ حتىٰ المَوت.
لا أَعتقد أنني أرغب في شَئ آخر سِواكِي،أَحظىٰ بِطفل مِنكِ،نُربّيه سَوياً،أحتضنكِ دَائِماً أثناء نَومي،أُملئكِ بِقُبلاتي وبِحُبّي،حِمايتكِ مِن كُلّ شَر حتى إن كَان هذا الشّر نَابِعاً مِنّي أنا،أُمنيتي أن يَسبقُ إسم عائلتي إسمكِ،وتُصبحين زَوجة كِيم تايهيونغ وحدهُ،ويُصبح لديّ عَمل لِكَي أُجلب لَكِ كُل مَا تتمنّين،هذهِ أُمنية أَرغب في أن أُحققها وبعدها لا أُريد شيئاً مِن الحياة.
إبتسمت مِن أَعمَاق قَلبها واحتضنتهُ بِقُوّة غَارزةً أناملها الرّقيقة داخل خُصلات شَعرهِ الشّقراء،لِتفصلهُ مُحدّقة بِمُقلتيهِ الهَائِمَتان وقالت بِنبرة لَطيفة بينما يديها تتحَسّسّ وجههِ النّقي:وأنا دَائِماً لَكَ طِفلي،دَائِماً مَعك،سأُعطيك قَلبي وعُمري بِأكملهُ،لِنبقى مَعاً حتى أُصبح عَجُوز قبيحة وأَموت بِجانِبَك أَنت،أَنت رَجلي ولَن أَتَخلّىٰ عَنك،أُحبّك مِن صَميم قلبي تاي،أُحبك زوجي.
سَقط على قدميهِ بصدمة،تنفسهُ تضائل،دموعهُ توالت بكثرة،همس لنفسهِ بصعوبة وهتف:أ أنا حَبيبها،وأحببت أُخرىٰ غيرها،لديّ طِفل مِنها وأنكرت وجودهِ،لم أفعل شئ سوىٰ تحطيمها،أي نوع مِن الكائنات أكون أنا.
ضرب صدرهِ بقوة كبيرة وبكىٰ أكثر وقال:لَست سِوىٰ شيطان كَما أُطلق عليّ!
ركض نحو الهاتف سريعاً حتى وجدهُ على سرير آيلا،أربع صور بجانب بعضها،صورتهِ وصورة لِشخص بجانبهِ،رفعها وهتف بصعوبة:كِيم دِيڤيد أكبر مَلك في عالم الجَان والشّياطين والعالم السفلي،وإبنهُ ڤي.
رفع الصورتان الأُخريتان ليجدهما صورة لِآيلا وأمهُ إيميليا،أجاب على هاتفهِ بِإرتجاف وقال:أترغب بِشئ صغيري؟
جايهيونغ:أُمي أبي،لا تدعها تُغادر أرجوك!
ستُسقط نفسها مِن تلك الحافة.
سقط الهاتف مِن يدهِ وركض إلى الخارج،دموعهُ السّاخنة التي مَلئت وجههِ،فتح باب السّطح ليجد جسدها الصّغير في الآعلى يحتضنهُ الهواء حتى سمعها تقول بِصراخ وبكاء:لا يُمكنني تحمّل هذا الألم اللعين!
لا شفاء فقط تَحطيم إلىٰ أشلاء!
هذا ليس عدلاً أبداً،أي نوع مِن الحياة التي أعيشها يُونغي أجبني!
تايهيونغ:كِيم آيلا!
لا تفعلِ هذا أرجوكِ!
إستدرات ببطئ وابتسمت بين بُكائها وقالت:لا تمنعني تاي،أَحِبنّي أو إتركتني أُغادر.
تايهيونغ:فتاة أحبّت شيطان،ولكن دون علمها،عشقتهُ بمقدار عِشق الشّيطان لها،أخذا يندرجان في حُبهما وهما يعلمان أنّ نهايتهُ مَأساوية،أنجبا طِفلاً نَابِع مِن حُب مُحرّم،تركتهُ يلمسها رُغم علمها بِحقيقتهِ،حُبها النّقي لا أحد يستطيع العُثور عليهِ،أُحبتهُ رغم حقيقتهِ البشعة والصّعبة،لم تُفكر أبداً في القادم،كُل ما فعلته هو هو حُبه وتقديم كُل العشق له في طبقٍ مِن ذهب،هذهِ الفتاة تُدعىٰ بارك آيلا،والشّيطان اللعين الذي لم يفعل شئ سوى تعذيبها يُدعى تايهيونغ أو بالأحرىٰ ڤي.
_____________________
نِهاية البارت💕
والله بكيت وبقوّة،والمشكلة اني غبغب وشغلت أُغنية تغرقّني في أم أم دموعي مع مشهد إنتحار إيلا😂
الزّبدة كِيف البّارت💕؟
لحد يسب تاي باليز هو مايتذكر شئ ولكن بالأخير🥰.....
آيلا وتايهيونغ💕؟
أراكم في البارت القادم إن شاء الله💕
باي نُجوم بانقتان🖤
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top