الفصل الخامس


«أولًا، سأطلب من الجميلة أن تذهب، ومن ثم سأتوصل معك إلى اتفاق» قلت بينما أنظر إلى الفتاة بابتسامة اعتذار، وقد لبت مرادي وخرجت، ولكن ليس قبل أن تطبع قبلة على خده الأيسر، كأنها تصرخ وتخبرني بأنها من سرقت قلب هذا الأعزب وحفرت اِسمها بداخله، اكتفيت بإلقاء نظرة ساخرة.

«أنت لا تحب ميريت، صحيح؟» قلتُ له وأنا أحاول أن أتماسك في جميع الأحوال، وأن لا أكون وغدًا يلكم صديقه من أجل خيانته فتاةً قبل موعد الزواج بأيام قليلة.

«لا أفعل» قال براد بطريقة تنم عن أن جميع ثلوج العالم جُمِعت، ثم تم ضخها في عروقه بدلًا من الدماء.

«حسنًا، هي تعلم بأمر خيانتك» أخبرته بهدوء وأنا أؤرجح قدمي.

«أوه» كان هذا كل الذي قدّره القدير على قوله، ولا أعلم حرفيًا لماذا أنا صديق هذا الوغد.

ساد الصمت دقائق معدودات، وكنا نتبادل النظرات المريبة إلى أن قرر براد كسر الجليد بيننا.

«إذًا ما الاتفاق؟» قال براد برباطة جأشٍ، بينما يخرج زجاجتين صغيرتين من عصير التوت البري من ثلاجة مكتبية صغيرة.

«أنت تعلم أني مصور محترف، وأني أستطيع الذهاب إلى أي مكان أريده...» فجأة، شعرت أنه من غير اللائق عرض تفاصيل غزيرة على شخصٍ يرى أن الخيانة شيء عادي، على شخصٍ أعلم يقينًا أنه لم يعد صديقي القديم، ولكن هذا يجعل الأمر أقل تعقيدًا بطريقة ما.

«و؟» تحدث براد بينما يضع زجاجة التوت البري أمامي.

«لا شيء، فقط ستتم تلك الزيجة» قلت وقرأت الفضول في عيني براد.

«ستكملها صوريًا، لن تتزوج أنت وميريت حقًا، ولكن ستتظاهران بذلك.»

«ثم؟»

«ثم تسافر إلى خارج البلاد مع صهبائك واترك لي أمر ميريت» قلت بهدوء بينما أفتح غطاء زجاجة التوت البري وأرتشف منه قليلًا.

«اِتفقنا» وقف براد ومد ذراعه في خطٍ مستقيم صوبي، في إشارةً منه إلى وجوب المصافحة فصافحته ببرود بينما هممت أخرج.

«سآخذ هذه معي.»

أشرت إلى زجاجة التوت التي في حوزتي.

ثم أردفت: «لا تزال وغدًا حقيرًا!» وأنا على عتبة الباب مما جعله يبتسم.

مسكينة ميريت، ولكني سأساعدها كما وعدت.

أما عن براد، فليهنأ الدّامق بالدّامقة!

*******

«إذًا؟» قالت ميريت، ونحن نتمشى بغير هدى في شوارع أورورا.

«إذًا ما رأيك؟» أجبت بينما يسيطر علي التوتر.

«لا أدري، ما خطتك؟»

«فقط ثقي بي.»

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top