الفصل الحادي عشر
- من لديها أفضل صديق دائمًا وأبدًا؟
م…
ي…
ر…
ي…
ت!
مي… مي…
ميريت!
كانت ميريت تتحدث إلى نفسها في غرفة باريس وهي تخرج من دورة المياه.
رد هاري بسخرية وهو يرتب حقائبه: «من لديه أعظم ألم في الرأس بسبب ميريت؟ ه... ا… ر... ي! ها... ها... هاري».
قالت وهي تضرب رأسه بخفة:
- أحاول أن أمجدك، لا تكن سخيفًا هكذا.
- من يمجدني يطلب الطعام لي.
- وقد حدث! جلبت لك أفضل بيتزا وأحسن زجاجة فودكا في التاريخ.
- من أفضل صديقة في الوجود؟ إنها ميريت!
ثم احتضنها هاري بعد رده وقهقها معًا.
- -
سأل هاري ميريت وهما في طريقهما إلى الطائرة: «جاهزة لتوديع باريس والترحيب بمدريد؟».
أجابت ميريت بطفولية: «أوروفوار باغي، وتشاو مدريد» (وداعًا باريس، وأهلًا مدريد)، ثم أحاطت رقبة هاري بيديها وطبعت قبلة على وجهه.
تحدثت ميريت مجددًا وهي ما تزال على وضعها: «هاري، قل لي قصة مدريدية».
ابتسم هاري ثم بدأ في تشغيل أغنية لكي تكون مؤثرات صوتية وبدأ يسرد:
- حُكم على سقراط بأن يختار بين الموت بالسم أو النفي مدى الحياة؛ عقابًا على الدروس التي تحرض على احتقار الآلهة التي أعطاها، فرفض النفي واختار الموت بالسم، وجسّد جاك لوي ديفيد اللحظات الأخيرة في لوحة موت سقراط.
- أنت مخادع، سقراط يوناني وجاك فرنسي، ما المدريدي في القصة؟
- سارق اللوحة كان شحاذًا مدريديًّا.
ضحكت ميريت كثيرًا بعد إجابته، فهمس لها برقة: «صدقيني، العالم أجمع لا يوجد فيه من يستطيع أن يقاوم جمال ضحكتك».
-
وقتنا في مدريد قليل، ولذلك لن ننام ونستريح، بل سنبدل ملابسنا ونبدأ يومنا الحافل المليء بالمتعة - كما أرجو-.
- هاري، أنا جائعة.
- حسنًا، ما رأيك بالإفطار التقليدي لأهل مدريد؟
- ولكنها الحادية عشر صباحًا.
- قيل إن حللت ضيفًا فتطبع بطباع أهل البيت، وهذا الذي سنفعله، إنهم يتناولون فطورهم متاخرًا.
كان اليوم مملًا بالنسبة لميريت، حيث لم تجد ما توقعته، وكان يومًا حزينًا لهاري؛ أتته رسالة نصية جعلته يفضل البقاء وحده على الخروج، لكنه لم يرغب أن يقضي على فرحة ميريت فأخبرها ببرنامج اليوم، واتصل بصديقه لوك لكي يكون معها ويساعدها في اكتشاف مدريد.
كان لوك رائعًا وحاول أن يشرح لميريت معالم المدينة بمرح، ولكن الفتاة كانت قد اشتاقت وجود هاري وطريقته في جعل كل شيء مبهجًا وجميلًا.
بعد فترة، طلبت ميريت من لوك أن يكتفوا بهذا القدر من زيارة المعالم المدريدية وأن يبدؤوا التسوق، ومن قبله تناول الغداء لأنها تتضور جوعًا.
سأل لوك عندما وصلا إلى مجمع طعام مشهور:«هل يوجد في خاطرك طعام محدد أم ستتركين الخيار لي؟».
أجابت ميريت بطريقة مريبة أضحكت لوك: «سأترك الخيار لك، ولكن إن لم يكن الطعام شهيًّا فسأقتلك على الأرجح».
اقترح لوك (البايلا والمينت) والمياه الفوارة، وتقبلت ميريت الاقتراح، وضع لوك يده اليمنى تحت رأسه ونظر إلى ميريت وتحدث: «إذًا ميريت...».
قلدته ميريت بنظرة ساخرة:
- إذًا لوك.
- كيف عرفت هاري؟ وما العلاقة التي تجمعكما؟ هاري لا يُدخل أحدًا حياته بسهولة مؤخرًا؛ هل أنت ساحرة؟
نزل سيل الأسئلة على ميريت التي لم تفعل شيئًا سوى الضحك كثيرًا، ثم ردت بعدما هدأت:
- أنت فضولي يا فتى.
- أفضل أن أُنادى بالصديق الحامي.
- لن أخطفه وأطلب فدية بمليون دولار.
- لن تجدي من تطلبين منه الفدية، لقد هجر عائلته.
ابتسمت ميريت، لمَ لم يخبرها بهذا؟ رددت في نفسها: إن حياتك هي كومة إثارة وغموض سيد ستايلز، ولكن ميريت أنثى شيرلوك هولمز لن تدع هذا يمر.
-
قالت ميريت حينما وصلت إلى الفندق: «كان يومًا رائعًا لوك، شكرًا لإيصالي».
رد لوك بتعجب أثناء تبديل قنوات المذياع: «ما نبرة التوديع هذه؟ ستبدلين ملابسك وتعودين!».
نظرت إليه ببراءة وتحدثت:
- بمناسبة هذا، آسفة على سكب (الفرابتشينو) في سيارتك.
- لم تجرؤ أي فتاة على فعل هذا في سيارتي الحبيبة.
- على الأقل، أنا الأولى في شيء ما أول مرة.
ابتسم كلاهما ثم خرجت ميريت من السيارة، عندما دخلت الفندق وجدت هاري في شرفة الغرفة يستمع إلى فرانك سينترا ويحتسي القهوة.
التفت هاري إليها ووضع القهوة بعيدًا ثم رحب بها: «ها قد عادت مغامِرتنا، هل استلطفت لوك؟».
أجابته بغمز:
- كان لطيفًا، هل هو غير مرتبط؟
- لا يهوى الشقراوات.
- تبًّا.
- يهوى صاحبات الشعر البني.
- سأوقعه.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top