الفصل الثاني والعشرون
«نيك، أحتاج إلى مساعدتك، ويجب أن ننهي المهمة في غضون سبع ساعات أثناء نوم هاري ونايل» طال الحوار بين نيك وبريانكا وميريت حتى بدأت الأخيرة في الموضوع المهم.
«تحدَّثي وكلي آذان مصغية» قال نيك وأخذ قضمة من تفاحة كانت بجانب سريره في الفندق.
«أتعلم عن قصة آنجل؟» سألت ميريت بملامح حائرة.
«أجل، أعلم» أجاب نيك وغزا وجهه الحزن.
«كتبت لها أغنية. في الواقع، علاقة نايل وهاري بدأت تتخذ منحنى لطيفًا نوعًا ما كمعاهدة صلح. أريد أن ألطف قلب نايل قليلًا وأمحو شعور الذنب من قلب هاري» وضحت ميريت مقصدها وهي تعرف تمامًا أن نيك وبريانكا هما سبيلها الوحيد لتطبيق هذه الفكرة.
«هذا عمل رائع ميريت، كيف أستطيع مساعدتك؟»
«أريد منك شيئان. أولًا، إن استطعت، يمكنك تجميع بعض من صورها ولحظاتها السعيدة لتكون خلفيتك بينما تغني الأغنية ثم تقوم بتنزيلها في قناتك على اليوتيوب. الغناء هو طلبي الثاني، ستكون الأغنية محفوظة الحقوق، والمقابل؟ لا أقصد الإهانة، ولكنك مغن، ويجب أن تفكر جيدًا إن كانت هذه صفقة مربحة لك أم لا، وهذا ما سأعرضهُ عليك الآن؛ سأكتب لك أربع أغانٍ مجانية دون أن نتحدث في أي تفاصيل مالية» أخبرته ميريت بمخططها بسرعة، وقصدت أن تبسّط عرضها، لأنه أعجب بكلمات أغنيتها التي يريدها فريق ليتل ميكس، وسمعت من هاري أنه أعطاهم الأغنية لأن نيك ليس أهلًا لنزاعات فنية، على الأقل عند هذه النقطة من حياته.
«بداية، أحترم وأقدر عقلك العملي. ثانيًا، ولأنني صديقكم، يجب أن أرفض عرضك، سيتم إخطار الفريق أننا سنعمل الآن على تلحين الأغنية. ولأنني فنان، أطلب منك أن تزوديني بالكلمات عن طريق البريد الإلكتروني أيتها الآنسة» أجابها بهدوء. إن لم تكن في القطار الآن ونايل نائم على كتفها لكانت قفزت فرحًا.
«سنتحدث عنها الآن ونعدلها معًا، ما رأيك؟» أخبرته ميريت. لم تكن واثقة كثيرًا في الكلمات التي كتبتها بعاطفية غريبة.
«هيا بنا!» أخبرها بحماس.
«إن سخرت سأحطم رأسك.»
***
مرحبًا آنجل،
هل تعلمين سبب نظرنا إلى السماء؟
مرحبًا آنجل،
هل تنظرين إلينا وتضحكين،
بينما نتمسك بالماضي؟
مرحبًا آنجل،
يا إلهي! أرجو أن أكون مثلك أكثر من هذا...
هل تتمنين أن تكوني مثلي؟
مرحبًا آنجل،
أخبريني، هل تحاولين الوصول إلى الجانب الآخر؟
مرحبًا آنجل،
هل تبكين حين تريننا نضيع حياتنا في التفكير في الماضي؟
يا إلهي! أتمنى أن أكون مثلك أكثر من ذلك...
أتمنى...
أتمنى.
أراك في كل مكان... في البار،
كرسي سيارتي الخلفي،
على طرف سريري،
في مؤخرة رأسي.
تعيدينني إلى الحياة حين أستمع إلى صوتك…
صوت جميل،
ضوضاء جميلة.
مرحبًا آنجل،
هل تنظرين من السماء؟
***
«إذن، ما رأيك؟» سألته ميريت متخوفة حين أنهت سرد الكلمات.
«لن أعدل سطرًا واحدًا في هذه الأغنية» أجاب نيك ونظر إلى عينيها مبهورًا وصوت تشجيع بريانكا يعلو في الخلفية.
«أرسلي إلي الكلمات الآن» قال نيك وبهذه الجملة أغلق الفيديو. أرسلت ميريت الكلمات وسقطت في النوم على قدمي نايل.
في الصباح التالي، استيقظ هاري ونايل. اتجه هاري إلى مرحاض القطار ليغتسل سريعًا، بينما كان نايل ينظر إلى الحسناء النائمة على قدميه. تلك الفتاة التي لم يشعر معها أبدًا بخوف من التحدث عن ماضيه، ولم يشعر بالخزي كونه شريرًا تجاه هاري أمامها رغم أن هاري يستحق كل كلمة قالها. لا يدري نايل كيف سامح هاري ووافق على بداية جديدة بهذه السهولة، ولكنه يعلم أن هذا لم يكن ليحصل سوى بوجود الملاك الأشقر الذي يدعى ميريت.
«نايل، ما الذي سنفعله الآن؟» استفاق نايل من أفكاره على صوت الحسناء الناعسة لينظر إليها فيجدها تفرك عينيها وتنظر إليه ببراءة فائقة.
«سنكمل جدول رحلتنا» قال نايل بهدوء وبعثر لها شعرها غير المرتب في المقام الأول.
«حسنًا، يجب أن يكون في مخططنا زيارة فندق ولو يومًا واحدًا، لأنه وكما تعلم، على الإنسان أن يلبي نداء الطبيعة وأن يستحم أحيانًا» همست بصوت منخفض في أذن نايل.
«في الواقع، لقد حجزت غرفتين في فندق لنا في البندقية. ستجدين في غرفتك زيَّين، أحدهما لاجتماعك مع ليتل ميكس والآخر...» قهقه نايل وخفت صوته تدريجيًّا عند النهاية.
«والآخر؟» سألت ميريت رافعة حاجبها الأيمن.
«حين تقرئين البطاقة المرفقة به ستفهمين» اختصر نايل إجابته فأومأت.
«ما الذي فاتني يا صغار؟» قال هاري الخارج من دورة المياه وفوق كتفه منشفة جعلت كلاًّامن ميريت ونايل يضحكان بشدة، كانت ميريت تربت على قدم نايل لشدة الضحك.
«ما المضحك؟ أهو رباط شعري؟ بالمناسبة، هو عادي لأي شخص لديه شعر طويل وليس حكرًا على الفتيات!» احتج هاري واضعًا يديه على خصره ولم تزد حركته الشقراوين سوى ضحكًا.
«أنتما متنمِّران! ما خطبكما؟» قال هاري قالبًا شفته السفلى.
«هاري، المنشفة!» قالت ميريت بين شهقاتها وضحكاتها المتقطعة.
«تافهان!» قال هاري وألقى عليهما المنشفة فسقطت فوق رأسيهما. سحب المنشفة حين بقيا ساكنين ولم يقوما بأي رد فعل فوجد أنهما ما زالا يضحكان.
«البندقية» ظهر الاسم على شاشة العرض ثم توقف القطار.
«هاري، لقد حجزت لنا غرفتين. ستكون مقابلة ميريت وليتل ميكس بعد ساعات هنا» قال نايل بهدوء وأخذ حقيبته.
«ومن سيشارك ميريت الغرفة؟» داهمه هاري بالسؤال دون تفكير.
«ولمَ قد يشارك أحدنا الغرفة مع ميريت؟ ستكون وحدها ونحن في الغرفة الأخرى!» أجاب نايل متعجبًا من طريقة هاري في التفكير.
«هيا بنا!» قطعت ميريت التوتر في الأجواء بنبرة مرحة.
***
في الفندق، استلمت ميريت غرفتها وذهبت حتى تتجهَّز لأجل مقابلتها مع ليتل ميكس. وجدت على الفراش قطعة ملابس مكتوب عليها «ارتديها في المقابلة، ولا تنظري إلى الأخرى حتى تعودي.»
أنهت ميريت ارتداء ملابسها بعد ساعة، وكان من المقرر أن تقابل ليتل ميكس بعد نصف ساعة من الآن. رفعت سماعة هاتف الغرفة الداخلي لتتصل بنايل. «هل أنت جاهزة؟» سألها نايل وسمعت جلبة في الخلفية.
«أجل، وأشكرك على الزي الرائع» أجابت.
«فلتُقابليني عند مدخل الفندق بعد ثلاث دقائق» أنهى نايل المكالمة وأغلق سماعة الهاتف.
أمام الفندق، التقى الاثنان ثم طلب نايل سيارة أجرة لتقلهم إلى المكان المنشود. «لم البندقية؟» سألت ميريت وهو يفتح لها باب السيارة عندما وصلوا فترجلتْ منها.
«لدى ليتل ميكس جولة موسيقية، وفي المساء، سيقِيمون حفلًا هنا» أردف نايل وهما يسيران تجاه إحدى المنتجعات ثم فتح الباب فدلفا معًا.
«فهمت».
***
«ها هي كاتبتنا المرموقة، لقد كدت أقتل نيك لأحصل على هذه الأغنية» تكلمت جيسي ثم ألقت السلام على ميريت.
«أشكرك» كانت ميريت متوترة ومعقودةَ اللسان.
«لقد حجزت من كلماتها نصف ألبوم عودتي» قال نايل مشيدًا بموهبة ميريت.
«أشعر أني سأخسر إن لم أوقع معها عقد احتكار» قالت جيسي وضيَّفت ميريت ونايل شوكولاتة.
«لا يمكنك احتكار الفن» عبس نايل.
غمزت جيسي وأردفت: «لنتقاسمها»
«لا تتحدثوا عن الفتاة كأنها بضاعة، أنا أساندكِ يا فتاتي» قالت لايت آن وجلست بجانبهم.
«هناك شقراء أخرى ستنافسني» قالت بيري محتضنة ميريت. بيري حبيبة زين السابقة تحتضنها الآن!
«لنتحدث عن العقد يا فتيات» التفتت ميريت إلى نيك ولاحت أمارات التفاجؤ على وجهها وهبت إليه تحتضنه.
«نيك...» قالت ميريت، «اشتقتك!» أنهت الجملة وتمسكت به بقوة. هي تعلم أن نيك يتفهم خوفها، ويفهم جيدًا كيف تشعر.
«أنا أيضًا يا عزيزتي» قال وبادلها العناق، فقد أتى كل هذا الطريق ليسانِدها ويشهدَ توقيع عقدها الأول.
«نيك هنا، لنتحدث عن العقد» قالت جايد وأعطت نيك ونايل حضنًا سريعًا ثم جلست بجانب الفتيات.
«هيا بنا!» قال نيك الذي غمز لنايل وجلس أمامهم.
«لحظة، هل أخبرك نايل بشأن التوقيع؟» سألته ميريت وحملقت إليه.
«وكيفَ كنت لأعلم وقت توقيع عقدك يا فتاة؟» قال نيك بينما ضيقت ميريت عينيها.
«أكرهكم يا رفاق!» قهقهت ميريت فضحك كلاهما.
أردفت ممتنة «في الواقع، أحبكم كثيرًا.»
«نحن أيضا يا ملاك» قال نيك تلك الجملة مشيرًا إلى شيء هي وحدها من فهمته. لقد أتم نيك العمل!
«بداية، سنشتري حقوق الأغنية بعشرة آلاف دولار مع الإبقاء على اسم الكاتب بالطبع، ولكن لن يحق للكاتب بيع الأغنية لغيرنا، ولن يحق لأحد شراء الحقوق سوى منا» قالت جايد فأومأت ميريت.
«لكن، أريد أن أسمعكنّّ تغنين الأغنية قبل أن أوافق على هذا البيع الاحتكاري» قالت ميريت فنظر نيك بفخر، وكأنه يقول: هذه هي فتاتي!
بدأت جيسي وبيري الغناء، وشاركهن نيك وكانت التجربة رائعة.
«سأوقع ولكن لدي شرط» قالت ميريت ونظرت إلى جايد.
«هاتيه.»
«أن تكون الأغنية مشتركة بينكن ونيك» قالت ميريت بتحد لجايد. فلتقاضوها لحبها أن تكون أغنيتها في أحسن صورة.
«أوافق» قالت جيسي.
«وأنا كذلك» أضافت بيري.
«بالطبع أوافق!» قالت آن بصوت غنائي.
«وافقنا» أنهت جايد الحديث، وكان نيك يود أن يحتضن ميريت بعينيه، فهي تفهمت رغبته في غناء الأغنية بشدة، وعرضته على المغنيات دون أن يتدخل هو.
«حسنًا، إليكنّ توقيعي وبالتوفيق» قالت ميريت ووقعت العقد، ووقعت جايد إيصالًا بعشرة آلاف دولار أمريكي.
«لدينا كاتبة أغان واعدة» قال نايل بينما يدلفان الفندق.
«لدينا مغنٍ عظيم» بادلته المديح.
«ميريت...»
«نعم؟»
«هل تخرجين الليلة في موعد معي، لنحتفل بأول عقد لك؟» كان نايل مترددًا.
Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top