الفصل التاسع عشر

«لقد رأيت أغنية ميريت؛ (ليتل ميكس) أصدقاء مقربون لي، وقد أروني إياها، في الواقع ذهلت من قدرة ميريت على الكتابة، لذلك سأعطيها الأغنية الافتتاحية لألبوم العودة».


أنهى نايل حديثه وكانت ميريت تقفز من الفرحة كالطفل الصغير.

تكلم فروي: «لا أعرفك سوى من ساعات ولكني بالفعل فخور بك يا فتاة»، ثم اتجه نحو ميريت واحتضنها، بادلته ثم أمسكت به وذهبا نحو نايل.


قالت ميريت بحماس: «عناق جماعي!»

ابتسم نايل وفروي وعانق بعضهم بعضًا.


«هاري، تعال» نادته ميريت وسحبه فروي للانضمام إلى عناقهم السخيف.

 -

جلسنا قليلًا نتسامر وقد كان فروي مهتمًا لما تقوله ميريت، وعلمت من نظرته أنه قد وجد مثله الأعلى في برشلونة.


فروي لديه عادة غريبة؛ لقد كان يبحث عن مثل أعلى في كل مدينة يخطوها، وكانت برشلونة -بالطبع- موجودةً في قائمة تلك المدن.


وحينما سحب هاتفه والتقط صورة مع ميريت، تأكدت من الذي سيكتبه أسفل الصورة قبل أن يضعها.


اتجهت لهم وأنا أضع يدي على فمي كي أمسك التثاؤب الذي راودني، حييتهم وتمنيت لهم ليلة سعيدة فلحقني فروي بعدما حياهم أيضًا.


-


جلست ميريت مقابل نايل الذي كان يخبرها الفكرة الأولية للأغنية التي يريدها افتتاحيةً لألبومه الجديد، أما هي فقد انشغلت بالتدوين خلفه. 


لا تحاول جعلي أبقى أو تسأل إن كنت بخير، أنا لا أعلم الإجابة. 

لا تجعلني أبقى الليلة أو تحاول أن تعرف إن كنت بخير، ليس لدي إجابة. 

وجع قلبي لن يبقى للأبد، سأقول فقط أني بخير.


دندنت ميريت ما لديها مبدئيًّا حتى تختبر رد فعل نايل، فأومأ لها كي تكمل ثم أمسك جيتاره بانسجام حتى يعزف، كررت ميريت جملتَيها ثم صمتت وكرر نايل الجملتين بلحنه الخاص ثم أعطاها إشارة الإكمال.


منتصف الليل ليس وقتًا للضحك حين تقول الوداع

هذا يجعل شفتيك منتظرة قبلتي، وقبلتك غير قابلةٍ التفويت 

أصابعك تثير اللمس وعيناك رائعة

بعد عشر دقائق أخرى كانت ميريت تنتطق جزءًا آخر من أغنيتها المكتوبة خصيصًا لنايل وباستخدام أفكاره السابقة.


أمسك نايل هاتفه وثبته أمامه كي يصور، بدأ بعزف الأغنية مع الكلمات السابقة ثم أنهى المقطع المصور.


ابتسم وأومأ لها حتى تكمل.


حاولت أن أسأل نفسي إن كان يجب أن أرى شخصًا آخر؟ أتمنى أن أعلم الإجابة 

ولكني أعلم إن ذهبت الآن، إن غادرت وحدي الليلة، لن أعلم الإجابة أبدًا

منتصف الليل لا يبقى للأبد، الظلام يتحول لضوء

وجع قلبي يلتهم عالمي، أنا أسقط أسقط، لذلك

أجد شفتيك مغريتين للتقبيل، وقبلتك غير قابلة التفويت

أصابعك تناديني لألمسها، ولا يمكنني مقاومة عينيك الرائعة

هو في شفتيك، في قبلتك، في عينيك، في أصابعك

في كل الأشياء والأشياء الآخرى التي تجعلك من أنت عليه، وعيناك رائعة.


لفظت ميريت الجمل حتى تخبره بنهاية الأغنية، أومأ نايل ثم راجع الكلمات الأولى مع الأخيرة وبدأ يدندن الأغنية كاملة.


«ميريت، أنت رائعة! أروع من بعض الخبراء في هذا المجال، تكتبين مثل عاشق» أخبرها نايل بعناق بسيط.


ردت عليه بابتسامة خفيفة: «ربما هذا ما يجعلني مميزة، أنا أكتب بمشاعري».


أخبرها نايل قبل أن يمسك هاتفه: «سأعلن للمعجبين أننا أنهينا الأغنية الافتتاحية وسأقدمك لهم».


«مرحبًا يا رفاق، كنت أعمل على كتابة الأغنية الافتتاحية مع ميريت الرائعة كاتبة الأغاني الواعدة، انتظروا قنبلة»

كانت تلك كلمات نايل في الفيديو الذي ختمه وهو يشير لميريت، ثم وضع الفيديو في قصة تطبيق انستجرام.


تفحصت ميريت هاتفها فوجدت رسالة إليها من (ليتل ميكس) على الانستجرام؛ كانوا يريدون تحديد موعد.


حدّثت نايل:«نايل، ليتل ميكس يريدون تحديد موعد، إلى أين سنذهب غدًا بالمناسبة!».


ابتسم ورد عليها: «مفاجأة! أخبريهم أنكِ ستعطينهم بيانات مكان الاجتماع غدًا»، فأومأت له ونفذت ما قاله.


«تصبحين على خير فنانتي» أخبرها نايل بعدما نهض حتى يعود لاستوديو هاري.


لحقته ميريت فورًا، فهي لا تريد الجلوس وحدها في هذا المكان المخيف.


نام الأولاد الثلاثة في غرفة هاري، أما ميريت فقد كانت تشاهد التلفاز الذي يعرض مسلسل أصدقاء، كانت تضحك حتى شعرت بأصوات تصدر من جهة النافذة فذهبت إلى غرفة هاري خائفة.


كان هاري ينام على الفراش ونام فروي في كيس نومه على الأرض، في حين كان نايل نائمًا على الأريكة.


«هاري، هاري» قالت بهدوء بعدما وكزته.


فتح هاري نصف عينيه وسأل: «ما الأمر ميريت؟».


همست له: «هل يمكنني النوم بجانبك؟ هناك أصوات بالخارج وأنا خائفة».


رد هاري: «طفلة مدللة، حسنًا، هيا تعالي» ثم رفع الغطاء بذراعه، قفزت ميريت تحت الغطاء وتمسكت بهاري.


قال هاري وهو يحتضنها بشدة ويربت على ظهرها: «صه يا صغيرة، لا تخافي، ستايلز هنا حتى يحميكِ من الأصوات والكائنات».


«هل أغني لك؟» سألها هاري فأومأت.


هل أنا نائم هل أنا مستيقظ أم أنني بينهما

لا يمكنني أن أصدق أنك هنا نائمة بجانبي

أم كنت أحلم أنّا كنا متصلين بطريقة مثالية

كالجذور والشجر والدماء والوريد

كتلك الأيام والأسابيع والشهور التي حاولت أن أسرق قبلة 

كل الأيام التي لم أنم بها وأحلام اليقظة التي كانت تصور لي هذا

أنا أخيرًا الوغد الذي حصل على الفتاة 

ولست خائفًا من أن أخبر العالم


استمتعت ميريت بالغناء كثيرًا، فبالنسبة لها كان هاري كملاك يغني ترنيمة جميلة، ولكن لعنتها تكمن في تفكيرها المشوش، هل يعتبر هذا اعترافًا أم أنها أغنية مفضلة ليس إلا؟


أيًّا يكن، قررت أن هذه اللحظة لن تعوض ولهذا يجب عليها عيشها والاستمتاع بها.


بالنسبة إلى هاري فقد كان الموضوع مختلفًا، كان قلبه ينبض بسرعة فرحًا؛ فقد اختارته دون تفكير حين كانت خائفة، لقد كان أمانها رغم أن فروي ونايل كانا أمامها، لقد اختارته وهي مغمضة العينين.


حسنًا، قد كان باردًا تجاهها وتجاه نجاحاتها حقًّا، ولكنه كان يرقص دون أن تعرف، كان قلبه يرقص داخليًّا لأنه لم يعرف كيف يعبر عن سعادته دون أن يبالغ.


أغلق الملاكان عينيهما بعد بعضٍ من الوقت وغطّا في نوم عميق ومريح.


-


أيقظ هاري ميريت بهدوء عن طريق العبث بشعرها برقة، همس اسمها مرةً فاستيقظت وهي تفرك عينيها ثم نظرت إليه بابتسامة.


«لقد حلمت أنك قد غنيت لي حتى نمت»

أخبرته دون أن أقول صباح الخير.


أجابها هاري مبتسمًا: «لقد غنيت لك حتى نمت بالفعل»، وربما أخذ لها صورة أو اثنتين، همس هاري في عقله وقهقه بينه وبين نفسه.


أخبرها بلطافة: «نايل سبقنا حتى يبتاع التذاكر، ولقد وضبت أغراضك، وتركت لكِ ملابس مريحة حتى ترتديها عندما تنهضين»، رمشت مرتين وقبلته قبلة هادئة على أنفه، أخذت الملابس ثم توجهت لدورة المياه.


لا تعلم كيف أتتها الجرأة ولكن قد أتت.


فتحت المياه الدافئة ووضعت المستحضرات التي ستستخدمها فيها، نزعت ثيابها ثم أغرقت جسدها تحت المياه وبدأت تغني.

-

معك، معك أتمنى أن أحصل على وقت آخر، مكان آخر 

الآن روميو وجوليت أجزم أنهما شعرا بالطريقة التي شعرنا بها 

لم يضطرا للتخفي كما نفعل

أنا وأنت نعلم أن الأمر لا يمكن أن ينجح

الأمر مسلٍ ورائع حتى يجرح أحدًا

ولا أريد أن يكون أنت

الآن أنت لا تريد تركي 

وأنا لا أريدك أن تعرف أنه من المحتمل أن هناك شيئًا حقيقيًّا بيننا، من يعلم؟


تمتمت لنفسي: «ميريت، أنت غريبة الأطوار»، ثم أغلقت أغلق المياه.


أعني... لا أحد يغني شيئا قد ألّفه توًّا خلال استحمامه، ولكن هذه الكلمات رائعة، يمكنني إكمالها في الطائرة.


ارتديت ما تركه هاري لي، كان بنطال جينز فاتح اللون، وبلوزةً قطنيةً بيضاء قصيرة تظهر بطني، ومعطفًا قماشيًّ بلا أكمام حتى يخفي بعض الأجزاء الظاهرة من بطني.


اللعنة، لا يعلم هاري شيئًا عن الجرح في بطني.


أمسكت كريم الأساس ووضعت منه كمية وافرة وفركته على بطني عله ينجح في إخفاء آثار الجروح وأظنه نجح، خرجت لهاري الذي كان ينتظرني فخرج من الغرفة متجهًا للردهة وتبعته.


وبينما فروي يجلس على رخام المطبخ ويأكل حبوب الإفطار من العلبة مباشرة حدثه هاري: «فروي، سأقتلك إن دمرت أي شيء في الاستوديو».


سألت ميريت باستغراب: «ألن يأتي فروي معنا؟».

أجابها فروي بفم مليء بالحبوبى «لا عزيزتي، فقد وصلت إلى برشلونة توًّا، ولا أحب السفر بالقطارات».

استفسرت ميريت: «قطارات؟» فنظر هاري إلى فروي.


أجاب فروي بحماقة أكبر: «ماذا؟ ألم تكن تعلم؟ أكانت مفاجئة أنكم ستذهبون لإيطاليا بالقطار؟» وها قد دمر المفاجأة التي رتبها هاري ونايل لميريت.


صفع هاري مقدمة رأسه وقهقهت ميريت على حالهما.


لفت ميريت يديها حول عنق هاري فتقابل وجهاهما وعيونهما ثم قالت: «هاري، أنت حقًّا رائع، أنت ونايل لم تنسيا تفاصيلي الصغيرة، قد أخبرتكما في ليلتي الأولى أنني أتمنى الذهاب إلى إيطاليا بالقطار».

  

«يا إلهي، استأجرا غرفة» قال فروي وهو يغطي عينيه بتقزز مصطنع حتى ينهي اللحظة كاملة.


تمتم هاري لميريت: «لنذهب»، فأومأت له.


فتح هاري الباب لكن ميريت ركضت فجأة للمطبخ، اتجهت إلى فروي الذي صدم من فعلها ثم عانقته.


«إلى اللقاء أيها الشقي، لا تنسَ مهاتفتي» أخبرته ثم طبعت قبلة على جبينه وعادت لهاري.


قال فروي بعبث: «سأشتاقك صدقًا»، ثم أرسل لها قبلة هوائية فبادلته ميريت قبل أن يغلق هاري الباب.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top