15 | درامـا.

____

____

تيبستُ مكانِـي حينمَا نطقت، وبعيونها المنخذلةُ نحوي حدَّقت، وفي صوتها رعشتُ ألمٍ وجدت، ولأول مرَّة كل هذا الندَمِ نحو قلبِي تكدسَ..

« كل هذا الوقت كنتَ فقط تخدعنِي..!. »

بخطواتها نحوي قد تقدمت، ونحو جثتِي كانت قد وقفت، وأنا المستسلم أنتظرُ اللوم الذي أستحقُ أمامها قد وقفت.

أغمضتُ عيونِي حينمَا يدها نحوي قد ارتفعت، وانتظرتُ صفعة الخيبة منها بترحاب على خدي، ولكنها صدمتنِـي حينمَا نطقت..!

« أيها الساقط!! كنتُ أعلم هذا!! لم أستطع حتَّى تصديق كلماتك!!

تقول لي أنك شاذٌ يحبُ الرجال في حين أن عيونك عن مؤخرات الفتيات لا تتزحزح وتريد مني بكل غباء أن أصدقك!!

أنت!!

أنت من لعابهُ كالكلاب تسيل حينما تشتمُ رائحة أنثى تمر بجانبك!!. »

- عقلهُ خارج نطاق التغطية وثغره فندق لكل الحشرات الصغيرة -

لـ..لحظة...ماذا؟؟..لم تصدقنِـي؟؟..ولكن..كل تلك الأشياء...هل أصبحتُ منحرفًا بدلاً من شاذ الآن؟؟!..

« لا أفهم كيف كنتُ معميَّة إلى هذا الحد!!
كيف رغم كل الدلائل والبراهين أمام عيوني فضلتُ أن أصدقكَ وأأمن بكلامك!!

ولكن لمَا..
أنا لا أفهم..

هـ...هل..لهذا الحد لم تكن راغبًا بمشاعري نحوك..؟
لدرجة أن توهمني بشذوذك!. »

رأيتُ عيونها تحملُ البحرَ فيهما، ورأيتُ عمقَ الجرح الذي بيهما.

فقط بسببِ كذبة بيضاء هدفها أن لا أخسرَ رفيقةَ طفولتِـي

فقط لأننِـي..

« كنتُ خائفًا..»

نطقت وعيوني نحو الأرض متجهة

« كنتُ خائفًا أنني قد أخسركِ..

خفتُ أن أجرحكِ برفضي وتواصلي حبِّي والتألم بسببِي، لذا أنا فقط أردتُ أن أنهي كل أمالكِ بأني قد أبادلكِ الشعور يومًا لـذا..

لم أقصد أن ألقي مثل هذه الكذبة..كنتُ متوترًا ومرتبكًا من اعترافكِ الذي لم أتوقعه..

كنتِ تنظرين نحوي بعيون متلألئة أملًا..حينها فكرت..

إن رفضتكِ.. هل ستنظرين نحوي يومًا بهذه العيون؟ أم أنكِ فقط ستتجنبيني للأذى الذي تسببتهُ لكِ.

وأنتِ تحاولين التخلص من مشاعر الحبِ نحوي.. ماذا إن إنتهى بكِ الأمر بمحو كل مشاعركِ تجاهي!

ماذا إن خسرنَا بعضنَا إلى الأبد!

مالذي سأفعلهُ بدونكِ..!.»

نطقتُ لأول مرَّة ومنذُ وقت طويل بالصدق، بكل ما أشعر بهِ حقًا، ورغم قلقي إلا أن بداخلي شيئًا من الراحة لعبىء الكذبة التي انزاحت من على أكتافِي.

في حين أنها فقط كانت تناظرني بأعين متسعة.

« لذا فضلتُ اختلاق هذه الكذبة، ورغم أنِّـي كنتُ مصدومًا بذات صدمتكِ حينما نطقتها ولكن..

شعرتُ أنهُ الأمر الصحيح لفعلهِ حينها.»

أكملتُ حديثي، وأتبعتها بتنهيدة خرجت من ثغري، وبتردد شديد أخذت أطالعُ تقاسيمَ وجهها وأبحثُ فيها عن ما يخالجها من مشاعر حينها

فتفاجئة بكون شعور الخيبة والألم فيها قد تضاعف.

ظننتني أبردُ ناركِ، ولستُ أسكبُ المزيد من البنزين فيها..

« هل..تظن أننا بخير الآن؟
هل تظنُ أن علاقتنَا التي تدعي أنك فقط تحاول حمايتها ستكون بخير بعدَ كذبكَ هذا؟

قلبِـي..الذي قلت أنكَ ما وددتهُ أن ينكسرَ بسببك..هل تظنُ أنهُ بخير؟.

هل تعلم حتَّى ما كنتُ أشعرُ بهِ من تناقض بسببك!!

لقد كنتُ أعلم تماما أنكَ تكذب علي ولكن مع هذا أردتُ تصديقك، اخترتُ أن أصدقكَ أنت على أن أصدق كل الدلائل والبراهين التي تصرخُ عاليًا أنك لست سوى مجرد كاذب لعين يفضل أن يكون مثليًا على أن يواعدني!!.

كنتُ أشعرُ بالذنب طوال الوقت بسبب أني أثقلتُ عليكَ باعترافي..لأنني لم أكن صديقة تستطيع الإتكاء على كتفها وبالبوح بذاك السر الذي ظننتهُ يخنقكَ..بسبب شكوكي اللعينة تجاهكَ دومًا..بسبب خوفي أنكَ ستشعرُ بالقرف والاشمئزاز منِّي كوني وعن غير قصد قبلتك!!

ولكن الآن..

أكرهُ وأمقتُ كل ذرة مشاعر تولدت تجاهكَ، أكرهك كونك جعلتني أشعرُ هكذا، لأنكَ جعلتَ ثقتي في نفسي تهتز، ولأني أظن أني لستُ جيدة لدرجة أنك تفضل القول أنك شاذ على أن تتقبل مشاعري نحوك. »

كل جسدِي ارتعش، وأنا أراها تنتحب، تحاول مسح ما يسقط من عيونها، وكلما جففت، عادت وتبللت.

تكرهنِي..

لقد جعلتها تكرهني بسبب كذبة لعينة أخرجها عقلي اللعين في لحظة ضيق وخوف.

لا أستطيع..

لا أستطيع تقبل فكرةِ أنها تكرهني..!

أ-أنا لم أقصد هذا! لم أقصد إيذائها! فقط كنتُ خائفًا من مستقبل علاقتنا وما ستؤول إليهِ الأمور بيننا! خفتُ أن أخسرها..

ولكن ها أنا أخسرها بالفعل..!

« أ-أنا حقًا لم أقصد أن أسببَ لكِ كل هذا الأذى مـايـا! لم ولن أفكر يومًا بإيلامكِ!

كنتُ فقط خائفًا أن علاقتنَا لن تبقى كما كانت بسبب هذه المشاعر، خفتُ أنكِ قد تتأذين من حقيقةِ أنِّي لا أراكِ سوى كصديقة وأختٍ لي، خفتُ أنكِ قد تواجهين صعوبةً في تخطيها، فتتخطيني وتتركيني دونكِ.

وإن تخطيتِ وانتهت هذه المشاعر، هل تعتقدين حقًا أننا كنَّا سنعود كما كنَّا؟ وكأن شيئًا لم يحصل؟

ستبقى هناكَ دائمًا تلكَ الفجوة غير المريحةِ بيننا، تلك المشاعر الغريبةُ وغير المحببة، إلى أن يأتِـي يوم يسأمُ فيها أحدنَا من هذا الشعور، وعن الآخرِ يتخلى.

أرجوكِ تفهمي ما شعرتُ بهِ..

أدركُ أن طريقتي لم تكن بالصائبة وبسببها تأذيتي ولكن..أ-أنا فقط كنتُ متوترًا للغاية وكان هذا أول ما خطر ببالي..

أرجوكِ لا تتألمي بسببي، ولا تشعري بأنكِ أقل من غيركِ، بل أنتِ أكثرُ بكثير من غيركِ..!

أ-أنتِ فقط مثالية لدرجة تجعلني أشعر بالثقل وأتسائلُ ان كنتُ حقًا أستحقكِ.

أنتِ أفضلُ بكثير من أن تكونِي مع شخصٍ مثلي..أنا حتَّى لا أفهمُ ما الذي أصاب عقلكِ وجعلكِ تحبينِي! أنتِ أفضلُ بكثير منِّـي!

أنتِ جميلة، ذكية، فاتنة، مضحكة، لطيفة، مراعية، مثيرة، حنونة، والقائمة تطول ولا تنتهي!.

ولكن مع هذا..شخصٌ مثلِي..بكل أنانية وتملكٍ وجشع، لن يدعى جوهرة نفيسةً مثلكِ تنفلتُ من بين يدهِ، وسيحتفضُ بكِ معهُ..

لذا..يا جوهرتي لا تتركيني، فأنتِ من يجعل منِّي شخصًا ثمينًا لإمتلاككِ. »

نطقتُ مهتزًا، كطفل صغير يخافُ فقدان أمه، ويداها بقوَّة كنتُ أتمسك، خوفًا من أن تتركني ورائها وتذهب.

« فهمت..

مشاعري كانت عبئًا ثقيلًا على كاهلك.

أنا أسفة لجعلكَ تشعرُ هكذا.

وأيضًا لا تقلق فأنا منذُ زمن طويل قد تخطيتُك

والوحيد الذي يسكنُ فؤادي الآن هو تايهيونغ.

لذا أرح قلبك وعقلك، فنحن مجردُ أصدقاء طفولةٍ لا أكثر، وسنبقى هكذا كما تريد

إلى الأبد. »

لا تقلقوا، انها ليست قنبلةً أو مبنى يهدم

إنهُ فقط قلبِي الذي إلى قطع تحول.

Bạn đang đọc truyện trên: AzTruyen.Top